You are on page 1of 21

‫سئل شيخ السلم قدس الله روحه ‪:‬‬

‫هفل صفح عنفد أحفد مفن أهفل العلم والحديفث أو مفن يقتدى بفه ففي‬
‫دين السلم أن أمير المؤمنين " علي بن أبي طالب " ‪ -‬رضي الله‬
‫عنه ‪ -‬قال ‪ :‬إذا أنا مت فأركبوني فوق ناقتي وسيبوني فأينما بركت‬
‫ادفنوني ‪ ،‬فسارت ولم يعلم أحد قبره ؟ فهل صح ذلك أم ل ؟‬
‫وهل عرف أحد من أهل العلم أين دفن أم ل ؟‬
‫و ما كان سبب قتله ؟‬
‫و في أي وقت كان ؟‬
‫ومن قتله ؟‬
‫ومن قتل الحسين ؟‬
‫وما كان سبب قتله ؟‬
‫وهل صح أن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم سبوا ؟ وأنهم‬
‫أركبوا على البففل عراة ولم يكففن عليهففم مففا يسففترهم فخلق الله‬
‫تعالى للبل التي كانوا عليها سنامين استتروا بها ؟‬
‫و أن الحسين لما قطع رأسه داروا به في جميع البلد وأنه حمل‬
‫إلى دمشفق وحمفل إلى مصفر ودففن بهفا ؟ وأن يزيفد بفن معاويفة هفو‬
‫الذي فعل هذا بأهل البيت فهل صح ذلك أم ل ؟‬
‫وهل قائل هذه المقالت مبتدع بها في دين الله ؟‬
‫وما الذي يجب عليه إذا تحدث بهذا بين الناس ؟‬
‫وهل إذا أنكر هذا عليه منكر هل يسمى آمرا بالمعروف ناهيا عن‬
‫المنكر أم ل ؟‬
‫أفتونا مأجورين وبينوا لنا بيانا شافيا ‪.‬‬

‫كذب رواية إركاب علي رضي الله عنه الدابة بعد موته و الخلف في موضع‬
‫قبره‬

‫فأجاب ‪:‬‬
‫الحمد لله رب العالمين ‪.‬‬
‫أما ما ذكر من توصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ‪ -‬رضي‬
‫الله عنه ‪ -‬إذا مات أركب فوق دابته وتسيب ويدفن حيث تبرك وأنه‬
‫فعل ذلك به ; فهذا كذب مختلق باتفاق أهل العلم ‪.‬‬

‫لم يوص علي بشيفء مفن ذلك و ل فعفل بفه شيفء مفن ذلك و لم‬

‫‪1‬‬
‫يذكفر هذا أحفد مفن المعروفيفن بالعلم والعدل وإنمفا يقول ذلك مفن‬
‫ينقل عن بعض الكذابين ‪.‬‬

‫و ل يحفل أن يفعفل هذا بأحفد مفن موتفى المسفلمين ول يحفل لحفد‬


‫أن يوصي بذلك بل هذا مثلة بالميت و ل فائدة في هذا الفعل ; فإنه‬
‫إن كان المقصود تعمية قبره فل بد إذا بركت الناقة من أن يحفر له‬
‫قبر و يدفن فيه و حينئذ يمكن أن يحفر له قبر ويدفن به بدون هذه‬
‫المثلة القبيحة و هو أن يترك ميتا على ظهر دابة تسير في البرية ‪.‬‬

‫و قد تنازع العلماء في " موضع قبره " ‪.‬‬

‫و المعروف عنصصد أهصصل العلم أنصصه دفصصن بقصصصر المارة‬


‫بالكوفصصة ; و أنففه أخفففي قففبره لئل ينبشففه الخوارج الذيففن كانوا‬
‫يكفرونفه و يسفتحلون قتله ; فإن الذي قتله واحفد مفن الخوارج و هفو‬
‫عبفد الرحمفن بفن ملجفم المرادي و كان قفد تعاهفد هفو و آخران على‬
‫قتفل علي و قتفل معاويفة و قتفل عمرو بفن العاص ; فإنهفم يكفرون‬
‫هؤلء كلهم و كل من ل يوافقهم على أهوائهم ‪.‬‬

‫قتال علي بن أبي طالب رضي الله عنه للخوارج و إرادتهم قتل بعض الصحابة‬

‫و قفد تواترت النصفوص عفن النفبي صفلى الله عليفه وسفلم بذمهفم‬
‫خرج مسفلم ففي صفحيحه حديثهفم مفن عشرة أوجفه وخرجفه البخاري‬
‫من عدة أوجه وخرجه أصحاب السنن والمساند من أكثر من ذلك ‪.‬‬

‫قال صلى الله عليه وسلم فيهم ‪ " :‬يحقر أحدكم صلته مع صلتهم‬
‫وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم ; يقرءون القرآن ل يجاوز‬
‫حناجرهفم يمرقون مفن السفلم كمفا يمرق السفهم مفن الرميفة لئن‬
‫أدركتهفم لقتلنهفم قتفل عاد ‪ -‬وففي روايفة ‪ -‬أينمفا لقيتموهفم فاقتلوهفم‬
‫فإن ففي قتلهفم أجرا لمفن قتلهفم عنفد الله يوم القيامفة يقتلون أهفل‬
‫السلم " ‪.‬‬

‫و هؤلء اتفففق الصففحابة ‪ -‬رضففي الله عنهففم ‪ -‬على قتالهففم لكففن‬


‫الذي باشففر قتالهففم و أمففر بففه علي ‪ -‬رضففي الله عنففه ‪ -‬كمففا فففي‬
‫الصحيحين عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪" :‬‬
‫تمرق مارقففة على حيففن فرقففة مففن الناس تقتلهففم أولى الطائفتيففن‬

‫‪2‬‬
‫بالحففق " فقتلهففم علي ‪ -‬رضففي الله عنففه ‪ -‬بالنهروان و كانوا قففد‬
‫اجتمعوا في مكان يقال له ‪ " :‬حروراء " ولهذا يقال لهم الحرورية ‪.‬‬

‫و أرسل إليهم ابن عباس فناظرهم حتى رجع منهم نحو نصفهم‬
‫ثففم إن الباقيففن قتلوا " عبففد الله بففن خباب " و أغاروا على سففرح‬
‫المسفلمين فأمفر علي الناس بالخروج إلى قتالهفم وروى لهفم أمفر‬
‫النفبي صفلى الله عليفه وسفلم بقتالهفم وذكفر العلمفة التفي فيهفم ‪ :‬أن‬
‫فيهففم رجل مخدج اليديففن ناقففص اليففد على ثديففه مثففل البضعففة مففن‬
‫اللحم تدردر ‪ .‬ولما قتلوا وجد فيهم هذا المنعوت ‪.‬‬

‫فلما اتفق الخوارج ‪ -‬الثلثة ‪ -‬على قتل أمراء المسلمين الثلثة ‪:‬‬

‫قتل عبد الرحمن بن ملجم " عليا " رضي الله عنه يوم الجمعة‬
‫سفابع عشفر شهفر رمضان عام أربعيفن اختبفأ له فحيفن خرج لصفلة‬
‫الفجفر ضربفه ; وكانفت السفنة أن الخلفاء ونوابهفم المراء الذيفن هفم‬
‫ملوك المسلمين هم الذين يصلون بالمسلمين الصلوات الخمس و‬
‫الجمع و العيدين والستسقاء والكسوف ونحو ذلك كالجنائز ‪ ،‬فأمير‬
‫الحرب هو أمير الصلة الذي هو إمامها ‪.‬‬

‫وأمفففا الذي أراد قتفففل " معاويفففة " فقالوا ‪ :‬إنفففه جرحفففه ‪ ،‬فقال‬
‫الطبيب ‪ :‬إنه يمكن علجك لكن ل يبقى لك نسل ‪.‬‬

‫و يقال إنففه مففن حينئذ اتخففذ معاويففة المقصففورة فففي المسففجد‬


‫واقتدى به المراء ليصلوا فيها هم و حاشيتهم خوفا من وثوب بعض‬
‫الناس على أمير المؤمنين و قتله و إن كان قد فعل فيها مع ذلك ما‬
‫ل يسوغ وكره من كره الصلة في نحو هذه المقاصير ‪.‬‬

‫وأمفففا الذي أراد قتفففل " عمرو بفففن العاص " فإن عمرا كان قفففد‬
‫استخلف ذلك اليوم رجل ‪ -‬اسمه خارجة ‪ -‬فظن الخارجي أنه عمرو‬
‫فقتله فلما تبين له قال ‪ :‬أردت عمرا وأراد الله خارجة فصارت مثل‬
‫‪.‬‬

‫فقيفل إنهفم كتموا قفبر " علي " وقفبر " معاويفة " وقفبر " عمرو "‬
‫خوففا عليهفم مفن الخوارج ولهذا دفنوا معاويفة داخفل الحائط القبلي‬
‫من المسجد الجامع في قصر المارة الذي كان يقال له الخضراء و‬
‫‪3‬‬
‫هو الذي تسميه العامة قبر " هود " ‪.‬‬

‫و هود باتفاق العلماء لم يجفئ إلى دمشفق بفل قفبره ببلد اليمفن‬
‫حيث بعث ; و قيل بمكة حيث هاجر ; ولم يقل أحد ‪ :‬إنه بدمشق ‪.‬‬

‫و أما " معاوية " الذي هو خارج " باب الصغير " فإنه معاوية بن‬
‫يزيفد الذي تولى نحفو أربعيفن يومفا وكان فيفه زهفد وديفن ‪ ،‬فعلي دففن‬
‫هناك وعفا قبره فلذلك لم يظهر قبره ‪.‬‬

‫المشهد الذي بالنجف ليس بقبر علي رضي الله عنه‬

‫وأما المشهد الذي بالنجف فأهل المعرفة متفقون على أنه ليس‬
‫بقبر علي بل قيل إنه قبر المغيرة بن شعبة ولم يكن أحد يذكر أن‬
‫هذا قففبر علي ول يقصففده أحففد أكثففر مففن ثلثمائة سففنة ; مففع كثرة‬
‫المسلمين ‪ :‬من أهل البيت والشيعة وغيرهم وحكمهم بالكوفة ‪.‬‬

‫وإنما اتخذوا ذلك مشهدا في ملك بني بويه ‪ -‬العاجم ‪ -‬بعد موت‬
‫علي بأكثر من ثلثمائة سنة ورووا حكاية فيها ‪ :‬أن الرشيد كان يأتي‬
‫إلى تلك وأشياء ل تقوم بها حجة ‪.‬‬

‫مقتل الحسين رضي الله عنه‬

‫والحسفين ‪ -‬رضفي الله عنفه ; ولعفن مفن قتله ورضفي بقتله ‪ -‬قتفل‬
‫يوم عاشوراء عام إحدى وستين ‪.‬‬

‫وكان الذي حفض على قتله الشمفر بفن ذي الجوشفن صفار يكتفب‬
‫في ذلك إلى نائب السلطان على العراق عبيد الله بن زياد ; وعبيد‬
‫الله هذا أمر ‪ -‬بمقاتلة الحسين ‪ -‬نائبه عمر بن سعد بن أبي وقاص‬
‫بعفد أن طلب الحسفين منهفم مفا طلبفه آحاد المسفلمين لم يجفئ معفه‬
‫مقاتلة ; فطلب منهففففم أن يدعوه إلى أن يرجففففع إلى المدينففففة أو‬
‫يرسلوه إلى يزيد بن عمه أو يذهب إلى الثغر يقاتل الكفار فامتنعوا‬
‫إل أن يسفتأسر لهفم أو يقاتلوه فقاتلوه حتفى قتلوه وطائففة مفن أهفل‬
‫بيته وغيرهم ‪.‬‬

‫ثفم حملوا ثقله وأهله إلى يزيفد بفن معاويفة إلى دمشفق ولم يكفن‬
‫يزيد أمرهم بقتله ول ظهر منه سرور بذلك ورضى به بل قال كلما‬
‫‪4‬‬
‫فيه ذم لهم ‪.‬‬

‫حيفث نقفل عنفه أنفه قال ‪ (( :‬لقفد كنفت أرضفى مفن طاعفة أهفل‬
‫العراق بدون قتل الحسين )) ‪.‬‬

‫وقال ‪ (( :‬لعن الله ابن مرجانة ‪ -‬يعني عبيد الله بن زياد ‪ -‬والله‬
‫لو كان بينه وبين الحسين رحم لما قتله )) ‪ -‬يريد بذلك الطعن في‬
‫اسفتلحاقه حيفث كان أبوه زياد اسفتلحق حتفى كان ينتسفب إلى أبفي‬
‫سفيان صخر بن حرب ‪ -‬وبنو أمية وبنو هاشم كلهما بنو عبد مناف‬
‫‪.‬‬

‫وروي أنفه لمفا قدم على يزيفد ثقفل الحسفين وأهله ظهفر ففي داره‬
‫البكاء والصراخ لذلك وأنه أكرم أهله وأنزلهم منزل حسنا وخير ابنه‬
‫عليا بين أن يقيم عنده وبين أن يذهب إلى المدينة فاختار المدينة ‪.‬‬
‫والمكان الذي يقال له سجن علي بن الحسين بجامع دمشق باطل‬
‫ل أصفل له ‪ .‬لكنفه مفع هذا لم يقفم حفد الله على مفن قتفل الحسفين‬
‫رضفي الله عنفه ول انتصفر له بفل قتفل أعوانفه لقامفة ملكفه وقفد نقفل‬
‫عنفه أنفه تمثفل ففي قتفل الحسفين بأبيات تقتضفي مفن قائلهفا الكففر‬
‫الصريح كقوله ‪:‬‬

‫تلك الرءوس إلى ربي‬ ‫لما بدت تلك الحمول‬


‫جيروني‬ ‫وأشرفت‬
‫فلقد قضيت من النبي‬ ‫نعق الغراب فقلت نح أو‬
‫ديوني‬ ‫ل تنح‬

‫وهذا الشعر كفر ‪.‬‬

‫مواقف الناس من يزيد بن معاوية‬

‫ول ريب أن " يزيد " تفاوت الناس فيه فطائفة تجعله كافرا ; بل‬
‫تجعله هففو وأباه كافريففن ; بففل يكفرون مففع ذلك أبففا بكففر وعمففر‬
‫ويكفرون عثمان وجمهور المهاجريفن والنصفار وهؤلء الرافضفة مفن‬
‫أجهل خلق الله وأضلهم وأعظمهم كذبا على الله عز وجل ورسوله‬
‫والصفحابة والقرابفة وغيرهفم ; فكذبهفم على يزيفد مثفل كذبهفم على‬

‫‪5‬‬
‫أبي بكر وعمر وعثمان ; بل كذبهم على يزيد أهون بكثير ‪.‬‬

‫وطائففة تجعله مفن أئمفة الهدى وخلفاء العدل وصفالح المؤمنيفن‬


‫وقد يجعله بعضهم من الصحابة وبعضهم يجعله نبيا ‪ .‬وهذا أيضا من‬
‫أبيففن الجهففل والضلل ; وأقبففح الكذب والمحال بففل كان ملكففا مففن‬
‫ملوك المسلمين له حسنات وسيئات والقول فيه كالقول في أمثاله‬
‫من الملوك ‪ .‬وقد بسطنا القول في هذا في غير هذا الموضع ‪.‬‬

‫نقد بعض الروايات المتعلقة بيزيد و مقتل الحسين رضي الله عنه و مكان دفنه‬

‫وأما الحسين ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬فقتل بكربلء قريب من الفرات‬


‫ودففن جسفده حيفث قتفل وحمفل رأسفه إلى قدام عبيفد الله بفن زياد‬
‫بالكوفة هذا الذي رواه البخاري في صحيحه وغيره من الئمة ‪.‬‬

‫وأمففا حمله إلى الشام إلى يزيففد ‪ ،‬فقصد روي ذلك مصن وجوه‬
‫منقطعصة لم يثبصت شيصء منهصا بصل فصي الروايات مصا يدل‬
‫على أنها من الكذب المختلق ‪.‬‬

‫فإنفه يذكفر فيهفا أن " يزيفد " جعفل ينكفت بالقضيفب على ثناياه ;‬
‫وأن بعفض الصفحابة الذيفن حضروه ‪ -‬كأنفس بفن مالك وأبفي برزة ‪-‬‬
‫أنكر ذلك وهذا تلبيس ‪.‬‬

‫فإن الذي جعففل ينكففت بالقضيففب إنمففا كان عبيففد الله بففن زياد ;‬
‫هكذا في الصحيح والمساند ‪.‬‬

‫وإنما جعلوا مكان عبيد الله بن زياد " يزيد " ‪.‬‬

‫وعبيد الله ل ريب أنه أمر بقتله وحمل الرأس إلى بين يديه ‪.‬‬

‫ثفم إن ابفن زياد قتفل بعفد ذلك لجفل ذلك وممفا يوضفح ذلك أن‬
‫الصفحابة المذكوريفن كأنفس وأبفي برزة لم يكونوا بالشام وإنمفا كانوا‬
‫بالعراق حينئذ وإنما الكذابون جهال بما يستدل به على كذبهم ‪.‬‬

‫وأمففا حمله إلى مصففر فباطففل باتفاق الناس وقففد اتفففق العلماء‬
‫كلهففففم على أن هذا المشهففففد الذي بقاهرة مصففففر الذي يقال له "‬

‫‪6‬‬
‫مشهد الحسين " باطل ليس فيه رأس الحسين ول شيء منه ‪.‬‬

‫وإنمفا أحدث ففي أواخفر دولة " بنفي عبيفد الله بفن القداح " الذيفن‬
‫كانوا ملوكا بالديار المصرية مائتي عام إلى أن انقرضت دولتهم في‬
‫أيام " نور الديففن محمود " وكانوا يقولون إنهففم مففن أولد فاطمففة‬
‫ويدعون الشرف وأهففل العلم بالنسففب يقولون ليففس لهففم نسففب‬
‫صفففحيح ويقال إن جدهفففم كان ربيفففب الشريفففف الحسفففيني فادعوا‬
‫الشرف لذلك ‪.‬‬

‫فأمفا مذاهبهفم وعقائدهفم فكانفت منكرة باتفاق أهفل العلم بديفن‬


‫السفلم وكانوا يظهرون التشيفع وكان كثيفر مفن كفبرائهم وأتباعهفم‬
‫يبطنون مذهفب القرامطففة الباطنيففة وهففو مفن أخبففث مذاهفب أهفل‬
‫الرض أفسد من اليهود والنصارى ولهذا كان عامة من انضم إليهم‬
‫أهل الزندقة والنفاق والبدع المتفلسفة والمباحية والرافضة وأشباه‬
‫هؤلء ممفن ل يسفتريب أهفل العلم واليمان ففي أنفه ليفس مفن أهفل‬
‫العلم واليمان ‪.‬‬

‫فأحدث هذا " المشهد " في المائة الخامسة نقل من عسقلن ‪.‬‬

‫وعقيفب ذلك بقليفل انقرضفت دولة الذيفن ابتدعوه بموت العاضفد‬


‫آخر ملوكهم ‪.‬‬

‫والذي رجحففه أهففل العلم فففي موضففع رأس الحسففين بففن علي ‪-‬‬
‫رضفي الله عنهمفا ‪ -‬هفو مفا ذكره الزبيفر بفن بكار ففي كتاب " أنسفاب‬
‫قريش " والزبير بن بكار هو من أعلم الناس وأوثقهم في مثل هذا‬
‫ذكر أن الرأس حمل إلى المدينة النبوية ودفن هناك وهذا مناسب ‪.‬‬

‫فإن هناك قبر أخيه الحسن وعم أبيه العباس وابنه علي وأمثالهم‬
‫‪.‬‬
‫قال أبففو الخطاب بففن دحيففة ‪ -‬الذي كان يقال له ‪ " :‬ذو النسففبين‬
‫بيفن دحيفة والحسفين " ففي كتاب " العلم المشهور ففي فضفل اليام‬
‫والشهور " ‪ -‬لما ذكر ما ذكره الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن‬
‫أنفه قدم برأس الحسفين وبنفو أميفة مجتمعون عنفد عمرو بفن سفعيد‬
‫فسمعوا الصياح‬
‫فقالوا ‪ :‬ما هذا ؟‬
‫‪7‬‬
‫فقيل ‪ :‬نساء بني هاشم يبكين حين رأين رأس الحسين بن علي‬
‫قال ‪ :‬وأتى برأس الحسين بن علي فدخل به على عمرو فقال ‪:‬‬
‫والله لوددت أن أمير المؤمنين لم يبعث به إلي ‪.‬‬

‫قال ابفن دحيفة ‪ :‬فهذا الثفر يدل أن الرأس حمفل إلى المدينفة ولم‬
‫يصففح فيففه سففواه والزبيففر أعلم أهففل النسففب وأفضففل العلماء بهذا‬
‫السبب ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬ومفا ذكفر مفن أنفه ففي عسفقلن ففي مشهفد هناك فشيفء‬
‫باطفل ل يقبله مفن معفه أدنفى مسفكة مفن العقفل والدراك فإن بنفي‬
‫أميفة ‪ -‬مفع مفا أظهروه مفن القتفل والعداوة والحقاد ‪ -‬ل يتصفور أن‬
‫يبنوا على الرأس مشهدا للزيارة ‪.‬‬

‫هذا ; وأما ما افتعله " بنو عبيد " في أيام إدبارهم وحلول بوارهم‬
‫وتعجيل دمارهفم ; في أيام الملقفب " بالقاسم عيسى بن الظاففر "‬
‫وهو الذي عقد له بالخلفة وهو ابن خمس سنين وأيام لنه ولد يوم‬
‫الجمعة الحادي من المحرم سنة أربع وأربعين وخمسمائة وبويع له‬
‫صففبيحة قتففل أبيففه الظافففر يوم الخميففس سففلخ المحرم سففنة تسففع‬
‫وأربعيففن وخمسففمائة وله مففن العمففر مففا قدمنففا فل تجوز عقوده ول‬
‫عهوده ‪.‬‬

‫وتوففي وله مفن العمفر إحدى عشرة سفنة وسفتة أشهفر وأيام لنفه‬
‫توففي لليلة الجمعفة لثلث عشرة ليلة بقيفت مفن رجفب سفنة خمفس‬
‫وخمسففين وخمسففمائة فافتعففل فففي أيامففه بناء المشهففد المحدث‬
‫بالقاهرة ودخول الرأس مفففففع المشهدي العسفففففقلني أمام الناس‬
‫ليتوطفن ففي قلوب العامفة مفا أورد مفن المور الظاهرة وذلك شيفء‬
‫افتعففل قصففدا أو نصففب غرضففا وقضوا مففا فففي نفوسففهم لسففتجلب‬
‫العامة عرضا و الذي بناه " طلئع بن رزيك " الرافضي ‪.‬‬

‫وقفد ذكره جميفع مفن ألف ففي مقتفل الحسفين أن الرأس المكرم‬
‫مفا غرب قفط وهذا الذي ذكره أبفو الخطاب بفن دحيفة ففي أمفر هذا‬
‫المشهد وأنه مكذوب مفترى هو أمر متفق عليه عند أهل العلم ‪.‬‬

‫والكلم ففي هذا الباب وأشباهفه متسفع فإنفه بسفبب مقتفل عثمان‬
‫ومقتل الحسين وأمثالهما جرت فتن كثيرة ; وأكاذيب وأهواء ; ووقع‬
‫‪8‬‬
‫فيها طوائف من المتقدمين والمتأخرين وكذب على أمير المؤمنين‬
‫عثمان وأميففر المؤمنيففن علي بففن أبففي طالب أنواع مففن الكاذيففب‬
‫يكذب بعضها شيعتهم ونحوهم ويكذب بعضها مبغضوهم ل سيما بعد‬
‫مقتل عثمان فإنه عظم الكذب والهواء ‪.‬‬

‫وقيففل فففي أميففر المؤمنيففن علي بففن أبففي طالب مقالت مففن‬
‫الجانبين ; علي بريء منها ‪.‬‬

‫وصففففارت البدع والهواء والكذب تزداد حتففففى حدث أمور يطول‬


‫شرحهففا ‪ ,‬مثففل مففا ابتدعففه كثيففر مففن المتأخريففن يوم عاشورا فقوم‬
‫يجعلونفه مأتمفا يظهرون فيفه النياحفة والجزع وتعذيفب النفوس وظلم‬
‫البهائم وسففب مففن مات مففن أولياء الله والكذب على أهففل البيففت‬
‫وغيففر ذلك مففن المنكرات المنهففي عنهففا بكتاب الله وسففنة رسففوله‬
‫صلى الله عليه وسلم واتفاق المسلمين ‪.‬‬

‫منزلة الحسن و الحسين رضي الله عنهما و ما يشرع و ما ل يشرع عند‬


‫المصيبة‬

‫والحسففين رضففي الله عنففه أكرمففه الله تعالى بالشهادة فففي هذا‬
‫اليوم وأهان بذلك مفففن قتله أو أعان على قتله أو رضفففي بقتله وله‬
‫أسوة حسنة بمن سبقه من الشهداء ‪.‬‬

‫فإنه وأخوه سيدا شباب أهل الجنة وكانا قد تربيا في عز السلم‬


‫لم ينال من الهجرة والجهاد والصبر على الذى في الله ما ناله أهل‬
‫بيتففففه فأكرمهمففففا الله تعالى بالشهادة تكميل لكرامتهمففففا ورفعففففا‬
‫لدرجاتهما وقتله مصيبة عظيمة ‪.‬‬

‫والله سففبحانه قففد شرع السففترجاع عنففد المصففيبة بقوله تعالى ‪:‬‬
‫(( وبشر الصابرين ‪ ،‬الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه‬
‫راجعون ‪ ،‬أولئك عليهففم صففلوات مففن ربهففم ورحمففة وأولئك هففم‬
‫المهتدون )) ‪.‬‬

‫وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬ما‬
‫مفن مسفلم يصفاب بمصفيبة فيقول ‪ :‬إنفا لله وإنفا إليفه راجعون اللهفم‬
‫أجرنفي ففي مصفيبتي واخلف لي خيرا منهفا إل آجره الله ففي مصفيبته‬
‫واخلف له خيرا منها " ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ومن أحسن ما يذكر هنا أنه قد روى المام أحمد وابن ماجه عن‬
‫فاطمفة بنفت الحسفين عفن أبيهفا الحسفين ‪ -‬رضفي الله عنفه ‪ -‬قال ‪:‬‬
‫قال رسفول الله صفلى الله عليفه وسفلم ‪ " :‬مفا مفن مسفلم يصفاب‬
‫بمصفيبة فيذكفر مصفيبته وإن قدمفت فيحدث عندهفا اسفترجاعا كتفب‬
‫الله له مثلها يوم أصيب " هذا حديث رواه عن الحسين ابنته فاطمة‬
‫التي شهدت مصرعه ‪.‬‬

‫وقفد علم أن المصفيبة بالحسفين تذكفر مفع تقادم العهفد فكان ففي‬
‫محاسفن السفلم أن بلغ هفو هذه السفنة عفن النفبي صفلى الله عليفه‬
‫وسففلم وهففو أنففه كلمففا ذكرت هذه المصففيبة يسففترجع لهففا فيكون‬
‫للنسان من الجر مثل الجر يوم أصيب بها المسلمون ‪.‬‬

‫وأمفا مفن فعفل مفع تقادم العهفد بهفا مفا نهفى عنفه النفبي صفلى الله‬
‫عليفه وسفلم عنفد حدثان العهفد بالمصفيبة فعقوبتفه أشفد مثفل لطفم‬
‫الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية ‪.‬‬

‫ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‬


‫‪ :‬قال رسفول الله صفلى الله عليفه وسفلم ‪ " :‬ليفس منفا مفن ضرب‬
‫الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية " ‪.‬‬

‫وففي الصفحيحين عفن أبفي موسفى الشعري ‪ -‬رضفي الله عنفه ‪-‬‬
‫قال ‪ " :‬أنا بريء مما برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن‬
‫رسفول الله صفلى الله عليفه وسفلم بريفء مفن الحالقفة ; والصفالقة ;‬
‫والشاقة " ‪.‬‬

‫وففي صفحيح مسفلم عفن أبفي مالك الشعري ‪ " :‬أن رسفول الله‬
‫صفلى الله عليفه وسفلم قال ‪ :‬أربفع ففي أمتفي مفن أمفر الجاهليفة ل‬
‫يتركونهفن ‪ :‬الفخفر بالحسفاب والطعفن ففي النسفاب والسفتسقاء‬
‫بالنجوم والنياحفة على الميفت وقال ‪ :‬النائحفة إذا لم تتفب قبفل موتهفا‬
‫تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب " ‪.‬‬

‫والثار في ذلك متعددة ‪.‬‬

‫فكيفف إذا انضفم إلى ذلك ظلم المؤمنيفن ولعنهفم وسفبهم وإعانفة‬
‫‪10‬‬
‫أهل الشقاق واللحاد على ما يقصدونه للدين من الفساد وغير ذلك‬
‫مما ل يحصيه إل الله تعالى ‪.‬‬

‫أثر الحاديث الضعيفة و الموضوعة في ظهور البدع و انتشارها‬

‫وقوم من المتسننة رووا ورويت لهم أحاديث موضوعة بنوا عليها‬


‫مففففا جعلوه شعارا فففففي هذا اليوم يعارضون بففففه شعار ذلك القوم‬
‫فقابلوا باطل بباطفل وردوا بدعفة ببدعفة وإن كانفت إحداهمفا أعظفم‬
‫في الفساد وأعون لهل اللحاد مثل الحديث الطويل الذي روي فيه‬
‫‪ " :‬مفن اغتسفل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام ومفن اكتحفل يوم‬
‫عاشوراء لم يرمفففففد ذلك العام " وأمثال ذلك مفففففن الخضاب يوم‬
‫عاشوراء والمصفافحة فيفه ونحفو ذلك فإن هذا الحديفث ونحوه كذب‬
‫مختلق باتفاق من يعرف علم الحديث وإن كان قد ذكره بعض أهل‬
‫الحديففث وقال إنففه صففحيح وإسففناده على شرط الصففحيح فهذا مففن‬
‫الغلط الذي ل ريب فيه كما هو مبين في غير هذا الموضع ‪.‬‬

‫ولم يستحب أحد من أئمة المسلمين الغتسال يوم عاشوراء ول‬


‫الكحففففل فيففففه والخضاب وأمثال ذلك ول ذكره أحففففد مففففن علماء‬
‫المسلمين الذين يقتدى بهم ويرجع إليهم في معرفة ما أمر الله به‬
‫ونهفى عنفه ول فعفل ذلك رسفول الله صفلى الله عليفه وسفلم ‪ .‬ول أبفو‬
‫بكر ول عمر ول عثمان ول علي ‪.‬‬

‫ول ذكفر مثفل هذا الحديفث ففي شيفء مفن الدواويفن التفي صفنفها‬
‫علماء الحديث ل في المسندات ‪ :‬كمسند أحمد وإسحاق وأحمد بن‬
‫منيع الحميدي والدالني وأبو يعلى الموصلي ; وأمثالها ‪.‬‬

‫ول في المصنفات على البواب ‪ :‬كالصحاح ; والسنن ‪.‬‬

‫ول في الكتب المصنفة الجامعة للمسند والثار مثل موطأ مالك‬


‫ووكيع وعبد الرزاق وسعيد بن منصور ; وابن أبي شيبة ; وأمثالها ‪.‬‬

‫ثفم إن أهفل الهواء ظنفت أن مفن يفعفل هذا أنفه يفعله على سفبيل‬
‫نصففب العداوة لهففل البيففت والشتفاء منهففم فعارضهففم مففن تسففنن‬
‫وأجاب عفن ذلك بإجابفة بيفن فيهفا براءتهفم مفن النصفب واسفتحقاقهم‬
‫لموالة أهل البيت وأنهم أحق بذلك من غيرهم ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وهذا حق ‪.‬‬

‫لكففن دخلت عليهففم الشبهففة والغلط فففي ظنهففم أن هذه الفعال‬


‫حسفنة مسفتحبة والله أعلم بمفن ابتدأ وضفع ذلك وابتداعفه هفل كان‬
‫قصفده عداوة أهفل البيفت أو عداوة غيرهفم ؟ فالهدى بغيفر هدى مفن‬
‫الله ‪ -‬أو غير ذلك ‪ -‬ضللة ‪.‬‬

‫ونحفن علينفا أن نتبفع مفا أنزل إلينفا مفن ربنفا مفن الكتاب والحكمفة‬
‫ونلزم الصففراط المسففتقيم ; صففراط الذيففن أنعففم الله عليهففم ; مففن‬
‫النففبيين والصففديقين والشهداء ; والصففالحين ‪ ،‬ونعتصففم بحبففل الله‬
‫جميعفا ول نتفرق ; ونأمفر بمفا أمفر الله بفه وهفو " المعروف " وننهفى‬
‫عما نهى عنه وهو " المنكر " ; وأن نتحرى الخلص لله في أعمالنا‬
‫; فإن هذا هو دين " السلم " ‪.‬‬

‫قال الله تعالى ‪ (( :‬بلى مففن أسففلم وجهففه لله وهففو محسففن فله‬
‫أجره عند ربه ول خوف عليهم ول هم يحزنون )) ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪ (( :‬ومففن أحسففن دينففا ممففن أسففلم وجهففه لله وهففو‬
‫محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليل )) ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪ (( :‬وإذا فعلوا فاحشفة قالوا وجدنفا عليهفا آباءنفا والله‬
‫أمرنففا بهففا قففل إن الله ل يأمففر بالفحشاء أتقولون على الله مففا ل‬
‫تعلمون ‪ ،‬قفل أمفر ربفي بالقسفط وأقيموا وجوهكفم عنفد كفل مسفجد‬
‫وادعوه مخلصفين له الديفن كمفا بدأكفم تعودون ‪ ،‬فريقفا هدى وفريقفا‬
‫حففق عليهففم الضللة إنهففم اتخذوا الشياطيففن أولياء مففن دون الله‬
‫ويحسبون أنهم مهتدون )) ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪ (( :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ول تموتن‬
‫إل وأنتففم مسففلمون )) – إلى قوله – (( يوم تففبيض وجوه وتسففود‬
‫وجوه )) ‪ ،‬قال ابففن عباس ‪ :‬تففبيض وجوه أهففل السففنة والجماعففة‬
‫وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪ (( :‬إن الذيفن فرقوا دينهفم وكانوا شيعفا لسفت منهفم‬
‫في شيء )) ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫وقال تعالى ‪ (( :‬ومفففا أمروا إل ليعبدوا الله مخلصفففين له الديفففن‬
‫حنفاء ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) ‪.‬‬
‫(عنوان ‪ 3‬المشاهفد المضاففة إلى كثيفر مفن النفبياء و غيرهفم هفي‬
‫كذب )‬

‫وليس الكذب في هذا المشهد وحده ; بل المشاهد المضافة إلى‬


‫النبياء وغيرهم كذب ‪.‬‬

‫مثل القبر الذي يقال له " قبر نوح " قريب من بعلبك في سفح‬
‫جبل لبنان ‪.‬‬

‫ومثفل القفبر الذي ففي قبلة مسفجد جامفع دمشفق الذي يقال له "‬
‫قبر هود " فإنما هو قبر معاوية بن أبي سفيان ‪.‬‬

‫ومثل القبر الذي في شرقي دمشق الذي يقال له " قبر أبي بن‬
‫كعب " فإن أبيا لم يقدم دمشق باتفاق العلماء ‪.‬‬

‫وكذلك ما يذكر في دمشق من قبور أزواج النبي صلى الله عليه‬


‫وسلم وإنما توفين بالمدينة النبوية ‪.‬‬

‫وكذلك مفا يذكفر ففي مصفر مفن قفبر " علي بفن الحسفين " أو "‬
‫جعفر الصادق " أو نحو ذلك هو كذب باتفاق أهل العلم ‪.‬‬

‫فإن علي بفن الحسفين وجعفرا الصفادق إنمفا توفيفا بالمدينفة وقفد‬
‫قال عبففد العزيففز الكنانففي ‪ - :‬الحديففث المعروف ‪ -‬ليففس فففي قبور‬
‫النبياء ما ثبت إل قبر " نبينا " قال غيره ‪ :‬وقبر " الخليل " أيضا ‪.‬‬

‫سبب الضطراب في تحديد بعض أمكنة القبور‬

‫وسبب اضطراب أهل العلم بأمفر القبور أن ضبط ذلك ليفس مفن‬
‫الديفن فإن النفبي صفلى الله عليفه وسفلم قفد نهفى أن تتخفذ القبور‬
‫مساجد فلما لم يكن معرفة ذلك من الدين لم يجب ضبطه ‪.‬‬

‫فأمفا العلم الذي بعفث الله بفه نفبيه صفلى الله عليفه وسفلم فإنفه‬

‫‪13‬‬
‫مضبوط ومحروس كمفا قال تعالى ‪ (( :‬إنفا نحفن نزلنفا الذكفر وإنفا له‬
‫لحافظون )) ‪.‬‬

‫وفففي الصففحاح عنففه صففلى الله عليففه وسففلم أنففه قال ‪ " :‬ل تزال‬
‫طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ل يضرهم من خالفهم ول من‬
‫خذلهم حتى تقوم الساعة " ‪.‬‬

‫وأصصصل هذا الكذب هصصو الضلل والبتداع والشرك فإن‬


‫الضلل ظنوا أن شد الرحال إلى هذه المشاهد ; والصلة‬
‫عندهصا والدعاء والنذر لهصا وتقبيلهصا واسصتلمها وغيصر ذلك‬
‫مصن أعمال البر والديصن حتصى رأيصت كتابصا كصبيرا قصد صصنفه‬
‫بعض أئمة الرافضة " محمد بن النعمان " الملقب بالشيخ‬
‫المفيصد شيصخ الملقصب بالمرتضصى وأبصي جعفصر الطوسصي‬
‫سصماه " الحصج إلى زيارة المشاهصد " ذكصر فيصه مصن الثار‬
‫عصن النصبي صصلى الله عليصه وسصلم وأهصل بيتصه وزيارة هذه‬
‫المشاهد والحج إليها ما لم يذكر مثله في الحج إلى بيت‬
‫الله الحرام ‪.‬‬

‫وعامفة مفا ذكره مفن أوضفح الكذب وأبيفن البهتان حتفى أنفي رأيفت‬
‫ففي ذلك مفن الكذب والبهتان أكثفر ممفا رأيتفه مفن الكذب ففي كثيفر‬
‫من كتب اليهود والنصارى ‪.‬‬

‫وهذا إنمفففا ابتدعفففه وافتراه ففففي الصفففل قوم مفففن المنافقيفففن‬


‫والزنادقة ; ليصدوا به الناس عن سبيل الله ‪ ،‬ويفسدوا عليهم دين‬
‫السفلم وابتدعوا لهفم أصفل الشرك المضاد لخلص الديفن لله كمفا‬
‫ذكره ابفن عباس وغيره مفن السفلف ففي قوله تعالى عفن قوم نوح ‪:‬‬
‫(( وقالوا ل تذرن آلهتكم ول تذرن ودا ول سواعا ول يغوث ويعوق‬
‫ونسرا ‪ ،‬وقد أضلوا كثيرا )) ‪ ،‬قالوا ‪ :‬هذه أسماء قوم صالحين كانوا‬
‫في قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ‪.‬‬

‫وقفد ذكفر ذلك البخاري ففي صفحيحه وبسفطه وبينفه ففي أول كتابفه‬
‫في قصص النبياء وغيرها ‪.‬‬

‫ولهذا صنف طائفة من الفلسفة الصابئين المشركين في تقرير‬


‫هذا الشرك مفففا صفففنفوه واتفقوا هفففم والقرامطفففة الباطنيفففة على‬
‫‪14‬‬
‫المحادة لله ولرسوله حتى فتنوا أمما كثيرة وصدوهم عن دين الله‬
‫‪.‬‬
‫وأقفل مفا صفار شعارا لهفم تعطيفل المسفاجد وتعظيفم المشاهفد‬
‫فإنهفم يأتون مفن تعظيفم المشاهفد وحجهفا والشراك بهفا مفا لم يأمفر‬
‫الله بففه ول رسففوله ول أحففد مففن أئمففة الديففن ; بففل نهففى الله عنففه‬
‫ورسوله عباده المؤمنين ‪.‬‬

‫وأما المساجد التي أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه فيخربونها‬
‫فتارة ل يصفلون جمعفة ول جماعفة بناء على مفا أصفلوه مفن شعفب‬
‫النفاق وهففو أن الصففلة ل تصففح إل خلف معصففوم ونحففو ذلك مففن‬
‫ضللتهم ‪.‬‬

‫أول من ابتدع القول بعصمة علي و النص عليه‬

‫وأول مفن ابتدع القول بالعصفمة لعلي وبالنفص عليفه ففي الخلففة‬
‫هففو رأس هؤلء المنافقيففن " عبففد الله بففن سففبأ " الذي كان يهوديففا‬
‫فأظهففر السففلم وأراد فسففاد ديففن السففلم كمففا أفسففد بولص ديففن‬
‫النصفارى وقفد أراد أميفر المؤمنيفن علي بفن أبفي طالب قتفل هذا لمفا‬
‫بلغفه أنفه يسفب أبفا بكفر وعمفر حتفى هرب منفه كمفا أن عليفا حرق‬
‫الغاليفة الذيفن ادعوا فيفه اللهيفة وقال ففي المفضلة ‪ :‬ل أوتفى بأحفد‬
‫يفضلني على أبي بكر وعمر إل جلدته جلد المفتري ‪.‬‬

‫فهؤلء الضالون المفترون أتباع الزنادقففففففففة المنافقون يعطلون‬


‫شعار السلم وقيام عموده وأعظمه سنن الهدى التي سنها رسول‬
‫الله صفلى الله عليفه وسفلم ; بمثفل هذا الففك والبهتان فل يصفلون‬
‫جمعة ول جماعة ‪.‬‬

‫ومن يعتقد هذا فقد يسوي بين المشاهد والمساجد حتى يجعل‬
‫العبادة كالصفلة والدعاء والقراءة والذكفر وغيفر ذلك مشروعفا عنفد‬
‫المقابر كما هو مشروع في المساجد ‪.‬‬

‫وربمففا فضففل بحاله أو بقاله العبادة عنففد القبور والمشاهففد على‬


‫العبادة ففي بيوت الله التفي هفي المسفاجد حتفى تجفد أحدهفم إذا أراد‬
‫الجتهاد في الدعاء والتوبة ونحو ذلك قصد قبر من يعظمه كشيخه‬
‫أو غير شيخه فيجتهد عنده في الدعاء والتضرع والخشوع والرقة ما‬

‫‪15‬‬
‫ل يفعله مثله فففي المسففاجد ول فففي السففحار ول فففي سففجوده لله‬
‫الواحد القهار ‪.‬‬

‫وقفد آل المفر بكثيفر مفن جهالهفم إلى أن صفاروا يدعون الموتفى‬


‫ويستغيثون بهم كما تستغيث النصارى بالمسيح وأمه ‪.‬‬

‫فيطلبون مفن الموات تفريفج الكربات وتيسفير الطلبات والنصفر‬


‫على العداء ورفع المصائب والبلء وأمثال ذلك مما ل يقدر عليه إل‬
‫رب الرض والسماء حتى أن أحدهم إذا أراد الحج لم يكن أكثر همه‬
‫الفرض الذي فرضه الله عليه وهو حج بيت الله الحرام وهو شعار‬
‫الحنيفية ملة إبراهيم إمام أهل دين الله بل يقصد المدينة ‪.‬‬

‫ول يقصفد مفا رغفب فيفه النفبي صفلى الله عليفه وسفلم مفن الصفلة‬
‫ففي مسفجده حيفث قال ففي الحديفث الصفحيح ‪" :‬صفلة ففي مسفجدي‬
‫هذا خير من ألف صلة فيما سواه إل المسجد الحرام " ‪.‬‬

‫ول يهتفم بمفا أمفر الله بفه مفن الصفلة والسفلم على رسفوله حيفث‬
‫كان ومفن طاعفة أمره واتباع سفنته وتعزيره وتوقيره وهفو أن يكون‬
‫أحفب إليفه مفن أهله وماله والناس أجمعيفن بفل أن يكون أحفب إليفه‬
‫من نفسه ‪.‬‬

‫بل يقصد من زيارة قبره أو قبر غيره ما لم يأمر الله به ورسوله‬


‫ول فعله أصحابه ول استحسنه أئمة الدين ‪.‬‬

‫وربمفا كان مقصفوده بالحفج مفن زيارة قفبره أكثفر مفن مقصفوده‬
‫بالحج ‪.‬‬
‫وربما سوى بين القصدين ‪.‬‬
‫وكل هذا ضلل عن الدين باتفاق المسلمين ‪.‬‬
‫النهي عن السفر لزيارة قبر هو رأي جمهور العلماء‬

‫بل نفس السفر لزيارة قبر من القبور ‪ -‬قبر نبي أو غيره ‪ -‬منهي‬
‫عنفه عنفد جمهور العلماء حتفى أنهفم ل يجوزون قصفد الصفلة فيفه بناء‬
‫على أنففه سفففر معصففية لقوله الثابففت فففي الصففحيحين ‪ " :‬ل تشففد‬
‫الرحال إل إلى ثلثفة مسفاجد ‪ :‬المسفجد الحرام والمسفجد القصفى‬
‫ومسجدي هذا " وهو أعلم الناس بمثل هذه المسألة ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وكل حديث يروى في زيارة القبر فهو ضعيف بل موضوع بل قد‬
‫كره مالك وغيره من أئمة المدينة أن يقول القائل ‪ :‬زرت قبر النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫وإنما المسنون السلم عليه إذا أتى قبره صلى الله عليه وسلم‬
‫وكمفا كان الصفحابة والتابعون يفعلون إذا أتوا قفبره ; كمفا هفو مذكور‬
‫في غير هذا الموضع ‪.‬‬

‫ومفن ذلك الطواف بغيفر الكعبفة وقفد اتففق المسفلمون على أنفه ل‬
‫يشرع الطواف إل بالبيففت المعمور فل يجوز الطواف بصففخرة بيففت‬
‫المقدس ول بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم ول بالقبة التي في‬
‫جبل عرفات ول غير ذلك ‪.‬‬

‫وكذلك اتفق المسلمون على أنه ل يشرع الستلم ول التقبيل إل‬


‫للركنين اليمانيين ; فالحجر السود يستلم ويقبل واليماني يستلم ‪.‬‬
‫وقد قيل ‪ :‬إنه يقبل وهو ضعيف ‪.‬‬

‫وأمففا غيففر ذلك فل يشرع اسففتلمه ول تقففبيله ; كجوانففب البيففت‬


‫والركنيففن الشامييففن ; ومقام إبراهيففم والصففخرة والحجرة النبويففة‬
‫وسائر قبور النبياء والصالحين ‪.‬‬

‫تحذير النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن يقع لمته ما وقع لليهود و النصارى‬

‫وففي الصفحيحين عفن أبفي هريرة رضفي الله عنفه عفن النفبي صفلى‬
‫الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور‬
‫أنبيائهم مساجد " وفي رواية لمسلم ‪ " :‬لعن الله اليهود والنصارى‬
‫; اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ‪.‬‬

‫وففي الصفحيحين أيضفا عفن عائشفة وابفن عباس قال ‪ " :‬لمفا نزل‬
‫برسففول الله صفلى الله عليفه وسفلم طففق يطرح خميصفة له على‬
‫وجهه ‪ :‬فإذا اغتم بها كشفها عنه وجهه ; فقال وهو كذلك ‪ :‬لعن الله‬
‫اليهود والنصارى ; اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر ما صنعوا ‪.‬‬

‫وفي الصحيحين أيضا عن عائشة قالت ‪ :‬قال رسول الله صلى‬


‫الله عليفه وسفلم ففي مرضفه الذي لم يقفم منفه ‪ " :‬لعفن الله اليهود‬

‫‪17‬‬
‫والنصفارى اتخذوا قبور أنفبيائهم مسفاجد " ولول ذلك أبرز قفبره غيفر‬
‫أنه خشي أن يتخذ مسجدا ‪.‬‬

‫وفففي صففحيح مسففلم عففن جندب بففن عبففد الله قال ‪ " :‬سففمعت‬
‫رسفول الله صفلى الله عليفه وسفلم قبفل موتفه بخمفس وهفو يقول ‪:‬‬
‫إنفي أبرأ إلى الله أن يكون لي منكفم خليفل ; فإن الله اتخذنفي خليل‬
‫كمفا اتخفذ إبراهيفم خليل ولو كنفت متخذا مفن أمتفي خليل لتخذت أبفا‬
‫بكر خليل أل وإن من كان قبلكم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد أل فل‬
‫تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك " ‪.‬‬

‫وففي صفحيح مسفلم عفن أبفي مرثفد الغنوي أن رسفول الله صفلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تجلسوا على القبور ول تصلوا إليها " ‪.‬‬

‫وعفن أبفي سفعيد الخدري ‪ -‬رضفي الله عنفه ‪ -‬قال ‪ :‬قال رسفول‬
‫الله صففلى الله عليففه وسففلم ‪ " :‬الرض كلهففا مسففجد إل المقففبرة‬
‫والحمام " رواه أهففل السففنن ; كأبففي داود والترمذي وابففن ماجففه‬
‫وعلله بعضهم بأنه روي مرسل وصححه الحافظ ‪.‬‬

‫وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت ‪ " :‬لما اشتكى‬
‫النفبي صفلى الله عليفه وسفلم ذكفر له بعفض نسفائه أنهفا رأت كنيسفة‬
‫بأرض الحبشة يقال لها ‪ :‬مارية ‪.‬‬
‫وكانت أم سلمة وأم حبيبة أتيا أرض الحبشة ; فذكرتا من حسنها‬
‫وتصاوير فيها ‪.‬‬
‫فرفع رأسه فقال ‪ :‬أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على‬
‫قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله "‬
‫‪.‬‬

‫وعففن ابففن عباس ‪ -‬رضففي الله عنففه ‪ -‬قال ‪ " :‬لعففن رسففول الله‬
‫صفلى الله عليفه وسفلم زوارات القبور والمتخذيفن عليهفا المسفاجد‬
‫والسفرج " ‪ .‬رواه أهفل السفنن كأبفي داود والنسفائي والترمذي وقال‬
‫حديث حسن وفي بعض النسخ صحيح ‪.‬‬

‫وففي موطفأ مالك عفن النفبي صفلى الله عليفه وسفلم أنفه قال ‪" :‬‬
‫اللهم ل تجعل قبري وثنا يعبد " ; وفي سنن أبي داود عنه أنه قال ‪:‬‬
‫" ل تتخذوا قبري عيدا ول تتخذوا بيوتكم مقابر " ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫وأمفا العبادات ففي المسفاجد ‪ :‬كالصفلة والقراءة والدعاء ‪ ،‬ونحفو‬
‫ذلك فقد قال تعالى ‪ (( :‬ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر‬
‫فيها اسمه وسعى في خرابها )) ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪ (( :‬إنمففا يعمففر مسففاجد الله مففن آمففن بالله واليوم‬
‫الخر وأقام الصلة )) الية ‪...‬‬

‫وقال تعالى ‪ (( :‬قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل‬
‫مسجد )) الية ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪ (( .‬وأن المساجد لله فل تدعوا مع الله أحدا )) ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪ (( :‬في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ))‬
‫الية ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪ (( :‬ول تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد )) ‪.‬‬

‫وففي الصفحيحين عنفه صفلى الله عليفه وسفلم أنفه قال ‪ " :‬صفلة‬
‫الرجفل ففي المسفجد تفضفل على صفلته ففي بيتفه وسفوقه بخمفس‬
‫وعشريففن درجففة ‪ -‬وفففي لفففظ ‪ -‬صففلة الجماعففة أفضففل مففن صففلة‬
‫أحدكم بخمس وعشرين درجة " ‪.‬‬

‫وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ " :‬أثقل الصلة‬
‫على المنافقيفن صفلة العشاء وصفلة الفجفر ولو يعلمون مفا فيهمفا‬
‫لتوهمفا ولو حبوا ولقفد هممفت أن آمفر بالصفلة فتقام ثفم آمفر رجل‬
‫فيصفلي بالناس ثفم أنطلق برجال معفي معهفم حزم مفن حطفب إلى‬
‫قوم ل يشهدون الصلة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار " ‪.‬‬

‫وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬أنه قال ‪" :‬‬
‫أتفى النفبي صفلى الله عليفه وسفلم رجفل أعمفى فقال ‪ :‬يفا رسفول الله‬
‫إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله‬
‫عليفه وسفلم أن يرخفص له فيصفلي ففي بيتفه فرخفص له فلمفا ولى‬
‫دعاه فقال ‪ :‬هل تسمع النداء بالصلة ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬فأجب "‬
‫‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫وفيفه أيضفا عفن أبفي سفعيد ‪ -‬رضفي الله عنفه ‪ -‬قال ‪ :‬مفن سفره أن‬
‫يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادي بهن‬
‫فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ‪.‬ولو أنكم‬
‫صفليتم ففي بيوتكفم كمفا يصفلي هذا المتخلف ففي بيتفه لتركتفم سفنة‬
‫نفبيكم ولو تركتفم سفنة نفبيكم لضللتفم ومفا مفن رجفل يتطهفر فيحسفن‬
‫الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إل كتب الله له بكل‬
‫خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها خطيئة ولقد‬
‫رأيتنففا ومففا يتخلف عنهففا إل منافففق معلوم النفاق ولقففد كان الرجففل‬
‫يؤتى به يهادي بين رجلين حتى يقام في الصف ‪.‬‬

‫وهذا باب واسفع قفد نبهنفا بمفا كتبناه على سفبيل الهدى ففي هذا‬
‫المفر الفارق بيفن أهفل التوحيفد الحنفاء أهفل ملة إبراهيفم المتبعيفن‬
‫لديفن الله الذي بعفث بفه رسفله وأنزل بفه كتبفه وبيفن مفن لبفس الحفق‬
‫بالباطل وشاب الحنيفية بالشراك ‪.‬‬

‫قال تعالى ‪ (( :‬واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من‬


‫دون الرحمن آلهة يعبدون )) ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪ (( :‬ومفا أرسفلنا مفن قبلك مفن رسفول إل نوحفي إليفه‬
‫أنه ل إله إل أنا فاعبدون )) ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪ (( :‬ولقففد بعثنففا ففي كففل أمففة رسففول أن اعبدوا الله‬
‫واجتنبوا الطاغوت )) ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪ (( :‬ومفففا أمروا إل ليعبدوا الله مخلصفففين له الديفففن‬


‫حنفاء )) الية ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪ (( :‬فأقفم وجهفك للديفن حنيففا فطرة الله التفي فطفر‬
‫الناس عليهفا ل تبديفل لخلق الله ذلك الديفن القيفم ولكفن أكثفر الناس‬
‫ل يعلمون ‪ ،‬منيفففبين إليفففه واتقوه وأقيموا الصفففلة ول تكونوا مفففن‬
‫المشركيففن ‪ ،‬مففن الذيففن فرقوا دينهففم وكانوا شيعففا كففل حزب بمففا‬
‫لديهم فرحون )) ‪.‬‬

‫والله سبحانه وتعالى أعلم ‪.‬‬


‫‪20‬‬
‫مجموع الفتاوى ‪ 498 / 4‬فما بعدها بتصرف يسير‬

‫‪21‬‬

You might also like