‫‪www.e-socialists.

org‬‬
‫اال�شرتاكي‬
‫ن�رشة غري دوريةت�صدر عن مركز الدرا�سات اال�شرتاكية‬

‫ال�سعر‪ 1 :‬جنيه‬ ‫منت�صف فرباير ‪2009‬‬ ‫العدد (‪)31‬‬

‫افتتاحية‬
‫حكمت املحكمة وانتهى الدر�س‪.‬‬
‫يف يوم واحد وجهت حمكمة الق�ضاء إالداري‬
‫للمال التي كانت قد انعقدت‬ ‫�ضربة ثالثية آ‬
‫عليها يف ال�شهور أالخرية‪.‬‬
‫ففي يوم ‪ 25‬يناير املا�ضي �صدرت ثالثة �أحكام‬
‫ق�ضائية’ أالول يوقف تنفيذ احلكم ال�صادر‬
‫بوقف ت�صدير الغاز امل�صري إل�سرائيل’ �أي‬
‫ا�ستمرار ت�صدير الغاز’ والثاين يوقف تنفيذ‬
‫احلكم ال�صادر ب�إلغاء احلر�س اجلامعي’ والثالث‬
‫يوقف احلكم ال�صادر بفتح معرب رفح‪.‬‬
‫كانت �أحكام �سابقة بوقف ت�صدير الغاز و�إلغاء‬
‫احلر�س اجلامعي وفتح معرب رفح �صدرت �أي�ضا‬
‫من حمكمة الق�ضاء إالداري قد بعثت آالمال‬
‫احلذرة يف نفو�س القوى املعار�ضة‪ .‬ولكن ظلت‬
‫الت�سا�ؤالت املرتابة تطرح نف�سها‪ .‬هل كان أالمر‬
‫بهذه ال�سهولة وهل كان يكفي التقدم للق�ضاء‬
‫حل�سم ق�ضايا �سيا�سية على هذه الدرجة من‬
‫أالهمية‪ .‬إالجابات مل تت�أخر “ال” ثالثية فنظام‬
‫عريق يف اال�ستبداد لن يرتك م�صاحله حمل‬
‫تداول على من�صة الق�ضاء’ ولن يتربع جمانا‬
‫ب�سحب قواته من �ساحة اجلامعة’ بل لن يرتدد‬
‫يف �سحق من�صة الق�ضاء نف�سها �إذا ا�ستدعى‬
‫ا�ستقراره ذلك‪ ،‬ومعركة الق�ضاة يف ‪� 2005‬شاهد‬
‫على ذلك‪ .،‬مل تنتهي الق�ضايا الثالثة بعد‬
‫فكل أالحكام ال�صادرة فيها ال زالت �أحكام‬
‫م�ؤقتة قابلة للن�سخ ب�أحكام �أخرى‪ ،‬ولكن تاريخ‬
‫أالحكام الق�ضائية يف م�صر ال يبعث على الكثري‬
‫من آالمال‪ .‬ف�أحكام ببطالن انتخابات نيابية‬
‫ونقابية ال زالت حتى آالن يف أالدراج وقتلة‬
‫وجمرمون حظوا بحماية ق�ضائية مل يحظ بها‬
‫ال�ضحايا‪.‬‬
‫هل يعني ذلك �أن نرف�ض الن�ضال القانوين‪،‬ال‬
‫فالن�ضال من �أجل احلرية والعدالة االجتماعية‬
‫ال ميكن �أن يتعاىل على �أي �أداة من �أدوات‬
‫الن�ضال مهما كانت ب�سيطة ب�شرط �أن تتحول‬
‫�إىل �أدوات وو�سائل لتعبئة اجلماهري وح�شدها‬
‫خلف ق�ضاياها‪ .‬مل تفلح �أحكام ق�ضائية �سابقة‬
‫يف فر�ض حق إال�ضراب ولكن فر�ضته �إ�ضرابات‬
‫العمال واحلكم ال�صادر با�ستمرار ت�صدير الغاز‬
‫إل�سرائيل مل مينع عمال امل�صرية ألل�سمدة من‬
‫إال�ضراب �ضد ت�صدير ال�سماد إل�سرائيل‪.‬‬

‫ملف العدد‬ ‫الطالب‬ ‫ال�سكة احلديد‬

‫أالزمة‬
‫االقت�صادية �شبح‬ ‫أ�وروبا‬ ‫غزة ما بعد‬
‫بني مطرقة‬
‫امل�رصوفات‬ ‫بني الن�ضال‬
‫يخيم على العامل‬ ‫تنتف�ض‬ ‫احلرب‬ ‫و�سندان أالمن‬ ‫واخل�صخ�صة‬
‫�ص ‪6‬‬ ‫�ص ‪11‬‬ ‫�ص ‪10-7‬‬ ‫�ص ‪14‬‬ ‫�ص ‪3-2‬‬

‫العمال يف احتواء غ�ضب �سائقي هيئة ال�سكة احلديد وموظفيها ‪ ،‬با�ستثناء عمال ور�ش أ�بو را�ضي‪ ،‬عرب �سيا�سات الع�صا‬‫جنحت حكومة رجال أ‬
‫الرهاب‪ ،‬وا�ستدعت قيادات العمال‪ ،‬وعقدت مفاو�ضات مع البع�ض‬
‫الخر‪ .‬وخلقت أ�جهزة إ�عالمها جوا عاما معادي ًا‪ ،‬حلركة �سائقي القطارات مبا أ��سمته «تعطيل م�صالح اجلمهور»‪.‬‬
‫«عرفنا طريقنا‪ ،‬فالدولة ال ت�ستجيب ملطالبنا الهزيلة‬
‫�إال �إذا حتركنا بقوة»‪ .‬‬
‫ب�ص و�شوف الفرق‬
‫يقول مالحظ بلوك أ‬
‫«الجور تتفاوت بني الطوائف‬
‫‪،،‬‬
‫ا�ستوردنا من ا�سبانيا‬
‫‪ 40‬جرار ًا‪ ،‬وبعدين البهوات‬
‫اكت�شفوا �إننا الزم ن�ستورد‬
‫زيت اجلرارات من ا�سبانيا‪،‬‬
‫‪،،‬‬
‫فقاموا بتكهينها‪ ،‬ده كالم‪ ،‬يا‬
‫معاىل الوزير‬
‫يقول جمال‪� ،‬سائق بالهيئة‪ :‬رئي�س الهيئة وعدنا‬
‫املختلفة بالهيئة‪ ،‬بينما يح�صل ال�سائقون على‬
‫رواتب ترتاوح بني ‪� 700‬إىل ‪ 1700‬جنيه‪ ،‬ف�إن‬
‫عمال ال�صيانة يح�صلون على رواتب ال تزيد على‬
‫والثالثة ‪ 100‬جنيه‪ ،‬والرابعة ‪� 75‬شهرياً‪ ،‬ولكنه‬
‫‪ 300‬جنيه‪ ،‬وهذا التفاوت كثريا ما ي�ستخدم‬
‫من قبل إالدارة لتعميق اخلالفات بني الطوائف‬
‫املختلفة يف الهيئة»‪ .‬‬
‫ويطالب حممد (�سائق) بلجنة لتق�صى احلقائق‪،‬‬
‫على �أعلى امل�ستويات‪ ،‬من رئا�سة اجلمهورية‪،‬‬
‫لالطالع على حوافز جميع العاملني بالهيئة‪ ،‬الكبري‬
‫جنح فيه‪ ،‬هو توحيد جميع العاملني يف الهيئة‪ ،‬على‬
‫قبل ال�صغري‪ ،‬للت�أكد من �أن أالجر على ح�سب‬
‫العمل‪ ،‬ولي�س على �أ�سا�س الوظيفة إالدارية �أو‬
‫أالهواء ال�شخ�صية‪ .‬وي�ضيف‪ :‬مطلوب جلنة م�ستقلة‬
‫تراجع الك�شوفات‪ ،‬و»ت�شوف الكادحني والعرقانني‬
‫بياخدوا كام»‪.‬‬
‫وليد م�ساعد قائد قطار‪ ،‬يعمل منذ �أربع �سنوات‪،‬‬
‫ومتزوج ولديه طفل‪ ،‬يتقا�ضى وليد ‪ 600‬جنية‪ ،‬و‬
‫فجر وليد مفاج�أة‪ ،‬عندما قال‪� :‬أن ال�سنافورات من‬
‫بنى �سويف �إىل �أ�سيوط معطلة‪ ،‬وكلما �أحتدث مع‬
‫املراقب على اجلهاز عن هذا اخللل‪ ،‬يكتفي بالقول‬
‫اكتب �شكوى‪ ،‬والكل يف انتظار وقوع كارثة‬
‫جديدة‪ .‬وي�ضيف «ادفع �إيجار ‪ 200‬جنيه فكيف‬
‫�أعي�ش‪� ،‬أنا و�أ�سرتي»‪ .‬‬
‫يقول �سائق قطار �آخر‪« :‬مل �أ�سمع من الوزير غري‬
‫حديثه عن تطوير املحطات‪� ،‬أما �أحوال ال�سواقني‪،‬‬
‫والعمال‪ ،‬وال�صنايعية‪ ،‬وبتوع إال�شارات‪ ،‬فهو ال‬
‫يتحدث عنهم‪ ،‬رغم �أن تطوير الب�شر �أهم من تطوير‬
‫آاللة نف�سها‪ ،‬م�ش هى دى التنمية الب�شرية‪ ،‬اللى‬
‫واجعني دماغنا بيها ليل ونهار؛ وال هوه كالم‬
‫وال�سالم‪ ،‬يا عمنا الوزير �شوف �أحوال النا�س أالول‪،‬‬
‫ألن فيه نا�س رواتبها ‪ 300‬جنيه‪ ،‬ونا�س ‪150000‬‬
‫جنيه‪ ،‬ده غري احلوافز‪ ،‬والبدالت‪ ،‬والذى منه من‬
‫العموالت وال�سم�سرة؛ وده م�ش كالم يف الهوا‪،‬‬
‫وال طق حنك يا معاىل الوزيــر‪ ،‬ألننا ا�ستوردنا‬
‫من ا�سبانيا ‪ 40‬جراراً‪ ،‬وبعدين البهوات اكت�شفوا‬
‫االشتراكي فبراير ‪2009‬‬
‫يف ال�سكة احلديد‪:‬‬
‫احلكومة م�ستمرة يف اخل�صخ�صة‪ ،‬النقابة م�ستمرة يف خيانة العمال‬
‫العمال م�ستمرون يف الن�ضال‬
‫واجلزرة‪ ،‬مما أ�جه�ض حتركات ال�سائقني التي كان حمددا لها بداية ال�شهر اجلاري‪.‬‬
‫الجهزة أ‬
‫المنية جوا من إ‬ ‫�رصفت احلكومة حوافز جديدة‪ ،‬ويف الوقت ذاته‪ ،‬أ��شاعت أ‬
‫آ‬
‫ه�شام ف�ؤاد‬
‫لكن املعركة مل تنته ‪ ،‬هكذا ي�ؤكد �أحد ال�سائقني‬
‫بالهيئة‪ ،‬وي�ضيف �شعرنا �أن الرياح عاتية‪ ،‬و�أن هناك‬
‫�أمورا تدبر يف اخلفاء‪ ،‬فقررنا ت�أجيل حتركاتنا �إيل‬
‫حني‪ .‬ويلفت ال�سائق االنتباه �إىل �أن �أهم عن�صر‬
‫من عنا�صر جناح حتركاتهم وانتزاع حقوقهم‪ ،‬خالل‬
‫العامني املا�ضيني‪ ،‬كان هو «املباغتة»‪ ،‬وي�ضيف ملاذا‬
‫نفقد هذه امليزة‪ ،‬ومننح فر�صة لرجال أالمن‪ ،‬لكي‬
‫يفتكوا بقياداتنا ‪.‬‬
‫يقول قيادي �آخر بالهيئة‪ :‬قمنا خالل الفرتة‬
‫و�أقدمهم حاجز أاللفي جنيه‪ ،‬و�صمم على موقفه‬
‫املا�ضية بتقدمي بالغات للنائب العام �ضد الف�ساد‬
‫والموال التي تغدق‬ ‫امل�ست�شري يف الهيئة‪ ،‬أ‬
‫على كبار املوظفني‪ .‬وهذه البالغات ت�ستهدف‬
‫ال�شهر املا�ضي ب�صرف مكاف�أة قيادة تبلغ قيمتها‬
‫الراف�ض لال�ستجابة ملطالب العمال‪ ،‬بل وو�صف‬ ‫ك�سب الر�أي العام لق�ضيتنا‪ ،‬و�سنختار الوقت‬
‫‪ 200‬جنيه للدرجة أالوىل‪ ،‬والثانية ‪ 150‬جنيها‪،‬‬
‫إال�ضرابات والتظاهر بالعمل غري امل�سئول‪ .‬و�شدد‬ ‫املنا�سب لكي نتحرك من جديد‪ .‬وي�شدد على‬
‫على �أن الهيئة لن تتهاون مع «متهاون �أو مدان»‪ .‬‬
‫�أن كل الطوائف لها مطالب �أخرى‪ ،‬وعلى ر�أ�سهم‬
‫حل�س كالمه‪ ،‬وهو بالتايل لي�س جديراً ب�أن يكون يف‬
‫مل تكن إالدارة فح�سب هي التي جنحت يف ت�أجيج‬ ‫ال�سائقني‪ ،‬الذين يطالبون برفع حافز الكيلو من ‪9‬‬
‫موقع امل�سئولية‪ .‬وي�ضيف لوال �إ�ضرابنا عن العمل‬
‫الغ�ضب‪ ،‬يف نفو�س جميع العاملني‪ ،‬يف قطاعات‬ ‫قرو�ش �إىل ‪ 25‬قر�شاً‪.‬‬
‫وتدخل وزير النقل ملا مت اال�ستجابة لبع�ض مطلبنا‪.‬‬
‫الهيئة الـ‪ ،12‬لكن �شاركتها النقابة العامة بال�سكة‬ ‫«اال�شرتاكي» تر�صد يف ال�سطور التالية‬
‫ينا�شد �سعيد (�سائق) رئي�س اجلمهورية بعزل رئي�س‬ ‫احلديد يف ت�أجيج الغ�ضب‪ .‬‬ ‫وقائع ما جري يف هيئة ال�سكة احلديد‬
‫جمل�س �إدارة الهيئة‪ ،‬ألن ال�شيء الوحيد‪ ،‬الذي‬
‫فقد ن�شرت النقابة بيانا حتذيرياً‪ ،‬يف املحطات‪،‬‬ ‫خالل الفرتة املا�ضية‪ ،‬لت�ست�شرف منه املعارك‬
‫وعلى �صفحات ال�صحف‪ ،‬ت�ؤكد فيه �أنها املمثل‬
‫القادمة‪.‬‬
‫مطلب عزله‪ .‬ويقول �سعيد �أنه �سبب عدم �شعورهم‬
‫«ال�شرعي» جلميع العاملني بالهيئة‪ ،‬البالغ عددهم‬ ‫مطالب متعددة لفئات متعددة‬
‫أ‬
‫‪� ٧٣‬ألف عامل‪ ،‬وهاجمت الروابط التي مت ت�أ�سي�سها‬
‫بالمان‪.‬‬ ‫لي�س خافيا على �أي متابع لتحركات موظفي هيئة‬
‫و�أ�ضاف �سعيد‪ :‬لقد حققنا مكا�سب عديدة‪ ،‬يف‬
‫من قبل «الكم�سارية»‪ ،‬و«ال�سائقني»‪ ،‬و«الربادين»‪،‬‬ ‫ال�سكة احلديد‪� ،‬أن انق�سام الهيئة �إىل طوائف‬
‫الفرتة املا�ضية‪ ،‬نتيجة لوقفتنا واعت�صامنا‪ ،‬وقد عرفنا‬ ‫و«�أبراج املراقبة»‪.‬‬ ‫متعددة‪ ،‬كل طائفة ال ترفع �سوى مطالبها اخلا�صة‪،‬‬
‫يعد من �أهم عوامل عدم قدرة موظفي الهيئة على‬
‫‪،،‬‬
‫و�أ�ضاف البيان �أن النقابة مع «املطالب ال�شرعية»‬
‫فح�سب‪ ،‬والتي تتم من خالل القنوات ال�شرعية‪.‬‬ ‫حتقيق كل مطالبهم‪ ،‬بالرغم من أالهمية اال�ستثنائية‬
‫‪ 5‬جنيهات بدل يوم عمل‬ ‫لهذا القطاع احليوي‪.‬‬
‫من جانبهم رف�ض �أع�ضاء روابط ال�سكك احلديدية‬
‫حتذيرات النقابة العامة‪ ،‬من �أنها املمثل ال�شرعي ورئي�س الهيئة يتقا�ضى راتب‬ ‫لكن رئي�س هيئة ال�سكة احلديد‪ ،‬املهند�س حممود‬
‫‪،،‬‬
‫جلميع طوائف عمال الهيئة‪ ،‬كما رف�ضوا �أن يتخطى حاجز املائة وخم�سني‬
‫املطالبات البد �أن تعر�ض وتناق�ش من قبل النقابة‪ .‬أ�لف جنيه �شهريا‬
‫إال�رضاب هو احلل‬
‫�سامي‪ ،‬جنح يف توحيد جميع العاملني بالهيئة على‬
‫مطلب واحد هو‪� :‬إقالته‪ ،‬ل�سان حال ‪� 73‬ألف عامل‬
‫يعملون بالهيئة يقول «مل ن�أخذ منه �سوى الوعود‪،‬‬
‫قال حممد البدري‪ ،‬رئي�س رابطة مالحظي أالبراج‪:‬‬ ‫بينما ذهبت ‪ 3.5‬مليار جنيه‪ ،‬التي �أنفقتها احلكومة‬
‫طريق انتزاع احلقوق‪ ،‬ال ت�ستطيع الرابطة‪ ،‬وال اللجنة‬ ‫«جل�أنا �إىل إال�ضراب بعد �أن فا�ض بنا الكيل‪ ،‬ومل‬ ‫لتطوير ال�سكة احلديد‪� ،‬إىل �أعمال ال�صيانة‪ ،‬و�شراء‬
‫النقابية‪ ،‬وال النقابة العامة �أن تقف يف مواجهتنا‪،‬‬ ‫ي�ستجب �أحد من امل�سئولني بالهيئة �إىل مطالبنا‪،‬‬ ‫املعدات‪ ،‬وجيوب ال�سادة كبار املوظفني‪ ،‬والتي‬
‫بل ي�سرعون لاللتحاق بتحركاتنا‪.‬‬ ‫واعت�صمنا �أمام مكتب املهند�س حممود �سامى‪،‬‬ ‫تبلغ رواتبهم �أرقاما خيالية»‪ .‬‬
‫دفع الغ�ضب‪ ،‬املرتاكم يف نفو�س ال�سائقني‪� ،‬إىل‬ ‫رئي�س الهيئة‪� ،‬إال �أنه رف�ض مقابلتنا‪ ،‬على الرغم من‬ ‫يهدد ال�سائقون وعمال الور�ش والفرز وعمال احلركة‬
‫حتدى �أجهزة أالمن‪ ،‬التي تتحرك يف الهيئة‪ ،‬وقام‬ ‫�أن مالحظ البلوك تقع على عاتقه م�سئولية كبرية‪،‬‬ ‫بتنفيذ �إ�ضراب مو�سع‪ ،‬يف جميع �أنحاء اجلمهورية‪،‬‬
‫�أحد ال�سائقني بطرد رجل �شرطة‪ ،‬يرتدى مالب�س‬ ‫ألنه م�سئول عن �سري حركة القطارات وت�أمني‬ ‫احتجاجا على القرارات التي و�صفوها بـ»الهزيلة»‪،‬‬
‫مدنية‪ ،‬من مقر ا�سرتاحة ال�سائقني‪« :‬اطلع بره‪ ،‬ال‬ ‫�سالمة الركاب‪.‬‬ ‫التي �أ�صدرها وزير النقل ب�صرف حوافز جديدة‬
‫نريد ر�ؤيتك هنا مرة �أخري»‪.‬‬ ‫وطالب البدرى بزيادة حافز طبيعة العمل من ‪%70‬‬ ‫بحد �أق�صى ‪ 100‬جنية يف �شهر يوليو املقبل‪،‬‬
‫يقول عامل �آخر بالهيئة‪ ،‬خالل العامني املا�ضيني‪،‬‬ ‫�إىل ‪� ،%90‬أ�سوة بال�سائقني‪ ،‬واملطالبة ببدل يوم عمل‬ ‫و�صرف بدل يوم عمل بواقع ‪ 5‬جنيهات على كل‬
‫حترك ال�سائقون‪ ،‬والكم�سارية‪ ،‬وعمال ال�صيانة‪،‬‬ ‫ع�شرة جنيهات‪ ،‬وزيادة احلافز املميز من ‪ 75‬جنيها‬ ‫وردية ليلية‪ .‬‬
‫ومراقبو إال�شارات‪ ،‬وجنحوا يف �إرغام إالدارة على‬ ‫�إىل ‪ 400‬جنيه‪ ،‬ف�ضال عن زيادة بدل ال�سكن من‬ ‫رئي�س الهيئة‪ ،‬الذي يتقا�ضى راتب يتخطى حاجز‬
‫اال�ستجابة لبع�ض مطالبهم‪ ،‬ولكن الفجوة مازالت‬ ‫‪� %10‬إىل ‪ ،%50‬وزيادة إال�ضايف من ‪ 20‬جنيها �إىل‬ ‫املائة وخم�سني �ألف جنيه �شهريا‪ ،‬تقم�ص �شخ�صية‬
‫كبرية‪ ،‬بني ما نح�صل عليه و�أعباء احلياة‪ ،‬وي�ضيف‪:‬‬ ‫‪ 100‬جنيه لليوم‪ .‬‬ ‫أال�سد على عمال‪ ،‬ال يتخطى راتبه �أكرثهم خربة‬
‫‪2‬‬
‫�صالت ما زالت �ضعيفة‪ ،‬كما نتباحث حول �شكل يهدف �إىل خلق ر�أى عام �ضاغط من �أجل‬ ‫أال�صحاء‪ ،‬ولكنه ي�شمل امل�ش ّركني طبياً‪ ،‬احلائزين‬‫�إننا الزم ن�ستورد زيت اجلرارات من ا�سبانيا‪،‬‬
‫التنظيم النقابي‪ ،‬الذي ي�ستطيع �أن يوحد حركتنا خ�صخ�صة الهيئة‪.‬‬ ‫على �شهادة طبية ب�أنهم غري الئقني طبياً‪ ،‬وبالتايل‬
‫فقاموا بتكهينها‪ ،‬ده كالم‪ ،‬يا معاىل الوزير»‪ .‬‬
‫من �إ�سكندرية حتى �أ�سوان‪ ،‬بعد �أن ظهر الت�أثري خ�صخ�صة ال�سكة احلديد‬ ‫مت حتويلهم للعمل من مهنتهم أال�صلية �إىل العمل‬ ‫يقول حممد قائد قطار‪� :‬إذا كانت الهيئة �أنفقت‬
‫ال�سلبي لغياب التنظيم‪ ،‬و�إن كنا نتحايل على تعد احلكومة جمموعة �سيا�سات لقطاع ال�سكة‬ ‫‪ 1.6‬مليار جنيه على ا�سترياد اجلرارات لتطويرها؛‬
‫كفرا�شني‪ .‬‬
‫احلديد‪ ،‬حيث �أعلنت‪ ،‬منذ عامني‪� ،‬إنها قررت‬ ‫غياب التنظيم النقابي بــ»املوبايل النقابي «‪!!.‬‬ ‫ويقول �أحد امل�ش ّركني طبيا ‪ ،‬الذين �أفنوا عمرهم‬ ‫رغم �أنها جرارات غري مطابقة للموا�صفات؛ فمن‬
‫يطالب حممد عبد ال�سالم‪ ،‬ع�ضو �سكرتارية اللجنة �إدخال القطاع اخلا�ص لال�ستثمار يف ال�سكك‬ ‫وجهدهم يف خدمة الهيئة‪ ،‬فوجئنا ال�شهر املا�ضي‬ ‫حقنا �أن نطالب الهيئة بتعديل أالجور مبا يتنا�سب‬
‫التن�سيقية للدفاع عن احلقوق العمالية‪ ،‬طوائف احلديد‪ ،‬عن طريق ت�شغيل عدد من اخلطوط‪ .‬كما‬ ‫ب�أنه مت �إيقاف �صرف البدل النقدي للعطالت‪ ،‬ب�أمر‬‫مع املعدالت العاملية؛ �أو منحنا «كادر خا�ص»‪ .‬‬
‫العاملني بالهيئة توحيد حركتهم االحتجاجية‪ ،‬لكي �أعلنت احلكومة �أي�ضاً‪ ،‬على ل�سان‪ ،‬وزير النقل‪،‬‬ ‫�شفهي من نائب رئي�س جمل�س إالدارة للموارد‬ ‫ويقول عامل يعمل براداً‪ :‬مت تعييني عام ‪ 84‬على‬
‫ت�شمل‪ ،‬يف ذات الوقت‪ ،‬ال�سواقني‪ ،‬والكم�سارية‪ ،‬ورجل أالعمال‪ ،‬حممد من�صور‪� ،‬أن هناك عرو�ض‬ ‫الب�شرية‪ ،‬كما �صدر قرار ظامل �آخر بخ�صم ‪ %15‬من‬ ‫مبلغ ‪ 300‬جنيه‪ ،‬و�أتقا�ضى اليوم ‪ 600‬جنيه‪ ،‬ولدي‬
‫وعمال إال�شارة‪ ،‬وال�صيانة‪ ،‬مع االعرتاف بتنوع من م�ستثمرين �أجانب إلن�شاء خطوط جديدة‪،‬‬ ‫راتب طبيعة العمل‪ ،‬مما �أرهقنا ماديا‪ ،‬يف ظل ظروف‬ ‫‪� 6‬أطفال‪ ،‬ورئي�س احلركة ب�أخذ قطار خم�صو�ص‪ ،‬ال‬
‫املطالب‪ ،‬م�شريا �إىل �أن هذا هو اق�صر طريق للن�صر‪� ،‬أحدهما عر�ض �أمريكي إلن�شاء خط من مدينة ‪6‬‬ ‫مادية �صعبة معلومة للجميع‪ .‬‬
‫يقف �سوى يف املحلة‪ .‬وبات �شعار الهيئة «�إن �شاء‬
‫�أكتوبر �إىل في�صل بتكلفة ‪ 3‬مليارات جنيه‪ ،‬آ‬
‫والخر‬ ‫وانتزاع احلقوق‪ .‬‬ ‫اهلل ليك حقوق وهتاخد‪� ،‬إن �شاء اهلل هتن�سي»‪  .‬التنظيم النقابي‬
‫ي�ؤكد الباحث االقت�صادي �إلهامي املرغنى‪� :‬أن وزارة �إجنليزي من العا�شر من رم�ضان �إىل عني �شم�س‪.‬‬ ‫ويقول غفري املزلقان‪� :‬أعمل ‪� 12‬ساعة يف ك�شك يقول قيادي ي�ساري بالهيئة‪ :‬مطالبنا ميكن توحيدها‬
‫النقل تلقت ماليني اجلنيهات‪ ،‬على هيئة قرو�ض بات من الوا�ضح �أن ال�سكك احلديدية‪ ،‬التي تنقل‬

‫‪ 475‬مليون راكب �سنويا‪� ،‬ست�صبح �شركة خا�صة‪،‬‬

‫تدار من �أجل الربح‪ ،‬مما يعني �أن حياة امل�صريني‬
‫من البنك الدويل وامل�ؤ�س�سات الدولية‪ ،‬ولكن‬
‫كل هذه أالموال يتم �إنفاقها على بندين �أ�سا�سيني‬
‫والالت‪ ،‬وذلك بالرغم‬ ‫أالول‪ :‬هو تطوير املعدات آ‬
‫بات من الوا�ضح أ�ن ال�سكك‬
‫احلديدية‪ ،‬التي تنقل ‪475‬‬
‫‪،،‬‬ ‫خ�شبى‪ ،‬بدون دورة مياه‪ ،‬و�أى حماية‪ ،‬إال�ضايف من‬
‫للهانة من‬
‫‪ 10‬ـ ‪ 25‬جنيها يف ال�شهر‪ ،‬ونتعر�ض إ‬
‫قبل اجلمهور‪.‬‬
‫�ست�صبح رهينة حليتان ال�سوق‪ ،‬وح�ساباتهم ال�ضيقة‪.‬‬ ‫أ‬
‫من �أن العن�صر الب�شرى هو ال�سا�س‪ ،‬و�إذا مل تتطور‬ ‫يقول مراقب برج نح�صل على �إ�ضايف يف ال�شهر‪ ،‬من‬
‫مليون راكب �سنويا‪� ،‬ست�صبح‬
‫بال�ضافة �إىل تكثيف اال�ستغالل على عمال‬ ‫هذا إ‬ ‫رواتب العاملني‪ ،‬ف�إن كل هذه اال�ستثمارات لن‬ ‫‪� 12‬إىل ‪ 50‬جنيها‪ ،‬مع �أن حافز إالداري �أو املهند�س من‬
‫الهيئة‪ ،‬البالغ عددهم ‪� 73‬ألف عامل‪ ،‬وال�سعي �إىل‬
‫�رشكة خا�صة‪ ،‬تدار من‬
‫ت�ضيف �شيئا حقيقيا»‪.‬‬ ‫‪� 500‬إىل ‪ 2000‬جنيه‪ .‬رغم �أننا نتحمل �أعباء العمل‪ .‬‬
‫تخفي�ض عددهم بكل الطرق‪.‬‬ ‫والثاين‪ :‬هو إال�سراع يف خ�صخ�صة الهيئة‪ ،‬وذلك‬
‫أ�جل الربح‪ ،‬مما يعني أ�ن حياة‬ ‫ويقول كم�ساري‪ :‬هل توجد دولة حترتم مواطنيها‪،‬‬
‫فلن�ساند عمال ال�سكة احلديد يف حتركاتهم �ضد‬
‫الف�ساد‪ ،‬واخل�صخ�صة‪ ،‬والنهب‪ ،‬ولندخل املعركة‬
‫�ضد ا�ستكمال خ�صخ�صة الهيئة‪ .‬وهي بالت�أكيد‬
‫عرب تق�سيمها �إىل �شركات‪ ،‬ي�سهل بعد ذلك طرحها‬
‫للبيع‪ .‬وي�شري �إلهامى �إىل �أن «بع�ض ال�شركات‬
‫اخلا�صة بد�أت تطرح بالفعل �أفكارا لكي تقدم هي‬
‫‪،،‬‬
‫امل�رصيني �ست�صبح رهينة‬
‫حليتان ال�سوق‬
‫ترف�ض اال�ستجابة ملطالب امل�سئولني عن �أرواح‬
‫�آالف الركاب يوميا؟ هل ميكن �أن يتم إال�ضراب‬
‫يف الهيئة وتتوقف عجلة احلركة متاما مرتني خالل‬
‫لي�ست معركة العمال فح�سب‪ ،‬بل كل كادحي‬ ‫خدمة نقل الركاب»‪ .‬‬ ‫أال�سبوع املن�صرم‪ ،‬وال يحدث تدخل جدي من‬
‫م�صر‪ ،‬الذين ي�ستخدمون القطارات يوميا‪.‬‬ ‫حتت مطلب كادر خا�ص ملوظفي الهيئة‪ ،‬وهذا وال ي�ستبعد املرغنى �أن يكون تباط� ؤ حكومة رجال‬ ‫الدولة ا�ستجابة ملطالب العاملني العادلة؟‬
‫املطلب من املمكن �أن يوحد العاملني جميعا‪ ،‬ونحن أالعمال يف اال�ستجابة ملطالب العاملني بالهيئة‪،‬‬ ‫ال يقف التع�سف‪ ،‬يف الهيئة‪ ،‬عند العمال‬
‫ن�سعى �إىل خلق �صالت بني جميع الطوائف‪ ،‬وهي‬

‫المنية وحماوالت تفتيت حركتهم‬‫رغم املالحقات أ‬

‫عمال ور�ش “ابورا�ضى“‬
‫‪...‬ينا�ضلون على ق�ضبان ال�سكة احلديد‬
‫عن االربع �ساعات ‪,‬بعدها ا�ستخدم أالمن العنف وا�شتبك مع العمال اللذين ردوا باحلجارة ‪.‬‬
‫ف�ض العمال اعت�صامهم على الق�ضبان بعدما عاد قطارهم للعمل ‪..‬لكنهم وا�صلوا اعت�صامهم بالور�ش‬
‫مت�شحني بزى العمل الر�سمى ‪.‬‬
‫حاولت النقابة الظهور وايجاد موطئ قدم كممثل مفرت�ض للعمال لكنهم رف�ضوا حتى و�صل‬
‫االمر اىل قذف م�ساعد امني النقابة العمة لعمال ال�سكة احلديد با�أحذية وطردة من الور�ش ‪.‬وهو‬
‫الت�صرف الذى دافع عنة العمال بو�صفة “اقل ماميكن فعلة امام تخاذل النقابة “‪...‬على ان أالمر‬
‫تطور اىل جمع توقيعات ل�سحب الثقة من النقابة ‪.‬‬
‫رف�ض العمال تعليق ا�ضرابهم اىل ان ح�صلوا على وعد من نائب رئي�س جمل�س االدارة بتنفيذ‬
‫مطالبهم فى مدة اق�صاها ‪ 15‬فرباير ‪..‬وهو الوعد الذى بدا وك�أنة على و�شك التحقق بالفعل بعدما‬
‫الحظوا ان ال�شركة بد�أت ب�سحب ك�شوف احلوافز القدمية وتعديلها كمرحلة اوىل رمبا لتنفيذ مطالب‬
‫العمال ‪.‬‬
‫احداثا �ساخنة ومطالب حمددة وا�صرار على االنت�صار ‪..‬هذا هو حال عمال وور�ش كوم ابو را�ضى‬
‫اللذيننجحوا فى ال�ضغط على احلكومة حتى انتزعوا وعودا بتنفيذ مطالبهم وعلية علقوا ا�ضرابهم‬
‫عن العمل وف�ضوا االعت�صام بالور�ش ‪.‬‬
‫عمال ور�ش كوم ابو را�ضى –ال�شركة امل�صرية ل�صيانة وخدمات ال�سكة احلديد “ايرما�س –البالغ‬
‫عددهم حواىل ‪ 3000‬عامل منذ اليوم االول لال�ضراب اعلنوا مطالب حمددة‪ :‬جتميد النقابة‬
‫‪,‬احل�صول على حافز االثابة بن�سبة ‪, %100‬ربط احلوافز بالدرجة على االتقل عن ‪ 100‬جنية ‪�,‬صرف‬
‫عالوة دورية بن�سبة ‪, %7‬التعاقد مع امل�ست�شفى اجلامعى ببنى �سويف ل�صالح العمال ‪,‬ت�سوية او�ضاع‬
‫العمال من حاملى ال�شهادات املتو�سطة واحل�صول على بدل ال�سهر ‪.‬‬
‫عمال “ابو را�ضى “ واجهوا كل ا�شكال ال�ضغط والتحايل عليهم ‪:‬فى ثانى ايام اال�ضراب فوجئوا‬
‫ب�أن مبحمود �سامى رئي�س الهيئة وقد ا�صدر تعليمات بعدم حترك القطار املخ�ص�ص لنقلهم من حمطة‬
‫الوا�سطى ببنى �سويف للور�ش فتمددوا على ق�ضبان ال�سكة احلديد وعطلوا القطارات ملدة زادت‬

‫‪3‬‬ ‫االشتراكي فبراير ‪2009‬‬

 ‫االنهيار االقت�صادي‪ :‬حقائق و أ�رقام‬
‫يف ‪ 2009‬يزداد اجلوعى بـ ‪ 100‬مليون والواقعني حتت خط الفقر املدقع يزدادوا ‪ 20‬مليون وفقد‬
‫‪ 51‬مليون وظيفة‪ ..‬ديون الواليات املتحدة ت�صل ‪ 10,7‬تريليون دوالر‪� ..‬صناعة ال�سيارات على‬
‫الوقات‬‫�شفا االنهيار‪ ..‬إ�فال�س أ�ول �رشكة يابانية ‪ ..‬العامل الثالث �ضحية كل أ‬
‫عمر �سعيد‬
‫أ�وربا أ‬
‫والزمة‬
‫كانت ال�صورة مت�شابهة تقريبا يف الدول املتقدمة‪� ،‬أملانيا بلد �آخر‬
‫خف�ضت فيه �شركة “بي �أم دبليو” حجم إالنتاج مبقدار ‪� 20‬ألف‬
‫�سيارة‪ ،‬وغريت م�سار مبيعات ‪� 20‬ألف �أخرى من الواليات املتحدة‬
‫�إىل �شرق �آ�سيا‪ .‬و�شركة “�أوبل” خف�ضت �إنتاجها مبقدار ‪� 40‬ألف‬
‫�سيارة‪ ،‬و�أغلقت م�صنع لها يف �أ�سبانيا واثنني �آخرين يف بريطانيا‪ ،‬هذا‬
‫ما دفع اخلرباء يتوقعون ت�سريح ‪� 100‬ألف عامل يف قطاع ال�سيارات‬
‫وحده‪ ،‬خالل الع�شر �سنوات القادمة‪ .‬ويذكر �أن ‪ 50‬مواطن �أملاين‬
‫خ�سروا ‪ 308‬مليون يورو‪ ،‬يف بنوك �أي�سلندية‪ ،‬من جراء �إفال�س هذه‬
‫البنوك‪ ،‬كما خ�سرت الكني�ستني الكاثوليكية والربوت�ستنتينية‬
‫املاليني يف بنك “ليمان برازرز” أالمريكي‪ .‬مما دفع احلكومة أالملانية‬
‫تقييد رواتب م�سئويل امل�صارف وحتديد عالواتهم وم�ستحقاتهم املالية‬
‫يف نهاية اخلدمة‪ ،‬و�أخريا �أعلنت احلكومة بدء خطة الت�أميم للتعامل‬
‫مع أالزمة‪.‬‬
‫تزايد عدد العاطلني عن العمل‪ ،‬يف فرن�سا‪ ،‬منذ بداية أالزمة بـ ‪� 40‬ألف‬
‫عاطل‪ ،‬مما يعد �أ�سو�أ معدل للبطالة‪ ،‬يف فرن�سا‪ ،‬خالل الع�شر �سنوات‬
‫ال�سابقة‪ ،‬وهناك توقعات بتخفي�ض العمالة‪ ،‬خالل هذه أاليام‪ ،‬مبقدار‬
‫‪� 52‬ألف وظيفة‪ ،‬وبالفعل قامت �شركة “رينو” لل�سيارات بت�سريح ‪6‬‬
‫�آالف وظيفة‪ ،‬و”�سانو انفينت�س” أللدوية ت�سريح �ألف عامل‪ .‬اجلدير‬
‫بالذكر �أن ال�صادرات الثابتة الفرن�سية انخف�ضت مبعدل ‪.% 1,17‬‬
‫اليابان أ‬
‫والزمة‬
‫�أما ن�صيب اليابان من أالزمة‪ ،‬فبد�أ ب�إعالن �أول عملية �إفال�س‪ ،‬يف‬
‫تاريخها‪� ،‬أعلنت �شركة “ياماتو اليف” للت�أمني إالفال�س‪ ،‬بعد خ�سارة‬
‫‪ 2,6‬مليار دوالر يف عمليات رهن عقاري‪ .‬كما هبط م�ؤ�شر بور�صة طوكيو‬
‫مبقدار ‪ ،%56‬وانخف�ض م�ؤ�شر �أ�سهم نيكي‪ ،‬يف البور�صة‪ ،‬ألول مرة‬
‫من ‪ 25‬عاما‪ .‬وكانت ال�ضربات القا�صمة لل�شركات اليابانية تتالحق‬
‫على قدم و�ساق‪ ،‬فانخف�ضت مبيعات “ني�سان” بن�سبة ‪،% 36,8‬‬
‫و”تويوتا” بن�سبة ‪ ،%32‬و”هوندا” بن�سبة ‪ .% 9,6‬كما انخف�ض �سهم‬
‫�شركة “�سوين” بن�سبة ‪ ،%68‬وبلغت خ�سائر “تو�شيبا” ‪284،31‬‬
‫مليون دوالر‪ ،‬وانخفا�ض �أرباح “�سوين كوريا” بن�سبة ‪ .%90‬وب�شكل‬
‫عام حدث �أول عجز يف ميزانية اليابان ألول مرة منذ ‪� 3‬سنوات‪،‬‬
‫وتراجع فائ�ض احل�ساب اجلاري الياباين بن�سبة ‪ ،%52،2‬وو�صل العجز‬
‫درا�سة �إعالن إالفال�س‪ ،‬بعد ا�ستنزاف �سيولة يومية قدرها ‪ 2.3‬مليار التجاري �إىل ‪ 324‬مليار ين ياباين‪.‬‬ ‫انهيار‪� ،‬إفال�س‪ ،‬ا�ستحواذ‪ ،‬ركود‪ ،‬ت�شريد‪ ،‬بطالة‪ ،‬جوع‪ ،‬فقر مدقع‪ ،‬هذه‬
‫الدول النامية‪� ..‬ضحية كل أالحوال‪.‬‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫بع�ض ال�سمات أالكيدة لالقت�صاد ال�سعيد‪ ،‬االقت�صاد احلر‪ ،‬الذي‬
‫أ‬
‫جاءت اال�ستحواذات االقت�صادية‪ ،‬والتي �دت بدورها البتالع مل يخجل دعاة االقت�صادي الر�أ�سمايل من تو�ضيح الت�أثري الكارثي‬ ‫يت�شدق به مريديه‪ ،‬باالعتماد على املناف�سة احلرة بني الر�أ�سماليني‪.‬‬
‫م�ؤ�س�سات مالية �ضخمة يف م�ؤ�س�سات �أخري‪ ،‬حيث قام “بنك الذي حلق بالدول النامية‪ ،‬مما �سي�ؤدي �إىل انهيارها‪ ،‬يف ال�سنوات‬ ‫االقت�صاد الر�أ�سمايل يعي�ش �أزمات متوا�صلة منذ عقود عدة‪ ،‬واخلروج‬
‫�أوف �أمريكا” باال�ستحواذ على م�ؤ�س�سة “مريل لين�ش” املالية‪ ،‬القادمة‪ .‬حيث �أكد “جو�ستني لني”‪ ،‬نائب رئي�س البنك الدويل‪� ،‬أن‬ ‫من كل �أزمة كان يتطلب من رجاله اتخاذ �إجراءات تزيد تفاقم‬
‫يف �صفقة قدرها ‪ 50‬مليار دوالر‪ ،‬بعد و�صول خ�سائرها‪ ،‬يف الربع الدول النامية �ستت�أثر ب�شدة من جراء هذه أالزمة الطاحنة‪ ،‬لدرجة �أن‬ ‫أالزمات وتراكمها لتع�صف بالب�شر‪ ،‬وحتولهم ألرقام باملاليني تو�ضع‬
‫الثالث‪� ،‬إىل ‪ 5,5‬مليار دوالر‪ ،‬كما مت حتويل “جولدمان ماك�س” متو�سط النمو االقت�صادي يف هذه الدول �سينخف�ض من ‪� %7,8‬إيل‬ ‫�أمام م�صطلح العاطلني �أو اجلوعى �أو امل�شردين يف ال�شوارع ومرافق‬
‫و”مورجان �ستانلي” من بنكني ا�ستثماريني �إيل بنكني جتاريني‪ .‬وبعد ‪ ،%4,5‬و�أفاد �أن �إجمايل امل�ساعدات املقدمة �إىل الدول النامية‪ ،‬والتي‬ ‫ال�صرف ال�صحي‪.‬‬
‫انخفا�ض قيمة �أ�سهم جمموعة “�أمرييكان انرتا�شيونال” بن�سبة ‪ %90‬مل تتعدى ‪ 100‬مليار دوالر ال تكفي احتياجات هذه الدول باملرة‪،‬‬ ‫الواليات املتحدة‬
‫قامت احلكومة باال�ستحواذ علي ‪ % 79,9‬من �أ�سهم املجموعة‪ .‬ومت وتوقع ب�أن ‪� 2009‬سي�شهد زيادة يف الواقعني يف هوة الفقر املدقع مبقدار‬ ‫قررت أالزمة الر�أ�سمالية العاملية البدء ب�أكرث الدول تقدماً‪ ،‬الواليات‬
‫منح �أكرب م�ؤ�س�سة ت�أمينية يف �أمريكا –�أيه �آي جي‪ 85 -‬مليار دوالر ‪ 20‬مليون �إن�سان‪ ،‬و�أن اجلوعى �سيزدادوا مبقدار ‪ 100‬مليون �إن�سان‪،‬‬ ‫املتحدة أالمريكية‪ ،‬اجلديرة ب�أن تكون �أول ال�ضحايا‪ .‬أالرقام ال‬
‫وا�ستحواذت احلكومة على ‪ %79,9‬منها‪ ،‬هذا بعد تعدي خ�سائرها و�سي�شهد عام ‪� 2009‬أي�ضاً انخفا�ض حجم التدفق الر�أ�سمايل يف‬ ‫حتتاج مل�ساعد يف تو�ضيح ال�صورة الكارثية أللمر‪ ،‬ومل ترتدد الدولة‬
‫‪ 13,2‬مليار دوالر‪ .‬وا�ستحواذت احلكومة على ‪ 15‬مليار دوالر من هذه الدول �إىل الن�صف‪ .‬هذه الت�صريحات توافقت مع تقارير منظمة‬ ‫الر�أ�سمالية الكربى يف اتخاذ �أية �إجراءات‪ ،‬حتى ولو كانت تتناق�ض‬
‫م�ؤ�س�سة “فورتيو اكوفيار”‪ ،‬ثم جاء ا�ستحواذها علي ‪ 1,1‬مليار دوالر العمل الدولية‪ ،‬التي جاء فيها �أن �أجور ع�شرات املاليني من العمال‬ ‫متاماً مع ال�سيا�سات االقت�صادية‪ ،‬التي �أرهقوا بها �آذاننا‪ ،‬على مدار‬
‫من “بري �ستريز”‪ .‬غري و�صول �صناعة ال�سيارات االمرييكة �إيل خطر �ست�شهد تراجعا �ضخما خالل ‪ ،2009‬والذي �سي�شهد يف نهايته ‪51‬‬ ‫ع�شرات ال�سنوات‪ .‬وكانت البداية بعدما و�صلت خ�سائر قطاع‬
‫مليون حالة فقدان وظيفة‪.‬‬ ‫االنهيار التام حالة �إذا ما زادت خ�سائره مبقدار ‪ 34‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫الرهن العقاري –ر�أ�س أالزمة‪ 565 -‬مليار دوالر‪ ،‬ومت �شراء بنك‬
‫بالرغم من اتخاذ احلكومة أالمريكية هذه إالجراءات‪ ،‬وبالرغم من ت�أثرت قطاعات اقت�صادية �أ�سا�سية بقوة‪ ،‬يف ال�صني‪ ،‬حيث انخف�ض منو‬ ‫“بري�شريز” بدعم من االحتياطي الفيدرايل‪ ،‬ويف �سبتمرب العام‬
‫قيام وزارة اخلزانة ب�شراء �أوراق مالية تعدت قيمتها ‪ 10‬مليار دوالر ال�صناعة بقدر ‪ ،%11,4‬وانخف�ض منو الطاقة الكهربائية ‪ ،%3،4‬ومنو‬ ‫نف�سه‪ ،‬مت �شراء بنك “واكوفيا” بالطريقة ذاتها‪ ،‬بعد بلوغ خ�سائره �إىل‬
‫خا�صة بالرهن العقاري‪ ،‬ف�إن عجز امليزانية و�صل �إيل ‪ 455‬مليار دوالر‪ ،‬النفط اخلام املكرر‪ ،%3,4‬و�أي�ضا ت�أثر �إجمايل الفوالذ اخلام ليقل‬ ‫‪ 23.9‬مليار دوالر‪ ،‬يف الربع الثالث من ال�سنة املالية ‪ ،2008‬وبعدها‬
‫والدين العام أالمريكي �إيل ‪ 10,7‬تريليون دوالر‪ ،‬منها ‪ 4,3‬تريليون بن�سبة ‪ ،%9,1‬كما انخف�ض معدل ت�صدير الب�ضائع ال�صناعية بن�سبة‬ ‫مت �إغالق �صندوق اكرب بنك �أمريكي “وا�شنطن ميوت�شيوال”‪ ،‬بعد‬
‫دوالر تعود مل�ؤ�س�سات اجتماعية‪ ،‬مثل �صندوق ال�ضمان االجتماعي‪.%6,1 ،‬‬ ‫انهياره بخ�سائر تعدت ‪ 1,9‬مليار دوالر‪ ،‬كما �أعلن �إفال�س جمموعة‬
‫ومنها ‪ %40‬تعود مل�ستثمرين‪ ،‬ي�ستحقون �أموالهم‪ ،‬يف �أقل من عام تف�ضح تلك إالح�صاءات‪ ،‬التي عر�ضنها‪ ،‬مدى ه�شا�شة النظام‬ ‫“تريبيون” املالية‪ ،‬و �إفال�س “وورلد كوم” لالت�صاالت‪ ،‬بعد و�صول‬
‫واحد‪ ،‬وبد�أ ت�سريح العمال واملوظفييني‪ ،‬حيث �أعلنت �شركة “ياهوو” الر�أ�سمايل‪ ،‬القائم على م�ص دم الب�شر‪ ،‬و�سرقة عرقهم‪ .‬يف واقع أالمر‪،‬‬ ‫خ�سائرها �إىل ‪ 104‬مليار دوالر‪ ،‬وو�ضع جمموعتني الرهن العقاري‬
‫ت�سريح ‪� 15‬ألف موظف‪ ،‬و�شركة كري�سلر لل�سيارات عن �شطب ‪� 5‬إن هذه احلقائق ت�ؤكد �أن هذا النظام االقت�صادي غري موثوق فيه‪ ،‬هذا‬ ‫“فريدي ماك” و”فاين ماي” حتت و�صاية وزارة اخلزانة‪ ،‬هذا غري‬
‫�آالف وظيفة‪ ،‬و”بنك �أوف �أمريكا” �شطب ‪� 30‬ألف وظيفة‪ ،‬و�إعالن النظام‪ ،‬الذي يعد االئتمان �أحد ركائزه‪ ،‬غري �أمن باملرة من خطر‬ ‫ت�أميم ‪ 5‬تريليون دوالر من م�ؤ�س�ستي “فان ماي” و”فريدي كال”‬
‫احلكومة �أن الوظائف التي �ستلغي يف نهاية ‪ 2009‬يف الواليات االنهيار‪� .‬أما �ضحايا هذا النظام ففي طريقهم إلعالن ترب�ؤهم وحتررهم‬ ‫املاليتني‪ ،‬وانهيار بنك “ليمان برازرز”‪ ،‬بعد خ�سارة و�صلت �إىل ‪639‬‬
‫منه‪.‬‬ ‫املتحدة أالمريكية �ست�صل �إيل مليون ون�صف مليون وظيفة‪.‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬وبدء م�ؤ�س�سة “جرنال موتورز” ل�صناعة ال�سيارات‬

‫االشتراكي فبراير ‪2009‬‬ ‫‪4‬‬

 ‫كام بيت هيتقفل‬
‫فيكى يام�رص ؟‬
‫“مقدر�ش �أقولك “ جواب خمت�صر‪ ،‬جرى‬
‫على ل�سان ر�شيد حممد ر�شيد‪ ،‬وزير التجارة‬
‫وال�صناعة‪ ،‬املمتقع اللون من جرا ء ال�س�ؤال‬
‫امل�ؤمل ‪ ”:‬كم فر�صة عمل �ستفقد ب�سبب أالزمة‬
‫الزمة االقت�صادية العاملية ‪.‬‬
‫االقت�صادية يف م�صر؟” ال�س�ؤال الذي �ألقته علية‬
‫مذيعة‪ ،‬يف لقاء تلفزيوين‪.‬‬
‫تابع الوزير ورجل أالعمال كالمه‪ ،‬يف هذا‬
‫ال�سياق‪ ،‬وقال “مقدر�ش �أقول لراجل �صاحب‬
‫م�صنع م�ش �شغال مامت�شي�ش عمال”‪ ،‬لكنه مل‬
‫يرى‪ ،‬على أالرجح‪ ،‬تناق�ضاً‪ ،‬بني هذا الت�صريح‬
‫وبني ت�أكيده‪ ،‬للمذيعة‪ ،‬على وجود رابط بني‬
‫الدعم الذي ناله امل�صدرين‪ ،‬يف �شكل حزمة‬
‫�إجراءات‪ ،‬على خلفية أالزمة االقت�صادية‪ ،‬وبني‬
‫“التعهد” بعدم ت�سريح عمال‪.‬‬
‫مل ين�س ر�شيد إال�شارة �إىل خطة العمل امل�شرتكة‬
‫بني وزارته ووزارة القوى العاملة والهجرة‪،‬‬
‫ملواجهة البطالة الناجتة عن أالزمة‪ ،‬دون إال�شارة‬
‫ألي من تفا�صيلها‪.‬‬
‫ترجع عدم �إجابة ر�شيد ‪،‬على ال�س�ؤال اخلا�ص‬
‫بالبطالة يف ظل أالزمة‪� ،‬إىل علمه �أن ال�صورة‬
‫�شديدة الك�آبة‪ ،‬هو ما تدل عليه الكثري من‬
‫امل�ؤ�شرات‪ ،‬حيث �سيت�صاعد ت�سريح العمالة‪،‬‬
‫يف م�صر‪ ،‬ب�سبب وجود تنظيمات نقابية حقيقة‬
‫تدافع عنهم‪ ،‬وب�سبب قوانني عمل جمحفة يف‬
‫حق العمال‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫فلي�س غريبا �ن ي�ضع تقرير الدخول للعمال‪،‬‬
‫ال�صادر عن م�ؤ�س�سة التمويل الدولية – قبل‬
‫عدة �شهور‪ -‬م�صر كواحدة من �أف�ضل ع�شرة‬
‫لــ”ال�صالحات “‪ ،‬حيث �أن هذا‬ ‫إ‬ ‫دول تطبيقا‬
‫أ‬
‫التقرير ي�ضع �حكامه‪ ،‬وفق معايري االقت�صاد‬
‫احلر املقلوبة‪ ،‬بحيث تعترب” املرونة “ يف قوانني‬
‫العمل‪ -‬وعلى ر�أ�سها قدرة �صاحب العمل على‬
‫ف�صل العمال‪� -‬أمراً مرغوباً فيه‪ ،‬بالتايل يتنا�سب‬
‫مركز الدول‪ ،‬داخل التقرير‪ ،‬ب�شكل عك�سي‪ ،‬مع‬
‫�أو�ضاع العمال‪.‬‬
‫ومن جانبه كان �سمري ر�ضوان ع�ضو جمل�س‬
‫�أمناء الهيئة العامة لال�ستثمار –وم�ساعد رئي�س‬
‫منظمة العمل الدولية �سابقا‪ -‬قد �أجاب على‬
‫�س�ؤال �صحفي‪ ،‬حول تلك املفارقة‪ ،‬بتحميل‬
‫العمالة امل�صرية امل�سئولية تدهور و�ضعها‪ ،‬ب�سبب‬
‫�أفتقدها للتدريب الكايف‪ ،‬وب�سبب تدين م�ستواها‬
‫التعليمي‪.‬‬
‫يتوقع �أحد م�سئويل منظمة العمل الدولية‪،‬‬
‫يف م�صر‪ ،‬ت�سريحاً وا�سعا للعمال امل�صريني يف‬
‫قطاعات النقل وال�سياحة والت�صدير‪ .‬وبالفعل‬
‫بد�أت تتناثر‪ ،‬يف العديد من ال�صحف‪ ،‬م�ؤ�شرات‬
‫هامة على حقيقة البطالة‪ ،‬التي �ست�شهدها م�صر‬
‫ب�سبب أالزمة‪ ،‬فمث ًال‪ ،‬يعرتف خالد �أبو املكارم‬
‫ع�ضو جمل�س �إدارة غرفة ال�صناعات الكيماوية‬
‫باحتاد ال�صناعات –يف ت�صريح جلريدة الد�ستور‬
‫امل�صرية‪ -‬ب�أن ‪ 300‬م�صنع‪ ،‬من �أ�صل ‪ ،500‬يف‬
‫مدينة ‪� 6‬أكتوبر‪ ،‬بد�أ بالفعل يف ت�سريح العمالة‪،‬‬
‫بن�سب متفاوتة‪ ،‬ويتوقع �أبو املكارم �أن ت�صل‬
‫ن�سبة العمال امل�سرحني �إىل ‪ ،%35‬خالل العام‬
‫احلايل‪.‬‬
‫نقلت جريدة ال�شروق‪ ،‬عن مركز املعلومات‬
‫ودعم اتخاذ القرار التابع ملجل�س الوزراء‪ ،‬وجود‬
‫تراجع يف مقيا�س الطلب على العمالة باملركز �إىل‬
‫والن حتاول حكومة‬
‫‪ 394‬نقطة‪ ،‬يف مقابل ‪ 431‬نقطة يف نوفمرب من‬
‫العام املن�صرم‪ ،‬فيم ك�شف مدحت را�شد‪ ،‬رئي�س‬
‫�شعبة الرخام باحتاد ال�صناعات‪ ،‬عن توقف‬
‫خم�سة �آالف عامل يف حماجر الرخام عن‬
‫العمل‪ ،‬ب�سبب توقف ‪ %40‬من تلك املحاجر‪.‬‬
‫بال�ضافة �إىل ت�سريح ‪� 10‬آالف عامل م�ؤقت على‬ ‫إ‬
‫ملدينة املحلة الكربى‪ ،‬قبل �شهرين‪ ،‬حيث بررت‬
‫بالزمة املالية‪.‬‬
‫خلفية انخفا�ض �صادرات الرخام بن�سبة ترتاوح‬
‫بني ‪ %30‬و‪.%40‬‬
‫‪5‬‬
‫هكذا منول ثرائهم مرتني‬
‫النقاذ من أ‬
‫الزمة املالية ‪ :‬تعلم كيف ت�رسق ال�شعب بدون معلم‬ ‫خطط إ‬
‫الن أ�ن‬
‫ال�سبوع‪ .‬وهم يريدون آ‬ ‫« إ�نني عائدة التو من وردية عمل من إ�حدى ع�رشة �ساعة ف أ�نا أ�عمل ‪� 60‬ساعة يف أ‬
‫ي أ�خذوا ‪ 2.300‬دوالر من أ�جرتي ألجل البنوك» قالتها امر أ�ة بريطانية غا�ضبة‪ ،‬يف �سياق ردها على �س�ؤال من‬
‫النقاذ» الربيطانية يف مواجهة أ‬
‫التلفزيون الربيطاين حول موقفها مما ي�سمى بـ»خطة إ‬
‫ال�سيا�سات ملواجهة أالزمة‪ ،‬خالل كلمته يف م�ؤمتر‬ ‫«مريى لين�ش « ‪-‬الذي كان �أحد �أول امل�ؤ�س�سات‬ ‫خطط إالنقاذ أالمريكية‬
‫اليورومنى‪ ،‬يف القاهرة‪ ،‬منها ت�أجيل �سداد �أق�ساط‬ ‫نظم جمل�س العمال املركزي‪ ،‬يف نيويورك‪ ،‬يف �سبتمرب التي �أعلنت �إفال�سها نتيجة أللزمة – يف �صفقة‬
‫أالرا�ضي ال�صناعية عن عام ‪ 2009‬ملدة عام واحد‪،‬‬ ‫من العام املا�ضي‪ ،‬مظاهرة‪� ،‬شارك فيها حوايل �ألف قدرها ‪ 50‬مليار دوالر‪،‬‬
‫تخفي�ض م�ساهمة ال�شركات يف تدريب العمالة من‬ ‫النقاذ خطط �إنقاذ أ�وروبا‬
‫عامل‪� ،‬أمام مقر البور�صة‪ ،‬احتجاجا على خطة إ‬
‫‪� %20‬إىل ‪� ،%10‬إدخال تخفي�ضات يف التعريفة‬ ‫أالمريكية ‪ ،‬هاتفني «رواتب تقاعدنا املكت�سبة مب�شقة تت�شابه خطط إالنقاذ جميعها يف حتميل فقراء‬
‫اجلمركية على واردات آالالت واملعدات ال�صناعية ‪،‬‬ ‫لي�ست فري�سة للمغت�صبني»‪ ،‬و» ال �شيكات على بيا�ض أالعباء‪ :‬اجنيال مريكل امل�ست�شارة أالملانية تقر تخ�صي�ص‬
‫جدولة �سداد تكاليف تو�صيل الغاز والكهرباء على‬ ‫والعمال ‪ 80‬مليار يورو ك�سيولة مالية‪ ،‬و‪ 400‬مليار ك�ضمانات‬ ‫لوول �سرتيت» – يف �إ�شارة ل�شارع املال أ‬
‫ثالث �سنوات للم�شروعات التي �ستن�ش�أ حتى ‪31‬‬ ‫ال�شهري هناك‪ .‬وحملوا الفتات تطالب الرئي�س للقرو�ض‪ ،‬احلكومة أال�سبانية تعلن تخ�صي�ص مائة‬
‫دي�سمرب ‪.2009‬‬ ‫أالمريكي –وقتذاك – جورج بو�ش ب�إنفاق املال مليار يورو ك�ضمان للقرو�ض بني البنوك‪ ،‬ونيكوال‬
‫امللفت �أن قرار احلكومة تثبيت �أ�سعار الطاقة‬ ‫على التعليم والرعاية ال�صحية بنف�س احلما�س‪ ،‬الذي �ساركوزى يف فرن�سا يعلن �أن حكومته �ستزود البنوك‬
‫للم�ستثمرين تتواكب مع دعوة �أطلقها املركز امل�صري‬ ‫نه�ض به إلنقاذ امل�ؤ�س�سات الكربى بـ‪ 700‬مليار دوالر مببلغ ‪ 360‬مليار يورو‪ ،‬لكن من يف املقابل �سينقذ‬
‫للدرا�سات االقت�صادية لتحرير �أ�سعار الطاقة‪ ،‬مما‬ ‫�أمريكي ‪-‬و مل تكن احلكومة أالمريكية قد اعتمدت الفقراء من حمنتهم‪ ،‬التي �صنعتها م�ضاربات من‬
‫يعني رفع الدعم عن ال�شريحة أالغلب من فقراء‬ ‫بعد خطة �إنقاذ �صناعة ال�سيارات‪ ،‬التي طالبت بها امل�ؤ�س�سات الر�أ�سمالية‪ ،‬التي تكافئها آالن تلك‬
‫امل�ستهلكني‪ ،‬هذا املركز ي�ضم يف جمل�س �أمناءه ك ًال‬ ‫�شركات جرنال موتورز ‪ ،‬وكراي�سلر‪ ،‬و فورد‪ ،‬على احلكومات ؟‬
‫من جمال مبارك و رجل أالعمال احمد عز �آمني‬ ‫�أن اعتماد اخلطة �صعد مفارقة �إنقاذ أالغنياء‪ ،‬من تتج�سد حمنة الفقراء‪ ،‬يف زيادة هائلة يف جي�ش‬
‫التنظيم يف احلزب احلاكم‪ ،‬وحاولت رئي�سة املركز‬ ‫اجلديد‪� ،‬إىل ال�سطح‪ ،‬حيث ا�شرتط الرئي�س بو�ش �أن البطالة‪ ،‬حيث يزداد عدد العاطلني عن العمل �إىل‬
‫الرتويج لتلك الفكرة و�سط جمموعة من ال�صحفيني‬ ‫ت�صاغ خطة إالنقاذ تلك مبعرفة �أ�صحاب ر�أ�س املال‪ 210 ،‬مليون‪ ،‬خالل العام احلايل‪ ،‬نتيجة أللزمة املالية‬
‫االقت�صاديني‪ ،‬يف م�ؤمتر لالعالم االقت�صادي نظمه‬ ‫والدارة‪ ،‬والنقابات العمالية‪ ،‬التي �سيكون عليها بح�سب تقرير ملنظمة العمل الدولية ‪.‬‬ ‫إ‬
‫املركز ‪.‬‬ ‫أ‬
‫النظام امل�رصي والزمة‬ ‫أ‬
‫بذلك املوافقة على تخفي�ض �جور العمال‪.‬‬
‫�شهد امل�ؤمتر نف�سه حماوالت حثيثة‪ ،‬من �سلطان �أبو‬ ‫�أدرك الكثري من فقراء العامل‪ ،‬على جانبي املحيط‪ ،‬وقف هرنى عزام‪ ،‬املدير التنفيذي لبنك «دويت�شة»‬
‫على وزير االقت�صاد أال�سبق‪ ،‬ورجل أالعمال منري‬ ‫�أنهم لن ينالوا �أي ن�صيب‪ ،‬من خطط إالنقاذ يف ال�شرق أالو�سط و�شمال �أفريقيا‪ ،‬يتلو على جمهرة‬
‫فخري عبد النور ع�ضو املركز‪ ،‬إلقناع احل�ضور ب�أن‬ ‫الر�أ�سمالية‪ .‬حيث �أعدت العدة ألن يتحمل من رجال أالعمال‪ ،‬يف ملتقى القاهرة لال�ستثمار‬
‫تخفي�ض �سعر ال�صرف لن ي�ؤثر �سلبا على الفقراء مع‬ ‫ه�ؤالء عبء أالزمة‪ ،‬فمث ًال‪ ،‬يف الواليات املتحدة العربي‪ ،‬قبل ما يقرب من ال�شهرين‪ ،‬ن�صائحه‬
‫االرتفاع التلقائي طبعاً يف �أ�سعار الواردات‪ ،‬بررا ذلك‬ ‫حتمل املواطن أالمريكي العادي عبء �إنقاذ ت�سعة لتجاوز أالزمة املالية وعلى ر�أ�سها التخلي عن العمالة‬
‫صال نتيجة أللزمة‪،‬‬ ‫ب�أن �أ�سعار الغذاء انخف�ضت �أ� ً‬ ‫م�ؤ�س�سات عمالقة‪ ،‬مثل « اية اى جى» للت�أمني‪« ،‬الزائدة»‪.‬‬
‫وبالطبع مل يتطرقا أل�سعار بقية ال�سلع أال�سا�سية ‪.‬‬ ‫عن طريق �شراء أال�سهم وب�شراء أال�صول الهالكة ‪ ،‬بينما طالب رجل أالعمال امل�صري �صفوان ثابت‪،‬‬
‫كما �أعلن يو�سف بطر�س غاىل وزير املالية تخ�صي�ص‬ ‫بخالف امل�ساعدات ال�سخية‪ ،‬يف �شكل قرو�ض طويلة رئي�س «جمموعة جهينة»‪ ،‬خالل امل�ؤمتر نف�سه‪ ،‬بتخفي�ض‬
‫‪ 30‬مليار جنية �إ�ضافية ت�شجيعاً لال�ستثمار‪ ،‬منها‬ ‫آالجل من البنك االحتياطي الفيدرايل أالمريكي‪� ،‬سعر �صرف اجلنية امل�صري دعما لل�صادرات يف‬
‫‪ 15‬مليار يف �شكل ا�ستثمارات م�شرتكة مع القطاع‬ ‫التي منحت لبنكى مورجان �ستانلى وجولدمان ظل أالزمة‪ .‬وهى نف�س الدعوة التي �سبق و تبناها‬
‫اخلا�ص‪ ،‬الذي كانت تنظر له احلكومة امل�صرية‪ ،‬يف‬ ‫بال�ضافة لتخفي�ض �سعر‬ ‫�ساك�س ‪ .‬هذه امل�ؤ�س�سات الر�أ�سمالية العمالقة‪ ،‬التي احتاد ال�صناعات امل�صري‪ ،‬إ‬
‫ظل �سيا�سة اخل�صخ�صة‪ ،‬باعتباره القطاع «الرائد»‪،‬‬ ‫لطاملا تبجحت دفاعا عن �أق�صى حرية ممكنة لل�سوق‪ ،‬الفائدة‪ ،‬كجزء من قائمة مطالب لرجال أالعمال‪،‬‬
‫القادر على حتقيق املعجزات‪ ،‬آ‬ ‫حت�صل آالن على مزايا التدخل احلكومي يف �صورة مت تقدميها �إىل ر�شيد حممد ر�شيد‪ ،‬رجل أالعمال‬
‫رجال أالعمال �إنقاذه من ألزمة بتقدمي الدعم‬ ‫تالل املال املقتطع بطبيعة احلال من �أموال دافعي و وزير التجارة وال�صناعة‪ ،‬خالل اجتماع مت عقده‬
‫له ‪.‬لكن على اجلانب آالخر جند رف�ض احلكومة‬ ‫عقب انفجار أالزمة‪.‬‬ ‫ال�ضرائب ‪.‬‬
‫حتريك �أجور العمال‪ ،‬هو ما �صرحت به وزيرة القوى‬ ‫أ‬
‫�سيتحمل املواطنني الفقراء تبعات �زمة مل يخلقوها‪ .‬لبت وزارة التجارة وال�صناعة تلك املطالب بالكامل‪،‬‬
‫العاملة‪ ،‬عائ�شة عبد الهادي والهجرة‪ ،‬خالل زيارتها‬ ‫فعلى �سبيل املثال‪ ،‬قرر بنك «اوف امريكا»‪ ،‬فور يف �شكل خطة بقيمة ‪ 7‬مليار جنية فورية‪ ،‬لدعم‬
‫ا�ستحواذه على بنك «مريى لين�ش «‪ ،‬ت�سريح حوايل الت�صنيع والت�صدير‪ ،‬وعلى ر�أ�س بنودها تثبيت �أ�سعار‬
‫رف�ض احلكومة حتريك �أجور العمال أ‬
‫‪� 35‬ألف م�ستخدم لدية على مدى ثالث �سنوات‪ ،‬الغاز والكهرباء لكافة امل�صانع حتى ‪ 31‬دي�سمرب‬
‫و�صدقت فالر�أ�سماليني �أوىل بالرعاية!‬ ‫بهدف توفري �سبعة مليارات دوالر �سنويا ‪ .‬حتى ‪ ،2009‬ويعد هذا جزء من تعهدات حممود حميى‬
‫يتمكن من تعوي�ض جزء من تكاليف �شرائه بنك الدين‪ ،‬وزير اال�ستثمار‪ ،‬حيث تعهد مبجموعة من‬
‫االشتراكي فبراير ‪2009‬‬
 ‫كيف نفهم أ‬
‫الزمة؟‬
‫�سامح جنيب‬

‫أ�نها أ�عنف أ�زمة تع�صف بالنظام الر أ��سمايل العاملي منذ الك�ساد الكبري‪ ،‬يف ثالثينيات القرن املا�ضي‪ ،‬حيث يتم ت�رسيح ماليني العمال‬
‫واملوظفني‪ ،‬و تغلق �آالف امل�صانع أ�بوابها‪ ،‬و ت�شهر كربى ال�رشكات والبنوك الر أ��سمالية إ�فال�سها‪ ،‬أ�و تو�شك على ذلك‪.‬‬
‫يهدد �شبح اجلوع والدمار والت�رشيد مئات املاليني من العمال وفقراء الفالحني‪ ،‬يف العامل الثالث‪ .‬كل ذلك ونحن ما زلنا يف بدايات‬
‫الزمة‪ ،‬ماذا حدث؟ ما هي أ��سباب هذه الكارثة؟ كيف نفهم هذه العا�صفة؟ تلك أ‬
‫ال�سئلة �سنحاول التعر�ض‪ ،‬يف هذا املقال‪ ،‬لها ب�شيء من‬ ‫أ‬
‫اليجاز‪.‬‬‫إ‬
‫فو�ضى ال�سوق‬
‫ي�ؤدي أال�سلوب الثاين �إىل �صراع حمموم ومت�سارع لال�ستثمار‬
‫وللرتاكم الر�أ�سمايل‪ ،‬هذا ال�صراع الر�أ�سمايل ينتج عنه موجات‬
‫متتالية من النمو ال�سريع ثم االنكما�ش والركود‪ .‬تتجه اال�ستثمارات‬
‫غالباً نحو ال�صناعات‪ ،‬التي حتقق معدالت ربح مرتفعة‪ ،‬مما يزيد حدة‬
‫املناف�سة‪ ،‬وي�صبح هناك احتياج ملح لدى كل ر�أ�سمايل ملزيد من ر�ؤو�س‬
‫أالموال‪ ،‬لكي ينجح يف تطوير امليكنة‪ .‬بل جند �أنه كلما زاد حجم‬
‫ال�شركات الر�أ�سمالية كلما زاد اعتمادها علي البنوك لتوفري االئتمان‬
‫الالزم لال�ستثمار وتطوير امليكنة وكذلك إالنتاج‪.‬‬
‫ألن هذه العملية كلها تتم بال �أي تن�سيق �أو تخطيط كلي تكون‬
‫النتيجة احلتمية انف�صال �شبه كامل بني إالنتاج والطلب يف ال�سوق‪،‬‬
‫مما قد ي�ؤدي �إىل توافر منتجات يف ال�سوق �أكرث من القدرة ال�شرائية‪،‬‬
‫حيث يتكالب الر�أ�سماليني على ال�صناعات أالكرث ربحية‪ ،‬وعندما‬
‫ت�صل الفجوة بني العر�ض والطلب �إىل درجة معينة يتحول النمو‬
‫واالنتعا�ش �إىل انكما�ش وركود‪.‬‬ ‫الر�أ�سماليني على منظومة إالنتاج‪ ،‬من خالل ملكيتهم للم�صانع‪،‬‬ ‫أال�سباب املبا�رشة أللزمة‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫�إن �أزمات فائ�ض إالنتاج هي �حد املكونات ال�سا�سية للزمات‬
‫أ‬ ‫وال�شركات‪ ،‬و�أدوات إالنتاج‪ .‬وال يهدف إالنتاج يف هذه املنظومة �إىل‬ ‫بد�أت أالزمة احلالية يف القطاع املايل أالمريكي ( البنوك و�أ�سواق‬
‫الر�أ�سمالية‪ ،‬ب�شكل عام‪ .‬فرنى ذلك امل�شهد العبثي‪ :‬امل�صانع تغلق‬ ‫تلبية حاجات الب�شر‪ ،‬ولكن ي�سعى �إىل حتقيق الربح‪.‬‬ ‫أالوراق املالية) حيث انهارت كربى البنوك املتخ�ص�صة يف قرو�ض‬
‫�أبوابها‪ ،‬يف حني يبحث ماليني العمال عن فر�صة عمل‪ ،‬والنا�س متوت‬ ‫يقوم العمال يف عملية إالنتاج الر�أ�سمايل ب�إ�ضافة القيمة لل�سلع‪،‬‬ ‫الرهن العقاري‪ ،‬هذه البنوك التي تو�سعت‪ ،‬ب�شكل غري م�سبوق‪،‬‬
‫جوعاً‪ ،‬يف حني متتلئ املخازن واملزارع بالغذاء‪ ،‬وامل�ساكن ترتك خاوية‪،‬‬ ‫التي ينتجونها‪ ،‬من خالل حتويل املواد اخلام �إىل �أ�شياء‪ ،‬ميكن بيعها يف‬ ‫وبطريقة ع�شوائية‪ ،‬يف تقدمي قرو�ض الرهن العقاري ملاليني العائالت‬
‫يف حني ي�شرد املاليني بال م�أوى‪.‬‬ ‫ال�سوق‪ .‬لكن ال يح�صل العامل على القيمة الكاملة ملا ينتجه‪ ،‬فهو‬ ‫أالمريكية الفقرية‪ ،‬من خالل ت�سهيالت ا�ستثنائية يف ال�سداد‬
‫انخفا�ض معدل الربح‬ ‫يح�صل على �أجر يكفي لتغطية نفقات املعي�شة‪ ،‬من م�أكل‪ ،‬وملب�س‪،‬‬ ‫والتغا�ضي عن غالبية ال�ضمانات‪ .‬وكان االفرتا�ض وراء هذه املقامرة‬
‫لكن هناك عامال �أخراً‪� ،‬إىل جانب فو�ضى ال�سوق والتناف�س‬ ‫و�سكن‪ ،‬يف حني يح�صل الر�أ�سمايل وحده على الفارق بني هذا‬ ‫لي�س بالطبع قدرة هذه العائالت على دفع �أق�ساطها‪ ،‬ولكن الرهان كان‬
‫الر�أ�سمايل‪ ،‬يدفع النظام نحو أالزمة‪ ،‬فكما ر�أينا فالر�أ�سمايل م�ضطر‬ ‫أالجر وبني قيمة ما ينتجه العامل‪� .‬أي �أن العامل يح�صل فح�سب‬ ‫على ا�ستمرار موجة االرتفاع يف �أ�سعار العقارات (ولي�س يف قيمتها‬
‫�إىل اال�ستثمار ب�شكل متزايد يف امليكنة والتكنولوجيا‪ ،‬حتى يتمكن‬ ‫على جزء من قيمة يوم عمله‪ ،‬يف حني ينهب الر�أ�سمايل اجلزء الباقي‪،‬‬ ‫احلقيقية)‪ ،‬والتي بد�أت يف ت�سعينات القرن املا�ضي‪ .‬بد�أت املنظومة‬
‫من مواجهة املناف�سة‪ ،‬ومبا �أن امل�صدر احلقيقي للربح هو ا�ستغالل قوة‬ ‫وهو ما ي�سميه ”اال�شرتاكيون“ فائ�ض القيمة‪.‬‬ ‫املالية كلها يف االنهيار‪ ،‬لي�س يف �أمريكا وحدها بل يف العامل كله‪ ،‬مع‬
‫العمل احلية‪ ،‬فكلما ازدادت ن�سبة ما ي�ستثمره الر�أ�سمايل يف املكن‬ ‫ال ي�ستطيع الر�أ�سمايل حتويل فائ�ض القيمة هذا �إىل ربح حقيقي‪،‬‬ ‫ظهور �أويل ال�شروخ يف فقاعة �سوق العقارات أالمريكية‪ ،‬وعندما ظهر‬
‫على ما ي�ستثمره يف ت�شغيل العمالة يف ال�صناعة ككل‪ ،‬كلما انخف�ض‬ ‫بدون بيع ال�سلع يف ال�سوق‪ .‬ويقوم ال�سوق الر�أ�سمايل على التناف�س ما‬ ‫جلياً �أن ماليني أالمريكيني لن يتمكنوا من ت�سديد ديونهم‪ .‬يعود‬
‫معدل الربح على املدى الطويل‪ .‬هذا امليل النخفا�ض معدل الربح‬ ‫بني العديد من الر�أ�سماليني‪ .‬ويحاول كل ر�أ�سمايل تخفي�ض تكلفة‬ ‫�سبب االنت�شار ال�سريع والعاملي أللزمة يف �أنه قبل انفجار أالزمة‪ ،‬كان‬
‫ي�شكل �ضغطاً دائماً على النظام الر�أ�سمايل العاملي‪ ،‬وهو ما ي�ؤدي‪،‬‬ ‫�إنتاجه وزيادة كفاءته‪� ،‬إذا �أراد النجاح يف مواجهة مناف�سيه‪� ،‬أي �أن‬ ‫هناك تدفق �ضخم لال�ستثمارات املالية (تقدر ب�آالف املليارات من‬
‫على املدى الطويل‪� ،‬إىل أالزمات وموجات الركود والك�ساد‪ ،‬وهي‬ ‫الر�أ�سمايل عليه �أن يزيد من �إنتاجية عماله ‪ -‬مبعنى زيادة كمية ال�سلع‪،‬‬ ‫الدوالرات)‪ ،‬التي تتداول �أوراقاً مالية ت�ستند‪� ،‬أ�سا�ساً‪ ،‬على القرو�ض‬
‫أالمرا�ض املزمنة للر�أ�سمالية‪.‬‬ ‫التي ينتجونها‪ ،‬يف نف�س �ساعات العمل‪ ،‬مع تخفي�ض تكلفتها‪.‬‬ ‫العقارية‪ ،‬وقد تو�سع وانت�شر هذا الن�شاط االقت�صادي‪ ،‬لي�شمل كربى‬
‫فالزمات الر�أ�سمالية لي�ست جمرد نتاج لهذا اخلط�أ‪� ،‬أو ذاك‬ ‫�إذاً أ‬ ‫ميكن للر�أ�سمايل �أن يحقق هذا من خالل �أ�سلوبني‪ ،‬أالول هو زيادة‬ ‫البنوك وال�شركات املالية يف العامل‪.‬‬
‫يف ال�سيا�سات االقت�صادية والرقابية‪ ،‬بل نتيجة حتمية جلوهر النظام‬ ‫�ساعات العمل وكثافته‪ ،‬ولكن لهذا أال�سلوب حدوده الق�صوى‪،‬‬ ‫لكن ال�س�ؤال‪ ،‬الذي يطرح نف�سه‪ ،‬هو ملاذا تدفقت كل هذه أالموال‬
‫الر�أ�سمايل القائم على ا�ستغالل العمل امل�أجور وفو�ضى الرتاكم‬ ‫التي ال ميكن جتاوزها‪� .‬أما أال�سلوب الثاين‪ ،‬وهو أال�سلوب أالمثل‬ ‫يف �سوق افرتا�ضي غري م�ضمون بطبيعته؟ يرى بع�ض االقت�صاديني‬
‫التناف�سي يف ال�سوق‪ .‬لن ي�ستطيع الب�شر تتجاوز مثل هذه أالزمات‬ ‫لزيادة إالنتاجية‪ ،‬في�أتي من خالل اال�ستثمار الر�أ�سمايل يف تطوير‬ ‫�أن ال�سبب يكمن يف غياب الرقابة على البنوك و�أ�سواق أالوراق‬
‫�إال �إذا جتاوزنا الر�أ�سمالية نف�سها‪ ،‬وا�ستبدلناها بنظام �إنتاج جديد‪،‬‬ ‫امليكنة والتكنولوجيا‪ ،‬بحيث يتمكن العمال من �إنتاج نف�س كمية‬ ‫املالية‪ ،‬ويف ج�شع وعدم م�سئولية من �أدار تلك القطاعات خالل‬
‫يكون فيه إالنتاج بهدف تلبية حاجات الب�شر ولي�س الربح‪ ،‬ويكون‬ ‫ال�سلع‪ ،‬يف زمن �أقل‪ ،‬وبكفاءة �أكرب‪ .‬وكلما ا�ستثمر الر�أ�سمايل يف هذا‬ ‫العقد املا�ضي‪ .‬هذا التف�سري ال يتجاوز امل�ستوى ال�سطحي واملبا�شر‬
‫فيه التخطيط الدميقراطي بدال من فو�ضى ال�سوق وديكتاتورية رجال‬ ‫التطوير كلما متكن من �إزاحة مناف�سيه يف ال�سوق‪.‬‬ ‫أللزمة‪ ،‬ف�صحيح �أن الرقابة على �أ�سواق املال والبنوك قد مت تقلي�صها‪،‬‬
‫أالعمال‪ .‬هذا النظام البديل ن�سميه اال�شرتاكية‪.‬‬ ‫ب�شكل كبري‪ ،‬خالل العقدين املا�ضيني‪ ،‬كجزء ال يتجز�أ من �سيا�سات‬
‫الليربالية اجلديدة‪ ،‬و�صحيح �أي�ضاً �أن تلك ال�سيا�سات قد مكنت‬
‫قطاع من الر�أ�سماليني من مراكمة ثروات هائلة‪ ،‬يف عامل امل�ضاربات‬
‫على أالوراق املالية بكافة �أنواعها‪.‬‬
‫لكن ملاذا اجتهت تلك اال�ستثمارات الهائلة �إىل ذلك القطاع‬
‫«االفرتا�ضي» وغري امل�ضمون على املدى البعيد؟ وملاذا مل تتجه‬
‫اال�ستثمارات �إىل القطاعات إالنتاجية‪� ،‬أو ما ي�سمى االقت�صاد‬
‫«احلقيقي»؟ وال�س�ؤال أالكرث �أهمية‪ :‬ملاذا يظل النظام الر�أ�سمايل يعاين‬
‫من مثل هذه أالزمات العنيفة؟ فالر�أ�سمالية العاملية قد واجهت �أزمات‬
‫كادت تع�صف بها‪ ،‬ودفع ثمنها عمال وفقراء العامل‪ ،‬يف �سبعينات‬
‫القرن التا�سع ع�شر‪ ،‬ويف العقد أالول من القرن الع�شرين وبني ‪١٩٢٩‬‬
‫‪( ١٩٣٢ -‬الك�ساد الكبري)‪ .‬ي�شهد النظام الر�أ�سمايل‪ ،‬منذ �سبعينات‬
‫القرن املا�ضي‪� ،‬سل�سلة من أالزمات املتفاوتة يف عمقها وات�ساع ت�أثريها‪،‬‬
‫حتى جاءت هذه أالزمة أالخرية‪ ،‬لتثبت من جديد �أن القرن اجلديد‬
‫�سيكون هو آالخر قرناً من أالزمات الطاحنة‪ ،‬وكذلك �سيكون قرناً‬
‫من احلروب والثورات‪ ،‬التي ترافق عادة أالزمات االقت�صادية‪.‬‬
‫أال�سباب أالعمق أللزمة‬
‫�أحد �أهم ال�صفات‪ ،‬التي متيز منط إالنتاج الر�أ�سمايل عن �أمناط‬
‫إالنتاج ال�سابقة‪ ،‬هو االعتماد على ا�ستغالل العمل امل�أجور‪.‬‬
‫فالنتاج الر�أ�سمايل يعتمد على عمال‪ ،‬ال ميلكون �سوى قوة عملهم‪،‬‬
‫إ‬
‫التي يقومون ببيعها ل�صاحب العمل‪ .‬وكذلك يتميز بهيمنة كبار‬

‫االشتراكي فبراير ‪2009‬‬ ‫‪6‬‬

‫ملف العدد‬
‫موقنا من املقاومة‪..‬ن�ؤيد َمن يحارب اال�ستعمار!‬
‫فهذا االنت�صار يثري خيال كل مقهور داعيا �إياه‬
‫لرفع �سالح املقاومة �ضد من يقهره‪ .‬هذا االنت�صار‬
‫ميثل خمرية ثورة يف كل بيت و�شارع وحي‪ .‬ف�إن‬
‫كان فقراء غزة املحا�صرين واملعزولني قد ا�ستطاعوا‬
‫اال�ستمرار يف �إطالق ال�صواريخ‪ ،‬حتى بعد �أن‬
‫ا�ضطرت �إ�سرائيل إليقاف �إطالق النار من طرف‬
‫واحد؛ �إن كانت معنوياتهم قد ارتفعت �إىل عنان‬
‫ال�سماء واحتفلوا �شعبيا بالن�صر بعد نهاية احلرب؛‬
‫و�إن كانوا قد انطلقوا يف اليوم التايل للحرب يف‬
‫�إعادة حفر أالنفاق بكل همة يف معركة باعثة على‬
‫أالمل �ساعية �إىل موا�صلة احلياة والن�ضال‪� ..،‬إن كان‬
‫�شعب غزة البطل ا�ستطاع فعل كل هذا‪ ،‬و�إن كان‬
‫حزب اهلل املقاوم قد ا�ستطاع من قبل ذلك اجرتاح‬
‫املعجزات ومرمغة �سمعة �إ�سرائيل يف الوحل‪ ،‬و�إن‬
‫والفغانية تق�ض م�ضاجع‬ ‫كانت املقاومة العراقية أ‬
‫أالمريكان يوما وراء يوم‪� ،‬إن كان كل هذا حدث‬
‫ويحدث‪ ،‬فلم ال ن�ستطيع نحن املظلومون يف كل‬
‫�أرجاء الوطن العربي �أن نواجه الطغاة وامل�ستغلني‬
‫من �أمثال مبارك وعبد اهلل وزين العابدين وغريهم‪.‬‬
‫بل مل ال ن�ستطيع – نحن ال�شعوب العربية – �أن‬
‫نواجه حكام ما يطلق عليه �أنظمة املمانعة‪� ،‬أولئك‬
‫الذين الكوا لوهلة العبارات الفخمة ودبجوا‬
‫اخلطابات ال�ضخمة يف ت�أييد املقاومة‪ ،‬ولكنهم‬
‫�سارعوا فور انتهاء احلرب �إىل م�صاحلة �إخوانهم من‬
‫احلكام املعتدلني على مائدة كويتية عامرة؛ �أولئك‬
‫الذين نتوقع «مب�شيئة الرحمن» �أن ينخرطوا جميعا‪،‬‬
‫بني يوم و�آخر‪ ،‬يف م�سرية ا�ست�سالمية جديدة م ّروجة‬
‫أللوهام وخادمة إل�سرائيل برعاية باراك ح�سني‬
‫�أوباما الذي �أق�ض م�ضجعه منظر �أطفال �إ�سرائيل‬
‫اجلزعني من �صواريخ حما�س‪ ،‬لكن الذي مل ير‬
‫فيما يبدو منظر املئات من �أطفال فل�سطني منثوري‬
‫أال�شالء على �أر�ض فل�سطني املخ�ضبة بالدماء‪.‬‬
‫�إن انت�صار املقاومة هو انت�صار خليال الثورة على‬
‫واقع القهر واال�ستغالل‪ ،‬هو انت�صار للعقالنية‬
‫الثورية على العقالنية اال�ست�سالمية‪ ،‬وهو بداية‬
‫والردن‬‫المتداد نهج املقاومة من فل�سطني �إىل م�صر أ‬
‫وال�سعودية و�سوريا وكل بلدان منطقتنا املبتالة‬
‫ب�أنظمة اال�ستبداد والف�ساد واال�ستغالل‪.‬‬
‫�أم ال‪ ،‬فاملنطقي �أن ندعمهم طاملا يدافعون عن حقوقهم‬
‫امل�شروعة‪ ،‬ويف الوقت ذاته �أناق�شهم يف املواقف‪ ،‬التي‬
‫قد تتناق�ض مع ر�ؤيتنا الي�سارية‪ ،‬و�أكد احلمالوي‬
‫�أن الوقوف بجوار املقاومة �أمر مبدئي‪ ،‬وهو ال يعني‪،‬‬
‫بال�ضرورة‪ ،‬القبول بكل �سلوكياتها‪ ،‬بل يتطلب أالمر‬
‫النقد‪ ،‬منطلق يهدف �إىل جناح حركة املقاومة يف دحر‬
‫االحتالل‪.‬‬
‫رد احلمالوي على مقولة �سليمان “بـ�أن املقاومة تقتل‬
‫املدنيني”‪ ،‬ب�أمثلة من تاريخ حركات املقاومة‪ ،‬حيث �أن‬
‫املقاومة يف فيتنام ارتكبت �أفعا ًال‪ ،‬تق�شعر لها أالبدان‪،‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فلم يتعلل �أحدهم‪ ،‬بتلك أالفعال‪ ،‬ليقف‬
‫�ضد املقاومة يف �صف الواليات ملتحدة أالمريكية‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬املقاومة يف اجلزائر‪ ،‬كانت ت�ستهدف املقاهي‪،‬‬
‫وال�سواق‪ ،‬التي يرتادها امل�ستوطنون الفرن�سيون‪،‬‬
‫و�أ�ضاف احلمالوي ب�أنه لي�س من حق �أحد �أن يفر�ض‬
‫على املقاومة �أ�سلوبها و�سالحها‪ .‬كما انتقد احلمالوي‪،‬‬
‫خالل كلمته‪ ،‬موقف النظام امل�صري‪ ،‬الذي �أغلق‬
‫املعابر‪ ،‬مذك ًرا‪ ،‬ب�أن املواثيق الدولية‪ ،‬حتتم فتح احلدود‬
‫لالجئني يف حالة الكوارث واحلروب‪ ،‬وهو ما خالفه‬
‫النظام امل�صري بكل تبجح‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫النتيجة التي �أ�سفرت عنها احلرب‪ .‬كان ح�سن‬
‫ن�صراهلل‪ ،‬أالمني العام حلزب اهلل‪ ،‬قد ّ‬
‫تندر يف م�ؤمتر‬
‫�صحفي �أخري له على �أن�صار �إ�سرائيل يف عاملنا‬
‫العربي‪ ،‬قائال �إن ه�ؤالء �سي�صرون على �إعالن‬
‫هزمية املقاومة يف فل�سطني حتى لو �أعلنت �إ�سرائيل‬
‫ر�سميا‪ ،‬مثلما �أعلنت بعد حرب لبنان ‪� ،2006‬أنها‬
‫هي التي ُهزمت و ُ�أهينت يف احلرب!‬
‫إال�صرار على هزمية املقاومة‪ ،‬ور�صد املعلومات عن‬
‫خ�سائر الب�شر واحلجر يف فل�سطني ب�صفتها �شواهد‬
‫تلك الهزمية‪ ،‬وجمافاة املنطق الب�سيط الذي يقول‬
‫�أن كل �أهداف �إ�سرائيل مل تتحقق يف حرب غزة‬
‫كم الدمار والرببرية املرعبني‪ ،‬كل هذا‬ ‫بالرغم من ّ‬
‫الهراء املعادي للحقيقة يعد م�س�ألة حياة �أو موت‬
‫بالن�سبة ملع�سكر االعتدال و»العقالنية» العربي‪.‬‬
‫فلو �أقر ه�ؤالء بانت�صار املقاومة‪ ،‬لو �أقروا ب�أن �إ�سرائيل‬
‫ممكن قهرها بالن�ضال ال�شعبي‪ ،‬ولو اعرتفوا �أن تلك‬
‫الدولة «املتح�ضرة احلداثية» انهزمت على يد حركة‬
‫رجعية «�إ�سالموية» (كما ي�سمونها)‪ ،‬النهار منطقهم‬
‫ول�صبحت احلداثة الر�أ�سمالية لي�ست‬ ‫العقالين‪ ،‬أ‬
‫�سببا لالنت�صار �أو عنوانا للتح�ضر!‬
‫انت�صار املقاومة على �إ�سرائيل خطر و�أي خطر‬
‫على عقالنيي أالمر الواقع وليرباليي التحديث‬
‫والر�أ�سمالية وي�ساريي إالمربيالية وال�صهيونية‪.‬‬
‫“هل انت�رصت املقاومة يف غزة؟”‬
‫التي تواجدت على �أر�ضها‪ ،‬يف أالردن ولبنان‪ ،‬و�أ�ضاف‬
‫�أن حما�س ال متلك ا�سرتاتيجية للمقاومة‪ ،‬و�أنها ت�سعى‬
‫لت�أ�سي�س “�إمارة �إ�سالمية” يف غزة‪ .‬و�أ�ضاف �إن‬
‫م�صر لها حدود معروفة‪ ،‬منذ ثورة ‪ ،91‬بينما الف�صائل‬
‫الفل�سطينية‪ ،‬ال تتفق عن ماهية احلدود الفل�سطينية‪،‬‬
‫وقال �سليمان �إنه لي�ست هناك �أمة �إ�سالمية‪ ،‬بل �شعوب‬
‫م�سلمة تعي�ش حتت حكم دول‪ ،‬كما �أن �سليمان �صرح‬
‫ب�أن “القومية العربية” �أ�سطورة‪ ،‬كما �أعرب عن عدم‬
‫اقتناعه مبقولة “ فل�سطني كانت خط الدفاع أالول عن‬
‫م�صر”‪ .‬و�أخرياً‪ ،‬قال �إن احلل الذي يراه‪ ،‬للق�ضية‬
‫الفل�سطينية‪ ،‬ي�أتي من وحي جتربة جنوب �أفريقيا‪،‬‬
‫حيث �شمل م�شروع منديال‪ ،‬كل من ال�سود والبي�ض‪.‬‬
‫وقد كرر ذلك خالل تعقيبه‪ ،‬وقال �إننا نن�سى �أن هناك‬
‫أ‬ ‫“�شعب �إ�سرائيلي”! وان املقاومة ال تراعي النواحي‬
‫والطفال‪.‬‬‫إالن�سانية‪ ،‬وتقتل املدنيني أ‬
‫ح�سام احلمالوي‪ ،‬كان �آخر املتحدثني‪،‬‬
‫ا�ستهل حديثه‪ ،‬كما فعل عيد القادر يا�سني‪ ،‬مبثال‪،‬‬
‫حيث‪ ،‬قال لقد وقفنا بجوار �أهايل كفر العلو‪ ،‬الذين‬
‫نا�ضلوا �ضد طردهم من منازلهم‪ ،‬و�ضد هدمها‪ .‬مل‬
‫يكن من املنطقي وقتها‪� ،‬أن نبحث يف �سلوك ه�ؤالء‬
‫أالهايل اليومي‪ ،‬وهل يتطابق‪ ،‬مع �إيديولوجية الي�سار‬
‫تامر وجيه‬
‫كان عمال وطالب فرن�سا املنتف�ضون‪ ،‬يف مايو‬
‫‪� ،8691‬ضد �سلطة ر�أ�س املال وهيمنة الرجعية‪ ،‬قد‬
‫�أطلقوا �شعارا لن ين�ساه التاريخ �أبدا‪« :‬كن واقعيا‬
‫و�أطلب امل�ستحيل!» فبالرغم مما يف هذا ال�شعار من‬
‫بع�ض خيال وم�سحة رومان�سية‪� ،‬إال �أنه ي�شري �إىل‬
‫حقيقة تاريخية لن ينجح يف طم�سها كل من ينعتون‬
‫�أنف�سهم بـ»الواقعية» و»العقالنية» يف عاملنا هذا‪،‬‬
‫خا�صة ذلك اجلزء منه امل�سمى بـ»العامل العربي»؛‬
‫هذه احلقيقة هي �أنه �أحيانا ما يكون الفعل الواقعي‬
‫الوحيد اجلدير باالحرتام هو الثورة على أالمر‬
‫الواقع وحماولة تغيريه!‬
‫«الواقعيون» و»العقالنيون» يف عاملنا العربي‪ ،‬ويف‬
‫م�صر على وجه �أخ�ص‪� ،‬أ�صابهم ُ�سعار العداء‬
‫ال�صهيونية؟ �أفلم يفهم البع�ض حتى آالن �أن‬ ‫للمقاومة منذ اندلعت حرب �إ�سرائيل الرببرية‬
‫ال�سالم أالمريكي هو ا�ست�سالم للهيمنة ال�صهيونية‬
‫�ضد غزة‪ .‬فمن وجهة نظر ه�ؤالء كانت «املقاومة»‪،‬‬
‫املعادية للتحرر واال�ستقالل العربيني؟‬ ‫التي يرونها بالتعريف معادية لـ»العقل» وغري ملبية‬
‫ثم �أن إالدعاء برجعية املقاومة الفل�سطينية ألنها‬
‫ملتطلبات «التنوير»‪ ،‬هي امل�سئولة أالوىل �أخالقيا‬
‫�إ�سالمية ميثل يف حد ذاته قمة ال�سخف والرجعية!‬ ‫وعمليا عن احلرب وعن �شهداء فل�سطني وعن‬
‫ف�أن ت�شرتط على املقاومة �أن تتبنى ر�ؤيتك الفكرية‬
‫االحتالل والدمار واحل�صار‪ .‬املقاومة يف ر�أيهم‬
‫حتى ت�ؤيدها يف مقاومتها لالحتالل‪ ،‬لهو موقف‬ ‫لي�ست مقاومة‪ ،‬بل م�ؤامرة طائفية �إيرانية تريد‬
‫ي�ضعك يف مع�سكر �أعداء التحرر بال لب�س �أو‬
‫العودة بنا �إىل ع�صور الظالم‪ ،‬يف م�سعى لت�أ�سي�س‬
‫مواربة‪� .‬أن ال ترى‪ ،‬مثلما ترى �إ�سرائيل باملنا�سبة‪،‬‬ ‫�إمارة �إ�سالمية طالبانية موالية للقاعدة على احلدود‬
‫�أن هدف حما�س أالول هو حماربة �إ�سرائيل‬
‫ال�شرقية آالمنة مل�صر!‬
‫ومناه�ضة االحتالل‪ ،‬و�أن تدعي‪ ،‬بال �أي �سند‪� ،‬أن‬ ‫احلقيقة �أن هذه القراءة «العقالنية» للواقع جتايف‬
‫والتوطن ب�سيناء‪� ،‬أو‬
‫هدفها «اخلفي» هو غزو م�صر ّ‬
‫كل عقل و�أي منطق؛ هي حم�ض كذب غبي وال‬
‫�إقامة �إمارة �إ�سالمية على احلدود امل�صرية‪ ،‬لهو �أمر‬ ‫عقالين‪ .‬فاملقاومة وعلى ر�أ�سها حركة حما�س (التي‬
‫لي�س فقط م�ضحك وخمز‪ ،‬بل كذلك يعد �إهانة‬
‫رمبا ال يحب بع�ضنا لونها أاليديولوجي واختياراتها‬
‫كربى ل�شهداء حرب غزة الذين ُقتلوا بال�ضبط‬ ‫الفكرية‪ ،‬والتي من الواجب ك�شف حدودها ونقد‬
‫ألن �إ�سرائيل الهمجية �أبادتهم يف م�سعى جمنون‬
‫عيوبها لتعميق املقاومة وجتذيرها) هي قمة العقالنية‬
‫للق�ضاء على حما�س والق�صا�ص من املقاومة‬ ‫و�آية التح�ضر‪� .‬أفلم تثبت جتربة �سنوات مدريد‬
‫و�صواريخها‪ .‬فلماذا قتلت �إ�سرائيل كل ه�ؤالء؟ هل‬
‫و�أو�سلو �أن حتى ال َو َ�سطي يا�سر عرفات مل ي�ستطع‪،‬‬
‫مثال ألن حما�س تهدد م�صالح ال�شعب امل�صري؟!‬ ‫برعاية �أمريكية وو�ساطة م�صرية‪� ،‬أن يقنع �إ�سرائيل‬
‫�أم ألنها تريد التوطن ب�سيناء؟!‬
‫بتلبية متطلبات احلد أالدنى للتحرر لدى ال�شعب‬
‫�أما �أكرث أالمور التي �أثارت حفيظة مع�سكر‬ ‫الفل�سطيني؟ �أفلم ت�شهد جتارب احلرم إالبراهيمي‬
‫االعتدال يف ال�سيا�سة العربية‪ ،‬من رجال النظام‬
‫وقانا وعناقيد الغ�ضب‪ ،‬ومواقف نيتنياهو وبرييز‬
‫ومن املثقفني «العقالنيني» على حد �سواء‪ ،‬فهو‬ ‫وباراك‪� ،‬أن النزعة العدائية مت�أ�صلة يف طبيعة الدولة‬
‫ندوة يف مركز الدرا�سات اال�شرتاكية‬
‫يا�سني‪� ،‬أن املقاومة يف غزة مل تقت�صر على حما�س‪،‬‬ ‫حتت هذا العنوان عقدت‪ ،‬ندوة يف مركز الدرا�سات‬
‫بل �شملت جميع الف�صائل‪ ،‬وحتى حركة فتح‪ ،‬حيث‬ ‫اال�شرتاكية‪ ،‬يوم ‪ 2‬فرباير املا�ضي‪ ،‬كان املتحدثني‬
‫�أن أالخرية‪ ،‬ال تقف �صفًا واح ًدا وراء �أبو مازن‪ ،‬فمنها‬ ‫أ‬
‫فيها‪،‬ال�ستاذ عبد القادر يا�سني‪ ،‬امل�ؤرخ الفل�سطيني‬
‫ما رف�ض التخلي عن مبد�أ املقاومة‪ ،‬ويف املقابل هناك‬ ‫املعروف‪ ،‬ود‪�.‬سامر �سليمان‪� ،‬أ�ستاذ العلوم ال�سيا�سية‬
‫قوى “ي�سارية” تتذيل �أبو مازن‪ ،‬بل وتدعو الف�صائل‬ ‫امل�ساعد باجلامعة أالمريكية‪ ،‬وح�سام احلمالوي‪،‬‬
‫أالخرى لال�صطفاف خلفه‪ .‬وذكر عبد القادر �أن‬ ‫ال�صحفي والنا�شط باملركز‪.‬‬
‫للخوان امل�سلمني‪ ،‬يف البداية‪،‬‬ ‫�إ�سرائيل �سمحت إ‬ ‫بد�أ عبد القادر يا�سني حديثه‪ ،‬بب�ساطته املعهودة‪ ،‬قائال‪:‬‬
‫مبمار�سة �أن�شطة خريية ودينية حم�ضة‪ ،‬داخل أالر�ض‬ ‫“لو �شب حريق يف بيتي‪ ،‬وكان يل جار “مييني” جاء‬
‫املحتلة‪ ،‬لكنها وقفت لها باملر�صاد‪ ،‬حينما حتولت حما�س‬ ‫لي�ساعدين‪ ،‬بينما يل �صديق “ي�ساري”‪� ،‬ألقى نظرة‬
‫�إىل حركة مقاومة م�سلحة‪ ،‬ف�إ�سرائيل �ضد املقاومة �أ ًيا‬ ‫علي ثم ان�صرف‪ ،‬فهل �س�أطرد جاري ألنه “مييني”‪،‬‬ ‫ّ‬
‫كان ثوبها‪ ،‬ومع إالذعان �أ ًيا كان ثوبه‪ ،‬كذلك‪.‬‬ ‫و�أترك بيتي يحرتق يف انتظار �صديقي “الي�ساري”‪.‬‬
‫وخالل تعقيبه على املداخالت‪ ،‬قال عبد القادر‬ ‫وهكذا ومبثال ب�سيط‪ ،‬طرح يا�سني موقفه من املقاومة‪،‬‬
‫يا�سني �إن من يتحدثون عن “�أولوية أالمن القومي‬ ‫مو�ضحا �إن الو�ضع الراهن يتطلب‪ ،‬البحث عن‬ ‫ً‬
‫امل�صري”‪ ،‬عليهم احلقيقة التاريخية‪ ،‬التي ت�شهد �أن‬ ‫املوقف ال�صائب والت�ضامن معه‪ ،‬ولي�س البحث وراء‬
‫فل�سطني كانت خط الدفاع أالول عن م�صر‪.‬‬ ‫�إيديولوجيات �أ�صحاب املواقف‪� ،‬أو حلاهم �أو مالب�سهم‪،‬‬
‫ ‬ ‫بد�أ د‪�.‬سامر �سليمان كالمه بالتعقيب على‬ ‫ ‬ ‫فـ”احلقيقة ملقاة على الطريق‪ ،‬تنتظر من يلتقطها”‪،‬‬
‫مداخلة أال�ستاذ عبد القادر يا�سني‪ ،‬باعتباره يردد‬ ‫على حد قول يا�سني‪ .‬الذي انتهى �إىل �أن حما�س‬
‫خطاب “حم�ساوي”‪ ،‬وقد هاجم �سامر حركة حما�س‪،‬‬ ‫حركة حترر وطني حتمل مرجعية دينية‪ ،‬وعلينا �أن ن�ؤيدها‬
‫ونعتها بالفا�شية‪ ،‬وحيث لعبت الفا�شية دوراً يف تقوية‬ ‫من باعتبارها حركة حترر وطني‪ .‬و علق يا�سني على‬
‫ال�صهيونية‪ ،‬خالل احلرب العاملية الثانية‪ ،‬كما اتهم‬ ‫من كانوا يهاجمون “حزب اهلل” ب�أنه �شيعي‪ ،‬قائال‪،‬‬
‫املقاومة الفل�سطينية‪ ،‬ب�شكل عام‪ ،‬ب�أنها مل حترتم الدول‬ ‫“وهل كانت �إ�سرائيل �سنية”‪ .‬و�أردف عبد القادر‬
‫االشتراكي فبراير ‪2009‬‬
 ‫ملف العدد‬

‫يف ندوة لن�شطاء يونانيني عائدين من غزة‪:‬‬ ‫احلرب ال�صهيونية بني‬

‫م�رص «الع�شة» و»الق�رص»‬
‫الفل�سطينيني يعتربوا احلكومة العربية‬ ‫�سيد عبد الرحمن‬

‫احلقيقية هي حكومة �شافيز‪.‬‬ ‫يف ذات الوقت الذي ظل يرفرف فيه علم �إ�سرائيل فوق مقر‬
‫مي �شاهني‬ ‫ال�سفارة إال�سرائيلية على �ضفاف النيل‪ ،‬كان العلم نف�سه‬
‫يحرتق يف الكثري من امليادين وال�شوارع يف م�صر‪. .‬‬
‫وزارة اخلارجية‪:‬ما �أن �شنت �إ�سرائيل عدوانها الغا�شم على قطاع‬
‫غزة يف ‪ 27‬دي�سمرب ‪� ،‬سارع وزير اخلارجية امل�صري‪ ،‬و�صرح �أنه‬
‫«�أطلق حتذيرات ومن ال ي�سمع التحذيرات فال يلوم �إال نف�سه»‬
‫والغاثة‪:‬يف املقابل توافد آالالف من �أبناء م�صر‬ ‫فقراء م�صر إ‬
‫أ‬
‫«الع�شة»‪ ،‬من �أبناء رفح والعري�ش ومتطوعون تابعني الحتاد الطباء‬
‫العرب‪ ،‬على بوابة معرب رفح للم�ساهمة يف نقل امل�ساعدات �أو‬
‫نقل اجلرحى الفل�سطينيني �إىل امل�ست�شفيات امل�صرية‪ .‬لكنهم‬
‫تفاجئوا ب�صد �أمن املعرب لهم‪ ،‬بالرغم من احلاجة ال�شديدة‬
‫آليادي ب�شرية تقوم بتفريغ �شاحنات امل�ساعدات‪.‬‬
‫�أما �أبناء م�صر «الع�شة» من أالطباء‪ ،‬فكان حرا�س الق�صر ‪-‬‬
‫�أق�صد املعرب‪ -‬يقفون لهم باملر�صاد‪ ،‬وظل رجال الق�صر يرف�ضون‬
‫�إدخال �أي طبيب م�صري �أو عربي‪� ،‬إىل غزة‪ .‬و�أخرياً تنازل‬
‫رجال الق�صر يف أاليام أالخرية للحرب‪ ،‬بعد �أن ن�شبت معركة‬
‫يف جمل�س ال�شعب حول هذا املو�ضوع‬
‫م�شهد يف الق�صر الكبري‪:‬مل يخجل مبارك من الت�صريح‪ ،‬يف‬
‫اليوم الرابع من احلرب إال�سرائيلية أالخرية على غزة‪ ،‬ب�أنه «طاملا‬
‫معرب رفع‪ ،‬يف �أر�ض حمتلة‪ ،‬ف�إنه البد ل�سلطة االحتالل �أن تراقب‬
‫ما يدخل وما يخرج»‪ .‬و�أعرب مبارك عن ت�ضامنه مع �إ�سرائيل‪،‬‬
‫بقوله‪� ،‬أنه مينع فتح معرب رفح «حتى ال يدخل �سالح» وكان‬
‫“رحلتكم �إيل غزة ال تقل �أهمية عن موقف �شافيز‪ ،‬وطرده لل�سفري إال�سرائيلي”‪ ،‬هكذا رحب كمال خليل‪ ،‬مدير مركز الدرا�سات‬ ‫�شارك يف جرمية‪ ،‬ح�صار �أهايل غزة‪ ،‬ب�شكل كامل منذ يونيو‬
‫اال�شرتاكية‪ ،‬بالوفد اليوناين‪ ،‬بعد زيارته لقطاع غزة‪ ،‬عقب وقف �إطالق النار‪ ،‬هذا الوفد الذي ر�أى ما خلفه العدوان إال�سرائيلي‪ ،‬من كوارث‬ ‫‪ . ،2007‬و �أعلن مبارك تناغمه مع ال�شروط إال�سرائيلية‪ ،‬بقوله‬
‫�إن�سانية‪ ،‬وعاد م�ؤخرا ليف�ضح وح�شية هذا العدوان‪ ،‬وهزميته �إمام املقاومة‪.‬‬ ‫“�أن معرب رفح لن يفتح �إال بوجود ال�سلطة الفل�سطينية‪ ،‬وبعودة‬
‫فالويل �أو�ضحت الرببرية‬ ‫بد�أ “يان�س ثنتاك�س” ع�ضو بحركة �أوقفوا احلرب كالمه “ب�أننا عندما دخلنا غزة وجدنا �صورتان يف غاية أالهمية أ‬ ‫املراقبني أالوربيني”‪.‬‬
‫إال�سرائيلية‪ ،‬وما خلفته هذا من كوارث ودمار‪ ،‬لكن يف املقابل كانت ال�صورة الثانية تظهر احتفاالت �أهايل غزة بانت�صار املقاومة‪.‬‬ ‫الق�صر �ضد املقاومة ومع �إ�سرائيل‪:‬ملا طال �أمد احلرب‪ ،‬ومل‬
‫�أ�ضاف ثنتاك�س “قمنا بزيارة املنطقة كلها‪ ،‬بداية من بيت حانون حتى رفح‪ ،‬وكان من الوا�ضح �أن الق�صف مل يكن ع�شوائيا‪ ،‬حيث كان هناك‬ ‫تتحقق �أهدافها‪ ،‬جل�أت �إ�سرائيل �إىل معاونيها يف م�صر ملمار�سة‬
‫تركيز علي نقط ال�شرطة‪ ،‬كما �ضربوا اجلامعات‪ ،‬ودمروا املدار�س‪ ،‬واملرافق العامة‪ ،‬واجلوامع‪ ،‬وامل�ست�شفيات‪ ،‬وخمازن أالدوية‪ ،‬كما ر�أينا �أطفال‬ ‫ال�ضغوط على حما�س‪ ،‬كي تقبل بال�شروط إال�سرائيلية‪ ،‬هكذا‬
‫ب�أعداد هائلة ويرفعون �أعالم فل�سطينية و�شعارات حلما�س‪ ،‬حتى ت�صورنا �أنها تظاهرة‪،‬فاكت�شفنا �أنهم عائدون من مدار�سهم”‬ ‫كانت املفاو�ضات‪ ،‬التي جتري يف م�صر «�ضد حما�س‪ ،‬ولي�ست‬
‫وعن دوافع احتفال الفل�سطينيني‪ ،‬عقب وقف �إطالق النار‪� ،‬أكد ثنتاك�س �أن “الفل�سطينيني ي�شعروا بالن�صر‪ ،‬الن اجلي�ش إال�سرائيلي الذي‬ ‫مع حما�س» على حد تعبري ت�سيبي ليفني‪ ،‬وزيرة خارجية‬
‫الكيان ال�صهيوين‪ ،‬التي قالت �أي�ضاً في لقاء مع إذاعة اإلسرائيلية‬
‫يعد من �أ�ضخم جيو�ش العامل‪ ،‬مل ي�ستطيع احتالل قطاع غزة‪ ،‬الذي ال تتعدى م�ساحته ‪ 600‬كيلومرت‪ ،‬ب�سبب مقاومة حركة حما�س‪ ،‬كما �أن‬
‫أن «احملادثات التي جتري في القاهرة تتناول منع التهريب لقطاع غزة‬
‫ال�صهاينة كانوا ي�ستهدفون منع مرور امل�ساعدات بني م�صر وفل�سطني‪ ،‬ولكنها ف�شلت يف ذلك‪ ،‬كما �أن حركة حما�س بدت اقوي عقب احلرب‪،‬‬
‫وترتيبات أمنية مع القاهرة»‪ ،‬و قالت ليفني « منذ أن تبوأت حماس‬
‫وهو ما حدث مع حزب اهلل يف حرب لبنان ‪ ،2006‬الذي خرج �أي�ضاً �أقوي عقب حربه �ضد �إ�سرائيل”‪.‬‬
‫السلطة‪ ،‬عملنا كي ال يتم االعتراف بها في العالم‪ ،‬وجنحنا في هذا‬
‫ذكر ثنتاك�س �أن الوفد التقى بوزير العمل وال�شئون االجتماعية‪ ،‬يف حكومة حما�س‪� ،‬أحمد الكردي‪ ،‬يف غزة‪ ،‬والذي �أكد لهم �أن احلكومة‬
‫األمر طوال السنوات الثالث املاضية‪ .‬نحن واملصريون متفاهمون حول‬
‫مار�ست �أدوارها‪ ،‬حتى يف �أثناء �إطالق النار‪ ،‬وكانت تدفع رواتب العاملني بها بانتظام‪ ،‬و�أكد الكردي لهم �أكد �أي�ضا �أن احلكومة �ستدفع تعوي�ضات‬
‫اإلجنازات املطلوبة»‪.‬‬
‫للمدنيني امل�ضارين قدرها ‪ 40‬مليون يورو‬
‫�أكد ثنتاك�س �أي�ضاً �أن الوفد اليوناين التقى بعدد كبري من عمال حفر وت�شغيل أالنفاق ال�سرية‪ ،‬وكان لديهم روح متفائلة‪ ،‬و�أكدوا �أنهم �سيوا�صلون‬ ‫افقراء م�صر واملظاهرات‪:‬خرج آالالف امل�صريون يف مظاهرات‬
‫عملهم يف حفر املزيد من أالنفاق‪ ،‬بل وترميم أالنفاق التي انهارت من وراء الق�صف‪.‬‬ ‫للتنديد بالعدوان إال�سرائيلي‪،‬حيث نظم أالخوان امل�سلمون‬
‫واختتم “يان�س ثنتاك�س” كالمه باحلديث عن الن�شاطات املت�ضامنة مع غزة باليونان‪ .‬و�أكد �أنهم �سوف يركزون حركتهم‪ ،‬يف الفرتة املقبلة‪ ،‬علي‬ ‫وال�سكندرية‪،‬‬‫�أغلب املظاهرات الكربى‪ ،‬التي �شاهدتها القاهرة‪ ،‬إ‬
‫جمع التربعات ل�ضحايا احلرب ال�صهيونية‪ ،‬والعمل على �إدخال امل�ساعدات �إىل القطاع‪ .‬كما �أ�ضاف �أن احلركة يف اليونان �سوف ت�ستمر يف‬ ‫وغريها من املحافظات‪ ،‬ونظراً حل�سابات أالخوان ال�سيا�سية‬
‫حمل �شعار قطع كافة العالقات بالدولة ال�صهيونية‪ ،‬وحتدث املنا�ضل اليوناين عن حملتهم‪ ،‬التي �ضغطت على احلكومة اليونانية‪ ،‬عندما انت�شرت‬ ‫قرروا عدم مهاجمة مبارك‪ ،‬رغم �أن م�شاركة مبارك يف العدوان‪،‬‬
‫�أخبار عن ا�ستقبال املوانئ اليونانية ل�شحنة �سالح �أمريكية متوجهة إل�سرائيل‪ ،‬مما دفع احلكومة اليونانية لرتاجع عن هذه اخلطوة‪ ،‬بعد بدء حملتهم‬ ‫ال تخطئها عني‪ .‬قد اعتقلت ال�شرطة امل�صرية عدد كبري من �أبناء‬
‫اجلماهريية ‪ ،‬وادعت �أنها كانت جمرد �أفكار مطروحة ولي�ست قرارات نهائية‪.‬‬ ‫م�صر «الع�شة» ب�سبب م�شاركتهم يف التظاهرات‬
‫وخالل الندوة قالت كري�ستني‪ ،‬من جلنة حقوق إالن�سان باليونان‪�“ ،‬إن رحلتنا مل تكن �صعبة علي الرغم من مواجهة كثري من إالعالميني‬ ‫�أما القوى ال�سيا�سية أالخرى‪ ،‬رغم �ضعفها الوا�ضح‪� ،‬إال‬
‫�صعوبات كبرية عند حماولتهم دخول القطاع”‪ .‬و�أ�ضافت �أن موقف الفل�سطينيني من اخلريطة ال�سيا�سية الدولية كان وا�ضحاً للغاية‪ ،‬فكانوا‬ ‫�أنها حاولت تنظيم احتجاجات �أكرث جذرية‪� ،‬ضد العدوان‬
‫يعتربوا �أن احلكومة العربية احلقيقية هي حكومة �شافيز الفنزويلية‪ ،‬ولي�ست �أية حكومة �أخري‪ ،‬مبا فيها حكومة �أبو عبا�س يف رام اهلل‪ .‬و�أ�ضافت �أن‬ ‫ال�صهيوين‪ ،‬و�ضد التواط�ؤ العربي‪ ،‬و�ضد م�شاركة مبارك يف‬
‫الفل�سطينيني ممتنني جداً لل�شارع العربي‪ ،‬خا�صة ال�شارع امل�صري‪ ،‬يف الوقت �أت�ضح �أمام الفل�سطينيني حقيقة أالنظمة العربية املتواطئة‪ ،‬خا�صة‬ ‫ح�صار وجتويع ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬ودعماً للمقاومة‪ ،‬فقد‬
‫احلكومة امل�صرية‪ ،‬التي �شاركت يف احل�صار علي القطاع بدرجات متفاوتة‪ ،‬على مدار ال�سنوات الثالث‪.‬‬ ‫نظمت �أكرث من مظاهرة �أمام نقابة ال�صحفيني‪ ،‬ونظم جمموعة‬
‫من الن�شطاء مظاهرة يف �أحد أالحياء ال�شعبية‪ ،‬يف منطقة دار‬
‫ال�سالم بالقاهرة‪ ،‬و جنح ه�ؤالء الن�شطاء يف تنظيم هذه املظاهرة‬
‫ق�صور رجال أالعمال‪:‬قامت �شركة االحتاد الدويل لل�صناعات‬
‫الغذائية املتكاملة باملنطقة ال�صناعية يف مدينة ال�سادات‪ ،‬بتوريد‬
‫�شحنات من خ�ضروات جممدة للجي�ش إال�سرائيلي‪� .‬أما معرب‬
‫رفح فكان هناك �إ�صرار �أكيد من مبارك وع�صابة رجال أالعمال‬
‫�أن يظل ورقة �ضغط لدفع املقاومة على تقدمي التنازالت ل�صالح‬
‫�أبو مازن و�إ�سرائيل‪ ،‬رغم انتهاء احلرب بف�شل �إ�سرائيل‪ ،‬و�صمود‬
‫بطويل للمقاومة‪.‬‬
‫لن ي�أتي االنت�صار احلا�سم للمقاومة الفل�سطينية �إال بعد جناح‬
‫�أبناء م�صر «الع�شة»‪ ،‬يف هزمية «�سيد الق�صر»‪ ،‬وع�صابة رجال‬
‫أالعمال‬

‫االشتراكي فبراير ‪2009‬‬ ‫‪8‬‬

‫ملف العدد‬
‫نور من�صور‬
‫بني ال�سلطة و�إ�سرائيل‪� .‬أما فيما يتعلق باتفاق التهدئة‬
‫ال تت�ضمن املقرتحات امل�صرية فتح كافة املعابر فوراً‬
‫وال�سماح بدخول كافة مواد إالغاثة �إىل القطاع‪.‬‬
‫عك�ست م�س�لة �إعادة العمار‪ ،‬خالل اليام املا�ضية‪،‬‬
‫يف املقابل‪ ،‬ي�سعى “مع�سكر املمانعة”‪ ،‬الذي تقوده‬
‫طهران‪ ،‬وي�ضم �سوريا وقطر و�أخرين‪� ،‬إىل تعزيز مكا�سبه‬
‫من احلرب‪ ،‬خا�صة يف ظل الت�أييد ال�شعبي‪ ،‬الذي‬
‫ك�سبه هذا املع�سكر‪ ،‬يف املنطقة‪ ،‬ب�سبب موقفه امل�ؤيد‬
‫للمقاومة‪ ،‬ومن ثم تعزيز نفوذه يف املنطقة‪ ،‬وتقوية موقفه‬
‫يف التفاعل مع إالدارة أالمريكية اجلديدة‪ ،‬فمث ًال‬
‫ميكن �أن ي�ستفيد النظام ال�سوري‪ ،‬يف �أي تفاو�ض مع‬
‫�إ�سرائيل‪ ،‬مما حققته املقاومة‪ ،‬باعتباره داعم للمقاومة‪،‬‬
‫وبالتايل يتفاو�ض من موقع قوة‪ .‬لكن يف كل أالحوال‪،‬‬
‫وبالرغم من �أهمية الدور الذي يقوم به هذا املع�سكر‬
‫حالياً‪� ،‬إال �أنه ال ميكن التعويل عليه كمدافع �أ�صيل عن‬
‫حق املقاومة‪ ،‬ألنه يف النهاية حتكمه م�صاحله الذاتية‪،‬‬
‫التي تتقاطع �أحياناً مع ف�صائل املقاومة‪ ،‬لكن �إذا‬
‫تعار�ضت امل�صالح الذاتية لتلك أالنظمة يف منعطف ما‬
‫مع دعم للمقاومة‪ ،‬لن يرتدد يف الت�ضحية بها‪.‬‬
‫�إن املقاومة تواجه آالن حلظة ال تقل خطورة عن وقت‬
‫بعد عن نواياها جتاه منطقة ال�شرق الو�سط‪ ،‬وموقفها‬
‫العدوان‪ ،‬حيث �إن �أعداءها لن يرتددوا يف ا�ستكمال ما‬
‫قامت به �إ�سرائيل من عدوان عرب الت�شريد والتجويع‪.‬‬
‫وال�شك �أن تبني حما�س لنهج دميقراطي يف التعامل‬
‫مع املختلفني �سيا�سياً معها‪ ،‬داخل القطاع‪� ،‬سوف يعزز‬
‫من قدرتها على ال�صمود‪ .‬كما �أن تطور أالو�ضاع يف‬
‫ال�ضفة الغربية‪ ،‬يف حالة ت�صاعد املعار�ضة لقمع وف�ساد‬
‫ال�سلطة‪ ،‬ال �شك �سوف تعزز من و�ضع املقاومة‪ .‬لكن‬
‫حترك ال�شعوب العربية يف مواجهة احل�صار والتجويع‪،‬‬
‫الذي ميار�سه الكيان ال�صهيوين وحلفا�ؤها‪� ،‬سيكون له‬
‫الدور أالهم يف ا�ستمرار املقاومة‪.‬‬
‫هذا االتفاق‪ ،‬الذي ت�سعى م�صر �إىل �إجنازه‪ ،‬ال يت�ضمن‬
‫�إطالق �سراح املعتقلني الفل�سطينيني لدى ال�سلطة‬
‫الوطنية يف ال�ضفة الغربية‪ ،‬وال وقف التن�سيق أالمني‬
‫كان من املقرر و�صولها مليناء دربان‪ ،‬يوم ‪ ٨‬فرباير‪،‬‬
‫وانتقدت النقابة نظام الف�صل العن�صري‪ ،‬الذي‬
‫تطبقه �إ�سرائيل‪ ،‬يف أالرا�ضي الفل�سطينية‪ ،‬هذا‬
‫النظام ال�شبيه بالنظام الذي كان �سائد يف جنوب‬
‫�أفريقيا‪.‬‬
‫نظمت اجلالية العربية‪ ،‬يف �أمريكا ال�شمالية‪،‬‬
‫واملنظمات الي�سارية‪ ،‬وحركة مناه�ضة احلرب‪،‬‬
‫مظاهرات حا�شدة يف خمتلف مدن الواليات‬
‫املتحدة وكندا‪ ،‬ولوحظ فيهم م�شاركة قوية من‬
‫اليهود املعادين لل�صهيونية‪ ،‬والذي قام عددا‬
‫منهم ب�سد مداخل القن�صلية إال�سرائيلية يف �سان‬
‫فران�سي�سكو‪ ،‬و�أعطى هذا الزخم اجلر�أة لعدد من‬
‫أالكادمييني الي�ساريني‪ ،‬إلطالق �أول حملة علنية‬
‫ملقاطعة �إ�سرائيل �أكادميياً‪ ،‬بد�أت من جامعات‬
‫كاليفورنيا‪ ،‬يف يناير املا�ضي‪.‬‬
‫�شهدت معظم بلدان �أمريكا الالتينية مظاهرات‬
‫ت�ضامنية �ضخمة يف امليادين العامة‪ ،‬ويف الوقت‬
‫نف�سه‪ ،‬الذي قطعت احلكومات الي�سارية يف فنزويال‬
‫وبوليفيا العالقات الدبلوما�سية مع �إ�سرائيل‪.‬‬
‫حاولت �إ�سرائيل �إنقاذ ماء وجهها فبد�أت حملتها‬
‫املعتادة يف توجيه تهم “معاداة ال�سامية” ملنتقديها‪،‬‬
‫وحر�صت ب�شدة على ا�ستمرار منع ال�صحافيني‬
‫أالجانب من الدخول للقطاع‪ .‬كما جل�أت أل�سلوب‬
‫جديد وهو جتنيد �أكرث من �ألف مدون �إ�سرائيلي‬
‫من املتحدثني باللغات أالجنبية املختلفة ل”غزو”‬
‫املدونات واملواقع املعادية لل�صهيونية بالتعليقات‪.‬‬
‫و�أطلق جي�ش االحتالل قناة فيديو على موقع‬
‫“يوتيوب” ال�شهري لن�شر �صور غارات اجلي�ش على‬
‫ما �أ�سماه “خمابئ ال�سالح” يف غزة‪ ،‬و�أن�ش�أت‬
‫القن�صلية إال�سرائيلية بنيويورك ح�سابا على موقع‬
‫“تويرت” إاللكرتوين لبعث ر�سائل املحمول �إىل‬
‫املواطنني ب�أمريكا والعامل‪.‬‬
‫رف�ض ا�ستقبال وحتميل ال�سفينة إال�سرائيلية‪ ،‬التي‬
‫‪9‬‬
‫أ‬
‫النظمة العربية ما بعد احلرب‬
‫دول االعتدال تخو�ض معركة ت�صفية املقاومة أ‬
‫بالعمار‬
‫تقبل فقد �إدخال امل�ساعدات الطبية‪ ،‬دون امل�ساعدات‬ ‫يف ال�سيطرة على القطاع لفرتة طويلة قادمة‪ .‬لذلك مت‬ ‫ت�شري التطورات على ال�ساحة الفل�سطينية �إىل �أن وقف‬
‫الغذائية‪.‬‬ ‫جتاهل مقرتحات حما�س ب�ش�أن �إعادة �أعمار القطاع‪.‬‬ ‫�إطالق النار الذي �أعلنه الكيان ال�صهيوين‪ ،‬يف ‪81‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫فعقب انتهاء العدوان‪ ،‬اقرتح رئي�س املكتب ال�سيا�سي‬ ‫يناير املا�ضي‪ ،‬من جانب واحد‪ ،‬مل يكن �إيذاناً بنهاية‬
‫حدة التناف�س بني ما ي�سمى مع�سكري “االعتدال”‬ ‫للحركة‪ ،‬خالد م�شعل‪ ،‬ت�شكيل جلنة عربية فل�سطينية‬ ‫العدوان‪ ،‬و�إمنا بنهاية معركة وبدء معركة جديدة �ضد‬
‫و”املمانعة”‪ ،‬فقد طرح النظام امل�صري تنظيم م�ؤمتر‬ ‫لل�شراف على �إعادة أالعمار‪ ،‬و�أكد �أن “حما�س لن‬ ‫إ‬ ‫املقاومة الفل�سطينية‪ ،‬هي معركة �إعادة أالعمار‪ .‬ف�إذا‬
‫للدول املانحة يف بداية مار�س القادم‪ ،‬حتى يكون‬ ‫تقوم بالتدخل يف م�شروعات �إعادة أالعمار‪ ،‬التي تقوم‬ ‫كان العدوان‪ ،‬الذي ا�ستمر ثالثة �أ�سابيع‪ ،‬وخلف‬
‫الفل�سطينيون قد تو�صلوا �إىل اتفاق ح�سب قول �أحمد‬ ‫بها الهيئات التابعة أللمم املتحدة العاملة يف القطاع”‪.‬‬ ‫�أكرث من ‪ 6000‬فل�سطيني بني قتيل وجريح‪ ،‬مل ينجح‬
‫�أبو الغيط‪ .‬ويف املقابل‪ ،‬قام م�شعل بزيارة إليران‪ ،‬حيث‬ ‫غري �أن ال�سلطة الفل�سطينية ودول االعتدال وعلى‬ ‫يف ت�أليب ال�شعب الفل�سطيني على املقاومة‪ ،‬ف�إن‬
‫�أعلن وزير اخلارجية إاليراين �أن بالده تت�شاور مع‬ ‫ر�أ�سها م�صر‪ ،‬واملانحون الدوليون‪ ،‬رف�ضوا هذا االقرتاح‪.‬‬ ‫�إ�سرائيل و�أمريكا وعدد من العوا�صم العربية تهدف‬
‫دول �إ�سالمية وغري �إ�سالمية ب�ش�أن عقد م�ؤمتر إلعادة‬ ‫و�أعلنت ال�سلطة الفل�سطينية �أن حكومة حما�س “غري‬ ‫�إىل ا�ستخدام عملية �إعادة أالعمار يف ال�ضغط على‬
‫أالعمار‪.‬‬ ‫�شرعية” – رغم �أن حممود عبا�س قد انتهت فرتة‬ ‫املقاومة حتى تتخلى عن الثوابت‪ ،‬التي تتم�سك بها‪،‬‬
‫�أ�صبح من الوا�ضح �أن كال الطرفني يريد تعزيز املكا�سب‪،‬‬ ‫واليته ر�سمياً يف ‪ 8‬يناير املا�ضي— ورغم �أن ال�شرعية‬ ‫و�إال لن يتم �إعادة أالعمار‪.‬‬
‫التي ح�صل عليها يف احلرب‪ ،‬فمع�سكر “االعتدال”‬ ‫احلقيقية يجب النظر �إليها يف �إطار التفاف ال�شعب‬ ‫تنبع خطورة الو�ضع يف غزة‪ ،‬بالنظر �إىل حجم الدمار‬
‫يرى �أنه يجب البناء على ما حتقق من تدمري للقطاع‬ ‫الفل�سطيني خليار املقاومة‪ .‬ومن جانبه‪� ،‬أكد مع�سكر‬ ‫الذي �أحدثه العدوان‪ ،‬حيث دمر �أكرث من ‪� 20‬ألف‬
‫لل�ضغط على املقاومة وح�صارها‪ ،‬بهدف حتييد “اخلطر‬ ‫االعتدال �ضرورة ت�شكيل حكومة وحدة وطنية‪،‬‬ ‫منزل‪ ،‬بني تدمري جزئي وكلي‪� ،‬إ�ضافة �إىل �أكرث من‬
‫“المارة إال�سالمية” يف‬ ‫إال�سالمي” املتج�سد يف إ‬ ‫ك�شرط لبدء العملية‪� .‬أما أالطراف املانحة‪ ،‬وعلى ر�أ�سها‬ ‫‪ 200‬م�صنع‪ ،‬و العديد من املدار�س‪ ،‬واملباين احلكومي‪،‬‬
‫قطاع غزة‪ ،‬ح�سب زعمهم‪ ،‬وبهدف ت�أكيد والء هذا‬ ‫االحتاد أالوروبي‪ ،‬فقد �أكدوا �أنهم ال يعرتفون بحكومة‬ ‫و�شبكات املرافق‪ .‬كما �أن العدوان إال�سرائيلي جعل‬
‫للدارة أالمريكية اجلديدة‪ ،‬التي مل تف�صح‬ ‫املع�سكر إ‬ ‫حما�س‪ ،‬ولي�سوا على ا�ستعداد للتعامل معها �إىل �أن‬ ‫�أكرث من ‪� 50‬ألفاً فل�سطيني بال �سقف‪ ،‬يظلهم يف برد‬
‫أ‬
‫تعرتف ب�إ�سرائيل‪ ،‬و تقبل االتفاقات‪ ،‬التي وقعتها‬ ‫ال�شتاء‪ ،‬هكذا توقفت كافة مظاهر احلياة يف القطاع‪.‬‬
‫جتاه حلفاء الواليات أالمريكية التقليدين‪ ،‬من احلكام‬ ‫ال�سلطة الفل�سطينية يف ال�سابق‪ ،‬و�أن تنبذ “العنف”‪.‬‬ ‫ومازالت جتربة حزب اهلل عقب العدوان على لبنان يف‬
‫امل�ستبدين يف املنطقة‪ .‬ويف هذا إالطار ميكن فهم‬ ‫ويف هذا ال�سياق دعا الرئي�س الفرن�سي م�ؤخراً �إىل عقد‬ ‫يوليو ‪ 6002‬ماثلة يف �أذهان إال�سرائيليني‪ .‬فعلى عك�س‬
‫الن�شاط احلثيث م�ؤخراً لتدمري أالنفاق‪ ،‬وكذلك‬ ‫م�ؤمتر دويل لل�سالم‪ ،‬يرتكز على تثبيت الهدنة‪ ،‬ووقف‬ ‫التوقعات إال�سرائيلية‪� ،‬أدت احلرب على لبنان �إىل‬
‫اال�ستعانة بخرباء دوليني لتعزيز هذه العملية‪ ،‬وتركيب‬ ‫تهريب أال�سلحة‪ ،‬والتخلي عن املقاومة‪.‬‬ ‫تعزيز و�ضع حزب اهلل‪ ،‬حينما جنح يف بناء‪ ،‬ما دمرته‬
‫كامريات للمراقبة حدود القطاع مع م�صر‪.‬‬ ‫تعد م�شكلة �إعادة أالعمار �أكرث تعقيداً من جمرد جلب‬ ‫احلرب‪ ،‬ويف �إعادة �أعمار اجلنوب‪ ،‬ومن ثم خرج حزب‬
‫�سعت م�صر �إىل تعليق عملية أالعمار ب�أمر “امل�صاحلة‬ ‫أالموال الالزمة أللعمار‪ ،‬حيث �أن ما ي�سمى “دول‬ ‫اهلل‪ ،‬من املعركة‪� ،‬أكرث �شعبية جماهريياً‪ ،‬و�أكرث ت�أثرياً يف‬
‫الوطنية”‪ .‬ومازالت ت�سعى م�صر �إىل ال�ضغط على‬ ‫املمانعة” لديها ا�ستعداد قوى للم�ساهمة‪ ،‬ودائماً ما‬ ‫النظام ال�سيا�سي اللبناين‪.‬‬
‫حما�س‪ ،‬من �أجل قبول اتفاق “م�صاحلة وطنية”‪،‬‬ ‫تتوفر طرق لتهريب هذه أالموال عرب أالنفاق‪ .‬ولكن‬ ‫�أ�شارت ت�صريحات امل�سئولني إال�سرائيليني بعد‬
‫ال ُيقر حق ال�شعب الفل�سطيني يف املقاومة‪ ،‬و يحقق‬ ‫امل�أزق احلقيقي يتمثل يف كيفية �إدخال مواد البناء �إىل‬ ‫العدوان أالخري �إىل �أهمية م�س�ألة �إعادة أالعمار‪ ،‬حيث‬
‫إل�سرائيل ما عجزت عن حتقيقه عن طريق احلرب‪.‬‬ ‫القطاع‪ .‬ذلك �أنه كما هو معروف‪ ،‬توجد �ستة معابر‬ ‫�صرحت وزيرة اخلارجية إال�سرائيلية‪ ،‬بعد �إعالن وقف‬
‫تتحكم فيها �إ�سرائيل‪ ،‬ومعرب واحد يتحكم فيه النظام‬ ‫�إطالق النار‪ ،‬ب�أن �أحد املعايري أال�سا�سية لنجاح احلرب‬
‫امل�صري‪ .‬و�سرتف�ض �إ�سرائيل �إدخال مواد البناء عرب‬ ‫على غزة هو منع حكومة حما�س من لعب �إي دور‪ ،‬يف‬
‫معابرها‪ .‬كما �أن م�صر حتى هذه اللحظة‪ ،‬مازالت‬ ‫عملية �إعادة أالعمار‪ ،‬و�إال ف�إن حما�س �سوف ت�ستمر‬
‫ح�سام احلمالوي‬
‫العامل يت�ضامن مع غزة‬
‫ا�ستمرت املظاهرات الت�ضامنية مع غزة يف عوا�صم‬
‫العامل‪ ،‬حتى بعد وقف �إطالق النار‪ ،‬للمطالبة‬
‫بفتح معرب رفح وحماكمة قادة الكيان ال�صهيوين‬
‫كمجرمي حرب ومقاطعة املنتجات إال�سرائيلية‪.‬‬
‫�شهدت املظاهرات‪ ،‬التي اندلعت يف �أنحاء خمتلفة‬
‫من العامل‪ ،‬م�شاركة قوية لبع�ض القوى الي�سارية‪،‬‬
‫حيث كان وجود طالب جامعيني ي�ساريني‬
‫والنقابات العمالية ومناه�ضو احلرب‪ ،‬بارز يف كل‬
‫املظاهرات‪ ،‬كما �شارك �أي�ضاً عدد من يهود البلدان‬
‫الغربية‪ ،‬املعادين لل�صهيونية‪� ،‬سواء ي�ساريني منهم‬
‫�أو متدينني‪ ،‬يف عدد من املظاهرات‪ ،‬مما يدل على‬
‫�سقوط مدوي للدعاية ال�صهيونية‪ ،‬بالرغم من‬
‫جلوء �إ�سرائيل �إىل و�سائل متعددة‪ ،‬إلخفاء حقيقة‬
‫املذبحة‪ ،‬التي نظمتها يف غزة‪ ،‬من منع ال�صحافيني‬
‫أالجانب من الدخول �إىل غزة‪ ،‬ملنع تغطية �أحداث‬
‫يف غزة‪ .‬حيث �شهدت عا�صمتا الدولتني �سل�سلة‬ ‫قطع العالقات أالكادميية مع �إ�سرائيل‪ ،‬ولتوفري منح‬ ‫احلرب‪ ،‬وكذلك جتنيد �إ�سرائيل مدونني‪ ،‬وا�ستعمالها‬
‫من التحركات الت�ضامنية مع غزة‪ ،‬التي نددت‬ ‫درا�سية لطلبة غزة‪ ،‬كما طالب الطالب بطرد ممثل‬ ‫لتقنيات إالنرتنت‪ ،‬من خدمة “تويرت” إلر�سال‬
‫بالعدوان‪ .‬ويف بلجيكا �شاركت النقابات العمالية‪،‬‬ ‫وزارة الدفاع الربيطانية‪ ،‬من حرم اجلامعات ملنعهم‬ ‫الر�سائل الق�صرية على املحمول‪ ،‬و”يوتيوب” لبث‬
‫مع جماعات الي�سار‪ ،‬واجلاليات العربية‪ ،‬يف حملة‬ ‫من جتنيد الطلبة للجي�ش‪ .‬وقد ا�ستمرت بع�ض تلك‬ ‫فيديوهات لعمليات للجي�ش إال�سرائيلي‪.‬‬
‫�ضغط على احلكومة البلجيكية‪ ،‬تكللت بقرار‬ ‫االعت�صامات ألكرث من �أ�سبوع‪ ،‬وتكلل معظمهم‬ ‫اجتاحت اجلامعات الربيطانية موجة من‬
‫ي�ضع املزيد من القيود على ت�صدير ال�سالح �إىل‬ ‫بالنجاح‪ .‬وقد ا�ستخدم املعت�صمون ر�سائل املحمول‬ ‫االعت�صامات الت�ضامنية مع غزة‪ ،‬نظم معظمها‬
‫�إ�سرائيل‪.‬‬ ‫واملدونات لبث �أخبار وفيديوهات حتركاتهم للعامة‬ ‫الطلبة الي�ساريون من حركة “�أوقفوا احلرب”‬
‫ويف الرنويج نظمت مظاهرات حا�شدة �ضمت‬ ‫ولزمالئهم الطلبة باجلامعات أالخرى‪.‬‬ ‫وحزب العمال اال�شرتاكي‪ .‬بد�أت املوجة من جامعة‬
‫‪�04‬ألف �شخ�ص وتخللتها ا�شتباكات بي عنا�صر‬ ‫ا�ستمرت املظاهرات الت�ضامنية مع غزة يف عدد من‬ ‫والفريقية‪ ،‬بلندن‪ ،‬وامتدت �إىل‬‫الدرا�سات ال�شرقية أ‬
‫ي�سارية وقوات ال�شرطة‪� ،‬أ�ضرب �سائقو القطارات‬ ‫املدن الربيطانية‪ ،‬حيث اقتحم املتظاهرون مقرات‬ ‫‪ 61‬جامعة �أخرى (ومنها جامعات �شهرية‪ ،‬مثل‬
‫واملرتو بـ‪82‬مدينة بالرنويج ملدة دقيقتني بكل‬ ‫الـ”بي بي �سي”‪ ،‬يف لندن وجال�س‪،‬جو بعد رف�ض‬ ‫�أوك�سفورد وكامربيدج)‪ ،‬كما قامت جمموعات‬
‫حمطة يوم ‪ ٩‬يناير ت�ضامنا مع غزة‪..‬‬ ‫املحطة بث �إعالن جلمع املعونات ل�ضحايا العدوان‬ ‫طالبية باحتالل مباين اجلامعات‪ ،‬وتنظيم‬
‫�أعلنت نقابة عمال املوانئ‪ ،‬يف جنوب �فريقيا‪،‬‬
‫أ‬ ‫إال�سرائيلي على غزة‪.‬‬ ‫حما�ضرات بالتوازي من املحا�ضرات الر�سمية‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫مل ين�سى املنتف�ضون يف اليونان و�ي�سلندا �قرانهم‬ ‫وعملت ل�ضغط على �إدارات اجلامعات بهدف‬
‫االشتراكي فبراير ‪2009‬‬

‫املثال‪ ،‬ت�ؤكد البيانات الر�سمية ال�صادرة عن الهيئة‬
‫العامة للرقابة على ال�صادرات والواردات وم�صلحة‬
‫اجلمارك �أن حجم التبادل التجاري بني م�صر‬
‫و�إ�سرائيل بلغ ‪ 450‬مليون جنيه خالل عام ‪،2007‬‬
‫منها ‪ 191‬مليون جنيه �إجمايل ال�صادرات امل�صرية‬
‫�إىل تل �أبيب‪ ،‬و‪ 259‬مليون جنيه للواردات منه‪،‬‬
‫وذلك بعد عام ون�صف من تطبيق اتفاقية الكويز‬
‫التي وقعتها احلكومة امل�صرية مع �إ�سرائيل والتي‬
‫�أجربت امل�صنعون امل�صريون على �إدخال مكون‬
‫�إ�سرائيلي بن�سبة ‪ %11.7‬يف �صناعات الن�سيج‬
‫امل�صرية‪ ،‬ك�شرط �أمريكي لت�صدير املنتجات امل�صرية‬
‫للواليات املتحدة‪.‬‬
‫يف الوقت الذي‪ ،‬كانت فيه �أ�سعار حديد الت�سليح‬
‫تلهب ظهور امل�صريني‪ ،‬نتيجة احتكار �إمرباطور‬
‫احلديد ورجل �أمانة ال�سيا�سات �أحمد عز‪ ،‬كانت‬
‫�صادرات احلديد امل�صري تتدفق �إىل �إ�سرائيل‪،‬‬
‫وا�ستخدمت ب�شكل �أ�سا�سي يف بناء امل�ستوطنات‬
‫إال�سرائيلية اجلديدة‪ ،‬واجلدار العازل‪ ،‬الذي‬
‫ابتلع أالرا�ضي الفل�سطينية يف ال�ضفة‪ ،‬يف ذروة‬
‫ا�شتعال االنتفا�ضة الثانية التي راح �ضحيتها �آالف‬
‫الفل�سطينيني حتت وط�أة �آلة احلرب إال�سرائيلية‬
‫الهمجية‪.‬‬
‫جاءت ف�ضيحة ت�صدير الغاز‪ ،‬ا�ستمرارا لنهج نف�سه‬
‫‪ ،‬حيث تعاقدت احلكومة امل�صرية على ت�صدير‬
‫‪ 7‬مليارات مرت مكعب من الغاز الطبيعي �إىل‬
‫�إ�سرائيل‪ ،‬على مدار ‪� 15‬سنة‪ ،‬قابلة للتجديد‪ ،‬ب�سعر‬
‫منخف�ض للغاية‪ ،‬ال يتجاوز دوالرا وربع الدوالر‪ ،‬يف‬
‫حني �أن قيمته ال�سوقية تزيد على ‪ 9‬دوالرات‪ ،‬يف‬
‫الوقت نف�سه الذي قامت فيه احلكومة م�ؤخرا برفع‬
‫�أ�سعار املحروقات من بنزين و�سوالر يف ال�سوق‬
‫املحلى‪.‬‬
‫هكذا يكمن فهم موقف النظام امل�صري من احلرب‬
‫أالخرية على غزة‪ ،‬يف هذا ال�سياق‪ ،‬الذي تخطى‬
‫فيه جمرد التبادل التجاري والتعاون االقت�صادي‬
‫�إىل الدعم ال�سيا�سي املبا�شر وال�صريح إل�سرائيل‪،‬‬
‫الذي جت�سد يف �إحكام احل�صار املفرو�ض على‬
‫�إ�سرائيلية‪ ،‬يف دول �أجنبية‪ ،‬بهدف تقدميها ملحاكم‬
‫القطاع‪ ،‬ب�إغالق املنفذ الوحيد له دون �سيطرة‬
‫�إ�سرائيلية‪ ،‬وهو منفذ رفح‪ ،‬وحتميل احلكومة‬
‫امل�صرية للمقاومة م�سئولية مقتل �أكرث من ‪1300‬‬
‫فل�سطيني‪ ،‬و�إ�صابة �أكرث من ‪� 5000‬آخرين‪ ،‬بدال‬
‫من دعمها �ضد الرببرية إال�سرائيلية‪.‬‬
‫هذا االنحطاط‪ ،‬غري امل�سبوق لنظام مبارك‪ ،‬ال ميكن‬
‫فهمه مبعزل عن جممل ال�سيا�سة العامة‪ ،‬التي‬
‫تنتهجها الطبقة احلاكمة‪ ،‬وعن امل�صالح التي تدافع‬
‫عنها‪ ،‬حيث ال تقف فح�سب ل�صالح �إ�سرائيل‬
‫والمربيالية العاملية‪ ،‬ولكنها �أي�ضا تعد جزءاً من‬ ‫إ‬
‫�سيا�سية متكاملة‪ ،‬يف جوهرها معادية مل�صالح فقراء‬
‫ملف العدد‬
‫إ��رسائيل ما بعد احلرب‬
‫رئي�س الكني�ست ال�سابق‪“ :‬احلرب على غزة فا�شلة‪ ،‬فمنذ حرب ‪،67‬‬
‫مل يعد ب إ�مكاننا‪ ،‬وال ب إ�مكان الغرب كله‪ ،‬حتقيق انت�صار”‪.‬‬
‫“حماكم جمرمي احلرب” �شبح يثري الرعب بني النخبة الع�سكرية‬
‫ال�رسائيلية‬
‫إ‬
‫ً‬
‫تطرفا‬ ‫يف انتظار حكومة إ��رسائيلية اكرث‬
‫حممد ح�سني‬
‫النا�شطني الفل�سطينيني يف قطاع غزة‪ .‬وقال ‪� %22‬إنهم‬ ‫وملفات‪ ،‬تعتمد على “م�صادر خا�صة” �أن هناك‬ ‫�أعلنت �إ�سرائيل وقف �إطالق النار من جانب واحد‪،‬‬
‫ي�ؤيدون �إعادة احتالل �أجزاء وا�سعة من القطاع‪ ،‬فيما‬ ‫قوى ت�ساعد املقاومة‪ ،‬وهي �إيران‪ ،‬و�أحيانا تكون‬ ‫يف ال�سابع ع�شر من يناير املا�ضي‪ ،‬بعد احلرب التي‬
‫�أيد ‪� %15‬شن عملية ع�سكرية حمدودة‪ .‬يف مقابل‬ ‫�سوريا‪ ،‬وكذلك تنظيم القاعدة‪ ،‬الذي ادعت �صحيفة‬ ‫�شنتها على غزة‪ ،‬طوال ‪ 22‬يوم من التدمري والقتل‬
‫للبقاء على الو�ضع‬ ‫‪ %21‬فقط قالوا �إنهم م�ؤيدون إ‬ ‫“الالف” من عنا�صره يف غزة‪ .‬كما‬ ‫يديعوت �أن آ‬ ‫‪ ،‬حرب مل تعلن القيادة ال�صهيونية �أهدافها منها‪ ،‬يف‬
‫كما هو عليه‪ ،‬وقتها‪ .‬وبعد �أ�سبوعني من احلرب‪،‬‬ ‫زعمت ال�صحيفة نف�سها‪� ،‬أن قادة حما�س نزلوا �إىل‬ ‫البداية‪ ،‬خ�شية �أن تبدو مهزومة‪ ،‬يف حالة عدم حتققها‪،‬‬
‫�أي يف ‪ 9‬يناير الفائت‪ ،‬ن�شرت �صحيفة معاريف‬ ‫املخابئ‪ ،‬ثم �صعدوا بعد احلرب‪ ،‬لتوزيع الدوالرات‬ ‫كما حدث يف حرب لبنان ‪ ،2006‬و�إن �أطلقت بع�ض‬
‫ا�ستطالعا‪ ،‬جاء فيه �أن ‪ %91.4‬من إال�سرائيليني‬ ‫على امل�ضارين‪ .‬وزعمت ال�صحافة ال�صهيونية �أن‬ ‫الت�صريحات للقيادات ال�صهيونية ت�شري للهدف‪،‬‬
‫ي�ؤيدون ا�ستمرار احلرب على قطاع غزة‪ ،‬فيما عار�ض‬ ‫املواطن الفل�سطيني يحمل حما�س م�سئولية ما‬ ‫حيث �أعلن ايهود باراك(وزير احلرب)‪� ،‬أن الهدف هو‬
‫ا�ستمرارها ‪ %3.8‬فقط‪.‬‬ ‫حدث من تدمري‪.‬‬ ‫خنق حما�س‪ ،‬وفر�ض �أمر واقع جديد‪ ،‬تكون �أطرافه‪،‬‬
‫يف ا�ستطالع‪ ،‬لل�صحيفة نف�سها‪ ،‬ن�شرته يف‬ ‫إالجماع إال�سرائيلي‪ ،‬هو ال�شعار التي يخر�س �أي‬ ‫�سلطة ابومازن ودحالن‪ ،‬وم�صر‪ ،‬و�أطراف دولية‪.‬‬
‫‪� ،2006/1/16‬أي قبل يوم واحد من �إعالن‬ ‫�صوت‪ ،‬يعار�ض احلرب‪ ،‬بالرغم من �أن ذلك‬ ‫علق افراهام بورج‪ ،‬رئي�س الكني�ست والوكالة‬
‫�إ�سرائيل لوقف �إطالق النار‪ ،‬ك�شف �أن �أكرث من‬ ‫“ال�صوت” خافت للغاية‪ ،‬فالتعاطف مع أالطفال‬ ‫اليهودية أال�سبق‪ ،‬على احلرب‪ ،‬م�ؤكداً ف�شلها‪،‬‬
‫‪%35‬م�ؤيدون لال�ستمرار يف احلرب وت�صعيدها‪ ،‬بينما‬ ‫الفل�سطينيني‪ ،‬كما �شبهه البع�ض “تعاطف‬ ‫و�أ�ضاف “منذ حرب أاليام ال�ستة مل نعد ننت�صر‪.‬‬
‫‪%36‬م�ؤيدون لال�ستمرار بنف�س الوترية‪ ،‬و‪ %8‬م�ؤيدون‬ ‫�صالونات”‪ ،‬مل يتطور �إىل �أي موقف �سيا�سي‪ ،‬ومن‬ ‫مل يعد ممكناً االنت�صار يف احلروب‪ .‬لي�س فقط نحن‬
‫للتوقف‪ ،‬واتخاذ طرق �سيا�سية‪.‬‬ ‫عار�ضوا احلرب وقتها‪ ،‬عالوة على �صغر ن�سبتهم‪،‬‬ ‫ال ن�ستطيع‪ ،‬الغرب كله ال ي�ستطيع‪.‬‬
‫تراجع الهدف‪ ،‬الذي �أعلنته �إ�سرائيل كهدف‬ ‫كانوا يعار�ضونها من منطلق برجماتي‪ ،‬وهو خ�شية‬ ‫مل يكن خاف ًيا على �أحد �أن االنتخابات الو�شيكة لها‬
‫�أ�سا�سي للحرب‪� ،‬أال وهو الق�ضاء على حما�س �أو‬ ‫ال�سقوط يف م�ستنقع غزة‪ ،‬وبالتايل فمن هذا املنطلق‬ ‫�ضلع �أ�سا�سي يف قرار احلرب‪ .‬مثلما حدث عندما‬
‫املزيد من عزلتها‪ ،‬حيث مل يعد بنف�س قوته آالن‪،‬‬ ‫يوجهون نقدهم آالن للحرب‪ .‬ولعل �أبلغ دليل على‬ ‫قرر بيجن �ضرب املفاعل العراقي �أثناء احلملة‬
‫فظهر من يتحدث عن �إدراج حما�س يف العملية‬ ‫ه�شا�شة ما ي�سمى “مع�سكر ال�سالم”‪ ،‬هو �إ�صغا�ؤه‪،‬‬ ‫االنتخابات‪ ،1981‬وعندما قرر بريز عملية عناقيد‬
‫والكرث من ذلك ما ذكره ال�صحفي املُتنفذ‬ ‫ال�سلمية‪ ،‬أ‬ ‫واقتناعه بذرائع �أيهود باراك‪ ،‬حول ا�ستحالة ال�سري‬ ‫الغ�ضب‪ ،‬خالل احلملة االنتخابية يف‪ ،1996‬ويف‬
‫يف معاريف‪ ،‬بن ك�سبيت‪ ،‬عما ردده حاييم رامون‪،‬‬ ‫يف طريق املفاو�ضات‪� ،‬سواء يف امل�سار ال�سوري‪-‬‬ ‫والن‪� ،‬أ�سفرت �آخر‬ ‫احلالتني‪ ،‬خ�سر بيجن‪ ،‬وبريز‪ .‬آ‬
‫نائب رئي�س احلكومة‪ ،‬ب�أن املفاتيح ظلت و�ستظل يف‬ ‫اللبناين‪� ،‬أو امل�سار الفل�سطيني‪ .‬وهو ما حدا بالبع�ض‬ ‫اال�ستطالعات عن �صعود بنيامني نتنياهو(الليكود)‪،‬‬
‫�أيدي حما�س‪.‬‬ ‫للتعليق ب�أنها “حمائم” تغرد داخل ال�سرب‪.‬‬ ‫على ح�ساب‪ ،‬باراك (العمل)‪ ،‬وليفني(كادميا)‪ ،‬وهما‬
‫عاد �شبح اخلوف من اعتقال قيادات ع�سكرية‬ ‫�أما �أ�صوات الي�سار العربي‪ ،‬النا�شط يف �أو�ساط‬ ‫متزعما احلرب‪ .‬كما ارتفعت �أ�سهم اليميني املتطرف‬
‫عرب ‪ ،48‬وبع�ض جمعيات حقوق إالن�سان‪ ،‬فقد‬ ‫�أفيجدور ليربمان(ي�سرائيل بيتينو)‪.‬‬
‫جمرمي احلرب‪ ،‬من جديد‪ ،‬حيث توجد آالن‬ ‫كانت خافتة نظراً حلجمها‪ ،‬مع آالخذ يف االعتبار‬ ‫�أحد أال�سئلة‪ ،‬التي ركز عليها تقرير جلنة التحقيق‬
‫قائمه طويلة‪ ،‬حتذرها امل�ؤ�س�سة إال�سرائيلية من ال�سفر‬ ‫�أن �أعلى �سقف للمطالبة هو االن�سحاب من املناطق‬ ‫يف احلرب ‪ ،2006‬التي �شنتها �إ�سرائيل �ضد املقامة‬
‫للخارج‪ ،‬حيث مت رفع عدة دعاوى ق�ضائية‪� ،‬أمام‬ ‫املحتلة(ال�ضفة وغزة)‪ ،‬وب�أح�سن أالحوال‪� ،‬إقامة دولة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ملاذا خا�ضت �إ�سرائيل احلرب وملاذا ف�شلت‬
‫املحكمة الدولية يف الهاي‪ ،‬ويف عدة عوا�صم �أوروبية‪،‬‬ ‫فل�سطينية‪ ،‬بينما ت�صبح ق�ضايا حق العودة والقد�س‪،‬‬ ‫فيها‪ ،‬ال يزال طازجا‪ ،‬لكنه ذكر يف �ضمن ما ذكر‪،‬‬
‫�آخرها يف �إ�سبانيا ملحاكمة عدد من القادة الع�سكريني‬ ‫بل و طبيعة هذه الدولة‪ ،‬م�شكالت معقدة وم�ؤجلة‪.‬‬ ‫�أن �إ�سرائيل ال ميكنها البقاء‪ ،‬بدون اتباع �سيا�سة ردع‬
‫إال�سرائيليني‪ .‬وقد ذكر امل�ست�شار القانوين للحكومة‪،‬‬ ‫لعل ما يجعل ال�صورة �أو�ضح‪ ،‬هو نتائج ا�ستطالعات‬ ‫ع�سكرية‪� ،‬أيا كان توجه احلكومة‪ ،‬فهذه ال�سيا�سة �إ ًذا‪،‬‬
‫ميني مازوز‪�“ ،‬أن حكومته ت�أخذ أالمر على حممل‬ ‫الر�أي‪ ،‬ففي ا�ستطالع ن�شرته �صحيفة يديعوت‬ ‫حتى و�إن �أثبتت ف�شلها‪ ،‬فال بديل لها‪ ،‬ملثل هذا‬
‫�شديد اجلدية‪ ،‬و�أنها حت�ض �أدلة على �أن املن�ش�آت‬ ‫�أحرونوت‪ ،‬يف ‪26‬دي�سمرب املا�ضي‪� ،‬أي ع�شية احلرب‪،‬‬ ‫الكيان‪.‬‬
‫واملنازل التي مت ق�صفها كانت خمازن ألل�سلحة‪ ،‬و�أنها‬ ‫تبني �أن ‪ %64‬من إال�سرائيليني ي�ؤيدون �إنهاء التهدئة‬ ‫بعد �أن �أت�ضح للقيادة ال�صهيونية �صعوبة حتقيق‬
‫�ست�صر على �أن احلرب كانت “دفا ًعا عن النف�س”‪.‬‬ ‫وا�ستئناف العمليات الع�سكرية يف غزة‪ ،‬وقد قال‬ ‫�أهدافها‪ ،‬نظراً لل�صمود البطويل للمقاومة‪ ،‬وااللتفاف‬
‫‪� %27‬إنهم ي�ؤيدون عودة �إ�سرائيل لعمليات اغتيال‬ ‫امتلت و�سائل إالعالم‪ ،‬بتقارير‬ ‫ال�شعبي حولها‪ ،‬أ‬

‫التطبيع‪ ..‬ل�صالح من؟!‬

‫م�صر‪ ،‬حيث ترتكز تلك ال�سيا�سة على تعظيم‬
‫مكا�سب الر�أ�سمالية ونظامها احلاكم‪ ،‬دون النظر‬
‫مل�صالح امل�صريني‪ ،‬فمبارك حني يخدم م�صالح‬
‫�أمريكا و�إ�سرائيل‪ ،‬يف املنطقة‪ ،‬فهو ال يهدف بالقطع‬
‫خدمة م�صالح العمال يف امل�صانع �أو الفالحني‬
‫يف احلقول‪ /‬كما يدعي‪� ،‬إمنا يخدم م�صالح �أحمد‬
‫غز و�ساوير�س وفريد خمي�س وغريهم من حيتان‬
‫اال�ستثمار �أ�صحاب العالقات القوية واملبا�شرة بر�أ�س‬
‫املال أالمريكي إ‬
‫وال�سرائيلي‪.‬‬
‫يعني هذا �أن مناه�ضة التطبيع‪ ،‬التي ت�أتي يف �إطار‬
‫مناه�ضة الكيان ال�صهيوين العن�صري ويف �إطار‬
‫دعم املقاومة يف ن�ضالها �ضد االحتالل‪ ،‬لي�ست‬
‫فح�سب من قبيل الدوافع إالن�سانية �أو القومية‬
‫جلماهري الفقراء امل�صريني‪� ،‬إمنا هي يف �صلب‬
‫م�صاحلهم املبا�شرة‪ ،‬فالق�ضاء على �إ�سرائيل يعني‬
‫الق�ضاء على الراعي الرئي�سي مل�صالح إالمربيالية يف‬
‫تلك املنطقة من العامل‪ ،‬تلك امل�صالح التي تعني‬
‫باخت�صار �إفقار ماليني الب�شر جراء تطبيق �سيا�سات‬
‫االقت�صاد احلر‪ ،‬ب�إيعاز من م�ؤ�س�ساتها العاملية‪ ،‬ويف‬
‫�إطار مناه�ضة التطبيع ي�أتي الن�ضال �ضد �شركاء‬
‫إالمربيالية وال�صهيونية املحليني‪ ،‬الذين يجنون‬
‫والرباح على ح�ساب دماء �شهدائنا‪،‬‬ ‫الرثوات أ‬
‫وا�ستغالل عرقنا وقوتنا‪.‬‬
‫هيثم جرب‬
‫نبذ العداء املزمن لكلب حرا�سة إالمربيالية يف‬
‫املنطقة‪� ،‬إ�سرائيل‪ ،‬وثانيا ال�سعي حثيثا لالندماج‬
‫يف ال�سوق الر�أ�سمايل العاملي‪ ،‬لذلك رمبا مل يكن‬
‫م�صادفة تزامن ت�سارع التحوالت التي �شهدتها‬
‫م�صر‪ ،‬يف الن�صف الثاين من �سبعينات القرن‬
‫املا�ضي‪ ،‬من ر�أ�سمالية الدولة �إىل ال�سوق احلر‪ ،‬مع‬
‫بدء ال�صلح مع �إ�سرائيل واالقرتاب من الواليات‬
‫املتحدة واملع�سكر الغربي الر�أ�سمايل‪.‬‬
‫هكذا وعلى مدار �أكرث من ربع قرن د�أبت الطبقة‬
‫احلاكمة امل�صرية‪ ،‬ب�سيا�سيها وم�ستثمريها‪ ،‬ومثقفيها‪،‬‬
‫وفنانيها‪ ،‬على توثيق �أوا�صر ال�صلة مع �إ�سرائيل‪،‬‬
‫حتت �سيل من ال�شعارات الزائفة حول تبني ال�سالم‬
‫“كخيار ا�سرتاتيجي”‪ ،‬ملرحلة جديدة من “نبذ‬
‫احلروب”‪ ،‬لدفع “اال�ستقرار والتنمية”‪ ،‬وحتويل‬
‫بال�سا�س‪،‬‬
‫م�صر �إىل “منر اقت�صادي على النيل!”‪ ،‬ليح�صد‬
‫امل�صريني “الرخاء والتنمية!”‪ ،‬لذلك مل يكن‬
‫م�ستغربا �أبدا ات�ساع رقعة اال�ستثمارات والتبادل‬
‫التجاري الر�سمي (من قبل الدولة) واخلا�ص‬
‫(رجال �أعمال م�صريني) مع �إ�سرائيل‪ ،‬فعلى �سبيل‬
‫يف املنطقة‪ ،‬لكن التحييد وحده ال يكفي‪ ،‬فكانت‬
‫اخلطة إال�سرائيلية �أن م�صر كما كانت قادرة على‬
‫قيادة العامل العربي يف ال�صراع �ضد ال�صهيونية‬
‫والمربيالية‪ ،‬هي �أي�ضا مفتاح ك�سر العزلة واحل�صار‬
‫إ‬ ‫أال�سا�سية يف االتفاقية‪ ،‬وكان وا�ضحا �أن الطبقة‬
‫املفرو�ض على �إ�سرائيل و�سط املحيط العربي‪ ،‬ومن‬
‫ثم كانت ق�ضية التطبيع‪ ،‬والدفع يف �إقامة عالقات‬
‫طبيعية مع م�صر‪ ،‬م�س�ألة حياة �أو موت بالن�سبة‬
‫للكيان ال�صهيوين‪.‬‬
‫بعد يونيو ‪ 1967‬عانت الطبقة احلاكمة امل�صرية‬
‫من �أزمة طاحنة‪ ،‬حيث حتطم م�شروعها القومي‬
‫والتنموي على �صخرة الهزمية واال�ستبداد معا‪،‬‬
‫وبد�أت �أركان �شرعيتها تهتز ب�شكل غري م�سبوق‪،‬‬
‫والزمة االقت�صادية العميقة‪،‬‬ ‫نتيجة االحتالل أ‬
‫التي �ضربت الر�أ�سمالية امل�صرية اله�شة‪ ،‬أ‬
‫احلاكمة بهذه الت�ضحيات يف �سلة مهمالت‬
‫وكعادة أالنظمة الدكتاتورية امل�أزومة املف�صولة‬
‫عن اجلماهري واملعادية لها‪ ،‬كان احلل �أمام الطبقة‬
‫احلاكمة االرمتاء يف �أح�ضان إالمربيالية النت�شالها‬
‫من �أزمتها‪ ،‬مقابل حتول �أ�سا�سي يف ا�سرتاتيجيتها‪،‬‬
‫حتول يقوم على حزمة من إالجراءات‪ ،‬يف مقدمتها‬
‫منذ توقيع الرئي�س امل�صري‪� ،‬أنور ال�سادات‪ ،‬التفاقية‬
‫ال�سالم مع �إ�سرائيل‪ ،‬عام ‪ ،1979‬مل يكف اجلدل‬
‫حول ق�ضية التطبيع‪ ،‬التي كانت �إحدى البنود‬
‫احلاكمة‪ ،‬يف م�صر‪ ،‬التي اندفعت بكل طاقتها‬
‫لتطبيع العالقات مع �إ�سرائيل‪ ،‬ت�سري يف اجتاه تعاديه‬
‫أالغلبية ال�ساحقة من ال�شعب امل�صري‪ ،‬ه�ؤالء‬
‫الذين �سفكت دماء �آبائهم و�أبنائهم يف احلروب‬
‫املتتالية �ضد العن�صرية ال�صهيونية‪ ،‬فبعد �سنوات‬
‫من ال�صراع املرير‪ ،‬الذي راح �ضحيته آالالف من‬
‫فقراء م�صر‪ ،‬وهم يدافعون عن �أر�ضها‪ ،‬ويكافحون‬
‫لك�سر �شوكة اال�ستعمار –�إ�سرائيل‪ -‬التي �أراد‬
‫�أن يرتكها يف ظهورهم قبل رحيله‪� ،‬ألقت الطبقة‬
‫إالمربيالية وال�صهيونية‪ ،‬لتحافظ على بقائها وتخرج‬
‫من �أزمتها‪.‬‬
‫كان حتييد دولة بحجم و�إمكانات م�صر من ال�صراع‬
‫العربي‪-‬ال�سرائيلي‪ ،‬باتفاق ال�سالم‪ ،‬نقطة فارقة‬
‫إ‬
‫على طريق تدعيم م�شروع إالمربيالية وال�صهيونية‬

‫االشتراكي فبراير ‪2009‬‬ ‫‪10‬‬

 ‫أ�وروبا تنتف�ض‪ :‬ثورة يف أ�ي�سلندا تطيح‬ ‫الوجوه القدمية‬
‫‪ -‬اجلديدة يف إ�دارة‬
‫باحلكومة‪ ..‬حرب �شوارع باليونان‪..‬‬ ‫أ�وباما‬
‫و مواجهات يف رو�سيا و بلغاريا‬ ‫�أعلن �أوباما يوم تن�صيبه‪� :‬أن عهد «الثنائية احلزبية قد‬
‫انتهى»‪ ،‬م�شرياً �إيل «نهاية اخلالفات أاليديولوجية»‬
‫مواجهات �شوارع بني جنود مدججني بال�سالح ومتظاهرين باحلجارة‬ ‫مع اجلمهوريني‪ ،‬من �أجل «�إنقاذ �أمريكا»‪ ،‬وبعيدا عن‬
‫والع�صي‪ ،‬إ��رضابات عامة وم�سريات لعمال باملدن للمطالبة ب إ�نهاء‬ ‫الطنطنة إالعالمية إلداراته‪ ،‬تبدو الرتجمة العملية‬
‫خلطابه‪ ،‬خالل الفرتة الوجيزة‪ ،‬التي ق�ضاها بالبيت‬
‫الفقار‪ ،‬ثورة تطيح بحكومة‪.‬‬ ‫�سيا�سات إ‬ ‫أالبي�ض‪ ،‬هي �إتباع �سيا�سات ال تختلف كثريا عن‬
‫الن �شا�شات التليفزيون وعناوين‬ ‫كل تلك ال�صور‪ ،‬التي اعتدنا ر�ؤيتها من بلدان «العامل الثالث»‪ ،‬أ‬
‫متل آ‬ ‫التي اتبعها جورج بو�ش يف اخلارج والداخل‪.‬‬
‫الوروبية‪ ،‬التي ت�شتعل فيها املقاومة االجتماعية‪ ،‬من أ�قا�صي‬‫ال�صحف‪ ،‬لكنها ت أ�تينا من بلدان القارة أ‬ ‫فعلى ال�صعيد اخلارجي‪ ،‬اختار �أوباما مناف�سته‬
‫ال�شمال ب أ�ي�سلندا‪ ،‬التي �سقطت حكومتها اليمينية‪ ،‬بعد أ��ضخم مظاهرات ت�شهدها البالد‪ ،‬منذ ‪ ،١٩٤٩‬إ�يل‬
‫هيالري كلينتون‪ ،‬التي �أيدت احلرب على العراق‪،‬‬
‫بال�رضابات ومواجهات عنيفة مع قوات أ‬ ‫واملعروفة بت�أييدها املتع�صب إل�سرائيل‪ ،‬لرت�أ�س‬
‫المن‪ ،‬ويتزامن‬ ‫أ�قا�صي اجلنوب‪ ،‬حيث تعج بلدان البحر املتو�سط إ‬ ‫وزارة اخلارجية‪ ،‬وبقى االثنني �صامتينـ يف بداية‬
‫ذلك مع �صحوة لقوى الي�سار الثوري‪ ،‬مما دفع جريدة أ‬
‫«الوبزرفر» الربيطانية إ�ىل التحذير من «ربيع‬ ‫احلرب على غزة‪ ،‬ثم خرجا على العامل بت�صريحات‬
‫غ�ضب أ�وروبي»‪.‬‬ ‫مت�ضامنة مع �إ�سرائيل ومباركة ملجازرها يف القطاع‪،‬‬
‫حسام احلمالوي‬ ‫وحر�ص �أوباما‪ ،‬بعد انتهاء العدوان إال�سرائيلي‪،‬‬
‫على رف�ض �أي نوع من �أنواع االت�صاالت مع‬
‫حما�س‪ ،‬رغم دعاوى بع�ض الدول أالوروبية‪ .‬وال‬
‫يكف نائب الرئي�س جو بايدن عن التفاخر ب�أنه‬
‫“�صهيوين” يف �أي حمفل �سيا�سي يح�ضره‪.‬‬
‫بالرغم من النقد الالذع لل�سيا�سات الع�سكرية‬
‫إلدارة بو�ش يف العراق و�أفغان�ستان‪ ،‬ف�إن �أوباما‬
‫املعا�شات يف ربيع ‪ ،2003‬و�سرعان ما انت�شرت‬ ‫�أحتفظ بوزير الدفاع اجلمهوري‪ ،‬روبرت جيت�س‪،‬‬
‫للقطاع الطالبي والنقل العام بالبالد‪ ،‬وا�ستمرت‬ ‫وبطاقم معاونيه‪ ،‬الذين بد�أوا يف �إعداد العدة‬
‫االحتجاجات التي تنوعت يف اجتاهاتها بني مواجهة‬ ‫إلر�سال تعزيزات ع�سكرية حا�شدة ألفغان�ستان‪،‬‬
‫�سيا�سات ال�سوق �أو مناه�ضة احلرب ‪.‬وعقب ذلك‬ ‫تقارب ‪� ٢٠‬ألفا من جنود املارينز‪ ،‬بحلول ربيع العام‬
‫�إ�ضرابات لقطاعات �صناعية‪ ،‬ولكن العام املا�ضي‬ ‫احلايل‪ ،‬كما ا�ستمرت هجمات �سالح الطريان‬
‫كان نقطة حتول بدخول عمال النقل اجلوي‬ ‫أالمريكي على �أرا�ضي باك�ستان املتاخمة للحدود‬
‫والربي ال�ساحة بقوة يف خمتلف الدول أالوروبية‬ ‫أالفغانية‪ ،‬بحجة ا�ستهداف قادة القاعدة وطالبان‪.‬‬
‫مما �أدي �إيل �شلل تام يف املوا�صالت يف نوفمرب‬ ‫�أ�صدر �أوباما قرارا تنفيذياً‪ ،‬يف ‪ ٢٣‬يناير‪ ،‬ب�إغالق‬
‫‪ 2007‬ب�إيطاليا‪� ،‬أعقبه �سل�سلة من إال�ضرابات يف‬ ‫معتقل جوانتنامو �سئ ال�سمعة‪ ،‬و�أمر وكالة املخابرات‬
‫�أملانيا و�إ�سبانيا وفرن�سا ا�ستمرت حتى �صيف العام‬ ‫املركزية أالمريكية ب�إغالق ال�سجون ال�سرية ووقف‬
‫املا�ضي‪ ،‬ويف بريطانيا بد�أ �سائقو البا�صات وعمال‬ ‫“التعذيب”‪ ،‬ولكنه وافق يف أال�سبوع الالحق‬
‫القطاع العام �سل�سلة من التحركات يف �صيف‬ ‫“الختطاف والرتحيل‬ ‫على ا�ستمرار برنامج إ‬
‫‪ ،2008‬ان�ضم �إليهم فيها املدر�سون وموظفو القطاع‬ ‫اال�شتباكات العنيفة مع ال�شرطة يف �أثينا‪ ،‬يف �أعقبها‬ ‫أ�ي�سلندا‬ ‫الق�سري”‪ ،‬الذي ت�ستخدمه �أجهزة أالمن‬
‫العام واملحليات‪ ،‬ويف الوقت نف�سه قام �سائقو‬ ‫اعتربت أالمم املتحدة هذا البلد ال�صغري‪ ،‬ذي نظم مراقبي الطريان‪ ،‬يف املطارات‪� ،‬إ�ضراباً �أدى �إىل‬ ‫أالمريكية لنقل املعتقلني امل�شتبه ب�ضلوعهم يف ما‬
‫ال�شاحنات يف �إ�سبانيا بغلق الطرق احتجاجا علي‬ ‫التعداد ال�سكاين ‪� ٣٢٠‬ألف ن�سمة‪�« ،‬أف�ضل �شل النقل اجلوي‪.‬‬ ‫“الرهاب”‪ ،‬يف “طائرات �شبح”‪ ،‬لدول‬ ‫ي�سمى إ‬
‫زيادة �أ�سعار الوقود‪ ،‬كما �أ�ضرب املدر�سون والطلبة‬ ‫الن�سان»‪ ،‬يف تقريرها عن التنمية رو�سيا و أ�وروبا ال�رشقية‬
‫مكان يعي�ش فيه إ‬ ‫عربية‪ ،‬و�أخرى يف �آ�سيا‪ ،‬و�أفريقيا‪ ،‬و�أوروبا ال�شرقية‪،‬‬
‫يف فرن�سا احتجاجا علي ال�سيا�سات التعليمية‬ ‫الب�شرية لعام ‪ ،٢٠٠٧‬حيث يعي�ش معظم ال�سكان مل تكن رو�سيا وبلدان �أوروبا ال�شرقية بعيدة‬ ‫حيث يتم التحقيق معهم‪ ،‬و”تعذيبهم بالوكالة”‪.‬‬
‫للحكومة املحافظة‪ .‬الالفت لالنتباه هو التن�سيق‬ ‫معتمدين على اقت�صاد خدمي قوي‪ ،‬معتمد على عن أالزمة االقت�صادية العاملية‪ ،‬ويبدو �أن موجة‬ ‫كمارف�ض �أوباما فتح حتقيق يف وقائع التعذيب‪ ،‬التي‬
‫املتزايد لالحتجاجات يف خمتلف الدول‪ ،‬فحينما‬ ‫امل�صارف املالية‪ .‬ولكن ت�أتي أالزمة االقت�صادية االحتجاجات تت�ساقط كقطع الدومينو‪ ،‬حيث‬ ‫جرت بالفعل حتت حكم بو�ش‪ ،‬رغم مطالبات‬
‫ي�ضرب العمال �أو الطلبة يف بلد �أوروبي ت�أتي‬ ‫العاملية لتع�صف بتلك اجلنة ال�صغرية‪ ،‬و�أعلنت �شهدت مو�سكو واملناطق ال�شرقية ‪ -‬ال �سيما ميناء‬ ‫منظمات حقوق إالن�سان أالمريكية بهذا أالمر‪ ،‬بل‬
‫الردود الت�ضامنية �سريعة من دول اجلوار‪ ،‬ب�سبب‬ ‫الدولة ر�سمياً �إفال�سها‪ ،‬يف �أكتوبر املا�ضي‪ ،‬فالديفو�ستوك ‪ -‬مواجهات عنيفة بني ال�شرطة‬ ‫اتهم ق�ضاة بريطانيون‪ ،‬يف أال�سبوع أالول من فرباير‪،‬‬
‫ت�شابه الظرف ال�سيا�سي والعالقات الوطيدة بني‬ ‫وعجزت عن دفع مرتبات موظفيها! وعلى الفور واملحتجني على ال�سيا�سات االقت�صادية للحكومة‪،‬‬ ‫�إدارة �أوباما بال�ضغط على احلكومة الربيطانية لعدم‬
‫النقابات العمالية واالحتادات الطالبية التي بناها‬ ‫اندلعت مظاهرات‪ ،‬وانت�شرت إال�ضرابات‪ ،‬و والتعريفات اجلمركية على ال�سيارات والب�ضائع‬ ‫ك�شف معلومات عن تعذيب املعتقلني الربيطانيني‬
‫الن�شطاء يف ال�سنوات أالخرية ‪ ،‬وهو ما يثري قلق‬ ‫حتولت العت�صامات �شبه يومية حول الربملان ومقر أالجنبية امل�ستوردة‪ ،‬واختتم �شهر يناير مبظاهرة‬ ‫بجوانتنامو‪.‬‬
‫احلكومات أالوروبية‪ ،‬التي اندفعت عرب العقدين‬ ‫احلكومة‪ ،‬التي �أمرت قوات ال�شرطة بالت�صدي �أمام الكرملني لالحتجاج على تعامل احلكومة مع‬ ‫يبدو �أن �شعار “التغيري”‪ ،‬الذي رفعه �أوباما‪،‬‬
‫املا�ضيني يف �إدماج اقت�صادياتهم وتوحيدها‪ ،‬دون‬ ‫أالزمة املالية‪.‬‬ ‫للمتظاهرين‪.‬‬ ‫يف وجه اجلمهوريني‪� ،‬أكرث هزلية‪� ،‬إذا علمنا ب�أن‬
‫�أن يدركوا �أن الوحدة االقت�صادية قد تدفع يف‬ ‫وقعت ا�شتباكات‪ ،‬تخللها �إطالق ال�شرطة للغاز ويف بلغاريا والتفيا ا�شتبك املتظاهرون مع قوات‬ ‫م�ست�شار �أمنه القومي اجلديد‪ ،‬اجلرنال املتقاعد‬
‫اجتاه توحيد حركات املقاومة االجتماعية يف تلك‬ ‫امل�سيل للدموع‪ ،‬ألول مرة يف تاريخ �أي�سلندا ال�شرطة‪ ،‬يف منت�صف �شهر يناير‪ ،‬يف مواجهات هي‬ ‫جامي�س ل‪ .‬جونز‪ ،‬هو نف�سه من م�ؤيدي املر�شح‬
‫البلدان‪.‬‬ ‫منذ عام ‪ ،١٩٤٩‬حيث اندلعت مواجهات‪ ،‬يف أالقوى منذ انهيار الكتلة ال�شرقية عام ‪.١٩٩٠‬‬ ‫اجلمهوري ماكني‪ ،‬كما �أن اختيار جانيت نابوليتانو‬
‫آالن يخرج بع�ض ال�سا�سة واملحللني أالوروبيني‬ ‫ال�شوارع‪ ،‬لرف�ض االن�ضمام حللف الناتو‪ .‬مما دفع الصراع الطبقي يتصاعد‬ ‫وزيرة أللمن الداخلي ‪ ،‬يعد �أمراً يثري اال�ستغراب‪،‬‬
‫بت�صريحات‪ ،‬حتذر من عودة �شبح ‪ ،1968‬وهي‬ ‫احلكومة إلعالن ا�ستقالتها‪ ،‬يف نهاية �شهر يناير ت�شهد العوا�صم أالوروبية �سل�سلة من‬ ‫حيث �أنها معروفة بعن�صريتها ال�شديدة‪ ،‬خا�صة جتاه‬
‫ال�سنة التي قاد فيها الطالب أالوروبيون انتفا�ضة‬ ‫املا�ضي ‪ ،‬وت�أ�س�ست حكومة ائتالفية ي�سارية‪ ،‬االحتجاجات االجتماعية لي�ست وليدة أال�سبوع‬ ‫املهاجرين‪ ،‬كما كان وا�ضحاً‪� ،‬أثناء �سيا�ستها يف‬
‫قوية‪� ،‬شهدت احتالل �ساحات اجلامعات‪ ،‬و�سرعان‬ ‫والحداث اليونانية فح�سب‪ ،‬فالقارة تعج‬ ‫وعدت ب�إ�صالحات عديدة‪ ،‬ما زالت اجلماهري املا�ضي‪ ،‬أ‬ ‫حكم والية �أريزونا‪.‬‬
‫ما انتقلت احتجاجات الطلبة �إىل امل�صانع‪ ،‬ومل يتم‬ ‫بال�ضرابات العمالية واملظاهرات الطالبية‪ ،‬التي‬ ‫إ‬ ‫ترتقب تطبيقها‪.‬‬ ‫جاءت اختيارات �أوباما ملن �سيتولون ملف أالزمة‬
‫�إخماد االنتفا�ضة أالوروبية �إال بقمع وا�سع من‬ ‫تت�صاعد وتريتها‪ ،‬منذ بداية أاللفية‪ ،‬نتيجة لتعاقب‬ ‫اليونان‬ ‫االقت�صادية خميبا آلمال القوى االجتماعية التي‬
‫قوات أالمن أالوروبية‪ ،‬التي ت�صرفت‪� ،‬آنذاك‪ ،‬مثل‬ ‫�شهدت �أثينا ومدن �أخرى يف اليونان م�سريات حكومات ميينية وي�سارية طبقت �سيا�سات التكيف‬ ‫�أيدته‪ ،‬حيث رف�ض �أوباما تر�شح بع�ض �شخ�صيات‬
‫نظرائها يف ديكتاتوريات العامل الثالث‪.‬‬ ‫ومظاهرات �ضخمة �ضد ال�سيا�سات القمعية الهيكلي‪ ،‬وحترير ال�سوق‪ ،‬واخل�صخ�صة‪ ،‬وتقليل‬ ‫ذات ميول ي�سارية‪ ،‬مثل جاريد برن�ستني‪ ،‬لكنه‬
‫لكن �إحداث تغيري جذري ب�أوروبا �سيظل مرهونا‬ ‫لل�شرطة اليونانية‪ ،‬وذلك يف �أعقاب مقتل �صبي أالنفاق االجتماعي‪ ،‬التي �أثرت ب�شكل عنيف‬ ‫اختار نف�س الفريق االقت�صادي للرئي�س بيل‬
‫بقدرة الي�سار الثوري أالوروبي‪ ،‬على توحيد قواه‪،‬‬ ‫يوناين‪ ،‬يف دي�سمرب ‪ ،2008‬و حتولت تلك علي م�ستويات معي�شة املواطنني‪.‬‬ ‫كلينتون‪ ،‬يف الت�سعينيات‪ ،‬والذين �أ�شرفوا على‬
‫وزيادة التن�سيق بني �أحزابه‪ ،‬مع تعميق جذورها يف‬ ‫املظاهرات �إىل احتجاجات‪ ،‬تطالب مبزيد من نظمت النقابات العمالية إاليطالية‪ ،‬يف ‪،2002‬‬ ‫تفكيك نظام الرعاية االجتماعية وم�ساعدة‬
‫ال�شوارع وامل�صانع واجلامعات‪.‬‬ ‫احلريات املدنية‪ ،‬لكن أالزمة االقت�صادية الطاحنة �إ�ضراباً عاماً �ضد ال�سيا�سات االقت�صادية للحكومة‬ ‫العاطلني عن العمل‪ ،‬مثل روبرت روبن‪ ،‬املعروف‬
‫�صعدت من حالة االحتجاج‪ ،‬ورفعت �شعارات ‪ ،‬ويف �صيف العام ذاته �شهدت �إ�سبانيا واليونان‬ ‫بعالقاته الوطيدة بعامل املال بـ»وول �سرتيت»‪،‬‬
‫تطالب با�ستقالة احلكومة‪ ،‬كما ت�صاعدت حركة �إ�ضرابات عامة حول املطالب نف�سها‪ ،‬ويف فرن�سا‬ ‫وبرئا�سته لـ»�سيتي جروب»‪ ،‬التي �أنقذت بنوكها‬
‫االحتجاج‪ ،‬يف أال�سبوع أالخري من يناير‪ ،‬مبزيد من بد�أت �سل�سلة من االعت�صامات أل�صحاب‬ ‫من إالفال�س �إدارة بو�ش ال�سابقة‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫االشتراكي فبراير ‪2009‬‬

 ‫عمال نظافة القاهرة‬
‫يوحدون �صفوفهم‬
‫عمال النظافة انت�رصوا‪ ،‬من قبل‪ ،‬يف أ�كرث‬
‫من مكان‪ ،‬عندما احتدوا وعرفوا قوتهم‬
‫احلقيقية‬
‫وي�سريون يف ال�شوارع يبحثون عن من يحن عليهم‬
‫بب�ضع قرو�ش‪.‬‬
‫عمال النظافة يتعر�ضون دائما للعديد من اجلزاءات‬
‫واخل�صومات من رواتبهم التي ال تتعدى الــ ‪500‬‬
‫جنيه‪ ،‬ال ل�شيء �سوى ألنهم دائما هم كب�ش فدا‬
‫للكبار من املوظفني‪ ،‬حيث �إذا مر املحافظ �أو‬
‫م�سئول كبري‪ ،‬يف �أحد ال�شوارع‪ ،‬ومل يكن نظيف‬
‫بالقدر الكايف‪ ،‬فاجلزاءات والعقوبات تكون من‬
‫ن�صيب عمال النظافة‪.‬‬
‫ؤ‬
‫عندما اكت�شف بع�ض ه�الء العمال‪ ،‬يف حمافظة‬
‫القاهرة‪� ،‬أنه لن يدافع عنهم �أحد‪ ،‬و�أن احلق لي�س‬
‫هبه متنح من �أحد‪ ،‬وبعد �أن عرفوا �أن �أهميتهم‬
‫حقاً بوحدتهم بدءوا ــ دون �أن ي�ساعدهم �أحد ــ‬
‫يف التفكري يف جمع توقيعات على مذكرة‪ ،‬تكون‬
‫هي اخلطوة أالوىل لتجميعهم على مطالب حمددة‪،‬‬
‫وبالفعل بدءوا يف كتابة مذكرة‪� ،‬سيقدمونها ملحافظ‬
‫القاهرة عبد العظيم وزير يطالبونه‪ ،‬فيها ب�أن ينظر‬
‫�إليهم نظرة رحمة‪ ،‬وي�شكون فيها من ظروف العمل‬
‫ال�صعبة‪ ،‬التي يعملون فيها‪ ،‬وبالفعل بد�أ العمال يف‬
‫جمع توقيعات زمالئهم‪ ،‬يف كل �أحياء القاهرة على‬
‫هذه املذكرة‪ ،‬و�صل عدد العمال الذين وقعوا عليها‬
‫‪100‬عامل يف �أ�سبوعني �أثنني فقط‪ ،‬ومازال العمال‬
‫يجمعون املزيد من التوقيعات‪ ،‬وحدد العمال بع�ض‬
‫املطالب منها تعديل الئحة اجلزاءات واملكاف�آت‪،‬‬
‫و�إعادة النظر يف رواتبهم ملواجهة االرتفاعات‬
‫الكبرية يف �أ�سعار ال�سلع أال�سا�سية‪ ،‬ويطالب العمال‬
‫�أي�ضا يف مذكرتهم التي يعتزمون تقدميها ملحافظ‬
‫القاهرة‪� ،‬أن يتم �صرف بدل خماطر لهم‪ ،‬و�أما �صرف‬
‫بديل عن زى‬‫بدل زي‪� ،‬أو ت�سليمهم زي منا�سب‪ ،‬أ‬
‫ال�شحاتني‪ ،‬على حد و�صفهم ‪.‬‬
‫العمال كتبوا للمحافظ يف مذكرتهم “ال نريد �نأ‬
‫مند �أيدينا يف ال�شوارع‪ ،‬نطلب من النا�س ح�سنة‪ ،‬ف�إن‬
‫كان راتبنا يكفينا‪ ،‬ما فعل البع�ض منا ذلك “‪.‬‬
‫�أحد عمال النظافة قال “ نحن ال نحتاج �أن ن�صف‬
‫�أحوالنا‪ ،‬ف�أي �شخ�ص ي�سري يف �شوارع القاهرة يرى‬
‫مدى امل�أ�ساة‪ ،‬التي نعاين منها‪ ،‬وم�سئوليتنا كل النا�س‬
‫عرفها” و�أ�ضاف “ الزم يكون يف حل ملو�ضوع‬
‫�أجورنا ده‪� ،‬أنا عارف واحد زميلي‪ ،‬كان بيمد �أيده‬
‫ي�أخذ ح�سنة‪ ،‬من واحد بيه‪ ،‬يف عربية مالكى‪ ،‬ابن‬
‫زميلي �شاف �أبوه‪ ،‬يف هذا الو�ضع‪� ،‬ساب البيت‪ ،‬من‬
‫يومها مروح�ش‪ ،‬حلد دلوقتى بقاله خم�س �شهور‪،‬‬
‫والراجل ده عيان من يومها‪ ،‬لو كان �أجره مكفيه‬
‫كان هيعمل كده !!!”‬
‫عمال النظافة جناحهم يف وحدتهم هذه حقيقة‬
‫فقد �أنت�صر عمال النظافة يف �أكرث من معركة من‬
‫قبل يف اجليزة‪ ،‬ومدينة �شربا منت مبحافظة الغربية‪،‬‬
‫العمال �أحتدو وقرروا إال�ضراب عن العمل‪ ،‬فو�ضعوا‬
‫امل�سئولني يف ورطه حقيقية‪ ،‬عندما امتنعوا عن‬
‫رفع القمامة من ال�شوارع‪ ،‬و�ساءت حالة النظافة‪،‬‬
‫و�أمتلئت �شوارع اجليزة‪ ،‬والعمرانية‪ ،‬و�شرب امنت‪،‬‬
‫بالقمامة‪� ،‬أو�شكت �أن تقع كارثة بيئية تطال‬
‫امل�سئولني �أنف�سهم‪ .‬عندما �أدرك عمال النظافة �أنهم‬
‫قادرون على ممار�سة ال�ضغوط‪ ،‬انت�صروا وحققوا‬
‫مطالبهم‪ ،‬التي كانوا قد رفعوها‪ ،‬وقتها‪ ،‬يف �أال يتم‬
‫ت�سريحهم من العمل‪.‬‬
‫�أن انت�صار عمال النظافة يف اجليزة والغربية مل‬
‫ي�أت‪ ،‬يف أال�صل‪� ،‬إال بعد �أن عرفوا �أن م�صدر قوتهم‬
‫يف وحدتهم‪ ،‬و هاهي بوادر جتربة �شبيهة يكررها‬
‫عمال النظافة يف حمافظة القاهرة‪.‬‬
‫االشتراكي فبراير ‪2009‬‬
‫بدون �أي مظلة نقابية ــ ال ر�سمية وال غري ر�سمية‬
‫ــ حتميهم وتدافع عن حقوقهم‪ ،‬وتتحدث عن‬
‫م�شاكلهم يعمل عمال النظافة‪ ،‬تهدر حقوقهم‪،‬‬
‫وال ي�س�أل عنهم �أحد‪ ،‬فاجلميع‪ ،‬يف احلقيقة‪� ،‬سواء‬
‫املواطنني �أو احلكومة‪ ،‬ينظرون �إىل عمال النظافة‬
‫نظرة دونية‪ ،‬على الرغم من أالهمية الق�صوى للدور‬
‫الذي يقومون به‪ ،‬حيث تقع عليهم مهام ال يتحملها‬
‫�إال اجلبال‪ ،‬فبدونهم تتحول الدنيا �إىل “ مزبلة “‬
‫كبرية‪ ،‬وبالرغم مما يتعر�ضون له‪ ،‬من ظلم وا�ضطهاد‬
‫وا�ضحني‪ ،‬ف�إنهم يبذلون �أق�صى جهدهم‪ ،‬مبا يتوفر‬
‫لديهم من �إمكانيات ب�سيطة ــ جمرد مكن�سة‬
‫بدائية‪ ،‬وعربة يدفعها العامل‪ ،‬ي�ضع فيها ما جمعه‬
‫من قمامة ــ بزي �أقل ما يو�صف به �أنه زي �شحاتني‪،‬‬
‫القانون مينحهم احلق يف ت�شكيل نقابتهم‬
‫امل�ستقلة‬
‫حركة املعلمني ‪ :‬االنتقال من مربع الكام ملطو�ش بتوع الكادر‬
‫اىل مربع احلركة املجتمعية جمرد خطوة !‬
‫ر�ضوان �آدم‬
‫الدولة ! ‪ ،‬وهذا فخ ي�ستفيد منه كبار رجال وزارة‬ ‫قدرة املعلمني �أنف�سهم على حتديد �أجندة مطالب‬ ‫لي�س هناك حتد حقيقى يواجه احلركة املطلبية‬
‫التعليم ‪ ،‬لذا من ال�ضروري �أن يرف�ض املعلمون‬ ‫جامعة ‪ ،‬وتطوير �آليات جديدة للتنظيم ‪ ،‬واحل�شد‬ ‫للمعلمني م�صر �أكرب من قدرتها على النفاذ‬
‫القيام بهذا الدور القبيح ‪ ،‬رافعني �شعار‪ :‬نعم‬ ‫‪ ،‬وت�شكيل روابط جديدة يف كل املحافظات ‪،‬‬ ‫‪ .‬النفاذ واالنت�شار فى مواقع جديدة ‪ .‬وهذا‬
‫أللجر العادل ‪ ..‬وال للدرو�س اخل�صو�صية املهينة‬ ‫وداخل املدار�س ‪� ،‬إن �أمكن ‪،‬تدافع عن امل�صالح‬ ‫بب�ساطة يعتمد على قدرة روابط املعلمني يف‬
‫لكرامة مربي أالجيال ‪ .‬وحركة املعلمني مطالبة‬ ‫الفئوية للمعلمني ‪ ،‬وتت�صدى مل�شاريع خ�صخ�صة‬ ‫القاهرة واجليزة واال�سكندرية ودمياط والعري�ش‬
‫بالوقوف �ضد م�شاريع خ�صخ�صة التعليم ‪ ،‬املتمثلة‬ ‫التعليم يف املدار�س احلكومية ‪ ،‬التي ت�ضم �أبناء‬ ‫واملن�صورة ‪ ،‬على االنتقال من احلركة امل�ؤقتة‬
‫فى قوانني �ضمان جودة التعليم واالعتماد ‪ ،‬التي‬ ‫الطبقة الفقرية ‪.‬‬ ‫املرتبطة ب�أزمة كادر ال يتعدى الكام ملطو�ش اىل‬
‫متثل خطرا مبا�شرا واحدا على املعلمني والفقراء‬ ‫هذا العام هو الثالث يف عمر حركة املعلمني ‪.‬‬ ‫مربع احلركة الدائمة التى تربط مطالبها الفئوية‬
‫‪ ،‬فهذه القوانني ت�ستهدف حتويل احلق يف التعليم‬ ‫وهي حركة منت مع �صدور قانون الكادر اخلا�ص‬ ‫والمان املهنى باملطالب‬‫بالجر العادل أ‬ ‫اخلا�صة أ‬
‫اىل �سلعة ‪ ،‬يدفع مقابلها القادرون فقط ‪ ،‬وهذا‬ ‫فى العام ‪ ، 2006‬وقيل وقتها �إن الكادر �سوف‬ ‫الدميقراطية اخلا�صة بالدفاع عن احلق يف التعليم‬
‫يقل�ص القطاع احلكومي من املدار�س ‪ ،‬يقل�ص فر�ص‬ ‫يح�سن �أو�ضاع املعلمني املعي�شية ‪ ،‬والوظيفية ‪،‬‬ ‫يف مواجهة برامج اخل�صخ�صة ‪ ،‬وت�شكيل كيان‬
‫العمل بالن�سبة للمعلمني ‪ ،‬والدوائر املحيطة بهم‬ ‫وفرح املعلمون ‪ ،‬البالغ عددهم قرابة املليون ومائتي‬ ‫نقابي م�ستقل يعرب عن م�صالح املعلمني ‪ ،‬عو�ضا‬
‫‪ ،‬وهم فقراء الطالب ‪.‬‬ ‫�ألف معلم ‪ ،‬وكانت فرحتهم لدقائق و�ساعات ‪،‬‬ ‫عن النقابة احلالية التى تعرب عن م�صالح طبقة‬
‫واحلركة املجتمعية للمعلمني حتتاج نهاية �إىل‬ ‫فكل مهرجان الكادر ال يزيد عن �سبعني جنيها‬ ‫رجال أالعمال فى احلزب احلاكم ‪ .‬هذا �أمر مهم‬
‫�شكل م�ؤ�س�سي دميقراطي م�ستقل ي�ستوعبها‬ ‫زيادة على �أ�ساي املرتب ‪ ،‬واحتجت روابط‬ ‫بالطبع ‪ ،‬ويتطلب من حركة املعلمني النا�شئة �أن‬
‫ويدفعها �إىل أالمام �سواء كان نقابة �أو رابطة ‪،‬‬ ‫املعلمني مطالبة بت�سكني جميع املعلمني ‪ ،‬وهو‬ ‫تدمج يف �صدر مطالبها ‪ ،‬التعبري عن م�صالح‬
‫فالدق �أنهم بال نقابة تعرب‬ ‫ويف حالة املعلمني أ‬ ‫ما حدث فى مرحلته أالوىل ‪� ،‬أما املرحلة الثانية‬ ‫فئات �أخرى تكمل منظومة العملية التعليمية ‪،‬‬
‫عنهم ‪ ،‬وتدافع عن م�صاحلهم وحت�سن �شروط‬ ‫التي بد�أت منذ خم�سة �شهور باختبارات الرتقى‬ ‫وهي على وجه اخل�صو�ص عمال املدار�س البالغ‬
‫وظروف عملهم ‪ ،‬فهي نقابة جممدة االنتخابات ‪،‬‬ ‫للمرحلة الثانية من الكادر ‪ ،‬ف�شهدت مهازل ‪.‬‬ ‫عددهم ما يزيد على ال ‪� 600‬ألف عامل ‪،‬‬
‫وجمل�سها باطل مبوجب قانونها ‪ ،‬الباطل د�ستوريا‬ ‫ومع �أن �أغلبية كبرية دخلتها حتت �ضغط احلاجة‬ ‫الذين يجنون الفتات وال ت�شملهم مزايا الكادر‬
‫‪ ،‬ومن املهم �أن ي�ستفيد املعلمون من جتربة موظفي‬ ‫لتح�سني أالجر املتدين ‪ ،‬اال �أنها ك�شفت عن‬ ‫اخلا�ص ‪ ،‬مثلهم مثل معلمى املدار�س اخلا�صة‬
‫ال�ضرائب العقارية الذين �أعلنوا نقابتهم امل�ستقلة‬ ‫وجود حركة احتجاجية فاعلة للمعلمني ‪ ،‬نظمت‬ ‫ومدر�سى العقود امل�ؤقتة الذين يتعر�ضون ألب�شع‬
‫‪ ،‬خا�صة �أن املعلمني مل ينتزعوا نقابتهم حتى‬ ‫ما يزيد على املائة احتجاج واعت�صام فى القاهرة‬ ‫�أنوع اال�ستغالل ‪ ،‬وم�ستقبال هذا حتما �سيجذب‬
‫اليوم من �سيطرة احلزب الوطني ‪ ،‬رغم �أن القانون‬ ‫واملحافظات اعرتا�ضا على ما �سماه املعلمون‬ ‫تعاطف ودعم فقراء الطالب ‪ ،‬و�أولياء �أمورهم ‪،‬‬
‫يعطيهم احلق يف ت�شكيل نقابتهم امل�ستقلة ‪ .‬فهل‬ ‫م�سخرة �أ�ساليب اجراء االختبارات واالعالن‬ ‫غري القادرين على مواجهة عبء انفاق الدرو�س‬
‫يتعلم املعلمون من در�س ال�ضرائب العقارية ‪ ،‬مع‬ ‫عن النتائج ‪.‬‬ ‫اخل�صو�صية ‪ ،‬وغري القادرين على تنظيم �أنف�سهم‬
‫العلم �أن املعلمني �إن و�صلت حركتهم لقدر من‬ ‫�إذا كان املعلمون ‪ ،‬من خالل روابطهم ‪،‬‬ ‫ب�أي �شكل للتعبري عن مطالبهم ‪ ،‬وهذا يعطي‬
‫التما�سك واالنت�شار كحركة جمتمعية ‪ ،‬فب�إمكانها‬ ‫وت�شكيالتهم الفاعلة ‪ ،‬راغبون يف االنتقال من‬ ‫املعلمني قوة دفع كبرية كحركة جمتمعية حتتج ‪،‬‬
‫�أن تكون �أكرب نقابة مهنية م�ستقلة يف م�صر‬ ‫املربع �صفر ‪ ،‬ق�ضية الكادر ‪ ،‬اىل �آفاق مطالب دائمة‬ ‫وتكت�سب �أر�ض ‪ ،‬ودعم حميطها االجتماعي ‪.‬‬
‫والعامل ال�شرق أالو�سط ‪ ،‬بالنظر �إىل �أن تعداد‬ ‫‪ ،‬فهذا ي�ستلزم التفاف املعلمني �أوال حول ق�ضية‬ ‫على هذا أال�سا�س ‪ ،‬ف�إن املعلمني الذين ك�سبوا‬
‫�أع�ضاء نقابة املعلمني الباطلة قانونا يعادل ‪% 40‬‬ ‫أالجر العادل ‪ ،‬الذي يجب �أن ال يقل بحال‬ ‫تعاطف الر�أى العام فى العامني أالخريين بعد‬
‫من جملة �أع�ضاء النقابات املهنية يف م�صر ‪!! .‬‬ ‫عن ‪ ، 1200‬وهو خط الفقر ‪ ،‬فالفقراء آالن هم‬ ‫نزولهم ال�شارع ‪ ،‬مطالبون بالتوظيف العملي‬
‫الذين يدفعون �أجور املعلمني احلقيقة فى الدرو�س‬ ‫لهذا التعاطف ل�صالح ق�ضيتهم ‪ ،‬فما يجعل‬
‫اخل�صو�صية ‪ ،‬واملجموعات املدر�سية ‪ ،‬نيابة عن‬ ‫هذا التعاطف م�ستمر وداعم حلركة املعلمني ‪ ،‬هو‬
‫‪12‬‬
 ‫عمال امل�رصية‬ ‫غليان يف ال�سويدي‬
‫لل�سمدةي�رضبون �ضد‬ ‫أ‬ ‫للكابالت‬
‫بعد وقف العالوات الدورية وت�رسيح‬
‫ت�صدير �رشكتهم أ‬
‫ال�سمدة‬ ‫أ�ربعة عمال‬

‫إ�ىل إ��رسائيل‬ ‫ترتاوح رواتبهم بني ‪ 2000‬و ‪ 2500‬جنيه‪ ،‬ومت‬

‫ت�سريح ‪ 116‬عامل‪ ،‬بحجة �أنهم عمالة زائدة علي‬
‫�أعت�صم عمال �شركة ال�سويدي للكابالت‬
‫املتخ�ص�صة‪ ،‬بالعا�شر من رم�ضان‪ ،‬يف ‪14‬يناير‪ ،‬ملدة‬
‫مع ًا لتعوي�ض العمال عن اخل�صومات التي‬ ‫ال�شركة‪ ،‬علي الرغم من احتفال ال�شركة‪ ،‬يف يوليو‬ ‫يومني‪ ،‬احتجاجا علي تعيني فنيني جدد‪ ،‬بفرع‬
‫وقعت عليهم‬ ‫املا�ضي‪ ،‬بتحقيق مبيعات قدرها مليار جنيه‪ .‬و�أ�ضاف‬
‫العامل �أن مدير ال�شركة تعدى علي العمال بال�سب‬
‫ال�شركة الرئي�سي‪ ،‬برواتب وامتيازات �أعلي من‬
‫الفنيني القدامى‪ ،‬مع قيام ال�شركة بو�ضع خطة‬
‫�إ�ضراب عمال ق�سم التعبئة بال�شركة امل�صرية ألل�سمدة بال�سوي�س يوم ال�سبت ال�سابع من نوفمرب‬ ‫والقذف‪ ،‬مما يعد خمالفة �صريحة ألب�سط القواعد‬ ‫ت�سريح ‪ 140‬عامل‪ ،‬ومنحت لهم �إجازة ملدة �أ�سبوع‪،‬‬
‫‪ 2009‬يختلف عن �أغلب إال�ضرابات العمالية التي ت�شهدها م�صر يوميا‪ .‬فقد �أعلن العمال‬
‫�إ�ضرابهم عن العمل احتجاجا على ت�صدير ال�شركة أال�سمدة �إىل �إ�سرائيل وحتمل العمال تكلفة‬ ‫واللوائح القانونية املنظمة للعمل‪.‬‬ ‫بدعوى بدء جرد للم�صنع‪ ،‬علي الرغم من انتهاء‬
‫�إ�ضرابهم خ�صم ‪ 15‬يوم من كل م�ضرب‪ .‬عمال ال�شركة اململوكة آلل �ساوير�س علموا بت�صدير‬ ‫ف�ض العمال �إ�ضرابهم‪ ،‬بعد وعود إالدارة باال�ستجابة‬ ‫اجلرد بالفعل قبل قرار إالدارة‪.‬‬
‫أال�سمدة إل�سرائيل بعد ت�سرب �أخبار عن �صفقة وح�ضور �سيارات �شحن حتمل �أرقام �أردنية وجتهيز‬ ‫ملطالبهم‪ ،‬يف �شهر �أبريل املقبل‪ ،‬ومازالت أالو�ضاع‬ ‫نظم العمال‪ ،‬يف اليوم التايل‪� ،‬إ�ضراب عن العمل‪،‬‬
‫عبوات ال حتمل �أي عالمات دالة على املنتج �أو امل�ستورد‪ .‬ورغم تكتم ال�شركة على ال�صفقة وعلى‬ ‫يف ال�شركة حمتقنة‪ ،‬خا�صة بعد �أن وا�صلت إالدارة‬ ‫�شارك فيه ‪ 800‬عامل‪ ،‬بعد ف�شل العمال يف‬
‫إال�ضراب �أي�ضا متكن العمال من تو�صيل �صوتهم �إىل الر�أي العام وف�ضح خطط ال�شركة يف الت�صدير‬ ‫ت�سريح عدد العمال‪ ،‬ومل يتم �صرف العالوة‬ ‫مقابلتهم له�شام ال�سويدي‪� ،‬صاحب امل�صنع‪ ،‬وقام‬
‫إل�سرائيل‪.‬‬ ‫الدورية‪.‬‬ ‫�أحمد بدوي‪ ،‬املدير العام لل�شركة‪ ،‬بغلق باب‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫م�ستوى الوعي الذي عرب عنه العمال يف امل�صرية لل�سمدة رغم افتقادهم لوجود نقابة �و احلد‬
‫أالدنى لال�ستقرار الوظيفي يجعل �إعادة التفكري يف �آليات دعم املقاومة �أمر �ضروري‪ .‬لقد �أثبت‬ ‫�أكد عدد من العمال بقيام ال�سويدي بت�سريح �أربعة‬ ‫مطعم ال�شركة علي جمموعة من امل�ضربني‪ ،‬ومنع‬
‫العمال لي�س فقط موقفهم الثابت �ضد التطبيع‪ ،‬ولكن �أي�ضا قدرتهم على اتخاذ موقف م�ؤثر �ضده‪،‬‬ ‫من العمال اجلدد‪ ،‬م�ؤخراً‪ ،‬دون �أن يدري �أحد‬ ‫العاملني باملطعم من تقدمي الطعام لهم ‪ ،‬كما قام‬
‫ما يجعل التفكري يف نقاط التما�س بني الطبقة العاملة و�سيا�سات التطبيع يف مناطق الكويز وقناة‬ ‫بهم لتهدئة العمال‪� ،‬أما عن العالوة الدورية‪ ،‬التي‬ ‫بقطع املياه والتيار الكهربائي عنهم‪ ،‬وقام ب�إغالق‬
‫ال�سوي�س واملوانئ واملناطق ال�سياحية و�شركات الغاز والبرتول والنقل الربي واملطارات وغريها من‬ ‫تتمثل يف ‪ %7‬من أالجر‪ ،‬فلم يتم �صرفها حتى آالن‪،‬‬ ‫�أبواب ال�شركة علي العمال‪ ،‬ومنع ال�صحفيني من‬
‫املراكز التي تتعامل مع �إ�سرائيل �أمرا حيويا للت�ضامن مع املقاومة ودعم ال�صمود الفل�سطيني‪.‬‬ ‫وقال العمال �أنهم يف انتظار �شهر �أبريل‪ ،‬وقت تنفيذ‬ ‫الدخول مما �أدي إل�صابة �أحد العاملني بحالة �إغماء‪،‬‬
‫�إذا كان عمال امل�صرية ألل�سمدة الذين يعملون يف ظل �شركة قطاع خا�ص مملوكة لواحدة من �أكرب‬ ‫وعود ال�سويدي‪.‬‬ ‫ا�ستدعت نقله �إيل امل�ست�شفي‪� ،‬إال �أنهم منعوا �سيارة‬
‫العائالت الر�أ�سمالية نفوذا يف م�صر وحتى خارجها قادرين على مواجهة حتدي إال�ضراب �ضد‬ ‫وال يعد هذا إال�ضراب أالول من نوعه‪ ،‬حيث قام‬ ‫إال�سعاف من الدخول لنقله‪ ،‬وبعد التفاو�ض مع‬
‫التطبيع ف�إن القطاعات العمالية أالكرث ا�ستقرارا يف قناة ال�سوي�س واملوانئ واملطارات وغريها �أكرث‬
‫قدرة على التحدي‪.‬‬ ‫عمال �شركة ال�سويدي ب�إ�ضراب عن العمال‪ ،‬يف‬ ‫�صالح ال�سيد مدير املوارد الب�شرية‪ ،‬قام جمموعة‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ولكن املوقف البطويل لعمال امل�صرية لل�سمدة بقدر ما ميكن �ن يكون دفعة قوية للحركة العمالية‬ ‫�أغ�سط�س ‪ ،2007‬للمطالبة ب�صرف أالرباح املت�أخرة‪،‬‬ ‫من العمال بنقله علي �أكتافهم‪ .‬كما مت وقف كال‬
‫للن�ضال �ضد التطبيع ب�شكل �أكرث ت�أثريا‪ ،‬ميكن �أي�ضا �أن يتحول �إىل انتكا�سة �إذا ما ترك العمال‬ ‫واحلوافز‪ ،‬والعالوات االجتماعية‪ ،‬وزيادة رواتبهم‪.‬‬ ‫من املهند�س حازم غزال و�سيد عبده عن العمل‬
‫فري�سة للتنكيل والتع�سف‪� .‬إن القوى الداعمة للن�ضال الفل�سطيني واملت�ضامنة مع املقاومة مطالبة‬ ‫كما جنح العمال‪ ،‬يف العام املا�ضي‪ ،‬يف ت�أ�سي�س‬ ‫‪ ،‬بتهمة التخطيط لالعت�صام وامل�شاركة فيه‪ ،‬علي‬
‫وفورا بتوفري �أق�صى حماية وت�ضامن مع عمال امل�صرية ألل�سمدة وتكوين �صندوق لتعوي�ض العمال‬ ‫نقابية‪ ،‬يف الوقت الذي يغيب عن �أغلب �شركات‬ ‫الرغم من �أنهم �أع�ضاء جمل�س �إدارة اللجنة النقابية‬
‫عن اخل�صومات التي وقعت عليهم‪ ،‬وتقدمي هذا النموذج للطبقة العاملة يف كل مكان يحتمل‬ ‫مدينة العا�شر من رم�ضان‪ ،‬وجود تنظيمات نقابية‪،‬‬ ‫بال�شركة‪.‬‬
‫تعامله مع �إ�سرائيل‪ .‬لقد ترددت ت�سا�ؤالت كثرية �أثناء الهجوم إال�سرائيلي على غزة عن موقف‬
‫الطبقة العاملة وال�س�ؤال املطروح آالن هو �أين الدعم ملوقف الطبقة العاملة‪.‬‬ ‫وتعد تلك اللجنة النقابية رقم خم�سة وع�شرين‪.‬‬ ‫قال �أحد العمال �أن متو�سط أالجور يرتاوح ما بني‬
‫‪ 400‬و ‪ 1000‬جنيه‪ ،‬يف حني �أن املعينني م�ؤخرا‬

‫‪13‬‬ ‫االشتراكي فبراير ‪2009‬‬

 ‫طالب اجلامعات‪:‬‬
‫عذاب متوا�صل من أ�جل احل�صول على لقب “عاطل”‬
‫من كليات خمتلفة‪ ،‬وتنت�شر هذه املكتبات حول خمتلف اجلامعات‪،‬‬
‫املحا�ضرة الواحدة تتكلف من ‪� 20‬إىل ‪ 30‬جنيه ح�سب الكلية‪ ،‬وقد‬
‫حتتاج املواد ال�صعبة �إىل �أكرث من ‪ 4‬حما�ضرات لل�شرح‪ ،‬واح�سبها‬
‫بنف�سك �أي�ضاً‪.‬‬
‫بعد ذلك ت�أتي �إجازة منت�صف العام الدرا�سي‪ ،‬التي ال ي�ستغلها‬
‫غالبية الطالب بالراحة‪ ،‬فهم يعلمون �أنهم على موعد مع بداية ف�صل‬
‫درا�سي جديد وم�صاريف جديدة‪ ،‬وينبغي عليهم �أن ي�ستغلوا فرتة‬
‫إالجازة لي�ضاعفوا جهدهم يف العمل‪ ،‬لعلهم ي�ستطيعون �أن يوفوا‬
‫بع�ض احتياجاتهم الدرا�سية ‪ ،‬يف ظل الغالء الفاح�ش‪ ،‬وبعد كل هذه‬
‫املعاناة‪ ،‬ال يتوقع �أغلب الطالب �أن يجدوا فر�صة عمل‪ ،‬تتنا�سب مع‬
‫امل�ؤهل الدرا�سي‪ ،‬مما يقتل يف نفو�سهم أالمل يف حياة �أف�ضل‪.‬‬
‫حقوقه فى انتخاب احتاد طلبه حر ونزيه يعرب عنه ويدافع عن حقوقه مل‬
‫ي�صبح متاحا ف�إحتادات الطلبة يعينها االمن والالئحة الطالبية يباركها‬
‫االمن ‪،‬والتى كانت اخر ابداعاتها الالئحة الطالبية اجلديدة ل�سنة‬
‫‪ 2008‬والتى تكر�س ا�ستمرار انتهاك حقوق الطالب امل�صرى ‪،‬كما‬
‫ا�ستطاع االمن ان يجعل اكرب قوة �سيا�سية والتى لها او�سع قاعدة‬
‫جماهريية داخل اجلامعة وخارجها وهى جماعة االخوان امل�سلمني‬
‫وخ�صو�صا داخل اجلامعة ال تقدم على اى خطوة اال بعد التن�سيق‬
‫املبا�شر معه وان تكون فعالياتهم حتت رعايتهويعد هذا انت�صارا لل�سيا�سة‬
‫االمنية يجب ان نعرتف به فى ظل غياب اى حركة ي�سارية قوية‬
‫ومنا�ضلة ومتجذرة فى جمهور الطلبة وال تقبل امل�ساومة على حقوقه‬
‫وا�ستكماال لهذه ال�سيطرة االمنية على جمريات احلياة التعليمية‬
‫ا�ستطاع ان يف�صل حركة الطلبة ال�ضعيفة احلجم والت�أثري املوجودة‬
‫اليوم عن حركة ا�ساتذة اجلامعة اال�ضعف واالكرث تذبذبا فى مواقفها‬
‫والتى كانت اخر جناحاتها الباهرة انتزاع حكم ق�ضائى بعدم احقية‬
‫االمن التابع لوزارة الداخلية التواجد داخل احلرم اجلامعى ولكن‬
‫ل�ضعفها وعدم ات�صالها بجماهري الطالب او احلركات الطالبية النا�شئة‬
‫واجلديدة فلم يكن لهذا احلكم اى �صدى عملى على ار�ض الواقع فقد‬
‫تركوا اجياال من ال�شباب تخرج من حتت ايديهم مفرغة الفكر واحللم‬
‫واالمل ولكن رغم كل هذا اثبت الواقع خالل العامني املا�ضيني ان‬
‫هناك �شعاع �ضوء ينبىء بب�صي�ص من االمل علينا ان نتم�سك به وهو‬
‫اهتمام جمهور الطالب بق�ضاياهم املبا�شرة كامل�صاريف و�سعر الكتاب‬
‫و�س�ؤ االحوال التعليمية وا�ستعدادهم على مواجهة اى قوة ادارية او‬
‫امنية تقف فى طريق مطالبها وقد التفت هذه اجلموع الطالبية ن�سبيا‬
‫حول جمموعة من احلركات الطالبية الوليدةالتى تت�سق مع مواقفها‬
‫بال م�ساومة او تراجع هذه العوامل قد تعيد للجامعة امل�صرية جزء‬
‫من دورها وروحها وحيويتها اذا ما مت دفعها لالمام واهتم بها ا�ساتذة‬
‫اجلامعة وارتبطت بها ومبطالبها الن هذا هو اخليط الذى قد يعيد فيما‬
‫بعد اهتمام الطلبة بق�ضايا اخرى �سوف يكون اولها واهمها حرية‬
‫حقيقية فى التعبري عن الر�أىداخل ا�سوار اجلامعة ‪.‬‬
‫ان يفكر وان ميار�س دوره الطبيعى ويعرب عن ر�أيه بحرية وميار�س اب�سط‬
‫االشتراكي فبراير ‪2009‬‬
‫غالباً ما تنطلق زغرودة مدوية‪ ،‬يتبعها �سيل من التهاين احلارة‬
‫بالنجاح والقبول ب�إحدى كليات اجلامعة‪ ،‬فهذا معناه ‪-‬نظرياً على‬
‫أالقل‪ -‬فر�صة لو�ضع اجتماعي �أف�ضل‪ ،‬بعد انتهاء الدرا�سة اجلامعية‪،‬‬
‫واحل�صول على امل�ؤهل “العايل”‪ .‬لكن فرحة أالباء بنجاح �أبنائهم‪ ،‬يف‬
‫املرحلة الثانوية‪ ،‬ال تدوم طوي ًال‪ ،‬حيث يتوقعون‪ ،‬بعد ثالث �سنوات‬
‫من ال�شقاء من �أجل م�صاريف الدرو�س والكتب واملدار�س وغريها‪،‬‬
‫�أن يخف العبء االقت�صادي‪ ،‬لكنه يف احلقيقة يزداد‪.‬‬
‫يجد طالب اجلامعة ‪-‬الذي ال يلزمه القانون �إال بدفع ‪ 12‬جنيهاً فقط‬
‫�إن كان طالباً نظامياً‪� ،‬أو ‪ 15‬جنيهاً فقط �إن كان طالباً منت�سباً‪ -‬يجد‬
‫نف�سه �أمام قائمة‪ ،‬ال تنتهي من إالتاوات املطلوب منه �سدادها‪� ،‬إن �أراد‬
‫النجاح!! و�سنحاول ب�إيجاز �أن نقدم عر�ضاً لبع�ض تلك امل�صروفات‪.‬‬
‫حيث ت�ضاف �إتاوات غري قانونية‪ ،‬يجرب الطلبة على دفعها‪� ،‬إىل‬
‫امل�صروفات الدرا�سية‪ ،‬مما يجعل امل�صروفات الدرا�سية ت�صل �إىل‬
‫ما يتجاوز الـ‪ 200‬لطالب االنتظام‪ ،‬وت�صل ألكرث من ‪ 500‬جنيه‪-‬‬
‫لالنت�ساب‪ -‬حتت م�سميات واهية كر�سوم ترميمات وجتديدات‪ ،‬ال‬
‫يراها الطالب وال غريهم‪� ،‬أو ر�سوم احتاد طالب‪ ،‬ال يعرف الطلبة موعد‬
‫الرت�شح له‪ ،‬وال املر�شحني‪ ،‬وال حتى ميعاد االنتخابات! �أو خدمات‬
‫�صحية عقيمة‪ ،‬ال ت�ستطيع �أن تعالج �أب�سط أالمرا�ض‪ ،‬وكلنا نتذكر‬
‫تبد�أ دوامة املذكرات والتطبيقات‪ ،‬بعد حوايل �شهرين من بداية‬ ‫زميلنا املتوفى “حممود ال�سعيد ابراهيم” الطالب بجامعة حلوان‪،‬‬
‫الدرا�سة ‪ ،‬ا�ستعداداً المتحانات الف�صل الدرا�سي أالول‪ ،‬والتي يحل‬ ‫الذي تويف يف ‪ 24‬فرباير العام املا�ضي‪ ،‬وهو يف طريقه من اجلامعة �إىل‬
‫موعدها بعد ذلك ب�أقل من ‪� 4‬أ�سابيع‪ ،‬وكله بثمنه‪ ،‬املذكرة ترتاوح ما‬ ‫امل�ست�شفى ب�سيارة �أحد أال�ساتذة‪ ،‬ألن اجلامعة ‪-‬التي يدر�س بها �أكرث‬
‫بني ‪ 20‬و‪ 30‬جنيه ح�سب املادة‪ ،‬والتطبيقات من ‪� 15‬إىل ‪ 25‬جنيه‪،‬‬ ‫من ‪� 150‬ألف طالب يدفعون امل�صروفات ب�إتاواتها‪ -‬ال توجد بها �سيارة‬
‫وذلك ح�سب طبيعة الدكتور والكلية‪ ،‬علماً ب�أن الطالب يدر�س‪ ،‬يف‬ ‫�إ�سعاف واحدة غري معطلة‪� ،‬أو وحدة �إ�سعافات �أولية مفتوحة للطلبة‬
‫املتو�سط‪ ،‬من بني ‪� 5‬إىل ‪ 7‬مواد يف الف�صل الدرا�سي الواحد‪.‬‬ ‫داخل اجلامعة‪ ،‬على الرغم من وجود ما يقرب من ع�شر وحدات‬
‫يف معظم احلاالت ‪-‬ونتيجة لرتدي م�ستوى املعي�شة امل�ستمر لغالبية‬ ‫طبية مغلقة وقتها‪ ،‬هذا بخالف �أن إالدارة تربط بني دفع امل�صروفات‬
‫امل�صريني‪ -‬يجد الطالب نف�سه م�ضطراً للعمل �إىل جانب درا�سته‪،‬‬ ‫واحل�صول على الكارنية‪ ،‬الذي يعترب الو�سيلة الوحيدة لدخول احلرم‬
‫وبنا ًء على ذلك ت�ضيع عليه فر�صة ح�ضور معظم املحا�ضرات‪ ،‬لتعار�ض‬ ‫اجلامعي‪ ،‬يف ظل ال�سيطرة أالمنية على مداخل وخمارج اجلامعة‪،‬‬
‫�أوقاتها مع �أوقات العمل‪ ،‬وي�ضطر لالعتماد على �سكا�شن املكتبات‬ ‫فمن ال يدفع امل�صروفات‪ ،‬يحرم من دخول اجلامعة �إال “من فوق‬
‫أالهلية ‪-‬جمموعات تقوية �أهلية‪ -‬والتي يديرها خريجون �سابقون‬ ‫ال�سور �أو من وراء ال�ضابط”‪.‬‬
‫االمن فى اجلامعات امل�رصية‬
‫هذه ال�سيا�سة التعليمية جعلت من ادارة اى جامعة م�صرية امانة‬ ‫ن�ستطيع ان نقول انه مع قرب اكتمال العقد الرابع على التواجد‬
‫م�صغرة للحزب الوطنى حيث جتد رئي�س اجلامعة ووكالئه وعميد‬ ‫االمنى داخل اجلامعات امل�صرية ‪،‬ان املخطط ال�سيا�سى لغلق امل�صنع‬
‫الكلية ووكالئه اع�ضاء بارزين فى احلزب احلاكم يتولون منا�صبهم‬ ‫الذى كان يخرج اجياال من ال�شباب الواعى مب�شاكل جمتمعه وجزء‬
‫بالتعيني بجوابات مرفقة بالتزكية االمنية على وال ئهم وانتمائهم‬ ‫منه لي�س فقط بل وي�شارك ب�إيجابية فى حماولة ايجاد حلول عملية‬
‫للديكتاتورية املباركية التى تنفذ مالحظات ار�سطو بدقة والتى قال‬ ‫�آملة فى غد اف�ضل قد اثمر بنجاح ي�شهد له اجلميع حيث ن�ستطيع‬
‫فيها “ان اى طاغية يريد ان يظل على ر�أ�س �شعبه فعليه ان يجهلهم‬ ‫ان نقول بال مواربة ان وزارة الداخلية وقطاع امن الدولة هو من ي�ضع‬
‫او يجعل التعليم لونا من الوان الدعاية للحاكم “ ف�أ�صبحت اجلامعة‬ ‫ال�سيا�سة التعليمية وي�سري العملية كيفما ي�شاء ‪،‬هذا املخطط ال�سيا�سى‬
‫امل�صرية مهمتها الرئي�سية تخريج اجيال تقول نعم ملبارك االب واالبن‬ ‫الذى اتبعه ال�سادات وتبناه مبارك وطوره ا�ستطاع ان يق�ضى اىل حد‬
‫ولن يتم ذلك اال بتحويل اجلامعة اىل ثكنة ع�سكرية وتفريغها من اى‬ ‫كبري على قلب املجتمع الناب�ض ويهدر حما�سه ويغلق م�صنعه بال�ضبة‬
‫حركة �سيا�سية او ثقافية او فكرية حتاول ان جتعل ال�شباب ولو حتى‬ ‫واملفتاح تو يحوله اىل عملية جتارية كغريها فى ال�سوق الر�أ�سمالية من‬
‫ال�سلع ‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫العوام ال�سابقة‪ ،‬فح�سب‪،‬‬
‫المر عالقة بغياب �سمري �رسحان؟‬
‫أ�ن تلتقي مبثقفني‪ ،‬بحجم حممود دروي�ش و أ�دوني�س‪ ،‬يف معر�ض الكتاب‪ ،‬كان‬
‫الن اختفي كبار املثقفني‪ ،‬ليبدو املعر�ض‪،‬‬
‫عمر قناوي‬
‫ي�ضطر لدفع تكاليف م�شاركته يف املعر�ض بالدوالر‬
‫أالمريكي‪ ،‬وان �أيجار جناح‪ ،‬ال تزيد م�ساحته عن‬
‫‪ 12‬مرت مربع‪ ،‬يكلف النا�شر حوايل �ألف دوالر‪،‬‬
‫وهو رقم كبري ي�صعب علي النا�شر تعوي�ضه من‬
‫املبيعات‪ ،‬بعد توقف امل�ؤ�س�سات عن ال�شراء‪� ،‬أ�ضافه‬
‫�إيل ذلك ي�ضطر النا�شر لتحمل تكاليف إالقامة‬
‫وال�شحن‪ ،‬بينما املعار�ض العربية أالخرى تقوم‬
‫بت�سهيل كافه ال�صعوبات �أمام النا�شرين امل�شاركني‪،‬‬
‫ففي معر�ض �أبو ظبي للكتاب امل�شاركة جماناً‪،‬‬
‫حيث ال يتحمل النا�شر تكاليف �إيجار اجلناح‬
‫الذي �سيعر�ض فيه ‪ ،‬واملده�ش �أن �إدارة معر�ض �أبو‬
‫ظبي مت �إ�سنادها‪ ،‬قبل عامني‪� ،‬إيل امل�سئولني عن‬
‫تنظيم معر�ض فرانكفورت للكتاب‪ ،‬الذي يعد �أهم‬
‫معر�ض للكتاب يف العامل‪ ،‬مبا يو�ضح الطموحات‬
‫امل�شروعة من قبل دولة إالمارات لتطوير املعر�ض‪،‬‬
‫واحتالل مكانه مميزة يف خريطة املعار�ض العاملية‬
‫ولي�س العربية فح�سب‪.‬‬
‫�إدارة املعر�ض‬
‫هناك عده �أ�سباب �أدت �إيل هذا الرتاجع يف‬
‫م�ستوي معر�ض القاهرة‪ ،‬وهو الرتاجع الذي بد�أ‬
‫قبل خم�س �سنوات‪ ،‬وحتديداً منذ رحيل �سمري‬
‫وال�شراف‬‫�سرحان‪ ،‬والذي تويل �إدارة املعر�ض إ‬
‫عليه ل�سنوات طويلة‪ ،‬حتى �أن ا�سم املعر�ض ارتبط‬
‫تلقائيا‪ ،‬لدي الكثريين‪ ،‬با�سم �سمري �سرحان‪ ،‬الذي‬
‫كان يتمتع بعالقات جيدة مع عدد من املثقفني‬
‫العرب‪ ،‬حيث مل يكن خافيا علي �أحد‪� ،‬أن كثري‬
‫من املثقفني العرب واملبدعني ي�شاركون يف فاعليات‬
‫املعر�ض‪ ،‬ب�سبب عالقاتهم ب�سمري �سرحان‪ ،‬حيث‬
‫كان يرتدد‪ ،‬يف �أروقة املعر�ض‪� ،‬أنه الوحيد القادر‬
‫علي �أن يرفع �سماعه التليفون‪ ،‬ويقنع حممود دروي�ش‬
‫وادوني�س‪ ،‬وكذلك كبار امل�س�ؤولني احلكوميني‪،‬‬
‫بامل�شاركة يف املعر�ض‪ ،‬وهذه القدرات إالدارية‬
‫الكبرية التي امتلكها ‪ ،‬جعلت م�شاركة ه�ؤالء‬
‫كفيلة بجذب �أعداد كبرية من اجلمهور احلري�ص‬
‫علي ح�ضور الندوات التي ي�شارك فيها ه�ؤالء‬
‫املبدعني الكبار‪ ،‬وكذلك كبار امل�سئولني‪ .‬وهذه‬
‫العالقات اجليدة مع �أكرب عدد من املثقفني‪ ،‬بجانب‬
‫قدرات تنظيمية جيدة توفرت لدى �سمري �سرحان‪،‬‬
‫�ساعدت يف �إجناح املعر�ض‪� ،‬أما من توىل أال�شراف‬
‫على املعر�ض‪ ،‬بعد ذلك‪� ،‬سواء نا�صر االن�صاري‬
‫�أو �شريف ال�شوبا�شي‪ ،‬كان وا�ضح حر�صهم الزائد‬
‫علي اجلوانب التنظيمية �أكرث من حر�صهم علي‬
‫حتقيق �أو�سع م�شاركة ممكنة‪.‬‬
‫أالزمة االقت�صادية‬
‫من امل�ؤكد �أن الكتاب لي�س �ضمن �أولويات‬
‫قطاع عري�ض من ال�شعب امل�صري‪ ،‬ب�سبب أالزمة‬
‫االقت�صادية امل�ستمرة‪ ،‬التي يعي�شها هذا ال�شعب‪،‬‬
‫والتي جتعل من تفكريه يف اقتناء كتاب نوعاً من‬
‫الرفاهية‪ ،‬وكان هناك رهان لدي القائمني علي‬
‫الثقافة يف م�صر‪� ،‬أن م�شروعا مثل مكتبه أال�سرة‬
‫‪ ،‬مبا يقدمه من كتب مدعمه‪� ،‬سوف يخلق وينمي‪،‬‬
‫بالرتاكم‪ ،‬عادة القراءة‪ ،‬واقتناء الكتب‪ ،‬لدي قطاع‬
‫عري�ض من اجلمهور‪ ،‬لكن الوا�ضح �أن ذلك مل‬
‫يحدث ‪ ،‬بدليل تراجع إالقبال الوا�ضح علي‬
‫�شراء الكتب من املعر�ض‪ ،‬فكل من اعتاد امل�شاركة‬
‫وارتياد املعر�ض طوال العقود ال�سابقة‪� ،‬سوف ينتبه‬
‫�إىل �أن أاليام التي كان املعر�ض فيها ال يوجد به‬
‫مكان ملوطئ قدم قد ولت‪ ،‬واخلوف كل اخلوف‬
‫�أن تكون قد ولت �إيل أالبد‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ملاذا انهار معر�ض الكتاب ؟‬
‫مل يرتاجع معر�ض الكتاب‪ ،‬هذا العام‪ ،‬عن دورات أ‬
‫بل �سقط �سقوط ًا مدوي ًا‪ ،‬هل لهذا أ‬
‫يعد يف املا�ضي امر أ� طبيعي ًا‪ ،‬آ‬
‫وك أ�نه حدث متو�سط احلجم‪.‬‬
‫اجلمعة‪ ،‬حت�سباً ملا قد يندلع من مظاهرات مناه�ضة‬
‫إل�سرائيل �أو �ضد �أمريكا �أو مظاهرات معار�ضه‬
‫للتوريث‪ ،‬وكان أالمن يتعامل مع تلك املظاهرات‬
‫بالطريقة التقليدية‪ ،‬من خالل ح�صار املتظاهرين‪،‬‬
‫�سواء عند امل�سجد ‪� ،‬أو عند املقهى الثقايف‪� ،‬أما هذا‬
‫العام‪ ،‬الذي �شهد جمزرة غزة‪ ،‬ا�ستخدم أالمن‬
‫�سيا�سة التجفيف من املنبع‪ ،‬حيث قام مبنع دخول‬
‫اجلمهور املعر�ض متاماً �إال بعد �صالة اجلمعة‪ ،‬كما‬
‫�أغلق املقهى الثقايف �أي�ضاً ‪� ،‬ضاربا بكل التقاليد‬
‫التاريخية للمعر�ض عر�ض احلائط‪ ،‬وامل�ؤ�سف �أن‬
‫قيام أالمن بغلق املعر�ض يوم اجلمعة حلني انتهاء‬
‫ال�صالة‪� ،‬أ�ضاع علي القادمني من املدن أالخرى‬
‫فر�صه زيارته‪ ،‬فاملعروف �أن كثريا من جمهور‬
‫أالقاليم ي�ستغل يوم اجلمعة لزيارة املعر�ض منذ‬
‫والجراءات أالمنية جعلت‬ ‫ال�صباح الباكر‪ ،‬إ‬
‫آالالف من �أبناء املدن يحجمون عن الزيارة‪ ،‬خا�صة‬
‫بعد ما ن�شرته ال�صحف عن التواجد أالمني املبالغ‬
‫فيه والتفتي�ش الذاتي للزائرين‪ ،‬مبا يجعل من زيارة‬
‫املعر�ض �إهانة م�ؤكدة‪ ،‬ولي�س نزهة‪.‬‬
‫�أعتقد �أن احلل الوحيد‪ ،‬للتغلب علي هذه امل�شكلة‪،‬‬
‫رمبا يكون يف �أيدي النا�شرين واملثقفني علي ال�سواء‪،‬‬
‫فمن املهم جداً �أن يعلن النا�شرون واملثقفون‬
‫االمتناع عن امل�شاركة يف املعر�ض القادم‪� ،‬آو يلوحوا‬
‫بذلك‪� ،‬إذا مل يتم احلد من هذا التواجد أالمني‪،‬‬
‫الذي احلق بهم ال�ضرر‪� ،‬أكرث من �أي جهة �أخرى‪،‬‬
‫فاجلهة املنظمة للمعر�ض رمبا تكون قد خ�سرت‬
‫�سمعتها ب�سبب تواجد أالمن‪ ،‬لكن النا�شرين‬
‫خ�سروا أالموال التي دفعوها‪ ،‬مما يعنى للمزيد من‬
‫إالحجام من قبل النا�شرين علي امل�شاركة يف معر�ض‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫تراجع إالقبال علي الكتاب كو�سيط معريف‬
‫لي�س خافيا علي �أحد‪ ،‬تقريبا‪� ،‬أن إالقبال علي‬
‫الكتاب كو�سيط معريف مل يعد بنف�س أالهمية‬
‫ال�سابقة‪ ،‬ولهذا عدة �أ�سباب‪� ،‬أولها ظهور وانت�شار‬
‫و�سائط معرفية �أخري‪� ،‬أكرث �سهوله وجذبا يف التعامل‬
‫معها‪ ،‬مثل إالنرتنت‪ ،‬والذي �أثر انت�شاره الكبري علي‬
‫إالقبال علي الكتب‪ ،‬و�ستتفاقم هذه الظاهرة �أكرث‬
‫واكرث يف أالعوام املقبلة ‪ ،‬فحتى آالن مازالت هناك‬
‫�أجيال مل تعرف �سوي الكتاب كم�صدر للمعرفة ‪،‬‬
‫لكن ذلك �سيرتاجع مع مرور الوقت خا�صة بني‬
‫أالجيال النا�شئة‪ ،‬التي اعتادت �أن يكون إالنرتنت‬
‫هو بوابتها للمعرفة ولي�س الكتاب‪.‬‬
‫�ضعف ميزانيات امل�ؤ�س�سات املخ�ص�صة لتزويد‬
‫مكتباتها بالكتب‬
‫من املعروف يف �أو�ساط النا�شرين و�أ�صحاب‬
‫املكتبات ‪� ،‬أن جزءا كبرياً من مبيعات الكتب‪ ،‬يف‬
‫معر�ض الكتاب‪ ،‬تعود �إيل �أنه املنا�سبة ال�سنوية‪،‬‬
‫التي ت�ستغلها معظم م�ؤ�س�سات الدولة لتزويد‬
‫مكتباتها بالكتب‪ ،‬لكن امل�ؤ�سف �أن امليزانيات‬
‫املخ�ص�صة ل�شراء الكتب من قبل هذه امل�ؤ�س�سات‬
‫ت�شهد تراجعا م�ستمراً بد�أ قبل ع�شر �سنوات‪،‬‬
‫وكما قال لنا قا�سم بركات امل�س�ؤول عن التوزيع‬
‫بدار الفارابي اللبنانية‪� ،‬إن اجلزء أالكرب من‬
‫مبيعات الدار وكذلك بقية الدور العربية كانت‬
‫تتجه للم�ؤ�س�سات ولي�س أللفراد‪ ،‬وهذا التعامل‬
‫مع امل�ؤ�س�سات كان هو الذي يغطي تكاليف‬
‫امل�شاركة‪ ،‬يف املعر�ض‪ ،‬لكن تراجع امل�ؤ�س�سات‬
‫عن ال�شراء قلل من اهتمام النا�شرين العرب‬
‫بامل�شاركة باملعر�ض‪ ،‬ومن املعروف �أن النا�شر العربي‬
‫وامل�ستوي‪.‬‬
‫من امل�ؤ�سف �أن يكون �أكرث ما لفت أالنظار‪ ،‬هذا‬
‫العام‪ ،‬هو التواجد أالمني املكثف والغري م�سبوق‪،‬‬
‫بلغ التدخل أالمني ال�سافر ذروته �إىل حد‪ ،‬مبنع‬
‫اجلمهور من دخول املعر�ض يف �أيام اجلمعة �إال بعد‬
‫�صالة اجلمعة وذلك ملنع �أي مظاهرات ت�ضامن مع‬
‫غزة‪ ،‬قد حتدث عقب ال�صالة‪.‬‬
‫التواجد أالمني‬
‫طوال عقود �أعتاد جمهور املعر�ض علي م�شاهدة‬
‫جحافل أالمن يف معر�ض الكتاب‪ ،‬وهو تقليد بد�أ‬
‫منذ مطلع الثمانينات‪ ،‬ب�سبب امل�شاركة إال�سرائيلي‬
‫يف �أحد دورات املعار�ض ‪ ،‬و الغريب �أن امل�شاركة‬
‫إال�سرائيلية غابت متاما ب�سبب املظاهرات‪ ،‬التي‬
‫نظمها املثقفون امل�صريون‪ ،‬لرف�ض تواجد �إ�سرائيل‬
‫يف املعر�ض‪ ،‬لكن أالمن مل يغب �أبداً من يومها‬
‫عن التواجد يف املعر�ض‪ ،‬وب�أعداد كثيفة‪ ،‬تواجد لي�س‬
‫له ما يربره‪ ،‬علي إالطالق‪� ،‬سوي خ�شيه أالمن من‬
‫�أي تواجد جماهريي كثيف‪ ،‬ويف أالعوام ال�سابقة‪،‬‬
‫كان أالمن حري�صاً علي التواجد بكثافة‪ ،‬يف �أيام‬
‫حممود امني العامل ‪ :‬رحيل مري�ض بالتفائل‬
‫فى زمن ردىء‬
‫ولد فى ‪ 18‬فرباير ‪ 1922‬وتوفى فى ‪ 10‬يناير ‪2009‬‬
‫النيل بجانب منزله بجاردن �سيتى‪،‬وي�شكو من‬
‫�آالالم الروماتويد ‪.‬‬
‫تقابلنا بعد وفاة زوجته املذيعة القديرة �سمرية‬
‫الكيالنى ‪،‬وقد بدا ىل وقتها وهو ي�شكو من‬
‫االكت�آب‪ ،‬انه قد فقد تفائله املعتاد وفقد معه‬
‫�شباب الروح ‪،‬وبعد حلظة اندفع فى احلديث عن‬
‫م�شاريعه الفكرية واراءه ال�سيا�سية ‪،‬فعاد كما كان‬
‫�شابا فى العقد التا�سع ‪،‬ي�ضحك ويلقى النكات‬
‫فت�ؤكد جتاعيد وجهه على امتطاءه ظهر الزمن‬
‫واملحن ‪.‬وعلى ع�شقه للحياة والطبيعة والفن‬
‫واالدب واملو�سيقى‪.‬‬
‫لقد ظل العامل منخرطا فى احلياة الثقافية‬
‫وال�سيا�سية حتى اللحظة االخرية ‪،‬وظل‬
‫متم�سكا ومدافعا عن اال�شرتاكية قائال فى‬
‫احدى مقاالته «برغم البلبلة الفكرية التي‬
‫تغذيها تر�سانة البالد الر�أ�سمالية �ضد الفكر‬
‫اال�شرتاكي عامة‪ ،‬واملارك�سي خا�صة‪ ،‬فلم تربز‬
‫احلاجة اىل اال�شرتاكية واىل الفكر املارك�سي‬
‫كما تربز احلاجة اليه هذه االيام‪ .‬ان احلكم على‬
‫اال�شرتاكية والفكر املارك�سي ال يكون مبا ا�صاب‬
‫التجربة ال�سوفييتية اال�شرتاكية من انهيار‪ ،‬وامنا‬
‫احلكم ال�صحيح على اال�شرتاكية واملارك�سية‬
‫يكون مبا تعانيه الر�أ�سمالية العاملية اليوم من عجز‬
‫عن تقدمي حلول للم�شكالت اال�سا�سية للواقع‬
‫االن�ساين‪ .‬بل وب�شرا�ستها العدوانية واال�ستغاللية‬
‫ازاء �شعوب العامل الثالث بوجه عام‪ ،‬ف�ضال عن‬
‫تفاقم ازماتها االقت�صادية واالجتماعية والقيمية»‬
‫ترك العامل تركة كبرية من االنتاج الفكرى‬
‫والنقد االدبى فى ‪ 22‬كتاب ا�ضافة اىل جمموعة‬
‫من املقاالت والدرا�سات واحلوارات ال�صحافية‬
‫وقد متيز العامل بتوا�ضع قربه من كل االجيال‬
‫وب�أخالق رفيعة ا�صبحت نادرة الوجود خا�صة‬
‫عند االختالف على املواقف او االراء ‪.‬‬
‫توقع الكثريون‪ ،‬قبل �أن يبد�أ معر�ض الكتاب‪،‬‬
‫هذا العام ‪� ،‬أن ي�ستمر يف املزيد من الرتاجع‪،‬‬
‫الذي كان قد بد�أ‪ ،‬قبل عدة �سنوات‪ ،‬لكن معر�ض‬
‫الكتاب هذا العام مل يرتاجع فح�سب‪ ،‬بل �سقط‬
‫�سقوطاً مدوياً‪ ،‬علي كافه امل�ستويات‪ ،‬حيث انخف�ض‬
‫معدل بيع الكتب‪ ،‬ب�شكل غري م�سبوق‪ ،‬كما‬
‫�أكد لنا‪ ،‬معظم النا�شرين امل�صريون والعرب‪� ،‬أما‬
‫إالقبال اجلماهريي فكان �ضعيفا‪ ،‬مل يكن م�ستوي‬
‫الندوات و�ضيوفها �أبداً‪ ،‬كما عهدناه‪ ،‬يف ال�سابق‪.‬‬
‫بدا بو�ضوح‪� ،‬أن تلك أاليام التي كنا ن�سري فيها‪،‬‬
‫يف طرقات املعر�ض‪ ،‬ونلتقي خاللها بكبار املثقفني‬
‫واملبدعني يف عاملنا العربي‪ ،‬قد ولت �إيل غري رجعة‪.‬‬
‫يف املا�ضي القريب‪ ،‬كان من الطبيعي والعادي �أن‬
‫تلتقي ب�شعراء‪ ،‬بحجم �أدوني�س‪ ،‬و�سميح القا�سم‪،‬‬
‫و�أن تلتقي بكبار املفكرين وال�صحفيني‪ ،‬من امل�شرق‬
‫العربي ومغربه‪ ،‬كل ذلك اختفي متاماً‪ ،‬هذا العام‪،‬‬
‫ليبدو معر�ض القاهرة‪ ،‬الذي ُعرف باعتباره �أ�ضخم‬
‫تظاهرة ثقافية عربية‪ ،‬وثاين �أهم معر�ض كتاب علي‬
‫م�ستوي العامل‪ ،‬وك�أنه معر�ض متو�سط احلجم‬
‫برغم مرور اكرث من ثالث �سنوات على اخر لقاء‬
‫ىل مع االن�سان اجلميل حممود امني العامل‬
‫اال اننى ال زلت اتذكر حديثه عن �سنوات‬
‫االعتقال «من ‪ 1959‬حتى ‪ « 1964‬و�سنوات‬
‫املنفى ال�سبع فى باري�س اثناء حكم ال�سادات‬
‫‪،‬وعن رفاق جيله ورفاق املعتقل ‪،‬فكرى اخلوىل‬
‫‪�،‬شهدى عطية ال�شافعى ‪،‬عبد العظيم اني�س‬
‫‪،....‬وعن ن�ش�أة احلزب اال�شرتاكى امل�صرى بعد‬
‫ثورة ‪ ، 1919‬اتذكر اي�ضا حديثه عن طفولة‬
‫امت�صت رائحة التاريخ املختبئة بني �شقوق‬
‫جدران حوارى وطرقات الدرب االحمر حيث‬
‫ن�ش�أ‪،‬فحفرت فى الروح طريقه اىل الثقافة امل�صرية‬
‫اال�صيلة التى تبتلع االجنا�س والثقافات االخرى‬
‫وتعيد انتاجها مرة اخرى ‪.‬‬
‫وذكرياته عن املرحلة الثانوية وكيفية ت�أ�سي�سه‬
‫بال�شرتاك مع الدكتور‬ ‫ألول نادى لل�شطرجن إ‬
‫م�صطفى �سويف‪ -‬زميله باملرحلة الثانوية وقتها‬
‫–باملدر�سة اخلديوية ‪.‬‬
‫ودفاعه عن الفرتة النا�صريه ‪،‬مبنجزاتها االقت�صادية‬
‫واعتقاده ب�أن الزمن لو طال بجمال عبد النا�صر‬
‫كان �سي�سمح بتعدديه حزبية ‪.‬‬
‫و ال زالت مقولته التى كررها ىل فى مواقف‬
‫خمتلفة «احلركة هى الزمن وال�سكون هو العدم‬
‫« فى احلديث عن قوانني التاريخ واجنازات العلم‬
‫و�شروحات الفل�سفة ‪،‬ا�سرتجعها من وقت الخر‪.‬‬
‫كان حممود امني العامل ا�شهر متفائل فى‬
‫ارد�أ ع�صر ‪،‬لقد كان مبهرا ىل فى اقباله على‬
‫احلياة‪،‬فى زمن يرتفع فيه من�سوب االكت�آب‬
‫ليغرق الكثريين وهم فى ريعان ال�شباب ‪،‬فى‬
‫ال�صيف ال يطيق احلر وال مي�شى على قدميه بل‬
‫تقابله وجترى معه احلوار وهو �سابح فى حمام‬
‫ال�سباحة بنادى اجلزيرة ‪،‬وفى ال�شتاء كنت اقابله‬
‫وهو ميار�س ريا�ضة امل�شى �صباحا على كورني�ش‬
‫االشتراكي فبراير ‪2009‬‬

‫كمال خليل‬
‫وقتئذ‪ ،‬يالها من حري!‬
‫أ‬
‫�أما يف عهد ال�سادات‪ ،‬بعد الحزاب واملنابر‪،‬‬
‫�أنتفي �شرط ع�ضوية االحتاد اال�شرتاكي لكن‬
‫كان يتم عر�ض املر�شحني للنقابات العمالية‬
‫واملهنية علي جهاز املدعي اال�شرتاكي‪ .‬ويقوم‬
‫هذا املدعي ب�شطب من يريد من املر�شحني وفقا‬
‫لتوجيهات مباحث �أمن الدولة‪ ،‬وعلي املت�ضرر‬
‫�أن يلج�أ للق�ضاء‪.‬‬
‫�أما يف عهد مبارك‪ ،‬الغري �سعيد‪ ،‬ف�إن ال�شطب‬
‫من املنبع‪ ،‬والتزوير لالنتخابات بالطول‬
‫والعر�ض‪ ،‬و�أحكام الق�ضاء �شاهدة علي ذلك‪.‬‬
‫لقد مت خلق ديكور وع�صا قمع للعمال ي�سمي‬
‫تنظيم نقابي يف كافة العهود املتتالية‪� .‬إنها حقا‬
‫“نقابات ال�سلطان”‪ .‬حاليا يتحدث ح�سني‬
‫جماور وع�صابته عن عزمهم علي �سن م�شروع‬
‫قانون جديد للنقابات العمالية‪ ،‬يعكف آالن بع�ض‬
‫النقابة �أ�صبحت ال تعرب عنه‪ .‬وكان �أع�ضاء النقابة‬
‫املعار�ضني علي تقدمي م�شروع قانون بديل لذات‬
‫املو�ضوع‪ .‬ويراهن البع�ض علي ال�ضغوط الدولية‪،‬‬
‫التي يفر�ضها الواقع الدويل‪ ،‬ويقولون �أن هناك‬
‫�إمكانية حقيقية لقانون نقابات جديد يقر بالتعددية‬
‫النقابية‪ .‬لكن الذي يجب �أن يعرفه اجلميع‬
‫�أن النقابات العمالية ال حتتاج �إيل قانون يفر�ض‬
‫و�صايته من �أعلي‪ ،‬القوانني واللوائح النقابية يجب‬
‫�أن ي�ضعها العمال ب�أنف�سهم‪ ،‬املليونري �أو امللياردير‬
‫ح�سني جماور لي�س له عالقة بالعمال حتى ي�ضع‬
‫قانون نقاباتهم‪ ،‬وعلي املعار�ضني �أن يوفروا وقتهم‬
‫ملا هو �أهم‪،‬فمجل�س ال�شعب وال�شورى �سيقر قانونا‬
‫للنقابات به تعديالت �شكلية لكن �سيظل اجلوهر‬
‫هو ال�سيطرة علي احلركة العمالية و�إجها�ضها‪.‬‬
‫أالهم هو الن�ضال من �أ�سفل من �أجل خلق نقابات‬
‫حقيقية وم�ستقلة وم�ساندة للعمال‪.‬‬
‫النقابة امل�ستقلة‬
‫وهناك بالفعل حركة لدى موظفي ال�ضرائب‬
‫العقارية يف هذا االجتاه‪ ،‬أالهم هو دعم ه�ؤالء‬
‫املوظفني‪ ،‬يف ن�ضالهم من �أجل تكوين نقابتهم‬
‫امل�ستقلة خارج احتاد ح�سني جماور‪ ،‬كما يجب دعم‬
‫النقابة احلقيقية‪ ،‬التي و�ضعوا لوائحها وقوانينها‬
‫عمال املحلة يف خلق روابطهم وتنظيماتهم النقابية‬
‫امل�ستقلة‪ .‬ف�إن الرهان علي الفعل وعلي احلركة من‬
‫�أ�سفل هو أال�سا�س‪ ،‬فامل�س�ألة لي�ست قانون نقابات‬
‫يف مواجهة قانون �آخر‪� ،‬إمنا هي العمل من �أجل‬
‫خلق نقابات م�ستقلة يف مواجهة النقابات التابعة‬
‫للدولة‪ ،‬نقابات م�ستقلة علي أالر�ض ال حتتاج‬
‫إلقرار من جمل�س ال�شعب �أو ال�شورى‪� ،‬إن جناح‬
‫موظفي ال�ضرائب العقارية �أو املحلة �ألكربي �سوف‬
‫يفتح الطريق من اجل بناء احتاد عام حقيقي علي‬
‫�أنقا�ض االحتاد الر�سمي احلايل‪.‬‬
‫�إن احلركة العمالية التي انتزعت حق إال�ضراب‬
‫علي أالر�ض‪ ،‬رغم القوانني التي متنعه وتقيده‪،‬‬
‫قادرة علي انتزاع نقابات م�ستقلة ت�ضع قوانينها‬
‫ب�أيدي العمال ال ب�أيدي رجال ال�سلطة‪.‬‬
‫فجر جديد بد�أ يلوح يف أالفق �أمام احلركة‬
‫العمالية‬
‫انه فجر النقابة امل�ستقلة‪....‬‬
‫فمتي يطلع الفجر يا رفيق؟‬
‫لقد مت ت�أميم النقابات ل�صالح ال�سلطة احلاكمة‬
‫اليداع‪:‬‬
‫رقم إ‬
‫‪2006/21670‬‬
‫النقابة امل�ستقلة‬
‫‪ ..‬بكرة نخلقها ب إ�يدينا‬
‫�أن ين�سحب منها �أي�ضا يف �أي وقت‪ ،‬يري فيه �أن‬
‫يجتمعون كل فرتة‪�6 ،‬شهور �أو �سنة �أو �سنتان‬
‫ح�سبما اتفقوا‪ ،‬النتخاب �أع�ضاء جمل�س �إدارة‬
‫النقابة‪ .‬كما يحق للعمال �أن ي�شكلوا نقابة ت�ضم‬
‫عمال من م�صنع ما �أو من عدة م�صانع متفرقة‬
‫ملهنة واحدة �أو علي م�ستوي منطقة �صناعية ما‪ ،‬ال‬
‫يوجد احد ميلي عليهم �أي �شيء وكانت عالقتهم‬
‫بالدولة وبال�سلطات هي جمرد �إبالغها عن ت�شكيل‬
‫النقابة‪.‬‬
‫التعددية النقابية‬
‫يقول البع�ض �أن التعددية النقابية �سوف تفرق‬
‫العمال‪ ،‬و�أنها ال حتافظ علي وحدة الطبقة العاملة‪...‬‬
‫ف�إذا كان هناك نقابتان منف�صلتان �أو ثالثة‪ ،‬كل‬
‫منهما تدعي �أنها تعرب عن عمال الغزل والن�سيج‪،‬‬
‫فذلك ي�شتت ن�ضال العمال ويفرقهم‪ ،‬وكذلك يف‬
‫والجابة ب�سيطة و�سهلة‪� ،‬إن‬
‫حالة وجود �إحتادين‪ ،‬إ‬
‫م�صالح العمال واحدة‪ ،‬ففي جمري ن�ضالهم من‬
‫�أجل م�صاحلهم‪� ،‬سيكت�شفون �أن هذه النقابة �أو‬
‫تلك هي التي تعرب عنهم و�ستتحقق وحدتهم‪ ،‬من‬
‫خالل الن�ضال‪ ،‬و�سينحازون ويتجمهرون داخل‬
‫واختاروا قياداتها ب�أيديهم‪ .‬و�ستكون وحدتهم‬
‫حينئذ وحدة حقيقية‪ ،‬ولي�ست وحدة �شكلية‬
‫ومزيفة‪ .‬وقتها لن يبقى عامل يف احتاد ح�سني‬
‫جماور‪ ،‬و�سين�صرف العمال عنه ألنه بب�ساطة وقف‬
‫�ضد جميع ا�ضراباتهم وم�صاحلهم‪.‬‬
‫�إن احتادات جماور وال�سيد را�شد كانت ومازالت‬
‫ع�صا وقوي قمعية‪ ،‬تتلقي �أوامرها من مباحث‬
‫�أمن الدولة �ضد احلركة العمالية و�ضد وحدتها‪.‬‬
‫�آن أالوان لرحيلهم جمعيا وكفاهم ما نهبوه من‬
‫املليارات طوال ع�شرات ال�سنني من عرق العمال‬
‫وكدحهم‪.‬‬
‫النظام احلاكم والنقابات‬
‫يف الفرتة النا�صرية وال�ساداتية حتى عام ‪-1976‬‬
‫قبل التعددية احلزبية‪ ،‬ا�شرتطت الدولة علي‬
‫�شكل العمال يف الربعينيات نقاباتهم بحرية‪ ،‬مل‬
‫العمال االن�ضمام لالحتاد اال�شرتاكي العربي‬
‫�أو االحتاد القومي‪ ،‬ك�شرط للع�ضوية يف النقابة‬
‫العمالية �أو املهنية‪ .‬وكانت الع�ضوية �إجبارية !‬
‫يعني �أنت جمرب ومكره لكي تكون ع�ضوا بالنقابة‬
‫و�أي�ضا ع�ضوا باالحتاد اال�شرتاكي العربي‪.‬‬
‫للعامل االن�ضمام للنقابة يف �أي وقت‪ ،‬ويحق له‬
‫منت�صف فرباير ‪2009‬‬
‫اال�شرتاكي‬
‫اال�شرتاكي‬
‫ن�شرة غري دورية ي�صدرها مركز‬
‫الدرا�سات اال�شرتاكية‬
‫�صوت التيار اال�شرتاكي الثوري يف م�صر‬
‫تتلخ�ص �أ�س�س اال�شرتاكية التي نتبناها يف‪:‬‬
‫• النظام الر�أ�سمايل مبني على‬
‫اال�ستغالل‪ :‬ثروة الر�أ�سماليني م�صدرها‬
‫عرق العمال‪ ،‬والفقر م�صدره �سيطرة النظام‬
‫القائم على �أولوية أالرباح على الب�شر‪.‬‬
‫• �إ�صالح الر�أ�سمالية م�ستحيل‪:‬‬
‫الليربالية اجلديدة ق�ضت على �إمكانية‬
‫إال�صالح اجلزئي‪ ،‬والر�أ�سمالية املعا�صرة‬
‫من رحم االنتفا�ضات ال�شعبية تولد أالحزاب‬ ‫امل�أزومة ال تقدم �إ�صالحات بل ترفع‬
‫معدالت النهب‪.‬‬
‫الثورية‪ ،‬ومن رحم اال�ضرابات العمالية تولد‬
‫النقابات امل�ستقلة‪ ،‬ولقد وقفت النقابات الر�سمية‬ ‫• الثورة اجلماهريية �ضرورية‪ :‬التغيري‬
‫�أو التابعة للدولة‪ ،‬بدءاً من النقابة امل�صنعية‬ ‫املن�شود ال ميكن �أن يتم بيد �أقلية‪ ،‬بل‬
‫والنقابات العامة و�إحتاد النقابات‪� ،‬ضد كافة‬ ‫بالن�ضال اجلماهريي اجلماعي الدميقراطي‪.‬‬
‫أال�ضرابات العمالية‪ ،‬طوال الثالثة عقود املا�ضية‪.‬‬ ‫• الطبقة العاملة هي الطبقة القائدة‪:‬‬
‫العنا�صر القاعدية ال�شريفة داخل هذا التنظيم‬ ‫الطبقة الوحيدة القادرة على قيادة‬
‫الر�سمي حينما انحازت إل�ضرابات العمال مت‬ ‫املظلومني �إىل الن�صر هي الطبقة العاملة‪،‬‬
‫ف�صلها �أو جتميدها �أو اعتقالها‪ ،‬ومل يكن غريباً على‬ ‫التي ت�ضم كل العاملني ب�أجر اخلا�ضعني‬
‫عمال املحلة يف �إ�ضربات الثمانينات �أن يهتفوا يف‬ ‫ال�ستغالل و�سلطة ر�أ�س املال‪.‬‬
‫كل �إ�ضراب “ ال نقابة بعد اليوم “‪ ،‬ومل يكن‬
‫غريباً �أي�ضا �أن يقوم عمال املحلة الكربى‪ ،‬يف‬ ‫• الدولة العمالية هي الهدف‪ :‬الدولة‬
‫�إ�ضراب دي�سمرب ‪ ،2006‬بجمع توقيعات �أكرث من‬ ‫التي نرت�ضيها دولة ال يحكمها الر�أ�سماليون‬
‫‪� 15‬ألف عامل تطالب ب�سحب الثقة من اللجنة‬ ‫�أو ممثلوهم‪ ،‬و�إمنا دولة يقرر فيها الكادحون‪،‬‬
‫النقابية بال�شركة‪ ،‬ومل ي�ستجب لهم �أحد‪ ،‬ومل‬ ‫من خالل جمال�سهم القاعدية املنتخبة‪،‬‬
‫يكن غريباً �أي�ضا �أن يبعث �أكرث من ثالثة �أالف‬ ‫م�صريهم وم�ستقبلهم‪.‬‬
‫عامل يف ال�شركة با�ستقالة عاجلة من التنظيم‬ ‫• الثورة حترر كل امل�ضطهدين‪ :‬الثورة‬
‫النقابي الر�سمي‪ ،‬ويطالبون بعدم ا�ستقطاع ا�شرتاك‬ ‫العمالية حترير �شامل من اال�ضطهاد القومي‬
‫النقابة ال�شهري ‪-‬جنيهني‪ -‬من راتبهم �شهريا‪ ،‬ومل‬ ‫والعرقي والديني واجلن�سي‪.‬‬
‫ي�ستجب �أحد لهم �أي�ضا ألن الع�ضوية �إجبارية يف‬
‫هذا التنظيم! ولي�س للعامل �أي اختيار!!‬ ‫• ال توجد ا�شرتاكية يف بلد واحد‪:‬‬
‫ع�شرات املاليني من اجلنيهات ت�ستقطع �شهريا‬ ‫النظام الر�أ�سمايل �سل�سلة واحدة البد من‬
‫والممية الثورية هي الرد‬ ‫حتطيمها كلها‪ ،‬أ‬
‫من على �شريط قب�ض املرتب من ماليني العمال‪،‬‬ ‫على خمططات جمال�س �إدارة العامل يف قمة‬
‫حت�صل النقابة امل�صنعية على الفتات ال�ضئيل‬ ‫الثمانية ومنظمة التجارة العاملية‪.‬‬
‫منها‪ ،‬بينما يتم توريد املاليني �شهريا للنقابات‬
‫العامة ولالحتاد العام لعمال م�صر‪ ،‬هذه املاليني‬ ‫• احلزب العمايل �ضروري‪ :‬حتتاج‬
‫هي الكعكة والهربة الكربى‪ ،‬التي تعي�ش عليها‬ ‫املعركة �ضد الظلم �إىل توحيد الطبقة العاملة‬
‫بال�ضافة �إيل منحهم‬‫البريوقراطية النقابية العليا‪ ،‬إ‬ ‫يف حزب ثوري يقودها �إىل الن�صر‪.‬‬
‫و�أمتيازتهم املمنوحة لهم من قبل الدولة من‬
‫بدالت و�سفريات وخالفه‪....‬‬
‫فالقيادات العليا يف هذا التنظيم النقابي احلكومي‬
‫ترعي يف مراعي وتكية االحتاد العام‪...‬ويالها‬ ‫�شارك يف حلقات نقا�ش‬
‫من مراعي!!! ولذا ف�إنه من الطبيعي �أن يقف‬ ‫مركز الدرا�سات اال�شرتاكية‬
‫هذا التنظيم البولي�سي �ضد ا�ضرابات العمال‬ ‫يف‪� 7‬شارع مراد ميدان اجليزة‪.‬‬
‫ومطالبهم‪.‬‬ ‫وتابع أ�خبار ون�شاطات املركز ‪:‬‬
‫أ‬
‫يكن هناك قانونا للنقابات‪ .‬كان العمال ي�ست�أجرون‬ ‫‪esocialists.jaiku.com‬‬
‫�شقة يف مكان ما ب�أموالهم وتربعاتهم لتكون‬ ‫‪vimeo.com/esocialists‬‬
‫‪twitter.com/eSocialists‬‬
‫مقرا للنقابة امل�ستهدف ت�شكيلها‪ ،‬كانوا يعلنون‬ ‫‪delicious.com/eSocialists‬‬
‫عن �أهداف النقابة‪ ،‬وكانت الع�ضوية اختيارية‬ ‫‪www.flickr.com/groups/e-‬‬
‫لكل من يرغب يف االن�ضمام للنقابة‪ ،‬كان يحق‬ ‫‪socialists‬‬
‫‪16‬‬