Professional Documents
Culture Documents
كتاب
تداول المعلومات عبر النترنت
وأثره في تشكيل الوعي
في عصر العولمة
2007
تاليف :باسل عبد المحسن القاضي
ل اشك ان البحث بهذا العنوان الكبير الواسع ،يمتد ليشمل تعريفات أساسية للمعلوماتية ،وللنترنت ،وللعولمة
،ثم تشك يل الو عي ،ول ما كان ع صرنا كله يقوم اليوم على ،ثورة معلومات ية ،وثورة في تقنيات الت صال –
ومنها النترنت -وثورة بالعولمة ،ومن ثم التجاه إلى تشكيل الوعي المعاصر ،والسيطرة عليه ،وتدجينه
بكل هذه الثورات والمفردات ،فل بد لنا أن نتطرق إلى تاريخ ربع قرن من الزمن الذي حصلت -ول زالت-
فيه هذه الثورات الثلث بمفاهيمها الجديدة على البحث العلمي والعلمي علما انها لم تستغرق كل مفرداتها
عبر هذا التار يخ الق صير ،لذا ستصادفنا مشكلة التعر يف ال صطلحي ل كل من هذه المفردات ب ما في ها من
تنوع واجتهاد وحتى اختلف .
ان بحيث هذه الثورات الثلث معناه كتابية تارييخ ثورة فيي الفكير –المعلوماتيية-وثورة فيي التكنولودييا –
الحا سوب ومتعلقا ته والنتر نت وخاد مه البا حث-وثورة في ال سيطرة ال سياسية والقت صادية للقطب ية الجديدة
والعالم المتقدم عموما عبر العولمة وتطبيقاتها السياسية والقتصادية والثقافية .
من هنا فان التساؤلت التي يثيرها هذا البحث كبيرة وعديدة وحتى غير نهائية لنها لزالت تعمل في الواقع
المعاصر ما دام التطور ما زال جاريا على مستوى المعلوماتية والتقنيات التصالية والعولمة بمضامينها
من هنا فان مشكلة البحث تتسم بالسعة والشمول ولهذا وجدنا انفسنا نسرع الخطى في كثير من التفصيلت
خش ية الطالة ،ولهذا ركز نا في مشكلة الب حث على صناعة مجت مع المعلومات و ما يفرزه من و عي وتأث ير
على العقول عبر النتر نت كم ساحة والمعلومات ية كمضمون ،وبالتالي ف قد انح صر الب حث في الجا بة عن
بض عة ت ساؤلت من ها :أ ثر المعلومات العلم ية او العول مة المعلومات ية في التأث ير على الو عي ،ومن ها
الطا بع الق سري للفيضان المعلوما تي على الو عي ،ومن ها الطا بع ال سياسي والقت صادي عبر الديمقراط ية
اللكترونية والتجارة اللكترونية كمعبرين عن مضامين الثورة المعلوماتية في إطار العولمة ،
وهكذا فقد كانت اهداف البحث محددة في الجابة على هذه التساؤلت عبر استعراض لراء العلماء والباحثين
والتقنيين والسياسيين والقتصاديين كل في مجال عمله .
كميا خرجنيا باسيتنتاجات على مسيتوى العالم الثالث عموميا والوطين العربيي خصيوصا فيميا يخيص تأثيير
المشار كة في كتا بة التار يخ المعا صر لمجتمعات هم ال تي هي الهدف ال كبر لتشك يل الو عي وال سيطرة عل يه
باعتبارهيم مين اقيل الدول حيازة لمضاميين الثورات الثلث اول ولنهيم الهدف القتصيادي الكيبير للدول
.لقيد كان البحيث باسيلوب وصيفي المتحكمية فيي العالم المتقدم بمسييرة العولمية والمعلوماتيية والنترنيت
ومنطق فكري فلسفي لذا لم تلعب الحصائيات دورا كبيرا في استنتاجاته وقد كان مكان البحث هو العالم كله
لن النترنت جعل العالم كله قرية صغيرة كما كان زمن البحث هو ربع القرن الخير ومدخل القرن الحادي
والعشرين فالزمن هو المعاصر والمكان هو العولمة .
الفصل الول
1
-1مدخل أولي
لشيك ان عنوان هذا البحيث يسيتغرق كيل الثورة المعلوماتيية وثورة تكنلوجييا المعلومات وثورة العولمية ،
و من ثم أ سر الو عي البشري المعا صر في اطار كل تلك المتغيرات ،فالنتر نت كآل ية من آليات تكنلوج يا
المعلومات بما تعنيه من كمبيوتر وما يتبعه من استخدامات لليات البحث على صفحات النترنت ،انما هو
منظومة معلومات ية اي ضا ب ما تعن يه هذه المنظو مة من ثقا فة وتجارة ومجتمع ،كما ان العول مة ك ما يقودها
النترنت نفسه كمنظومة معلوماتية وأداتة سيطرة على وعي الشعوب ومحركات السلوك الفردي والجماعي ،
انما هي اخطر زلزال تقع فيه البشرية اليوم ول سابق له في التاريخ .
اذن فالبحث يحتاج الى مساحة معرفية واسعة بكل هذه الليات والتقنيات والمعلومات وانعكاسها على تشكيل
الوعيي الجماهيري المعاصير ،وبالتالي فإن أي بحيث يحاول ان يغطيي كيل هذه المفردات والمسياحات مين
معلوماتيية الى تقنيات الى اغراق الوعيي النسياني وشبكتيه العصيبية تقود بالتالي الى سيلوك ميبرمج عيبر
النظريات النفسيية وصيول الى البرم جة الكاملة التيي تسيود جمييع هذه المعطيات العلميية والتقنيية ،وكأنميا
هدف هذه الحضارة التيي اطلق عليهيا البعيض حضارة الحاسيوب والنترنيت هيو اصيطياد السيلوك النسياني
وتدجين النسان ضمن سلوكيات تجارية واعلمية واجتماعية ونفسية محددة .
لهذا السيبب فإننيا ل يمكين ان نغطيي البحيث بكيل تفاصييله ال مين خلل لغية حديثية تعتميد اللغية المركزة
والتو صيف المخت صر البل يغ الم عبر بأ قل ما يم كن من الكلمات والج مل عن اع مق واك ثر ما يم كن من
السباب والنتائج ووجهات النظر.
ان اول ع مل يم كن ان ند خل به هذا الب حث الوا سع هو التعر يف بالم صطلحات ال تي سنستخدمها وال تي قد
تسيتغرق الجابية على بعيض تسياؤلت البحيث ،فمين يدخيل هذا الوسيط علييه ان يحدد معانيي النترنيت ،
المعلومات ،الوعي ،والعولمة ،وبدون تحديد هذه المعاني والمصطلحات لن نستطيع ان نبحر في هذا البحر
الواسع من المعلومات وعصر العولمة وبرمجة السلوك عبر تشكيل الوعي ،
-2النترنت
آلية معلوماتية وتقنية اتصالية
لو حاولنا ان نستعرض كل التعريفات التي عرفت بها شبكة المعلومات الدولية –النترنت-لستغرق منا
مسياحة كيبيرة تتجاوز قدرة هذا البحيث ومسياحته المتاحية ،علميا ان لكيل تعرييف هدفيا محددا حسيب غايية
المعرف ،لذا فإن نا سنقف على ب عض التعريفات ال تي تخدم الب حث ،أي تعريفات ذات طا بع معلوما تي اول ،
وذات طابع تقني ثانيا ،فماذا نجد لدى الباحثين في هذا المجال ؟
يعرف الخيبير المعلوماتيي الدكتور نبييل علي ظاهرة النترنيت كمنظومية مين خلل المنظور الثقافيي لهيا
بقوله{النترنت او شبكة الشبكات تحدث كثيرون –مفكرون واعلميون وفنيون –عن النترنت ،ذلك الماموث
الشبكي الكبير ،ذي الفضاء المعلوماتي المتناهي الضخامة الدائم المتداد والنتشار ،والذي يقدر عدد رواده
ب ي 800مليون ن سمة بحلول عام ، 2004ان ها تلك الغا بة الكثي فة من مرا كز تبادل المعلومات ال تي تختزن
وتستقبل وتبث جميع انواع المعلومات في شتى فروع المعرفة ،وفي جوانب الحياة كافة من قضايا الفلسفة
وأمور العقيدة الى احداث الرياضية ومعاملت التجارة ،ومين مؤسيسات غزو الفضاء وصيناعة السيلح الى
معارض الفن ونوادي تذوق الموسيقى ،ومن الهندسة الوراثية الى الحرف اليدوية ،ومن البريد اللكتروني
الى ال بث العل مي ،و من المؤتمرات العلم ية الى مقا هي الدرد شة وحلقات ال سمر ٍ ،و من صفقات بور صة
2
نيويورك الى مآسيي المجاعات والوبئة فيي أرجاء القارة السيوداء ) 1انهيا اذا تغطيي كيل مسياحة المعرفية
النسانية ،وإقامة علقة بين النسان وعالمه وأشياءه ،أي انها بتعبير الدكتور نبيل علي اصبحت { نافذة
الن سان ،يوا جه من خلل ها العالم على ات ساعه بحيوي ته المتدف قة وديناميا ته الهادرة ،وإشكاليا ته المتجددة
المتشابكية والمتراكمية ،إن شبكية الشبكات هذه تعييد صيياغة العلقية بيين النسيان وعالميه ،بيين الفرد
ومجتم عه ،ب ين ثقا فة المجت مع وثقافات غيره ،ل قد ا صبحت النتر نت بكل المقاي يس ساحة ثقاف ية ،ساخنة ،
وو سيطا اعلم يا جديدا ،ومجال للرأي العام مغايرا تما ما ل ما سبقه)2ولو ا ستخدمنا صيغة الت شبيه لتقر يب
بعضا من مفاهيم ومعاني النترنت لقلنا انه حينما يدخل انسان الى مكتبة فيها مليين الكتب فإذا اراد قراءتها
لستغرقته عمر البشرية كلها قبل ان يكمل قراءتها فكيف يستطيع التعرف على ما فيها من معلومات تعنيه
ويحتاجها في حياته ووظيفته ومعيشته؟هنا هي مكتبة المعلومات اللنهائية قياسا الى عمر النسان ،فهو ل
يستطيع ان يستفيد من هذه المكتبة على غناها إل بآلية الفهرسة المكتبية المعروفة ليعرف على القل مكان
كل علم او معر فة او تخ صص ،ولكن ح تى لو اختار التخ صص وو جد مكا نه فإ نه سيجد آلف الك تب فكيف
ي ستطيع أن يت صفحها أو ح تى على ال قل قراءة فهارسها ليحدد ما ير يد منها ،ا نه ل ي ستطيع ذلك لن هذه
الطريقة عشوائية اضافة الى مساحتها الكبيرة ،من هنا كان لبد ان يجد آلية تعرفه بسرعة فائقة على ما
ير يد ا ستعراضه من مضام ين هذه الك تب دون ان ي مد يده لت صفحها وتقل يب صفحاتها .هذا الت شبيه المقرب
لع مل النتر نت والحا سوب الذي يشت غل عل يه و من ثم الخادم الذ كي الذي يب حث له عن مفات يح المعلومات
والمعرفة التي يريدها من هذا الكم اللنهائي من الكتب .لقد فتحت النترنت المكتبة امامك لتتصفح ما تريد
منها بسعة خارقة قياسا الى التصفح اليدوي والقراءة الميكانيكية ،
ولو حاولنا ان نستعين بالرقام لقياس كم المعرفة والمعلومات المتوفرة اليوم مقارنة بعمر النسان القاريء
لوجدنا الصورة اوضح حيث تقول الرقام مايلي { يقول علماء المعلوماتية عن انفجار المعارف وفيضانها
–ان مجموع المعارف ابتداء من السنة الميلدية الصفر قد تضاعف اول مرة سنة ، 1750ثم تضاعف سنة
، 1900ثم تضاعف سنة ، 1950ثم تضاعف سنة ، 1960ليأخذ هذا التزايد بعد هذه السنة منحى أسيا غير
مسبوق في تاريخ البشرية ،ومعنى هذا ان العالم قد انتج من المعلومات خلل الثلثة عقود الخيرة فقط ما
لم ينت جه طيلة خم سة آلف سنة ،ومعناه اي ضا أن قارئا قادرا على قراءة ألف كل مة في الدقي قة يقرأ لمدة
ثماني ساعات يوميا ،يحتاج الى شهر ونصف لقراءة انتاج يوم واحد ،في الوقت الذي يجد نفسه قد تاخر
3
خمس سنوات ونصف عن مواكبة انتاج المعلومات )
اذن كان على النترنيت ان يقدم خدمتيه عيبر النتقال مين الباحيث البشري الى الوكييل اللي الذكيي بعيد ان
اصبحت المعلومات اكبر من ان يحصيها احد انه الفيضان المعلوماتي الذي ليمكن لي قدرة بشرية طبيعية
ان تسيتوعبها ال ان النترنيت يقدمهيا سيهلة مبرمجية تتناسيب وعمير النسيان ومدى قراءتيه{ لقيد فتحيت
النترنت بوابات الفيضان المعلوماتي على مصاريعها ،لتصبح مشكلة الفراط المعلوماتي من اخطر المشاكل
التي نواجهها حاليا ،وأصبح في حكم المؤكد استحالة التعويل على الوسائل البشرية وحدها لمسح الشبكة
دوريا بحثا عن المعلومات المطلوبة ،وكان لبد من أتمتة هذه العملية وذلك باللجوء الى ما يسمى بالروبوت
3
المعرفيي knowbotاو البرمجيي softbotبصيفته وكيل آلييا يحال الييه القيام بهذه المهام الروتينيية
الشاقة ،ان الروبوت المعرفي هو –شغال -النترنت المطيع الدؤوب الدائم التجوال بين ارجاء الشبكة لتنفيذ
المهام الموكلة ال يه والوك يل اللي ل يس الروبوت الغش يم بل له ن صيب من الذكاء ال صطناعي يمن حه القدرة
على التحليل والستنتاج والتوقع ،وله أيضا استقللية في اتخاذ القرارات وفقا للسلطات المخولة اليه ،وإقامة
الحوار مع زملء عشير ته ليعملوا كفر يق ع مل متكا مل اقرب ما يكون الى ع مل ممل كة الن مل). 4ل قد عا نى
الباحثون كثيرا من عدم القدرة على ف هم وف قه مع نى النتر نت و هو يع مل على إي صال كم المعلومات الهائلة
في سرعة ضوء خارقة في برمجة ذكية ،حتى ان احد الباحثين وضع عنوانا فرعيا لبحثه سماه تعريفات
النتر نت العالم ية اللغات ال سريعة قال ف يه {ل تح صى تعريفات النتر نت وشروح ها الكثيرة ف هي تش كل مادة
الع صر وتطب عه ل تعود ل حد بل للعالم كله ،تو حد الجماعات وتف تح آفاق المعر فة وتن مي ب ساطة الحشر ية
...وتفتح -النوافذ – مساحات اتصال واسعة كانت غير مباحة من قبل تجعل المرء ل يعرف اين يحط الرحال
و قد ين سى من ا ين جاء قبل ...ان ها الشب كة المتحررة من كل العوائق والقوان ين والشروط اللغو ية ،ان ها
مجانية وتدافع في المطلق عن حريات التعبير حتى التصال يتم بأسماء مستعارة اذا شئنا ،وتصبح النترنت
بهذا المع نى الواج هة التجار ية العالم ية للت صال بالخارج ،وض عت حدا نهائ يا لتار يخ المر سل في العلم
وحتى ل يفرض فريق ثقافته واعلمه في وقت معين ،
هكذا ينتهي تاريخ الزدواجية بين النتاج والستهلك ،ويتمكن أي فرد من تاسيس بنك معلومات خاص به
يطر حه وف قا لمزا جه وأوقا ته ومرام يه ،والنتر نت هو ال سوق العالم ية والثقاف ية الوا سعة ،ومكت بة العالم
الخيالية وهو حاجة معاصرة وأهم تطور ثقافي منذ سيطرة النسان على النار ...لكنها سيطرة مستجدة تقتل
لغاتنا المألوفة الجميلة وفي الوقت نفسه تجذبنا نحو لغات ومفاهيم اتصالية .
كان من المستحيل ايجاد ابرة في قفة من التبن وسقطت الصورة مع النترنت حيث يمكننا ان نجد ما نريد
تحت نقرة الفأرة تأخذنا الى مليين المفاتيح الجاهزة ،كلمات تفتح نوافذ ل تنتهي من المعرفة ،
فالنترنت هي نهاية الجغرافيا والخلص من محددات السجون التي طبعت الكرة والحدود ،وهي غزو العقول
وتكي يف المنطق وتوج يه الجمال وصنع الذواق وقولبة ال سلوك ،وتر سيخ ق يم عالم ية جديدة ،وهي ال تي
تنقلنا من القبيلة الضيقة الى القبيلة البشرية الكبرى ،وتمنحنا الثقافة السريعة ،وتجعل بمتناولنا المعارض
ال سريعة وال فن والر سم والمو سيقى ،و هي الملذ الوح يد الوا سع لديمقراط ية المعر فة في المك نة والزم نة
كلها ومن دون قيود ،ويبدو انها التجسد الفعلي للقرية العلمية اللكترونية التي رددها الناس ..وانتظروا
حلولها مثل الحلم .لقد باتت النترنت من الوسائل الناجحة لتحقيق نزعات القوى الدولية نحو العالمية او
الكونية ،وأظهرت بصورة جلية اقتصاد عصر المعلومات التي ل تنقص خلفا للموارد المادية بل تزيد مع
تزايد استهلكها ) 5لقد بدأ العصر يوصف بأنه عصر النترنت للثر الكبير الذي تركته هذه الشبكة على واقع
النسان اليوم وقد اعتبرها البعض اعظم ثورة بعد الثورة الصناعية حيث يقول احد الباحثين { يشهد العالم
منذ ما يزيد على ربع قرن ثورة علمية وتكنولوجية فاقت في أهميتها وتأثيراتها ونتائجها ثورة القرن الثامن
عشر الصناعية في اوربا ،هذه الثورة كان العلم اللكتروني والتصال والمعلوماتية من ابرز مظاهرها ،
فقد أكدت العديد من الدراسات ان شبكة المعلومات العالمية injernetion net warkهي أهم وأعظم ما
4
أفرز ته التطورات الهائلة في مجال تكنولوج يا المعلومات والت صال ticوال تي ا سهمت في إحداث تأث ير بالغ
الهم ية في ظرف زم ني قصير جدا ل في بيئة وسائل العلم والتصال فحسب بل أي ضا وبشكل جذري في
جمييع أنماط التعاميل وأسياليب التفكيير والحياة ،كميا يؤكيد ذلك محميد العمير ..النترنيت أوجدت أنماطيا ل
للتوا صل والع مل والتجارة فح سب ،إن ما ن مط جد يد للحياة يفرض تحديا ته علىالنماط التقليد ية ال تي ألف ها
الناس من قبل في كل شيء وأهم ذلك إمكانية الوصول الى بحر لتعرف شواطؤه من المعلومات ). 6ويطلق
الدكتور اجقيو علي على النترنيت بانهيا ثورة ثقافيية ولييس مجرد ثورة تقنيية حييث يرى ان مين بيين
الستخدامات التي برزت بشكل كبير منذ بداية ما يمكن تسميته عولمة النترنت ما قامت به وسائل العلم
المختلفة والتي استطاعت الستفادة بدرجات متفاوتة من امكانيات الوسيلة التكنلوجية ،ويقارن بين وسائل
العلم الخرى كالرادييو والتلفاز ييبرز تطور ونميو هذه الشبكية حييث يرى ان المذياع احتاج الى 83سينة
ح تى ا صبح لد يه مليون مشترك ،بين ما احتاج التلفاز الى 51سنة ،في ح ين ان شب كة النتر نت لم تح تج
سوى بضع سنوات ان لم نقل اربع لتخطي الحواجز .
ان العالم الثقا في والفكري والحضاري عمو ما الذي صنعته شب كة النتر نت اليوم يتجاوز المفردات الب سيطة
ال تي ي نبيء عن ها ن قل المعلومات عبره الى ح يث بدأ المجت مع كل يا يتغ ير ،فأ صبح مجتم عا انترنيت يا ات صاله
يقوم على الشب كة بدون حضور مادي او لقاء ح سي بل نبضات كهربائ ية تنت قل ب ين الجا نبين ،بل ان ف هم
التراث نف سه تغ ير عبر هذه المعطيات الجديدة ،ا نه عالم جد يد ومغا ير كل يا للعالم ق بل النتر نت .يقول ا حد
الباحثين في هذا المعنى {اضحت المعلومات من اهم مقومات البنى التحتية لصناعة ثقافة الخطاب الصحفي
ب عد ان ع صفت تقنيات المعلومات ون سيج النتر نت ب جل مفردات المنظو مة المفاهيم ية في ع صرنا الرا هن ،
فبجا نب توفير ها لموارد الخطاب ال صحفي بتجليا ته الثقاف ية وال سياسية والجتماع ية ،فإن التقنيات الرقم ية
الجديدة وآليات الذكاء الصيطناعي قد احد ثت تغييرا حا سما في طبيعية فهم نا للتراث والفكير بعيد ان تحول
النص الحادي الى نص متشعب ،واصبح الخطاب عرضة لسلسلة من عمليات المعالجة المحوسبة التي ينقر
في ها دا خل البناء اللغوي والدللي لل نص للو صول الى النموذج الذي ا سهم في تول يد الفكار وأن شأ ال صرح
المفاهيميي للفكير ،وقيد تعمقيت الوشائج التيي تربيط الموارد المعلوماتيية بالدوات التقنيية بعيد ان اصيبحت
الفكار والثقافات عبارة عن نبضات رقم ية محفو ظة في و سائل خزن مغناطي سية وي تم تداول ها بش كل حزم
رقمية تسري عبر شبكات رقمية تلف كرتنا الرضية ،فلم يعد للخطاب وجود دون ارضية رقمية تسري فيها
النبضات الرقمية التي تترجمها الى نص مقروء او خطاب مرئي او مسموع ). 7
ويحدد الكا تب م ساهمة الفضاء المعلوما تي للنتر نت بالفضاء الثقا في من خلل مجم عة العنا صر ال تي يتألف
من ها وال تي تش مل ك ما يقول{--فضاء مفتوح للتجارة اللكترون ية بو صفه مو طن ت سوق الكترو ني لمختلف
انواع السلع والخدمات المطروحة للستهلك
--وسط مجتمعي تتم من خلله انشطة النقاشات والتواصل مع الخر عبر حلقات الدردشة ومجاميع الخبار
والبريد اللكتروني
--بيئة ثقافيية ومعرفيية culture mediaيتيم مين خلله تبادل المعلومات والمعارف بشتيى صيورها
وانواعها عبر الخطاب العلمي والثقافي في مواقعه الكثيرة
5
--بيئة سياسية مستحدثة تمارس من خللها عمليات متباينة لترجمة الخطاب السياسي الى فعل معلوماتي
يملك تأثيرا ملموسا على الجهة المناوئة
--بيئة تنظيمية مستحدثة لدارة وتنظيم النشطة التقليدية عبر وسط معلوماتي يذلل الصعاب التي تشخص
امام الفعيل التنظيميي على ارض الواقيع ويتجلى ذلك واضحيا فيي تقنيات ادارة حركية الصيناعة والتجارة
والخدمات عبر الفضاء المعلوماتي وبعيدا عن الليات القديمة التي تعاني من بطء ملحوظ
--بيئة لهو ملوثة قد شحنت بجميع انشطة الفسق والفجور التي توظف الخصائص الفريدة لحضارة الصورة
وثقافتها لشباع واستدراج الشهوات النسانية وتضليلها واجتذاب الشباب وتوسيع دائرة العهر بحيث اصبح
8
في متناول الجميع وبعيدا عن اعين رقابة المجتمع والتقاليد )
ترى هل ان تو فر المعلومات ب سهولة ل كل الناس هي م سألة سلبية ام ايجاب ية اذا كان النتر نت هو الو سط
الناقل لها؟لقد بشر بعض الباحثين بأن النترنت سيحقق ديمقراطية في المجتمع الحديث بما لم يتوفر سابقا
له وسييحقق عدالة اجتماعيية مين خلل هذه المعرفية المتاحية للجمييع فيقول {النترنيت بإتاحتهيا المعلومات
والمعر فة –ا هم موارد التنم ية-للجم يع على حد سواء ،ستوفر منا خا اف ضل لتحق يق العدالة الجتماع ية ،
وتمنيح فرصيا متكافئة للتعلييم والتعلم مميا يضييق الهوة الفاصيلة بيين العالم الناميي والعالم المتقدم ،ويقلل
الفوارق بين الفئات الجتماعية المختلفة ،وعلى النقيض من ذلك هناك من يؤكد ان النترنت يزيد من حدة
الستقطاب الجتماعي بين من يملك ومن ل يملك ،وسيؤدي الى ظهور نخبة جديدة تجمع بين القوة المادية
لرأس المال والقوة الرمز ية المتمثلة في المعارف والمعلومات ان المعلومات عبر النتر نت في رأي هؤلء
لن ت ظل حرة طلي قة مشا عة للجم يع ،وذلك ب عد ان ادر كت القوى الرأ سمالية التقليد ية المغزى القت صادي
للموارد الرمزيية ،وهيم مصيممون على ان يحيلوا المعلومات والثقافية الى سيلع تباع وتشترى وفقيا لقانون
العرض والطلب .ان هناك من يزعم ان هذه التكنولوجيا المستحدثة ستحقق درجة غير مسبوقة من الشفافية
–احد الشروط الساسية لممارؤسة الديمقراطية-فهي تمثل وسيلة عملية لطلق حرية النسان في ان يحصل
في أي و قت و في أي مكان على كل ما يحتا جه من معلومات ،وأن يب عث في أي و قت والى أي مكان ما
يتراءى له من أفكار وآراء ،
على النق يض من ذلك هناك من يؤ كد ان ها تنطوي على تهد يد حقي قي لخ صوصية ان سان اليوم ،و قد با تت
بيانات ها الشخ صية متا حة لجهزة الرقا بة وال سيطرة عر ضة ل ستغللها في ك شف الم ستور و ما تختلج به
ال صدور وتش فى به العقول ،ان الحر ية المطل قة الموعودة ما هي ال خداع ،و قد بدأت الطبق ية ذلك العدو
اللدود للديمقراطيية تت سلل الى شب كة النترنيت ال تي تحتوي حال يا على عدد من النوادي المعلومات ية خاص
بالعضاء ف قط تقت صر عضويت ها على نخ بة متميزة من حملة بطاقات العضو ية او من يعرف كل مة ال سر –
الشفرة-التي تت يح له النفاذ الى بوابة المعلومات الراقية ،فل مكان هنا للحراف يش او المتسكعين في دروب
هذا الماموث المعلوماتي ). 9
ان هذا التأثير الكبير والخطير لشبة النترنت على المجتمع خلق علوما جديدة متصلة بدور العلم والنترنت
كوسييلة اعلميية فيي التأثيير على الفراد والجماعات ،مين هذه العلوم ميا يسيمى علم اجتماع العلم ،
فالنترنت كوسيلة ات صال واعلم لم يقت صر على تطور قوة البث وقوة ال ستقبال ف قط ،وإنما أدى الى ترك
آثار واسيعة على البنيى الجتماعيية والقتصيادية والثقافيية ،ومين هنيا تحول الى قضيية هيمنية يقول احيد
6
الباحثين في هذا العلم { ان التقنيات التصالية الجديدة هي بمثابة الزلزال الذي هز ومن ثم خلخل المرتكزات
ال ساسية للبن ية العلم ية القدي مة ب صورة شاملة ،بدءا من التقنيات الم ستخدمة ون مط العمليات العلم ية
والساليب المستخدمة وانتهاء بوظائف العلم ذاته)– 10ويؤكد على {ان التغير الذي طرأ على حجم عملية
التصال والدور المناط بها يتصل مباشرة بعملية تدويل النتاج والبث والتصدير وكلها ذات علقة باستخدام
انماط جديدة لممارسة الهيمنة السياسية ،لهذا ان وظائف العلم ووسائله تبدو مختلفة عما سبق ،وترتكز
ب صورة ا ساسية على تهيئة الجواء والقناعات وبلورة مشا عر م ستهلكي المادة العلم ية بأن هم ينتمون الى
بيئة سياسية دول ية او البيئات المعر ضة لم ثل هذه الحملت في مقاو مة الت سلط والدفاع عن حقوق الن سان
المقهور اجتماعيا في تبني ثقافته وسياسيا في ضمان حريته ووطنيا في ضمان استقلليته)
ان ثورة التصيال التيي احدثتهيا النترنيت غدت اليوم مين أهيم الوسيائل التيي 11تسيتعملها القوى السيياسية
الم ستنيرة لتحر ير الشعوب من ال ستبداد والظلم ال سياسي والقت صادي والجتما عي ح يث وفرت النتر نت
12
امكانات كبيرة على كافة المستويات وخاصة السياسية والعلمية ويمكن اجمال بعضها بما يلي :
-1تسهيل الحصول على المعلومات وهي ل تزال طرية من مصادرها المباشرة ،فبمجرد نقرة على شاشة
الكمبيوتر ينتقل القاريء من موقع الى موقع أينما أراد على وجه الرض ،ويقرأ أي موضوع يشاء بأي لغة
يفهم دون مصادرة او قيود
-2تسهيل إيصال المعلومات الى الجمهور دون تحكم من الحكام المستبدين او رجال المال المحتكرين لملكية
وسائل العلم ،وتوفير المعلومات الصحيحة هو اول خطوات التغيير ،وقد كان احتكار اهل السلطة والثروة
للمعلومات في الماضي من اهم الوسائل التي يحتمون بها
-3التم كن من اي صال الر سالة العلم ية بالش كل الذي يريده المر سل دون تد خل مو جه من اباطرة العلم
الذين اعتادو التصرف في المعلومات التي تصلهم وصياغتها واخراجها بالطريقة التي تخدمهم على حساب
المرسل الصلي ورسالته بل يقدمون الرسالة بصورة تخدم نقيض ما اراد مرسلها
-4رخص ثمن التصالت بل ومجانيتها في اغلب الحوال مما يجعلها متاحة للجميع ول مجال لحتكارها من
طرف الحكومات القمع ية او الشركات الحتكارية ومن فوائد ر خص ثمن التصالت اشراك عامة الناس في
المعلومات ،وتلك هي الخطوة الولى لتخاذ الموقف السياسي الرشيد .
-5ور غم ان الحكام الدكتاتوري ين يميلون الى التضي يق على تكنلوج يا الت صال الحدي ثة م ثل النتر نت خو فا
مين انفلت المور مين قبضاتهيم ،فقيد بدأ العلم اللكترونيي يقضيي على اعلم الورق –الصيحف -وبدأ
يضايق اعلم الصورة –التلفزيون -وهو مرشح للسيادة في المستقبل بسبب الميزات العديدة التي يمتاز بها
على العلم التقليدي
اما ميزات العلم النترنيتي على العلم التقليدي فيمكن اجمال بعضها فيما يلي :
-1ان العلم اللكتروني يعطي القاريء فرصة اطلع اكبر من الناحية الكمية ،ففي جلسة واحدة يستطيع
القار يء ان يطلع على عشرات الم صادر العلم ية من جم يع ارجاء العالم ودون تكل فة ماد ية تذ كر ،و هو
أمر غير ممكن عمليا من حيث الوقت ومن حيث الكلفة في التعامل مع العلم التقليدي .
- 11
- 12
7
-2انه يعطي القاريء حرية النتقاء والمقارنة من خلل الطلع السريع على العديد من المصادر المختلفة
الرؤى والخلفيات واستخلص النتيجة التي يراها اقرب الى الحقيقة دون ان يظل اسيرا لرؤية مخصوصة ول
تخفى قيمة ذلك في تحرير ارادة المتلقي في تعاطيه مع الوسيلة العلمية.
-3انه يمكن من القراءة المتخصصة ،فلم يعد من اللزم استنزاف الوقت والجهد في تصفح الصحف بحثا
عن موضوع معين او انتظار برنامج مخصوص في احدى القنوات التلفزيونية ،بل اصبح النترنت بوسائل
البحث في مادته يمكنك من الطلع على الموضوع الذي تريد في الوقت الذي تريد .
-4ا نه يو صل الر سالة العلم ية الى مدى عال مي ويتجاوز القيود التقليد ية ال تي تق يد التلفزيون وال صحافة
المطبوعة فهذه تحدها حدود المكان فل يتجاوز بعضها مساحة معينة من البسيطة كما تحدها حدود المكان
فل يستطيع الجميع الوصول اليها لنها غ ير مجانية بخلف النترنت فل تحده حدود المكان وهو مجاني او
شبه مجاني في العادة .
ان المتتبع لثورة التصال والعلم في عصر المعلومات ،يدرك ان العلم اصبح محوريا ل بسبب التقنيات
التي استخدمها فقط ،وانما بسبب طبيعة الرسالة العلمية عبر هذه التقنيات ،يقول الدكتور نبيل علي تحت
عنوان محور ية العلم والت صال { ل قد ظن الب عض خ طأ ان اعلم ع صر المعلومات ما هو ال مجرد طغيان
الوسيط اللكتروني على باقي وسائط التصال الخرى ،لكنه في حقيقة المر اخطر من ذلك بكثير ،فالهم
هيو طبيعية الرسيائل التيي تتدفيق خلل هذا الوسييط التصيالي الجدييد ،وسيرعة تدفقهيا وطرق توزيعهيا
وا ستقبالها ،ل قد نج مت عن ذلك تغيرات جوهر ية في دور العلم جعلت م نه محورا ا ساسيا في منظو مة
المجتميع ،فهيو اليوم محور اقتصياد الكبار وشرط اسياسي لتنميية الصيغار ،لقيد سياد العلم ووسيائله
اللكترون ية الحدي ثة ساحة الثقا فة ح تى جاز للب عض ان يطلق علي ها ثقا فة الميد يا ،وثقا فة التكنولوج يا ،
وثقا فة الو سائط المتعددة ). 13ل قد سيطرت النتر نت على كل و سائل العلم وتضمنت ها ،و قد كان العا مل
التق ني من العوا مل ال ساسية لثورة العلم والت صال بجا نب العا مل القت صادي وعولم ته والعا مل ال سياسي
المتم ثل في ال ستخدام المتزا يد لو سائل العلم ،يقول نب يل علي بان وراء ثورة العلم والت صال عوا مل
تقنية واقتصادية وسياسية ،وان العامل التقني المتمثل في التقدم الهائل في تكنولوجيا الكمبيوتر ،عتاده
وبرمجيا ته ،وتكنولوجييا التصيالت خا صة فيميا يتعلق بالقمار ال صناعية وشبكات اللياف الضوئ ية ،ل قد
اندمجت هذه العناصر التكنلوجية في توليفات اتصالية عدة الى ان افرزت شبكة النترنت التي تشكل حاليا –
كميا يقول علي-لكيي تصيبح وسييطا اعلمييا يطوي بداخله جمييع وسيائط التصيال الخرى المطبوعية
والم سموعة والمرئ ية ،وكذلك الجماهير ية وش به الجماهير ية والشخ صية ،ل قد انع كس ا ثر هذه التطورات
التكنلوج ية على جمييع قنوات العلم ،صيحافة واذاعية وتلفاز ،وانعكيس ذلك –وهيو الخطير-على طبيعية
العلقات التي تربط بين منتج الرسالة العلمية وموزعها ومتلقيها ،لقد انكمش العالم مكانا وزمانا وسقطت
الحواجز بين البعيد والقريب وكادت تكنولوجيا الواقع الخائلي ان تسقط الحاجز بين الواقعي والوهمي ،وبين
الحاضر والغائب ،وبين التصال مع كائنات الواقع الفعلي ،والكائنات الرمزية التي تقطن فضاء المعلومات
.ولشك ان محورية العلم والتصال هو الذي قاد الى ان تأخذ شبكة النترنت سلطة خاصة تتجاوز سلطات
التصيال والعلم الخرى ،فإذا كان العلم سيلطة رابعية فإن النترنيت اليوم تتجاوز قدراتيه مجموع قدرات
و سلطات الم سموع والمنظور ،ل قد كا نت سلطة ال صحافة –ال سلطة الراب عة-باعتبار ها و سيلة اعلم ية من
8
اوضح السلطات عبر الممارسات النسانية التي عايشتها ،لقد وصلت سلطة الصحافة كما عبر عنها نابليون
بونابرت الذي كانت تخيفه الصحافة بقوله –ان مقالة صحافية تساوي جيشا من 300الف رجل ,,وهؤلء ل
يراقبون الداخل ول يخيفون الخارج افضل من دزينتين من حثالت الصحفيين.-
كذلك كان للراد يو سلطة وللتلفزيون سلطة ال صورة و صول الى سلطة الحا سوب ،ل قد جم عت النتر نت هذه
ال سلطات كل ها في ها م ما اعطا ها قدرة و سيطرة تا مة و هو ما تحدث ع نه ا حد الكتاب ت حت عنوان سلطات
النترنت بعد ان استعرض السلطات العلمية السابقة {قد تكون النترنت او شبكة الشبكات هي التي تساعد
اليوم في ردم الهوة بين النسان والتقنيات ،إذ خطا بواسطتها خطى سريعة تفوق بكثير الستطالت القديمة
التيي جعلت رجلييه وسيمعه ونظره ولسيانه وصيوته تتمثيل فيي العجلة والهاتيف والشاشية ،وميا اختراع
الحا سوب ال ا ستجابة لتقد يس قدرة الن سان الذي جعله على صورته محاول ان يج مع هذه ال ستطالت الى
ميخ صيناعي وذاكرة صيناعية وشبية اعصياب صيناعية زودهيا باطراف كهربائيية وميكانيكيية وعيون واذان
الكترون ية وعلمهيا الحركية والكتابية والقراءة ومنحهيا لغتيه ووضيع في برامجهيا عصيارة فكره وتجاربيه ،
واستأنس برفقتها في مصنعه ومتجره ومكتبه وقاعة درسه وغرف معيشته ،وبهذا اصبحت ذاكرة النسان
مستودعا او وعاء وحواسه هوائيات ،ولغته اشارات ،ونبضاته وفكره مواد قابلة للتعليب من خلل اساليب
الذكاء ال صطناعي ،وان ا ستشراء المجاز في ا سقاط الحوا جز ب ين الن سان واللة على الر غم من القرار
بصيعوبة ارتقائهيا الى مسيتواه ،يدخيل شبكية الشبكات الى المسيتوى الذي تبدو فييه ممثلة لقصيى تجليات
الت صال ال صطناعي الذي هو في رأي نا عدم الت صال ،ت ساعد النتر نت في ت ثبيت مركز ية العلم فتند مج
اللياف الضوئية والكابلت الرضية والبحرية واشعة الماكرويف ودوائر القمار الصناعية الى درجة توصل
مع ها الى التخوف من حدوث أز مة مرور للقمار ال صناعية ال تي تتزا حم في ارتفاع ها الثا بت بالن سبة الى
الرض وبصورة تهدد بتداخلت موجات ارسالها ). 14
ان مراجعة بسيطة لسلطة العلم التقليدي اليوم وفي ظل العولمة يعطينا صورة عن سلطة النترنت التي
اصبحت بديل لكل الوسائل العلمية وجامعا ومضمنا لها ،يقول احد الكتاب عن سلطة العلم التقليدي او
ميا يتبقيى منهيا فيي ظيل العولمية { اذا كان العلم يشكيل اليوم مادة اسياسية فيي تطويير الحياة وتنميية
المجتمعات بالتجاه الذي يؤدي الى زيادة المعارف وتوسييعها ونقلهيا وحيل المشكلت الجوهريية لسيكان
العالم ،فإنه اصبح في ع صر العولمة و في ظل التقدم العل مي والتقني سلطة قو ية للتأثير في الرأي العام ،
وأداة خطيرة للدعاية والحرب النفسية بقصد الغزو والسيطرة وغسل العقول في عالم متغير يتميز بالقطبية
الواحدة وسيطرة الحتكارات الدولية على ميادين الحياة ،وخاصة المجال القتصادي والعلمي ،
ان التصال الدولي لم ي عد يع ني نقل المعلومات والخبار ،وانما تعداه الى خلق فهم جديد للعملية العلمية
ال تي تتح كم ب ها طرائق ومعارف ومنا هج العلوم الحدي ثة و هو ما يف سر ا ستثمار الغرب لتكنولوج يا العلم
والت صال في تحق يق اهداف ا ستراتيجية يراد من ها الهيم نة ال سياسية والفكر ية ،وتفت يت الدول وشعوب ها
ضمانا لوجودها المستمر فكريا وسياسيا ونفسيا وثقافيا في هذه الدول ,والخطر في عالم اليوم هو ان ميدان
العلم وتكنلوجيا التصال يشهد ثورة كبيرة في ادواته واساليبه ومضاميته بحيث لم يعد هناك مفهوم واضح
لما يسمى –السيادة الوطنية او جغرافيا المكان ،ولم يعد العالم –قرية صغيرة -كما عبر احد علماء التصال
في الغرب وان ما ا صبح العالم –غر فة صغيرة -يع يش في ها مليارات الب شر ت حت سلطة الكل مة وال صورة ،
9
ويتحكم فيها القوى والغنى والفضل عدة ،وقد تسبب الوضع الدولي الراهن في خلق –الفجوة العلمية –
ميا بيين الشمال والجنوب ،وحرم الجنوب –العالم الثالث -الكثيير مين المتيازات التيي تحققهيا التكنولوجييا
المتطورة في مجال العلم والت صال ،وجعل ها في كثير من الحيان غ ير قادرة على الحفاظ على ا ستقللها
ال سياسي وامن ها الثقا في ب سبب التفوق التكنولو جي للغرب وهيم نة المؤ سسات العلم ية الدول ية على سير
. 15
المعلومات وتدفق الخبار )
-3المعلومات والمعلوماتية
قبل النترنت وبعده
ل شك ان المعر فة والمعلومات هي قوة كبيرة ب يد ال سلطة وب يد معار ضي ال سلطة على ال سواء ،فإذا وظ فت
هذه المعلومات عبر اعلم الدولة اعطا ها قدرة تاث ير كبيرة على المحكوم ين ،وإذا وظف ها المحكومون في
اعلمهم عبر النترنت وغيره فسيكون لها قوة معارضة كبيرة ،لقد تحدث الرئيس المريكي كلنتون في عدد
مارس –ابريل لسنة 1996لمجلة فرين أفيرز قائل :المعرفة هي اكثر من أي وقت مضى سلطة ،فالدولة
التي ستتزعم ثورة العلم هي التي ستكون قوية بين الدول ،على المدى المنظور هذه الدولة هي الوليات
المتحدة ،هذه السلطة اللمادية ستمكننا من التحكم في العلقات الدولية بالجذب ل بالقوة ،بالتالي فل مجال
لتحمل تكاليف عسكرية جديدة.
وقد أكد الرئيس كارتر قبله ان امريكا ليست دولة استعمارية ول تريد اراضي اخرى ،انها تريد اقتراح نمط
تفكير .وقد أكد آل جور نائب الرئيس المريكي هذا المعنى حينما نادى بإقامة بنية اساسية معلوماتية عالمية
ين عم ب ها سواء ب سواء اغنياء العالم وفقراؤه ثم قال –دعو نا نتجاوز اليدلوج يا ،لنتحرك م عا صوب هدف
مشترك لبناء بنية اساسية معلوماتية عالمية لم صلحة جميع الدول من اجل خدمة اقتصادنا الحر وتحسين
خدمات الصحة والتعليم وحماية البيئة والديمقراطية ).16
لقيد صيدرت عدة دعوات مين كثيريين يذهبون الى ان شبكية النترنيت وميا تنقله مين معلومات عيبر الحدود
ستكون كفيلة باسقاط النظم الدكتاتورية والستبدادية ،وان تزايد استخدام النترنت كوسيط اعلمي جعلها
في مقدمة القوى المسيطرة في عالم العولمة الجديد ،ويظهر ذلك من خلل انها فرضت نفسها اعلميا ،فهي
بجا نب كون ها شب كة الشبكات ف هي بالقدر ذا ته –و سيط الو سائط –الت صالية بل منازع ،وتتجلى عظ مة هذا
الوسيط العلمي في قدرته على احتواء الوسائط الخرى كمصادر للمحتوى بالنسبة له وفي هذا الصدد يقول
نبيل علي { وبينما كانت عظمة التلفزيون في احتوائه الراديو ،تقوم عظمة النترنت على احتوائها الصحافة
والذا عة والتلفزيون والب حث عن المعلومات ،ول ي ستقيم اليوم حد يث في شان العلم والت صال دون تناول
القضايا العديدة التي تطرحها النترنت كوسيط اعلمي). 17
ان مراج عة دور المعلومات في تغي ير المجتمعات ق بل ظهور النتر نت يعطي نا صورة او ضح عن دور ها ب عد
ثورة المعلومات والمعلومات ية .ف من البدي هي القول ان المعلومات تغ ير كثيرا في المجتمعات والدول الى حد
يم كن م عه القول ان ها تع يد صياغتها ،ف قد أدت الوفرة الهائلة في المعلومات وانتاجها وا ستهلكها وسهولة
التصالت الى تدا خل المجتمعات وزيادة تأثيرها على بعضها البعض ،وتجري الن دراسات حول التصويت
اللكترو ني وم سح الرأي العام عبر النتر نت ،فإذا اض يف الى ذلك عمليات الحوار والت صال عبر النتر نت
10
وشبكات التصال فإن الديمقراطية في العالم تدخل في مرحلة جديدة قائمة على النتشار ومزيد من الرسوخ
والتغلغل في حياة الناس وقراراتهم.في عام 1981عين في الحكومة البريطانية وزير لتقنية المعلومات وفي
ذلك العام قال اللورد دنيون الرئييس السيابق للمجلس السيتشاري للمعلومات العلميية –ان لثورة المعلومات
نتائج في مجال العمل والحياة تقدم فرصا افضل وتهددنا بعواقب وخيمة اذا اخطأنا الختيار .-
في تأثير المعلومات في المجتمع كتب مايكل هيل 18كتابا جاء فيه بان المعلومات خليط من المواد الخام التي
يم كن تحويل ها الى منتجات جديدة تما ما ك ما يحول الحد يد والق طن الخام الى منتجات جديدة ،و سوف تج عل
المعلومات الب عض اك ثر ثراء ،وتح سن الحياة بالن سبة لكثير ين ك ما ان ها سوف تز يد من مشكلت الكثير ين
وتجعل البعض افقر حال ،
وفي اشارة الى النزاعات الصناعية كتب المين العام للمم المتحدة كوفي عنان :لقد كانت واحدة من حالت
سوء التقدير التي و قع فيها عددا عصرنا من المتعلمين تتلخص في انهم ت صوروا ان مجرد تخيل المشكلة
والو صول الى ا ستنتاجات ي حل المشكلة ،ان المشكلت ال تي سوف يقود نا الي ها محتوى ن ظم المعلومات
تحتاج الى الب حث وتقد يم النتائج كمعلومات يم كن ان ن ستعملها وي ستعملها ال سياسيون والعاملون في ح قل
التعليم وكل انواع المهنيين لبتداع الحلول المناسبة وتنفيذها .
يقول المؤلف :ان المعلومات فئة من المفاهيم تستوعبها عقولنا ونسجلها عن وعي ومن شأنها تعديل حالتنا
المعرف ية ،وعند ما نتل قى المعلومات فإن ها قد تكون تكرارا او تأكيدا لمعلومات لدي نا بالف عل ،ك ما يم كن ان
تكون اضافة على ما نعرفه بالفعل عن احد الموضوعات بالضافة الى انها يمكن ان تكون تصحيحا او تعديل
لمعرفتنا القائمة بالفعل عن احد الموضوعات او فتحا لمجال معرفة جديدة.
ويفرق المؤلف بين المعرفة والمعلومة وانهما ليسا مترادفتين ،إذ ان المعرفة في جوهرها أمر شخصي ومن
عنا صرها ال ساسية الف هم والعل قة بالق يم ،و هي تتكون وتزداد بالف كر وباكت ساب المعلومات وباعمال الع قل
لتقييم نوعية هذه المعلومات الجديدة واستخدامها وعواقبها على ضوء المعرفة الموجودة لدى المرء.
ويتعرض المؤلف الى اخلقيات المعرفية فيؤكيد انيه بالنسيبة الى المجتميع البشري تعتيبر مراجعية المبادييء
الخلق ية مرارا وتكرارا أمرا مه ما ،فالمعلومات وا ستخدامه موضوعات مه مة كمب حث م ستقل من زاو ية
الباخلقيات لجوانيب أخرى مين الحياة ،اذ تترتيب عليهيا حقوق ومسيؤوليات كثيرة وقضاييا اجتماعيية
واقت صادية تتم ثل في حق ال سعي لتح صيل المعلومات و حق الدرا سة والقيام بالب حث و حق المعر فة وحر ية
المعلومات وحر ية العلم و حق تل قي المعلومات وحدود الرقا بة و حق تو صيل المعلومات للغ ير والواجبات
والمسيؤوليات واخلقيات المهنية وحيق المسياواة والفجوة بيين ثراء المعلومات وضعفهيا،ةوالحيق فيي عدم
البوح بالمعلومات ،والحق في الخصوصية وحماية البيانات وحقوق الملكية وحقوق التأليف والطبع .
وبالنسبة للنشر اللكتروني فقد اشار المؤلف الى انه قد ادى الى ظهور عدد من المشكلت الضافية التي يتم
حلهيا بالتدرييج ،فهناك نوعان مين البيانات فاذا حكيم على قاعدة البيانات بانهيا ابداع فكري سيوف تتمتيع
بمقت ضى قانون التحاد الور بي واتفاق ية المنظ مة العالم ية للملك ية الفكر ية الخا صة بحقوق الن شر بالحما ية
العادية كعمل ادبي ،أما اذا كانت قاعدة البيانات مجرد تجميع لكنه انطوى ابتداعه على بذل مجهود كبير في
الحصول على المحتويات وفح صها وترتيبها فان ها تعطي حماية لمدة 15عا ما من تاريخ ابتداعها ضد اخذ
-اثر المعلومات في المجتمع –مايكل هيل –نشر مركز المارات للدراسات والبحوث الستراتيجية –عرض 18
11
مقتطفات من ها .ا ما عن عل قة المعلومات بال سياسة والح كم فيرى المؤلف ان هناك ارب عة مجالت رئي سية
مشتر كة ب ين الحكو مة والمعلومات و هي ال من والتشر يع والدارة وخد مة المواطن ين والجمهور وتوعيت هم
وتبادل المعلومات وبث ها عبر القطار لغراض العلم والتجارة او في جهات واغراض قانون ية مشرو عة ،
لكين الحكومات اليوم فيي عصير المعرفية تطور ادارة المعلومات لتقدييم وتطويير خدمات التعلييم والصيحة
والضمان والتوظيف وانجاز المعاملت ،وقد اوضحت الحكومة البريطانية عام 1994ان دورها في تسهيل
التصالت وتطويرها يقع في تأسيس الطار التنظيمي وتشجيع المنافسة ودعم البحوث وتحديد التاثير على
النشطة القت صادية والجتماع ية والرقابة على الموا صفات والخدمات وتجري الحكومات الغربية اليوم ربطا
للمكتبات والمدارس والجامعات والمؤسيسات فيي شبكات تسيهل تبادل الخدمات والمعلومات وتقلل التكرار
والزدواجية .لقد كانت هذه المعطيات للمعلومات قبل استخدام ثورة تكنولوجيا التصال والنترنت ،بما يعنيه
من سعة كبيرة للمعلومات والمعلوماتية ،
ان هناك من تحدث عن ال سمات المركز ية ال تي ل بد من ا ستحضارها لف هم التحولت العمي قة ال تي يعيش ها
19
قطاع العلم والمعلومات والتصال منذ ثلثة او اربع عقود من الزمن حيث يقول فيها :
السمة الولى:وتتمثل في غزو المعلومات بكل ضروب حياة الفراد والجماعات وبروز صناعة المعلومات
باعتبار ها المحرك القوي الجد يد للقت صاديات والمجتمعات ،ف جل القت صاديات والمجتمعات المعا صرة ح تى
تلك التي كانت منظومتها الفكرية تعتبر المعلومات نشاطا غير منتج قد غيرت من نظرتها للمور ،وإل فما
معنى تخصيص كل من فدرالية روسيا والصين لمليين الدولرات لتجديد وبناء قاعدة اعلمية واتصالتية في
افيق القرن الحادي والعشريين ،قرن العلم والمعرفية واقتصياد العلم كميا يقال ،وهناك فضل عين هذا
مجمو عة معطيات اح صائية تبين انفجار صناعة العلم والت صال والمعلومات وغزو ها لمج مل حياة الفراد
والجماعات .
المعطى الول :ومفاده ان سوق صناعة العلم والتصال –الكترونيات جاهزة ،معلوميات،اتصالت ،وسائل
اعلم وترف يه -،ستبلغ نها ية هذا القرن –القرن العشرون-حوالي 15000مليار فر نك فرن سي ،أي ما ينا هز
%10الى %12من القتصاد العالمي 2900منها للتصالت 1500للسمعي –البصري،و 2600للمعلوميات
،وتفييد الحصيائيات الى جانيب هذا ان هناك حوالي مليار و 260مليون جهاز تلفاز فيي العالم ،وهناك
حوالي 700مليون مشترك فيي الهاتيف 80منهابالهاتيف الخلوي ،وهناك 200مليون حاسيوب شخصيي 30
منهيا مرتبطية بشبكية النترنيت ،وسييكون نهايية هذا القرن حوالي 650مليون الى مليار مسيتخدم بشبكية
النترنت يتصفحون مئات اللوف من مواقع الويب او ما يسمى شبكة العنكبوت .
المعطى الثاني:وفحواه انه اذا كان المواطن المريكي مثل قد خصص سنة 1980حوالي %20من ميزانيته
للمأكل و %10للعلم والتصال –تلفزة ،هاتف....،الخ ،فإن هذه النسبة قد نزلت بعد 15سنة من %20
الى ، %16وارتفعت الى %13عوض ال %10
المعطيى الثالث :الميبين لتسيارع هذه التحولت يرتبيط اسياسا بانفجار المعارف ،إذ يقدر العلماء ان مجموع
المعارف ابتداء من ال سنة الميلد ية ال صفر قد تضا عف اول مرة سنة 1750ثم سنة 1900ثم سنة 1960
ليأخذ هذا التزايد بعد هذه السنة منحا أسيا غير مسبوق في تاريخ البشرية ...ومعنى هذا ان العالم قد انتج
مين المعلومات خلل ثل ثة عقود اخيرة ما لم ينتجيه طيلة 5000سنةالماضية ،ومعناه ايضيا ان قارئأقادرا
-في الثورة العلمية والمعلوماتية المعاصرة يحي اليحياوي –عن النترنت 19
12
على قراءة 1000كلمة في الدقيقة لمدة ثماني ساعات يوميا يحتاج الى شهر ونصف لقراءة انتاج يوم واحد
في الوقت الذي يجد نفسه قد تأخر خمس سنوات ونصف عن مواكبة انتاج المعلومات .
السمة الثانية :وتكمن في تزايد المعلومات في تكوين السلع والخدمات لدرجة اصبحت معها المعلومات تكلفة
النتاج الولى مقارنة باليد العاملة مثل او المواد الولية .
مثالن اثنان يدللن على ذلك ؛ المثال الول :كل عشر سنوات تنخفض تكاليف الحواسيب بنسبة %50مع
احتفاضهيا بنفيس القوة –قانون جوييس -وكيل ثمانيية عشير شهرا تتضاعيف قوة هذه الحواسييب بالسيعر
القار ،بمعنى ان ما كان يكلف خمسة مليين دولر في المعلوميات ،لم يعد يكلف اليوم اكثر من 5000او
500او 50وهكذا ،ومعناه أيضيا ان البرمجيات اصيبحت مهمية مقارنية بالجهزة والخدمات واللوجسيتيات ،
والبرا مج أ هم من المواد الول ية ،ومعناه كذلك ا نه في اليابان مثل من ا جل انتاج ن فس الكم ية من ال سلع
انخفضت مساهمة المواد الولية بنسبة %60ما بين عامي 1973و 1984ومعناه فضل عن ذلك ان ما كنا
نحتاجه من مواد اولية لنتاج سلعة معينة قد انخفض بنسبة %60خلل عشر سنوات لنتاج نفس السلعة .
المثال الثانيي :قرص محوري-س د روم-بإمكانيه احتواء حوالي 250000صيفحة نيص او فيي ميدان
التصيالت زوج مين كوابيل اللياف البصيرية رقييق رقية الشعيرة بإمكانيه ان يمرر عدد مكالمات هاتفيية
يوازي ميا تمكنيه اطنان الكوابيل النحاسيية ،على ان هذه اللياف تنتيج فيي المختيبرات بوا سطة الرمال ،ول
غرض للشركات المنت جة ل ها في الب حث عن ا سواق النحاس مثل او غير ها ،ومع نى هذا ان هناك توج ها
باتجاه لمادية القتصاديات وزيادة العتماد على المادة الرمادية في انتاج السلع والخدمات .
السيمة الثالثية :وتتمثيل اسياسا فيي ازدياد قيمية وحجيم البحيث والتطويير ضمين هذه الصيناعات والخدمات
المعلوماتيية ،فعلى الرغيم مين شكاوى التقشيف المتزايدة بالدول الصيناعية الكيبرى فان المنافسية لم تعيد
تتكرس بالسيواق -،وان كان ذلك صيحيحا فيي تمظهراتهيا –قدر ميا اصيبحت تتيم فيي المختيبرات ومراكيز
التطو ير والتجد يد ،فعلى الر غم من ان مشرو عا – من ا صل عشرة مشار يع هي ال تي تخرج من مخ تبرات
البحيث والتطويير بقطاع التصيالت فإن هذا الخيير ل يتوانيى فيي تخصييص مين %4الى %5مين ميبيعاته
لميزانيات الب حث والتطو ير والتجد يد ،وهذا ما يف سر الى حد بع يد سياسات التحالفات ال ستراتيجية وال ضم
بين كبار قطاع العلم والتصال والمعلومات بوجه خاص .
السمة الرابعة :وتكمن في الطابع الشبكي الذي يميز القطاعات الثلثة التي تكون قطاع العلم والتصال –
السمعي –البصري –المعلوميات-والقيمة المضافة التي تعطيها الشبكة لهذه القطاعات ،إذ في عقلنية تصميم
وطري قة ت سيير وأنماط توظ يف هذه الشبكات تك من م صادر القي مة المضا فة ل في وجود هذه الشبكات في
انغلق ها او ا ستقلليتها ،القي مة المضا فة تأ تي من الترابطات ال تي تم يز الشبكات ،ف عبر تدا خل المعلوميات
بالتصالت توفر هذه الخيرة خدمات جديدة ،وعبر اعتماد البرامج المتعددة القطاب يصبح بالمكان الزيادة
في اقتصاديات السلم وهكذا .
ال سمة الخام سة :يم كن ملم ستها عبر زيادة ن سبة ال يد العاملة النشي طة بقطا عي العلم والت صال ض من
السيكان النشيطيين الجمالييين –تقدر الدراسيات ان نسيبة المشتغليين بقطاع العمال والتصيال سينة 2000
سيتتجاوز ال %65مقابيل %50الى %55حالييا سينة -1998مقابيل %2فقيط للزراعية والصيناعات
السيتخراجية و %22للصيناعات التحويليية و %10لخدمات أخرى ،هذه السيمة تدل بعميق ل عين طبيعية
القتصاديات الحالية فحسب بل ايضا عن طبيعة اقتصاديات القرن المقبل –الحادي والعشرين ،-وايضا عن
طبيعة التكوين والستثمار فضل عن ابرازها ملمح البطالة القادمة .
13
السيمة السيادسة :وتتمثيل فيي مدى تأثيير هذه التحولت العلميية والمعلوماتيية والتصيالية على انماط
التنظيمات والتسيييرات والتوظيفات المكرسية طيلة عهود ميا قبيل عصير المعلومات ،فهناك النتقال مين
النماط الهرم ية ال سائدة في التنظ يم الى سيادة اللمركز ية و سيادة تعدد مرا كز اتخاذ القرار مع زيادة قي مة
العمل الوحداتي التشاركي ،ثم هناك النتقال من نظم الرقابة والضبط المركزية الى انماط رقابة ذاتية تكون
المسيؤولية فيهيا مين نصييب الجماعية ميع سييادة قيمية النجاح لدى الجمييع ،وهناك اعتماد قييم المرونية
والحرك ية عوض العتماد على الن ظم الجامدة والهيا كل الثاب تة والم ستقرة ،وهناك أخيرا اعتماد المعلومات
كمصيدر اسيتراتيجي فيي العمليية النتاجيية عوض اعتبارهيا بيانات وصيفية جامدة وبيانات تاريخيية محددة
الهداف محصورة في الزمن .
هذه هي ال سمات ال كبرى ال تي نظن ها مميزة لع صر التحولت العلميةالجار ية خارج ها ح تى وأن كا نت في
تسارع يصعب المساك بميكانزماتها وأبعادها.
-4النترنت وشيء من السياسة
ليست السياسة غريبة على النترنت ومعلوماتها ،فقد كانت فكرتها الولى تستند الى توظيف عسكري اساسا
في عام 1960قد مت 20
،و هو قوة الع نف ال سياسي ،فم ما يقال عن نشأة فكرة وجود شب كة النتر نت ا نه
الحكو مة المريك ية الى شر كة راندو كوربوري شن طل با يتعلق ببناء وانشاء نظام ات صال متطور من شأ نه ان
يقوم بضمان ربط القواعد العسكرية عبر العالم فيما بينها وقت السلم ،وايضا في حالة هجوم نووي تشنه
قوة معادية ،في هذا النظام تقوم مجموعة الكبيوترات بالتصال ببعضها بواسطة لغة مشتركة تسمى TCP-
.IP
ثم بدا علماء من جامعة كاليفورنيا في اكتوبر عام 1969تجربة علمية هدفها ربط جهاز كمبيوتر في مدينة
لوس انجلس بكمبيوتر آخر في مدينة منلوبارك بخط هاتفي بحيث يستطيع الجهازان العمل معا في شكل نظام
اتصال مغلق ،وبدءأ من عام 1972تم التفكير في تمويل مشروع جديد من اجل ربط مصالح وزارة الدفاع
ميع المتعامليين معيه وحوالي عشريين جامعية تعميل على ابحاث ممولة مين نفيس الوزارة واطلق على هذا
المشروع اسم أربا.
ولم يعد استخدام شبكة اربانيت مقت صرا على مصالح البنتاغون بل استخدمت من قبل الجامعات المريكية
بكثا فة الى حد ان ها بدأت تعا ني من ازدحام يفوق طاقت ها ،و صار من الضروري انشاء شب كة جديدة ،لهذا
ظهرت شبكة جديدة في عام 1983سميت باسم ميل نت لتخدم المواقع العسكرية فقط ،واصبحت بذلك شبكة
اربانيت تتولى امير التصيالت غيير العسيكرية ميع بقائهيا موصيولة ميع مييل نيت مين خلل برناميج اسيمه
بروتوكول انتر نت الذي ا صبح في ما ب عد المعيار ال ساسي في شبكات النتر نت .وب عد ظهور نظام التشغ يل
الم سمى يوني كس الذي اشت مل على البرمجيات اللز مة للت صال مع الشب كة وانتشار ا ستخدامه في اجهزة
المستفيدين اصبحت الشبكة مرة اخرى تعاني من الحمل الزائد ،مما أدى الى تحويل شبكة اربانت في عام
1984الى مؤسسة العلوم الوطنية المريكية التي قامت بدورها وبالتحديد في عام 1968بعمل شبكة اخرى
ا سمتها أن سف نت و قد عملت هذه الشب كة لغا ية عام 1990الذي ش هد ف صل شب كة اربا نت عن الخد مة مع
بقاء شبكة انسف نت جزءا مركزيا من شبكة النترنت .
14
اذن فأسياس فكرة النترنيت كشبكية كانيت لهداف عسيكرية ثيم تحولت الى ابحاث علميية لخدمية الهداف
العسكرية ثم هي شبكة معلومات دولية لكل شيء عنوانا للعولمة في هذا العصر ،عولمة العلم والقتصاد
والسياسة فكيف نفهم شيء من وظائفها السياسية؟
-----فيي تسياؤلت تاصييلية يطرح الدكتور نبييل علي فيي مقدمية كتابيه عين الثقافية العربيية وعصير
المعلومات ب عض هذه العلقية بيين السيياسة والنترنيت فهيو يتسياءل { ميا كيل هذا الضجييج حول النترنيت
وطريق المعلومات الفائق السرعة INFORMATION SUPER HIWAY
,وكييف اصيبحت هذه المور ذات الطابيع الفنيي قاسيما مشتركيا فيي سيياسات الحكومات وبراميج الحزاب
ال سياسية من الحزب الديمقرا طي المري كي الى حزب العمال البريطا ني ،من حكو مة سنغافورة الى حكو مة
ساحل العاج =,21
ويضيف –هل يق صد آل جور نائب الرئيس المريكي وصاحب م صطلح طريق المعلومات الفائق السرعة ان
يكون هذا الطر يق الجد يد بمنزلة النظ ير الع صري ل سلفه طر يق ال سيارات ال سريع ؟ وك ما كان ال سلف هو
شريان نقل –بضاعة-الصناعات المريكية التقليدية محليا فسيكون اللحق هو شريان نقل –بضاعة-صناعة
الثقا فة المريك ية عالم يا...و هل ل نا –ا ستطرادا ل ما سبق –ان ن عي حرص آل جور على ان ين قل طمو حه
المحلي خارج حدود بلده ح يث نادى اخيرا بإقا مة بن ية ا ساسية معلومات ية عالم ية ين عم ب ها سواء ب سواء
اغنياء عالمنا وفقراءه ،ولنسترق السمع الى تلك الصيحة السامية النبيلة التي تواترت مثيلتها منذ ظهور
الكميبيوتر ،يقول آل جور {دعونيا نتجاوز اليدلوجييا لنتحرك معيا صيوب هدف مشترك لبناء بنيية اسياسية
معلومات ية عالم ية لم صلحة جم يع الدول من ا جل خد مة اقت صادنا ال حر ،ولتح سين خدمات ال صحة والتعل يم
وحما ية البيئة والديمقراط ية= ،و كم كان فط نا جون ستراتون عند ما ل فت نظر نا الى – سندويتش -آل جور
الوارد أعله حينما و ضع احلم التنم ية البشرية من صحة وتعليم وحما ية بيئة بين شطري هذا السندويتش
ونعني بهما –القتصاد الحر والديمقراطية-مسفرا بذلك عن ايدلوجيا النموذج الرأسمالي الذي يسعى القطب
المريكي لتعميمه من خلل مخطط للعولمة ،ويالك من -شاطر – يا آل جور وياله من – شاطرومشطور، -
ول يكت مل المخطط العولمي ال بدعم من المنظمات العالم ية لضفاء لمسة الشرعية على ممارسات العول مة
المريكية ،وها هو التحاد العالمي للتصالت –آي تي يو-يلبي النداء ويعلن عن استراتيجيته لقامة هذه
البنية التحتية المعلوماتية العالمية في التوجهات الخمسة التالية
--تنمية من خلل الستثمارات الخاصة
--منافسة وفقا لقوانين السوق
--قواعد وتنظيمات مرنة لتسهيل عمل مؤسسات التصالت وتنظيم المنافسة بينهم
--ل تفرقة في حق النفاذ الى شبكات التصال
--التوجه العالمي لخدمة التصالت—
وكما هو يسير التحاد العالمي للتصالت على الدرب نفسه في تأكيده الصريح على قوانين السوق الحرة ،
وذلك في شأن بن ية تحت ية حيو ية ا صبحت من المقومات ال ساسية لتنم ية شعوب العالم ،ويك في هذا دليل
على ان المنظمات الدوليية سيتستخدم سيلحا فيي ييد القوي لفرض سييطرته وتأميين مصيالحه فيي إطار تلك
15
الظاهرة المسماة بي-العولمة-التي تجوب جم يع الديار تحيطها وصيفتاها :الشركات المتعدية الجنسية على
جانب والمنظمات الدولية على الجانب الخر .
ويتكرر تساؤل الدكتور نبيل علي بشكل اوضح عن النترنت كآلية سياسية حيث يقول { هل لنا ان نصغي –
بالتالي -الى ميا يردده كثيرون مين ان شبكية النترنيت وميا تنقله مين معلومات عيبر الحدود سيتكون كفيلة
با سقاط الن ظم الدكتاتور ية وال ستبدادية هل آن لحلم البشر ية ان يتح قق؟ أم ان هذه الن ظم –كعهد نا ب ها –
. 22
ستكون سباقة الى استخدام سلح النترنت لغرض النصياع والنضباط على جماهيرها المقهورة=
وهو يتوقع في المجال العربي وفي اطار العولمة عبر وسائل التصال والنترنت خاصة ان يحدث ما يلي :
--ستتقلص فرص العمل بفعل العولمة امام اجيالنا سواء كانو كبارا او صغارا ،وسيزداد نزيف عقولنا عن
بعيد عيبر النترنيت وهيو ميا يحدث حالييا بمعدلت متزايدة خاصية بالنسيبة الى مهندسيي الكميبيوتر ونظيم
المعلومات
--ستخترق ا سرائيل سوقنا الثقاف ية م ستغلة في ذلك ا ساليب التجارة اللكترون ية عبر النتر نت و ما اك ثر
اساليبها الملتوية
--ستتمادى ا سرائيل في تشو يه صورة ثقافت نا العرب ية وال سلمية على النتر نت م ستغلة في ذلك تفوق ها
الحالي في تكنولوجيا المعلومات وشب كة تحالفاتها مع المراكز الكاديمية والتنظيمات الثقاف ية والدينية عبر
. 23
العالم=
ان الوجه السياسي الواضح للنترنت جاء بعبارة واضحة وصفية في تقرير –صيانة المحتوى المعلوماتي –
تجربة موقع الجزيرة نت حيث جاءت الصياغة الوصفية التالية تحت عنوان الوجه السياسي للنترنت +ان
وجود النترنيت مين عدميه ومدى القيود المفروضية على اسيتخدامه اصيبح احيد سيمات التطور والتحرر
الديمقراطي الذي يميز دولة ما عن أخرى ،ولعل هذا الوجه السياسي لهذه الوسيلة المعلوماتية ذات الطبيعة
غير المقيدة بصورة عامة والتي لم يقتصر استخدامها على الدول الغربية المتقدمة فقط وانما امتد ليشمل
دول العالم الثالث او ما يطلقون عل يه الدول النام ية ب ما في ها الدول العرب ية ال تي جاءت هذه الو سيلة لتم ثل
متنف سا آ خر لشرائح عري ضة من فئات مجتمعات ها ب نت علي ها موا قع عدة ت عبر عن شخ صياتها وتوجهات ها
وآرائ ها في ش تى المجالت ،و قد لحظ نا ك يف ان ب عض الدول العرب ية ال تي تو صف نظم ها بالدكتاتور ية
تحرص بشدة على عدم توفير هذه الوسيلة لمواطنيها وان وفرتها فانها تقيدها وتفلترها بما يخدم مصالحها
ويقمع معارضيها ويحجب مواقعهم=. 24
على ان هناك من الباحث ين من يؤ صل م سألة ارتباط ال سياسة كأيدلوج يا بو سائل الت صال وحيثيات ها ،ح يث
يقول يحي اليحياوي تحت عنوان –في ايدلوجيا التصال ما يلي (كلما كان هناك اتصال فثمة حتما ايدلوجيا
إذا لم تكن جلية واضحة فضمنية مبطنة بالقطع ،فالتصال –تقنيات ،مضامين –ل يستنبت في بيئة جرداء
او في فضاء عق يم ،بقدر ما هو افراز ل سياق ثقا في واجتما عي من بن بالضرورة في شكله كمكافيء الجوهر
على تمثل محدد للذات وتصور معين للكون ،واذا كان من المسلم به في تاريخ تقنيات التصال تحديدا ،ان
الداة تبقى في الغالب العم والى حد بعيد براء من الستخدام الذي يترتب على استعمالها فانه من الثابت
اي ضا و فق ما تقد مه سوسيو لوج يا الت صال ان ها تب قى لدى وضع ها على الم حك حمولة رمز ية تب ني ما
16
نسميه في هذا النص –ايدلوجيا التصال.واليدلوجيا التي نقصدها في هذا المقام ليست فقط لصيقة بالتصال
ملزمة له على مستوى المضامين ،مضامين الرسالة التي تطبع علقة الباث بالمتلقي ،بل هي كامنة ايضا
. 25
في البعد –الدواتي -الذي يطبع هذه العلقة ويؤسس لمرتكزاتها الساسية)
ان الستاذ يحي يؤمن بان التصال ايدلوجيا محكومة باليدلوجيا الليبرالية التي تسودها وتغمرها بمعطياتها
ويؤكد هذه الحقيقة في اضافته لما تقدم قوله {ليس ثمة شك على ما نرى في اننا حقا بإزاء طغيان للتصال
،تقنيات وبرامج ،ادوات ومضامينن بنى تحتية ومعارف ،واننا قطعا في هذا الطغيان بإزاء ايدلوجيا تتغيا
–تبغي -توحيد الفراد والجماعات ونفي التباين ضمنهم جملة وتفصيل ،واننا عن كل هذا وذاك بإزاء توجه
لليبرالية الجديدة نحو فرض نموذج موحد في الثقافة والفكر يعتبر التصال حال واستقبال اداتها ووسيلتها ،
إذ بقدر ما تد غم اليدلوج يا الليبرال ية ايدلوج يا الت صال وتحول ها الى عن صر من عنا صرتكريسها ،بقدر ما
تدمج هذه العناصر بغرض تجديدها وتجديد ينابيع التأقلم في صلبها ...وبالتالي فليس ايدلوجيا التصال ال
رافدا من روافد اليدلوجيات السائدة وفي مقدمتها اليدلوجيا الليبرالية .
اذا لم يكن المر كذلك فبم نفسر اخضاع ادوات التصال والمضامين الممررة عبرها لمؤسسات ترفع السوق
والليبرالية الى مرتبة القداسة كما هو حال منظمة التجارة العالمية مثل ناهيك بالعديد من المنظمات الناسجة
. 26
على منواله )
ان السيتاذ يحياوي يتفيق فيي هذا ميع الدكتور نبييل علي فيي توظيفات ادوات التصيال لصيالح الليبراليية
والديمقراط ية ،وخا صة في الت طبيق العملي ل ها ،وهذا ما أكده اليحياوي في ممار سة تطبيق ية حقيق ية هي
احداث سبتمبر ح يث ك تب ت حت عنوان –أي نظام اعل مي عال مي ب عد 11سبتمبر يقول ( لوكان ل نا ان ن سلم
جدل بعزم الوليات المتحدة على اقامية نظام عالميي جدييد او احياء منظومتيه المتراجعية منيذ انتهاء حرب
الخلييج الثانيية ،لسيلمنا دونميا اجتهاد كيبير بامكانيية قيام نظام اعلميي عالميي يكون له بمثابية الركيزة
والوعاء له ،والواقع انه لو كانت النية قائمة لدى الوليات المتحدة –وهي قائمة بالتأكيد منذ ما تعرضت له
هيبت ها وكبرياؤ ها من تجر يح يوم الحادي ع شر من سبتمبر –لو كا نت الن ية قائ مة لدي ها على اقا مة نظام
عال مي جد يد ،فا نه لن يم هد ال سبيل الى ذلك ال اعتماد نظام اعل مي ير سي ل ها البن ية التحت ية الضرور ية
ويؤثث لها الهيكل والشكل ) ، 27ويضيف بعد استطراد لما فعلته الوليات المتحدة ضد فكرة المجتمع العالمي
فيقول –لن يبقى لمواصفات المجتمع العلمي العالمي هذا من كبير اثر بعد ما تعرضت له امريكا من احداث
وما استتبع ذلك من ممارسات :
---فالقنوات التلفزيون ية –الفضائ ية من ها والرض ية –لم تعرض -ولن تعرض ب عد هذا التار يخ من اخبار
وتحليلت ال ما ارادتهالدارة المريك ية وارتض ته ،وبالتالي فارتهان الحر ية العلم ية في جا نب المؤ سسة
الع سكرية والتضي يق على ال حق في الخبار ال حر والم ستقل ا صبحت القاعدة وال سمة المركز ية في ال سلوك
الرسمي المريكي ل ال ستثناء ،ناه يك عن الرقا بة الذات ية التي ل تعدو في نها ية المطاف كونها استسلما
من طرف المؤسسة العلمية
- 26ن م ص 42
- 27ن م ص 55
17
---والبريد اللكتروني ،المواقع على شبكة النترنت كما المكالمات الهاتفية والمواقع المموسطة اعلميا ،
اصيبحت هدف مؤسيسات السيتخبارات والتحقيقات والمين العسيكري ،تماميا كميا اخترقيت حقوق الفراد
والجماعات في التعبير الحر عن الصحافة المكتوبة والتفكير المستقل داخل المنظمات والمؤسسات العلمية
نحن اذن –يقول اليحياوي-بإزاء تنكر صارخ من جانب الدارة المريكية ومن جانب غيرها في باقي الدول
الغربية لمباديء لم تتجرأ الدارة ول تلك الدول يوما على المساس بها او الطعن في استلليتها –
وحين ما يعالج يحياوي م سألة الرهاب ال تي ره نت العلم كله لدي ها ب ما ف يه النتر نت ،ينطلق من مقد مة
العل قة بين ال سياسة والعلم يقول فيها ( لم ي كن رجال ال سياسة يو ما راض ين ال في ما ندر عن العلم ول
عين ممارسييه فهيم يحتاطون منيه أيميا احتياط حينميا يكون قوييا وذا سيلطة وجاه ،وهيم يسيتبيحونه ايميا
ا ستباحة عند ما ي صبح مك من ض عف وهوان ،و هم ب ين المر ين يداهنون درءا ل جبروته او يحتاطون تجا هه
خشية قيامه من هوانه ..-.بعد ذلك يبحث موقع النترنت في سياسة الرهاب المستخدمة ضد العلم عموما
حييث يقول عنهيا-ل خيار للمنظومية العلميية فيي ذلك فهيي بصيحافتها المكتوبية والمسيموعة والمرئيية ،
وبشبكتها لتبادل المعلومات أي النترنت مجبرة ل مخيرة على المتثال لرهانات تتجاوزها وتتجاوز الفاعلين
فيها –المتطلعين الى الستقللية بالساس –وإل فل مناص من سقوطها في محظورات أخفها جنائي النتائج
والتبعات ...لم تتخلف اع تى ادوات تكنلوج يا المعلومات –اع ني شب كة النتر نت -عن تغط ية الحادث بالكل مة
وال صورة وال صوت ح تى ليخال للمرء و هو يب حر في تقديماتها ان ها ل تزال تحت فظ بها مش الحر ية والتحرر
الذي طبعهيا منيذ ولوجهيا الميدان العام اوائل ثمانينات القرن الماضيي ..لييس مين المؤكيد ان الشبكية قيد
ا ستطاعت النأي بنقاوت ها عن صراعات ال سياسة واليدلوج يا ،ول عن ممار سات الحرب ال سيميائية ال تي
اعلنت ها الدارة المريك ية والتقطت ها موا قع الشب كة بعد ما –مو سطت-ل ها بامتياز كبريات ال صحف والمجلت
والقنوات الذاعية والتلفزيونية ،فهي شأنها في ذلك شأن باقي وسائل العلم ،قد سقطت بدورها في تغليب
البعيد التصيالي –بميا هيو نقطية التقاء فضاءي التقنيية والكلمية ،على البعيد العلميي باعتباره أداة إخبار
وتبليغ محايدة مكرسة بامتياز ما يسميه ايغاسيو رامونجي بي طغيان التصال .
وشبكة النترنت كسواها من وسائل العلم الخرى ،اضحت رهينة بيد الستخبارات ومصالح المن ومكاتب
التحقيقات تشوش على مواقع ها ،تغلق شركات ها دون ا ستئذان قضائي تف تح صناديق بريد ها دون ما اذن او
تبرير شر عي وتطارد ال صفحات الم صنفة مشبو هة دون ما تحد يد لطبي عة الشتباه هذه ..وهكذا ان شب كة
النترنت كما سواها من وسائل العلم –اصبحت من هنا والى حد بعيد فضاء لتنسيق السياسات الستخبارية
والمنية ما دامت مادتها أي المعلومات هي نفسها التي يحتكم اليها مديرو الستعلمات حتى وان كانت المادة
اياها مجرد اشاعلت متداولة او تبدو في شكلها غير ذات اهمية .
ثم ان شبكة النترنت اصبحت وكرا لحجام ضخمة من المعطيات والمعطيات المضادة من المستحيل هيكلتها
او ترتيبها او تبيان جانب الحقيقة فيها من الخطأ وهي بذلك انما تكرس المبدأ القائل ان تكرار المعطى الى
مالنها ية سيجعل م نه حقي قة ح تى وان كان مجرد اشا عة اطلق ها صحفيون لم ي عد بإمكان هم المراه نة على
تحق يق ال سبق او بلوغ الريادة في الداء إذ ال كل مع تم عل يه ال كل ضد ال كل مع ال كل في الخفاء اك ثر من
العلن). 28
18
ل شك ان هذا التفاق على ان النتر نت شب كة يم كن ا ستخدامها –و هي ت ستعمل ح قا في ترو يج أي سياسة
تتبنا ها ج هة معي نة وت ضع ل ها موا قع على الشب كة ،و من ه نا فان م ساهمة النتر نت في النضال ال سياسي
يمكن ان يكون مساويا لمحاولت التحكم بهذه الشبكة من قبل المحتكرين الكبار والشركات المتعدية الجنسية
اضافة الى الحكومات ،على ان ما تتيحه هذه الشبكة للنضال السياسي والشعبي يمكن ادراجه فيما يلي :
-1تسهيل سرعة الستجابة للحداث الساسية والرد السريع على التحديات في سرعة قياسية ،فلم يعد المر
يحتاج الى سيارات تحمل ابواقا وتجول في المدن
لدعوة الناس الى م سيرة ,او انفاق مبالغ طائلة لترو يج حدث سياسي في و سائل العلم التجار ية ،بل
اصبح ال مر مجرد تحر ير رسالة تعبئة وا ستنفار وارسالها الى العناو ين اللكترونية للف الناس في لح ظة
واحدة او نشرها على مواقع معينة في الشبكة اللكترونية ليطلع عليها اللف فيستجيبون للنداء.
-2تشويش الحكومات القمعية وخلخلة استراتيجيتها من خلل الحشد المتوازي المتعدد الرؤوس والمنابع ،
بحيث ل تستطيع القوى القمعية ان تحدد هدفها بدقة ،او تصوغ تكتيكا فعال للقضاء عليه ،بل ل تستطيع
ان تحدد التشويش الفكري والستراتيجي في أذهان القوى القمعية يشل حركتها ويقضي على فاعلية ردها ،
ويختلف ال مر لو كان واض حا لل سلطة ان وراء الحتجاجات حز با او منظ مة او حر كة مخ صوصة ،ي سهل
حشرها في زاوية ضيقة .
-3تغ ير مفهوم التظا هر والحتجاج ب عد وجود النتر نت ،فلم ي عد بالضرورة ذلك الح شد البشري المادي
المثير للصخب ،المؤدي الى الشغب وربما لى التخريب والقتل وانما اصبحت امواج الرسائل الحتجاجية او
التأييديية التيي ترد عيبر النترنيت تعوض الحتشاد المادي فيي مكان واحيد اذ رأى اهيل القضيية ان يتفادوا
المواجهة المباشرة مع القوى القمعية او اجتناب الثار السلبية والثمن الباهظ للحتشاد المادي ،وقد برهنت
العرائض اللكترون ية ال تي يوقع ها اللف او ملي ين الناس على ان ها اداة سياسية فعالة تغ ني احيا نا عن
المظاهرات الحاشدة .
-4حول النترنت تظاهرات الحتجاج والتأييد من نشاط محلي الى ظاهرة عالمية حيث تتوارد الرسائل من
جمييع انحاء العالم لتأيييد موقيف سيياسي معيين او للحتجاج على آخير ،ففيي عام 2000وقيع مائة الف
شخيص مين مختلف الوطان والديان خلل ايام معدودة مذكرة مرفوعية الى مندوبيية الميم المتحدة لحقوق
النسيان عيبر النترنيت تطالب بمحاكمية أريييل شارون بجرائم الحرب التيي ارتكبهيا فيي 1982ابان الغزو
السيرائيلي لبيروت ،وهذه الصييغة الجديدة للحتجاج والتظاهير ثمرة مين ثمرات النترنيت ،وتعيبير عين
المكانيات ال سياسية ال تي يوفر ها ،و قد دعا ها ب عض الباحث ين الديمقراط ية اللكترون ية والمجت مع المد ني
العالمي .
-5ان الخبرة والتسهيلت الي وفرتها النترنت في مجال التنظيم والتصال والعلم غيرت المعادلة القديمة
ال تي كا نت تض طر قوى التغي ير الى العتماد على د عم دول أخرى في نضال ها ال سياسي ك ما ك تن الحال في
السيتينات والسيبعينات مين القرن العشريين حييث كانيت قوى التغييير تحتاج الى دعيم دول معينية فيي مجال
التصال والعلم والتأمين –حمل جوازات سفر الدول المساندة ،والحديث عبر وسائل اعلمها ،واستخدام
الحقائب الدبلوماسية التابعة لسفاراتها ...الخ لكن النترنت جعلت التنظيمات السياسية في غنى عن كل ذلك
فحررها من ثمن الدعم الخارجي الذي كثيرا ما يتضارب مع اهداف حركات التغيير ورسالتها .
-6ل قد أفادت النتر نت حركات التغي ير الديمقراطي في العد يد من دول العالم و من أش هر المثلة على ذلك
ثورة الطلب الصرب ضد مجرم الحرب سلوبودان ميلوفيثش الذي كان يقود بلدهم ،فقد كان لطلب جامعة
19
بلغراد لعظيم الدور فيي اشعال الثورة ضيد ميلوسيوفيتش ،وكان النترنيت أعظيم وسييلة لهيم فيي التصيال
والعلم والتعبئة حتى لقد دعو ثورتهم ثورة النترنت .
-7لعل من الممارسات العربية لستخدام النترنت في الصراع العربي السرائيلي ما فعله الفلسطينيون تحت
عبارة الجهاد اللكترونيي او النتفاضية عيبر النترنيت حييث يشيير السيتاذ جمال محميد غيطاس فيي كتابيه
الديمقراطية الرقمية اليها قائل {في يناير 2001كان قد مضى ما يقرب من 12اسبوعا على اندلع انتفاضة
القصى ،وفي هذا الشهر تزايدت وتيرة النشطة العربية والسلمية عبر النترنت في التعبير عن القضية
ومحاولة ك سب الرأي العام العال مي الى صفها و صف الفل سطينيين ،و ساعتها كان قل ما ن جد موق عا عرب يا او
اسيلميا ل يحميل صيدر صيفحته الرئيسيية صيورة الطفيل محميد الدرة الذي اسيتشهد برصياص الجنود
ال سرائيليين و هو مح تم بوالده ،و في المقا بل نشرت الموا قع ال سرائلية صورا لمعل مة يهود ية في الخل يل
بالض فة الغرب ية قتلت في عمل ية فل سطينية م ما يش عل هذا المواجهات ،واعت مد الفل سطينيون –الى جا نب
قدرات هم الذات ية -على م ساعدة الموا قع العرب ية وال سلمية ال تي تش كل مر كز الث قل في المواج هة ،وتطور
المير شيئا فشيئا وانتقلت صيور الشهييد محميد الدرة الى موقيع شبكية ام اس ان بيي الخباريية المريكيية
واحتلت المركز الول في التصويت الذي اجر ته الشبكة حول اكثر الصور تأثيرا وتعبيرا عن بشاعة الحرب
والممار سات ال سرائيلية ،وه نا تدخلت العد يد من الموا قع العرب ية الداعية للدخول على مو قع شب كة ام اس
ان بيي سيي والمشاركية فيي التصيويت الذي تجرييه الشبكية .ولفيت النتباه ايضيا ان الفلسيطينيين والعرب
والمسيلمين حاولوا تطويير احتجاجهيم الرقميي على ميا يجري فيي فلسيطين بوسيائل اكثير فعاليية ،فطوروا
فيرو سا اطلق عل يه فيروس –ظلم-والذي صنف على ا نه اول فيروس ذي طا بع سياسي يظ هر على نطاق
وا سع على الشب كة ويج سد احدى و سائل الحتجاج الرق مي الديمقرا طي ال سلمي غ ير الضار على النتر نت ،
وذلك لن م صممي الفيروس تميزوا بقدر كبير من الحك مة والح صافة ،وانتبهوا الى ضرورة ممار سة هذا
النوع من الحتجاج الديمقراطي بطريقة ل تتصادم مع الطبيعة الخاصة للنترنت ،فصمموا الفيروس بحيث ل
يهاجم وحدات التخزين او يمحو المعلومات من على الحاسبات التي يصيبها او يؤثر سلبيا على نظم التشغيل
ك ما تف عل الفيرو سات الخرى ،ولك نه يكت في ف قط بتوج يه الحا سب الذي ي صل ال يه الى موا قع على عل قة
بالقضية الفلسطينية ثم يعرض رسالة تقول –ل تقلقوا هذا الفيروس غير مؤذ لن يضر نظامكم ان هدفه هو
مساعدة الشعب الفلسطيني على العيش بسلم في اراضيه ،
وحينما تابعت الشركات المتخصصة في امن المعلومات اداء هذا الفيروس وجدت انه يدخل نفسه بشكل آلي
الى خمسة وعشرين عنوانا حكوميا للبريد اللكتروني فور فتحه ،ويفتح خمسة نوافذ على شاشة الكمبيوتر
تت صل بموا قع موال ية للفل سطينيين وتر سل نف سها الى اول خم سين ات صال في قائ مة م ستخدم هذا البر يد
29
اللكتروني)
ان معطيات الديمقراط ية الرقم ية ل ت قف ع ند حدود ممار سة الت صويت الديمقرا طي عبر النتر نت ول ع ند
اجراء المسوح الميدانية عبر النترنت بل تجاوزتها الى اعلن الحتجاج والعصيان المدني اللكتروني ،الذي
يقول عنه هنري ثورو المنظم له –كل الناس يتمسكون بحق الثورة ،وهو حق رفض الولء لحكومة ما بل
ومقاومتهيا عندميا يصيبح اسيتبدادها وطغيانهيا وعدم كفايتهيا امورا غيير محتملة ،وقيد جاء دور العصييان
20
المدني اللكتروني كبديل عصري او على القل مؤازر للحتجاج البدني ،كما انه يعد حل مثاليا للذين يودون
لو شاركو المتظاهرين ولكنهم يؤثرون السلمة على المشاركة في التظاهرات الفعلية في الشوارع_.
ان العصيان المدني اللكتروني يحاكي ما يحدث في الشارع دون احداث خسائر مادية ،مقارنة بما يحدث على
ارض الوا قع ،فبين ما يقوم المتظاهرون ب سد المدا خل والمخارج والممرات لم نع تد فق الم سؤولين ،يعترض
ناشطوا العصيان المدني اللكتروني التدفق المعلوماتي لمختلف الهيئات لشلها وتعطيلها وهو ما يحدث ضغطا
ماليا ل يمكن للتظاهر البشري الذي يجري في الشارع ان يحدثه ،حيث ان تدفق المعلومات ورؤوس الموال
من اهم عناصر الحياة في المجتمعات الراسمالية ،
عين آليية العصييان المدنيي اللكترونيي ل يحتاج اكثير مين جلوس عدد كيبير مين الناشطيين سيياسيا وراء
شاشات الحواسب والتصال بالنترنت للتظاهر او لتكوين رأي عام ما ،ولكن بصور ووسائل قد تكون احيانا
اكثر فلحا من المواجهة الحقيقية مع السلطات مثل
--القييم بارسيال آلف الرسيائل الحتجاجيية والمنددة ...الخ الى شتيى الجهات المعنيية بصيورة ضاغطية
مزعجة عن طريق البريد اللكتروني ،غير انه يستخدم هنا لغرض سياسي ل لترويج سلعة او الدعاية لها
--الدخول الى غرف الدرد شة في النتر نت للقيام بحوارات وتكو ين رأي منا صر او منا هض لقض ية ن
القضاييا ،فيميا يعرف باسيم المحادثات السيياسية ،كذلك تكويين جماعات ضغيط سيياسية داخيل مجموعات
المناقشة في النترنت .
--القيام بتعطيل موقع ما عن طريق دخول عدد كبير من المستخدمين على ذلك الموقع في وقت واحد ،مما
يهييء ورود عدد هائل من الطلبات التي يجب ان يلبيها الحاسب الخادم الذي ينطلق من خلله هذا الموقع ،
وإغراق الخادم تحت هذا الطوفان من الطلبات حيث يقوم الناشطون بالدعوة لذلك العمل المنظم قبلها بفترة
كافية حتى يت سنى لكبر عدد من المشاركين الدخول في توق يت واحد دقيق بف تح عدد غ ير محدد من نوافذ
الت صفح وكتا بة عنوان المو قع ف يه ،والض غط عل يه في ساعة صفر معرو فة سلفا في ما يعرف بهجوم ايقاف
الخدمة .وكل ذلك يؤدي الى حرمان المستخدم العادي غير المنخرط في ذلك النشاط من الوصول الى الموقع
او الخدمة التي يقدمها الموقع وهو عقاب للموقع من ورائه
--الو صول للهدف نف سه ال سابق بإحدى الو سائل ال سهلة غ ير المكل فة من ح يث الو قت ،ول تحتاج لي
خبرة ومنها أمر يستخدم لختبار وجود موقع ما ،غير انه قد يستخدم من خلل مستخدم عادي ليكتب سطرا
ليقوم الجهاز بذلك الختبار بشكل متكرر ping واحدا عبارة عن عنوان الموقع يتقدمه أمر
--ارسال الرسائل اللكترونية وتداولها بالضافة الى عمل المواقع لنشر الفكار والرؤى الخاصة في شكل
مظاهرة لخلق رأي عام ضد قض ية ما ،أو في سبيل تعض يد قض ية اخرى بالضا فة الى ابراز عيوب الولى
ومخاطرها في مقابلة واضحة لمزايا وفوائد الثانية .
(وهناك طر قا اخرى للع صيان المد ني اللكترو ني الذي ل زال في طور الطفولة سواء من ناح ية النظر ية او
التطيبيق ،فميا حدث حتيى الن وميا يحمله الغييب مين احداث يمكين ان تقوم بهيا مليشيات العصييان المدنيي
اللكترونيي جميعهيا يدل على ان هناك تغييرا قيد يكون جذرييا فيي اسياليب مناهضية القوانيين والمنظمات
والحكومات والمعاهدات وان المتمردين على الدكتاتورية التي تحكم بالحديد والنار واحزاب الخضر وجماعات
السيلم الخضير والمهتميين بشؤون البيئة وانصيار الديمقراطيية وحقوق النسيان والمطالبيين بحقوق العمال
21
والمندد ين بالعول مة الى آ خر هذه القائ مة المعرو فة ،قد وجدوا ضالت هم ال تي ينشدون ها في هذا النوع من
العصيان المدني اللكتروني.) 30
وهكذا نجد ان النترنت يمكن استخدامها للسياسة المؤيدة او المعارضة ،وأن توظيفاتها السياسية ل تقف
عند حد ،وأن الذين يحاولون استخدامها كاداة عولمية لنماذج رأسمالية محددة يجب ان يحسبوا حساب هذه
المعارضة بالدوات اللكترونية التي تروج للعولمة.
فالنترنيت اداة سيياسية واعلميية واقتصيادية ،يمكين توظيفهيا لعولمية العالم كله ولكنهيا مفتوحية للجمييع
وديمقراطيت ها الرقم ية ل من ي ستطيع ان يستخدمها ويوظفها ،فالحتكار ه نا محدود فل يس ث مة احتكار مطلق
ولزالت المنظمات تستخدمها للرهاب وضد الرهاب على السواء.
-النترنت والقتصاد المعلوماتي 5
حينما نعود الى السئلة التي طرحها الدكتور نبيل علي في مدخل كتابه الثقافة العربية وعصر المعلومات ،
نجد ان تساؤله عن معنى ما طرحه آل جور حينما قال –دعونا نتجاوز اليدلوجيا ،لنتحرك معا صوب هدف
مشترك لبناء بنية اساسية معلوماتية عالمية لمصلحة جميع الدول من اجل خدمة اقتصادنا الحر ،ولتحسين
خدمات ال صحة والتعل يم وحما ية البيئة والديمقراط ية –هذا الت ساؤل يع ني تب ني القت صاد ال حر في المع نى
القت صادي للمعلومات ية ،ك ما يع ني تب ني الديمقراط ية في المع نى ال سياسي الل يبرالي ل ها ،أي ان ايدلوج يا
النموذج الرأسيمالي هيو الذي يسيعى الييه ىل جور فيي مطالبتيه لبناء قاعدة معلوماتيية عالميية فيي عصير
العولمة الجديد هذا الذي تقوده الشركات المتعددة الجنسية الى جانب المنظمات الدولية .
ه نا نأ تي الى الت ساؤل القت صادي ال كبير للدكتور علي { ماذا يف عل فقراء هذا العالم وكل فة انشاء هذه البن ية
التحت ية تقدر بتريليونات الدولرات؟{.ويكررالدكتور علي ت ساؤلته بش كل آ خر ول كن هذه المرة عن العول مة
القت صادية فيقول { ما كل هذا الجدل حول ظاهرة العول مة ؟ مايز يد على 1500مؤت مر وندوة؟ تلك الظاهرة
وليدة ثورة المعلومات والت صالت ،هل هي د ين الرا سمالية الجد يد ؟ نوع متطور من الحتم ية القت صادية
لملء فراغ الحتميات بعد ان خل بزوال النازية والفاشية والشيوعية ؟{ ثم يزيد في التساؤل الخر عن معنى
الندماجات فيي صيناعة العلم والسيينما حييث يقول { ميا كيل هذه الندماجات ب ين عمالقية صيناعة العلم
وصناعة السينما ودور النشر وشركات برمجة الكمبيوتر والنترنت؟ مثال رقم 1شركة ام سي ان لتصالت
اللياف الضوئ ية مع مؤ سسات روبرت مردوخ العلم ية ،مثال ر قم 2شر كة وار نر للت صالت مع التاي مز
دار النشر الصحفية ثم مع سي ان ان قطب العلم التلفزيوني ،وأخيرا مؤسسة ايه او ال كبرى الشركات
المريكية لتقديم خدمات النترنت{
وميا الذي دعيا شركية سيوني اليابانيية الى شراء شركية سيي بيي اس للتسيجيلت الموسييقية واسيتديوهات
كولومب يا للنتاج ال سينمائي ؟ و ما هذه الرقام الفلك ية ال تي تتنا مى الى ا سماعنا عن عوائد صناعة العاب
الفديو –حوالي 70بليون دولر سنويا -وعما ينفق فيها حاليا من استثمارات ضخمة تقدر بعشرات المليارات
مين الدولرات سينويا ،تسياهم بهيا شركات امريكيية عملقية أقاميت سيمعتها على تقدييم الخدمات الجادة
لمؤسسات العمال والموال ،شركة أي تي اند تي على سبيل المثال ،هل وقار الكبار وقد ذهب يبحث عن
22
مصروف الصغار ويزيد من نصيبه من مصروفات المنازل ؟ أم انه التقارب بين اللعب والعمل الذي يشهده
. 31
مجتمع المعلومات ؟ )
لشيك ان الجواب على هذه التسياؤلت التيي جاءت فيي مضمون كتاب الدكتور علي هيي المدخيل والمضمون
الحقيقي للبعد القتصادي للمعلوماتية بما فيها النترنت التي تقودها جميعا فماذا اجاب الدكتور علي عن هذه
التساؤلت ؟
حين ما ب حث الدكتور علي عن عل قة منظو مة تكنلوج يا المعلومات بالمنظو مة القت صادية قال { تبرز اهم ية
المعلومات اقتصاديا في ضوء تعدد الدوار القتصادية لها ،فالمعلومات سلعة اقتصادية ،وخدمة اقتصادية ،
وذلك علوة على كون المعلومات موردا حيوييا مسياندا لجمييع النشطية القتصيادية الخرى ،لقيد ادت
تكنلوجييا المعلومات وفيضهيا الزائد الى زيادة النتاج مميا حدا البعيض الى ان يتسياءل :هيل اصيبحت
الرأ سمالية الحدي ثة منت جة اك ثر من اللزم؟ وك ما يقول محمود ع بد الفض يل فان التو سع الهائل في امكانات
النتاج سيصحبه تقلص فرص العمل وارتفاع معدلت البطالة بش كل دائم م ما يؤدي الى قصور في الطلب ثم
الركود والك ساد القت صادي ...هذه ب صفة عا مة ،أ ما ا هم مل مح العل قة المعلومات ية –القت صادية في رأي
الكاتب فهي :
الندماجات القت صادية الضخ مة ال تي ت تم حال يا في قطا عي المعلومات والعلم و ما ين جم عن ذلك من
خلل في توزيع فرص العمل والنتاج والبداع الى حد الحتكار
--المور المتعلقة بالملكية الفكرية وتسعير خدمات النترنت خاصة فيما يتعلق بشق المحتوى ،المادة
الخام لصناعة المعلومات .
--التغيرات الجذرية المتوقعة في اقتصاد النشر الطباعي والسينما الترفيه
وكعهدنا بها ل تتوقف تكنلوجيا المعلومات عن كشف آفاق معرفية جديدة ،وها هي تخرج الينا بمفهوم
attetionl economyوالذي يهدف اقت صادي جد يد ،ونق صد به اقت صاد الت نبيه والترك يز
الى ترشييد اسيتخدام النسيان لحواسيه البصيرية والسيمعية ،وقدرتيه على التركييز واسيتخدامه موارد
ذاكرته القصيرة والمتوسطة المدى .
لقد ظهرت اهمية هذا التوجه ازاء –حمل المعلومات الزائد ..-لقد زادت سرعة المعلومات ومعدل تدفقها
في حين ظلت حواسنا وقدراتنا الذهنية ثابتة كما هي وهو ما يتطلب استخداما افضل لهذه الموارد حتى
. 32
ل ينسحق النسان امام اعصار المعلومات الجارف )
لقد انعكست التوجهات القتصادية للمعلوماتية على النترنت حيث انتقل من شبكة اشبه بالمنتدى العلمي
والثقافي الى سوق التجارة اللكترونية ،بعدما كانت لدى مؤسسيها الوائل قد وقفت موقفا حازما ضد
أي نشاط تجاري او ت سلل اعل ني او اعل مي ،إذ أن القوى القت صادية التقليد ية وجدت في ها قدرة فائ قة
على ربيط مصيادر النتاج بمنابيع الطلب وكونهيا وسييلة فعالة لنقيل بضائع صيناعة الثقافية عيبر طرق
معلوماتيية فائقية السيرعة ،وهكذا كميا يعيبر الدكتور علي –وطئت مؤسيسات المال والتجارة والعلم
بأقدام ها الثقيلة هذا –الحرم الكادي مي – محيلة اياه الى مت جر الكترو ني وبوق اعل ني ومنا فذ للتوز يع
وساحة بحوث التسويق. -
23
وهكذا تحولت النتر نت الى و سيلة الكترون ية للتجارة وبدأت مليارات الدولرات تتد فق عبر هذا الو سيط
مقا بل البضائع ذات الطا بع الثقا في ا ساسا ،وهكذا تكون ا كبر و سيلة لثورة المعلومات وتقنيات ها تتحول
الى تجارة سيواء للمعلومات او للتقنيات الخاصية بهيا ،وهكذا جاءت الرقام الفلكيية التيي تتداولهيا هذه
التجارة من الدولرات بسرعة لم يحلم بها تاجر ول صناعي ول اعلمي ،ومن هنا كان عصر عولمة
القت صاد الذي جر وراءه عول مة الثقا فة وحول ها الى سلعة دول ية م ستخدما تقنيات المعلومات ية ذات ها
وشبكة النترنت الماموثية .
ان من الحقائق ال تي فرز ها هذا التو جه القت صادي للمعلومات ية في ع صر العول مة هو ما حدده ي حي
اليحياوي فيي قوله { ان العلم بدأ ينتقيل تدريجييا ومنيذ مدة مين اقتصياد سيوق تقليدي وملموس الى
اقت صاد شبكات ذي تيارات م ستمرة ومت سارعة يبرر جزئ يا ا ستعمالنا لم صطلحات القت صاد المعر في او
القتصياد اللمادي او القتصياد الفتراضيي او القتصياد الجدييد ...الخ وبالتالي لم يعيد البحيث العلميي
مرتب طا بابداع وت صميم ال سلعة او الخد مة بقدر ما ا صبح مهت ما ب ما ين تج عن ها من ترابطات وتداخلت
وتكاملت ،في ميدان تكنلوج يا العلم وو سائط الت صال مثل لم ي عد الب حث قطاع يا أي منح صرا دا خل
قطاع وا حد ،ات صالت او اعلم سمعي –ب صري او معلوميات ...الخ بل ا صبح يه تم بمدى ما ي تم دا خل
33
القطاعات الخرى بهدف الستفادة منها او النسج على منواله )
ان النظرة المباشرة الى الجانيب القتصيادي للمعلوماتيية ليمكين ان يقود الى الفهيم الصيحيح ال مين خلل
العول مة وع صرها الجد يد والرقام ال تي يعك سها اقت صاد المعلومات ية في ظل ها ،ف من أبرز مفاه يم العول مة
القتصيادية هيي انهيا تقوم على { اندماج اسيواق العالم فيي حقوق التجارة والسيتثمارات المباشرة وانتقال
الموال والقوى العاملة والثقافات والتقانية ضمين اطار مين رأسيمالية حريية السيواق ومالييا خضوع العالم
لقوى ال سوق العالم ية م ما يؤدي الى اختراق الحدود القوم ية والى النح سار ال كبير في سيادة الدولة وان
, 34
العنصر الساسي في هذه الظاهرة هي الشركات الرأسمالية الضخمة متخطية الحدود)
أما آلية العولمة تقنيا ،فإنها تستخدم ثورة تكنولوجيا التصالت الجديدة ومنها النترنت وتظهر صورة هذه
اللية التقنية من خلل –تضاعف استخدام هذه التقنية عالميا حتى جاوز الوقت الذي استهلك في التصالت
60مليار دقيقية عام 1995وتضاعيف سيوقها حتيى قارب نصيف مليار دولر سينويا ويزداد %10سينويا
وكذلك من خلل
تقل يل تكل فة الت صالت الى ان ت صبح ش به مجان ية في غضون ال سنوات العشرة القاد مة و عن طر يق
النترنت الن بأمكان أي شخص من منطقة الخليج التصال بأوربا وأمريكا بتكلفة ل تزيد عن 4سنتات
للدقيقة الواحدة
--في مجال النترنت وهي الشبكة التي حطمت القيود والحواجز وحققت وحدة معلوماتية سيكون لها
المستقبل وتأثيرها من خلل سعتها ومحتوياتها وحرية استخدامها ومن ذلك مستخدمو النترنت اكثر من
500مليون مستخدم ،كما ان مواقع النترنت التجارية والحكومية والخاصة قد تزيد على 500مليون
موقع وهي تزداد يوميا بشكل سريع
24
--طر حت بدائل جديدة للتجارة ت سمى الن التجارة اللكترون ية ونشأت ال سواق اللكترون ية وتحق قت
وحدة السوق العالمي وضخت المليارات الدولرات مثل مدينة النترنت في دبي
--زادت صفحات النترنت في نهاية عام 2000على مليار ونصف صفحة والمستخدمون العرب اقل من
35
%1من مجموع المستخدمين {
الفصل الثاني
تمظهر عولمة المعلوماتية عبر النترنت
في العلم والسياسة والقتصاد
-1مدخل نظري:
حينما نحاول ان نعرف مسألة أو موضوعا شامل ،تقف اللغة قاصرة عن الحاطة بالمعرف به ،وإذا كان شمول
الم سألة او الموضوع يحت مل تنوعات واختلفات ،فإن التعر يف يكون أ صعب وهذا مانجده في محاولة الباحث ين
تعريف مصطلح العولمة ،فالعولمة بالنسبة للقتصاديين هي تجارة الكترونية وبالنسبة للسياسيين هي ديمقراطية
الكترون ية ،ك ما ان ها بالن سبة للعلمي ين هي صحافة الكترون ية ،ول كن التعر يف ل كل من هم لم يعط نا مفهو ما
واض حا للعول مة وتمظهرات ها فإضا فة كل مة الكترون ية ل تز يد الكل مة وضو حا ،لن ها كل مة تقن ية مل صقة بمع نى
اقت صاداو سياسة او اعلم ،ول ما كان ل بد ل نا ان نتقدم بتعر يف محدد للعول مة المعلومات ية والليات والو سائط
التقنية المعبرة عنها في هذا العصر .فإننا سنستعرض بعضها هنا
يقول الدكتور احميد فؤاد باشيا عيبر مقال له على النترنيت ( لشيك ان صيياغة تعرييف جاميع مانيع –كميا يقول
المناطقة –لمصطلح العولمة ليس بالمر اليسير نظرا لتعدد مفاهيمه التي تتأثر كثيرا بتعدد التجاهات إزاءه رفضا
او قبول بدرجات متفاوتة ،والفضل فيما نرى ان يتم تعريف العولمة بتحديد أهم خصائصها وصفاتها ومظاهرها
التي تدل عليها ،ويمكن من جانبنا ان نجسد هذه الخصائص والصفات بصورة اجمالية في امرين مهمين جدا :
ال مر الول :ن ستشف من تحا شي ان صار العول مة وب عض فل سفتها ادخال الد ين ض من مجالت نشاط هم ،ف هم
يح صرونها ب صورة رئي سية في مجالت ال سياسة والقت صاد والثقا فة ،و في ب عض الحيان يدرجون مجال العلم
والتقنية ،وهم بهذا الختزال يجعلون منها –علمانية-جديدة ،تستبعد الديان من دائرة التأثير
المر الثاني:هو ذلك التحيز الذي يصل الى درجة التعصب للنموذج الغربي وتعميمه وفرض سيطرته وهيمنته ،مع
ال سعي الى اختراق خ صوصيات الغ ير وط مس الق سمات ال تي تتش كل من ها شخ صيات ال مم والشعوب الخرى ،
وخا صة الم ستضعفة من ها و هو –أي النموذج الغر بي المد عم بالتفوق المادي والثقا في –ي سخر من ا جل هذا كل
انجازا ته العلم ية والتقن ية وقدرا ته القت صادية وإمكانا ته العلم ية بل وقو ته الع سكرية اذا اقت ضى ال مر ليفرض
تصوراته الخاصة عن السلم والمن والحرية وحقوق النسان وغير ذلك من المفاهيم التي لها عند كل امة بل
عند كل توجه فكري وسياسي تصور خاص .
وهذان المران اللذان يجسدان أهم خصائص العولمة الغربية ومظاهرها التي تدل عليها قد صاحبها خلل السنوات
الخيرة ظهور اتجاهات نقد ية جعلت كثيرا من الشعوب بل الحكومات في الغرب نف سه تخ شى هذا الخ طر القادم
وترفض الستجابة لدعواته والنخراط تحت لوائه) .
36
و في ب حث نشره عبر النتر نت اي ضا الدكتور مح مد ح سن ر سمي عم يد كل ية الحا سبات والمعلومات في جام عة
القاهرة ت حت عنوان ك يف نتفا عل مع العول مة يقول معر فا العول مة بان ها( طوفان كا سح ل من ي قف في طريق ها
25
رافض ان يتفهم فكرها وفل سفتها وآلياتها اذا كان يملك سدا منيعا يهزم ويلتها ويسخر لنفسه ،ونظام العولمة
في حد ذا ته يد عم القوياء ويط حن الفقراء ويض حك ال صحاب ويب كي الضعفاء بل يم كن صانعها من التح كم
وال سيطرة وامتلك مقررات وم ستقبل المتفرج ين المذهول ين ال صامتين المنتظر ين لمعجزات ال سماء...-ويض يف
قوله –لو ادرك فا قد مع نى ومغزىالعول مة ما تحمله العول مة لمات هر با وفزعا من ويلتها ،ان ها فيضان الن يل
فيي وقيت غدره لمين هيو غيير مسيتعد له ،وخيره لمين ب نى السيدود واسيتعد لملقاتيه بالعقيل والعلم والخلص
37
والصرارعلى تحقيق الذات )
اميا الدكتور البياتيي فيرى ان هناك غموضيا لمفهوم العولمية حييث يقول{ وباختصيار فان العولمية عمليية متعددة
البعاد ،وهذه البعاد –ال سياسي والقت صادي والجتما عي والثقا في ..الخ متداخلة ولي ست منف صلة بعض ها عن
البعض ،ونعتقد ان البعد الجتماعي يحوز الهتمام الكبر الن ليس في حد ذاته ولكن كنواتج للتغيير في العملية
القتصادية ايضا ،كما ان مفهوم العولمة بقي غامضا للسباب التالي
-1حداثة اطلق المصطلح
-2تعدد القترابات فيي عمليية هذا المصيطلح ميا بيين اقترابات ماركسيية ترى ان العولمية –الهجمية الخيرة
للرأسيمالية -الى اقترابات حضاريية ترى ان العولمية مسيعى لنفيي الحضارات الخرى غيير الغربيية ،وهناك
اقترابات وطنية ترى في العولمة توجها نحو تقويض سيادة دول العالم الثالث وتهميشها.
-3تعدد العمليات ال تي ينطوي علي ها من عمليات اقت صادية و سياسية وثقاف ية واجتماع ية ،وتع تبر و سائل العلم
أحد المرتكزات الساسية للعولمة باعتبارها تشمل مختلف الميادين القتصادية والسياسية والجتماعية والثقافية)
38
-و في درا سة اعد ها مر كز الئتلف للبحوث والدرا سات بعنوان –العول مة تجليات ها الثقاف ية والنف سية ومؤشرات
التعاميل معهيا عربييا –نشير على النترنيت تقول الدراسية بأن( اول مين تبنيى مفهوم العولمية فيي امريكيا هيو
بريجنسيكي الذي كان مسيتشارا للرئييس المريكيي فيي 1980-1977حييث اراد مين العولمةان تطرح النموذج
المريكي للحداثة والقيم المريكية للحرية وحقوق النسان ،أي ان طرح العولمة –كما تقول الدراسة-كان لخلق
توجهات –لتجانيس سيياسي واقامية الديمقراطيية ،وتجانيس اجتماعيي وحريية التنقيل وتأميين حقوق النسيان ،
وتجانس ثقافي أي المعلومة لمن يريدها ،وهي تجانسات سترتكز في بعض حوانبها على فن القناع -نفسيا –
بالوسيائل والدوات المتاحية ،وبينهيا وبيين اسيتخدام القوة –الردع النفسيي-عنيد الضرورة بهدف فرض قناعات
39
بديلة لعموم المجتمعات البشرية التي باتت قريبة من بعضها بحكم وسائل التصال عالية الجودة )
ويورد هذا الب حث ا ستشهادا من كتاب ديناميك ية العول مة للمؤلف جي مس روزنار هو اقرب التعريفات الديناميك ية
ل ها ح يث يقول هذا ال ستشهاد عن تأث ير العول مة (وتأ سيسا على ذلك كان للمجال الثقا في ذو ال صلة بالجوا نب
النفسية للعولمة اسبقية تزامنت مع بعض مجالتها القتصادية وتداخلت مع اخرى او تقدمت عليها ،السياسية
والجتماعيية-سيلعة مثيل السيلع الماديية تتداول فيي سيوق يسيودها القوى ثقافييا وبوسيائل ايصيال للمسيتهلكين
مي سورة –القنوات الفضائ ية واللكترونيات والحوا سيب والنتر نت وغير ها –بق صد ن قل الفكار والمباد يء ون شر
المعلومات لمستوى الشيوع بين جم يع الناس و من ثم صياغة ثقافة عالمية لها قيمها ومعاييرها لزيادة معدلت
26
التشابه او التجانس بين الجماعات والمجتمعات والمؤسسات في محصلة تبرز في اطارها وعلى مستوى النفس
امكانية تشكيل وعي وادراك ومفاهيم
قناعات عالمية الطابع)
40
ان هدف التجا نس والتما ثل والتنم يط هو هدف كا من في ايدلوج يا الت صال ا ساسا ،و هو يعرض نف سه في كل
و سائل العلم لمع طى بدي هي يقول ع نه ال ستاذ ي حي اليحياوي متحد ثا عن ايدلوج يا الت صال فيقول { المع طى
الثاني فيكمن فيما نتصورفي الطابع التوحيدي الذي تدفع به ايدلوجيا التصال وتجعل الفراد والمجتمعات بموجبه
–كتلة موحدة منصيهرة او يراد بهيا ان تنصيهر فيي فكير واحيد وثقافية واحدة ونموذج للتمثيل واحيد ،ل تتغييا
ايدلوجيا التصال وفق هذا التصور خلق –انسان واحد-بمواصفات واحدة فحسب ،بل تجنح في حالة تعذر ذلك
الى ا ستنبات مباد يء وق يم من ذلك النموذج الل يبرالي ا ساسا م نذ مدة ،بغرض خلق ثقا فة للتوا فق والترا ضي
. 41
تضمن لهذا الفكر النسياب بعدما تكون قد ضمنت له الرضية والفضاء)
و قد أ كد هذه الحقي قة-التجا نس والتشا به والتنم يط –الدكتور البيا تي مع تبرا ايا ها من سلبيات العول مة العلم ية
فأشار الى ذلك بقوله ( العول مة العلم ية ت سعى من خلل تكنلوج يا الثورة الت صالية الى ن شر مبدأ –التما ثل-
وتحميه ليصبح بذلك أمرا واقعا وتحويل المجتمع الى كتل متشابهة ،تنميط الحياة اليومية بحكم فراغ ما يسمى
بالخيال الجما عي وخوائه وظهور ن مط وا حد من الوا قع المعي شي يت صف بالتما ثل ال سكوني ....تنم يط المشا عر
النسانية والتحكم في تشكلها وفق منطق معين من الولوية والهمية ،فالتحكم العلمي في المشاعر البشرية
وتحديد اهميتها وبرمجة اولويتها هو تحكم في الخيال الجماعي وبالتالي تحكم في ثقافات الشعوب) 42وأخيرا فل
بد ان ننظر الى العولمة من منظور معلوماتي صرف ،حبث نجد العولمة معلوماتيا او المعلومات العولمية عبر
النترنت خاصة انما تدور بآليات وتقنيات الثورة التقنية للمعلومات لتوصل مضامين ومفردات من يسيطر على
هذه التقنيات والليات ،و هي الدول الليبرال ية وطروحات ها على الم ستوى القت صادي وال سياسي ،وهذا ما أكده
الدكتور نبيل علي الذي يطرح هذه المضامين بشكل دقيق حيث يقول {يفضل الكاتب بدافع من توجهه المعلوماتي
ان يرى العول مة من منظور اك ثر تأ صيل وأك ثر صلة بالثقا فة والمعلومات م عا ال و هو منظور ثنائ ية الوجود
الز من والمكان ،في البدا ية كا نت –عول مة الز من-باتباع توق يت جرين تش الشه ير ب عد ان كان ل كل مدي نة قبلة
توقيتهيا الخاص بهيا ،وجاءت تكنلوجييا المواصيلت والتصيالت ممثلة فيي النقيل الجوي والتصيالت السيلكية
واللسلكية لتدخل المكان في دائرة العولمة والن ماذا بقي ليدخل مضمار العولمة؟ لم يبق ال الحداث التي تجري
في اطار هذا الزمن وفي نطاق ذاك المكان وهو ما تسعى اليه عولمة هذه اليام ،في ان تشمل كل أنشطة النسان
وممارساته الجتماعية،اقتصادية كانت او سياسية ،تجارية كانت ام ثقافية ،عامة كانت ام خاصة ،فهي تشمل
ضمن ما تشمل حاليا عولمة المعاملت المالية والتجارية والزياء وموضات قص الشعر ورياضة الجري ووجبات
الطعام بل عولمة الجساد ايضا ،حيث تسعى صناعة الرشاقة وادوية التخسيس الى ان تجعل من مقاييس جسد
المرأة الكاليفورن ية نم طا معول ما تحلم به الفتيات والن ساء ،وح تى عالم ال شر لم يحرم هو ال خر ن صيبه من
العول مة من جرائم الماف يا والختلس وغ سيل الموال واغت صاب الن ساء وف ساد الحكومات والمؤ سسات ،وهناك
-ن م 40
27
كثيرون م من يعتقدون بشدة ان الج نس البشري لد يه القدرة على بناء م ستقبل ل على اوهام ايدلوج ية سقيمة بل
43
على مجموعة من القيم العامة المشتركة بين البشر جميعا )
وي ستشهد الدكتور نب يل علي بقول رئ يس وزراء هولندا ال سبق الذي اع تبره اف ضل تلخ يص للعول مة من منظور
ثقافي معلوماتي حيث يقول( لم اجد تلخيصا للعولمة من المنظور الثقافي المعلوماتي افضل من ذلك الذي خرج
به روند لوبرز رئيس وزراء هولندا السبق حيث اوجز فأوفى بعرضه ظاهرة العولمة في صورة مصفوفة رباعية
–مصفوفة -2×2كما اطلق عليها ،ويقصد بذلك ان ظاهرة العولمة قد احدثها محركان اوليان أديا بدورهما الى
متحركين او ناتجين اوتأثيرين ،يمكن تلخيص المحركين الولين في
ا-المحرك الول :البتكار التكنلوجي في مجال تكنولوجيا المعلومات والتصالت اساسا
ب-المحرك الثانيي :سييطرة الليبراليية الجديدة ،ويقصيد بهيا انتصيار ايدلوجيية اقتصياد السيوق الحير والنميط
ال ستهلكي واعلم الترف يه والخ صخصة و ما الى ذلك ،وتقدم الديمقراط ية في هذا الطار كتوأم لقت صاد ال سوق
الحير سيندويتش آل جور هيل لزلنيا نذكره؟ واللذان يكونان معيا اسيتراتيجية النموذج الغربيي للرأسيمالية فيي
صياغته المريكية وهو النموذج الذي حظي بدفقة قوية أثر النهيار المدوي للمعسكر الشتراكي ،ويؤكد مؤيدو
العولمية انهيا سيتعود بالخيير على الجمييع سيواء مين حييث النميو القتصيادي والتقدم التكنلوجيي او اشاعية
الديمقراطية والدفاع عن حقوق النسان ). 44
-2العولمة العلمية عبر النترنت
لشك ان اعلم العولمة او عولمة العلم هي اوضح ما تعبر عنها النترنت في معلوماتها ،ويقصد بعولمة
العلم كما يعبر احد الباحثين ( النفتاح المذهل على المعلومات وكسر الحتكار الرسمي لها ،إما عن طريق
ال بث التلفزيو ني العابر للحدود او شب كة النتر نت ،ويم كن القول ان عول مة العلم هي عمل ية تهدف الى
التعظ يم المت سارع والم ستمر في قدرات و سائل العلم على تجاوز الحدود ب ين الدول والتأث ير على المتلق ين
الذين ينتمون الى ثقافات متباينة ،وذلك لدعم عملية توحيد ودمج اسواق العالم من ناحية ،وتحقيق مكاسب
للطراف المهيمنية على صيناعة العلم والتصيال مين ناحيية ثانيية ،وينطوي مفهوم عولمية العلم على
مجموعة من البعاد والمرتكزات الساسية التي يوجزها عدد من الباحثين وهي :
-1ان عولمة العلم هي عملية متسارعة التغير وبالتالي لم تتشكل ملمحها النهائية بعد ،فهي تمر بمرحلة
انتقالية وذلك لسببين رئيسين :
الول :ان عولمة العلم تعتبر احد ابعاد عملية اوسع هي عولمة القتصاد والجتماع والسياسة والثقافة ،
ونظرا لعدم اسيتقرار او تبلور عمليية العولمية فإن هناك مجموعية مين الرهانات والتحديات القتصيادية
وال سياسية والثقاف ية ال تي تحدد م سار تطور – بل وم ستقبل -عمل ية عول مة العلم ،ومج مل هذه الرهانات
يقوم على تماثل جوهر عملية العولمة في مجالت العلم والقتصاد والجتماع والسياسة والثقافة باعتبارها
اسيقاطا للحدود السيياسية وتوحيدا ودمجيا للسيواق وبالتالي وجود ارتباط وثييق وتأثيرات متبادلة بيين هذه
المجالت الرب عة والعلم ب ما يع ني ان النجاح في عول مة العلم يد عم من فرص نجاح العول مة والثقا فة
السياسية والعكس صحيح .
28
الثانيي:ان عولمية العلم تعتميد فيي بعيد مهيم منهيا على نتائج الثورة لعقود قادمية وسيتدفعها الى المام –
التطبيقات -الجديدة أي الدوات في مجال التصالت والتي بدأت لتوها وسوف تستغرق تطوراتها مدة طويلة
.
-2الترا بط والتكا مل ب ين مجالت العلم وتكنلوج يا الت صال ومجت مع المعلومات بح يث ا صبح من ال صعب
تعرييف العلم او التصيال بمعزل عين تكنولوجييا التصيال والمعلوماتيية ،فالثورة فيي تكنولوجيية التصيال
اوجدت و سائل جديدة في الت صال م ثل ال بث التلفزيو ني الفضائي والتكنولوج يا الرقم ية ال تي وفرت امكانيات
هائلة لسيتقبال الصيوت والصيورة بدقية وبنقاء غيير مسيبوقين ،وكذلك وسيائل العلم المرئيية والتفاعليية
والفدييو تحيت الطلب والصيحافة اللكترونيية عيبر شبكية النترنيت ووسيائل التصيال المحمولة علوة على
الت طبيقات المختل فة للو سائط المتعددة ،و قد ارتب طت هذه الو سائل والت طبيقات بالمعلومات ية المتعددة وبدا ية
الدخول في مجتمع المعلوماتية الذي لم تتبلور معالمه بعد .
-3النمو الهائل في اقتصاديات العلم والتصال والمعلومات ،وقد أفضى هذا النمو الى مزيد من التداخل
بين عولمة العلم وعولمة القتصاد ،فعولمة العلم ليست مجرد تعظيم في قدرات العلم على الدعوة الى
عولمة القتصاد او الثقافة او ما يعرف أحيانا بنشر أيدلوجيا العولمة ،أي انه ليس مجرد اداة ايدلوجية بل
عول مة العلم ا صبحت جزءا ا صيل من عول مة القت صاد ،وذلك بالن ظر الى الدور ال كبير لقطاع الت صالت
والعلم والمعلومات في اقتصاديات الدول الكبرى والسواق العالمية ،فالعلم اصبح صناعة وقطاعا مؤثرا
في القتصاد العالمي ويمثل هذا القطاع %40من النتاج الصناعي العالمي ويضم أكثر من %60من اليد
العاملة في العالم الصناعي .
-4توسيع الخيارات والبدائل العلمية المتاحة امام الجمهور ،فقد وفرت تكنولوجيا التصال والمعلوماتية
وبصيورة غيير مسيبوقة مئات القنوات التلفزيونيية ومئات المحطات الذاعية وعشرات الصيحف والمجلت
المحلية والدولية فضل عما توفره من وسائل التصال الحدث والمرتبطة بالمعلوماتية .
ويركز خطاب العولمة على ان آليات السوق ومدى اقبال الجمهور بغض النظر عن جنسيته او ثقافته ،هي
التي ستقود تطور وسائل التصال والعلم ،كما يؤكد ان المنافسة ستكون دائما في مصلحة الجمهور الذي
سيضمن الحصول على خدمات اعلمية جيدة تلبي احتياجاته وباسعار رخيصة ،والمتأمل في اطروحات هذا
الخطاب يكتشف بسهولة انه يتعامل مع العلم ومنتجات الثقافة على اساس كونها سلعا يجري تداولها في
سوق موحدة لتوجد فيها خصوصيات سياسية او ثقافية ،فالفضلية للسلعة او الخدمة الجود والرخص.
-5تقل يص دور الحكومات والمنظمات الدول ية في تنظ يم بيئة العلم والت صالت المحل ية والدول ية ل صالح
الشركات الحتكارية متعددة الجنسية ،وذلك من خلل الدعوة الى تغيير التشريعات والنظم التي تعيق التدفق
الحر للمعلومات والصور والرموز بين الدول او تمنح الحكومات ادوارا ووظائف اعلمية كالتخطيط والرقابة
والمنع والمصادرة ،وفي هذا السياق تطرح عولمة العلم مهام خصخصة وسائل العلم والتصال وانهاء
45
دور الدولة في مجالت العلم خاصة في دعم وسائل التصال المحلية او النتاج العلمي )
ان عولمة القتصاد تتداخل مع عولمة العلم حتى انهما تتبادلن المواقع ولهذا فقد حصل في ظل العولمة
تحالف بين القتصاد والعلم لم يكن مسبوقا من قبل يقول الدكتور نبيل علي ( في ظل هذا التحالف الجديد
بين القوى القتصادية والقوى الرمزية تاهت الحدود الفاصلة بين عولمة القتصاد وعولمة العلم ،وصارتا
29
تتبادلن موقعي التأث ير والتأ ثر ب صورة مباشرة وغ ير مباشرة ،سافرة وغ ير سافرة،وفي ح ين ترى عولمة
القتصاد في عولمة العلم أمضى أسلحتها تسعى عولمة الثقافة من جانبها الى ان تتخذ من عولمة العلم
ساحة لحوار الثقافات وتعددها وتنوع ها ،ول يس من قب يل المغالة القول ان م صير المجت مع الن ساني با سره
46
يتوقف على من ستكون له الغلبة في النهاية على جبهة العولمة القتصاد ام الثقافة )
على ان من مظا هر العول مة هو خضوع العلم والت صال الى الحتكار ،ف من المعروف ان هناك ار بع او خ مس
وكالت انباء عالمية والمعروفة بالكبار تحتكر %80من فيض المعلومات ،وهناك اربع مجموعات رئيسية تتحكم
في %90من ال صحف البريطان ية ،وهناك احتكار عدد قل يل من شركات العلم المتعد ية الجن سية للر سال
الجماهيري المرئي وال سمعي والنتاج ال سينمائي والتلفزيو ني ،و قد تب عه في نه جه الحتكاري تلفزيون الكا بل ،
وهناك %10من شركات العلن المريكية تسيطر على %80من اجمالي النفاق العلني في الوليات المتحدة
والذي يصل الى 250مليار دولرسنويا .
فإذا ما اتجه نا الى النتر نت ال تي طال ما تبا هت بحر ية تبادل المعلومات ومجان ية الح صول علي ها ها هي الخرى
تطولها يد الحتكار البغيض حيث تشير الحصائيات الى ان مائة موقع فقط على النترنت تسيطر على %80من
اجمالي زوار مواقع ها تار كة الخ مس ف قط لتتنا فس عل يه ملي ين الموا قع الخرى ،ول جدال في ان اخ طر انواع
الحتكار هيو ذلك الخاص باحتكار المحتوى –مضمون الرسيالة العلميية -مين الموسييقى والغانيي والخبار
والفلم ،فالمحتوى أهم مقومات صناعة الثقافة ومن يسيطر عليه يصبح هو القابض على زمام اللعبة العلمية
بل منازع .
لقيد أدركيت القوى الرأسيمالية المغزى القتصيادي للمعلومات بعيد ظهور النترنيت وسيرعة انتشارهيا بصيورة لم
تعرفها من ق بل في مو جة من الندماج وترك يز رأس المال هدفها من وراء ثنائ ية الحتكار والندماج هذه احكام
السييطرة الكاملة عالمييا على صيناعة المعلومات بعناصيرها الثلثية –محتوى المعلومات –معالجية المعلومات –
توزيع المعلومات –في هذا الجو العولمي اعلميا واقتصاديا فرضت شبكة النترنت نفسها اعلميا ،فهي بجانب
كون ها شب كة الشبكات ف هي بالقدر ذا ته و سيط الو سائط الت صالية بل منازع ،وتتجلى عظ مة الو سيط اللكترو ني
في قدرته على احتواء الوسائط الخرى لمصادر للمحتوى بالنسبة له ،وبينما كانت عظمة الثلفزيون في احتوائه
للراد يو تقوم عظ مة النتر نت علىاحتوائ ها ال صحافة والذا عة والتلفزيون والب حث عن المعلومات ،ول ي ستقيم
اليوم حد يث في شأن العلم والت صال دون تناول القضا يا ال تي تطرح ها النتر نت كو سيط اعل مي ،ول عل خ ير
مثال يم كن ان نأخذه على دور النتر نت في العلم المعولم اليوم هو ال صحافة اللكترون ية ف ما هي هذه الو سيلة
اللكترونيية التيي تسيتخدم النترنيت كوسييلة لمخاطبية الجمهور ؟ وميا هيي ايجابياتيه ودورهيا فيي اطار العلم
المعولم ؟ ومن ثم ماهو المدى الذي يمكن ان تصل اليه م ستقبل في صراعها او اختلفها مع ال صحف الورقية
المطبوعية؟ وفيي تمظهير اعلم العولمية عيبر النترنيت بشكيل الصيحافة اللكترونيية صيورة واضحية عين تداول
المعلومات في عصر العولمة عبر الوسيط العلمي الكبر ال وهي النترنت ,
سنحاول ان ن ستعرض آ خر مفردات ومعا ني هذه ال صحافة عبر ما قدم ته آ خر ندوة عرب ية وعالم ية في مؤت مر
صحافة النتر نت ال تي عقدت في جام عة الشار قة –كل ية الت صال –عام 2005عبراوراق خبراء وباحث ين عر با
وأجانب .
الصحافة اللكترونية
30
اذا ارد نا ان نتعرض لمع نى ال صحافة اللكترون ية فل بد ان نف هم عموم مع نى الن شر اللكترو ني ،ح يث رأي نا من
يعرف النشير اللكترونيي بأنيه ( اسيتخدام الجهزة اللكترونيية فيي مختلف مجالت النتاج والدارة والتوزييع
للبيانات وتسيخيرها للمسيتفيدين ،وهيو ميا يماثيل تماميا النشير بالوسيائل والسياليب التقليديية ،ويتيم توزيعهيا
بالوسائط اللكترونية كالنترنت ،
بفضل هذه التقنية الحديثة في النشر استفادت الصحف والمطبوعات الدورية من التقدم التكنولوجي الذي وفرته
النترنيت لتحسيين مضمونهيا ،وزيادة عدد قرائهيا على مسيتوى العالم مين خلل تغييير طرق التوزييع بواسيطة
الشبكة وبمشاركة جهاز الحاسوب ،وهذه الطريقة تتميز بالسرعة العالية والنتشار السريع .
دخلت كث ير من ال صحف الى هذه الشب كة فظهرت في بدا ية ال مر في البلدان ال صناعية وكا نت البدايات الولى في
47
الوليات المتحدة المريكية ثم تلتها الدول الوربية وانتشرت تدريجيا في باقي العالم بما فيه العالم العربي)
أميا ماهيية الصيحافة اللكترونيية فقيد تعددت التعارييف اذ نجيد ان الصيحافة اللكترونيية تجميع بيين مفهوم
ال صحافة ونظام الملفات المت سلسلة والمتتال ية في منشور الكترو ني دوري يحتوي على الحداث الجار ية ،
سواء المرتبطة بموضوعات عامة او موضوعات ذات طابع خاص ويتم قراءتها من خلل الكمبيوتر ،
ان ال صحف اللكترون ية هي تلك ال صحف المكتو بة وال تي يعاد ن سخها على النتر نت وتتم يز عن الن سخة
المكتوبة باستعمال كبير لللوان والصوت والصورة ،وأحدثت الصحيفة اللكترونية ثورة في طريقة مطالعتها
،وهذا باسيتعمالها –الخيبر الرقميي ،-وكيل هذا بهدف جعيل الخبار فيي متناول القراء عيبر كميبيوتر مجهيز
بموديم وذلك عن طريق اعداد نشرة يعاد صياغتها في كل مرة يتم تسجيل تطورات للحداث ،
وهناك من يعرف ها بان ها ال صحافة ال تي ت ستعين بالحا سوب في عملة النتاج والن شر اللكترو ني وهناك من
يعرفها من حيث النوع :
---الصححف على الخط التي يعاد نشرها في النترنت ،أي هي مجرد نسخ للصحف المكتوبة وهي تابعة
لها اقتصاديا ومهنيا من حيث الشكل والمضمون
48
--الصحف اللكترونية المستقلة وهي غير تابعة للصحف المكتوبة وليس لها مقابل ورقي)
31
--خدمة تايمز وميرور
--شركة ترينتكس التي تعتبر ثمرة المشاركة بين أي بي ام و سي بي اس ،محاولت هذه الشركات لم تلق
النجاح المطلوب فحسب بل تكبدت خسائر مالية قدرت في ذلك الوقت بحوالي 200مليون دولر ونتيجة لذلك
توقفت المشاريع الخاصة بهذه الشركات الصحفية بعد عام واحد ,
ويرجع المتخصصون البداية غير الموفقة للصحافة اللكترونية الى اسباب عدة اهمها
--عدم توافر تقنيات متطورة بما فيه الكفاية تسمح بوصول غير مكلف وسهل الى المحتوى اللكتروني
--الهتمام بهذا النوع من الخدمات العلمية لم يلق رواجا من المستفيدين والمعلنين على حد سواء
غير ان الوضع قد تغير كليا مع بداية التسعينات من القرن الماضي والتي حملت معها تطورات هائلة ل على
مستوى تقنيات النشر اللكتروني والتخزين والمعالجة والسترجاع فحسب ،وانما على نظرة وموقف مختلف
المستفيدين فرضته الحاجة الملحة الى الخدمات اللكترونية وإذا ارتبط نجاح خدمة تيليتكس باعتمادها على
جهاز التلفزيون فان نجاح الصحافة اللكترونية في انطلقتها الثانية مرتبط مباشرة بتوفر اجهزة الكمبيوتر
وتطور البرامج التي تسهل الوصول اليها والتعامل معها ,لقد بدأت اولى التجارب لطلق صحيفة الكترونية
فيي الوليات المتحدة ممثلة فيي م نبر شيكا غو بدايية عام 1992لكين اليوم ية اللكترون ية ال تي تم ثل ب حق
مدرسة كانت ميركوري نيوز التي ظهرت عام . 49) 1993
ل قد بدا تطور صحافة النتر نت عبر تجارب التليك ست والفديوت كس في هيئة الذا عة البريطان ية والتجارب
التفاعلية الخرى في مجال نقل النصوص شبكيا ،ومن تطور قواعد البيانات الصحفية الشبكية ومن استخدام
الكميبيوتر فيي عمليات ميا قبيل الطباعية فيي بدايية السيبعينات مين القرن الماضيي ثيم تجارب تقدييم خدمات
الصحافة بالهاتف ال تي ميزت عمل شبكة كمبيو سيرف وغيرها بدءا من عام 1980التي بدأ بعدها ظهور
الصحافة اللكترونية.
ويرى البعيض انيه فيي بدايية التسيعينات بدات المؤسيسات الصيحفية تترك خدمات الفديوتكيس الى الخدمات
الكمبيوتر ية الشبك ية بالطلب الهات في من خلل امير كا اون ل ين وبرود غي وكمبيو سيرف و في عام 1990
ظهر في سيرن بسويسرا اول النماذج التجريبية للويب التي انطلقت في العام اللحق وحتى الى هذا التاريخ
1991لم تكن هناك اية صحيفة على النترنت ثم بدأت بعض المؤسسات العلمية التي اخذت علما بالشبكة
الجديدة في ايجاد موا قع ل ها في خدمات النتر نت المختل فة ال تي ل يس نت بين ها شب كة الو يب .و من أبرز
الجهات ال صحفية ال تي أنشأت موق عا على الشب كة المريك ية هي شيكا غو اون ل ين في ما يو 1992كأول
صحيفة الكترونية صدرت بواسطة شيكاغو تربيون وفي العام اللحق 1997استضافت شبكات كمبيوسيرف
وامري كا اون ل ين عددا جديدا من ال صحف 50و في ابر يل من عام 1996اعلن اتحاد ال صحافة المري كي ا نه
ا صبح هناك 175صحيفة يومية في امريكا الشمالية موجودة على الشبكة والعدد في انحاء العالم بلغ 775
ا صدارة صحافية ،و قد بلغ عدد ال صحف اللكترون ية حوالي 3250موق عا بح سب اح صاء احدى المجلت ،
وفي عام 1999اصبح هناك 2800موقعا وقد وصل عدد الصحف اللكترونية الى خمسة آلف صحيفة في
احصاء . 2004ان هذا التاريخ التوثيقي قد ل يعني كثيرا لنه مسألة تاريخية ولكن الذي يعني هو المراحل
ال تي مرت ب ها هذه الممار سة على م ستوى الع مل ال صحفي ذا ته ،ح يث ان هناك من يمن هج هذه المرا حل
32
بثلث ،ويلخص احد الباحثين تطور هذه الصحافة في المؤتمر الثالث لصحافة النترنت عام 2001بجامعة
تكساس باوستن هذه الموجات بقوله
--في الموجة الولى 1992-1982سادت في البداية عدة تجارب للنشر اللكتروني الشبكي من نوع الفديو
تكس ثم آلت المور في النهاية الى شبكات ضخمة مثل كمبيوسيرف
--الموجة الثانية من -1993حيث اخذت المؤسسات العلمية علما بالنترنت فبدأت بالتواجد فيها
--الموجة الثالثة التي بدات قريبا هي مرحلة البث المكثف التي تشي بالقوة في التطبيقات العلمية كما
تنبيء بالربحية اكثر من المرحلتين السابقتين .
ان المحتوى الخباري لصحافة النترنت مر ايضا بثلثة مراحل .في المرحلة الولى كانت صحيفة النترنت
تعيد نشر معظم او كل او جزء من محتوى الصحيفة الم وهذا النوع من الصحافة ما زال سائدا.
في المرحلة الثان ية :يقوم ال صحفيون باعادة انتاج ب عض الن صوص لتتواءم مع مميزات الن شر في الشب كة
وذلك بتغذية النص بالروابط والشارات المرجعية وما الى ذلك وهذا يمثل درجة متقدمة عن النوع الول
في المرحلة الثال ثة يقوم ال صحفيون بانتاج محتوى خاص ب صحيفة النتر نت ي ستوعبون ف يه مميزات الن شر
الشبكي ويطبقوا فيه الشكال الجديدة للتعبير عن الخبر وتشهد هذه المرحلة التي نعايشها حاليا تطورا مهما
يتعلق بايجاد الوسائل التي تسهل اكثر عملية الحصول على الخبار وتحسين طرق توزيع الصحف وتحصيل
الشتراكات .
الولى:هي الموا قع التابعة لمؤ سسات صحفية تقليد ية كال صحف وبعض الفضائيات ،وت عد امتدادا لها وهذه
تعد نسخا الكترونية من الصحف المطبوعة تحتوي على معظم ما ينشر على صفحات تلك الصحف ،ويندر
ان تحدث هذه المواقع خلل اليوم ،ول يعمل بها صحفيون وانما مبرمجون ينقلون ما في الصحف المطبوعة
الى المو قع اللكترو ني ،وهناك موا قع تفاعل ية لفضائيات م ثل قناة الجزيرة و ب ب س العربية وهذه تحوي
اخبارا وتحليلت ون صوص مقتط عة م ما يذاع عبر الث ير و قد تحتوي على اخبار خا صة بالمو قع اللكترو ني
وقد يعمل محررون ومترجمون صحفيون في هذا الموقع لتحديثها
الثانية :المواقع الخبارية كالبوابات العلمية امثال اريبيا اون لين وبلنيت ارابيا ونسيج وغيرها ،وهي
مواقيع الكترونيية متخصيصة تنشير اخبارا وتحليلت وتحقيقات اعدت خصييصا النشير على شبكية النترنيت
وتحدث المواد على مدار السياعة ويعميل فيي هذه البوابات محررون ومراسيلون مهنيون يمكين تسيميتهم
بصحفيي النترنت
الثالثية :الصيحف اللكترونيية البحتية التيي لييس لهيا صيحيفة مطبوعية ،وتدار عادة بجهيد فردي وتغطيي
مجالت الخبار كافة من سياسة واقتصاد ورياضة وسينما وموسيقى ،وتحاول ان تستفيد من تقنيات تصميم
الصفحة لمزيد من التنوع وهي صحف يومية يتم تحديث موادها الخبارية آنيا وصفحاتها يوميا .
لقيد تحررت الصيحافة اللكترونيية مين العائق الذي كانيت تعانيي منيه وسيائل العلمةالتقليديية وهيي ضييق
المسياحة التحريريية بالنسيبة للصيحف اليوميية والمجلت الورقيية وضييق الوقيت بالنسيبة لنشرات الخبار
الذاع ية والتلفزيون ية ،هذا التحرر رشح ها لتحتوي عددا غ ير محدد من المواد العلم ية ،والقار يء الذي
33
يعاني في السابق من الندرة الناجمة عن قيام السلطة سواء كانت الحكومة او سلطات رأس المال او سلطة
العلميين بممارسة المنع والحذف اصبح القاريء يعاني من تخمة غير مسبوقة ،هذه التخمة طرحت على
القاريء اشكاليتين
الولى :التراتبية التي تفيد ترتيب اهمية واولوية المادة الصحفية بالنسبة له
الثان ية :عدم وجود مر شح ومفل تر للمواض يع فترا كم الحداث والفكار والراء والمواض يع ال تي يتجاور في ها
الجد يد مع القد يم بو صلة دا خل ال صفحة او خارج ها في ال صحافة اللكترون ية ويتدا خل في ها ال غث وال سمين
تجعل القاريء تائها في غابة من المواد تفتقد الى مرشد او دليل ,
وهكذا ن جد ان الب حث عن النواع ال صحفية المعرو فة ال تي سيطرت على الت عبير العل مي لعدة قرون في
52
وسيلة اتصال جديدة قد يؤدي الى طريق مسدود وذلك بالنظر الى العاملين التاليين
-1ان كل و سيلة اعلم ية جديدة تخلق فضاء اعلم يا جديدا خا صا ب ها ،لذا ت ستعين بالنواع ال صحفية ال تي
كانت تعمل بها وسيلة العلم التي سبقتها وتحاول ان تطورها وتكيفها مع خصوصيتها وفضاءها العلمي
الجديد وتستحدث انواعا جديدة اكثر استجابة لدوارها ووظائفها النوعية والكثر ملءمة لخصوصيتها التقنية
،هذا ما حدث مع الذا عة ثم التلفزيون ،ويحدث الن مع ال صحافة اللكترون ية ال تي انتع شت في شب كة
النترنيت ،فالخصيوصية التقنيية التيي تتمتيع بهيا الصيحافة اللكترونيية سيمحت لهيا ببلورة احدى النواع
ال صحفية ال تي كا نت ت ستعمل بش كل أ قل من بق ية النواع ال صحفية ،ا.ان الملف ال صحفي الذي يع ني تناول
قضية او حدث معين من مختلف الجوانب لتسلط عليه الضواء من كل الجهات ويشترك في انجازه اكثر من
صحافي باستغلل جميع الوثائق للدراسات والمصادر
-2ما زلنا ننظر الى وظائف الصحافة نظرة –ثابتة -مستمدة من الماضي الذي كان فيه العرض يسيطر على
اقت صاديات و سائل العلم ،ان تكنلوجيةالت صال الحدي ثة قد اعادت هيكلة هذه الو سائل على ا ساس هيم نة
الطلب فالتحدي الذي كان مفرو ضا على و سائل العلم بف عل ض غط ال سوق والمناف سة تم ثل في عرض ما
ينا سب متطلبات الجمهور وحاجيا ته وذو قه ،ل قد زال هذا التحدي في ظل و سائل الت صال الحدي ثة وا صبح
بإمكان أي وسيلة تتمتع بعدة التفاعلية ان تتجه وفق ما يمليه عليها الطلب ،فسيادة الطلب معناه انفتاح افق
لتطوروسائل التصال الفردية اكثر من الجماهيرية بمعنى ان القاريء على سبيل المثال اصبح يشكل صحيفته
و فق ما يريد ويحتاج أي ل يقرأ ال ال صفحات الرياضية من ال صحف اللكترونية او ال صفحات الثقاف ية على
سيبيل المثال ،هكذا تشذر جمهور وسيائل التصيال الجديدة وجنيح نحيو الفردانيية ،هذا التغيير الواضيح فيي
القراءة طرح ضرورة التفكير في مسألة وظائف الصحافة التي تنهض على اساسها النواع الصحفية ،فهل
يعقيل ان تظيل النواع الصيحفية الكلسييكية التيي سيادت فيي وسيائل العلم الكلسييكية ذاتهيا فيي وسييلة
اعلمية جديدة يتسم جمهورها بأنه طرف منتج فيها بشكل مباشر من خلل المشاركة في منتدياتها او بشكل
مباشير مين خلل وجود جسيور لتفاعيل الجمهور ميع الصيحفيين والكتاب الذيين يأخذون فيي الغالب برأييه
وأفكاره ؟وفيي هذا الصيدد يمكين الشارة الى بعيض البحوث الميدانيية مثيل تلك التيي انجزتهيا مؤسيسة
MIDDLEBERG ROSSفيي 2001والتيي تؤكيد بان %70مين الصيحفيين فيي الدول المتقدمية
يتحاورون مع القراء عبر شبكة النترنت ؟
-الصحافة اللكترونية احادية الشكل وتعدد المضلمين ام انواع صفية جديدةو ص 9 52
34
ان الحديث الصحفي الذي يتحول بفضل TALK BACKالى حوار مع الجمهور ودردشة القراء مع الكاتب
او الشخصية يشكل السمة البارزة للصحافة اللكترونية ،اضافة الى منابر النقاش التي تفتح للجمهور ولكل
المشتركيين فيي النترنيت الراغيبين فيي تبادل الفكار والمعلومات ،ربميا كانيت وراء اعتقاد البعيض بأن
ال صحافة اللكترون ية لي ست و سيلة اعلم ية بل فضاء رمزي يلت قي ف يه الناس بش كل اعتباري لتبادل الراء
والفكار والمعارف ،ان اللقاء الذي كان في السابق شبه مستحيل في ظل التباعد الجغرافي والتفاوت الزمني
والتفاوت الجتماعي والثقافي والعمري قد حصل .
35
وفيي تقديير صاحب هذا الرأي انيه لن تحيل ال صحافة اللكترونيية بدل من ال صحافة المطبوعةلن الموا طن
العربي يثق اكثر في الخبر المنشور في صحيفة ورقية حتى لوكانت محدودة التوزيع .
وفي بحث ميداني على عينة من الساتذة العرب في جامعة الشارقة يبحث احد الباحثين هذه المسألة تحت
عنوان العل قة ب ين ال صحافتين فيقول( بدأ تأث ير الثورة المعلومات ية التكنولوج ية يظ هر على صناعة الطبا عة
والن شر وان بدا ية الع قد الول للقرن الحادي والعشر ين يش هد ات ساعا متزايدا لل صحيفة اللكترون ية مقا بل
ال صحيفة التقليد ية ال تي سادت لخ مس قرون ان ال صحيفة اللكترون ية تح مل قوة جذب وابهار جديدة ت ساعد
على انتشارهيا على حسياب تلك التقليديية الحاليية لنهيا تسيتخدم الوسيائط العلميية المتعددة ,,،فهيي تتييح
لمستخدمي الشاشة ممارسة اكثر من حاسة خصوصا البصر والسمع بل واللمس ايضا فالقاريء يستطيع ان
يختار ما ير يد ويقرأ ما ي حب الطلع عل يه ويرى ال صور بألوان ها الجذا بة وي ستمع في الو قت نف سه الى
الصيوات التسيجيلية ويشاهيد الفلم المنقولة عيبر الفدييو كيل ذلك فيي عمليية سيريعة واحدة لم تسيتطع ان
توفرها له من قبل وسائل العلم المختلفة الصحافة المكتوبة والذاعة المسموعة والتلفزيون المرئي يقول
جون راسيل احيد كبار الذاعييين البريطانييين فيي الب ب س ان الخطير الكيبر يهدد الصيحيفة اليوميية
ب ين التلفزة المتطورة وتكنلوج يا الك مبيوتر وال سبوعية يأ تي مباشرة من التكا مل الحا صل ب ين تكنولوج يا
هذا التكامل قد يقدر في زمن ليس ببعيد على اختراق الخاصيتين الساسيتين اللتين تهددان الصحيفة اليوم
-1التوسع في كشف الخبار دون الرتباط بعامل الوقت المحدد نسبيا في نشرات الخبار او البرامج الخبرية
-2استمرار حضور الصحيفة في متناول القاريء مما يسمح له بالتصفح والمراجعة والستغراق في التأمل
54
من دون الرتباط بسلطة اللحظة والوقت )
ويعقد الكا تب فصل عن اتجاهات العل قة بين ال صحيفتين اللكترون ية والمطبوعة حيث ا نه يرى ان في ذلك
ثلثة اتجاهات:
-1اتجاه يذ هب الى ان ال صحافة اللكترون ية ب ما ل ها من امكانيات كثيرة وال صحف المطبو عة ب ما في ها من
سلبيات يجعل السيادة للصحافة اللكترونية
-1واتجاه ثا ني يذ هب الى الع كس ويطرح فكرة التعا يش ب ين النوع ين ل سباب عديدة ويقدم الدلة على
افضلية الصحافة المطبوعة احيانا على الصحافة اللكترونية
-3واتجاه ثالث هو اتجاه حيادي ل يرى ان أي من الصحافتين ستقضي على الخرى وستندمج الصحافتان
ميع تكييف خاص للصيحافة المطبوعية التيي يرى انهيا سيتتجه الىالتخصيص والمحليية وييبرر هذا الرأي
الندماجي بين الصحافتين باسباب اقتصادية حيث يقول:
-1ان دور الن شر ال صحفي في العالم با سره تت جه الى تنو يع نشاطات ها العلم ية وذلك بدخول الراد يو
والتلفاز والمطبوعات المتخصصة واعداد المؤتمرات واستغلل النترنت
-2ان الع مل المشترك ب ين صناعتي الن شر التقليدي واللكترو ني هو المحتوى المتم يز ف من غيره ل تن جح
مطبوعة ول ينتشر تلفاز ول يستمر موقع على النترنت
-3اضافة الى المحتويات فان دخول شركات النشر التقليدية عالم النشر اللكتروني يعتمد على نجاح وانتشار
السم التجاري عند المستفيد فظهر اسلوب الترويج المتقاطع حيث يقوم المطبوع اللكتروني بالترويج للموقع
اللكتروني الشقيق والعكي بالعكس .
36
ل قد تو صل الباحثون في هذا المجال الى خل صة تقول { على الر غم من الجدل ية القائ مة ال تي ينش غل ب ها
العلميون وغيرهم في بقاع العالم المختلفة ومن بينها العالم العربي حول تحديات احد افرازات هذه الثورة
أي شبكية النترنيت واحتمالت تضييقهيا الخناق على الصيحافة الورقيية او التقليديية لصيالح الصيحافة
اللكترونية ،فان التجارب الناجحة والمتميزة في الغرب تؤكد حقيقة ان الصحافة الورقية مهددة ل محالة ان
لم تعبر جسر التحولت اللكترونية في عصر المعلومات الى الضفة اللكترونية على النترنت بسلم ،كما ان
الصحافة اللكترونية ل يمكنها التطور والنتشار بدون انحسار مساحة المية في مفهومها الواسع ،
ان سير ال صحافة التقليد ية في اتجاه ال ستثمار في المحتوى اللكترو ني سيترتب عل يه ولم ل ايجاد افكار
استثمارية جديدة يحمي فيه الوجود اللكتروني للنسخ الورقية لمرين يتأكدان يوما بعد يوم اولهماما يكتنف
النسخ اللكترونية من فوائد ل تستطيع ان تأتي بها النسخ الورقية ،أما الخر فهو انقلب الناس الى نمط
حياة الكترون ية جديدة تتحول في ها طرائق معيشت هم التقليد ية و من بين ها ح صولهم على ال خبر والمعلو مة ،
والنتر نت بالن سبة لل صحف الورق ية على و جه الخ صوص هي في الوا قع سلح ذو حد ين :فإ ما ان تكون
خطرا محدقا بها بحيث تفقد موقعها التقليدي في السوق ،وإما أن تكون فرصة عظيمة تتمكن من خللها
احتلل مواقع واسواق جديدة بسرعة لم تكن ممكنة ابدا ضمن معطيات البيئة التقليدية ,,وعليه فالعلقة بين
العلم التقليدي والعلم اللكترو ني لي ست ابدا عل قة قائ مة على قاعدة انهاء احده ما ح تى ي ستمر ال خر ،
وإنما هي في رأيي علقة تنافسية في جزئياتها وتكاملية في عمومياتها ،،نجاح علقة التنافس والتكامل هو
. 55
شرط ضروري لبروز هيئة اعلمية عربية تأخذ بأسباب الحاضر دون ان تتنكر للمستقبل)
ان القاء نظرة على انخفاض نسيبة القراء للصيحافة التقليديية ولجوء الصيحف الى السيتفادة والسيتعانة
بتقنيات النتر نت لر فع معدل القراء والقراءة ل صحفهم يعطي نا دليل آ خر على الهم ية ال ستثنائية لل صحافة
اللكترونية ولدور النترنت في تداول المعلومات في عصر العولمة ،حيث تقول الحصائيات 56بان التغيرات
التي شهدتها علقة الجمهور بالوسائل التصالية قد ادت الى تناقص اعداد القراء للصحف في مختلف انحاء
العالم وبالذات في الدول المتقد مة ال تي تتوا فر في ها خيارات ات صالية متعددة ،فعلى سبيل المثال ظل الر قم
الجمالي لتوزيع الصحف المريكية اليومية مستقرا عند حوالي 59مليون نسخة خلل العوام -1960وحتى
اوائل 1995برغيم ارتفاع عدد سيكان الوليات المتحدة مين 180مليون الى 260مليون خلل المدة نفسيها
ميع انخفاض هذا الرقيم ليبلغ 56مليون نسيخة يومييا نهايية عام ، 2002وعلى الصيعيد الفردي للصيحف
المريك ية تش ير ارقام الهيئة المهن ية المريك ية لمراق بة الن شر الى ان جريدة نيويورك تاي مز لوحد ها فقدت
%42من قراء عدد ها اليو مي و %58من قراء عدد ها ال سبوعي خلل عام .1997-1969و في التجاه
ذاتيه يشيير مركيز الصيحافة الوربيية الى ان معدل القراء فيي اوربيا يتناقيص ولذلك فقيد خسيرت الصيحافة
الوربيية خلل عام 1997وحده 12مليون قارييء.لقيد تحولت هذه التحديات الى سيعي الصيحافة بوجوب
الهتمام بالنماط الت صالية الجديدة للتقن ية الحدي ثة ال تي تمثل ها ال صحافة اللكترون ية وحفزت هذه ال صحف
للفادة مين التصيال اللكترونيي الذي اتاحتيه شبكية النترنيت عيبر اصيدار صيحف او نسيخ الكترونيية مين
اصيداراتها المطبوعية /وقيد اشارت احدى الدراسيات التيي اجرييت عام 2000مين ان %87مين الصيحف
المريك ية المطبو عة تن شر ن سخا الكترون ية من ا صداراتها المطبو عة ،ان التلفزيون وال صحافة اللكترون ية
37
بشكل عام يكتسحان كل وسائل العلم الخرى في نسب القراءة والستماع المتداولة عالميا واقليميا او في
توسع شبكات العلم او النتشار الحقيقي او في اليرادات العلنية .
ان ال صحافة ال تي توا جه تحدي انخفاض ن سب القراءة لل صحف في العالم تحاول ان تت صدى لهذه المعضلة
مين خلل البحيث عين قراء جدد ومين ذلك تطويير التوزييع والتروييج لحقائق جديدة ومنهيا عصيرنة تقنيات
وصناعة الصحافة فصحيفة الندبندت البريطانية تضع كل قدراتها واستراتيجيتها للتأثير في نسبة ال %10
او %20او %30ال تي لتقرأ الجريدة ،وجريدة ليبراسيون الفرنسية غيرت من نفسها على النترنت شكل
ومضمونا وسياسة عامة لتكون اقرب الى الجمهور لواسع الذي يستخدم النترنت فزادت من عدد الصفحات
والبواب والزواييا والهتمامات ولونيت صيورها اكثير لتكون مشوقية اكثير عنيد القراءة .وصيحيفة اللومونيد
باشرت فلسفة جديدة لمهمات الصحيفة وصيغ الخراج الجديدة بعد تطوير موقعها على شبكات النترنت بما
جعلت عدد القراء يزداد على نسختها اللكترونية يوما بعد يوم .
و في رأي ال خبراء ان ال صحيفة مه ما بل غت من التطور والمضمون الجذاب والش كل الل فت وهيئة التحر ير
المبدعة والترويج العلني الفاعل تبقى عاجزة عن النتشار الواسع اذا لم يرافق ذلك استخدام امثل لمزايا
شبكة النترنت وما يمكن ان تقدمه من تقنيات تكون لها مزايا ايجابية سواء على زيادة عدد قراء الصحيفة
على النترنيت او على عواميل اخراج الصيحيفة وتحريرهيا والخدمية التفاعليية التيي تقدمهيا للقراء .ان
المحرر ين والناشر ين يجربون ال ساليب الجديدة لجتذاب القراء ب ما في ذلك الق صص الق صيرة والمز يد من
الخبار ال تي تقدم بطرق جديدة ،ف في عام 1997ا ستطاعت اك ثر من 600صحيفة تقد يم خدمات صوتية
لمعلومات عين طرييق الطقيس والرياضية واتاحيت الوصيول الى قواعيد المعلومات الخاصية بهيا على شبكية
النترنت ،
ان العلم الجديد يقوم على التكامل والتداخل فهو يجمع كل مزايا وسائل العلم التقليدي ويزيد اليها ميزة
التفاعل المباشر وازالة الفروق بين المرسل والمستقبل فتبادل المعلومات والفكار سيتم في اتجاهين بصورة
سريعة وفور ية ،و سيكون بمقدور افراد الجمهور ا ستقبال وارسال الر سائل في أي و قت و سيتمكنون اي ضا
من مخاطبة بعضهم البعض بعيدا عن مصدر الفكرة او المعلومة ،أي ان سلطة المصدر والوسيلة العلمية
ستتقلص ،وقد يوجه شخص او وسيلة ما رسالة اعلمية لجمهور محدد ال ان التفاعل حول هذه الرسالة قد
يختلف تماميا عين اهداف صياحب الرسيالة الصيلي ،فالرسيالة هنيا تتحول الى نيص يتفاعيل حوله كيل افراد
الجمهور او بالتحديد الفراد الذين لديهم رغبة وقدرة في التفاعل حول هذه الرسالة –النص -ولشك ان هذا
57
الوضع يخلق اشكال جديدة للتفاعل الجتماعي واساليب الربط او حتى التلعب بالوقت والمساحة)
38
ترت بط في الجا نب والممار سة العلم ية فإن م سالة الحر ية وحدود ها والم سؤولية الجتماع ية تجاه ها تكون
من اقوى المؤثرات عليها .
من هذه المقدمات وجدنا من يتحدث عن محاولة جعل ثورة التصالت ثورة في اخلقيات العلم كليا ،وجعل
مين اهيم الهداف التيي يمكين ان يحققهيا علم اخلقيات العلم هيو كييف يمكين تحوييل ثورة المعلومات
والتصالت الى ثورة اخلقية ،وكيف يمكن ان تلتزم الرسائل التصالية الجديدة مثل ال صحافة اللكترونية
باخلقيات العلم ،ويتسياءل الباحثون هيل تحتاج ثورة التصيال الى ثورة ثقافيية جديدة تسياهم في تشكييل
المضمون الذي تحصيل عل يه الجماهيير عيبر ثورة التصيال وتحولهيا الى اداة لتحقييق الديمقراطيية والتقدم
والتنمية ؟
ان من بديهيات ثورة الت صال ان ها تؤدي الى تو سيع نطاق الحر ية الن سانية لن الشكال الجديدة للت صال
التي وفرتها تكنلوجيا التصال سوف تجعل قوانين العلم في كل دول العالم خارج اطار الزمن ،فالسلطات
سوف تع جز عن ت طبيق القوان ين على الشكال الت صالية الجديدة و من اهم ها النتر نت .وم ما ل شك ف يه ان
ال صحفي –ك ما يقول الباحثون -يحتاج الى الحر ية ال سلبية بمع نى الحر ية من القيود الخارج ية لك نه اي ضا
يحتاج الى الحرية بمعناها اليجابي أي حرية الفعل حرية القيام بعمل ايجابي يساهم في ابداع امكانيات جديدة
للمجتمع ،وعند ما يقبل الصحفي الحرية اليجابية فانه يصبح حرا وأخلقيا .
لقيد طرحيت البيئة اللكترونيية الجديدة تسياؤلت جديدة على مسيتوى اخلقيات العميل العلميي يقول احيد
الباحث ين { مع ت صاعد اعداد م ستخدمي النتر نت ،وتزا يد التوا جد العل مي على ساحتها وتنا مي العتماد
عليهيا كوسييلة اخباريية واتصيالية واعلميية متميزة ،وظهور العدييد مين المؤشرات مين تراجيع مصيداقية
وسائل العلم التقليدية ،بدأ المر وكأننا نعيش في بيئتين اعلميتين مختلفنين :احداهما تتعايش وتتواجد
فيها وسائل العلم التقليدية من صحافة واذاعة وتلفزيون وغيرها ،وأخرى الكترونية محضة لها سماتها
المميزة وتقنيات ها الجديدة ٍ ،وأ ساليب عمل ها الخا صة ،ول كل من البيئت ين التقليد ية واللكترون ية منظوم ته
الخاصية فيميا يتعلق بأخلقيات العلم ،وهيو ميا دعيا العدييد من الباحثيين للتسياؤل عين واقيع وخصيائص
التشابيه والختلف بينهميا ،وهيل تطرح البيئة اللكترونيية منظومية اخلقيية مختلفية للعلم عين البيئة
التقليدية ؟ والى أي مدى يمكن النتفاع من المباديء والسس الخلقية التي تم اراءها في البيئة التقلديدة
ضمين سيياق العميل العلميي فيي البيئة اللكترونيية ؟ .58ان مين اهيم ميا يثيير موضوع اخلقيات البيئة
اللكترون ية هو كون ها جاءت في خ ضم العول مة ،و في ظل العول مة ومفاهيم ها تتقارب الق يم وتهي من لغات
وثقافات معي نة على غير ها ح يث تتوا جد و سائل العلم وكل ها ب غض الن ظر عن هويتها الجغراف ية والثقاف ية
وال سياسية في بيئة عالم ية واحدة او متقار بة تح كم وتن ظم الع مل العل مي في هذه البيئة الجديدة ،و عن
امكانية التوفيق بين قيم اخلقية اعلمية عالمية تستمد مقوماتها من طبيعة البيئة اللكترونية التي تحتويها ،
وب ين ق يم اخلق ية اعلم ية ذات طا بع محلي ت ستمد مكونات ها وحيويت ها من سياقها الثقا في والجتما عي
المحلي والتقديدي .
مما تقدم وجدنا ان الباحثين يرون ان التساؤل عن امكانية تطبيق اخلقيات العلم التي تطورت خلل القرن
59
العشرين على وسائل التصال الجديدة قاد الى رؤيتين مختلفتين تما ما هما :
39
الرؤية الولى :تقوم على ان اخلقيات العلم ل تنطبق على وسائل التصال الجديدة ..وأنه ل يمكن تطبيق
اخلقيات الصحافة المطبوعة على الصحف اللكترونية ،ففي دراسة اجراها كل من –أرانت واندرسون قال
%47من محرري ال صحف اللكترون ية ان سرعة النتر نت قد قللت من امكان ية ت طبيق المعاي ير والحكام
المهن ية الخلق ية م ثل الد قة على ال صحف اللكترون ية ،ح يث ي صبح من ال صعب التأ كد من د قة الحقائق
والمعلومات قبل بثها على الصحف اللكترونية لكن سرعة النترنت ليست هي العامل الوحيد في عدم التزام
الصيحف اللكترونيية بالمعاييير الخلقيية ،فقيد قال %37مين محرري الصيحف اللكترونيية ان قلة عدد
ال صحفيين الذ ين يعملون في هذه ال صحف يؤدي الى عدم قدرت هم على ت طبيق هذه المعاي ير م ثل التا كد من
صحة المعلومات ودقتها ،
وقد تكرر هذا التفسير في دراسة اخرى عام 2000حيث ان الصحف اللكترونية يعمل فيها في العادة عدد
قلييل مين الصيحفيين يطلب منهيم ان يقوموا بإحداث بعيض التغييرات فيي القصيص الخباريية لجعلهيا اكثير
سخونة ب ما يتنا سب مع النتر نت واضا فة المعلومات الجديدة ال سريعة على هذه الق صص و في هذه البيئة
الصحفية يصبح من الصعب اللتزام بالمعايير المهنية او اخلقيات العلم .
الرؤية الثانية :تقوم على ان اخلقيات العلم عامة ،ول تختلف من وسيلة الى اخرى ،ويتبنى هذه الرؤية
الكث ير من محرري ال صحف اللكترون ية ح يث طلب ارا نت وأندر سون من محرري ال صحف المقار نة ب ين
معايير الممارسة في الصحافة المطبوعة والصحافة اللكترونية ،وقال معظمهم ان اخلقيات الصحافة واحدة
في الصحف المطبوعة واللكترونية ،وان المعايير ل تختلف لكن السرعة في الصحف اللكترونية تؤدي الى
عدم اللتزام بالمعايير المهنية بالضافة الى قلة عدد الصحفيين في الصحف اللكترونية حين قال %27من
محرري تلك الصحف انهم يعتمدون على بعض الصحفيين الذين يعملون لبعض الوقت ،ومع ذلك فإننا نرى
ان المشكلة ل تك من في صلحية المعاي ير والخلقيات المهن ية للت طبيق على و سائل الت صال الجديدة م ثل
الصحف اللكترونية والمواقع الخبارية على النترنت ،بقدر ما تكمن في ان ثورة التصال قد جعلت معظم
المعايير والخلقيات العلمية التي تطورت خلل القرن العشرين غير صالحة ،وأن تلك الثورة تشكل مناخا
اعلميا واتصاليا جديدا يحتاج الى معايير وأخلقيات جديدة .
ان طبيعة النترنت والصحافة اللكترونية عليه تقوم على اساس سرعة تناول الخبر ،وهذا يجعل الحماسة
تلعيب دورا فيي سيباق السيرعة هذه مميا ينعكيس على الدقية والتوازن والوضوح { تتسيم صيحافة النترنيت
بالحما سة وحدة المواج هة ل كن ا سلوبها وا ستمرار دورت ها الخبار ية على مدار ال ساعة يطرحان ت ساؤلت
حول كيفية تمكن صحافة النترنت من تقديم تقارير اخبارية تنسجم مع اعلى معايير الصحافة قاطبة ،وتجهد
مؤ سسات الخبار الرئي سة لتتم كن من ت طبيق معاي ير اخبار ية تقليد ية قدي مة الع هد على النتر نت ،لكن ها
تكتشيف ان لييس مين السيهل نقيل فضائل الدقية والتوازن والوضوح الى وسييلة تقوم على اسياس اليصيال
ال سريع للخبار ،و في الو قت نف سه حدووثها ،وعززت تقنيات النتر نت ع مل ال صحفيين من خلل تزويد هم
بأسياليب فعالة لسيبر المعلومات بعميق اكيبر وتأتيي القدرة على التدقييق فيي الوثائق وجميع المعلومات
ومضمونهيا التاريخيي وتحدييد المصيادر الموثوق بهيا مين خلل تعدد الدوات المتوفرة للصيحفي ،كميا انهيا
أدخلت ثقافة مختلفة بأساسها تقوم على التفاعل المتبادل وعلى عدد أقل من القواعد والقيود .
ل قد كا نت سرعة اي صال ال خبر و في الو قت المنا سب م صدر قوة ال صحافة التقليد ية وقا مت سمعة وكالت
النباء على كون ها اول من ي بث الخبار ال ساخنة ال تي يجد ها الناس منشورة في صحفهم المحل ية ،وخ طف
البث المباشر للتلفزيون هذه الميزة من الصحافة المطبوعة والن أكدت النترنت محاسنها في سرعة ايصال
40
ال خبر في الو قت المنا سب ،وهكذا مك نت النتر نت ال صحف من العودة في عمل ها الى ن شر الخبار الفور ية
وتوسيع نطاق منشوراتها المعروفة باسمها من خلل تجديدات مبتكرة مثل اصدار نشرات اخبارية بعد الظهر
مباشرة على صفحاتها عبر النترنت .وعند مفترق الطرق بين الصحافة التقليدية وصحافة النترنت تصطدم
محاولت تطيبيق المعاييير التقليديية لتحريير الخبار ميع معطيات أخرى كالحريية وعدم التورع عين كشيف
المحظور وحمل لواء قضية معينة واتخاذ مواقف واضحة ،وفي الوليات المتحدة يؤكد صحفيو النترنت ان
اللهجة الجديدة للصحافة التقليدية ل تفيد على النترنت ويعدون وسيلتهم الجديدة معبرة عن الروح الحقيقية
للدستور المريكي الذي ضمن حريات الكلم والنشر والتجمع ،ويلحظ صحفيو النترنت ان وسيلتهم الجديدة
تعيد الى الذاكرة زمنا كانت فيه اخبار الصحف تتسم بالحماسة والمواجهة المثالية ). 60
ان القاء نظرة تاريخ ية على ممار سة اخلقيات العلم في ضوء ثورة الت صالت الجديدة وخا صة الك مبيوتر
والنتر نت يعطي نا صورة او ضح على اهم ية الخلقيات ،فم ما يذكره الباحثون في هذا المجال ما جاء في
بحيث الدكتور بخييت الذي قال { لقيد مير الهتمام بتطويير المبادييء الخلقيية فيي البيئة اللكترونيية بعدة
مراحيل حييث سيبق الهتمام بوضيع ضوابيط اخلقيية لسيتخدام النترنيت الهتمام بسين تشريعات تنظيم هذا
الستخدام ،فمنذ منتصف الثمانينات بدأ طلب جامعة carregic mallonبوضع بعض العلمات للشارة
لب عض الت عبيرات .ك ما قا مت حوالي مائة شر كة ت ستخدم النتر نت م نذ اوا خر ال سبعينات بو ضع القوا عد
للحفاظ على مساحة التخزين على خوادم الكمبيوتر وتوسعت اداب التعامل في التسعينات لتشمل مواقع الويب
وطرق تصميمها واخراجها الكترونيا في وقت كانت فيه معظم المودمات تتصف بالبطء في تحميل الصفحات
وفيي عام 1988بدات تزييد سيرعة المودمات ،وبدا ان محاولت فرض اداب التعاميل التقليديية اصيبح امرا
غير مقبول ،كما دخل الى عالم النترنت اناس كثيرون من غير ذوي المعرفة الكبيرة بالكمبيوتر مما جعل
اداب التعاميل على النترنيت تبدو مثيل اداب التعاميل المتعارف عليهيا فيي الحياة العامية .وقيد طور معهيد
اخلقيات الك مبيوتر بواشن طن ما يعرف بالو صايا الع شر ل ستخدام الك مبيوتر ،ك ما وض عت جام عة جنو بي
كاليفورنييا ميثاق اخلقيي للتعاميل ميع الشبكية منهيا ضرورة العميل على منيع الرباك العمدي للمرور عيبر
الشبكة ،ومنع تحطيم شبكة الجامعة والنظمة المتصلة بها ،وعدم استخدام المخادع والتجاري لمصادرها ،
وعدم سرقة البيانات والمعدات او التعدي على حقوق الملكية الفكرية ،ومنع الوصول غير المرخص لملفات
الخر ين وعدم القيام باي سلوك مز عج وم سيء في حجرات الدرد شة العا مة ،وم نع ار سال ر سائل بريد ية
تستهدف الحتيال على الخرين .وينص الميثاق الخلقي لعضاء جمعية الكمبيوتر alm---على ضرورة
مسياهمتهم فيي خدمية المجتميع والنسيانية ،وتجنيب الحاق الذى بالخريين ،واللتزام بالمانية والصيدق
والموضوعيية وعدم التميييز واحترام ملكيية الخريين واحترام الخصيوصية والسيرية .كميا توصيلت ثلث
منظمات هيي الجبهية السيترالية اللكترونيية ومؤسيسة الجبهية اللكترونيية والمنظمية المهنيية للكميبيوتر
والمسؤولية الجتماعية الى وثيقة للحقوق والمسؤوليات الجتماعية تتضمن الحقوق اللكترونية مثل الحق
في التصال والحق في الخصوصية وحق التقاضي وحق الوصول وحق التمثيل والخلقيات اللكترونية مثل
الت سامح والم صداقية ومراعاة مشا عر الخر ين والتنظ يم ،ك ما و ضع مر كز بحوث بالوال تو ت صوره لداب
التعامل على النترنت وكذلك فعل كل من رابطة النترنت في جنوب استراليا عام 1898وميثاق منظمة ---
acmوميثاق رابطية موفري خدمات النترنيت -spa--عام 1996واعلن الشبكية اللكترونيية فيي اليابان
41
عام 1996وذلك بالضافية الى بعيض البيانات التيي اصيدرتها عدة جامعات لتشكيل اسياسا لتطويير مواثييق
اخلق ية في مجال النتر نت م ثل الجام عة الدول ية اليابان ية 1996وجام عة جرينفيلد ،وحددت هيئة انش طة
للنتر نت في ينا ير 1998ال سلوكيات الخلق ية على النتر نت بان ها تلك ال تي ت ستهدف عن ع مد ،الو صول
غ ير المر خص او غ ير الم سموح به لموارد النتر نت ،وارباك ا ستخدام النتر نت ،وتبد يد موارد الشب كة
واضا عة و قت الم ستخدمين ،والتاث ير على نزا هة ود قة المعلومات المتوفرة على الجهزة و في فرن سا ت مت
صياغة ميثاق تقوم مبادئه على خلق كيان يتل قى شكاوي م ستخدمي النتر نت ويتولى اي ضا الو ساطة لو قف
بث المواد والعلنات غيير المشرو عة .وفيي انجلترا نشرت جمعيية مقد مي خدمات النترنيت ispa----
ميثاق شرف يشتميل على مجموعية مين القواعيد التيي تنظيم العلقات بيين المتعامليين على الشبكية الدوليية
للمعلومات ،وبمراجعة هذه الوثائق يتضح انها ل تتناسب مع اهمية المشكلة وما تحتاجه من معالجة شاملة،
61
فضل عن ان بعضها يتناول جوانب اخلقية ذات طابع تقني وفني اكثر من اعلمي -
ل قد قاد هذا الهتمام ال ستثنائي باخلقيات تكنلوج يا المعلومات و ساحة النتر نت الى المطال بة بادخال مفردة
اخلقيات العلم الى الدراسية والتعلييم ودعيا الكثيرون مدارس الصيحافة واقسيامهما فيي الجامعات الى ان
تل عب دورا في ذلك ،ف في درا سة اجر يت عام 2000على محرري ال صحف اللكترون ية طالب %97من
محرري هذه الصيحف بادخال برناميج دراسيي يتناول اخلقيات العلم وكيفيية تطبيقهيا بالنسيبة للصيحافة
اللكترونية وتغطية القضايا والمشكلت الخاصة التي تنتج خلل العمل في الصحف اللكترونية .مع ذلك فان
الدرا سة كش فت ان %50من مديري الخبار في ال صحف اللكترون ية لم يتلقوا تاهيل اكاديم يا في مجال
الصحافة .
يقول رئييس تحريير الطبقية التفاعليية لجريدة وول سيتريت جورنال :اننيا نحتاج الى ان نقدم المعلومات
للجمهور بشكل يتسم بالمانة والدقة والعدالة ،فهذه الخلقيات ل يمكن الستغناء عنها لتغيير التكنلوجيا ،
لذلك فان ال صحافة اللكترون ية تحتاج الى صحفيين يعرفون الخلقيات العلم ية وي ستطيعون تطبيق ها وهذا
يحتاج الى تعل يم .ولذلك فك ما فر ضت ثورة الت صال ضرورة تطو ير علم اخلقيات العلم ل كي يتم كن من
مواجهية المشكلت التيي فرضتهيا تلك الثورة فانهيا ايضيا قيد فرضيت ضرورة تطويير اسياليب تعلييم تلك
الخلقيات ،والبحث عن اساليب جديدة لتعليم الصحفيين كيفية اتخاذ القرارات الخلقية في المشكلت التي
–
تواجههم خاصة في مجال الصحافة اللكترونية -
-2العولمة السياسية عبر النترنت
الديمقراطية اللكترونية
لشك ان العلقة بين الديمقراطية والنترنت ل تقف عند حدود تسهيل عملية التصويت والنتخاب اللكتروني عبر
النترنت ،وانما يتجاوز هذه اللية الى جوهر الديمقراطية الجديدة التي تصنعها الثورة المعلوماتية عند التعبير
عن هويتها في اطار العولمة ،لن وسائل العولمة ومنها العولمة العلمية والقتصادية لم تترك المجال واسعا
للختيار بيين الرفيض والقبول كميا كان سيائدا فيي زمين اليدلوجيات او عصير ميا قبيل العولمية لن الراء
والتوجهات وا ساليب الحياة يم كن اي صالها الى الجم يع في كل الظروف والوقات ودون ما ا ية تجديدات ،وبمع نى
آ خر بالمكان ابقائ ها ماثلة في و عي الم ستهدفين ب صورة ش به م ستمرة ,فالعل قة ب ين العول مة والديمقراط ية
اصبحت مسألة مسلم بها عند جميع الباحثين والعلماء،
42
يقول الباحثان ميكلويت وأدريان وودريج في حديثهما عن تحدي العولمة ووعدها الخفي بان العولمة تساعد على
انتشار الديمقراط ية في العالم وان ث مة تلز ما ب ين الثنت ين سيما ان الظاهرت ين اكت سبتا زخ ما متزام نا في الع قد
الخ ير وب عد نها ية الحرب الباردة ،لن العول مة حط مت ا ستبداد المكان أي اتا حت المجال للناس لمز يد من التنقل
والتواصل وتجاوز الحدود التي حشرتهم لعشرات ال سنين وا جبرتهم على نمط وا حد من المعي شة وطريقة واحدة
لل ستثمار و في مكان وا حد وحدت آفاق قراءات هم ورؤيت هم للعالم اذ كا نت العول مة ل ها تأث ير كبير جدا ومبا شر
وايجابي على النفتاح السياسي وتعزيز التحول البطيء نحو الديمقراطية في الدول الدكتاتورية ،والمقصود هنا
بالعولمية العلميية هيو النفتاح المذهيل على المعلومات وكسير الحتكار الرسيمي لهيا اميا عين طرييق البيث
التلفزيو ني العابر للحدود او شب كة النتر نت .ان العالم اليوم ي سعى الى تو سيع مفهوم الديمقراط ية وتأ صيله ب ما
يتفق ومطالب عصر المعلومات ووسائله وأخذت رايات الديمقراطية تتسع لتشمل افريقيا وجنوب شرق آسيا كل
ذلك يعكس حقيقة ان التفاعل بين المعلوماتية والديمقراطية هو تفاعل حقيقي حيث ان وفرة المعلومات تسهل
ممارسة الديمقراطية على كافة الصعدة وتروج لها على مستوى الكرة الرضية .
لقد أشار الدكتور نبيل علي الى علقة المعلوماتية بالديمقراطية حيث قال { من أبرز مللمح العلقة المعلوماتية –
السياسية هو ما يتعلق بالديمقراطية مفهوما وممارسة حيث يزعم الكثيرون ان النترنت ستفضي الى اعادة النظر
في مفهوم الديمقراط ية من ا ساسه ،ل قد وفرت النتر نت ساحة جديدة للرأي العام ت سمح بظهور اشكال جديدة
للممار سات الديمقراط ية سواء في عمليات اتخاذ القرارات او متاب عة ما ين جم عن ها من نتائج ايجاب ية او سلبية
وعلى مستوى السياسة العالمية فمن المتوقع ان تناصر القوى السياسية الكبرى مؤسساتها القتصادية بممارسة
ضغوط هائلة على مناف سيها على م ستولى المحا فل الدول ية ).62ويؤ كد البا حث على القول بالت ساؤل { هل ل نا ان
نتفاءل ميع مين يزعمون ان النترنيت سيوف تسيقط الحلقات الوسييطة ومواطنيهيم محققية بذلك نوعيا جديدا مين
الديمقراطية المباشرة التي يشارك فيها الجميع في عملية اتخاذ القرار دون حاجة الى تمثيل نيابي يوكل اليه هذه
المهمة ؟ ام هل لنا ان نقلق اشد القلق مع من يرى في ديمقراطية النترنت هذه ضربا من الفوضى سيؤدي الى
مزيد من تدخل الحكومة من اجل السيطرة على جماهيرنا خاصة ان النترنت توفر الوسائل العملية الفعالة لحكام
هذه ال سيطرة ح يث ت سجل للمواطن ين مواقع هم وافعال هم لتك شف –بالتالي -عن اهوائ هم ال سياسية والفكر ية م ما
يجعل هم اك ثر عر ضة لهذه الرقا بة اللكترون ية ال تي ل تغ فو ل ها ع ين). 63ان خطورة المعلومات ية العلم ية على
الديمقراطية تظهر اكثر حينما نعلم ان السبب يعود الى -ونتيجة -لتخلخل في الحدود التي تميز بين المعلوماتية
وموجات الدعايية والعلنات ،فالعدييد مين قنوات العلم تمتلك قدرة كيبيرة على الهيمنية تتجاوز الجيو الحقيقيي
للمعلوماتية وتاخذ بنحو مباشر او غير مباشر بالترويج لما يحقق مصالحها ،وهكذا نرى ان الدعاية الخفية من
خلل مهارات في التكت يك و صناعة ال خبر والجا نب المعلوما تي ت سلب المرء فر صة المو قف الوا عي في قع دون ما
و عي ت حت تأث ير افكار يتلقا ها بو صفها اخبارا ومعلومات ،وبالط بع فان من يمتلك تقنيات متقد مة في العلم
والتكنلوجيا سيهيمن على الرأي العام اكثر من الخرين ،ان من يحمل فكرة او يعتنق تصورا ما ،سيعمل ول شك
على ترويجها ،قصارى ما هنالك ان امتزاج المعلوماتية بأنشطة الدعاية واختلطها جعل النسانية في مواجهة
تعقيدات جادة ول بد من فرز تلك الحدود والتمييز بين المعلوماتية والنشاط الدعائي.
وهكذا نرى ان ممارسة الديمقراطية ستتاثر سلبا في محاولت الترويج الدعائي على حساب صدق المعلوماتية .
- 63ن م
43
ان تفا عل القت صاد ال حر ورأس المال والديمقراط ية في اطار التقنيات المعلومات ية في جو العول مة ،يظ هر ل نا
الصورة التالية {اننا اليوم أمام ثالوث المال والقتصاد الحر والديمقراطية ،ومعها كلها هذه التقنيات التي تدفع
الى عمل ية التدو يل والعول مة الحتم ية ،وتبدو قوة جذب العالم واثارة التطلعات وحر ية المعر فة والطلع ومل مح
ال ستعدادات القوية لجميع المجتمعات النسانية بهدف المشاركة ،محكو مة بتر قب الن صر النهائي للة الفد يو او
م سجل الفلم التلفزيون ية او تقن ية ات صالية اخرى ...ويظ هر تنا قض ب ين الكلم المب شر بالحر ية والديمقراط ية
وبيين قسيرية العولمية ،وتفسيير ذلك القرار بعدم حياديية المعرفية المعاصيرة وانحياز الخطاب الفكري وصيعوبة
تخل يص الفرد في خط به واقواله من حضور الرقام وا ستبدادها ،اضا فة الى مقولت ال ستهلك العام والضغوط
التي تمارسها عملية مختلف السلطات من خلل زخم خطبها التي نستهدفه او ايدلوجيات –الترويج والدعاية التي
تغلفه-بهذا لم تعد الديمقراطية مؤمنة بضمان حرية التعبير شرطا كافيا لها ،لنها قد تلتصق بنقيضها في ثوب
واحيد ،وتبدو النتائج حول معانيي السيلطة الحقيقيية ومصيادرها حافلة بالوهام والمتخيلت الكثيرة والصيور
التلميحية التي نخلقها كلها مقولت العلن تتبعه المعلومة المكثفة او برشامات المعرفة السريعة ،فيبدو النسان
64
متأرجحا بين اللية والنسانية باحثا عن التوفيق فيما بينهما)
ان النترنت كوسيلة اعلمية شاملة والمعلومات التي يحملها في عصر العولمة ،تؤثر تأثيرا مباشرا على ممارسة
الديمقراط ية في كل دول العالم وخا صة دول العالم الثالث الذي ت سيطر عل يه الدول المتقد مة { فالتقدم العل مي
الذي طرأ على وسائل التصال في الدول المتقدمة ادى الى زيادة تحكم وسيطرة هذه الدول على العلم في الدول
الناميية ،وتحول التدفيق الحير للمعلومات بيين دول غيير متسياوية فيي القوة القتصيادية والتكنلوجيية لييس فيي
مصلحة المجتمعات الضعف ،فالوليات المتحدة مثل تسيطر على النتاج السينمائي وتغرق العالم بالفلم وبرامج
التلفزيون وتسيطر على وكالت العلن ووكالت النباء مع بريطان يا وفرنسا ،كما ان بعض ال صحف والمجلت
تؤثر على الصفوة في الدول النامية وعلى القيم الحضارية )65ان من بديهيات التأثير العلمي وحتى قبل العولمة
العلم ية ،أن يقوم على ن قل الفكار وتوصيلها كي يتحقق من ورائها سلوك محدد او ا ستجابة معي نة ،ويكون
العمل العلمي ناجحا اذا تحقق السلوك او تحققت الستجابة على النحو المأمول او المتوقع من وراء عملية نقل
الفكار ،ول شك ان ال ستجابة في قرار ممار سة الديمقراطية بال سلب او اليجاب بالقبول او بالمعارضة هو من
ب ين هذه ال ستجابات .ان العلم والديمقراط ية توءمان ،فالديمقراط ية تض من للعلم حري ته ،والعلم يض من
الدفاع عن الديمقراطية التي يعتبر أداة من أدواتها { ان العلم جزء من الديمقراطية تماما كما هي الديمقراطية
جزء من العلم ،ومن هنا فإذا كان لكل منهما فضاءه المستقل –ومن الضروري ان يكون المر كذلك – فكلهما
ب صرف الن ظر عن هذا الطرح او ذاك و سيلتان لهدف فل سفي وا حد ،ح فظ كرا مة الفرد والجما عة و صونها من
مفاعيل الضيم والستبداد ). 66
مين هنيا يمكين ان ندخيل الى مفهوم وحقيقية ميا يسيمى بالديمقراطيية اللكترونيية او ديمقراطيية النترنيت او
النتوقراطية او الديمقراطية الرقمية كآخر مصطلح من مصطلحاتها .فما هي هذه الديمقراطية القائمة على وسيط
اعلمي واتصالي أساسا ؟ أي انها قائمة على معطيات ثورة التصالت وتقنية المعلومات في جو العولمة الواسع
الن ؟
44
لقد عرض الباحث جمال محمد غيطاس اساس هذه المسألة عبر كتابه –الديمقراطية الرقمية-حيث قال فيه جامعا
بين الشق السياسي –الديمقراطية –والشق التكنولوجي –ادوات التصال ومنها النترنت {ننتهي مما سبق عرضه
حول ال شق ال سياسي متمثل في الديمقراط ية وال شق التكنلو جي متمثل في ال سيادة الرقم ية الى ان المش هد على
ساحة الحداث قد تبلور في طرفين كلهما ليس امامه سوى التلحم والتلقي مع الخر :الطرف الول :يتمثل في
وجود اتجاهات عالم ية عار مة وشاملة –وعني فة في ب عض الحيان -تلح في ضرورة ن شر الديمقراط ية واعتماد
قيمهيا وآليات ها المختل فة فيي شتيى بقاع الرض كمشار كة الشعوب في بناء المؤسيسات الحاك مة عبر صناديق
اقتراح حر ونزيه ،والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار والحرية الكاملة في التعبير عن الرأي ،والتقويم الحقيقي
للداء وفعالية في المحاسبة وتصحيح الخطاء ...الخ ومع الزيادة الهائلة في اعداد المواطنين واتجاه المجتمعات
النسانية نحو المزيد والمزيد من التعقيد والتركيب ..باتت كل آلية من الليات الديمقراطية في حاجة الى ادوات
جديدة لتفعيلها عمليا وعلى نطاق واسع امام الجماهير الغفيرة من المواطنين .
والطرف الثا ني يتم ثل في تكنلوج ية هائلة تم خض عن ها ادوات بل ح صر تخ صصت في التول يد والتداول الرق مي
للمعلومات على نطاق واسع وبأسعار رخيصة وبسهولة شديدة تتيح حتى للميين استخدامها وبإمكانها ان تفتح
قنوات للتواصل بين مليين البشر بصورة غير مسبوقة .وبعدما بلغ اللحاح والحتياج للديمقراطية حد الشغف
وبلغ التداول الرقمي للمعلومات حد السيطرة والسطوة والقوة والنتشار كان من الطبيعي ان يتلقى الشقان معا ،
فمدت التكنلوجيا بساطا لتسير فوقه كل ادوات الممارسة الديمقراطية ،وتنهل مما تتيحه بيئته الديناميكية الهادرة
من مزايا التواصل والتدفق السهل للمعلومات والمشاركة في النشطة ،والتفاعلت الجارية وكان من الطبيعي ان
تنجذب الديمقراط ية للن هل الم ستمر من منجزات التكنلوج يا الرقم ية الهادرة وت صطبغ ب صبغة رقم ية تزداد عم قا
ووضوحا مع الوقت ). 67
وهكذا يصل المؤلف الى تعريف الديمقراطية بقوله{ ان الديمقراطية الرقمية هي توظيف ادوات تكنلوجيا المعلومات
والتصالت الرقمية في توليد وجمع وتصنيف وتحليل ومعالجة ونقل وتداول كل البيانات والمعلومات والمعارف
المتعل قة بممار سة ق يم الديمقراط ية وآليات ها المختل فة ،ب غض الن ظر عن نوع هذه الديمقراط ية وقالب ها الفكري
ومدى انتشارها وذيوعها ومستوى نضجها وسلمة مقاصدها وفعاليتها في تحقيق اهداف مجتمعها ).68
على ان المؤلف يؤكد حقيقة مهمة وهي ان الديمقراطية الرقمية ليست مفهوما جديدا للديمقراطية مثل الديمقراطية
الليبراليية او المسييحية او السيلمية وغيرهيا ،وانميا هيي وسيائل ممارسية الديمقراطيية وذلك بناء على ان
التكنلوجيا ل تصنع نموذجا فكريا ومؤسسا جديدا يحل محل ماكان قائما من مؤسسات وكيانات وافكار ونظريات ،
ولكن ها تقدم أدوات جديدة تج عل المؤ سسات والفكار والنظريات القائ مة تع مل بطري قة مختل فة وتمارس فعاليات ها
بشكل أكفأ وادق وارخص واسرع واوسع نطاقا ,
وهكذا ي صل المؤلف في هذا التأ صيل الفكري للديمقراط ية الرقم ية الى التاك يد على ان تكنلوج يا المعلومات لم تقدم
ويجب ال تقدم نظرية جديدة في الديمقراطية الرقمية ،لنها –رغم سطوتها وابهارها وقدرتها على التغيير-يجب
ان ت ظل دائ ما أداة خاد مة مطي عة للمجال الذي تدخله ،ولي ست سيدة متحك مة به أو غا ية تم سك بمقود حرك ته ،
ويتع ين ان يقاس نجاح ها بمدى ليونت ها وتلؤم ها مع ما يو ضع على عاتق ها من مهام ،وأي نظرة خلف ذلك
ت سبب ضررا مزدو جا للتكنلوج يا والمجال الذي تع مل به م عا.و في مجال النتر نت والديمقراط ية ا صدر الكاتبان
45
ال سويديان الك ساندر بيرد المحا ضر الجام عي وال خبير في مجال الت صالت ال صوتية بوا سطة النتر نت ،وجان
سيودير الكاتيب والمنتيج والمذييع التلفزيونيي كتابيا سيموه –النتوقراطيية –حييث يتحدث الكاتبان عميا يسيمى
النتوقراطية منطلقين من رفض نظرية ان النترنت سيعزز موقف الرأسمالية والديمقراطية عبر إشاعة المزيد من
الحرية للتجارة والقتصاد والفراد عموما في مختلف نواحي الحياة ومن رفض نظرية ان بالمكان السيطرة على
النتر نت من ق بل الدول وا نه سيتحول لداة ك بت و سيطرة طارح ين بدل هات ين النظريت ين نظريته ما الجديدة عن
النتوقراط ية في كتابه ما –النتوقراط ية :نخ بة القوة الجديدة وحياة ما ب عد الرأ سمالية .وكل مة النتوقراط ية هي
نحت لغوي من قبل المؤلفين حيث يعني الجزء الول من الكلمة نت أي الشبكة والثاني قراطية ليخرج مصطلح
جديد يعبر في رأيهما عن حقبة جديدة في تاريخ النسانية تأتي فوق حطام الرأسمالية والديمقراطية ،ويربطان
كلمة النتوقراطية بعبارة عصر المعلوماتية الذي يأخذونه منطلقا لنظريتهم المستقبلية للعالم .وبمقدار ما يخص
موضوعنا في علقة الديمقراطية بالمعلومات ية وعولمتها عبر العولمة القتصادية للمعلومات نرى انهما يركزان
على القول من ان المعلومة ومن يسيطر عليها يمتلك قوة هائلة وان القتصاد يعتمد على بيع المعلومة وأصبحت
تكنولوجييا المعلومات هيي التسيلية والعلم والسيلعة الجديدة وباتيت شيئا فشيئا تحيل محيل كثيير مين مؤسيسات
المجتمع الرأسمالي السياسية والتعليمية وبات الحديث عن حرية التجارة وانتقال رؤوس الموال ل معنى له مع
تزايد التجارة اللكترونية الواقعة تحت سيطرة النخب المتحكمة بشبكات التصال والمعلومات .ويرى الكاتبان ان
أهم مزايا اقتصاد المعلومة أنه ل يقوم على بيع المعلومة او حتى تحويلها لمورد دخل مالي بل ان النتوقراطية –
كما يقولن – ستمتاز بنوع من الستثمار او الستهلك غير الستغللي بمعنى ان النتوقراط قد يقررون الستفادة
من معلومة خاصة لمصلحتهم ومصلحة شبكتهم او حتى متعتهم الشخصية حصريا وتبادلها في إطار نخبة ضيقة
من النتوقراط في شبكت هم الخا صة دون ان يبيعوها او ي ستثمروها على ن حو يدر ربحا ماليا ك ما هي القاعدة في
الرأسمالية ،اما انعكاس هذا القتصاد النتوقراطي على النظام الديمقراطي فيتحدث المؤلفان عنه بالقول بأن هناك
عدة عواميل تقود النظام الديمقراطيي وسييطرة البرجوازيية القتصيادية إلى نهايتهميا ،فمين جهية يلعيب انتشار
وشبكات الت صال الراه نة ل صالح جماعات الم صالح او ما ي سمى المجت مع المد ني ،وهذه الجماعات في الوا قع
تلعب دورا يفقد الديمقراطية معناها الشائع بصفتها حكم الغلبية ،فبفضل القوة والتنظيم – كما يقول المؤلفان –
الذي تستطيع جماعة صغيرة منظمة ان تمتلكها عبر وسائل التصال وتكنولوجيا المعلومات الحديثة مما يمكنها
ان تدفع بم صالحها إلى المام وتجبر ال سياسيين على تبني وجهات نظرهم وتقييمها للبرلمانات بغض النظر عن
مواقف قطاعات اجتماعية أخرى مما يجعل الحكم حكم أقليات وجماعات مصالح ل حكم الغلبية ،ولعل من نتائج
هذا الوضع انه بينما تنتعش هذه الجماعات المنظمة يتراجع اهتمام الجماهير بالمشاركة في النتخابات العامة ،
فتتناقيص هذه المشاركية تدريجيا فيي علمية على فقدان الهتمام بالنظام برمتيه .كميا ان العلم الجماهيري
الرأ سمالي قد ي سهم في إضعاف النظام الديمقرا طي ،فال سياسة وال سياسيون يوشكون على التحول إلى نوع من
الت سلية ،فأخبار هم الشخ صية وفضائح هم با تت مادة العلم المثيرة ال تي تش بع ن هم القارئ ل تفا صيل القوان ين
والتشريعات وهذا أعطيى جماعات المصيالح – ل سييما ان تعاملت ميع العلم على نحيو معيين –الفرصية لبلورة
مشاريعها الخا صة ال تي تل بي م صالحها وتمررها عبر ال سياسيين الذي ا صبح يق يس ت صرفاته ب صداها العلمي
المتو قع ويتوصل المؤلفان إلى القول انه اذا كا نت الديمقراط ية تقوم في جوهر ها على تبا ين الراء والدخول في
عمل ية حوار للو صول إلى رأي من تلك الراء ،فان النتر نت ا صبح ي سمح بإعادة التج مع ب ين أ صحاب الرأي
الواحد داخل الدولة وخارجها وتسيير أمورهم بأنفسهم دون الحا جة لللتقاء بأصحاب الرأي الخر ،وهذا يتبعه
تساقط العديد من أساطير الدولة القومية من مثل احترام شرعية الدولة والقيادة والموت لجلها ولجل سيادتها ،
46
ك ما حلت شبكات إت صالية م حل الروا بط القائ مة على الن سب والعائلة واللقاب ،بل ان العلم الجماهيري ذا ته
يتش ظى الن وبدل الشبكات التلفزيون ية والراد يو الخاص ب كل ش عب أ صبحت تترا جع امام شبكات تبيع برامج ها
بالشتراك وتقدم ما تريده شرائح معينة من المستهلكين كل حسب اهتمامه ودون اللتزام بحدود الدول مما يلغي
تلك ال طر العلم ية القوم ية وكل هذا يعني ترا جع قدرات مؤسسات الدولة لصالح شبكات التصال والمسيطرين
علي ها ،وإذا كا نت الشركات المتعددة الجن سية ال سابقة تر فع عادة أعلم دول ها وتحتاج لرعايت ها والتحالف مع ها
حيث كانت رأ س حربة دولها لستعمار دول أخرى فان الشبكات ل تحتاج ذلك وتجاوزت حاجتها للدولة وبات من
مصلحتها الظهور بمظهر عالمي –غير وطني-غير محلي.
ان مجت مع النتوقراط ية هذا و في هذا ال سياق ستكون المعلو مة ف يه هي عن صر القوة والحراك الجتما عي دا خل
الهرم وسيتكون المعلومية الهيم تلك التيي ل تباع بيل يسيتفاد منهيا فهيم سييستثمرون معلوماتهيم مباشرة وميا
سيبيعونه المعرفة الناتجة عنها ،أما المعلومة التي تباع ويشتريها الرأسماليون فهي غالبا ما تكون مستعملة تم
النتهاء من استثمارها .ان المعلوماتية –كما يقول المؤلفان-او مجتمع النتوقراطية ستكون زلزال تاريخيا ل يقل
حدة عين قدوم الرأسيمالية فيي أعقاب القطاع ويصيلن إلى السيتنتاج بان هناك حقبية عالميية جديدة سيتقوم
تكنولوج يا المعلومات فيهيا بتغي ير طرق ومبادئ التفكيير و سلوك الب شر و سنكون أمام اقت صاد و سياسة واسيرة
وتعليم وحتى أفراد من أنواع مختلفة كليا عما عرفه التاريخ ،ومن جانب أيدلوجي فإذا كانت الفلسفة الشمولية قد
غطت مساحة كبيرة من تاريخ الفكر النساني منذ سقراط وآدم سمث فان فلسفة الحركية ستغطي المساحة عبر
مجتمع النتوقراطية هذا
ا ما تجليات ومظا هر الديمقراط ية الرقم ية ك ما يتحدث عن ها جمال مح مد غطاس فتظ هر في جا نب النتر نت عبر
عملية التصويت حيث يقول تحت عنوان –التصويت عبر النترنت{ -يمكن ان يتاح التصويت في النتخابات عبر
النترنت من خلل انشاء بوابة اتصال بين البنية المعلوماتية الساسية للنتخابات من ناحية وشبكة النترنت من
ناح ية اخرى ،وهذه البوا بة تكون في العادة عبارة عن مو قع على الشب كة يتم يز بالقوة والديناميك ية والت صميم
المعد خصيصا لتسهيل التصويت اللكتروني ،ويرتبط عبر خطوط اتصال مؤمنة وذات كفاءة عالية بالحاسبات
وقوا عد البيانات ون ظم المعلومات الموجودة في البن ية المعلومات ية الخا صة بالنتخابات ،و في هذه الحالة يع مل
المو قع كنافذة او لج نة انتخاب ية افتراض ية على النتر نت ،يم كن للنا خب ان ي ستخدمها ك ما لوكان موجودا في
م قر اللج نة النتخاب ية بالض بط ،فيغذي المو قع بر قم الهو ية الخاص به ويطالع قوائم المرشح ين ويدلي ب صوته
الذي ينتقيل تلقائييا الى قواعيد البيانات ،وفيي هذه الحالة يحتاج المير لمسيتويات عاليية جدا مين سيياسات
واجراءات التأمين للموقع وللمعلومات المتبادلة بينه وبين قواعد البيانات وبينه وبين الناخبين الذي يدخل عليه
من أي مكان في العالم ). 69
وفي اطار المسوح واستطلعات الرأي في الجانب الديمقراطي والتي اصبح من الصعب على أي دولة او مجتمع
او نظام سيياسي ان يدعيي الديمقراطيية ثيم ل يسيتخدم المسيوح واسيتطلعات الرأي بدرجية او اخرى ،حييث
اصبحت هذه الممارسة جزءا ل يتجزأ من الممارسة والثقافة الديمقراطية ،والمسح او استطلع الرأي في جوهره
هو توجيه مجموعة من السئلة حول قضية معينة لعينة من الناس يتم تجميعها وحسابها كرقم من السكان ككل
ثيم اسيتقراء وتحلييل اجابات العينية والخروج منهيا بمؤشرات على اتجاهات وآراء المجموعية الكيبر حول ذات
القضية ،وهذه العينة اما ان تكون عشوائية او وفق قواعد انتقائية معينة .لقد انتشرت هذه المسوح بشكل غير
47
مسبوق عن طريق النترنت حيث سقطت كل الحواجز التي قيدت انتشار آلية المسوح واستطلعات الرأي ،فمع
النترنت لم تعد الجهات القائمة على اجرائها مقصورة تقريبا على مؤسسات متخصصة محدودة العدد بل اصبح
في متناول كل هيئة او ج هة او ح تى ش خص هاو او مرا هق ان ي عد بنف سه ولنف سه ا ستطلع الرأي الذي ير غب
فيه ،ولم تعد الموضوعات التي يجري الستطلع حولها مقصورة على قضايا السلم والحرب وغيرها من القضايا
الكبرى ،بل شملت كل شيء من التشكيك في شرعية الرؤساء ونظم الحكم وانتهاء بأداء شفرات الحلقة وقدرتها
على تنعيم الوجه ،أما التكلفة فكادت تقترب من الصفر .
لقد وفرت النترنت مرونة فائقة لم تحققها أي اداة اخرى من ادوات اجراء المسوح واستطلعات الرأي ،إذ يمكن
ب سهولة تغي ير موضوع ال ستطلع وال سئلة في لحظات لتتنا سب مع الحداث الجار ية على مدار ال ساعة ول يس
على مدار اليوم ،بمعنى ان الموقع الواحد قد يجري استطلعا للرأي في موضوعات مختلفة في يوم واحد ،أو
يجري اك ثر من ا ستطلع للرأي حول قضا يا مختل فة بش كل متزا من ،وبإمكان أي مو قع ان ير بط ما ب ين ادائه
الخباري والسياسي _ان كان موقعا سياسيا_وبين طبيعة استطلعات الرأي التي يتناولها في اللحظة الراهنة .
وهكذا نرى ان الم سوح وا ستطلعات الرأي على النتر نت ا صبحت الن اداة شعب ية رخي صة شائ عة النتشار و في
متناول الملييين مين المواطنيين يعيبرون مين خللهيا عين اتجاهاتهيم حيال أي قضاييا سيياسية او اقتصيادية او
مجتمعية مطروحة على الساحة .
أما على مستوىالنشطة السياسية الميدانية والجماهيرية الديمقراطية كما تتمظهر عبر النترنت فقد ذكره المؤلف
بشكل مفصل حيث يقول بان الجماعات السياسية المختلفة بدأت تلجأ للنظام العصبي الرقمي للتصالت في ادارة
انشطتهيا وعملياتهيا المختلفية ومين هذه الممارسيات التيي يقدمهيا النترنيت فيي هذا المجال بتلخييص شديد: 70
الدعا ية والعلن ،والتنق يب عن المعلومات والر سوم البيان ية والتمو يل والتجن يد والح شد وتحق يق الترا بط ب ين
الجماعات السيياسية عيبر النترنيت وتبادل المعلومات والفكار والمقترحات والمعلومات الميدانيية حول القضاييا
المختلفة التي تنوي التظاهر والحتجاج عليها ثم التحطيط والتنسيق على المستوى المعلوماتي والعملياتي بشكل
اكفأ وادق وارخص واسرع واوسع نطاقا ،
ولعل من ابدع ما تقدمه النترنت للديمقراطية والمجتمع المدني هي ما سماه المؤلف المجتمعات الخائلية ،
وهي مواقع على الشبكة تمثل نقطة التقاء لمجموعة من الشخاص يتواصلون معا من خللها باستخدام نظم
القوائم البريديية او التراسيل الفوري والمحادثية والدردشية والحوارات المطولة ومجموعات الخبار وغيرهيا
مين اسياليب التواصيل الجماعيي عيبر الشبكية ويكون القاسيم المشترك بينهيم قضيية ذات اهتمام مشترك او
التخ صص المه ني او التوا فق في الهوايات والهتمامات ،وبمرور الو قت تن شأ ب ين المشارك ين او العضاء
في المو قع علقات وثي قة على م ستوى الف كر وعلقات الع مل والقناعات والراء فيتش كل ما يطلق عل يه
المجتمع الخائلي الخاص بقضية ،لنه يوجد فقط على الشبكة وليس في العالم الواقعي ،وتشكل المجتمعات
الخائلية عبر النترنت ظاهرة لفتة للنظر لكونها تستقطب اهتمام المليين من العضاء النشطين في مختلف
المجالت والتخصيصات ميا بيين اطباء وفنانيين وباحثيين وطلب وسيياسيين وجماعات مدنيية بعدميا اثبتيت
جدواها في تكوين علقات قوية بين اعضائها تتعدى مجرد تبادل المعلومات المفيدة الى حل بعض المشكلت
مثل المرض او الزمات المالية واخيرا المشاركة السياسية واستخدام الحقوق الديمقراطية في ممارسة الكثير
من الفعاليات والنش طة اليجاب ية ,ويقول ال خبراء ان فكرة الدرد شة نف سها هي فكرة حرة ول كن بمجرد ان
48
يكت شف المتحاورون ب عض ال صلت والروا بط في ما بين هم فان هم يميلون الى بناء مجتمعات خا صة ب هم هذه
المجتمعات هي بمثابة أماكن يتشاركون فيها رؤاهم وافكارهم ويتناقشون حولها .
وبناء على ما حققته المجتمعات الخائلية من نضج وفوائد يتوقع الكثير انه بعد ان يصبح وجود البشر على
شب كة النتر نت امرا روتين يا ،ف من غ ير الم ستبعد ان ت صبح فكرة كون الن سان عضوا في ا حد مجموعات
النتر نت اك ثر شيو عا وقبول في تفكيره في ان يكون عضوا في المجتمعات المدن ية الحال ية ،و في مقدمت ها
الحزاب السياسية والمنظمات المعنية بالشأن الديمقراطي ليمارس كل انشطته وفعالياته على النترنت بحرية
اكبر وسهولة ويسر
و من ا هم ال ستنتاجات في هذا المجال ال تي ذكر ها المؤلف ا نه من المم كن ان تل عب التكنلوج يا الرقم ية في
تجديد الفكر الديمقراطي نفسه وليس فقط في تجديد ادوات الممارسة الديمقراطية ،وهناك بالفعل العديد من
الدلئل المبكرة على صحة هذه التوقعات من بينها الراء التي تقول ان التكنلوجيا الرقمية افرزت العديد من
القيم الجديدة ،كالتوجه للمواطنين بشكل رأسي وقطاعي مصغر بديل عن التوجه الجماهيري العام ،والتوجه
ن حو اللمركزية بدل من المركز ية ،والتو جه نحو العالم ية على ح ساب القوميات المحل ية والتو جه الى الغاء
التخصصية وإلغاء العديد من الوسائط في العملية الديمقراطية ،والتوجه نحو الغاء الخطاب الجمعي والتركيز
على الخطاب المفتت الذي يصل لمستوى مخاطبة كل مواطن على حدة .
49
ل قد كان لتقدم ظاهرة العول مة المترا فق مع ثورة تكنلوج يا العلم والت صال وعصر المعلومات ية ان ادى الى
انفتاح الفضاءات القت صادية ح يث ج عل من شبكات العلم والت صال القلب النا بض للقت صادات الوطن ية 73
ول سيما المتقد مة من ها .ولو حاول نا ان نبدأ موضوع التجارة اللكترون ية لرأي نا ان هناك تعددا كبيرا في
تعريفات ها ح يث ت عد ظاهرة التجارة اللكترون ية عبر شبكات النتر نت ظاهرة حدي ثة ن سبيا و من ه نا تعددت
تعاريفهيا لن كيل تعرييف يصيف ويحدد طبيعية هذه التجارة باعتبار مكوناتهيا ،ومين هذه التعريفات الواردة
على صيفحات النترنيت وتحيت عنوان التجارة اللكترونيية القول { ربميا يرجيع تعدد هذه التعريفات الى ان
ت طبيقات التجارة اللكترون ية تشت مل على عدة مكونات ل بد من توافر ها لتنف يذ عمليات التجارة اللكترون ية
م ثل ا ستخدام الحوا سيب الل ية وتقن ية الت صالت ون ظم المعلومات والبرمجيات ،ومفهوم التجارة اللكترون ية
بعامة يندرج تحت مفهوم اوسع يسمى بالقتصاد الرقمي
– Digital economyحيث يشمل القطاعات اللكترونيةوالقطاعات المنتجة والمستخدمة لتقنية المعلومات
واجهزة التصالت وقطاعات خدمات التصالت ,
و من تعريفات التجارة اللكترون ية المتداولة في ادبيات هذه الظاهرة ان ها :ممار سة تجارة ال سلع والخدمات
بم ساعدة ادوات الت صال وغيرها من العل قة بالت صالت ،ويعرف ها آخرون بأنها :اتمام أي عمل ية تجار ية
عبر شبكات الحا سب اللي الو سيطة م ثل عمل ية الب يع والشراء). 74على ان هناك من يعرف ها بالقول {تم ثل
التجارة اللكترونيية واحدا مين موضوعيي ميا يعرف بالقتصياد الرقميي حييث يقوم القتصياد الرقميي على
حقيقتيين :التجارة اللكترونيية وتقنيية المعلومات ،فتقنيية المعلومات او صيناعة المعلومات فيي عصير
الحوسيبة والتصيال هيي التيي خلقيت الوجود الواقعيي والحقيقيي للتجارة اللكترونيية باعتبارهيا تعتميد على
الحوسبة والتصال ومختلف الوسائل التقنية للتنفيذ وادارة النشاط التجاري ،والتجارة اللكترونية
E_commerceهي تنفيذ وادارة النشطة التجارية المتعلقة بالبضاعة والخدمات بواسطة تحويل المعطيات
عبر شبكة النترنت او النظمة التقنية الشبيهة ،ويمتد المفهوم الشائع للتجارة اللكترونية بشكل عام الى
ثلثة انواع من النشطة :
الول :خدمات ربيط او دخول النترنيت وميا تتضمنيه خدمات الربيط مين خدمات ذات محتوى تقنيي ومثالهيا
الواضح الخدمات المقدمة من مزودي خدمات النترنت internet services providers
والثاني :التسليم او التزويد التقني للخدمات
الثالث :استعمال النترنت كواسطة او وسيلة لتوزيع الخدمات والبضائع والخدمات المسلمة بطرق غير تقنية
–تسليم مادي عادي ،
وض من هذا المفهوم يظ هر الخلط ب ين العمال اللكترون ية والتجارة اللكترون ية وا ستغلل التقن ية في انشطة
التجارة التقليديية ،وفيي الواقيع التطيبيقي فان التجارة اللكترونيية تتخيذ انماطيا عديدة ،كعرض البضائع
والخدمات عبر النترنت واجراء البيوع بالوصف عبر مواقع الشبكة العالمية مع اجراء عمليات الدفع النقدي
بالبطاقات المال ية او بغيرها من و سائل الد فع وانشاء متا جر افتراضية او محال ب يع على النترنت ،والقيام
50
بانشطية التزوييد والتوزييع والوكالة التجاريية عيبر النترنيت ،وممارسية الخدمات الماليية وخدمات الطيران
75
والنقل والشحن وغيرها عبر النترنت )
ل قد صنفت التجارة اللكترون ية عالم يا في اطار م سعى منظ مة التجارة العالم ية الىايضاح طبيعت ها واطار ها
القانونيي ضمين مفهوم الخدمات ،وقيد تقرر ذلك فيي التقريير الصيادر عين مجلس منظمية التجارة الدوليية
الخاص بالتجارة في الخدمات بتار يخ 17/3/1999والمقدم الى المجلس العام لمنظ مة التجارة العالم ية ح يث
ذهب التقرير الى ان تزويد الخدمات بالطرق التقنية يقع ضمن نطاق التفاقية العامة للتجارة في الخدمات –
جاتيس -باعتبار ان التفاقيية تطبيق على كافية الخدمات بغيض النظير عين طريقية تقديمهيا ،ولن العواميل
المؤثرة على التزوييد اللكترونيي للخدمات هيي نفسيها التيي تؤثير على تجارة الخدمات ،ومين هنيا تخضيع
عمليات تزويد الخدمة بالطرق التقنية الى كافة نصوص اتفاقية التجارة العامة في الخدمات-الجاتس -سواء
في ميدان المتطلبات او اللتزامات بما فيها اللتزام بالشفافية ،التنظيم الداخلي ،المنافسة ،الدفع،والتحويلت
النقدية ،دخول السواق ،المعاملة الوطنية ،واللتزامات الضافية .
وفي وصف آخر للتجارة اللكترونية وبيئتها من وجهة نظر تقنيات المعلومات نجد القول او التعريف التالي
{ فالتجارة اللكترونية انما هي كمبيوتر وشبكة وموقع ومحتوى ،كمبيوتر يتيح ادخال البيانات ومعالجتها
وتصميم عرضها واسترجاعها ،وشبكة تتيح تناقل المعلومات باتجاهين من النظام واليه ،وحلول تتيح انفاذ
المنشأة للتزامات ها وانفاذ الزبون للتزاما ته ،حلول او برمجيات التجارة اللكترون ية ،ومو قع على الشب كة
لعرض المنتجات اوالخدمات وما يتصل بها ،اضافة الى أنشطة العلم وآليات التسويق ،ومحتوى هو في
ذاته مفردات الموقع من المنتجات والخدمات وما يتصل بها لكن ضمن اطار العرض المحفز للقبول والكاشف
عن قدرات الموقع التقنية).76ان الطلع على مساحة استخدام النترنت وتعدد واتساع عدد مواقعها وانعكاس
ذلك على التعامل بالمليارات عبر التجارة اللكترونية ،كل ذلك يعطينا صورة لدور المعلوماتية والنترنت في
اعادة صياغة عالم اليوم كله حيث نرى ما يلي :
زادت صفحات النتر نت عام 2000على مليار ون صف المليار صفحة ومواقع ها على ن صف مليون مو قع
ومستخدميها على نصف مليون ،أما المليارات المستثمرة فقد تجاوزت كل التقديرات حيث تشير الرقام ان
شركة ديل الشهيرة في عالم الكمبيوتر حققت زيادة كبيرة
في مبيعاتها على الخط حيث تضاعفت مبيعاتها عام 1998وبلغت الزيادة معدل 14مليون يوميا وفي الربع
الول من عام 1999بل غت الزيادة معدل 19مليون يوم يا بمبلغ اجمالي قدره خم سة بليون ون صف دولر ،
فيي حيين بلغيت الزيادة معدل 30مليون فيي نهايية العام tلقيد قدر تقريير التجارة المريكيية لعام 1998أن
اعمال التجارة اللكترونيية بيين قطاعات العمال –ولييس قطاعات التسيويق للمسيتهلك – سيتزداد الى 300
بليون عام 2002لكن ما تحقق في الواقع اكثر من ذلك بكثير ،فالتقديرات الجديدة لتقرير التجارة المريكية
لعام 1999تشير الى ان مقدار عائد التجارة اللكترونية سيبلغ واحد واثنين بالعشرة تريليون عام .2003
لقد اشار التقرير المريكي للتجارة اللكترونية لعام 2000الصادر عن وزارة التجارة المريكية وعن مكتب
الرئيس المريكي الى ان حجم انشطة مؤسسات البيع في حقل التجارة اللكترونية بلغ 8،4بليون دولر في
نهاية الربع الثالث عام 2000وتقول الحصائيات ان نسبة الزيادة في استخدام النترنت عموما قد زادت منذ
51
عام 2005-2000بنسبة %146حيث كان عدد مستخدمي النترنت عام 2005يبلغ 888،681مليون علما
ان عدد سكان الرض كان , 6،412،076
ولو قسمنا مستخدمي النترنت كما هم عام 2001لوجدنا الصورة التالية بالمليون:
77
افريقيا 4،15---
آسيا والباسفيك 143،99---
اوربا154،63---
الشرق الوسط 4،65---
كندا والوليات المتحدة 180---
( )امريكا اللتينية 25،33---
اللجمالي العالمي 513،41
ان العول مة العلم ية ا صبحت تم ثل قي مة اقت صادية متنام ية خا صة في ظل اقت صاد المعلومات الذي ا صبح ال سمة
الساسية للقتصاد العالمي ،حيث بلغت استثمارات صناعة المعلومات اكثر من 3تريليونات دولر سنويا بعد ان
كا نت هذه ال ستثمارات ل تتجاوز 350مليار عام ، 1980ويل حظ ا نه كان هناك خم سون شر كة كبيرة ت سيطر
على مع ظم الو سائل العلم ية المريك ية عام 1983وتقلص هذا العدد الى 23شر كة عام 1990وبنها ية القرن
العشرين بدأت ملمح تكتلت اعلمية انحصرت في سبع شركات عملقة ،ومع بداية هذا القرن سيطرت شركات
عمل قة على صناعة العلم ب كل مكونات ها ،وتش ير الح صائيات الى وجود سبعة مجموعات رئي سة كبرى تع مل
في النشطة العلمية على مستوى العالم اربعة منها امريكية وواحدة اوربية وواحدة استرالية-امريكية ولعل من
اخ طر التقديرات لحساب التجارة اللكترونية على حساب العلم هو ما طر حه الدكتور نب يل علي في حديثه عن
انعك سات النتر نت على الر سالة العلم ية ح يث يقول { تض يق الهوة –تدريج يا -ب ين العلم والعلن وتع كس
التجارة اللكترون ية آثارا واض حة على محتوى الر سالة العلم ية وان كا نت ر سالة العلم قد ا ستضافت ر سالة
العلن في الماضي ،فربما ينقلب الوضع ويصبح العلم ضيفا على العلن ،فمن أجل اقتناص انتباه جماهيره
ربما يتضمن العلن بعض مواد اعلمية من تلك التي تجتذب المشاهدين ليجعل اعلنه اكثر اثارة ومتعة )
78
الفصل الثالث
تشكيل الوعي بين تكنولوجيا التصال وثورة المعلومات
حينميا نفكير بتأ صيل مسيألة توظييف التكنولوجييا لخد مة اليدولوجييا ،فإننيا ل بيد أن ننطلق من المباد يء
والمفاه يم ال ساسية أول ليدلوج يا التصال ،و هل التكنولوج يا اذا كا نت ات صالية تب قى حياد ية في توظيفاتها
وغايات ها ك ما تبدو بدءا ،أم ان ها بمجرد قيام ها بخد مة الت صال تتحول من تكنلوج يا حياد ية إلى تكنولوج ية
ايدلوجية ،مهما حاولنا النكار عليها ذلك .
ولو بدأنا من مفردة بسيطة تقول { كلما كان هناك اتصال فثمة حتما ايدلوجية ،ان لم تكن واضحة ،فضمنية
مبطنة بالقطع ،فالتصال –تقنيات –ومضامين -ل تستنبت في بيئة جرداء ،او في فضاء عقيم ،بقدر ما هو
افراز ل سياق ثقا في واجتما عي من بن بالضرورة في شكله ك ما في الجو هر ،على تم ثل للذات وت صور مع ين
52
للكون ،واذا كان من المسلم به في تاريخ تقنيات التصال تحديدا ،ان الداة تبقى في الغالب العم وإلى حد
بع يد براء من ال ستخدام الذي يتر تب على ا ستعمالها ،فإ نه من الثا بت أي ضا و فق ما تقد مه سوسيولوجيا
الت صال أن ها تب قى لدى وضع ها على الم حك مك من حمولة رمز ية تب ني ما ن سميه في هذا ال نص ايدلوج يا
الت صال ،واليدلوجييا ال تي نقصيدها في هذا المقام لي ست ف قط ل صيقة بالتصيال ملزمية له على م ستوى
المضام ين ،مضامين الرسالة التي تطبع عل قة الباث بالمتلقي ،بل هي كامنة أيضا في البعد الدواتي الذي
يطبع هذه العلقة ويؤسس لمرتكزاتها).79إذن كل رسالة اتصال عبر اداة تكنولوجية لبد ان تحمل معنى من
معاني الثير بهدف وغاية محددة ،ومن هنا فكل اتصال هو اتصال أيدلوجي –فكري ،ومن هنا أيضا تتحول
الداة التصالية الحيادية إلى اداة ايدلوجية بنفس الوقت ،
ان شاشة التلفزيون وسيلة عرض ل اكثر ،ولكنها حينما تخدم مضمونا معينا فإنها تتلبس به وتأخذ صفته
وبهذا تتحول من تكنولوجية فقط إلى تكنلوجيا ذات طابع ايدلوجي ،وقد تتضامن التكنولوجيا مع اليدلوجيا
حينما يكون هدف التصال ذا طابع معين ،وهذا يؤكد الحقيقة التالية { ل تتقاطع التكنولوجيا مع اليدلوجيا
فقط لنها من نتاج وجهد بين البشر ول لعتبارهما –أداتين -لخدمة واقع قائم او مراد له ان يقوم ،ولكن
أي ضا لنه ما غال با ما ي عبران عن حا جة مجتمع ية آن ية أو م ستقبلية –تتضا من -التكنولوج يا بموجب ها مع
اليدلوجيا لشباعها .ليس من باب الشذوذ تقاطع الفضاءين ،فضاء التكنولوجيا وفضاء اليدلوجيا ،ول من
الشذوذ في ش يء تفاعله ما م عا ،ل كن الشاذ في –العل قة. -هذه ان ما يك من في م صادرة اليدلوج يا لماه ية
التكنولوجيا والتحايل عليها ،في المختبر كما في السوق ،بغرض اللتفاف على تطبيقاتها او تحويل وظائفها
او ت سخير ادوات ها ).80هكذا ن جد ا نه لن يتعذر علي نا القول ان تكنلوج يا القطاع –ال سمعي-الب صري-والتلفزة
اساسا انما تقوم بأيدلوجيا التوظيف لصالح المستخدم وبهذا تطبع اليدلوجيا التكنولوجيا بطابعها ،فالذاعة
في الحقبة النازية تحولت من وظيفة الستعمال إلى مهمة التوظيف ،فكانت أداة تضليل إعلمي ندر مثيلها
في تاريخ البث الذاعي .
وهكذا تحولت التكنولوجييا التصيالية إلى خادمية بامتياز ليدلوجييا الختراق ،اختراق نظيم وقييم وتمثلت
مختلف شعوب الرض ،واذا كا نت هذه اليدلوج يا في ع صر العول مة ال تي ل تعترض بخ صوصية جغراف ية
معينة،ي وانما تمتد على سطح الرض كلها ،فإن هذه التكنولوجيا تكون اداة سيطرة وتوجيه وتغيير سلوك
وق يم ل يم كن ال سيطرة علي ها او ردع ها ،فك يف اذا ما كا نت اداة تكنولوج ية م ثل النتر نت ال تي ل تكت في
بإيصال الرسالة بصمت وانما تفتح باب التفاعل والمشاركة بين المتلقي ومضمون الرسالة ليتم الهدف ل من
اي صال الر سالة ف قط وان ما من احداث تاث ير على و عي الم ستلم و سلوكه .ولو نزل نا قليل إلى الوا قع العملي
وقبل ظهور النترنت لرأينا أن الرسالة العلمية قبل عولمتها كانت تتحكم في التكنولوجيا وتوظفها توظيفا
خاصا بمن يملكها ويقودها .
يقول هربرت شيللر عن واقع العلم المريكي –اكبر اعلم في العالم-في مقدمة كتابه المتلعبون بالعفول
{يقوم مديرو اجهزة العلم في امري كا بو ضع ا سس عمل ية تداول –ال صور والمعلومات -ويشرفون على
معالجتها وتنقيحها واحكام السيطرة عليه –تلك الصور والمعلومات التي تحدد معتقداتنا ومواقفنا ،بل وتحدد
سيلوكنا فيي النهايية ،وعندميا يعميل مديرو اجهزة العلم إلى طرح افكار وتوجهات ل تتطابيق ميع حقائق
الوجود الجتما عي ،فإن هم يتحولون إلى سائسي عقول ،ذلك ان الفكار ال تي تن حو عن ع مد إلى ا ستحداث
53
مع نى زائف وإلى انتاج و عي ل ي ستطيع ان ي ستوعب بإراد ته الشروط الفعل ية للحياة القائ مة او يرفض ها –
سيواء على المسيتوى الشخصيي او الجتماعيي –ليسيت فيي الواقيع سيوى افكار مموهية او مضللة
....ويض يف...ف في دا خل البلد تن عم صناعة –توج يه العقول-بفترة ن مو ا ستثنائية ،ول قد أظهرت الحملة
النتخابية القومية عام 1972بعض الشواهعد المبكرة لما هو آت عن طريق تعليب الوعي .ومع ذلك فإن
المهم ان نتذكر ان الوسائل التكنيكية للسيطرة على المعلومات والصور والتي بلغت درجة عالية من التطور
في واشنطن الحالية لها سوابقها ،ففي التحكم او السيطرة من خلل الستمالة والقناع لم يظهر إلى الوجود
هكذا دفعية واحدة ،فلقيد مثيل الجهيد الذي كلل بالنجاح لقناع الشعيب المريكيي عام 1945أي قبيل عهيد
نيك سون ب ما يز يد على عقد ين من الزمان ،بأن وجوده اليو مي تتهدده المخاطرل ب سبب القت صاد الرو سي
الذي دمرته الحرب واستنزف كلية –مثل خطوة هائلة نحو تبلور –توجيه العقول .. -ومنذ ذلك الحين ساعد
التقدم في تكنولوجيا وسائل التصال على ظهور أشكال أكثر تعقيدا من التضليل العلمي ..
وفيي الو قت الحا ضر يعزف مهرجان وسيائل العلم القوميي الحا نه بقيادة وكلء اقت صاد الدولة الرأ سمالي
المقيمين في المكاتب التنفيذية للبيت البيض ،وفي مكاتب العلقات العامة ووكالت العلم بشارع ماديسون
،وهناك ما يبرر العتقاد بأن عمليةادارة وتوج يه المعلومات سوف تش هد المز يد والمز يد من التنظ يم على
ايدي المتحكمين في وسائل العلم في السنوات القادمة ،ان تدفق المعلومات في مجتمع معقد هو مصدر
لسلطة ل نظير لها ،وليس من الواقعية في شيء ان نتصور ان التحكم في هذه السلطة سوف يتم التخلي
ع نه عن طر يق ط يب خا طر ). 81وفعل تحق قت نبوءة شيللر الذي ك تب هذا ق بل وجود النتر نت بعقد ين من
الزمين ،تحققيت هذه النبوءة بعيد ان دخيل الكبار مين القتصياديين والرأسيماليين مين باب العولمية على
النترنيت مسيتخدمينه ل كوسييلة اتصيال معرفيي فقيط ،وانميا وسييلة للتجارة اللكترونيية كميا اسينخدمه
السياسيون الكبار للمناداة بالديمقراطية اللكترونية ،أما العلميون فقد استخدموه ضمن ما استخدموه لنشر
الصيحافة اللكترونيية وتوزيعهيا على العالم اجميع بعيد ان كانيت الصيحافة الورقيية ل تتجاوز فيي توزيعهيا
ومخاطبين لبضعة دول فقط .
من هنا نستنتج كتكنلوجيا اتصالية قد وظفت لهداف السيطرة على الوعي النساني في المجالت كافة بعد ان
كان اداة من ادوات العول مة ح يث انتهت الجغراف يا إلى فضاء العالم كله ،وا صبح الو عي الن ساني ل يخاطب
بلغية وأيدلوجييا واحدة بيل انيه اسيتغرق كيل اليدلوجيات ،واسيتخدم الغراق المعلوماتيي كأداة مين ادوات
السيطرة والتوجيه لعقول البشر ،ففي الوقت الذي ترك له الخيار في فضاء معلوماتي لنهائي ،اذا به يغرق
في حيرة المتاهات للمضامين والرسائل المختلفة المتنوعة تنوعا يقود في كثير من الحيان إلى التناقض ل
الوحدة فيي مسيارات معينية خطيط لهيا ايدلوجيون كبار مين السياسة والقتصياديين والعلمييين فيي الدول
المتقدمة التي لها المساحة الكبرى والمواقع الكثر عددا على صفحات النترنت هذه .
54
ليؤ سس القر ية الكون ية الجديدة ال تي تقوم على ثورة الك مبيوتر والت صالت والثورة المعلومات ية وال سواق
ولو القي نا نظرة على المساحة ال تي تشغلها 82
المفتو حة والشركات متعددة الجن سيات لتوح يد الن سانية )
الدول المتقدمة على شبكة النترنت سواء كمستخدمين او كمواقع فإننا ولشك سنعرف حقيقة ما يجري في
صيناعة الوعيي النسياني ,وتشكيله ضمين اطارات محددة تخدم هذه الدول والحتكارات والرأسيمالية التيي
تنادي بها .
ان مواقيع النترنيت باللغية النكليزيية تشكيل %82وقيد يصيل إلى %90اذا اضفنيا لهيا اللغية اللمانيية
والفرنسية ،كما ان انتاج اللكترونيات لخدمة النترنت ووظيفته تشكل %45بين اوربا وامريكا واكثر ،كل
هذا مضافيا الييه سييطرة وكالت النباء العالميية الربيع على مصيادر الخيبر هذا وغيره يعطينيا الصيورة
الواضحية لسييطرة هذه الدول على مجال البيث العلميي وشبكية النترنيت بميا يقود إلى توجييه العقول
وسيياستها بيل وتضليلهيا كميا تشاء لتبعيية دول الجنوب والعالم الثالث لهذه المعطيات العلميية عموميا
والتجارية خصوصا .
ان كل هذه المقدمات تطرح مفردات ا ساسية على وا قع العول مة العلم ية والقت صادية وال سياسية والثقاف ية
على سطح الرض ،
فماذا يستنتج الباحثون في هذا المجال من هذه الرقام والحقائق ؟
83
في اجابة مبسطة يتحدث احد الباحثين عن هذه الستنتاجات قائل :
-1تمر كز الم صادر العلم ية والثقاف ية والمعرف ية من ح يث النتاج والتوز يع بكا فة اشكاله في
الدول التي تحتكر مصدر القوة القتصادية والعسكرية .
-2ان التدفق الشامل للنباء والمعلومات يأخذ طريقه من العالم الصناعي الذي يضم ثلث سكان
العالم إلى العالم النامي الذي يضم ثلثي سكان العالم ،وان اكثر من %80من النباء الموزعة
يوميا في العالم تتولى انتاجها وكالت عالمية ل يتجاوز عددها خمس وكالت فقط
-3ان الصيراع المسيتقبلي سييكون موجهيا للسييطرة على الحاسيوب والتلفزيون والهاتيف التيي
يمكين صيهرها على النترنيت ،ولهذا سييكون بإمكان المجموعية التيي تسييطر على تقنيية
النترنت ان تسيطر على العالم مستقبل.
-4يت جه ال سوق والمناف سة في هذا الع صر عمل يا وف قا لنظر ية دارو ين –البقاء لل صلح -وهذا
يعنيي ان الدول والميم والشعوب التيي ل تقدر على المنافسية ،سييكون مصييرها النقراض ،
وهذا يعود إلى الفجوة الكيبيرة بيين الدول المتقدمية والناميية فيي مجال تكنلوجييا العلم
والتصال .
-5وجود تغييرات كبيرة في الخري طة العلم ية الدول ية متمثلة بالنفجار النو عي والك مي لليات
التحر ير والتوزيع للنتاجات المرئ ية والصوتية ،وبروز مجاميع بيانات الت صالت العالم ية ،
وتطوير انتناجات الترفيه والتسلية والمعلومات للذوق العالمي وليس المحلي .
-6نجح العالم الصناعي في تحويل صناعة العلم من صناعة كثيفة البداع إلى صناعة تقليدية
كثيفية رأس المال ،حييث أن اخطير انواع الحتكار هيو احتكار النتاج العلميي واحتكار
مضمون الرسالة العلمية .
55
-7بروزظاهرة العاميل التقنيي المتمثيل فيي التقدم الهائل فيي تكنلوجييا الكميبيوتر وتكنلوجييا
التصيالت خاصية فيميا يتعلق بالقمار الصيناعية وشبكات اللياف الضوئيية واندماج هذه
العناصر في توسيطات اتصالية عدة ابرزها شبكة النترنت .
هذه هي صورة العولمة العلمية والقتصادية والسياسية التي يحققها النترنت في عصرنا الحاضر
ان القاء نظرة على وظائف اعلم العولمية يعطينيا صيورة عين الوعيي الناشييء عنهيا ،فقيد تطورت
وتغيرت وظائف العلم وقد ححدها احد الباحثين بشكل مركز حيث قال .
-1اشا عة المعلومات وجعل ها مي سورة للجم يع بدون مقا بل ،بح يث ي ستطيع الح صول عليها أي فرد او
جماعية او فئة ،وبمعنيى آخير خلق وبناء قاعدة معلوماتيية واحدة يسيتخدمها الجمييع ويتعاميل معهيا
كمصدر رئيسي لتقييم النتاج الثقافي والمعرفي والعلمي ،وبذلك يتمكن العلم من دعم ظاهرة العولمة ،
وتعميق منطقها وجعلها اكثر قبول ومدعومة بقاعدة معلوماتية منتشرة وبتقنية معلوماتية متطورة .
-2اذابة الثقافات الوطنية والقومية وتقليص الحدود الفاصلة بين المكونات المذكورة ومكونات العولمة
ال تي تنت مي إلى م صدر وا حد ول غة مركز ية واحدة وبن ية ثقاف ية مشتر كة ،و قد ن جح العلم فعل في
نجسيد الوظيفة المذكورة وجعلها اكثر فعالية وتمثل لمنطق العولمة ومضمونها ،بفعل التقنية الرقمية
والقمار الصيناعية التيي تملك القدرات البيث المباشير دون وسييط إلى الجمهور المعنيي او ايية بقعية
جغرافية على كوكب الرض .
-3تنمية مولدات التماثل بين الجماعات والمجتمعات والمؤسسات ،وقد تمكن العلم إلى حد ما ،في
بناء مكونات التما ثل الول ية في مجالت عدة كالندماج والنتاج والتو حد ،وب صورة ملف تة للن ظر امتدت
هذه المكونات إلى البرناميج الترفيهيي والتقنيي والعلميي ونماذج النشير والبيث الرقميي ،وبناء مفاهييم
مشتركة حول العولمة ومظاهرها المتمثلة بشبكات المعلومات ،وشبكات التصالت ،والتغطية العلمية
للحداث العالمية مباشرة بأبعادها الثلثة ،المضمون ،والمكان ،والزمان
لقد استعرض احمد مصطفى النقاط المذكورة بصورة مقاربة جدا لمضمون اعلم العولمة فقد اشار إلى{
ان التنمييط الثقافيي يتيم باسيتغلل ثورة وشبكية التصيالت العالميية وهيكلهيا الفتصيادي النتالجيي ،
والمتمثيل فيي شبكات نقيل المعلومات والسيلع وتحرييك رؤوس الموال ،كميا ان التنمييط او التوحييد
الثقافي للنسانية مع البناء القتصادي المعلوماتي ،
و من هنا اتخذ المفهوم الثقافي للعولمة بعدا اقت صاديا واعلم يا حيث العلم هو أداة التو صيل والتأث ير
بالفكار الثقاف ية ال تي يراد ل ها الذيوع والنتشار .و في أطار تذو يب الحدود يض يف م صطفى بان اعلم
العولمة هو اعلم وطن ،فالفضاء اللمحدود مثل هو الوطن الجديد للعولمة ،فهو أيضا وطن لعلمها ،
يرية وتنقله الموجات
يه اللياف البصي
ية وتنتجي
يال اللكترونيي
يه شبكات التصي
ين الذي تبنيي
يه الوطي
اني
الكهرومغناطيسيية .وفيي شأن وظيفية التماثيل يقول مصيطفى –اسيتطاع العلم فيي عصير العولمية
بوسائله التي تتخطى كل الحدود ان يعمل على تحويل المجتمعات والبيئات الداخلية للدول إلى مجتمعات
وبيئات عالم ية ،و هو أ مر أ ثر في ال سياسات الدخل ية و صانعيها في الدول المختل فة ,فلم ت عد قرارات هم
ومواقفهيم وتصيريحاتهم خافيية على عيون العلم وحتيى عندميا تسيتحكم الزمات والمشكلت الداخليية
يتجه الناس اليه أي إلى العلم ليتعرفوا على ما يدور في ببلادهم ،وبذلك اصبح العلم احد اهم ادوات
العولمية فيي تهيئة البنيية الجتماعيية وأنسياقها المختلفية القتصيادية ،الثقافيية ،السيياسية،والمعرفيية
56
للتفا عل مع شروط ومتطلبات بناء ا سس مجت مع العول مة الجد يد ) 84ان ب عض الباحث ين يعت قد ان من
سيلبيات العولمية على المسيتوى العلميي والثقافيي هيي مسيألة التماثيل والتنمييط فيقول { العولمية
العلمية تسعى من خلل تكنلوجيا الثورة التصالية إلى نشر –مبدأ التماثل -وتحميه ليصبح بذلك امرا
واق عا ،وتحو يل المجت مع إلى ك تل متشاب هة -- .تنم يط الحياة اليوم ية بح كم فراغ ما ي سمى بالخيال
الجماعي وخوائه وظهور ن مط وا حد من الوا قع المعي شي يت صف بالتما ثل ال سكوني وهكذا ن جد العول مة
العلميية تركيز هذا اليوم على حوادث العنيف بيين الجيران وقصيد ضحاييا القتيل وحوادث الطرق
والحرائق والدعارة ...الخ وي تم مقا بل ذلك اغفال عدد من مشا كل البشر ية وتبا ين اهتمامات ها والتح كم
فرمستويات النسان
--تنم يط المشا عر الن سانية والتح كم في تشكل ها و فق من طق مع ين في الولو ية والهم ية ،فالتح كم
العلمي في المشاعر البشرية وتحديد اهميتها وبرمجة أولويتها هو تحكم في الخيال الجماعي وبالتالي
تحكم في ثقافات الشعوب
--تعميق وظيفة –التشيؤ -باحلل عالم الموضوعات محل العالم النساني محل الذوات والشياء محل
الفراد باختزال القيمة النسانية إلى قيمة سلعية
85
--تعميق ثقافة الستهلك وجعل الثقافة مجرد –سلعة -لتسطيح الحياة )
ولشك ان عملية التنميط والتماثل والتوحيد لخلق انسان بشكل واحد انما هو من اخطر عمليات العولمة
العلميية والتيي تخلق وعييا موحدا نتيجية لهيا وهذا التنمييط فيي الحقيقية هيو مين بديهيات ايدلوجييا
الت صال القد يم والحد يث ال ان قدرة التكنلوج يا الحدي ثة والنتر نت جعلت التنم يط والتجا نس ي صل إلى
م ستوى عال مي ب عد ان كان على م ستوى الموا طن للدولة المعن ية المخا طب بالعلم التقليدي ،أي ان
التنميط والتماثل هو معطى اساسي لكن جعله على مستوى كل البشر باعتبارهم مخاطبين بوسيلة واحدة
وشكل واحد هو الذي يعطي خطورة توحد الوعي وتزييفه .
يقول احد الباحثين وهو يحلل ايدلوجيا التصال ومعطياته {اما المعطى الثاني فيكمن فيما نتصور في
الطابيع التوحيدي الذي تدفيع بيه ايدلوجييا التصيال وتجعيل الفراد والمجتمعات بموجبيه –كتلة واحدة-
منصيهرة او يراد لهيا ان تنصيهر في فكروا حد وثقا فة واحدة ونموذج للتمثيل واحيد ،ل تتغ يا ايدلوج يا
الت صال و فق هذا الت صور خلق ان سان وا حد بموا صفات واحدة فح سب ،بل وتج نح في حالة تعذر ذلك
إلى اسيتنبات مبادييء وقييم مين ذلك النموذج –اللييبرالي اسياسا منيذ مدة –بغرض خلق ثقافية للتوافيق
والتراضي تضمن لهذا الفكر النسياب بعد ماتكون قد ضمنت له الرضية والفضاء ،
واذا كانت –ثقافة التبرير –ثقافة التلفزة والسينما والشهار بالساس هي المهيمنة في هذا السياق فلن
القوة والنجاعة فضل عن ذلك لموسطة العلقات الجتماعية وصياغة الحساس الجماعي بانه ان لم يكن
موحدا كما في حالة الشهار فهو حتما غير متباين بالحدة التي تتميز بها –نظريات الطبقات الممتطية
للتلفزة وإلى حد ما للسينما –وبالتالي فتموقع ايدلوجيا التصال بين الجماعة وواقعها ل يعطي السلطة
المتحك مة امكان ية صياغة الحداث صياغة واحدة فح سب بل ويمنح ها أي ضا سبل تحو يل ال صورة ذاتها
إلى حقيقة ل تقبل الطعن او المزايدة او التشكيك ). 86
57
وهكذا ي صدق القول على تأث ير النتر نت كو سيط اعل مي والمعلومات ية كمضمون اعل مي ما قاله ا حد
الباحث ين عن العلم عمو ما { يع تبر العلم بفل سفته العري ضة وبو سائله المتطورة اقوى ادوات الت صال
الحديثية التيي تعيين الفرد على معايشية عصيره والتفاعيل معيه وهيو الذي يشكيل عقول البشير ويوجيه
اذواق هم ورؤيتهم للحياة ح يث ادت ثورة المعلومات و ما واكبها من تقدم تكنلوجي إلى تعرض الفرد إلى
مساحات مضاعفة من العلم ). 87
هكذا يؤثر النترنت والعلم عموما على تشكيل الوعي في عصر العولمة الذي نعيشه وصول إلى نهاية
المجتمعات الرقمية والنسان الرقمي .
بعد ان رأينا الطابع السياسي والقتصادي والعلمي الذي يطبع عمل النترنت في عصر العولمة ،وبعد
ان رأينا القدرة والسيطرة الكبيرة التي تتمتع بها الشبكة على المبحرين عليها ،وبعد ان رأينا ان ثورة
المعلوماتية وثورة تقنية التصالت توظف توظيفا سياسيا واقتصاديا لصالح الدول المتقدمة بما تحمله
من نماذج خاصة للقتداء بها تصدر للعالم الثالث والعالم العربي منه ،
لبد ان يطرح علينا –اعلميين وسياسيين واقتصاديين – قادة ومحكومبن ،مهمة المشاركة الفاعلة في
ممار سة حق نا المتاح على هذه الشب كة ،وذلك بزيادة م ساحة المشار كة اول وال تي لم ت صل ح تى الن
سوى إلى %4ف قط للو طن العر بي من الن سبة العالم ية في ح ين ان م ساحة المشار كة ال صهيونية
وحدهيا تتجاوز هذه النسيبة ميع قلة سيكانها مميا يؤكيد الهتمام السيتثنائي لهذه الشبكية فيي التأثيير
العالمي.كما ان العولمة بما انها تستخدم النترنت للغاء الحدود والقيود بما فيها الخصوصيات القومية
تعمل على الغاء الهوية بل وطرح النموذج المريكي خاصة في الليبرالية والقتصاد الحر ،كل ذلك يضع
على القيادات العرب ية خا صة والش عب العر بي عمو ما ان يدافعوا عن خ صوصياتهم الحضار ية والقوم ية
والدينية بالتكيف مع مستجدات العصر اول وبالعمل وفق آلياته التقنية والمعرفية لتعميق الفكر العربي
والتراث العربي وتوظيفه توظيفا علميا واعلميا لخدمة وحدة الشخصية العربية وخصائصها المعروفة
.ول شيك { ان السيياسة العلميية ل يمكين ان تنفصيل عين حقيقية التطور الحضاري العلميي ،لن
ال سياسة العلم ية و جه من وجوه ال سياسة بمعنا ها الشا مل ،فال سياسة صناعة الحضارة ،والعلم
محور جوهري من محاور هذه ال صناعة ال كبيرة ،فالثورة العلم ية ل ها ابعاد ها الفقه ية واليدلوج ية
والمؤسيسية والمضمونيية ،وهذه الثورة كميا وصيفها ماكلوهان بانهيا –ثورة الوعيي النسياني الكلي ،
88
وثورة التكامل النساني الكلي اللتين يمكنها بهما ان تطور النسانية كمدنية حضارية واحدة )
ان انعكاس مفردات هذا الب حث –أي دور النتر نت -على الوا قع العل مي العر بي يعطي نا صورة كئي بة
لهذا العلم وقد شخص الدكتور نبيل علي ايقاع ثورة العلم والتصال على الواقع العربي حينما كتب
تحت عنوان الصدمة العلمية يقول { يعيش اعلمنا العربي صدمة اعلمية على مختلف المستويات –
ال سياسية والتنظيم ية والفن ية –فل يس بالقمار ال صناعية والقنوات الفضائ ية واحدث المطا بع ال صحفية
- 87العلم والسياسة ص 215
- 88التصال الدولي العربي ص 319
58
وحدها يحيا التصال في عصر المعلومات ،وعلينا ان نقر باننا لم نرصد بعد مسارات الخريطة الجيو-
اعلم ية الحدي ثة ،و هو ما عبر ع نه التقر ير ال ستراتيجي العر بي للعام 1999بض عف ال ستجابة إلى
عولمة العلم .
ل قد ف قد اعلم نا العر بي محوره ،واض حى مكبل بقيود ارتبا طه الوث يق بال سلطة ،تائ ها ب ين التبع ية
الفنية والتنافس السلبي على سوق اعلمية اعلنية محدودة ،وكان نتيجة ذلك ان اصبح رهين العلن
من جانب وذليل الدعم الحكومي من جانب آخر .
ان اعلمنا العربي يواجه عصر التكتلت العلمية مشتتا عازفا عن المشاركة في الموارد ،يعاني من
ضمور النتاج وشيح البداع حتيى كاد –وهيو المرسيل بطيبيعته -ان يصيبح نفسيه مسيتقبل للعلم
المسيتورد ليعييد بثيه إلى جماهيره ،وأوشكيت وكالت النباء لدينيا ان تصيبح وكالة للوكالت الربيع
الكبرى حتى فيما يخص اخبارنا المحلية ،لقد ارتضينا ان نوكل إلى غيرنا نقل صورة العالم من حولنا
بل صنع صورتنا عن ذات نا أي ضا .أ ما شب كة النتر نت فلم ندرك ب عد مغزا ها الثقا في ل كي يمكن نا ادراك
مغزا ها الت صالي العل مي ،وذلك على الر غم من قنا عة الكا تب بقدرت نا على اللحاق باعلم النتر نت
89
وهو ما زال في مهده )
بعيد ذلك يشخيص بعيض عيوب العلم العربيي مين منظور ثورة العلم والتصيال فيقول تحيت عنوان
التناقض الجوهري { يشكو اعلمنا من تناقض جوهري ،بعد أن تخلى عن مهمته التنموية الساسية
ليسوده طا بع الترف يه والعلم على ح ساب المهام الخرى ويق صد بها مهام التعل يم والتوع ية الثقاف ية
واعادة احياء الرادة الجماعية للمشاركة في العمل الجتماعي –ومن قبيل النصاف –فان اعلمنا شأنه
شأن معظم نظم العلم في دول العلم الثالث يعمل تحت ضغوط سياسية واقتصادية تناى به عن غاياته
الراهنة تعمل على زيادة هذه الضغوط مما يتطلب سيادة اعلمية اكثر صمودا ومرونة وابتكارا ). 90
ل قد ل خص تقر ير العلم العر بي حاضرا وم ستقبل وا قع العلم العر بي الذي و صفه بأ نه لم يرت فع إلى
مستوى الرسالة المنوط بها تعميق وعي المواطن واشراكه في التفاعل واسهامه في البناء الجماعي ،
وان اعلمنا العربي يواجه مأزقا رباعي الجوانب :
-1مأزقا سياسيا :في كيف نوفق بين عولمة العلم وسيطرة الدولة وتوقعات جماهيره
-2-2مأزقا اقتصاديا :في كيف يتنافس في عصر النتاج العلمي الضخم وارتفاع كلفة بناه
التحتية
-3-3مأزقا ثقافيا :في كيف يصبح درعا ضد ما يهدد هويتنا وقيمنا وتراثنا
-4-4مأزقا تنظيميا :في كيف تكتسب مؤسساتنا العلمية المرونة التنظيمية والكفاءة الدارية
والفنية تلبية لمطالب اعلم عصر المعلومات ودينامياته الهادئة .
وعلى مستوى ثقافة النترنت يحدد الدكتور نبيل علي تحديات الثقافة العربية عبر النترنت يقوله {تمثل
النترنيت بالنسيبة لنيا –نحين العرب -تحدييا ثقافييا قاسييا على الجبهات جميعهيا ،سيواء فيميا يخيص
مضمون رسائلنا الثقافية وقيمة تراثنا عالميا وفاعلية مؤسساتها الثقافية الرسمية وغير الرسمية ،او
فيما يخص اساليب حوارنا فيما بيننا ومع الغير ،ونحن مهرضون لحالة فريدة من الداروينية الثقافية
اصيبحنا مهدديين فيي ظلهيا بفجوة لغويية سيتفصل بيين العربيية ولغات العالم المتقدم تنظيرا وتعليميا
59
واستخداما وتوثيقا – مثلما نحن مهددون –أيضا بسلب تراثنا من فنون شعبية واغان ومقامات موسيقية
وازياء وطرو معماريية ،وفيي المقابيل تفتيح النترنيت امامنيا فرص عدة لتثيبيت دعائم ثقافتنيا العربيية
بصفتها ثقافة انسانية عالمية اصيلة ،وتعويض تخلفنا في كثير من مجالت العمل الثقافي .
ان الموقف يتطلب اعادة النظر بصورة شاملة في سياساتنا الثقافية تجاوبا مع تقافة النترنت ،وذلك في
اطار الستراتيجية الشاملة للثقافة العربية التي اعدتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ووفقا
لتوجيهات مؤتمر اليونسكو باستكهولم ). 91
ان القاء نظرة على معنى النترنت كما يفهمها العرب يعطينا صورة سلبية تكاد تجعل بعض الدول تحجم
عن السماح لمواطنيها باستخدامه او توفيره بمبالغ زهيدة ،وقد اعلنت منظمة صحفيون بل حدود عن
اربعة دول عربية تعتبرها من اعداء النترنت منها السعودية ومصر وتونس وسوريا،حيث قامت بحجب
كثير من المواقع المعارضة لها .
وفي استطلع اجراه احد الباحثين وزع خمسمائة استمارة طلب معلومات حول الموقف من النترنت في
لبنان وزع على او ساط جامع ية كالجام عة المريك ية والجام عة الي سوعية وكل ية العلم واتلتوث يق في
{ ان ها نوع من 92
الجتم عة اللبنان ية ن جد موا قف حادة جدا ضد هذه الخد مة النترنيت ية ،فالب عض يقول
الستعمار المبريالي هدفه السيطرة على الشعوب ومحاربة الديان وخاصة الدين السلمي ،والنترنت
تركز اكثر ما تركز على الجنس والقمار وهدفها الستهلك والحصول على الثروات العربية -واستمارة
اخرى تقول { النتر نت نوع من الغزو الثقا في واللغوي الذي يهدف إلى خلق مجت مع عل بي ا ستهلكي
وحسب ،لهذا يجب التركيز على امننا الثقافي العربي ،انه غزو مزدوج امريكي واوربي ،ومهما خزنت
من معلومات فان العرب ا ساسا ل يقرؤون -ورأي آ خر يقول {ان ها تعود اطفال نا وابناء نا على الدمان
تماميا كميا الدمان على الخمير والدخان والمخدرات احيانيا كثيرة ،وهيي تؤدي إلى تفسيخ العائلة
وانق سامها ،و قد تورث الطفال في الم ستقبل مشا كل نف سية ،ورب ما يرتكبون اعمال مناف ية للحش مة
وغير قانونية ،وقد تؤدي النترنت إلى انفاق الموال الطائلة على استخدامها هذا ما هو حاصل ) ز
ان هذه الت صورات تع كس تخل فا كبيرا عن مواك بة ثورة المعلومات وتقن ية الت صال والعول مة ،و هو
هروب إلى الداخل ورفض لما ل يمكن رفضه ،ولعل خير موقف يمكن اتخاذه في عصر العولمة من
ثورة المعلوماتية وتقنية التصالت وخاصة النترنت الذي اختصرها جميعا هو ما تحدث به احد الكتاب
تحت عنوان ايجابيات العولمة على العالم الثالث ومن ضمنها القطار العربيةوابرز هذه اليجابيات هي :
-1تتيح للعرب والعالم الثالث منفذا ولو محدودا للستفادة وربما المشاركة فرثورة تكنلوجيا التصال ،
العلم ،المعلوماتية
-2كثرة وتعدد وسائل العلم واختراقها الحدود السياسية للدول وتوافر تطبيقات الوسائط المتعددة ،
وقد يقلل من قدرة العلم المحلي على اخفاء الحقائق والهيمنة السياسية وتزييف وعي مواطنيه
-3ان خصخصة وسائل العلم والسماح للقطاع الخاص بالستثمار قد يؤدي إلى تعميق الديمقراطية
ويدعم مؤسسات المجتمع المدني .
وعلى كل حال فإننا نرى العولمة ل يمكن رفضها لعتبارات عديدة ابرزها الفجوة الكبيرة في مجال بناء
المؤسسات السياسية والجتماعية والتكنولوجية للعرب ،والخلل الواضح في النظام السياسي العربي ،
60
وانعدام مبدأ الديمقراطيية ،وحيق التصيال والتعيبير ،ولذلك فان التحديات كيبيرة ول يمكين لدول العيم
الثالث ال ان تأخذ من العولمة ما يفيدها وترفض ما يهدد أمنها واستقللها وقيمها وهويتها وهذا ل يتم
ال بالمشار كة الفعالة مع الع صر وثورا ته التكنولوج ية ،وتح صين مجتمعا ته بالعلم وخلق بيئة صحية
للبداع ،واعطاء الحق لمجتمعاتها بالمشاركة في صنع القرارات والتعبير عن افكارها بحرية بعيدة عن
القمع والقسر ول يمكن مواجهة العولمة ال بتحقيق الديمقراطية في المجتمعات العربية ). 93
لقد كانت الصحافة العربية من اوائل من استفاد من النترنت حيث ان اول صحيفة عربية انتقلت إلى
ال صحافة اللكترون ية عبر النتر نت هي جريدة الشرق الو سط وذلك عام 1995تبعت ها جريدة الحياة
والنهار عام ، 1996واليوم نجد ان الصحف العربية
كلهيا تقريبيا اخذت مسياحات لهيا على النترنيت ،وكذلك الذاعات والتلفزيون وغيرهيا كميا ان التجارة
اللكترون ية العرب ية دخلت إلى ساحة النتر نت بثقل ها ولتكاد ت جد دورة تجار ية ال وللعرب بمال هم من
اقتصاد وتجارة وجود داخلها ،كما ان المواقع العربية على النترنت تزداد اتساعا ومساحة وتفاعل كل
يوم ،وبهذا تكون المشاركية العربيية –على قلتهيا –قيد بدأت فعل صيراعها عيبر النترنيت ميع الفكار
والدعايات التي تريد الساءة اليها ،كما ان الحزاب العربية المؤيدة والمعارضة لها مساحات معينة على
النتر نت وت سمع صوتها إلى العالم كله ،بل ان المقاو مة العرب ية وال سلمية ل ها منافذ ها الخا صة عبر
هذه الشبكة ببياناتها واعمالها البطولية والجهادية ،
واذا كانيت دول الغرب وامريكيا بالذات تحارب السيلم فانهيا وجدت فيي شبكية النترنيت اوسيع وسييلة
للتأثير سواء كانت تحاربه باسم الرهاب او باسم غيره ,
وبالتالي فالعولمة عبر النترنت ل تحارب افكارها العدائية ال بنفس السلوب وعلى نفس الشبكة ،ومن
اراد ان يدلي برأي او لد يه وثي قة او أي اداة او ر سالة اعلم ية فالشب كة ل ت ستطيع ر فض للمشار كة ،
انها تنتقد نفسها احيانا وتصفها بمختلف الوصاف المتناقضة ومع هذا تبقى مفتوحة امام الجميع .
فعلى العرب بما لهم من قدرة كتابية واعلمية ان يتفاعلوا اكثر مع الشبكة للحصول على اكبر قدرة من
الم ساحة والتأث ير على الرأي العام الدولي ،ولن يفيد نا ان نكون م ثل النعا مة نغرق رؤو سنا في الرمال
بحجة الدفاع عن النفس والخطر ،لن النترنت بعولمته العلمية والسياسية والقتصادية هو فيضان
معلوماتي ل تقف امامه كل سدود العالم لنها تنتقل بالفضاء والهواء عبر الضوء وشبكة اللياف الدقيقة
،فهل سنستجيب لهذه الدعوة المفتوحة ال تي تعرض ل نا وعي النسان العالمي مستقبل مرح با بكل ما
نطرحه من أفكار وسياسات ؟
61
المصادر والمراجع
-1الثقافة العربية وعصر المعلومات د نبيل علي كتاب المعرفة –الكويت ط 2001
-2العلم العربي وانهيار السلطات اللغوية –د نسيم الخوري –مركز دراسات الوحدة 2005
-3الديمقراطية الرقمية جمال محمد غيطاس ط 2006نهضة مصر
دحميد جاعد الدليمي ط 2006دار الشروق عمان -4علم اجتماع العلم
-5التصال الدولي والعربي د ياس خضير البياتي ط 2006عمان
-6التكنولوجيا والعلم والديمقراطية – يحي اليحياوي دار الطليعة بيروت ط 2004
-7العلم والسياسة د ثروت مكي عالم الكتب ط 2005
-8المتلعبون بالعقول هربرت شيللر كتاب المعرفة –الكويت ط 1986
-9ندوة الصحافة اللكترونية في الوطن العربي - 2005الشارقة
-1الصحافة اللكترونية –مقاربة اولية – د عبد المير فيصل
-2الصحافة اللكترونية –احادية الشكل وتعدد المضامين
-3الصحافة اللكترونية العربية د اجقو علي
-4التعرض للصحافة اللكترونية د احمد مصطفى علي
-5ثورة التصال واخلقيات الاعلم د سليمان صالح
حسن رزو -6صحافة النترنت في الوطن العربي
-7صيانة المحتوى المعلوماتي محمد السيد محمود -10
-10التجارة اللكترونية مواقع على النترنت
-11عن النترنت
-1التقدم العلمي في ظل العولمة –د احمد فؤاد باشا
-2كيف نتفاعل مع العولمة د محمد حسن رسمي
كتاب ما يكل هيل عرض موقع الجزيرة نت -4اثر المعلومات في المجتمع
-5في الثورة العلمية والمعلوماتية المعاصرة يحي اليحياوي
62