You are on page 1of 82

1

‫إل‬

‫كل من استطاب موائدي‬


‫‪،‬‬
‫‪،‬‬
‫بعض من نشيج الروح‬

‫فواغي‬

‫‪2‬‬
‫القدمة‬

‫لللق وهلة إختراق‬


‫و للضجر صرخة إحتراق‬
‫و بما ليس الصمت وحده ينبت شجرة النفجار ف نواة القمر‬
‫فللظل مرضاته و قامته الت تنحي أمامها صرخاتنا‬
‫و النصوص ل تنتهي عند ضفاف العتمة و ل تعيها الشمس شيئامن حريقها ‪ ..‬إنا هي الية‬
‫الباقية دونا إشعار و اختيار‬
‫و للروح مسارات الشجن ‪ /‬الل‬
‫لتطئ الوصول برغم تكسر الدروب‬
‫و غفلة القدر‬
‫ونن سائرون بشيئة ل إرادة‬
‫فتلشت فروق البداية و النهاية‬

‫‪3‬‬
‫(‪)1‬رحلة صيد ٍ بائسة ‪...‬‬

‫وحيدا‬
‫ف ليل حيته الذي ل ينتهي‬
‫حي العي يسهدها النتطار‬
‫و القلب التوثب للقاء ٍ‬
‫ل ييء‬
‫‪:‬‬
‫حت القهى التثائب على زاوية الشارع‬
‫الثقل بأقدام الليقة‬
‫يتلمس وسادة الليل ليثوي‬
‫تاركا إياهُ‬
‫يرسم حلم التفاصيل‬
‫الت ل تكتمل‬
‫و نبيذ الرغبة الشتعل ف غيوم رأسه‬
‫يتطاير ف ساوات العروج‬
‫إل مقام طيف ليتحقق‬
‫‪:‬‬
‫يغزل جدائل من سنابل فتوحاته‬
‫يلبسها كعقود من زبرجد الكايا‬
‫ليد القصيدة‬
‫‪4‬‬
‫يتأمل تعاريج وله و أخاديد شروده‬
‫يستنهض زخات عشق ٍ ف جوانب‬
‫القلب التعب بثا‬
‫عن صيد فارغ‬
‫‪:‬‬
‫يستل رماح خطيئته‬
‫من جعبة اهتراء راحلته‬
‫الـ أنكها تبعثر الطريق‬
‫و خطاه ل يستقر با وقع‬
‫‪:‬‬
‫شرود العيني القاحلتي‬
‫من ندى القيقة‬
‫حي‬
‫يدهنّ كما هنّ ‪..‬‬
‫لتتشابهَ قصائده‬
‫فل ييزهنّ منهنّ‬
‫و يعاود رحلة صيده‬
‫علـهُ تاوزهنّ إليهنّ‬
‫حيث ليس إلهنّ‬
‫و لكنه يعود فارغا‬
‫سوى من ذكريات سقوطه ‪!...‬‬
‫‪5‬‬
‫(‪ )2‬املن دفئا ف صقيع عدمك‬

‫كسماء تدنو‬
‫تلتصق بسحاب لتعصرالقطر‪..‬‬
‫تـقطـر الندى‬
‫ارتشاف الصحراء الظامئة‬
‫لشهد انمارها‬
‫*‬
‫رعشة السماء‬
‫و احتضان الرض‬
‫عمر اخضرار ٍ مبول بكليهما‬
‫و الطر الرسوم بدقة‬
‫على صحراء القلب‬
‫يتدفق ألوانا‬
‫يتشكل‬
‫سريان الروح‬
‫لجي العطش‬
‫*‬
‫كفيك َ و دفئي‬
‫و سنابل قمح تنبت‬
‫عند ضفاف النهر‬
‫‪6‬‬
‫تمعن منها سلل ربيع‬
‫ليزهر فء العمر‬
‫ف ذاك القلب التعطش‬
‫ظمأ ً‬
‫ينتظر الفجر‬
‫*‬
‫مزنٌ تطر فرحا‬
‫تطر ألا‬
‫أحزانا شت‬
‫أوعيت أملؤها‬
‫شغفا ‪ ...‬أمل ‪ ...‬و ل ارتواء‬
‫إل من ضباب عينيكَ‬
‫يغرقن انتشاءا ً‬
‫*‬
‫أيها التوجس من هطول‬
‫و الـ منتظره‬
‫إملئن أمل ف قلبك‬
‫دفئا ف صقيع عدمك‬
‫كونا ف سدي فرحك‬
‫لترتشف مطر‬
‫سائي‬
‫‪7‬‬
‫(‪ )3‬رقاص الساعة‪...‬‬

‫رقاص الساعة‪...‬‬
‫ترقص من فرح و أنت تران أرقبك‬
‫هل هي شهوة التعذيب‬
‫أم تعتقد بأنن مغرمة‬
‫بارتافك المل الرتيب‬
‫تاول أن تاكي دقات قلب النتظر‬
‫و الضطرب‬

‫ل ترحل ف وهك أيها الوتور‬


‫تج دخان احتراق ذات‬
‫ف انتظار حبيب ‪ ...‬و لقاء وردي‬
‫وتتراقص متمردا ‪...‬أو منتشيا‬
‫ويطول انتظاري ‪ ..‬يطول كثيا‬
‫ويزيد غرورك ‪ ...‬يزيد كثيا‬

‫صوتك يترق صمت سكون‬


‫ول زلت اقضم عمر انتظاري‬
‫و أنظر إليك ‪..‬‬
‫و تراودن أفكاري الجنونة‬

‫‪8‬‬
‫وهمت أن اقتلعك ‪ ..‬أحطمك ‪..‬‬
‫القيك بعيدا من نافذة النتظار‬
‫حت لو اتمت بالقسوة و الجرام‬
‫و التمرد على الوقت و القانون و النظام‬

‫ث تراجعت ‪..‬‬
‫فأنت لست سوى رقاص‬
‫وأنا أكب من أن يهزمن رقاص !‬

‫سيتوقف الرقاص ‪..‬حتما ‪..‬‬


‫ولكن الطبول ستظل تقرع‬

‫‪9‬‬
‫(‪ )4‬حدثن وجع النهر‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫حدثن وجع النهر‬
‫عن انثيال وجده‬
‫على وجنة النعتاق‬
‫و عذرية اللغة‬
‫‪:‬‬
‫شرب النهر دنان الليل‬
‫ول يسكر‬
‫و ما ارتوى عطش الرغبة‬
‫‪:‬‬
‫تركتـن‬
‫على الضفة الخرى‬
‫و انتظرتُ مرور‬
‫جنازة الشوق‬
‫فانبعثتَ ل من شاهد القب‬
‫خبأتن فيك كي ل أران‬
‫فلماذا تعريت ؟!‬
‫‪:‬‬
‫أيها النهر‬
‫‪10‬‬
‫عجبت منك يا قدري‬
‫و كنت أريد رسم نايت‬
‫بيدي‬
‫ل بيدك‬
‫فحرمتن متعت‬
‫‪:‬‬
‫انزويت خلف حرف‬
‫ربا وجدتن !!‬

‫(‪ )5‬مت يتوقف ناعور الضياع ؟!‬

‫‪11‬‬
‫كنهر ٍ‬
‫التف مراه على ذاته ليغرقه‬
‫يتشبث بصخرة اللذ‬
‫و ترتطم قواه‬
‫ليتساقط نُثارا‬

‫كقمر ٍ‬
‫غادره ضياؤه‬
‫و تراكم الغيوم‬
‫يطمي بسواد ريقه السموم‬
‫على عذوبة النهل‬
‫ليصبح سدي كون ناقع‬

‫كيُتم ٍ‬
‫اخترق قلب طفل ٍ‬
‫ليصبحه على قارعة الشفقة‬
‫و قيثار ٍ قطعت أوتاره‬
‫يتضر مدى عزفه‬
‫و رعشة الفول ماثلة‬

‫‪12‬‬
‫كهشيم‬
‫يصبحنا القدر ف لظة انتقام‬
‫و سراجا حي رضا‬
‫و بينهما‬
‫ترتل خطانا و نتسابق مع كينونتنا‬
‫ف كللة الوقت‬
‫هي القدار‬
‫من توقف التوهج و تشعله‬
‫و تبقي الذكرى‬
‫ف سجل الزمن‬

‫كسرّاج ٍ قميء‬
‫كان احتفاء نوم الفول‬
‫تُرقعُ ما تزق من سائها‬
‫تزز ما اختمر ف‬
‫شرايي الرؤوس الثقلة‬
‫بنعاس التيه‬
‫و دوران الطواف‬
‫حول أوثان الرغبة‬

‫‪13‬‬
‫كأشباح ٍ‪،،‬‬
‫تَعفّرُ قلوبنا بغبار الزمن‬
‫و صقيع الذكريات الؤلة‬
‫ف غربة الرتال‬
‫بي مفترقات الوهم‬
‫يشدنا الني‬
‫إل حارات الطهارة و الصدق‬
‫إل منبع الفرح‬
‫و احتواء الل‬

‫ترول‬
‫يدانا تستدرك‬
‫ما عثرت به أطراف عباءة الزمن‬
‫الختزن ف ذكرياتنا‬
‫و صحائف اقترافنا‬
‫و ذاكرة الجي‬
‫نغتسل بقدسية الطهارة‬
‫ف نر العبث‬
‫التشكل من أقدارنا و أسرارنا‬
‫و صقيع عثراتنا‬
‫‪14‬‬
‫مت‬
‫يتوقف ناعور الضياع‬
‫ذاك الـ دورانه يطحن الفرح ‪....‬‬
‫و يزق اللقاءات العذابا‬

‫مت‬
‫يُصمتُ دولب الزمن‬
‫أنينهُ الـ يعزف‬
‫مواويل الفراق‬

‫*‬

‫يا من فتق الرتق‬


‫ارتق ما فتُق ‪! ...‬‬

‫(‪ )6‬ساحرة ‪....‬‬

‫‪15‬‬
‫ساحرة توبُ ف مرافء ٍ‬
‫ملتهبٌ أوارها بالروح ِ‬
‫تعلـقُ الطلسمَ‬
‫على مشاجب ِ القلوب ِ‬
‫و تلقُ النات من آهاتا‬
‫لتحرقَ النوافذ َ‬
‫و تفرُ الدروب‬
‫تشكـلُ الليدَ‬
‫و تصهرُ البوقَ ف السماء ِ‬
‫لكي تصيَ ف يديها‬
‫قبلة ً عرجاء َ‬
‫تطبعها على كفوف ِ المس ِ‬
‫تـشعلُ من أصابع الزمان ِ‬
‫نيانَ عاشقيها‬
‫عبثا ً تريد ليس إل ‪..‬‬
‫و تترك الشيم َ‬

‫‪16‬‬
‫نثارَ حقـهم‬
‫و اندار ِ عشقهم‬
‫ف سقطة ِ اللهاث سعيهم ‪..‬‬
‫ساحرة الياة ِ تلك‬
‫أم ساحرة العيون ِ الطفئة‬
‫و اللهفة الهترأة !‬

‫(‪ )7‬قال ‪ :‬استأنّي‪.....‬‬


‫جَ َعتْ زهر النردِ التناثرِ ف الغرفة‬
‫ولـتْ هاربةً ‪...‬‬

‫‪17‬‬
‫وعِلقَ الشالُ الحر ُبأريكة حقهْ‬
‫للباب ترول مسرعةً ‪...‬‬
‫ف الليل التناعس ف طرقات الي‬
‫والصباح مصقول بكابوسُ ذئاب الليل ْ ‪...‬‬
‫قال ‪ :‬استأنّي ‪..‬‬
‫فالفجرُ بعيدٌ عن نافذت‬
‫وأنا العطوفُ على اللهبِ‬
‫ولزال نبيذي متقدا‬
‫ينتظرُ الرشفة ِ ‪..‬و الرجفة‪!....‬‬
‫أنت حي انتظاري ربيعٌ‬
‫و سنين قاحلةٌ‬
‫وهطولكِ أنبتها أقمارا‬
‫وزرع شوسا‬
‫يلتفّ الكونُ بمرِ اشتعال‬
‫و أدخل نركِ كي أطفؤن ‪...‬‬
‫يا أقدسَ من كلّ خطاياي‬

‫‪18‬‬
‫ومرابَ مون و جنون‬
‫و أنا ملتحفٌ بالكونِ و مرتلٌ فيه‬
‫فل ترحلي عن إل معي ‪...‬‬
‫فبك أكون ‪ ...‬ول تكوني بدون ‪!...‬‬

‫(‪)8‬ليلها الوبوء بالية‬

‫كليل ٍ‬
‫حالك ٍ كليلها الوبوء بالية‬
‫بيقظة االوهم‬

‫‪19‬‬
‫وباتساع السافة‬
‫و خشية السقوط‬

‫كريح ٍ يصهل منتشيا بطيئته‬


‫الـ يقطع موجها الضطرب‬
‫باتاهاته التسعة و التسعي‬
‫يسكنها بقليل ضوء‬
‫و كثي أل‬
‫لظة انفجار‬
‫شعورها التمزق بانشطار‬
‫القلب حي عينيه يغلقها الدب‬
‫حت ل يرى احتوائه‬
‫تتشبث ببال الدمع‬
‫النثال علي وجنة الفجر‬
‫ول يشرق‬
‫يسوقها الغمام إل حيث‬
‫غموض السماء‬
‫و انناءات الظل الـ ينعكس‬
‫من شفاة السَحَر‬
‫تغيب كي ل تراه‬
‫و تسكب الاء على جرحها‬
‫‪20‬‬
‫النازف لتطفؤه‬
‫لكن نر من الدماء العذبة يسيل‬
‫يغرقها و يلهب الظمأ‬
‫و ل ارتواء‬

‫يبددها الضجيج الحتدم‬


‫بأروقة روحها‬
‫على مفترقات الضياع‬
‫يسح أثر مرور كان لا‬
‫حي يقظة‬
‫يسكنه وحيدا حيث عينيه‬
‫تشي بزاوية اتام‬
‫ل يفهما سواها‬

‫قد كان‬
‫حي انتشالا سحابة تغرقها الكآبة‬
‫و يسهرها الليل على وجع ٍ‬
‫و الدى حدوده‬
‫كما شعاع انساب من ثقب الزمن‬
‫تدل منه ضفائر الفرح‬

‫‪21‬‬
‫و ترتديها لستقبال عيدها الؤجل‬
‫و حي استفاقة حلمها الميل‬
‫سقطت ضفاف النهر على قلبها الثقل‬
‫تلبدت كسحاب قات قاصف‬
‫ترى و ل ترى ما يشبهها هي‬
‫أو ل يشبهها‬

‫حي غادر الدوء سكينته‬


‫و غاب عن صمتها الصواب‬
‫تعود كي ترتب الجزاء ف الطار‬
‫للوحة تاوزت الدود‬
‫لتسحق الطار !‬

‫(‪)9‬ذات الوشاح الليلي‬

‫صورة هلمية‬
‫على ذات الوشاح الليلي‬
‫يتمدد اللون على نوافذ عينيها‬
‫ليتلون قلبها‬
‫‪22‬‬
‫و شيء ما خارجه يشي با‬
‫وحدها ف تلك الغرفة‬
‫صورتان و نبض‬
‫كيف لتلك البواب أن تتكسر‬
‫يتزج اللون دون صوت‬
‫يرسها ف اللوحة‬
‫خارج الغرفة‬

‫(‪)10‬كيف ل أن أجفف الزوابع ‪..‬؟!‬

‫ل أكن أعرف كيف يغن الطر‬


‫أو كيف يزهر الغمام وروده البية‬
‫ول كيف نزرع اللح ف حقول البحر‬
‫ليسمق الحار و الرجان‬

‫ليس ذنب‬
‫‪23‬‬
‫أن تتساقط حقول الربيع‬
‫لتتعرى أوراقها إل من ورقة توت‬
‫تستر با خبايا وجدها‬
‫و تتبء ظلل الليل‬
‫خلف انسدال ظلمته‬
‫لينساب المس دافئا‬

‫ليتن أدرك‬
‫لاذا تتغي الفصول كلما مر با‬
‫أو اشتاق نسيمها‬
‫و لاذا يهرب الزمن حي لقاء‬
‫و يبقى المل مشدودا بالرغبة‬
‫حي انتشاء‬
‫كيف ل‬
‫أن أجفف الزوابع‬
‫و أعصر الواء‬
‫و أغسل الطر‬
‫‪24‬‬
‫و كيف ل‬
‫أن أعبء النهر‬
‫ف جرة الواء‬
‫و أطفيء الشموس ف السماء‬
‫و أرجم النجوم‬
‫و أشنق القمر‬

‫(‪ )11‬ماذا لو‪..‬؟‬

‫ماذا لو‬
‫تقتنص السافات ثرة حبك‬
‫بأي سهم سأرمي‪...‬‬
‫إن حطم الليل قوس عشقي‬
‫و شرب الكأس مرار وجدي‬
‫و ارتل النجم ف حقيبة الوداع‬
‫‪25‬‬
‫يلوح بالفراق‬
‫كيف سأهتدي‬
‫و أنت هو‬
‫نور متشكل من تلك البسمة‬
‫حي انعتاق السحر‬
‫و انصهار حرة الشروق‬

‫قلب الذي ل يزال يتص‬


‫رحيق الساء‬
‫ويزهر ف شرانق الفجر‬
‫لن تتصره الساحة‬
‫و لن تلغيه السافات‬
‫يشعله انتحار الوقت ببطئه الشديد‬
‫و هو ف انتظاره الوتور‬
‫و نبضه الستغرق ف الذاكرة و الذكرى‬

‫‪26‬‬
‫(‪ )12‬حزنك ذكرايَ و ذاكرت‬

‫أرحلُ‬
‫و شواطئي مثقوبةٌ بالذكرى‪..‬‬
‫نوارسَهُ قتل البحرْ ‪...‬‬
‫أشرعت كـسرتْ صواريها‬
‫الريحُ عاندها‬
‫وقلبٌ يغرقه اللحْ‬
‫يعصرُ البحر‬

‫أساكه الذابلة‬
‫‪27‬‬
‫تساقطتْ ف جبّ‬
‫الوداعْ‪..‬‬

‫إرحلْ ‪..‬‬
‫حزنكَ‬
‫ذكرايَ و ذاكرت‬
‫الأزومةْ‬
‫و نشيجي الذي‬
‫يصلبن على قلبكْ‬
‫يفرُن لد ًا ف قبكْ‬
‫رحيلُ نرهاربْ‬
‫ل يلوي على شيء‬
‫‪:‬‬
‫توز تعرّق نار ًا‬
‫كانونُ ل يطفؤها‬
‫ورياح تشرين تـذكيها‬
‫‪:‬‬
‫و يبقى الشيم‬
‫هشيمُ قلب‬
‫وجليدُ قلبك ‪!...‬‬

‫‪28‬‬
‫(‪)13‬رب ‪ ...‬مزقن إن شئت على بابك ‪...‬‬

‫حيات مبعثرة ‪...‬‬


‫بي عشق يسكن فكري ‪...‬‬
‫و حب يسكن قلب ‪...‬‬
‫ووجد يتلبس كل جوارحي و تكوين ‪..‬‬
‫ذاك هو قدري ‪!...‬‬

‫ابث عن مرسىً‬
‫لندول حيات التأرجح على أمواج الغربة ‪...‬‬
‫فرت من كل مرافء أمن ‪...‬‬
‫‪29‬‬
‫و أشرعة الريح تزقن ‪...‬‬
‫تقتلع السارية الهترئة ‪ ,‬أصل ‪,‬‬
‫ف ذات‪...‬‬
‫و أنا النوت التائه‪...‬‬
‫قد ضل سبيله ‪..‬‬
‫وشريان الل التدفق يغرقن ‪...‬‬
‫و يغرقن ‪...‬‬
‫و يغرقن ‪....‬‬
‫و تنقن‬
‫حشرجة اله ِ الأزومة ِ ف صدري ‪...‬‬
‫تلشت من درب الكمة ‪...‬‬
‫و انطفأ شعوري القدسي ‪..‬‬
‫و دروب الثام المتدة ‪...‬‬
‫تنتظر السقطة إثر السقطة ‪...‬‬
‫أفرغ ذات ف ورقة ‪...‬‬
‫و أحاديث بريئة ‪...‬‬
‫و أغان تتشكل حسب الزمة ‪...‬‬
‫‪30‬‬
‫و أبث بي ثنايا العمر عن الكمة ‪!...‬‬

‫يا رب الكون و رب ‪...‬‬


‫مزقن إن شئت على بابك ‪...‬‬
‫قدرن قربانا ‪...‬‬
‫و اشعلن نيانا ‪...‬‬
‫ف مراب رجائك ‪....‬‬
‫لكن رحتك إلي ‪!...‬‬
‫اجع أشتات حيات ‪...‬‬
‫ف بوتقة الرحة و الكمة ‪...‬‬
‫يا رب الرحة و الكمة ‪...‬‬
‫فدرب مزروع باللغام ‪...‬‬
‫و ذات مظلمة ل تبصر فرقا ‪...‬‬
‫بي اللم و بي الث ‪...‬‬
‫بي الق أو اللّ حق ‪..‬‬
‫بي الكمة و النقمة ‪!...‬‬

‫‪31‬‬
‫(‪)14‬إنانا‬

‫إنانا ‪ ....‬يا ابنة الله القمر ‪...‬‬


‫شفيعة أوروك ‪ ...‬و عشيقة توز ‪...‬‬
‫سامقة الطول كنخيل بابل ‪...‬‬
‫عذبة كمياه دجلة ‪...‬‬
‫شهية كتفاح النة ‪...‬‬
‫لاذا هجرت سائك العليا‪ ...‬لتسكن الرض الثة‬
‫ذاك الشغوار على رأسك ‪ ...‬يزدان جال بالرأس‬
‫و عقيقك و أحجار اللزورد ‪..‬‬
‫عنقك يدفئها ‪ ...‬يتضن شعاع توهجها ‪...‬‬
‫ألبسها سرا قدسيا‪ ...‬نورا من لب ضيائك ْ‬
‫إنكي ‪ ...‬يا رب الكمة ‪ ...‬سحرك جال إنانا‬

‫‪32‬‬
‫فغادرك الطهر ‪ ...‬و نور الكمة ‪...‬‬
‫ل تفهم بعد بأن ذكاء النثى‪....‬‬
‫أخرج كل الكون من النة ‪!...‬‬
‫ياليل وليمتك الداجي ‪ ...‬و يا عجز صباحك إنليل ‪..‬‬
‫أخذتك السكرة يا إنكي ‪ ...‬من عتق خور زقاق الليل ‪..‬‬
‫قدمت لا سبع نواميس‪..‬‬
‫كل نواميسك يا إنكي ‪...‬‬
‫فهنيئا لنانا ‪ ...‬ألة الب و آلة الكمة‬
‫أنكي فاق من السكرة ‪ ...‬تلمس أثرا لنانا ‪...‬‬
‫قد رحل القمر‪...‬و غاب ضياؤه ‪...‬‬
‫" مظلمة أيامي بعدك ‪...‬‬
‫و من بعد نواميسي السبعة "‬
‫رَحلـتْ للمجد إنانا ‪ ....‬أخذت كل نواميسُه‪....‬‬
‫تبحث عن ماذا يا إنكي ‪...‬؟!‬
‫إنانا ركبت قاربا القدسي ‪ ..‬وإل أوروك توجهها ‪...‬‬
‫فهناك يجدها شعبٌ ‪ ....‬وستقرع للنصر طبول ‪...‬‬

‫‪33‬‬
‫بثت عن توز هباءا ‪ ...‬و ل أثر لتموز اليوم ‪...‬‬
‫" توز حبيب " صارخة ‪....‬‬
‫"ل أسع عزف الناي ‪ ..‬أسعن أغنية الريح‪...‬‬
‫و يا تلل أوروك الكلومة ‪...‬‬
‫و يا وديان مدينتنا ‪ ...‬رددي معه شدو القريح ‪" ...‬‬
‫" جشتانا " أين أخيك ‪!!!...‬‬
‫أعول يا بابل ‪ ...‬توز يز شرايين‬
‫ينق ف قلب الفرحة ‪..‬‬
‫آهات اخترقت أستار الكون‬
‫أنفاسي ترق كل حقول القمح ‪...‬‬
‫و توز حبيب ‪ ...‬ل أعرف أين يكون ‪!..‬‬
‫" سأدلك ألت إن شئت " قالت الذبابة القدسة ‪...‬‬
‫مدي بصرك ف البادية ‪ ...‬هناك ف آرال‬
‫يتمدد نوز ‪...‬نائحا ‪ ...‬سائحا ‪..‬‬
‫يردد أغنية الراعي ‪...‬ول أغنام تناجيه‪....‬‬
‫ركبت قاربا الوردي ‪ ...‬و الغال شياطي حراستها ‪...‬‬

‫‪34‬‬
‫احتضنت توز ‪ ,‬إنانا ‪..‬‬
‫طبعت على فمه قبلة ‪ ...‬قبلة خلود أبدي ‪...‬‬
‫التفت للغال مرتفة ‪ ...‬بسيوف الغضب تددهم ‪....‬‬
‫"أيتها الغال الشئومة ‪....‬‬
‫غيب عن أفق ِ حيات ‪...‬‬
‫توز ‪ ,‬حبيب ‪ ,‬استيقظ ‪...‬‬
‫إن خلدتـكَ ف كون "‬

‫‪35‬‬
‫(‪)15‬وهم الوت الميل‬

‫يسقطنا الوهم على أضرحة أوردية‬


‫يكسوها زهر الزنبق و الشموم‬
‫و يضوع ربيع الورد التفتق من قلب الصخرة‬
‫ينتثر شذاه على حجر الياقوت‬
‫و تغزل منه ليال الصمت ‪ ...‬عناقيد اللهفة‬
‫قالت ‪ :‬ل تلمس تلك الصخرة ‪!..‬‬
‫مكتوب ف صفحة ذاك التابوت‬
‫سيحترق الداخل يوما بقناديل شجونه‬
‫إن كنت مريدا ‪ ...‬فابدأ بالترتيل‬
‫وانظر للهب الشمعة يبتلع دخانه‬
‫و أقرأ ف الدخان ‪ ...‬صحيفة أقدارك‬
‫ف قدس الحراب هناك ‪ ...‬اشعل شعة‬
‫و اطفأ ف ذاتك آخر شعة‬
‫النور التسرب من مشكاة الحراب‬
‫سيشرق ف جنبات حياتك‬
‫‪36‬‬
‫ل تقرأ أخر أسطر ملحمت‬
‫هذيان يكسوها إثا‬
‫و شتات يرسها إثا‬
‫و جروحي تزرعها إثا‬
‫أه من تغريبة عمري‬
‫تعلن أمل سلة أيامي آثاما‬
‫سأسقط تلك السلة ف جب الثام‬
‫فأنا من شكل مشكات ف هذا الكون‬
‫سأني قناديلي كيف أشاء ‪ ...‬و حي أشاء‬
‫و سأوقد تلك الشكاة‬
‫بزيت الرب ‪ ...‬و أدعو الرب‬
‫أن ينع من درب أحلم الوت‬
‫ينسين الوهم التشبث بدار الوت‬
‫يقتلع مشجبَ السكون‬
‫بوهم العشق الجنون‬
‫للقاء الوت ‪!...‬‬

‫‪37‬‬
‫و تيد ليالّ العطشى ف ي الب‬
‫فهناك على شرفات العمر‬
‫ينتظر الطيف‬
‫فسأرحل معه ف نشوة وهم الب ‪!!..‬‬

‫(‪)16‬دموع السماء‬

‫عطشٌ‬
‫‪38‬‬
‫مرويّ بدموع ِ السماء‬
‫أرضٌ‬
‫تتلذذ ببكاء الخرين‬
‫ضاحكة ترمق الزمنْ الثقوب‬
‫و الل وعيني شاردتي‬
‫ول يعنيهما النحيب‬
‫ساخرة تقول‬
‫ابك ِ ياساء كما تشائي‬
‫هطولك إشراقي‪..‬‬
‫و لئن مزقك عويل أبنائي‬
‫فلنك كتبت أقدارك‬
‫و خططت أقداري‬
‫فل نواح عليك‬
‫حي انزواء العمر‬
‫ف سدي عتمة‬
‫وضيق مكان‬

‫‪39‬‬
‫أهكذا تقسمي القدار‪!..‬‬
‫!‬
‫ما أصعب قرارك‬
‫و ما أقسى أقدارك ‪!..‬‬

‫(‪)17‬توأمان أنا و الل‬

‫توأمان أنا و الل‬


‫كسفينة يغرقها حزن البار‬

‫‪40‬‬
‫ف شرود الشمس‬
‫على صفحة السماء القاتة‬

‫احتفاء أظافر الزمن‬


‫بنيف غرسِها ف تاعيد الروح النهكة‬
‫ف جحيم الديعة‬
‫النوافذ الشروخة و الصور التكسرة‬
‫شظايا قلب ٍ ظل هدايته‬
‫ف غربة التعرية‬

‫تعاقب رياح العصف‬


‫تقتلع سنابل غرس‬
‫من على ضفة نر فضي‬
‫انعكاس خيال مبهم ف رقراق منهله‬
‫ارتطام جليد بصخرة القيقة‬
‫يتبعثر أشلءا يزق‬
‫معطف الختباء‬

‫فجاجة الظهور الـ يغن عن التمويه‬


‫حي القصف يسمر العيني‬
‫على مفاصل الدراك‬

‫‪41‬‬
‫قاع يعجن قارب البار‬
‫و يزق أشرعة العبور‬
‫و مرساة تكسرت على شعاب الذهول‬
‫و آثرت النكفاء‬
‫علها تد السكينة‪!..‬‬

‫(‪)18‬ضفائر الوقت الزون‬

‫أشتاقك كلهفة متوثبة‬


‫تنقض على قلب التعب‬
‫و الذكرى أل داغل‬
‫طاب له الكوث‬
‫ف حقبات الوقت التأزم‬

‫‪42‬‬
‫بغيابك‬

‫يشرع أبواب الروح‬


‫لعواصف القلع و انيارات السكينة‬
‫يدفن ف طيات القلق‬
‫كوابيس الرق الزمن‬

‫شيء من ضباب العاطفة‬


‫يرمي بالدر على نوافذ النسيان‬
‫يأخذها ف سدي غيب ٍ مهول‬

‫سغبُ الروح للحظة اللقاء‬


‫و عطش النتظار السهب‬
‫ظفائر الوقت الزون‬
‫الـ تلتف على عنق الصب لتحطمها‬

‫سلسل التيه التسلقة‬


‫على جدران الغياب‬
‫العلقة بسحب الموم الكثيفة‬
‫الثقلة برعود التشتيت‬

‫ترتي اللحظات‬
‫‪43‬‬
‫ف أحضان أمل ٍ مزون‬
‫ف ضيق مساحة الفرح النتظر‬
‫عله يشرق‬
‫من ثقوب مئذنة الذكرى‬

‫تعكر الياه النثالة‬


‫من غدير المنيات‬
‫وقع خريرها التصاعد لاثا‬
‫الأزوم باستطالة التيار‬
‫و عصفه بقاع‬
‫الشاعر‬

‫رسائل الوجد الخطوطة‬


‫برياحي الشوق‬
‫السقاة بزلل من تسنيم‬
‫ينحدر هنيئا لتغتسل الحلم‬
‫من عوالق بئر مهجورة‬

‫‪44‬‬
‫(‪)19‬غيبوبة الكشف‬

‫ابتهل تت داليات النوار‬


‫كمريد يمل نذور الوعد لذابح اللة‬
‫يقسم اللذائذ على قفار جوانه و يغلق النافذ‬
‫ليستبقي الفرحة الكنونة ف ظهر الغيب‬
‫يني با دواخله الكامنة ف سرالسرار‪....‬‬

‫أحاول القتراب من الوصول‬


‫و ل تزال العوائق و العلئق تنشبن ف مشاجب العثرات‪..‬‬

‫‪45‬‬
‫أتساقط ف مهاوي الدهشة حي لظات الكشف ‪...‬‬
‫يوّجن الذهول و يردن إل بدايات الدارج الباذخة‬
‫أمارس العبث بالمكنات‬
‫و يتجلى الكشف ف الغيبوبة‬
‫و الحضار ف التجلي‬
‫و يصبح مقام القرب مبعث اللام حلول ف فء الروح‬
‫و ترحال ف ساء النمار‪..‬‬
‫يلمس القلق اللق لتولد أنوار الوصل‬
‫وتتشكل الفكرة من واقع الل‬
‫و رحلة التنوير‪....‬‬

‫مزجا شعريا من طينة اللق‬


‫النسجمة مع دفق ماء الروح و عصي الحاسيس‬
‫ينكشف حينها الغطاء ف حضرة اللأين‬
‫مترقا ضوابط السافة و الي‬
‫معلنا اكتمال القيقة النبثقة من رحم العاناة‬
‫و انعكاس الضوء التكسر على أرصفة العمر و شواطيء الواقع‬
‫تشرع نوافذ السماء‬
‫فتتصاعد شهقاتنا‬
‫تستحوذ من بور الفراديس ما شاء لا من مقدّر ‪..‬‬

‫‪46‬‬
‫تترق القصائد العطرة‬
‫بانصهارها التوحد ‪ ،‬لينساب ترياق خيال اللذة السامية‬
‫و بي قطوف الصورتي التعانقتي بعبق التنفس الامر بالطيوب ‪،‬‬
‫يتوارى الشذى التائق لسفر اللم‬
‫خلف تراكمات السحب ف سلل الغيب‬
‫يتساقط الضوء ف غفوة التوق لنفراجات التنفس‬
‫من خواب الشتعالت القدسة‬
‫لينتصب اللق كثورة على وثن السترخاء و النقياد‪....‬‬

‫و بي السماء و أسائها النورانية‬


‫تبقى الشاعر معلقة على أستار بدر ٍ و مشجب نم ٍ‬
‫تملها رياح السرار‬
‫و يولد العن من الكلمة الت تغادر واقعها‬
‫لتسكن خليا و شرايي النبض‬
‫هاجرة ً الدراك إل الغيبوبة‬
‫و الغيبوبة إل الوصل‬
‫و الوصل إل العرفة ‪....‬‬

‫‪47‬‬
‫(‪)20‬موائد النار الرون‬

‫تقوست عيناه‬
‫منذ بدأتْ النكفاءَ على دفاتر الارة‬
‫تطحنُ ذكريات العبور‬
‫تلفها بأوراق الجهول‬
‫تسب غوائل الليل الكليل‬
‫ف حلكة الغيب‬

‫‪:‬‬

‫تتماوج تقاطعات الشعور‬


‫على أفاريز التيه‬
‫برازخ من نار و نور‬

‫‪48‬‬
‫توم حولا فراشات اللهيب‬
‫تترق أجنتحتها الغادرة‬
‫وهي ترقص رقصة الوت الخية‬

‫‪:‬‬

‫ترتي الساعات الطويلة‬


‫على مائدة الراح‬
‫و كؤوس اللذة‬
‫تعكس شفيف النار الرون‬
‫تسطع بصخبها‬
‫على ارتاجات السكيب‬

‫‪:‬‬

‫تنهدات قلب حزون‬


‫يستدرج الفرحة‬
‫من مكنات التحقق‬
‫و أرجوحة الجهول‬
‫تتز على أشجان ناي ٍ حزين‬
‫تبأ الكايا‬
‫خلف دهاليز الشرود‬
‫‪49‬‬
‫وصوت‬
‫كصوت القبة الدافئ‬
‫يغزلا كألف ليلة و ليلة‬

‫‪:‬‬

‫تنلق غمامة على سطح مرآة شوهاء‬


‫تاول النمار‬
‫فتعلق بخالب الرتباك‬
‫هي مذ كانت ل يسسها عارض‬
‫وما لع ف ناظريها بريق‬
‫كغموض اليقات ‪ ..‬و منتهى السدرة‬
‫تفرك عينيها بربا و لعلّ‬
‫و تصادف بفوت الشيئة‬

‫‪:‬‬

‫تلك البواب الشرعة للولوج‬


‫تتذب نزلء القلب‬
‫حيث يطيب له و لن الكوث‬
‫تدور عليهن كؤوس الوعود الزائفة‬
‫ليبقي دائخات الوى‬
‫‪50‬‬
‫حي يلتف ضباب الطريق‬
‫يغدون فيه تائهات‬

‫‪:‬‬

‫يغرس ف أخاديد الفق‬


‫ركائز التوق‬
‫و يرسم منازل الريح‬
‫و يكتب عناوين الطي‬
‫و مواثيق السحاب‬
‫و يعجن الطي كهيئة العاشق‬
‫ليدع اللم يداعب السماء‬
‫و يمل اللئكة‬
‫على هوادج الغيوم التراقصة‬
‫و يسهب التحديق ف جهات العشق‬
‫كما تشخّص له مرآته‬
‫‪:‬‬
‫ل يتبق من ماذير الوجود‬
‫سوى علئق الاء بالواء‬
‫و أكاليل الرافة‬
‫على توم اليقي‬

‫‪51‬‬
‫و رمال شواطئ مهاجرة‬
‫و قفار هاجرة‬
‫بينما ليب الشمعة‬
‫ل يزال يغري الفراشات بالوم الميت !‬

‫(‪)21‬و أسكرتما نشوة الغواية‬

‫أظلته برمشيها النسدلي‬


‫كأهداب نيل‬
‫داعبها نسيم شاطئ‬
‫تدد على‬
‫على رصيف صبابتهما‬

‫يرتشفان من كأس الغواية‬


‫ما يودعان به‬
‫ليال النتظار‬
‫و قتامة الغياب‬

‫تسكرها سلفة الوله‬


‫و لذة التوحد‬
‫ليعبان الكون ‪..‬‬

‫‪52‬‬
‫متطيان سحائب النشوة‬

‫تتجمهر صور الذكرى‬


‫لتنساب على ضفاف‬
‫نر عشقهما‬
‫تتزج بألوانه التموجة‬

‫يعبث الطفل بداخلهما‬


‫بدفاتر الكان‬
‫و عقارب الزمن‬
‫و شواخص البصار‬

‫يدان تلوحان للفق‬


‫و أخريان‬
‫تعتصران اللهفة التسربة‬
‫من حنايا الروح‬

‫تسكن العيون تقاطيع‬


‫وجد ل يلق بعد‬
‫تسقيه من نثيثها‬
‫ليترعرع شقيا ‪ ..‬شقيا‬
‫‪53‬‬
‫و ف صندوق النسيان‬
‫ودعا جحافل الترهيب‬
‫و أساطي الذنوب‬
‫و مِزَق ِ الرافة‬
‫و امتشقا سنابل‬
‫الغواية‬

‫ل يعنيهما‬
‫سوى متعة‬
‫تلك اللحظة اللتهبة‬
‫بعد أن أضنتهما‬
‫كللة النتظار‬
‫و هجيع الوقت التآمر‬

‫يتقارعان كؤوس النشوة‬


‫بانتصارها‬
‫و ذبول رياح النأي‬
‫الت أرخت ذيولا‬
‫و أسلمت لما الرسان‬

‫‪54‬‬
‫(‪ )22‬شوق الفصول‬

‫حي ذاتك و طنٌ يسكنن‬


‫بتضاريسه و انناءاته‬
‫بعواصفه و نسائمه‬
‫بليله و ضحاه‬
‫و أتلمسك بارطة تكوين‬
‫حيث أنفاسك تدفئن‬
‫و صورتك ترتسمن‬
‫تتشكلن‬
‫و أبث عن أناي‬
‫فأجدها أناك‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫لظة تشبهن‬
‫حي بعضك كلي‬
‫و كلك بعضي لراك ‪ /‬أران‬
‫و يبقى الشوق متدما بكيان‬
‫هذا و أنت من‬
‫‪55‬‬
‫فكيف‬
‫حي بعادك عن !!‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وف لظات الذكرى‬
‫تر الحلم و اللم‬
‫كبوق عاصفة تزق السكينة‬
‫و تشعل اللهفة و اللوعة‬
‫مسافات من الزن‬
‫و مساحات من الشوق و الني‬
‫والرحيل بينها متد إل اللمنتهى !‬
‫‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫و حي ارتداد ِ صدى ً‬
‫ارتجّ قلب‬
‫بي أعمدة ِ القيام‬
‫يسرّحُ مساءات البوح ِ‬
‫على تراتيل ِ النغم‬
‫يُعيدُ ما فـقدَ‬
‫و يستعيدُ ما تسربَ‬
‫و بثتُ عنّي فيك‬
‫‪56‬‬
‫أتساءل إن كنتُ وجدتن !‬
‫و ل أجبن ‪..‬‬
‫فقد غبتُ ‪ ..‬و ما وصلتُ !‬
‫‪:‬‬
‫و أبقى صريعة حزن‬
‫يسرقُ السافات‬
‫من قافلة ِ العشب ِ السماوي‬
‫الختبأة ِ ف العيني ْ‬
‫الثقلتي بتبلد الزمن‬
‫يتسلل ُ ف اختلسات ِ النتظارْ‬
‫على أرصفة ِ الرياح ِ الاربة ِ‬
‫من تلعثم ِ الرؤية و قتامة ِ النهار‬
‫حي تساقط ُ بَرَد ِ الشوارع ِ‬
‫على شرفة ِ التسهيد ْ‬
‫‪:‬‬
‫و يشعلن الشوق‬
‫كاشتياقُ الفصول ِ‬
‫لرتياح ِ الذكريات ِ التعبة‬
‫على ذراع ِ الوقت‬
‫و انزواء ِ البحر ِ بأصداف ِ بارته‬
‫حي تـشرع ُ السفنُ لصطياده‬
‫‪57‬‬
‫لرتي ف حضن ِ فرح ٍ ل يكتمل ُ‬
‫إل بك ‪..‬‬
‫(‪)23‬جلجامش‬

‫جلجامش‪...‬‬
‫هل أناديك إلا‪....‬‬
‫فأقف خاشعة بي يديك ‪!..‬‬
‫أم أناديك عاشقا بشريا‪...‬‬
‫فتسقط بي يدي صريع هوى ‪...‬‬
‫رحلت بعيدا و أنت تبحث عن اللود ‪...‬‬
‫هل أدمتك الشجرة اللعونة ف أعماق اليم الشيطان‬
‫هل تقطعت أنفاسك لهثا تبحث عن سر اللود ‪....‬‬

‫أه ٍ جلجامش ‪...‬‬


‫أنكيدو عرف سره فرحل من كوكبك ‪...‬‬
‫ليخلد ف اللود ذاته ‪....‬‬
‫و أنت رحلت تائها‪...‬‬
‫ول تعرف سر وجودك ‪...‬ول سر رحيلك ‪!....‬‬
‫هناك ‪...‬‬
‫حيث انتقام النثى ‪ ...‬عشتار ‪....‬‬
‫عشتار اللة ‪...‬‬
‫‪58‬‬
‫عشتار العاشقة ‪....‬‬
‫عشتار الغاضبة ‪....‬‬
‫تركت لبابل ملحمة خلود‪....‬‬
‫هزمت الفـَرَسَ و الفارس ‪...‬‬
‫الكمة و الكيم ‪...‬‬
‫الصديق و الوحش ‪...‬‬
‫وهزمتك أفعى!‬
‫فهل استوعبت الدرس !‬
‫أنت ل تستطيع أن تتحدى الفعى ‪!...‬‬
‫فهل أدركت تقاسيم نواميس الكون !!‬

‫أيتها الفعى النتقمة ‪....‬‬


‫سك عسل ‪..‬‬
‫و جلدك سندس و استبق ‪....‬‬
‫يندفع إليك جبابرة الشهوة ‪...‬‬
‫فتلتفي عليهم ببائل دهائك ‪...‬‬
‫وتبقي التربعة على عرش الغريزة ‪...‬‬
‫و الذكاء و الديعة ‪...‬‬
‫حيث ل وجود للبلهاء ‪...‬‬
‫ول لذكورية الغبياء ‪...‬‬
‫فمقياس الشجاعة مقرون بقدار الغواء ‪...‬‬
‫‪59‬‬
‫فهل استوعبت الكمة يا جلجامش!!‬
‫*(‪ )23‬شهوة النائز‬

‫يا هدأة الليل اللهمة الميمة ‪..‬‬


‫ها أنت ِ ترتبي نومه الطفأة على موائد الني‬
‫تشطي شيب الفول بأصابع الرير‬
‫و تضفرين جدائل القصيدة‬
‫تستدرجي النعاس من عيون آلته‬
‫لتـسكنيها شوارد الحلم و أثي المنيات العِذاب‬
‫تسرجي ههمات الشجون كأوشحة للدفء‬
‫حي الصقيع يفترس مفاصل الذكرى‬
‫توقدين أقمارك الافتة كأحلم التغاريد‬
‫تستجمعي با شتات الرياحي البعثرة على سلل الني‬
‫و تزرعي خرافة التأويل كأيقونة على ضفاف اليقي‬
‫‪،‬‬
‫و يا ساقي الليل النون‬
‫ثلة كؤوسك بشرجات التناهيد‬
‫و نشيج اليام الأزومة‬
‫وصانعات الحزان ‪ ،‬ما تركت للمسرات ليادا ً !‬
‫تعبئ قواريرك من حانات البنفسج وغدران الياسي‬

‫‪60‬‬
‫تسكبها على تعاشيب الواعيد و دفاتر الذكريات‬
‫تشعل الرنود العتقة‬
‫لتعبق با أنفاس الساءات الالة ‪..‬‬
‫غناؤك العجون بتمتمات الناي و سقسقات العنادل‬
‫يقاسم الملود الئيد دلله و النسيم رقة البوب‬
‫يتسلق العتمات الكئيبة‬
‫ليلبسها لذة التراتيل الطروبة‬
‫‪،‬‬
‫يا تلك الرواح الائمة كفراشات الرواب‬
‫يغريك لب النار بالتحليق حول شرائك اللك‬
‫تتراءى لك الشرارت الارقة‬
‫كبوارق التباشي الضيئة‬
‫و تسوقك رؤى المكنات إل النهايات السحيقة‬
‫أيتها الرواح الائمة ف رحائب اللكوت‬
‫مزقي حجب العماء التكثفة على رياض بصائرك‬
‫و اسكب مداد دمعك على تعاريج القول‬
‫انظري ‪...‬‬
‫هل تبصرين؟!‬

‫‪,‬‬
‫من أوهم قلبك بباعة اللوان‬

‫‪61‬‬
‫و ملحم الضوء و صباحات القيقة ؟!‬
‫هاأنت ذا تلملمي بقاياك الجروحة النازفة‬
‫بانكسارات هشيم أمانيك‬
‫على حطام مرايا كسيحة شوهاء‬
‫تتناثر انعكاساتا على مفارق الشعور‬
‫فهل أدركت ِ تلك القيقة ‪!..‬‬
‫‪،‬‬
‫رحاك ب أيها الليل الرفيق‬
‫كم ل بعهدك من قناديل الشجون‬
‫أوقدتا احتفاءً ب ‪..‬‬
‫و ثلتُ بكَ و ثلتَ ب ‪...‬‬
‫توسدتَ مهجت و أنا أسامركَ و أسردُ الكايات‬
‫فتتراقص البسمة على ثغرك تارة‬
‫وتؤنبن تارات ‪...‬‬
‫كنت شاهدي على فرحي و حزن‬
‫صحوت و شجون‬
‫انتظارات واحتضارات‪...‬‬
‫فما بالك أيها الليل السمي‬
‫شاخص البصار بعيدا ف متاهات الكآبة !‬
‫تتحجر دمعات مآقيك اللهبة‬
‫فترتج ف أعماقي أعمدة السكون‬
‫‪62‬‬
‫ودهشة تظل عالقة ف عتمات أفولك الباغت‬
‫وسراب يغرقها ف لج الشرود‬
‫تتلعثم صورك الضطربة‬
‫ف البوح عن قادمات الفصول !‬
‫‪،‬‬
‫يا وحدت الوحشة الليفة‬
‫تروضي احتمالت الفقد‬
‫و تستجمعي حشود الزمنة التثائبة‬
‫تكدسي غمائم اليبات ف قعور الغرابيل‬
‫و تنشرين على حبل أهدابك النواعس‬
‫خرائط القسمات و الرغائب الكبوتة‬
‫و تسكبي الضوء على مروج النبوءات‬
‫و تغرسي شعلة‬
‫ف ذيول السحابات الاربة ‪..‬‬
‫مسوّرة ذكرياتك‬
‫بتساؤلت النجوم الوافت‬
‫و صدأة القفال ف حاشية الموم‬
‫‪،‬‬
‫أيها العدم ‪...‬‬
‫أتقنت عزف مواويلك على رياض شرفات الليل‬
‫تزرع الوهام بسحر اللقاءات الائرة بي برازخ الرني‬
‫‪63‬‬
‫و افتعالت الولوج إل نوافذ الثرثرات‬
‫يرتاب وعيك من انتحار نومه‬
‫أو غبار يسفك الرؤية على أرصفة الواعيد ‪..‬‬
‫تلع لباس النشوة عن أعراس الينابيع‬
‫و منائر تتلوالتعاويذ و تبسمل بالرؤى‬
‫أصمتها انيار سائك‬
‫و انطفاء صنـاجة لياليك‬
‫فهل كنت تيك جبة الدرويش بخالب الديعة‬
‫ترتقها بأسال رقاع النهايات الكئيبة !‬
‫أيها العدم ‪..‬‬
‫هل كنت تارس شهوة النائز؟!‬

‫‪64‬‬
‫(‪)24‬سعيد ميد عامكم الديد‬

‫أمسحُ خطيئتكَ بدمعكَ الخنوق ف قلب‬


‫ذاك الذي سكبته يوم كنا نتهاوى دائخي لغان فيوز‬
‫مذ ذاك وأنا ل يزال يعترين الشرود‬
‫فأحلم بأفق أعلق عليه احتمالت‬
‫و أفتش ف دفتر ذكريات الذي عبثت با أصابعي ذات وجد‬
‫عن جلة تكحلت يوما بعناقنا‬
‫و بي فقرة و فقرة‬
‫وسطر متوم و آخر مشرع لصاعقة الوهلة‬
‫أكتب و يتساقط نثيث العيني‬
‫يغرق أحرف التقدة ولا ً‬
‫فترسل آهات ٍ مسورة بالنشيج‬
‫تعلم كم كنت أنتظرك‬
‫و الشوق يبذرن على بيداء الل‬
‫فتنمو غابات الني‬
‫مثقلة أشجارها بأشواك الترقب‬
‫و يتلعب ب الوقت كأرجوحة من خيال ‪،‬‬
‫أو نمة سرقها العمر لتغدو حكاية ف تيه الزمن‬
‫هذه الليلة فقط‬
‫دعك من كل ما سعه الرب و ختمه بشهادة السموات و الرض‬

‫‪65‬‬
‫فقط اقترب من بواطن شعورك‬
‫فالليلة رأس السنة ‪...‬‬
‫و تلك النواقيس الصاخبة ‪،‬‬
‫توقد مساءات اللم و تغلق أبواب الكمة‬
‫نعم الكمة ‪..‬‬
‫قيدنا التآمر على سعادتنا‬
‫دعك منها هي أيضا هذه الليلة ‪..‬‬
‫و لتتقاذفنا أمواج النق حت صرخة الفجر‬
‫كل شيء هنا معدّ لغيبتنا‬
‫جهزت الكافيار و كأسي من الشمبانيا‬
‫وزجاجت النبيذ العتق ‪ ...‬أتذكره؟!‬
‫خبأته لذه الليلة ‪...‬‬
‫ل أتذوقه بعد‬
‫فكأسي بانتظار رشفتك الول كي يكمل احتفالته‬
‫ل تتأخر كثيا‬
‫فتسمع جارتنا حطام قلب التقد بانتظارك‬
‫لقد تركت لنا على باب الدار هذا الصباح زهرة ذابلة و بطاقة معايدة معدة‬
‫و اتذت مكانا قصيا ف شرفتها الكئيبة‬
‫بينما أضواء غرفت تتراقص سكرى‬
‫فـترعبن اشعاعات عينيها الريبة‬
‫الت ترسلها كصواعق البوق‬
‫‪66‬‬
‫وحيدة هي ‪ ،‬و أنا غارقة ف لظات الاتعة‬
‫أحاول ترويض وعيي ‪ ،‬و ل زالت حت الن بكامله‬
‫أبقي منه نقطة على ناية السطر فل يتهافت قبل احتضانك‬
‫فتسكن ارتعاشات شفت حي التقاء‬
‫قلت تسكن ؟ لل كان خطأ ً مطبعيا فقط‬
‫سوف تتصاعد ارتافاتا الظمئى‬
‫و يستمر عناق سرمدي مشتعل برقصاتنا التمردة‬
‫و تيار اللهيب يتدفق نشوانا بأوردت‬
‫حي اعتصارات اللهفة تتلعب بقدرت‪...‬‬
‫تتمادى يقظت ف غروبا‬
‫ل تريد ف هذه الليلة أن تتقاسم معنا لظاتنا الميمة‬
‫تركت لنا شالا الحر حول مدفأة النار‬
‫لقد أوعزتْ للصباح بأن يغلق نوافذه‬
‫فيمتد ليلنا الشقي منعجنا بشود مشاعرنا الصاهدة‬
‫تستفزها الرعشة اللذيذة ‪...‬‬
‫أتلفنا من قواميسنا هذه الليلة ل وأخواتا‬
‫و دسسنا ف حريقنا شواهد التحذير ‪ ،‬و الوعد و الوعيد ‪...‬‬
‫وقبل اقتحامه نشوتنا ـ هذا العام الديد‬
‫أحاول أن استجمع أجزائي النفرطة‬
‫فل تكتبن ذاكرته ف صفحاتا الصفراء‪....‬‬
‫يقال أنْ تكسرَ أقداحك على عتبات عامكَ الراحل‬
‫‪67‬‬
‫يبتسم لك العام الديد‬
‫تذكر أن نقلب طاولتنا من فوق سائنا الثامنة‬
‫على رصيف عامنا الغادر‬
‫فيتناثر هشيم القداح على مفترقات الرحيل‬
‫يكتب بشظايا البلور‬
‫ميد سعيد عامكم الديد ‪.‬‬

‫(‪)25‬يانع زهر العشق‬

‫أنظر حول‬

‫‪68‬‬
‫و أجده بداخلي‬
‫يانع زهر العشق‬
‫الذي نى عشبه‬
‫تفرعُ الياسي بعطره‬
‫ف تبلل ندي ٍ بقلب و اشتياق روحي‬
‫أشعره لذيذا يتحول كقبضة اللهب‬
‫يتصاعد‬
‫يطبقن بلهفة‬
‫فل ينساب الريق من حنجرت‬
‫ل يبلغن الدى‬
‫كما استحالة الولوج من ثقب إبرة‬

‫ذلك العصار‬
‫كشمس الوهج و الفيء‬
‫بعيدة خطاه‬
‫كظل ٍ ل يتبعن و أمتد خلفه‬

‫‪69‬‬
‫كتساقط القمار ف ليلة ‪ ..‬هوى !‬
‫اني للتقطه‬
‫فأ نسى هناك نفسي‬
‫أو أتعمدها بذلك‬

‫وعند احتفائي بوجودي فيه ‪..‬‬


‫ووجوده بداخلي‬
‫يزاولن الوله‬
‫كهوايته و غوايته‬
‫كأنن ب يتشكل هو‬
‫و أنا صريعة الوى‬
‫وقلب الذي يتدفأ‬
‫على نيان عشقي‬
‫يسدل الجاب‬
‫بين و بين فل أران‬
‫و أراه رغم البي‬
‫ف استفاقة عمري‬
‫‪70‬‬
‫وذهول صمت‬

‫(‪ )27‬زمردة‬

‫حزم حياته ف حقيبة سفره‬


‫استقل أول غيمة عابرة‬
‫مشدود بأحزمة الل‬
‫إل أرض ل تشرق شسها‬
‫مذ غادرتا النجوم‬

‫‪71‬‬
‫و التحف القمر دثار الغياب‬
‫‪/‬‬
‫غابت عيون الي‬
‫و ل يعد الطاب كعادته‬
‫و ل السقـاء أيضا عاد ‪,..‬‬
‫ليخمد نارا متأجج أوارها‬
‫و جر‬
‫يأب النطفاء ف قلبي‬
‫تبادله ف نب تعارفهما الول‬
‫ليلة هبوط‬
‫حرفي من أبدية‬
‫معلقة على‬
‫ألواح الزمن‬
‫‪/‬‬
‫سريعا‬
‫عميقا ‪ ...‬تسلل‬
‫تشكل‬
‫فامتلكا كليهما‬
‫وكلها تشبثا بما‬
‫ليسا بياض السماء‬
‫و حرة الورود‬
‫‪72‬‬
‫و شهقة الربيع‬

‫و زمردة ل تزال تسرد الكايا‬


‫و تغزل صوف العشق‬
‫تلبسه كليهما !‬

‫(‪ )28‬فوضى أقانيم الرياح‬


‫‪،‬‬
‫اسكب ف موقد الطيئة ضجيج السيئات‬
‫كي يشتعل غفرانا السقيم‬
‫و يتناثر هشيمها السود على سفوح الكلمات الاوية‬
‫وأكتب بلدة التقوي الشاحب على سبائك الـدر‬
‫و اجعلها قرصك الدائر ف كل أحجية‬
‫اتلو عليها تعاويذ الريح النؤوج‬
‫ارتق ِ سلل الفتنة واحدة واحدة‬

‫‪73‬‬
‫تهل كي ل تتعثر بذيل احتضارك !‬
‫صاحب الصدى فل يرتد زعيقه يترق أرجاءك‬
‫و اجعل للصواعق شطآن الترفيه لتستحم بذبذبات السكينة‬
‫وتستر عريها بألوانا الداكنة‬
‫دحرج السؤال الر على مهاوي التيه ‪،‬‬
‫و ل تلتفت إليه‬
‫ويم حضورك شطر التآويل الغامضة‬
‫واجه جهرة الخيلة الساحرة ‪،‬‬
‫و انر أمامها خراف الواجهات العصية‬
‫قسم الفصول على الهات التسعي‬
‫و أكتب لا أقانيم الرياح‬
‫و لتكن الفوضى أنشودتا القدسة و قيثارها الرجيم‬
‫وههمات الليل تربك ذنوبا ‪،‬‬
‫فترتب أرصفة الفول الصامتة‬
‫لن تستهزئ الشمس بعد اليوم ببلدة الظلم‬
‫أو حياء النجوم‬
‫ولن يعلو نقيق ضفادع البك السنة على سقسقات العنادل‬
‫‪،‬‬
‫يا أيتها الروح البائسة ‪،‬‬
‫شرعي سواقيك الزينة بوجه الريح‬
‫و اصلب دلئك الكئيبة على أخشاب الريبة‬
‫‪74‬‬
‫نقب ف بواطن الغيب عن رؤيتك الغبة‬
‫أغرقي أكف رؤاك ِ ف حرة الشفق‬
‫وخضبيها بزعفران الغروب‬
‫ث اقرأي صلواتك الهيبة على حشود التائهي ‪،‬‬
‫و اقيمي قداس النشوة ف هيكل الصعود‬
‫خطي بسهام حقيقتك‬
‫مزامي الرغبة على شواهد الستحيل ‪،‬‬
‫زخرفيها بشظايا البََد التهافت فوق مدارج التهويل‬
‫و ادفئيها بصقيع النعاس التكسر من أجفان اللة‬
‫روضي نفورك الامح بقطع من سكّر العرفان‬
‫و اصمت قليل قبل أن يثور صخب آلئك‬
‫و ترتعد قيامة انتشائك‬
‫ارشفي أقانيم الرياح رشفة رشفة‬
‫وحاذري رجفة الكؤوس!‬
‫احزمي دروبك ف حقائب العبور‬
‫أحيطيها بتعاويذك الصاهدة‬
‫و اخلدي إل يقي صنيعك‬
‫‪،‬‬
‫رافقتك الريح !‬

‫‪75‬‬
‫(‪ )29‬ضجيج قيامة و حساب‬
‫*‬
‫أطحن الليل بعلـة القيام‬
‫وربا السقوط ‪،‬‬
‫و تتهافت على مشاعل رؤاي فراشات القدر‬
‫أجنحتها اللونة تشي ل بربيع يتلكأ ف النحول‬
‫يدهن آلئه بابتسامة ل يشققها الذهول ‪،‬‬
‫أو تعي معن حراثة الواقد بي أضلع السكون‬
‫و معن أن تكب علمة الستفهام‬
‫لتصنع ذاك الرغيف الليلي الاذق‬
‫الذي يسوق ل مواكب الدمع الخضر‬
‫ليعشب صحراء ليلي التائهة‬
‫فتكتظ بداخلي بروق و أعاصي‬

‫‪76‬‬
‫و الطر الجروح بذات ينأى بزاويته الت اعتادها‬
‫ينتظر ذات يقظة للهطول !‬
‫أللم أطراف هذا الليل الصوف‬
‫لعقدها تيمة تبئن بأحجياتا‬
‫و أطرق أبواب السر الغلولة بذات‬
‫أنبش بواطن العرفة لطلع على يقين الستتر‬
‫و أحل لواعجي أطوف با طويل‬
‫و يصمت بداخلي الصواب‬
‫فأرتق مزق العلل بوهي اللذيذ ‪...‬‬
‫‪،‬‬
‫‪،‬‬
‫لاذا تتثاقل إرادت هذه الليلة ؟‬
‫و المى تغرس عرسها ف مفاصل نشوت؟‬
‫أتساءل‪!..‬‬
‫و يرتد ليب الواب الائر‬
‫يتناثر على شعاب القلب العصية الولوج‬
‫وشغف متورد بعربدة الرف‬
‫يغلف التوق و يستنف القدرة‬
‫تتوعك أضلعي الشقية فتستلقي على وسائد الل‬
‫و الليل يرتل عليها تعاويذه الادعة‬
‫يسقيها من أقداح العلل شرائع الغرق ‪,,‬‬
‫‪77‬‬
‫ينسق لا أرْواقه الالكة على هيئة قبيلة من الفرح‬
‫ويزمها بضوء التخيل ‪....‬‬
‫و لست بصانعة الفُلك‬
‫فكيف أنو با من أهازيج ذياك الطوفان !‬
‫‪،‬‬
‫‪،‬‬
‫أيها الساقي أدرها‬
‫اسقنيها مزوجة باشتعالت‬
‫لست أشكو منك بل إليك الشتكى‬
‫فكم ل حاجة بالغروب خلف حجب النار و الرق‬
‫أحطم فيها آهات و نشيجي الكتظ بسراديب ألي‬
‫طائفة من ترجم طوائفي الخريات‬
‫تسحق بمق ٍ كينونتها ‪.....‬‬
‫و عذابات الشجن و الني‬
‫تنفلت كزئبق بي أنامل تلدي‬
‫عبثا أحاول بوتقتها‬
‫و يذلن وجدٌ أقام ولئمه ف جوارحي‬
‫و استعذب قلب‬
‫ليقدمه فريسة لصيدة السهد و العذابات الدبقة‬
‫فأهيم‬

‫‪78‬‬
‫و أهيم ‪!......‬‬
‫‪،‬‬
‫‪،‬‬
‫بين و بينه ضجيج قيامة و حساب‬
‫يسكنن صخبها و عنفوانا‬
‫يرعرعن ‪...‬‬
‫فأترنح بي إفاقت و سكري‬
‫و أسدل أهداب وعيي على يقي حقيقت‬
‫لرحل ف متاهات اللم‬
‫فأرسم للقصيدة ألف باب و باب‬
‫لتسردن حكاية بدء ٍ‬
‫و ذكريات رهج الساءات الميمة‬
‫تمرن كجديلة غجرية‬
‫و أصابع عشقه تتغلغل ف ثناياها الكتنة بالشجن‬
‫فتورق غابات حني خبئت‬
‫و يتصاعد أوار حريقها‬
‫نكبل كلينا بوعود زائفة‬
‫وكل وعد لنا ‪ ،‬ل وفاء له !‬
‫لنعود نقترف النون بقدسه الشفشاف‬
‫كي ل نضيع منا فل ندنا‬

‫‪79‬‬
‫كوميض عاصفة‪...‬‬
‫‪،‬‬
‫‪،‬‬
‫أرهقتن يا أنت‪....‬‬
‫خامرتُ صمت‬
‫و لذت بدأت الهترأة أتقيك با‬
‫ووابل من نيازك طيشك احتسيها‬
‫فتمزق أحشائي الشة‬
‫و تصرخ بداخلي حية و اضطراب‬
‫فأرسل صوت الثخن بتناهيد الزن و المان العجاف‬
‫يرسم هيئت الشاحبة و يتوين‬
‫يعيد موسقة صاريت الصدأة فتتهاوى بداخلي‬
‫أزيز ريها ينحت حيت ويشحذ رفضي‬
‫ما كنت يوما و لن أوكون بتلك‬
‫فلمَ ل يستفيق فهمك إياي‬
‫فترمي ألواح قدسك بعيدا لتلتهمها تيارات وعيك‬
‫سبقتك للنهر أتبلل بافتراضاته و ونزقه‬
‫و ها أنت تسوقه للعدم و تسوقن معه‬
‫فهل تيقنت النهاية !‬
‫لعلك قد ‪!!...‬‬

‫‪80‬‬
‫(‪)30‬على قارعة الذكرى‬

‫ترسم أيقونات ذهبية‬


‫بسنابل تتدل منها حروف بياض ‪..‬‬
‫يتشكل عنقودا مزدانا بالحلم الوردية ‪...‬‬
‫هل تقطف تلك النفس العنقود‬
‫أم ترنو للحلم الـ يدنو من بي النوار ‪،‬‬
‫يكتب أقنوما من أشجان القيثارة ‪.‬‬
‫قادتا للنهر الفتون خطاها ‪،‬‬
‫لرير الاء على الصخرة كوقع الكلمات ‪..‬‬
‫طرق الساعي نافذة ً ‪،‬‬
‫ألقى ف ي الشاردة ِ عنوانا متوما بنشيج الشتاق ‪...‬‬

‫‪81‬‬
‫سحرا يا هذا النسوج على الورقة‬
‫و الساعي يمله نشوانا !‬
‫لو عي تلمس حرفا بغي تعاويذ ‪ ،‬لغرق النهر ‪..‬‬
‫و لغرقت تلك الشدوهة ف جر العن‬
‫ف خر النبض ‪.‬‬
‫أواه يا ذاك الزن الرسوم بغربتها‬
‫و الصارخ ف أناء هواها‬
‫يذروها كهشيم الوقد‬
‫حائرة كسحاب بَرِد ٍ‬
‫بلد تبيليدا‬
‫و الطر الخنوق بداخله يتمزق من أل الترويب‪..‬‬
‫أطفأت الشمس بقايا الليل التشبث بالوهام‪،‬‬
‫ألقت ببحور التيه على أعتاب التأويل ‪،‬‬
‫لتميد بذاك السطورة ‪،‬‬
‫ولتكتب بالدمع على أهداب الليل ‪،‬‬
‫حزن العشاق ‪..‬‬
‫تحو كل حكاياته ‪..‬‬
‫كل سكون نام بضن يدفئها و يساقيها كأس الحلم ‪...‬‬

‫‪82‬‬

You might also like