Professional Documents
Culture Documents
وتعالج هذه الفقرة في المقام الول الطرق التي طورتها صناعة الطاقة النووية
في الوليات المتحدة ،ولكنها تشبه تلك المستخدمة في بلدان أخرى.
تصميم محطة القدرة.
تشغل معظم محطات القدرة النووية ما بين 80و 120هكتارًا ،ويقام
أكثرها بالقرب من نهر كبير أو بحيرة لن المحطات النووية تتطلب كميات هائلة
من الماء لغراض التبريد.
وتتكون أي محطة نووية من بضعة مبان رئيسية .ويوجد في أحدها المفاعل
والجزاء المتصلة به .ويشتمل مبنى رئيسي آخر على عنفات (توربينات)
المحطة والمولدات الكهربائية .وتوجد في كل محطة أماكن لخزن الوقود
المستعمل وغير المستعمل .ويتم تشغيل كثير من المحطات أوتوماتيًا ،ولكل
محطة غرفة تحكّم مركزية يمكن أن تكون في مبنى مستقل أو في أحد المباني
الرئيسية.
ويكون لمبنى المفاعل ،أو بنية الحتواء ،أرضية خرسانية سميكة وجدران
سميكة من الفولذ أو من الخرسانة المكسوة بالفولذ .ويمنع كل من الخرسانة
والفولذ هروب الشعاع نتيجة تسرب طارئ من المفاعل النووي.
مفاعلت القدرة.
تتألف بوجه عام من ثلثة أقسام رئيسية وهي -1وعاء المفاعل أو وعاء
الضغط -2القلب -3قضبان التحكم.
وعاء المفاعل.بناء في شكل صهريج ،يتضمن كل أجزاء المفاعل ،ويوضع قرب
قاعدة مبنى المفاعل .وتصنع جدران الوعاء من الفولذ بحيث ل يقل سمكها عن
15.سم ،وتدخل إلى الوعاء وتخرج منه أنابيب من الفولذ لنقل الماء والبخار
القلب يحتوي على الوقود النووي ،ولذا فهو يمثل الجزء الذي يحدث به النشطار.
ويقع القلب قرب قاع وعاء المفاعل ،ويتألف بصورة رئيسية من الوقود النووي
.الذي ُي َثبّت في مكانه بين صفيحتين ،علوية وسفلية ،تسندان الوقود
قضبان التحكم .قضبان فلزية طويلة تحتوي على عناصر كالبورون والكادميوم
التي تمتص النيوترونات الحرة ،وتساعد بذلك على ضمان أمان التفاعل
المتسلسل .وتتصل هذه القضبان برافعة آلية خارج وعاء المفاعل تمامًا .وتستطيع
.الرافعة إدخال القضبان إلى القلب أو سحبها لبطاء التفاعل المتسلسل أو تسريعه
وتتوقف عمليات المفاعل على مواد تسمى المهدئات والمبرّدات .والمهدئ مادة
كالماء أو الكربون تبطئ النيوترونات التي تمر خللها .وتتطلب المفاعلت
مهدئًا ،لن النيوترونات التي يطلقها النشطار تكون سريعة ،في حين أن
النيوترونات البطيئة هي اللزمة لحداث تفاعل متسلسل في خليط اليورانيوم
238واليورانيوم 235الذي يستعمله المفاعل وقودًا .أما المبرّد فهو مادة
كالماء أو ثاني أكسيد الكربون تنقل الحرارة نقلً جيدًا ،ولكنها ل تمتص
النيوترونات بسهولة .فهي تنقل الحرارة الناتجة من التفاعل المتسلسل وبذلك
تعمل على منع انصهار قلب المفاعل وعلى توليد البخار.
وكثير من مفاعلت القدرة هي من نوع مفاعلت الماء الخفيف التي تستعمل ماءً
خفيفًا عاديًا بمثابة مهدئ ومبّرد معًا .يطلق الماء إلى داخل القلب حيث يستخدم
مهدئًا للبدء بتفاعل متسلسل ،وحالما يبدأ التفاعل يُستخدم الماء مبرّدا .ويستخدم
كثير من البلدان مواد أخرى في التهدئة والتبريد .فبعض مفاعلت القدرة ،على
سبيل المثال ،مفاعلت ماء ثقيل ويُستعمل فيها أكسيد الديوتريوم أو الماء الثقيل
.مهدئًا ومبردًا على حد سواء
إنتاج القدرة النووية مفاعل نووي نموذجي يتألف بصورة رئيسية من
قلب وقضبان تحكّم ووعاء المفاعل أو الضغط.
ويحتوي القلب على اليورانيوم المعد للنشطار كي
يولّد الحرارة .أما قضبان التحكّم فتنظم التفاعل
المتسلسل .ويحتوي وعاء المفاعل على كل أجزاء
المفاعل الخرى وعلى الماء الذي يسخّن لتوليد
البخار
تحضير الوقود.
بعد أن يتم استخراج خام اليورانيوم ،يمر الخام بعمليات طويلة من الطحن
والتنقية لفصل اليورانيوم عن العناصر الخرى .ولما كان الماء الخفيف يمتص
النيوترونات الحرة أكثر من النواع الخرى من المهدئات ،فإن اليورانيوم يجب
أن يخصب ،ليزيد احتمال ارتطام النيوترونات الحرة بنواة اليورانيوم ،235أي
يجب زيادة نسبة هذا اليورانيوم ،ليزيد احتمال ارتطام النيوترونات الحرة بنواة
اليورانيوم .235ويرسل اليورانيوم الذي تم فصله من الخام إلى محطة
الخصاب.
وتنزع محطات الخصاب من اليورانيوم مقادير مختلفة من اليورانيوم 238
اللزم للستعمال .ويحتاج معظم مفاعلت الماء الخفيف وقودًا ل يحتوي على
أكثر من %97,5من اليورانيوم ،238و 2,5إلى % 3من اليورانيوم
.235ويُحتاج في السلحة النووية ،وفي وقود السفن النووية ،إلى كميات من
اليورانيوم 235نسبتها أعلى من ذلك كثيرًا .ويشحن اليورانيوم المخصب الذي
.يراد استعماله وقودًا في المفاعل إلى محطات إعداد الوقود
وتحوّل محطة إعداد الوقود اليورانيوم المخصب إلى مسحوق أسود يُسمّى ثاني
أكسيد اليورانيوم ،ثم تجعله بشكل ح ُبيَبْات قطرها نحو 8مم ،وطولها نحو 13مم.
وتدخل الحبيبات بعدئذ في أنابيب مصنوعة من الزركونيوم أو من فولذ ل يصدأ.
ويبلغ قطر كل أنبوبة نحو 13مم ،وطولها يتراوح بين 3و 5أمتار .وتستطيع
النيوترونات الحرة أن تخترق جدران النابيب ،في حين يعجز معظم الجسيمات
النووية الخرى عن ذلك.
ويُلحم طرفا النبوب بعد ملئه بحبيبات ثاني أكسيد اليورانيوم ،ثم تثبت قضبان
الوقود ببعضها بعضًا مكونة رزمة يتراوح عددها بين 30و 300رزمة.
وتزن كل رزمة من 140إلى 680كجم ،وتكوّن مجمعة وقود أو عنصر وقود
المفاعل .وتتطلب المفاعلت التجارية من 45إلى 136طنًا متريًا من ثاني
أكسيد اليورانيوم ،وتتوقف الكمية على حجم المفاعل .وعلى هذا يكون في قلب
المفاعل مقدار كبير جدًا من مجمعات الوقود التي تُ َثبّت عمودية في القلب بين
صفيحتين وتستند إليهما.
التفاعلت المتسلسلة.
يحتاج المفاعل إلى كمية من الوقود مناسبة تمامًا للحفاظ على التفاعل المتسلسل،
وتسمى هذه الكمية الكتلة الحرجة .وهي تختلف باختلف حجم المفاعل
وتصميمه .ويتوقف التفاعل المتسلسل إذا نقصت كمية الوقود في المفاعل عن
الكتلة الحرجة .أما إذا تجاوز تزويد المفاعل بالوقود هذه الكتلة الحرجة فإن درجة
حرارته ترتفع ارتفاعًا مفرطًا ،ومن ثَمّ يمكن أن ينصهر القلب .ولكن المفاعلت
تصمم بحيث يجعلها تحتفظ بكمية من الوقود أكثر من الكتلة الحرجة .وتستطيع
قضبان المان أن تبطئ التفاعل المتسلسل إذا ازدادت سرعته ازديادًا كبيرًا.
وتتم تهيئة المفاعل للعمل بتزويد قلبه بمجمعات الوقود وإدخال قضبان التحكم
إدخالً كاملً .وفي مفاعل الماء الخفيف يمل الماء المستخدم مهدئًا لتخفيض
سرعة النيوترونات ،الفجوات بين مجمعات الوقود .وبعدئذ تُسحب قضبان التحكم
ببطء ويبدأ التفاعل المتسلسل .وكلما أبُعدت القضبان بسحبها ازدادت شدة التفاعل
إذ ل يُمتص حينئذ إل القليل من النيوترونات ،ويصبح الكثير منها حّرًا لحداث
النشطار .وينقل الماء ،الذي في قلب المفاعل ،الحرارة الهائلة التي يولّدها
التفاعل المتسلسل .ويمكن إيقاف هذا التفاعل بإنزال القضبان مرة أخرى إلى قلب
المفاعل لمتصاص معظم النيوترونات الحرة.
توليد البخار.
هناك نوعان من المفاعلت التي تستخدم الماء الخفيف :أحدهما ،وهو مفاعل
الماء المضغوط ،يولد البخارخارج وعاء المفاعل .أما النوع الثاني ،فهو مفاعل
الماء المغلي ،ويولّد البخار داخل وعاء المفاعل.
وتستخدم معظم المحطات النووية مفاعلت الماء المضغوط التي تسخن الماء
المهدّئ في قلب المفاعل تحت ضغط عال جدًا مما يتيح للماء أن يصل إلى درجة
حرارة أعلى من درجة غليانه العادية التي تساوي °100م دون أن يغلي فعلً.
ويسخّن التفاعل الماء إلى درجة حرارة تبلغ نحو °320م ،وتنقل النابيب هذا
الماء الحار جدًا والذي ل يغلي ،إلى مولدات البخار خارج المفاعل.
وتستخدم حرارة الماء المضغوط في غليان الماء الموجود في مولد البخار فيتولد
بذلك البخار .وفي مفاعلت الماء المغلي يولد التفاعل المتسلسل حرارة لغلي الماء
المهدئ في قلب المفاعل ،وتنقل النابيب البخار المتكون من المفاعل إلى عنفات
(توربينات) المحطة.
ويتم تبريد معظم المفاعلت في المملكة المتحدة بالغاز ،إذ يتدفق ثاني أكسيد
الكربون على الوقود في قلب المفاعل وينقل الحرارة إلى مولدات البخار .وتُسمى
هذه المفاعلت مَاغْنوكْس ،لن وقود اليورانيوم يوضع في علب مصنوعة من
سبيكة المغنسيوم.
وعند إنتاج الكهرباء تعمل توربينات المحطة النووية ومولداتها الكهربائية ،مثل
تلك التي في محطات الوقود الحفوري .فالبخار الذي يولّده المفاعل يدير ريش
توربينات المحطة التي تسيّر المولّدات .ولكثير من المحطات مجموعة مؤتلفة من
التوربينات والمولّدات تُسمّى المولدات التوربينية.
ويُنْقل البخار بعد مروره خلل توربينات المحطة بأنابيب إلى ُم َكثّف يُحوّل البخار
إلى ماء ثانية .ويستطيع المفاعل بذلك تكرار استعمال الماء نفسه ،غير أن
المكثّف يتطلب تزويده بمقدار ثابت من ماء جديد لتبريد البخار .ويحصل معظم
المحطات على هذا الماء من نهر أو بحيرة .ويصبح هذا الماء ساخنًا كلما مر عبر
المكثف ،ويُضخّ مرة أخرى إلى النهر أو البحيرة .ويمكن أن تسبب هذه البقايا من
الماء الساخن نوعًا من تلوث الماء يُسمى التلوث الحراري ،الذي يمكن أن يعرّض
حياة النبات والحيوان للخطر في بعض النهار والبحيرات التي يحدث فيها مثل
هذا التلوث.
وتوجد في معظم المحطات النووية الحديثة أبراج تبريد لحل مشكلة التلوث الحراري،
حيث يُنقل الماء الساخن من مكثفات البخار إلى هذه البراج بطريقة تجعل حرارة الماء
تنتقل إلى الجو بصورة بخار أو بخار ماء.
النظام النووي للتزويد بالبخار .يستخدم النظام المبين في هذا الرسم التخطيطي مفاعل الماء المضغوط الذي يسخن الماء تحت ضغط عال
مما يتيح له أن يسخن إلى درجة حرارة أعلى من درجة غليانه العادية دون أن يغلي فعلً .وتُستخدم حرارة هذا الماء في غلي الماء
الموجود في مولّد البخار لتوليد البخار .ويُعاد ضخ الماء إلى المفاعل كي يُستعمل ثانية .وبعد أن يقوم البخار بتشغيل توربين المحطة يرسل
إلى مكثف البخار الذي يحوّل البخار إلى ماء كي يُستعمل ثانية في مولد البخار
المخاطر وطرق الحماية.
ل ينفجر مفاعل القدرة العادي مثل القنبلة الذرية ،إذ أن انفجارًا كهذا يستدعي كتلة
فائقة الحرجية من البلوتونيوم 239أو من اليورانيوم 235المخَصّب.
وتحتوي الكتلة فوق الحرجة مقدارًا من البلوتونيوم واليورانيوم أكثر مما يلزم
لتعزيز التفاعل المتسلسل.
وتنجم المخاطر الرئيسية لنتاج الطاقة النووية عن الكميات الكبيرة للمواد المشعة
التي يولّدها المفاعل ،والتي تطلق إشعاعات ألفا وبيتا وجاما .ويحاط وعاء
المفاعل بكتل سميكة من الخرسانة تسمى الدّرع تمنع كل الشعاعات تقريبا من
التسرب.
وتحدد النظمة في الدول التي تنتج الطاقة النووية كمية ما يُسمح به من الشعاع
الذي تطلقه المحطات النووية .فلكل محطة معدات تقيس باستمرار النشاط
الشعاعي داخل المحطة وحولها .وهي تطلق إنذارًا بصورة تلقائية حين يرتفع
النشاط الشعاعي فوق مستوى قُدّر سلفًا ،وقد يُغلق المفاعل إذا دعت الضرورة
ذلك.
وتقلل إجراءات السلمة الدورية في المحطة احتمال وقوع الحوادث البالغة
الخطورة .غير أن لكل محطة أنظمة أمان للطوارئ تتدرج من ظهور تشقق في
أنبوب ماء المفاعل إلى تسرب الشعاع من وعائه .وحين يحدث طارئ كهذا
ينشط نظام أوتوماتي ليقاف المفاعل في الحال .ويسمى هذا الجراء اليقاف
المفاجئ ،ويتم عادة بالسراع في إدخال قضبان التحكم إلى قلب المفاعل.
ويمكن أن يؤدي تشقق في أنبوب المفاعل أوتسرب منه إلى نتائج خطيرة إذا كان
من نتيجته فقدان المبرد .فبعد إيقاف المفاعل ،يمكن أن تصبح المواد المشعة
الباقية في قلب المفاعل ساخنة جدًا إذا لم يكن تبريدها كافيًا ،فينصهر قلب
المفاعل .ويمكن أن ينتج عن هذه الحالة المسماة النصهار التام انطلق مقادير
خطيرة من الشعاع .ويمكن أن تحول دون تسربه إلى الجو ،في معظم الحالت،
بنية الحتواء الضخمة التي تحيط بالمفاعل .ومع ذلك فهناك احتمال ضعيف أن
تصبح حرارة القلب المنصهر كافية لن تحرق أرضية بنية الحتواء ،وأن تنتشر
في أعماق الرض .ويسمّي المهندسون النوويون مثل هذه الحالة متلزمة
الصين .وتُزوّد كل المفاعلت لمنع ذلك بنظام تبريد القلب في الطوارئ التي
تغمر القلب تلقائيًا بالماء عند فقدان المبرّد.
النفايات والتخلص منها.
يولّد انشطار اليورانيوم 235نيوترونات حرة أكثر مما هو ضروري لستمرار التفاعل
المتسلسل .ويتحد بعضها مع نوى اليورانيوم 238التي يفوق عددها في وقود المفاعل
عدد نوى اليورانيوم 235كثيرًا .وحين تأسر نواة اليورانيوم 238نيوترونًا تتحول إلى
يورانيوم 239التي تتفكك إلى نبتونيوم ،)( 239Np-239والتي تتفكك إلى بلوتونيوم
.239وهذه العملية نفسها تكون بلوتونيوم 239في المفاعل المولّد .ويمكن للنيوترونات
البطيئة أن تشطر البلوتونيوم 239مثلما تشطر اليورانيوم 235أيضًا .وهكذا ينشطر
البلوتونيوم 239المتكون أثناء انشطار اليورانيوم 235ويبقى البلوتونيوم 239في
مجمعات الوقود.
و ُيحْدث انشطار اليورانيوم 235أيضًا كثيرًا من النظائر المشعة الخرى مثل السترونتيوم
،90والسيزيوم 137والباريوم .140وتظل هذه النفايات مشعة وخطرة حتى نحو
600سنة بسبب النظيرْين السترونتيوم والسيزيوم.ويتفكك مقدار كاف من هذين النظيرين
بعد هذا الوقت إلى نظائر مستقرة وليثيران بعدئذ أي مشكلة .غير أن نفايات البلوتونيوم
وبعض العناصر الخرى المتولدة اصطناعيًا تظل مشعة للف السنين .ويمكن أن يسبب
البلوتونيوم مهما صغر حجمه سرطانات أو أمراضًا وراثيةً للنسان .أما إذا كان مقداره
أكبر فقد يسبب داء الشعاع كما يسبب الموت .ويمثل التخلص من هذه النفايات على نحو
آمن إحدى مشكلت إنتاج الطاقة النووية.
وتحتاج معظم المحطات النووية إلى تبديل مجمعات الوقود مرة كل سنة .ولما كانت
النفايات المشعة تصدر حرارة ،فقد وجب تبريد ما استعمل من مجمعات الوقود بعد نقلها.
ويتم تبريد هذا الوقود المستعمل بتخزينه تحت الماء في أحواض تخزين مصممة تصميمًا
خاصًا.
وتعمل بعض الحكومات على وضع خطط رشيدة للتخلص من النفايات النووية بصورة
دائمة وآمنة .وتقضي إحدى الخطط باستعمال محطات إعادة المعالجة التجارية على نطاق
واسع للتقليل من مشكلة التخلص من النفايات .فعلى المحطات النووية ـ وفق هذه الخطة ـ
أن تشحن ما استُعمل من مجمعات الوقود إلى محطات إعادة المعالجة لفصل البلوتونيوم
،239وما لم يُسْتعمل من اليورانيوم .235ويمكن بعدئذ تكرار استعمال هذين النظيرين
وقودًا في المفاعلت النووية .ولكن هذه الطريقة تترك نظائر مشعة في المحاليل الكيميائية
المستعملة في محطة إعادة المعالجة ،ولذا يجب تحويلها إلى شكل صلب كي يتم تخزينها
بأمان ،لمنع أي تسرب طارئ من السوائل.
وقد أوضح الخبراء أنه من الممكن عزل النفايات النووية المعمّرة عن البيئة ،للف السنين.
ومازالت عدة طرق للتخزين الدائم في مواقع تحت الرض قيد الدراسة .وقد استمر كثير
من المحطات النووية ،نتيجة لذلك ،في تخزين ما تستعمله من مجمعات الوقود في بحيرات
مائية أقامتها تحت الرض في موقع المحطة.
صناعة الطاقة النووية
تقوم الحكومة في كل بلد يمتلك صناعة طاقة نووية بدور كبير في هذه الصناعة ،لكن
طبيعة دور الحكومة ومداه يختلفان كثيرًا باختلف البلدان .ففي معظم البلد الصناعية
وعدة بلدان نامية ،توفر المفاعلت النووية قسمًا من النتاج الكلي للطاقة الكهربائية.
وفي بلدان قليلة مثل فرنسا وبلجيكا والسويد تنتج القدرة النووية معظم الطاقة
الكهربائية .وأحد السباب الرئيسية لتحوُل هذه البلدان إلى القدرة النووية هو تجنب
العتماد على النفط المستورد .وليس في بعض البلدان مثل أستراليا ونيوزيلندا،
محطات قدرة نووية.
ويأتي نحو خُمس الطاقة الكهربائية في بريطانيا من 14محطة طاقة نووية .ويراقب
مجلس إنتاج الكهرباء المركزي 12محطة منها ،بينما يراقب المحطتين الخريَيْن
.مجلس كهرباء جنوبي اسكتلندا
ويزود بريطانيا أيضًا مفاعلن نموذجيان بمقدار صغير من الكهرباء للستعمال العام،
تديرهما هيئة الطاقة الذرية في بريطانيا ،ومفاعلن آخران تديرهما شركة الوقود
النووي البريطانية المحدودة .ويمتلك معظم محطات القدرة النووية في الوليات المتحدة
شركات خاصة للمرافق ذات المنفعة العامة .وتنتج نحو 280محطة في 25بلدًا ما
يقارب %2من إجمالي الطاقة في العالم ،ولكن نمو الطاقة النووية تباطأ بسبب ارتفاع
.كلفة إنتاجها
الدول الرئيسة المنتجة للطاقة النووية
الصناعة والقتصاد.
الميزة القتصادية الرئيسية لمحطات القدرة النووية هي أن كلفة تشغيلها أقل من كلفة
محطات الوقود الحفوري .ولكن كلفة تشييد المحطة النووية أكبر كثيرًا من كلفة إنشاء محطة
الوقود الحفوري.
وما توفره محطة نووية من رخص الوقود في ظروف اقتصادية طبيعية ،يعوّض ما تنفقه من
مال كثير على تشييدها .ويضاف هذا النفاق إلى كلفة إنتاج الكهرباء في البداية ،ولكن
المحطة تستطيع بعد بضع سنين أن تستعيد كلفة تشييدها ،ويمكنها أن تنتج الكهرباء بعدئذ
بسعر أرخص من سعر محطة الوقود الحفوري .غير أن ثمة مشكلتين رئيسيتين هما أن
ارتفاع كلفة المحطة وإخفاق المعدات والجهزة قَللتا من الميزة القتصادية لمحطات القدرة
النووية في آخر المطاف .فكثير من المحطات النووية كان عليها أن تتوقف عن عملها عدة
شهور في كل مرة بسبب تعطل أجهزتها ،وتضاف مثل الخسارة الناجمة عن توقّف العمل إلى
.كلفة إنتاج الكهرباء
الصناعة والبيئة .تطلق المحطة النووية مقادير قليلة من الغازات المشعة في الجو .ويكتسب
ماء التبريد المستعمل في ماء المحطة المضغوط مقدارًا صغيرًا من التريتيوم (الهيدروجين
المشِعّ) أثناء مروره في مكثف البخار ،ويبقى هذا التريتيوم في الماء عندما يُعاد إلى النهر أو
البحيرة .ولكن ل يعتقد أن مقادير صغيرة كهذه من الشعاعات المنطلقة إلى المحيط يمكن أن
تكون مؤذية .ويظل التلوث الحراري مشكلة في بعض المحطات النووية ،غير أن أبراج التبريد
تساعد في معالجة هذه المشكلة وتصححها
ول تُلقي المحطات النووية ملوثات صلبة أو كيميائية في الجو كما تفعل محطات الوقود
الحفوري .ولكن حين يقع حادث خطير يمكن أن تُطلق إلى الجو إشعاعات نشطة تعرض
الناس في المناطق المجاورة للخطر .وقد حدث مثل ذلك في التحاد السوفييتي (سابقًا) عام
1986م .ويعتقد منتقدو الطاقة النووية أن احتمال حدوث حادث خطير يزداد بازدياد عدد
المحطات النووية .وقد سبق أن نوقشت الطرق الرئيسية للحماية من الحوادث في فقرة المخاطر
وطرق الحماية من هذه المقالة .ويخشى معارضو استخدام الطاقة النووية أيضًَا خطرًا آخر
يصيب البيئة .فكلما ازداد إنتاج الطاقة ازداد أيضًا إنتاج مقاديركبيرة من النفايات المشعة التي
تظل مشعة نحو 600سنة ،لنها تحتوي على النظيريْن :السترونتيوم 90والسيزيوم .137
وتحتوي النفايات أيضًا على البلوتونيوم وبعض العناصر الثقيلة الخرى المتولدة اصطناعيًا،
وهي لذلك تظل مشعة إشعاعًا قويًا للف السنين .وقد سبق مناقشة مشكلة تخزين النفايات
المشعة في الفقرة الفرعية النفايات والتخلص منها في هذه المقالة
عينات من مياه النهر أُخذت قريبًا من محطة قدرة نووية وأخضعت لختبارات النشاط الشعاعي كما
فحصت عينات من التربة والهواء .وتطلق محطات القدرة النووية بعض الغازات المشعة في
البيئة ،ولكنها كميات عادية وصغيرة ل تعتبر ضارة.
تطور الطاقة النووية
اكتشف العلماء عام 1972م ،أن تفاعلً متسلسلً طبيعيًا حدث منذ بليوني سنة تقريبًا في
بعض رواسب اليورانيوم في غربي وسط إفريقيا .ولكن التفكك الشعاعي لم يتقدم كثيرًا منذ
بليوني سنة مثلما تقدم في يومنا هذا .كان اليورانيوم الخام حينئذ يحوي من اليورانيوم 235ما
يكفي للبدء في تفاعل متسلسل ،وأدت المياه الجوفية المتجمعة مهمة المهدئ كي يبدأ التفاعل.
ونظرًا لن الحرارة الناتجة عن التفاعل حولت الماء إلى بخار ،فإن الماء نقص بالتدريج ولم
يعد هناك ماء يكفي للقيام بمهمة المهدئ ،فخمد التفاعل .وفيما عدا مثل هذه الحوادث الطبيعية
النادرة ،فإن الطاقة النووية لم تطلق بكميات كبيرة إل بعد عام 1942م حين أنجز العلماء أول
تفاعل متسلسل متولد اصطناعيًا .وقد مكنت اكتشافات العلماء التي تمت في المائة سنة الخيرة
من انتشار محطات القدرة النووية انتشارًا واسعًا.
1896 .اكتشف الفيزيائي الفرنسي أنطوان هنري بكويريل النشاط الشعاعي الطبيعي
1905 نشر الفيزيائي الشهير ،اللماني المولد ألبرت أينشتاين نظريته التي نصت على
.أن المادة شكل من أشكال الطاقة ،وأن بينهما علقة
1942 حققت مجموعة من العلماء يرأسهم الفيزيائي اليطالي المولد إنريكو فيرمي أول
تفاعل متسلسل مولد اصطناعيًا في العالم في جامعة شيكاغو .ومكّن هذا النجاز
.من تطوير القنبلة الذرية وصنعها
1945 فَجّرت الوليات المتحدة أول قنبلة ذرية بالقرب من ألموجوردو في ولية
.نيومكسيكو
1952 أقامت هيئة الطاقة الذرية في الوليات المتحدة أول مفاعل مولّد ينتج البلوتونيوم وينتج
.في الوقت نفسه الطاقة من اليورانيوم
1952 فجرت الوليات المتحدة أول قنبلة هيدروجينية في إنيوتوك ،وهي جزيرة صغيرة في
.المحيط الهادئ ،وأنجزت بذلك أول تفاعل متسلسل على نطاق واسع في العالم
1956 .بدأت أول محطة قدرة نووية كاملة العمل في كالْدر هول بإنجلترا
1957 أنشأت المم المتحدة وكالة الطاقة الذرية العالمية لتعزيز الستعمالت
السلمية للطاقة النووية .وافتتحت أول محطة قدرة نووية كاملة فى
الوليات المتحدة في شيبينج بورت في ولية بنسلفانيا
وسرعان ما تحقق العلماء أنه إذا كان اليورانيوم يحدث تفاعلً متسلسلً ،فإنه يجب أن يطلق
طاقة هائلة .واستخدم العلماء لمعرفة مقدار الطاقة ،نظرية وضعها الفيزيائي الشهير اللماني
المولد ،ألبرت أينشتاين عام 1905م .وتنص النظرية على أن المادة شكل من الطاقة ،وأنها
ترتبط مع
الطاقة بالمعادلة :ط = ك ث .²وتنص هذه المعادلة على أن الطاقة (ط) في مادة
تساوي كتلة هذه المادة (ك) مضروبة في مربع سرعة الضوء (ث .)²وتبلغ
سرعة الضوء في الفراغ 299,792كم في الثانية (نحو 300ألف كم/ث).
واستطاع العلماء باستخدام هذه المعادلة أن يحددوا نسبة الطاقة التي تنجم عن
انشطار 0,45كجم من اليورانيوم بما يعادل 7,300طن متري من ثلثي
نيترو التلوين (ت.ن.ت) .لذا يمكن استخدام اليورانيوم في صنع قنبلة شديدة
النفجار .انظر :ط= ك ث.2
بداية العصر النووي.
بدأ العصر النووي من خلل مرحلتين هما -1تطور السلحة النووية -2 .الستعمالت
السلمية الولى .وفيما يلي تفصيل كل مرحلة على حدة.
تطور السلحة النووية .اندلعت الحرب العالمية الثانية في أوروبا في سبتمبر عام 1939م.
وكان أينشتاين قد كتب قبل شهر من ذلك إلى رئيس الوليات المتحدة فرانكلين روزفلت يستحثه
على أن تشرع الوليات المتحدة في تطوير قنبلة ذرية .وهاجر أينشتاين إلى الوليات المتحدة
من ألمانيا ،وحذر روزفلت من أن العلماء اللمان ربما سبق لهم العمل لنتاج قنبلة نووية.
واستجاب روزفلت لما حثه عليه أينشتاين ،وتسلم العلماء ،في أوائل عام 1940م ،أول اعتماد
مالي لجراء بحوث عن اليورانيوم في الوليات المتحدة .وكانوا ينشدون اكتشاف طريقة
خصّب لصنع قنبلة .وحين دخلت لتحضير ما يكفي من البلوتونيوم أو من اليورانيوم الم َ
الوليات المتحدة الحرب العالمية الثانية عام 1941م أمرت الحكومة باستخدام جميع الطاقات
المتوفرة لصنع قنبلة ذرية صنعًا كاملً ،وأقامت مشروع مانهاتن البالغ السرية لنجاز هذا
الهدف .انظر :مانهاتن ،مشروع
مانهاتن ،مشروع.
مشروع مانهاتن نَ ّفذَتْهُ حكومة الوليات المتحدة المريكية عام 1942م لنتاج
أول قنبلة ذرية ،وكان يرأس الوكالة الرسمية لسلح المهندسين التي أنتجت القنبلة
العميد (اللواء فيما بعد) ليزلني جروفز ،وقام عالم الفيزياء روبرت أوبنها يمر
بمهمة تصميم القنبلة الذرية وبنائها .أما النشطة الصناعية والبحاث فجرى
تنفيذها في مناطق أخرى مثل لوس ألموس ،ونيومكسيكو ،وأوك ويدج ،وتتيسي
وهان فورد وواشنطن.
وكانت بداية الفكرة عام 1939م قبل اندلع الحرب العالمية الثانية بوقت قصير،
والسبب في ذلك مخاوف علماء أمريكا من أن تكون ألمانيا أول دولة تملك القنبلة
الذرية .نبّه العلماء الرئيس المريكي فرانلكين روزفلت إلى هذه الحقيقة ونجح
علماء المشروع في تفجير أول قنبلة ذرية في 16يوليو عام 1945م بالقرب
من ألموجوردو في نيومكسيكو.
وكُلّفت مجموعة من العلماء من جامعة شيكاغو بإنتاج البلوتونيوم من أجل مشروع مانهاتن.
وقد ضمت المجموعة علماء ذائعي الصيت مثل إنريكو فيرمي وليو زيلرد وإيوجين ويجنر،
وكلهم من مواليد أوروبا المقيمين في الوليات المتحدة .وترأس فيرمي المجموعة ،وأنشأ
العاملون بتوجيهات العلماء ،مفاعلً ذريًا تحت قواعد ساحة اللعاب الرياضية في الجامعة.
وكان المفاعل يتألف من 45طنًا متريا من اليورانيوم الطبيعي المطمور في 450طنًا متريا
من الجرافيت الذي كان يُستخدم مهدئًا .وقد صُمّم المفاعل كي يبدأ تفاعلً متسلسلً في
اليورانيوم الذي ينتج بعدئذ البلوتونيوم بالتفكك الشعاعي ،وكانت قضبان الكادميوم تتحكم في
التفاعل .واستطاع هذا المفاعل البدائي في 2ديسمبر 1942م ،أن يحدث أول تفاعل
متسلسل مولد صناعيًا.
وأدى نجاح مشروع جامعة شيكاغو إلى أن تقيم حكومة الوليات المتحدة محطة لنتاج
البلوتونيوم في هان فورد في ولية واشنطن .وقد أقامت الحكومة أيضًا محطة في أرك ويدج
في ولية تتيسي لتخصيب اليورانيوم .وقد استُعمل البلوتونيوم واليورانيوم المخصّب من
هاتين المحطتين في القنبلتين الذريتين اللتين أُلقيتا على اليابان في أغسطس 1945م.
وبدأ العلماء بعد الحرب العالمية الثانية يعملون لتطوير قنبلة هيدروجينية .وفجرت الوليات
المتحدة أول قنبلة هيدروجينية عام 1952م ،وأنجزت بذلك أول تفاعل نووي حراري واسع
النطاق في العالم .أما التحاد السوفييتي ،فقد اختبر أول قنبلة ذرية له عام 1949م ،وأول
قنبلة هيدروجينية واسعة النطاق عام 1953م .كما فجرت كل من الصين وفرنسا وبريطانيا
والهند أسلحة نووية.
الستعمالت السلمية الولى.
في حين استمر البحث في تصنيع السلحة النووية بدأت دول مختلفة في إجراء تجارب على
المفاعلت النووية .فقد أقام كل من الوليات المتحدة والتحاد السوفييتي محطات لتخصيب
اليورانيوم ،وبدأت كلتا الدولتين بتطوير مفاعلت الماء الخفيف الذي يتطلب وقودًا من اليورانيوم
المخصّب .أما كندا وفرنسا وبريطانيا ،فقد بدأت العمل بمفاعلت يُهدّئها الجرافيت أو الماء الثقيل.
وتكلف إقامة هذه المفاعلت أكثر من مفاعلت الماء الخفيف إل أنها تستعمل اليورانيوم العادي
غير المخصّب.
وأنشأ الكونجرس في الوليات المتحدة هيئة الطاقة الذرية عام 1946م ،كي تدير كل جوانب
تطور الطاقة النووية وتنظمها وتراقبها في الوليات المتحدة .وسمح الكونجرس عام 1954م
للقطاع الخاص الصناعي بأن يتولى معظم جوانب تطور الطاقة النووية التجارية ،ولكن هيئة
الطاقة الذرية المريكية ظلت مسؤولة عن تنظيم صناعة الطاقة النووية ،وحافظت كذلك على
المراقبة في مجالت مثل إخصاب اليورانيوم والتخلص من النفايات.
وأصبحت الوليات المتحدة عام 1954م ،أول من استعمل طاقة نووية متحكمًا فيها على نطاق
واسع .ففي تلك السنة دشّنت البحرية المريكية أول غواصة تعمل بالقدرة النووية وهي الغواصة
نوتي لوس .أما أول محطة قدرة نووية واسعة النطاق فكانت في كالْدَر هُول شمال غربي بريطانيا
والتي بدأ تشغيلها عام 1956م .وافتُتحت أول محطة نووية واسعة النطاق في الوليات المتحدة
عام 1957م في شيبينج بورت ،بولية بنسلفانيا .وقد ظلت هذه المحطة تُزوّد منطقة بتْسبِرْغ
بالكهرباء حتى أُغلقت عام 1982م .كذلك افتتحت كندا أول محطة واسعة النطاق عام 1962م
في رُلْفتون في أُنتارْيو.
وقد أقنعت هذه البداية الناجحة لصناعة الطاقة النووية قادة العالم بالحاجة إلى
تعاون دولي في هذا المجال .فأسست منظمة المم المتحدة الوكالة الدولية للطاقة
الذرية لتعزيز الستعمالت السلمية للطاقة النووية .انظر:
المم المتحدة؛وكالة الطاقة الذرية الدولية .وفي عام 1957م كوّنت بعض
الدول الوروبية ،وهي بلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورج وهولندا وألمانيا
الغربية ،جماعة الطاقة الذرية الوروبية .وتشجّع هذه المنظمة تطوير الطاقة
النووية في هذه البلدان .وقد انضمت الدنمارك وبريطانيا وأيرلندا إلى الجماعة
الوروبية للطاقة الذرية عام 1973م.
وكالة الطاقة الذََّّرية الدولية
إحدى وكالت المم المتحدة .تحث على الستخدام السلمي للطاقة الذرية في العالم .كما تعمل
أيضًا على التأكد من أَن المواد النووية المخصصة للنشاطات السلمية ل تستعمل من أجل
الغراض العسكرية .تنتمي إلى هذه الوكالة حوالي 110دول.
وتنصح الوكالة أعضاءها ،ول سيما من البلدان النامية ،بكيفية استخدام المواد النووية في
الزراعة والصناعة والطب وغيرها من الحقول غير العسكرية .كما تعمل على تطوير معايير
السلمة لعمليات منشآت القدرة النووية ،وتنصح الدول بكيفية بناء هذه المنشآت .يُضاف إلى
ذلك أن الوكالة تنظم اجتماعات تقنية ،وتنشر تقارير علمية ،وتدير ثلثة معامل بحثية.
من أهم واجبات وكالة الطاقة الذرية الدولية إعداد تقارير حول انتهاكات معاهدة منع انتشار
السلحة النووية ،وهي معاهدة أقرتها المم المتحدة لمنع انتشار السلحة النووية .ويُجري
مفتشو وكالة الطاقة الذرية الدولية حوالي 500جولة تفتيشية سنويًا للتدقيق في كل المواد
النووية التي تخص موقعي المعاهدة .وكذلك يعملون على توفير ضمانات لمنع سرقة مثل هذه
المواد.
أسست المم المتحدة هذه الوكالة عام 1957م .ومنذ أوائل سبعينيات القرن العشرين أخذ
الطلب على المواد النووية يتزايد .ونتيجة لذلك تزايدت أهمية دور الوكالة في حقل التفتيش
النووي .وتتخذ الوكالة من فيينا بالنمسا مقرًا رئيسيًا لها.
الطاقة النووية في الوقت الحاضر.
تشمل انتشار الكفاءة النووية ،والبحث عن أنواع جديدة من المفاعلت ،وأجهزة الندماج
التجريبية ،وهموم المان.
انتشار الكفاءة النووية.شيد عدد من الدول أثناء الستينيات وأوئل السبعينيات مفاعلت استُعلمت
لبدء تطوير القدرة النووية .وحدث أيضًا أثناء هذه الفترة تقدّمُ في تحديد تجارب السلحة
النووية ،والحد من انتشارها .ففي عام 1970م ،على سبيل المثال ،أصبحت معاهدة الحد من
انتشار السلحة النووية سارية المفعول .وتحظر المعاهدة على الوليات المتحدة والتحاد
السوفييتي (سابقًا) والقوى النووية الخرى التي وقعت على وثيقة المعاهدة وصادقت عليها ،أن
تبيع أسلحة نووية للدول التي لم تكن تمتلك منها شيئًا .وتحظر هذه المعاهدة أيضًا على الدول
التي ليس لديها أسلحة نووية أن تسعى للحصول عليها.
غير أن معاهدة الحد من انتشار السلحة النووية ل تحظر على الدول بيع المفاعلت النووية أو
شراءها .ولكن المفاعل ل يستعمل لغراض سلمية فحسب ،بل يمكن استعماله لنتاج
البلوتونيوم اللزم للحصول على السلحة النووية .فالهند استعملت مفاعل بحوث لهذا الغرض،
واستطاعت أن تفجر عام 1974م أول قنبلة ذرية لها .وكانت كندا قد زوّدت الهند بالمفاعل
لستعماله لغراض سلمية فحسب .وإذا كانت كندا قد وقعّت على معاهدة الحد من انتشار
السلحة النووية ،فإن الهند لم تكن قد وقّعت عليها .ويتساءل منتقدو ما فعلته الهند عن الحكمة
في تزويد دول بمفاعلت لم تكن تمتلك شيئًا منها في السابق.
وكانت الوليات المتحدة أثناء ذلك قد زادت قدرة طاقتها النووية زيادة كبيرة ،ولكن معارضة
تطوير الطاقة النووية ازدادت أيضا في الوليات المتحدة وبلد أخرى أثناء أواخر الستينيات
وأوائل السبعينيات من القرن العشرين .وبدأ النقاد يتساءلون عن كل جانب من جوانب إنتاج
الطاقة النووية ،مثل كلفة إخصاب اليورانيوم ومشكلت التخلص من النفايات.
ويتهم كثير من نقاد البرامج النووية الحكومات بالتغاضي عن مختلف أخطار السلمة في
المحطات النووية لتعزير تطور الطاقة النووية.
البحث عن أنواع جديدة من المفاعلت نشط خوفًا من نقص اليورانيوم 235وعجزه عن دعم
مفاعلت النشطار .ولكن ازدياد إنتاج الطاقة النووية أثناء السبعينيات كان أبطأ مما كان
متوقعًا ،غير أنه لم يحدث ما كان متوقعًا من نقص .ويسعى العلماء في الوقت الحاضر إلى
تطوير مفاعلت أكثر سلمة وأعلى مردودًا .ويركز الباحثون جهودهم على تطوير مفاعل
اندماج ومفاعل مولّد تجاري.
نبائط الندماج التجريبية .تركزت معظم الجهود التجريبية لنتاج الطاقة من الندماج النووي
على استعمال بلزما فائقة الحرارة من الهيدروجين الثقيل كوقود .ويمكن أن يزودنا
الهيدروجين الثقيل بمقادير ل حد لها من الطاقة تقريبًا ،لنه يمكن الحصول عليه من الماء
العادي .وحاول بعض العلماء أن ينجزوا الندماج النووي للهيدروجين الثقيل في درجات
حرارة الغرفة .ول شك أن كلفة استعمال وقود بارد في تفاعلت الندماج أقل كثيرًا من تسخين
بلزما إلى درجات حرارة فائقة .ولكن ل يعتقد معظم الخبراء أن أي نوع من أجهزة الندماج
العملية يمكن أن تُستكمل في القرن العشرين.
وقد صمم أكثر مفاعلت الندماج نجاحًا أصلً في التحاد السوفييتي (سابقًا) ويسمى توكاماك
وتعني في الروسية التيار القوي .ويستعمل التوكاماك كغيره من مفاعلت الندماج حقلً
مغنطيسيًا يدفع البلزما بعيدًا عن جدران الحاوية .كما يُرسلُ عبر البلزما تيارًا كهربائيًا شديدًا
يعمل مع الحقل المغنطيسي لحصر البلزما في الحاوية.
وطوّر العلماء في الوليات المتحدة وفي غيرها من الدول توكاماكات أيضًا ،ولكن لم ينتج أيٌ
منها حتى الن مقادير مفيدة من الطاقة ،إذ يجب تسخين البلزما حتى درجة حرارة تبلغ مائة
مليون درجة مئوية على القل كي تحدث تفاعلً نوويًا حراريًا متحكمًا فيه ،ومن الصعب حصر
البلزما في درجات حرارة كهذه.
وتُستعمل طريقة تجريبية أخرى لنجاز الندماج ،باستخدام حزمة من أشعة الليزر لضغط
حبيبات دقيقة من الديوتريوم والتريتيوم المجمّديْن وتسخينهما .وتولّد هذه العملية انفجارا نووية
حرارية مصغرة تطلق طاقة قبل أن تصل إلى جدران الحاوية ،غير أن كل تجارب هذه
الطريقة لم تؤد إلى إنتاج مقادير مفيدة من الطاقة.
المفاعلت المولّدة التجريبية .يستعمل أهم نوع من المفاعلت المولّدة التجريبية مقدارًا وافرًا
من اليورانيوم 238وقودًا أساسيًا ،ويحوّل المفاعل اليورانيوم 238إلى البلوتونيوم 239
(Pu )-239بالتفكك الشعاعي .ويستطيع البلوتونيوم ،239شأنه شأن اليورانيوم ،235
أن يحدث تفاعلً متسلسلً وبذلك يمكن استخدامه في إنتاج الطاقة .ويستعمل مولّد آخر عنصر
الثوريوم الطبيعي وقودًا أساسيًا ،ويحوله إلى اليورانيوم 233الذي يمكنه أيضًا أن يحدث
تفاعلً متسلسلً.
وقد أقامت كل من فرنسا وبريطانيا والهند واليابان والتحاد السوفييتي (سابقًا) والوليات
المتحدة مفاعلت مولّدة تجريبية .وأنجح هذه المفاعلت هو المفاعل الفرنسي الذي يُسمى
فينكْس ،حيث يولّد بانتظام 250ألف كيلوواط من الكهرباء .ولكن ليس لدى أي بلد حتى
الن مفاعل مولّد صالح للستعمال التجاري على نطاق واسع.
هموم المان .جرى عدد من الحوادث في محطات الطاقة النووية ،ولم يكن معظمها خطيرًا.
ولكن ازداد القلق حول إجراءات المان الخاصة بإنتاج القدرة النووية بعد الحادث الخطير
عام 1979م بمحطة القدرة النووية المقامة في جزيرة ثري مايل آيلنْد بالقرب من
هاريسبرج في ولية بنسلفانيا في الوليات المتحدة ،إذ أدت أعطال آلية وبشرية إلى تعطيل
نظام تبريد المفاعل وتدمير قلبه .وقد نجح العلماء والفنيون في منع انصهار القلب انصهارًا
كليًا ،الذي كان يمكن أن يؤدي إلى انطلق مقادير كبيرة من النظائر المشعة إلى الجو المحيط
بالمحطة .وقد استمر تنظيف المحطة حتى أواخر الثمانينيات.
وقد حدث أسوأ حادث نووي في التاريخ عام 1986م في محطة الطاقة النووية في
تشيرنوبل بالقرب من كييف في أوكرانيا التي كانت حينذاك جزءًا من التحاد السوفييتي .فقد
قضى النفجار والنار على المفاعل وحطماه ،وانطلقت مقادير كبيرة من النظائر المشعة إلى
الجو .وكانت مفاعلت تشيرنوبل ،بخلف معظم المفاعلت الغربية ،تفتقر إلى سياج يحول
دون تسرب النظائر المشعة ،فانساقت سحب من الحطام المشع عبر أوروبا .وقد لقي 31
شخصًا حتفهم بسبب الحروق أو مرض الشعاع ،وأصيب أكثر من 200شخص آخرين
بإصابات خطيرة.
وقد انتشر الشعاع فوق القسم الشرقي من التحاد السوفييتي السابق ،وحملته الرياح إلى شمالي
أوروبا ووسطها ،وتوقع الخبراء ازديادًا كبيرًا في عدد الموات بالسرطان بين الذين يقيمون
بجوار المفاعل ،ولكنهم تنبئوا بضآلة الثار الصحية في المناطق التي تقع خارج تشير نوبل
وبعيدًا عنها
وتزايدت المعارضة تجاه الطاقة النووية في كثير من البلدان في أواخر الثمانينيات نتيجة
للحوادث التي جرت في ثري مايل أيل ند وتشير نوبل .ويعتقد كثير من الخبراء أنه يمكن حل
مشكلت المان ،بل إن بعضهم خطط لتوسيع الطاقة النووية ونشرها.
واستمر البحث في تطوير مفاعلت أكثر أمانا .فالمهندسون ـ على سبيل المثال ـ يعملون على
إنشاء مفاعل يستعمل الجرافيت مهدّئًا وإحاطة قضبان الوقود بطبقات من الخزف والكربون
بدلً من الفلز ،وهم يعتقدون أن مفاعلً كهذا ل يمكن أن ينصهر قط .قضت التطورات السياسية
في أوروبا الشرقية والتحاد السوفييتي السابق بين عامي 1989م و1991م على الحرب
الباردة .وتحول خوف أوروبا من الهجوم الشامل المتوقع إلى إرساء الستقرار السياسي ومن
ثم العسكري في المنطقة .ويتوقع المحللون العسكريون أن التفاق على خفض الترسانات
النووية سيقلل من احتمال تطور التوترات السياسية إلى حرب شاملة.
أسئلة
-1ما الميزتان اللتان تتفوق بهما محطة الطاقة النووية على محطة الوقود
الحفوري؟
ما التفاعل المتسلسل؟
-2كيف يحدث المفاعل النووي انشطارًا؟
-3ما اليورانيوم 235؟ ولماذا يبحث العلماء عن بديل له؟
-4ما الدور الذي قام به إرْ نسْت رذرفورد في تطوير الطاقة النووية؟
-5ما التفكك الشعاعي؟ وما الشعاع النووي؟
-6ما أنواع النفايات التي تكوّنها المفاعلت النووية؟
السلح النووي
سلح يستمد قدرته التدميرية من تحويل المادة إلى طاقة .وكل السلحة النووية أدوات تفجير.
وتشمل الصواريخ ،والقنابل ،وقذائف المدفعية ،واللغام والطوربيدات .والسلحة النووية أكثر
تدميرًا من أي سلح تقليدي)غير نووي) بمراحل.
تتكون السلحة النووية من أسلحة انشطار ،تدعى أيضًا أسلحة ذرية ،وأسلحة حرارية نووية،
وتعرف أيضًا بالسلحة الهيدروجينية أو أسلحة اللتحام .وفي أسلحة النشطار يتم تحويل
المادة إلى طاقة عندما تنفلق نويات (لب) أنواع معينة من ذرات اليورانيوم والبلوتونيوم .وفي
السلحة الحرارية النووية ،يتم تحويل المادة إلى طاقة عندما تتحد أزواج من أنواع معينة من
نويات الهيدروجين لتشكل نواة واحدة .وبصورة عامة ،فإن السلحة الحرارية النووية أكثر قوة
من أسلحة النشطار بكثير .والغالبية العظمى من السلحة النووية اليوم أجهزة حرارية نووية.
كانت بداية السلحة النووية قنبلتين انشطاريتين استخدمتهما الوليات المتحدة خلل الحرب
العالمية الثانية (1945-1939م) ،حيث تم إلقاؤهما على المدينتين اليابانيتين هيروشيما
وناجازاكي .وأصبح الدمار الفظيع الذي سببته هاتان القنبلتان عاملً رئيسيًا في قرار اليابان
بالستسلم للوليات المتحدة وحلفائها ،وأنهى استسلم اليابان الحرب .وسببت قنبلة هيروشيما
دمارًا كبيرًا ،حيث قتلت عددًا يتراوح بين 70,000و 100,000شخص ،ودمرت حوالي
13كم ²من المدينة .ولقد كان يلزم حوالي 12,000طن متري من ثلثي نيترو التولوين
(تي.إن .تي ).لحداث القدر نفسه من الدمار .وأغلب السلحة النووية الحالية أقوى بحوالي 8
إلى 40مرة من قنبلة هيروشيما.
القنبلتان اللتان تم تفجيرهما على هيروشيما وناجازاكي هما القنبلتان النوويتان الوحيدتان اللتان
جرى استخدامهما حتى الن.ولكن القنابل النووية سيطرت منذ الحرب العالمية الثانية على
التخطيط العسكري لدول العالم الكثر قوة .وقد استحوذت كل من الوليات المتحدة والتحاد
السوفييتي (سابقًا) على معظم أسلحة العالم النووية حتى عام 1991م .غير أن بريطانيا،
وفرنسا ،وإسرائيل (بمساعدة مباشرة من الوليات المتحدة) والصين تمتلك أيضًا أسلحة نووية.
وفي عام 1998م انضمت الهند وباكستان إلى قائمة الدول الممتلكة للسلح النووي .وهناك
.دول أخرى تسعى لمتلك ذلك السلح
قادت القدرة التفجيرية الهائلة للسلحة النووية إلى الختلف حول ما إذا كان بإمكان أي دولة
حيازتها .ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية ،يعتقد معظم الخبراء أن خطر الحرب قد ساعد
على حفظ السلم بين دول العالم الكبرى .لكن كل الخبراء يتفقون على أن الستخدام المكثف
للسلحة النووية الضخمة في أي حرب ،سوف يسبب دماراً واسعًا للعديد من الدول .وقد سعت
الدول طويلً وراء سبل السيطرة على السلحة النووية ،وتقليل خطر نشوب حرب نووية.
وأعطت الصلحات التي بدأت في أوروبا الشرقية والتحاد السوفييتي (سابقًا) في أواخر
.ثمانينيات القرن العشرين المل في جعل هذه الهداف ممكنة التحقيق
كيفية عمل السلحة
النووية
أسلحة النشطار .تنتج قدرتها التدميرية من انشطار (انفلق) النويات الذرية .ومن المعروف
أن هناك ثلثة أنواع فقط من الذرات ملئمة للنشطار في مثل هذه السلحة .هذه الذرات هي
ذرات نظيري اليورانيوم ـ ،235واليورانيوم ـ 238وكذلك نظير البلوتونيوم ـ.239
والنظائر المشعة أنواع مختلفة من الذرات للعنصر نفسه..
يحدث النشطار النووي عندما يرتطم نيوترون ـ جسيم دون ذري ليس له شحنة كهربائية بنواة
ذرة يورانيوم أو بلوتونيوم .وعندما تنفلق النواة ،تتحول نسبة ضئيلة من مادتها إلى طاقة هائلة.
وإضافة إلى ذلك تُطلق نيوترونان إضافيان أو ثلثة .وهذه النيوترونات قد تفلق نويات أخرى.
وإذا استمرت هذه العملية ينشأ تفاعل متسلسل ذاتي الدعم ،حيث توفر كل نواة منفلقة الوسيلة
لفلق نويات أخرى .ولبد من حدوث مثل هذا التفاعل المتسلسل لكي يتم النفجار النشطاري.
ويتطلب تكوّن تفاعل متسلسل انشطاري ذاتي الدعم ،حدّا أدنى من كتلة معينة من المادة القابلة
للنشطار تسمى الكتلة الحرجة .وتدعى الكتلة الضئيلة التي ل تكفي لحداث تفاعل متسلسل
.ذاتي الدعم بالكتلة دون الحرجة
وتستخدم أسلحة النشطار واحدة من طريقتين أساسيتين ليجاد كتلة حرجة -1 :طريقة نمط
المدفع -2طريقة نمط النفجار الداخلي .وفي طريقة نمط المدفع يتم وضع قطعتين دون
حرجتين في جهاز شبيه بماسورة المدفع .وتستقر إحدى القطعتين عند أحد طرفي السبطانة ،ثم
توضع الخرى على مسافة ما من القطعة الولى ،بينما توضع خلفها شحنة متفجرة تقليدية
قوية ،ويتم إحكام سد الماسورة من كل الطرفين .وعند تفجير شحنة السلح تدفع الشحنة
المتفجرة التقليدية الكتلة دون الحرجة الثانية بسرعة هائلة على الولى .وتصبح الكتلة الموحدة
الناتجة على الفور فائقة الحرجية مما ينتج عنه تفاعل متسلسل سريع وذاتي الدعم وبالتالي
انفجار نووي .وقد استخدمت الوليات المتحدة قنبلة انشطارية من نمط المدفع في هيروشيما
وفي طريقة نمط النفجار الداخلي يتم جعل كتلة دون حرجة إلى فوق حرجة
بضغطها إلى حجم أصغر .وتوضع الكتلة دون الحرجة ،وهي في شكل كرة ،في
وسط السلح .وتحاط الكتلة بنسق كروي من المتفجرات التقليدية .وعندما يتم
تفجير الشحنة تنفجر كل المتفجرات في الوقت نفسه .وتضغط النفجارات الكتلة
إلى كتلة فوق حرجة ذات كثافة عالية .وهكذا يقع تفاعل متسلسل ذاتي الدعم،
ومن ثم يحدث النفجار .وقد استخدمت الوليات المتحدة قنبلة انشطارية من نمط
النفجار الداخلي في ناجازاكي.
السلحة الحرارية النووية.
تكتسب قدرتها من اندماج) اتحاد) النويات الذرية تحت حرارة شديدة .والنويّات التي تندمج في
3
السلحة الحرارية النووية هي من نويات نظائر الديوتيريوم (2 )Hوالتريتيوم (. )H
وتتطلب تفاعلت الندماج حرارة تعادل ،أو تزيد على ،تلك الحرارة الموجودة في لب الشمس ـ
حوالي °15,000,000م .والطريقة الوحيدة لبلوغ مثل هذه الحرارة هي بوساطة انفجار
انشطاري .وعلى ذلك يتم إحداث النفجارات الحرارية النووية بأداة ذات نمط انفجار انشطاري
داخلي .وعندما تنفجر أداة النشطار ،تتحرر أيضًا نيوترونات تقذف مركبّا داخل السلح .هذا
المركب ،الذي يسمى ديوتريد الليثيوم ـ ،6يتألف من ديوتريوم وليثيوم ـ 6وهو أحد نظائر
الليثيوم .وعندما ترتطم النيوترونات المعتقة بالليثيوم ـ ،6تشكل الهيليوم والتريتيوم .ثم تندمج
أزواج من نويات التريتيوم وأزواج من نويات الديوتريوم وأزواج من نواة تريتيوم واحدة ونواة
ديوتيريوم واحدة ،لتكون نويات هيليوم .وتتحول كمية قليلة من المادة في كل نواة ديوتريوم
وتريتيوم إلى كمية هائلة من الطاقة ،ويحدث انفجار حراري نووي .ويمكن زيادة ناتج (قدرة
انفجار) السلح الحراري النووي بإحاطة ديوتريد الليثيوم ـ 6بطبقة من نظير اليورانيوم238-
خلل عملية النفجار الهيدروجيني.
رأس حربي نووي حراري
تأثيرات السلحة النووية
يمكن أن يكون لدوات التفجير النووي نواتج واسعة التباين .فبعض القنابل القدم كان لها ناتج
يبلغ 20ميجا طن أو 1,540قنبلة مثل قنبلة هيروشيما .والميجا طن هو كمية الطاقة التي
يطلقها 907,000طن متري من مادة ثلثي نيترو التولوين (تي .إن .تي) .واليوم ،نظرًا
للدقة العالية للصواريخ ،فإن أغلب الدوات النووية لها ناتج يقل عن 1ميجا طن.
وتتباين تأثيرات النفجار النووي على البشر والمباني والبيئة كثيرًا تبعًا للعديد من العوامل.
وتشمل هذه العوامل الطقس والتضاريس ونقطة النفجار بالنسبة لسطح الرض وناتج السلح.
ويصف هذا القسم التأثيرات المحتملة لسلح نووي ضخم .يؤدي انفجار السلح إلى أربعة
تأثيرات رئيسية -1 :موجة انفجار -2إشعاع حراري -3إشعاع نووي أولي -4إشعاع
نووي متخلف.
موجة النفجار .يبدأ النفجار بتكوين كرة نارية تتألف من سحابة من الغبار والغازات الساخنة
تحت حرارة عالية .وخلل جزء من الثانية بعد النفجار ،تبدأ الغازات في التمدد وتكوين موجة
انفجار ،تدعى أيضًا موجة صدمية .وتتحرك هذه الموجة بسرعة بعيدًا عن الكرة النارية ،مثل
جدار متحرك من الهواء المضغوط بشدة .ويمكن أن تنتقل موجة النفجار التي يحدثها انفجار
ميجا طن واحد 19كم من الصفر الرضي خلل الثواني الخمسين الولى بعد النفجار.
والصفر الرضي هي النقطة التي على الرض أسفل نقطة حدوث النفجار في الجو
وتسبب موجة النفجار معظم الدمار الناتج من النفجار .وبينما تتحرك الموجة إلى المام،
تسبب ضغطًا زائدًا ،وهو ضغط جوي فوق المستوى العادي .ويمكن لنفجار ميجا طن واحد أن
ينتج ضغطا زائدًا يكفي لتدمير معظم المباني داخل نطاق 1,6كم من الصفر الرضي .ويمكن
أيضًا للضغط الزائد من مثل هذا النفجار أن يسبب دمارًا للمباني يتراوح بين معتدل وعنيف،
في نطاق حوالي 10كم من الصفر الرضي .كذلك تصحب موجة النفجار رياح قوية ،قد تبلغ
سرعتها 640كم/س عند 3,2كم من الصفر الرضي .وعلى الرجح ،ستقتل موجة النفجار
والرياح غالبية البشر في حدود 5كم من الصفر الرضي .وسيصاب العديد من البشر الخرين
في نطاق 10كم من الصفر الرضي.
الشعاع الحراري .يتكون من إشعاع فوق بنفسجي ومرئي وتحت أحمر صادر من الكرة
النارية .ويتم امتصاص الشعاع فوق البنفسجي بوساطة الذرات الموجودة في الهواء وبذلك
يسبب ضررًا طفيفًا .ولكن الشعاع تحت الحمر والمرئي قد يسببان إصابات للعين وكذلك
حروقًا بالجلد تسمى حروق الوهج .وفي هيروشيما تراوحت نسبة الوفيات بين %20و 30
%من الوفيات من حروق الوهج .ويمكن أيضًا أن يشعل الشعاع الحراري المواد ذات القابلية
العالية للشتعال ،مثل ورق الصحف وأوراق النباتات الجافة .ويمكن أن يؤدي احتراق هذه
المواد إلى حرائق هائلة .ويطرح بعض العلماء نظرية تقول بأنه ،عند وقوع حرب نووية
سيمتص الدخان الناتج عن حرائقها ما يكفي من ضوء الشمس لتنخفض درجة حرارة معظم
سطح الرض لعدة أشهر من السنة .ويتوقع هؤلء العلماء أن تؤدي درجات الحرارة المنخفضة
إلى عجز في المحاصيل ومجاعة واسعة النتشار .ويعرف هذا المفعول المحتمل بالشتاء
فعند وجود ضباب جوي خفيف ،مثلً ،فإن المفعول يمكن أن تكون نسبة شدته %1مما هي
عليه عندما يكون الهواء صافيًا.
ويمكن وقاية الشخص من مفعول الشعاع الحراري المباشر بوساطة أشياء صلبة غير شفافة،
مثل الجدران والمباني والشجار والصخور .وإضافة لذلك يمكن أن تساعد الملبس الملونة ألوانً
خفيفة والتي تعكس الحرارة على وقاية الشخص من حروق الوهج ،إل أن الشعاع الحراري
الذي ينتجه انفجار ميجا طن واحد يمكن أن يلحق حروقًا من الدرجة الثانية (تقرحات) بالجلد
البشري المكشوف ضمن نطاق 18كم من الصفر الرضي .ويستمر الشعاع الحراري لحوالي
10ثوانٍ فقط .وهكذا ،فإن الشعاع يفحم المنسوجات الثقيلة وقطع الخشب والبلستيك السميكة
ولكنه ل يحرقها.
الشعاع النووي الولي .ينطلق خلل الدقيقة الولى بعد النفجار .وهو يتألف من نيوترونات
وأشعة جاما .انظر:أشعة جاما .تنبعث النيوترونات وإشعاعات جاما من الكرة النارية بصورة
فورية تقريبًا .أما بقية إشعاعات جاما ،فتنطلق من سحابة هائلة تشبه الفطر من المواد المشعة
التي يكونها النفجار .ويمكن أن يسبب الشعاع النووي تورما وتدميرًا للخليا البشرية ويمنع
التعويض الطبيعي للخليا ،أما الجرعات العالية ،فيمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
تعتمد كمية الضرر التي يتعرض لها الشخص من الشعاع النووي الولي إلى حدما على موقع
الشخص بالنسبة إلى الصفر الرضي .وتقل شدة الشعاع بسرعة كلما زاد ابتعاده عن الصفر
الرضي .ففي كل النفجارات النووية ،على سبيل المثـال ،تتـراوح قوة الشعاع الولي على بعد
1 - 0,5كم من الصفر الرضي ،بين 1/10و 1/100من الشعاع عند نقطة الصفر
الشعاع النووي المتخلف .ينبعث بعد دقيقة من حدوث النفجارات .يتألف الشعاع النووي
المتخلف الناتج عن النشطار من إشعة جاما و جسيمات بيتا (إلكترونات) ،بينما يتكون
الشعاع المتخلف الصادر بوساطة الندماج أساسًا من النيوترونات .وهو يرتطم بجسيمات
الصخور والتربة والماء والمواد الخرى التي تتألف منها السحابة الفطرية الشكل .ونتيجة
لذلك ،تصبح هذه الجسيمات مشعة .وعندما تسقط الجسيمات عائدة إلى الرض ،تعرف بالغبار
الذري .وكلما حدث النفجار قريبًا من سطح الرض زاد الغبار الذي ينتجه.
الغبار الذري الباكر يتكون من جسيمات أثقل تصل إلى الرض خلل الساعات الربع
والعشرين الولى بعد النفجار .وتسقط هذه الجسيمات غالبًا في اتجاه الريح من الصفر
الرضي .والغبار الباكر مشع للغاية ويقتل الكائنات الحية أو يتلفها بصورة حادة.
الغبار الذري المتأخر يصل إلى الرض خلل الساعات الربع والعشرين إلى عدة سنوات بعد
النفجار .وهو يتألف من جسيمات دقيقة،كثيرًا ما تكون غير مرئية ،وقد يسقط في نهاية المر
بكميات صغيرة على مساحات واسعة من الرض .يسبب الغبار الذري المتأخر تلفًا إشعاعياً
طويل المدى للكائنات الحية فقط.
السيطرة على السلحة النووية
منذ عام 1945م ،زاد مجموع القوة التفجيرية لكل أسلحة العالم النووية زيادة هائلة .ونتيجة
للمخاطر الجسيمة المرتبطة بالسلحة النووية ،جرت محاولت عديدة للسيطرة عليها .وكانت
المبادئ الرئيسية للسيطرة عليها هي إستراتيجيات الردع ،ووضع قيود على تجارب السلحة
النووية وأعدادها وانتشارها.
الردع .يشير الردع إلى منع الدول التي تمتلك السلحة النووية من استخدامها .ويمكن أن تكون
قا ئمة على الهجوم أو الدفاع.
نظرية الردع الهجومي تقوم على أن امتلك قوة نووية ضخمة من جانب دولتين متعاديتين
سيكون أفضل مانع لنشوب حرب نووية بين البلدين .ويجب أن تكون كل قوة ضخمة ،بحيث
يبقى ـ في أعقاب ضربة أولى ـ ما يكفي من أسلحة الطرف المدافع لتوجيه ضربة ساحقة إلى
أرض العدو .وتعتمد النظرية على العتقاد الجازم للعدو أنه إذا وجّه هجوماً نوويًا ،فسيتعرض
هو نفسه لدمارٍ شديدٍ .ويرى بعض الخبراء أنه يجب أل يكون لكل الدولتين دفاع رئيسي ضد
الضربة النووية .وفي عام 1972م ،وقعت الوليات المتحدة والتحاد السوفييتي (سابقًا)
معاهدة تحد من نشر أي من الدولتين صواريخ دفاعية.
ويقترح خبراء آخرون أنه ينبغي تعزيز الردع الدفاعي بإضافة أنظمة دفاعية تحمي ما يكفي
من قوات المدافع لشن هجوم نووي مضاد وفعال.
نظرية الردع الدفاعي تقوم على أن الدفاع ضد الضربة الولى هو الوحيد الذي يمنع هجومًا
نوويًا كبيرًا .وتعتمد هذه النظرية على العتقاد بأن العدو لن يقوم بالهجوم إذا لم يكن واثقًا من
أنه يستطيع تدمير قدرة الخصم على توجيه هجومٍ نوويّ مضادّ .وليس لدى أي بلد دفاع يمكن
أن يوجد مثل هذا الشك ،إل أن الوليات المتحدة والتحاد السوفييتي (سابقًا) ظلتا طوال أعوام
عديدة تركزان أبحاثهما حول أنظمة دفاعية .وفي عام 1983م شرعت الوليات المتحدة
:تركز جهودها البحثية على برامج مبادرة الدفاع الستراتيجي .انظر
.مبادرة الدفاع الستراتيجي
الحد من التجارب .ظلت الدول تسعى للحد من التجارب النووية ،لوقاية البشر والبيئة من
الشعاعات النووية ،ولتأخير تطويرالسلحة النووية .وفي عام 1963م تفاوضت بريطانيا
والتحاد السوفييتي (سابقًا) والوليات المتحدة حول أول معاهدة رئيسية للحد من التجارب
النووية ،وهي معاهدة حظر التجارب المحدودة .واتفق الموقعون على المعاهدة على عدم
تجربة السلحة النووية في الجو وفي الفضاء الخارجي أو تحت الماء .ولم يتم الحظر على
.التجارب تحت الرض فقط
وفي عام 1974م اتفقت الوليات المتحدة والتحاد السوفييتي على عدم تجربة أدوات متفجرة
يزيد ناتجها على 150كيلو طنًا .والكيلو طن هو كمية الطاقة التي تطلقها 907أطنان
مترية من ثلثي نيترو التولوين (تي .إن.تي) .ولم يصادق أي من البلدين على المعاهدة التي
تشمل التفاقية ،وتدعى المعاهدة البتدائية لحظر التجارب .إل أن كلتا الدولتين اتفقتا على التقيد
.بخطوطها العامة
عدم النتشار .يشير إلى جهود منع انتشار السلحة النووية إلى الدول التي ل تمتلكها.
والمعاهدة الرئيسية التي تم وضعها لوقف انتشار السلحة النووية تدعى معاهدة عدم انتشار
السلحة النووية .وقد تمت موافقة المم المتحدة عليها عام 1968م .ومنذ ذلك الحين صادقت
.عليها أكثر من 175دولة
الحد من العداد .بدأت محاولت السيطرة على أعداد أسلحة الوليات المتحدة والتحاد
السوفييتي (سابقًا) حوالي عام 1970م .ووفرت سلسلتان من المحادثات،هما محادثات الحد
من السلحة الستراتيجية (سالت) ،ومحادثات تخفيض السلحة الستراتيجية (ستارت) الطار
).اللزم لمفاوضات الوليات المتحدة والتحاد السوفييتي (سابقًا
واستهدفت محادثات سالت وضع حدود حسب المستويات القائمة وقتها لبعض السلحة وحدود
أعلى لغيرها .وأثمرت المفاوضات عن اتفاقيتي سالت ـ ،1وسالت ـ 2عامي 1972م و
1979م ،وقد صادقت كلتا الدولتين على سالت ـ ،1إل أن مجلس النواب المريكي رفض
المصادقة على سالت ـ 2في أعقاب غزو التحاد السوفييتي (السابق) لفغانستان عام
1979م .ولكن تقيدت كل من الوليات المتحدة والتحاد السوفييتي (السابق) بأغلب البنود
.التي وضعتها سالت ـ2
وبدأت محادثات ستارت عام 1982م ،مستهدفة تخفيض المخزونات الكلية من السلحة التي
تحتفظ بها كل دولة .وفي عام 1991م وقعت حكومتا الوليات المتحدة المريكية والتحاد
السوفييتي (سابقًا) على معاهدة ستارت التي تقضي بخفض القذائف النووية بعيدة المدى لدى
كل الجانبين بنسبة.30%
وفي نهاية عام 1991م أدى انقلب فاشل قام به كبار المسؤولين الروس للطاحة بالرئيس
جورباتشوف إلى أعمق تغييرات شهدها التحاد السوفييتي على الطلق ،إذ فقد الحزب
الشيوعي سيطرته على الحكومة المركزية ،والقوات المسلحة ،واكتسبت الجمهوريات
السوفييتية المزيد من الستقلل .وقد طرحت التغييرات الواسعة تساؤلت حول من يسيطر
على السلحة النووية السوفييتية ،وما مصير اتفاقات الحد من السلحة النووية التي صادق
عليها التحاد السوفييتي ،خاصة وأن هناك أربع دول من جمهوريات التحاد السوفييتي كانت
تمتلك ،في ذلك الوقت أسلحة نووية واستراتيجية هي روسيا وكازاخستان وروسيا البيضاء
وأوكرانيا .توصلت هذه الدول إلى اتفاق مع الوليات المتحدة في مايو 1992م ،خفضت
بموجبها أسلحتها النووية ،ووافقت أوكرانيا وروسيا البيضاء وكازاخستان على التنازل عن
أسلحتها الستراتيجية لروسيا .ووافق كومنولث الدول المستقلة على السيطرة المشتركة
على أسلحة التحاد السوفييتي النووية .وفي يناير 1993م ،وقع الرئيس المريكي جورج
بوش ونظيره الروسي بوريس يلتسن اتفاقية ستارت ،2وهي اتفاقية إلحاقية باتفاقية
ستارت التي صارت تعرف باسم ستارت .1وبينما قلصت ستارت 1أعداد السلحة
الستراتيجية السوفييتية من 23,500إلى ،15,400خفضت ستارت 2العدد ليتراوح
بين 6000و .7000وفي عام 1994م أصبحت أوكرانيا الدولة الخيرة التي صادقت
على ستارت .1وبنهاية عام 1996م كانت روسيا البيضاء وكازاخستان وأوكرانيا قد
تنازلت عن جميع أسلحتها النووية لروسيا.
وأحدث وصول ميخائيل جورباتشوف إلى القيادة السوفييتية عام 1985م
بداية تحسن في العلقات بين الشرق والغرب .وفي عام 1987م وقع
جورباتشوف والرئيس المريكي رونالد ريجان معاهدة السلحة النووية
متوسطة المدى .وتقضي هذه التفاقية بالتخلص من جميع القذائف النووية
السوفييتية والمريكية المنطلقة من الرض التي يتراوح مداها بين 500
و5,500كم .وأصبحت التفاقية سارية المفعول اعتبارًا من 1يونيو
1988.م
وفي عام 1989م انهارت حكومات أوروبا الشرقية الشيوعية .وقد رفض
جورباتشوف استخدام القوات السوفييتية التقليدية في سحق عملية التحرر،
وأدى هذا الرفض إلى رفع خطر التهديد السوفييتي عن غرب أوروبا وقلل من
الحاجة إلى المحافظة على ترسانات نووية ضخمة .وفي نوفمبر 1990م،
وقعت الوليات المتحدة والتحاد السوفييتي ،وعشرون دولة أخرى معاهدة
السلحة التقليدية في أوروبا ،منهية بذلك عمليًا الحرب الباردة .انظر:
.وفي نهاية مارس 1991م ،تم حل حلف وارسو ،وهو حلفالحرب الباردة
الكتلة الشرقية المقابل لمنظمة حلف شمال الطلسي .وبقيت معاهدة السلحة
التقليدية في أوروبا في انتظار المصادقة عليها من قِبَل جميع الدول الثنتين
نبذة تاريخية
بُني أول مفاعل نووي قائم على التفاعل المتسلسل في الثاني من شهر ديسمبر عام 1942م في
جامعة شيكاغو بالوليات المتحدة المريكية .وقد أشرف على بناء ذلك المفاعل وتشغيله عالمُ
الفيزياء اليطالي إنريكو فيرمي .وتكوّن هذا المفاعل من كومة كبيرة من كتل الجرافيت وكتل من
فلز اليورانيوم .وبعد نجاح مفاعل فيرمي النووي حاول عدد آخر من علماء الفيزياء في الوليات
المتحدة المريكية تطوير مفاعلت أكبر حجمًا؛ لستخدامها في أغراض وتطبيقات مختلفة.
وبني أول مفاعل مولد تجريبي في عام 1951م ،في محطة اختبار المفاعلت الوطنية التي تعرف
حاليًا باسم معمل إيداهو الوطني للهندسة .ويقع ذلك المعمل بالقرب من شللت إيداهو ،بالوليات
المتحدة المريكية .وفي عام 1954م .دشنت البحرية المريكية أول غواصة تعمل بالقدرة
النووية ،والتي أطلق عليها اسم نُوتِلس .وفي عام 1955م ،تم توليد الكهرباء للستخدامات
المنزلية لول مرة من مفاعل نووي أقيم في المحطة الوطنية لختبارات المفاعلت ،ولكن كانت
كميات الكهرباء المتولدة محدودة.
وأنشأ فريق من المهندسين والعلماء البريطانيين في عام 1956م ،أول وأضخم محطة قدرة
نووية في العالم لتوليد الكهرباء لجميع الغراض السلمية.
وتولد المفاعلت النووية ـ في معظم بلدان العالم ـ جزءًا صغيرًا من مجموع النتاج الكلي من
الطاقة الكهربائية .وعلى الرغم من ذلك يعتمد عدد من دول العالم بشكل أساسي على الطاقة
النووية لتوليد احتياجاتها من الطاقة الكهربائية .ومن أمثلة هذه الدول :فرنسا والهند والوليات
المتحدة المريكية التي طورت مفاعلت مولدة تجريبية .ويمكن لهذه المفاعلت الخاصة إنتاج
كميات من الوقود أكثر مما تستعمله لنتاج الطاقة .وتستخدم الكميات الزائدة من الوقود في
المفاعل النووي
جهاز يستخدم لنتاج كميّات ضخمة من الطاقة باستخدام كمية صغيرة من الوقود ،ويُطلقُ
عليه أحيانًا اسم المفاعل الذري أو القمين النووي .وتتولد الطاقة في المفاعل النووي ـ
أساسًا ـ في صورة طاقة حرارية بعملية تُعرف باسم النْشطار النووي .والنشطار النووي
هو شق أو فلق نويات ذرات عنصر اليورانيوم أو البلوتونيوم.
وتوفر المفاعلت النووية الحرارة اللزمة لتشغيل محطات القدرة الكهربائية أو السّفن
الضخمة أو الغوّاصات ،حيث تَستخدم هذه الجهزة ـ غالبًا ـ الطاقة الحرارية في غلي الماء؛
لنتاج بخار عالي الضغط ،تدور به العنفات (التوربينات) البخارية .وحتى الن لم يتمكن
العلماء من إيجاد أية طريقة اقتصادية لتحويل الطاقة النووية مباشرة إلى أشكال أخرى من
الطاقة.
تستمد القنبلة النووية قدرتها التدميرية من انشطار نويات ذرات العناصر بطريقة غير
منتظمة وغير مُتحكم فيها .وعلى النقيض من ذلك يتحكم المفاعل النووي في ظروف
النشطار النووي؛ ولذا يمكن استخدام الطاقة التي يُنْتجها المفاعل النووي في توليد
الكهرباء ،وفي أغراض سلمية أخرى .وتُستخدم المفاعلت النووية ـ أيضًا ـ لتجعل من
المواد المختلفة مواد مُشعة .وهذه المواد المشعة ،المسماة النظائر المشعة ذات أهمية كبيرة في
تطبيقات عديدة في كلٍ من الزراعة والصناعة والطب.
أجزاء المفاعل النووي
تختلف المفاعلت النووية من حيث التصميم والحجم ،إل أن معظمها يتكون من خمسة أجزاء
أساسية هي -1القلب -2المهدّئ -3قضبان التحكم -4المبرّد -5وعاء الضغط .كما
يوجد في المفاعلت أيضًا درع حماية بيئية ونظام أمان لوقاية مشغلي المفاعل والعاملين فيه
من فنيين وغيرهم ،إضافة إلى حماية المدنيّين في المناطق القريبة من المفاعل.
القلب .يُعد قلب المفاعل النووي الجزء الساسي به ،ويتكون من الوقود النووي ،وتحدث فيه
عملية النشطار النووي.
يتكون الوقود النووي في معظم المفاعلت النووية من خليط من عدد من نظائر اليورانيوم.
وأهم نظائر اليورانيوم المستخدمة في المفاعلت؛ اليورانيوم ـ ،235وهو النظير الذي
ينشطر فعليًا .ويوجد نوع من المفاعلت الخاصة ،يُطلق عليه المفاعل المولد ،يمكنه تحويل
اليورانيوم ـ 238المتوافر بكثرة إلى البلوتونيوم ـ 239القابل للنشطار.
حدُث النشطار النووي في المفاعل الذي يستخدم اليورانيوم وقودًا ،عندما تأسِرُ نواة ذرة
ويَ ْ
اليورانيوم ـ .235نيوترونًا .والنيوترون جسيم ذري ثقيل غير مشحون كهربائيًا .وعندما
تأسرذرة اليورانيوم ـ 235النيوترون ،فإن نواتها تنشطر إلى نواتين صغيرتين ،تعرفان
باسم شظايا النشطار .مع انبعاث قدر كبير من الطاقة ،وانطلق عدد كبير من النيوترونات.
وتصطدم النيوترونات المنطلقة من النشطار الول بعدد من نويات اليورانيوم ،مما يؤدي إلى
انشطارها إلى أجزاء ،ومن ثم ،تولد النشطارات الحادثة عددًا أكبر من النيوترونات التي
تؤدي بدورها إلى انشطار مزيد من نويات اليورانيوم.
وتسمى سلسلة النشطارات ذاتية الستمرار في الوقود النووي التفاعل المتسلسل .ويمكن
أن تُسبب هذه العملية ترليونات من النشطارات النووية في جزء من الثانية ـ منتجة كمية
ضخمة من الطاقة
المُهدئ .مادة تستخدم في كثير من المفاعلت لرفع مُعدّل النشطار وا ْ
ستِثارة التفاعل
المتسلسل .وأهم أنواع المهدّئات؛ الجرافيت ،والماء ،أو الماء الثقيل ،وهو مركب من
الكسجين والديوتريوم .وتعمل المهدئات على إبطاء سرعة النيوترونات المنطلقة من
انشطار ذرات اليورانيوم ـ .235ويٌساعد إبطاء سرعة النيوترونات المنطلقة من
النشطارات ذرات اليورانيوم الخرى في أَسْرِ النيوترونات بصورة أفضل ،مما يساعدها
على النشطار .وإذا لم يستطع المهدئ تخفيض سرعة النيوترونات ،فإن ذرات اليورانيوم
ـ 238سوف تمتص عددًا كبيرًا من هذه النيوترونات التي لن تنشطر.
قضبان التحكم .تعمل قضبان التحكم في المفاعل النووي على تنظيم مُعدل التفاعل
المتسلسل ،وتُصنع من البورون أو الكادميوم أو بعض العناصر الخرى التي يمكنها
امتصاص النيوترونات دون حدوث أي تغيّر في المادة الممتصة.
وبعد تحميل قلب المفاعل بالوقود ،تُسحب قضبان التحكم جزئيًا من المفاعل بحيث يمكنها
امتصاص عدد قليل نسبيًا من النيوترونات .ويساعد سحب قضبان التحكم جزئيًا من المفاعل
التفاعل المتسلسل في أن يصبح ذاتي الستمرار .وعندئذ يقوم المشغل بإيلج القضبان في
قلب المفاعل ،حتى يتم امتصاص كمية كافية من النيوترونات لبطاء التفاعل ،ومنع حدوث
النفجار .وإذا رغب المشغل في زيادة مستوى الطاقة في المفاعل يمكنه سحب قضبان
التحكم جزئيّا من قلب المفاعل ،وهكذا يتحرر عدد أكبر من النيوترونات وتزداد سرعة
التفاعل المتسلسل.
ال ُمبَرّد .يحمل المبرّد الحرارة الشديدة الناتجة عن النشطار خارج المفاعل ،ويعمل على
توفير الطاقة الحرارية ،لنظمة أخرى في محطة المفاعل النووي لتوليد الطاقة الكهربائية.
وفي الوقت نفسه تتحكم المادة المبردة في درجة حرارة قلب المفاعل وتنظمها ،وتمنعه من
التسخين المفرط .وثمة مواد عديدة يمكن استخدامها مبردات ،منها الغازات والسوائل،
والفلزات السائلة.
شريط وثائقي
قنبلة رقان
PART 1
PART 2
PART 3
TROJ@NS فرقة
:
DILEKH HICHEM
REMMECHE HOUSSAM
MEGUELLATI RIDA
HAMAMNI ALI
BENDJIMA AYMEN
HAMZAOUI KHAIRDINE
BELLAMECHE KHELIFA
Skhara houssam
الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة لعمال الفرقة
Copyrights )c( 2009 Works. All Rights
Resrverd