Professional Documents
Culture Documents
احمد مفرح*
()1
( ولكنكم روح جديد يسري في قلب هذه المة فيحييه بالقرآن ،ونور جديد
يشرق فيبدد ظلم المادة بمعرفة الله ،وصوت داو يعلو مرددا دعوة
الرسول صلي الله عليه وسلم .ومن الحق الذي ل غلو فيه أن تشعروا
أنكم تحملون هذا العبء بعد أن تخلي عنه الناس ( .
لم يكن أفضل المتفائلين يظن أن دعوة هذا الرجل و كلماته تلك ستكون
واقعا ملموسا على ارض الواقع ،و كيف ل و هو قد بذل جاهدا أن يجعل
كلماته في قلوب رجال يمشون على الرض و ليس رجال يصرخون في
حجر مغلقه.
و قف المام البنا يبث تلك الروح الجديدة في قلوب أنصاره و تابعيه بتلك
الدعوة نبتت شجره المقاومة و ازداد ثباتها و جذورها في العالم السلمي،
بتلك الروح الجديدة تشكلت كلمه " كرامه " و عادت كلمه " رجولة " و
ظهرت كلمه " نخوة " من جديد أتت من جراح البرياء و من شهود
الشهداء و من وقوف المظلوم أمام الظالم .
()2
و كلمة مقاومة هي الكثر ظهورا وتميزا بين تلك الكلمات
في القاموس السياسي المعاصر الذي اكتسب قداسة خاصة
بين البشر عبر تجارب طويلة سواء كانت مؤلمة أو مفرحة
إلى أن أصبحت مرادفا للشرف النساني ذاته.
إن أمة أو جماعه تشعر نفسها بالضعف فهي ضعيفة ،وستظل ضعيفة ما
دام هذا الشعور ل يفارقها ونستطيع نحن الن أن نقول نفس الكلم أو
قريبا منه عن امتنا العربية و السلميه في زماننا ،إن الزمة الحقيقية هي
انعدام الوعي بذواتنا ،أزمة فقدان الثقة بقدراتنا على الفعل ،وأسوأ ما
يمكن أن يصيب أمه أو جماعه هو فقدان الثقة بنفسها وبإمكانياتها
وبقدراتها على الفعل والمشاركة اليجابية في صنع الحداث وتجاوز المحن
والزمات.
لقد بلي كثير من المسلمين اليوم بالهزيمة النفسية ،التي كان من ثمارها
الحنظلية العيش مع المجتمعات الخرى بنفسية المغلوب ل بنفسية
الغالب ،فحملها ذلك أن انقادت وراء هذه المجتمعات وسلمت لها خطامها
وأقرت لها بالتبعية والولء.
لقد نكبت المة وذلت ،وزلت وضلت ،يوم وجهت وجهها نحو الذل و
الستكانة و فقدان الثبات و العزم يوم وقفت ضد المقاومة و غاصت في
رمال الستسلم و المهانة و تمسكت بحبال نجاه المريكان و الصهاينة ،
فأصبحت تقتات من فتاتهم ،وتتمسح بأعتابهم ،وتسير في ركابهم .
زين لها ذلك أصحاب الفكر المغلوب ،والعقل المقلوب ،الذين ما فتئوا
يصيحون بالمة أن تسلم قيادتها للغرب ،وأن تأخذ كل ما عنده من عادات
وثقافات خيرها وشرها ،حلوها ومرها ،ما يحمد وما يعاب ،زد عليه ذاك
الجهد الكبار من المتأمركين و ذيول المتصهينين في بلدنا العربية أصحاب
مشاريع التسوية و السلم في تغريب المجتمعات السلمية ،ومسخ هويتها
وعزلها عن منبع عزها ومكمن فخرها ،حتى خرج جيل من المثقفين و
الكتاب و الحكام بعيد كل البعد عن روح المقاومة و قريب كل القرب
لروح الستسلم في ثقافته ،وشخصيته ،وسلوكه ،ونمط حياته.
()3
لول مرة تحاول إسرائيل اقتحام أرض فلسطينية وتفشل فكل العتداءات
السابقة منذ 48وما قبلها كان اليهود يهاجمون ويستولون على المناطق ثم
تفريغها من الفلسطينيين بالقتل ونزوح من بقي على قيد الحياة .حتى
عندما كانت الجيوش النظامية مسئولة عن حماية المناطق الفلسطينية ،
فلم يسجل التاريخ مطلقا أن شعبا تحت الحتلل كان أقوى من الذي
يحتله ،ولم يسجل التاريخ مطلقا أن خسائر الحتلل كانت يوما أكبر من
خسائر من يرزح تحت الحتلل ،لكن المقاومة دائما تدفع ضريبة التحرر
والنعتاق دما ودمارا .