Professional Documents
Culture Documents
هفل صفح عنفد أحفد مفن أهفل العلم والحديفث أو مفن يقتدى بفه ففي
دين السلم أن أمير المؤمنين " علي بن أبي طالب " -رضي الله
عنه -قال :إذا أنا مت فأركبوني فوق ناقتي وسيبوني فأينما بركت
ادفنوني ،فسارت ولم يعلم أحد قبره ؟ فهل صح ذلك أم ل ؟
وهل عرف أحد من أهل العلم أين دفن أم ل ؟
و ما كان سبب قتله ؟
و في أي وقت كان ؟
ومن قتله ؟
ومن قتل الحسين ؟
وما كان سبب قتله ؟
وهل صح أن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم سبوا ؟ وأنهم
أركبوا على البففل عراة ولم يكففن عليهففم مففا يسففترهم فخلق الله
تعالى للبل التي كانوا عليها سنامين استتروا بها ؟
و أن الحسين لما قطع رأسه داروا به في جميع البلد وأنه حمل
إلى دمشفق وحمفل إلى مصفر ودففن بهفا ؟ وأن يزيفد بفن معاويفة هفو
الذي فعل هذا بأهل البيت فهل صح ذلك أم ل ؟
وهل قائل هذه المقالت مبتدع بها في دين الله ؟
وما الذي يجب عليه إذا تحدث بهذا بين الناس ؟
وهل إذا أنكر هذا عليه منكر هل يسمى آمرا بالمعروف ناهيا عن
المنكر أم ل ؟
أفتونا مأجورين وبينوا لنا بيانا شافيا .
كذب رواية إركاب علي رضي الله عنه الدابة بعد موته و الخلف في موضع
قبره
فأجاب :
الحمد لله رب العالمين .
أما ما ذكر من توصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي
الله عنه -إذا مات أركب فوق دابته وتسيب ويدفن حيث تبرك وأنه
فعل ذلك به ; فهذا كذب مختلق باتفاق أهل العلم .
لم يوص علي بشيفء مفن ذلك و ل فعفل بفه شيفء مفن ذلك و لم
1
يذكفر هذا أحفد مفن المعروفيفن بالعلم والعدل وإنمفا يقول ذلك مفن
ينقل عن بعض الكذابين .
قتال علي بن أبي طالب رضي الله عنه للخوارج و إرادتهم قتل بعض الصحابة
و قفد تواترت النصفوص عفن النفبي صفلى الله عليفه وسفلم بذمهفم
خرج مسفلم ففي صفحيحه حديثهفم مفن عشرة أوجفه وخرجفه البخاري
من عدة أوجه وخرجه أصحاب السنن والمساند من أكثر من ذلك .
قال صلى الله عليه وسلم فيهم " :يحقر أحدكم صلته مع صلتهم
وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم ; يقرءون القرآن ل يجاوز
حناجرهفم يمرقون مفن السفلم كمفا يمرق السفهم مفن الرميفة لئن
أدركتهفم لقتلنهفم قتفل عاد -وففي روايفة -أينمفا لقيتموهفم فاقتلوهفم
فإن ففي قتلهفم أجرا لمفن قتلهفم عنفد الله يوم القيامفة يقتلون أهفل
السلم " .
2
بالحففق " فقتلهففم علي -رضففي الله عنففه -بالنهروان و كانوا قففد
اجتمعوا في مكان يقال له " :حروراء " ولهذا يقال لهم الحرورية .
و أرسل إليهم ابن عباس فناظرهم حتى رجع منهم نحو نصفهم
ثففم إن الباقيففن قتلوا " عبففد الله بففن خباب " و أغاروا على سففرح
المسفلمين فأمفر علي الناس بالخروج إلى قتالهفم وروى لهفم أمفر
النفبي صفلى الله عليفه وسفلم بقتالهفم وذكفر العلمفة التفي فيهفم :أن
فيهففم رجل مخدج اليديففن ناقففص اليففد على ثديففه مثففل البضعففة مففن
اللحم تدردر .ولما قتلوا وجد فيهم هذا المنعوت .
فلما اتفق الخوارج -الثلثة -على قتل أمراء المسلمين الثلثة :
قتل عبد الرحمن بن ملجم " عليا " رضي الله عنه يوم الجمعة
سفابع عشفر شهفر رمضان عام أربعيفن اختبفأ له فحيفن خرج لصفلة
الفجفر ضربفه ; وكانفت السفنة أن الخلفاء ونوابهفم المراء الذيفن هفم
ملوك المسلمين هم الذين يصلون بالمسلمين الصلوات الخمس و
الجمع و العيدين والستسقاء والكسوف ونحو ذلك كالجنائز ،فأمير
الحرب هو أمير الصلة الذي هو إمامها .
وأمفففا الذي أراد قتفففل " معاويفففة " فقالوا :إنفففه جرحفففه ،فقال
الطبيب :إنه يمكن علجك لكن ل يبقى لك نسل .
وأمفففا الذي أراد قتفففل " عمرو بفففن العاص " فإن عمرا كان قفففد
استخلف ذلك اليوم رجل -اسمه خارجة -فظن الخارجي أنه عمرو
فقتله فلما تبين له قال :أردت عمرا وأراد الله خارجة فصارت مثل
.
فقيفل إنهفم كتموا قفبر " علي " وقفبر " معاويفة " وقفبر " عمرو "
خوففا عليهفم مفن الخوارج ولهذا دفنوا معاويفة داخفل الحائط القبلي
من المسجد الجامع في قصر المارة الذي كان يقال له الخضراء و
3
هو الذي تسميه العامة قبر " هود " .
و هود باتفاق العلماء لم يجفئ إلى دمشفق بفل قفبره ببلد اليمفن
حيث بعث ; و قيل بمكة حيث هاجر ; ولم يقل أحد :إنه بدمشق .
و أما " معاوية " الذي هو خارج " باب الصغير " فإنه معاوية بن
يزيفد الذي تولى نحفو أربعيفن يومفا وكان فيفه زهفد وديفن ،فعلي دففن
هناك وعفا قبره فلذلك لم يظهر قبره .
وأما المشهد الذي بالنجف فأهل المعرفة متفقون على أنه ليس
بقبر علي بل قيل إنه قبر المغيرة بن شعبة ولم يكن أحد يذكر أن
هذا قففبر علي ول يقصففده أحففد أكثففر مففن ثلثمائة سففنة ; مففع كثرة
المسلمين :من أهل البيت والشيعة وغيرهم وحكمهم بالكوفة .
وإنما اتخذوا ذلك مشهدا في ملك بني بويه -العاجم -بعد موت
علي بأكثر من ثلثمائة سنة ورووا حكاية فيها :أن الرشيد كان يأتي
إلى تلك وأشياء ل تقوم بها حجة .
والحسفين -رضفي الله عنفه ; ولعفن مفن قتله ورضفي بقتله -قتفل
يوم عاشوراء عام إحدى وستين .
وكان الذي حفض على قتله الشمفر بفن ذي الجوشفن صفار يكتفب
في ذلك إلى نائب السلطان على العراق عبيد الله بن زياد ; وعبيد
الله هذا أمر -بمقاتلة الحسين -نائبه عمر بن سعد بن أبي وقاص
بعفد أن طلب الحسفين منهفم مفا طلبفه آحاد المسفلمين لم يجفئ معفه
مقاتلة ; فطلب منهففففم أن يدعوه إلى أن يرجففففع إلى المدينففففة أو
يرسلوه إلى يزيد بن عمه أو يذهب إلى الثغر يقاتل الكفار فامتنعوا
إل أن يسفتأسر لهفم أو يقاتلوه فقاتلوه حتفى قتلوه وطائففة مفن أهفل
بيته وغيرهم .
ثفم حملوا ثقله وأهله إلى يزيفد بفن معاويفة إلى دمشفق ولم يكفن
يزيد أمرهم بقتله ول ظهر منه سرور بذلك ورضى به بل قال كلما
4
فيه ذم لهم .
حيفث نقفل عنفه أنفه قال (( :لقفد كنفت أرضفى مفن طاعفة أهفل
العراق بدون قتل الحسين )) .
وقال (( :لعن الله ابن مرجانة -يعني عبيد الله بن زياد -والله
لو كان بينه وبين الحسين رحم لما قتله )) -يريد بذلك الطعن في
اسفتلحاقه حيفث كان أبوه زياد اسفتلحق حتفى كان ينتسفب إلى أبفي
سفيان صخر بن حرب -وبنو أمية وبنو هاشم كلهما بنو عبد مناف
.
وروي أنفه لمفا قدم على يزيفد ثقفل الحسفين وأهله ظهفر ففي داره
البكاء والصراخ لذلك وأنه أكرم أهله وأنزلهم منزل حسنا وخير ابنه
عليا بين أن يقيم عنده وبين أن يذهب إلى المدينة فاختار المدينة .
والمكان الذي يقال له سجن علي بن الحسين بجامع دمشق باطل
ل أصفل له .لكنفه مفع هذا لم يقفم حفد الله على مفن قتفل الحسفين
رضفي الله عنفه ول انتصفر له بفل قتفل أعوانفه لقامفة ملكفه وقفد نقفل
عنفه أنفه تمثفل ففي قتفل الحسفين بأبيات تقتضفي مفن قائلهفا الكففر
الصريح كقوله :
ول ريب أن " يزيد " تفاوت الناس فيه فطائفة تجعله كافرا ; بل
تجعله هففو وأباه كافريففن ; بففل يكفرون مففع ذلك أبففا بكففر وعمففر
ويكفرون عثمان وجمهور المهاجريفن والنصفار وهؤلء الرافضفة مفن
أجهل خلق الله وأضلهم وأعظمهم كذبا على الله عز وجل ورسوله
والصفحابة والقرابفة وغيرهفم ; فكذبهفم على يزيفد مثفل كذبهفم على
5
أبي بكر وعمر وعثمان ; بل كذبهم على يزيد أهون بكثير .
نقد بعض الروايات المتعلقة بيزيد و مقتل الحسين رضي الله عنه و مكان دفنه
وأمففا حمله إلى الشام إلى يزيففد ،فقصد روي ذلك مصن وجوه
منقطعصة لم يثبصت شيصء منهصا بصل فصي الروايات مصا يدل
على أنها من الكذب المختلق .
فإنفه يذكفر فيهفا أن " يزيفد " جعفل ينكفت بالقضيفب على ثناياه ;
وأن بعفض الصفحابة الذيفن حضروه -كأنفس بفن مالك وأبفي برزة -
أنكر ذلك وهذا تلبيس .
فإن الذي جعففل ينكففت بالقضيففب إنمففا كان عبيففد الله بففن زياد ;
هكذا في الصحيح والمساند .
وإنما جعلوا مكان عبيد الله بن زياد " يزيد " .
وعبيد الله ل ريب أنه أمر بقتله وحمل الرأس إلى بين يديه .
ثفم إن ابفن زياد قتفل بعفد ذلك لجفل ذلك وممفا يوضفح ذلك أن
الصفحابة المذكوريفن كأنفس وأبفي برزة لم يكونوا بالشام وإنمفا كانوا
بالعراق حينئذ وإنما الكذابون جهال بما يستدل به على كذبهم .
وأمففا حمله إلى مصففر فباطففل باتفاق الناس وقففد اتفففق العلماء
كلهففففم على أن هذا المشهففففد الذي بقاهرة مصففففر الذي يقال له "
6
مشهد الحسين " باطل ليس فيه رأس الحسين ول شيء منه .
وإنمفا أحدث ففي أواخفر دولة " بنفي عبيفد الله بفن القداح " الذيفن
كانوا ملوكا بالديار المصرية مائتي عام إلى أن انقرضت دولتهم في
أيام " نور الديففن محمود " وكانوا يقولون إنهففم مففن أولد فاطمففة
ويدعون الشرف وأهففل العلم بالنسففب يقولون ليففس لهففم نسففب
صفففحيح ويقال إن جدهفففم كان ربيفففب الشريفففف الحسفففيني فادعوا
الشرف لذلك .
فأحدث هذا " المشهد " في المائة الخامسة نقل من عسقلن .
والذي رجحففه أهففل العلم فففي موضففع رأس الحسففين بففن علي -
رضفي الله عنهمفا -هفو مفا ذكره الزبيفر بفن بكار ففي كتاب " أنسفاب
قريش " والزبير بن بكار هو من أعلم الناس وأوثقهم في مثل هذا
ذكر أن الرأس حمل إلى المدينة النبوية ودفن هناك وهذا مناسب .
فإن هناك قبر أخيه الحسن وعم أبيه العباس وابنه علي وأمثالهم
.
قال أبففو الخطاب بففن دحيففة -الذي كان يقال له " :ذو النسففبين
بيفن دحيفة والحسفين " ففي كتاب " العلم المشهور ففي فضفل اليام
والشهور " -لما ذكر ما ذكره الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن
أنفه قدم برأس الحسفين وبنفو أميفة مجتمعون عنفد عمرو بفن سفعيد
فسمعوا الصياح
فقالوا :ما هذا ؟
7
فقيل :نساء بني هاشم يبكين حين رأين رأس الحسين بن علي
قال :وأتى برأس الحسين بن علي فدخل به على عمرو فقال :
والله لوددت أن أمير المؤمنين لم يبعث به إلي .
قال ابفن دحيفة :فهذا الثفر يدل أن الرأس حمفل إلى المدينفة ولم
يصففح فيففه سففواه والزبيففر أعلم أهففل النسففب وأفضففل العلماء بهذا
السبب .
قال :ومفا ذكفر مفن أنفه ففي عسفقلن ففي مشهفد هناك فشيفء
باطفل ل يقبله مفن معفه أدنفى مسفكة مفن العقفل والدراك فإن بنفي
أميفة -مفع مفا أظهروه مفن القتفل والعداوة والحقاد -ل يتصفور أن
يبنوا على الرأس مشهدا للزيارة .
هذا ; وأما ما افتعله " بنو عبيد " في أيام إدبارهم وحلول بوارهم
وتعجيل دمارهفم ; في أيام الملقفب " بالقاسم عيسى بن الظاففر "
وهو الذي عقد له بالخلفة وهو ابن خمس سنين وأيام لنه ولد يوم
الجمعة الحادي من المحرم سنة أربع وأربعين وخمسمائة وبويع له
صففبيحة قتففل أبيففه الظافففر يوم الخميففس سففلخ المحرم سففنة تسففع
وأربعيففن وخمسففمائة وله مففن العمففر مففا قدمنففا فل تجوز عقوده ول
عهوده .
وتوففي وله مفن العمفر إحدى عشرة سفنة وسفتة أشهفر وأيام لنفه
توففي لليلة الجمعفة لثلث عشرة ليلة بقيفت مفن رجفب سفنة خمفس
وخمسففين وخمسففمائة فافتعففل فففي أيامففه بناء المشهففد المحدث
بالقاهرة ودخول الرأس مفففففع المشهدي العسفففففقلني أمام الناس
ليتوطفن ففي قلوب العامفة مفا أورد مفن المور الظاهرة وذلك شيفء
افتعففل قصففدا أو نصففب غرضففا وقضوا مففا فففي نفوسففهم لسففتجلب
العامة عرضا و الذي بناه " طلئع بن رزيك " الرافضي .
وقفد ذكره جميفع مفن ألف ففي مقتفل الحسفين أن الرأس المكرم
مفا غرب قفط وهذا الذي ذكره أبفو الخطاب بفن دحيفة ففي أمفر هذا
المشهد وأنه مكذوب مفترى هو أمر متفق عليه عند أهل العلم .
والكلم ففي هذا الباب وأشباهفه متسفع فإنفه بسفبب مقتفل عثمان
ومقتل الحسين وأمثالهما جرت فتن كثيرة ; وأكاذيب وأهواء ; ووقع
8
فيها طوائف من المتقدمين والمتأخرين وكذب على أمير المؤمنين
عثمان وأميففر المؤمنيففن علي بففن أبففي طالب أنواع مففن الكاذيففب
يكذب بعضها شيعتهم ونحوهم ويكذب بعضها مبغضوهم ل سيما بعد
مقتل عثمان فإنه عظم الكذب والهواء .
وقيففل فففي أميففر المؤمنيففن علي بففن أبففي طالب مقالت مففن
الجانبين ; علي بريء منها .
والحسففين رضففي الله عنففه أكرمففه الله تعالى بالشهادة فففي هذا
اليوم وأهان بذلك مفففن قتله أو أعان على قتله أو رضفففي بقتله وله
أسوة حسنة بمن سبقه من الشهداء .
والله سففبحانه قففد شرع السففترجاع عنففد المصففيبة بقوله تعالى :
(( وبشر الصابرين ،الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه
راجعون ،أولئك عليهففم صففلوات مففن ربهففم ورحمففة وأولئك هففم
المهتدون )) .
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " :ما
مفن مسفلم يصفاب بمصفيبة فيقول :إنفا لله وإنفا إليفه راجعون اللهفم
أجرنفي ففي مصفيبتي واخلف لي خيرا منهفا إل آجره الله ففي مصفيبته
واخلف له خيرا منها " .
9
ومن أحسن ما يذكر هنا أنه قد روى المام أحمد وابن ماجه عن
فاطمفة بنفت الحسفين عفن أبيهفا الحسفين -رضفي الله عنفه -قال :
قال رسفول الله صفلى الله عليفه وسفلم " :مفا مفن مسفلم يصفاب
بمصفيبة فيذكفر مصفيبته وإن قدمفت فيحدث عندهفا اسفترجاعا كتفب
الله له مثلها يوم أصيب " هذا حديث رواه عن الحسين ابنته فاطمة
التي شهدت مصرعه .
وقفد علم أن المصفيبة بالحسفين تذكفر مفع تقادم العهفد فكان ففي
محاسفن السفلم أن بلغ هفو هذه السفنة عفن النفبي صفلى الله عليفه
وسففلم وهففو أنففه كلمففا ذكرت هذه المصففيبة يسففترجع لهففا فيكون
للنسان من الجر مثل الجر يوم أصيب بها المسلمون .
وأمفا مفن فعفل مفع تقادم العهفد بهفا مفا نهفى عنفه النفبي صفلى الله
عليفه وسفلم عنفد حدثان العهفد بالمصفيبة فعقوبتفه أشفد مثفل لطفم
الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية .
وففي الصفحيحين عفن أبفي موسفى الشعري -رضفي الله عنفه -
قال " :أنا بريء مما برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
رسفول الله صفلى الله عليفه وسفلم بريفء مفن الحالقفة ; والصفالقة ;
والشاقة " .
وففي صفحيح مسفلم عفن أبفي مالك الشعري " :أن رسفول الله
صفلى الله عليفه وسفلم قال :أربفع ففي أمتفي مفن أمفر الجاهليفة ل
يتركونهفن :الفخفر بالحسفاب والطعفن ففي النسفاب والسفتسقاء
بالنجوم والنياحفة على الميفت وقال :النائحفة إذا لم تتفب قبفل موتهفا
تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب " .
فكيفف إذا انضفم إلى ذلك ظلم المؤمنيفن ولعنهفم وسفبهم وإعانفة
10
أهل الشقاق واللحاد على ما يقصدونه للدين من الفساد وغير ذلك
مما ل يحصيه إل الله تعالى .
ول ذكفر مثفل هذا الحديفث ففي شيفء مفن الدواويفن التفي صفنفها
علماء الحديث ل في المسندات :كمسند أحمد وإسحاق وأحمد بن
منيع الحميدي والدالني وأبو يعلى الموصلي ; وأمثالها .
ثفم إن أهفل الهواء ظنفت أن مفن يفعفل هذا أنفه يفعله على سفبيل
نصففب العداوة لهففل البيففت والشتفاء منهففم فعارضهففم مففن تسففنن
وأجاب عفن ذلك بإجابفة بيفن فيهفا براءتهفم مفن النصفب واسفتحقاقهم
لموالة أهل البيت وأنهم أحق بذلك من غيرهم .
11
وهذا حق .
ونحفن علينفا أن نتبفع مفا أنزل إلينفا مفن ربنفا مفن الكتاب والحكمفة
ونلزم الصففراط المسففتقيم ; صففراط الذيففن أنعففم الله عليهففم ; مففن
النففبيين والصففديقين والشهداء ; والصففالحين ،ونعتصففم بحبففل الله
جميعفا ول نتفرق ; ونأمفر بمفا أمفر الله بفه وهفو " المعروف " وننهفى
عما نهى عنه وهو " المنكر " ; وأن نتحرى الخلص لله في أعمالنا
; فإن هذا هو دين " السلم " .
قال الله تعالى (( :بلى مففن أسففلم وجهففه لله وهففو محسففن فله
أجره عند ربه ول خوف عليهم ول هم يحزنون )) .
وقال تعالى (( :ومففن أحسففن دينففا ممففن أسففلم وجهففه لله وهففو
محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليل )) .
وقال تعالى (( :وإذا فعلوا فاحشفة قالوا وجدنفا عليهفا آباءنفا والله
أمرنففا بهففا قففل إن الله ل يأمففر بالفحشاء أتقولون على الله مففا ل
تعلمون ،قفل أمفر ربفي بالقسفط وأقيموا وجوهكفم عنفد كفل مسفجد
وادعوه مخلصفين له الديفن كمفا بدأكفم تعودون ،فريقفا هدى وفريقفا
حففق عليهففم الضللة إنهففم اتخذوا الشياطيففن أولياء مففن دون الله
ويحسبون أنهم مهتدون )) .
وقال تعالى (( :يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ول تموتن
إل وأنتففم مسففلمون )) – إلى قوله – (( يوم تففبيض وجوه وتسففود
وجوه )) ،قال ابففن عباس :تففبيض وجوه أهففل السففنة والجماعففة
وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة .
وقال تعالى (( :إن الذيفن فرقوا دينهفم وكانوا شيعفا لسفت منهفم
في شيء )) .
12
وقال تعالى (( :ومفففا أمروا إل ليعبدوا الله مخلصفففين له الديفففن
حنفاء ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) .
(عنوان 3المشاهفد المضاففة إلى كثيفر مفن النفبياء و غيرهفم هفي
كذب )
مثل القبر الذي يقال له " قبر نوح " قريب من بعلبك في سفح
جبل لبنان .
ومثفل القفبر الذي ففي قبلة مسفجد جامفع دمشفق الذي يقال له "
قبر هود " فإنما هو قبر معاوية بن أبي سفيان .
ومثل القبر الذي في شرقي دمشق الذي يقال له " قبر أبي بن
كعب " فإن أبيا لم يقدم دمشق باتفاق العلماء .
وكذلك مفا يذكفر ففي مصفر مفن قفبر " علي بفن الحسفين " أو "
جعفر الصادق " أو نحو ذلك هو كذب باتفاق أهل العلم .
فإن علي بفن الحسفين وجعفرا الصفادق إنمفا توفيفا بالمدينفة وقفد
قال عبففد العزيففز الكنانففي - :الحديففث المعروف -ليففس فففي قبور
النبياء ما ثبت إل قبر " نبينا " قال غيره :وقبر " الخليل " أيضا .
وسبب اضطراب أهل العلم بأمفر القبور أن ضبط ذلك ليفس مفن
الديفن فإن النفبي صفلى الله عليفه وسفلم قفد نهفى أن تتخفذ القبور
مساجد فلما لم يكن معرفة ذلك من الدين لم يجب ضبطه .
فأمفا العلم الذي بعفث الله بفه نفبيه صفلى الله عليفه وسفلم فإنفه
13
مضبوط ومحروس كمفا قال تعالى (( :إنفا نحفن نزلنفا الذكفر وإنفا له
لحافظون )) .
وفففي الصففحاح عنففه صففلى الله عليففه وسففلم أنففه قال " :ل تزال
طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ل يضرهم من خالفهم ول من
خذلهم حتى تقوم الساعة " .
وعامفة مفا ذكره مفن أوضفح الكذب وأبيفن البهتان حتفى أنفي رأيفت
ففي ذلك مفن الكذب والبهتان أكثفر ممفا رأيتفه مفن الكذب ففي كثيفر
من كتب اليهود والنصارى .
وقفد ذكفر ذلك البخاري ففي صفحيحه وبسفطه وبينفه ففي أول كتابفه
في قصص النبياء وغيرها .
وأما المساجد التي أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه فيخربونها
فتارة ل يصفلون جمعفة ول جماعفة بناء على مفا أصفلوه مفن شعفب
النفاق وهففو أن الصففلة ل تصففح إل خلف معصففوم ونحففو ذلك مففن
ضللتهم .
وأول مفن ابتدع القول بالعصفمة لعلي وبالنفص عليفه ففي الخلففة
هففو رأس هؤلء المنافقيففن " عبففد الله بففن سففبأ " الذي كان يهوديففا
فأظهففر السففلم وأراد فسففاد ديففن السففلم كمففا أفسففد بولص ديففن
النصفارى وقفد أراد أميفر المؤمنيفن علي بفن أبفي طالب قتفل هذا لمفا
بلغفه أنفه يسفب أبفا بكفر وعمفر حتفى هرب منفه كمفا أن عليفا حرق
الغاليفة الذيفن ادعوا فيفه اللهيفة وقال ففي المفضلة :ل أوتفى بأحفد
يفضلني على أبي بكر وعمر إل جلدته جلد المفتري .
ومن يعتقد هذا فقد يسوي بين المشاهد والمساجد حتى يجعل
العبادة كالصفلة والدعاء والقراءة والذكفر وغيفر ذلك مشروعفا عنفد
المقابر كما هو مشروع في المساجد .
15
ل يفعله مثله فففي المسففاجد ول فففي السففحار ول فففي سففجوده لله
الواحد القهار .
ول يقصفد مفا رغفب فيفه النفبي صفلى الله عليفه وسفلم مفن الصفلة
ففي مسفجده حيفث قال ففي الحديفث الصفحيح " :صفلة ففي مسفجدي
هذا خير من ألف صلة فيما سواه إل المسجد الحرام " .
ول يهتفم بمفا أمفر الله بفه مفن الصفلة والسفلم على رسفوله حيفث
كان ومفن طاعفة أمره واتباع سفنته وتعزيره وتوقيره وهفو أن يكون
أحفب إليفه مفن أهله وماله والناس أجمعيفن بفل أن يكون أحفب إليفه
من نفسه .
وربمفا كان مقصفوده بالحفج مفن زيارة قفبره أكثفر مفن مقصفوده
بالحج .
وربما سوى بين القصدين .
وكل هذا ضلل عن الدين باتفاق المسلمين .
النهي عن السفر لزيارة قبر هو رأي جمهور العلماء
بل نفس السفر لزيارة قبر من القبور -قبر نبي أو غيره -منهي
عنفه عنفد جمهور العلماء حتفى أنهفم ل يجوزون قصفد الصفلة فيفه بناء
على أنففه سفففر معصففية لقوله الثابففت فففي الصففحيحين " :ل تشففد
الرحال إل إلى ثلثفة مسفاجد :المسفجد الحرام والمسفجد القصفى
ومسجدي هذا " وهو أعلم الناس بمثل هذه المسألة .
16
وكل حديث يروى في زيارة القبر فهو ضعيف بل موضوع بل قد
كره مالك وغيره من أئمة المدينة أن يقول القائل :زرت قبر النبي
صلى الله عليه وسلم .
وإنما المسنون السلم عليه إذا أتى قبره صلى الله عليه وسلم
وكمفا كان الصفحابة والتابعون يفعلون إذا أتوا قفبره ; كمفا هفو مذكور
في غير هذا الموضع .
ومفن ذلك الطواف بغيفر الكعبفة وقفد اتففق المسفلمون على أنفه ل
يشرع الطواف إل بالبيففت المعمور فل يجوز الطواف بصففخرة بيففت
المقدس ول بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم ول بالقبة التي في
جبل عرفات ول غير ذلك .
تحذير النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن يقع لمته ما وقع لليهود و النصارى
وففي الصفحيحين عفن أبفي هريرة رضفي الله عنفه عفن النفبي صفلى
الله عليه وسلم أنه قال " :قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور
أنبيائهم مساجد " وفي رواية لمسلم " :لعن الله اليهود والنصارى
; اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " .
وففي الصفحيحين أيضفا عفن عائشفة وابفن عباس قال " :لمفا نزل
برسففول الله صفلى الله عليفه وسفلم طففق يطرح خميصفة له على
وجهه :فإذا اغتم بها كشفها عنه وجهه ; فقال وهو كذلك :لعن الله
اليهود والنصارى ; اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر ما صنعوا .
17
والنصفارى اتخذوا قبور أنفبيائهم مسفاجد " ولول ذلك أبرز قفبره غيفر
أنه خشي أن يتخذ مسجدا .
وفففي صففحيح مسففلم عففن جندب بففن عبففد الله قال " :سففمعت
رسفول الله صفلى الله عليفه وسفلم قبفل موتفه بخمفس وهفو يقول :
إنفي أبرأ إلى الله أن يكون لي منكفم خليفل ; فإن الله اتخذنفي خليل
كمفا اتخفذ إبراهيفم خليل ولو كنفت متخذا مفن أمتفي خليل لتخذت أبفا
بكر خليل أل وإن من كان قبلكم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد أل فل
تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك " .
وففي صفحيح مسفلم عفن أبفي مرثفد الغنوي أن رسفول الله صفلى
الله عليه وسلم قال " :ل تجلسوا على القبور ول تصلوا إليها " .
وعفن أبفي سفعيد الخدري -رضفي الله عنفه -قال :قال رسفول
الله صففلى الله عليففه وسففلم " :الرض كلهففا مسففجد إل المقففبرة
والحمام " رواه أهففل السففنن ; كأبففي داود والترمذي وابففن ماجففه
وعلله بعضهم بأنه روي مرسل وصححه الحافظ .
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت " :لما اشتكى
النفبي صفلى الله عليفه وسفلم ذكفر له بعفض نسفائه أنهفا رأت كنيسفة
بأرض الحبشة يقال لها :مارية .
وكانت أم سلمة وأم حبيبة أتيا أرض الحبشة ; فذكرتا من حسنها
وتصاوير فيها .
فرفع رأسه فقال :أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على
قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله "
.
وعففن ابففن عباس -رضففي الله عنففه -قال " :لعففن رسففول الله
صفلى الله عليفه وسفلم زوارات القبور والمتخذيفن عليهفا المسفاجد
والسفرج " .رواه أهفل السفنن كأبفي داود والنسفائي والترمذي وقال
حديث حسن وفي بعض النسخ صحيح .
وففي موطفأ مالك عفن النفبي صفلى الله عليفه وسفلم أنفه قال " :
اللهم ل تجعل قبري وثنا يعبد " ; وفي سنن أبي داود عنه أنه قال :
" ل تتخذوا قبري عيدا ول تتخذوا بيوتكم مقابر " .
18
وأمفا العبادات ففي المسفاجد :كالصفلة والقراءة والدعاء ،ونحفو
ذلك فقد قال تعالى (( :ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر
فيها اسمه وسعى في خرابها )) .
وقال تعالى (( :إنمففا يعمففر مسففاجد الله مففن آمففن بالله واليوم
الخر وأقام الصلة )) الية ...
وقال تعالى (( :قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل
مسجد )) الية .
وقال تعالى (( :في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ))
الية .
وففي الصفحيحين عنفه صفلى الله عليفه وسفلم أنفه قال " :صفلة
الرجفل ففي المسفجد تفضفل على صفلته ففي بيتفه وسفوقه بخمفس
وعشريففن درجففة -وفففي لفففظ -صففلة الجماعففة أفضففل مففن صففلة
أحدكم بخمس وعشرين درجة " .
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " :أثقل الصلة
على المنافقيفن صفلة العشاء وصفلة الفجفر ولو يعلمون مفا فيهمفا
لتوهمفا ولو حبوا ولقفد هممفت أن آمفر بالصفلة فتقام ثفم آمفر رجل
فيصفلي بالناس ثفم أنطلق برجال معفي معهفم حزم مفن حطفب إلى
قوم ل يشهدون الصلة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار " .
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه -أنه قال " :
أتفى النفبي صفلى الله عليفه وسفلم رجفل أعمفى فقال :يفا رسفول الله
إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله
عليفه وسفلم أن يرخفص له فيصفلي ففي بيتفه فرخفص له فلمفا ولى
دعاه فقال :هل تسمع النداء بالصلة ؟ قال :نعم .قال :فأجب "
.
19
وفيفه أيضفا عفن أبفي سفعيد -رضفي الله عنفه -قال :مفن سفره أن
يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادي بهن
فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى .ولو أنكم
صفليتم ففي بيوتكفم كمفا يصفلي هذا المتخلف ففي بيتفه لتركتفم سفنة
نفبيكم ولو تركتفم سفنة نفبيكم لضللتفم ومفا مفن رجفل يتطهفر فيحسفن
الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إل كتب الله له بكل
خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها خطيئة ولقد
رأيتنففا ومففا يتخلف عنهففا إل منافففق معلوم النفاق ولقففد كان الرجففل
يؤتى به يهادي بين رجلين حتى يقام في الصف .
وهذا باب واسفع قفد نبهنفا بمفا كتبناه على سفبيل الهدى ففي هذا
المفر الفارق بيفن أهفل التوحيفد الحنفاء أهفل ملة إبراهيفم المتبعيفن
لديفن الله الذي بعفث بفه رسفله وأنزل بفه كتبفه وبيفن مفن لبفس الحفق
بالباطل وشاب الحنيفية بالشراك .
وقال تعالى (( :ومفا أرسفلنا مفن قبلك مفن رسفول إل نوحفي إليفه
أنه ل إله إل أنا فاعبدون )) .
وقال تعالى (( :ولقففد بعثنففا ففي كففل أمففة رسففول أن اعبدوا الله
واجتنبوا الطاغوت )) .
وقال تعالى (( :فأقفم وجهفك للديفن حنيففا فطرة الله التفي فطفر
الناس عليهفا ل تبديفل لخلق الله ذلك الديفن القيفم ولكفن أكثفر الناس
ل يعلمون ،منيفففبين إليفففه واتقوه وأقيموا الصفففلة ول تكونوا مفففن
المشركيففن ،مففن الذيففن فرقوا دينهففم وكانوا شيعففا كففل حزب بمففا
لديهم فرحون )) .
21