Professional Documents
Culture Documents
بعد أيام نستقبل شهرنا العظيم ،شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ،شهر الصيام والذكر،
شهر التوبة والغفران ،شهر العزة والكرامة ..اللهم بلغنا رمضان ..الم بلغنا رمضان ،فكم من
آمل أن يصوم هذا الشهر ففاجأه أمله فسار قلبه إل ظلمة القب ،كم من مستقبل يوم ل
يستكمله ومؤمل غدا ل يدركه..
أيها الحد عشر شهرا!! ظلت ترى بسرعة عجيبة ف دهشة وذهول من العاقلي ،وغفلة
ومون من اللهي" ،قال كم لبثتم ف الرض عدد سني ،قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسأل
العادين" (الؤمني )113-112هكذا تطوى الليال واليام؛ وتنقض الشهور والعوام؛
والعاقل اللبيب من يفكر ويعتب بتلك اليام الت عاشها والليال الت قضاها ،نعم هي ماض
تركه خلفه لن يعود؛ لن يعود لك مرة أخرى ،لكنه يسجل عليك فال تعال يقول" :هذا كتابنا
ينطق عليكم بالق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون"
كل الناس يغدو ف أهداف وآمال ورغبات وأمان ،ولكن أين الادون؟ أين الادون فرمضان
آن بعد أيام فكيف حال الناس بل كيف حال المة!! هل من وقفة صادقة للمحاسبة؟ وهل من
وقوف جاد للتأمل؟ وما هي مراسم الستقبال؟؟
معاشر السلمي:
إن رمضان آت بعد أيام ،وف المة تُعساء يستقبلونه على أنه شهر؛ جوع نار وشبع ليل ،نوم
ف الفراش إل ما بعد العصر؛ وسر ف الليل إل الفجر ،تراهم ذئابا ف الليل جيفا ف النهار،
جعلوا من رمضان موسم طرب وسهر ودعايات وقنوات ،انم يقتلون رمضان ويفسدون
حلوته وطعمه ،حُرموا وحَرموا غيهم من جال رمضان وروعة الياة فيه ،عبادة للبدن
والسد بنواته ولذاته ،وأسر للروح والعقل؛ مساكي هؤلء..
حال السلف
أما رسول ال صلى ال عليه وسلم (بأب هو و أمي) ،فقد كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان
كما أخرجه أحد والنسائي من حديث أب هريرة رضى ال تعال عنه قال :قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم يبشر أصحابه" :قد جاءكم شهر رمضان ،شهر مبارك افترض ال عليكم
صيامه ،يفتح فيه أبواب النة ،ويغلق فيه أبواب الحيم ،وتغل فيه الشياطي ،فيه ليلة خي من
ألف شهر ،من حرم خيها فقد حرم" صححه اللبان كما ف صحيح النسائي ،وقال معلى بن
الفضل عن السلف" :كانوا يدعون ال ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ث يدعونه ستة أشهر أن
يتقبل منهم" ،وقال يي بن أب كثي" :كان من دعائهم؛ اللهم سلمن إل رمضان ،وسلم ل
رمضان ،وتسلمه من متقبلً" ،وباع قوم من السلف جارية؛ فلما قرب شهر رمضان رأتم
يتأهبون له ويستعدون بالطعمة وغيها فسألتهم؛ فقالوا" :نتهيأ لصيام رمضان" ،فقالت:
"وأنتم ل تصومون إل رمضان!! لقد كنت عند قوم كل زمانم رمضان؛ ردون إليهم".
هكذا كان استقبال السلف لرمضان ،فرمضان له طعم خاص ولذة عجيبة ف نفوسهم رضوان
ال تعال عليهم ،فهو يبعث ف نفوسهم قوة اليان والشجاعة والعزة والكرامة ،ولذا كانت
أكثر غزوات ومعارك السلمي ف رمضان لاذا؟ نعم لاذا؟
اسع الجابة ،إنا حياة الروح حت وإن كانت البطون خاوية والشفاه يابسة ،فالياة حياة
الروح؛ حياة القلب؛ حياة النتصار على النفس وعلى الشهوات؛ ومن انتصر على نفسه
انتصر على العداء.
أنا حياة الصلة والثقة بال جل وعل ،وهنا يكمن جال رمضان وروعة هذا الشهر بتلك
الروحانية العجيبة الت توقظ الشاعر وتؤثر ف النفوس ،فرمضان له ف نفوس الصالي
الصادقي بجة؛ وف قلوب التعبدين الخلصي فرحة؛ فهو شهر الطاعات ولنا فيه جيل
الذكريات ،انه زاد الروح تتغلب الروح فيه على البدن والسد.
الروحانية
الديث عن تلك الروحانية وفيه حقيقة الروح وزادها وعلقتها بالصيام..
الروح والنفس واحد غي أن الروح مذكر والنفس مؤنثة عند العرب ،ولا سئل اليهود
الرسول صلى ال عليه وسلم عن الروح ،نزل قوله تعال" :ويسئلونك عن الروح ،قل الروح
من أمر رب"
وروى الزهري بسنده عن ابن عباس ف قوله" :ويسئلونك عن الروح" قال؛ إن الروح قد
نزل ف القرآن بنازل ،ولكن قولوا كما قال ال جل وعل" :قل الروح من أمر رب وما أوتيتم
من العلم إل قليلً" (السراء )85
قال ابن الثي" :وقد تكرر ذكر الروح ف الديث كما تقرر ف القرآن ،ووردت فيه على
معان ،والغالب منها أن الراد بالروح الذي يقوم به السد ،وتكون به الياة ،وقد أطلق على
القرآن والوحي والرحة وعلى جبيل "..إل آخر كلمة رحة ال.
والروح ساوية علوية ،والسد أرضى سفلي ،وعند موت النسان كل يتجه إل أصله فالروح
إل السماء ،والسد إل الرض ،ومن الناس من هته ف الثرى ومنهم من هته ف الثريا ،فمنهم
من يسعى لياة الروح ومنهم من يسعى لياة السد ،وحياة الروح باتصالا بالسماء بالوف
والشية والراقبة والخلص ل جل وعل ،والروح والسد ل غن لحدها عن الخر ،إل إذا
أصبح السد ل هم له إل شهوته وهواه ،وفيه قول الرسول صلى ال عليه وسلم" :تعس عبد
الدينار ،تعس عبد الدرهم" ،ومن الناس من نسى روحه وغفل عنها وعن حقوقها ،فعبدها
لسده وشهواته ،فأصبحت حياته هوما وغموما ً و أكدارا وأحزانا ليس له هم إل أن يرضى
هواه.
مساكي أهل الدنيا ،خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ،وأطيب ما فيها حلوة اليان ولذة
الطاعة ،فالنسان جسد وروح وشهوة وعقل ،والسد تتبع لا شهوة ،والروح تتبع لا العقل،
والصراع دائم بي الفريقي؛ السد والشهوة معا والروح والعقل معا ،ومت شبع البطن
تركت الشهوة ،ومن خل البطن هدأ السد وانطلقت الروح تنمو وتنشط ،ففي الصيام حلوة
ل يدركها إل من صام من أجل ال بصدق.
ول يعرفها إل الذين خالطت بشاشة اليان قلوبم ،وهذه هي الروحانية العجيبة الت نياها ف
رمضان ،روحانية صائم؛ بذرها بالوع وسقاها بالدموع وقواها بالركوع وحسنها الشوع
والضوع ،روحانية صائم؛ فيها السعادة واللذة والفراح والشواق ما ل يبثه لسان ول يصفه
بيان ،روحانية صائم؛ فيها الرواح تتز وترتاح وتطي بغي جناح ،فهي ف أفراح وأفراح.
الصائم ؛ فيها من الني لنات النعيم ما تورمت له أقدام التهجدين ،وبذل له روحانية
الثمي ،وسُمع له الني.
صائم؛ ل يعرفها العاشقون ،ول التصوفة الواجدون ،بل هي وال حكر على روحانية
الحبي الصادقي والخلصي العارفي.
معاشر السلمي:
هذه أفراح الروح عند انتصارها؛ وفك أسرها من شهوات السد ،ولذلك قال ابن القيم رحه
ال" :فالروح الطلقة من أسر الوى ،من أسر البدن وعلئقه وعوائقه من التصرف والقوة
والنفاذ والمة وسرعة الصعود إل ال والتعلق بال ما ليس للروح الهينة الحبوسة ف علئق
البدن وعوائقه" انتهى كلمه رحه ال.
وصف الروحانية
أيها الحبة:
هذه الروحانية ل نعرف كنهها ،ول نستطيع وصفها حت من ذاق طعمها وعرف حلوتا من
أولئك الفذاذ الذين تسعى بم أعمالم يوما.
أقول حت هؤلء الذين ذاقوا طعمها وعرفوا حلوتا ما استطاعوا وصفها ول التعبي عن
وجدها إل بألفاظ عامة ،ل تفصح عن حقيقة الشعور ،واسع لبعضهم يقول" :إنه ليمر بالقلب
لظات أقول إن كان أهل النة ف مثل هذا إنم لفي نعيم" ،أنه شعور عام ل يستطيع وصفه
بأكثر من هذا ،فإن ل ترها العي فقد أبصرها القلب ،واسع للخر يقول" :أنا جنت وبستان ف
صدري فماذا يفعل أعدائي ب ،سجن خلوة ،ونفى سياحة ،وقتلى ف سبيل ال شهادة" وهذا
ثالث ل يد ما يعب به عن السعادة واللذة الت يبها إل بقوله" :إن ف الدنيا جنة من ل يدخلها
ل يدخل جنة الخرة" إنا حلوة اليان وطعم الصلة بال ،أنا أفراح الروح ل تنقل
بالكلمات ،إنا تسرى ف القلب فيستروحها ويهش لا ويندى با .وكأن بك أيها الصائم تقول
" :أيها التحدث ترفّق ..فنفوسنا تشقّق ..وقلوبنا تُحرّق ..ودموعنا تَدفّق"..
فكيف السبيل لذا النعيم؟ كيف نصوم وكيف نقوم لنجد ما وجد أولئك الرجال؟
كيف السبيل ؟
فكيف السبيل لذا النعيم؟ كيف نصوم وكيف نقوم لنجد ما وجد أولئك الرجال؟
فأقول؛ أما الكيفية؛ فصم وقم كما كان يصوم ويقوم قدوتنا وحبيبنا ممد صلى ال عليه
وسلم؛ "قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال" (آل عمران )31
سؤال مهم يب أن يسأله السلم نفسه خاصة ف شهر رمضان ،وحت ل يتحول هذا الشهر
من عبادة لا أهداف ومقاصد عظيمة إل عادة ثقيلة ،كان لبد من الجابة عن هذا السؤال،
فكثي من الناس يصومون ،ولكن قليل أولئك الذين يعرفون لاذا يصومون ..هذا هو الفرق بي
العادة والعبادة ؛ لاذا نصوم ؟ يدد لك الدف والغاية الت من أجلها فرض صوم رمضان.
ووضوح الدف ف آي عمل تقوم به يسهل عليك ذلك العمل ،ويدفعك الجتهاد والجاهدة
للوصول إليه (أي للهدف)..
وف رمضان؛ أنت تسك عن الطعام والشراب والماع أكثر من نصف يوم لاذا؟ توع
وتعطش لاذا؟ تسهر وتتعب لاذا؟ أصناف الطعام بي يديك والاء البارد بي عينيك فل تد
يدك إليه؛ لاذا؟ ماذا تريد من كل هذا؟ ما هو الدف؟ إل أي شئ تريد أن تصل؟ ربا حدثتك
نفسك فقالت :لاذا ال أمرنا بالصيام؟ ولاذا فرض علينا شهر رمضان؟
فأقول؛ حاشا ال عز وجل أن يكون الراد تويعنا وتعطيشنا وإتعابنا وهو أرحم الراحي ،وهو
أرحم من الم بولدها ،بل إن ال قال ف آخر آيات الصيام "يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم
العسر" (البقرة )185
وربا تقول أيها البيب؛ إننا نصوم رمضان لن ال أمرنا بصيامه ،فتجب الطاعة والستجابة ل
با أمر.
فأقول؛ نعم إن الستجابة ل ورسوله أمر واجب على كل مسلم ومسلمة ،ولو ل تتبي لنا
الثمرة والكمة من هذا المر ،فنحن أسلمنا واستسلمنا ل جل وعل ،فيجب علينا طاعة ال،
فإن الي كل الي فيما أمر ال ورسوله به ،لتكن هناك ثرة وغاية عظيمة بينها ال عز وجل
من شهر الصيام بقوله" :يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من
قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة )183
الدف من الصوم
إذا فالغاية الول والدف السى من صيام رمضان.
فالصوم يعل القلوب لينة رقيقة ،يعلها ذات شفافية وحساسية ،يعلها وجلة حية ..يوقظ
القلوب ،فإذا فسد الناس ف زمن من الزمان فإن صلحه ل يكون بالتشدد والتنطع ،فليبدأ
الصلح بإعداد القلوب وبث حرارة اليان فيها ،وخوف ال ومراقبته ،فالسلم ل يقود
الناس بالسلسل إل الطاعات ،إنا يقودهم بالتقوى ومراقبة ال والوف منه.
ثار الصيام
ومن اعظم ثار الصيام ،تربية القلوب على مراقبة ال وتعويدها على الوف والياء منه.
ويقول القسطلن -رحه ال -معددا ثرات الصوم؛ يقول" :ومنها رقة القلب وغزارة الدمع،
وذلك من أسباب السعادة ،فإن الشبع ما يذهب نور العرفان ،ويقضى بالقسوة والرمان"
انتهى كلمه رحة ال.
إذا ما علقة الشرب والكل بالتقوى؟ فالكل والشرب للبطن والتقوى مكانا القلب؛ فما
دخل ذا بذا؟
اسع رعاك ال الجابة؛ أليس كثرة الطعام والشراب لا أثر كبي على فساد القلب وغفلته؟
فالبطنة تذهب الفطنة كما يقال ،والشبع يقسي القلب ويعميه ،والرسول صلى ال عليه وسلم
يقول" :ما مل أبن آدم وعاء شرا من بطنه" كما ف الترمذي وحسنه ،وقال عمرو بن قيس:
"إياكم والبطنة فإنا تقسي القلب" ،وقال الارث بن كلدة؛ وهو الطبيب العرب الشهور:
"المية رأس الدواء والبطنة رأس الداء" ،وقال سفيان الثوري" :إن أردت أن يصح جسمك
ويقل نومك فأقلل من الكل" ..ولذلك فان تقليل الطعام والشراب ومباشرة النساء ينور
القلب ويوجب رقته ،ويزيل قسوته ،فالصيام فيه كسب للنفس وتلية القلب للذكر والفكر.
والصيام يضيق مارى الدم الت هي مارى الشيطان من ابن آدم ،فإن الشيطان يرى من ابن
آدم مرى الدم ،فتسكن بالصيام وساوس الشيطان ،وتنكسر ثورة الشهوة والغضب.
واسع لهل التجارب والبات من عاشوا ف عال الروحانيات؛ فقد روى عن ذي النون
الصري -رحه ال -وهو العبد الصال أنه قال" :توّع بالنهار وقم بالسحار ،ترى عجبا من
اللك البار" ،وقال يي بن معاذ" :من شبع من الطعام عجز عن القيام" ،فهل عرفت أيها الخ
البيب بعد هذا كله علقة الطعام والشراب بالتقوى؟!
معاشر السلمي:
إن المساك عن الطعام والشراب ف رمضان ليس هدفا ف ذاته ،بل هو وسيلة لرقة القلب
وانكساره وخشيته ل ،ولذلك قال صلى ال عليه وسلم" :من ل يدع قول الزور والعمل به،
فليس ل حاجه ف أن يدع طعامه وشرابه" كما ف البخاري ،وقال أيضا صلى ال عليه وسلم:
"ليس الصيام من الطعام والشراب إنا الصيام من اللغو والرفث" رواه ابن خزية وابن حبان
والاكم وقال صحيح على شرط مسلم ،،فهل الدف من صيام رمضان واضح لك الن ؟؟
هذه هي حقيقة الصيام فل ترم نفسك منها أيها الخ؛ أما إن كان المر ترك الطعام والشراب
فما أهون الصيام ،ولكن إذا صمت فليصم سعك وبصرك ولسانك من الكذب والحارم؛
وجاع ذلك خوف القلب من ال ومراقبته ،وإل فتنبه وأحذر فربا دخلت ف قول الرسول
صلى ال عليه وسلم" :ربّ صائم حظه من صيامه الوع والعطش ،ورب قائم حظه من قيامه
السهر" ،نعوذ بال من حال هؤلء ..والديث أخرجه النسائي وابن ماجة وابن خزية وابن
حبان وقال الاكم صحيح على شرط البخاري
إذا؛ فليس رمضان إمساك عن الطعام والشراب فقط؛ وسجودا وركوعا ،والقلب هو القلب
قاس عاص غافل له ،الغناء يطرب الذان ،وللعيني أُطلق العنان ،واللسان غش وكذب
وغيبته نيمة وسب ولعان.
وصدق من قال:
فأف ث أف لنفوس ل يهذبا الوع ول يربا السجود والركوع ،فالصيام تدريب للنفوس
وتعويد لا على الصب وترك الشهوات.
يدخل رمضان ويرج وبعض النفوس ل تتغي ،يوع ويعطش وقلبه هو قلبه ،ومعاصيه هي
معاصيه ،وربا يركع ويسجد ،ويسهر ويتعب وحاله هي حاله ،ولسانه هو لسانه ..نعوذ بال
من حال هؤلء.
فلو قيل لهل القبور تنوا ،لتمنوا يوما من رمضان ،وهؤلء؛ كلما خرجوا من ذنب دخلوا ف
آخر ،بل ربا ل تلو لم الشهوات والفت ف العاصي والسيئات إل ف شهر رمضان وال
الستعان.
يا هؤلء فيه تغلق أبواب النيان وتفتح النات ،وتصفد الان ..فدونك نفسك أيها النسان.
يا هؤلء ..أما تنفعكم العب؟ أما عصيتم وستر؟ اعرفوا قدر من قدر ..فقد آن الرحيل وأنتم
على خطر ،لكن عند المات يأتيكم الب؛ نعوذ بال من طول المل فإنه ينع خي العمل.
قال ابن رجب -رحه ال" : -كل قيام ل ينهى عن الفحشاء والنكر ،ل يزيد صاحبه إل بعدا،
وكل صيام ل يصان عن قول الزور والعمل به ،ل يورث صاحبه إل مقتا وردا ،يا قوم أين
آثار الصيام!! أين أنوار القيام!! إن كنت تنوح يا حام البان للبي أين شواهد الحزان!!
أجفانك للدموع أم أجفان ،ل تقبل دعوى بل برهان" انتهى كلمه رحه ال .
أيها السلم:
ليس الصيام ف السلم لتعذيب النفوس ،بل هو لتربيتها وتزكيتها ولينها ورقتها ،فالقرآن
يعلمنا أن الصوم إنا فرض لنذوق طعم اليان ونشعر براحة القلب وسعادة النفس ولذة الياة
وكل ذلك ف مراقبة ال والوف منه ،فتقوى ال اعظم كن يلكه العبد ف الدنيا ،وليس أشقى
وال على وجه الرض من يرمون طمأنينة النس بال بتقوى ال.
وقد يقول قائل؛ كيف نصل للهدف؟ أو كيف تصل ثرة الصيام (تقوى ال)؟
فأقول؛ علقة الصيام بتقوى ال تظهر من وجوه كثية فأرعن سعك وانتبه لذه السئلة..
أل يكن وأنت صائم ف نار رمضان أن تتفي عن أعي الناس فتأكل وتشرب وتفعل ما تشاء
ل يعلم بك أحد من الناس ول تطلع عليك عي من عيون اللق؟؟ اسأل نفسك ما الذي
ينعك؟ ما الذي يردك؟ لنك تعلم أن ال يراك ومطلع عليك ويعلم ما تفي وما تعلن..
أليس ف هذا تربية للقلب؟ وارتباط بالقه وخوفه وخشيته ومنه؟ أليس من صام بثل هذه
العان وبثل هذه الشاعر إزداد صلة بال وخشية وخوفا من ال وازداد تذوقا بصيام رمضان
وراحة للنفس والبال؟ وهذا اعظم زاد للروح ،فالصوم أمر موكول إل نفس الصائم ل رقيب
عليه إل ال ،فهو سر بينك وبي ربك ،سر بي العبد وربه ،ولول استشعاره لرقابة ال وانه
يراه لا صب عن هذه الشهوات.
إذا ما خلوت الدهر يوما فل تقل *** خلوت ولكن قل عليّ رقيب
ول تسب ال يغفل ساعة *** ول إن ما تفي عليه يغيب
لونا لعمر ال حت تتابعت *** ذنوب على آثارهم بذنوب
فيا ليت أن ال يغفر ما مضى *** ويأذن ف توباتنا فنتوب
سؤال ثان ؛ عند الوضوء للصلة ،وف الضمضة والستنشاق ،لاذا ترص أيها الخ البيب
أن ل يفوت إل حلقك قطرة ماء؟ لاذا كل هذا الرص مع انه ل يطلع عليك أحد من الناس
ول يعلم بك أحد لو أدخلت جرعة ماء فكيف بقطرة؟ سبحان ال من علمك هذا الدب؟ من
علمك هذا الرص العجيب؟ إنا رقابة ال ،فأنت على يقي انه يرى قطرة الاء هذه لو سالت
إل حلقك ،فيا سبحان ال .إننا نرى الرأة ف رمضان ،نراكِ أيتها الخت الكرية من بعد صلة
الظهر إل غروب الشمس ،وأنت ف مطبخك تقفي أمام أصناف الأكولت والشروبات ،تراها
بعينيها ،وتشم روائحها الغرية بأنفسها ،وربا ذاقت ذلك بطرف لسانا فأخرجته بركة سريعة
عجيبة سبحان ال تأملوا هذا الوقف ..تأمليه أيتها الخت هي جائعة وعطشى ولوحدها ل
يراها أحد من الناس ،فلماذا ل تد يدها فتأكل وتشرب؟ من الذي ينعها؟ من يردها؟ إنا
حلوة الروح ،حلوة الروح بصلتها بال ،بوفها من ال فهي تعلم أن ال يراها ومطلع عليها
ويعلم حالا ،فأي تذيب وأي تأديب هذا الذي أحدثه الصيام ف النفوس؟ فما رأيكن أيتها
الصائمات هل عرفت لاذا نصوم!!
إذا فخلصة المر نقول؛ أن تويع البطن والفرج لبضع ساعات فيه حياة الروح ..فيه حياة
للقلب.
وأنت أيتها الخت إنسانة بروحك وقلبك ل ببطنك وفرجك ،فنحن نأكل لنعيش ولسنا نعيش
لنأكل ،ومن ذاق حلوة الروح وراحة القلب ،بان له الفرق ،فانكسار النفس وخلو البطن
وتضييق مارى الدم فوائد للصيام ،مفادها حياة الروح التمثلة برقة القلب ولينة وخوفه
وخشيته من ال جل وعل.
وإذا ملك العبد قلبا بذه الصفات،انضبط قوله وفعله وحاله ،إذ ل يكن أبدا أن يتثل لترك
هذه الشهوات؛ الطعام والشراب والماع ،وهى حلل فيتعداها إل الرام من كذب وظلم
وغش ومشاهدة للحرام وساع للغناء ،سواء كان ف الليل أو النهار ،وسواء كان ف رمضان
أو غي رمضان ،فنرى من صلى وصام وترك الشراب والطعام ف رمضان لعلمه أن ال رقيب
عليه ،مطلع عليه ،سيترك الرام ف غي رمضان أيضا لن ال ل يزال مطلعا عليه ،وعليما
لالة؛ وهنا يشعر النسان بلذة الصيام؛ هنا تشعرين أيتها الخت بلذة شهر رمضان ،وبالعان
الميلة لشهر رمضان فهي تصوم لبناء ذلك السد النيع بي النفس وشهواتا وصدق بشر بن
الارث بقوله" :ول تد حلوة العبادة حت تعل بينك وبي الشهوات سدا" ،هذا السد هو
خوف ال ومراقبته ف السر والعلن ،هذا السد الذي جعلك ف رمضان تسك عن الطعام
والشراب بذه الدقة العجيبة ،هو السد الذي جعل ذلك الرجل ف غي رمضان والرأة ذات
النصب والمال تدعوه فيقول لا" :إن أخاف ال" مع وجود الغريات فهي ذات منصب
وذات جال ،وهى الت تدعوه؛ لكنها تقوى القلوب؛ لكنها حياة اليان؛ لكنه الوف من ال
الذي من أجله فرض الصيام..
فأين حال هذا الرجل من حال أولئك الذين ل يدون للحقة النساء وبنات السلمي لذة إل
ف شهر رمضان؛ نعوذ بال من حال هؤلء ..هدانا ال وإياهم لا فيه الق واتباع هذا الدين.
هذا السد هو الذي جعلك ترص على صلة الماعة ف رمضان ،هو السد نفسه الذي جعل
تلك الصغية ف غي رمضان تتنع عن مزج اللب بالاء وتقول كلمتها الشهورة "إن كان عمر
ل يرانا فإن رب عمر يرانا".
هذا السد الذي جعلك أيتها الرأة السلمة توخيت كل الرص على أل يفوت للقك شئ من
الطعام عند الذاق خوفا ومراقبة ل ف رمضان ،هو السد النيع الذي جعل تلك الرأة تتنع ف
غي رمضان عن الوقوع ف الزنا لا غاب عنها زوجها طويلً مع جيش السلمي وكانت تردد
هذه البيات:
قال ابن القيم" :بالب والوف والرجاء يذوق السلم حلوة اليان ،ومن استطال الطريق
ضعف مشيه" انتهى كلمه رحه ال
إذا فلماذا ناف ال ونراقب ال ف رمضان ،ونصوم ونصلى ونفعل الي كله ونمل؛ بل
ويترك البعض ذلك ف غي رمضان ،عجيب أمر تلك النفوس ،إن ال الذي يطلع عليك ف
رمضان يطلع عليك ف رجب وشعبان وغيها من الشهور .فال فرض الصيام ثلثي يوما
تدريبا وتذكيا للنفوس برقابة ال عليها ،وصدق ال" :لعلكم تتقون" أي من أجل أن تتقوا،
ومن ل يصم بذه العان فليتذكر حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم النف الذكر؛ "رب
صائم حظه من صيامه الوع والعطش ،ورب قائم حظه من قيامه السهر"
تعالوا لنسمع أفراح الروح وهى تسرى ف القلب ،فتتلذذ بالصيام والقيام والصدقة وقراءة
القرآن والتوبة والغفران ،تعالوا لفراح الروح لنسمع أفراح الروح ف شهر رمضان كيف
تعيش تلك الروح.
فهذا صائم ياول التعبي عن هذه الروحانية فيقول" :ف نار يوم من أيام رمضان؛ اشتد ب
الوع فيبس لسان ،وقرصت الشفتان وغارت العينان ،فنظرت من يين فإذا أصناف الطعام؛
وعن شال أنواع الشراب ،فذكرت قول ال عز وجل ف الديث القدسي؛ ترك طعامه وشرابه
من أجلى ،فرق قلب ودمعت عين وانتابن شعور جيل له حلوة ل أستطيع وصفه ول بيانه..
قلت؛ لعله أثر من أثار الخلص ف هذه العبارة العظيمة ولكن من أنا ،عبد من عبيده ،فقي
إليه ذليل بي يديه ،من أنا فيخاطبن وهو العظيم الليل ذو البوت واللكوت ،،ترك طعامه
وشرابه من أجلي ،،من أنا حت ياطبن بقوله؛ (من أجلي) فأت ُل قوله؛ (من أجلي) رقة وشفافية
عجيبة ،بذه الرقة وبذه الشفافية وبذا اليناس نسيت جوعي وتعب؛ فأي مشقة ف الصوم ف
ظل هذا الود والقرب من السيد لعبده؛ فشعرت برص واطمئنان وثقة ويقي بالقرب من ال
جل وعل".
قلب فؤادك ف ماسن شرعنا *** تلقى جيع السن فيه مصـورا
كم من معانٍ ف صيام بيننا *** نفح أرق من النسيم إذا سرى
نرا تفجرا أحديا كوثرَ *** وانظر لفرق صيامهم وصيامنا
فدهشت بي جاله وجلله *** وغدا لسان الال عن مبا
لو أن كل السن أكمل صوره *** ورآه كان مهلل ومكبا
وهذه الشاعر متصدق صائم قال فيها؛ "ف رمضان؛ الصدقة لا طعم خاص ولذة عجيبة ،ول
غرو فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،،كان أجود الناس وكان أجود ما يكون ف
رمضان ،،أخذت عهدا على نفسي أن ل ير يوما من رمضان إل ول فيه نصيب من الصدقة
والحسان؛ فقليل دائم خي من كثي منقطع؛ وبعد صولت وجولت بي بيوت الرامل
واليتامى والفقراء والحتاجي ل يعلم ب أحد إل ال؛ شعرت برقة ف قلب ،ولذة عجيبة ف
نفسي ،فعرفت حقيقة الصيام ،وأحسست بقرصة الوع والرمان ،وقفت على أرملة لا صبية
صغار وبيتهم باليار ودموع غزار ،ربا عبث الم بقلبها ففضلت الوت على الياة ،أو
سلكت طريق البغاة ،عندها تبي ل قول الرسول صلى ال عليه وسلم؛ القائم على الرملة
والسكي كالجاهد ف سبيل ال أو القائم الليل أو الصائم النهار ،،كما ف البخارى ومسلم،
وجلست مع اليتيم فنظرت ف عينيه ،فكأنه يسألن عن أبويه ،ولاذا هو ليس كغيه من الصغار
معهم اللعاب واللوى والطعام ،وهل سأشتري له ثوبا جديدا ليلبسه ف العيد؟ فمسحت
بيدي على رأس اليتيم ،فإذا بقلب يلي ودمعي يسيل؛ فذكرت قول البيب صلى ال عليه
ل شكى إل رسول ال صلى ال عليه وسلم
وسلم ف السند من حديث أب هريرة؛ أن رج ً
قسوة قلبه ،فقال له صلى ال عليه وسلم؛ إن أردت تليي قلبك فأطعم السكي وامسح على
رأس اليتيم"،،
هكذا نيا رمضان ،فهو مدرسة تستثي الشفقة ،وتض على الصدقة ،وهو شهر يعلمنا الود
والحسان ،ليس فقط ف رمضان بل وال على الدوام؛ "وما تنفقوا من خي فلنفسكم".
حدثن أحد الخوة بكلم عجيب كان له وقع ف نفسي ،قال أنه قرأ للشعب رحة ال كلما
ل قال فيه" :من ير نفسه إل ثواب الصدقة أحوج من الفقي إل صدقته فقد أبطل صدقته
جي ً
وضرب با وجهه" ،فما تركت بعدها صدقة ،فأنا الفقي وأنا الحتاج؛ نعم وال أنا الفقي إل
عفو رب ،وأنا الحتاج إل غفران ال جل وعل لنفسي ،كان ابن عمر رضى ال عنهما؛ "يصوم
ول يفطر إل مع الساكي ،فإذا منعه أهله عنهم ل يتعشى تلك الليلة" ،وجاء سائل إل المام
أحد؛ "فرفع إليه رغيفي كان يعدها لفطره ث نام جائعا ،ث أصبح صائما" ،وعُلم أن عائشة
رضى ال عنها أم الؤمني؛ "أنفقت ف يوم واحد 100ألف درهم وهى صائمة ،فقالت لا
خادمتها؛ لو أبقيت لنا ما نفطر به اليوم ،فقالت عائشة؛ لو ذكرتن لفعلت".
سبحان ال! ما هذه الروحانية العجيبة ،وما هذا السمو الذهل ف النفس الصائمة ،حت أنا
تنسى حاجتها ومطالبها وكأنا ل تذكر إل أمتها وحاجات الفقراء أو الحتاجي.
حديث التائبي
أما حديث التائبي وخاصة ف شهر التوبة فعجيب غريب ،واسع هذا التائب ف رمضان وهو
ياول أن يصف فرحته وسعادته فيقول" :ما أجل رمضان وما أحسن أيامه ،سبحان ال! كل
هذه اللذة وهذه اللوة ول أذق طعمها إل هذا العام ،أين هي عين كل هذه السنوات؟؟ إيه..
بل أين أنا عنها ،فإن من تر الي يعطه ،ومن بث عن الطريق وجده ،ومن أقبل على ال
أعانه ..صدق ال ف الديث القدسي؛ من تقرب من شبا تقريب منه ذراعا ،،كما ف
الصحيحي ،سبحان ال! أشعر أن حلً ثقيلً زاح عن صدري؛ وأشعر بانشراح فسيح ف
نفسي ،أول مرة ف حيات أفهم تلك الية الت أسعها تقرأ ف مساجدنا؛ فمن يرد ال أن يهديه
يشرح صدره للسلم ،ومن يرد أن يضله يعل صدره ضيقا حرجا كأنا يصعد ف السماء،،
أين ذلك الضيق؟ وتلك الموم الت كانت تكتم نفسي حت أكاد اصرع؟ أين تلك الواجس
والفكار والوساوس؟ أين شبح الوت الذي كان يلحقن فيفسد علي النام؟ إنن أشعر بسرور
عجيب ،وبصدر رحيب ،وبقلب لي دقيق ،أريد أن ابكي! أريد أن أناجى رب واعترف له
بذنب ،لقد عصيت وأذنبت وصليت وتركت وأسررت وجاهرت وأبعدت وقربت وشرقت
وغربت وسعت وشاهدت..
وال لول الياء من بواري لصرخت بأعلى صوت؛ أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنب فأغفر
ل فإنه ل يغفر الذنب إل أنت ،،لسان حال يقول للمام؛ لاذا قطعت علي حلوة الناجاة يا
إمام! لاذا رفعت من السجود فحرمتن من لذة العتراف والفتقار للواحد القهار؛ يا إمام أريد
أن أبكى فأنا ل أبكى منذ أعوام..
يا إمام أسعن القرآن ،فلقد مللت ملهي الشيطان؛ يا إمام لاذا يذهب رمضان وفيه عرفنا
الرحن وأقلعنا عن الذنب والعصيان!!
ما أحلك يا رمضان ..ما أجلك ..سأشغل أيامك ولياليك ،بل ساعاتك وثوانيك ..كيف ل
وقد وجدت نفسي فيك!! أليس ف الديث؛ رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ث أنسلخ قبل
أن يغفر له ،،كما ف الترمذي وقال حسن غريب.
يا معشر العاصي؛ ل بأس من قلب خُمّر وجُمّر و ُقسّي وتبلّد ،فإنه يكن أن تدب فيه الياة،
ويكن أن يشرق فيه النور ،ويكن أن يشع لذكر ال ،فنحن ف شهر رمضان ..شهر التوبة
والغفران؛ شهر تصفيد الشياطي وفتح أبواب النان وإغلق أبواب النيان ،وال يي الرض
بعد موتا فتنبت وتزهر..
كيف نصنع إذا نودي بالرحيل وما تأهبنا؟ ألسنا الذين بارزنا بالكبائر وما راقبنا؟ يا معشر
الذنبي ..لنبسط لسان العتذار ،ونظهر العجز والفتقار ،وليدد كل واحد منا..
إلي لئن خبْتُ وطردتن فمن *** ذا الذي أرجو ومن ذا أشفّع
إلي لئن أعطيت نفسي سؤلا *** منها أنا ف روض الندامة أرتع
إلي ترى حال وفقرى وفاقت *** وأنت مناجات الفية تسمع
إلي فل تقطع رجائي ول تزغ *** فؤادي فلي ف جل جودك مطمع
ل خائفا لك أخضع
إلي أجرن من عذابك إنن *** أسي ذلي ً
إلي لئن جلت وجت خطيئت *** فعفوك من ذنب أجل وأوسع
انتهى كلمه..
فقلت؛ سبحان ال! ف رمضان رياح السحار تمل أني الذنبي وأنفاس الحبي وقصص
التائبي ورحم ال مطرف بقوله" :اللهم أرض عنا فإن ل ترض عنا فاعف عنا" ،وهذا مودع
لرمضان ذاق طعمه وعرف حلوته؛ وهاهو يتحسر على فراقه فيقول" :ف اليام الخية ف
رمضان ،شعرت بتسارع النفاس ،وكثرت الاجس والوسواسة ،أعن أن أمسك الشمس فل
تزول ،ل أصدق أن رمضان سيحل بعد أيام ،لقد ذقت حلوة الصيام ولذة القيام ،لقد وقفت
مع الصالي وركعت مع الراكعي وسجدت مع الساجدين ،بالمس كنت أذرف دموع
الفرح لستقباله ،واليوم تسيل دموع الزن لرحيل هلله ..آه لرمضان؛ فقد هيم نفسي ويتم
قلب ..تلقينا وكأنا لظات ..وتناجينا وكأنا هسات ..فمن منا ل تؤله ساعات الفراق ومن
منا يتمل لظات العناق ..رمضان أيها البيب ترفق ..دموع الحبي تدفق ..قلوبم من أل
الفراق تشقق ..رمضان أطفأت أنوار الساجد ..وتفرق الراكع والساجد ..رمضان هل أنا
مقبول أم مطرود؟؟ وهل تعود أيامك أو ل تعود؟؟ وإن عادت هل أنا ف الوجود أم ف
اللحود؟؟ سأعان الحزان وأبث الشجان ،وسأرسل العبات والزفرات والهات؛ فربا هذه
آخر ليلة منك يا رمضان ..ول أدرى أنا رابح فيك أن خسران!!
الاتة
أيها الحبة؛
هكذا نيا رمضان ،عندما نفهم حقيقة الصيام ونشعر بلوة اليان ،هذه الحاسيس الميلة
والشاعر النبيلة ،هذه الروحانية السنوية ،ما هي إن شاء ال إل عاجل بشرى الؤمن ،فسبحان
من أشهد عباده جنته قبل لقاءه ،وفتح لم أبواب ف دار العمل فآتاهم من روحها ونسيمها
وطيبها ما استفرغ قواه لطلبها والسابقة إليها ،أما اللوة القيقية فيكفى قول الق عز جل؛
"فل تعلم نفس ما أخفى لم من قرة أعي جزاءا با كانوا يعملون"..
أيها السلمون:
هلموا إل دار ل يوت سكانا ..نن ف رمضان موسم اليات؛ فهلموا إل دار ل يوت
سكانا؛ ول يرب بنيانا؛ ول يهرم شبانا؛ ول يتغي حسنها وإحسانا؛
هوائها النسيم ..يتقلب أهلها ف رحة أرحم الراحي ..ويتمتعون بالنظر إل وجهه الكري كل
حي ..دعواهم فيها؛ سبحانك اللهم ،وتيتهم فيها سلم وآخر دعواهم أن المد ل رب
العالي.
نسأل ال الكري من فضله العظيم أن يبلغنا جنة الفردوس ،اللهم إنا نسألك جنة الفردوس
برحتك يا أرحم الراحي.
أيها السلمون:
أكرموا هذا الوافد الكري ..استقبلوه بالتوبة الصادقة والرجوع إل ال؛ أروا ال من أنفسكم
ف هذا الشهر البارك ..فإن ل نفحات من حرمها فقد حرم خيا كثيا ،جاهدوا أنفسكم؛
أخلصوا النية ل ف الستعداد له؛ فربا قطع هادم اللذات تلك المان فبلغ صاحبها بنيته ما ل
يبلغه بعمله ..كم من إخواننا الذين كانوا يططون لشهر رمضان وعمل اليات فيه ،وقد
حلناهم على الكتاف ودفناهم تت الحداث لكنهم بلغوا إنشاء ال بنياتم.
ت بمد ال