Professional Documents
Culture Documents
( )1/1
( )1/1
( )1/2
| وأدامَ َن ْفعَهم ،فمنهم من اقتصر على | شرح خُطبته التي ضُرِبت بها المثال | ،وتداولها
حبّ | ابنِ الشّحنة ،والقاضي أبي الروح عيسى | ابن عبد الرحيم
بالقَبولِ أهلُ الكَمال ،كالمُ ِ
الكَجَراتي ،والعَلّمة مِيرزا | علي الشّيرازيّ ،ومنهم من تَقيّد بسائر | الكتاب ،وغرّدَ على أفنانِه
طائرُه | المُستطاب ،كالنّور عليّ بن غانم | المقدسيّ ،والعلّمة سَعدي أفندي | ،والشيخ أبي
محمد عبد الرءوف المَناويّ | ،وسمّاه ' الق ْولَ المأْنوس ' َوصَل فيه إلى | حرف السين المهملة ،
جهْت إليه رائد
وأحيا رُفاتَ دارِس | رُسومِه المُهملة ،كما أخبرني بعضُ | شُيوخ الوان ،وكم و ّ
| الطلب ،ولم أقِف عليه إلى الن ،والسيّد | العلمة فخر السلم عبد ال ،ابن المام | شرف
الدين الحَسني مَلك اليَمن ،شارح | ' نظام الغريب ' المتوفّى بحِصن ثُل | ،سنة ، 973وسماه '
كَسْر الناموس ' | .والبدْر محمد بن يحيى القَرافي ،وسماه | ' بهجة النفوس ،في المُحاكمة بين |
الصّحاح والقاموس ' جمعها من خُطوط | عبد الباسط البَ ْلقِي ِنيّ وسَعدي أفندي | ،والمام اللغوي
أبي العباس أحمد بن | عبد العزيز الفَيْللي ،المتشرّف بخلْعة | الحياة حينئذ ،شرحه شرحا حسنَا
َ ،رقَى | به بين المحقّقين المقامَ السنى ،وقد | حدّثنا عنه بعضُ شيوخنا | | .ومن أَجمع ما كُتِب
عليه مما سمعتُ | ورأيتُ شرحُ شيخنا المام اللغويّ أبي | عبد ال محمد بن الطّيّب بن محمد |
الفاسيّ ،المتولّد بفاس سنة | ، 1110والمتوفّى بالمدينة المنوّرة سنة ، 1170وهو | عُمدتي في
هذا الفنّ ،والمقلّد جِيدي | العاطل ِبحُلَى تقريرِه المستحسن ،وشَرحُه | هذا عندي في مجلّدين
ضخمين | | .ومنهم كالمستدرِك لما فات ،والمُعترِض | عليه بالتع ّرضِ لما لم يأت ،كالسيد |
العلمة عليّ بن محمد مَعصوم الحُسيني | الفارسيّ ،والسيد العلمة محمد بن | رَسول البَرَزنجيّ
،وسماه ' رجل | الطاووس ' ،والشيخ المَناويّ في مجلّد | لطيف ،والمام اللغوي عبد ال بن |
المَهديّ بن إبراهيم بن محمد بن مسعود |
____________________
( )1/3
| الحواليّ الحِميريّ ،الملقب بالبحر ،من | علماء اليمن ،المتوفى بالظهرين من بلد | حَجّة سنة
، 1061استدرك عليه وعلى | الجوهريّ في مجلد ،وأَتهَم صِيتُه | وأَنجد ،وقد أَدركه بعض
شيوخ | مشايخنا ،واقتبس من ضوء مشكاته | السنا ،والعلمة ملّ علي بن سلطان الهروي |
وسماه ' الناموس ' ،وقد تكفل شيخُنا | بال ّردّ عليه ،في الغالب ،كما سنوضحه | في أثناءِ تحرير
المطالب ،ولشيخ مشايخنا | المام أبي عبد ال محمد بن أحمد المسنا ِويّ | عليه كتابةٌ حسنة ،
وكذا الشيخ ابن | حجر المكّيّ له في التحفة مناقشات | معه وإيرادات مستحسنة ،وللشهاب |
الخفاجي في العِناية محاورات معه | ومطارحات ،ينقل عنها شيخنا كثيرا في | المناقشات ،
وبلغني أن البرهان إبراهيم بن | محمد الحلبي المتوفى سنة 900قد لخّص | القاموس في جزءٍ
لطيف | | .وآيم الِ إنه لمَدْحضَه الَرْجُل | ،ومخبرَة الرّجال ،به يتخلّص الخبيثُ | من
البريز ،ويمتاز الناكِصون عن ذوي | التبرِيز | | .فلما آنست من تَناهِي فاقَ ِة الفاضل | إلى
ف غوامِضه ،والغوْص على | مُشكِلتِه ،ول سيّما من انتدب منهم | لتدريس علم غريب
استكشا ِ
الحديث ،وإقراء | الكُتب الكبار من قوانين العربية | في القديم والحديث ،فنَاط به | الرغبةَ كلّ
طالب ،وعشا ضوءَ نار ِه | كلّ مُقتبِس ،ووجّه إليه النّجع َة | كلّ رائد ،وكم يتلقّاك في هذا
صفِر إناؤه | ،اللهم إل عن صَ ِرمَة ل ُيسْئِر منها القابِض ،
العصر | الذي قَ ِرعَ فيه فِناءُ الدب ،و َ
| وصُبابة ل َت ْفضُل عن المُتبرّض من َدهْماءِ | المنتحلين بما لم يُحسنوه ،المتشبّعين | بما لم
شفِ إبهام مُعضِلةٍ لَفتَلَ أَصابِعه | شَزْرا ،ولحمرّت دِيباجتَاه
يَمِلكُوه ،من لو رج ْعتَ إليه في | كَ ْ
عتُ ظُنبوب اجتهادي | ،
تَشّررا | ،أو تَوقّح فَأَساءَ جابةً ،فَافتضح وتكشف | عَواره ،قرَ ْ
واستسعَ ْيتُ َيعْبوب اعتنائي ،في وضع | شرحٍ عليه ،ممزوجِ العبارة ،جامعٍ | لموادّه بالتصريح
ح منها
ض وفي البعض | بالشارة ،وافٍ ببيان ما اختلَف من | نُسخه ،والتصويب لما ص ّ
في بع ٍ
مِن |
____________________
( )1/4
| صحيح الُصول ،حاوٍ ل ِذكْر ُنكَتِه | ونوادِره ،والكشفِ عن معانيه والنباه | عن مَضارِبه
ومآخذه بصرِيح النّقول | ،والتقاطِ أبياتِ الشواهد له ،مستمدّا ذلك | من الكتب التي يَسّر ال
تعالى بفضلِه | ُوقُوفِي عليها ،وحَصل الستمدادُ عليه | منها ،ونق ْلتُ بالمباشرة ل بالوسائط |
ن في بعضها | نقصا متفاوتا بالنسبة إلى القلة والكثرة | ،وأرجو منه
عنها ،لكن على نُقصا ٍ
سبحانه الزيادةَ عليها | | .فَأوّل هذه المصنفات وأعلها عند | َذوِي البراعة وأَغلها كتابُ
الصحاح | للمام الحجة أبي نصر الجوهري | ،وهو عندي في ثماني مجلدات ،بخط | ياقوت
الرومي ،وعلى هوامشه التقييدات | النافعة لبي محمد بن بَ ّريّ ،وأبي زكريا | التّبريزيّ ،
ظفرت به في خِزانة | المير أزبك | | .والتهذيب للمام أبي منصور الزهريّ | في ستة عشر
مجلدا | | .والمُحكم لبن سيده في ثمان مجلّدات | | .وتهذيب البنية والفعال لبي القاسم | ابن
القطاع ،في مجلدين | | ولسان العرب للمام جمال الدين | محمد بن مُكرّم بن عليّ الفريقي | ،
سوّدة المصنف في حياته | ،التزم فيه
ثمان وعشرون مجلدا ،وهي النسخة | المنقولة من مُ َ
الصحاح ،والتهذيب | ،والمحكم ،والنهاية ،وحواشي ابن بَ ّريّ | ،والجمهرة لبن دريد .وقد
حدّث | عنه الحافظانِ الذهبيّ والسّبكيّ ،ولد | سنة 630وتوفي سنة | | . 711وتهذيب التهذيب
َ
ي الَ ْر َموِيّ | الدّمشقيّ الشافعيّ ،في خمس
لبي الثناء محمود | ابن أبي بكر بن حامد التّنوخ ّ
مجلدات | ،وهي مسوّدة المصنف ،من وقف | السميساطية بدمشق ،ظفرت بها | خِزانة
الشرف بالعنبرانيين ،التزم | فيه :الصحاح والتهذيب ،والمحكم ،مع | غاية التحرير والضبط
المُحكم ،وقد | حدّث عنه الحافظ الذهبيّ ،وترجمه | في مُعجم شُيوخه ،ولد سنة 647وتوفي |
سنة | . 723
____________________
( )1/5
| | وكتاب الغَريبين لبي عُبيد الهَ َر ِويّ | | .والنهاية في غَريب الحديث لبن | الثير الجَزريّ | .
| وكفاية المتحفّظ لبن الَجدابيّ | وشروحها | | .وفصيح ثعلب ،وشروحه الثلثة | :لبي
جعفر اللبليّ ،وابن درستويه | ،والتدميري | | .وفقه اللغة ،والمضاف والمنسوب | ،كلهما
ضيّ الصاغانيّ ،
لبي منصور الثعالبي | | .والعباب والتكملة على الصحاح | ،كلهما للر ِ
ظفرت بهما | في خِزانة المير صرغتمش | | .والمصباح المنير في غريب الشرح | الكبير | .
| والتقريب لولده المعروف بابن خطيب | الدّهْشة | | .ومختار الصحاح للرازيّ | | .والساس
والفائق والمستقصَى في | المثالِ ،الثلثة للزمخشريّ | | .والجمهرة لبن دريد ،في أربع |
سكّيت | | . .والخصائص
مجلدات ،ظفرت بها في خِزانة المؤيّد | | .وإصلح المنطق لبن ال ّ
لبن جنيّ ،وسر الصناعة | له أيضا | | .والمُجمل لبن فارس | | .وإصلح اللفاظ للخطّابي .
| | ومشارق النوار للقاضي عياض | | .والمطالع لتلميذه ابن قرقول ،الَخير | من خزانة
الديري | | .وكتاب أَنساب الخيل وأَنساب العرب | واستدراك الغلط ،الثلثة لبي عُبيد | القاسم
بن سلم | | .وكتاب السرج واللجام والبيضة | والدرع ،لمحمد بن قاسم بن عزرة | الزدي | .
| وكتاب الحمام والهدى له أيضا | | .وكتاب المعرّب للجواليقي ،مجلد | لطيف ،ظفرت به في
خِزانة الملك الَشرف | قايتباي ،رحمه ال تعالى | | والمفردات للراغب الصبهاني ،في | مجلد
ضخم | .
____________________
( )1/6
| | ومشكل القرآن لبن قتيبة | | .وكتاب المقصور والممدود ،وزوائد | الَمالي ،كلهما لبي
علي القالي | | .وكتاب الَضداد لبي الطيّب عبد | الواحد اللغويّ | | .والروض الُنف ،لَبي
القاسم | السّهيلي ،في أَربع مجلدات | | .وبغية المال في مستقبلت الفعال | ،لبي جعفر
اللبليّ | | .والحجة في قراآت الئمة السبعة | لبن خالويه | | .والوجوه والنظائر لبي عبد ال |
الحسين بن محمد الدامغانيّ | | .وبصائر ذوي التمييز في لطائف | كتاب ال العزيز ،والبُلغة في
أئمة | اللغة ،وترقيق الَسل في تصفيق العَسل | ،والروض المسلوف فيما له اسمان إلى |
الُلوف ،والمثلثات ،الَربعة للمصنف | ،والمزهر ،ونظام اللسد في أسماء الَسد | ،وطبقات
أئمة النحو واللغة ،الثلثة | للحافظ السيوطيّ | | .ومجمع الَنساب لَبي الفداء إسماعيل | ابن
إبراهيم البلبيسيّ الحنفي ،جمع فيه | بين كتا َبيِ الرشاطيّ وابن الَثير | | .والجزء الثاني والثالث
من لباب | الَنساب للسمْعاني | | .والتوقيف على مهمات التعريف | ،للمناوي | | .وألف بَا
للَلبّا ،لبي الحجاج | القضاعي البَلويّ | | .وكتاب المعاليم للبلذريّ ،ثلثون | مجلدا | | .
وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه | ،للحافظ ابن حجر العَسقلنّي ،بخط | سبطه يوسف بن شاهين
| | .وشرح ديوان الهذليين لبي سعيد | السكريّ ،وعليه خطّ ابن فارس | صاحب المُجمل | | .
والول والثاني والعاشر من معجم | ياقوت ،ظفرت به في الخِزانة المحموديّة | | .ومعجم
البلدان لبي عُبيد البكريّ | | .والتجريد في الصحابة ،والمغنى | ،وديوان الضعفاء ،الثلثة
للحافظ الذهبيّ | .
____________________
( )1/7
| | ومعجم الصحابة ،للحافظ تقي الدين | ابن فهد ،بخطه | | .والذيل على إكمال الكمال ،
لبي | حامد الصابونيّ | | .وتاريخ دمشق ،لبن عساكر | ،خمس وخمسون مجلدا | | .
وبعض أجزاء من تاريخ بغداد | ،للحافظ أبي بكر الخطيب | | .والذيل عليه للبنداريّ | | .
وبعض أجزاء من تاريخ ابن النجّار | | .وكتاب الفرق ،للحكيم الترمذيّ | | .وأسماء رجال
الصحيحين ،للحافظ | أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي | ،ولبن رسلن أيضا | | .وطبقات
المفسرين للداوُديّ | | .وطبقات الشافعيّة ،للتاج السبكيّ | ،وللقطب الخيضريّ | | .والتكملة
لوفيات النقَلة ،للحافظ | زكيّ الدين المنذريّ | | .وكتاب الثقات ،لبن حبّان | | .وكتاب
الرشاد ،للخليلي | | .والجواهر ال ُمضِيّة ،في طبقات | الحنفية ،للحافظ عبد القادر القرشي | .
| ولباب الَنساب للسيوطي | | .والذيل عليه للداوديّ | | .ومجمع القوال في معاني المثال | ،
لمحمد بن عبد الرحمن أبي البقاء | العُكبريّ | | .ونزهة الَنفس في الَمثال ،لمحمد بن | علي
العراقيّ | | .وشرح المقامات الحريريّة للشّريشي | | .والوافي بالوفيات ،للصلح الصَف ِديّ | .
| ومن تاريخ السلم للذهبيّ ،عشرون | مجلدا | | .وشرح المعلقات السبعة لبن الَنباريّ | | .
والحماسة لبي تمّام حبيب بن أَوس | الطائيّ ،المشتملة على عشرة أبواب | | .وبعض أجزاء
عصْرِيّي المصنّف | .
من البداية والنهاية | ،للحافظ عماد الدين بن كثير | | .والراموز ،لبعض َ
| والمثلّثات ،لبن مالك | | .وطرح التثريب ،للحافظ وليّ الدين | العراقيّ | | .والطالع
السعيد ،للدفويّ | | .والنس الجليل ،لبن الحنبليّ | .
____________________
( )1/8
| | والكامل ،لبن عديّ ،في ثمانِ | مجلدات ،من خزانة المؤيّد | | .وحياة الحيوان ،للكمال
الدّميريّ | | .وذيل السيوطيّ عليه ومستدركاته | | .والتقان في علوم القرآن ،له | أيضا | | .
والحسان في علوم القرآن ،لشيخ | مشايخنا محمد بن أحمد بن عقيلة | | .وشرح الشفاء ،
للشهاب الخفاجي | | .وشفاء الغليل ،له أيضا | | .وشرح المواهب اللدُنّيّة ،لشيخ | مشايخنا
سيّدي محمد الزّرقاني | | .وقوانين الدواوين ،للَسعد بن َممّاتي | | .ومختصره ،لبن الجيعان
| | .والخطط ،للمقريزيّ | | .والبيان والعراب عمن بمصر من | قبائل العراب ،له أيضا .
| | والمقدمة الفاضليّة ،لبن الجوّانيّ | نسابة مصر | | .وجمهرة الَنساب ،لبن حزم | | .
وعمدة الطالب ،لبن عُتبة نسّابة | العراق | | .والتذكِرة في الطبّ ،للحكيم داود | النطاكي | .
| والمنهاج والتبيان ،كلهما في بيان | العقاقير | | .وكتاب النبات ،لبي حَنيفة | الدينوريّ | | .
وتحفة الَحباب ،للملك الغسانيّ | | .وغير ذلك من الكتب والجزاء ،في | الفنون المختلفة ،
مما يطول على الناظر | استقصاؤها ،ويصعب على العادّ | إحصاؤها | | .ولم آلُ جهدا في
تحرّي الختصار | ،وسُلوك سبيل التنقية والختيار ،وتجريد | الَلفاظ عن الفَضلت التي
حطّ اللثام عن وَجْه المَعنى عند | ذوي الفكار | | .فجاءَ بحمد ال تعالى هذا |
يُسْتغْنَى عنها | في َ
ح واضحَ المَنهج ،كثير الفائدة | ،سهْل السّلوك ،مَوصول العائدة ،آمنا | ِبمِنّة ال من أن
الشر ُ
يصبح مثل غيره وهو | مطروح متروك ،عظم إن شاءَ ال تعالى |
____________________
( )1/9
| نفعُه بما اشتملَ عليه ،وغَنِي ما فيه عن | غيره وافتقر غيرُه إليه ،وجمع من | الشواهد والدلّة
حدٍ من العلماء انفرد بقول | رواه ،أو سَماعٍ أَدّاه ،فصارت
ما لم يَجمَعْ مِثلُه مِثلَه | ،لن كل وا ِ
الفوائدُ | في كتبهم مُفرّقة ،وسارت أنجمُ | الفضائل في أفلكِها ،هذه مُغرّبةٌ وهذه | مُشرّقة ،
فجمعت منها في هذا الشرحِ | ما تَفرّق ،وقرنت بين ما غرّب منها | وبين ما شرّق ،فانتظم
ش ْملُ تلك | الُصول والموادّ كُلّها في هذا المجموع | ،وصار هذا بمنزِل ِة الصل وأُولئك بمنزلة |
َ
الفروع ،فجاءَ بحمد ال تعالى َو ْفقَ | ال ُبغْيَة ،وفوق المُنْيَة ،بدي َع التقان | ،صحيحَ الركان ،
حفّاظ | ،وحَللت بجمعه عُقد َة الَلفاظ ،وأنا | مع
ت بوضعه ذِ ْروَة ال ُ
سليما من لفظةِ لو | كان ،حَل ْل ُ
عوَى فأَقول | :شا َف ْهتُ ،أو سمعت ،أو شَد ْدتُ ،أو | رحَلت ،أو أَخطأَ فلنٌ
ذلك ل أَدّعي فيه دَ ْ
أو أَصاب | ،أو غَلِطَ القائلُ في الخطاب ،فكلّ هذه | الدّعاوَى لم يَترك فيها شيخُنا لقائلٍ | مقال ،
حوَى ،ويَسّر في
خلِ لَحدٍ فيها مَجال | ،فإنه عُ ِنيَ في شرْحه عمن رَوى ،وبَرْهن | عما َ
ولم ُي ْ
خطْبِه فادّعى | ،ولعمري لقد جَمع فَأوْعَى ،وأتى بالمقاصد | ووَفى ،وليس لي في هذا الشرح
َ
فضيلةٌ | َأ ُمتّ بها ،ول وسيلة أَتمسّك بها ،سوى | أنني جمعتُ فيه ما تفرّق في تلك | الكُتب من
منطوق ومفهوم ،وبسطتُ | القولَ فيه ولم أَشبَعْ باليسير وطالبُ | العِلم مَنهوم ،فمن وَقف فيه
حمْدُه | وذمّه
على | صَوابٍ أو زلل ،أو صِحّة أو خَلل | ،فعُهدتُه على المصنّف الول ،و َ
ل كتابٍ نَقلتُ مَضمونه ،فلم | أُبدّل شيئا فيقال ! < 2
لَصلِه الذي عليه المُعوّل ،لني | عن ك ّ
فإنما إثمه على الذين يبدلونه > ! 2بل َأدّيت الَمانة | في شرح العبارة بال َفصّ ،وأوردتُ | ما
ضمّنه من لُطف الشارة | ،فَلْ ُيعَدّ من يَنقُل
زِدت على المؤلّف بالنّص ،وراعيت | مناسَباتِ ما َ
عن شَرحي هذا عن | تلك الُصول والفروع ،وليستغْن | بالستضواءِ بدُ ّريّ بيانه الملموع | ،
فالناقلُ عنه َيمُدّ باعَه ويُطلق لسانَه | ،
____________________
( )1/10
| ويتنوّع في نقله عنه لنه ينقُل عن | خِزانَة ،وال تعالى يشكر مَنْ له بإلهام | جمعه من منّة ،
ويجعل بينه وبين | ُمحَرّفي كَِلمِه عَن مَواضعه واقيةً | وجُنّة ،وهو المسئول أن يُعاملني فيه |
بفضله وإحسانه ،ويُعينني على إتمامه | بكرمه وامتنانه ،فإنني لم أقصد سوى | حِفظِ هذه اللغة
الشريفة ،إذ عليها مَدار | أَحكامِ الكتاب العزيز والسّنّة النبويّة | ،ولن العالِم بغوامضها يعلم ما
ن ويخالف فيه اللسانُ | النيّة ،وقد جمعته في زمنٍ أهله بغير | لغته
يوافق | فيه النيةَ اللسا ُ
يفخرون ،وصَنعته كما صنع | نوح عليه السلم الفلك وقومه منه | يسخرون | | .وسميته | | .
( تاج العروس من جواهر القاموس ) | | .وكأني بالعالم المنصِف قد اطّلع عليه | فارتضاه ،
وأَجال فيه نظرة ذي عََلقٍ | فاجتباه ،ولم يلتفت إلى حدوث عهده | وقربِ ميلده ،لنه إنما
شطّ | قد
يُستجاد الشيء | ويسترذل لجودته ورداءَته في ذاته | ،ل لِق َدمِه وحُدوثه ،وبالجاهل المُ ِ
سمِع به فسارع إلى تَمزيق فروته | ،وتوجيه المَعاب إليه ،ولمّا يعْرفْ نَ ْبعَه | من غَرَبِه ول عَجم
َ
ث ول عمل قَديم ،وحسبك |
عُودَه ،ول نَفض | تهائمَه ونُجودَه ،والذي غرّه منه أنه | عَملٌ محد ٌ
أن الشياءَ تُنتقد أو تُبهرَج لنها | تَلِيدَة أو طارِفة ،ول درّ مَن يقول ( % | :إذَا َرضِ َيتْ عَنّي
غضْبَانا عََليّ لِئامُها ) | | %وأَرجو من ال تعالى أن يَرفع قدرَ | هذا
كِرَامُ شِيرَتِي | %فَلَ زال َ
الشرح بمنّه و َفضْله ،وأن ينفع به | كما نَفع بأصلِه ،وأنا أَبرأ إلى ال | عزّ وجلّ من القُوّة
حوْل ،وإياه | أَستغفر من الزّلل في العَملِ والقول | ،ل إله غيره ،ول خَيْرَ إل خَيْرُه ،
وال َ
وصلى | ال على سَيّدنا محمدٍ وآله وصحبِه | وسَلّم تسليما كثيرا | .
____________________
( )1/11
| ( مقدمة ) | | وهي مشتملة على عشرة مقاصد ( | :المقصد الول | في بيان أن اللغة هل هي |
توقيفية أو اصطلحية ) | | نقل السيوطي في المزهر عن أبي | الفتح بن بُرهان في كتاب
الوصول إلى | الُصول :اختلف العلماءُ في اللغة هل | تثبت توقيفا أو اصطلحا ،فذهبت |
المعتزِلة إلى أن اللغات بأَسرها تثبت | اصطلحا ،وذهبت طائفة إلى أنها | تثبت توقيفا ،وزعم
الُستاذ أبو إسحاق | السفرايني أن القَدْر الذي يدعو به | النسانُ غيرَه إلى التواضع يثبت
توقيفا | ،وما عدا ذلك يجوز أن يثبت بكل واحد | من الطريقين ،وقال القاضي أبو بكر | :ل
يجوز أن يثبت توقيفا ،ويجوز أن | يثبت اصطلحا ويجوز أن يثبت بعضه | توقيفا وبعضه
اصطلحا ،والكلّ ممكِنٌ | | .ونقل أيضا عن إمام الحرمين | أبي المعالي في البرهان ،اختلف
أَربابُ | الُصول في مأْخذ اللغات ،فذهب | ذاهبون إلى أنها توقيفٌ من ال تعالى | ،وصار
صائرون إلى أنها تثبت اصطلحا | وتواطؤا | | .ونقل عن الزّركشي في البحر | المحيط :حكى
الُستاذ أبو منصور | قولً أن التوقيف وقع في البتداء على | لغة واحدة ،وما سِواها من اللغات
وقع | عليها التوقيف بعد الطّوفان ،من ال | تعالى ،في أولد نوح ،حين تفرّقوا في | الَقطار .
قال :وقد ُروِي عن ابن عباسٍ | رضي ال عنهما أن أوّل من تكلم بالعربية | المحضة إسماعيل ،
وأراد به عربيّة قُريش | التي نزل بها القرآن ،وأما عربيّة | قحطانَ وحِمير فكانت قبل إسماعيل
| عليه السلم | | .وقال في شرح السماء :قال | الجمهور العظم من الصحابة والتابعين |
____________________
( )1/12
| من المفسّرين إنها كلّها توقيف من ال | تعالى | | .وقال أهلُ التحقيق من أَصحابنا | :ل بد من
التوقيف في أصل اللغة الواحدة | ،لستحالة وقوع الصطلح على أوّل | اللغات ،من غير
معرفةٍ من المصطلحين | ِبعَيْن ما اصطلحوا عليه ،وإذا حصل | التوقيف على لغةٍ واحدة ،جاز
أن يكون | ما بعدها من اللغات اصطلحا ،وأن | يكون توقيفا ،ول ُيقْطَع بأحدهما | إل بدللة .
| | ثم قال :واختلفوا في لغة العرب | ،فمن زعم أن اللغاتِ كلّها اصطلحٌ | فكذا قولُه في لغةِ
العرب ،ومن قال | بالتوقيف على اللغ ِة الُخرى وأجاز | الصطلح فيما سواها من اللغاتِ | ،
اختلفوا في لغة العرب ،فمنهم من قال | :هي أول اللغات ،وكلّ لغة سواها حَد َثتْ | فيما بعد إما
توقيفا أو اصطلحا | ،واستدلوا بأن القرآن كلم ال تعالى | ،وهو عربيّ ،وهو دليل على أن
حمْير
لغة | العرب أسبقُ اللغاتِ وجودًا ،ومنهم من | قال :لغة العرب نوعان :أحدهما | عَربيّة ِ
،وهي التي تكلّموا بها | من عهد هُود ومَن قَبلَه ،وبقي بعضُها | إلى وقتنا ،والثانية العربية
المحضة | ،التي بها نزل القرآن ،وأوّل من أَطلق | لِسانه بها إسماعيل ،فعلى هذا القولِ | يكون
توقيف إسماعيل على العربية | المحضة يحتمل أمرين :إما أن يكون | اصطلحا بينه وبين
جُرْ ُهمٍ النازلين | عليه بمكّة ،وإما أن يكون توقيفا من | ال تعالى ،وهو الصواب | | .قال
السيوطي :وأَخرج ابنُ عساكر | في التاريخ ،عن ابن عباس ،أن آدم | عليه السلم كان لغته
في الجنة العربيّة | ،فلما عَصى سَلبَه الُ العربيةَ فتكلم | بالسرْيانية ،فلما تابَ ل ،رد ال عليه |
العربية | | .وأخرج عبدُ الملك بن حَبيب | :كان اللسان الوّل الذي نزل به | آدم من الجنة
عربيّا إلى أن َبعُد العهدُ | وطالَ حُرّف وصار سريانيّا ،وهو منسوب | إلى سُورية ،وهي أرضُ
الجزيرة ،بها |
____________________
( )1/13
( )1/14
| | وقال محمد بن سلم :وأخبرني | يونس ،عن أبي عمرو بن العَلء ،قال | :العرب كلّها ولد
صهَر إليهم | | .
حمْير | وبقايا جُرْهم ،ولذلك يروى أن إسماعيل | جاورَهُم وَأ ْ
إسماعيل ،إل ِ
وقال الحافظ عماد الدين بن كثير | في تاريخه :قيل إن جميع العرب | ينتسبون إلى إسماعيل
عليه السلم | ،والصحيح المشهور أن العرب العاربة | قبل إسماعيل وهم :عاد ،وثمود | ،
وطسم ،وجديس ،وأَميم ،وجرهم | ،والعماليق .وأُمم آخرون كانوا قبل | الخليل عليه السلم ،
وفي زمانه أيضا | ،فأما العرب المستعربة وهم عرب الحِجاز | فمن ذرية إسماعيل عليه
السلم ،وأما | عَرب اليمن ،وهم حمير ،فالمشهور | أنهم من قَحطان ،واسمه ِمهْزَم .قال |
ن ماكُول ،وذكروا أنهم كانوا أربعة | إخوة ،وقيل :من ذريته ،وقيل :إن | قحطانَ ابنُ
اب ُ
هودٍ ،وقيل :أخوه ،وقيل | :من ذُريته ،وقيل :إن قحطان من | سُللة إسماعيل عليه السلم ،
حكاه ابن | إسحاق وغيره ،والجمهور أن العرب | القحطانية من عرب اليمن وغيرهم | ليسوا
ي في كتاب | الَلقاب ،بسنده إلى مِسْمع بن
من سللة إسماعيل عليه السلم | | .وقال الشّيراز ّ
عبد الملك | ،عن محمد بن عليّ بن الحُسين ،عن | آبائه ،عن النبي & | قال ' :أولُ من فُتِقَ
لسانُه بالعربيّة | المبينة إسماعيل عليه السلم ،وهو ابن | أربع عشرة سنة ' | | .وفي جزء
الغطريف بسنده إلى | عمر بن الخطاب أنه قال :يا رسول | ال ،مالك أَفصحنا ،ولم تخرج من
| بين أَظهُرِنا ؟ قال ' :كانت لغة | إسماعيل قد دَرَست ،فجاءَ بها جبريل | عليه السلمُ فحفّظَنِيها
فحفظْتها ' أخرجه | ابنُ عساكر في تاريخه | | .وأخرج الدّيلمي في مُسند الفردَوس | عن أبي
رافعٍ قال :قال رسول ال | & ' مُثّلَت لي أُمتي في الماء |
____________________
( )1/15
| والطّين وعُلّمت السماءَ كلّها كما | عُلّم آد ُم الَسماءَ كلّها ' ( | .المقصد الثاني | في سعة لغة
العرب ) | | في المزهر :قال أبو الحسن أحمد بن | فارس في فقه اللغة :باب القول على | لغة
العرب ،وهل يجوز أن يُحاط | بها ،قال بعض الفقهاء :كلمُ العرب | ل يُحيط به إل نبيّ .قال
ابن فارس | :وهذا كلم حَ ِريّ أن يكون صحيحا | ،وما بلغنا عن أَح ٍد ممن مَضى أنه ادّعى |
حِفظ اللغة كلّها ،فأما الكتاب المنسوب | إلى الخليل ،وما في خاتمته من قوله | :هذا آخرُ كلم
العرب فقد كان الخليل | َأوْرَع وأَتقى ل تعالى من أن يقول ذلك | | .قال السيوطيّ :وهذا الذي
نقله عن | بعض الفقهاءِ نص عليه الما ُم | الشافعيّ رضي ال عنه ،فقال في | أوّل الرسالة :
لسان العرب أَوسعُ الَلسنةِ | مذهبا ،وأكثرُها أَلفاظا ،ول نعلم | أنه يحيط بجميع علمه إنسانٌ
غير | نبيّ ،ولكنه ل يذهب منه شيء على | عَامتها ،حتى ل يكون موجودا فيها | من يعرفه ،
ل الفِقه ،ل يعلم | رجلٌ جميعَ السّنَن ،فلم يذهب | منها
والعِلْم عند العرب كالعِلْم | بالسّنّة عند أه ِ
جمِع علمُ عامّة | أَهلِ العلم بها أَتَى على السّنن ،وإذا | فُرّق علم كلّ واحدٍ منهم
عليه شيء ،فإذا ُ
ذهب عليه | الشيءُ منها ثم كان ما ذهب عليه منها | موجودا عند غيره ،وهم في | العلم
ل ممّا جمع غيره ،
طبقات ،منهم الجامع لكثره | وإن ذهب عليه بعضه ،ومنهم الجامع | لق ّ
وليس قليلُ | ما ذهب مِن السّنن على مَنْ جمع | أكثَرها دليلً على أن يُطلب علمه عند | غير
طَبَقته ،من أَهل العلم ،بل | يُطلَب عند نُظَرائه ما ذَهب عليه حتى | يُؤتَى على جميع سُنن
رسولِ ال | & ،بأَبي هو وأُمي ،فتفرّد |
____________________
( )1/16
( )1/17
| ألف وستمائة وستة وسبعون ،والمهمل | منه أربعة آلف وثلثمائة وأربعة وعشرون | | .عدة
الثّنائي سبعمائة وخمسون | ،المستعمل منه أربعمائة وتسعة وثمانون | ،والمهمل مائتان وواحد
وستون ،الصحيح | منه ستمائة ،والمعتل مائة وخمسون | ،المستعمل من الصحيح أربعمائة
وثلثة | ،والمهمل مائة وسبعة وتسعون ،والمستعمل | من المعتل ستة وثمانون ،والمهمل
أربعة | وستون | | .وعدة الثلثي تسعة عشر ألفا وستمائة | وخمسون ،المستعمل منه أربعة
آلف | ومائتان وتسعة وستون ،والمهمل خمسة | عشر ألفا وثلثمائة وواحد وثمانون | ،
الصحيح منه ثلثة عشر ألفا وثمانمائة | ،والمعتلّ سِوى اللّفيف خمسة آلف | وأربعمائة ،
واللفيف أربعمائة وخمسون | ،المستعمل من الصحيح ألفان وستمائة | وتسعة وسبعون ،والمهمل
أحد عشر ألفا | ومائة وأحد وعشرون ،والمستعمل من | المعتلّ سوى اللّفيف ألف وأربعمائة |
وأربعة وثلثون ،والمهمل ثلثة آلف | وتسعمائة وستة وستون ،والمستعمل | من اللفيف مائة
وستة وخمسون ،والمهمل | مائتان وأربعة وتسعون | | .وعدة الرباعي ثلثمائة ألف وثلثة |
آلف وأربعمائة ،المستعمل ثمانمائة | وعشرون ،والمهمل ثلثمائة ألف وألفان | وخمسمائة
وثمانون | | .وعدة الخماسي ستة آلف ألف | وثلثمائة ألف وخمسة وسبعون ألفا | وستمائة ،
المستعمل منه اثنان وأربعون | ،والمهمل ستة آلف ألف وثلثمائة ألف | وخمسة وسبعون ألفا ،
وخمسمائة وثمانية | وخمسون | | .قال الزبيدي .وهذا العدد من الرباعيّ | والخماسيّ على
الخمسة والعشرين حرفا | من حروف المُعجم خاصّة ،دون الهمزة | وغيرها ،وعلى أن ل
يتكرّر في الرباعيّ | والخماسيّ حرفٌ من نفس الكلمة ،ثم | قال :وعدّة الثنائيّ الخفيف
ف ومائتا حَ ْرفٍ وخمسةٌ |
حوِ ما أَلحقناه في | الكتاب أَلفَا حَ ْر ٍ
والضَرْبَيْنِ | من المُضاعَف على َن ْ
وسبعون حرفا ،المستعمل من ذلك مائة |
____________________
( )1/18
| واثنان ،والمهمل ألفا حرفٍ ومائة حرف | وثلثة وسبعون حرفا ،الصحيح من | ذلك ألفُ
حرفٍ وثمانمائة وخمسة | وعشرون ،والمعتلّ أربعمائة وخمسون | ،المستعمل من الصحيح
تسعة وخمسون | ،والمهمل ألف وسبعمائة وستة وستون | ،والمستعمل من المعتلّ ثلثة
وأربعون | ،والمهمل أربعمائة وسبعة ،انتهى ( | .المقصد الرابع | في المتواتر من اللغة
والحاد ) | | قال العلمة أبو الفضل ،نقلً عن | ُلمَع الدلّة لبنِ النباريّ ،اعلمْ أن | الن ْقلَ على
قِسمين :تواتر وآحاد ،فأما | التواتر فلغة القرآن ،وما تواتر من | السّنّة وكلمِ العرب ،وهذا
طعِيّ من أدلّة النحو ،يفيد العِلْمَ | أي ضروريّا ،وإليه ذ َهبَ الكثرون | ،أو نَظرِيّا
القسمُ | دليلٌ َق ْ
،ومال إليه آخَرُون ،وقيل | :ل ُي ْفضِي إلى عِلْم البتّة ،وهو ضعيف | ،وما تفرّد بنقلِه بعض
أهلِ اللغ ِة ولم | يُوجَد فيه شرطُ التواترِ ،وهو دليلٌ | مأْخوذٌ به ،فذهب الكثرون إلى أنه | يُفيد
الظنّ ،وقيل :العِلمَ وليس | بصحيحٍ ،لتطرّقِ الحتمالِ فيه ،ثم | قال :وشرط التواتر أن يبُلغَ
عَ َددُ | النقَلَةِ إلى حَدّ ل يَجوز على مِثلهم | التفاقُ على الكذب في لغةِ القرآن ،وما | تواتر من
أَلسنة العرب ،وقيل :شرطه | أن يَبلغوا خمسةً ،والصحيح هو الوّل ( | | .قال ) قومٌ من
الُصوليين :إنهم | أقاموا الدلئلَ على خبرِ الواحد أنه | حُجّة في الشرْع ،ولم يُقيموا الدّلل َة |
على ذلك في اللغة ،فكان هذا َأوْلَى | | .وقال المام فخرُ الدين الرازيّ | ،وتابعه المام تاج
الدين الَرمويّ | صاحب الحاصل :إن اللغَة والنحوَ | والتصريفَ ينقسم إلى قسمين ،قسم | منه
متواترٌ ،والعِل ُم الضروريّ حاصلٌ | بأَنه كان في الَزمنةِ الماضي ِة موضوعا | لهذه المعاني ،فإنا
نجد أَنفسنا جازمةً | بأن السما َء والرضَ كانتا مُستعملتين | في زمانه & في معناهما |
المعروف ،وكذلك الماء والنار والهواء |
____________________
( )1/19
| وأَمثالها ،وكذلك لم يزل الفاعلُ | مرفوعا ،والمفعول منصوبا ،والمضاف إليه | مجرورا ،ثم
قال :ومنه مظنون ،وهو | اللفاظ الغريبة ،والطريق إلى معرفتها | الحاد ،وأكثر ألفاظِ
طعِيّات
سكُ به في القَ ْ
القرآنِ ونحوُه | وتصريفُه من القسم الوّل ،والثاني منه | قليل جدّا ،فل يُتَم ّ
| ويتمسّك به في الظّنّيات ،انتهى ( | | .وأما المنقطع ) َففِي لمع الدلة | :هو الذي انقطع
ط في قبول
سَنَدُه ،نحو أن يَ ْر ِوىَ | ابنُ دُرَيد عن أبي زيْدٍ ،وهو غير مقبول | ،لن العَدَالَة شَرْ ٌ
الن ْقلِ | ،وانقطاعُ سَنَ ِد النقلِ يُوجِب الجهلَ | بالعدالةِ ،فإنّ من لم ُي ْذكَر لم تُعرَف | عدالتُه .وذهب
ضيّ | | .وأما الحاد فهو ما انفرد بروايته | واحدٌ من أهل
بعضهم إلى قبوله | ،وهو غيرُ مَ ْر ِ
اللغة ،ولم ينقله أحدٌ غيره | ،وحكمه القَبول إذا كان المنفردُ به من | أهل الضبط والتقان ،
كأبي زيدٍ | النصاريّ ،والخليل ،والصمعي ،وأبي | حاتم ،وأبي عُبيدة وأقرانِهم ،وشرطه |
أن ل يخالف فيه أكثرُ عددًا منه | | .وأما الضعيف فهو ما انحطّ عن | دَرَجةِ الفصيح | | .
والمنكر أضعف منه وأقلّ استعمالً | | .والمتروك ما كان قديما من اللغات ثم | تُرك واستُعمِل
غيرُه ( | | .وأما ) الفصيح من اللغة ،ففي | المزهر ما نصه :المفهوم من كلم ثعلب | أن
مدارَ الفصاحةِ على كثرةِ استعمال | العرب لها ،انتهى .ومثله قال القزوينيّ | في اليضاح :
وقالوا أيضا :الفصاحةُ | في المفرَد خُلوصُه من تَنافر الحروف | ،ومن الغرابة ،ومن مخالفة
القياس | اللغ ِويّ ،وبيان ذلك مذكورٌ في محلّه ( | | .قال ) ابن دريد في الجمهرة | واعلم أن
أكثر الحروف استعمالً عند | العرب الواو والياء والهمزة ،وأقلُ | ما يستعملون لِثقَلِها على
ألسنتهم الظاءُ | ،ثم الذال ،ثم الثاء ،ثم الشين ،ثم |
____________________
( )1/20
| القاف ،ثم الخاء ،ثم العين ،ثم | النون ،ثم اللم ،ثم الراء ،ثم الباء | ثم الميم ،فأَخفّ هذه
الحروف كلّها | [ ما ] استعملتْه العربُ في أُصول أَبنيتهم | من الزوائد ،لختلف المعنى ،انتهى
ف وتَثقُل بحسب
خ ّ
| | .وفي عروس الَفراح :رُتَب | الفصاح ِة منها متقارِبة ،فإن الكلمة | ت ِ
النتقال مِن حَرْف | إلى حرفٍ ل يلئمه قُرْبا أو بُعدا ،فإن | كانت الكلمة ثلثيّة فتراكيبها اثنا
عشر | فذكرها ،ثم قال :وأحسَنُ هذه التراكيبِ | وأكثرُها استعمالً ما انحدَرَ فيه من العلَى |
إلى الَوسط إلى الَدْنَى ،ثم ما انتقلَ | فيه من الَوسط إلى الَدنى إلى الَعلى | ،ثم من الَعلى
إلى الَدنى ،وأَقلّ الجميع | استعمالً ما انتقل فيه من الدنى إلى | الَعلى إلى الَوسط ،هذا إذا
لم ترجع إلى | ما انتقلت عنه ،فإن رجعت فإن كان | النتقال من الحرف إلى الحرفِ الثاني |
في انحدارٍ من غير طفْرةٍ ،والطفرةُ | النتقالُ من الَعلى إلى الَدنى أَو عكسه | ،كان التركيب
ف وأكث َر ،وإل كان | أثقلَ وأقلّ استعمالً .فيه أيضا أن | الثلثيّ أفصحُ من الثنائيّ والُحاديّ
أخ ّ
| ،ومن الرباعي والخماسي ،انتهى .وذكر | حاز ٌم القُرْطَاج ّنيّ وغيرُه :من شروط | الفصاحةِ
أن تكون الكلمةُ متوسّطةً من | قلّة الحروف وكثرتها .والمتوسطة ثلثة | أحرف ( | .المقصد
الخامس | في بيان الفصح ) | | قال أبو الفضل :أفصحُ الخلقِ على | الطلق سيّدُنا ومولنا
رسولُ ال ، & | ،قال & | ' أنا أَفصحُ العَرَب ' رواه أصحاب | الغَرِيب ،و َر َووْه أيضا بلفظ ' أنا
أَفصحُ | منْ نطقَ بِالضّادِ بيْد أَنّي مِنْ قُرَيشٍ ' | وإن ُتكُلّم في الحديث | | .و ُنقِل عن أبي الخطّاب
بن ِدحْية | :اعْلمْ أن ال تعالى لما وضَع رسولَه | & َم ْوضِعَ البلغِ مِن |
____________________
( )1/21
( )1/22
جعَل الكاف | شينا مطلقا ،كلبيشَ اللهم لبيشَ | | .ومن العرب مَن
| | والوَتم في لغة اليمن َي ْ
يجعل الكافَ جيما | كَالجعْبة ،يريد الكَعبة | | .وفي فقه اللغةِ للثعالبي اللخْلَخانِيّة | َتعْرِض في
عمَان | ،كقولهم مَشَا ال ،أي ما شَاءَ ال | | .والطّمطُمانِيّة َتعْرِض في لغة
لغةِ أَعراب الشّحْرِ و ُ
حمْير | ،كقولهم طَابَ ا ْمهَواءُ أي طاب | الهَواءُ ( | .المقصد السادس | في بيان المطرد والشاذ
ِ
والحقيقة | والمجاز والمشترك والضداد المترادف | والمعرّب والمولّد ) | | أما الكلمُ على
الطّراد والشّذوذ | ،فقال ابنُ جِنّ ي في الخصائص إنه | على أربعةِ أَضرُب | | .مطرد في
القياس والستعمال جميعا | ،وهذا هو الغاية المطلوبة ،نحو قام زي ٌد | وضربت عمرًا | | .
ومطرد في القياس شاذ في الستعمال | ،وذلك نحو الماضي من يَذَر ويَدَع | | .ومطرد في
حوَذ ،واست ْنوَق الجملُ ،واستفَيْل | الجمل | | .وشاذ في
الستعمال شاذ في القياس | كاست ْ
الستعمال والقياس جميعا | كقولهم ثوب مَصوُون ،وفرس مَقوُود | ،ورجل َمعْوُود مِن مَ َرضِه .
ى ووَلِى | ،وقد يأْتي الكلم
| | ومن الشواذّ بابُ َفعِل َيفْعِل بكسر | العين فيهما كوَرِث و َومِق ووَرِ َ
عليه في محله ( | | .أما الحقيقة والمجاز ) | | .ففي النوع الرابع والعشرين من | المزهر ،قال
العلمة فخر الدين | الرازي :جِهات المجاز يحضُرنا منها | اثنا عشرَ وجْها | | .أَحدها التجوّز
بلفْظِ السّبَب عن | المُسبّب ،ثم الَسباب أربعة :القابِل | ،كقولهم سالَ الوادِي ،والصّو ِريّ | ،
كقولهم لليد إنها قدرةٌ ،والفاعل | ،كقولهم نزل السحابُ أي المطر ،والغَا ِئيّ | كتسميتهم العِنب
الخمْرَ .
____________________
( )1/23
| | الثاني بلفظ المُسبّب عن السبب | ،كتسميتهم المرضَ الشدي َد بالموت | | .الثالث المُشابهة ،
كالَسد للشّجاع | | .والرابع المضَادّة ،كالسّيئة للجزاء | | .الخامس والسادس بلفظ الكلّ | للجزء
،كالعامّ للخاصّ ،واسم الجزء | للكلّ ،كالَسود للزنجي | | .والسابع اسم الفِعل على القُوّة ،
كقولنا | للخمرة في الدّنّ إنها مُسكرة | | .والثامن المشتقّ بعد زَوال المصدر | | .والتاسع
المجاورة ،كالرّاوِية للقِرْبة | | .والعاشر المجاز العرْفي وهو إطلقُ | الحقيقةِ على ما هُجِر
عُرْفا ،كالدّابة | للحِمار | | .والحادي عشر الزيّادة والنقصان | ،كقوله ^ ( لَيْسَ َكمِثْلِهِ شَيء )
^ < 2 ! ،واسأل القرية > | | . ! 2والثاني عشر اسم المتعلّق على المتعلّق | به ،كالمخلوق
بالخَلْق ،انتهى ( | | .وقال ) القاضي تاج الدين السّبكي | في شرح المنهاج بعد كلم طويل | :
ف الَصلِ ،فإذا دارَ اللفظُ بين | احتمالِ المجازِ
والفَرْضُ أن الَصلَ الحقيقةُ ،والمجازَ | خل ُ
واحتمالِ الحقيقةِ | فاحتمالُ الحقيقةِ أَرجحُ ،انتهى | | .وقال الما ُم وأَتباعُه :الفرق بين | الحقيقةِ
والمجاز إما أن يقَع بالتّنصيص | أو بالستدلل ،أما التنصيصُ فأَن | يقول الواضعُ :هذا حقيقةٌ ،
ل فبالعلمات ،فمن علماتِ | الحقيقةِ
وهذا | مجا ٌز ،وتقول ذلك أئمةُ اللغةِ ،وأما | الستدل ُ
تبادرُ الذّهنِ إلى فهمِ المعنى | ،والعراءُ عن القَرينة ،ومن علماتِ المجاز | إطلقُ اللفظِ على
سيّ | ،كاستعمالِ لفظ الدابّة في الحِمار ،
ما يستحيلُ تَعّلقُه به | ،واستعمالُ اللفظ في المعنَى المن ِ
فإنه | موضوعٌ في اللغةِ لكلّ ما َي ِدبّ على | الَرض ،انتهى ( | | .قال ) ابن برهان :وقال
الُستاذ | أبو إسحاق السفراييني :ل مجاز في | لغةِ العرب | .
____________________
( )1/24
| | وحكى التاج السّبكيّ عن خَطّ | الشيخ تقيّ الدين بن الصّلح أن أبا | القاسم بن كج حكى عن
أبي عليّ | الفارسّي إنكارَ المجازِ ،فقال إمام | الحرميْنِ في التلخيص ،والغزاليّ في | المنخول :
ل يصِحّ عن الُستاذ هذا | القولُ ،وأما عن الفارِسيّ فإن المام | أبا الفتح بن جِنّى تلميذ الفارسيّ
حكِ | عنه ذلك ،بل حكَى عنه ما ي ُدلّ على | إثباته | | .ثم
| ،وهو أَعلمُ الناسِ بِمذهبه ،ولم ي ْ
طلٌ محاسنَ
حدٌ للضرورة ،ومُع ّ
قال ابنُ بُرهانٍ بعد كلمٍ | أَورده :ومُنكِرُ المجازاتِ في اللغة | جا ِ
لغةِ | العرب ،قال امرؤ القيس َ ( % | :فقُلْتُ له لمّا تَمطّى ِبصُلْبِ ِه | %وأَرْدفَ أَعْجازًا ونَاءَ
ِبكَ ْل َكلِ ) | | %وليس لليل صُلْب ول أَرداف | | .وأما المشتركُ | | .فهو اللفظُ الواحِد الدالّ على
| معنَيَيْن مُختِلفَين فأَكثر دللةً على | السّواءِ عند أَهلِ تلك اللغة ،واختلف | الناسُ فيه ،فالَكثرون
على أَنه مُمكِنُ | الوقوعِ ،لجواز أن يقع إمّا من واضعين | بأَن يضع أحدهما لفظا لمعنى ،ثم |
يضعه الخر لمعنى آخر ،ويشتهر ذلك | اللفظ ما بين الطائفتين في إفادة | المعنيين ،وهذا على
أن اللغات غير | تَوقيفية ،وإما من واضع واحد لغرض | البهام على السامع ،حيث يكون |
التصريح سببا لمضرّة ،كما روى عن | أبي بكرٍ الصدّيقِ رضي ال عنه وقد | سأَله رجل عن
النبي & | وقت ذهابهما إلى الغار :من هذا ؟ قال | :هذا رجلُ يهْديني السبيل | | .والَكثرون
أيضا على أنه واقع | لنقل أهل اللغة ذلك في كثير من | اللفاظ ،ومن الناس من أَوجب وقُوعه ،
| قال :لن المعاني غير متناهية ،والَلفاظ | متناهية ،فإذا وزع لزم الشتراك | ،وذهب
بعضهم إلى أن الشتراك أَغلب | ،كذا في المزهر ،ومن أمثلة المشترك |
____________________
( )1/25
| الرؤية والعين والهلل والخال ،وسيأْتي | بيان ذلك كله في مواضعه ( | | .وأما الَضداد ) | |
فنقل السيوطي عن المبرد في | كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه | :في كلم العرب اختلف
اللفظين | لختلف المعنيين ،واختلف اللفظين | والمعنى واحد ،واتفاق اللفظين واختلف |
المعنيين | | .فالوّل كقولك :ذهب وجاءَ وقام | وقعد ،ورجل وفرس ويد ورجل | | .وأما
الثاني فكقولك :حسبت وظننت | وقعدت وجلست ،وذراع وساعد وأنف | ومرسن | | .وأما
الثالث فكقولك وجدت شيئًا | ،إذا أردت وجدان الضالّة ،ووجدت | على الرجل ،من الموْجِدَة ،
ووجدت | زيدًا كريمًا أي علمت ،ومنه ما يقع على | شيئين متضادّين ،كقولهم جَللٌ | للصغير
وللكبير ،والجوْن للَسود | والَبيض .قلت :ومثله كلم ابن فارس | في فقه اللغة ،وبسطه أبو
الطيب اللغوي | في كتاب الضداد ( | | .وأما المترادف ) | | فقال المام فخر الدين الرازي | :
هو الَلفاظ المفردة الدالّة على شيء واحد | باعتبارٍ واحد ،والفرق بينه وبين | التوكيد ،أن أحد
لوّل | ،
المترادفين يفيد | ما أفاده الخر ،كالنسان والبشر ،وفي | التوكيد يفيد الثاني تقوِي َة ا َ
والفرق بينه وبين التابع ،أن التابع وحده | ل يفيد شيْئا ،كقولنا عطْشان نطْشان | | .قال التاج
السبكي في شرح | المنهاج :وذهب بعضُ الناس إلى إنكار | المترادف في اللغة العربية ،وزعم
أن كل | ما ُيظَنّ من المترادفات فهو من المتباينات | التي تتباين بالصفات ،كما في النسان |
والبشر ،فإن الول موضوع له باعتبار | النسيان أو النس ،والثاني باعتبار أنه | بادي ال َبشَرة ،
وكذا الخَنْدَريس وال ُعقَار | ،فإن الول باعتبار العتق ،والثاني باعتبار | عقْرِ الدنّ ،لشدّة ما
فيها ،قال :واختاره |
____________________
( )1/26
| ابنُ فارس كتابه الذي ألفه في | فقه اللغة والعربية | | .ونقل الجلل عن الكَيّا في تعليقه | في
الُصول :الَلفاظ التي لمعنى واحد | تنقسم إلى ألفاظ مترادفة ،وألفاظ | متواردة | | .فالمترادفة
صهْبَاء وقهوة ،والسبع لَيْثا وأَسدًا | وضِرْغاما | | .والمتواردة هي
كما يُسمّى الخمْر عُقارًا | و َ
التي يقام لفظٌ | مُقام لفظٍ ،لمعان متقاربةٍ ،يجمعها معنى | واحد ،كما يقال :أَصلَح الفاسد ،ولَمّ
ق الفَتْقَ ،وشَعب الصّ ْدعَ | ،انتهى | | .قال :وهذا تقسيم غريب ،وقد أَلّف | فيه
| الشّعث ،ور َت َ
القاضي مجد الدين الشيرازي | كتابا وسماه ' ال ّر ْوضُ المسلُوف فيما | له اسمان إلى الُلوف ' | .
| وأما المعرّب | | فهو ما استعملته العرب من اللفاظ | الموضوعة لمعانٍ في غير لغتها ،قال |
الجوهري في الصحاح :تعريب السم | العجمي أن تتفوّه به العربُ على | مِ ْنهَاجِها ،تقول :
عرّبته العرب | وأَعْربته [ وقال أبو عبيد القاسم بن | سلم ] وأما لُغات العجم في القرآن | ف ُروِي
عكْرمة أنهم قالوا في أحرف كثيرة | إنها بلغات العجم ،وقال
عن ابن عباس وعطاء ومُجاهدٍ | و ِ
أهل العربية | :إن القرآن ليس فيه من كَلم العجم | شيء ،لقوله تعالى ! < 2قرآنا عربيا >
| ! 2وقولِه ! < 2بلسان عربي مبين > : ! 2قال | أبو عبيد والصواب عندي مذهبٌ | فيه
تصديقُ القولينِ جميعا ،وذلك أن | هذه الحروف أُصولُها أَعجمية ،كما | قال الفقهاءُ :إل أنَها
سقطت إلى العرب | فأَعربتها بأَلسنتها ،وحوّلتها عن ألفاظ | العجم إلى ألفاظها ،ثم نزل القرآن
وقد | اختلطت هذه الحروف بكلم العرب | ،فمن قال إنها عربية فهو صادق ،ومن |
____________________
( )1/27
| قال عَجَميّة فهو صادق ،اه | | .وقد ألف فيه المام أبو منصور | الجَواليقي وغيره | | .ثم
ذكر الجلل فائدة نصها | :سُئل بعض العلماء عما عرّبته العرب | من اللغات واستعملته في
حكْ َم كلمِها فيشتق ويشتق منه ؟ | فأجاب بما نصه :ما عرّبته العرب من |
كلمها :هل | يُعطى ُ
اللغات واستعملته في كلمها ،من | فارسيّ وروميّ وحبشيّ وغيره ،وأدخلته | في كلمها ،
على ضربين | | .أحدهما أسماء الجناس كالفِرِند | والِبْرَيْسَم واللّجام والجُر والبا َذقِ |
والقِسْطاس والستبرق | | .والثاني ما كان في تلك اللغات علَما | فأَجروه على عَلمِيّته كما كان ،
حقُوه | ،
لكنهم | غيّرُوا لفظه ،وقرّبوه من ألفاظهم ،وربما | ألحقوه بأَبْنِيَتِهم ،وربما لم يُ ْل ِ
ب الوّل في هذا الحكم | ل في العلمية ،إل أنه يُ ْنقَل كما يُ ْنقَل | العربيّ ،وهذا
ويشاركه الضّ ْر ُ
الثاني هو المعتَدّ بعجمته | في منع الصرف ،بخلف الوّل ،وذلك | كإبراهيم وإسماعيل
وإسحاق ويعقوب | وجميع النبياء إل ما استُثْ ِنىَ منها من | العربيّ كهودٍ وصالحٍ ومحمد & | ،
وغير النبياء كبيرُوز وتكِين | ورُسْتم وهُرْمز ،وكأسماء البلدان التي | هي غير عربية ،
سمَ ْرقَنْد وقنْدهار وخُراسان وكِرْمان | وكوركان وغير ذلك | | .فما
كِإصْطَخر وم ْر ُو وبَلْخ | و َ
حكْ ُم العربيّ فل | يُتَجاوزُ به حُكمُه | | .
كان من الضرب الوّل فأَشرف | أحواله أن ُيجْري عليهِ ُ
فقول السائل :يشتقّ | | .جوابُه المنْعُ ،لنه ل يخلو أن | يُشتقّ من لفظٍ عربيٍ أو عجميّ مثله ،
ق الواحدة | منها من
| ومحال أن يُشتَقّ العجميّ من العربيّ أو | العربيّ منه ،لن اللغات ل تُشت ّ
الُخرى ،مُواضَعةً كانت في | الَصل أو إِلهاما ،وإنما يُشتقّ في اللغة | الواحدة بعضِها من
ج و َتوْلِيد ،ومحال أن تَلِد المرأَة |
بعض ،لن الشتقاق | نِتا ٌ
____________________
( )1/28
| إل إنسانا ،وقد قال أبو بكر | محمد بن السريّ في رسالته في الشتقاق | وهي أهم ما وضع في
هذا الفنّ | من علوم اللسان :ومن اشتق العجمي | المعرّب من العربي كان كمن ادّعى أن |
الطير من الحوت | | .وقول السائل :ويشتق منه | | .فقد لعمري ُيجْرَى على هذا الضرب |
المُجْرَى ُمجْرَى العربي كثيرٌ من الحكام | الجارية على العربي ،من تصرّف فيه | ،واشتقاق
صغّر على
منه ،ثم أَورد أَمثلة كاللجام | وأَنه معرب من لغام ،وقد جُمع على | لُجُم ككُتب ،و ُ
لُجيْم ،وأَتى | للفعل منه بمصدر وهو اللجام ،وقد | أَلجمه فهو مُلْجَم وغير ذلك ،ثم قال | :
وجملة الجواب أن العجمية | ل تشتق ،أي ل يحكم عليها أنها مشتقة | ،وإن اشتق من لفظها ،
فإذا وافق | لفظٌ أَعجميّ لفظا عربيّا في حروفه | ،فل تَرَيَنّ أَحدَهما مأْخوذًا من الخر | كإسحاق
ويعقوب ،فليسا من لفظ | أَسحقه ال إسحاقا ،أي أَبعده ،ول | من الي ْعقُوب اسمِ الطائر ،وكذا
سائر | ما وقع في الَعجمي موافقا لفظَ | العربيّ ،انتهى ( | | .وأما المولد ) | | فهو ما أَحدثه
المولدون الذين | ل يحتجّ بأَلفاظهم ،والفرق بينه وبين | المَصنوع أن المصنوع يُوردُه صاحبه |
على أنه عربي فصيح ،وهذا بخلفه | ،وفي مختصر العين للزّبيدي أن المولد | من الكلم :
حدَث ،وفي ديوان | الَدب للفارابي :يقال :هذه عربية | ،وهذه مولدة ،كذا في المزهر ،
المُ ْ
وستأْتي | أَمثلته إن شاءَ ال تعالى ( | .المقصد السابع | في معرفة آداب اللغويّ ) | | وفيه
تنبيه ،قال السيوطي في المزهر | :أول ما يلزمه الخلص وتصحيح النيّة | ،ثم التحري في
الَخذ عن الثقات ،مع |
____________________
( )1/29
| الدأب والملزمة عليهما ،وليكتب كلّ | ما رآه ويسمعه ،فذلك أَض َبطُ له | ،وليرحل في طلب
الغرائب والفوائد | كما رحل الئمة ،وليعتنِ بِحفظ أَشعار | العرب ،مع تفهّم ما فيها من المعاني
| واللطائف ،فإن فيها حكما ومواعظ | وآدابا يستعان بها على تفسير | القرآن والحديث .وإذا
سمع من أحد | شيئا فل بأْس أن يتثبت فيه ،وليترفق | بمن يأْخذ عنه ول يكثر عليه ول يطوّل |
بحيث يضجر ،ثم إنه إذا بلغ الرتبة | المطلوبة صار يدعى الحافظ ،ووظائفه | في هذا العلم
أربعة :أحدها وهي العليا | الملءُ ،كما أن الحفاظ من أهل | الحديث أعظم وظائفهم الملءُ ،
وقد | أَملَى حفّاظ اللغة من المتقدمين الكثير | ،فأَملى أبو العباس ثعلب مجالس عديدة | في مجلد
ضخم ،وأملى ابنُ دُريد مجالس | كثيرة رأيت منها مجلّدا ،وأملى | أبو محمد القاسم بن النباري
وولده | أبو بكر ما ل يُحصى ،وأملى أبو عليّ | القالي خمس مجلدات وغيرهم | ،وطريقتهم في
الملء كطريقة المحدّثين | يكتب المستملي أول القائمة :مجلسٌ | أمله شيخنا فلن ،بجامع
كذا ،في | يوم كذا ،ويذكر التاريخ ،ثم | يورد المملي بإسناده كلما عن العرب | والفصحاء ،
فيه غريب يحتاج إلى | التفسير ،ثم يفسره ،ويورد من أشعار | العرب وغيرها بأسانيده ،ومن
الفوائد | اللغوية بإسناد وغير إسناد ،مما يختاره | ،وقد كان هذا في الصدر الوّل فاشيا كثيرا ،
حفّاظ ،وانقطع إملء اللغة | من دهر مديد ،واستمر إملء الحديث | | .قال
| ثم ماتت ال ُ
السيوطي :ولما شرعت في | إملء الحديث سنة 873وجددته بعد | انقطاعه عشرين سنة من
سنة مات الحافظ | أبو الفضل بن حجر أَردت أن أُجدد | إملءَ اللغة وأحييه بعد دثوره فأَمليت |
حمََل ًة ول من | يرغب فيه فتركته ،وآخر من عَلمته | أَملَى على
مجلسا واحدًا ،فلم أَجد له َ
طريقةِ اللغويين أَبو القاسم | الزجّاجي ،له أَمالي كثيرة في مجلدٍ | ضخم ،وكانت وفاته في سنة
| 339
____________________
( )1/30
| ولم أقف على أَمالي لَحد بعده | | .ومن آدابه :الفتاء في اللغة | ،وليقصد التحرّي والبانة
والفادة | والوقوف عند ما يعلم ،وليقل فيما | ل يعلم :ل أعلم | | .ومن آدابه الرواية والتعليم ،
ومن | آدابهما الخلص وأن يقصد بذلك | نشر العلم وإحياءه والصدق في الرواية | والتحري
والنصح والقتصار على القدر | الذي تحمله طاقة المتعلم | | .ومن آداب اللغوي أن يمسك عن |
الرواية إذا كبر ونسي وخاف التخليط | ،ول بأس بامتحان من قدم ليعرف | محلّه في العلم ،
وينزل منزلته ،ل لقصد | تعجيزه وتنكيسه فإن ذلك حرام ( | | .تنبيه ) قال أبو الحسين أحمد
بن | فارس :تؤخذ اللغة اعتيادًا ،كالصبي | العربيّ يَسمع أبويه وغيرها ،فهو يأْخذ | اللغة عنهم
على ممر الوقات ،وتؤخذ | تلقّنا من ملقّن ،وتؤخذ سماعا من | الرواة الثقات ،وللمتحمل بهذه
الطرق | عند الداء والرواية صيغ ،أعلها | أن يقول :أَملَى عليّ فُلنٌ ،ويلي ذلك | :
سمعت ،ويلي ذلك أن يقول :حدثني | فلن ،وحدثنا إذا حدثه وهو مع غيره | ،ويلي ذلك ان
يقول :قال لي فلن ،وقال | فلن بدون لي ،ويلي ذلك أن يقول | :عن فلن ،ومثله :إن
فلنا قال .ويقال | في الشعر :أنشدنا ،وأنشدني ،على | ما تقدم ،وقد يستعمل فيه حدّثنا |
وسمعت ونحوهما | | .وفي المزهر في باب معرفة طرق الخذ | والتحمل وهي ستة :أحدها
السماع | من لفظ الشيخ أو العربي .ثانيها القراءة | على الشيخ ويقول عند الرواية | قرأْت على
فلن .ثالثها السماع | على الشيخ بقراءة غيره ويقول عند | الرواية قرئ على فلن وأنا أَسمع ،
وقد | يستعمل في ذلك أيضا أخبرنا قراءة | عليه وأنا أَسمع وأَخبرني فيما قرئ | عليه وأنا
أَسمع ،ويستعمل في ذلك أيضا |
____________________
( )1/31
| حدثنا فيما قرئ عليه وأنا أَسمع | .رابعها الجازة ،وذلك في رواية | الكتب والشعار
المدونة ،قال ابن | الَنباري :الصحيح جوازها .خامسها | الكتابة .سادسها الوِجادة وأَمثلتها |
في كتب اللغة كثيرة ( | .المقصد الثامن | وفيه أنواع ) | | النوع الوّل في بيان مراتب اللغويين
| وفيه فرعان | | :الوّل في بيانه أئمة اللغة من | البصريّين وبيان أسانيدهم ووفياتهم | وكُناهم .
نقل السيوطي في المزهر عن | أبي الطيّب عبد الواحد بن علي اللغويّ | في كتابه مَراتب
النحويين ما حاصله | | :إن أوّل من رسم للناس النحو واللغة | أبو السود الدؤلي ،وكان أَخذ
ذلك عن | أَمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي | ال عنه ،وكان من أَعلم الناس بكلم |
العرب مات في سنة 69قال أبو حاتم | :تعلم منه ابنه عطاء بن أبي الَسود ،ثم | أبو سليمان
يحيى بن َيعْمر العَ ْدوَاني ،ثم | أبو عبد ال مَيمون الَقرن ،ثم عَنْبَسَة | الفيل ،قيل هو لقب أبيه .
ثم أَخذ عن | يحيى عبدُ ال بن أبي إسحاق الحضرميّ | ،وكان أَعلم أهل البصرة بها ،وكان في
| عصره أبو عمرو بن العلء المازني | ،اختلف في اسمه على أحد وعشرين قولً | ،أصحها
زَبّان بالزاي والباء المشددة | موحدة ،وقيل :اسمه كنيته ،مات سنة | 159أخذ عن يحيى
عمَر | عيسى بن
وميمون | وغيرهما ،وكان أعلم الناس | بالعربية ،أخذ عنه جماعةٌ ،منهم أبو ُ
يوسف الثقفي ،مات سنة | 150ويونس بن حبيب الضبيّ ،مات سنة | 182عن 72سنة وأبو
الخطاب | عبد المجيد بن عبد الحميد الخفش | الكبير ،فكان هؤلء الثلثة أعلم الناس |
وأفصحهم .وممن أخذ عن أبي عمرو | أبو جعفر محمد بن الحسن الرؤاسي |
____________________
( )1/32
| عالم الكوفة ،وهو أُستاذ الكسائي | ،فأَخذ عن عيسى بن عمر أبو عبد الرحمن | الخليل بن
أحمد الفَراهيدي ،مات في | سنة 175وكان أعلم الناس وأتقاهم | ،وعنه وعن أبي الخطاب
ويونس المامُ | أبو زيد سعيدُ بن َأوْس الَنصاري مات | سنة 215عن 93وقيل غير ذلك | ،
وأبو عبيدة َم ْعمَر بن المُثَنّى مات سنة | 209وأبو سعيد عبد الملك بن قُرَيْب | الصمعي ولد سنة
123ومات سنة | 212وأخذ الثلثة هؤلء عن أبي | عمرو بن العلء أول ،ثم عمن ذُكر | من
عمْرو بن كِ ْركِرَة النّميري | صاحب النوادر ،وابن
تلميذه ،وأخذ الثلثة أيضا عن | أبي مالك َ
ال ّدقَيْش | العرابيّ ،وأخذ الخليل أيضا عن | هؤلء ،وكان أبو زيد أحفظَ الناس | للغة بعد مالك
،وعنه أخذ إمام النحو | واللغة أبو بشر عمرو بن عثمان بن | قَنْبَر الملقب بسِيبوَيه ،مات
بشيراز | سنة 180عن 32وقال ابن الجوزي | :مات بسَاوَة سنة 194وقيل غير ذلك | ،وإليه
انتهى النحو | | .وأما أبو عبيدة فإنه أول من صنّف | الغريب ،وكان أعلم الناس بأيام | العرب
وأخبارهم وعلومهم ،كان يقول | :ما التقى فرسانِ في جاهلية أو إسلم | إل عرفتهما وعرفت
فارسَيهما | | .وأما الَصمعي فكان أَتقن القوم | باللغة ،وأعلمهم بالشعر ،وأحضرهم | حِفظا ،
وكان تعلم نقد الشعر من | خَلف بن حَيان الحمر ،وكان مولى | أبي بُرْدة بن أبي موسى
الشعري ،مات | سنة 180في حدودها ،وكان أخذ | النحو عن عيسى بن عمر ،واللغة عن |
أبي عمرو .وأخذ عن الخليل أيضا | حمّادُ بن سَلمة الراوية ،وأبو الحسن | ال ّنضْر بن شُميل ،
مات سنة 203وأبو | محمد يحيى بن المبارك اليزيدي ،مات | بخراسان سنة 202عن 84وأبو
فَيْد | المؤرّج بن عمرو السّدوسي ،مات |
____________________
( )1/33
( )1/34
| | واختص بالتوّجي أبو عثمان سعيد بن | هارون الُشنانذاني | | .وبرع من أصحاب أبي حاتمٍ
أبو | بكر محمدُ بن الحسن بن دُريد | الزدي ،ولد سنة 223ومات بعمان | سنة 311وإليه
انتهى علم لغة | البصريين ،تصدر في العلم 60سنة | ،وفي طبقته في السن والرواية أبو عليّ
| عيسى بن ذَكوان .وكان أبو محمد | عبد ال بن مُسلم بن قتيبة الدّينوري | أَخذ عن أَبي حاتم
والرياشي وابن أخي | الَصمعي ومات سنة 267وقد | أخذ ابن دريد عن هؤلء كلهم وعن |
الُشنانذاني .فهذا جمهور ما مضى عليه | علماء البصرة ( | .الفرع الثاني ) في بيان أئمة اللغة
| من الكوفيين وبيان أسانيدهم وألقابهم | ووفياتهم | | .كان لهم بإزاء من ُذكِ َر ،المفضّل |
الضّبيّ ،ثم خالد بن كلثوم وحمّاد | الراوية وقد أخذ عن أهل | ال ِمصْرَيْنِ ،وخلف الحمر ،
وروى عنه | الصمعي شعرا كثيرا ،وهو حمّاد بن | هُرْمز الدّيلميّ ،وقد ُتكُلّم فيه ،ثم | أبو
يحيى محمد بن عبد العلى بن | كُناسة ،توفي بالكوفة سنة | | . 207وكان إمامهم غير مدافع
أبو الحسن | عليّ بن حمزة الكِسائي ،مات بال ّريّ | سنة 189جزم به أبو الطيب ،وقيل | غير
ذلك | | .ثم أبو زكريا يحيى بن زِياد الفرّاء | ،مات بطريق مكة سنة 207أخذ عن | الكسائي
وعمن وَثِق بهم من العراب | مثل ابن الجَرّاح وابن مَرْوان وغيرهما | ،وأَخذ عن يُونس وعن
أبي زيدٍ الكِلبي | | .وممن أَخذ عن الكسائي أبو الحسن | عليّ الحمر وأبو الحسن عليّ بن |
حازم اللّحيانيّ صاحب النوادر ،وقد | أخذ اللّحيانيّ عن أبي زيد و أبي عبيدة | والَصمعي ،إل
أن عُمدته الكسائي | | .ومن علمائهم في عصر الفرّاء أبو | محمد عبد ال بن سَعيد الُموي ،
أَخذ | عن العراب ،وعن أبي زيد الكلبي | ،
____________________
( )1/35
| وأبي جعفر الرّؤاسيّ ونبذًا عن الكسائي | ،وله كتاب النوادر | | .وفي طبقته أبو الحسن عليّ
بن المبارك | الخفش الكوفي ،مات سنة 210وأبو | عكرمة الضبي صاحب كتاب الخيل | ،
سيّ ،وقد روى عن أبي زيد | | .ومن أعلمهم باللغة
وأبو عدنان الراوية صاحب كتاب | القِ ِ
وأكثرهم أخذا | عن العراب ،أبو عمرو إسحاق بن | مُرَار الشيبانيّ صاحب كتاب الجيم |
وكتاب النوادر ،مات سنة 213عن | مائة وعشر سنين ،روى عنه أبو الحسن | الطّوسي ،
وأبو سعيد الحسن بن الحُسين | السّك ِريّ ،وأبو سعيد الضرير ،وأبو | نصر الباهلي ،
واللحيانيّ ،وابن السكّيت | | .وأما أبو عبد ال محمد بن زِياد | العرابيّ فإنه أخذ العلم عن
المفضّل | الضبي ،وعن البصريين ،وعن أبي زَيد | ،وعن أبي زِياد ،وجماعةٍ من العراب ،
| مثل ال ُفضَيل وعِكرمة ،وُلِدَ لَيْل َة وُلدَ | المام أبو حنيفة رضي ال عنه ،ومات | سنة | | . 221
وأما أبو عبيد القاسم بن سلم فقد | َروَى عن الصمعيّ وأبي عبيدة ،ولم | يسمع من أبي زيد
شيئا ،مات سنة | | . 223واختص بعلم أبي زيدٍ من الرّواة | ابنُ نجدة ،وبعلم أبي عبيدة أبو
الحسن | الثرم ،وكان أبو محمد سَلَمة بن | عاصم راوِية الفراء .وانتهى عِلم | الكوفيين إلى
أبي يوسف يعقوب بن | إسحاق بن السكيت ،مات سنة | 244وأبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب
ولد | سنة 200ومات سنة 291أخذ الوّل | عن أبي عمرو والفرّاء ،وكان يَحكي | عن
الصمعي وأبي عبيدة وأبي زيد | من غير سَماع ،وقد أخذ عن ابن | العرابي شيئا كثيرا ،
والثاني اعتمادُه | على ابن العرابيّ في اللغة ،وعلى سلمة | في النحو ،وكان يروي عن ابن
نَجْدة | كُ ُتبَ أبي زيد ،وعن الَثرم كُتب أبي | عبيدة ،وعن أبي نصر كُتب الصمعي | ،وعن
ب المفضل فأخذ | عن أبيه سلمة ،وعن يعقوب
عمرو بن أبي عم ٍر و كُتب أبيه | .وأما أبو طال ٍ
وعن ثعلب | .
____________________
( )1/36
| | فهذا جمهور ما مضى عليه أهل | الكوفة | | .النوع الثاني :في بيان أوّل من صنف | في
اللغة وهُلّم جرّا | | قال السيوطي في المزهر أول من | صنف في جمع اللغة الخليل بن أحمد | ،
ألف كتابه العين المشهور .والذي حققه | أبو سعيد السيرافي أنه لم يكمل ،وإنما | كمله الليث بن
نصر .وقال النووي | في تحرير التنبيه :كتاب العين | المنسوب إلى الخليل إنما هو جمع الليث
| عن الخليل .وقد ألف أبو بكر | الزّبيدي كتابا سماه مختصر العين | ،استدرك فيه الغلط الواقع
في كتاب | العين ،وهو مجلد لطيف ،وأبو طالب | المفضل بن سلمة بن عاصم الكوفى من |
تلمذة ثعلب ،ألف كتابه الستدراك | على العين ،وهو متقدم الوفاة على | الزبيدي ،ثم ألف
المام أبو غالب | تمام بن غالب المعروف بابن التياني | كتابه العظيم الذي سماه فتح العين | ،
وأتى فيه بما في العين من صحيح اللغة | دون الخلل بشيء من الشواهد المختلفة | ،ثم زاد فيه
زيادات حسنة ،ويقال إن | أصح ما أُلف في اللغة على حروف | المعجم كتاب البارع لبي علي
البغدادي | ،والموعب لبي غالب ولكن لم يعرّج | الناس على نسخهما ،ولذا قلّ وجودُهما | ،
بل مالوا إلى الجمهرة الدّريدية والمحكم | وجامع ابن القزاز والصحاح والمجمل | وأفعال ابن
القوطية وأفعال ابن طريف | | .وكان أبو العباس المبرد يرفع | قدر كتاب العين للخليل ويرويه |
وكذا ابن درستويه ،وقد ألف في الرد | على المفضل بن سلمة فيما نسبه من | الخلل إليه ،ويكاد
ل يوجد لبي إسحاق | الزجاج حكاية في اللغة العربية إل منه | .وروى أبو علي الغسّاني كتاب
العين | عن الحافظ أبي عمر بن عبد البرّ ،عن | عبد الوارث بن سفيان ،عن القاضي | منذر بن
سعيد | .
____________________
( )1/37
| -قلت ؛ وهو صاحب النسخة المشهورة | التي كتبها بالقَيْ َروَان وعُورِضت بنسخة | شيخه بمكة
-عن أبي العباس أحمد | ابن محمد بن ولّد النحوي - | | .قلت :وله كتاب المقصود والممدود
| ،جليل الشأّن ،بدأ فيه من حرف الهمزة | -عن أبيه ،عن أبي الحسن علي بن مهدي | ،عن
ابن معاذ عبد الجبار بن يزيد | ،عن الليث بن المظفر بن نصر بن سيار | ،عن الخليل | | .ثم
قال :ومن مشاهير كتب اللغة | التي صُ ّنفَت على مِنوال كتاب العين | كتابُ الجمهرة لبي بكر
بن دريد ،قال | بعضهم :أملها بفارس ثم بالبصرة | وبغداد من حفظه ،ولم يستعن عليها |
بالنظر في شيء من الكتب إل في الهمزة | واللفيف ،ولذلك تختلف النسخ والنسخة | المعوّل
عليها هي الخيرة ،وآخر ما صح | من النسخ نسخة عبيد ال بن أحمد | ،لنه كتبها من عدة
نسخ وقرأها عليه | | .قال السيوطي :وظفرت بنسخة | منها بخط أبي اليمن أحمد بن | عبد
الرحمن بن قابوس الطرابلسي | اللغوي ،وقد قرأها على ابن خالَويه | بروايته لها عن ابن
دُريد ،وكتب عليها | حواشي من استدراك ابن خالويه على | مواضع منها ،ونبه على بعض
أوهام | وتصحيفات ،وقال بعضهم :كان | لبي عليّ القالي نسخةٌ من الجمهرة بخطّ | مؤلفها ،
وكان قد أُعطِي بها ثلثمائة | مثقال ،فأبى فاشتدت الحاجة | فباعها بأربعين مثقالً ،وكتب عليها
عشْرِينَ عاما و ِبعْتُها | %وقَد طالَ وَجْدِي َبعْدهَا وحَنِيني ) | %
ستُ بها ِ
| هذه البيات ( % | :أَ ِن ْ
خلّدتْني في السّجون دُيُوني ) ( % | %ولكن لعجْز
( %ومَا كَان ظنّي أَنني سأَبيعُها | %ولو َ
شؤُنِي ) | %
وافتقا ٍر وصِبْيةٍ | %صِغارٍ عليْهمْ تَست ِهلّ ُ
____________________
( )1/38
| ( %فقُ ْلتُ ولم َأمْلِك سَوابِق عَبْرَتِي | %مقَالةَ َم ْك ِوىّ الفؤادِ حَزِينِ ) ( % | %وقَد ُتخْرِجُ
ن ضَنِينِ ) | | %قال :فأَرسلها الذي اشتراها ،
الحاجَاتُ يا أُمّ ماِلكٍ | %كَرائم مِنْ َربّ بِه ّ
وأرسل | معها أربعين دينارًا أُخرى .قال | السيوطي :وجدت هذه الحكاية مكتوبة | بخط
القاضي مجد الدين الفيروزابادي | صاحب القاموس على ظهر نسخة من | العُباب للصاغاني ،
ونقلها من خطه | تلميذُه أبو حامد محمد بن الضياء | الحنفي ،ونقلها من خطّه ،ثم قال | :وقد
اختصر الجمهرةَ الصاحبُ إسماعيل | ابن عبّاد في كتاب سماه الجوهرة | | .ثم صنّف أتباعُ
الخليل وأَتباعُ | أتباعه وهلمّ جرّا كتبا شتّى في اللغة | ،ما بين مُطوّل ومختصَر وعا ّم في أنواع |
اللغة ،وخاصّ بنوع منها ،كالجناس | للصمعي ،والنوادر واللغات للفرّاء | ،والجناس
والنوادر واللغات لبي زيد | النصاري ،والنوادر للكسائي وأبي عبيدة | ،والجيم والنوادر
والغريب لبي عمرو | الشيباني ،والغريب المصَنّف لبي عُبيد | ،والنوادر لبن العرابي ،
عمَرَ الزاهد المطرّز غلم ثعلب | ،
والبارع لبي | طالب المفضل بن سلمة ،واليواقيت | لبي ُ
سوَيد | ،والتذكرة لبي عليّ الفارسي ،والتهذيب | للزهري ،
والمجرّد لكراع ،والمقصد لبنه ُ
والمجمل لبن فارس | ،ودِيوان الدب للفارابي ،والمُحيط | للصّاحب بن عباد والجامِع للقزّاز ،
| وغيرها مما ل يُحصى | | .وأول ما التزم الصحيح مقتصرًا | عليه المام أبو نصر إسماعيل
سمّى كتابَه بالصحاح | وسيأْتي ما يتعلق به وبكتابه عند ذكره | | .
بن حَماد | الجوهريّ ،ولهذا َ
وقد ألف المام أبو محمد عبد ال بن | بَ ّريّ الحواشيَ على الصحاح ،وصَل | فيها إلى أثناءِ
حَرف الشين ،فأَكملها | الشيخ عبد ال بن محمد البسطي | | .وألف المام رضي الدين الصغاني
| التكملة على الصحاح ،ذكر فيها ما فاته |
____________________
( )1/39
| من اللغة ،وهي أكبر حجما منه | | .وكان في عصر صاحب | الصحاح أبو الحسن أحمد بن
فارس | ،فالتزم أيضا في مجمله الصحيح ،قال | في أوّله :قد ذكرنا الواضحَ من كلم | العرب
والصحيح منه دون الوحشي | المستنكر ،وقال في آخرِه قد توخيت | فيه الختصار وآثرت فيه
اليجاز | ،واقتصرت على ما صحّ عندي سماعا | ،ولول تَوخّي ما لم أشكك فيه من كلم |
العرب لوجدت مقالً | | .وأعظم كتاب ألف في اللغة بعد | عصر الصحاح كتاب المحكم
والمحيط | العظم لبي الحسن علي بن سيده | الندلسي الضرير ،توفي سنة | | . 458ثم كتاب
العُباب للمام رضيّ الدين | الصاغاني ،وقد وصل فيه إلى ( بكم ) | | .قلت :ولسان العرب
للمام جمال | الدين محمد بن جلل الدين مكرّم بن | نجيب الدين أبي الحسن النصاري |
الخزرجي الفريقيّ نزيل مصر ،ولد | في المحرم سنة 630وسمع من ابن المقير | وغيره ،
وروى عنه السبكي والذهبي | وتوفي سنة 711التزم فيه جمع | الصحاح والتهذيب والنهاية ،
والمحكم | ،والجمهرة وأمالي ابن بري ،وهو | ثلثون مجلدًا ،وهو مادة شَرحي هذا في |
غالب المواضع ،وقد اطلعت منها على | نسخة قديمة يقال إنها بخط المؤلف | وعلى أوّل الجزء
منها بخط سيّدنا المام | جلل الدين أبي الفضل السيوطي | ،نفعنا ال به ،ذكر مولده ووفاته | .
| ثم كتاب القاموس للمام مجد | الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي | ،شيخ شيوخنا ،ولم
يصل واحدٌ من هذه | الثلثة في كثرة التداول إلى ما وصل | إليه صاحب الصحاح ،ول نقصت
| رُتبة الصحاح ول شهرته بوجود هذه | ،وذلك للتزامه ما صحّ ،فهو في كتب | اللغة نظير
صحيح البخاري في |
____________________
( )1/40
| الحديث ،وليس المدار في العتماد على | كثرة الجمع ،بل على شَرْط الصحة | | .قلت :
وقوله ولم يصل واحد من | الثلثة . . .الخ ،أي هذا بالنسبة إلى زمانه | ،فأما الن فإن
القاموس بلغ في الشتهار | مبلغ اشتهار الشمس في رابعة النهار | ،وقصر عليه اعتماد
صوَى رَغبةِ المحدّثين ،وكثرت نسخه | حتى إني حين أعدت دَرْسه في
المدرسين ،وناط به | ُق ْ
زَبيد | حرسها ال تعالى على سيّدنا المام الفقيه | اللغوي رضي الدين عبد الخالق بن أبي | بكر
الزبيدي الحنفي متع ال بحياته | ،وحضرت العلماء والطلبة ،فكان كل | واحد منهم بيده نسخة .
| | ثم قال :ومع كثرة ما في القاموس | من الجمع للنوادر والشوارد ،فقد فاته | أشياء ظفرت بها
في أثناء مطالعتي | لكتب اللغة حتى هممت أن أجمعها في | جزء مُذيّلً عليه | | .قلت :وقد
سوَدّة لطيفة ،سهل ال
يُسّر هذا المقصد للفقير | ،فجمعت ما ظفِرت من الزوائد عليه في | مُ ْ
عليّ إتمامها | وما ذلك على ال بعزيز ( | .المقصد التاسع | في ترجمة المؤلف ) | | هو المام
الشهير أبو طاهر محمد بن | يعقوب بن محمد بن يعقوب بن | إبراهيم بن عمر بن أبي بكر بن
محمود | ابن إدريس بن فضل ال بن الشيخ | أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف | قاضي
القضاة مجد الدين الصّدّيقي | الفيروزابادي الشيرازي اللغوي ،قال | الحافظ ابنُ حجر :وكان
يرفع نسبه | إلى أبي بكر الصدّيق رضي ال عنه | ،ولم يكن مدفوعا فيما قاله .ولد | بكَارِزِين
سنة 729ونشأَ بها ،وحفظ | القرآن وهو ابن سبع ،وكان سريع | الحِفظ بحيث إنه يقول :ل
أنام حتى | أحفظ مائتي سطر ،وانتقل إلى شيراز | وهو ابن ثمان سنين ،وأخذ عن والده | ،
وعن القوام عبد ال بن محمود وغيرهما | من علماء شيراز ،وانتقل إلى العراق | ،
____________________
( )1/41
| فدخل واسط وبغداد ،وأخذ عن قاضيها | ومدرس النظامية بها الشرف عبد ال | ابن بكتاش ،
وجال في البلد الشرقية | والشاميّة ،ودخل بلد الروم والهند | ،ودخل مصر وأخذ عن
علمائها ،ولقي | الجمّاءَ الغَفير من أعيان الفضلء | ،وأخذ عنهم شيئا كثيرا بيّنه في فهرسته | ،
وبرع في الفنون العلمية ول سيما اللغة | ،فقد برّز فيها وفاق القران ،وجمع | النظائر ،واطلع
على النوادر ،وجوّد | الخَط ،وتوسع في الحديث والتفسير | ،وخدمه السلطان أبو يزيد بن
السلطان | مراد العثماني ،وقرأ عليه ،وأكسبه مالً | عريضا ،وجاها عظيما ،ثم دخل زَبيد |
في رمضان سنة 796فتلقاه الملك | الشرف إسماعيل ،وبالغ في إكرامه | ،وصرف له ألف
دينار ،وأمر صاحب | عدن أن يجهزه بألف دينار أُخرى | ،وتولى قضاءَ اليمن كلّه ،وقرأ عليه
| السلطان فمن دونه ،واستمرّ بزبيد | عشرين سنة ،وقدم مكّة مرارًا ،وجاوَرَ | بها ،وأقام
بالمدينة المنورة ،وبالطائف | وعمل بها مآثر حسنة ،وما دخل بلدة | إل أكرمه أهلها ومتولّيها
وبالغ في | تعظيمه ،مثل شاه منصور بن شاه شجاع | في تبريز ،والشرف صاحب مصر | ،
وأبي يزيد صاحب الروم ،وابن إدريس | في بغداد ،وتيمورلنك وغيرهم ،وقد | كان تيمور مع
عُت ّوهِ يبالغ في تعظيمه | ،وأعطاه عند اجتماعه به مائة ألف درهم | ،هكذا نقله شيخنا ،والذي
رأيته في معجم | الشيخ ابن حجر المكي أنه أعطاه خمسة | آلف دينارٍ ،ورام مَ ّرةً التوجه إلى
مكة | من اليمن ،فكتب إلى السلطان يستأْذنه | ويُرغّبه في الذن له بِكتاب من فصولِه | -وكانَ
مِنْ عادَة الخُلفاء سلفا وخلفا | أنهم كانوا يُبْرِدُون البريدَ بقصْدِ | تبليغِ سلمهم إلى حضرة سيّد |
المرسلين : -فاجعَلْني -جَعلني ال فداك | -ذلك البريد ،فإني ل أَشتهي شيئا سواه | ول أُريد
| | .فكتب إليه السلطان | | .إن هذا شيءٌ ل ينطق به لساني ،ول | يجري به قلبي ،فبال
عليك إل ما وَهَ ْبتَ | لنا هذا العُمر ،والِ يا مجدَ الدين يمينا | بارّة ،إني أَرى فِراقَ الدنيا
ونعيمها |
____________________
( )1/42
| ول فراقَك أنت اليمن وأهله | | .وكان السلطان الشرف قد تزوّج | ابنته ،وكانت رائعة في
الجمال ،فنال | بذلك منه زيادة البِرّ والرّفعة ،بحيث | إنه صنف له كتابا وأهداه له على |
طِبَاق ،فملها له دراهم | | .كان واسع الرّواية ،سمع من محمد | ابن يوسف الزرندي المدني
صحيح | البخاري ،ومن ابن الخبّاز ،وابن القيم | ،وابن الحموي ،وأحمد بن عبد الرحمن |
المرداوي ،وأحمد بن مظفّر النابلسي | ،والتقي السبكي ،وولده التاج ،ويحيى | ابن علي الحدّاد
وغيرهم بدمشق ،وفي | القدس من العلئي ،والبياني ،وابن | القلنسي ،وغضنفر ،وابن نباتة
| ،والفارقي ،والعزّ بن جماعة ،وبكر بن | خليل المالكي ،والصفي الحراوي ،وابن | جهبل ،
وغيرهم ،وله التصانيف | الكثيرة النافعة الفائقة ،منها هذا | الكتاب المسمى بالقاموس المحيط ،
| وبصائر ذوي التمييز في لطائف كتاب | ال العزيز ،في مجلدين ،وتنوير | المقياس في تفسير
ابن عباس في أربع | مجلدات ،وتيسير فائحة الهاب في | تفسير فاتحة الكتاب ،في مجلد
كبير | ،والدر النظيم المرشد إلى مقاصد القرآن | العظيم ،وحاصل كورة الخلص في | فضائل
سورة الخلص ،وشرح قطبة | الخشاف في شرح خطبة الكَشّاف | ،وشوارق السرار العليّة
في شرح مشارق | النوار النبوية ،في أربع مجلدات | ،ومنح الباري لسيل الفيح الجاري في |
شرح صحيح البخاري ،كمل منه | رُبع العبادات في عشرين مجلّدًا | ،والسعاد بالصعاد إلى
درجة الجتهاد | ،في ثلث مجلدات ،وعدّة الحكام في | شرح عمدة الحكام ،في مجلدين | ،
وافتضاض السهاد في افتراض الجهاد | ،في مجلّدة ،والنفحة العنبريّة في مولد | خير البريّة ،
والصّلت والبُشَر في | الصّلة على خير البشر ،والوصْل والمُنَى | في فضل مِنى ،والمغانم
المطابة في | معالم طابة ،وتهييج الغرام إلى البلد | الحرام ،وروضة الناظر في درجة الشيخ |
عبد القادر ،والمِرقاة الوفيّة في طبقات | الحنفية ،والمرقاة الرفعية في طبقات |
____________________
( )1/43
| الشافعية ،والبلغة في تراجم أئمة النحو | واللغة ،ونزهة الذهان في تاريخ | أصبهان ،وتعيين
الغرفات للمُعين على | عَرفات ،ومنية المسئول في دعوات | الرسول ،ومقصود ذوي اللباب
في | علم العراب ،والمتفق وضعا المختلف | صنعا ،والدر الغالي في الحاديث | العوالي ،
والتجاريح في فوائد متعلقة | بأحاديث المصابيح ،وتحبير الموشّين | فيما يقال بالسين والشين ،
تتبع فيه | أوهام المجمع في نحو ألف موضع | ،والروض المسلوف فيما له اسمان إلى |
الُلوف ،وتحفة القماعيل فيمن تسمى | من الملئكة إسماعيل ،والجليس النيس | في أسماء
الخندريس ،وأنواء الغيث | في أسماء الليث ،وترقيق السل في | تصفيق العسل ،وزاد المعاد
في وزن | بانت سعاد ،وشرحه في مجلدين | ،والتحف والظرائف في النكت الشرائف | ،
وأحاسن اللطائف في محاسن الطائف | ،والفضل الوفي في العدل الشرفي ،وإشارة | الحجون
إلى زيارة الحجون ،عمله في | ليلة واحدة على ما قيل ،وفي الدرة من | الخرَزة في فضل
السلمة على الخبزه | ،وهما قريتان بالطائف ،وتسهيل طريق | الوصول إلى الحاديث الزائدة
على | جامع الُصول ،في أربع مجلدات | ،صنفه للناصر ولد الشرف ،وأسماء | العادة في
أسماء الغادَه ،واللمع المعلم | العُجاب الجامع بين المحكم والعباب | ،كمل منه خمس مجلدات ،
طوّل ومختصر | | .وتوفي رحمه ال ممتعا بحواسّه قاضيا |
وسِفر | السعادة ،وغير ذلك من مُ َ
بزبيد ،وقد ناهز التسعين ،في ليلة | الثلثاء المُوفية عشرين من شوّال سنة | سبع أو ست عشرة
وثمانمائة .وفي ذيل | ابن فهد :وله بض ٌع وثمانون سنة | ،ودفن بتربة القطب الشيخ إسماعيل |
الجبرتي ،وهو آخر من مات من الرؤساء | الذين انفرد كل واحد منهم بفن فاق | فيه القران ،
على رأس القرن الثامن | ،منهم السراج البلقيني في فقه الشافعي | ،
____________________
( )1/44
| وابن عرفه في فقه مالك ،والمجد اللغوي | في أسرار اللغة ونوادرها ،والذي في | معجم ابن
حجر المكي بعد البلقيني | الزين العِراقي في الحديث ،وابن الملقّن | في كثرة التصانيف ،
والفَناري في | الطلع على العلوم ،ترجمه الحافظ | ابن حجر في أنباء الغمر ،واقتفى أثره |
تلميذه الحافظ السخاوي في الضوء | اللمع ،والسيوطي في البغية ،وابن قاضي | شهبة في
الطبقات ،والصفدي في تاريخه | ،والمقري في أزهار الرياض | | .ومن مفاخره ما قاله
السّيوطي في البُغية | أنه سُئل بالروم عن قول سَيّدنا عليّ | كرم ال وجهه لكاتبه ' أَ ْلصِقْ َروَانِ َفكَ
| بِالجَبُوب ،وخُذْ المِزْبَر ِبشَنَاتِرِك واجعَل | حُندورَتَيْك إلى قَ ْيهَلي حتى ل أَنغِي َنغْيَةً إل | وقد
طكَ بالصّلّة ،وخذ | المسطر
عضْرِ َ
وَعَيْتَها في حَماطة جُلْجلنِك ' ما مَعناه | فقال ' :أَلزِق ِ
بأَباخسك ،واجعل جحمتَيك إلى | أُثعباني ،حتى ل أَنبِس نَبَسَة إل وعَيْتها | في لمظَة رِبَاطِك '
فعَجب الحاضرون من | سرعة الجواب ،ومنها في أزهار الرياض | في أخبار القاضي عياض
للمقري | ،ونقله عنه شيخ مشايخنا سيدي أحمد | زروق بن محمد بن قاسم البوني التميمي | في
كراسة إجازة له ما نصه :ومن أغرب | ما منح ال به المجد صاحب القاموس | أنه قرأ بدمشق
بين باب النصر والفرج | تجاه َنعْل النبي & | ،على ناصر الدين أبي عبد ال محمد بن | جهبل
حمْد الِ جَامِعَ
صحيح مسلم في ثلثة أيام | ،وصرح بذلك في ثلثة أبيات فقال ( % | :قَرَ ْأتُ ِب َ
جهْ َبلٍ | %
جوْفا لسْلمِ ) ( % | %عَلَى نَاصِرِ الدّينِ المام ابنِ َ
جوْفِ ِد َمشْقِ الشّامِ َ
مُسْلِمٍ ِ | %ب َ
لمِ ) ( % | %وتَمّ بتوفيق الله وفَضْله | %قِرَا َء َة ضَ ْبطٍ في ثَلثَة أَيّامِ
حفّاظ مَشاهِيرَ أَعْ َ
بحضرة ُ
) | | %قلت :وفي ذيل ابن فهد على ذيل | الشريف أبي المحاسن في بيان طبقات |
____________________
( )1/45
| الحفّاظ ما نصه :وقرأ الحافظ أبو الفضل | العراقي صحيحَ مُسلم على محمد بن | إسماعيل
الخَبّاز بدمشق في سِتّة مجالس | متوالية ،قرأ في آخر مجلس منها أكثر | من ثلث الكتاب ،وذلك
بحضور | الحافظ زين الدين ابن رجب وهو | يعارض بنسخته ،وقرأْت في تاريخ | الذهبي في
ترجمة إسماعيل بن أحمد | الحيري النيسابوري الضرير ما نصه | :وقد سمع عليه الخطيب
البغداديّ بمكة | صحيح البخاري سماعه من الكشميهني | في ثلثة مجالس ،قال :وهذا شيء |
ل أعلم أحدا في زماننا يستطيعه ،انتهى ( | .المقصد العاشر | في أسانيدنا المتصلة إلى
المؤلف ) | | حدثنا شيخنا المام الفقيه اللغوي | رضيّ الدين عبد الخالق بن أبي بكر | الزين ابن
جمْعٍ من
النمري المزجاجي الزّبِيدي | الحنفي ،وذلك بمدينة زَبيد حرسها ال | تعالى بحضور َ
العلماء | ،بقراءتي عليه قدر الثلث ،وسماعي له | فيما قُرِئ عليه في بعضٍ منه قال | :أَذن لنا
شيخُنا الفقيه عبد الفتاح بن | إسماعيل بن عبد الفتاح الخاصّ | السّراج الحنفي ،الزّبيدي ،
والعلمة | علء الدين بن محمد باقي المزجاجي | الحنفي الشعري الزبيدي قال :أخبرنا | المام
أبو الفداء إسماعيل بن عبد | الفتاح الخاص ،وهو والد الول قراءةً | من الثاني عليه في
البعض ،وإجازة | منه في سائره ،وإجازة للوّل ومناولة | للكل عن والده فخر الدين عبد الفتاح
| ابن الصدّيق بن محمد الخاص ،وعمه | العلّمة عبد الرحيم بن الصديق قال | :أخبرنا عمنا
العلمة إمام المدرسين | شرف الدين أبو الفداء إسماعيل بن | محمد الخاص ،وصِ ْنوُنا العلّمة
وجيه | الدين أبو بكر ،وشيخ السلم جمال | الدين أبو عبد ال محمد ،ابنا الصديق | ابن محمد
الخاص قالوا :أخبرنا خاتمة | المحدثين واللغويين رضي الدين أبو | محمد الصديق ،والعلمة
شجاع الدين | أبو حفص عمر ،والعلمة نور الدين | أبو عمر ،وعثمان أبناء محمد بن |
الصدّيق الخاص السراج قالوا :أخبرنا | والدنا الحافظ المعمّر شيخ السلم |
____________________
( )1/46
| خاتمة المحققين جمال الدين محمد بن | الصدّيق بن إبراهيم الخاص السراج | الحنفي الزبيدي
قال :أخبرنا العلمة | شرف الدين أبو القاسم بن عبد العليم | ابن إقبال القَرْيتي الحنفي الزبيدي ،
| عن المام المحدث الصيل زين الدين | أبي العباس أحمد بن عبد اللطيف | الشرجي الحنفي
الزبيدي قال :قرأْته | على المؤلف .وهذا السند كما ترى مُسلسل | بالحنفية وبالزّبيدِيين ،وأجاز
شيخَنا | المذكورَ فيه أيضا شيخُ الجماعة | الشريف عماد الدين يحيى بن عمر | ابن عبد القادر
الحُسيني الحرار الزبيدي | ،أَخبرنا المحدث اللغوي الفقيه حسن | ابن علي بن يحيى الحنفي
المكي | ،أخبرنا عبد الرحيم بن الصدّيق الخاص | عاليا | | .ح وأجازني به أيضا شيخي |
الفقيه أبو عبد ال محمد ،ابن الشيخ | علء الدين بن عبد الباقي المزجاجي | ،عن والده ،عن
أخيه عفيف الدين | عبد ال ،عن العلمة عبد الهادي بن | عبد الجبار بن موسى بن جنيد القرشي
| ،عن العلمة برهان الدين إبراهيم بن | محمد بن جعمان ،عن الشريف الطاهر | ابن حسين
الهدل ،قال :أخبرنا | شيخنا الحجة وجيه الدين عبد الرحمن | ابن علي بن الديبع الشيباني
الزبيدي | | .ح وأخبرنا شيخنا المحدث الُصولي | اللغوي نادرة العصر أبو عبد ال محمد | ابن
محمد بن موسى الشرفي الفاسي | نزيل طَيْبَة طاب ثراه فيما قُرِئ عليه | في مواضع منه وأنا
ث وإتقان على شيخنا المام الكبير | أبي
أسمع ومناولة | للكل سنة 1164قال :قرأته قراءةَ | بح ٍ
عبد ال محمد بن أحمد المناوي | ،والعلمة أبي عبد ال محمد بن أحمد | الشاذلي ،وسمعت
كثيرا من مباحثه | وموادّه على شيخنا البركة نح ِويّ العصرِ | ولُغوِيّه أبي العباس أحمد بن علي |
الوجاري الندلسي ،الثلثة عن الشيخ | المسند أبي عبد ال محمد الصغير ،ابن | الشيخ الحافظ
أبي زيد عبد الرحمن | ،ابن المام سيدي عبد القادر الفاسي | ،عن المام محمد بن أحمد الفاسي
|،
____________________
( )1/47
| عن المام النظار أبي عبد ال محمد بن | قاسم الغرناطي القيسي الشهير بالقصّار | ،عن المام
أبي عبد ال محمد اليسيتني | ،عن علمة المغرب أبي عبد ال محمد بن | غازي المِكناسي
والعلمة أبي عبد ال | محمد الحطاب ،هما وابنُ الربيع عن | الحافظ أبي الخير شمس الدين
محمد | ابن عبد الرحمن السخاوي | | .ح وزاد حسن بن علي المكي عن | المحدث المعمّر أبي
الوفاء محمد بن أحمد | ابن العجل بن العجيل الشافعي الصوفي | اليمني ،عن إمام المقام يحيى
بن مكرم | ابن محب الدين محمد بن محمد بن | أحمد الطبري الحسيني ،عن المام | الحافظ
جلل الدين أبي الفضل عبد | الرحمن بن أبي المناقب أبي بكر السيوطي | ،قال :أخبرني به
التقي محمد بن فهد | ،وأخوه ولي الدين أبو الفتح عطية ،وولداه | فخر الدين أبو بكر ،والحافظ
نجم | الدين عمر ،والشرف إسماعيل بن أبي | بكر الزّبيدي ،والفخر أبو بكر بن | محمد بن
إبراهيم المرشدي ،وأمين الدين | سالم بن الضياء محمد بن محمد بن | سالم القرشي المكي ،
وعلم الدين شاكر | ابن عبد الغني بن الجيعان ،والمحب | محمد بن علي بن محمد المعروف
بابن | اللواحي ،ورضي الدين أبو حامد محمد | ابن محمد بن ظهيرة المكي ،وأخوه وليّ |
الدين ومسند الدنيا على الطلق محمد | ابن مقبل الحلبي ،كلهم ما بين سماع | وإجازة ومناولة
عن المؤلف | | .ح وأخذ ابن غازي أيضا عن شيخ | السلم زكريا النصاري هو والسخاوي |
وابن فهد ،عن المام الرحلة الحافظ | شهاب الدين أحمد بن محمد بن حجر | العسقلني قال :
جلّ القاموس وأَذِن
اجتمعت به أي بالمجد | اللغوي في زبيد ،وفي وادي الحصيب | ،وناولني ُ
لي وقرأْت | عليه من حديثه ،وكتب لي تقريظا | على بعض تخاريجي ،وأنشدني لنفسه | في
سنة ثمانمائة بزبيد ،وكتبهما عنه | الصلح الصفدي في سنة | 57بدمشق ( % | :أَحِبّتَنَا
الماجِدَ إنْ رحلْ ُتمْ | %ولَمْ تَرْعوْا لَنَا عهْدا وإلّ ) | %
____________________
( )1/48
( )1/49
| لفظ الجوهرِي ،ومرادُه المماثلة في | الوزن ل الصل ،لقوله في فصل الباءِ | نقلً عن أبي
عليّ :إن أصل بُرة بَ ْر َوةٍ | بالفَتحِ ،قال :لنها جُمعت على بُرًى | مثل قَرْية وقُرًى ،وضبط في
بعض | النسخ بفتح اللم ،وهو غلطٌ ،لفساد | المعنى ،لنه يكون حينئذ من َلغِى يَ ْلغَى | َلغًا إذَا
هَذَى ،وقياس باب عَلِم إذا | كان لزما أن يجئ على َف َعلٍ ،كفِرح | فرحا ،قال شيخنا ،وفي
الفقرتينِ | شِبْهُ الجِناس المحرّف ،وعلى النسخة | الثانية المُلحق ،ويأْتي جمعُ لُغةٍ على | لُغاتٍ
فيجب كسرُ التاءِ في حالة | ال ّنصْب ،وحكى الكسائيّ ،سمعتُ | لُغاتَهم ،بالفتح ،تشبيها لها
بالتاء | التي يوقف عليها ( في البوادي ) أي حالةَ | كونِهم فيها ،وسوّغ مجيءَ الحال من |
المضاف إليه كونُ المضاف عاملً فيه | ،وهي جمع بادِيةٍ سماعا وقياسا | ،واشتقاقها من
ظهُور | والبُرُوز ،وإنما قُيّد بذلك لن المعتبر | في اللغاتِ ما كان مأْخوذًا عن
البُ ُدوّ ،وهو ال ّ
هؤلء | العرابِ القاطنين بالبادِية ،للحِكمة | التي َأوْدَعها الُ سبحانه في لِسانهم ،مع | َمظِنّةِ
ال ُبعْدِ عن أسرارها ولَطا ِئفِها | وبدائِعها ( ومُو ِدعِ ) ،مِن َأوْدَعه الشيء | إذا جعله عنده ودِيعةً
ن ككتِف ،
ن | كفرِح َلسَنًا فهو َلسِ ٌ
ن ) أفعلَ من لَسِ َ
يَحفَظُه له ( اللسانِ ) | أي لسانِ البلغاءِ ( أَ ْلسَ َ
حمَر ،فهو صِفة أي أفصح ( اللّسُن ) | بضمتين جمع لِسان بمعنى اللغةِ | ( الهَوادى )
وأَلْسن | كأَ ْ
جمع هادية وهادِ ،وهو | المُتقدّم من كلّ شيءٍ ومنه يقال لِلعُنق | :الهادي ،والمعنى مُودِع لِسانِ
البلغا ِء | أفصحَ اللّغاتِ المُتقدّمة في أَمرِ الفصاحةِ | أي الفائِقة فيه ،فإن الشيء إذا فاق في | أَمرٍ
وبلغ النهايةَ فيه يقال :إنه تقدّم | فيه ،وفي البُلغاء واللَغى واللسان وما | بعده من الجناس ما ل
خصّص ) ،أي ُمؤْثِر ومُ ْفضّل | ( عُروقِ ) جمع عِرْق من ُكلّ شيء أَصلُه |
يَخفَى | ( ومُ َ
غضَا ) | مقصورٌ ،وهو
( القَ ْيصُوم ) نَ ْبتٌ ط ّيبُ الريحِ خاصّ | ببلد العرب ( و ) مُخصّص ( َ
شجرٌ عر ِبيّ مشهور | ( ال َقصِيم ) جمع قَصيمةٍ ،رملةٌ تُنْبِت | الغَضا ،وفي بعض النسخ بالضاد
|
____________________
( )1/50
| المعجة ،وهو تصحيف ( بما ) أي بالسّرّ | والتخصيصِ الذي ( لم ينَلْه ) أي لم | ُيعْطَه ،من
النّوال ،أو لم ُيصِبْه بِسرّ | وخُصوص ولم يظفرْ به ( العبهَرُ ) نبتٌ | ط ّيبٌ مشهورٌ ( والجادِي )
حكِي إعجام الدالِ لغةً ،والياء
بالجيم والدال | المهملة ،كذا في النسخة الرّسولية والملكية | ،و ُ
خفّفت لمراعاة القوافي ،وهي نِسْبة إلى | الجادِيَةِ قَرْبة بالبلقاء ،قال الزمخشري | في
مشدّدة | ُ
سمِعت من يقول :أَرْض | البلقاءِ أَ ْرضُ الزعفرانِ ،وأَقرّه المنا ِويّ | ،والمعنى أن ال
الساس َ :
تعالى خصّص النباتات | البدويّة كالغَضا والقَيْصوم والشّيح | ،مع كوْنِها مُبتذَلةً ،بأسرارٍ ودقائقَ
حضَريّة ال ُم َعظّمة | المُعدّة للشّمّ والنَظَرِ كَالنّرجِس والياسمين |
لم | تُوجَد في النباتَاتِ ال َ
والزعفران ،وفي ضمن هذا الكلم | تخصيصُ العربِ بالفصاحة والبلغة | ،واقتضى أن في
خصْب زمانهم من النفع والخاصّيّة ما لم | يَكن في فاخِرِ مَشموماتِ
عيِ أرضِهم | و ِ
عُروق ر ْ
غيرهم ،وهو | ظاهر ،وفي ُنسْخَة مِيرزا علي الشيرازي | :الخادِي ،بالخاء المعجمة ،وهو
غلَطٌ | ،وفسره قاضي القضية بكَجرات | ،بالمُست ْرخِي ،فأَخطأ في تفسيره | ،وإنما هو الخاذي
،بمعجمتين ،ول يُناسب | هنا ،لمخالفته سائِر الفِقَر وكذا تفسيره | العبْهر بالممتلِئ الجسم الناعم
ق ومُراعاة | النّظير بين كلّ
،ل ُبعْده | عن مغزى المُراد .وبين القَيْصومِ | والقصِيمِ جِناسُ الشتقا ِ
من النّباتين ( ومُفيضِ ) | من أَفاضَ الما َء ففاض ،وأفاض أيضا | إذا جرى وكثُر حتى مل
ج ْمعُ الجمعِ ،واليَد أَصلٌ في | الجارِحة ،
جوانبَ مَجراه | ( اليادي ) جمع أَيْدٍ جمْع َي ٍد فهو | َ
وتطلق بمعنى ال ُقوّة ،لنها | بها ،وبمعنى النعمة لنها تُنَاوِلُها | ،والمُراد هنا النّعم واللء
( بالرّوائِح ) | جمع رَائحةٍ ،وهي المَطرة التي تكون | عَشِيّةً ( والغوادي ) جمع غادِيَة ،وهي |
المَطرة التي تكون غدْوةً ،والباء إمّا | سَببيّة أو ظرفيّة ،والمراد بالروائح | والغوادِي إما
المطارُ ،أي مُفيض ال ّنعَم | بسببها لمن يَطلبها ،أو مُفيضها فيها | ،لن المطار ظروفٌ للنّعم ،
عمُو ُم الوقات ،فالباء إذًا ظرفيّة | ،
أو أن المراد | بهما ُ
____________________
( )1/51
( )1/52
( )1/53
| & ( الهُجْنَة ) قُبْحُ | الكلم ( والعُجْمة ) العجْز عن إقامةِ | العربية لعُجمة اللسان ( والضّوادي )
| الكلمُ القبيح أو ما يُتَعلّل به ،والمعنى | أي ل يلحقه & شيءٌ مما | ذكر ،ول ي ّتصِف به ،وقد
تقدم في | المقدّمة ' أنا أ ْفصَحُ منْ نَطق بالضّاد | بَيْدَ أنّي من قُرَيْش ' الحديث ،وتقدّم | أيضا بيانُ
أفصحيّتِه ، | & ،وتَعجّب الصحابةِ رِضوانُ ال عليهم | منه ،وفيه مع ما قبله نوعٌ من الجِناس ،
| قال شيخنا :وهذه اللفظة مما استدركها | المؤلفُ على الجوهريّ ولم يُعرَف له مفرد |
حضٌ في حقّ من
حقّه & | ،وعلَم َم ْ
( محمد ) قال ابن القيّم :هو عََلمٌ | وصِفة ،اجتمعا في َ
تَسمّى | به غيره ،وهذا شأْنُ أسمائِه تعالى | وأسماءِ نَبيّه & ،فهي | أعلمٌ دالّة على معانٍ ،هي
أوصافُ | َمدْحٍ ،وهو أعظم أسمائه & | وأشرفها وأشهرها ،لنبائه عن كمال | ذاته ،فهو
المحمودُ م ّرةً بعد م ّرةٍ ،عند ال | وعند الملئِكة ،وعند الجن والنس | ،وأهل السماوات
والرض ،وأُمتُه الحمّادُون | وبيدِه لواءُ الحمد ،ويقوم المقامَ المحمودَ | يومَ القيامة ،فيح َمدُه فيه
الوّلون | والخِرُون ،فهو عليه الصلة والسلمُ | الحائزُ لمعاني الحمدِ مطلقا .وقد ألّف | في
هذا السمِ المبارَك وبيانِ أسرارِه | وأنوارِه شيخُ مشايِخنا المام شَ َرفُ الدّين | أبو عبد ال محمد
ضلِ |
جعْها ( خَيْرِ ) أي أَف َ
ي | الشافعيّ نزيلُ بيتِ القدس كُرّاسةً | لَطيفةً ،فرا ِ
بن محمد الخليل ّ
حضَر ) أي شهد ( النّوادِي ) | أي المجالس مطلقا ،أو خاص بمجالس | النّها ِر أو
وأَشرفِ ( مَنْ َ
المجلس ما داموا مجتمعين | فيه ،كما سيأتي إن شاء ال تعالى | ( وأفصحِ ) أي أكثر فصاحةً
من ُكلّ | ( من َركِب ) أي عل واستوى ( الخَوادي ) | هي البل المُسرِعة في السّيْر ،ويستعمل
| في الخيل أيضا ،مفردها خادٍ أو خادِيَة | ،وإنما خصت البل لنها أَعظمُ مراكِب | العرب
جلّ َمكَاسِبها ( وأَبلَغِ ) اسم | تفضيل من البَلغة ،وهي المَلَكةُ | ،وتقدّم تعريفها ( مَنْ حَلَب )
وُ
أي استخرج | لَبَن ( ال َعوَادِي ) هي البل التي تَرْعَى |
____________________
( )1/54
حمْض ،على خلف بين المصنّف | والجوهريّ ،رحمهما ال تعالى ،كما | سيأْتي مُبيّنا في
| ال َ
ب ،والمعنى أن | الن ِبيّ & أفصحُ | العربِ
مادّته .و ُركّابُ الخوادي | وحَلبَةُ ال َعوَادي هم العر ُ
وأبَلغُهم ،ولنهم هم المشهورون | بالعتناءِ بالبل رُكوبا وحَلَبا ،ونظرا | في أحوالها ،وفي
مقابلةِ َر ِكبَ بحَلَب | ،والعوادي بالخوادي ،ترصيعٌ ،وهو من | الحسن بمكانٍ ،وفي نسخة
جَلب بالجيم | بدل حَلب بمعنى ساقها ،والحوادي | بالمهملة ،وهو تَحريفٌ وخلفٌ | للمنصوصِ
سقَت ) هذه الجملة الفعلية | في بيان عظمته وقهْرِه & |
المسموع من أفواه الرواة | الثقات ( َب َ
لجميع مَن عاداه ،ولهذا َفصَلها | عمّا قبْلها ،أي طالت ( َدوْحَةُ ) هي | الشجرة العظيمة من أي
نوعٍ كانت | ( رِسالتِهِ ) أي بعْثَته العامّة ،والضافة | من إضافة المشبّه به إلى المشبّه ( فظه َرتْ
شوْك ،معروف ،أو السّلح أو الحدّة | أو شدّة
شوْكةَ ) هي واحدة | ال ّ
) | أي غل َبتْ واستوْلَت ( َ
البأْس والنّكاية على ال َع ُدوّ | ( ال َكوَادي ) جمع كادِيَة وهي الرض | الصّلبة الغليظة البطيئةُ النباتِ
ظلّ وثباتِه
سعَة ال ّ
،والمعنى | أن رِسالته & التي هي | كالشجرةِ العظيمة في كثْرةِ الفروعِ | و َ
ختْ سائرَ الشرائِع | التي لول بعثتُه & لما | تَطرّق إليها النسْخ ،وفي تشبيهها | بالشجار
نَس َ
الشائِكة النابِتة في الرض | الغَليظة الصّلْبة التي ل يَنقلِع ما فيها | إل ِب ُعسْر ومَشقّة ،بعد تَشبيهِ
ظلّ وكثرة الفروع ،من اللطافة | ما ل يَخفى ،وفي
سعَة ال ّ
رِسالته | & بال ّدوْحَة في الرتفاع | و َ
ح ِد معانيها المذكورة ما عدا |
شوْك | بعد شَوكة ،فيتعين حينئذ حملُ | الخير على أ َ
نسخة زيادة َ
الول ،وفي أُخرى شَرَك ،بالراء بدل | الواو ،بفتحتين ،وضبطه بعضهم بكسر | الشين ،
بمعناه المشهور ،والكوادي | حينئذ عبارة عن ال َكفَرة ،وإنما عبّر | عنهم بالشوكة ،لكثرة ما في
الشوك | من الذى والتأْليم وقِلّة النفع وعَدمِ | الجَ ْدوَى ،وبال َكوَادي لعدم ال ّثمَرِ ،ولعدم | النّموّ ،
ي&|
والمراد أن النب ّ
____________________
( )1/55
| غاِلبٌ عليهم بقُوّته ،وقاهِرُهم | بحِلمه ،ومُستوْل عليهم ( واستأْسَ َدتْ ) | أي طالَت وبَل َغتْ ،
يقال َ :ر ْوضٌ | مُست ْأسِدٌ ،وسيأْتي بيانُه ( رِياض نُ ُبوّتِه ) | بالضم ،أي نَباتُها ،جمع َروْضةٍ | ،
هي مستنقَعُ الماء في الرّمل والعُشْب | ،أو الرض ذات الخُضرة والبُستان | الحَسَن ( َفعَ ّيتْ )
أي أعج َزتْ ( في | المآسد ) جمع مَأسَدة هي الغَابة ( اللّيُوثَ ) | السود ( العوادِي ) التي
لستيحاشها | وجراءتها َتعْدُو على الخَلْق | وتؤذيهم ،ومن قوله بَسقت إلى هنا | هي النسخة
طهّرت ،بالطاء
خ َفتْ | وفي أُخرى فَ َ
الصحيحة المكيّة ،وفي | نسخة فغيّبت بدل عَيّت ،أي أَ ْ
المهملة | ،أي أزالت أوسَاخ الشّرْك ،وهذه النسخة | التي َنوّهْنا بشأْنِها هي نسخة الملكِ |
الناصِرِ صلحِ الدّين بن رَسول سُلطانِ | اليمن ،بخط المحدّث اللغويّ أبي بكرِ بن | يُوسف بن
ط المؤلف ،إذا قُرِئَت بين يديهِ | في مدينةِ زَبِيد ،حَماها
عُثمان الحُمي ِديّ المغربيّ | ،وعليها خ ّ
شعَب
ال تعالى وسائرَ | بلد السلم ،قبل وَفاته بسنتين ،وفي | نسخة أُخرى يمنِيّة ' نبينا الذي ُ
ش ْوكِ | ال َكوَادي ،ول استأْسدت رِياضُ نبوّتِه | يحم الذوابل ُنضْرَتها
ش ْوكَة َ
طهّرت َ
| َدوْحِ رِسالته َ
عتْ في | المآسد اللّبون ذات التعادِي فضلً عن | الذئاب العَوادي في إرداء الضوادِي ' | ،
إلّ رَ َ
وفي نسخة أُخرى قديمة ' :استأْسدت ' | من غير ' ل ' النافية ،ونجم بدل يحمّ | ،وعثَت بدل إلّ
رعت .وبين شوكة | والشوك ،واستأسدت ،والمأسدة | ،جناسُ اشتقاقِ ،والشّعب هو طَرفُ |
الغُصن ،ويحم بالتحتانية محذوف | الخر ،والذوابل جمع ذابل ،الرمح | الرقيق ،ونُضرتها
خُضرتها وحُسْن | بهجتها ،والضمير راجع إلى الرياض | ،ورَعَت :تناولت الكلَ ،واللّبون :
الشاة | ذات اللبن ،ومنه الحديثَ ' يا أبا | الهَيْثَمِ إيّاكَ واللّبُونَ ،اذبَحْ عَنَاقًا ' | أَخرجه الحاكم ،
والتّعادي :التحامي | أو السراع .والرداء :الهلك | .والضّوادي :جمع ضادي بمعنى |
جمُ من | النبات ما كان على غير ساقٍ .وعَثَت | ،أي أفسدت .
الضدّ ،بإبدال المضعّف .والن ْ
قال شيخنا :ونبه ابن |
____________________
( )1/56
| الشحنة والقرافي وغيرهما أن نسخة | المؤلّف التي بخطه ليس فيها شيء من | هذه ،وإنما فيها
بعد قَوله حَلَب العوادي | & ومثله | في نسخة نقيب الشراف السيد محمد | ابن كمال الدين
الحُسيني الدّمشقي | ،التي صححها على أُصول المشرف ،والمراد | من الصلة عليه & | ،
زيادةُ التشريف والتعظيم ،والتسليمُ | والسلمُ :التحية والمان ( وعلى آله ) | هم أقاربُه
المؤمنون من بني هاشم | فقط ،أو والمطّلب ،أو أتباعه وعياله | ،أو ُكلّ تقيّ ،كما ورد في
الحديث | ،وأما الكلم على اشتقاقه وأن أصلَه | أهلٌ كما يقول سِيبويه ،أو أوّل كما | يقول
الكسائيّ ،والحتجاج لكل من | القولين ،وترجيح الراجح منهما | ،وغير ذلك من البحاث
المتعلقة بذلك | ،فأَمرٌ ك َفتْ شُهرته ُمؤْنَة ذكره | ( وأصحابِه ) جمع صَاحِب كناصِر | وأنصار ،
وهو مَن اجتمع بالنبيّ | & ُم ْؤمِنا به ومات على ذلك | ( نُجومِ ) جمع نجْم وهو الكوكب |
سهّل في كلم المؤلف تخفيفا وهي | الليالي المظلمة
( الدّآدِى ) جمع دَأْدَاءٍ بالدال والهمزة | ،و ُ
جدّا ،ومنهم مَن عَيّنها | في آخر الشهر ،وسيأْتي الخلف في | مادّته ( بُدُورِ ) جمع بَدْرٍ هو
القمَر عند | الكمال ( ال َقوَادي ) بالقاف في سائر | النسخ ،جمع قادِية ،من قَ ِديَ به | كَ َرضِي إذا
استَنّ واتّبَع القُ ْدوَة ،أو | مصدر بمعنى القتداء ،كالعافية | والعاقِبة ،ويجوز أن يكون جمع قُ ْدوَة
| ولو شذوذا بمعنى المُقتدَى ِبهِ ،أو | القتداء ،قاله شيخنا ،والمعنى أي النجوم | المضيئة التي
بها يهتدِي الحائرُ في | الليل البهيم ،وهي صِفة لللِ | .وبُدور :الجماعات التي يُقتدى |
بأنوارهم ،وأضوائهم ،وهي صِفةٌ | للصحاب ،والمراد أن الضالّ يهتدِي | بهم في ظلمات
الضللت ،كما يهتدي | المسافرُ بالنجوم في ظلمات البرّ والبحر | ،للطريقِ الموَصّلة إلى
ال َقصْد ،ومنه | َق ْولُ كثيرٍ من العارفين في استعمالتهم | :وعلى آلِهِ نُجومِ الهتدا ِء وبُدُو ِر |
ظهَر |
القتداء .وقال شيخنا :وبهذا َ
____________________
( )1/57
| سُقوط ما قاله بعضُهم من التوجيهات | البعيدة عن مُراد المصنف ،والظاهر | أَن النجوم صفة
للصّحَابة ،للتلميح | بحديث ' َأصْحابي كالنّجُوم ' فَيَرِدُ | سُؤالٌ :لم َوصَف الصحابةَ دُون الل ؟ |
فيُجابُ بجواز كونِه حَذف صِفة | اللِ لِدَللة صفة الصّحْب عليها | ،والسؤال من أصله في
مَعرِض السقوط | ،لنه ورَد في صفة الل أيضا بأَنهم | نجومٌ في غيرِ ما حديثٍ ،وأيضا ففي |
ف ونَشْرٌ مُرَتّب | فالهتداء
ل منهما َل ّ
الل مِنْ هو صحابيّ ،فالصحيح على | ما قدّمنا أن كُ ّ
ل منهما ،وفي | نسخة التوادي ،بالتاء
ن لك ّ
بالل ،والقتداء بالصحابة | ،وإن كانتا تصلحا ِ
المثناة الفوقيّة | بدل القاف ،وهو غلط مخالفٌ للدّراية | والرّواية ،لنه جمْعُ تأْديةٍ ،وتأْديةُ |
ق :قضاؤه ،وتأْدية الصلة | :قَضاؤها في أول وقْتِها ،ول معنى | لبُدور القضية ،وفي
الح ّ
رِواية أشياخنا | بالقاف ل غير ،كما قدّمنا ،قال | شيخنا :وأعجب من هذا من جعل | القَوادي
جمْع قا ِئدِ ،وفسره بكل ِم | المصنف :القائد الّول مِن بنات َنعْش | الصّغرى الذي هو آخرها ،
صغِير ،وثانيه | عَناق ،وإلى جانبه الصّيْدَق ،وهو | السّها ،
والثاني | عَنَاق ،وإلى جانبه قائدٌ َ
حوَر فإنه ل معنى | لبدُور الوائل من بنات نعش ،مع | كون المُفرَد مُعتلّ العينِ ،
والثالث ال َ
والجمع | ُمعْ َتلّ اللم ،وهذا لَعمري وأمثالُه | احتمالتٌ بعيدةٌ يمجّها الطبعُ السليم | ،ول يقبلها
الذّهْن المستقيم ( ما نَاحَ ) أي | سجع و َهدَر ( الحمامُ ) طي ٌر معروف | ( الشّادِي ) مِن شَدَا يَشدُو
حقِيقته | الصلية التي هي :البكاء والحزن | ،كما
إذا ترنّم | وغَنّى ،فال ّنوْح هنا ليس على َ
سيأتي ،والصحيح أن إطلق كلّ | منهما باختلفِ القائلين ،فمن صادفَته | أَسجاعُ الحما ِم في
ضدّه سماه
سجْعا | وترنّما ،ومن ب ِ
ساعة أُنسه مَع حبيبه | في زمن وصاله وغَيْبَةِ رقيبه سماه َ
َنوْحا وبكاءً | وتغريدًا ( وساح ) أي ذهب وتردّد في | الفَلَوات ( النعام ) طائر معروف | ( القادِي
) أي المسرع ،من قَدَى |
____________________
( )1/58
| كَ َرمَى قَدَيانا ،محرّكة ،إذا أسرع | ( وصاح ) من الصّياح ،وهو َرفْ ُع | الصوتِ إلى الغَايَة
حدَا البل | ،كدعا
( بالنغام ) جمع | َنغَم محرّكة ،وهو تَرجيع الغِناءِ | وَتَرْدِيده ( الحادي ) من َ
حصُل لها نَشاطٌ وارتياح في السّيْرِ | ،والمراد بهذه الجُمل
حدُوها ،إذا ساقها وغَنّى لها | لي ْ
،يَ ْ
سوْق
طُولُ البد الذي | ل نِهاية له ،لنّ ال َكوْنَ ل يخلو عن | تَسجيع الحمام ،وتردّد النعامِ | ،و َ
الحادي إبله بالَنغام ،ثم إن في | مقابلة ناح بساح وصاح ،والحمام | بالنعام والنغام ،تَرصيعٌ
شفَت ) َمصّت ( الطّفاوةُ ) بالضم دَارَة |
بَدِيع | ومُجانسة ،وفي القوافي الدّالِيّة تسميط | ( ور َ
س وَدارة
الشمسِ أو الشمس نفسُها ،وهو المناسب | في المقام ،ومنهم من زاد بعد دَارة | الشم ِ
القَمر ،ومنهم من اقتصر | على الخير ،وكلهما تكلّف ،وقيل | بل الطّفاوة أيّام بَرْدِ العَجوز ،
وقد نُسِب | للمصنف ،ول َأصْل له ،أو أيام | الرّبيع ،كما للجوهريّ ،وهو خطأٌ | في النقل ،
فحينئذ يكون إسناد الرّشف | ليام العجوز بمناسبة أن بُدوّ الزهار في | أواخر الشتاء ،وهي تلك
اليام ،وهذا | مع صحة هذه المناسبة ليس خاليا عن | التكلف ،قاله شيخنا ( ُرضَاب ) بالض ّم |
سكّر
الرّيق ،المَرشوف ،ويطلق على ِقطَعِ | الرّيق في الف ٍم وفٌ تات المِسك وقِطَع | الثّلج وال ُ
غوَتُه | وما تقطّع من النّدى على الشجر ،والمراد | هنا المعنى الوّل ،وزعمِ
وُلعَاب العَسل ور ْ
طلّ ) هو الندَى أو فوقه | ودون المطر ،ويطلق على المطر
بعضهم المعنى | الخير ( ال ّ
الضعيف | ،وليس بمرادٍ هنا ،وإضافة الرّضاب إليه | من قَبِيل إضافة المشبّه به إلى المشبّه ،
أي | الطل الذي في الزهار بين الشجار | ،كالرضاب في فم الحباب ،كقوله ( % | .والرّيحُ
لصِيلِ عَلَى لُجَيْنِ الماءِ ) | | %أي ماء كاللّجَين ،ومن
ن وَقد جَرَى | %ذَ َهبُ ا َ
َتعْ َبثُ بال ُغصُو ِ
قال إن | الضافة بيانِيّة فقد أخطأ ،وكذا من | فسّر الرضابَ بالسّحّ ،والطلّ بأخفّ | المَطر ،
فكأنه أجاز إضافة الشيء إلى | نفسه مع فساد المعنى ،على أن السحّ إنما | هو من معاني
الرّاضِبة دون الرّضاب | ،
____________________
( )1/59
| كما سيأتي في محلّه ( من كُظَام ) متعلّق | برشفت ،وهو بالضم جمع َكظَ ٍم | مُحرّكة وهو
حدَة الخلس ،قبل أن
الحَلْق أو الفم .وفي | الربعين الودعانية :فبادِرُوا في ُمهَل | النفاس ،و ْ
ضهَا بعضا | ،وقيل :
| يُؤخَذ بالكَظَم .ومنهم من فسروه بأفواهِ | الوادي والبارِ المتقارب بع ُ
الكِظامة :فَمُ الوادي الذي | يخرج منه الماء وليس في الكلمِ ما يدلّ | على الودية والبار ول
بتقارب بعضها | بعضا ،كما فسّروه ،ل حقيقةً ،ول | مجازًا ،ول رمزًا ،ول كنايةً ،وفي
جلّ ) بالضم ،كذا | هو
بعض | الشروح ِكظَام الشيء :مبدؤُه ،والصحيح | ما أشرنا إليه ( ال ُ
مضبوط في نسخه شيخنا المام | رضيّ الدين المِزجاجي ،قيل :معناه | مُعظَم الشيء ،وقيل :
هو بالفتحِ ،وفسّره | بالياسمين والورد أبيضِه وأحمرِه | وأصفره ،والواحدة بهاء ،أما المعنى |
الوّل فليس بمرادٍ هنا قطعا لنه حينئذ | ل يُذكَر إل مضافًا ،لفظًا أو تقديرًا | ،ككلّ وبعض ،
وهذا ليس كذلك | ،وأما رواية الفتح فهي أيضا غير | صحيحة ،وقد باحَثَني في ذلك شيخُنا |
المام المذكور ،أطال ال بقاءه ،حين | وصلتُ إلى هذا المحلّ عند القراءة | بحضرة شيخنا
السّيد سليمان الهدل | وغيره ،فقلت :الذي يعطيه مَقام اللفظِ | أن اللفظة ُمعَرّبة عن الفارسيّة ،
ومعناه | عندهم الزّهر مطلقا ،من أي شجرٍ | كان ،ويصرف غالبا في الطلق | عندهم إلى هذا
الورْد المعروف ،بأنواعه | الثلثة :الحمر والبيض والصفر | ،فأُعجِبا بما قرّرْت وأقَرّاه
( والجَادِي ) | قالى قاضى كَجرات :هو طالب ال َمطَر | ،عطف على الطفاوة ،أي وما أخذ |
الجادى الماء من السحاب ،وقيل :هو | الخمر ،عطف على رُضاب ،ول يخفى | أن فيما ذكر
من المعنيين تكلّفا | ،والصحيح أنه نوع من الزّهرِ كالنرجس | والياسمين ،وهو المناسب ،ومن
قال | :إنه عطفُ تفسيرٍ لما قبله فقد أخطأَ | ،فإن الجلّ إنما يُطلقُ على الياسمين والورد |
____________________
( )1/60
| فقط ،كما قدّمنا ،ثم إن الذي تقدم | آنفا مقرونا بالعبْهر فمعناه الزعفران | ل غير ،فل يكون
إعادته هنا ليضاحٍ | أو غير ذلك ،كما وهِم فيه بعضُ | الشرّاح ،لختلف المعنيين ،قال |
شيخُنا :وفي رش ْفتُ الستعارة بالتبعيّة | ،لوجود الفعل وهو مشتق ،ويجوز أن | يكون
بالكناية ،كأَنشَبت المنيّةُ | أظفارَها ،وأن يكون استعارة تصريحيّة | ،فإذا اتضح ذلك عرفت أن
الرّضاب | الذي هو الريق شُبّه به الطلّ ،والشمس | الذي هو معنى الطفاوة شُبّه بشخصٍ |
جعَل له أَفواها | وثغورا هي كِظام الجلّ والجادي هما | الورد والنرْجس
مرتشِف لذلك الرّيق ،و َ
والياسمين ،وإن كان | تشبيهها بالقاحِ أكثَر دورانا ،كما | قال الشاعر ( % | :بَاكِرْ إلَى اللّذّاتِ
شمْسُ الضُحَى | %
سوَابِقَ الخَ ْيلِ َذوَاتِ المِرَاحْ ) ( % | %مِنْ قَ ْبلِ أَنْ تَرْشفَ َ
وا ْركَبْ َلهَا َ | %
رِيقَ ال َغوَادي مِن ثُغورِ القَاحْ ) ( | | %و َبعْدُ ) كلمة يُفصَل بها بين | الكلمَينِ عند إرادة
النتقال من كلم | إلى غيره ،وهي من الظروف ،قيل | :زمانيّة ،وقيل :مكانِيّة ،وعامله
محذوفٌ | ،قاله الدّماميني ،والتقدير ،أي وأقول | بعد ما تقدّم من الحمد ل تعالى والصلة |
والسلم على نبيه محمد & | ( فإنّ ) بالفاء ،إما على تَوهّم أمّا | ،أو على تقديرِها في نظْمِ
الكلم ،وقيل | :إنها لجراء الظرف ُمجْرَى الشرْط | ،وقيل :إنها عاطفة ،وقيل زائدة
( للعلم ) | أي بأنواعِه وفُروعه ( رِيَاضا ) جمع | َروْضة أو رَيْضة ،وقد تقدم شيء من | معناها
حوْض ،وهو مُجتَمع | الماء ( وخَما ِئلَ ) جمع
،ويأتي في مادته ما هو أكثر | ( وحِيَاضا ) جمع َ
خمِيلة وهي من | الرض المكرِمة للنّبات ،والرمْلة التي | تُنبت الشجر ،وقالوا هي الشجر
َ
الملتفّ | ،والموضع الكثيرُ الشجرِ ( وغِيَاضا ) جمع | غَيْضة ،وهي الغَابَة الجامعة للشجار في
| حَضيض الماء ،وفي الفقرات الثلث | لزوم ما ل يلزم ( وطَرائقَ ) جمع طَرِيقة | ،والطّرِيق
شعَابا ) جمع |
يُجمع على طُرُقٍ ( و ِ
____________________
( )1/61
( )1/62
| هو الصغير الذي يَرضع ُأمّه ،والمعنى أن | كلّ من يتعاطَى العلومَ من الشيوخ | والمتوسّطين
والمبتدِئِين ،أو كلّ ،من | من القوياء والضعفاء والصّغار والكبار | ،فإن علم اللغة هو المتكفّل
بإظهار | السرار ،وإبراز الخفايا ،لفتقارِ | العلوم كلّها إليه ،لتوقف الم َركّبَات على | المفردات
ل محالة ،وفي الفقر صناعةٌ | أدبيّةٌ وحُسْن المقابلة ( وإن بَيان الشّريعةِ ) | َفعِيلة بمعنى مَفعولة
هي ما شرع الُ | لعباده كالشّرْع بالفتح ،وحقيقتها | َوضْع ما يتعَرّف منه العبادُ أحكامَ | عقائدهم
وأفعالهم وأقوالهم ،وما يترتب | عليه صَلحُهم ( َلمّا كان َمصْدَرُه ) | الضمير يرجع للبيان ،أو
إلى الشريعة | لتأويلها بالشرْع ،والمصدر َم ْفعَل من | الصّدور وهو التيان ( عن لِسان العرب )
| كذا في نسخة الشرف الحمر ،وفي أُخرى | ' على ' بدل ' عن ' عَلَى أن الصّدور | بمعنى
النصراف عن الوِرْد ،وكلهما | صحيحان وقد يكون الصّدور بمعنى | الرّجوع عن الماء ،
وحينئذ يتعدّى بإلى | ،واللسان هو اللغة أو الجارِحة ،والعرَب | -على ما حقّق الناصر اللقائيّ
في حواشي | التصريف -هم خِلف العجم ،سواء | سكنوا البوا ِديَ أو القُرَى ،والعراب |
سُكان البَوا ِديَ ،سواء تكلّموا بالعربيّة | أول ،فبينهما عمومٌ وخُصوص من وَجْهٍ | ،فليس الثاني
جمعا للول ،انتهى .وفي | المختار :العرب جِيلٌ من الناس ،والنسبة | إليهم عربّ ي ،وهم
ي فهو اسم جنس | ،
سكّان البَوادِي خاصّةً | ،والنسبة إليهم أعراب ّ
أَهُل المصار | ،والعرابُ هم ُ
انتهى ،وسيأتي لذلك مزيدُ إيضاح | في مادته ،وهناك كلمٌ لشيخنا وغيره | ،والجواب عن
سمّى ابنُ منظورٍ كتابَه لِسانَ العرب | ،لنه متضمن لبيانِ لُغاتِهم ،
إيراداته ،قلت :ومن هنا | َ
ل على | سبيل الحصر بل بما صحّ عندَه ( وكان | العَملُ ) هو الفِعل الصادر بالقصْد | ،وغالبُ
استعماله في أفعال الجوارح | الظاهرة ( بمُوجبه ) الضمير للبيان أو | الشريعة حسبما تقدم ،
والعمل بالموجب |
____________________
( )1/63
| هو الخذ بما أوجبه ،وله حدود وشروط | ،فراجعه في كتاب الشروط ( ل يصِحّ ) | أي ل
يكون صحيحا ( إل بإِحكام ) أي | تهذيب وإتقان ( العِلْم بمقدّمته ) أي | معرفتها ،والمراد
جبَ ) | أي لزم وهو جواب لمّا ( على
بالمقدمة هنا ما يتقدّم | قبل الشروع في العلم أو الكتاب ( وَ َ
ُروّام العِلم ) | أي طالبيه الباحثين عنه ( وطُلّب ) | كُروّام وَزْنًا ومَعْنًى ( الثر ) علم الحديث |
فهو من عطف الخاصّ على العامّ | ،وفي بعض النسخ وطلّب الدب ،والُولى | هي الثابتة في
النسخ الصحيحة | ،واختلف في معنى الثر ،فقيل :هو | المرفوع والموقوف ،وقيل :الثر .
ل الُصول ،ولكن المناسِب هنا | هو
هو | الموقوف ،والخبر :هو المرفوع ،كما | حققه أه ُ
المعنى الشامل للمرفوع والموقوف | ،كما ل يخفى ،لن المحلّ محلّ العموم | .والمعنى أن
علوم الشريعة كلها بأُصولها | وفروعها ،لما كانت متوقّفة على عِلم | اللغة توقّفًا كُلّيّا محتاجة إليه
،وجب | على كلّ طالب ليّ عِلم كان سواء | الشريعة أو غيرها العتناءُ به ،والقيام | بشأنه ،
والهتمام فيما يوصل إلى ذلك | ،وإنما خصّ علم الثر دون غيره مع احتياج | الكل إليه لشرفه
وشرف طالبيه ،وعلى | النسخة الثانية :وجب على كلّ طالب | علمٍ سيما طالب علم الداب ،
التي منها | النحو والتصريف وصنعة الشعر وأخبار | العرب وأنسابهم ،مزيدُ العتناء بمعرفة |
علْم اللغة ،لن مُفاد العلوم الدبية | غالبا في تَ ْرصِيع اللفاظ البديعة | المستملَحة ،وبعضُها
عظْم ) بضم
الحُوشِيّة ،وتلك | ل تعرف إلّ بها ،كما هو ظاهر ( أن | يَجعلوا ) أي يصيروا ( ُ
العين | المهملة ،كذا في نسخة شيخنا سيّدي | عبد الخالق ،وفي أُخرى مُعظم بزيادة | الميم وفي
بعضها أعظم بزيادة اللف | ( اجتهادهِم واعتمادِهم ) أي استنادهم | ( وأن َيصْرِفوا ) أي يُوجّهوا
جلّ ) | كجُلل ،ل يُذْكران إل مضافا وقد | تقدّمت الشارة إليه ( عِنايتهم ) أي | اهتمامهم
( ُ
( في ارْتيادهم ) أي في طلبهم | ،من ارتاد ارتيادًا ،مجرّدُه رَادَ الشيءَ | يَروده َروْدًا ويستعمل
بمعنى الذّهاب | والمجيءِ وهو النسب للمقام ( إلى عِلم | اللغة ) وقد يقال إن علم اللغة من جملة
|
____________________
( )1/64
| علوم الدب ،كما نص عليه شيخنا | طاب ثراه ،نقلً عن ابن النصاريّ | ،فيَلزم حينئذ
احتياجُ الشيء إلى نفسه | وتوقّفه عليه ،والجواب ظاهرٌ بأدنى | تأمّل ( والمعرِفة ) هي عبارة
عما يحصل | بعد الجهلِ ،بخلف العلم ( ِبوُجوهها ) جمع | وَجْه ،وهو من الكلم الطريقُ
المقصود | منه ( والوُقوف ) أي الطلع ( على مُثُلها ) | بضمتين جمع مِثال ،وهو صِفة الشيء
| ومِقداره ( ورُسُومها ) جمع َرسْم بالفتح | وهو الثر والعلمة ،ثم إن الضمائر | كلها راجعة
إلى اللغة ،ما عدا الخيرين | ،فإنه يحتمل عودُهما إلى الوجوه ،وفي | التعبير بالمُثل والرّسوم
ما ل يخفى | على الماهر من الشارة إلى دُرُوسِ هذا | العِلم وذَهابِ أهله وأُصولِه ،وإنما البارَع
| من يقف على المثل والرسوم ( وقد عُنِي ) | بالبناء للمجهول في اللغة الفصيحة | ،وعليها
ب اليواقيت الفَتحَ أيضا | أي اهتم ( به ) أي بهذا العلم (
اقتصر ثعلبٌ في الفصيح | ،وحكى صاح ُ
مِنَ | السّلَف ) هم العلما ُء المتقدمون في | الصدْر الوّل من الصحابة والتابعين | وأتباعهم
عصْرٍ ) أي
( والخَلف ) المتأخّرون | عنهم والقائمون مَقامهم في النظر | والجتهاد ( في ُكلّ َ
عصَابَة ) الجماعة من الرّجال | ما بين العَشرة إلى الربعين ،كذا | في لسان
دهرٍ | وزَمانٍ ( ِ
العرب ،وفي شمس العلوم | :الجماعة من الناسِ والخيلِ والطيرِ | ،والنسب ما قاله الخفش :
ل | الصابة ) أي الصّواب أي هم مستحقّون
ال ُعصْبة | والعصابة الجماعة ليس لهم واحدٌ ( ُهمْ أه ُ
| :له ومستوجبون لحيازته ،وفي الفقرتين | لُزومُ ما ل يلزم ،وذلك لنهم ( أحْرَزوا ) | أي
حازوا ( َدقَا ِئقَه ) أي غوامِضه | اللطيفة ( وأَبْرَزُوا ) أي أظهروا | واستخرجوا بأفكارهم ( حَقائقه
عمَرُوا ) مخفّفا | ،كذا
) أي | ما هِيّاته الموجودة ،وفي القوافي الترصيع | ولزوم ما ل يلزم ( و َ
هو مضبوط في نسخنا ( ِدمَنَه ) | جمع ِدمْنة ،وهي آثار الدّيار والناس | ( وفَرَعوا ) بالفاء كذا
هو مضبوطٌ ،أي | صعدوا وعََلوْا ،وفي بعض النسخ بالقاف | وهو غلط ( قُننه ) جمع قُنّة
بالضم وهي | أعلَى الجبل ( وقَنَصوا ) أي اصطادوا |
____________________
( )1/65
شوَارِدَه ) جمع شاردة أو شارد ،من الشرود | :النفور ،ويستعمل فيما يقابل الفصيح |
|( َ
ظمُوا ) أي ضمّوا وجمعوا ( قَلئدَه ) | جمع قِلدة ،وهي ما يُجعَل في العُنق من | الحلى
( ونَ َ
والجواهر ( وأَرْ َهفُوا ) أي َرقّقوا | ولَطّفوا ( مَخَاذِم ) جمع مِخْذم كمِنْبر | :السيفُ القاطِع
( البَرَاعة ) مصدر بَرَع | إذا فاقَ أصحابه في العلم وغيره ،وتمّ | في كل فضيلة ( وأَرْعَفوا )
أي أَسَالوا دم | ( مَخاطِمَ ) جمع مخْطم َكمِنْبر | وَكمَجْلس :النف ( اليَرَاعة ) أي | قَصبة
الكِتابة ،أي َأجْروْا دمَ أَنفِ | القَلَم ،ويقال رَعَفت القلمُ إذا تقاطر | مِدادُها .وفي القوافي
الترصيع ،وبين | أرهفوا وأرعفوا جناسٌ مُلْحق ،وفي | البراعة واليراعة الجناس المُصحّف | ،
وفي كلّ مَجازاتٌ بليغة واستعاراتٌ | بديعة ( فألّفوا ) أي جمعوا الفنّ | مُؤتلِفا ب ْعضُه إلى بعضٍ
( وأفادُوا ) أي | بَذَلوا الفائدَة ( وصَ ّنفُوا ) أي جَمعوا | أصناف الفنّ مميّزة مُوضّحة ( وأجادُوا ) |
أي أتوا بالجَيّد دون الرّديء ،وفي | اللفاظِ الربعة الترصي ُع والجناس | اللحق ( وبَلَغوا ) أي
انتَهوْا و َوصَلُوا | ( مِن المقاصِد ) جمع َم ْقصَد كم ْقعَد أي | المهمات المَقصودة ( قَاصِيَتها ) هي |
حسْن وهو
و ُقصْواها بمعنى أَبْعدِها ومُنتهاها | ( وملَكوا ) أي استوَْلوْا ( مِن المحاسِن ) | جمع ُ
سهَا ،وهو | كِناية عن المِ ْلكِ التامّ والستيلء
الجمال ،كالمَساوى | جمع سُوء ( نَاصِيَتَها ) أي رَأْ َ
الكُّليّ | ،وفي الفقرة لزوم ما ل يلزم ،والجِناس | اللحق ( جَزاهُم ال ) أي كافأَهم | ( ِرضْوانَه
) أي أعظم خيرِه وكثيرَ | إنعامه ،قال شيخنا :وأخرج الترمِ ِذيّ | والنّسائيّ وابن حبان بأسانيدهم
ن صُنِعَ | ،إليه مَعرُوفٌ فقال لفاعله :جَزاك الُ | خَيرا فقد أَبْلَغ في الثّناء '
إلى | النبي & قال ' مَ ْ
.قلت | :وقع لنا هذا الحديث عاليا في الجزءِ | الثاني من المشيخة الغَيلنِيّة من طريق | أبي
خمْسِ ،حدثنا سُليمان |
حوَص بن جوّاب ،حدثنا | سُعيْر بن ال ِ
جوّاب َأ ْ
ال َ
____________________
( )1/66
| التّيمي ،عن أبي عُثمان ال ّنهْ ِديّ ،عن | أُسامة بن زيدٍ رضي ال عنه ،فذكره | .وفي أُخرى
جلُ لخيه | :جَزاكَ الُ خيرًا فقد أبْلَغ ' ( وَأحَلّهم ) | أي أنزلهم ( مِن رِيَاض )
عنه ' إذا قالَ الر ُ
جمع َروْضة | أو رَيْضة وقد تقدم ( القُدْس ) بضم | فسكون وقيل بضمّتين ورِياض القدس | هي
حَظيرَتُه ،وهي الجَنّة ،لكونها | مُقدّسة أي مُطهّرَة مُنزّهة عن القذار | ( مِيطانه ) المِيطان
كمِيزان موضِعٌ | يُهيّأ لرسال خَ ْيلِ السّباق ،فيكون غاي ًة | في المسابقة ،أي وأنزلهم ،من
محلّت | الجِنان أعلها ،وما تَنتهِي إليها | الغاياتُ ،بحيث ل يكون وراءَها مَ ْرمَى | أبصارٍ ،
والضمير يعود إلى القدس | ،ولو قال َروْض القُدس كان أجلّ ،كما | ل يَخفى ،ولكن الرّواية ما
قَدّمنا | ،ومنهم من قال إن مِيطان جَ َبلٌ بالمدينة | ،وتكلّف لتصحيح معناه فاعلم أنه من |
التأويلت البعيدة التي ل يُلتَفت إليها | ول يُعوّل عليها ( | .هذا ) هو في الصل أداة إشارة |
للقريب ،قُرنت بأداة التنبيه ،وأُتي | به هنا للنتقال من أُسلوب إلى أُسلوب | آخَر ،ويسمى عند
خذْ هذا أو اعتمِدْ هذا | ( وإني قد ) أي والحال أني قد
البلغاء فصْل | الخِطاب .والمعنى ُ
( نَ َبغْت ) | بالغين المعجمة ،كذا قرأته على شيخنا | أي فقت غيري ( في هذا الفنّ ) أي | اللغة ،
ومنهم من قال :أي ظهرت | ،والتفوّق َأوْلى من الظهور ،وفي النسخة | الرسولية في هذا
صغْو بالكسر ،أي | الناحية من العلم ،واستغرَبها شيخُنا | واستصوب النسخة المشهورة ،وهي
ال ّ
| سماعُنا على الشيوخ ،واستعمل | الزمخشريّ هذه اللفظة في بعض خطب | مؤلّفاته ،وفي
بعض النسخ نَبعْت بالعين | المهملة ،وعليها شرح القاضي عيسى بن | عبد الرحيم الكجراتي
وغيره ،وتكلّفوا | لمعناه ،أي خرجت من ينبوعه ،وأنت | خبيرٌ بأنه تكلّف مَحّض ،ومخالف |
للروايات ،وقيل :إن نبَع بالمهملةِ لغة | في نبغ بالمعجمة ،فزال الشكال ( قَدِيما ) | أي في
الزمن الوّل حتى حَصلتْ له مِنه | الثمرة ( َوصَ َبغَت ) أي لوّنت ( به ) أي | بهذا الفن ( أَدِيما )
أي الجِلد المدبوغ | ،
____________________
( )1/67
| أي امتزج بي هذا الفن امتزاجَ الصّبغ | بالمصبوغ ( ولم أَ َزلْ ) كذا الرواية عن | الشيوخ ،أي
لم أبرَحْ ،وفي بعض | النسخ لم أَ ُزلْ ،بضم الزاي ،معناه لم | أفارِق ،من الزّوال ،وفيه
تعسّف ظاهر | ( في خِدمته مُستدِيما ) أي دائما متأنيا | فيها .وفي الفقرات لزوم ما ل يلزم |
( وكنتُ بُرْهَة ) بالضم ،وروى الفتح | ،قال العكبريّ عن الجوهريّ ،هي القطعة | من
الزمان ،وقوله ( من الدّهْر ) أي الزمن | الطويل ،ويقرب منه ما فسّره الراغب | في المفردات
:إنه في الصل اسم لمدة | العالَم من ابتداء وجوده إلى انقضائه | ،ومنهم من فسّر البُرهة بما
صدّر به | المصنف في المادّة ،وهو الزمن الطويل | ،ثم فسّر الدهر بهذا المعنى بعينه ،وأنت |
خبير بأنه في مَعزِل عن اللطافة وإن | أورد بعضُهم صِحّته بتكلّف ،قاله | شيخنا ( ألتمِسُ ) أي
أطلب طلبا أكيدا | م ّرةً بعد م ّرةٍ ( كِتابا ) أي مُصنّفا | موضوعا في هذا الفن ،موصوفا بكونه | (
جامعا ) أي مُستقصِيا لكثرِ الفنّ | مملوءًا بغرائبه ،ويوجد في بعض النسخ | قبل قوله جامعا '
باهرا ' ،وليس في الُصول | المصححة ( بَسيطا ) واسعا مشتملً على | الفن كلّه أو أكثره
مبسوطا يستغني به | عن غيره ( ومُصنّفا ) هكذا في النسخ | وفي بعضها تَصنيفا ( على
الفُصح ) | بضمتين ،جمع فَصيح كقَضيب | و ُقضُب أو بضم ففتح ككُبْرى وكُبَر | ( والشوارِد )
ع ّديَ بعَلى ،أو أن عَلَى
هي اللغات الحُوشية الغَريبة | الشاذّة ( مُحِيطا ) أي مشتملً ،ولذا | ُ
بمعنى الباء | ،فتكون الحاطة على حقيقتها الصلية | ( ولمّا أعياني ) أي أتعبني وأعجزني عن
| الوصول إليه ( الطلب ) كذا في النسخ | والُصول ،وهو الطّلَب ،ويأْتي من | الثلثي فيكون
فيه معنى المبالغة ،أي | الطلب الكثير ،وفي نسخة الشيخ أبي | الحسن علي بن غانم المقدسيّ
رحمه ال | تعالى التّطلب ،بزيادة التاء ،وهو من | المصادر القياسيّة تأْتي غالبا للمبالغة |
سمَة | وعلمة
( شَرَعْت في ) تأليف ( كتابي ) أي | ُمصَنّفي ( ال َموْسُوم ) أي المجعول له ِ
( باللمِع ال ُمعْلَم العُجاب ) هو | عَلَم الكتابِ ،واللمع :المضيء ،والمعلم |
____________________
( )1/68
| ك ُمكْرَم :البُرْدُ المخطّط ،والثوب المنقّش | ،والعُجاب كغُراب بمعنى عَجيب ،كذا | في تقرير
سيّدي عبد السلم اللّقاني على | كنوز الحقائق ،والصحيح أنه يأتي | للمبالغة وإن أسقطه النحاة
في ذكر | أوزانها ،فالمراد به ما جاوز حَدّ اللغة | ،كذا في الكَشّاف ،وقد نقل عن خطّ |
المصنف نفسه غيرُ واحدٍ أنه كتب على | ظهْرِ هذا الكتاب أنه لو قُدّر تمامُه لكان | في مائة
خمْس | مُجَلّدَات ( الجامِع بين المُحْكم ) هو | تأليف المام الحافظ العلمة
مُجَلّد ،وأنه كمّل منه َ
أبي الحسن | عليّ بن إسماعيل الشهير بابن سِيدَه | الضرير ابن الضرير اللغوي ،وهو | كتاب
جامعٌ كبيرٌ ،يشتمل على أنواع | اللغة ،توفّي بحضرة دَانِية سنة | 458عن ثمانين سنة
ضيّ | الدين الحسن بن محمد بن الحسن
( والعُبَاب ) كغُراب | تأليف المام الجامع أبي الفضائل َر ِ
بن | حَيدر ال ُعمَ ِريّ الصّغاني الحنفي اللغويّ | وهذا الكتاب في عشرين مجلدًا ،ولم | يكمل ،لنه
وصل إلى مادة بكم ،كذا | في المزهر ،وله شوارق النوار وغيره | ،توفي 19شعبان سنة
650ببغداد ،عن | ثلث وسبعين سنة ،ودفن بالحريم | الطاهريّ ،وهذا الكتاب لم أطّلع عليه |
مع كثرة بحثي عنه ،وأما المحكم المتقدّم | ذِكره عِندي منه أربع مُجلدات ،ومنها | مادّتي في
هذا الشرح .وفي مقابلة الجامع | باللمع ،والمعلم بالمحكم ،والعجاب | بالعباب ،ترصيع حسن
( و ُهمَا ) أي | الكِتابان ،هكذا في نسختنا ،وفي أخرى | بحذف الواو ،وفي بعضها بالفاء بدل
الواو | ( غُرّتَا ) تثنية غُرّة ،وفي بعض النسخ | بالفراد ( الكُتُب المصَنّفَة في هذا الباب ) | أي
في هذا الفن ،والمراد وصفهما | بكمال الشّهرة ،أو بكمال الحُسْن | ،على اختلف إطلق الغرّ
| ،وفي استعارة أو تشبيه بليغ ( ونَيّرا ) | تثنيةُ نيّر كسَيّد ،وهو الجامع للنّور | الممتلئ به ،
والنّيّران :الشمس والقمر | ،والتثنية والوصف كلهما على الحقيقة | ( بَرَاقع ) جمْع بِ ْرقِعَ
السماء السابعة | أو الرابعة أو الولى ،والمعنى :هذانِ | الكتابانِ هما النّيرانِ المشرقانِ الطالعانِ
|
____________________
( )1/69
| في سماء ( ال َفضْل والداب ) ومنهم من | فسّر البُ ْرقُع بما تَستتر به النساء ،أو نيّر | البرقع هو
محل مخصوص منه ،وتمحّل | لبيان ذلك بما تمجّه السماع ،وإنما هي | أوهام وأفكار تخالِف
ض َممْت ) أي |
النقل والسماع | .وعطْف الداب على الفضل من عطف | الخاصّ على العا ّم ( و َ
جمعت ( إليهما ) أي المحكم والعباب | ( فوائد ) جمع فائدة ،وهي ما استفدْته | من عِلم أو مال (
امتلَ ) بغير همز من | مَلِئ كفرِحِ إذا صار مملوءًا ( بها ) أي | بتلك الفوائد ( الوِطاب ) بالكسر
جمع | وَطْب بالفتح فالسكون ،هو الظرف ،وله | معان ُأخَرُ غير مُرادةٍ هنا ( واعتَلَى ) أي |
ارتفع ( منها ) أي من تلك الفوائد | ( الخِطاب ) هو َتوْجِيه الكلم نحو الغَيْر | للفهام ،وفي
بعض النسخ ' زيادات ' | بدل ' فوائد ' .وبين امتل واعتلَى | ترصيع ،وبين الوطاب والخطاب
جِناس | لحق ( ففاقَ ) أي عل وارتفع بسبب | ما حواه ( كلّ مُؤلّف في هذا الفن ) أي اللغة | ،
بيان للواقع ( هذا الكتاب ) فاعل فاق | ،والمراد به الكتاب المتقدّم ذِكرُه ( غير | أني ) كذا في
خمّنْته ) أي قدّرته
النسخ المقروءة ،وفي بعضها | ' أنه ' على أن الضمير يعود إلى الكتاب | ( َ
سفِر عمّا فيها
سفْرًا ) قال الفرّاء :السفار | :الكُتب العِظام ،لنها تُ ْ
وتوهّمت مَجيئه | ( في ستّين ِ
ضمّنته ،بالضاد المعجمة بدل |
من | المعاني إذا قُرِئَت ،وفي نسخة من الُصول | المكّية َ :
الخاء ،وفي شفاء الغليل للشهاب الخفاجيّ | تبعا للسيوطيّ في المزهر أن التخمين ليس | بعرَبيّ
في الصل .وفي نسخة أخرى | من الُصول الزّبيدية زيادة ' بحمد ال ' | بعد ' خمنته '
( يُعجِز ) أي يعيى | ( تَحصيلُه ) فاعل يعجز ( الطّلّب ) جمع | طالب ،ك ُركّاب وراكب ،أي
لكثرته | ،أو لطوله .وفي نسخة ميرزا علي الشيرازي | يَعجَز عن تحصيله الطلّب ( وسُئلت )
| أي طَلَب مني جماعة ( في تقديم كتاب | وَجِيزٍ ) أي أُقدّم لهم كتابا آخرَ |
____________________
( )1/70
جمِ مع سُرْعة | الوصول إلى فهم ما فيه ،والذي يظهر | عند التأمّل أن
صغَر الح ْ
| موصوفا ب ِ
السؤال حَصل في | النصراف عن إتمام اللمع لِكثرة ال ّتعَب | فيه إلى جمع هذا الكتاب ( على
ع َملٍ ) معطوف على |
ذلك | النّظام ) أي النهْج والُسلوب ،أو الوضع | والترتيب السابق ( و َ
صبّ | ،ل من فَرَغ إذا خل
كتاب أي خاص ( مُفرّغ ) بالتشديد | ،أي مَصبوب ،من فَ ِرغَ إذا ا ْن َ
كفرَغَ الناء أو ف ِنيَ | كفرَغَ الزادُ ،وتشبيهُ العمل بالشيء المائع | استعارة بالكِناية ،وإثبات
سكّاكِي ،وعلى رأي | غيره تحقيقيّة تَبعيّة ( في قَالَب ) بفتح |
التفريغ له | تَخييلية على رأي ال ّ
اللم وتكسر آلة كالمِثال يُفرَغ فيها | الجواهرُ الذائبة ( اليجاز ) الختصار | ( والحكام ) أي
التقان ( مع التزام إتمام | المعاني ) أي إنهائها إلى حدّ ل يحتاج إلى | شيء خارج عنه ،
ظهَرت ماءَها ،قاله
والمعاني جمع معْنًى | ،وهو إظهار ما تَضمّنه اللفظ ،من عَ َنتِ | القِرْبة :أ َ
الراغب | ( وإبرام ) أي إحكام ( المباني ) جمع | مَبنى ،استعمل في الكلمات واللفاظ | والصّيغِ
العربية ،وفي الفقرتين | الترصيع .وفي بعض النسخ إبراز | بدل إبرام ،أي التيان بِها ظاهرةً
صوْب ) أي جِهة وناحية ،وهو مما | فات المؤلّف (
جهْت | ( َ
من | غير خفاءٍ ( فصَ َرفْت ) أي وَ ّ
هذا المقصِد عِناني ) | أي زِمامي ( وألّفت هذا الكتابَ ) أي | القاموس ،وللسيّد الشريف
الجرجاني | قُدّس سرّه في هذا كلم نفيس فراجعه | ( مَحذُوف الشواهِد ) أي متروكها | ،
والشواهد هي الجزئيات التي يؤتى بها | لثبات القواعد النحوية ،واللفاظ | اللغوية ،والوزان
العَروضية ،من كلم | ال تعالى ،وحديث رسول ال & | ،أو من كلم العرب الموثوقِ |
بعرَبيّتهم على أن في الستدلل بالثاني |
____________________
( )1/71
( )1/72
| وهو من أسماء البحر أيضا إل أنه | أُريد هنا ما ذكرناه ،لتقدم الدّأْماء | عليه ،فالدأْماء مفعول
أوّل لغوْصي وهو | تارةً يستغنِي بالمفعول الواحد ،وتارةً | يحتاج إلى مفعول آخَر فيتعَدّى إليه |
سمَيْته ) كسمّيته بمعنًى واحد ،وهما | من الفعال التي
بعَلَى ،ومِنْ بَيانِيّة حالٌ من الدأْماء | ( وأَ َ
تتعدّى للمفعول الول | بنفسها وللثاني تارة بنفسها وتارة بحرف | جر ،فالمفعول الول الضمير
العائد | للكتاب ،والمفعول الثاني ( القَامُوسَ ) | هو البحر ( المحيط ) ويوجد في بعض | نسخ
المقلّدين التعرض لبقية التسمية | التي يُورِدها المصنف في آخر الكتاب | ،وهو قوله والقابوس
ض القتصار على هذا ،وفي أُخرى | زيادة ' فيما ذهب من لُغة العرب |
الوسيط ،ففي | بع ٍ
شمَاطيط ' وكل ذلك ليس في النسخ | الصحيحة ويرد على ذلك أيضا قوله | ( لنه ) أي الكتاب (
َ
البحرُ العظم ) فإن | هذا قاطع لبقية التسمية ،قال شيخنا | :وإنما سمي كتابه هذا بالقاموس
المحيط | على عادته في إبداع أسامي ُمؤَلّفاته | ،لحاطته بلغة العرب ،كإحاطة البحر | للرّبْع
المعمور .قلت :أي فإنه جمع فيه | سِتين ألف مادة ،زاد على الجوهري | بعشرين ألف مادة ،
كما أنه زاد عليه | ابن منظور الفريقي في لسان العرب | بعشرين ألف مادة ،ولعل المصنف لم
| يطّلع عليه ،وإل لزاد في كتابه منه | ،وفوق كل ذي علم عليم ،ومما أحمد ال | تعالى على
نعمته أن كان من جملة موادّ | شرحي هذا كتابُه المذكور | | .قال شيخنا رحمه ال :وقد مَدح |
هذا الكتابَ غيرُ واحِدٍ ممن عاصره | وغيرُهم إلى زماننا هذا ،وَأوْرَدوا فيه | أعارِيض مختلفة ،
فمن ذلك ما قاله | الديب البارع نُور الدين عليّ بن محمد | العفيف المكيّ المعروف بالعليفي .
قلت | :ووالده الديب جمال الدين محمد بن | حسن بن عيسى ،شُهر بابن العليف | ،توفي بمكة
سنة ، 815كذا في ذيل | الحافظ تقي الدين بن فهد على ذيل | الشريف أبي المحاسن .ثم قال
شيخنا | :
____________________
( )1/73
| وقد سمعتهما من أشياخنا الئمة مرّات | ،ورأيتهما بخط والدي قدّس سرّه في | مواضع من
تقاييده ،وسمعتهما منه | غير مرّة ،وقال لي إنه قالهما لما قُرئ | عليه كتاب القاموس % | :
ت صَحَاحُ
ع ْلمِ ِه القَامُوسَا ) ( % | %ذَهَ َب ْ
( مُذْ مَدّ مَجْدُ الدّينِ في أَيّامِ ِه | %مِنْ ب ْعضِ أَبْحُرِ ِ
سحْرُ المدائِن حِينَ أَ ْلقَى مُوسَى ) | | %وفي بعض الروايات ' واحد عصره
جوْهَ ِريّ كأَنّها ِ | %
ال َ
' | بدل ' في أيامه ' و ' فيض ' بدل ' بعض ' | و ' أضحت ' بدل ' ذهبت ' .قلت | :ومثله
أنشدنا الديب البارع عثمان بن | عليّ الجبيلي الزّبيدي والفقيه المفنّن | عبد ال بن سُليمان
الجرهزِي الشافعي | إل أنهما نسباهما إلى المام شهاب | الدين الردّاد ،أنشدهما لما قُرئ عليه |
القاموس ،ونص إنشادهما ( % | .مُذْ مَدّ مجدُ الدّين في أرجَائنا | | % ) %وفي ' القاموسا ' و
عصْرِها زينب بنت أحمد بن محمد | الحسنية
' ألقى موسى ' | جناس تام ،وقد استظ َرفَت أديبة | َ
المتوفاة بشهارة سنة | 1114إذ كتبت إلى السيد موسى بن المتوكل | تطلب منه القاموس فقالت :
سمَا | %وبِحَقّ مَنْ في ال َيمّ أَ ْلقَى مُوسَى ) ُ ( % | %أمْنُنْ
س َمكَ ال ّ
| َ ( %م ْولَي مُوسَى بالذِي َ
سمَح بفضْلِك وا ْب َعثِ القَامُوسَا ) | | %قال شيخنا :وقد َردّ على القول
عليّ ِبعَا َرةٍ مَ ْردُو َدةٍ | %وا ْ
| الوّل أديبُ الشأْم وصُوفِيّه شيخ | مشايخنا العلّمة عبدُ الغني بن إسماعيل | الكِناني المقدسي
المعروف بابن النابُلسي | ،قدس سره ،كما أسمعنا غي ُر واحدٍ من | مشايخنا العلم عنه % | :
سمُه
جوْهَرِي َ | %لمَا أَتى القَامُوسُ َف ْهوَ ال ُمفْتَرِي ) ( % | %قُ ْلتُ ا ْ
صحَاحُ ال َ
( مَنْ قَال قَدْ َبطََلتْ ِ
جوْهَرِي ) ( | | %قلت ) وأصل ذلك قول أبي
س وَ ْهوَ ال َبحْرُ إنْ َ | %يفْخَرْ َف ُمعْظَمُ َفخْرِه بال َ
القَامُو ُ
عبد ال | رحمه ال | :
____________________
( )1/74
| ( %ل قاموسٌ يَطيبُ وُرُودُه | %أَغْنَى الوَرَى عَنْ ُكلّ َمعْنًى أَزْهَرِ ) ( % | %نَبَذ الصحاحَ
حبِ
جوْهَرِي ) | | %ونُقل من خطّ المجدِ صا ِ
بلَفظه وال َبحْر مِن | %عَادَاته يُ ْلقِي صحَاحَ ال َ
القاموس | قال :أنشدنا الفقيهُ جمالُ الدين محمد | ابن صباح الصباحيّ لنفسه في مدح | هذا
سهَا ) ( % | %
سهَا َ | %فعَلَيْه مِ ْنهَا مَا حَوى قامُو ُ
الكتاب ( % | :مَنْ رَامَ في الّلغَةِ العُُلوّ عَلَى ال ّ
سهَا ) ( % | %فَإذا َدوَاوِينُ العُلُومِ
ش ْملِ شَتِي ِتهَا نامُو ُ
جمّاعُ َ
ُمغْنٍ عَنِ الكُ ُتبِ النّفيسَةِ كُلّها َ | %
جدُ الدّينِ خَيْرُ ُمؤَّلفٍ | %مَلَك
سهَا ) ( % | %لِ مَ ْ
ح ِفلٍ للدّرْسِ َفهْوَ عَرُو ُ
ج ّم َعتْ | %في مَ ْ
تَ َ
ح ّققًا
الئمّ َة وافتَدَتْه ُنفُوسُها ) | | %ووجدت لبعضهم ما نصّه ( % | :ألَ لَيْسَ مِنْ كُ ْتبِ اللّغاتِ مُ َ
سوَا ُه وفَاقَه | %بِما اخ َتصّ
حوِي ِ
جمْعِ ) َ ( % | %لقَدْ ضَمّ ما يَ ْ
طةِ وال َ
ُ | %يشَابِهُ هذَا في الحا َ
ل ومن صُنْعِ ) ( | | %ولما رأيتُ إقبال الناسِ ) أي توجّه | خاطِرِ علماء وقته
جمِي ٍ
ن َوضْعٍ َ
مِ ْ
وغيرهم بالعتناء | الزائد والهتمام الكثيرِ ( على صِحاح ) | المام أبي نصر إسماعيل بن نصر
خطّهِ أو غير ذلك ،الفارابيّ نِسبةً | إلى مدينة
حمّاد ( الجوهريّ ) لِبيع الجوهر ،أو | لحسن َ
بن | َ
ببلد الترك ،وسيأتي في | ف ر ب من أذكياء العالم ،وكان بخطّه | يُضرَب المثل ،توفي في
حدود الربعمائة | ،على اختلف في التعيين ،اختُلِف في | ضَبْط لفظ الصحاح ،فالجاري على
| ألسِنة الناس الكسر ،ويُنكرون الفَتح | ،ورَجّحه الخطيب التبريزي على الفتح | ،وأَقرّه
السيوطي في المزهر ،ومنهم من | رجّح الفتح ،قال شيخنا :والحق | صِحّة الروايتين وثبوتُهما
من حيث | المعنى ،ولم يرد عن المؤلف في تخصيص | أحدِهما بالسّند الصحيح ما يُصار إليه |
جدِير ) أي حَقيق وحَ ِريّ | ( بذلك ) القبال ،قال
ول ُيعْدل عنه ( وهو ) أي الكتاب أو | مؤلفه ( َ
شيخنا | :وقد مدحه غي ُر واحد من الفاضل | ،ووصفوا كِتابه بالجادة ،للتزامه | الصحيح ،
وبَسْطه الكلم ،وإيراده |
____________________
( )1/75
| الشواهد على ذلك ،ونقله كلم أهل | الفن دون تصرف فيه ،وغير ذلك من | المحاسن التي ل
حصَى ،وقد رزقه ال | تعالى شُهرة فاق بها كلّ من تقدمه أو | تأخّر عنه ،ولم يَصل شيء من
تُ ْ
المصنّفات | اللغوية في كثرة التداول والعتماد على | ما فيه ما وصل إليه الصحاح ،وقد | أنشد
المام أبو منصور الثعالبي لبي | محمد إسماعيل بن محمد بن عبدوس | النيسابوري % | :
جمَعُ
( هذَا كِتَابُ الصّحَاح سَيّدُ مَا | %صُ ّنفَ قَ ْبلَ الصّحَاح في الدبِ ) ( % | %تَش َملُ أبوابُ ُه وتَ ْ
مَا | %فُرّقَ في غَيْرِه مِنَ الكُ ُتبِ ) ( | | %غير أنه ) أي الصحاح قد ( فاتَه ) | أي ذَهب عنه (
نِصف اللغةِ ) كذا في | نسخة مكّية ،وفي الناصِرِيّة على ما قيل | ثُلثا اللغة ( أو أكثر ) من
ذلك ،أي فهو | غير تام ،لفوات اللغة الكثيرة فيه | .قال شيخنا :وصريح هذا النقل يدلّ | على
أنه جمع اللغة كلها وأحاط بأَسرها | ،وهذا أمر متعذّر ل يمكن لحد من الحاد | إل النبياء
عليهم الصلة والسلم | .قلت :وقد تقدم في أوّل الكتاب نصّ | المام الشافعيّ رضي ال عنه
حصْر الفوات بالنصف أو | الثلثين في غير
فيه | ،فإذا عرفت ذلك ظهر لك أن ادّعا َء | المصنّف َ
محلّه ،لن اللغة ليس | يُنال مُنتهاها ،فل يُعرَف لها نِصف | ول ثُلث ،ثم إن الجوهريّ ما
سمّى كتابه البحر ول | القاموس ،وإنما التزم أن يورد فيه | الصحيح عنده
ادّعى | الحاطة ،ول َ
،فل يلزمه كل | الصحيح ،ول الصحيح عند غيره | ،ول غير الصحيح ،وهو ظاهر ،انتهى
| .ثم بيّن وجه الفوات فقال ( إما بإهمال ) | أي ترك ( المادّة ) وهي حروف اللفظ | الدالّ على
المعنى ،والمراد عدم ذكرها | بالكلّيّة ( أو بترك المعاني الغَريبة ) أي عن | كثير من الفهام ،
لعدم تداولها ( النّادّة ) | أي الشارِدة النافِرة ( أَردْت أن يَظهر ) | أي ينكشف ( للناظِر ) المتأمّل (
ي ) | منصوب على الظرفية مضاف إلى ( َبدَا ) | أي أوّل كل شيء قبل الشروع في غيره | (
بَا ِد َ
ضلُ كِتابي هذا عليه ) أي الصحاح |
َف ْ
____________________
( )1/76
( )1/77
| القرافي أيضا ،وشرح عليه المنَاوي وابن | عبد الرحيم وغير واحد ،وسقط من | كثير من
النسخ ( | | .وأنت أيها ال َيلْمع ) كأنه مُضارع | من لَمع البرق ،زيدت عليه أل ،ومعناه | الذي
يلمع ويتوقّد ذَكاءً ،ويتفطن | الُمور فل يُخطئ فيها ،والمعروف فيه | اليلمعيّ بالياء المشددة
خلّب ،وبمعنى الكذّاب | ،
الدالة على المبالغة | ،كاللمعيّ بالهمزة ،وأما اليلمع فهو | البَرْق ال ُ
وكلهما غير مناسب ( العَرُوف ) كصَبور | ،مبالغة في العارف أي ذو المعرفة التامّة |
( وال َم ْعمَع ) هو الصّبر على الُمور | ومزاولتها ،وهو على تقدير مضاف أي | ذو المعمع
( ال َي ْهفُوف ) ك َي ْعفُور ،الحديدُ | القلبِ ويطلق على الجَبَان أيضا ،وليس | بمرادٍ هنا ( إذا تأمّلت )
أي أمعنت فيه | الفكر وتدبرته حقّ التدبّر ( صَنِيعي | هذا ) مصدر كالصّنع بالضم بِمعنى |
جدْته ) أي | الصنيع أو الكتاب
المصنوع ،أي الذي صنعته ،وهو | الكتاب المسمّى بالقاموس ( و َ
( مشتمِلً ) أي | منضما ( على فَرائدَ ) جمع فَرِيدة وهي | الجوهرةُ النفيسة ،والشّذْرَة من الذهب
| والقطعة التي َت ْفصِل بين الجواهر في | القلئد ،كما سيأتي ( أثِيرة ) أي جليلة | لها أثرة
وخصوصية تمتاز بها ،أو أن | هذه الفوائد متلقّاة من قَرْن بعد قَرْن | ( وفوائد ) جمع فائدة ،
وهي ما استفدته | من علم أو مال ( كثيرة ) وفي الفقرة | كأُختها السابقة حسْنُ ترصيع واللتزام |
حسْن الختصار ) وهو حذف | ال ُفضُول وإزالتها ،أو التيان بالكلم | مس َت ْوفِيَ المعاني
( من ُ
والغراض ( وتَقرِيب | العِبارة ) أي إدنائها وتوصيلها إلى | الَفهام بحسن البيان ( و َتهْذِيبِ
الكلم ) | أي تنقيحه وإصلحه وإزالة زوائده | ( وإيراد المعاني الكثيرة في اللفاظ | اليسيرة )
أي القليلة ( | | .ومن أحسن ما اختصّ به ) وتميّز عن | غيره وانفرد ( هذا الكتابُ ) أي
القاموس | ( تخلِيصُ الواو من الياء ) الحرفان المعروفان | أي تمييزها منها ( وذلك ) أي
سمُ ) مِن وَسَم إذا جعل له |
سمٌ ) أي نوع من التصرفات الصّرفية | واللغوية ( يَ ِ
التخليص | ( قِ ْ
سِمةً وهي العلمة ( المصنّفين ) هم أئمة |
____________________
( )1/78
| الفن الكبار ( بالعيّ ) وهو بالفتح العجز | والتعب وعدم الطاقة ،ويستعمل بمعنى | عدم
حصَ ُر والعَجز في النطق خاصة | ( والعياء ) مصدر أَعْيَا
الهتداء لوجه المراد ،وبالكسر | ال َ
رُباعيّا إذا تعب | ،قال شيخنا :وبعضهم يقول العيّ من | الثلثي العَجز المعنوي ،والعياء
ي والصرفيّ مما يوجب
الرباعي | العجز الجسماني ،والمعنى أن هذا النوع | في التصرف اللغو ّ
| للمهرة في الفن العجز وعدم القدرة حسّا | ومعنًى لما فيه من الصعوبة البالغة | والتوقف على
الحاطة التامّةِ ،والستقراء | التام ،بل يتوقف إدراكها على اطّلع | عظيم وعلم صحيح ( | | .
ومنها ) أي من محاسن كتابِه الدالة | على حسن اختصاره ( أني ل أذكُر ما جاءَ | من جمع فاعلٍ
) الذي هو اسم فاعل | ( المع َتلّ العين ) الذي عينه حرف علة | يا ًء أو واوًا ( على َفعَلة ) محركة
في حال | من الحوال ( إل أن يصح ) أي يعامل | ( مَوضِع العينِ منه ) أي من الجمع | معاملةَ
خوَلَة ) بالمعجمة جمع
جوَلنَا | ( و َ
جوَلَة ) بالجيم من جال َ
الصحيح ،بحيث يتحرك ول | يعلّ ( ك َ
خائل ،وهو | المتكبّر ،فإنهما لما حُرّكت العين منهما | أُلحِقا بالصحيح ،وإن كانت في | الصل
معتلة ،فإنها لم ُت َعلّ أي لم يدخلها | في الجمع إعلل ،فصارت كالصحيح | نحو طَلَبة وكَتبَة ،
فاستحق أن تُذكر | لغرابتها وخروجها عن القياس ( وأما | ما جاءَ منه ) أي من الجمع ( معتلّ )
أي | مغيّرا بالبدال الذي يقتضيه العلل | ( كبَاعة وسَادة ) وفي نسخة ' وقادة ' | بدل ' وسادة '
جمع بائع وسيّد وقائد | ،وأَصلهما بَ َيعَة وسَيَدَة ،تحركت اليَاء | وانفتح ما قبلها فصارت ألفا ( فل
| أذكره لطّراده ) أي لكونه مطّردًا | مَقيسا مشهورًا ،وفي المزهر :قال ابن جني | في
الخصائص :أصل مواضع طَرَد | في كلمهم التتابع والستمرار ،من | ذلك طَرَدْت الطّرِيدة إذا
تبعتها واستمرّت | بين يديك ،ومنه مُطارَدَة الفرسان | بعضهم بعضا ،ثم جعل أهل العربية | ما
استمرّ من كلمٍ وغيره من مواضع | الصّناعة مطّ ِردًا ،وجعلوا ما فارق ما عليه |
____________________
( )1/79
| بقيّة بابه وانفرد عن ذلك شاذّا .قلت | وقد تقدم طَرف من ذلك في المقدّمة | ،قال شيخنا :
وهذا المعنى الذي ذكرناه | هو الذي ل ينبغي العُدول عنه ،على أن | المصنف أخلّ بهذا
الشرط ،بل وبغيره | من شُروطه ،فهي أغلبيّة ،ل لزمة | ،فظاهر كلمه أنه ل يذكر سادة
ل منهما في مادّته ،نعم | أهمل باعَة على الشّرْط ،وذكر عَالَة | وذَادة
وقادة | ،وقد ذكر ك ّ
وغيرهما .وقال المحبّ بن الشحنة | والقرافي :إن في الكلم تقدِيما وتأخيرا | ،حَدَاه عليه
جوَلة
التقْفِية ،أي لم يذكر ما جاءَ | على وزن َفعَلة مفتوح العين إذا كانت | عنه حرف علة ،ك َ
خوَلة | وأشباههما لطراده ،أي لمشابهة بعضِه | بعضا ،قال شيخنا :وفيه نظر ،فإنه | ل
وَ
قافية ها هنا ،بل جاءَ بِهذا الكلم | ترسيلً ،كما هو ظاهر ،وقال الشيخ | المناوي :قوله كجَولَة
وخَولة فيه تقديم | وتأخير ،والصل :ل أذكر ما جاء على | وزن َفعَلة مفتوح العين إذا كانت
خوَلة ونحوهما | ،وإنما أذكر ما جاء صحيح العين | ،كدَرَجَة ،
جوَلَة و َ
عينه | حرف علة ،ك َ
وخَرَجة ،انتهى .والصحيح | ما قدّمناه ،وبما نقلناه عن المزهر يبطل | كلمُ القرافي في
الطّراد | | .ثم شرع في بيان الوجه الثالث من | وجوه التحسين الذي أودعها هذا | الكتاب بقوله
( | | :ومن بَديع اختصاره ) أي الذي | ابتدعه ولم يَسبقه به غيره ( وحُسْن | ترصيع ) أي تحلية
( ِت ْقصَاره ) | بالكسر هي القلدةِ ،وفي الفقرة مع | شبه الترصيع اللتزام ( أني إذا ذكرت |
صِيغة المذكر ) أي بِنْيَته وهَيْأَته | ( أتبعتها ) أي ألحقتها بعد صيغة | المذكر ( المؤنّث بقولي
وهي ) أي الُنثى | ( بهاء ) أي هاء التأنيث ،كما ستعلم | أمثلته ( ول أُعيد ) أي ل أُكرر
( الصّيغة ) | م ّرةً ثانيةً ،بل أَترك ذلك وأَحذفه | اختصارًا إل في بعض المواضع لموانع | تتعلق
هناك ،وفي بعضها سهوًا من | المؤلف ،كما تأتي الشارة إليه في محله ( | | .و ) الوجه
الرابع من وجوه التحسين | أني ( إذا ذكرت المصدر ) وهو اللفظ الذي |
____________________
( )1/80
| يدل على الحَدَث خاصّةً ( مطلقا ) أي | ِذكْرًا مطلقا ،وهو عندهم ما دلّ على | الماهِيّة بل قَيْدٍ
أو بكسر اللم ،أي حالة | كوني مُطْلِقا له غير مقيّدٍ بشيء ( أو ) | ذكرت الفعل ( الماضي )
وهو ما دل على | حدث مقترن بزمن ماض ( بدون ) أي | بغير ( التي ) وهو المستقبل وهو
المضارع | ( ول مانعَ ) هناك ( فال ِفعْل ) الماضي أو | المضارع كائن ( على مثال كَتَب ) |
كنَصر ،أي على وزنه ،وهذا الباب | أحد الدعائم الثلثة ،ويقال له الباب | الوّل من الثلثي
المجرّد ،والمانع من | الضم في مضارعه أربعة | | :أحدها أن يكون في عينه أو لمه حرفٌ |
من حٌ روف الحلق ،فإن الباب فيه | الفتح ،وربما جا َء على الصل ،إما على | الضم فقط ،
سعُل ،ودَخَل | يَدخُل ،وصرَخ يصرُخ ،ونفَخ ينفُخ | ،وطبخَ يطبُخُ ،وإما على
س َعلَ يَ ْ
كقولك َ
الكسر فقط | نحو نَزع ينزِع ،ورجَع يرجِع | ،ووأل يئل ،وهو في الهمزة أقلّ | ،وكذلك في
الهاء ،لنها مُسْتفِلة في | الحلق ،وكلما سَفل الحرف كان الفتح له | ألزم ،لن الفتح من اللف
واللف أقرب | إلى حروف الحلق من أُختيها ،وربما جاءَ | فيه الوجهان إما الضمّ ،والفتح ،
حبَ يشحَب | ويشحُب ،وصلَح
وإما | الكسر والفتح ،فأما ما جاءَ فيه الضم | والفتح فقولهم :ش َ
يصلَح ويصلُح ،وفرَغ | يفرَغ ويفرُغ ،وجنَح يجنَحُ ويجنُح | ،ومضَغ يمضَغ ويمضُغ ،ومخَض
يمخَض | ويمخُض ،وسلَخ يسلَخ ويسلُخ ،ورعَف | يرعَف ويرعُف ،ونَعس ينعَس ويَ ْنعُس |
ورعَدت السماء تَرْعَد وترعُد ،وبَرأ من | المرض يبرأ ويبرُؤ ،قال أبو سعيد السيرافي | :لم
يأت مما لم الفعل فيه همزة على فعَل | يفعُل بالضم إل هذا الحرف ،ووجدت | أنا حرفين
آخرين وهما :هَنََأ البل | يه ُنؤُها بالضم ويهْنَأُها إذا طلها بالهناء | وهو القطرَان ،وقرأَ يقرَأ
ويقرُؤ | ،حكاهما ابنُ عُديس في كتاب الصواب | ،وأما ما جاءَ فيه الوجهان الكسر والفتح |
فقولهم زأَر الَسد يزأَر ويزئِر ،وهنَأ | يهنِئ ويهنَأ ،إذا أعطى ،وشحَج البغل | يشحَج ويشحج ،
وشهَق الرجل يشهَق |
____________________
( )1/81
| ويشهِق ،ورضَع يرضَع ويرضِع ،ونَطح | الكبش ينطَح وينطِح ،ومنَح يمنَح | ويمنِح ،ونبَح
ينبَح وينبِح ،وربما | استعملت الوجه الثلثة ،قالوا نحَت | ينحَت وينحِت وينحُت ،ودَبَغَ الجلد |
يدبَغه ويدبِغه ويدبُغه ونَبَغ الغلم | ينبَغ وينبِغ وينبُغ إذا عل شبابُه وظهر | كَيْسُه ،ونَهق الحمار
ينهَق وينهِق وينهُق | ،ورجَح الدرهم يرجَح ويرجِح ويرجحُ | ،ونحَل جسمه يَنحَل وينحِل وينحُل
ن فهو يه ُنؤُها |
| ،ومَخَض اللبن يمخَضه ويمخِضه ويمخُضه | ،وهَنَأَ البل ،إذا طلها بالقَطِرَا ِ
ويَهنِئها و َيهْنَأَها ،ولغا الرجل فهو يَ ْلغِي | ويَ ْلغُو ويَ ْلغَى ،عن الفرّاء في كتاب | اللغات ،ومحى
حوْت الطين عن | الرض أسحَاه وأسحُوه وأسحِيه ،
سَال الذنوب يمْحُوها | ويمحِيها ويَمحاها ،و َ
ح وأَشِحّ إذا بخلت ،والفتح عن | ابن السيد في مُثلّثه
ححَت َأشَحّ | وَأشُ ّ
| والكَسر عن القَزّاز ،وش َ
.هذا حكم حرف | الحلق إن وقع عينا ،كذا في بُغية | المال للمام اللغوي شارِح الفصيح أبي |
جعفر اللبْليّ رحمه ال تعالى | | .والمانع الثاني أن يكون واويّ الفاء | كوَعَد ،فالقياس في
ل فعل على هذا
مضارعه الكسر | ،كوعَد ووَزَن ،تقول في مضارعهما | َيعِد ويَزِن ،وقياس ك ّ
جدَ يَجُد بضم الجيم من َيجُد ،والمشهور | يَجِد
| الوزن ما عدا فعلً واحدا فقط ،وهو | وَ َ
بالكسر ،قال سيبويه :وقد قال | ناس من العرب وجَد يَجُد ،بالضم | ،كأَنهم حَذفوها من يَوجد ،
وهذا ل يكاد | يُوجد في الكلم ،قال أبو جعفر اللبلي | :وعلى الضم أنشدوا هذا البيت لجرير | :
جدْنَ غَلِيلَ ) | | %ثم قال :وإنما قلّ
صوَادِي ل تَ ُ
َ ( %لوْ شِ ْئتِ قد نَقع الفُؤَادَ ِبشَرْبة | %تَدَع ال ّ
يجُد بالضم كراهَة | الضمة بعد الياء ،كما كرِهوا الواو | بعدها ،وإن كان لمه حرفا من
حروف | الحلق نحو وضع ووقَع فإن مضارعه | يأتي بالفتح وحذف الواو إل في كلمة | واحدة
وهي وَلَغ يَلِغ ،فإنه قد حكى | بفتح الماضي وكسر المستقبل ،والمشهور | يَلَغ بالفتح ،وهذا قد
أَغفله شيخنا مع | تصرّفه في علم التصريف | .
____________________
( )1/82
| | والمانع الثالث أن يكون الفعل | معتلّ بالياء ،فإن مضارعه حينئذ يجيء | بالكسر فقط ،ول
يجيء بالضم ،سواء | كان متعدّيا ،نحو قولك كال زيدٌ | الطعامَ يكِيله وذَامه يَذِيمه ،أو غير
متعدّ | ،كقولك عَال َيعِيل وصَار يَصير | | .والمانع الرابع أن يكون الفِعل معتل | اللم بالياء ،
علَى يفعِل مكسورًا ،سواء كان متعدّيا | ،نحو قولك َرمَى زي ٌد الَسدَ
فإن مضارعه حينَئذ أيضا | َ
يَ ْرمِيه | ،ونمَى زيد الشيءَ يَنميه ،أي َرفَعه | ،أو غير متعدّ ،نحو قولك سَرَى يَسرِي | و َهمَت
عينُه َتهْمي | | .فهذه الُمور الربعة موجبةٌ لمنع | المضارع من الضم ( | | .وإذا ذكرت )
الماضي وذكرت | ( آتيَه ) متصل به ( بل َتقْيِيد ) أي | بل ضبط ول وزن ( فهو ) أي الفعل | (
على مِثال ضَ َربَ ) بفتح العين في | الماضي وكسرها في المضارع ،وهو الباب | الثاني من
الثلثي المجرد المطّرد وثاني | الدعائم الثلثة ( على أني أذهب ) وأختار | وأعتقد وأميل ( إلى
ما قال ) إمام الفن | ( أبو زيد ) مشهور بكنيته ،واسمه | سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن |
أبي زيد وقيل ثابت بن زيد بن قيس | ابن النّعمان بن مالك بن ثعلبة بن | الخزرج النصاري
اللغويّ النحويّ | ،أخذ عن أبي عمرو بن العلء ،وعنه | أبو عُبَيْد القاسمُ بن سلّم ،وأبو حاتم |
السجستاني ،وأبو العيناء ،وكان ثقةً | من أهل البصرة ،قال السيوطي في | المزهر :وكان أبو
ن|
زيدٍ أحفظَ الناس | للّغة بعد أبي ماِلكٍ ،وأوسعهم روايةً | ،وأكثرهم أَخذا عن البادية ،وقال اب ُ
مِنادِر :وأبو زيدٍ من النصار ،وهو | من ُروَاة الحَدِيث ،ثِقةُ عندهم مأْمونٌ | .قال أبو حاتم
عن أبي زيد :كان | سيبويه يأتي مجلسي وله ذُؤابتان ،قال | :فإذا سمعته يقول :وحَدّثني من
أثق | بعربيته فإنما يريدني ،ومن جَللة أبي | زيد في اللغة ما حدّث به جعفر بن | محمد ،حدّثنا
محمد بن الحسن الزدي | عن أبي حاتم السجستاني ،عن أبي زيد | قال :كتَب رجلٌ من أهل
رَا َمهُرْمز إلى | الخليل يسأله كيف يقال ما َأوْقفك |
____________________
( )1/83
| ها هنا ومن َأوْقفك ،فكتب إليه :هما | واحد .قال أبو زيد :لقيني الخليل | فقال لي في ذلك
فقلت له :إنما يقال | مَنْ َوقَفَك ،ومَا أوقفك ،قال :فرجع | إلى قولي ،وأما وفاته وبقيّة أسانيده
| فقد تقدّم في المقدّمة .ويوجد هنا في | بعض النسخ بعد قوله أبو زيد ' وجماعة ' | أي ممن تبعه
ورأى رأْيه ( إذا جاوزت ) | أَنت أيها الناظر في لغة العرب ( المَشَاهِير ) | جمع مشهور ،وهو
المعروف المتداول | ( من الفعال ) وهي الصطلحية ( التي | يأتي ) في الكلم ( ماضيها )
الصطلحي | ( على َفعَل ) بالفتح ولم تكن عينه | أو لمه حرفا من حروف الحلق ،ول |
تعرض مضارِعه كيف هو بعد البحث | عنه في مظَانّه فل تجده ( فأنت في | المستقبل ) حينئذ
( بالخِيار ) أي مخيّر | فيه ( إن شئت قُلْت َيفْ َعلُ بضمّ العين | ،وإن شئت قلت يفعِل بكسرها )
وفي | نسخة ' بكسر العين ' فالوجهانِ جائزان | :الضمّ والكسر .وهما مستعملن فيما | ل
ُيعْرَف مستقبله ومُتساويان فيه | ،فكيفما نطقت أصبت ،وليس الضم | أولى من الكسر ،ول
الكسر أولى من | الضم ،إذ قد ثبت ذلك كثيرا ،قالوا | حشَر يحشِر ويحشُر ،وزمَر يزمِر
ويزمُر | ،وقَمرَ يقمِر ويقمُر ،وفَسَق يفسِق | ويفسُق ،وفسَد يفسِد ويفسُد ،وحسَر | يحسِر
ويحسُر ،وعرَج يعرِج ويعرُج | ،وعكَف يعكِف ويعكُف ،ونفَر ينفِر وينفُر | وغدَر يغدِر ويغدُر
،وعثَر يعثِر ويعثُر | ،وقدَر يقدِر ويقدُر ،وسفَك يسفِك | ويسفُك إلى غير ذلك مما يطول
إيراده ،وفيه | لغتانِ .وفي البغية :قال أبو عمر إسحاق بن | صالح الجَرمي ،سمعت أبا عبيدة
مَعمَر | ابن المثنّى يروي عن أبي عمرو بن العلء | قال :سمعت الضم والكَسْر في عامّة هذا |
جهٍ | واحِد ل بدّ فيه من السماع ،ومنهم من | قال جواز
الباب ،لكن ربما اقتُصر فيه على وَ ْ
الوجهين الضمّ والكسر إنما | يكون عند مجاوَزة المشاهير من الفعال | ،وأما في مشهور الكلم
فل يتعدّى ما أتَت | الروايات فيه كَسْرًا ،كضرَب يضرِب | ،أو ضما نحو قتل يقتُل ،ويريدون
| بمجاوزة المشاهير أن يَرِد عليك فِعل | ل تعرف مُضارعَه كيف هو بعد البحث |
____________________
( )1/84
| عنه في مظانّه فل تجده ،ومجاوزة | المشاهير ليست لكل إنسان ،وإنما هي | بعد حفظ
المشهورات ،فل يتأتى لمن لم | يدرس الكُتب ول اعتنى بالمحفوظ أن | يقول قد عدمت السّماع
فيختار في اللفظة | يفعِل أو يفعُل ،ليس له ذلك ،وقال | بعضهم إذا عُرف أن الماضي على
وزن | فعل بفتح العين ولم يعرف المضارع | ،فالوجه أن يجعل يفعِل بالكسر ،لنه | أكثر ،
والكسرة أَخف من الضمة | ،وكذا قال أبو عمرو المطرز حاكيا عن | الفراء إذا أشكل يفعُل أو
يفعِل فبتْ | على يفعِل بالكسر ،فإنه الباب عندهم | ،قلت :ومثله في خاتمة المصباح ،وقد |
عقد له ابنُ دريدٍ في كتاب البنية من | الجمهرة بابا ،ونقله ابن عُصفور | وغيره ،قال شيخنا :
ومقالة أبي زيد | السابق ذكرها قد ذكرها ابن القُوطية | في صدر كتابه ،وكذا ابنُ القطاع في |
صدر أفعاله مبسوطا ،والشيخ أبو حيان | في البحرِ ،وأبو جعفر الرّعيني في اقتطاف |
الزاهر ،ثم إنه قد وجد بعد هذا | الكلم زيادة ،وهي في نسخة شيخنا | وشرح عليها كما شرح
المناوي وغيره ( | | .و ) من المحاسن الدالّة على حسن | اختصاره أن ( كلّ كلمة عرّيْتها ) أي
| جرّدتها ( عن الضبط ) فيه بأن لم أتعرض | لها بكونها بالفتح أو الضم أو الكسر | ( فإنها
بالفتح ) في أوله ،فإهمالها من | الضبط هو ضبطها ( إلّ ما اشتهر | بخلفه اشتهارا رافعا
للنزاع ) أي | الخصومة ( من البَيْن ) فإنه على ما هو | المشهور في ضبطه ،وفي الفقرة
التزام ،وهذه | النسخة ساقطة عندنا من بعض الُصول | ولذا أهملَها المحبّ بن الشحنة والبدر |
القرافي وغيرهما ،كما قاله شيخنا | .قلت :ولو أهملها من أهمل فل خلف | أنها من اصطلح
المصنف وقاعدته | ،كما هو مشهور ( وما سوى ذلك ) مما | ذكرنا من التعرِية عن الضبط
والتقييد | ( فأُقيّده ) من الطلق ( بصريح الكلم ) | أي خالصه وظاهره ،أو أكتبه بالكلم |
الصريح الذي ل شُبهة فيه ول اختلل | ول كناية ،حال كوني ( غير ُمقْتَنع ) | أي غير مكتف
ول مجتز ( بتوشيح | القِلم ) بالكسر جمع قَلَم ،وهو مقيس |
____________________
( )1/85
| كالقلم ،أي ل يقنع بمجرّد ضبط | القلم ،أي وضع الحرَكة على الحرف | ،لن ذلك عُرْضة
للترك والتحريف | ،وهذا من كمال العتناء ،ووشّحه | توشيحا :ألبسه الوِشاح على عاتقه | ،
مخالفا بين طَرَفيه ،ويأتي تمامه ،والفقرة | فيها اللتزام والجناس المحرّف اللحق | ( مكتفيا
بكتابة ) هذه الحرف التي | اخترعها واقتطعها من الكلمات التي | جعلها أعلما لها في
اصطلحه ،وهي | ( ع د ة ج م ) وهي خمسة ( عن قولي | :موضع ،وبلد ،وقرية ،والجمع
| ،ومعروف ) فالعين والدال والهاء من آخر | الكلمات ،والجيم والميم من أوائلها ،لئل |
غثّ )
يحصل الختلط ،وفيه لفّ ونشر مرتّب | ( فتلخّص ) أي تبين الكتاب واتضح | ( و ُكلّ َ
وهو اللحم المهزول ،ومن | الحديث :الفاسد ( إن شاء ال تعالى ) | جاء بها تبركا ( عنه ) أي
الكتاب | ( مَصروف ) أي مدفوع عنه ،وقدمه | اهتماما ومناسبة للفقرة ،وفيها اللتزام | ،قال
شيخنا ،وضابط هذه جمعة المصنّف | بنفسه في بيتين ،نقلهما عنه غير واحد | من أصحابه
ن لموضِعِ ) % | %
وهما َ ( % | :ومَا فِيه مِنْ َرمْزٍ فخمسَةُ أَحْ ُرفٍ | %فمِي ٌم لمعْرُوفٍ وعَيْ ٌ
جمْعٍ ثم هَا ٌء لقَرْيَةٍ | %وللبَلَد الدّالُ التي ُأهْمَلتْ َفعِي ) | | %وفي أزهار الرياض
( وجِيمٌ ل َ
للمقّ ِريّ ( % | .وما فيهِ مِنْ َرمْزٍ بح ْرفٍ فخمْسَةٌ | | % ) %ونسبهما لعبد الرحمن بن معمر |
ب وَاوٌ وياؤهَا | %
الواسطي :وقد ذيّل عليهما أَحدُ الشعراء | فقال ( % | :وفِي آخرِ البْوَا ِ
سمَعِ ) | | %واستدرك بعضهم أيضا فقال ( % | :وما جا َء في القَاموس
ي ويَائِيّها ا ْ
إشار ُة وَا ِو ّ
جمْع دَالٌ لبَلْد ٍة | %
ن ومعْرُوفٍ الميمُ ) ( % | %وجَجّ لجمْع ال َ
َرمْزًا فسِتّةٌ | %لموضِعهم عَيْ ٌ
وقَرْي ُتهُمْ هاءٌ وجمْعٌ له الجِيمُ ) | | %ونقل شيخنا عن شيوخه ما نصه | :ووجد بهامش نسخةِ
المصنف رحمه ال | تعالى بخطّه لنفسه ( % | :إذا ُرمْت في القاموس كَشْفا ِلَلفْظَةٍ | %فَآخِرُها
لِلْباب والبَدْءُ لِ ْلفَصْل ) | %
____________________
( )1/86
( )1/87
| فوائد يأتي ذكرها ،وأقربها أنه أحيانا | يزن الكلمة الواحدة بزُفر وصُرَد | ،وكلهما مشهور
بضم أوّله وفتح ثانيه | ،فيظهر أنه تكرارٌ ،وهو يشير بالوزن | الول إلى أنه علم فيعتبر فيه
المنع | من الصرف ،وبالثاني إلى أنه جنس لم | ُيقْصد منه تعريف ،فيكون نكرةً | فيُصرف ،
وكذلك يزِن تارةً بسحاب | وقطام وثمان وما أشبه ذلك | | .ومنها :أنه إنما يعتبر الحروف
الصلية | في الكلمات دون الزوائد ،ومن ثم خفي | على كثير من الناس مراجعة ألفاظ مزيدة |
فيه ،نحو التوراة والتقوى ،وكثير | من الناس يحاجي ويقول :إن المصنف | لم يذكر التقوى في
كتابه ،أي بناء | على الظاهر | | .ومنها أنه عند تصدّيه لذكر الجموع | أيضا يقدم المقيس منها
على غيره في | الغالب ،وقد يهمل المقيس أحيانا اعتمادا | على شهرته ،كالبوادي ،وقد يترك
غيره | سهوا ،كما نبينه | | .ومنها :أنه يقدم الصّفات المقيسة | أ ّولً ثم يتبعها بغيرها من
المبالغة أو | غيرها ،ويعقبها بذكر مؤنثها بتلك | الوزان أو غيرها ،وقد يفصل بينهما | ،
فيذكر أ ّولً صفات المذكر ،ويتبعها | بمجموعها ،ثم يذكر صفات المؤنث | ،ثم يتبعها
بمجموعها ،على الكثر | | .ومنها :أنه اختار استعمال التحريك | ومحرّكا فيما يكون
بفتحتين ،كج َبلٍ | وفَرَح ،وإطلق الفتح أو الضم أو | الكسر على المفتوح الوّل فقط أو |
المضموم الوّل فقط ،أو المكسور | الوّل فقط ،وهو اصطلحٌ لكَثير من | اللغويين | | .فهذه
نحو عشرة أُمور إنما تؤخذ من | الستقراء والمعاناة ،كما أشرنا إليه | .انتهى ( | | .ثم إني
نبّهت فيه ) أي القاموس ( على | أشياءَ ) وأُمورٍ ( َر ِكبَ ) أي ارتكب إمام | الفن أبو نصر
( الجوهريّ رحمه ال | تعالى ) وهي جملة دعائية ( فيها خلفَ | الصّواب ) وغالب ما نبّه عليه
فهو من | تكمِلة الصاغاني وحاشية ابن بَرّي | وغيرهما ،وللبدر القرافي بَهجة النفوس |
____________________
( )1/88
| في المحاكمة بين الصحاح والقاموس | جمعها من خطوط عبد الباسط البلقيني | وسعدي أفندي
مفتي الديار الرومية ،وقد | اطّلعت عليه ،ونحن إن شاء ال تعالى | نورد في كل موضع ما
يناسبه من | الجواب عن الجوهري ،حالة كوني | ( غير طاعِنٍ ) أي دافع وواقع وقادح |
( فيه ) أي الجوهريّ ( ول قاصدٍ بذلك ) | أي بالتنبيه المفهوم من قوله نبهت | ( تَنْديدا ) أي
إشهارا ( له ) وتصريحا | بعيوبه وإسماعه القبيح ( و ) ل ( إزراءً ) | أي عيبا ( عليه و ) ل
( غضّا منه ) أي | َوضْعا من قدره ( بل ) فعلت ذلك | ( استيضاحا للصواب ) أي طلبا لن |
يتضح الصواب من الخطأ ( واستِرْباحا | للثواب ) أي طلبا للرّبح العظيم الذي | هو الثواب من
ال تعالى ،وفي الفقرة | الترصيع والتزام ما ل يلزم ،وقدم | الستيضاح على السترباح لكونه
الهم | عند أُولي اللباب ( وتحرّزا ) أي تحفظا | ( وحَذَرا ) محركة ،وفي نسخة حِذارا |
ككِتاب ،وكلهما مصدران أي خوفا | ( من أن يُ ْنمَى ) أي يُنسب ( إليّ | التصحيف ) قال
الراغب :هو رواية | الشيء على خلف ما هو عليه لشتباه | حروفه .وفي المزهر :قال أبو
العلء | المعريّ :أصل التصحيف أن يأخذ | الرجلُ اللفظَ من قراء ِتهِ في صحيفةٍ ولم | يكن
صوَاب ( أو ُيعْزَى ) أي ينسب ( إليّ | الغَلَط ) محرّكة ،هو
سمِعه من الرّجال فيغيّره عن | ال ّ
َ
العياء بالشيء | بحيث ل يَعرف فيه وجْهَ الصواب | ( والتحريف ) وهو التغيير ،وتحريف |
الكلم :أن تجعله على حَرْف من | الحتمال ،والمحرّف :الكلمة التي | خَ َرجَت عن أصلها
غلطا ،كقولهم | للمشئوم مَيْشوم .ثم إن الذي حذر منه | وهو نِسبة الغلط والتصحيف أو |
التحريف إليه فقد وقع فيه جماعةٌ من | الجلء من أئمة اللغة وأئمة الحديث | ،حتى قال المام
أحمد َ :ومَنْ َيعْرَى عن | الخَطَإ والتصحيف ؟ قال ابن دريد | :صحّف الخليلُ بن أحمد فقال :
يوم | بغاث ،بالغين المعجمة ،وإنما هو بالمهملة | ،
____________________
( )1/89
| أورده ابن الجوزي ،وفي صحاح | الجوهري :قال الصمعي :كنت في | مَجلس شُعبه فروى
الحديث قال | :تسمعون جَرْش طير الجنة .بالشين | المعجمة ،فقلت :جَرْس ،فنظر إليّ |
وقال :خذوها منه ،فإنه أعلم بهذا | منا .وقال الحافظ أبو عبد ال محمد بن | ناصر الدمشقي
في رسالة له :إن ضبط | القَلَم ل ُي ْؤمَن التحريفُ عليه ،بل | يتطرّق َأوْهَامَ الظانّين إليه ،ل
سيّما من | عِلْمه من الصّحف بالمطالعة ،من غير | تَلَقّ من المشايخ ،ول سؤال ول مراجعة | .
وقرأت في كتاب اليضاح لما يُستدرك | للصلح كتاب المستدرك للحافظ زين | الدين العراقي
بخطه نقلً عن أبي عمرو | ابن الصّلح ما نصّه :وأما التصحيف | فسبيل السّلمة منه الخذ من
أفواه أهلِ | العِلم والضبط ،فإن من حُرم ذلك وكان | أخذُه وتعلّمه من بطون الكتب كان | من
شأنه التحريف ،ولم يُفِلتْ من | التبديل والتصحيف ،وال أعلم ( | | .على أني لو ُر ْمتُ ) أي
طَلبت | ( للنّضال ) مصدر ناضَلَه مُنَاضلَةً إذا | بَارَاه بال ّر ْميِ ( إيتا َر ال َقوْس ) يقال | َأوْتَر القوْسَ
إذا جعل له وَتَرا ( لنشدت ) | أي ذكرت وقرأت ،وقد تقدم في المقدّمة | أنه يقال في رواية
الشعر أنشدنا وأخبرنا | ( بي َتيْ ) مُثَنّى بَيْت ( الطائيّ ) نِسبَة إلى | طيّئ كسيّد ،على خِلف
القياس ،كما | سيأتي في مادته ،وهو أبو تمام ( حَبيب | ابن َأوْس ) الشاعر المشهور ،صاحب
| الحماسة العجيبة ،التي شرحها المرزوقي | والزمخشريّ وغيرهما ،وهو الذي قال | فيه أبو
حَيّان ،أنا ل أَسمع عَذلً في | حبيب ،ويقال :إنه كان يحفظ عشرة | آلف أُرجوزة للعرب غير
القصائد | والمقاطيع ،وله الديوان الفائق المشهور | الجامعُ لحُرّ الكلم ودُرّ النظام ،ولد | بجَاسم
،قريةٍ من دمشق سنة | ، 190وتوفي بالموصل سنة 232وقيل غير | ذلك ،والبيتان اللذان
أشار إليهما | المصنف قد قدّمنا إنشادهما آنفا ،هذا | هو الظاهر المشهور على ألسنة الناس | ،
وهكذا قرّر لنا مشايخنا ،قال شيخنا | :ويقال إن المراد بالبيتين قول | أبي تمام | :
____________________
( )1/90
( )1/91
| الذّام ،وهو العَيْب ،وقال بعضُهم | :ال ّدمَان كسَحاب من معانيه السّرقين | ويُراد به ل ِزمُه ،
وهو الحَقارة ،هذا هو | المناسب هنا ،على حسب سَماعنا من | المشايخ ،وفي بعض الُصول
بكسر | المهملة أو ضمها وتشديد الميم ،مَصدرٌ | من الدمّامة وهي الحَقارة ( لتمثّلْت ) | يقال
تمثّل بالشعر إذا أَنشده م ّرةً بعد | م ّر ٍة ( بقول ) أبي العلء ( أحمد بن ) | عبد ال بن ( سُليمان )
بن محمد بن | أحمد بن سليمان المعَ ّريّ التنوخيّ | القُضاعيّ اللغويّ ،الشاعر المشهور | ،
المنفرد بالمامة ،ولد يوم الجُمعة لثلثٍ | بقين من ربيع الوّل سنة 363بالمعرّة | ،وعمى
جدَ ِريّ ،وكان يقول إنه | ل يعرف من اللوان غير الحُمرة ،وتوفي | في الثالث من ربيع
بال ُ
عمّ من الشاعر ،إذ | الشّعر أَحدُ فُنون الَدب ،وهو أَبلغ في |
الول سنة ( | 449أديب ) وهو أَ َ
ن ) | لنها بلدته ،وبها وُلد ،وهي بين حَلب | وحَماة ،
المدح ،وأضافه إلى ( َمعَرّة النّعما ِ
وأُضيفت إلى النّعمان بن بَشيرٍ | النصاريّ ،رضي ال عنه ،فُنسِبت إليه | وقيل :دفن بها ولَدٌ
له ،والقول الذي | أَشار إليه هو قوله من قصيدة | | :ومطلعها ( % | :وإني وإن كُ ْنتُ الخِيرَ
عفَافٌ
علُ َ | %
جدِ مَا أَنَا فَا ِ
طعْه الوائِلُ ) َ ( % | %ألَ في سَبيل المَ ْ
زمَانُهُ | %لت بما لم تَسْ َت ِ
ج ٌد ونَا ِئلُ ) | | %وفي الفقرة اللتزام والجِناس التامّ | بين مَعرّة والمعرّة ( ولكني أقول
وإقبَالٌ ومَ ْ
ي الَزديّ البصريّ |
كما قال ) | المام ( أبو العباس ) محمد بن يزيد | ابن عبد الكبر الثّمال ّ
المام في النحو واللغة وفنون الدب | ولقبه ( المبرّد ) بفتح الراء المشدّد عند | الكثر ،وبعضهم
يكسر ،وروي عنه | أنه كان يقول بَرّد ال من بَرّدني ،أخذ | عن أبي عُثمانَ المازنيّ وأبي حا ِتمٍ
طوَيْه وأَصحابه | ،وكان هو وثعلب خاتمة تاريخ الُدباء | ،ولد
السجستاني | وطبقتهما ،وعنه نف َ
سنة 210وتوفي سنة 286ببغداد | ( في ) كتابه المشهور الجامع وهو ( الكامل ) | وقد جعله
ابنُ رشيق في العُمدة من أَركان | الدب التي ل يَسْتَغنِي عنها مَنْ يُعاني |
____________________
( )1/92
| الدب ،وله غيره من التصانيف | الفائقة ،كالمق َتضَب وال ّروْضة وغيرهما | ( وهو القا ِئلُ
المحقّ ) وهذه جملة اعتراضية | جيء بها في مدح المبرد بين القول | ومقوله وهو ( ليس ِلقِدَم
ال َعهْد ) أي | تقدّمه ،والعَهد :الزمان ( َيفْضُل ) أي | يزيد وي ْكمُل ( الفائل ) بالفاء ،وضبطه |
سدُه وضَعيفه
القرافي وغيره بالقاف كالوّل ،وهو | غلطٌ ،فَالَ رَأْيُه كباع فهو فائِلُه ،أي | فا ِ
( ول لِحدْثَانِه ) هو | كحِرْمان أي القرب ،والضمير إلى | العهد ( يُه َتضَم ) مبنيّا للمجهول ،أي
حقّه إذا | نقصه ( ال ُمصِيب ) ضد المخطئ | ( ولكن ) النصاف
ضمَه َ
| يُظلَم ويُنتَقص من َه َ
والحق أن ( يُعطى | كلّ ) من فائِل الرأي و ُمصِيبه ( ما يستحق ) | أي ما يستوجبه من القبول
والر ّد | ،ومثل هذا الكلم في خُطبة التسهيل | ما نصه ،وإذا كانت العُلوم مِنحا إلهية | ومواهب
عسُر على | كَثير من المتقدّمين ،
اختصاصِيّة ،فغير مُستب َعدٍ أن | يُدّخَر لبعض المتأَخرين ما َ
والمعنى أن تَقدّمَ | الزمان وتَأخّرَه ليست له فضيلةٌ في | نفسه ،لن الزمان كلها متساوية ،وإنما
| المعتبَر الرجالُ الموجودون في تلك الزمان | ،فالمصيب في رأيه ونقله ونقده ل يضرّه | تأَخّرُ
زمانِه الذي أظهره ال فيه | ،والمخطئ الفاسدُ الرأيِ الفاسِدُ الفهمِ | ل ينفعه تقدّم زمانه ،وإنما
حضُ | وَبَالٌ على صاحِبِهِ وعذاب ،أنشدنا | شيخُنا
ال ُمعَاصرة | كما قيل حِجَابٌ ،والتقليد المَ ْ
الديب عبد ال بن سلمة المؤذن ُ ( % | :قلْ لمَن ل يَرَى المعاصِرَ شَيْئا | %ويَرى لِلوائِل
سمَى هذا الحديثُ قَدِيمَا ) | | %وأنشدني
ال ّتقْدِيمَا ) ( % | %إن ذاك القديمَ كانَ حَدِيثا | %وسَيُ ْ
أيضا لبن رشيق ( % | :أُولِع الناسُ بامتداحِ القَدِي ِم | %وَبِذَمّ الجَدِيدِ غَيرِ الذّميمِ ) % | %
حيّ | %وَ َرقّوا عَلَى العِظامِ ال ّرمِيمِ ) | %
ل لَ ّنهُمْ حَسَدُوا ال َ
سإّ
( لَيْ َ
____________________
( )1/93
( )1/94
| لن هذه الصيغةَ مُشِيرةٌ إلى التعاطي | بغير استحقاق ،وهو قد جعل ا العتماد | عّلةً
لختصاصه من دون الكتب ،ولو | تكلف بعضهم في تصحيحه كما | تكلّف آخرون في معنى هذه
الجملة | ،أَعني اختصصت إلى آخرها بوجه | يَمجّه الطبعُ السليم ،ويستبعِدُه الذّهْن | المستقيم ،
فليحذر المطالِع من الركون | إليه أو التعويل عليه ( وهذه اللغة الشريفةُ ) | من هنا إلى قوله '
وكتابي هذا ' ساقط في | بعض النسخ ،وعليه شرح البدر القرافي | وجماعة ،لعدم ثبوته في
أُصولهم ،وهو | ثابت عندنا ،ومثله في نسخة ميرزا علي | والشرف الحمر وغيرهما ،وهذه
العبارة | من هنا إلى قوله ' مالك رِقّ العلوم وربِقة | الكلم ' مأخوذة من رسالة شرف إيوان |
البيان في شرف بيت صاحب الدّيوان | ،وهي رسالة أَنشأَها بعض أُدباء َأصْفهان | ،من رجال
س ُم القَبُول ،على رَيْحانَة
الستمائة والثلثين ،باسم | بعض أُمراء أَصفهان ونصّها َ :ت ُهبّ | َنوَا ِ
شمَاِلهَا | شَمائِل المَحبوب ،ويُ ْنعِم ُنعَامى أَرضِها | بَالَ
الشعار | والفُصول ،فيُناوِح سَحَ ِريّ َ
طوْقها | ِبقَدْ ِر القُدْ َرةِ أَلحانا ،يتمتّع
المكروب ،تَرفَع العَقيرة غِرّيدة | بانِها َأحْيَانا ،وتَصوغ ذاتَ َ
ط َفلِ العَشيّة | مُتُونَ نَهارها َ ،تغْتَنِم خَ ْيلُ الطّباع انتهابَ | ن ْقلِ
شمِيم | عَرارِها ،وإن انساق إلى َ
بَ
رياضها ،وإن توا َنتْ خُطَا طالبيه | وتدَانَت كَ ُروَيْحَات الفَجر في انتهاضها | .إلى آخر ما قال ،
غير أن المؤلف قد | تَصرّف فيها كما ننبه عليه ( لم تَزل | ترفع العَقيرة ) أي الصوت مطلقا أو |
خاصّة بالغِناء ( غِرّيدة ) بالكسر ،صفة | من غَرّد الطائر تغريدا إذا رفع صَوته | وطَرّب به
( بَانِها ) شج ٌر معروف ،أي | لم تزل حمامةُ أَشجارِها ترفع صوتها | بالغناء ( وتصوغ ) مِن
طوْقها ) أنواع
حسَن َت ْقوِيم ( ذاتُ َ
صوْغا إذا | هَيّأه على مثالٍ مُسْتقِيم ،وأصلحه على | أَ ْ
صَاغه َ
من | الطير لها أَطواق كالحمام والفواخت | والقمارى ونحوها ( بقَدْرِ ) أي بمقدار | ( القُدْرَة )
بالضم أي الطاقة ( فُنونَ ) أي | أنواع وفي نسخة صنُوف ( ألحانِها ) أي | أَصواتها المطرّبة ،
وعبّر بالصوغ إشارة |
____________________
( )1/95
| إلى أنها تخترع ذلك وتنشئه إنشاءً | بديعا .ومُراد المصنف أنها إن شاء ال | تعالى ل تنقطِع
ول ُبدّ لها مَن يقوم بها | ،وإن حصل فيها التقصير أحيانا | ،لعموم الجهل ،وتعاطي العلوم من
ليس | لها بأَهْل ،قال شيخُنا ول يخفى ما في | حذف المشبّه وذكر بعض أنواع المشبه | به
كالغِرّيدة وذات الطوْق ،من الستعارة | بالكناية والتخييلية والترشيح ،وقد | يدّعي إثبات المشبّه
أ ّولً حيث صرّح | باللغة الشريفة ،فتكون الستعارة | تصريحيّة ،وفيه الجناس المحرّف |
الناقصُ ،وإيراد المثل ،وغير ذلك من | اللطائف الجوامع ( وإن دارت الدوائرُ ) | أي أحاطت
النوائبُ والحوادث | والمصائب من ُكلّ جِهة ( على ذوِيها ) أي | أَصحابها ،أي اللغة الشريفة ،
وفي شرف | إيوان البيان :ول أَشتكِي تَحامُل | الدّهرِ بإضاعة بِضاعَة الدب ،وسَلْب | خَطَر
المُقامرين على ذلك النّدَب | ،وتطّرق الخَلل إلى القشر دون اللّبَاب | ،وموضوع اللفظ دون
المعنى الذي هو َمغْزَى | الطلب ،بل أقول دارت الدوائر على | العلوم وذويها ( وَأخْنَت ) أي
أهلكت | واستولت ،وفي نسخة قاضي كجرات | وبعض الُصول التي بأَيدينا ' أنحت ' | بالنون
قبل الحاء المهملة ،معناه أقبلت | ،ومثله في شرف إيوان البيان ( على َنضَارَة ) | بالفتح النعمة
وحُسْن المنظر ( رِيَاض ) | جمع َروْض سقط من بعض النسخ | ( عَيْشِهم ) حياتهم أو ما يتعيّش
به | ( تُ ْذوِيها ) أي تُجفّفها وتُبَسّها ( حتى ) | غاية ل َدوَرَان الدوائر العارضة ( ل َلهَا ) | أي اللغة
الشريفة ( اليومَ ) أي في زمانه | ،ونص عبارة شرف إيوان البيان بعد | قوله ' تذويها ' فأهملوا
الفروع | والُصول ،واطّرحوا المعقول والمنقول | ،ورغبوا عن الصناعات دقيقِها وجلِيلِها | ،
جمَِلهَا وتفاصيلِها ،فغاضت | الشرائع بمسائلها ،وتركت َمدْلُولت | أحكام الفقه بدلئلها
والحكم ُ
سوَى الطّلَل ) محركة | :ما شَخَص من آثار الدار ( في
فل ( دارِس ) أي | قارئ ومشتغل به ( ِ
المَدَارس ) | جمع مَدْرسة ،هي موضع الدّراسة والقراءَة | ،وذلك عبارة عن قلة العتناء بالعلم
| وانقراض أهله ،وهذا في زمانه ،فكيف |
____________________
( )1/96
| بزماننا ،وقد روينا في الحديث المسلسل | بالترحم أن السيدة عائشة أُم المؤمنين | رضي ال
عنها قالت :رحم ال لَبِيدًا | كيف لو أدرك زماننا هذا حين أنشد | بين يديها ( % | :ذَ َهبَ الذّين
ُيعَاشُ في َأكْنَا ِفهِمْ | %و َبقِيتُ في خَ ْلفٍ َكجِلْ ِد الَج َربِ ) | | %وأنشدنا غير واحد ( % | :أمّا
حيّ غَيْرَ ِنسَا ِئهَا ) | | %نسأل ال اللطفَ والستر ،إنه
الخِيَامُ فإنها كَخِيَا ِمهِمْ | %وأَرى نِسَاءَ ال َ
وليّ | الجابة والمر ( ول ) لها ( مُجَاوِب ) | يردّ لها جوا َبهَا ( إلّ الصّدَى ) وهو | الصوت
سمَع من أَركان السّقوف | والباب إذا وقع صِيَاحٌ في جوانبها | ( ما بَين أعلمِها ) أي
الذي ُي ْ
علماتها الكائنة | فيها ( ال ّدوَارِس ) أي التي ع َفتْ آثارها | ،وكأن هذا مبالغة في العراض عن
العلم | وطلبه ،بحيث لو قدّر أنه رجل طالب | يسأَل من يأْخذه ل يُ ْلقَى له مجاوب | ول يُوجَد له
دَاع ول مجيب ،وفي | الفقرة التزام ما ل يلزم ،وزاد في الصل | بعد هذه العبارة إن اختلف
إلى الفقهاء | محصل بيده التعليق فمسبّب الديوان | وحامل البروات ،أو ألزم الحجة بطريق |
التوجيه معاند فمستخرج مال القسمات | ،يقع الخلف ول منع إل عن الحق | الصريح ،ول
مطالبة إل بالمال الجسيم | ،ول مصادرة على المطلوب إل بضرب | يضطر معه إلى التسليم .
إلى آخر ما قال | ( لكن ) استدراك على الكلم السابق | ،وعبارة الصل :ولو شئت لقلْت
أَسْأَرَت | شِفاه الليالي من القوم َبقَايا ،وأخلفت | بواسقُ النخل ودَايَا ،بلى ( لم يَ َتصَوّحْ ) | أي لم
جفّ | ،وظهرت فيه الشقوق ( في
صوّح :يَبِس و َ
صوّح و َت َ
جفّ ،وصاح النبت | و َ
يتشقق ولم يَ ِ
صفِ ) بفتح | فسكون أي هبّ ( تلك ال َبوَارِح ) وهي | الرياح الشديدة الحارّة التي تهبّ بشدة |
ع ْ
َ
في الصيف ،والمراد بها تلك الحوادث | والمصائب ( نَ ْبتُ تلك البَاطِح ) عبارة |
____________________
( )1/97
| عن اللغة وأهلها على وجه الستعارة | التخييلية والمكنية والترشيحية ( َأصْلً ) | انتصابه على
الظرفية ،أي لم يتصوّح | وقتا من الوقات ( وَرَاسا ) هو في نسختنا | بإثبات الهمز ،وسقطت
عن غالب | الُصول المصححة ،وهو على لغة بني | تميم فإنهم يتركون الهمز لزُوما ،خلفا |
لمن زعم أن ترك الهمز إنما هو تخفيف | ،قاله شيخنا ،والمراد أن تلك الدوائر التي | دارت
على أهل اللغة لم تستأصلهم | بالكلّيّة ،بل أبقت منهم بقيّة قليلة | ،تنجع إذا سقتْها سحائبُ
ك ممن | يقيّضه ال على عادته إحياءً للدين | وعلومه ،وفي الفقرة ترصيع ( ولم |
التدا ُر ِ
تُستََلبْ ) أي لم تختلس ولم ينتزع ذلك | النبت الذي أُريد به اللغة ،وهو من | الفتعال ،وفي
صوّح | ،ومثله في شرف إيوان البيان
نسخة :ولم يتسلّب ،من | باب التفعّل ،فهو نظير لم ي َت َ
( الَعْواد | المُورِقةُ ) أي الغصان التي نبت عليها | وَ َرقُها ( عن آخِرِها ) أي بتمامها وكلها | ،
جفّت
وهذه الكلمة استعملها العرب قديما | وأرادت بها الستيعاب والشمول ( وإن | َأ ْذوَت ) أي َأ َ
ستْ ( الليالي ) | أي حركاتها ( غِرَاسا ) جمع غَ ْرسٍ أو | مفرد بمعنى المغروس ،كاللّباس
وأَيبَ َ
بمعنى | الملبوس ،وفي الفقرة التزام ما ل يلزم | ،وهو الراء قبل اللف الموالية للسين التي |
عذَبات )
هي القافية ،وفي نسخة :وإن أذوت | اللسنة ثمار الليالي غراسا ( ول تَتَسا َقطُ | عن َ
غصْنُها | كما سيأتي تحقيقه في مادته
عذَبة محركة فيهما | ،وهي الطّرَف ،وعَذَبة الشجرةِ ُ
جمع َ
( أفنانِ ) | جمع فَنَن ،هو الغُصن ( اللسنة ) جمع | لِسان هو الجارحة ( ثِمارُ اللسان ) أي |
اللغة ،وفي الصل البيان ( العربِيّ ) | منسوبة للعرب ( ما ا ّت َقتْ ) أي تحفّظت | ( مُصادمَةَ )
أي مدافعة ( هُوجِ ) بالضم | ،جمع َهوْجاء ،وهي الرّيح العظيمة التي | تَقلع البيوتَ والشجار (
الزّعازِع ) جمع | زَعْزَع ،والمراد بها الشدائد ،وجعل ابنُ | عبد الرحيم الهُوجَ جمع َهوَج
محركة | ،وتمحّل لبيان معناه ،وهو غلط ( بمُناسَبَةِ ) | أي مشاكلة ومقاربة ( الكِتابِ ) وهو |
القرآن العظيم كلم ال الذي ل يأتيه | الباطل من بين يديه ول من خلفه | ،
____________________
( )1/98
| تنزيل من حكيم حميد ( و َدوْلَة النّبي ) | & ،والمراد استمرار | الغَلَبة النبويّة ،قال :وهذه
الفقرة | كالتي قبلها مُشعرة ببقاء هذه العلوم | اللسانية ،وأنها ل تذهب ول تنقطع ولو | صادمتها
الزعازع والشدائد ،لنها | قريبة ومشاكلة للقرآن العظيم ،وللدولة | النبوية ،فكما أن القرآن
والدولة | النبوية ثابتان باقيان ببقاء الدنيا | ،ول تزال كلمة ال هي العليا ،ول تزال | الدولة
المحمدية صائلة ،فكذلك ما يتوصّل | به إلى معرفة الكتاب العزيز وكلم النبي | & ل يزال
مستمرّا على | مرور الزمان ،وإن حصل فيه فتورٌ | أحيانا ،كما أن التقا َء والتحفظ دائم | ل
يزول ،فكذلك عدم التساقط ،وفي | الكلم من الستعارات الكنائية | والتخييلية والترشيحية ،
وفيه جناس | الشتقاق والتزام ما ل يلزم ( ول يَشْنَأُ ) | أي ل يبغض ( هذه اللغةَ الشريفةَ ) |
وعبارة الصل :فهي اللغة ل يَش َنؤُها | ( إلّ من اهْتافَ به ) افتعل من الهَ ْيفِ | أي رماه ( رِيحُ
الشقاءِ ) أي الشدة | والعسر وخلف السعادة ،واستعار للشقاء | ريح الهَيْف ،لما بينهما من كمال
جفّف
| المناسبة في الفساد الظاهر والباطن ،لن | الهَ ْيفَ ريحٌ شديدة حارّة ،من شأنها | أن ُت َ
النبات وتُعطش الحيوان | وتُنشف المياه أي مَنْ َبغَض اللسانَ العربيّ | أَدّاه ُبغْضه إلى ُبغْض
القرآن وسُنّة | الرسول & ،وذلك | ُكفْرٌ صُرَاح ،وهو الشقاءُ الباقي ،نسأل | ال العفو ( ول
يَختار عليها ) غيرها من | العلوم قبل معرفتها ( إلّ من اعتاض ) | أي استبدل الريح ( السافِيَة )
ب وتُلقيه | في وجهه وتَذرّه على عينيه ( مِن ) وفي |
بالمهملة | والفاء ،وهي التي تحمل الترا َ
حوَاء ) بفتح الشين | المعجمة وسكون الحاء المهملة ممدودًا | ،هو البئر الواسعة
نسخة عن ( الشّ ْ
الكثيرة الماء الذي هو | مادّة الحياة ،قال شيخنا ،وسمعت من | يقول :السافية :الرض ذات
السّفا | ،وهو التراب ،والسّجْواء بالجيم والسين | المهملة البئر الواسعة ،وكلهما عندي | غير
ثابت ول صحيح ،انتهى | .قلت :وهذه النسخة أي الثانية هي نص |
____________________
( )1/99
( )1/100
| وإرشادهم ،إلى ما ينفعهم يوم المعاد | ،عند رب الرباب نصحا وشفق ًة ورحمةً | لهم ،كما
أمره ربّه سبحانه وتعالى | .وفي الكلم اقتباسٌ أو تلميح ،وقد | أخطأ في تفسيره كثيرٌ من
المحشّين | والطلبة المدّعِين ( وكيف ل ) تكون هذه | اللغة الشريفة بهذه الوصاف المذكورة |
منسوبة إلى النبي & | باقية ببقاء شريعته وكتابه وسنته ( و ) | الحال أنه & هو | المتكلّم بها ،
بل أفصح من تكلم بها | ،ولذلك قال ( الفصاحةُ ) وفي الصل | :كيف ل والنبوة ( أَرَجٌ )
محرّكةً | الطيبُ ( بغير ثنائه ) هكذا في سائر | النسخ بالثاء والنون ،وفي الصل بغير | ثيابه ،
جمع َثوْب ،وهو الصواب | ( ل َيعْبَقُ ) أي ل َيفُوح ول ينتشِر | ،وقد تقدم في المقدمة بيان
سوَى تُراب بابه ل َي ْعشَق )
أفصحيّته | & وما وَرَدَ فيه | ( والسّعادة صَبّ ) أي عاشق مُتابِع | ( ِ
ول عنه | يحيد ،فاللغة حازت الفصاحة والسعادة | ،واكتسبت ببركته & | ،وفي الفقرتين أنواعٌ
شعَب | اليمان ،من طريق يونس بن محمد بن
من المجاز | ،وفي المزهر :أخرج البيهقي في ُ
| إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي ِه | قال :قال رسول ال & | في يوم َدجْنٍ ' كَ ْيفَ تَروْنَ
س َقهَا ؟ ' | قالوا :ما أحسنَها وأشدّ تَراكُمها | .قال ' :كيف تَ َروْنَ َقوَاعِدَها ؟ ' قالوا | :ما
َبوَا ِ
جوْ َنهَا ؟ ' قالوا :ما أحسنه وأشدّ | سوادَه :قال ' :
أَحسَنها وأَشدّ تَمكّنَها ،قال ' :كيف | ترون َ
كيف ترون َرحَاها | استدَا َرتْ ' قالوا :ما أحسنها وأشدّ | استدارتها .قال ' :كيف ترون بَرْقها |
شقّا ' ' قالوا | :بل يشقّ شقّا ،فقال ' الحياء .فقال | رجل :يا رسول
أَخفِيّا أم وَميضا أم يَشّقُ َ
ال ،ما أفصَحَك | ،ما رأينا الذي هو أَعْ َربُ منك ،قال ' | :حقّ لي ،فإنما أُنزِل القرآنُ عََليّ |
بلسان عَرَ ِبيّ مُبين ' .ثم إن المصنف | لما ذكر أوصافه الشريفة النبوية | اشتاق إلى رؤية
الحضرة ،وتذكر تلك |
____________________
( )1/101
| النضرة ،فأقبل بقلبه وقالَبه عليها | ،وجعلها كأنها حاضرة لديه ،وكأنه | مخاطِب له & وهو
بين | يديه ،فقال :وفي الصل قبل البيت | بعد قوله ل يعشق ما نصه :وبواسطة | من خُلِق
أجود من الريح المرسَلة نَجِد | عَرْف الجِنان ،وحُبّا لمن ألّف البوادي | نَستروِح َنسِيم الرّ ْندِ
جتْ مِنْ قَم ِيصِ الصّبْحِ أَ ْردَانُ ) %
والبان ،ثم أنشد ( % | :إذَا تَ َنفّسَ من وَادِيكَ رَيْحَانُ | %تَأَرّ َ
جتْ ) أي
ن وَادِيك ) أي مجلسك | ( رَيحانُ ) أي كل ذي رائحة طيبة | ( تأَرّ َ
| | ( إذا تنفّس مِ ْ
توهجَت ( مِنْ َقمِيص | ( الصّبْح ) هو الفجر ( أَ ْردَان ) أي | أَكمام ،جعل الصبح كأنه شخص |
وما ينتشر عنه من أضوائه وأنواره عند | صدوع الفجر كأنه ثياب يلبسها | ،وجعل الثياب
قميصا له أكمام متفرقة | ،وقيّد بالصبح لن روائح الزهار | والرياض تفوح غالبا مع الصباح .
| والبيت من البسيط ،وفيه الستعارة | المكنية والتخييلية والترشيح وقوة | النسجام ( وما
أجدَر ) أي أحق ( هذا | اللسانَ ) أي اللغة ،وفي الصل ذلك | اللسان ( وهو ) أي اللسان
( حَبيبُ | النفس ) أي محبوبها ( وعَشِيق الطبْع ) | أي معشوقه أي حُبّه طبيعةٌ للذواق | السليمة
جمْع ) | هم الجماعات المجتمعة
سمِيرُ ) أي مسامِر ومحادِث | ( ضميرِ ) أي خاطر وقلب ( ال َ
(وَ
للمنا َدمَة | والمسامَرة والملطفة بأنواع الدب والمُلح | وذلك لما فيه من الغرائب والنوادر ( وقد |
َوقَفَ ) أي اللسان ( على ثَنِيّة الوَدَاع ) | أشار بهذا إلى أنها قد أزمعت الترحال | ،ولم يبق منها
إل مقدار ما يعدّ توديعا بين | الرّجال ،وفي الفقرة الستعارة المكنية | والتخييلية والترشيح ( وهَمّ
) أي اعتنى | واهتم وقصد ( قِبِْليّ ) بالكسر منسوب | إلى القِبلة ،وهي جهة الصلة وناحية |
ف والرتفاع ،وخص القِبليّ | لما من
الكعبة المشرّفة ( مُزْنِه ) أي غَيْثه ( بالقلع ) | أي بالك ّ
شأنه النصباب ( بأن ُيعْتَنَقَ ) | الظرف متعلق بأجدر ،أي ما أحق هذا | اللسان لشرفه وتوقف
المر عليه وعزمه |
____________________
( )1/102
| على الرحيل أن يعامَل مُعاملة المفارِق | ف ُيعْتَنق ( ضمّا والتزاما كالحبّة ) أي كما | يَضمّون
الصدور على الصدور ،ويلتزمون | بالنحور ( لدَى التوديع ) أي ُموَادعة | بعضهم بعضا
( و ُيكْرَم بنقل الخطوات ) | أي بالمشي مُتبعا ( على آثاره ) أي بقيته | كالعِزّة ،كما في نسخة
الصل ( حالةَ | التشييع ) قال شيخنا :وقد أورد هذا | الكلم على جهة التمثيل حضّا وحثّا على |
تعلّم اللغة والعتناء بشأنها وتحصيلها | بالوجه الممكن ،وإن لم يمكن الكل فل | بد من البعض
فجعلها كشخص تهيّأَ | للسفر ،ووقف على ثَنِيّة الوَداع | ،وأوجب تَشييعه و َتوْدِيعه بالعتناق |
المشتمل على الضمّ واللتزام الذي | ل يكون إلّ للخاصة من الحبّة في وقت | التوديع ،وحث
على نقل الخُطا في | آثاره حالة التشييع ،كما يفعل | بالصديق المضنون بمفارقته ،ثم أشار |
إلى ما كان عليه في الزمن السابق ،من | تعظيم أهل اللغة ،وإنالتهم جلئل | المكاسب فقال
( وإلى اليوم ) أي إلى هذا | الزمان الذي كان فيه ( نال القومُ ) أي | أخذوا وأدركوا ( به ) أي
بسبب | هذا اللسان ( المراتب ) الجليلة ( والحُظوظ ) | الجسيمة ( وجعلوا ) أي صيروا ( حَماطَة
جلْجُلَ ِنهِم ) | بالضم أي حَبّة قلبهم ،قال شيخنا :وهو | مأخوذ من
) | بالفتح والمهملتين صَميم ( ُ
حمَاطة قلوبهم ( َل ْوحَه ) أي
كَلم سيدنا عليّ رضي ال | عنه ،كما م ّر ،وفي الصل :جعلوا | َ
صحيفته | ( المحفوظ ) المحروس ،أي جعل قلبه | َلوْحَ ذلك الشيء ،فإن النسان إذا | أكثر من
ذكر شيء لزمه وسلّط قلبه | على حفظه ورعايته .وفي الفقرة تضمين | ( وفاح ) أي انتشر
خمِيلة ( وإن | أَخطأَه ) أي تجاوزه فلم ُيصِبْه
( مِن زهر ) أي َنوْر | ( تلك الخمائِل ) جمع َ
( صوْبُ ) | أي قصد أو نزول ( الغُيُوث ) المطار | ( الهَواطل ) الغزيرة المتتابعة العظيمة
القطر | ( ما تتولّعُ به ) أي تستنشقه ( الرواح ) | وتحِنّ له النفوس ( ل ) من الُمور | العارضة
التي تأخذه ( الرّياح ) والَ ْهوِية | فتفرّقه ،ففيه المبالغة وجناس الشتقاق | ( وتُزْهَى ) مبنيا
للمجهول على الفصيح |
____________________
( )1/103
( )1/104
| تلك الخمائل فإنها أزهار وأنوار | ،فيناسبها القطف والجَنْي ،ل الخبط | ،لنه يفسدها ،وفيه
إشارة إلى حسن | إجتناء العلم وكمال الدب عند أخذه | وتلقّيه ،وفيه تلميح للوراق المعدّة |
للكتابة وصيانتها عن الخبط فيها | خبط عَشْواء ،والخوض فيها بغير نظرٍ | تا ّم ،والُستاذ إمام (
حمْل الشجر مطلقا |
ويتَرفّعُ ) أي | يتعلّى ( عن السّقوط ) والخبط ( َنضِيجُ | ثَمرٍ ) وهو محرّكة َ
حمَلَه واحتمله إذا رفعه ،أي يحافظ على | تلك الثمار
أشجارُه ) أي النضيج ( احتملتْ ) مِن | َ
بحيث ل تجف ول تذبُل | حتى يحصل له سقوط ،بل يجب | العتناءُ بها والمحافظة لها ،بحيث
| يتبادر إلى قطفها وتناولها قبل السقوط | والوقوع ،وفيه اللتزام والمقابلة ( من | لُطف
جلَ
بلغتهم ) وفي الصل من لطف | تفريعاتهم ( ما يَفضح فُروع الس ) | أي أغصانه ( َر ّ
شطَةُ ) | ريح ( الصّبَا ) والضافة
جعْدها ) ترجيلً إذا | سرّحه وأصلحه ،والجَعد الشعر ( ما ِ
َ
كلُجَيْن الماء | ،أي ريح الصّبا التي هي لفروع شجرة | الس عند هبوبها عليها وتسريحها | إياها
بمنزلة الماشطة التي تُ َرجّل شعر | النساء وتُصلِح من حالهن .وفي الجملة | مبالغة في مدحهم
( ومن حُسْن بَيانهم ) | هو المنطق الفصيح المعرب عما في | الضمير .نقله شيخنا عن السعد ،
وفي | نسخة الصل :ومن شعب بيانهم | ( ما استَلبَ ) أي اختلس ( ال ُغصْنَ ) | المفعول الوّل (
رَشاقَتَه ) مفعول ثان | ( فَقلِقَ ) أي الغصن لما حصل له من | السلب ( اضطرابا ) مفعول مطلق
( شاءَ ) | أي أراد ذلك الضطراب والقلق ( أو | أبَى ) وفي نسخة الصل َ :أمْ أبى ،أي | امتنع
،فل بد من وقوعه ،كما هو شأن | الغصان إذا هبّ عليها النسيم فإنه | يُميلها ويُقْلِقها .وفي
الفقرتين مبالغة | والتزام وترصيع ومقابلة ،والستعارة | المكنية والتخييلية في الترجيل والجعد ،
| والتعبير بالفروع فيه لطف بديع | ،لن من إطلقاتها عقائص الشعر ،كما |
____________________
( )1/105
| في شعر امرئ القيس وغيره ،قاله | شيخنا ،وزاد في الصل بعد هذا :لَم | تَ ْزهُ أيدي
صفُ مُتونَها | ،
ح فكادَت تَق ِ
الغصانِ في أكمامِ الزّهر | بالمتداد دونها ،إل ضَرَ َبتْ عليها | الريا ُ
ولم يَ َدعْ مِسْكيّ َنوْرِ الخِلف َيجْنُبها | طِيبُ الشمائلِ ،إل ومَزّقت فَ ْروَته على | ذُرَى العواد
ترمِيه باصفرار النامل | ،إلى آخر ما قال ( ولِ ) يؤتي بها عند | إرادة التفخيم والتهويل ،
وإظهار العجز | عن القيام بواجب من يذكر فيضيفه | المتكلم إلى ال تعالى ،ومن َث ّم قالوا | لمن
يَستغربون منه نَادِرَة :ل دَرّه ،ول | فلنٌ ،ومن ذلك أنشدنا الديب الماهر | المحقق حسين بن
جفَانِي ) ( % | %عادوا
عبد الشكور الطائفيّ | بها ( % | :ل قومٌ كِرَا ٌم | %مَا فِيهِمُ مَنْ َ
وعَادُوا وعَادُوا | %عَلى اخْتِلف المَعاني ) ( | | %صُبَابةٌ ) بالضم البقية من كل شيء | ،كما
يأتي في مادّته ،وفي نسخة الصل | ول صُيّابة ،بضم وتشديد مثناة تحتية | وبعد اللف موحدة
( من الخُلفاء ) جمع | خليفة وهو السلطان العظم ( الحُ َنفَاء ) | جمع حنيفة والمراد به الكامل
السلمِ | ،الناسك المائل إلى الدين ( و ) عصابة | من ( الملوك العُظماء ) أي َذوِي العظمة |
والفخامة اللئقة بهم ،وفيه اللتزام | ( الذين تَقلّبوا في أعطاف ال َفضْل ) | والكمال وتخوّلوا فيها
( وأَعْجَبوا | بالمنطِق الفَصْل ) الفصيح الذي | َيفْصل المعاني بعضها من بعض ،أو الفصل |
بمعنى الحق ،أو هو مصدر بمعنى الفاعل | أو المفعول ،وفيه جناس تصحيفي | ( وتَفكّهوا ) أي
تنعّموا ( بثِمار الدب | الغضّ ) أي الناعم الطري ( وأُولِعوا ) | أي أغروا ( بأبكار المعاني ) أي
المعاني | المبتكرة ( وَلَع ) أي إغراءَ ( المُفتَرع | المفتَضّ ) وكلهما من افترع البِكر | وافتضّها
أي أزال بكارتها بالجماع | ،وبين تفكّهوا وتقلّبوا ،وأعجبوا | وأولعوا مقابلة ،وفي التقلب
شمِل القومَ ) |
والتفكه | والثمار والبكار مجازات ( َ
____________________
( )1/106
عهُم ) أي معروفهم وإحسانهم | وصنيعهم ( وطَرِبت
| أي أهل اللغة ،وشملهم :عمّهم | ( اصطنا ُ
) أي فرحت | ونشطت وارتاحت ( ِلكَلِمهم ) أي القوم | جمع كلم ( الغُرّ ) بالضم جمع غُ ّرةٍ | ،
عهُم ) أي آذان | الخلفاء ( بل
أي الواضحة البيّنة ،وفي نسخة الصل | وطربت للناشيد ( أسما ُ
جدّ هو الحظ والبخت | ( العَواثِرَ ) جمع عاثر وعثر
أَنْعشَ ) أي رفع وأقال | ( الجُدودَ ) جمع َ
جدّه :تعس ،كما سيأتي | ( إلطافهم )
كضرب | ونصر وعلم وكرم إذا كبا وسَقط | وعثر َ
بالكسر أي ملطفتهم | ورفقهم ،وقرأت في مُعجم ياقوت لعمرو | ابن الحارث بن مُضاض
الجرهمي قوله | من قصيدة طويلة ( % | :بَلَى َنحْنُ كُنّا أَهَْلهَا فَأَبَادَنَا | %صُرُوفُ اللّيالِي
ن|
حلَل ) جمع حُلّة ،ثَوبا ِ
والجُدُودُ ال َعوَاثِرُ ) ( | | %واهتزّت ) أي فرحت وسُرّت | ( لكتساء ُ
حمْدِ ) أي | الثناء الجميل ( أعطافُهم ) جمع عِطْف | بالكسر ،هو
حلّ أحدُهما فوق الخر ( ال َ
يَ ُ
الجانب ،والمراد بها | ذاتهم ،وفي الفقرة اللتزام والستعارة | المكنية ( رَاموا تخليدَ الذّكر ) أي
إبقاءَه | على وجْه ال ّدوَام ( بالنعام ) أي الحسان | ( على العلم ) أي علماء الدب واللغة |
المشار إليهم ،وفي نسخة الصل :راموا | تخليد الذكر بواسطة الكلم ( وأرادوا | أن يعيشوا
ن ) والعمر مُدة بقاءِ | النسان وغيره من الحيوانات ( بعد | مُشَارَفة ) أي مقارَبة
ب ُعمُرٍ ثا ٍ
( الحِمام ) بالكسر | الموت ،إشارة إلى أن من دام ِذكْرُه لم | ينتقص عمرُه ،أنشد أبو الحجاج |
حتَ التّرابِ َرمِيمُ )
حيّ خَاِلدٌ َبعْدَ َموْتِ ِه | %وأَوصالهُ تَ ْ
القضاعي لبن السيد ( % | :أخُو العِلْمِ َ
عدِيمُ ) | | %
جهْل مَ ْيتٌ و ْهوَ َيمْشِي علَى الثّرَى | %يُعدّ مِنَ الحْيا ِء وَ ْهوَ َ
َ ( % | %وذُو ال َ
عمْ ُرهُ %
وأنشد شيخنا لبي نَصرٍ الميكاليّ | ،وهو في اليتيمة ( % | :وَإذَا الكَرِيمُ َمضَى وَولّى ُ
| َك َفلَ الثّنَاءُ له ِب ُعمْرٍ ثَانِ ) | %
____________________
( )1/107
| | ( طواهم الدهرُ ) أي أفناهم وصيّرهم | كال ّثوْب الذي يُطوَى بعد َنشْرِه ( فلم | يبْق لعلمِ
العلومِ ) ،الوّل جمع عَلَم | بالفتح ،والثاني جمع عِلْم بالكسر | ( رافِع ) أي ُمعْلِى ( ولعن
حوْل الشيء من الحقوق والمنافع | ،
حرِيمها ) أي | أَعلم العلوم ،والحريم في الصل | :ما َ
شقّت سِتْرَه ،
س ّميَ حَرِيم دارِ | الخِلفة ،كما سيأتي ( الذي هَ َتكَتْه ) | أي َ
ومنه حَرِيمُ الدّارِ ،وبه ُ
وفي نسخة الصل | :انتهكته ( الليالي ) أي دوائرها ونوائبها | ( مُدافِع ) أي محا ٍم وناصرٌ ،
وفي | الفقرة اللتزام والمجاز العقلي ،أو | الستعارة المكنية وجناس الشتقاق | ،والمكنية في
تشبيه الحريم بشيء له سِتارة | ،والترشيح في إثبات الهتك له ( بل ) | وفي نسخة الصل :بلى
شمِت به | إذا فرح بمصيبة نزَلتْ به ،والمراد |
( زَعَم الشامِتون | بالعلم ) جمع شامت من َ
بالزعْمِ القولُ المظنون أو الكذب | ،وتأتي مباحثه ( و ) الشامتون ب ( طُلّبِه ) | أي العلم ،
جمع طالب ( والقائلون ) أي | الزاعمون ( بِ َدوْلَة الجهلِ و ) كذا ( أحزابِه ) | أي أنصاره
ومعاونيه أو جماعته ( أن | الزمان بمثلهم ) أي أعلم العلوم الماضي | ِذكْرُهم أي الخلفاء ،
ولفظة المثل زائدة | ،أي بهم ( ل َيجُود ) أي ل ُيعْطِي ( وأنّ | وقْتا قد مضى [ بهم ] ) وفي
نسخة | الصل وأن زمنا مضى أي ذهب وانقضى | ( ل يَعود ) أي ل يرجع ،لنه محال
عقليّ | ،وقيل :عاديّ ،كرجوع الشباب عند | السّبكي .وفي عكس هذا قال الشاعر % | :
( حََلفَ ال ّزمَانُ لَيَأْتِيَنّ ِبمِثْلِهِ | %إنّ ال ّزمَانَ ِبمِثْلِهِ َل َعقِيمُ ) | | %وفي الكلم استعارة ومجاز عقلي
| والتزام بالنسبة إلى واو ال ّر ِويّ فإنها | غير واجبة كما قرّر في محله ( فرَدّ عليهم ) | أي على
الشامتين والقائلين أي رجع | ( الدهْر مُراغِما ) أي ملصقا بالرّغام | أي التراب ،وفي نسخة
الصل مُرْغِما | ( أُنوفَهم ) وهو كناية عن كمال الهانة | ( وتبيّن ) أي ظهر ( المر ) أي الشان
ضدّ ) أي بخلف ما زعموه ،أو |
| ( بال ّ
____________________
( )1/108
| أن تبين متع ّد ،والمر منصوب على | المفعولية ،وفاعله ضمير الدهر ،بدليل | قوله ( جالبا
حُتوفَهم ) جمع حَتْف ،هو | الهلك ،وفي الفقرة المجاز والترصيع | واللتزام ( فطلَع ) وفي
حسْنِ |
ظفَر | وال َفوْز ( مِن آفاق ) أي جهات ( ُ
نسخة الصل | وطلع ( صُبْح النّجْع ) بالضم أي ال ّ
التفاق ) وبديعه ( وتباشرَت ) أي سُرّت | ( أرباب ) أصحاب ( تلك السّلَع ) | بالكسر جمع سِلْعة
وهي البضاعة ( بِ َنفَاق ) | بالفَتح َر َوجَان البيوع ( السواق ) أي | قيامها وعمارَتها ،وفيه نوع
من صناعة | الترصيع وغيره من مجازات واستعارات | ( ونا َهضَ ) أي قاوم ( مُلوكَ العدل )
وفي | نسخة الصل العهد ( لتنفيذ ) أي | إمضاء وإجراء ( الحكام ،مالكُ ) بالرفع | فاعل
ناهض ( رِقّ العلوم ) أي المستولي | عليها كاستيلء المالك على الرقّ ( ورِ ْبقَة | الكلم ) ،وفي
نسخة الصل ' وربقة | النام ' وهي حَبْل فيه عِدّة عُرًى | تُتّخذ لضبط ال َبهْ ِم ،وهي صغار | الغَ َنمِ
،وفيه استعارة وجناس اشتقاق | وحسن التخلص لذكر الممدوح | ،وهذه الفقر من قوله ' لم تَزل
ترفع | غِرّيدة بانها ' إلى هنَا ،كلها عبَارَة | شرف إيوان البيان المسلُوف ِذكْرُها | ،وإياها أعني
بنسخة الصل فاعلم | ذلك ( بُرْهان ) أي حجة ( الساطينِ | العْلمِ ) جمع علم ( سُلطان
سلطين | السلم ) ويجوز أن يراد بالعلم | السادات فإنهم أساطين الدين المتين | ،وفيهما
ترصيع بديع وجناس حسن | والتزام ( غُرّة وجْهِ الليالي ،قمرً بَراقع ) | جمع برقع تقدّم ذكره
( الترافُع | والتعالي ) تفاعل من الرّفعة ومن العُُلوّ | ،وفيه جناس التصحيف والتحريف ،وفي |
نسخة الصل :في مدح ول َديّ صاحب | الديوان غُرّتَي وجْهِ الليالي ،وقَم َريْ | سماءِ المعالي
( عاقِد أَ ْلوِية ) جمع ِلوَاء | ( فُنون العلم كُلّها ) توكيد للفنون | ،وفيه مبالغة واستعارة مكنيّة
جفْن العين ،
وتصريحية | ( شاهِر سُيوف العدلِ ردّ الغِرارَ ) بالكسر | النوم ( إلى الجفان ) جمع َ
| ويطلق على غِمد السيف ( بِسَلّها ) أي | تلك السيوف ،وفيه إشارة إلى المان |
____________________
( )1/109
| والدّعة والراحة التي ينشأُ عنها النوم | ،يعني إشهار سيوف العدل كان سببا | في ذلك ،وفيه
التأكيد واليهام والمقابلة | والستعارة ( ُمقَلّد أعناقِ البرايا ) أي | الخلق ( بالتحقيق ) أي التثبيت
طوْقَ | امتنانِه ) أي إحسانه وإفضاله ،وفيه | المبالغة والستعارة ( ُمقَرّط ) أي محلّي | ( آذانِ
( َ
لةً ( على ما بَلَغَ ) | أي وصل إلى
الليالي ) أسماعها أي جاعل آذان | الليالي ُمقَرّطَةً مُشَنّفةً مُح ّ
جميع ( المَسامِع ) جمع | مِسْمع كمنبر :الُذن ،أي شاع وذاع | حتى وصل إلى جميع السماع
( شُنُوفَ ) | أي حُلَى ( بَيانِه ) وفيه الستعارة ومراعاة | النظير ( مُمهّد الدين ) أي مُسهّله |
جدّ
ومُوطّئه ( و ُمؤَيّده ) ومُقوّيه في قيامه | بأُموره وما يصلحه ،وفيهما تلميح | إلى ألقاب َ
الممدوح الملك ال ُمؤَيّد | ممهّد الدين داود بن عليّ ،كما سيأتي | ( مُسَدّد المُ ْلكِ ) من السّداد ،
بالفتح | ،هو الصواب في ال َقوْل والفِعل ،أي | مقوّمه ومُنَظّم ما اختلّ منه ( ومُشَيّده ) | أي
رافعه ،وسيأتي في مَادّته ما يتعلق | به ،وفي الفقرتين الترصيع واللتزام | والمبالغة ( | | .
( % ) 1مولى مُلوك الرض من في وَجْهه ِ | %مقْبَاسُ نُورٍ أَيّما مِقْبَاسِ ) % ) 2 ( | | %
ن القمَرَيْن والنّبراسِ ) ( % ) 3 ( | | %مِن ُأسْرَة
جهِ ِه الَسنَى لنَا ُ | %مغْنٍ عَ ِ
( بَدْرٌ ُمحَيّا وَ ْ
ت وَجَّلتْ فاعْتََلتْ | %عَنْ أَنْ ُيقَاسَ عَلؤُها بِقياسِ ) َ ( % ) 4 ( | | %ر َووُا الخِلفة كابِرا
شَ ُر َف ْ
صحِيح إسْنَادِ بِل إلْبَاسِ ) ( % ) 5 ( | | %فَرَوى عَِليّ عَنْ َرسُولٍ مِثلَ مَا | %
عَنْ كابِرٍ ِ | %ب َ
عمَ ْر | %
عمَرْ ذِي البَاسِ ) ( % ) 6 ( | | %وَرَواه دَاوُو ٌد صَحِيحا عَنْ ُ
يَ ْروِيه يوسفُ عَنْ ُ
وروى عَليّ عَنْهُ للجُلّسِ ) ( % ) 7 ( | | %و َروَاه عَبّاسٌ كذلك عَنْ عَلِي | %و َروَاهُ إسماعيلُ
ن في |
عَنْ عَبّاسِ ) ( | | %مولَى ) أي سيّد ( مُلوكِ الرض ) | ومالكهم بسطوته ومآثره ( مَ ْ
شعْلَة من نور | تلمع في وجه الممدوح ( أَيّما مِقباسِ ) | أيْ مِقْباس
جهِه * مِقبَاسُ نورٍ ) أي ُ
وَ ْ
وأيّ مقباس ،أي مقباس |
____________________
( )1/110
| عظيم ،وفي ذكره النور الحتراس ودفع | اليهام ،لن المقباس هو شعلة نار | ( بَدْرٌ مُحيّا )
كثُرَيّا أي حُرّ ( وَجْهه | السنى ) أي الَضْوأ أو الَرفع | ( لنا * ُمغْنٍ ) أي كافٍ ( عن
القمرَيْنِ ) أي | الشمس والقمر تغليبا كالنّيّرَيْنِ ( و ) | عن ( النّبْراسِ ) بالكسر المصباح ،وفيه |
المبالغة ( مِن ُأسْ َرةٍ ) بالضم أي َرهْطٍ | ( شَ ُرفَت ) أي عل مجدهم ( وجَلّت | فاعْتَلَت ) أي
ارتفعت ( عَنْ أن ُيقَاس ) | مبني للمجهول ( عَلؤُها ) بالفتح | ممدود ( بِقياس ) وفيه جناس
الشتقاق | ومراعاة النظير ( َر َووُا الخِلفَةَ ) أي | أسندوها ُمعَ ْنعَنةً من غير انقطاع ،كما | يُ ْنقَلُ
حمَل عن أصحابه | ( كابِرًا ) حال من فاعل رووا أي عظيما | ( عن كابرٍ ) أي عن
الحديث ويُ ْ
عظيمٍ ( بِصحيح | إسنادٍ ) غير ُمعَّللٍ ول شَاذّ ( بل إلْباسِ ) | أي بل إشكال وتدليس ،وفيه
التورية | بالشارة إلى اصطلح المحدّثين بذكر | ال ّروَاية والسناد والصحيح واللباس | والتيان
ن ،والصل في ذلك قول | أبي سعيد الرّسْتميّ في الصاحِب بن | عَبّاد ،كما أنشدنيه غيرُ
ِبعَ ْ
ث الوِزَارةَ كابِرًا عن كَابٍ ر َ | %م ْوصُولَةَ السنادِ بالسنادِ ) ( % | %فروى
واحد ( % | :وَ ِر َ
عَن العبّاس عَبّا ٌد وِزارَته | %وإسماعيلُ عن عَبّادٌ ) | | %ومن هنا أخذ المصنف فقال ( فَرَوى
| عَِليّ ) شرع في بيان رجال السند ،وأراد | به المير شمس الدين علِيّا أوّل من ملك | من هذا
البيت وهو قد أخذ الخلفة | ( عَن ) والده ( َرسُولٍ ) ويقال إن اسمه | محمد بن هارون بن أبي
سلِ جَبلةَ بن الَيْهم بن جَبلة بن | الحارث
الفتح بن | يوحى بن أبي الفتح الجفنيّ الغَسّانيّ ،من | نَ ْ
عهِد إليه بالنيابة الخليفةُ المستعصم | بال العباسيّ أبو
بن أبي جَبَلة الغسّانيّ ،وهو أوّل | من َ
محمد عبد ال ،كما | قاله الملك الشرف النسابة عُمر بن يوسف | ابن عمر بن علي بن رسول
سمّاها تُحفة | الحباب في علم النساب .قال | وأعقب المير
ع ّم والد | الممدوح ،في رسالة له َ
شمس الدين عليّ أربعة | :بدر الدين الحسن ،والملك المنصور |
____________________
( )1/111
| أبا بكر ،والملك المنصور عُمر ،والمير | شرف الدين محمدًا .وأولد المير بدر | الدين
الحسن من الرجال اثنينِ .أسد | الدين محمدًا وفخر الدين أبا بكر | ،وأولد أسد الدين ال ّذكْرَانُ :
جلل الدين | عليّ ،وشمس الدين أحمد ،وفخر الدين | أبو بكر ،وشرف الدين موسى ،وبدر
الدين | حسن ،وجلل الدين حسين ،وصلح | الدين عبد الرحمن ،ولفخر الدين ولدٌ | واحدٌ ،
وهو غياث الدين محمد ( مِثلَ | ما * يرويه ) الملك المظفر ( يُوسفُ عن ) | والده الملك
عمَرْ ) بن عليّ بن | رَسول ،وسكّنَ راءَه ضرورةً ( ذِي الباسِ ) | أي الهيبة
المنصور ( ُ
والسطوة ،وفيه مع اللباس | في البيت الذي قبله نوع من الجِناس | .وأعقب الملك المظفر ثلثة
عشر :المير | مُغيث الدين أحمد ،والملك الشرف | عمر مؤلف الكتاب الذي نقلنا هذا | النسب
منه ،وعمر الكامل ،ومحمد | وأبو بكر ،دَرجا ،والظافر ليث السلم | عليّ ،وأساس الدين
عيسى هو الملك | ،والواثق إبراهيم ،والمسعود حسن | ،ويونس ،والحسين ،والملك المؤيد
داود | ،والملك المنصور أيوب ،وأما إخوة الملك | المظفر فاثنان :الملك المفضّل أبو بكر | ،
والملك الفائز أحمد ،وأما أولد الملك | الشرف عمر فستة :محمد ،وحسن | ،وعيسى ،وأبو
بكر ،وأحمد ،وداود | .ولمحمد :حَسن وأيوب ،وإسماعيل | .ولبي بكر :محمد وهارون
( و َروَاه ) الملك | المؤيد ممهد الدين ( دَاوُودٌ ) بن يوسف | كذا رأيته في تُحفة النساب ،ونقل |
شيخنا عن الدرر الكامنة أن لقبه هزبر | الدين ،قال الحافظ ابن حجر :كان | محبّا للعلوم متفقّها
فيها ،بحث في | التنبيه ،وحفظ مقدمة ابن بابشاذ في | النحو ،وكفاية المتحفّظ في اللغة | ،
وسمع الطبريّ وغيره ،واشتملت خِزانة | كتبه على مائة الف مجلّد ،وكان من | جملة اعتنائه
أنه أُهديَ إليه كتاب | الغاني بخطّ ياقوت ،فأَعطى فيها | مائتي دينار مصريّة ،وأنشأَ بتَعزّ
القصورَ | العظيمة ،وكان استقرارُه في الملك بعد | مُعارَضات من أخيه الملك الشرف |
وغيره ،أقام في المملكة خمسا وعشرين | سنة ،وتوفي سنة 721قاله اليافعي |
____________________
( )1/112
( )1/113
| من بني ميكال ،إلى أن استبدّ بالمملكة | ،وكان يحب الفضل والفُضلء ،وألّف | كِتابا وسماهُ
نزهة العيون ،وله مدرسة | بتعزّ ،وأُخرى بمكة ،توفي في شعبان | سنة ( 778كذلك عن )
والده ( عَلى ) | السابق ذِكرُه ( و َروَاه ) الممدوح الملك | الشرف ممهد الدين ( إسماعيلُ عن ) |
والده ( عَبّاس ) ولي السلطنة بعد أبيه | فأقام فيها خمسا وعشرين سنة ،وكان | في ابتداء أمره
طائشا ،ثم توقّر وأَقبل | على العلم والعلماء وأحبّ جمعَ الكُتب | ،وكان ُيكْرِم الغُرباء ،ويبالغ
في الحسان | إليهم ،امتدحتُه لما ق ِدمْت بلدَه ،فأثابني | ،أحسنَ ال جزاءه .مات في ربيع الول
| سنة 803بمدينة تعز ،ودفن بمدرسته | التي أنشأَها بها ولم يكمل الخمسين | .هذا كلم الحافظ
ابن حجر ،نقله عنه | شيخنا .قلت :وكانت رِحلة الحافظ | إلى زبيد سنة ثمانمائة .وألّف له
المؤلّف | عدة تآليف باسمه وكان قد تزوّج | بابنته ،وهو الذي ولّه قضاءَ القضية | باليمن ،
وقد تقدمت الشارة إليه | ( َت ُهبّ ) بالضم على غير قياس كما قاله | الشيخ ابن مالك ( به ) أي
الممدوح | والباء سببية وفي نسخة الصل عند مدح | ول َديْ صاحبِ الديوان السعيد ما نصه | :
َي ُهبّ بهما ( علَى رِياض ) وفي نسخة | الصل :روض ( المُنَى ) جمع مُنْيَة | بالضم ،وهي ما
يتمنّاه النسان وتتوجّه | إليه إرادته ( رِيحَا ) تثنية ريح مضاف | إلى المتعاطفين وهما ( جنُوب
شمَال ) | إضافة العامّ إلى الخاصّ ،وفيه تشبيه | المعقول بالمحسوس والستعارة وشبه |
وَ
التفويف ( و َتقِيل ) أي ُتقِيم ،وقد | ُيقَيّدُ بِطول النهار ،كالبيْتُوتَة بطُول | الليل ( بمكانه ) أي
الممدوح .وفي نسخة | الصل :و َيقِيل بمكانهما ( جنّتان ) | تثنية جَنّة بالفتح ( عن يمين وشِمال
) | الجهتان المعروفتان ،وفي الفقرتين | الجِناس التام إن قُرِئ الشمال فيهما | بالفتح فقط أو
الكسر فقط ،لنهما | لغتان في كلّ من الريح والجِهة ،وإن | ضبطت الجهة بالكسر والريح
بالفتح | على ما هو الفصح فالجناس محرّف | ،والقتباس ظاهر ،قاله شيخنا ( وتَشتمِل ) |
وفي نسخة الصل :يشتمل ،أي يلتفّ |
____________________
( )1/114
| ( على مَنا ِكبِ ) جمع مَنكِب كمجلس | ،وهو رأس العضُد والكَتِف ،لنه يعتمد | عليه ( الفاق
طفِه ) جمع عَاطِفة | ،وهي الخَصلَة التي تَحمل
أَرْدِ َيةُ ) جمع رِدَاء | ،ما يُر َتدَى به ( عَوا ِ
لعَ ) بالكسر أي مل َء | ( الرضِ )
النسان على | الشفقة والرحمة كالرّحِم ونحوها | ( وتَسِيل طِ َ
وفي التوشيح :طِلعُ كلّ | شيءٍ :مِ ْلؤُه ( لل ْرفَاق ) بالكسر مصدر | أرفَقَ به إذا نَفعه وأعطاه
وتلطّف به | ،وهذه اللفظة سقطت من نسخة الصل | ،ونصها بعد الرض ( َأوْدِيةُ ) جَمع وَادٍ |
( عَوا ِرفِه ) جمع عارفة وهي المعروف | والعِطيّة ،وفي الفقرتين استعارة | مكنية ،وتخييلية
وترشيح والترصيع | والجناس اللحق ( وتَش َملُ ) أي ت ُعمّ | ( رأْفتُه البل َد والعِباد ،و َتضْرِبُ دُون
| ال ِمحَنِ ) بالكسر جمع ِمحْنَة وهي | البَليّة وال ُمصِيبة أي يحال دونها | ( والضدادِ ) جمع ضِدّ
بالكسر ،هو | المخالف والعَ ُدوّ ( الجُنَنَ ) جمع جُنّة | بالضم والتشديد وهي الوِقاية ( والسْدَاد ) |
ونص عبارة الصل :ويضرب دون | المحن السْداد ،جمع سُدّ بالضم وهو | الحاجز ،يعني أن
هذا الممدوح لعلّو | هِمته وكمال رأْفته يحول بين متعلقاته | وبين المحن والبليا والضداد
والعداء | بأنواع الموانع والحجب التي تحفظهم | من الفات ،وفيه الترصيع واللتزام | ،ومن
قوله تهب إلى هنا كلها عبارة | شرف إيوان البيان المتقدم ذِكرُها ( ولم | يَسَعِ البلي َغ ) مفعول ُمقَدّم
سكُوتِ الحُوتِ بمُل َتطِمِ ) | صيغة اسم فاعل من التطمت المواج | إذا ضرب
سوَى ُ
وفاعله | ( ِ
بعضها بعضا ( تَيّار ) كشدّادٍ | َموْج ( بِحارِ فوائ ِدهِ ) يعني أن البليغ | غرق في تيّار بحر عطاياه
المتلطمة | المواج ،فل يسعه إل السكوت | ،كالحوت الذي امتل فوه بالماء فل | يستطيع
جوَاري الزّهْرِ ) أراد | بها النجوم الزاهرة
كلما لمتلء فيه ( ولم تَرْ َتمِ ) | افتعال من الرمْي ( َ
من الجَوارِي الكُنّس | ( في ) متعلق بترتم ( البحرِ الخضرِ ) | العظيم ( إلّ لِ ُتضَا ِهيَ ) أي تشابه
| وتشاكل ( فرائدَ ) أي شذور ( قَل ِئ ِدهِ ) | والمعنى أن الجواري الكنس الزاهرة لم |
____________________
( )1/115
| ترتم في البحر العظيم أي في وسطه | مقابلةً للُفق إل طلبا منها أن تكون | مشابهة للفرائد التي
ينظمها في قلئد | عطاياه ،وفيه الترصيع واللتزام | والمبالغة وغيرها ( بَحْرٌ ) أي هو بحر |
أي كالبحر ،فهو تشبيه بليغ عند | الجمهور ،واستعارة عند السكّاكي | ،قاله شيخنا ( عَلى
عُذُوبةِ ) أي حلوة | ( مائِه ) وفيه احتراس ،لنهم | قرروا أن الجواهر إنما تستخرج من |
ن ) مفعول | مقدم والفاعل ( جَواهِرُه ) جمع جوهرة | وهي كل حجر
البحر الملح ( تَملُ السّفائ َ
يستخرج منه شيء ينتفع | به ،وكثر استعماله في اللؤلؤ خاصّةً | ،وفيه مراعاة النظير ( وتُزْهَى
) مجهولً | أي تفخر ( بالجوَارِي المُنشَآتِ ) أراد | بها القصائد والمداح تعبر عنها كما | تعبر
عن البكار يؤيده ( مِن بَنَاتِ | الخاطرِ ) لنها تتولد وتتكوّن من الخواطر | ( َزوَاخِرُه ) أي مواد
عطاياه التي هي | كالبحر ( بَرّ ) أي هو برّ أورده على جهة | التورية واليهام بما يقابل البحر
ع الرضِ ) أي مِلها | ( َأوْدِيَةُ
لذكره | في مقابلته ( سالَ ) أي جرى ،وفيه إيهام | لطيف ( طِل َ
لوْدِيَة ( ولم يَ ْرضَ ) أي البر الذي | سال جوده ( للمُجْتَدِي ) أي
جُو ِدهِ ) أي جوده الجاري | كا َ
السائل | ( َنهْرا ) بفتح فسكون أي منعا وزجرا | وطردا ،امتثالً لقوله تعالى ! < 2وأما السائل
فل تنهر > ( ! 2وطَامِي ) أي ممتلئ ( عُبَابِ ) | بالضم مُعظم السيل ،وسيأتي ( الكَرَم ) | أي
الجود ( يُجَارِي ) أي يبارِي | ( نَدَاهُ ) عطاؤُه ( الرّا ِفدَيْنِ ) تثنية رافِد | ،وهما ِدجْلة والفُرات
( و َبهْرا ) بفتح | فسكون أي ويَبْهرهما َبهْرًا ،أي يغلبهما | .وجعل قاضي كجرات الرافدين جمع
| رافد ،وهو غلط ،ويجوز أن يقال | إن بهرًا معناه تعسا وقُبحا ،يقال | َبهْرًا له ،ردّا لما يُ َتوَهّمُ
بالسكوت من | أنهما يَقدِرانِ على المجاراة ،لنها | تكون من الطرفين ،فتدارك ذلك | اليهام ،
يعني أن نداه يجارِي الرافدينِ | أي دجلة والفرات ،ويقال لهما َبهْرًا | لكما ،أي تعسا ،كيف
تقدران على | المجاراة ،قاله شيخنا ،وفيه الجناس |
____________________
( )1/116
خضَمّ ) بكسر ففتح فتشديد | أي هو ،خِضمّ ،وهو السّيد الحَمول | الكثيرُ العطاءِ ،
| المصحف ( ِ
عوْض )
كما سيأتي ( ل يبلُغ | كُ ْنهَهُ ) بالضم أي حَقيقته ( المت َعمّق ) | أي المتنطّع والمتكلّف ( َ
من | الظروف المستعملة في الزمان المستقبل | ،خلف قط ،أي ل يصل البليغ إلى | إدراك
حقيقته أبدًا ،وفيه مبالغة | ( ول يُعطَى ) مبنيّا للمجهول ( الماهرُ ) | الحاذق بالسّباحة ( َأمَا َنهُ )
ثاني مفعولي | يعطى ( مِن الغَرَقِ ) محرّكة هو الغيبوبة | في الماء ( إن ا ّتفَقَ له ) من غير قصد
خوْض ) | هو الدخول فيه ،وفيه اللتزام والجناس | اللحق
| ( في ُلجّتِه ) أي أعظم مائه ( َ
صبّ ) | فيهِ وتنحدر ( إليه
( مُحِيطٌ ) أي هو بحر محيط | جامع غير محتاج ،ومع ذلك ( تَ ْن َ
جدَا ِولُ ) النهار | الصغار ( فل يَرُدّ ثِمادَهَا ) بالكسر جمع | َثمَدِ محركةً ،أي قليلها الذي
ال َ
جاءَت | به ،ول يدفعه ،بل يقبله قَبُولً حسنا | ،كما تقبلُ البحارُ ما ينحدر إليها من | السّيول
جمّتِه ) بالضم
والنهار ،ول تدفع شيئا | ( وتغتَ ِرفُ ) أي تأخذ الغُرْفة بعد الغُرْفة | ( من ُ
حبُ ) بالضم جمع سَحابة ( فَتَملُ | مَزَادَها ) أي قِرَ َبهَا ،ويأتي الكلم
فالتشديد أي معظمه | ( السّ ُ
طفْت | وأوصلت ( مجِلسَه العالي ) هو ذَاتُه | ،كقولهم :
حفْتُ ) أي تل ّ
فيه | والختلف ( فأَت َ
سمَا ) أي عل ( إلى السما
ب العالي والمقامُ الرفيع | ( بهذا الكِتابِ ) يعني القاموس ( الذي | َ
الجنا ُ
لمّا تَسَامَى ) | يعني أن كتابه تَسامَى بأوصافه البديعة | إلى أن وصل السماءَ ،أي بلغ الغاية التي
حمْلِه ) | أي الكِتاب [
| ل يجاوزها أحدٌ ،فهو في غاية العُلوّ | .ثم اعتذر للمدوح فقال ( وأنَا في َ
عيَ ) وسمى ولقب ( بالقاموس ) | وهو معظم البحر ،كما سبق
( إلى حَضرَته ) ] | وإن دُ ِ
( كحامل | القَطْرِ إلى الدّ ْأمَاء ) من أسماء البحر ،أي | فل صنيع َة ول مِنّةَ لمن يحمل القَطْ َر |
إلى البحر ،وفيه تلميح لطيف إلى | ما أنشدَناه الديبُ عمر بن أحمد بن | محمد بن صلح الدين
ضلٌ عَلَيْ ِه لنّه مِنْ مَائِهِ ) | %
ب ومَالَهُ َ | %ف ْ
النصاري ( % | :كَالبحْرِ ُي ْمطِرُه السّحَا ُ
____________________
( )1/117
( )1/118
خوَة ،ل تهبّ
| والسفنُ التي تجري فيه ل يحصل لها | انكفا ٌء ول انقلبٌ ،لن ريحه | طيّبة ِر ْ
إلّ على َ :وفْق | السفن ،فل تخالفها ،لعدم وجدان | الزعازع والرياح العاصفة في هذا |
البحر ،وفيه الجناس اللحق ،في اعتناء | واعتلء ،واللتزام في جفاء وانكفاء | .واستعارة
الركوب والغارب للفلك | ،وهبوب الرياح للعناية ،والتلميح | للقتباس في ذهب جُفاء إلى قول
سفُنُ | | % ) %ثم احتار وبالغ في هيبة المخاطب
المتَنَبّي َ ( % | .تجْري الرّياحُ بمَا ل تَشْتَهي ال ّ
| وجللته ،كأنه لم يتضح له الطريق | ،ولم يهتد لوجه العذر ،فاستفهَم عنه | فقال ( وَبِمَ ) أي
ح ْملِ الدّرّ مِن أَ ْرضِ | الجبال ) وهي المعروفة اليوم
بأي شيءٍ ( أع َتذِرُ ) | أَرشدوني ( مِن َ
بعراق | العجم ،وهي ما بين أصفهان إلى زنجان | وقزوين وهمذان والدينور وقرميسين | والري
عمَان ) كغُراب كُورة على ساحل | اليمن ،تشتمل على
وما بين ذلك من البلد وال ُكوَر | ( إلى ُ
عمَان المعبّر به عن الممدوح | ،وقليل بالنسبة إلى الجبال المعبّر
بلدان ،أي إن الدرّ | كثيرٌ في ُ
به عن | المُهدِي ،وهو نظير قولهم :كجالِب | التمر إلى هَجَر ،قال شيخنا :يعني أن | الهديّة
شأْنُها أن تكون أَمرًا غريبا | لدى المُهدَى إليه ،ومن ُيهِدي الدرّ إلى | عُمان ،والتمر إلى يَثْرِب
ونحو ذلك | ،يأتي بالمر المب َتذَل الكثير الذي ل عبرة به في | ذلك الموضع ( وَأَرَى البحرَ )
ج ِههِ ) أي يضمحلّ ،وهو | كناية عن التجرّد عن الحياء ،وقِدمًا
الجملة حالية | ( يَذ َهبُ ما ُء وَ ْ
جهٍ إذَا َقلّ مَاؤُه ( | | % ) %لو حَملَ ) هو أي البحر ( بِرَسْ ِم |
قيل ( % | .ول خَيْ َر في وَ ْ
جمَان ) بالضم هو
خدْمة ) وقصد العبودية ( إليه ) أي | الممدوح أشرف ما يفتخر به وهو | ( ال ُ
ال ِ
اللؤلؤ الصافي ،أي | كان ذلك قليلً بالنسبة إليه ،لقلة | حيائه وذهاب رونق ماء وجهه ( وفُؤاد |
سمِه َرجّافا ) أي باعتبار |
البحرِ يَضطَ ِربُ ) أي يتحرّك ويَتموّج | ويَتلطم ( كا ْ
____________________
( )1/119
| وصفه ،وقد أطلقت العرب هذا اللفظ | عليه ،فصار علَما عليه ،وهو حال من | فاعل
حفَه ) أي البحر | الممدوح ( الم ْرجَان ) هو كبار اللؤلؤ | أو صغاره ،على
يضطرب ( لو أَت َ
اختلف فيه ( أو أنفَذَ ) | أي البحر أي أمضى وأوصل ( إلى | البحرَيْن ) موضع بين البصرة
عمَان | ،مشهور بوجدان الجواهر فيه ،وقد | أبدع غاية البداع بقوله ( أعنِي | َيدَيْه ) الفائقتين
وُ
( الجواهِرَ الثّمان ) | منصوب على المفعولية ،أي ولو أتحف | الجواهر المثمنة الغالية ،وفي
الوليين | مع الخيرة اللتزام ،وفي الثانية | الستعارة التصريحية أو التخييلية | ،بحسب إعمال
الصنعة في تشبيه البحر | برجل يقوم برسم الخدمة ،فيذهب | ماء وجهه على أي وجه
استعملته ،وفي | الثالثة التوْرِية في الرجّاف ،وفي الرابعة | الستخدام ولطافة التورية ( ل زالتْ
| حضرَتُه ) أطلقوها على كل كبير يحضر | عنده الناس فقالوا :الحضرة العالية | تأمر بكذا ،
كما قالوا :المقام السامي | ،والجناب العالي ( التي هي جَزيرةُ بحرِ | الجُودِ ) والجزيرة بقعة
ينحسر عنها | الماء وينجزر ويرجع إلى خلف ( منْ | خالداتِ الجزائر ) أي من الباقيات إلى |
يوم القيامة ،لما فيها من النفع بصاحبها | وفيه التورية العجيبة بالجزائر الخالدات | ،وهي
جزائر السعادات ،يذكرها المنجمون | في كتبهم ،ويأتي ذكرها في مادّتها | ( و ) ل زلت ( مَقرّ
أُناس يُقابِلون ) أي | يواجهون أو يعارضون ( الخَرَزَ ) محركةً | هو الحجر الذي ينظم كاللؤلؤ
( المحمولَ | إليها ) أي الحضرة ( بأَنفَسِ الجواهر ) | أي البالغة في النفاسة ،وهو دعاء له |
بالبقاء على جِهةِ الخلود ،وأنه يَخلُف | من يقوم مَقامه في حضرته ،فل تزال | مقرّا للموصوفين
بما ذُكر ،وفي الكلم | مبالغة وتورية ( ويرحم ال عبدًا قال | آمينا ) ضمن الدعاء كلمه ،
لكمال | العتناء باستجابته ،والرغبة في حصول | ثمرته ،لن كل من سمع هذا الدعاء فإنه |
يأتي بالتأمين رغبة في الرحمة | ،فيحصل المطلوب ،قال شيخنا :وهو | شطر من شعر رواه
صاحب الحماسة |
____________________
( )1/120
| البصرية لمجنون بني عامر ،واسمه قيس | ابن مُعاذ المعروف بالملوّح ،وأوّله ( % | :يَا
حمُ الُ عَ ْبدًا قال آمينَا ) | | %وله قصة رأيتها في الديوان
ب لَ َتسْلُبنّي حُبّها أبدًا | %ويَرْ َ
َر ّ
المنسوب | إليه | | .قال شيخنا :وهذا آخر الزيادة التي | أهملها البدر القرافي والمحب ابن
الشحنة | ،لنها لم تثبت في أصولهم من قوله ' | :وهذه اللغة الشريفة ' إلى هنا .قال | :وكأن
المصنف زادها في القاموس بعد | أن استقرّ باليمن وأزمع إهداءه لسلطان | اليمن الملك
الشرف ،فقد قيل :إنه | صنّفه بمكّة المشرّفة ،فلما رأى إكرام | الشرف له زاد ِذكْرَه في
الدّيباجة | ،وأثبت اسمه فيه ،لمَسِيس الحاجة | ،وقصد بذلك ترغيبَه في العلم وأهله | ،أو ما
يقرب من ذلك من المقاصد الحسنة | إن شاءَ ال تعالى ،ويؤيد هذا الظاهر | أن هذا الكلم ساقِطٌ
في كثير من النسخ | القديمة | | .قلت :والذي سمعناه من أفواه | مشايخنا اليَمنيّين أن المجد سوّد
| القاموس في زَبيد بالجامع المنسوب لبني | المِزجاجي ،وهم قبيلة شيْخنا سيّدي | عبد الخالق ،
متع ال بحياته ،وفيه | خَل َوةٌ تواترَ عندهم أنه جلس فيها | لتسويد الكتاب ،وهذا مشهور عندهم ،
شوّة
| وأن التبييض إنما حصَل في مكة | المشرّفة ،فلذا ترى النسخ الزّبِيديّة | غالبها مح ُ
بالزيادات الطبية وغيرها | والمكية خالية عنها ( وكتابي هذا ) أي | القاموس ( بحمد ال
[ تعالى ] ) | مصحوبا أو ملتبسا ،جاءَ به تبركا | وقياما ببعض الواجب على نعمة إتمامه | على
هذا الوجه الجامع ( صَريحُ ) أي | خالص ومحض ( أ ْلفَىْ ) تثنية ألف | ( ُمصَنّف ) على صيغة
المفعول أي مؤلف |
____________________
( )1/121
| في اللغة ( من الكتب الفاخِرَة ) الجيّدة | أي زيادة على ما ُذكِر من العُباب | والمحكم والصحاح
من مؤلّفات سائرِ | الفنون ،كالفقه والحديث والُصول | والمنطق والبيان والعروض والطب |
والشعر ومعاجم الرواة والبلدان والمصار | والقرى والمياه والجبال والمكنة | وأسماء الرجال
والقصص والسير ،ومن | لغة العجم ،ومن الصطلحات وغير | ذلك ،ففيه تفخيم لشأن هذا
سعَته في الجمع والحاطة | ( ونَتيج ) بفتح النون وكسر التاء | المثناة
الكتاب | ،وتعظيم لمره و َ
الفوقية ،هكذا في النسخ التي | بأيدينا ،كأنه أراد به النتيجة أي | حاصل وثَمرَة ( أل َفيْ ) بالتثنية
أيضا | ( قََلمّس ) محركة مع تشديد الميم أراد | به البحر ( من العيَالم ) جمع عَيْلَم | كصَيْقَل ،هو
البحر ( الزاخِرة ) الممتلئة | الفائضة ،وفيه إشارة إلى أن تلك | الكتب التي مادّة كتابه منها ليست
من | المختصرات ،بل كل واحد منها بحر | من البحار الزاخرة ،وفي نسخة :سَنِيح | بالسين
المهملة وكسر النون وفي آخره | حاء ،أي جوهر ألفى كتاب أي | مختارها وخالصها ،وقد
أورد القرافي | هنا كلما ،وتكلّف في بيان بعض | النسخ تفقّها ،ل نقلً من كتاب | ،ول سماعا
من ثِقة ،وقد كفانا شيخُنا | رحمه ال تعالى ُمؤْنَة الردّ عليه ،فراجع | الشرح إن شئت ،وفي
الفقرة زيادة | على المجاز التزام ما ل يلزم ( والَ ) | العظيم ( أَسَألُ ) ل غيرَه ( أن يُثِيبَني ) |
أي يعطيني ( به ) أي الكتاب أي بسببه | ( جَميلَ الذّكر في الدّنيا ) وهو الثناء | بالجميل ،وقد
حصل ،قال ال تعالى | ! < 2واجعل لي لسان صدق في الخرين > | ! 2فسّره بعضهم بالثناء
ن وَعَى ) | | %
حدِيثٌ َبعْ َدهُ َ | %فكُنْ حَدِيثا حَسَنا ِلمَ ْ
الحسن ،قال ابن دريد ( % | :وإنّما ا ْلمَرْءُ َ
وإنما رجا شكر العباد لنه تقرّر أن | ألسِنة الخلْق أقلم الحق ،ولقوله | & ' مَنْ أَثنَيْتُم عَلَيْهِ خَيْرًا
| وَجَ َبتْ ' وليس المراد به شكر العباد |
____________________
( )1/122
ظ نفسه ،ولتكون له مَكانةٌ عندهَم | إذ مثل هذا يطلب الدعاء للتنصّل منه | والتجرّد عنه
| لح ّ
( وجَزيلَ الجْر في الخِرة ) | هو الفوز بالجنة أو التنعم بالنظر إلى | الوجه الكريم وحصول
الرضوان ،وقد | حصل الثناء في الدنيا ،كما فاز بطلبه | في الخرة إن شاء ال تعالى ،وفيه |
اللتزام مع التي قبلها والترصيع في | أغلبها ( ضارِعا ) متذلّلً ( إلى مَن ينظر ) | أي يتأمل
عمَلي ) هذا | ( أن يَستُرَ عِثَارِي ) أراد به الوقوع في | الخطأ ( وَزَللِي ) محرّكة
( مِنْ عَالِمٍ في َ
سدّ ) بالضم أي يصلح | ( بِسَدادِ ) بالفتح أي استقامة ( َفضْلِه |
عطف تفسير | لما قبله ( ويَ ُ
خَلَلي ) محرّكة ،وهو الوهن في المر | ،والتفرّق في الرأي ،وأمرٌ مختلّ أي | ضعيف ،وإنما
خصّ العالِم بذلك لنه | الذي يميّز الزلَل ،ويستر الخلَل ،وأما | الجاهل فل عِبرة به ول بنظرِه ،
بل | ول نَظر لِبَصرِه ،ولذا قيل :إن المراد | بالنظر هو التفكّر والتأمّل ،ل مطلق | المرار ،
ولزيادته وكثرته عدّاه بفي | الظرفية ،وصيّر العمل مظروفا له ،قاله | شيخنا .ثم إن كلمه هذا
خرج مَخرَج | العتذار عما وقع له في هذا المضمار | ،فقد قيل :من صَنّف فقد استهْدَف |
عقْلَة على طَ َبقٍ
َنفْسَه .وقل المؤتمن الساجِي :كان | الخطيب يقول :من صَنّف فقد جعل | َ
ن ' الموصولة
يَع ِرضُه على الناس | .وفيه الجناس المحرّف بين ' مِنْ ' | الجارة البيانية و ' مَ ْ
المبينة | بها ،والمقلوب في عالم وعمل | ،والشتقاق في يس ّد وبسداد ،والتزام | ما ل يلزم ،
وفي الفقرتين الخيرتين | الجناس اللحق والمقابلة المعنوية للستر | والعثار ،والزلل والسداد
طغَى ) أي تجاوز |
والخلل ( و ) | بعد أن ينظر فيه مع التأمل والمراجعة | عليه أن ( ُيصْلِحَ ما َ
القدْرَ المُرَاد ( به القلمُ ) ونسبته إليه | من المجاز العقليّ ،فالمراد بالصلح | إزالة ما فسد في
الكتاب ،بالتنبيه عليه | وإظهاره ،مع إيضاح العذر للمصنف | من غير إظهار شناع ٍة ول حطّ
من منصبه | ،ول إزرا ٍء بمقامه وكون الولى في ذلك |
____________________
( )1/123
| إصلح عبارة بغيرها أو إبقاء كلم | المصنف والتنبيه على ما وقع فيه في | الحاشية إذ لعل
صحِيحا | %وآفتُه مِنَ الفَهْمِ
الخطأ في الصلح | ،وفي ذلك قيل ( % | :وكَمْ مِنْ عائبٍ َق ْولً َ
سقِيمِ ) ( | | %وَزَاغَ عنه ) أي مال أو َكلّ ( ال َبصَ ُر | و َقصَرَ ) ك َقعَدَ ( عنه ال َفهْمُ ) أي عجز |
ال ّ
عن إدراك المطلوب فلم ينله ،والفَهْم | :تصوّر المعنى من اللفظ أو سرعة انتقال | النفس من
الُمور الخارجية لغيرها | ( وغَ َفلَ عنه الخاطِر ) أي تركه إهمالً | وسهوًا وإعراضا عنه ،
والغفلة :غيبوبةُ | الشيءِ عن بال النسان وعدم تذكّره | وسيأتي ،والخاطر :الهاجس وما
يخطر | في قلب النسان من خير وشر ( فالنسانُ ) | وفي نسخة البدر القرافي :فإن النسان | ،
أي من حيث هو ( مَحلّ النّسْيَان ) أي | مَظنّة لوقوعِه وصُدور الغفلة منه ،ولو | تحرّى ما عسى
سمّي النْسانُ
،ولذلك ورد عنه | & ' رُفع عَنْ ُأمّتي الخطأُ | والنّسْيان ' ولذا قيل َ ( % | :ومَا ُ
حفِظوا وسمعوا ،
إلّ لِنَسْيِهِ َ | %ومَا القَ ْلبُ إل أنّه يَ َتقَلّبُ ) | | %ولذلك اعتنى الئمة بالتقييد ِلمَا | َ
ومثّلوا الحِكمَة | كالصّيْد والضالّة ،وربْطُها َ :تقْييدُها | ،ثم أقام على كلمه حُجّة فقال ( :وإن |
أوّل ناسٍ ) أي أوّل من اتصف بالنسيان | والغفلة عما كان هو ( َأ ّولُ النّاس ) | خلقه ال تعالى
وهو سيّدنا آدم عليه | الصلة والسلم ،فل يلم غيره على | النسيان ( وعَلَى ال ) ل على غيره
ن التوكل ،وهو إظهار | العجز
جلّ | شأنه ( الّتكْلَن ) بالضم مصدر ،وتاؤه | عن واو ،لنه م َ
والعتماد على الغير ،والمعنى | ل اعتماد ول افتقار إلّ إلى ال سبحانه | وتعالى ،وهو الغني
المطلق ،ل إله إل | هو ،ول ربّ غيرُه ،ول خير إلّ خَيْرُه | ،وصلى ال على سيدنا محمد
وعلى آله | وسلم | | |
____________________
( )1/124
( )1/125
ما َنصّهُ :فَأمّا *!أَبا َءةٌ فذَ َهبَ أَبو بكر مُحمّدُ بنُ السّ ِريّ ،فيما حدّثني به أَبو عَِليَ عنه ،إِلى أَنها
عمِل في عَبَايَ ٍة وصَلَية وعَظا َيةٍ
ع ِملَ فيها ما ُ
مِن ذَواتِ الباءِ ،من أَبَ ْيتُ ،فَأصْلُها عندَه أَبَايَةٌ ،ثم ُ
،حتى صِرْنَ عَبا َء ًة وصَل َءةً وعَظا َءةً ،في َق ْولِ من َهمَز ،ومَن لم َي ْهمِز أَخرجهُنّ على أُصوِلهِنّ
حمَل أَبا بكرٍ على هذا العتقادِ في أَبا َءةٍ أَنّها مِن أَبَ ْيتُ ،وذلك أَن
،وهو القياسُ القَ ِويّ ،وإِنما َ
جمَ ُة ،وهي ال َقصَبَةُ ،والجمْعُ بينها وبين أَبَ ْيتُ أَنّ الَجمَةَ مُمتنِعةٌ ،بما يَنْ ُبتُ فيها
*!الَبَا َءةَ هي الَ َ
حكْمَ البَرَاحِ والبَرَازِ ،وهو ال ّنقِيّ من
مِن ال َقصَبِ وغي ِرهِ ،من السّلوكِ والتّطَرّقِ ،وخال َفتْ بذلك ُ
حمَلَها أَبو بكرٍ على أَبَ ْيتُ ،وسيأْتي المَزِيدُ
ت وامت َن َعتْ عَلَى ساِلكِها ،فمِن هُنَا َ
الَرضِ ،فكأَنّها أَ َب ْ
لذلك في أَشَى .
س ْهمٍ َ :رمَيْتُه به ) ،فالهمزةُ فيه أَصلِيّة ،بخلفِ أَثأْتُه ،كما سيأْتي .
( *!وأَبَأْتُه بِ َ
حوَاشي :اسمُ ( امرَأَة مِنْ )
حمْ َزةَ ) ،أَوردهُ ابن بَ ّريَ في ال َ
أتأ !* ( :أَتَْأةُ ) بالمُثنّا ِة ال َف ْوقِيّة ( كَ َ
ن وَائِل ) بن قاسِط بن هِنْب بن َأ ْفصَى بن عب ِد القَيْس ،وهي ( ُأمّ قَيْسِ بن ضِرارٍ )
بني ( َبكْرِ ب ِ
قاتل المِقْدامِ ،وحَكاهُ أَبو عَِليَ في التّ ْذكِرة ،عن مُحمّدِ بن حبيب ،وَأَنشَد يَاقُوتٌ في أَجَأَ ِلجَرير :
أَتَبِيتُ لَيَْلكَ يَا ابْنَ أَتَْأةَ نَائِما
وَبَنُو ُأمَامَةَ ع ْنكَ غَيْرُ نِيامِ
وَتَرَى القِتَالَ مَعَ الكِرَامِ مُحَرّما
وَتَرَى الزّنَاءَ عَلَ ْيكَ غَيْرَ حَرَامِ
( وَ ) *!أَتَْأةُ ( :جَ َبلٌ ) .
أثأ !* ( :الُثْئِيّةُ كَالُثْفيّةِ ) بالضمّ ،واحد *!الَثَائِي ( الجَماعةُ ) ،يقال :جاءَ فلنٌ في أُثْئِيّةٍ ،
أَي جَماعةٍ مِن َق ْومِه .
س ْهمٍ ) إِثا َءةً َ ،كقِرَا َءةٍ :
( *!وأَثَأْتُه بِ َ
____________________
( )1/126
ن القُوطِيّةِ .
( َرمَيْتُه به ) ،وهو من باب مَ َنعَ ،صَرّح به ابنُ القَطّاعِ واب ُ
س ْهمٍ :رميتُه به ،وهو حرف غَرِيبٌ ( هنا ) ،أَي في مَهموزِ الفاءِ
وعن الَص َم ِعيّ !* :أَثَيْتُه بِ َ
ي ،وروى عنه الِمامُ ابنُ حبِيبٍ ،ونقله ابنُ بَرّي في حواشِي
واللمِ ( َذكَره أَبو عُبَيْد ) اللّغ ِو ّ
ضيّ الدّين أَبو الفَضائِلِ حسنُ بنُ عليّ بن حَيْدَر
الصّحاحِ ،وتَبِعه ال ُمؤَلّف ( ،و ) َذكَره الِمام ر ِ
صغَانِيّ ) ،ويقال :الصّاغَا ِنيّ ( في ث و أَ ) أَي مَهموز الل ِم ومُعتلّ العَيْنِ ،
شيّ ( ال ّ
ي القُرَ ِ
ال ُعمَ ِر ّ
وكلهما له وَجْهٌ ،فعَلَى رَ ْأيِ أَبي عُبَ ْيدٍ ِفعْلُه َكمَنع ،وعلى رَ ْأيِ الصاغانيّ كََأقَام ،مَزِيدٌ ( َووَهِمَ
جوْهَ ِريّ ) حيث لم يَذكُرْه في إِحدى المادّتينِ ( فذَكره في ثأْثأْ ) ،وقد تَبِع الخليلَ في ذلك .
ال َ
ي في
( و ) جا َء قولُهم ( :أَصبَح ) الرجلُ ( *! ُمؤْتَثِئا ) من *!ائْتَثَأَ ،افْ َتعَل مِن أَثَأَ ،نقله ابن بَ ّر َ
طعَامَ ) ،وعزاه
الحواشي ،عن الَصمعيّ ،والَكثرونَ على أَنه مُع َتلّ بالياءِ ( ،أَي ل يَشْتهِي ال ّ
ابنُ منظورٍ للشّيبا ِنيّ .
أجأ !* ( :أَجَأٌ ) مُحرّكةً مَهموزٌ مقصورٌ ( :جَ َبلٌ لِطَيّىءٍ ) القبيلةِ المشهورةِ ،والنسبةُ إِليه
س ّميَ به الجَ َبلُ ،ويجوز أَن يكون
جلٌ ،أَو اسمُ رَجلٍ ُ
ج ِعيَ ،وهو عَلَمٌ مُرتَ َ
*!أَجَئيّ ِ ،بوَزْنِ أَ َ
مَنقولً .
سمِيرَاءَ وقد رأَيتُهما شَاهِقانِ .
وقال ال ّز َمخْشَ ِريّ َ :أجَأٌ وسَ ْلمَى :جَبَلنِ عن يَسارِ َ
سكُو ِنيّ :أَجأٌ َ :أحَدُ جَبََليْ طَيّىءٍ ،وهو غَرْ ِبيّ فَيْدٍ إِلى أَقصَى أَجإٍ ،وإِلى
وقال أَبو عُبَيْدٍ ال ّ
حلَ ،وبين الجَبَلَيْنِة
القَريتَيْنِ مِن ناحِيةِ الشامِ ،وبين المدين ِة والجَبلْينِ على غَيْرِ الجَادّة ثلثُ مَرَا ِ
ت في مَواضِعِها ،وبين
وَتَ ْيمَاءِ جِبالٌ ُذكِر ْ
____________________
( )1/127
( )1/128
( )1/129
أزأ !* ( :أَزَأَ الغَ َنمَ َ ،كمَنعَ ) أَهمله الجوهريّ ( :أَشْ َبعَها ) في مَرْعاها .
عقِبه ،قاله الفَرّاءُ .
( و ) *!أَزَأَ ( عن الحاجةِ :جَبُنَ .و َنكَص ) أَي تَأَخّ َر و َق ْهقَر على َ
أشأ !* ( :الَشاءُ ،كَسَحابٍ ) ،كذا صَدّر به القاضِي في المَشارِق ،وأَبو عَِليَ في المَمدود ،
خفَاجِي وهو مخالفٌ للرّواية :
ي والصاغانيّ وغيرُهم ،وضَبطه ابنُ التِّلمْسَا ِنيّ ،وتَ ِبعَه ال َ
والجوهر ّ
خلُ عامّةً :نقله ابن سِيدَه في
خلِ ) ،كذا قاله القَزّازُ في جامع الّلغَة ،وقيل :النّ ْ
( صِغارُ النّ ْ
المُحكم ،والواحدة بهاءٍ ( ،قال ) الِمام أَبو القاسمِ عليّ بنُ جعفرِ بن عليَ السعديّ ( ابنُ
القَطّاعِ ) إِن ( هَمزَتَه َأصْلِيّةٌ ) وذلك ( عند سِي َبوَيْهِ ) .وقال نصرُ بن حمّاد :همزة *!الَشاءَة
شيّ ،ولو كانت مهموزةً لكان تَصغيرها أُشَيْئا .
منقلِبة عن الياءِ ،لَن تصغيرها *!ُأ َ
قلت :وقدْ رَدّه ابن جِنّى وأَعظَمه وقال :ليس في الكلم كلم ٌة فاؤُها ولمها همزتانِ ،ول عَيْنُها
ولمُها همزتان ،بل قد جاءَت أَسماءُ محصورةٌ ،فوقعت الهمزة منها فا ًء ولما ،وهي آ َءةٌ
ضعُه ) أَي موضع ذِكره ( ل كما تَوهّمه الجوهريّ ) ،والقَزّاز
وأَجاءَة ( فهذا ) أَي المهموز ( مَو ِ
ي ،والمصنّف في ردّه على الجوهريّ تاب ٌع لبن
صَرّح بأَنه وا ِويّ ويائيّ ،وفي المحكم أَنه يا ِئ ّ
جِنّي ،كما عرفت ،وفي المعجم نقلً عن أبي بكرٍ محمد بن السّ ِريّ :فأَما ما ذهب إِليه سِيبويهِ
عدَل بهما ( عن ) أَن يكونا مِنَ الياءِ ،
من أَن أَلءَة *!وأَشاءَة مما لمه همز ٌة ،فالقول عندي أَنه َ
كعَباءَة وصَلَءَة وعَظاءَة ،لَنه وجدَهم يقولون :عَبَاءَة وعَبَايَة ،وصَلَءَة وصَلَيَة ،وعَظاءَة
ن لما ،ولمّا لم يَسمعهم يقولون أَشايَة
وعَظَاية ،فيهنّ ،على أَنها بَدلٌ من الياءِ التي ظهرت فيه ّ
ول َألَيَة ،ورفضوا فيهما الياءَ البتّةَ ،دلّه ذلك على
____________________
( )1/130
خَلقَاءَ
أَن الهمزة فيهما لمٌ أَصلِيّة غير مُنْقلبة عن واو ول ياءٍ ،ولو كانت الهمزةُ فيهما ب َدلً لكانوا ُ
ظهِروا ما هو َب َدلٌ منه ليستدِلّوا بها عليها ،كما فعلوا ذلك في عَباءَة وأُخْتَ ْيهَا ،وليس في
اين يُ ْ
أَل َء ٍة وأَشاءَة من الشتقاقِ من الياءِ ما في أَبا َءةٍ ،من كونها في معنى أَبَ ْيتُ ،فلهذا جاز لَبي بكرٍ
أَن يَزعم أَن هَمزتَها من الياءِ ،وإِن لم يَنطِقوا فيها بالياءِ ،انتهى .
ن *!كالَشَاءِ .
ت الَساس :ليس الِبلُ كالشّا ِء ،ول العِيدَا ُ
جعَا ِ
ومن سَ َ
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الَشاءَة :موضع ،قال ياقوت :أَظنه باليَمامةِ أَو ببطنِ ال ّرمّة ،قال زِياد بن مُ ْنقِذٍ العَ َد ِويّ :
ن الَشاءَة َهلْ زَاَلتْ َمخَا ِر ُمهَا
عَ ِ
أَمْ َهلْ َتغَيّرَ مِنْ أَرَا ِمهَا إِرَمُ
شيْءٌ ،بالضمّ مُصغّرا مهموزا ،قال أَبو عُبيدِ السّكونيّ :من أَراد اليمامةَ من النّبَاجِ صار
*!وأُ َ
حمَالِ من
لْإِلى القريتينِ ،ثم خرج منها إِلى *!أُشَيءٍ ،وهو لعَ ِديّ بن الرّباب ،وقيل ( هو ) ل َ
شمِ ،والوشمُ :وادٍ باليَمامة فيه نَخلٌ ،وهو تصغير
شىْءٌ :موضِع بالوَ ْ
بَلْع َدوِيّة .وقال غيره :أُ َ
الَشَاءِ ،وهو صِغارُ النخلِ ،الواحدة *!أَشا َءةٌ .
ف في المعتلّ ،والصواب ذِكرُه هنا ،فإِن الِمام ابن جِنّي قال :قد يجوز عندي
وقد ذكرها المصَنّ ُ
لمُه همزتانِ ،وعينُه شِينٌ ،فيكون بناؤُه من أشأ
شيْءٍ هذا أَن يكون من لفظ أَشاءَة ،فاؤه وَ َ
في ُأ َ
وإِذا كان كذلك احتملَ أَن يكون مُكبّره َفعَالً ،كأَنه *!َأشَاءٌ أَحد أَمثلةِ ( الَسماءِ ) الثّلثِيّة
خفّفت همزتُه بأَن أُبدلت يا ًء وأُدغمت
حقّر فصار تَصغيره *!أُشَيْئا ،كأُشَ ْيعٍ ثم ُ
العَشرةِ ،غير أَنه ُ
فيها ياءُ التحقير ،فصار
____________________
( )1/131
شيّ تَحقيرَ
شيّ ،كقولك في تَحقير كَمْءٍ معت خفيف الهَمزةِ ُك َميّ ،وقد يجوز أَيضا أَن يكون أُ َ
أُ َ
خفّفت همزته فأُبدِلَت ياءً
شيْءٌ كأُعَيْم ،ثم ُ
حقّر فصارَ أُ َ
أَشْأَي َ ،أ ْفعَل من شََأ ْوتُ ،أَو شَأَ ْيتُ ُ ،
وأُدغمت ياءُ التحقير فيها كقولك فيت خيف تَحقير أَ ْرؤُس أُرَيّس فاجتمعت معك ثلثُ ياءَاتٍ ،
شيَ . . .وقد يجوز أن
وياءُ التحقير ،والتي بعدها بدلً من الهمزة ،ولمُ الفعل ،فصارت إِلى ُأ َ
حقّر كأُرَيْط ،فصار
شيَ أَيضا أَن يكون تحقير *!أَشْأَي ( وهو َفعْلَى ) كأَرْطى ،من لفظ أَشاء ُ ،
أُ َ
أُشَيْئا ،أُبدلت همزته للتخفيف ياءً ،فصار *!أُشَيّا .واص ِرفْه في هذا البتّةَ كما يُصرَف أُرَيْط
ح ِذفْها فيما قَ ْبلُ ،لَن الطريقتين واحدةٌ ،كذا في
معرف ًة و َنكِ َرةً ،ول تَحذِف هنا ياءً كما لم تَ ْ
المعجم .
أكأ َ!* ( :أكََأ كمَنعع :اس َتوْ َثقَ مِن غَرِبمِهِ بالشّهودِ ) .ثبتت هذه المادة في أَكثر النسخ المصححة
وسقطت في البعض ،وقوله :
( أَبو زَيْدٍ َ :أكَأَ *!ِإكَا َءةً ) إِلى آخرها ،هكذا وُجد في بعض النسخ ،والصواب أَن محلّه فصلُ
الكافِ من هذا الباب ،لَن وزن أَكاء إِكا َءةً ( كإِجاب ٍة وإِكاءً ) كَِإقَامٍ ،فعرف أَن الهمز َة الُولى
زائدةٌ للتعدية والن ْقلِ ،كهمزة الُولى وأَجابَ ،وقد ذكره المص ّنفُ هناك على الَصل ،وهو
ح ،ويقال هو َككَتب كِتَابَ ًة وكِتابا ،فحينئذ محلّه هنا ( :إِذا أَرادَ َأمْرا ففاجَأْتَهُ ) أَي جِئته
الصحي ُ
مُفاجَأةً ( على تَ ِئفّةِ ذلك ) أَي حِينه ووقتِه ،وفي بعض النسخ :على َتفِيئَةِ ذلك ( َفهَا َبكَ ) ،أَي
خافَك ( ورَجع عنه ) ،أَي عن الَمر الذي أَرادَه .
حمْلُه دِبَاغٌ ،
سمِع بِهما ( :شَجَرٌ ) و َرقُه وَ َ
َألَ !* ( :الَلَءُ ،كالعَلَءِ ) ُيمَدّ ( و ُي ْقصَرُ ) ،وقد ُ
وهو حَسَنُ المَنظرِ ( مُرّ ) الطّعمِ ،
____________________
( )1/132
ل يزال أَخضرَ شتا ًء وصيفا ،واحدته *!أَل َءةٌ ،بوزن َألَعَةٍ ،قال ابن عَنَمةَ يرثِي ِبسْطَامَ بنَ
قَيْسٍ :
للَ َءةِ لَمْ ُيوَسّدْ
فَخَرّ عَلَى *!ا َ
صقِيلُ
ف َ
كَأَنّ جَنِي َنهُ سَ ْي ٌ
للَءِ عند المَنّ .
ناَ
طعْمُ اللءَ َأحْلَى مِن المَنّ ،وهو َأمَرّ مِ َ
ومن سجعات الَساس َ :
وفي ( لسان العرب ) :قال أَبو زيد :هي شجرةٌ تُشبِه السَ ل تتغَيّرُ في القَيْظِ ،ولها ثَمرةٌ تشبه
ل والَوْديةُ .قال :والسّلمَانُ نحو الَلءِ غير أَنها أَصغرُ منها ،تُتّخذ
سُنْ ُبلَ الذّرَة َ ،ومَنْبِتها الرم ُ
لوْدِي ُة والصّحَارى .
منها المَسَاوِيك ،وثَمرتُها مثلُ ثَمرتِها ،ومَنبتها ا َ
ي في المعتلّ وَهَما ) ،
( وأَدِيمٌ *!مَأْلُوءٌ ) بالهمزِ من غير إِدغام ( :دُ ِبغَ به .وذكَره الجوهر ّ
ب و ُيقْصَر :شجرٌ مُرّ دائمُ الخُضرةِ ،
والمصنف بنفسه أَعادَه ال ُمعْ َتلّ أَيضا فقال :الَلءُ كَسَحا ٍ
سقَاءٌ مَأْلو ٌء *!ومَأِْليّ :دُبِغَ به .فَلْيُ ْنظَرْ ذلك ،وذكره ابنُ القُوطِيّة وثعَْلبٌ في
واحدته َألَ َءةٌ .و ِ
المعتلّ أَيضا ،فكيف يَنْسُب الوَهَم إِلى الجوهريّ ؟ وسيأْتي الكلمُ عليه في مَحلّه إِن شاءَ ال تعالى
.
( ) ومما يستدرك عليه :
للَءِ .
أَرضٌ *!مَ ْألَةٌ :كثيرة ا َ
*!وأَلَءَاتٌ بوزن َفعَالت ،كأَنه جمع َألَءَة ،كسحَابةٍ َ :م ْوضِعٌ جاءَ ِذكْرُه في الشّعرِ ،عن
َنصْرٍ ،كذا في ال ُمعْجم .قلت :والشعر هو :
غوَاطِ
ج ْوفُ خَيْرٌ لَك مِنْ أَ ْ
ال َ
ت ومِنْ أَراطِ
ومنْ *!َألَءَا ِ
____________________
( )1/133
أوأ !* ( :آءٌ َكعَاعٍ ) ،بعينين بينهما أَلف منقلبةٌ عن تحتيّة أَو واو مهملة ،ل مَعنى لها في الكلم
شهْرَة مُعتبرةٌ فيه ،وليس في الكلم اس ٌم وقعتْ فيه أَلفٌ
،وإِنما ُيؤْتى بمثلها في الَوزان ،لَن ال ّ
شجَرٍ ) ،وهو من مَرَاتع النّعام .وتأْسيس
بين هَمزتينِ إِل هذا ،قاله كُراع في اللسان ( َ .ثمَرُ َ
بنائِها من تأْليفِ واوٍ بَيْنَ همزتينِ ،قال زُهير بن أَبي سُ ْلمَى :
ص ْعلٍ
ق َ
حلَ مِ ْنهَا َفوْ َ
كَأَنّ الرّ ْ
ج ُؤهُ َهوَاءُ
جؤْ ُ
مِنَ الظّ ْلمَانِ ُ
صكّ ُمصَلّ ِم الُذُنَيْنِ َأجْنَا
َأ َ
سيّ تَنّومٌ *!وآءُ
لَهُ بِال ّ
ي وقال أَبو عمرو :ومن الشّجر الدّفلَى *!والءُ ،بوزن العَاعِ .
( ل شَجَرٌ ) َ ،ووَهِمَ الجوهر ّ
وقال اللّ ْيثُ !* :الءُ شجرٌ له َثمَرٌ ت ْأكُله ال ّنعَام ،وقال ابنُ بَ ّريَ :الصحيحُ عند أَهل اللغة أَنّ الءَ
سمّاه
عذْر من َ
َثمَرُ السّرْحِ .وقال أَبو زيد :هو عِ َنبٌ أَبيضُ يَأْكلُه الناسُ ويتّخِذُون منه رِيّا .و ُ
جلُ والّتفّاح .وهو
سمّون الشجرَ باسمِ ثَمرهِ ،فيقول أَحدُهم :في بُستاني السّفرْ َ
بالشجرِ أَنهم قد يُ َ
يريد الَشجار ،ف ُيعّبر بالثّمرة عن الشّجَرة ،ومنه قوله تعالى { :فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّا وَعِنَبا َو َقضْبا }
وَزَيْتُونا ( عبس ( ) 29 27 :واحدَتُه بهاءٍ ) ،وقد جاءَ في الحديث ( :جَرِيرٌ بَيْنَ نَخْلَة وضَالَة
ت الَديِمَ ) بالضّم إِذا
ل لقُ ْلتَ ( :أُو ُ
وَسِدْ َرةٍ *!وآءَة ) .وتَصغيره *!ُأوَيَْأةٌ ( .و ) لو بَنيْت منها ِفعْ ً
( دَ َبغْته به ) أَي *!بال ِء ( والَصلُ ُأ ُؤتُ ) بهمزتين ،فأُبدلَت الثانية واوا ،لنضمامِ ما قبلها
( فهو *! ُمؤُوءٌ ) ك َمعُوع ( والَصلَ مَ ْأوُوءٌ ) بفتح الميمِ وسُكون الهمزة وضَمّ الواو ،وبعد واوِ
مَفعولٍ هَمزةٌ أُخرى هي لمُ الكلمةِ ،ثم ُنقِلت حَركةُ الواو التي هي عَينُ الكلمةِ إِلى الهمزة التي
هي فاؤُها ،فالتقى ساكنان :الواوُ التي هي عَيْن الكلمةِ المنقولُ عنها الحرك ُة ،وواوُ مَفعولٍ ،
حذِف أَحدُهما ،الَ ّولُ أَو الثاني ،على الخلفِ المشهور ،فقيل َ :مؤُوءٌ َ ،ك َمقُول ،وقال ابن
فُ
صلَ هذه الَِلفِ التي بين الهمزتين واوٌ قولُهم في تصغيرِ آءَة ُ :أوَيَْأةٌ .
بَ ّريّ :والدليلُ على أَنّ َأ ْ
____________________
( )1/134
( )1/136
وعلى هذه الرواية يَصحّ ما ذكره من أَنه على مِثال سُرْسُور ،بمعناه ،قال :وكأَنهما لُغتان ( .و
) ال ُبؤْبؤُ ( :السّيّدُ الظّرِيفُ ) الخفيفُ .والُثْنى بِهاءٍ ،نقله ابنُ خالوَيه .وأَنشد قول الرّاجز في
صِفة امرَأةٍ .
قَدْ فَا َقتِ *!ال ُبؤْ ُبؤَ وَال ُبؤَيْبِيَهْ
وَالجِ ْلدُ مِ ْنهَا غِ ْرقِيءُ القُوَ ْيقِيَهْ
( و ) ال ُبؤْبؤُ ( :رَأْسُ ال ُمكْحَُلةِ ) ،وسيأْتي في ُيؤْيُؤ أَنه مصحّف منه .
( و ) ال ُبؤْبؤُ ( :بَدَنُ الجَرَا َدةِ ) بل رَأْسٍ ول قوائمَ .
( وإِنْسَانُ العَيْنِ ) ،وفي ( التهذيب ) :عَيْنُ العَيْنِ .وهو أَعزّ عليّ من ُبؤْ ُبؤِ عيني .
( و ) ال ُبؤْ ُبؤُ ( :وَسَطُ الشيءِ ) ،كال ُبحْبُوحِ .
حدَاح ) الَخير من المُحكم ( :العَالِمُ ) ال ُمعَلّم .
( َوكَسُرْسُورٍ ودَ ْ
( *!وَتَبَأْبَأَ ) *!تَبَأْبُؤا ( :عَدَا ) ،نقله أَبو عُبيد عن الُمويّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
بَأْبَأَ الرجلُ :أَسرَع ،نقله الصّغانيّ عن الَحمر .
*!والبَأْبَاءُ َ :زجْرُ السّ ّنوْرِ .قاله الصّغانيّ .
بتأ وبثأ !* ( :بَتَأَ بِالمكان َكمَنع ) بَتْأً ( :أَقامَ ،كَبَثَأَ ) بالمُثلثة .والفصيح :بَتَابَتْوا وسيأْتي في
المعتلّ .والمثلّثة لُغةٌ أَو لُثْغة ،وفي الجمهرة أَنه ليس بثبت .بثأ
( ) ومما يستدرك عليه في المثلّثة :
*!البَثَاءُ ،مَمدودا :موضعٌ في دِيَارِ بني سُلَيم ،وأَنشد ال ُم َفضّل :
سعْدِ
شمْسِ بنِ َ
بِ َنفْسِي مَاءُ عَبْ َ
غَدَاةَ *!بَثَاءَ إِذْ عَ َرفُوا ال َيقِينَا
ي في المعتلّ .قال ابن ب ّريّ :وهذا موضعه !*.بثأ
وأَورده الجوهر ّ
شيْءَ :
بدأ !* ( :بَدَأَ به َكمَنَع ) *!يَبْدَأُ *! َبدْءا ( !* :ابتَدَأَ ) هما بمعنى واحد ( .و ) َبدَأَ ( ال ّ
____________________
( )1/137
َفعَلَه *!ابتِدَاءً ) أَي َقدّمه في الفِعل !* ( ،كَأَبْدََأهُ ) رُباعيّا !* ( ،وابتَدََأهُ ) كذلك ( ،و ) بَدَأَ ( مِنْ
أَ ْرضِهِ ) لُخْرَى ( :خَرَجَ ) .
جدَهم ،وفي التّنزيل 10 010 . 1 { :ال يبدؤا الخلق }
( و ) بَدَأَ ( اللّهُ الخَ ْلقَ :خََل َقهُمْ ) وَأوْ َ
( يونس !* ( ) 34 :كَأَبْدَأَ ) هُمْ !* ،وأَبْدَأَ من أَرضٍ ( فيهما ) ،أَي في الفعلين ،قال أَبو زَ ْيدِ :
*!أَبْدَ ْأتُ من أَرضٍ إِلى أُخرى إِذا خَرَجْت منها .
قلت :واسمه تعالى المُبْدِىءُ .في النهاية :هو الذي أَنشَأ الَشياءَ واختَرعَها ابتداءً مِن غيرِ سابقِ
مِثالٍ .
( و ) يقال ( :لك *!ال َبدْءُ *!وال َبدَْأةُ *!والبَدَا َءةُ ) ،الَخير بالمدّ ،والثّلثةُ بالفَتح ،على الَصل
ضمّانِ ) ،أَي الثاني والثالث ،وحكي الَصمعيّ الضمّ أَيضا في الَول ،واستدرك المُطرزيّ
( و ُي َ
!* :البدَاءَة َككِتابَ ِة وكقُلمَةٍ ،أَورده ابن بَ ّريَ ،والبدا َهةُ ،على البَ َدلِ ،وزاد أَبو زيد ُ !* :بدّاءَة
ك ُتفّاحة ،وزاد ابنُ منظور :ال ِبدَاءَة بالكسر مهموزا ،وأَما *!البِدَا َيةُ ،بالكسر والتحتيّة بدلَ
ن القَطّاع :
الهمزة .فقال المطرزيّ :لُغةٌ عامّيّة ،وعدّها ابن بَ ّريَ من الَغلط ،ولكن قال اب ُ
هي لغةٌ أَنصاريّة !* ،بَدَ ْأتُ بالشيءِ *!وبَد ِيتُ به :قَدّمته :وأَنشد قولَ ابنِ َروَاحَة :
باسمِ الِل ِه وَبِهِ *!بَدِينَا
شقِينَا
وََلوْ عَ َبدْنَا غَيْ َرهُ َ
ويأْتي للمصنف *!بديت في المعتل ( ،و ) لك ( *!البَدِيئَةُ ) كَسِفينة ( ،أَي لك أَن *!تَ ْبدَأَ ) قبلَ
غيرِك في ال ّرمْيِ وغيرِه .
ج ُؤكَ ،وفلن ذو
( *!والبَدِيئَةُ :البَدِيهَةُ ) على الب َدلِ !*( ،كالبَدَاءَة ) والبَدَاهة ،وهو َأ ّولُ ما َيفْ َ
*!بَدأَة جَيّدة ،أَي بديهة حَسنة ،يُورِد الَشياءَ بسابقِ ذهنه .وجمع ال َبدِيئة *!ال َبدَايَا ،كبريئة
ض اللغوِيّين .
وَبَرَايا ،حكاه بع ُ
____________________
( )1/138
ل ّولُ ،ومنه قولهم ( ا ْفعَلْهُ *! َبدْءًا وََأ ّولَ *! َبدْءٍ ) عن ثعلب -!* ( ،
( و ) البَ ْدءُ *!والبَدِيءُ :ا َ
وَبَاديىَ *!بدْءٍ ) على َفعْل ( ،وَبَا ِدىَ ) بفتح الياء فيهما (*!َ -ب ِديّ ) كغنى ،الثلثة من
المُضافاتِ -!* ( ،وبادِي ) بسكون الياءِ ،كياء َمعْدِيكَرِب ،وهو اسم فاعلٍ من بَ ِديَ كَبَقيَ لُغةٌ
أَنصاريّة ،كما تقدم ( بَدَْأةَ ) بالبناء على الفتح ( وبدَْأةَ ذِي َبدْءٍ ،وَبَدَْأةَ *!وبَدَاءَ ) ( ذِي *!-بَدي )
على فعل ( وَبا ِديَ ) بفتح الياء ( *!بَدِىءٍ ككتف *!-وبَدِىءَ ذي *!-بَدِيءٍ ) كأَمير فيهما ،
( *!وبادِىءَ ) بفتح الهمزة ( بَ ْدءٍ ) على َف ْعلِ ( وبَادِيءَ ) بفتح الهمزة ،وفي بعض النسخ بسكون
الياءِ (*! َبدَاءٍ ) كَسماءٍ !* ( ،وَبَدَا َبدْءٍ *!وبَدَْأةَ بَدََأةَ ) بالبناء على الفتح ( ،وبَادِي ) بسكون الياء
في موضِع النصب ،هكذا يتكلّمون به ( *!بَدٍ ) َكشَجٍ ( ،وَبَادِي ) بسكون الياء ( بَدَاءٍ ) كسَماءٍ ،
جمْعُ َبدٍ مع بَادِي تأْكيدٌ ،كجمعه مع بَدَا ،وهكذا باقي المُركّبات البِنائيّة ،وما عداها من
وَ
المُضافات ،والنّسخُ في هذا الموضع في اختلفٍ شدي ٍد ومُصادمَة بعضُها مع بعضٍ ،فليكن
الناظِرُ على حَذرٍ منها ،وعلى ما ذَكرناه من الضّ ْبطِ العتمادُ إِن شاءَ ال تعالى ( أَي َأ ّولَ شيءٍ )
،كذا في نُسخةٍ صحيحةٍ ،وفي ( اللسان ) :أَي َأ ّولَ َأ ّولَ ،وفي نسخةٍ أُخرى :
____________________
( )1/139
أَي َأ ّولَ كلّ شيءٍ ،وهذا صَرِيح في نَصبهِ على الظرفيّة ،ومُخاِلفٌ لما قالوه :إِنه منصوبٌ على
الحال من المفعول ،أَي*! مَبْدُوءًا به قبلَ ُكلّ شيءٍ ،قال شيخنا :ويصحّ جعلُه حالً من الفاعل
أَيضا ،أَي افعَلْه حال َة كونِك*! بادِئا ،أَي مُبتدِئا .
ع ْودَه ) منصوبا ( على*! بَدْئِه ،و ) كذا
( و ) يقال ( َرجَع ) .يحتمل أَن يكون مُتعدّيا فيكون ( َ
عوْدا وَبَدْءًا ،أَي ) رَجع (
عوْدَتِه *!وبَدْأَتِه ،وَ َ
عوْدِه *!وبَدْئِه ،وفي َ
عودا على بَ ْدءٍ .وفَعلَه ( في َ
في الطّريق الذي جاءَ منه ) .وفي الحديث ( أَن النبيّ صلى ال عليه وسلم َنفَل في *!البَدَْأةِ
جعَ ِة ال ُقفُولَ منه .وفي
سفَرِ الغَ ْزوِ ،وبالرّ ْ
ج َعةِ الثّلُث ) ،أَراد *!بالبَدَْأةِ ابتداءَ َ
الرّبُع ،وفي الرّ ْ
عوْدا كَما ضَرَبْتُموهُم
س ِمعْتُه يقول ( :ل َيضْرِبُنصكُمْ على الدّينِ َ
حديث عليَ رضي ال عنه :لقد َ
عليه َبدْءًا ) أَي َأوّلً ،يعني العَجَم وال َموَالِيَ .
( و ) فلن ( ما*! يُبدِىء وما ُيعِيد ) أَي ( ما يَ َتكَلّم ببادِئِهِ ول عائِ َدةٍ ) .وفي الَساس أَي ل حِيلةَ
له !* ،وبادِ َئةُ الكلمِ :ما يُو ِردُه ابتداءً ،وعائِدتُه :ما َيعُودُ عليه فيما َبعْدُ .وقال الزجّاجُ في قوله
ل َومَا ُيعِيدُ } ( سبأ ) 49 :ما في موضِعِ َنصْب َأيْ َأيّ شيءٍ يُبْدِىءُ
طُتعالى َ { :ومَا يُبْدِىء الْبَا ِ
ل وََأيّ شَيء ُيعِيدُ :
الباط ُ
لوّلُ في السّيادة ،والثّنْيَانُ :الذي يَلِيه في السّو َددِ ،قال َأوْسُ بن َمغْرَاءَ
( *!والبِدْءُ :السّيّدُ ) ا َ
سعْ ِديّ :
ال ّ
ثُنْيَانُنَا إِنْ أَتَا ُهمْ كَانَ *!بَدَْأهُمْ
*!وَبَ ْدؤُهُمْ إِنْ أَتَانَا كَانَ ثُنْيَانَا
ضلُ ،والعَظْمُ بما عليه من
ب العاقلُ ) المُستجادُ الرَأيِ !* ،والبَدْءُ :ال َمفْ ِ
( و )*! البَ ْدءُ ( :الشا ّ
حمِ ( ،و ) قيل :هو ( ال ّنصِيبُ ) أَو خَيْرُ نَصيبٍ ( من الجَزُورِ !*،كالبَدَْأةِ ) ،هكذا بالهمز
الل ْ
على الصواب ،يقال :أَهْدَى له *!بَدَْأةَ الجَزورِ ،أَي خَيْ َر الَنصباءِ ،وقال ال ّنمِرُ بنُ َتوْلَب :
____________________
( )1/140
( )1/141
( )1/142
وكَسْرا ،مع ال َقصْ ِر والمَدّ ( وفي *! َبدَأَتِنَا مُحَ ّركَةً ) ،قال الَزهريّ :ول أَدري كيف ذلك ،
( وفي*! مُبْدَئِنَا ) بالضم ( *! َومَبْدَئِنَا ) بالفتح ( *! َومَبْدَاتِنَا ) بالفتح من غير همزة ،كذا هو في
نُسختنا ،وفي بعضٍ بالهمز ،أَي في أَول حَالِنَا ونَشْأَتِنا ( ،كذا في ) كتاب ( الباهِرِ لبنِ
عُدَيْسٍ ) وقد حكاه اللّحيانيّ في ( النوادِر ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
ك قبلَ إِمعان النّظَرِ ،
*! بادِىءُ الرَ ْأيِ َ :أوّلُه *!وابتداؤُه ،وعند أَهلِ التحقيقِ من الَوائل :ما أُد ِر َ
ي *!ومُبْتَدََأهُ تُريد ظُ ْلمَنَا ،أَي أَنتَ
يقال فعلته في بادىءِ الر ْأيِ .وقال اللحيانيّ :أَنت بادِيءَ الر ْأ ِ
ظهَر ،
في َأوّل الرأْي تُريد ظُ ْلمَنَا .وروي أَيضا بغيرِ هم ٍز ،ومعناه أَنت فيما َبدَا من الر ْأيِ و َ
وسيأْتي في المعتلّ .وقرأَ أَبو عمروٍ وحْدَه ( *!بَادِىءَ الرّ ْأيِ ) بالهمز ،وسائرُ القُرّاء بغيرها ،
ن الَنبا ِريّ يُريد قرا َءةَ أَبي عمرٍ و ،وسيأْتي بعضُ تفصيله في المعتلّ إِن
وإِليه ذهب الفَرّاءُ واب ُ
شاءَ ال تعالى .
جوِ ،والسم *!البَدَاءُ ،ممدودٌ .
*!وأَبْدَأَ الرجلُ كِنايَة عن النّ ْ
جتْ أَسنانُه بعدَ سُقوطِها .
*!وأَبدَأَ الصَ ِبيّ :خَر َ
شوِ
حْ*!والبتداءُ في العَروض :اس ٌم لكلّ جُزْءٍ َيعْ َتلّ في َأوّل البيتِ ِبعِلّةٍ ل يَكون في شيءٍ من َ
سمّى كلّ واحدٍ من
ج والمُتقارِب ،فإِن هذه كلّها يُ َ
البيتِ ،كالخَرْم في الطّويلِ والوافرِ والهَزَ ِ
أَجزائها إِذا اعتلّ !* :ابتداءً ،وذلك لَن فَعولن تُحذف منه الفاءُ في *!البتداءِ ،ول تُحذف الفاء
ت ،ول
شوِ البيت البتّةَ ،وكذلك َأوّل مُفاعلتن وأَول مَفاعيلن يُحذفان فِي َأوّل البي ِ
من فَعولن في حَ ْ
حشْوه ابتداءً ،وزعم الَخفشُ أَن
يُسمّى مُستفعِلن من البَسيط وما أَشبهَه ِممّا عِلّتُه َكعِلّةِ أَجزاءِ َ
جعَل فاعلتن ابتداءً )
الخليلَ جعلَ فاعلتُنْ في َأوّل المَدِيد ابتداءً ( .قال :ولم َيدْ ِر الَخفَش لم َ
____________________
( )1/143
( )1/145
المُحكم ،وابنُ القطّاع في الَفعال ،وابنُ خَاَلوَيْه عن المازنيّ ،وابن السّيّ ِد في المُثَلّث ،وهذه
اللغةُ الثالثةُ غيرُ فصيحةٍ ( و ) *!بَرِىءَ مثل ( فَرِحَ ) *!يَبْرَُأ كيفْرَح ،وهما أَي بَرََأ كمنَعَ
*!وَبَرِىءَ كفرِح لُغتان َفصِيحتانِ (*! بَرْءًا ) بفتح فسكون ( *!وبُ ُرؤًا ) بضمتين ( *!وبُرُوءًا )
عقِيب مَرضٍ ،وفي بعض
كقُعود ( َنقِهَ ) كفرِح ،من النّقاهة وهي الصّحّة الخفيفةُ التي تَكون َ
صلُ مَعنى َنقِهَ ،وعليها شَرْحُ شيخنا !* ( .وأَبْرأَه اللّهُ )
النسخ زيادة :وفيه مَ َرضٌ .وهو حا ِ
تعالى من مَرضِه ( فهو ) أَي المريض (*! بارِىءٌ *!-وَبرِيءٌ ) ،بالهمز فيهما ،وروي بغير
همز في الَخير ،حكاها القزّاز ،وقال ابنُ دَرَسْ َتوَيْه :إِن الصّفةَ من بَرأَ المريضُ بارِيءٌ على
ن وقال :اسم الفاعِل في ذلك كلّه اللبِْليّ في شَرْح
فاعلٍ ،ومن غيرِه بَرِيءٌ ،وأَنكرِ الشَّلوْبِي ُ
سمِع بَرِيءُ أَيضا ( ج َككِرامٍ ) في بَريءٍ قياسا ،لَن فاعِلً على ِفعَالٍ ليس
الفصيحِ وقال :قد ُ
بمسموعٍ ،فالضميرُ إِلى أَقربِ مَذكور ،أَو أَنه من ( النوادر ) .
شكْرَ البارِيءِ على إِبْللِه .
ومن سجعات الَساس :حَقّ على البارِيءِ مِن اعتللِه ،أَنْ ُيؤَ ّديَ ُ
ن كفرِح ( *!يَبْرَأُ ) بالفتح على
لمْرِ ) والدّيْ ِ
( *!وَبرِىء ) الرجل ،بالكسرِ ،لغة واحدة ( مِن ا َ
القياس ( *!وَيَبْ ُرؤُ ) بالضم ( نَادِرٌ ) بل غريبٌ جِدا ،لَن ابن القُوطِيّةِ قال في الَفعال :و َنعِمَ
ضلَ َي ْفضُل بالكسر في الماضي والض ّم في المضارع فيهما ،ل ثالث لهما ،فإِن صحّ فإِنه
يَ ْنعُم و َف ِ
ن القَطّاعِ في الَفعال ،ونصّه بَرأَ اللّهُ
يُستدْرَك عليه ،وهذا الذي ذَكره المؤَلّف هو ما قاله اب ُ
ق وبَرأَ المريضُ مُثلّثا ،والفتْحُ أَفصحُ وَبرِيءَ من الشيءِ والدّيْنِ بَرَا َءةً َكفَرِحَ ل غَيْرُ ،
الخَ ْل َ
( *!بَرَاءً ) َكسَلمٍ ،كذا في ال ّروْضِ ( *!وَبرَا َءةً ) َككَرامةٍ ( *!وبُرْءًا ) ِبضَمَ فسكون ( !* :تَبَرّأَ
) بالهمز ،تفسيرٌ لما سَبق ( *!وأَبرَأَك ) اللّهُ ( منه *!وَبَرّأَك ) ،من باب التفعيل ،أَي جعلك
*!بَرِيئا ،
____________________
( )1/146
( )1/147
( )1/149
سلَيم ،قاله أَبو عُبَيد البكريّ وغيره ،قال
بشأ َ !*( :بشَا َءةُ بالم ّد ) والفتح ( ع ) في جبال بني ُ
خالدُ بنُ زُهيرٍ الهذليّ :
ُروَيْدا ُروَيْدا وَاشْرَبُوا *!بِ َبشَا َءةِ
حتْ لَيْلَةً ِب ُعذُوبِ
ج ْدفُ رَا َ
إِذَا ال ُ
طؤَ َككَرُمَ ) *!يَ ْبطُؤ ( *!بُطْأً ،بالضم ) ،قال المُتَنبّي :
بطأ !* ( :بَ ُ
َومِنَ البِرّ *!بُطْءُ سَيْ ِبكَ عَنّي
جهَامُ
حبِ فِي المَسِيرِ ال َ
أَسْ َرعُ السّ ْ
طؤُ مَجيئُك *!وأَبْطَ ْأتَ فإِنك *!-
( *!وبِطَا ًء ككِتابٍ و ) كذلك ( *!أَ ْبطَأَ ضدّ َأسْ َرعَ ) تقول منه بَ ُ
بَطِيءٌ ،ول َتقُلْ :أَ ْبطَيْت .
ح َمدَ بنِ الحُسَيْنِ ) ،كذا في لنّسخ ،وصوابه أحمد بن
( *!-والبَطِيءُ كأَميرٍ َل َقبُ ) أَبي العباس ( أَ ْ
ن الَوسطِ ( المُحَدّث )
الحَسن بن أبي البَقاء ( العَاقُوِليّ ) نِسبة إلى دَيْ ِر العاقول مَدينةِ ال ّنهْرَوا ِ
المشهور ،روى عن ابن منصور القّزازِ وطَبقته .
( و ) عن أَبي زيد !* ( :أَبْطَئوا إِذا كانتْ دَوابّهم *!بِطَاءً ) ،ويقال فَرسٌ *!َ -بطِيءٌ من
خيلٍ*!بِطاءٍ .
( و ) يقال ( :لم َأ ْفعَلْه بُطءَ يا هذا ،و ) *!بُطْأَى ( كَبُشْرَي ،أَي الدّهْرَ ) ،في لغةِ بني يَربوع
.
طؤَ )
( و ) يقال !*( :بُطآنَ ذَا خُرُوجا ) بالضم ( و ُيفْتَحُ ) ،جعلوه اسما للفِعل كسرْعَانَ ( أَي َب ُ
طؤَ في نُون بُطْآنَ حين َأ ّدتْ عنه ،ليكون علَما لها ،و ُنقِلت
ذا خروجا ،فجُعلِت الفتحةُ التي على بَ ُ
جبُ ،أَي ما *!أَبطأَه .
ضمّةُ الطاءِ إلى الباءِ ،وإِنما صحّ فيه الن ْقلُ لَن معناهُ التع ّ
عمَلُهُ لَمْ
لمْرِ *!تَبطِيئا وأَبْطَأَ به ) أَي ( َأخّ َرهُ ) ،وفي الحديث ( :مَنْ َبطّأَ بِهِ َ
( *!وَبَطّأَ عليه با َ
يُسْ ِرعْ بِهِ َنسَبُه ) أَي من َأخّره عَملُه السّيءُ لم يَن َفعْه في الخِرة شَ َرفُ نَسبهِ .
( ) ومما يستدرك عليه .
____________________
( )1/150
*!تَبَطّأَ الرجلُ في مَسي ِر ِه ،وما أَبْطَأَ بك ،وما بَطّأَك !* ،واستبطَأْتُه .وكَتب إِليّ *!يَسْتَ ْبطِينِي .
*!وبِيطَاء :اسمُ سفينةٍ جاءَ ذِكرُها في شِعر عُثمانَ بن مَظعونٍ ،قاله الزّبير ابن َبكّار ،ونقله عنه
السّهيِليّ في الرّوض .
*!وباطِئَهُ :اسمٌ مجهولٌ أَصلُه ،قاله الليث ،وأَورده صاحب ( اللسان ) هنا ،وسيأْتي في المعتلّ
إِن شاءَ ال تعالى .
ل وكَرُمَ *! َبكْأً ) ،قال أَبو منصور :سمعنا في ( غَرِيب
ج َع َ
بكأ !*( :بَكَأتِ الناقَةُ ) أَو الشاة ( ك َ
الحديثِ )*! َب ُكؤَتْ *!تَ ْب ُكؤُ ،وروي شمر عن أَبي عُبَيدِ *!و َبكَأَت الناقةُ *!تَ ْبكَأُ ،قال أَبو زيدٍ ،
كلّ ذلك مَهموز بفتح فَسُكونٍ .قال سَلَمة بن جَنْ َدلٍ :
سهَا أَدْنَى ِلمَرْ َت ِعهَا
َوقَالَ مَحْ ِب ُ
حلُوبِ
وََلوْ ُنفَادِي *!بِ َبكْءٍ ُكلّ مَ ْ
وزاد أَبو زَيْدٍ فيه !* :ال ُبكْءُ بالضّمّ ( *!وَ َبكَا َءةً ) مُحَ ّركَةً ،كذا هو مضبوطٌ عندنا في النّسخ ،
وفي العُباب بالفتح والمدّ ( *!وَ ُبكُوءًا ) كقُعود ،وكلهما مَصدر*! َبكُؤ بالضمّ ( و ) زاد أَبو زيد
( *! ُبكَاءً ) على وزن غُرابٍ ،وفي بعض النسخ بضمَ فسُكون ( ف ِهيَ ) أَي الناقة أَو الشاة ( *!-
َبكِيءٌ *!وَ َبكِيئَةٌ ) بالهاء وبدونها ،أَي ( َقلّ لَبَنُها ) ،وقيل :إِذا انقطع ،وفي حديث عليَ ( َفقَام
عمَر أَنه سأَل جَيْشا َ ( :هلْ يَثْ ُبتُ َلكُم العَ ُدوّ َقدْرَ حَ ْلبِ
إِلَى شَاةٍ *!َ -بكِيءٍ فَحَلَبها ) ،وفي حديث ُ
شاةٍ *! ِبكِيئَةٍ ؟ فقالوا َ :نعَمْ ) .
____________________
( )1/151
س ِديّ :
وقال أَبُو ُم ْك ِعبٍ الَ َ
فَلَ َيضْرِبَنّ المَرْءُ َمفْرِقَ مَالِه
ضَ ْربَ ال َفقَارِ ِب ِمعْ َولِ الجَزّارِ
وَلَيَأْزِلَنّ *!وتَ ْبكُؤَنّ ِلقَاحُهُ
سمَارِ
ن صَبِيّهُ بِ َ
وَ ُيعَلّلَ ّ
( ج )*! ِبكَاءٌ *!و َبكَايَا ( َككِرَامٍ وخَطَايَا ) الَخير على ترك الهمز .
( و ) قال اليث !* ( :ال َبكْءُ نَبَاتٌ ) كالجِرْجِيرِ ( كَال َبكَا ) بالفتح ( َم ْقصُو َرةً ) معتلّة عند بعضهم
( واحِدَتُهما بِهاءٍ ) .
ل على نقصان الشيء وقِلّتهِ .
وفي العباب :التركيب يَد ّ
( ) ومما يستدرك عليه :
*! َبكََأتْ عَيني وعُيون *! ِبكَاءٌ :قلّ َدمْعهُا ،وأَيْدٍ ِبكَاءٌ :قلّ عَطاؤها !* .وأَ ْبكَأَ زيدٌ :صار ذا
بُكا ٍء وقِلّةِ خَيْرٍ .وقال الشاعر :
لبِ تَلُومُنِي
َألَ َبكَ َرتْ ُأمّ الكِ َ
َتقُولُ َألَ قَدْ *!أَ ْبكَأَ الدّرّ حَالِ ُبهْ
حمِيدا ،وقال ابن
حمَدَه :وجَدَه َ
ن معناه وَجَدَ الحالبُ الدّرّ *!بَكيِئا ،كما نقول :أَ ْ
زعم أَبو رِياشٍ أَ ّ
سِيدَه :وقد يَجوز عندي أَن تَكون الهمزةُ لِتعدِية ال ِف ْعلِ ،أَي جَعله بَكيِئا ،غير أَني لم َأسْمع ذلك
من أَحدٍ .و َب ُكؤَ الرجلُ َبكَا َء ًة فهوَ َبكِيءٌ من قوم بِكاءٍ .وفي رواية ( نَحن مَعاشِ َر الَنبياءِ فينا
صبْ حاجَته ،
*! َبكْءٌ ) أَي قلّة الكَلم ،أَي إِل فيما ُيحْتاج إِليه !* ،وبَكِىءَ الرجلُ كفَرِح :لم ُي ِ
ويقال َ :ركِيّةٌ *! َبكِيّة ،إِذا َنضَب ماؤُها ،قُلبت هَمزتُها للِتباع .
ضبٍ مّنَ اللّهِ } ( البقرة ) 61 :قال
بوأ !* ( :بَاءَ إِليه :رَجَعَ ) ومنه قوله تعالى !* { :وَبَاءوا ِب َغ َ
الَخفش :أَي رَجعوا ،أَي صارَ عليهم ( أَو ا ْنقَطَع و ) في بعض النسخ بالواو بدل أَو ( *! ُب ْؤتُ
به إِليه *!وأَبَاتُه ) وهذه
____________________
( )1/152
( )1/153
( )1/154
ط ْولٌ عَلى الخ ِر فقالوا :ل نَ ْرضَى ِإلّ أَنْ نَقتُلَ بالعبدِ مِنّا الحُرّ منكم ،
قِتالٌ ،وكَانَ لَحدِ الحَيّيْنِ َ
جلَ ،فأَمرهم النبيّ أَن*! يتباوَءُوا ،ووزنه ي َتقَاولُوا ،على يَ َتفَاعلُوا ،وهذا هو
وبالمرَأةِ الرّ ُ
الصحيح ،وأَهل الحديث يقولون*! يَتَبا َءوْا ،على مثال يَتَرَا َءوْا ،كذا نَقل عنهم أَبو عُبيد .
[ ( *!وبوَّأهُ مَنْ ِزلً ) نزلَ به إِلى سَنَدِ جَ َبلٍ ،هكذا متعدّيا إِلى اثنين في نسختنا وفي بعضها بإِسقاط
الضمير ،فيكون متعدّيا إِلى واحدٍ ،وعليها كتبَ شيخُنَا ،وم ّثلَ للمتعدّي إِلى اثنين قولهم :
*!تَبوّ ْأتُ لزَيْد بيْتا ،وقال أَبو زيد :هو متع َد بنفسه لهما ،واللم زائدة ،و َفعّل وتَفعّل قد يكونان
لمعنى واحدِ ( وَ ) *!بوّأَ ( فِيه ) *!وبوّأَه له بمعنى هَيّأَه له ( أَنْزَلَه ) ومكّن له فيه (*! كَأَبا َءهُ )
إِيّاه ،قال أَبو زيد !* :أَبَ ْأتُ القو َم منزلً *!وبَوّأْتُهم منزلً إِذا نَز ْلتُ بهم إِلى سَ َندِ جَ َبلٍ أَو قِ َبلِ َنهْرٍ
( والسْمُ *!البِيئةُ ،بالكَسْر ) .
ح َوهُ :قَابَلُه به ) نحو هَيّأْه ،كما ورد ذلك في الحديث .
( و ) *!بوّأَ ( ال ّرمْحَ نَ ْ
( و ) *!بوّأَ ( المَكانَ :حَلّه وأَقامَ ) به ( *!كَأَبَاءَ بِهِ *!وَتَبَوّأَ ) ،عن الَخفش ،قال ال عز وجل
{ :أَن *!تَ َبوّءا ِل َقوْ ِم ُكمَا ِب ِمصْرَ بُيُوتًا } ( يونس ) 87 :أَي اتّخذا ،وقال أَبو زيد !* :التّ َب ّوؤُ :أَن
جلَ على المكان إِذا أَعجبه لِيَنْزلَه ،وقيل !* :تَ َبوّأَه إِذا أَصلَحه وهَيّأَه ،ويقال*!
جلُ الر ُ
ُيعْلِمَ الر ُ
تَ َبوّأَ فلنٌ منزلً إِذا نَظر إِلى أَحْسَن ما يُرى وأَشَدّه استِوا ًء وأَمكَنِهِ *!لمَباءَتهِ فاتخذه .وتَبَوّأَ :نَزلَ
وأَقامَ ،وقال الفراء في قوله تعالى !* { :لَنُ َبوّئَ ّنهُمْ مّنَ ا ْلجَنّةِ غُ َرفَا } ( العنكبوت ) 58 :يقال !*:
َبوّأْتُه من ِزلً وأَثْوَيْتُه مَن ِزلً سواءٌ ،أَي أَنزلته ،وفي الحديث ( :مَنْ كَذَب عََليّ مُ َت َعمّدا *!فَلْيَتَ َبوّأْ
َمقْعَدَه مِنَ النّارِ ) .أَي لِيَنْ ِزلْ مَنْزِلَه من النار .
( و ) من المجاز فُلنٌ طَيّب (*! المَبَاءَة ) أَي ( المَنْزِل ) وقيل :مَنْزِل القومِ في ُكلّ َموْضعٍ ،
خيّ واسعُ
ل ،ويقال :هو رَحيب المَبا َءةِ ،أَي سَ ِ
ل وَادِ وسَ َندِ جَ َب ٍ
وقيل :حيث*! يَتَ َبوّءُون مِنْ قِ َب ِ
المعروفِ .
____________________
( )1/155
( )1/156
سوَا ُء وال ُكفْءُ ) يقال :القومُ *! َبوَاءٌ في هذا الَمرِ ،أَي َأكْفاءٌ نُطرَاءُ ،
( *!وَال َبوَاءُ ) بالمد ( :ال ّ
حمَيّر :
ويقال َدمُ فُلنٍ َبوَاءٌ لدمِ فلنِ إِذا كان ُكفُؤا له ،قالت ليلى الَخيليّة في َمقَتل َتوْبَةَ بن ال ُ
ن القَتْلَى َبوَاءٍ فَإِ ّنكُمْ
فَإِنْ َتكُ ِ
ع ْوفِ بنِ عَامِرِ
فَتى مَا قَتَلْ ُتمْ آلَ َ
وفي الحَدِيث ( :الجِرَاحَاتُ َبوَاءٌ ) يعني أَنها مُتساوِيةٌ في القِصاص ،وأَنه ل ُيقْتَص للمجروح ِإلّ
سوَاء ،وفي حديثِ جَعفرٍ الصادِقِ قيل له :ما بَالُ
خذُ ِإلّ مِ ْثلُ جِراحَته َ
مِن جَا ِرحِهِ الجاني ول ُيؤْ َ
ظةٌ على بَني آ َدمَ :فقال :تُرِيد ال َبوَاءَ .أَي ُتؤْذِي كما ُتؤْذَى .
ال َعقْرَبِ ُمغْتَا َ
( و ) *!بَواءٌ أَيضا ( وَادٍ بِ ِتهَامةَ ) ،كذا في ( العُباب ) و ( التكملة ) .
جوَابٍ واحد ) أَي لم يَختلِف جوابُهم ،
( و ) يقال :كَلّمناهم فَ ( أَجَابُوا عَنْ *!بَوا ٍء واحدٍ أَي ِب َ
فعَنْ هُنا بمعنى البا ِء وفي ( العُباب ) :أَي أَجَابوا جَوابا واحدا ( *!والبِيئَةُ بالكسر الحالَةُ ) يقال :
إِنه َلحَسنُ البِيئةِ .
لةٌ *!-تَبِي ُء في فَلةٍ ) أَي لسعتها ( :تذهب ) .
( و ) قالوا :في أَ ْرضِ فَلَة ( فَ َ
شدِي َدةٌ ) لزمة .
جةٌ*! مُبِيئَةٌ ) بالضمّ ،أَي ( َ
( و ) يقال ( حَا َ
( ) ومما يستدرك عليه :
حتُ عليه إِبلَه وغَنمَه .
*!استَباءَ المن ِزلَ :اتخذه *!مَبا َءةً !* .وأَب ْأتُ على فُلنٍ مالَهُ ،إِذا أَرَ ْ
سكّيت في قول زُهَيْرِ بن أَبي سُلْمى :
*!وأَباءَ ال عليهم َنعَما ل يَسعُها المُرَاحُ .وقال ابن ال ّ
فَلَمْ أَرَ َمعْشَرا أَسَرُوا َهدِيّا
وَلَمْ أَرَ جَارَ بَ ْيتٍ*! يُسْتَبَاءُ
الهَ ِديّ :ذو الحُ ْرمَةِ !* ،ويُستَباءُ ،أَي*! يُتَ َبوّأُ أَي تُتّخَذُ امْرَأَتُه أَهْلً .وقال أَبو عمرو الشيبانيّ :
جلٍ منهم .
يُسْتَباءُ ،من ال َبوَاءِ ،وهو ال َقوَدُ ،وذلك أَنه أَتاهم يُريد أَن يَستجيرَ بهم فأَخذوه فَقتلُوه بر ُ
( )1/157
( )1/158
ضبَ ) .
غ ِ
تفأ َ !*( :تفِىءَ ) الرجل ( َكفَرِح ) أَهمله الجوهري ،قال الصاغاني :معناه ( احتَدّ و َ
( و ) يقال :أَتيته على*!تفِيئَةِ ذلك ( َتفِيئَهُ الشّيءِ :حِينُه و َزمَانُه ) وفي بعض النّسخ إِبانه حكى
سيّ ،لَنه قد اعتدّ به لغةً ،وفي
اللحيانيّ فيه ال َهمْزَ والبدَل ،قال :وليس على التخفيفِ القِيا ِ
عمَر فكلّمَ رَسولَ ال صلى ال عليه وسلم ثم دَخَل أَبو بكرٍ على َتفِيئَةِ ذلك ،أَي
الحديث :دخَل ُ
على أَثَرِه ،وفيه لُغة أُخرى ،على تَ ِئفَةِ ذلك ،بتقديم الياء على الفاءِ ،وقد تُشدّدُ ،والياءُ فيها
زائدةٌ على أَنها َتفْعلة ،وقال الزمخرشيّ :لو كانت تَفعِله لكانت على وزن َتهْنِئَة فهي إِذا لول
القَ ْلبُ َفعِيلَة .لَجل الِعلل ،ولمُها َهمْزة .
*!واستفاءَ فُلنٌ ما فِي الوِعَاء :أَخَذه .وسيذكر في المعتل .
( ) ومما يستدرك عليه :
تكأ !*:تكأَ ،ذكره الَزهريّ هاهنا وتبعه صاحبُ ( اللسان ) ،وسيأْتي في َوكَأَ إِن شا َء ال تعالى
.
شهْرا ( أَقامَ )
جعَل *!تُنُوءًا ) كقُعود :قعطَن ،ويقال :تَنَأَ الض ْيفُ َ
تنأ !* ( :تَنَأَ ) بالمكانِ ( ك َ
كَتَنخَ ،فهو*! تانِى ُء وتَانِخُ ،كذا في ( التهذيب ) ( .والسمُ ) منه *!التّنَا َءةُ ( كالكِتَابَةِ و ) قال
ثَعلبٌ :وبه سمي ( *!التّانِىءُ ) الذي هو المُقيم ببِلد ِه والملزِم ( :الدّ ْهقَان ) قال ابنُ سِيده :وهذا
سكّان ) ،
من أَقبح الغَلَط إِن صَحّ عنه ،وخَليق أَن َيصِحّ ،لَنه قد ثَبت في أَماليه ونوادِره ( ج كَ ُ
____________________
( )1/160
يقال :هو مِن *!تُنّاءِ تلك الكُو َرةِ ،أَي أَصلُه منها .
حمّدُ بن عَبْدِ اللّه ) بن زيدة ،كنيته أَبو بكر ،من ثِقاتِ أَهل أَصبهان ،
( وإِبراهيمُ بن يَزِي َد ،ومُ َ
حمّد ) بن الحارث بن فادشاه
حمَدُ ابنُ مُ َ
ذكره الذهبيّ ،وهو مشهورٌ ِبجَدّه توفي سنة ( 440وأَ ْ
صاحبُ الطّبراني ،وحَفيده أَبو الحُسين محمد بن عليّ ،سمع محمد برن عمر ابن زُنبور الوَرّاق
،وأَبَا الفضلِ بن المأْمون ،وأَبا زُرْعَة البَنّاءَ وغيرَهم ،صَدُوق ،ولد سنة 388وتوفي سنة 454
عمَرَ )
حمّدُ بنُ ُ
كذا في ( تاريخ البنداري ) الذي ذَ ّيلَ به على تَارِيخ الخَطِيب ( ،و ) أَبو نصر ( ُم َ
حدّثُون ) الَخير إِنما قِيل له لكونه ُيعْرَف
بن محمد بن عبد الرحمن ( بنِ تَا َنةَ !* ،التّانِئُونَ ،مُ َ
بابْنِ تَانَةَ ،شيخٌ مُكثرٌ ،روى عنه الحافظ إِسماعيل بن الفضل الَصبهاني وغيره ،توفي سنة
475بأَصبهان .
( ) ومما يستدرك عليه .
ل .ويقال هما
*!تَنَأَ على كَذا َ :أقَرّ عليه لزما ل يُفارقه ،ويقال َ :قطَعوا *!تَنُو َءةً ذاتَ أَهوا ٍ
ن وتِنّانِ وما هما تِنّانِ ولكن تِنّينَانِ ،كذا في الَساس ،وهو مجاز .
سِنّا ِ
وفي حديث ابنِ سيرينَ :لَيسَ *!للتّانِئَةِ شيءٌ .يريد أَنّ المُقيمين في البلد الذين ل يَنفرون مع
الغُزاةِ ليس لهم في الفَيءِ َنصِيبٌ .
( ) ومما يستدرك عليه هنا :
تل !*:تلَ وجاءَ منه الَتْلَءُ ،كأَنصارٍ ،قال ياقوتٌ في ( معجمه ) :قَرْيَةٌ من قُرَى ذمَارِ باليَمنِ
.
( 2فصل الثاء ) المثلثة مع الهمزة ) 2
سقَاها حَتى يَذهب عَطشُها ولم يُ ْروِها ( و )*!
ثأثأ !* ( :ثَأْثََأ الِ ِبلَ :أَ ْروَاهَا ) بالماء ،وقيل َ :
عطّشَها ) فهو ( ضِدّ ) ،فمن الِرواء قول الراجز :
ثَأْثأَها ( َ
____________________
( )1/161
( )1/162
( )1/163
ياقوت في ( المعجم ) :يجوز أَن يكون تَصغير الثأد بنقل الهمزة إِلى أَوله .
حكِيت بغير همز وضعا ،قال الَزهريّ إِن كانت الهمزة
ثرطأ !* ( :الثّرْطِئَةُ بالكسر ) وقد ُ
ل الثقيلُ
جَُأصْلِيّة فالكلمة رُباعية ،وإِن لم تكن أَصلية فهي ثُلثية .والغِ ْرقِيء مثله ( :الر ُ
والقصيرُ ) وسقطت الواو في بعض النسخ ،وفي أُخرى زيا َدةُ :مِنَ الرجالِ والنساءِ .
جعَله :وَطِئَه ) وقال أَبو عمرو !*:ثَطأْتُه بِيدِي ورِجلي حتّى ما يَتَح ّركُ ،أَي
ثطأ َ !*( :ثطَأَه كَ َ
حكِها غي ُر صاحب العَين ،قال
وَطِئْتُه ( *!والثّطَْأةُ بالضّ ّم والفَتْحِ ) مع سكون الطاء ( ُدوَيْبّة ) لم يَ ْ
ح ُمقَ ) *!كثطىءَ ثَطأً ،
:عن أَبي عمرٍ و ،وهي العَنكبوت ( وَ )*! ثَطِىءَ ( َكفَرِح )*! ثَطَأً ( َ
كذا في ( العباب ) ،وهذه الترجمة بالحُمرة في غالب النسخ التي بأَيدينا ،مع أَنها مَذكورة في
( الصحاح ) .قال الجوهري َ !*:ثطِئه ،بالكسر َ :رمَى به الَرض وسلحه ،ولعلها سقطت من
نُسخة المصنف .
ثفأ !* ( :الّثفّاءُ ،كقُرّاء ) ومثله في ( الصحاح ) و ( العُباب ) ،وجزم الفَيّوميّ في ( المصباح )
أَنه بالتخفيف ،كغراب ( :الخَرْ َدلُ ) المُعالَج بالصّباغ ( أَو الحُ ْرفُ ) ،وهي لغة أَهل ال َغوْرِ ،
شفَاء
لمَرّيْنِ مِنَ ال ّ
حبّ الرّشادِ بلغة أَهل العراقِ ( وَاحِدَتُه ِبهَاءٍ ) ،ومنه الحديث ( مَاذَا في ا َ
وهو َ
:الصّبِرُ *!والّثفّاء ) قال ابن سيده :وهَمزته يُحتَمل أَن تَكون وضعا واين تَكون مُبدَلةً من ياء أَو
واو ،وفي ( العباب ) :ذكر بعض أَهل اللغة الثفاء في باب الهمزِ ،وعندي أَنه معتلّ اللمِ ،
س ّميَ بِذلك لما يَتْبع مَذاقَه من َل ْذعِ اللّسان ِلحِدّته ،من قولهم َثفَاه يَثفُوه ويَثْفِيه إِذا اتّبعه ،
وُ
وتسميتهم إِياه
____________________
( )1/164
صلٌ حِرّيف ،وهمزته مُنقلبة عن واوٍ أَو ياءٍ ،على مُق َتضَى اللغتين .
بالحُ ْرفِ لِحرَافته ،ومنه َب َ
( *!وَثَفََأ القِدْرَ َ ،كمَنع :كَسَرَ غَليَانَهغا ) أَي فَورَانها .
شدَخُه*!
سمَ و ) *! َثمَأَ ( رَأْسَه ) بالحجر والعَصا َثمْا ( َ :
ط َعمَهم الدّ َ
جعَل :أَ ْ
ثمأ َ !* ( :ثمَأَهُمْ ك َ
فَانْ َثمَأَ ) وكذلك الثمَر والشجَر .
( و )*! َثمَأَ ( الخُبْزَ ) َثمْأً ( :ثَرَدَه ) .
سمْنِ ) .
( و ) *!ثمأَ ( ال َكمَْأةَ ) َثمْأً ( :طَرَحَا في ال ّ
( و ) *! َثمَأَ لِحْيَتَه ( بالحِنّاءِ ) َثمْأً ( :صَبَغَ ) .
( و )*! َثمَأَ ( ما في َبطْنِه َ :رمَاه ) واستفرغه .
وكذلك *!ثَمأَ أَ ْنفَه :كَسَره فسَال دَما .
ثوأ !* ( :ثَاءَة ع بِبلدِ ُهذَ ْيلٍ ) كذا في ( العُباب ) و ( المَراصد ) .
س ْهمٍ َ :رمَيْتُه ) ويقال :أَثَيْتُه ،و ُنقِل ذلك عن الَصمعيّ ،وهو حَ ْرفٌ غريب ،
( *!وَأَثأْتُه بِ َ
( و ُذكِر في أَث أَ ) ،وتقدّمت الِشارةُ إِليه .
( 2فصل الجيم ) مع الهمزة ) 2
جأجأ !*( :الجَأْجَاءُ ،بالمدّ :الهَزيمة ) عن أَبي عمرو .
جؤُ
جؤْ ُ
ن والطائرِ والسفينة ( َكهُدْ ُهدٍ :الصّدْرُ ) .وفي حَديث الحسن ( خلِق ُ
ج ُؤ الِنسا ِ
جؤْ ُ
( و ) *! ُ
حمَى .وفي حديث عليَ كرّم
سبَ إِليها ال ِ
آدَم عليه السلمُ من كَثِيبِ ضَرِيّة ) ،وهي بِئُر بالحِجاز نُ ِ
جؤِ طائرٍ في لُجّةِ
ج ْؤ ُ
جؤِ سَفينة أَو نعامةٍ جائمةٍ أَو ك ُ
جؤْ ُ
اللّهُ وجْهه ( فكأَني أَنظرُ إِلى مَسجِدها *!كَ ُ
عظْمُ الصّدْرِ ،وقيل :وَسطُه ،وقيل :مُجْ َتمَعُ ُرؤُوسِ عِظام الصّدرِ ،كما في
بَحْرٍ ) وقيل :هو َ
جوَذابَ الَرُزّ
( النّهاية ) و ( المحكم ) ( ج *!الجَآجِىءُ ) ،قال بعض العرب :ما أَطْ َيبَ َ
جؤْجُ ِئهَا ،من المجاز .
شقّت السّفينةُ الماءَ *!بِ ُ
لوَزّ .وقولهم َ :
*!بِجَآجِىء ا ِ
جؤُ ( ة بال َبحْرَيْنِ ) .
جؤْ ُ
( و ) في ( العُباب ) ُ !* :
( و ) قال الُمويّ !*( :جَ ْأجَأَ بالِ ِبلِ ) إِذا ( دَعَاهَا للشّ ْربِ *!بِجِىءْجىءْ )
____________________
( )1/165
*!وَجَأْجَأَها كذلك !* ،وجَأْجأَ بالحمار ،حَكاه ثَعَلبٌ ( ،والسمُ ) منه (*! الجِىءٌ بالكَسر ) مِثالُ
الج ِي ِع والَصل *!جِئِىءُ فَلُيّنَت الهمز ُة الُولى ،وأَنشد الُموي لمُعاذ الهَرّاء :
َومَا كَانَ عَلَى الهِيءِ
ول الجِيءِ امْتِدَاحِيكَا
حبّ
وَلكِنّي عَلَى ال ُ
وَطِيبِ ال ّنفْسِ آتِيكَا
جؤْ :أَمرٌ لها
جؤْ ُ
وفي ( اللسان ) :جِيءْ جِيءْ َ :أمْرٌ للِبل ِبوُرود الماءِ وهي على الحَوض !* .و ُ
بورود الماء وهي بعيدةٌ منه ،وقيل !*:جَأْ ،بالفتح :زجرٌ ،مثل شَأْ ،ذكره أَبو منصور ،وقد
يستعمل أَيضا جِيءْ جِيءْ للدّعاء إِلى الطعام والشراب .
( و ) قال الليث !* ( :تَجَ ْأجَأَ ) الرجلُ ( َ :كفّ ) ،وأَنشد :
سَأَنْ ِزعُ مِ ْنكَ عِرْسَ أَبِيكَ إِنّي
حمَاها
ك لَ تَجَ ْأجَأُ عَنْ ِ
رَأَيْ ُت َ
( و )*! تَجأْجأَ َ ( :ن َكصَ ،و ) تأَخر ،و ( انْ َتهَى ،و ) تَجأْجأَ ( عنه :هَابَه ) ،وقال أَبو عمرٍ
و :فُلنٌ ل يَتجأْجَأُ عن فلنٍ ،أَي هو جَريءٌ عليه .
جبأ !*( :جَبأَ ) عنه ( َكمَنَ َع وفَرِحَ :ارت َدعَ ) وهاب ،وقال أَبو زيد !* :جَب ْأتُ عن الرجُل جَبْأً
حجَن :
ستُ عنه ،وأَنشد ل ُنصَيْب بن أَبي مِ ْ
*!وجُبُوءًا :خَنَ ْ
َف َهلْ أَنَا ِإلّ مِ ْثلُ سَ ّيقَةِ العِدَا
عقْرُ
إِن اسْ َتقْ َد َمتْ نَحْرٌ وَإِنْ جَبََأتْ َ
سوَدُ ،أَي ( خَرَجَ ) عليه حَيّةٌ من جُحْرها وكذلك
( و ) جَبأَ الشيءَ ( كَ ِرهَ ،و ) جَبَأَ عليه الَ ْ
ضبّ واليَرْبُوع ،ول يكون ذلك إِل أَنْ ُيفْزِعَك ،ومن ذلك :جَبَأَ على القوم :طَلَع
الضب ُغ وال َ
عليهم مُفاجََأةً ،وفي حديث أُسامَة ( فََلمّا رََأوْنَا *!جَبَئُوا مِنْ َأخِبِيَتهِمِ ) أَي خَرجوا منها ( و )*!
جحْرِه .
جَبَأَ *!وجَبِىءَ أَي ( َتوَارَى ) ،ومنه جبأَ الضبّ في ُ
( و ) *!جبَأَ وجََأبَ ( :بَاعَ الجَ ْأتَ ) ،من باب القلب ( ،أَي ال َمغْ َرةَ ) عن ابن الَعرابيّ .
____________________
( )1/166
( و ) *!جَبأ ( عُ ُنقَه َ :أمَالَها .و ) *!جَبَأَ ( ال َبصَرُ ) :نَبَا وكَرِه الشيء ،قال الَصمعيّ :يقال
للمرأَة إِذا كانت كَرِيهةَ المنظرِ ل تُس َتحْلَى :إِن العَينَ *!لَ َتجْبَأُ عنها ،وقال حُميدُ بنُ َثوْ ٍر الهلليّ
:
سمِ َنتْ *!بِجَابِئةٍ
ستْ إِذَا َ
لَيْ َ
عَ ْنهَا العُيُونُ كَرِيهَةِ المَسّ
( و ) *!جبأَ ( السّيفُ :نَبَا ) ولم ُيؤَثّر .
جبْءُ :ال َكمَْأةُ ) الحمراءُ ،قاله أَبو زيدٍ ،وقال ابنُ أَحمر :هي التي َتضْرِب إِلى
( *!وال َ
الحُمرة ،كذا في ( المُحكم ) ،وعن أَبي حنيفة !*:الجَبَْأةُ هَنَةٌ بيضاءُ كأَنّها كَمْءٌ ،ول يُنْتَفع بها ،
سوْدَاءُ ،والسّودُ خِيارُ الكمَأةِ .
ي فقال :الجَبَْأةُ ال َكمَْأةُ ال ّ
ن الَعراب ّ
وخالفهم اب ُ
ل َكمَةُ ،و ) *!الجبءُ أَيضا ( ُ :نقَيْرٌ ) في الجَ َبلِ ( يَجْ َتمِع فيه الماءُ ) من
جبْءُ ( :ا َ
( و ) *!ال َ
جبْءُ حُفرةٌ يَستَ ْنقِع فيها الماءُ ( ج
المطَر ،عن ابنِ ال َعمَيْ َثلِ الَعرابيّ .وفي ( التهذيب ) :ال َ
س وَأفْلُسٍ ( *!وَجِبََأةٌ َكقِرَ َدةِ ) ،ومثّلَه في ( العباب ) بقوله :مِثاله َفقْ ٌع و ِف َقعَة وغَرْدٌ
*!أَجْ ُبؤٌ ) َكفَلْ ٍ
وغِرَدَة ،وهذا غير َمقِيس ،كما في ( المحكم ) ،وعن سيبويه :تَكسير َف ْعلٍ على ِفعَلَة ليس
بالقياس ،وَأمّا *!الجَبَْأةُ فاسمٌ للجمعِ ،لَن َفعْلَة ليست من أَبنية الجُموع ،وقال ابنُ مالك عن أَبي
الحسن :إِنه مسموع لكنه قَليلٌ ( *!وَجَبَأٌ كَنَبَإٍ ) ،هكذا بتقديم النون على الموحّدة ،حكاه كراع ،
جمْع له ،لَن َفعْلً بسكون العينِ
جبْءٍ وليس ب َ
وفي ( اللسان ) :إِن صح عنه فإِ ّنمَا هو اسمٌ لجمع َ
جمَع على َفعَلٍ بفتح العين وفي بعض النسخ كبنأَ بتقديم الوحدة على النون وهو تصحيف
ليس مما يُ ْ
.
( *!وأَجْبَأَ المكانُ :كَثُرَ به الجَبَْأةُ ) وهي أَ ْرضٌ َمجْبََأةٌ .
( و ) *!أَجْبأَ ( الز ْرعَ :باعَه قبل بُ ُد ّو صَلَحِه ) أَو إِدراكه ،وجا َء في حديثِ النبيّ صلى ال
عليه وسلم بل َهمْزٍ ،
____________________
( )1/167
( )1/168
ابن عبد الوهاب البصريّ صاحب مَقالت المُعتزلة ،توفي سنة 303وابنه أَبو هاشم سنة 321
عوَانُ بنُ عليّ بن حمّادٍ المُقرِىء
ببغداد ( و )*! الجُبّاء أَيضا ( ة بال ّنهْ َروَانِ ) ،منها أَبو محمدٍ د ْ
الضرير ( ،و ) قرية أُخرى ( ِبهِيتَ و ) أُخرى ( بِ َي ْعقُوبا ) .
( و ) *!الجَبّاء ( بالفتح ) مع التشديد : ( :طَ َرفُ قَرْنِ ال ّثوْرِ ) عن كراع ،وقال ابن سيده :ول
أَدري ما صِحّتُها .
صغَانيّ :وهذا هو
( و )*! جَبأٌ ( َكجَ َبلٍ ) :جَ َبلٌ ،وقيل ( :ة بال َيمَنِ ) قَريبٌ من الجَنَدِ ،قال ال ّ
الصحيح .
س ّميَ به لطلوعه ،كذا في ( التهذيب ) !* .وجَبأَ
( *!والجابِىءُ :الجَرَادُ ) يُهمَزَ ول يُهمز ُ ،
الجرادُ َ :هجَم على البَلدِ .قال الهُ َذِليّ :
ت وَأَرْ َبعَةِ
صَابُوا ِبسِتّةِ أَبْيَا ِ
حَتّى كَأَنّ عَلَ ْيهِمْ *!جَابِئا لُ َبدَا
وكلّ طالِعٍ فَجَأةً *!جابِىءٌ ،ويأْتي ذِكره في المعتل .
حذُو عليها ،قال النابغة
( *!والجَبَْأةُ ) بفتح فسكون :القُرْزُومُ وهي ( خَشَ َبةُ الحَذّاءِ ) التي يَ ْ
ج ْع ِديّ يَصف فَرسا :
ال َ
سعَرُ المَقانِبَ قَدْ
وغَارةٍ َت ْ
صمَمِ
عتُ فيها ِبصِلْدِمٍ َ
سَارَ ْ
ظفَةِ الرّ
َفعْمٍ أَسِيلٍ عَرِيضِ َأوْ ِ
جْلَيْنِ خَاظِى ال َبضِيعِ مُلْتَئِمِ
فِي مِ ْر َفقَيْهِ َتقَا ُربٌ وَلهُ
بِ ْركَةُ َزوْرٍ *!كَجَبَْأةِ الخَزَمِ
( و ) *!الجَبَْأةُ ( :مَقَطّ شَراسِيفِ ال َبعِيرِ إِلى السّ ّر ِة والضّرْعِ ) .
( ) ومما يستدرك عليه :
ما *!جَبَأَ فُلنٌ عن شَ ْتمِي ،أَي ما تأَخ ّر ول كَ َذبَ .
*!وجَبَْأةُ ال َبطْنِ :مَأْنَتُه كجَأْبَتِه عن ابنِ بُزُرْج .
حسَا عند ال ّروَيْثة بين الحَرمينِ الشريفينِ .
شعْبة من وادي ال َ
*!وجَبَأٌ على وزْن جَ َبلٍ ُ
وامرَأةٌ *!جَبْأَى على َفعْلَى :قَائمةُ الثّدْيينِ .
____________________
( )1/169
( )1/170
( )1/171
( :قَ ِن َعتْ ) واكتفت ( *!كَجَزِ َئتْ بالكَسْرِ ) لغة عن ابن الَعرابيّ ( *!وأَجزَأْتُها أَنا ) *!إِجزاءً
( *!وجزّأْتُها )*! َتجْزيئا .
ضمّان ) مع الهَمز
ن *!ومَجْزَأَ َتهُ ) مَصدران ميميّان مهنوزانِ ( و ُي َ
( *!وأَجزَ ْأتُ عنك*! مَجْزَأَ فُل ٍ
،وسُمع بغير همزٍ مع الضّمّ ( :أَغْنَ ْيتُ عنك َمغْنَاه ) بضم الميم وفتحها .
شفَى ( :جعلْت له *!جُزَْأةً ) بالضم ( أَي نصَابا ) ،
صفَ ) وكذا الِ ْ
خ َ
( و ) *!أَجز ْأتُ ( ال ِم ْ
وكذلك أَنصَ ْبتُ .وقال أَبو زيد !* :الجُزْأَة ل تكون للسيف ول للخَنْجر ،ولكن للمِئْثرة التي يُوسم
بها أَخْفافُ الِبل ،وهي ال َمقْبِض .
( و ) *!أَجز ْأتُ ( الخاتَمَ في ِإصْبعِي :أَدخلْتُه ) فيها .
حسُن ( نَبْتُه ) !* ،وأَجزأَت الرّوضَةُ الت ّفتْ ،
( و ) من المجاز !*:أَجزأَ ( المَرْعَى :ال َتفّ ) و َ
لَنها*! تُجزِىءُ الراعِيةَ ،وروضَةٌ*! ُمجْزِئة .
( و )*! أَجزأَت ( الُمّ ) ،وفي بعض النسخ :المرَأةُ ( :ولَدت الِنَاثَ ) فهي*! مُجزِئة
*!ومُجزِىءٌ ،قال ثعلب :وأُنشِدْت لبعضِ أَهل اللغة بيتا يدلّ على أَن معنى الِجزاء معنى
جبٌ .
عَالِيناث ،ول أَدري البيت قديمٌ أَم مَصنوعٌ ،أَنشدوني :إِنْ *!َأجْزََأتْ حُ ّرةٌ َيوْما فَلَ َ
جبٌ
إِنْ َأجْزََأتْ حُ ّرةٌ َيوْما فَلَ عَ َ
قَدْ *! ُتجْزِيء الحُ ّرةُ المِ ْذكَارُ َأحْيَانَا
أَي آنثتْ ،أَي ولَدى أُثْنى ،وأَنشد غيرُه لبعض الَنصار .
لوْسِ مُجْزِئَةً
تاَ
َنكَحْتُها مِنْ بَنَا ِ
حلُ
لِ ْل َعوْسَجِ اللّدْنِ فِي أَبْيَاتِها َز َ
ل ّولُ مصنوع .
سوّ َيتْ من ال َعوْسَجِ .قال الَزهري :البيتِ ا َ
يعني امرَأةٍ غَزّالَةً بِمعا ِزلَ ُ
ضتْ ) في النّسُك ُ ( ،لغَةٌ في جَ َزتْ ) بغير همزٍ ،وذا *!مُجْزِىءٌ
( و ) *!أَجزَأتْ ( شَاةٌ ع ْنكَ َ :ق َ
،والبَدَنةُ *!تُجزِىءُ عن سَ ْبعَةِ ،فمن همز فمعناه ُتغْنى ،ومن لم يَهمز
____________________
( )1/172
( )1/173
( )1/174
جدّه ُزفَرُ شاعرٌ فارس ،ومَجْزأَه بن زاهرٍ روى ،وجَزِيء أَبو خزيمة
من رِجال الدهر ،و َ
السلميّ صحابيّ ،وحيان بن جَزِيء وعبد ال بن جَزِيء حدثا ،وجَزِيء بن معاوية السعدي
اخْتُِلفَ فيه .
خطّا ِبيّ ،وقد ورد ذلك في الحديث ،والمعروف
طبِ عند أَهل المدينة ،قاله ال َ
*! والجُزْءُ اسمٌ للرّ َ
جِ ْروٌ .
جسَأَ ) الشيءُ
جسأ !* ( :الجُسَْأةُ بالضّمّ ) في الدوابّ ( :يُبْسُ المَعحطف ) في العُنُق !*( ،و َ
جسُوءًا ) كقُعود ( *!وجسَْأةً ) كجُرْعة ،كذا هو في الُصول
ج َعلَ ) وفي المحكم َككَتب ( *! ُ
( كَ َ
ضمّها :صَُلبَ ) وقد*! جَسََأتْ يدُه ومفاصِلُه .
المُصحّحَة .وفي بعض النسخ على وزن ُثمَامة ( ِب َ
ودابّة*! جاسئةُ القوائمِ .يابستُها ،ل تكاد تَ ْن َعطِف ( و ) قال الكسائي !* ( :جُسِئَت الَرضُ ،
خشِنُ ) الذي
سءِ ) بفتح فسكون ( وهو الجَلَدُ ) محركةً ( ال َ
بالضم ،فهي *!مَجْسُو َءةٌ ،من *!الجَ ْ
حصَى الصغار ،وأَرض جاسِئة ،وتقول :لهم قُلوبٌ قاسِية كأَنها صخور جاسِيَة ( و )
يشبه ال َ
جسْءُ ( :الماءُ الجَا ِمدُ !* .والجاسِياءُ ) بالمد ( :الصّلبةُ ) واليُبْس ( والغِلَظُ و ) قد *!جَسََأتْ
ال َ
يده*! َتجْسَأُ *!جَسْأً و ( يَدٌ *!جَسْآءُ ) إِذا كانت ( ُمكْنِبَة ) من َأكْنَب ( مِنَ ال َع َملِ ) أَي صُلْبة يابسة
خشِنة ،وفي بعض النسخ َمكِينَة من المكن وجَبل *!جاسىء ،ونَبْت جاسيءٌ يابس .
َ
شتْ مِن
ضتْ ) إِليك ( وجَا َ
جشُوءًا ) كقعود إِذا ارتفعت و ( َن َه َ
جشََأتْ َنفْسُه كَجَعل *! ُ
جشأ َ !* ( :
حُزْنٍ أَو فَرحٍ ) هكذا في
____________________
( )1/175
نسختنا ،وفي ( العُباب ) :أَو فزع ،بالزاي والعين المهملة ومثله في بعض النسخ ،قال شمر :
جشَأَت نفسي وخَبُثَت وَلقِسَت واحد ،وقال ابن شُميل :جَشأَت إِليّ نفسي أَي خَبُ َثتْ من الوَجع مما
َ
َتكْره !* ،وتَجْشَأُ قال عَمرو بن الطنابة :
شتْ
جشََأتْ َوجَا َ
َوقَوْلِي كُلّما َ
حمَدِي أَو تسْتَرِيحِي
َمكَانَك ُت ْ
يريد :تَطّل َعتْ ونَهضتْ جَزَعا وكَرَاهةً .
ت نفْسُه وجَشََأتْ .وفي حديث
ش ْ
ومن سجعات الَساس :إِذا رأَى طُ ّرةً من الحَرْب َنشََأتْ ،جَا َ
ت نفْسُه
ت وأَقبلتْ من بلدها ( و ) جَشََأ ْ
ض ْ
عهْدِ عُمرَ ) أَي نَه َ
جشََأتِ الرّومُ على َ
الحسن ( *! َ
جشَأَ ( الليلُ والبَحْرُ ) إِذا َدفَعَ و ( َأظْلَمَ
ستْ ( و ) من المجاز َ :
ثَا َرتْ ( للقيْءِ ) وخبُثَت ولَقِ َ
جشَ ْأتِ البِحارُ بأَمواجها ،والرّياضُ برُبَاها ،والبِلدُ بأَهلها :لَفظَ ْتهَا ( و )
وأَشْرَف عَلَ ْيكَ ) ويقال َ
صوْتا من حُلُوقِها ) قال امرؤُ القيس :
ت َ
ج ْ
قال الليث :جَشأَت ( الغَنَمُ َ :أخْرَ َ
س ِم ْعتُ لها ُثغَاءً
إِذا جَشََأتْ َ
ح ُهمْ َن ِعيّ
ي صَبّ َ
حّكأَنّ ال َ
جشَأَ ( ال َقوْمُ :خَ َرجُوا من بَلَدِ إِلى بََلدٍ ) قال العجاج :
( و ) *! َ
جشَئوا َومَلّتِ
أَحْرَاس نَاسٍ *! َ
حوَالُ الجَبانٍ ا ْهوَّلتِ
أَرْضا وأَ ْ
يقال :جَشَئوا إِذا َنهَضوا من أَرضٍ إِلى أَرضٍ .
جشْءُ ) بفتح فسكون ( :الكَثيرُ و ) الجَشءُ أَيضا :
( و ) روى شمر عن ابن الَعرابيّ (*! ال َ
صوْتها ،قال أَبو ُذؤَيب :
( ال َقوْسُ الخَفيفةُ ) وقال الليث :هي ذات الِرنان في َ
و َنمِيمَةٍ مِنْ قَا ِنصٍ مُتَلَ ّببٍ
طعُ
ش وََأقْ ُ
في َكفّه جَشْءٌ َأجَ ّ
____________________
( )1/176
وقال الَصمعي :هو ال َقضِيب من النّبْع الخفيف ( ج*! َأجْشَاءٌ ) كفَرْخ وأَفراخِ ،على غير قياس
شؤُ :
.وصرّح ابنُ هشا ٍم بقِلّته ( *!وجَشَآتٌ ) محركة ممدودة جمع سلمة المؤنث ( *!والتّجَ ّ
تَنفّسُ ال َمعِ َدةِ ) عند امتلئها ( *!كالتّجْشِ َئةِ ) قال أَبو ممد الفَ ْقعَسي :
شمُهُ
طعَام يُ ْب ِ
لم*! يَ َتجَشّأْ عَنْ َ
صمُهْ
حمّى بِهِ ُت َو ّ
وَلَمْ تَ ِبتْ ُ
جشَأَة *!وجُشَاءٌ ( َك ُهمَ َزةٍ وغُراب ) الَخير
ستْ ( والسم )*! ُ
*!وجَشَأَت ال َمعِدَة *!وتَجشّأَت :تَ َنفّ َ
قاله الَصمعي ،وكأَنه من باب العُطاس وال ّدوَار ،وقال بعضٌ :إِن*! الجُشَأَة ك ُهمَزَة من صيغ
جشَا ِء والَحزانِ ،وكان عليّ بن حمزة يَذهب إِلى ما ذَهب إِليه
المُبَالغة و َمعْناه :الكثيرُ *!ال ُ
ع ْمدَة ) وهو في ( المحكم ) ،وسقط من بعض النسخ .
الَصمعي ( و ) جُشْأَة مثل ( ُ
خ َمهَا ،من
( *!واجْتَشَأَ فُلنٌ البِلدَ و ) كذلك ( *!اجْتَشَأَتْه ) البلدُ إِذا ( لم تُوا ِفقْه ) كأَنه استو َ
*!جَشَأَت نفسي .
( *!وَجُشَاءُ الليلِ والبَحْرِ ،بالضّمّ ُ :د ْفعَتُهما ) بالمرّة ،ويقال :الَعميان هما السّ ْيلُ واللّيحلُ ،
فإِنّ ُدفْعتَهما شديدةٌ .
( ) ومما يستدرك عليه :
سهم *!جَشْءٌ :خفيفٌ ،حكاه يعقوبُ في المُبدل ،وأَنشد :
وََلوْ دَعَا نَاصِرَه َلقِيطَا
جشْئا لَزْ َيكُمْ مَلِيطَا
لَذَاقَ*! َ
المَليط :الذي ل رِيشَ عليه .
جتْ جميعَ نَبْتِها ،كما يقال قارَت الَرضُ ُأكُلَها ،وهو مجاز .
*!وجَشَأَت الَرضُ :أَخر َ
وقد يُستعار *!الجُشْأَة للفَجْر ،وقد جاءَ في بعض الَشعار .وقال عليّ بن حمزة !* :الجُشْأَة :
هُبوبُ الرّيح عند الفجر .
*! وجَشَأَ فُلنٌ عن الطعامِ إِذا اتّخَم َفكِرَه الطعامَ .
____________________
( )1/177
( )1/178
جفَاءٌ
طلُ ) تشبيها له بزَب ِد القِدْر الذي ل يُن َتفَعُ به ،وبه فسّر ابنُ الَثيرِ الحديثَ ( انْطَلَق ُ
وهو ( البا ِ
مِنَ النّاسِ ) أَراد سَرَعَانَهم ،قال :وهكذا جا َء في كتاب الهَ َروِي ،قال :والذي قَرأْناه في
خفِيفٍ ،وفي كتاب الترمذي ( سَرَعانُ النّاسِ ) (
خفّاءُ مِنَ النّاسِ ) جمع َ
البُخارِي ومُسلم ( انطلق َأ ِ
جفَأَ ) الرجلُ ( مَاشِيَتَهُ :
سفِينَةُ الخَالِيةُ ) ،وبه صَدّر في ( العَباب ) ( *!وأَ ْ
جفَاءُ ( :ال ّ
و )*! ال ُ
حهُ ) و َرمَاه على الَرضِ ( و )
جفَأَ ( به :طَرَ َ
أَ ْتعَبَها بِالسّيْرِ ولم َيعْلِ ْفهَا ) َفهُزَِلتْ لذلك ( و )*! َأ ْ
جفَّأتْ ) قال :
جفَأَت ( البِلَدُ ) إِذا ( ذَ َهبَ خَيْرُها !*،كَتَ َ
*!أَ ْ
جفّأَتْ
وَلمّا َر ْأتْ أَنّ البِلَدَ*! َت َ
ش ّكتْ إِلَيْنَا عَيْشَها ُأمّ حَنْ َبلِ
تَ َ
جفْأَةُ إِبلنا ) بالضم وفي بعض النسخ بالفتح
( والعَامَ ) بالنصب على الظرفية أَي في هذا العام (*! ُ
ضبطا ( و ُهوَ أَن يُنْتَجَ َأكْثَ ُرهَا ) .
لءً ) كسَلمٍ ،وضبطه
جلَ َكمَنَعَ ) جَلً بفتح سكون كذا في المحكم و (*! جَ َ
جل !*( :جَلَ الر ُ
ل َءةً ) ككَرامة ،وضبطه بعضٌ بالتحريك أَيضا ( :صَرَعَه ) وضرب
بعضهم بالتحريك ( *!وجَ َ
به الَرض كحلَ بالحاءِ عن أَبي زيد ( و ) *!جَلَ ( ب َثوْبِهِ َ :رمَاهُ ) .
جلظأ ) ( :ومما يستدرك عليه :
*!جَ ْلظَأَ ،في ( التهذيب ) في الرباعي ،وفي حديث لُقمان بن عاد ِ :إذَا اضج ْعتُ فل *!َأجْلَنْظِي
:قال أَبو عبيد :ومنهم من يهمز فيقول *!اجْلَ ْنظَ ْأتُ .
*!والمُجْلنظِي :المُسبَطِ ّر في اضطجاعه .وسيأْتي في المعتل .
جمّأَ ) فلنٌ ( في ثيابِه :
ضبَ ) كذا في ( المحكم ) ( *!وتَ َ
غ ِ
جمِىءَ عَليه َكفَرِح َ :
جمأ َ !*( :
ج ّمؤُ :أَن
علَيْهِ َ :أخَذَه َفوَارَاهُ ) عن أَبي عمرو !* :التّ َ
جمّعَ ) الهمزة لغة في العين ( و ) تجمّأَ ( َ
تَ َ
يَنحَ ِنيَ على الشيء تحت َثوْبه ،والظّلِيم*! يَتَجمّأُ على بَيْضه ( و )
____________________
( )1/179
( )1/180
( و ) *!جَنِىء ( كَفرِحَ :أَشْ َرفَ كَاهِلُه على صَدْرِه ،فهو*! أَجْنَأُ ) بَيّن *!الجَنَإِ ،قاله الليث ،
ظهْر وَاحْدِيَدابٌ ،وهي *!جَ ْنوَاءٌ ،قال الَصمعي :إِذا كان مُستقيمَ الظهرِ ثم
وقيل :هو مَ ْيلٌ في ال ّ
َأصَابَه *!جَنَأٌ فهو أجنأ ،وأنكر الليث أن يكون *!الجنأ الحْدِيدَابَ وعن أَبي عمرو رجل َأجْنَُأ وأَدْنَأُ
صدْرِه انكبابٌ إِلى ظهْرِه ،وظَلِيمٌ أَجْنَُأ ونَعامَة *!جَنْآءُ
ن بمعنى الَقعس ،وهو الذي في َ
،مَهموزا ِ
،ومن حذف الهمزة قال *!جَ ْنوَاءُ ،وأَنشد :
صكّ ُمصَلّ ُم الُذُنَيْنِ َأجْنَا
َأ َ
سمّي به ( لِحْدِيدَابِهِ ) َومَيْلِه ،قال أَبو قَيْس بن الَسلت :
( *!وا ْلمُجْنَأُ بِالضّمّ :التّرْسُ ) ُ
حفِزُها عَنّي بِذِي َروْ َنقٍ
أَ ْ
ُمهَنّدِ كَالمِلْحِ قَطّاعِ
ح ّدهُ
صَدْقٍ حُسَا ٍم وَا ِدقٍ َ
سمَرَ قَرّاعِ
َومُجْنَإٍ أَ ْ
جؤَيّة الهُذِليّ :
حفْ َر ُة القَبْرِ ) قال ساعِ َدةُ بن ُ
( و ) *!المُجْنَأَة ( ِبهَاءٍ ُ :
إِذَا مَا زَارَ *!مُجْنََأةً عَلَ ْيهَا
ب القَطِيلُ
ش ُ
ِثقَالُ الصّخْرِ والخَ َ
حكْرَاءَ ( :شَاةٌ َذ َهبَ قَرْنَاهَا أُخُرا ) عن الشيباني ،وفي ( العُباب ) :التركيب
( *!والجَنْآءُ ) كَ َ
يَدلّ على العطف على الشيء والحُ ُنوّ عليه .
جوأ !*( :يَجُوءُ ) بالواو ( ُلغَةٌ في يَجِيءُ ) بالياء .
( *!وجَاءٌ ) بالتنوين ( اسمُ رَجُل ) ذكروه والَشبه أَن يكون ُمصَحّفا عن حاء ،بالمهملة ،كما
سيأْتي .
جؤَة ( كَثُبَةِ ) .
( *!والجُو َءةُ بالضّمّ قَرْيتَانِ باليَمنِ ) في نَجْدِها ( َأوْ ِهيَ )*! ُ
( ) ومما يستدرك عليه :
حمْ َرةِ .
ج ْؤوَة ،وهو َلوْنُ *!الَجْأَى ،وهو سَوادٌ في غُبْرةِ و ُ
*! الجَا َءةُ *!وال ُ
( ) ويستدرك أَيضا :
____________________
( )1/181
ن الَثير ،أَآاد
ج ْهجَأَه الرجلُ :زجره ودَفعه ،وقد جاءَ في الحديث ،هكذا قال اب ُ
جهجأ َ !*:
ج ْهجَههُ فأَبدَل الهمزة هاءً ِلقُرحبِ المَخرج ،نقلَه شيخُنَا .
َ
جيأ !* ( :جَاءَ ) الرجل ( *!َ -يجِيءُ *!جَيْئا *!وجَيْ َئةً ) بالفتح فيهما ،والَخير من بناء المَرّة
صلِ المصدر للدّللة على مُطْلق الحَدَث ( *!ومَجِيئا ) وهو شاذّ ،لَن المصدر من
ُوضِع مَوضِع َأ ْ
َفعَل َي ْفعِل َم ْف َعلٌ بفتح العين ،وقد شَذّت منه حُروفٌ فجاءَ على َم ْفعِل *!كالمَجِي ِء والمَعيش
وال َمكِيل والمَصير والمَسِير والمَحِيد وال َممِيل وال َمقِيل والمَزِي ِد وال َمعِيل والمَحيص والمَحِيض ( :
أَتَي ) قال الراغب في ( المُفردات ) -!*:المَجيء هو الحُصول .قال :ويكون في المعاني
والَعيان ف { إِذَا جَآء َنصْرُ اللّهِ } ( النصر ) 1 :حقيقةٌ كما هو ظاهرٌ !* .وجاءَ كذا َ :فعَله ،
ومنه { َلقَدْ جِ ْئتِ شَيْئا فَرِيّا } ( مريم ) 27 :ويرد في كلمهم لزما ومُتعدّيا ،نقله شيخنا .
وحَكى سِيبويهِ عن بعض العرب :هو *!يَجيك ،بحذف الهمزة ( .والسْمُ ) منه*! الجِيئَة
( كالجِيعَةِ ) بالكسر ( و ) يقال ( إِنّه *!َلجَيّاءٌ ) ِبخَيْرٍ َ ،ككَتّان ،وهو نادرٌ ،كما حكاه سيبويه
( و ) يقال ( *!جَآءّ ) بقلب الياء همزة ( *!وجَائِيءٌ ) حكاه ابن جِنّي على الشذوذ ،والمعنى :
كَثي ُر الِتْيان ( *!وأَجَأْتُه ) أَي ( جِ ْئتُ به ،و ) *!أَجأْتُه ( إِليه ) أَي ( أَلْجَأْتُه ) واضطررته إِليه
قال زُهير :
وجَارٍ سَارَ ُمعْتمِدا إِل ْيكُمْ
أَجَارَ ْتهُ المَخَا َفةُ والرّجاءُ
فَجَاوَرَ ُمكْرَما حَتّى إِذَا مَا
دَعَاهُ الصّ ْيفُ وا ْنقَطَعَ الشّتَاءُ
جمِيعا
ضمِنْتُمْ مَالَه وَغَدَا َ
َ
عَلَ ْيكُمْ َن ْقصُ ُه ولَهُ ال ّنمَاءُ
قال الفرّاءُ :أَصلُه من *!جِ ْئتُ وقد
____________________
( )1/182
( )1/183
( )1/184
الخوارج لبن عباس حين جاءَ رسولً من عليَ ،رضي ال عنهما .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!جَيْئَةُ البطْنِ :أَسفلُ من السّرّة إِلى العَانَةِ .
*!والجَيّا َءةُ :الجصّ ،قال زِيادُ بن مُنفذ العَد ِويّ :
بلْ ليت شِعريَ عن جَنح َبيْ ُمكَشّحَةٍ
وحَ ْيثُ تُبْنَى مِن الجَيّا َءةِ الُطُمُ
كذا في ( المعجم ) .
شمِرٌ :
*!والجَيْئَة بالفتح موضع أَو مَ ْنهَل وأَنشد َ
ل عَ ْيشَ ِإلّ إِبلٌ جَماعَهْ
َموْرِدُها *!الجَيْئَةُ أَو َنعَاعَهْ
وإِنشاد ابنِ الَعرابي الرجز ( مَشْرَبُها الجُنّة ) ،هكذا أنشده بضم الجيم والباء الموحدة ،وبعد
المشطورين :
إِذَا رَآها الجُوعُ َأ ْمسَى ساعَهْ
وتقول :الحمد ل الذي *!جاءَ بك ،أَي الحمد ل إِذ *!جئت ،ول تقلْ :الحمد ل الذي جِئْت ،
ب ل مُخّ فيه ،
وفي المثل ( شَرّ مَا *! َيجِي ُئكَ إِلَى مُخّةِ عُ ْرقُوب ) قال الَصمعي :وذلك أَن العُرقو َ
حوَجُ إِليه مَن ل يقدر على شيءٍ ،وفي ( مجمع الَمثال ) ( ل *!جَا َء ول سَاءَ ) أَي لم
وإِنما ُي ْ
يأْمر ولم يَنْهَ ،وقال أَبو عمر *!جأْ جناتك أَي ارعها .
____________________
( )1/185
( )1/186
ظلّ *!مُحْبَ ْنطِئا عَلَى بابِ الجَنّة ) قال أَبو عبيدة :هو المتغضب المُستبطِيءُ
سقْط ( يَ َ
وفي حديث ال ّ
للشيء ،وقيل في الطفل *!محبنطىء أَي ممتنعِ ،كذا في ( اللسان ) و ( العباب ) ( َووَهِمَ
الجوهريّ في إِيراده بعد تركيب ح ط أَ ) زاعما زيادة النون ،وهو رأَي البصريّين ،والمصنفُ
يرى أَصالة حُروفها بأَجمعها فراعى ترتيبها .
ج َمعَ )*! يَحْتأُ حَتْأً إِذا ( ضَ َربَ ،و ) *!حَتَأَ المرأة *!يحتؤها حتأ إذا (نكح،و)
حتأ !*( :حَتَأَ ك َ
حطّ المَتَاعَ عن الِ ِبلِ و ) *!حَتَأَ ( ال ّث ْوبَ )
*!حتأ إِذا ( أَدامَ النّظَرَ ) إِلى الشيء ( و ) *!حَتَأَ ( َ :
يَحْ َت ُؤهُ حَتْأً ( :خَاطَهُ ) الخياطَةَ الثانِ َيةَ ،وقيل َ :كفّه ( و ) حَتَأَ ( الكِسَاءَ ) حَتْأً إِذا فَ َتلَ ُهدْبَه و َكفّهُ
مُلْزَقا به ،يُهمز ول يهمز ،ومن هُنَا ُيؤْخذ لفظ الحَتْيَة ،بفتح فسكون ،وهو عِبارةٌ عن أَهْدابٍ
َمفْتولة في طَرَف ال َعذَبة ،بلُغة اليَمن ( و ) *!حَتَأَ ( ال َعقْ َدةَ :شَدّهَا و ) *!حَتَأَ ( الجدارَ وغيرَه :
عيّ ( في الَرْبَعةِ الَخِيرةِ ) وهي الثوب والكساء وال ُعقْدة والجِدار قال أَبو
ح َكمَه !*،كَأحْتَأَ ) رُبا ِ
أَ ْ
لكْسِيَة ،وحتأْت الشيءَ
زيد في كتاب الهمز !*:أَحتَأْت الث ْوبَ ،بالَلف ،إِذا فَتَلْته فتلَا َ
ت الثوبَ إِذا خِطْته ( *!-والحَتِيءُ كََأمِيرٍ ) لغة
ح َكمْته ،وعن أَبي عمرو :أَحت ْأ ُ
*!وأَحتأْته إِذا َأ ْ
جهَينِ بيتُ المُتَنَخّل الهُذليّ :
سوِيقُ ال ُمقْلِ ) ،ويُنْشد بالوَ ْ
في الحَ ِتيّ ،بغير همز ،وهو ( َ
ط َع ْمتُ نَازَِلكُمْ
لَ دَرّ دَرّيَا نْ أَ ْ
قِ ْرفَ الحَتِي ِء وَعِنْدِي البُرّ َمكْنُوزُ
حلِ وهو ( ال َقصِيرُ الصّغيرُ ) ،يقال :رَجلٌ *!حِنْتَ ْأوٌ
( *!والحِنْتَ ْأوُ ) بالكسر ،مُلحق بِجِرْ دَ ْ
صغِيرٌ ،أَورده الَزهريّ في
وامرأَة حِنْت ْأوٌ ،وهو الذي ُي ْعجَب بنفسه ،وهو في عيون الناس َ
شدّة .
حَنَت وفي حنتأ .والتركيب ي ُدلّ على ِ
حجَأَ ( عَنْه َكذَا ) إِذا ( حَ َبسَه ) عنه
ج َعلَ :فَرِحَ ) به ( و ) َ
لمْرِ ك َ
حجَأَ با َ
حجأ َ !*( :
حجْأَ ( :ضَنّ بِه
سمِع ) َ
( *!وحَجِىءَ به كَ َ
____________________
( )1/187
وأُولِعَ ) يهمز ول يهمز ( أَو ) حَجِيءَ به كسمع ( :فَرِحَ ) له ،ول قال في َأوّل المادة حَجأَ
سكَ به ولَ ِزمَه !*،
حجَأَبه َ ( :تمَ ّ
خضَرَ ( أَو ) حَجِيءَ بالشيء وَ َ
سمِع :فَرِح كان أَ ْ
جعَل و َ
بالَمرِ ك َ
سكْت ولَزِمت ( و ) عن
حجِئْت به *!وتَحجّ ْيتُ به ،يهمز ول يهمز :تَم ّ
حجّأَ ) قال الفراءُ َ !* :
كَتَ َ
حجٌَأ ول مَلْجَأٌ :بمعنى واحد ( وهو *!حَجِىءٌ
اللحيانيّ !*( :ال َمحْجَأُ :المَلْجَأُ ) يقال مالَه *!مَ ْ
جيَ ،عن اللحيانيّ ،وإِنهما *!َلحَجِيّان وإِنهن *!َلحَجَايَا مثل قولك
ِبكَذَا ) أَي ( خَلِيق ) لغة في حَ ِ
جلٍ مَجهولٍ ،وليس للرّاعي كما وقع في َب ْعضِ كُتب اللغةِ .
خطَايا ،وأَنشد الفرّاءُ ،وهو لرَ ُ
َ
عمْرو
جمُوح وَأُمّ َ
فَإِنّي بِال َ
وَ َدوْلَحَ فاعَْلمُوا حَجِيءٌ ضَنِينُ
وأَنشد ِل َع ِديّ بن زيدٍ :
ف لَ ْنفِهِ المُوسَى َقصِيرٌ
ط ّ
أَ َ
وكَانَ بِأَ ْنفِهِ*! حَجِئا ضَنِينَا
وهو تأْكيدٌ ِلضَنين ( و ) عن أَبي زيد إِنه لحَجِيءٌ إِلى بني فلن ،أَي ( لجِيءٌ ) إِليهم .
والتركيب يدلّ على الملزمة .
حدأ !* ( :الحِدََأةُ َكعِنَبَةٍ ) :قال الجوهري والصاغاني :ول تقل الحَدأَة بالفتح ( طائرٌ م ) أَي
ن ،وكَان من َأصْيَد الجوارِح ،فانقطع
خطّاف وأَبو الصّلْت ،يصيد الجِ ْرذَا َ
معروف ،وكُنيته أَبو ال ُ
عنه الصّ ْيدُ لِدَعوة سيّدنا سُليمانَ ،عليه وعلى نَبِيّنا السلم ،ونقل أَبو حيان فيه الفَتْح عن العرب ،
حدَأَة *!وحَدَأ بافتح فيهما ،للفأْس وللطائر
ونقل شُرّاح الفَصيح عن ابن الَعرابي أَنه يقال *! َ
حدَأٌ ) مثال حِبَرَة
ن الَنبا ِريّ أَيضا ،وقال :الكسر في الطائر أَجود ( ج*! ِ
جميعا ،وحكاه اب ُ
حوِ قِرْ ِد وقِرَدَة ،إِل أَنه
جمْعِ َن ْ
وحِبَرٍ وعِنَبَةٍ وعِ َنبٍ ،وهو بناءٌ نادرٌ ،لَن الَغلب على هذا البناء لِ َ
قد
____________________
( )1/188
جاءَ للواحد ،وهو قَلِيل ،حققه الجوهريّ ،وأَنشد الصاغاني للعجّاج َيصِف الَثَافِي :
خفّ والجَنَا ِدلُ الّث ِويّ
فَ
ل ِويّ
حدَُأ ا ُ
َكمَا تَدَانَي ال ِ
( و ) يجمع على ( *!حِدَاء ) ككتابٍ ،قال ابن سيده :وهو نادر ،وأَنشد ِلكُثَيّر عَ ّزةَ :
ك الوَ ْيلُ مِنْ عَيْ َنيْ خبَ ْيبٍ وثَابِتٍ
َل َ
حمْ َزةَ أَشْبَاهِ *!الحِدَاءِ ال ّتوَائِمِ
وَ
حدْآن ،بالكَسْرِ ) أَورده ابنُ قتيبة !* ،والحُدّى كالعُزّي ،وسيأْتي في حدد ،
( و ) على ( *! ِ
*!والحُدَيّا كالثّرَيّا ،وسيأْتي في المعتلّ ،لغتان في هذا الطائر ،قال أَبو حاتم :أَهل الحجاز
خطِئون فيقولون لهذا الطائر الحُدَيّا ،وهو خطأٌ .
يُ ْ
قلت :وقد جاءَ في حديث أَعرابِيّة في ِقصّة الوِشاح ،وهكذا قيّده الَصيلي .وجاءَ أَيضا
حدَيّاة ،بغير همزٍ ،وفي بعض الروايات !*:الحُدَيّئَة بالهمز ،كأَنه تَصغيرٌ ،ذكره
*!ال ُ
حدَيْئَة ،وإِن أَلقيت حَركة الهمزة على الياء
الصاغاني في التكملة ،قال :وصواب تصغيره *! ُ
وشدّدْتها قلتَ حُدَيّة على مثال عُلَيّة .
ل ْف َعوْ ) ونقل عن الَزهريّ
ح َدوْ وا ِ
قال ال ّدمِيري :وفي الحديث عن ابن عَبّاسٍ ( لَ بَأْسَ ِبقَ ْتلِ ال ِ
أَنه قال :هي لغةٌ فيهما ،وقال ابن السرّاج .بل هي على مذهب ال َوقْف على هذه اللغة قَلْب
حدَا وَأ ْفعَى .
الَلف واوا ،على لغة من قال *! ِ
حدَأَة بالكسر ( سَاِلفَةُ عُنُقِ الفَرَسِ ) وهي ما تَقدّم مِن عنقه ،عن الَصمعي وأَنشد :
( و )*! ال ِ
حدَاءِ سَلِيمُ الشّظَي
طوِيلُ *!ال ِ
َ
ح صَلِيبُ الخَ َربْ
كَرِيمُ المِرَا ِ
الخَرَب :الشّعر المُقشعِرّ في الخاصرة .
حدَأَة ( بالتّحْرِيك :الفَأْسُ ذاتُ الرّ ْأسَيْنِ ) وهو الَفصح ،كما أَن الكسر في الطائر
( و ) *!ال َ
أَفصح ،وهذا على قول من قال إِن الكسر فيه لغة أَيضا ( أَو ) هي ( رَأْسُ الفَأْسِ ) على التشبيه
( و ) هي
____________________
( )1/189
سهْمِ ) على التشبيه ( ج *!حَدَأٌ ) مثل َقصَبة وقعصَب ،عن الصمعي ،وأَنشد
صلُ ال ّ
أَيضا ( َن ْ
حدَاد الَسنانِ :
شمّاخ يَصف إِبلً ِ
لل ّ
يُبَاكِرْنَ العِضاهَ ِبمُقْ َنعَاتٍ
حدَِإ ال َوقِيعِ
َنوَاجِ ُذهُنّ *!كَال َ
حدّدتْ !* ( ،وحِدَاءٌ ) بالكسر ككتاب ،ورواه أَبو عبيدٍ عن الَصمعيّ
شبّه أَسنانها ِبفُؤوس قد ُ
شمّاخ بالكسر .
وأَبي عُبيدة ،وأَنشد بيت ال ّ
ن القُطاميّ أَن
قلت :وهذا على قول من لم ُيفَرّق بينهما ،بل جعلهما واحدا ( و ) زعم الشرقيّ ب ُ
س ْعدِ العشيرة ( وبُنْ ُد َقةُ بن مَظّهَ ) واسمه
حدَاء وبُنْ ُدقَة ( قَبيلتَانِ ) وهما ( *!حِدَاءُ بنُ َنمِ َرةَ ) بن َ
ِ
حدَاء على
س ْعدِ العَشيرة ،الُولى بالكوفة والثانية باليمن ،أَغارت ِ
حكَم بن َ
سفْيان بن سَ ْلهَم بن ال َ
ُ
بُنْدقة فنالت منهم ،ثم أَغارتْ بُنحدقة عليهم فأَبادَتْهم ،فكانت ُتفَزّع بها ( ومنْهُ ) قولهم ( *!حِدَأَ
حدََأ وَرَا َءكَ بُنْ ُد َقةُ ) أَورده الميداني في مجمع الَمثال والحَريري والزّمخشري وغيرهم ( أَو هي
ِ
حدَا حَدَا ،بالفتح غير مهموز ،قال ابن
حدََأةٍ ) قاله ابن السكيت ،والعامة تقول َ !* :
تَرْخيمُ *! ِ
الكلبيّ ُ :يضْرَب لمن يتباصر بالشي ِء فيقَع عليه مَن هو أَبصرُ منه .وفي الَساس أَنه يضرب
خوّف بشرَ قد أَظلّه ،وقال أَبو عبيدة :يراد بذلك هذا ( *!الحِدَأَ ) الذي يطير ،والبُنْ ُدقَة ما
لمن يُ َ
يُ ْرمَى به ،يضرب في التحذير .
ح ِدبَ عليه و ( َنصَرَه ومَنَعه من الظّلْمِ ) .
( *!وحَدِىءَ إِليه وعليه كَفَرحَ ) إِذا َ
حدِىء ( بالمَكانِ :لَ ِزقَ ) به عن أَبي زيد ،
شذّ من هذا التركيب*! َ
( و ) في ( العباب ) :ومما َ
فإِن هذا التركيب يَ ُدلّ على طائرٍ أَو مُشَبّهِ به .
( و ) عن أَبي زيدِ أَيضا *!حَدِىءَ ( إِلَيْهِ ) *!حَدَأً ( :لَجَأَ ) .
ضبَ ) .
غ ِ
( و ) يقال !* :حَدِىءَ ( عليه ) إِذا ( َ
____________________
( )1/190
( )1/191
____________________
( )1/192
( )1/193
حضَأُ ) أَي يُحَرّك ( ِبهِ ) النار ،كال ِمحْضب ،قال أَبو ذُؤيب :
لغة من لم يهمز ( :عُودٌ *!يُ ْ
طفِي ْء وَلَ تُوقِ ْد َولَ َتكُ*! مِحْضأً
فَأَ ْ
شدَا ُتهَا
لِنَا ِر الَعَادِي أَنْ َتطِيرَ َ
حضَأً .
حضَإٍ ،لَن الِنسان ل يكون مِ ْ
قال الَزهريّ :إِنما أَراد مِثلَ مِ ْ
حضِيءٌ ) كأَمير ،كذا في ( الُصول الصّحاح ) ،وفي بعض النسخ
( و ) يقال ( :أَبيضُ *!َ -
كَكتِف ( َيقِقٌ ) بفتح القاف وكسرها .
والتركيب يدل على الهَيْج .
طءُ
حطْأً ( :صَرَعَه ) ،قال أَبو زيد ،وقال الليث !* :الحَ ْ
حطَأَ به الَ ْرضَ ،كمَنَع ) َ
حطأ َ !* ( :
ظهْرَه بِيَدِه
،مهموز :شِدّة الصّ ْرعِ ،يقال احْتملَه *!فحطَأَ به الَرضَ ( و ) حَطَأَ ( فُلنا :ضَرَب َ
حطْأَة ،قاله قُطْرُب ،وفي حديث ابن عباس
جسَدِ َأصَابت ،وهي*! ال َ
مَبسوطةً ) منشورةً َ ،أيّ ال َ
حطْأَة وقال ( :اذْ َهبْ
رضي ال عنهما :أَخذ َرسُولُ ال صلى ال عليه وسلم ِب َقفَاي*! َفحَطَأَني *! َ
ط َوةً ،بغير همز ،وقال خالدُ بن
حطَانِي حَ ْ
فَا ْدعُ لي ُمعَاوِيَةَ ) وقال :وكانَ كاتِبَه .ويروي َ :
جَنْ َب َة :ل تكون الحَطَْأةُ ِإلّ ضَرْبَةً بال َكفّ بين الكَتِفَيْنِ أَو على رَأْسِ الجَ ْنبِ أَو الصّدْرِ أَو على الكَتَدِ
حطَ ْأتُ رأْسَه
طمَة ،وقال أَبو زيد َ :
،فإِن كانت بالرأَس فهي صَ ْقعَة وإِن كانت بالوجه فهي َل ْ
حطَْأةً شديدةً ،وهي شِ ّدةُ القَفْدِ بالرّاحَة ،وأَنشد :
*! َ
حطَ ْأتُ كَ ِتفَيْهِ ذَ ْرمَلَ
وَإِنْ *! َ
جعْسا َرهْوا قال :
جعَسَ ) َ
حطِيءُ ( َ
حطَأ ( ضَرِطَ و ) حَبَق ،وحَطَأَ يَ ْ
( و ) حَطأَ ( جَامَع ،و ) َ
طئْ فَإِ ّنكَ أَ ْنتَ َأقْذَرُ مَنْ مَشَى
حِ*! ا ْ
سمّيتَ الحُطَيْئَةَ فَاذْرُقِ
وَبِذَاك ُ
طئُ ) كيَمنَع و َيضْرِب
حطَأُ *!ويَحْ ِ
(*! يَ ْ
____________________
( )1/194
( )1/195
( )1/196
حكَمتها !* ،واحْتكَأتْ هي :اشتدّت !* ،واحْتكأَ ال َعقْدُ في عُنقه :
شمِر !* :أَحكأْت ال ُعقْدةَ أَ ْ
وقال َ
شبَ .
نَ ِ
حكَْأةُ بالض ّم وكَ ُتؤَ َد ٍة وبُرَا َدةٍ ُ :دوَيْبّةٌ ،أَو هي العَظَا َيةُ الضّخْمةُ ) قال الَصمعي :أَهلُ مكةَ
( *!وال ُ
حكَأُ مقصورا ،وقالت ُأمّ الهيثم
حكَأَة مثل ُهمَزَة ،والجميع *!ال ُ
حَرَسها اللّهُ تعالى يُسمّون العَظَاية ال ُ
حكَا َءةُ ممدودة مهموزة ،وهي كما قالت ،كذا في ( العباب ) ،وفي حديث ععطاء أَنه سُئِل
!* :ال ُ
حبّ قَتَْلهَا ،وهي العَظاءَة ،وقيل َ .ذكَرُ الخَنافِس ،وقد يُقال بغير همز ،
حكَأَة فقال :ما أُ ِ
عن ال ُ
وإِنما لم يَجب قتلُها لَنها ل ُتؤْذي ،قاله أَبو موسى .
شكّ فيه ،واحتكَأ الَمرُ في نفسي :ثَبَت ،ويقال :
( و ) *!احتكأَ الشيءُ في صدري :ثبت فلم َأ ُ
سمعت أَحادِيثَ و ( ما احْ َتكَأَ في صَدْرِي ) منها شيء ،أَي ( ما َتخَالَج ) .وفي ( النوادر ) :لو
احْ َتكَأَ لي َأمْرِي لفع ْلتُ كذا ،أَي لو بانَ لي أَمري في َأوّله ،كذا في ( اللسان ) .
حلَ به ( و )
حجَرَيْنِ لِ ُيكْتَ َ
حكّ بين َ
حل !* ( :الحُلَءَة كَبُرَا َدةٍ و ) *!حَلُوءٌ مثل ( صَبُور ) :ما ُي َ
من ذلك (*! حَلَه َكمَنَعه ) إِذا ( كَحَلَه به !* ،كأَحْلَه ) قال أَبو زيد !* :أَحلَت الرجل َ*!إِحلءً
حكَاكَةَ حَجرَيْنِ فدَاوَي بحُكاكتهما عَيْنَيْه إِذا َرمِدَتَا .
ح َككْت له ُ
إِذا َ
سوْط :جَلَده ،و ( بالسّيْف :ضَرَبه ) يقال *!حَلْتُه عشرين سوطا ومتَحْتُه
( و )*! حَلَه بال ّ
شقْتُه َومَشَنْتُه ،بمعنى واحدٍ .
ومَ َ
( و ) *!حَلَ ( بِه الَرحضَ :صَرَعه ) وضَرَبها به ،قال الَزهري :والجيم لغةٌ .
حهَا ) مجاز من حَلَ الجِلْدَ .
( و ) *!حَلَ ( المرَأةَ َ :نكَ َ
( و ) عن أَبي زيدٍ !* :حَلَ ( فُلنا كَذَا دِرْهَما :أَعطاه إِيّاه ) وحكى أَبو جعفر ال ّرؤَاسي :ما
*!حَلِ ْئتُ منه بطائل ،كذا في ( التهذيب ) ( و ) *!حَلَ ( الجِلْدَ )*! يَحَْلؤُه
____________________
( )1/197
( )1/198
العَيْنُ ،قال أَبو المُثَلّم ال ُهذَِليّ يُخاطب عامِرَ بنَ عَجْلَنَ الهُذليّ :
مَتَى مَا َأشَأْ غَيْرَ زَ ْهوِ المُلُو
جعَ ْلكَ رَهْطا عَلَى حُ ّيضِ
كِ أَ ْ
وََأكْحُ ْلكَ بِالصّابِ َأوْ بالحَلُوءِ
غ ّمضِ
َففَتّحْ ِلعَيْ ِنكَ َأوْ َ
ويروي :بِالجَلَءِ .
( *!وَحَلَّأهُ ) أَي الِبلَ ( عن الماءِ *!تَحْلِيئا *!وتَحْلِ َئةً :طَ َردَه ) عنه ( ومَنَعه ) قال إِسحاق بن
إِبراهيم ال َموْصلّي في مُعاتبة المأْمون :
يَا سَ ْرحَة الماءِ قَدْ سُ ّدتْ َموَارِ ُدهُ
سدُودِ
َأمَا إِليكِ سَبِيلٌ غَيْرُ مَ ْ
حوَامَ بِهِ
لِحَا ِئمٍ حَامَ حَتّى لَ َ
*!مُحَلٍ عَنْ سَبِيلِ المَاءِ مَطْرُودِ
هكذا رواه ابن بَ ّريّ ،وقال :كذا ذكره أَبو القاسم الزجّاجي في أَماليه ،وفي ( العباب ) :وأَنشده
سيّ لَعابَ ْتهَا .
الَصمعيّ فقال :أَحسَنْت في الشّعر ،غير أَنّ هذه الحاءَات لو اجتمعت في آيةِ الكُرْ ِ
قال :وكذلك غَيْ َر الِبلِ ،قال امر ُؤ القَيس :
شيُ الحُ ُزقّةِ خَاِلدٍ
وَأَعْجَبَنِي مَ ْ
شيِ أَتَانٍ *!حُلّ َئتْ عَنْ مَنَاهلِ
َكمَ ْ
وفي ( اللسان ) :وكذلك *!حَلَ القَوْمَ ،قال ابنُ الَعرابيّ :قالت قُرَيْبَةُ :كان رجلٌ عاشِقا
ن لبعضٍ :
ِلمَرَأةٍ ،فتَ َزوّجَها فجاءَها النساءُ ،فقال بعضُه ّ
قَدْ طَاَلمَا حَلْ ُتمَاهَا لَ تَ ِردْ
فَخَلّيَاهَا والسّجَالَ تَبْتَ ِردْ
حوْشِ ) ،أَي ُيصَدّونَ عنه و ُيمْنَعونَ
وفي الحديث ( :يَ ِردُ عََليّ َيوْ َم القِيامَة رَ ْهطٌ *!فَيُحَلّئُونَ عَنِ ال َ
لكْ َوعِ ( :فَأَتَيتُ النبيّ صلى ال عليه وسلموهو عَلَى الماءِ
من وُرُوده ،وفي حديث سََلمَة بنِ ا َ
الذي حَلّيْتُهم عنه بِذِي قَ َردِ ) هكذا جاءَ في الرواية غي َر مهموز ،قُلِبَت الهمزةُ
____________________
( )1/199
ياء ،وليس بالقِياس ،لَنّ الياءَ ل تُبدَل من الهمزة ِإلّ أَن يكون ما قبلها مكسورا ،وقد شَذّ قَرَ ْيتُ
في قرَأْت ،وليس بالكثير والَصل الهمز .
لهُ .
لهُ *!وأَحْ َ
( و )*! حَلَه كذا ( دِرْهَما :أَعطاه إِيّاه ) *!كَحَ َ
سوِيقَ ،قال الفَرّاءُ :قد
لتُ ال ّ
لهُ ) ،وكذلك *!َأحْ ْ
سوِيقَ ) *! َتحْلِئَةً !*( :حَ ّ
( و )*! حَلَ ( ال ّ
( َهمَزُوا غَيْرَ مَهموزٍ ) ،لَنه من الحَ ْلوَاءِ بالمَدّ ،وكذلك رَث ْأتُ المَيتَ ،وسيأْتي في درَأ توضيح
لذلك .
سوَادُه *!كالتّحْلِئَةِ ) بالهاء ،وقد صرح أَبو
شعَ ُروَجْهِ الَدِي ِم َووَسَخُه و َ
( *!والتّحْلِيءُ ،بِالكسر َ :
حَيّان بزيادة تاءَيهما .
حلِيءَ الَدِيمُ ،
سكّين مِنَ الجِلْدِ إِذا قُشِرَ ) تقول منه َ
( و ) في ( العُباب ) :التّحْلِيءُ ( :ما َأفْسَدَه ال ّ
بالكسر ،حَلً ،بالتحريك ،إِذا صار فيه التّحْلِيءُ .
( والحَلُه محر َكةً ) أَيضا ( :ال ُعقْبُولُ ،و ) تقول من ذلك ( *!حَِلئَ ) الرجلُ ( َكفَرِح ) إِذا
( صَارَ فيه التّحْلِيءُ ) هكذا في سائر النسخ ،والَوْلَى :إِذا صار فيه *!الحَلُ ( و ) يقال
شفَتُه
شفَةُ ) إِذا ( بَثُ َرتْ بعد المَ َرضِ ) قال الَزهري :وبعضهم ل يَهمِز فيقول حَلِ َيتْ َ
*!حَلِئَت ( ال ّ
حَلى ،مقصور ،وقال ابن السكّيت في باب المقصور والمهموز !* :الحَلُ هو الحَرّ الذي يَخْرُج
لةُ ) بالكسر اسم ( ما *!حُِلئَ ،بِهِ ) الَديم أَي قُشِر
حمّى ( *!والمِحْ َ
غبّ ال ُ
جلِ ِ
على شَفةِ الر ُ
ل الَ ْرمَدَ
شمِرٌ !*( :الحَالِئَةُ :حَيّةٌ خَبيثةٌ ) َتحْلُ مَنْ تَلْسَعه السّمّ ،كما يَحْلُ الكَحّا ُ
( و ) قال َ
حكَاكَةً في ْكحُلُه بها ،وبه ُفسّر المَثلُ المُتقدّم .
ُ
جلٌ *!تِحْلِئةٌ ) إِذا كان ثقيلً ( َيلْزَقُ بالِنسان فَ َي ُغمّه ) .
( و ) من المجاز ( رَ ُ
حكّ بِالذّرَارِيح ) ُيضْرَب لمن قولُه حسن وفِعله قبيح والتركيب يدلّ على
ومن الَمثال ( *!حَلُو َءةٌ ُت َ
تنحية الشيء .
حمَا مُحَ ّركَةً ) قال ال تعالى . 1 { :
حمَْأةُ ) بفتح فسكون ( :الطّين الَسود المُنْتِن كال َ
حمأ !*( :ال َ
15 015من*! حمإ مسنون } ( الحجر ) 26 :وفي كتاب
____________________
( )1/200
جمْعُ
حمَأُ :الطين المُ َتغَيّر ،مَقصو ٌر مهموزٌ ،وهو َ
( المقصود والممدود ) لَبي عليَ القالي :ال َ
سكّن الميمُ
صبٌ ،ومثله قال أَبو عبيدة ،وقال أَبو جعفر :وقد تُ َ
حمََأةٍ ،كما يقال َقصَبَةٌ وقَ َ
َ
ن الَنبارِي .
للضرورة في الضرورة ،وهو قولُ اب ِ
حمْأَة ( فكَدِرَ )
حمَأً ) محركةً ( :خاَلطَتْه ) ال َ
حمْأً ) بفتح فسكون ( و َ
ح ِمئَ الماءُ َكفَرِح *! َ
( *!و َ
غضِبَ ) ،عن الُمويّ ،ونقل اللّحيانيّ فيه عَدَم
حمِيء ( زَيْدٌ ) عليه َ ( :
تغيّرتِ رائحتُه ( و ) َ
حمْأَة ( فيها ) .
حمَ ْأتُ البِئْرَ ) *!إِحماءً إِذا ( أَ ْلقَيْ ُتهَا ) أَي ال َ
ال َهمْزِ ( و ) يقال (*! َأ ْ
حمْأَ َتهَا ) عن ابن السكيت .
عتُ *! َ
حمَأْتُها كم َن ْعتُ ) إِذا ( نَزَ ْ
( و ) يقال (*! َ
س ْلبِ ذلك المعنى ،
اعلم أَن المشهور أَن الفِعل ال ُمجَرّد يَرِد لِثباتِ شيءٍ ،وتُزاد الهمز ُة لِفادة َ
ش ْكوَاه وما هُنا جاءَ على العكس ،قال في الَساس :
شكَيْتُه ،أَي أَزَلْت َ
شكَى إِليّ زَيْدٌ فَأ ْ
نحو َ
حمْأَتِها ،
حمَأْتُها أَنَا إِحماءً إِذا َنقّيْتُها من َ
ن وََأقْذَيْتَها .وفي ( التهذيب ) *!َأ ْ
ونَظِيره قَذَ ْيتَ العَيْ َ
حمْأَة ،ذكر هذا الَصمعيّ في كتاب الَجناس كما أَوردَه الليثُ ،قال :
حمَأْتُها إِذا َأ ْلقَيتُ فيها ال َ
*!و َ
حمْأَة وكَثُ َرتْ ،
حمِئَةٌ إِذا صارت فيها ال َ
حمًَأ فهي َ
حمِئَت البئْرُ*! َ
وما أرَاه محفوظا .ويقال َ !*:
حمِ َئةٍ } ( الكهف ) 86 :وقرأَ ابنُ مسعود وابن
حمِئَةٌ .وفي التنزيل َ { :تغْ ُربُ فِى عَيْنٍ *! َ
وَعَيْنٌ َ
الزّبَيْر ( فِي عَيْنٍ *!حَامِ َئ ٍة ) ومن قَرأَ { حَامِيَةً } بغير َهمْزٍ أَراد حَارّة ،وقد تكون حا ّرةً ذاتَ
حمَْأةٍ .
َ
حمُو ) مثل
حمَا ) َكقَفا ،ومن ضبطه بالمدّ فقد أَخطأَ ( وال َ
( *!والحَ ْمءُ ) بالهمز ( ويُحَرّك *!وال َ
ف الَخيرِ كَ َيدِ
حمُ ) محذو ٌ
أَبو ،كذا هو مَضبوطٌ في النّسخ الصحيحة .وضبطه شيخُنا كدَ ْلوٍ ( وال َ
ودَ ٍم وهؤلءِ الثلثةُ الَخيرة محلّها باب المع َتلّ : ( :أَبو َزوْجِ المرَأةِ ) خاصّةً ،وهي الحَماةُ ( أَو
حمُو يكون من الجانِبيْنِ
ض العربِ أَن ال َ
الواحدُ مِن أَقارِب ال ّزوْجِ وال ّزوْجة ) ،ونقل الخليلُ عن بع ِ
،كالصّهرِ ،وفي ( الصحاح )
____________________
( )1/201
( )1/202
( )1/203
وغيرهم ،روى عنه الخطيب والنعالي وأَثنيا عليه ،مات في سنة !* ( 413الحِنّائِيّونَ
حدّثون ) .
المُ َ
( ) ومما يستدرك عليه ممن انتسب إِلى بيعه :أَبو موسى هارون بن زياد بن بَشير الحِنّائي من
أَهل ال َمصّيصَة ،يروى عن الحارث بن عمير عن حُميد ،وعنه محمد بن القاسم الدقّاق
بال َمصّيصة وغيره ،وأَبو العباس محمد بن أَحمد ابن الحسن بن بَابويه الحنّائي ،حدّث بكتاب
ع ْقوَيه الحِنّائي يعرف
الرّهبان عن أَبي بكر بن أَبي الدّنيا ،وأَبو العباس محمد بن سُفيان ابن َ
بِحَ ْبشُون ،من أَهل بغداد ،حدّث عن حسن بن عرفة وأَبي يحيى بالبزّاز ،وعنه عليّ بن محمد
بن لُؤلؤ الورّاق وغيره .
وممن تأَخر وفاته من المحدّثين أَبو العباس أَحمد بن محمد بن إِبراهيم المالكي الحِنّائي نزيل
حسَينية ،ولد سنة 763ومات سنة . 848
ال ُ
( *!وحَنََأ المكَانُ َ ،كمَنَعَ :اخضَرّ وال َتفّ نَبْتُه ) عن ابن الَعرابي .
( و ) *!حَنَأَ ( المرَأةَ :جا َمعَها ) .
خضَرُ ) ناصِ ٌر وباقلٌ و ( *!حانيء ،تأْكيدٌ ) أَي شديد الخُضرة .
( وأَ ْ
خضَبُه بِالحِنّاءِ !* ،فَتَحَنّأَ ) وقال
( و ) قال أَبو زيد ( *!حَنّأَه ) أَي رأْسه ( *!تَحْنِيئا *!و َتحْنِئَةً َ :
أَبو حنيفة الدينوري َ !* :تحَنّأَ الرجل من الحِنّاء ،كما يقال َتكَتّم من الكَتَم ،وأَنشد لرجل من بني
عامر :
تَردّدَ في القُرّاص حتّى كأَنما
َتكَتّمَ مِنْ أَ ْلوَانِهِ وتَحَنّأَ
( والحِنّاءَة ) بالكسر والمدّ :اسم ( َركِيّة ) في ديار بني تَميم ،قال الَزهريّ :و قد وردتها ،
صفْرة .
وفي مائها ُ
( و ) ابنُ *!حِنّاءَة ( اسْم ) رجل ،ذكره جَرِير في شِعرِه يَفخر على الفرزدق ،يأْتي في قعنب .
( *!والحِنّاءَتَانِ َ :رمْلَتانِ ) في ديار بني تميم ،وقيل َ :ن َقوَانِ أَحمران من ر ْملِ عَالِج ،قاله
الجوهريّ ،وفي ( المَراصد ) :شُبّهتا بالحِنّاء لحمرتهما ،وقال أبو عبيد البكري :هما رابيتانِ
في دِيار طيّيء .
( ووادِي الحِنّاءِ ) واد ( م ) معروف
____________________
( )1/204
ينبت الحِنّاءَ الكثير ( بين زَبِي َد و َتعِزّ ) على مَرْحلتين من زَبيد ،قال الصاغاني :وقد رأَيتُه عند
اجتيازي من َتعِزّ إِلى زبيد .
حوأ !* ( :حَاءٌ ) بالمد والتنوين ( :اسمُ رجل ) ،وإِليه نُسب بئر حاء بالمدينة ،على أَحد
الَقوال ( وسُيعا ُد في الَلفِ الليّنة ) في ( آخِر الكتابِ إِن شاءَ ال تعالى ) ونذكر هناك ما يتعلّق
به .
( فصل الخاء ) المعجمة مع الهمزة :
خبأ !* ( :خَبََأ ُه كم َنعَه )*! َيخْ َبؤُه *!خَبْأً ( :سَتَره !* ،كَخَبَّأهُ ) *! َتخْبِئَةً ( *!واخْتَبََأهُ ) قد جاءَ
متعدّيا كما سيأْتي ،ويقال *!اخْتب ْأتُ منه أَي استترت ( وامرََأةٌ *!خُبََأ ٌة ك ُهمَزةٍ :ل ِزمَةٌ بَيْ َنهَا )
وفي ( الصحاح ) و ( العباب ) :هي التي تَطّلِع ثم تَختبِيء .قال الزّبرقانُ ابن َبدْر :إِن أَبغض
كَنائني إِليّ *!الخُبََأهُ الطّلَعة ،ويروى الطَّلعَة القُبأَة وهي التي َتقْبَعُ رأْسها أَي تُدخِله .
سمّي بالمصدر (*! -كالخَبِيءِ ) على فَعيل
خبْءُ :ما*! خُبِيءَ ( وغَابَ ) ويكسر ُ ،
*!وال َ
( *!والخَبِيئَة ) وجمع الَخير*! خَبَايا ،وفي الحديث ( الْ َتمِسُوا الرّزق في خَبايَا الَرض ) معناه
ما *!يخبؤه الزّرّاع من البَذْرِ ،فيكون حَثّا على الزّراعة َ ،أوْ ما*! خَبأَه اللّهُ عز وجل في معادن
الَرض ،والقياس*! خَبَا ِئئُ بهمزتين المنقلبة عن ياءِ َفعِيلة ولم الكلمة ،إِل أَنه استثقل اجتماعهما
فقلبت الَخيرة ياءً ،لنكسار ما قبلها ،فاستثقلت ،والجمع ثقيلٌ ،وهو مع ذلك معتلّ ،فقلبت
الياءُ أَلفا ،ثم قلبت الهمزة الُولى ياءً لخفائها بين الَلفين .
خبْءُ ( من السماءِ :ال َمطَرُ ) قاله ثعلب ،قال
خبْءُ ( من الَرض :النباتُ ،و )*! ال َ
( و )*! ال َ
ال تعالى 015 . 1 { :الذي يخرج الخبء من السماوات والرض } ( النمل ) 25 :قال
خبْءَ ُكلّ ما غَاب ،فيكون المَعنى :
الَزهري :الصحيح وال أَعلم أَن ال َ
____________________
( )1/205
يَعلم الغَ ْيبَ في السموات والَرض وقال الفَرّاء :الخب ُء مهموز هو الغَيْب .
خبْء ( وَادٍ بالمَدِينة ) جَنْب قُبَا ،كذا في ( المَراصد ) .
خبْءٌ ( ع ِبمَدْيَنَ و ) َ
( و ) *! َ
سوْءٍ ،وسمى أَبو زيدٍ سعيدُ بن
( و )*! الخبأَة ( ِبهَاءٍ :البِ ْنتُ ) وفي المثل خبَأةٌ خيرٌ من َيفَعَة َ
أَوس الَنصاريّ كتابا من كتبه كتاب الخبأَة ،لفتتاحه إِياه بذكر الخبأَة بمعنى البنت ،واستشهاده
عليها بهذا المثل .
خفِيَ من الناقة
سمَةٌ )*! ُتخْبَأُ ( في َموْضِعٍ َ
( و ) قال الليث ( *!الخِبَاءُ َككِتَابٍ ) َمدّته همزة ( ِ
النّجِيبةِ ) وإِنما هي لُذَ ْيعَةٌ بالنار ( ج َ!* .أخْبِئَة ) مهموز ( و ) *!الخِباءُ ( من الَبْنِيَةِ م ) أَي
معروف ،والجمع كالجمع .في ( المصباح ) :الخِباء :ما ُي ْعمَل من صوفٍ أَو وَبر ،وقد يكون
شعَرٍ ،وقد يكون على عَمودَيْنِ أَو ثلثة ،وما فوق ذلك فهو بيت ( أَو هي يَائِيّة ) وعليه أَكثرُ
من َ
أَئمة اللغة ،وقال بعض :هي واوية ولكن أَكثر شذوذا من الهمزة ،ولم يقل إِن الخباءَ أَصله
الهمزة إِل ابنُ دُرَيد ،كذا في ( اللسان ) .
سؤْرَ
( *!وَخبِيئةُ بنتُ رِيَاح بن يَرْبُوع ) بن ثَعلبه ،قاله ابن الَعرابي ( وأَبو خَبِي َئةَ الكُوفيّ يَُل ّقبُ ُ
الَسد ) .
( *!والمُخْبََأ ُة ك ُمكْ َرمَة ) هكذا في سائر النسخ ،وفي بعض الُصول الصحيحة من ( القاموس ) و
( العُباب ) بالتشديد ،وهي المتسترّة ،وقيل :هي ( الجارِيَةُ ال ُمخَدّ َرةُ ) التي ل بُروزَ لها ،أَو
هي التي ( لم تَت َزوّجْ َبعْدُ ) وهي ال ُم ْعصِر ،قاله الليث ( *!وخَبِيئَةُ بن كَنّازٍ ) ككتّان ( وَِليَ
عمَرَ :ل حَاجةَ لنا فيه ) أَي في
عمَرَ ) رَضي ال عنه ( الُبُلّةَ ،فقال ُ
َزمَن ) أَمير المؤمنين ( ُ
وليته ( هو يَخْبَُأ وأَبوه َيكْنِزُ ) فعزله ( و ) خَبِيئة ( بن رَاشِد ) .
جهَينةَ مُحمّدُ بن
وأَبو *!خُبَيْئَة ك ُ
____________________
( )1/206
( )1/207
( )1/208
( )1/209
( )1/210
خسَأْ
خسَإِ *!انْ َ
كَالكَ ْلبِ إِنْ قِيلَ لَه *!ا ْ
خسَأْ إِلَ ْيكَ ،أَي اخْسَأْ عَنّي ،فهو من المجاز ،وقال الزّجّاجُ في قوله تعالى { :قَالَ
وأَما قولهم :ا ْ
خطٍ ،وقال ابن إِسحاق لِ َبكْر بن
خسَئُواْ فِيهَا َولَ ُتكَّلمُونِ } ( المؤمنون ) 108 :معناه تَبَاعُدُ سَ َ
*!ا ْ
خذْ كَلمةً ،فقال :هذه واحدةٌ ،قل :كَِلمَهْ ،
حَبيب :ما أَ ْلحَنُ في شيءٍ ،فقال :ل َت ْفعَل ،فقال :ف ُ
خسَئي .
ومرّت به سِ ّنوْ َرةٌ ،فقال لها :اخْسَأْ ،فقال :أَخط ْأتَ ،إِنما هو *!ا ْ
سدِرَ و ( َكلّ ) ،ومنه قوله
خسُوءًا أَي َ
خسَأَ ( ال َبصَرُ ) خَسْأً و ُ
( و ) من المجازِ عن أَبي زيدٍ*! َ
تعالى { :يَنقَِلبْ إِلَ ْيكَ ال َبصَرُ *!خَاسِئًا } ( الملك ) 4 :وقال الزجاج :أَي صاغِرا وقيل :مُ ْبعَدا ،
علٌ بمعنى مَفعولٍ ،كقوله تعالى .
أَو هو فا ِ
شةٍ رّاضِيَةٍ } ( الحاقة ) 21 :أَءَ مَ ْرضِيّة .
{ فِى عِي َ
( *!والخاسئُ من الكلبِ والخنازيرِ :المُ ْبعَد ) المَطرودُ الذي ( ل يُتْرَك أَن َبدْنُو من الناسِ )
وكذلك من الشياطين .والخاسيءُ :الصاغ ُر ال َقمِيءٌ .
خسِيءُ ( ،كأَميرٍ :الرديءُ من الصّوف ) ،وبه صَدّر في ( العُباب ) .
( و )*! -ال َ
( و ) من المجاز !*( :خَاسَئُوا *!وتَخَاسَئُوا ) إِذا ( تَرَا َموْا بينهم بالحِجارةِ ) ،وكانت بينهم*!
ل على الِبعادِ .
مُخَاسََأةٌ ،والتركيبُ يَ ُد ّ
خطَأُ ) محركة (*!
عمَير ( *!وال َ
خطأ !*( :الخَطْءُ ) بفتح فسكون مثل وَطْء ،وبه قرأَ عُبيد بن ُ
خطَاءُ ) بالمدّ ،وبه قرأَ الحسن والسَّلمِي وإِبراهيم والَعمش في النّساء ( ضدّ الصّوابِ وقد
وال َ
خطَأْتُمْ بِهِ }
علَ ْيكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ *!أَ ْ
خطَاءً ) على القياس ،وفي التنزيل { وَلَيْسَ َ
*!أَخطَأ *!إِ ْ
( الحزاب ) 5 :عدّاه بالباء لَنه في معنى عَثَرتم أَو غَِلطْتُم وقال ُرؤْبَةُ :
خطَ ْأتُ َأوْ نَسِيتُ
يَا َربّ إِنْ *!أ ْ
فَأَ ْنتَ لَ تَ ْنسَى َولَ َتمُوتُ
____________________
( )1/211
( و ) حكى أَبو عليَ الفارسيّ عن أَبي زيدِ َ :أخْطَأَ (*! خَاطِ َئةً ) جاءَ بالمصدر على لفظ فاعَِلةٍ ،
كالعافِيَة والجَازِيَة ،وهو مَ َثلٌ من الثلثّي نادِرٌ ،ومن الرباعي أَكثَرُ ِندْ َرةً ،وفي التنزيل العزيز {
وَا ْل ُمؤْتَ ِفكَاتُ *!بِا ْلخَاطِ َئةِ } ( الحاقة . ) 9 :
طئَ *!وأَخطأَ لغتان بمعنى واحدٍ ،
طئَ ) وقال أَبو عُبيد !* :خَ ِ
( *!وَتَخَطّأَ ) *!كأَخطأَ ( *!وخَ ِ
وأَنشد لمرىء القيس :
يَا َل ْهفَ هِنْدِ ِإذْ خَطِئْن كَاهِلَ
لحِلَ
القَاتِلِينَ المَِلكَ الحُ َ
حجْر أَبي امرِىء القَيس ،فخلف عليها امر ُؤ القَيْس ،
هند هي بنت ربيعة بن وَهْب ،كانت تحت ُ
ل وأَوقَعْن ببني كنانة ،قال الَزهري :ووجْهُ الكلمِ فيه أَخطأْنَ ،
ل بني كاه ٍ
أَي*! أَخطأَت الخي ُ
خطِئْن بمعنى *!أَخطَأْنَ ( و ) ل تقل
بالَلف ،فردّه إِلى الثلثيّ ،لَنه الَصل ،فجعل *! َ
خطَ ْيتُ ) بإِبدال الهمزة ياءً ،ومنهم من يقول إِنها ( ُلغَيّةٌ رَديئة أَو لُثْغة ) قال الصاغاني :
( أَ ْ
وبعضهم يقوله .
جوّزون تسهيل الهمزة ،وقد أَوردها ابن القُوطِيّة وابنُ القطّاع في
قلت :لَن بعض الصرفيين ُي َ
المعتلّ استقللً بعد ذكرها في المهموز ،كذا في ( شرح شيخنا ) .
جوّز في همزتها الِبدال ،لَن كلّ ياء ساكنة قبلها كسرةٌ ،أَو واوٍ
خطِيئَة :الذّ ْنبُ ) وقد ُ
( *!وال َ
ضمّةٌ وهما زائدتان للمد ل للِلحاق ول هما من َنفْس الكلمة ،فإِنك تَقلِب الهمزَة بعد
ساكنة قبلها َ
الواو واوا ،وبعد الياء ياء ،فتُدْغِم فتقول في َمقْروءٍ مَقْ ُر ّو وفي خَبِيءٍ خَ ِبيّ بتشديد الواو والياء (
أَو ما ُت ُعمّد منه !* ،كالخِطْءِ بالكَسْرِ ) قال ال تعالى { :إنّ قَتَْلهُمْ كَانَ *!خِطأً كَبِيرًا } ( السراء
سمِية بالمصدر ( و ) قيل ( الخَطَأُ ) محركةً ( :ما
) 31 :أَي إِثما ،وكذلك *!الخَطَأَ محركة َ ،ت ْ
خطَأً والسم *!الخَطَاءُ بالمد ،وأَخطَ ْأتُ*!
خطَأُ َ
خطِ ْئتُ أَ ْ
لم يُ َت َعمّدْ ) منه ،وفي ( المُحكم ) َ !*:
خطَائِئ )
خطَأُ مقصورا ( ج *!خَطَايَا ) على القياس ( و ) حكى أَبو زيدٍ (*! َ
إِخطَاءً والسم ال َ
على فعائل ،ومنهم من ضَبطها َك َغوَاشِي ،وبعض شَدّدَ ياءَها ،
____________________
( )1/212
قال شيخنا وكلّ ذلك لم يصحّ إِل أَن أُريد من وزن الغَواشي الِعلمُ بأَنها من المنقوص .وفي
( اللسان ) روى ثعلبٌ أَن ابنَ الَعرابيّ أَنشده :
ضمَارَ فِي ُكلّ َموْطِنٍ
ول يَسْ ِبقُ ال ِم ْ
جدّ ِإلّ عِرَا ُبهَا
مِنَ الخَ ْيلِ عِ ْندَ ال ِ
ِل ُكلّ امْرِىءٍ مَا قَ ّد َمتْ َنفْسُه لَهُ
صوَا ُبهَا
ت َو َ
خطَاءَتُها إِنْ َأخْطََأ ْ
*! َ
خطَائِيءُ بهمزتين فاستثقلوا التقاءَ
وقال الليث :الخطيئة َفعِيلَة ،وجمعها كان ينبغي أَن يكون َ
همزتين ،فخفّفوغا الخِرة منهما ،كما يُخفّف جائِيءٌ على هذا القياس ،وكرهوا أَن تكون علّتُه
علّة جائيء ،لَن تلك الهمزةَ زائدةٌ ،وهذه أَصليّة ،ففَرّوا *!بِخطايا إِلى يَتامَى ،ووجدوا له في
جمْعُ خَطِيئَة خطايا
طهَارَي ،وفي ( العباب ) و َ
الَسماء الصحيحة نظيرا ،مثل طاهرٍ وطاهرة و َ
وكان الَصل خطائيء على فعائل ،فلما اجتمعت الهمزتان قُلِبت الثانية ياء ،لَن قبلها كسرة ،ثم
استثقلت والجم ُع ثقيلٌ ،وهو معتلّ مع ذلك ،فقُلبت الياء أَلفا قُلِبت الهمزة الُولى ياءً ،لخفائها بين
الَلفين .
خطِيئا ) إِذا ( قال له :أَخَط ْأتَ ) ويقال :إِن أَخطَ ْأتُ
خطِئَةً *!وتَ ْ
خطّأَه *!تَ ْ
( و ) تقول ( *! َ
خطَأُ ) كَفرِح يفرَح ( خِطْأً
خطِيءَ ) الرجل ( *!يَ ْ
صوّبْني و ( َ
خطّئْني ،وإِن َأصَ ْبتُ َف َ
*!فَ َ
*!وخِطَْأةً بكسرهما ) :أَذنب ،وفي العناية :خَطِيء خَطَأً :ت َعمّد الذنب ،ومثله في الَساس .
طبٍ ،
خطِيئَة ) أَيضا ( :النّبْذُ اليَسيرُ مِن كلّ شيءٍ ) يقال على النخلة *!خَطِي َئةٌ من رُ َ
( *!وال َ
وبأَرضِ بني فُلن خَطِيئَةٌ من وَحْشٍ ،أَي نَ ْبذٌ منه َأخْطََأتْ َأ ْمكِنَتَها فظَلّت في غير مواضِعها
خطَإٍ عامدا أَو غَيْرَه )
خطِيءَ في دِينه وأَخطأَ ) إِذا ( سَلَك سَبِيل َ
المُعتادة ( و ) قال ابن عرفة ( َ
طئُ :من أَراد الصواب فصار إِلى غيره ( أَو الخاطيءُ مُ َت َعمّ ُدهُ ) أَي ِلمَا
وقال الُمويّ !* :المُخ ِ
خطَأَ ِبدِ ْرعٍ حَتّى أُدْ ِركَ بِرِدَائِهِ ) أَي غلط ،قال الَزهريّ :
ل ينبغي ،وفي حديث الكُسوف ( فأَ ْ
يقال لمن أَراد شيئا وفعل غيره :أَخطأَ ،كما
____________________
( )1/213
يقال لمن قَصدَ ذلك ،كأَنه في استعماله غَلِط فأَخذَ دِ ْرعَ بعضِ نسائه ،وفي ( المحكم ) :ويقال :
ل الَصمعيّ ،وفي ( المصباح ) :قال أَبو عُبيد :
أَخطأَ في الحِساب وخَطِيءَ في الدّين ،وهو قو ُ
خطِيءَ خطْأً من باب عَلم ،وأَخْطََأ بمعنى واحد لمن يُذْنِب على غير عمدٍ ،وقال المُنذِريّ :
َ
عمْدا ،وهو الذنب ،وأَخطأْت لما صَ َنعْتَه خَطَأً غير
سمعت أَبا الهَيْثَم يقول :خَطِ ْئتُ ،لما ص َنعْتَه َ
ل َوقَدْ
عمْدٍ ،وفي ( مُشكل القرآن ) لبن قُتيبة في سورة الَنبياء في الحديث ( إِنه لَيْسَ مِنْ نَ ِبيَ ِإ ّ
َ
حصُورا ل يأْتِي النساءَ ول يُرِي ُدهُنّ ) .
خطِيئَةٍ غيرَ َيحْيَى بن َزكَرِيّا ،لَنه كان َ
خطَأَ َأوْ َهمّ بِ َ
أَ ْ
خطََأ و ُيصِيبُ أَحيانا ) وقال
طئِ س ْه ٌم صَا ِئبٌ ُ .يضْرَب ِلمَنْ ُيكْثِرُ ال َ
( و ) في المَثل ( مَع *!الخَوا ِ
ئ القِرْطَاسَ ،
طُطئُ هي التي*! ُتخْ ِ
أَبو عبيد ُ :يضْرَب للبخيل يُعطِي أَحيانا على ُبخْله !* .والخَوا ِ
قال الهيثم :ومنه مَثلُ العَامّة ( ُربّ َرمْيَةِ .مِنْ غَيْرِ رَامٍ ) .
ت القِدْرُ بِزَبَدِها َ ،كمَنَع َ :ر َمتْ ) به عند الغَلَيانِ ( .و ) يقال
( و ) من المجاز (*! خَطََأ ِ
خطَأَه ) قال َأ ْوفَى بنُ مَطَر
خطّأَ له ،أَي ( أَ ْ
خطَّأهُ ) وتَ َ
( *!تَخَاطَأْه ) حكاه الزجاجي ( *!وتَ َ
المازِنيّ .
َألَ أَبِْلغَا خُلّتِي جَابِرا
بِأَنّ خَلِيَلكِ لَمْ ُيقْ َتلِ
خطَّأتِ النّ ْبلُ أَحْشا َءهُ
*! تَ َ
جلِ
وَأُخّرَ َي ْومِي فََلمْ َيعْ َ
خطِئَةُ ) من الِبل ( :النّاقَة الحائُل ) يقال استخطََأتِ الناقةُ ،أَي لم
( و ) من المجاز ( *!المُسْتَ ْ
حمِل .
تَ ْ
والتركيب ي ُدلّ على تَعدّي الشيءِ وذَهابِه عنه .
( ) ومما يستدرك عليه :
أَخطأَ الطريقَ :ع َدلَ عنه ،وأَخطأَ الرامي الغَ َرضَ :لم ُيصِبْه ،وأَخطَأَ َن ْو ُؤهُ إِذا طَلب حاجَتَه فلم
خطِئا لها ل ُيصِيبها َمطَرُه ،ويروى بغير
جعَله *!مُ ْ
خطّأَ اللّهُ َنوْ َءهَا أَي َ
صبْ شيئا ،و َ
يَنْجَح ولم ُي ِ
همز ،أَي يتخطّاها
____________________
( )1/214
( )1/215
( )1/216
جمَل ،قال
شمَيْل :يقال للجَمل خَلَ*! يَخْلُ إِذا بَرَك فلم َيقُم ،قال :ول يُقالُ خَلَ ِإلّ لل َ
وقال ابنُ ُ
لءَ للناقة فجعله للجمل خاصّةً ،وهو عند العرب للناقة ( و
شمَيْل الخِ َ
أَبو منصور :لم يَعرف ابنُ ُ
ح مكانَه ) .
جلُ خُلُوءًا ) كقُعودٍ إِذا ( لم يَبْرَ ْ
) من المجاز خَلَ ( الرّ ُ
( *!والتّخِْلئُ كتِرْمذ ويُفتح ) وفي بعض الُصول و ُيمَدّ ( :الدّنْيَا ) وأَنشد أَبو حمزة :
َلوْ كَانَ فِي *!التّخِْلئِ زَيْدٌ مَا َنفَعْ
لَنّ زَيْدا عَاجزُ الرّأْي ُلكَعْ
إِذَا َرأَى الضّ ْيفَ َتوَارَى وا ْن َقمَعْ
طعَامُ والشرابُ ) .
أَي لو كانت له الدنيا ( أَو ) المراد *!بالتّخْلِئ ( ال ّ
( و ) يقال ( *!خَالَ القَوْمُ :تَ َركُوا شَيْئا وأَخَذُوا في غَيحرِه ) حكاه ثعلب وأَنشد :
فََلمّا فَنَا مَا فِي الكَنَائِنِ *!خَالَئُوا
ج ّوبِ
إِلَى القَرْعِ مِنْ جِلْدِ ال ِهجَانِ المُ َ
ع لُمّ زَ ْرعٍ ،في
يقول :فَزِعُوا إِلى السّيوف والدّرَق ،وفي حديث أَم زرعٍ ( كُ ْنتُ َلكِ كَأَبي زَ ْر ٍ
لءِ ) وهو بالكسر والمَدّ :المباعَدَة والمُجَانبة ،وقال ابنُ
الُلْفَةِ والرّفا ِء لَ في الفُ ْرقَةِ *!والخِ َ
الَنباري :روى أَبو جعفر أَن الخَلءَ بالفتح :المُتَا َركَة ،ويقال قد خَالَى فُلنٌ فُلنا يُخالِيه إِذا
تَا َركَه ،واحتجّ بقول الشاعر وهو النابغة :
قَاَلتْ بَنُو عَامِرٍ خَالُوا بَنِي أَسَدٍ
ج ْهلِ ضَرّارا بَِأ ْقوَامِ
يَا ُبؤْسَ ل ْل َ
فمعناه :تَارِكوا بني أَسدٍ ،وأَخبرنا أَبو العباس عن ابن الَعرابي قال :المُخالِي :المُحارب ،
وأَنشد البيتَ ،قلت :وسيأْتي في المعتلّ .
( ) ومما يستدرك عليه :
صقْعٌ بال َبصْرة من أَصقاعٍ فُرَاتِها عامِرٌ آ ِهلٌ ،كذا في ( المُعجم
*!أَخْلَء ،بفتح فسكون مَمدودا ُ :
).
خمَأُ كَجَبَل ع ) وضبطه صاحب المَراصد بالفتح والتشديد ،ومثله في مُعجم ال َبكْري
خمأ !*( :ال َ
.
طعْتُه ) وسيأْتي في المعتل أَيضا وهكذا في ( العباب
ج ْذعَ كمَنَعَ !* ،وخَنَيْتُه َ :ق َ
خنأ !* ( :خَنَ ْأتُ ال ِ
).
____________________
( )1/217
( )1/218
( وتِسْعٍ وعِشرين ) قاله ثعلب ( أَو ثَلثُ لَيَالٍ مِن آخِرِه ) وهي ليالي ال ُمحَاق ( ج *!الدّآ ِدئُ )
ئ لَن القَمر فيها ُيدَأْدِيءُ
سمّينَ *!دَآ ِد َ
وعن أَبي الهيثم :هي الليالي الثلث التي بعد المِحاق وإِنما ُ
لثٌ مُحَاقٌ
شهْرِ :وثَ َ
إِلى الغُيُوبِ ،أَي يُسرِع ،من دَأَدَْأةِ البعيرِ ،وقال الَصمعي في ليالي ال ّ
وثلثٌ دَآدِيءُ ،قال :والدّآدِي ُء الَواخِرُ ،وأَنشد :
أَبْدَى لَنَا غُ ّرةَ وَجْهٍ بَادِي
كَزُهْ َرةِ النّجُومِ فِي *!-الدّآدِي
عفْرُ اللّيالي *!كالدّآدِئ ) العُفْرُ :البِيض ال ُم ْقمِرة !* ،والدّآدِئ :المُظِْلمَة
وفي الحديث ( لَيْسَ ُ
شدِي َدةُ الظّ ْلمَةِ ) لختفاءِ ال َقمَر فيها .
( ولَيْلَةٌ *! َدأْدَأٌ *!ودَ ْأدََأ ٌة و ُيمَدّانِ ) مُظلمة أَو ( َ
ن الَثير
جوّز اب ُ
حجَرُ ( َتدَحْرَجَ ) ،و ُكلّ ما تَدحرج بين يَدَ ْيكَ فذهب فقد تَدَ ْأدَأَ ،وَ َ
( *!وَتَدَأْدَأَ ) ال َ
أَن يكون أَصلُه من تَ َدهْ َدهَ ،بالهاء فأُبْدَِلتْ هَمزةً .قلت :وقد وردَ ذلك في حديث أَبي هُريرةَ .
جعَت الحَنِينَ في أَجْوافِها ) كَأ ّدتْ ( و ) *! َتدَأْدَأَ ( الخَبَرُ :أَبْطَأَ و )
( و )*! تدَ ْأدََأتِ ( الِبلُ َ :ر ّ
جبٍ ( و )*! دَ ْأدَأَ (
عْحمْلُه :مَالَ ) لثقله ( و ) تدأْدأَ الرجل ( في َمشْيِه َ :تمَا َيلَ ) ِلعُذْرٍ أَو ُ
تدَ ْأدَأَ ( ِ
حمُوا ) ،وفي ( العباب ) وأَفعال ابن القَطّاع :ازدَحموا ( و ) *!تَدأْدأَ
ال َقوْمُ ) *!وتَدَأْ َدءُوا ( :تَزَا َ
حجَرِ على المَسِيلِ ) وفي ( العباب ) :وقْعُ
ت َوقْعِ ال َ
( عنه :مَالَ ) فترجّعَ به ( *!والدّأْدََأةُ :صَو ُ
الحجا َرةِ في المَسيل ،ومثله في أَفعال ابنِ القَطّاع ،ومثلُه في كتاب اللّيْث .
جلَبَةً .
( و ) *!الدَّأدََأةُ :التّزاحُمُ *!كال ّدوْدََأةِ ،وقال الفَرّاءُ :سمعت له َدوْدََأةً ،أَي َ
ص ْوتُ َتحْرِيك الصّ ِبيّ في ال َم ْهدِ ) لينام .
( و ) الدَّأدََأةُ َ ( :
( *!والدّأْدَاءُ ) ممدودا : ( :ال َفضَاءُ ) الواسِعُ ،عن أَبي مالك ( و ) قيل هو
____________________
( )1/219
( )1/220
حمِى ِذمَارَهَا
ع وَأَ ْ
أَحِسّ لِيَرْبُو ٍ
وأَ ْدفَعُ عَ ْنهَا مِنْ*! دُرُو ٍء القَبَا ِئلِ
حمِْلهَا ،وفي ( العباب ) !* :اندَرَأَ عليهم إِذا طَلَع مُفاجََأ ًة ،وروى المُنذ ِريّ عن
أَي من خُرُوجِها و َ
خالدِ بن يزيدَ قال :يقال :دَرَأَ علينا فُلنٌ وطَرَأَ إِذا طلع فُجَا َءةً ،ودَرَأَ ال َك ْو َكبُ*! دُرُوءًا من ذلك
.
غدّ )
شمِرٌ !*:دَرََأتِ ( النارُ :أَضا َءتْ ،و ) *!دَرَأَ ( البعيرُ ) دُروءًا ( :أَ َ
( و ) من المجاز قال َ
ظهْرِه ) وفي الِناث في الضّرْع ،فهو*! دَا ِرئٌ ،
زاد الَصمعيّ ( و ) كان ( مع الغُ ّد ِة وَرَ ٌم في َ
جمُ*! دَرْأً ،بالفتح ،
جمُها ،ويسمى الحَ ْ
حْوناقة دَارِيءٌ أَيضا إِذا أَخذَتْها الغُ ّدةُ في مَرَاقِها واستبانَ َ
جوْا أَنْ يَسْلَمَ ،قال :ودَرَأَ إِذَا
قاله ابن السكّيت ،وعن ابن الَعرابيّ :إِذا دَرَأَ ال َبعِيرُ مِن غُدّتِه رَ َ
وَرِم نَحْرُه ،والمَرَاقُ مَجْرَى الماءِ في حَ ْل ِقهَا ،واستعاره رؤب ُة للمنتفِعُ المُت َغضّب فقال :
يَا أَ ّيهَا *!الدّا ِرئُ كَالمَ ْنكُوفِ
حجُوفِ
شكّي َمغْلَةَ المَ ْ
والمُتَ َ
ظهْرِ البعي ِر ،والمنكوف :الذي يشتكي َن َكفَتَه وهي
حقْدَه الذ َنفَخه بمنزل ِة الوَرَم الذي في َ
جعل ِ
ت َوضِينَ
شيْءَ َ :بسَطَه ) ودَرَ ْأتُ له وِسَا َدةً ،أَي بسطْتها ،ودر ْأ ُ
أَصلُ الّلهْ ِزمَة ( و )*! دَرَأَ ( ال ّ
سطْتَه على الَرض ثم أَبْ َركْته عليه ل َتشّدّه به ،قال
البعيرِ إِذا بَسَطْتها ،ودر ْأتُ وَضِينَ البعيرِ إِذا بَ َ
المُ َثقّب العب ِديّ يصف ناقته :
َتقُولُ إِذا *!دَرَ ْأتُ َلهَا َوضِيِني
أَهذَا دِينُهُ أَبدا ودِينِي
ج ْمعَةً مِن حصَى المسجدِ
وفي حديث عُمر رضي ال عنه أَنه صلّى المغ ِربَ ،فلما انصرف دَرأَ ُ
ج ْمعَةً
ج ْمعَة :المجموعة ،يقال :أَعطِنِي ُ
سوّاها ،وال ُ
وأَلقى عليها رِدَاءَه واستلقى ،أَي َبسَطها و َ
حقَبَ ،أَي دفعته ،أَي َأخّرْته عنه ،قال أَبو
شمِر :دَرَ ْأتُ عن البعير ال َ
من َتمْرٍ ،كالقُبْصَةِ وقال َ
منصور :والصواب
____________________
( )1/221
( )1/222
حدَبُه .
( *!ودُرُوءُ الطريقِ ) بالضم ( َ :أخَاقِيقُهُ ) هي كُسُورهُ وجَ ْرفُه و َ
( *!وانْدَرَأَ الحرِيقُ :انْتَشَر ) وأَضاءَ .
طعْنَ وال ّر ْميَ عَلَيْها ) ،قال عَمرو بن َمعْدِ
( *!والدّرِيئَةُ ) كالخطيِئَة ( :الحَ ْلقَةُ يَ َتعَلّمُ ) الرامي ( ال ّ
يكرب رضي ال عنه :
ظِل ْلتُ كَأَنّي لل ّرمَاحِ دَرِي َئةً
ُأقَا ِتلُ عَنْ أَبْنَاءِ جَرْ ٍم َوفَ ّرتِ
قال الَصمعي :هي مهموز ( و ) قيل الدّرِيئَة ( :كلّ ما اسْتُتِرَ به من الصّيْدِ ) البعير أَو غيره (
لِيُخْ َتلَ به ) فإِذا أَمكَنه ال ّر ْميُ َرمَى ،قال أَبو زيد :هي مهموز ،لَنها *! ُتدْرَأَ نحو الصّ ْيدِ ،أَي
ن الَثير !* :الدّرِيّةُ :حَيَوانٌ يَستتِرُ به الصائدُ فيتْ ُركُه يَرْعى مع الوَحْشِ حتى إِذا
تُدْفع ،وقال اب ُ
ن الَثي ُر .ويقال !* :ادْرَءُوا دَرِي َئةً .
ستْ به وَأ ْمكَنت من طالبِها َرمَاها ،ولم يَهمِزْها اب ُ
أَنِ َ
طعْنِ ،والجمع
( *!وَتَدَرّءُوا :استَتَرُوا عن الشيء لِ َيخْتِلُوه ) أَو جعلوا *!دَرِيئةً للصّيْ ِد وال ّ
*!الدّرا ِئئُ بهمزتين !* ،والدّرَايَا ،كلهما ناد ( و ) َتدَرّءُوا ( عليهم َ :تطَاوَلُوا ) وتَعاوَنُوا ،قال
ح َوصِ :
عوْفُ بن الَ ْ
َ
َلقِيتُمْ مِنْ *!تَدَرّ ِئكُمْ عَلَيْنَا
َوقَتْلِ سَرَاتِنَا ذَاتَ العَرَاقِي
( و ) عن ابن السكّيت ( نا َقةٌ *!دَارِىءٌ ) بغير هاء أَي ( ُمغِ ّدةٌ ) .
عهَا عند
ت ضَرْ َ
خ ْ
ن وأَرْ َ
عهَا فهي ( *!مُدْ ِرئٌ ) ك ُمكْرِمِ إِذا ( أَنْ َزلَت اللبَ َ
( و )*! أَدْرََأتِ الناقةُ ِلضَرْ ِ
النّتَاج ) قاله أَبو زيد .
س ّميَ به لشِ ّدةِ
سكّين ) من دَرَأَ إِذا طلع مُفاجَأةً ،وإِنما ُ
( و ) من المجاز ( َكوْ َكبٌ *!-دِرّيءُ َك ِ
ق فقلت :هذا
َت َوقّ ِد ِه وتَلْلُئِهِ .وقال أَبو عمرو :سأَلت رجلً من س ْعدِ بن َبكْرٍ من أَهل ذات عِ ْر ٍ
سمّونه ؟ قال -!*:الدّرّيءَ .وكان من أَفصح الناس ( و ُيضَمّ ) وحكي
خمُ ما تُ َ
الكوكبُ الض ْ
عمْرو -!* :دَرّيءٌ ،بفتح الدّال ،من *!دَرَأْتُه ،وهمزها وجَعلها على
الَخفشُ عن قَتاد َة وأَبي َ
َفعّيل ،قال :وذلك من
____________________
( )1/223
تَلْلُئهِ ،قلت :فهو إِذا مُثَّلتٌ ( و ) قال أَبو عُبيدٍ :إِن ضَممتَ الدّالَ قُلت *!-دُرّي ٌء ،ويكون
مَنسوبا إِلى الدّرّ ،على ُفعِْليّ ،ولم تهمز ،لَنه ( ليس ) في كلم العرب ( ُفعّيل ) بضم فتشديد (
صفُ ِر ،ومن همزه من القُرّاءِ فإِنما أَراد أَن وزنَه ُفعّولٌ مثل سُبّوح ،فاستثقل
سواه ،ومُرّيق ) لل ُع ْ
( الضمّ ) فر ّد بعضَه إِلى الكسر ،كذا في ( العُباب ) أَي ( مُ َت َوقّدٌ مُتَلْلِيءٌ ،وقَدْ *!دَ َرأَ ) ال َك ْو َكبُ
ضوْ ُءهُ ،وقال الفَرّاء :العرب تُسمّي الكواكبَ العِظامَ التي ل تَعرف
(*! دُروءًا ) َ :ت َوقّد وانتش َر َ
أَسماءَها -!* :الدّرَا ِريّ ،وقال ابن الَعرابيّ -!* :والدّرّيءُ :الكَو َكبُ المُ ْنقَضّ يُدْ َرأُ على
صفُ َثوْرا َوحْشِيّا .
الشيطان ،وأَنشدَ لَوْسِ بن حَجَرٍ ،وهو جاهليّ َ ،ي ِ
فَا ْنقَضّ *!-كالدّرّيءِ يَتْ َبعُهُ
َنقْعٌ يَثُورُ َتخَالُه طُنُبَا
شكِل القُرآنِ لبنِ قُتَيْبَة .
يريد :تَخالُه ُفسْطَاطا مَضروبا ،كذَا في مُ ْ
( و ) كوكب ( دُرّيءٌ بالضّمّ والياء ) موضعُ ذِكره ( في درر ) وسيأْتي إِن شاءَ ال تعالى .
( *!ودَارَأْتُه ) مُدار َءةً وكذا (*! دَارَيْتُه ) مُدارَاةً إِذا ا ّتقَيْته ( و ) دارأْته أَيضا ( دَافَتُه ولَيَنْتُه )
وهو ( ضِدّ ) ،وأَصل *!المُدَارََأةِ المُخالفة والمُدافعة ،ويقال فلنٌ ل *!يُدارِي ول ُيمَارِي ،أَي
ل يُشاغِب ول يُخالف .وأَما قول أَبي يزِيد السا ِئبِ بنِ يزيد الكِن ِديّ رضي ال عنه :كان النبيّ
صلى ال عليه وسلمشَرِيكي ،فكان خَيْرَ شريكٍ ،ل يُشارِي ول يُمارِي ول يُدَارِي .قال
حقّه ،
حقّ عن َ
خفّف الهمزةَ للقرينتين ،أَي ل يُدافِع ذَا ال َ
الصاغاني :ففيه وجهانِ :أَحدهما أَنه َ
حسْن الخلق
والثاني أَنه على َأصْله في العتلل ،من دَرَاهُ إِذا خَتَله وقال الَحمر :المُدارَأةُ في ُ
والمعاشرة ،تُهمز ول تُهمز ،يقال دَارَأْتُه
____________________
( )1/224
( )1/225
*! وانْدَرَأَ عليه *!انْدِرَاءً :ان َدفَع ،والعامة تقول :انْدَرَى ،وا ْندَرَأَ علينا بِشَرَ :طَلَع مُفاجَأةً .
( ) ومما يستدرك عليه :
شيْءُ َتدَ ْهدَي ) كذا في ( العباب ) .
دربأ !*:دَرْبََأ يقال (*! َتدَرْبَأَ ال ّ
دفأ !*( :ال ّدفْءُ بالكسر ) و ُروِي الفتحُ أَيضا عن ابن القطّاع ( ويُحَرّك ) فيكون مَصدر*! دَفئَ
ظمَأً ،وهو السّخونة ( َنقِيضِ حِ ّدهِ البَ ْردِ *!كال ّدفَاءَة ) صرّح الجوهريّ
*! َدفَأً مثل ظَميءَ َ
والصاغاني أَنه مصدرٌ للمكسور كالكَراهَةِ ،من كَ ِرهَ ،وصرّح اليزيديّ بأَنه مصدرُ المَضموم ،
ضؤَ ،والسم ال ّدفْءُ بالكسر ،وهو الشيء الذي *! ُي ْدفِئُك ( ج أَ ْدفَاءٌ ) ،تقول :
كال َوضَاءَة ،من وَ ُ
ما عليه *! ِدفْءٌ ،لَنه اس ٌم ،ول تقل :ما عليك *! َدفَا َءةٌ ،لَنها مصدر ،قال َثعَلَبَةُ بن عُبَيدٍ
العَ َد ِويّ :
ستْ
فََلمّا ا ْن َقضَى صِرّ الشّتَا ِء وَأَيْأَ َ
مِنَ الصّ ّيفِ َأ ْدفَاءَ السّخُونَةِ فِي الَ ْرضِ
( َدفِيءَ ) الرجلُ ( َكفَرِح ) َدفَأً ،محركةً ،و َدفَا َءةً َككَرا َهةٍ ( و ) *! َد ُفؤَ مثل ( كَرُمَ ) َدفَا َءةً ،مثل
َوضُ َؤ َوضَا َءةً ( *!وتَ َدفّأَ ) الرجلُ بالثوب ( *!واست ْدفَأَ ) به ( *!وا ّدفَأَ ) به ،أَصله *!اتْ َدفَأَ ،
فأُبدل وأُدْغم ( و ) قد ( *!َأ ْدفَأَه ) أَي ( أَلبَسه *!الدّفاءَ ) بالكسر ممدودا اسم ( ِلمَا *!يُ ْدفِئُه ) من
نح ِو صوفٍ وغيرِه ،وقد *!ا ّدفَ ْيتُ *!واس َت ْدفَ ْيتُ ،أَي لبست ما *!يُ ْدفِئُني ،وحكي اللّحيانيّ أَنه
لمْرِ
سمع أَبا الدّينارِ يُحدّث عن أَعرابيّةٍ أَنها قالت :الصّلَءَ *!وال ّدفَاءَ ،نصبتْ على الِغْرَاءِ أَو ا َ
( *!وال ّدفْآنُ !*:المُسْ َت ْد ِفئُ *!كال ّد ِفئِ ) على َفعِل ( وهي *! َدفْأَى ) كسَكحرَي ،والجمع*! دِفاءٌ ،
ن وأُنْثَاه خاصّ بالِنسان ،وككريم خاصّ بغيرِه من
ووجدت في بعض المجاميع ما نصّه :ال ّدفْآ ُ
زمانٍ أَو مكانِ ،وككَ ِتفٍ مُشتَركٌ
____________________
( )1/226
ن الَعرابيّ :
ن ولقَدْ َدفِيءَ ،وأَنشد اب ُ
جلُ َدفْآ َ
بينهما ،وفي ( اللسان ) :ما كان الرّ ُ
يَبِيتُ أَبُو لَيْلَى*! َدفِيئا َوضَيْفُهُ
خصَائُِلهْ
ن القُرّ ُيضْحِي مُسْتَخِفا َ
مِ َ
ن الَعرابيّ ( :أَرضٌ *! َدفِئَةٌ ) مقصورا ( ،و ) حكَى غيرُه (*! َدفِيئَة )
( و ) حكى اب ُ
ب والبيتُ ،
كخطِيئَة ،و َد ُف َؤتْ ليلَتُنَا ،ويومٌ*! -دفِيءٌ ،على َفعِيل ،وليلةٌ*! َدفِيئَة ،وكذلك ال ّث ْو ُ
كذا في ( العُباب ) .
( و ) يقال :أَرضٌ ( *!مَدْفأَة ) أَي ذاتُ ِدفْءٍ ،والجمع *!مَدَا ِفئُ ،قال ساعدةُ يصف غزالً :
َيقْرُوا أَبَا ِرقَهُ ويَدْنُو تَا َرةً
*! ِبمَدا ِفئٍ مِنْهُ ِبهِنّ الحُّلبُ
وفي ( شُروح الفَصيح ) َ :د ُفؤَ يومُنا *!و َد ُف َؤتْ ليلَتُنا ،فهو *! َدفْآنُ ،وهي *! َدفْأَى ،بال َقصْر ،
ئ ككتِف ،وامرَأةٌ *! َدفِ َئةٌ ،ومثله في الَساس .
ورجل *! َد ِف ٌ
لوْبارِ
( و ) من المجاز ( إِبلٌ *! ُم ْدفََأةٌ *!ومُ ْدفِئَ ٌة *!ومُ َدفّأَة *!ومُ َدفّئَة ) بالضمّ في ال ُكلّ ( :كَثير ُة ا َ
والشّحوم ) *!يُ ْدفِئُها َأوْبَارُها ،وزاد في ( اللسان ) *!مُدفاة بالضم غير مهموزٍ أَي كثيرةٌ *! ُي ْد ِفئُ
بعضُها بعضا بأَنفاسها ،كذا في ( الصحاح ) ،وفي ( العباب ) !* :والمُ ْدفِئَة :الِبل الكثيرةُ لَنّ
بعضَها ُي ْدفِيءُ بعْضا بأْنفاسها ،وقد تُشَدّد !* ،والمُ ْدفََأةُ :الِبلُ الكثيرةُ الَوبار والشّحومِ ،عن
الَصمعيّ ،وأَشند للشمّاخ :
ك لَ أَرَا ُهمْ
أَعائِشَ مَا لَهِْل ِ
ُيضِيعُونَ ال ِهجَانَ مَعَ ال ُمضِيعِ
حبُ *!مُ ْدفَآتٍ
َوكَيْفَ َيضِي ُع صَا ِ
جهِنّ مِنَ الصّقيعِ
عَلَى أَثْبَا ِ
( *!-وال ّدفَ ِئيّ ) كعر ِبيّ هو ( الدّثَ ِئيّ ) قاله الَصمعي ،وهو المطرُ يأْتي بعد اشتدادِ الح ّر ،وقال
ثعلبٌ :وقتُه إِذا قاءَت الَرض ال َكمَْأةَ ،وفي ( الصّحاح ) و ( العباب ) :ال ّدفَ ِئيّ :المطر الذي
يكون بعد الرّبيع قبل الصّيْف حين تَذهب ال َكمَْأةُ فل يبقى في الَرض منها شيءٌ ( و ) قال أَبو زيدٍ
!* :ال ّدفَئِيّة ( بهاءٍ ) مِثال
____________________
( )1/227
حمَل ( قُ ُبلَ الصّ ْيفِ ) وهي المِي َرةُ الثالثة ،لَن َأ ّولَ المِي َرةِ الرّ َبعِيّة ثم
جمِيّة ( :المِي َرةُ ) تَ ْ
العَ َ
الصّ ْيفِيّة ،وكذلك النّتَاج ،قال :وَأوّل *!-ال ّدفَ ِئيّ وقوعُ الجَ ْبهَةِ ،وآخِرُه الصّ ْرفَةُ .
( و ) في التنزيل العزيز { َل ُكمْ فِيهَا ِدفْء َومَنَافِعُ } ( النحل ) 5 :قال الفراءُ ( ال ّدفْءُ بالكسر )
خ ْفضِ ،والَلف
هكذا كُتِب في المصاحف بالدّال والفاء وإِن كُتِب بالواو في الرفع ،والياءِ في ال َ
صوَابا ،وذلك على ترك الهمز ونقل إِعراب الهمز إِلى الحرف الذي قبلها ،هو
في النصب كان َ
ج الِبلِ وَأوْبَارُها ) وأَلبانها ( والنتفاعُ بها ) وعبارة ( الصحاح ) و ( العباب ) :وما يُنْ َتفَع
( نِتَا ُ
ل كلّ دابّةٍ ،وفي حديث وفْدِ َه ْمدَان
سُبه منها ،وروي عن ابن عباسٍ في تفسير الية قال :نَ ْ
ج الِبل
سمّى نِتا َ
لمَانَةِ ) أَي إِبِلهِم وغَنمِهم َ ،
ق وا َ
سّلمُوا بالمِيثا ِ
( وَلَنَا مِنْ*! ِدفْ ِئهِ ْم َوصِرَا ِمهِمْ ما َ
وما يُنتَفع بها ِدفًْأ لَنه يُتّخَذ من أَوبارِها وأَصوافها ما يُستَ ْدفَأُ به .
( و )*! ال ّدفْءُ ( :العطِيّةُ ،و ) الدّفءُ ( من الحائط :كِنّه ) يقال :ا ْقعُدْ فِي ِدفْءِ هذا الحائطِ
لوْبارِ ) من الِبل والغنم ( .و ) قال ال ُمؤَرّجُ :
أَي كِنّه ( ،و ) ال ّدفْءُ ( ما َأ ْدفَأَ من الَصواف وا َ
( أَ ْدفََأهُ ) أَي الرجل إِدفاءً إِذا ( أَعطاهُ ) عطاءً ( كثيرا ) وهو مجاز .
( و ) أَدفأَ ( القومُ :اجتمعوا ) .
( *!وال ّدفَأُ مُحركةً :الحَنَأُ ) بالحاء المهملة والنون ،يقال فُلنٌ فيه *! َدفَأٌ ،أَي ا ْنحِنَا ُء ،وفي
ي مهموزا مقصورا ( .وهو *!َأ ْدفَأُ ) بغير همزٍ ،أَي فيه
حديث الدجّال ( :فيه َدفَأٌ ) حكاه الهرو ّ
انحناءٌ ( وهي*! َدفْأَى ) بالقصر ،وسيأْتي في المعتل إِن شاءَ ال تعالى .
( ) ومما يستدرك عليه :
*!الِدفاءُ :هو القَ ْتلُ ،في لغة بعضِ العرب ،وفي الحديث :أُ ِتيَ بأَسِيرٍ يُرْعَد ،فقال لقومٍ :
( ا ْذهَبُوا بهِ *!فَا ْدفُوه )
____________________
( )1/228
فذهَبُوا به فقتلوه ،فوداه رسولُ ال صلى ال عليه وسلم أَراد *!الِ ْدفَاءَ ،من ال ّدفْ ِء وأَنْ *!يُدْفأَ
بثوبٍ ،فحَسبوه بمعنى القَتحلِ في لغة أَهل اليمن ،وأَراد *!َأ ْدفِئُوه بالهمز ،فخفّفه شُذوذا ،
حذَف ،لَن الهمز ليس من لغة قريش ،فَأمّا
وتَخفيفه القياسيّ أَن تُجعَل الهمزةُ بَيْنَ بَيْنَ ،ل أَنْ تُ ْ
القتل فيقال فيه *!أَ ْدفَ ْأتُ الجريحَ *!ودَافَأْتُه *!و َد َفوْتُه *!ودَافَيْتُه ،إِذا أَجه ْزتَ عليه ،كذا في
( اللسان ) ،قلت :ويأْتي في المعتل إِن شاءَ ال تعالى .
*!وأَدفاءٌ ،جمع دِفءٍ َ :موْضِعٌ ،كذا في ( المُعجم ) .
ح َمهُمْ ) *!كَدَاكَأَهم !* .وداكََأتْ عليه الدّيونُ ،قاله أَبو زيد .
دكأ َ !*( :دكَأَهُم كمَنَع :دا َفعَهم وزا َ
( *!وتَدَاكَئُوا :ازدَحموا و َتدَافعوا ) قال ابن مُقبل :
صهْيِمٍ مَنَاكِبُهُ
ل ِ
وقَرّبُوا ُك ّ
إِذَا *! َتدَاكَأَ منه َد ْفعُه شَ َنفَا
ح ِميّ الَ ْنفِ أَبِيّا شديدَ ال ّنفْسِ َبطِيءَ النكسارِ !* .وَتَدَاكَأَ :
جمَال إِذا كان َ
الصّهميم من الرّجال وال ِ
تدافَع ،و َد ْفعُه :سَيْ ُرهُ ،كذا في ( اللسان ) .
دنأ -!*( :الدّنِيءُ :الخَسيِس ) الدّون من الرجال (*! كالدّانِئ ) *!-والدّنِيءُ أَيضا ( :الخَبِيثُ
سفِْليّ ،قاله أَبو زيد واللحياني ،كما سيأْتي نصّ عبارتهما ( و )
البَطْنِ والفَرْجِ ،الماجِنُ ) ال ّ
*!الدنيءُ أَيضا ( :الدّقيقُ الحقير ج *!َأدْنَاءٌ ) كشريف وأَشرافٍ ،وفي بعض الُصول *!َأدْنِيَاء
كنصيب وأَنصِباءَ ( *!ودُنَاء ) كَرُخَال على الشذوذ ( وقد *!دَنَأَ ) الرجلُ *!ودَ ُنؤَ ( َكمَنع وكَرُم
س ُفلَ في فعله ومَجُنَ
*!دُنُو َءةً ) بالضمّ ( *!وَدَنا َءةً ) مثل كَرَا َهةٍ ،إِذا صار*! دَنِيئًا ل خَيْرَ فيه ،و َ
( *!والدّنِيئةُ :النقيصة !* .وأَدْنأَ ) الرجل ( َ :ركِب ) أَمرا ( *!دنيئا ) حَقيرا ،وقال ابن
ت في ِفعْلك ومَجُ ْنتَ ،وقال ال تعالى { أَ َتسْتَبْدِلُونَ
سفَلْ َ
ت في فِعلك *!تَدْنَأُ أَي َ
السكّيت :لقد *!دَنَ ْأ َ
الّذِى ُهوَ َأدْنَى بِالّذِى ُهوَ خَيْرٌ } ( البقرة ) 61 :قال الفراءُ :هو من الدّنا َءةِ ،والعرب تقول :إِنه
لَدَنِي ٌء في الُمور ،غير مهموز ،يَتّبِعُ خَسِيسَها وأَصاغِرَها ،وكان زُهَيْرٌ الفُ ْرقُبِيّ يهمز ( هو
*!أَدنَى بالذي
____________________
( )1/229
هو خير ) قال الفَرّاءُ :هو من *!الدناءة والعرب تقول :إنه *!-لدنيّ في المور ،غير مهموز
يتبع خسيسها وأصاغرها وكان زهير الفرقبي يهمز " هو*! أدنأ بالذي هو خير" قال الفراء :ولم
خسّة ،وهم في ذلك يقولون إِنه*! لدَانىءٌ ،أَي خَبيثٌ
تزل العربُ تَهمز َأدْنَأَ إِذا كان من ال ِ
فيهمزون ،وقال الزجاج ُ :هوَ أَدْنَى ،غير مهموز ،أَي أَقرب ،ومعناه أَقلّ قِيمةً ،فَأمّا الخسيسُ
فاللغةُ فيه*! دَ ُنؤَ دَنَا َءةً ،وهو*! -دَنِيءٌ ،بالهمز .وفي كتاب ( المصادِر ) :دَ ُنؤَ الرجلُ َيدْ ُنؤُ
دُنُوءًا ودَنَا َءةً إِذا كان مَاجنا .قال أَبو منصور :أَهلُ اللغةِ ل َي ْهمِزون دَ ُنؤَ في باب الخِسّة ،وإِنما
يهمزونه في بال المجون والخُ ْبثِ ،مِن َقوْمٍ *!أَدْنِئَاء ،وقد دَ ُنؤَ دَنَا َءةً ،وهو الخَبِيث البَطْنِ
والفَرْجِ ورجلٌ دَنِيءٌ من َقوْمٍ أَدْنِيَاء ،وقد *!دَنَأَ *!يَدْنَأُ ودَ ُنوَ يَدْنُو دُ ُنوّا ،وهو الضعيفُ الخَسيس
خذَ فيه ،وأَنشد :
الذي ل غَنَاءَ عِندَه ،ال ُم َقصّر في كلّ ما أَ َ
ل وَأَبِيكَ ما خُُلقِي ِبوَعْرٍ
فَ َ
وَلَ أَنَا بِالدّنِي ِء َولَ المُدَنّا
وقال أَبو زيد في كتاب الهمز :دَنَأَ الرجلُ َيدْنَأُ دَنَا َءةً ودَ ُنؤَ َيدْ ُنؤُ*! دُنُوءًا إِذا كان*! دَنِيئا ل خير
فيه ،وقال اللحيانيّ :رجل*! دَنِىءٌ *!ودَانِيءٌ ،وهو الخبيثُ البَطْن والفرجِ الماجِنُ ،من قوم
أَدْنِئَاء ( اللم ) ،مهموزة ،قال :ويقال للخسيس :إِنه *!-لدنِىءٌ من َأدْنِيَاء ،بغي رهمزٍ .قال
الَزهريّ :والذي قاله أَبو زيد واللّحيانيّ وابنُ السكّيت هو الصحيح ،والذي قاله الزّجّاجُ غيرُ
حفُوظٍ ،كذا في ( اللسان ) .
مَ ْ
(*! وَدنِىءَ َكفَرِح :جَنِيءَ ،وال ّنعْت ) في المذكر والمؤنث (*! َأدْنَأُ *!ودَنْأَى ) ويقال للرجل :
أَدْنَُأ وَأجْنَُأ وَأ ْقعَسُ ،بمعنى واحدٍ .
حمَله على الدّنَا َءةِ ) يقال ،
( *!وتَدَنَّأهُ َ :
____________________
( )1/230
نفس فلن *!تَتَدَ ّنؤُه ،أَي تَحمِله على الدّنا َءةِ .
ب ،كالمعتلّ .
والتركيب يدلّ على القُ ْر ِ
( ) ومما يستدرك عليه هنا :
طمْشِ هو ،مَهموز
دهدأ َ !*:دهْدَأَ ،قال أَبو زيد :ما أَدْرِي َأيّ *!الدّهْدَإِ ُهوَ ؟ َأيْ َأيّ ال ّ
ضوّرُ فقال :
مقصورٌ ،وضافَ رجلٌ رجلً فلم َيقْرِه ،وبات ُيصَلّي وتَركه جائعا يَ َت َ
حوْلِي
تَن ِيتُ *!تُدَ ْهدِي ُء القُرْآنَ َ
عقْرُبَانُ
كَأَ ّنكَ عِنْدَ رَ ْأسِي ُ
فهمز ُتدَ ْهدِيء ،وهو غير مهموزٍ ،كذا في ( اللسان ) .
دوأ !*( :الدّاءُ :المَ َرضُ ) والعيب ظاهرا أَو بَاطنا ،حتى يقال :داءُ الشّحّ أَشدّ *!الَدواءِ ،
ومنه قولُ المَرَأةِ :كُل *!داءٍ له *!داءٌ ،أَرادت ُكلّ عَ ْيبٍ في الرّجال فهو فيه ،وفي الحديث
ن الَثير :الصوابُ *!أَ ْدوَأُ ،بالهمز
خلِ ) َأيْ َأيّ عَ ْيبٍ َأقْبَحُ منه ) قال اب ُ
( َأيّ دَاءٍ *!أَ ْدوَى مِنَ ال ُب ْ
( ج *!أَ ْدوَاءٌ ) قال ابنُ خَاَلوَيْه ،ليس في كلمهم مُفرَدٌ ممدودٌ وجَمعُه ممدودٌ ِإلّ دَا ٌء وَأ َدوَاءٌ ،
نقله شيخنا .
( *!دَاءَ ) الرجلُ ( *! َيدَاءُ ) كخَاف يَخَاف (*! َدوْأً !* ،ودَاءً !* ،وأَ ْدوَأَ ) كَأكْرَم ،وهذا عن أَبي
ج ْوفِهِ الدّاءُ ( وَ ُهوَ *!دَاءٍ ) بكس ِر الهمزةِ المُنونة ،كما في سائر النسخ ،وفي
زيدٍ ،إِذا أَصابه في َ
بعضها بضمّها ،كأَنّ أَصلَه *!دائِىءٌ ثم عومِل معامل َة المعتلّ ،قال سيبويه :رجل دَاءٌ َف ِعلٌ ،أَي
شمِرٍ ،وزاد في ( التهذيب ) :
ذو دَاءٍ ،ورجلنِ *!دَاآنِ ،ورِجال َأ ْدوَاءٌ .ونسبه الصغاني ِل َ
رجل *! َدوَى مِثْل ضَنًى ( و ) رجل ( *!-مُدِيءٌ ) كمُطيع ( ،وهي بهاء ) أَي امرأَة *!دَا َءةٌ
*!ومُديِئَةٌ ،وفي الَساس :رجل دَاءٌ ،وامرأَة دَاءٌ ودَا َءةٌ ( وقد *!دِ ْئتَ يا رجل ) بالكسر
( *!وأَدَ ْأتَ ) وكذا *!أَداءَ جوفُك فأَنت *!-مُديءٌ ( *!وأَدَأْتُه ) أَيضا إِذا ( َأصَبْته *!بداءٍ ) يتعدّى
ول يتعدّى .
جلٌ*! دَيّىءٌ كَخَيّر :دَاءٍ ،وهي بهاء )
( *!ودَاءُ الذّئبِ :الجُوع ) قاله ثعلب ( و ) يقال ( رَ ُ
*!دَيّئَة ،ونص عبارة التهذيب ولي لغة أُخرى :رجل دَيّي ٌء وامرأَة دَيّئَة ،على فَ ْيعِل وفَ ْيعِلة ،
ونصّ عبارة ( العُباب ) :
____________________
( )1/231
( *!والَ ْدوَاءُ ) على صيغة الجمع ( ع ) في ديار تميم بنجد ،قال نصر :هو ِبضَم ال َهمْ ِز وفَتح
الدال .
( و ) يقال :سمعت*! َدوْ َدَأةً (*! ال ّدوْدََأةُ :الجَلَ َبةُ ) والصياح .
( و ) عن أَبي زيد ( إِذا اتّه َمتَ الرجلَ قلت له ) :قد (*! أَدَ ْأتَ *!إِدَا َءةً !* ،وأَ ْدوَ ْأتَ *!إِدْواءً ) .
( )1/232
ذبأ !* ( :الذّبََأةُ ،بالفتح ) قال ابن الَعرابي ( :الجاريةُ ) الرّعُوم ،وهي ( المَهزُولة المَليحةُ )
خفِيفةُ الرّوحِ ) ولم يورده صاحب ( اللسان ) .
الهُزالِ ( ال َ
شيْءَ :كَثّرَه ) قال ال تعالى
ذرأ !* ( :ذَرَأَ ) اللّهُ لخَلْقَ ( َكجَعل ) *!يَذْ َرؤُهم *!ذَرْأً ( خَلَق :وال ّ
َ !* { :يذْ َر ُؤكُمْ فِيهِ } ( الشورى ) 11 :أَي ُيكَثّ ُركُم بالتزويج ،كأَنه قال *!يَذْ َرؤُكم به ( ومنه )
سلِ ال ّثقَلَيْنِ ) من الجِنّ
اشتقاق لفظ ( *!الذّرّيّة ،مُثلّثة ) ولم تُسمَع في كلمهم إِل غير مهموزة ( لِ َن ْ
حمَلْنَا ذُرّيّ َتهُمْ فِى ا ْلفُ ْلكِ
والِنس ،وقد تُطلق على البا ِء والُصول أَيضا ،قال ال تعالى { :أَنّا َ
شحُونِ } ( يس ) 41 :والجمع *!ذَرا ِريّ كَسَراريّ قال الصاغاني :وفي اشتقاقها وجهانِ ،
ا ْلمَ ْ
أَحدهما أَنها من *!الذّرْ ِء ،ووزنها ُفعّولَة أَو ُفعّيلة ،والثاني أَنها من الذّ ّر بمعنى التفريق ،لَن ال
تعالى ذَرّهُم في الَرض ،ووزنها ُفعْلِيّة أَو ُفعّولة أَيضا وأَصلُها ذُرّورَة فقلبت الراء الثالثة ياءً ،
سمَاءٌ ،ومنها حديث
ضتِ العُقابُ .وقد أُو ِق َعتْ الذّرّيّة على النّساء ،كقولهم للمطرِ َ
كما في َت َق ّ
حجّوا بالذّرّيّة ل تَ ْأكُلُوا أَرْزَاقَها وَتَذرُوا أَرْباقَها في أَعناقِها .قيل المراد بها
عُمر رضي ال عنه ُ .
النساء ل الصّبيان ،وضَرب الَرْبَاقَ مَثلً لما قُلّدَت أَعناقُها مِن وُجوب الحَجّ .
سقَطَ ) ما فيه من الَسنان مثل ذرَا كدَعَا .
( و )*! ذَرَأَ ( فُوهُ ) وذَرَا ،بغي رهمز ( َ :
( و ) *!ذَرأَ ( الَرضَ َ :بذَرهَا ) قال شيخنا :قيل :الَفصح فيه وفيما قبله الِعلل ،وأَما
الهمزة فلغة ضعيفة أَو لثغة ( و ) يقال ( زَ ْرعٌ *!-ذَرِيءٌ ) على َفعِيل ،قال عُبيدُ ال بن عبد ال
بن عُتْبة بن مسعود ،ويُروى لِقيس بن ذَرِيح ،وهو موجودٌ في دِيوا َنيْ شعرهما :
ت القَ ْلبَ ُثمّ *!ذَرَ ْأتِ فِيهِ
ع ِ
صَدَ ْ
َهوَاكِ فَلِيمَ فَالْتََأ َم الفُطُورُ
____________________
( )1/233
( )1/234
( )1/236
فَعلى الَصل ،ومن َذكّر فعلى أَنه قد َنقَل من الجزء إِلى ال ُكلّ .
( و ) من المجاز :رَبأَ فلنٌ على شَ َرفٍ إِذا ( علَ وارتفَعَ ) لينظر للقوم كيل يَد َهمَهم عَ ُدوّ .
( و ) ربأَ ( َرفَعَ ) ،يستعمل لزما ،ومتعدّيا ،يقال !* :رَبَ ْأتُ المَرْبََأةَ *!وأَرْبأْتُها أَي عََلوْتها .
*!ورَبَأْتُ بك عن كذا وكذا :رفعتك ،وربَأتُ بك أَ ْر َف َع الَمر :ر َفعْتُك ،وهذه عن ابن جنّي ،
ت الَرضُ :
ويقال :إِني *!لَرْبأُ بك عن ذلك الَمرِ ،أَي أَرفعُك عنه ول أَرضاه لك !* ،وَربَأَ ِ
رَ َبتْ وارتفعت ،وقُرِىء 22 017 . 1 { .فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربأت } ( الحج ) 5 :
أَي ارتفعت .وقال الزجاج :ذلك لَن النبت إِذا همّ أَن يَظه َر ارتفعت له الَرضُ .
حفِظَه و ( أَصلَحَ ) قال الشاعر :
( و ) *!رَبََأ المالَ َ :
ول أَرْبَأُ المَالَ مِنْ حُبّه
خلْ
وَلَ لِ ْلفَخَا ِر َولَ لِلْ َب َ
حقَ إِذَا نَابَنِي
ولكِنْ لِ َ
وإِكرا ِم ضَ ْيفٍ إِذَا ما نَ َزلْ
( و )*! رَبَأَ ( َ :أذْ َهبَ ) قال شيخنا :وقد يكون هذا من الَضداد .
ن و َتمْر وغيرِه .
جمَعَ من ُكلّ طعامٍ ) ولَبَ ٍ
( و ) *!ربأَ له إِذا ( َ
( و ) *!رَبَأَ إِذا ( تَثا َقلَ فِي مِشْيَ ِتهِ ) ،يقال :جاءَ يَرْبَأُ في مِشْيَتِه أَءَ يتثاقل .
( و ) *!رَبَأَ على جَ َبلٍ ( :أَش َرفَ ) لِينظُرَ ( ،كَارْتَبَأَ ) وأَرْبَأَ ،قال غَيْلنُ الرّ َب ِعيّ :
صوَا
ل ْ
قاَ
قَدْ أَغْ َتدِي وَالطّيْرُ َفوْ َ
مُرْتَبِئَاتٍ َفوْقَ أَعْلَى العَلْيَا
ويقال :ما عَ َر ْفتُ فلنا حتى أَرْبَأَ لي ،أَي أَشرفَ .
( *!وَرابَأْتُه :حَذِرْتُه ) أَي خفته ( وا ّتقَيْتُه ) قال البَعيث :
عقَدْتُهُ
*!فَرابَ ْأتُ واسْ َتمْ َتمْتُ حَبْلً َ
حكَمُ
إِلى عَظَماتٍ مَ ْن ُعهَا الجَارَ ُم ْ
( و ) رابأْته ( :راقَبْتُه ،و )*! رابأْتُه ( :حَا َرسْتُه )*! كأَرْبََأهُ !* ،ورَبََأهُ *!وارْتَبَأهُ إِذا َرقَبَه .
( *!والرّبَْأةُ ) بالفتح ( :الِدَاوة ) تُعمَل
____________________
( )1/237
( )1/238
المفعولية .
رثأ !*( :رَثَأَ اللبَنَ َ ،كمَنَع :حَلَبه على حا ِمضٍ فخَثُرَ ،وهو *!الرّثي َئةُ ) ،وبلغ زيادا قولُ
شهْدِ بماءِ َرصَفَةٍ .فقال :أَكذالك هو ؟ فَل ُهوَ
حبّ إِليّ مِنَ ال ّ
حدِيثٌ مِنْ عَاقِل َأ َ
شعْبةَ :لَ َ
المُغيرَة بن ُ
حبّ إِليّ مِنْ*! رَثِيئَةٍ فُثِ َئتْ ِبسُلَلَةٍ مِنْ مَاءٍ َث ْغبٍ في َيوْمٍ ذِي وَدِيقَةٍ تَ ْر َمضُ فيه الجالُ .
أَ َ
صبّ حَليبا على لبنٍ
ب ويَغلُظَ َ ،أوُ أَن َت ُ
قال أَبو منصور :هو أَن َتحْلُب حَليبا على حامضٍ فَيرُو َ
س يقول لخادِمٍ له :
جدَحَةِ حتى يَغلُظَ ،وسمعتُ أَعرابيّا من بني ُمضَرّ ٍ
جدَحَه بِالمِ ْ
حامضٍ فَتَ ْ
*!ارْثَئِي لِي لُبَيْ َنةً أَشرَبها .قال الجوهري والصاغاني :ومنه الرّثي َئةُ َتفْثَأَ ال َغضَبَ ،أَي َتكْسِر
وتُذْهِبُه .وقال الميدانيّ :هو اللبن الحا ِمضُ ُيخْلَطُ بالحُ ْلوِ ،زعموا أَن َرجُلً نزل بقوم وكان
ساخطا عليهم ،وكان جائعا ،فس َقوْه الرّثيئَة ،فسكَن غضَبُه ،فضُرِب مثلً .
( و ) رَثََأ مهموزٌ ( لُغةٌ في رَثَى المَيتَ ) المعتل !*،رَثَ ْأتُ الرجلَ بعد موته*! رَثْأً :مَ َدحْته ،
وكذلك *!رَثَأَت المرَأةُ زوجَها ،في *!رَثَت ،وهي*! المَرْثِئَةُ ،وقالت امرَأةٌ من العرب :رَثَ ْأتُ
سكّيت ،
ي والصاغانيّ ،نقلً عن ابن ال ّ
َزوْجي بأَبياتٍ ،وهمزَتْ ،أَرادت رَثَيْتُه .قاله الجوهر ّ
وأَصله غير مهموزٍ ،قال الفرّاءُ :وهذا من المرأَة على التوهّمِ ،لَنها رأَتهم يقولون رَثَ ْأتُ
اللبَنَ ،فظنت أَن المَرْثِيَةَ منها .
( و ) رَثَأَ *!يَرْثَأُ رَثْأً ( :خَلَطَ ) ،يقال :هم *!يَرْ َثؤُون رأْيَهم أَي َيخْلِطُون ( و ) رَثَأَ بالعصا رَثْأً
شديدا إِذا ( ضَ َربَ ) بها .
ع ِملَ لهم رَثِيئَةً ) .
( و ) رَثَأَ ( اللّبَنَ :صَيّ َرهُ *!رَثِي َئةً و ) رَثَأَ ( ال َقوْمَ ) وَرَثَأَ لهم ( َ
خمْزَة ،اسمٌ ( لِداءٍ ) ي ْأخُذُه ( في
سكَنَ و ) رَثَأَ ( البَعيرُ :أَصابَتْهُ رَثَْأةٌ ) ك َ
غضَبُه َ :
( و ) رَثَأَ ( َ
مَ ْنكِبِه ) فيظلَعُ منه .
ض ْعفُ
(*! وال ّرثْءُ ) بالفتح *!والرّثَْأةُ ،بزيادة الهاء ،كذا في ُأمّهات اللغة ( :قِلّةُ الفِطْنَ ِة ) و َ
ل الفِطنة ،وبه *!رَثَْأةٌ .
ضعِيفُ الفؤا ِد قلي ُ
الفُؤادِ .ورجل *!مَرْثُوءٌ َ :
____________________
( )1/239
قلت :ولعل رَثَْأةَ البعيرِ مأْخوذٌ من هنا ،قال اللحياني :قيل لَبي الجرّاح :كيف أَصبحتَ ؟ قال
ح ْمقُ ،
ضعْف ( .وال ُ
:أَصبحتُ مَرْثُوءًا ،فجعله اللحيانيّ من الختلط ،وإِنما هو من ال ّ
*!كالرّثِيئَةِ ) عن ثعلب .
طةُ ) يقال ( :كَبْشٌ*! أَرْثَُأ و َنعْجَةٌ*! رَثْآءُ ) أَي أَرقطُ ورقطاءُ .
( و )*! الرّثَْأةُ ( ،بالضّمّ :ال ّرقْ َ
( *!وارْتَثَأَ ) فلنٌ ( في رَأْيِهِ ) أَي ( خَلّطَ ) بالتشديد ،وكذا ارْتَثأَ عليهم أَمرُهُم ،وهم *!يَرْتَثِئُونَ
أَمرَهم ،أُخِد من الرّثِيئَةِ ،وهو اللبَنُ المُختلطُ .قلت :فعلى هذا يكون من باب المجاز .
( و ) ارتثأَ ( الرّثِي َئةَ :شَرِ َبهَا ) .
( و ) ارتَثَأَ ( اللبَنُ :خَثُرَ ) في بعض اللغات !* ( ،كأَرْثَأَ ) كذا في نسختنا على وَزْنِ َأكْرَم ،ولم
نج ِدهْ في ُأمّهات اللغة .
والتركيب يدلّ على اختلطٍ .
لمْرَ َ :أخّ َرهُ ) ،في حد ِيثِ َتوْبَةِ َك ْعبِ بن ماِلكٍ !* :وأَرْجَأَ رسولُ ال صلى ال
رجأ !* ( :أَرْجََأ ا َ
عليه وسلمَأمْرَنَا ،أَي َأخّرَه !* ،والِرجاءُ :التأْخير ( و ) أَرجأَت ( الناقةُ :دَنَا نَتَاجُها ) ،يهمز
ول يهمز ،وكذا*! أَرجأَت الحامل إِذا دَ َنتْ أَن يَخرُجَ ولدُها ،فهي*! مُرْجِى ٌء *!ومُرْجِ َئةٌ ( و )
صبْ شيئا ) يقال :خرجْنا إِلى الصّيْدِ*! فأَرْجَأْنا !*،كَأَرْجَيْنَا ،أَي لم ُنصِب
أَرجأَ ( الصائدُ :لم ُي ِ
شَيئا ( وتَ ْركُ ال َهمْزِ لغ ٌة في ال ُكلّ ) قال أَبو عمرو !* :أَرجَأَت الناق ُة ،مهموزٌ ،وأَنشد لذي ال ّرمّةِ
يصف بيضَةً :
وبَ ْيضَاءَ ل تَ ْنحَاشُ مِنّا وَُأ ّمهَا
إِذَا مَا َرأَتْنَا زَالَ مِنّا َزوِيُلهَا
نَتُوج وَلَمْ ُتقْرِفْ ِلمَا ُيمْتَنَى لَهُ
حيّ سَلِيُلهَا
إِذَا أَرْجََأتْ مَا َتتْ وَ َ
ت الَمرَ
جتْ ،وهذه هي الرواية الصحيحة ،وقال ابن السكيت !*:أَرجَ ْأ ُ
ويروى إِذا نُتِ َ
*!وأَرجَيْتُه إِذا َأخّرْتَه وقُرِىءَ !*:أَ ْرجِهْ *!وأَرْجِئْه .وقوله تعالى :
____________________
( )1/240
{ *!تُ ْرجِىءُ مَن تَشَآء مِ ْنهُنّ وَ ُت ْؤوِى إِلَ ْيكَ مَن تَشَآء } ( الحزاب ) 51 :قال الزجاج :هذا مما
خص اللّهُ تعالى نبيّه صلى ال عليه وسلم فكان له أَن ُيؤَخّر مَن يشاء من نِسائه ،وليس ذلك
لغيره من ُأمّتِه ،وله أَن يَرُدّ مَن َأخّر إِلى فِراشه ،وقُرِىء -!* :تُرْجِي ،بغير هَمحز ،والهمز
خفّفا من تُرْجِيءُ ،لمكان ُتؤْوِي .وقرَأَ غيرُ المَدَنِيّينَ والكُوفِيّينَ
جوَد ،قال :وأُرَى تُرْجى ُم َ
أَ ْ
لمْرِ اللّهِ } ( التوبة ) 106 :أَي ( ُمؤَخّرُونَ ) زاد
وعيّاش قولَه تعالى { :وَءاخَرُونَ *!مُرْجَؤون ْ
جوْنَ } بفتح
ابنُ قُتيبة :أَي على أَمرِه ( حتّى يُنْ ِزلَ اللّهُ فيهم ما يريد ) وقُرِيء { وَءاخَرُونَ*! مُ ْر َ
سمّيَت *!المُرْجِئةُ ) الطائفةُ
الجيم وسكون الواو ( ،ومنه ) أَي من الِرجاء بمعنى التأْخير ( ُ
ج ِعيّ ( وإِذا لم َت ْهمِزْ ) على لُغة مَن يقول
جلٌ*! -مُرْجِئيّ مثال مُ ْر ِ
المعروفةُ ،هذا إِذَا همزت ،فر ُ
جلٌ*! -مُرْجِىءٌ بالتشديد ) وهو قول بعضهم ،
خطَ ْيبُ وَ َت ّوضّيْت ( فَ َر ُ
ت وأَ ْ
مِن العرب*! أَرْجَ ْي ُ
والَوّل أَصحّ ،وذهب إِليه أَكثرُ اللغوِيّين و َبدَءُوا به ،وإِنكارُ شيخنا التشديدَ ليس بوجهِ سَدِيد
جعِي
ي كمُرْ ِ
جلٌ مُ ْرجِيء كمُرْجِعٍ ،ل مُرْج ك ُمعْطٍ ) والنسبة إِليه *!-المُرْجِئ ّ
( وإِذا همَ ْزتَ ف َر ُ
ج ك ُمعْطٍ ،وأَنت ل يخفاك أَن
جلٌ مُرْ ٍ
( وَوهم الجوهريّ ) أَي في قوله إِذا لم تهمز قلت رَ ُ
الجوهريّ لم َي ُقلْ ذلك إِل في لُغة عَدمِ الهمز ،فل يكون وَهَما ،لَنه قول أَكثر اللغويين ،وهو
لمّهات ،وما ذهب إِليه المؤَلّف هو قولٌ مَرجوح ،فإِما أَنه تَصحيفٌ في نسخة
الموجود في ا ُ
( الصحاح ) التي كانت عند المؤلف أَو تحريف .
( وهُمْ ) أَي الطائفةُ ( المُ ْرجِئةُ ،بالهمز !* ،والمُرْجِ َيةُ ،بالياء مُخفّفة ل مُشدّدةً ) وقال الجوهريّ
ج ك ُمعْطٍ ،وهم المُرْجِيّةُ بالتشديد ( َووَهِمَ ) في ذلك ( الجوهريّ ) ،
:وإِذا لم تهمز قلتَ رجلٌ مُرُ ٍ
قال ابن بَرّي في حواشي ( الصحاح ) قول الجوهريّ المُرْجِئَة بالتشديد ،إِن أَراد به مَنْسوبون
إِلى المُرْجِئَة بتخفيف الياء فهو صحيح ،
____________________
( )1/241
وإِن أَراد به الطائفةَ نفْسَها فل يَجوزُ فيه تَشديدُ الياء ،إِنما يكون ذلك في المنسوب إِلى هذه
ي ومُرْجِي في النسب إِلى المُرْجِئَة والمُرْجِيَةِ .
الطائفة ،قال :وكذلك ينبغي أَن يُقال رجلٌ مُرْجِئ ّ
قلت :وهذا الكلم يحتاج إِلى تَأمّل صا ِدقٍ يكْشِف قِناعَ الوَهَمِ عن وَجْه أَبي َنصْرٍ الجوهريّ .
رحمه اللّهُ تعالى .
عمَل .كأَنهم قَ ّدمُوا *!وأَرْجَئُوا ال َعمَل ،
والمُرجئة طائفةٌ من المسلمين يقولون :الِيمانُ َق ْولٌ بل َ
أَي أَخّروه ،لَنهم يَروْنَ أَنهم لو لم ُيصَلّوا ولم يَصوموا لنجّاهُم إِيمانهم .ويقول ابن عباس َ :ألَ
تَرَى أَنّهم يُبا ِيعُونَ الذّهب بالذّهب والطعامَ *!مُرْجا أَي ُمؤَجّلً ُمؤَخّرا ،يُهمَز ول يُهمز ،وفي
ب الِرْجاء .
ش ول َتغْتَرّ بِالرّجاء ،ول ُيغَرّرْ بكَ َمذْ َه ُ
أَحكام الَساس تقول :عِ ْ
والتركيب يدل على التأْخير .
ل الَمصارِ
ردأ !* ( :الرّدْءُ ،بالكسر ) في َوصِيّة عُمرَ رضي ال عنه عند موته :وَأُوصِيه بأَه ِ
خَيرا ،فإِنهم *!رِ ْد ُء الِسلم وجُباةُ المال ( :ال َعوْنُ ) والناصُر ،قال ال تعالى 28 017 . 1 { :
ظهْره
شدّ َ
فأرسله معي*! ردءا يصدقني } ( القصص ) 34 :وفلنٌ *!رِدْءٌ لِفلنٍ ،أَي يَنْصره ويَ ُ
( و ) الرّ ْدءُ ( :المَا ّدةُ والعِ ْدلُ ال ّثقِيلُ ) واحدُ *!الَردَاءِ ،وعَدّلُوا*! الرّدْأَيْنِ :العِدْلَيْنِ ،لَن كُلً
ل ،كلّ عِ ْدلٍ
منهما *!يَ ْردَأُ الخر ،وهو مَجازٌ .وتقول :قد اعْ َت َكمْنَا *!أَرْداءً لنا ِثقَالً ،أَي أَعْدَا ً
منها رِدْءٌ .
عمَادا ) قال الليث :
جعَلَه له رِدْأً وقُ ّوةً و ِ
(*! وَرَدََأهُ ) أَي الشيءَ ( به ) أَي الشيءِ ( كمَ َنعَه َ :
عمَهُ )
تقول*! رَدَ ْأتُ فلنا بكذا وكذا ،أَي جعلته ُق ّوةً له وعِمادا ( و )*! ردَأَ ( الحائطَ ) إِذا ( دَ َ
سقُطَ (*! كَأَ ْردََأهُ )
شبٍ أَو كَبْشٍ يَ ْد َفعُه أَن يَ ْ
عمْتَه ِبخَ َ
شمَ ْيلٍ :ردَ ْأتُ الحائِطَا *!أ ْر َد ُؤهُ ،إِذا دَ َ
قال ابن ُ
في ال ُكلّ !* ،وأَردأْتُه بنفسي إِذا كنتُ له رِدْأً !* ،وأَردَ ْأتُ فُلنا َ !* :ردَأْته وصرت له *!رِ ْدءًا أَي
ُمعِينا .
____________________
( )1/242
*!وَتَردَّأ ال َقوْمُ *!وَتَرَادُءوا :تَعاوَنُوا ،قاله الليث ،وقال يونس :وأَردَ ْأتُ الحائطَ بهذا المعنى ،
أَي بمعن رَدَأَت .
( و ) *!ردَأَه ( ِبحَجَرٍ :رَماه به ) كَدَ َرأَه *!والمِرْدََأةُ :الحَجَرُ الذي ل يكاد الرجُل الضابِط يَرْفعُه
بيدَيْه ،يأْتي في المعتل .
ن القِيَامَ عليها ) بالخدمة ،والراعي يَرْدَُأ الِبلَ :يُحسِن رَعْيَها ف ُيقِيمُ
( و )*! ردأَ ( الِبلَ َ :أحْسَ َ
عمْته كذا في أَحكام الَساس .
ط وأَ ْردَأْتُه :دَ َ
حَالَها ،وهذا من المجاز لَنه من رَدَ ْأتُ الحائ َ
(*! وأَرْدََأهُ :أَعانَه ) بنفسه *!كَردَأْتُه ( و ) أَردَأَ هذا الَمرُ على غيرِه :أَرْبَى ،يُهمز ول
يُهمز !* ،وأَردَأَ ( على مِائَةٍ :زادَ ) عليها ،مهموزا عن ابن الَعرابيّ ،والذي حكاه أَبو عُبيدٍ :
أَرْدَى .وقوله :
جمَةٍ *!يُ ْردِ ُئهَا وَيُ ْلهِيهْ
فِي هَ ْ
صلَ ال ِفعْلِ ،ويقولون
يجوز أَن يكون أَراد ُيعِينها ،وأَن يكون أَرادَ يَزِيد فيها ،فحذفَ الحَ ْرفَ وأَ ْو َ
!*:أَردَأَ على السّتّين ،وقال الليثُ :لُغة العَربِ أَرْدَأَ على الخَمسين ،إِذا زاد .قال الَزهريّ :
لم أَسمع ال َهمْزَ في أَرْدَى لغيرِ اللْيثِ ،وهو غََلطٌ ،فمن هُنا تعرف أَن الذي ذَكره المؤلف هو قولُ
الليث فقط ،مخالفا للجمهور ،ولم يُشِرْ إِلى ذلك .
سدَه ) يقال !* :أَردأْتُه أَفسَدْتُه ( و )
سكّنَه ،وَأفْ َ
( و )*! أَردَأَ ( السّتْرَ :أَ ْرخَاهُ و ) *!أَردَأَه ( َ
*!أَردأَه ( َ :أقَ ّرهُ ) على ما كان عليه .
( و )*! أَردأَ ( :فَعلَ ) ِفعْلً (*! َردِيئأً ) يقال أَردَأَ الرجلُ فعل شيئا *!رَدِيئا ،وأَردَ ْأتُ الشيءَ :
جعَلْتُه رَدِيئا ( أَو أَصابَهُ ) يقال إِذا أَصابَ الِنسانُ شيئا َردِيئا فهو *!مُرْدِىءٌ ،وكذا إِذا فعل شيئا
َ
رديئا .
( *!ور ُدؤَ َككَرُمَ ) اقتصر عليه الجوهري وابن القُوطِيّة وابنُ القطّاع وابنُ سيده وابن فارس ،
وحكى ثعلبٌ فيه التثليث ،وهو غريبٌ ،وأَغرب منه ما حكاه الفَيّوميّ
____________________
( )1/243
في ( المصباح ) :وَرَدا يَرْدُو َكعَل َيعْلُو لُغةٌ ،فهو رَدِيءٌ بالتثقيل ،وزعم ابنُ دُرُستَويه في
( شَرْح الفَصيح ) أَنه أَخطَأَ ،وأَنها لغةُ العامّة ،وقد أَغفَلِا المُصنّف في المُعتلّ ،كما أَغفل لغتينِ
ض ُعفَ وعَجَزَ
هنا ،قاله شيخنا !* ،يَرْ ُدؤُ ( *!رَدَا َءةً ) ككَرامَةً َ ( :فسَدَ ) وقال شُرّاح الفصيحِ َ :
فاحتاجَ ( فهو*! -رَدِيءٌ فاسد ) ،وهذا شيءٌ رَدِيءٌ بَيّنُ الرّدَا َء ِة ،ولتقل *!الرّدَاوَة ،أَي لَنها
خَطأٌ .كما تقدّم *!-والرّدِيءُ :المُنكَر المَكروه ،ورجل رَدِيءٌ كذلك ( من ) قوم (*! أَ ْردِئَاءَ ،
جمْعُ*! رَدِيءٍ عن اللحيانيّ وحدَه .وإِذا ت ْأمّ ْلتَ ما ذكرناه آنفا ظهر لك أَن ل
بهمزتين ) فهو َ
إِجحافَ في عِبارة المؤلف ول تقصيرَ ،كما زعمه شيخُنا .
جعَله وعَلِمه )*! يَرْ َزؤُه بالفتح فيهما (*! رُزْأً بالضمّ :أَصاب منه ) أَي
رزأ !*( :رَزَأهُ مالَه ،ك َ
مِن ماله ( شَيْئا !* ،كارْتَزََأهُ مالَه ) أَي مثل *!رِزِئَه !*( ،وَرَزََأهُ ) يَرْ َزؤُه ( رُزْأ*!ً َومَرْزِئَةً :
َأصَاب منه خَيْرا ) ما كان !*،وَرَزَأَ فلنٌ فلنا إِذا بَرّه ،مهموزٌ وغير مهموز ،قال أَبو منصور
شيْءَ َ :ن َقصَه !* .والرّزِيئَةُ :المُصيبة )
خفّف وكُتب بالَلف ( .و ) رزأ ( ال ّ
:أَصله مهموز فَ ُ
بفَقْ ِد الَعِزّة ( *!كالرّزْ ِء *!والمَرْزِئَةِ ) قال أَبو ذُؤيب :
أَعَا ِذلَ إِنّ *!الرّ ْزءَ مِ ْثلُ ابنِ مَاِلكٍ
زُهَيْ ٍر وََأمْثَالِ ابنِ َنضْلَ َة وَاقِدِ
أَراد مِثل*! زُرْءِ ابنِ مالكٍ .وقد *!رَزَأَتْهُ *!رَزِيئةٌ أَي أَصابَتْه ُمصِيبة ،وقد أَصابَه رُزْءٌ
عظيم ،وفي حديث المرَأةِ التي جاءَت تَسَألُ عن ابنِها :إِن*! أُرزإٍ ابْنِي فَلَنْ أُرْزَأَ َأحْبَابِي أَي إِن
ن َوفْدُ ال ّتهْنِ َئ ِة ل َوفْدُ المَرْزِئَةِ .
ُأصِبت به وفَقدْتُه فلم ُأصَبْ بِحبيّ ،وفي حديث ابن ذي يزن :فنحْ ُ
جوِى َأكْثَرَ
وإِنه لَقليلِ الرّزْءِ من الطعامِ أَي قليل الِصابة منه ،وفي حديث ابن العاص :وأَجِد نَ ْ
مِنْ رُزْئِي .
____________________
( )1/244
( )1/245
صلى ال عليه وسلم يَدّهِنون *!بالرّطَإِ ،وفسره فقال :هو التدهّنُ الكثير ،أَو قال الدّهْنُ الكثير ،
ت ال َقوْمَ إِذا َركِبْ َتهُمْ بما ل يُحِبّون ،لَن الدّهْنَ يَعلو
وقيل :هو الدّهْنُ بالماء ،من قولهم !*:رَطَ ْأ ُ
الما َء ويَ ْركَبه .
رفأ َ !*( :رفَأَ السفينةَ ) *!يَ ْر َفؤُهَا *! َرفْأً ( كمَنَعَ :أَدْنَاهَا مِنَ الشّطّ ) *!وأَرفأْتُها إِذا قَرّبْتَها إِلى
جدّ من الَ ْرضِ !* ،وأَرفَأَتِ السفينةُ َنفْسُها إِذا ما دَ َنتْ للجَدّ ،عن هشامٍ أَخي ذي ال ّرمّة ،والجَدّ
ال َ
:ما قَ ُربَ من الَرض ،وقيل :هو شاطىءُ النّهرِ ،وسيأْتي ،وفي حديثِ َتمِيمٍ الدّا ِريّ :أَنّهم
َركِبُوا البَحْرَ ُثمّ *!أَ ْرفَئُوا إِلى جَزيرةٍ .قال !* :أَرفَأْت السفينةَ إِذا قَرّب َتهَا من الشّطّ ،وبعضهم
يقول !* :أَ ْرفَ ْيتُ ،بالياء ،قال :والَصل الهمز ،وفي حديث موسى عليه السلمُ :حَتّى*! أَ ْرفَأَ
به عند فُ ْرضَةِ الماءِ .وفي حديث أَبي هريرة ،في القيامة :فتكون الَرضُ كالسّفينة المُ ْرفََأ ِة في
البحر َتضْرِبها الَمواجُ ( ،وال َموْضِعُ *!مَ ْرفَأُ ) بالفتح ( و ُيضَمّ ) ك ُمكْرم ،واختاره الصّغانيّ .
( و )*! رفأَ ( ال ّث ْوبَ ) مهموزٌ*! يَر َفؤُه *! َرفْأً ( :لَمَ خَ ْر َق ُة وضَمّ َب ْعضَهُ إِلى َب ْعضٍ ) وأَصلح ما
ضهُم ،
جوّزه بع ُ
وَهَى منه ،مُشتَقّ مِنْ *! َرفْءِ السفينةِ ،وربما لم ُي ْهمَز ،فيكون مُعتَلً بالواو َ ،
وأَغرب في ( المصباح ) فقال إِنه يقال َ :رفَ ْيتُ ،بالياء أَيضا من باب َرمَى ،وهو لغ ٌة بني َك ْعبٍ
ل الهمز ُة واوا كما ترى ( وهو*! َرفّاءٌ )
ح ّو ُ
،وفي باب تحويل الهمزةِ َ :ر َف ْوتُ الثوْبَ َرفْوا تُ َ
صَ ْنعَتُه *!ال ّرفْءُ ،قال غَيْلنُ الرّ َب ِعيّ :
َفهُنّ َيعْبِطْنَ جَدِيدَ البَيْدَاءْ
سوّى عَ ْبطُه *!بِال ّرفّاء
مَا لَ ُي َ
ق ،ومَن استغفرَ اللّهَ رفَأَ ،أَي خَرَق دِينَه
أَراد*! بِ َرفْءٍ ال ّرفّاء ،ويقال :مَن اغْتابَ خَرَ َ
بالغْتياب !* ،و َرفَأَه بالستغفار .
جلَ ) يَ ْر َفؤُه َرفْأً .
( و ) َرفَأَ ( الرّ ُ
عبِ و َرفَقَ به ،ويقال َ :ر َفوْتُ ،بالواو فيه أَيضا ،وفلنٌ يَ ْرفُوه بأَحسنِ ما
سكّنَهُ ) من الرّ ْ
(َ :
سكّنه ويَ ْرفُق به ويدعو له .وفي الحديث أَن رجلً شكا إِليه ال ّتعَ ّزبَ
جدُ مِن ال َقوْلِ ،أَي يُ َ
يَ ِ
____________________
( )1/247
( )1/248
معناه اللتحام والتّفاق ،ومن لم يهمز كان معناه الهُ ُدوّ والسّكون ،انتهى .قلت :واختار هذه
التفرقةَ ابنُ السكّيت ،وقد تقدّمت الِشارةُ إِليه ،وفي حديث النبي صلى ال عليه وسلمأَنه نَهى أَن
يُقالَ :بالرّفاءِ والبَنِينَ ،وإِنما َنهَى عنه كَراهِيَةَ إِحياءِ سُنَنِ الجَاهِلِيّةِ .لَنه كان من عادتهم .ولهذا
جتُ هذه المرأَة ،قال :بالرّفاءِ والبَنين
سُنّ فيه غيرُه ،وفي حديث شُرَيْحٍ ،قال له رجل :قد تَزوّ ْ
.وفي حديث بعضهم أَنه كان إِذا*! َرفّأَ َرجُلً قال :بَارَك ال عليك ،وبارك فيكَ ،وجَمعَ بينَكما
ل ول يُهمز ،وفي حديث أُمّ زَ ْرعٍ :كُ ْنتُ َلكِ كَأَبِي زَ ْرعٍ ( لُم زَ ْرعٍ ) في
في خَيْرٍ .و ُي ْهمَ ُز الفِع ُ
الُلْفَةِ *!وال ّرفَاءِ .
خوْفا ( ،و ) هو أَيضا ( راعِي الغَنَمِ ) وهو
( *!-واليَ ْرفَئيّ ،كاليَ ْل َم ِعيّ :المنْتَ َزعُ القَلْبِ فَزَعا ) و َ
ي في قَوحلِ امرى ِء القَيْسِ ( الظّلِيمُ النّافِرُ ) الفَ ِزعُ ،قال
العبد الَسوَدُ التي ذكره ( و )*! -اليَ ْرفَ ِئ ّ
:
حلِي وَالقِرَابَ وَ ُنمْرُقِي
كَأَنّي وَرَ ْ
عَلَى يَ ْرفَئيَ ذِي َزوَائِدَ ِنقْنِقِ
ع ْدوِه ،و ( القَفُوز ) أَي النفورُ ( ال ُموَلّي ) هَرَبا
( و ) اليَ ْرفَ ِئيّ ( :الصّ ْبيُ ) ،لنشاطِه وَتَدَا ِركُ َ
س َودَ ) سِ ْن ِديَ قال الشاعر :
( واسمُ عَ ْبدٍ أَ ْ
كَأَنّه يَ ْرفَئيّ بَاتَ فِي غَ َنمٍ
سوَادِ اللّ ْيلِ مَ ْذؤُوب
مُسْ َتوْ ِهلٌ في َ
عمَرَ بن الخَطّابِ َرضِي اللّهُ عنه ) يقال إِنه أَدرك الجاهليّة وحجّ من
( *!وَيَ ْرفَأُ كَ َيمْتَعُ َ :موْلَى ُ
عُمرَ في خلفة أَبي بكرٍ رضي ال عنهما ،وله ِذكْرٌ في ( الصّحيحين ) ،وكان حَاجِبا على بابه
.
سكُونِ وملَ َءمَةِ .
والتركيب َي ُدلّ على ُموَا َفقَةٍ و ُ
ج َعلَ ) وكذا العَ َرقُ *!يَ ْرقَأُ (*! َرقْأً ) بالفتح ( *!وَ ُرقُوءًا ) بالضّمّ ( :
رقأ َ !* ( :رقَأَ ال ّدمْعُ ،ك َ
سكَن ) أَي العَ َرقُ ،فسّره الجوهريّ
جفّ ) أَي الدمْع ،قاله ابنُ دُ ُرسْ َتوَيْ ِه وأَبو عليَ القالِي ( و َ
َ
وابنُ القُوطِيّة ،وا َنقَطع
____________________
( )1/249
فيهما ،كذا في ( ال َفصِيح ) ( *!وأَ ْرقَأَه اللّهُ َتعَالى ) سكّنَه ،وفي حديث عائشةَ رضي ال عنها :
ف ِبتّ ليلَتي ل يَ ْرقَأُ لي َد ْمعٌ .
(*! وال ّرقُوءُ ،كَصبُورٍ :ما يُوضَعُ على الدّمِ *!لِيُ ْرقِئَهُ ) مبنيّا للمعلوم من باب الِفعال ،كذا في
سكّنَه ( وقول
نسختنا ،وفي الصحيح وفي نُسخةٍ *!لِيَ ْرقَأَه ،ثُلثيّا ،وهو خَطَأٌ ،أَي لِيقطَعه ويُ َ
حكّامِها اختُلف في صُحْبته ،وفي ( شُروح
ن صَ ْي َفيَ أَحدِ حُكماءِ العَرَب و ُ
َأكْثَمَ ) بالمثلثة ،اب ُ
الفَصيح ) أَنه قولُ قَ ْيسِ بنِ عاصمٍ المِ ْنقَ ِريّ في وصَيّةِ كتب بها إِلى طَيّيءٍ ( :ل َتسُبوا الِبِلَ فإِنّ
فِيها َرقُوءَ الدّ ِم ) و َمهْرَ الكَرِيمَةِ وبأَلْبَا ِنهَا يُتْحَف الكَبي ُر و ُيغَذّى الصغيرُ ،ولو أَن الِبلَ كُّلفَت
سكُن
حقَنُ ) بها ال ّدمَاءُ أَي َي ْ
الطّحْنَ لطَحَ َنتْ ( أَي ) أَنها ( ُت ْعطَى في الدّيَاتِ ) بَ َدلً من ال َقوَدِ ( فتُ ْ
بها الدّمُ ،وقال القَزّاز في ( جامع اللغة ) :أَي ُتؤْخَذُ في الدّياتِ فَ َتمْنَعُ من القَ ْتلِ وقال مفضل
الضبي :
مِنَ اللّئِي يَزِدْنَ العَيْشَ طِيبا
*!وَتَ ْرقَأُ فِي َمعَاقِِلهَا ال ّدمَاءُ
وقال أَبو جعفرٍ اللّبِْليّ :يقال :لو لم يَجعل اللّ ُه في الِبلِ ِإلّ *! َرقُوءَ الدّمِ لكانت عَظيمةَ البَ َركَةِ .
ق لَنها ُتعْطَى في
س ول ُتهَرَا ُ
قال أَبو زيد في ( نوادره ) :يَعني أَنّ الدّماءَ تُرْفأُ بها ،أَي ُتحْبَ ُ
الدّيات مَكانَ الدّمِ ،وقال أَبو جعفرٍ :وقال بعض العرب :خَيْرُ أَموالِنا الِبلُ ُ ،ت ْمهَرُ بها النّساءُ ،
لمْوالٌ *!تُ ْرقَأُ بها الدّماءُ ،و ُت ْمهَر بها
حقَنُ بها الدّماءُ ،وقال غيرُه :إِنّ َأحَقّ مالٍ بالِيالَة َ
وتُ ْ
حدِيثِ ) ،أَي بل هو َقوْلُ
شفَاء ،وأَ ْبوَالُها َدوَاء َ ( ،ووَهِمَ الجوهريّ فقالَ :في ال َ
النّساءُ ،أَلبانُها ِ
َأكْثَمَ أَو قَيْسٍ .
ثم إِن المشهور من الخَب ِر والحَديث إِطلقُهما على ما يضاف إِليه صلى ال عليه وسلم وإِلى مَن
دُونه من الصّحابة والتابعين ،وقد عَر ْفتَ أَن قيسا صَحا ِبيّ .وَأكْثَمُ إِن لم يكن صحابِيّا فتا ِب َعيّ
____________________
( )1/250
بالتفاق ،فل وَجْه لتوهيم الجوهريّ فيه ،على أَنه ليس بِبِدْع في قوله ،بل هو قولُ مَن سبقه من
الَئمّة أَيضا .
( *!و َرقَأَ العِرْقُ َرقًْأ وَرُقوءًا :ار َتفَع ) ،وروى المُنْدِريّ عن أَبي طالبٍ في قولهم :ل أَ ْرقَأَ اللّهُ
َد ْمعَته ،قال :معناه :ل َرفَع اللّهُ َد ْمعَتَه (*! وأَ ْرقَأْتُه أَنا ) وأَرقأَه هو .
ضدّ ) وَرَفأَ ما بينهم إِذا أَصلحَ ،فَأمّا َرفَأَ بالفاء
( و ) َرقَأَ يَ ْرقَأُ ( بينهم َرقْأً :أَفسَدَ ،وأَصلحَ ِ ،
جلٌ َرقُوءٌ بين القومِ ،أَي مُصلِحٌ قال الشاعر :
فأَصلَح ،عن ثعلبٍ ،وَرَ ُ
عهُم
ولكنّنِي*! رَاقِى ٌء صَدْ َ
س ِملُ
َرقُوءٌ ِلمَا بَيْ َنهُمْ مُ ْ
ن القُوطيّة *!وَ َرقِئْتُ ،كفرِح
( و ) َرقَأَ ( في الدّ َرجَةِ ) كمنَعَ ،صرّح به الجوهريّ وابنُ سيِده واب ُ
،ذكره ابنُ مالكٍ في الكافية و َذكَر أَنه ُلغَةٌ في َر ِقيَ كَ َرضِيَ مُعتلً ،ونقل ابنُ القطّاعِ عن بعض
صعِدَ ) عن كِراع ،نادِرٌ ( وهو المَ ْرقَاةُ ) بالفتح ،اسم
العرب َرقَ ْأتُ وَ َرقَ ْيتُ ،كرثَ ْأتُ وَرَثَ ْيتُ ( َ :
مكان ( و ُتكْسَر ) أَي الميم على أَنه اسمُ آلةٍ ،وكلهما صحيحٌ ،وهما لُغتان في المعتلّ أَيضا .
( ) ومما بقي على المصنف :
*!ارْقأْ على ظَ ْل ِعكَ ،أَي الْ َزمْه وارْبَعْ عليه ُ ،لغَةٌ في قولك ا ْرقَ على ظَ ْلعِك ،أَي ا ْرفُقْ بنفسِك
ك ،فتقول َ :رقِيتُ
ن الَعرابيّ :يقال :ا ْرقَ على ظَ ْل ِع َ
ح ِملْ عليها أَكثَرَ مما ُتطِيق ،وقال اب ُ
ول َت ْ
ُرقِيّا ،وقال غيره :وقد يُقال للرجل :ا ْرقَأْ على ظَ ْلعِك أَي َأصْلِحْ َأ ّولً َأمْ َركَ .
ج َعلَ َرمْأً *!وَ ُرمُوءًا ) كقُعود ( :أَقامَ ) به ،عن أَبي زَيْدٍ .و َرمَأَتِ
رمأ َ !*( :رمَأَ ) بالمكانِ ( ك َ
ص بعضهُم به إِقامتَها في العُشب ( وعلى
خ ّ
الِبلُ بالمكانِ *!تَ ْرمَأُ َرمْأً و ُرمُوءًا :أَقا َمتْ فيه ،و َ
مِائةٍ :زاد !* ،كأَرْمأَ ) ( و ) رمأَ ( الخَبَرَ :ظَنّه ) بل حقيق ٍة ،ويقال هل َرمَأَ إِليك خَبَرٌ ،
حقّقَهُ ) ،
لخْبَارِ ظَنّ بل حَقيقةٍ ( ،و َ
*!وال ّرمْأُ مِن ا َ
____________________
( )1/251
هكذا في غالب النّسخ ،حتى جعلَه شيخُنا من الَضداد ،و َتعَقّب على المُؤلّف في عدم التّنْبِيه عليه
حكَم ) و ( النّهاية ) و ( لسان العرب ) ،
خمّنَه ،بدليل ما في ُأمّهات اللغةِ ك ( ال ُم ْ
،والصحيح َ :
*!و َرمّأَ الخَبَرَ :ظَنّه وقَدّرَه ،قال أَوس بن حَجَرٍ :
أجلت*! مُ َرمَّأ ُة الَخْبَارِ إِذ وَلَ َدتْ
سوْءٍ ِلعَبْ ِد القَيْسِ مَ ْذكُور
عَنْ َيوْمِ َ
قلت والتخمين :التقديرُ ،وهذا َأوْلَى مِن جعله من الَضداد من غير سَنَد ُيعْتَمد عليه كما ل يخفى
!* ( ( .وأَ ْرمَأَ إِليه :دنا ) *! َومُ َرمّآتُ الَخبارِ بتشديد الميم وفتحها ) جمع *!مُ َرمَّأةٍ ،ولو قال
حقّه
ك ُمعَظّمات يَحصُل الشتباهُ بصيغة الفالع ( :أَباطيِلُها ) أَي أَكاذِي ُبهَا ،ومن هنا تعلم أَن قوله وَ َ
س ْهوٌ من قَلم ال ُمؤَلّف .
تَحرِيفٌ من الناسخ أَو َ
( ) ومما يستدرك عليه :
عن ابن الَعرابيّ َ !* :رمَ ْأتُ على الخمسين *!وأَ ْرمَأْت ،أَي :زِدت ،مثل َرمَ ْيتُ وأَرمَيْت .
وأَرَمأْت إِليه :دَنَ ْأتُ ،كذا في ( العُباب ) .
جعَل ) قالوا إِن أَصله الِعلل ،كدَعَا ،ثُمّ هَمزوه قياسا على رَثَأَت المرَأةُ
رنأ !* ( :رَنَأَ إِليه ،ك َ
َزوْجَها َ : ( ،نظَرَ ) وهو *!يَرْنَأُ *!رَنْأً ،قال الكُميت َيصِف الس ْهمَ :
يُرِيد َأهْزَع حَنّانا ُيعَلّلُهُ
عِنْ َد الِدَامَة حَتّى *!يَرْنَأَ الطّ َربُ
صوِيتِه إِذا ُدوّمَ ،أَي
صوّت .والطّ َربُ :السهْمُ نفسُه ،سمّاهُ طرَبا لِ َت ْ
الَهزَع :السهْمُ .وحَنّانٌ ُ :م َ
صوّت عند الِدامة إِذا كان جَيّدا ،
جلُ ،لَن السهم إِنما ُي َ
فُ ِتلَ بالَصابع وقالوا :الطّ ِربُ :الر ُ
أَرْيَحِيّةٌ ،ولذلك قال الكميت أَيضا :
____________________
( )1/252
( )1/253
ي ،ويقال
جَاءَنَا بَأمْرٍ*! مُرَهْيَإٍ ،وقال أَبو عُب ْيدٍ :رَهْيَأَ في أَمرِه رَهْيََأةً إِذا اختلَطَ فلم يَلْ َبثْ على رَ ْأ ٍ
حمْلً فَلَ
ح ِملَ ) الرجلُ ( ِ
شكّ ويتردّد :سيقد رَهْيَأَ ( وأَنْ يَ ْ
للرجل إِذا لم ُيقِمْ على الَمر وجَعل يَ ُ
ح ْملَ :جعل َأحَد العدْلَيْن أَث َقلَ من
يَشُدّه وهو َيمِيلُ ) وفي بعض النسخ :فهو َيمِيل .ورهْيَأَ ال ِ
ل فهو
شدّه بالحِبا ِ
حمْلً فل يَ ُ
حمِل ِ
ل فهو *!مُرَهْيِىءٌ ،وذلك أَن َي ْ
الخر ،وقال أَبو زيد :رَهْيَأَ الرج ُ
عدَلَه .
َيمِيل كُلّما َ
( *!وتَرَهْيَأَ ) فيه ( :اضط َربَ و ) ترهْيَأَ الشيءُ ( :تَحَرّك ،و ) الرجلُ تَرَهْيَأَ ( في مِشْي ِتهِ :
َت َكفّأَ ) والذي في الُمهات :والمرأَة تَ َرهْيَأُ في ِمشْيَتِها َ :ت َكفّأُ َت َك ّفؤَ النّخْلَةِ العَيْدَانَةِ ( و ) تَرَهْيَأَ
( السّحَابُ ) إِذا تَح ّركَ و ( َتهَيّأَ للمطَرِ !*،كَرَهْيَأَ ) يقال َ :رهْيَأَت السحاب ُة وتَرهْيَأَت :اضطربت
خضُها وَتَهّيؤُها للمطَرِ ،وفي حديث ابن مسعودٍ أَن رجلً كان في
،ويقال :رَهْيََأةُ السّحابةِ َ :تمَ ّ
سقِيها ،قال :
أَرضٍ له إِذ مَ ّرتْ به عَنَانَةٌ تَرَهْيَأُ ،فسَمع فيها قائلً يقول :ائْتِي أَ ْرضَ فُلن فَا ْ
حتْ
فَتِ ْلكَ عَنَانَةُ ال ّن َقمَاتِ َأضْ َ
تَرَهْيَأُ بِالعِقابِ ِل ُمجْ ِرمِيهَا
وقال الَصمعيّ :تَرَهْيَأُ ،يعني أَنّها قد َتهَيّ ْأتْ للمطر فهي تُرِيد ذلك ( و ) عن أَبي عُبيدٍ :تَرهْيَأَ (
سكَ ) عنه ( وهو يُرِيد ِفعْلَه ) ورَهْيأَ في أَمرِه :لم َيعْزِمْ عليه .
في َأمْرِه ) إِذا ( هَمّ به ثم أَم َ
روأ َ !*( :روّأَ ) ،على الهمز اقتصر في الصحيح .وتبعه أَكثر شُرّاحه ،قال ابنُ دُرُستويه في
( شَرْحه ) :أَصل َروّ ْأتُ الهمز ،وَتَ ْركُ الهمزِ فيه جائزٌ ،قاله شيخنا ،وفي ( لسان العرب ) :
سوِيقَ ،وإِنما هو من الحَ ْلوَاءِ ،و َروّي
لتُ ال ّ
قالوا َروّأَ ،فَهمزوه على غثر قياسٍ ،كما قالوا حَ ْ
ُلغَةٌ .قلت :وقد ذكره المؤلف كغيره في المعتلّ ( في
____________________
( )1/254
( )1/255
أَنها أُمّ غَيْلَنَ ،وسبقه إِليه ابنُ هشام و َتعَقّبوه ،وقال في النور :هذه الشجرةُ التي وصفها أَبو
حنيفة غالبُ ظَنّي أَنّها العُشَر ،كذا رأَيتُها بأَرْض البِركَةِ خارِجَ القاهِ َرةِ ،وهي تَنفتِقُ على مثل
حفِ في القاهرة .قلت :ليس هو العُشَر
خفّة ،ورأَيت مَن يَجعله في اللّ ُ
قُطْنِ ُيشْبِه الرّيشَ في ال ِ
كما زعم ،بل شجرٌ يُشبهه ،انتهى ،قلت :وما ذكره شيخُنا هو الصحيح ،فإِن الرّاءَ غيرُ ال ُعشَر
حشَى المَخَادّ والوسائدُ ِ ،إلّ أَن العُشَر ثَمرُه يَبدو
،وقد رَأَ ْيتُ كِلَ ْيهِما باليَمن ،ومن َثمَرِ ُكلَ منهما تُ ْ
صغيرا ثم َيكْبَرُ حتى يكون كالباذ ْنجَانة ،ثم ينفتق عن شِبْه قُطنٍ ،وثَمرُ الرّاءِ ليس كذلك ،
ض مصرَ ،كما هو معلومٌ عندهم ،وهما من خَواصّ أَرض الحِجاز وما
والعُشَر ل يُوجَد بأَ ْر ِ
ل الِبل وغيرُها في الحجاز ( و ) قال أَبو الهيثم :الرّاءُ :
يليِها ،ومن ثَمرِ الرّاءِ ُتحْشَى رِحَا ُ
( زَبَدُ البَحْرِ ) وأَنشد :
كَأَنّ بِنَحْرِهَا وَ ِبمِشْفَرَ ْيهَا
َومَخْلِجِ أَ ْن ِفهَا رَا ًء َومَظّا
حمْرٌ ،وقيل هو ُرمّان
ق الَرْطَى ،وهي ُ
خوَيْنِ ،وهو َدمُ الغَزال وعُصا َرةُ عُرُو ِ
والمَظّ :دَ ُم الَ َ
البَرّ ،وسيأْتِي .
ريأ !* ( :رَيّأَه *!تَرْيِئَةً ) إِلحاقا له بالمعتلّ ( فَسَحَ عن خُنَاقِه ) بالضم ( و )*! رَيّأَ ( في الَمرِ
َروّأَ ) في ( التهذيب ) َروّ ْأتُ في الَمر *!وَرَيّ ْأتُ و َفكّ ْرتُ بمعنى واحدٍ ،وقيل هي لُ ْث َغةٌ في َروّأَ ،
قاله شيخنا !*( :وَرَايََأهُ ) مُرَايَ ْأةً ( :ا ّتقَاه ) وخافَه ،قال الصرفيون :إِنها ليست مُستقِلّةً ،بل
هي مَقلُوبة .
( *!وَرَاءَ ) كخاف ( لُغةٌ في رَأَي ،والسم ) منه ( *!-الرّيءُ بالكسر ) والهمز ،كالرّيح وزِيد
!*:الرّاءُ ،كالهاء ،وأَنشد شيخنا :
َأمَرْتَنِي بِ ُركُوبِ البَحْرِ أَركَبُهُ
صصْهُ بِذَا الرّاءِ
خ ُ
غَيْرِي لَك الخَيْرُ فَا ْ
سفِينَتُهُ
مَا أَ ْنتَ نُوحٌ فَتُ ْنجِينيِ َ
وَلَ المَسِيحُ أَنَا َأمْشِي عَلَى المَاءِ
قلت َ :أمّا الشعْرُ فلَبي الحَسنِ عَِليّ
____________________
( )1/256
( )1/257
جلَ َنقْدَه ) عن ابن السكّيت ،وعليه
عّ( :ضرَبه ،و ) َزكََأهُ ( أَلْفا ) أَي أَ ْلفَ دِرْهمٍ ( َنقَ َدهُ أَو َ
اقتصر الجوهريّ والزّبَيْ ِديّ .
( و ) َزكَأَ ( إِليه :لَجَأَ واست َندَ ) عن أَبي زيد !* ،والمَزْكأُ :قال الشاعر :
َوكَيْفَ أَرْ َهبُ َأمْرا َأوْ أُرَاعُ َلهُ
وقَدْ*! َزكَ ْأتُ إِلى ِبشْرِ بنِ مَ ْروَانِ
وَ ِنعْمَ *!مَ ْزكَأُ مَنح ضَاقَتْ مَذَاهِبُهُ
وَ ِنعْمَ مَنْ ُهوَ في سِ َر وإِعْلَنِ
( وجارِيتَه :جا َمعَها ،و ) َزكَأْت ( الناقةُ ِبوَلَدِها ) *!تَ ْزكَأُ ( َ :رمَتْه ) ،وفي بعض النسخ :
َر َمتْ به ( عِند رِجْلِها ) وفي بعض النسخ :عند رِجْلَيْها ،بالتثنية ،وفي ( التهذيب ) َ :ر َمتْ به
جلٌ ) لو قال بدله :
عند الطّ ْلقِ ،ويقال :قَبحَ اللّهُ ُأمّا َزكََأتْ بِه وَلكََأتْ به أَي وَلَدتْه ( .وَر ُ
مَلِيءٌ ،كما هو في غير كتابٍ كان َأوْلى ( *! ُزكَأٌ َكصُرَدٍ و )*! ُزكَأَة مثل ( ُهمَ َزةٍ *!و ُزكَاءُ ال ّنقْدِ
) ( :مُوسِرٌ ) كثيرُ الدراهم ( عاجلُ ) أَي حاضرُ ( ال ّنقْ ِد ) وقول شيخنا في الَخير إِنه من
لوّلَيْنِ ليس بسديدِ ،فإِنه مَذكور في
ي اقتصروا على ا َ
زيادات المؤلف لَن الجُمهور كالجوهر ّ
حقّهُ َتكْأً *!و َزكَأْتَه َزكْأً ،أَي َقضَيْتُه ،وقد أَغفله
شمَ ْيلٍ :يقال َتكَأْتُه َ
لمّهاتِ ،قال ابنُ ُ
غالب ا ُ
المؤلف .
جدَنّهُ ُزكََأةً ُنكََأةً َ ،ك ُهمَزَة فيهما ،أَي يقضى ما
خذَه ) .ولَتَ ِ
حقّه ) وانْ َتكََأهُ ،أَي ( أَ َ
(*! وازْ َدكَأَ منه َ
عليه .
زنأَ !* ( :زَنَأَ إِليه ) أَي الشيءِ ( َكمَنَعَ ) *!يَزْنَأُ (*! زَنْأً *!وزُنُوءًا ) كقُعود ( :لَجَأَ ،و ) زَنَأَ
صعِدَ ) فيه ،وفي الحديث :ل ُيصَلّي*! زَانِىءٌ ،يعني الذي
( في الجَ َبلِ ) يَزْنأَ زَنْأً وزُنُوءًا ( َ :
صعّد في الجَبَل حتّى يَستَتِمّ الصّعودَ ِ ،إمّا لَنه ل يت َمكّنُ ،أَو ِممّا َيقَعُ عليه مِن ال ُبهْرِ وال ّنهِيجِ ،
ُي َ
خ َذ صِبِيّا له من ُأمّه
فيَضيقُ لذلك َنفَسُه ،وقال قَ ْيسُ بنُ عاصمٍ المِ ْنقَ ِريّ رضي ال عنه ،وأَ َ
يُ َرقّصه ،وُأمّه مَ ْنفُوسَةُ بنتُ زَيْ ِد الفَوارِس ،والصبيّ هو حكيمٌ ابنُه :
____________________
( )1/258
ح َملْ
أَشْبِه أَبَا ُأ ّمكَ أَو أَشبِهْ َ
ف َو َكلْ
وَلَ َتكُونَنّ َكهِّلوْ ٍ
ج ِعهِ قَدِ ا ْنجَ َدلْ
ُيصْبِحُ فِي َمضْ َ
وَارْقَ إِلَى الخَيْرَاتِ زَنْأً فِي الجَ َبلْ
الهِّل ْوفُ :الثقيلُ الجافي ال َعظِيمُ اللّحْيَة ،والوَ َكلُ :الذي َي ِكلُ أَمرَه إِلى غيرِه ،وزعم الجوهريّ أَن
هذا الرّجَزَ للمَرَْأةِ ُأمّه قالتْه تُ َرقّص ابنَها ،فردّه عليه أَبو محمد بنُ بَ ّريّ ،ورواه هو وغيره على
هذه الصّورة ،وقالت أُمه تَ ُردّ على أَبِيه :
أَشْبِهْ أَخِي َأوْ أَشْ ِبهَنْ أَبَاكَا
َأمّا أَبِي فَلَنْ تَنَالَ ذَاكَا
َتقْصُرُ أَنْ تَنَاَلهُ يَدَاكَا
حصَينِ بن ضِرار الضّ ّبيّ وهي تُرقّص
وعبارةُ ( العُباب ) :قالت مَنفوسة بنتُ زي ِد الفوارِس بن ُ
حكِيما وتَرُدّ على َزوْجِها قيسِ بنِ عاصمٍ المِ ْنقَ ِريّ رضي ال عنه .
ابنَها َ
ظلّ *!زَنَاءٌ :قَاِلصٌ ،
ظلّ ) يَزْنَأُ ( :قََلصَ ) و َقصُرَ ( ودَنا بعضُه من بعضٍ ) و ِ
( و ) زَنَأَ ( ال ّ
قال ابنُ ُمقْبِل َيصِف الِبلَ :
سهَا
ظلّ *!الزّنَاءِ ُرؤُو َ
وَتُولِجُ فِي ال ّ
وتَحْسَ ُبهَا هِيما وَ ُه ّم صَحَائحُ
ب وأَسرع ،و ) زَنَأَ ( :لَزِقَ
( و ) زَنَأَ ( إِليه ) أَي الشيءِ يَزْنَأُ ( :دَنَا منه ) وزَنَأَ ( :طَ ِر َ
بالَرض وخَنَق ) هكذا في النسخ ،ولم أَجد من ذكره من أَئمة اللغة إِن لم يكن صُحّف على
حقَن ( و ) قد زَنَأَ ( َبوْلُه ) يَزْنَأُ زَنْأً وزُنُوءًا ( :اح َتقَنَ ) .
الكاتب من َ
صعّدَه ،و ) أَزْنَأَه هو إِزناءً
(*! وأَزنأَه ) هو ( إِلى الَمر *!إِزناءً أَلجأَه و ) *!أَزْنأَه في الجَبل ( َ
حقَنَه ) وأَصله الضّيق .
إِذا ( َ
ظلّ
( *!والزّنَاءُ ،كسحاب ) هو ( القَصيرُ المُجتمعُ ) يقال :رَجلٌ زَنَاءٌ ،و ِ
____________________
( )1/259
( )1/260
حتُ بهذه الكلمةِ ) حيث وجدْتُها :قال أَبو ُذؤَ ْيبٍ :
عمْرٍ و :ف ِر ْ
زَاغَ ( قال أَبو َ
ظمَإٍ
سقَى عَلَى َ
مَا كَانَ مِنْ سُوقَةٍ َأ ْ
خمْرا ِبمَاءٍ إِذَا ناجُودُهَا بَ َردَا
َ
عيّ بِهِ
مِن ابنِ مَامَةَ َك ْعبٍ ثُمّ َ
َزوْءُ المَنِيّةِ ِإلّ حِ ّر ًة َوقَدَا
ن الِيمَانَ بَدَا غَرِيبا وسَيعُودُ كَما َبدَا ،
وجاءَ في الحديث أَن النيب صلى ال عليه وسلمقال :إِ ّ
ن الِيمانُ بَيْنَ هذَيْنِ المَسجِدَيْنِ
سمِ بِيَ ِدهِ *!لَيُ ْزوَأَ ّ
فَطُوبَى لِ ْلغُرَباءِ إِذا فَسَدَ الناسُ ،والذي َنفْسُ أَبِي القا ِ
شمِرٌ :لم أَسمع*! َزوَ ْأتُ ،بالهمز ،
جحْرِها ) هكذا ُروِي بالهمز ،قال َ
َكمَا تَأْرِزُ الحَيّةُ في ُ
ج َمعْتَه ،وسيُذكر في المُعتلّ .
ضمّنّ ،من َزوَ ْيتُ الشيءَ إِذا َ
ج َمعَنّ ولَ ُي َ
والصواب لَيُ ْزوَيَنّ ،أَي لَ ُي ْ
قلت :وفي رِوايةٍ :لَيَأْرِزَنّ بدل لَيُ ْزوَأَنّ .
( 2فصل السين ) المهملة مع المهمزة ) 2
سأسأ !*( :سَأْسَأَ بالحِمارِ *!سَأْسََأةً *!وسَأْسَاءً ) بالمد ( َ :زجَرَه لِيَحْتَبِسَ ) قاله أَبو عمروٍ ،وقد
ب ) وقلتَ له سَأْسَأْ ،قاله الَحمرُ ،
*!سَأْس ْأتُ به ( ،أَو ) وقلتَ له سَ ْأسَأْ بالحِمار إِذا ( دَعاهُ لِش َر َ
صخْرةٍ يَسْتَ ْنقِعُ فيها
وفي المَثَل ( قَ ّربِ الحِمارَ مِن الرّدْ َهةِ ول َت ُقلْ له *!سَأْ ) الرّدْ َهةُ ُ :نقْ َرةٌ في َ
ضيَ قُ ْلتَ له سَأْسَأْ ،قاله الليث ،وقد ُي ْذكَرُ سَ ْأ ول ُيكَرّرُ ،
ضيَ ) أَي زَجْرتَه لي ْم ِ
الماءُ ( ،أَو َي ْم ِ
فيكون ثُلثِيّا قال :
لَمْ َتدْرِ مَاسَأْ لِ ْلحَمي ِر وَلَم
َتضْ ِربْ ِب َكفّ مُخَا ِبطِ السَّلمِ
ويقال :سأْ للحمار عند الشّ ْربِ ،فإِن َر ِويَ انطلق وِإلّ لم يَبْرَحْ ،قال :ومعنى سَأْ اشْ َربْ فإِني
أُريد أَن أَذهبَ بك ،قال أَبو منصور :والَصل في سَأْ زَجْ ٌر وتَحرِيكٌ لل ُمضِيّ ،كأَن يُحَرّكه
جةٌ في الماءِ مخا َفةَ أَنْ ُيصْدِرَه وبه َبقِيّةُ الظّمإِ .
لِيشْ َربَ إِن كانتْ له حَا َ
( ) قال شيخنا :ومما بقي على المؤلف :
*!السّئْسِىءُ كالضّئْضِي ِء وَزْنا ومعْنى ،نقلَه عن ابنِ دِحْ َيةَ في التّ ْنوِيهِ .
قلت ( و ) في ( العُباب ) !*( :تَسأْسََأتْ )
____________________
( )1/261
( )1/262
( )1/263
وجعلوا فيه مَخَا ِرقَ للماءِ ،فإِذا جاءَت السّيولُ انقسمت على َوجْهٍ َي ُعمّهم َن ْفعُه في الجَنّاتِ
شمْسَ ،سَلّط
والمُزْدَرَعَاتِ ،فلما كَفروا نعَ َم ال تعالى ورَأوْا أَنّ مُ ْلكَهم ل يُبيدُه شيءٌ ،وعَبدُوا ال ّ
خضْرَاءَهم .
سلَ عليهم السّ ْيلَ فمزّقهم اللّ ُه كلّ ُممَزّقٍ ،وأَباد َ
ال على سَدّهم فَأْرةً فخَرقَتْه ،وأَرْ َ
جبَ بنِ َيعْ ُربَ ) بن قَحْطانَ ،كذا
شُ( و ) قال ابنُ دُريدٍ في كتاب ( الشتقاق ) :سَبَأٌ ( َل َقبُ ابْنِ يَ ْ
جمَعُ قبائلَ ال َيمَنِ
شمْسٍ ،يَ ْ
في النسخ ،وفي بعضها :وَل َقبُ َيشْجُب ،وهو خطأٌ ( واسمُه عَ ْبدُ َ
عامةً ) يُمع ّد ول ُيمَ ّد ،وقول شيخنا :وزاد بعضٌ فيه المَدّ أَيضا ،وهو غريبٌ غريبٌ ،لَنه إِذا
ثبت في الُمهات فل غرابةَ ،مع أَنه موجود في ( الصحاح ) ،وأَما الحديث المُشار إِليه الذي
َوقَع فيه ِذكْرُ سَبإٍ فأَخرجه التّرمذيّ في ( التفسير ) ،عن فَ ْر َوةَ بنِ مُسَ ْيكٍ المُرا ِديّ قال :أَتيْنَا
رَسولَ ال صلى ال عليه وسلم فقلتُ :يا رسول ال َ ،ألَ أُقا ِتلُ مَنْ أَدبَر مِن َق ْومِي ِبمَنْ َأقْبلَ منهم
جتُ من عنده سأَل عني ( :مَا َف َعلَ الغُطَ ْي ِفيّ ؟ ) فأُخْبِر
ن لي في قِتَالِهم ،وَأمّرني ،فلما خَر ْ
؟ فأَذِ َ
سلَ فِي أَثَرِي فَرَدّني ،فَأَتَيْتُه ،وهو في َنفَرٍ من أَصحابِه ،فقال ( :ا ْدعُ
أَني قدْ سِ ْرتُ ،قال :فأَرْ َ
ح ِدثَ إِليك ،قال :وأُنْزِل في سَبَإِ
ال َقوْمَ َ ،فمَنْ أَسلَم منهم فاقْ َبلْ مِنْه ،ومن لَمْ ُيسْلِمْ فل َت ْعجَل حتى أُ ْ
ض َولَ امْرََأةٍ
ما أُنْزِل ،فقال رَجلٌ :يا رسول ال ،وما سَبَأٌ ؟ أَ ْرضٌ أَو امرَأةٌ ؟ قال :لَيْسَ بِأَ ْر ٍ
خمٌ
عشْ َرةً مِن اليمن فَتَيَامَنَ منهم ستّةٌ ،وتشاءَم منهم أَربعةٌ ،فأَما الذين تشاءَموا فَلَ ْ
ل وَلدَ َ
جٌولكنّه رَ ُ
وجُذَامٌ وغَسّانُ وعَاملة ،
____________________
( )1/264
( )1/265
(*! -وسَبِيءُ ) كأَمير ( الحَيّةِ ) وسَبِيّها يُهمز ول يهمز ( :سِلْخُها ) بكسر السين المهلمة ،كذا
في نُسختنا ،وفي بعضها على صيغة ال ِف ْعلِ ،سَبَأَ الحَيّةَ كمنع :سَلَخَها ،وصحّحها شيخُنا ،وفيه
ت ْأ ّملٌ ومخالفةٌ للُصول .
( و ) قالوا في المثل َ ( :تفَ ّرقُوا ) ،كذا في ( المكم ) ،وفي ( التهذيب ) :ذَهَبُوا ،وبهما أَورده
الميدانيّ في ( مَجمع الَمثال ) ( أَيْدي *!سَبَا وأَيادِي سَبَا ) يُكتب بالَلف لَن أَصله الهمز ،قاله
أَبو عليَ القالي في الممدود والمقصور ،وقال الَزهريّ :العربُ ل تهمز سَبَا في هذا الموضع ،
لَنه كَثُر في كلمهم فاستثقلوا فيه الهمْزَ ،وإِن كان أَصلُه مهموزا ،ومثلَه قال أَبو بكر بن
جمْعُ أَ ْي ٍد ،والَيْدِي بمعنى الجَارِحة
الَنباريّ وغيرُه ،وفي زهر الَكم :الذّهَابُ مَعلو ٌم ،والَيادِي َ
خمْسَةَ عَشَرَ ،
وبمعنى ال ّنعْمة وبمعنى الطّرِيق ( :تَبَدّدُوا ) قال ابنُ مالك :إِنه مُركّب تَركيب َ
سكُونِ ) أَي تكلّموا به مبنيّا على السكون كخمسةَ عشرَ ،فلم يجمعوا بين ِث َقلِ البناءِ
( بَ َن ْوهُ على ال ّ
وثِ َقلِ الهَمزة ،وكان الظاهر بَ َنوْهُما أَو ب َنوْهَا ،أَي الَلفاظ الَربعة ،قاله شيخُنا ( وليس بتَخفيف
سَبَإٍ ) لَن صورةَ تخفيفه ليست على ذلك ( وإِنما هو بدلٌ ) وذلك لكثرته في كلمهم ،قال العجّاج
:
مِنْ صادِرٍ أَوح وارِدٍ أَ ْيدِي سبا
وقال كُثيّر :
أَيَادِي سَبَا يَا عزّ ما كُ ْنتُ َبعْ َدكُمْ
حلَ للْعيْنَيْنِ َبعْ َدكِ مَنْ ِزلُ
فَلَمْ َي ْ
( ضُ ِربَ المَ َثلُ بهم لَنه لمّا غَرِقَ َمكَانُهم وذَه َبتْ جَنّاتُهم ) أَي لما أَشرف َمكَانُهم على الغَرق
جهَةٍ بر ْأيِ الكاهِنةِ
وقَرُبَ ذهابُ جَنّاتِهم قَ ْبلَ أَن يَدْهَمهم السّ ْيلُ ،وأَنهم توجهوا إِلى مكة ثم إِلى كل ِ
أَو الكاهِن ،وإِنما َبقِيَ هناك طائفةٌ منهم فقط ( تَ َبدّدُوا في البلدِ ) فلحق الَزدُ ِب ُعمَان ،وخُزَاعةُ
لوْسُ والخَزرجُ بيث ِربَ ،
بِبَطن مَ ّر ،وا َ
____________________
( )1/266
( )1/267
ل وَ ) *!السّ ْندَ ْأ َوةُ ( بِهاءٍ ) يقال :رجلٌ *!سِ ْندَ ْأ َوةٌ *!وسِ ْندَ ْأوٌ ،قال
حٍسدأ !* ( :السّ ْندَ ْأوُ كَجِ ْردَ ْ
الكسائيّ :هو ( الخَفيفُ ،و ) قيل :هو ( الجَرِيءُ ) أَي الشديد ( ال ُمقْدِمُ ) قال الشاعر :
سِنْ َد ْأ َوةٌ مِ ْثلُ العَتِيقِ الجَافِرِ
حلِ ذي المَسَامِرِ
حتَ الرّ ْ
كأَنّ تَ ْ
قَنْطَ َرةٌ َأ ْوفَتح على القَنَاطِرِ
سمِ ) بالدال المهملة ،وفي بعض النسخ بالراء (
( و ) قيل :هو ( ال َقصِير و ) قيل ( :ال ّدقِيقُ الجِ ْ
مَع عِ َرضِ رَأْسٍ ) ،كلّ ذلك منقولٌ عن السيرافي ( ،و ) قيل :هو ( ال َعظِيمُ الرّ ْأسِ ،و )
السّ ْندَ ْأ َوةُ ( :الذّئْ َبةُ ) وناقة سِ ْندَ ْأ َوةٌ :جَرِيئَة ( وَزْنُه فِ ْنعَ ْلوٌ ) إِشارة إِلى أَن النون والواو زائدتان ،
لوٌ ( ج *!سِندَ ْأوُونَ ) وهو جمع مذكّر على غير شَرْطه ،
وقيل :الزائد الهمزة والواو فوزنه ِفعْ ْ
لَنه جارٍ على غير العاقل ،وليس علَما ول صفةً إِل بضَ ْربٍ من التأْويل ،قاله شيخنا .
ضبّ
سرأ !* ( :السّرْءُ *!والسّرَْأةُ ) بفتحهما ،اقتصر عليه في ( المحكم ) ( :بَ ْيضَةُ الجَرادِ ) وال ّ
( والسّمكةِ ) وما أَشبهه ( و ُتكْسَرُ ) سِينهما في قولٍ ( أَو هي ) أَي الكلمة ( بِالكَسْرِ ) وعليه
اقتصر في ( الصحاح ) ،وصحّحه الَكثرون ،قال عليّ بن حمزة الَصبهانيّ !* :السّرَْأةُ ،
بالكسر :بيضُ الجرا ِد ويقال سِ ْروَة ،وأَصلها الهمز ،وقيل ل يقال ذلك حتى تُلْقيَاهُ ( وجَرَا َدةٌ
*!سَرُوءٌ ) على َفعُولٍ ،قال الليث :وكذلك سَرْءُ السمكَ ِة وما أَشبهه من البيض ،فهي سَرُوءٌ ،
والواحدة *!سِرَأَة ،قال الَصمعي الجراد يكون سَرْأً وهو بَيْض فإِذا خرجت سَودا ًء فهي دَبا .
ج ْوفِهَا لم تُ ْلقِه ،وقيل ل
وضَبّةٌ سَرُوءٌ على َفعُول وضِبَابٌ سُ ُرؤٌ على ُف ُعلٍ وهي التي بَ ْيضُها في َ
ضتْ ( ج *!سُرُءٌ َككُتُب ) قال الَصبهانيّ :
يسمى البيض سَرْأً حتى تُ ْلقِيَه !* ،وَسَرَأَت الضّبّةُ :با َ
وسَرَأَت الجرادةُ*! تَسْرأُ *!سَرًْأ فهي سَرُوءٌ :باضت ،والجَمع
____________________
( )1/268
سُ ُرؤٌ (*! وسُرّأٌ كَ ُركّعٍ نادِ َرةٌ فل ُيكَسّرُ َفعُولٌ على ُف ّعلٍ ) بتشدِيد العينِ !*( ،وَسَ َرأَت
ضهَا ،قال
ضتْ ) وقال أَبو عبيد عن الَحمر :أَي أَ ْل َقتْ بَ ْي َ
( كم َنعَت ) ) الجرادةُ تَسْرَأُ سَرْأً ( :بَا َ
:ويقال :رَ ّزتِ الجرا َدةُ ،والرّزّ :أَن ُتدْخِل ذَنَبها في الَرض فتُ ْلقِيَ*! سَرَْأهَا !* ،وسَ ْرؤُها :
بَ ْيضُها .وقال القَنانيّ :إِذا أَلقى الجرادُ بيضَهُ قيل :قَدْ سَرَأَ البَ ْيضَ َيسْرَأُ به ( و ) قال ابنُ دريدٍ :
سَرَأَت ( المَرَْأةُ ) سَرْأً ( :كَثُرَ أَولدُها ) وفي نسخة :وَلَدُها ( *!كَسَرّأَت *!تَسْرِئَةً ،فيهِما )
وهذا عن الفرّاء (*! وأَسْرََأتْ ) أَي الجرادةُ ( حَانَ تَبِيضَ ) وقال الَحمر :أَسرَأتْ :حان أَن
تُ ْلقِيَ بَ ْيضَها ( وأَرْض *!مَسْرُوَأةٌ :كَثيرَتُها ) أَي الجرادُ ،وقال الَصبهانيّ ،أَي ذات سِ ْر َوةِ
وأَصله الهمز .
سيّ ،الواحدة
( ) ومما أَغفله المؤلف من هذه المادة !* :السّراءُ كسَحابٍ :ضَ ْربٌ من شَجر القِ ِ
*!سَرَا َءةٌ *!والسّ ْر َوةُ :السهم ل غَيْرُ ،الَخيرُ عن عليّ بن حمزةَ ،وأَصله الهمزُ .
ن يقولون :
سطَأَها َكمَنَع :جَا َمعَها ) قاله أَبو سعيد ،وقال ابن الفرج :سمعتُ الباهِليّي َ
سطأ َ !*( :
شطَأَها بالشين بهذا المعنى ُلغَةٌ
سطَأَ الرجلُ المرَأ َة َومَطَأَها بالهمز أَي وَطِ َئهَا ،قال أَبو منصور :و َ
َ
،كما قاله أَبو سعيدِ أَيضا .
سمْنَ كَمنَع ) *!يَسَْل ُؤهُ *!سَلً ( :طَبخَه وعالَجَه ) فأَذابَ زُ ْبدَه (*! كاسْتَلَه ،
سل !* ( :سَلَ ال ّ
حكَمَ بن أَيّوبَ الثقفيّ عمّ
والسْمُ ) *!السّلءُ بالكسر ممدود ( َككِتَاب ) قال الفرزدق يمدح ال َ
خصّ في القصيدةِ عبدَ الملكِ بنَ مَ ْروَانَ بالمديح :
الحجاج ابنِ يُوسفَ ،و َ
خطَأَهُمْ
غدْرٍ فَأَ ْ
رَامُوا الخِلفَةَ في َ
مِ ْنهَا صُدُورٌ وفاءُوا بِالعَراقِيبِ
____________________
( )1/269
حقَنَتْ
حمْقَاءَ إِذْ َ
كَانُوا*! َكسَالِئَةٍ َ
*!سَلءَهَا فِي َأدِيم غَيْرِ مَرْبُوبِ
سمَ ) سَلً ( :عصره ) فاستخرج دُهْنَه ( و ) قال الَصمعيّ :يقال
سمْ ِ
( ج *!أَسْلِ َئةٌ .و ) سلَ ( ال ِ
جلَ َنقْدَه و ) سَلَ
سوْط سَلً ( ضَ َربَ ) بها ( و ) سَلَه كذا دِرهما َ :نقَده أَو ( عَ ّ
*!سلَه مائةَ َ
ش ْوكَهُ ) عن أَبي حنيفة .
ج ْذعَ ) وكذا العَسِيبَ سَلً ( :نَ َزعَ *!سُلّ َءهُ أَي َ
( ال ِ
علْقمة بن
خلِ ،واحدتُه سُلّ َءةٌ ،قال َ
ش ْوكُ النّ ْ
(*! والسّلّءُ ) بالضم ممدود على وزن القُرّاءُ َ :
عَبَدَة يصف فرسا له :
غلّ ِبهَا
سُلّ َءةٌ َك َعصَا ال ّنهْ ِديّ ُ
ذُو فَيْئَةٍ مِنْ َنوَى قُرّانَ َمعْجُومُ
خلِ )
صلٌ *!كَسُلّءِ النّ ْ
في نسخة َ :زفْيَاءة بدل ذو فَيْئَة و ( طائرٌ ) أَغبرُ طَويلُ الرّجلين ( ،و َن ْ
ش ْوكَةُ النخْل ،والجمع
وفي الحديث في صِفَة الجَبَان ( كأَنما ُيضْرَب جِ ْلدُه *!بِالسّلّ َءةِ ) ،وهي َ
خفّفا ،وكذا هو مضبوط في نسخة (
جمّار فيفهم من هذا أَنه استعمل في النّصل ُم َ
سُلّءُ على وزن ُ
لسان العرب ) فل ُيعْ َرفْ .
سلطأ !*( :اسْلَ ْنطّأَ ) الرجل إِذا ( ارتفَعَ إِلى الشّيءِ يَنظُر إِليه ) ،قاله ابن بُزُرْج ،كذا في
( العباب ) .
سوَاءً ) كسحاب
سوْءًا ) بالفتح ( *!وَ َ
سوأ !* ( :ساءَه )*! يَسوءُه *!سُوءًا بالضم و (*! َ
سوَائِيَةً ) قال سيبويه :
سوَايَةً ) كعَبَابَةِ (*! وَ َ
سحَاب ٍة وهذا عن أَبي زيد ( *!وَ َ
سوَا َءةً ) ك َ
( *!و َ
سوَائِ َي ًة فقال :هي َفعَالِيَة بمنزِلَة عَلَنِيَةٍ ( *!ومَسَا َء ًة *!ومَسَائِ َيةً
سؤْتُه َ
سأَ ْلتُ الخليلَ عن *! ُ
َمقْلُوبا ) كما قاله سيبويه ،نقلً عن الخليل ( وََأصْلُه ) وحْدَه (*! َمسَاوِئَة ) كَرهوا الواو مع
خفّفان ،أَي حذفوا
سوَايَةً و ( *!مَسَا َيةً ) ُي َ
س ْؤتُ الرجلَ َ
الهمزة ،لَنهما حرفانِ مُستَ ْثقَلنِ ( و ) ُ
ك وأَصلُه
لثٍ كما أَجمع أَكثرُهم على تركِ الهمز في مََل ٍ
الهمزة تخفيفا كما حَذفوا همزة هَا ٍر َو َ
لكٌ (*! ومَسَاءً
مَ َ
____________________
( )1/270
*! َومَسَائِيّةً ) هكذا بالهمز في النّسخ الموجودة ،وفي ( لسان العرب ) بالياءَين َ : ( :ف َعلَ به ما
َيكْ َرهُ ) نقيض سَرّه ( ،فاسْتَاءَ هو ) في الصنيع مثل اسْتَاعَ ،كما تقول من الغَمّ اغْ َت ّم ،ويقال :
ن صَنِيعا يَسُوءُ أَي قَبْحَ صَنيِعا ،وفي تَفسير الغَرِيب لبن قتيبة قوله تعالى .
ساءَ ما َفعَل فل ٌ
ل فعْلً وطَرِيقا ،كما تقول :ساءَ هذا َمذْهَبا
{*! وَسَاء سَبِيلً } ( السراء ) 32 :أَي قَبُحَ هذا الفع ُ
،وهو منصوب على التمييز ،كما قال { وَحَسُنَ أُولَ ِئكَ َرفِيقا } ( النساء !* ) 69 :واستاءَ هو
ل قصّ عليهِ رُؤيا فاستاءَ لها ثم قال ( :خِلفَةُ
اسْ َتهَمّ وفي حديث النبيّ صلى ال عليه وسلمأَن رج ً
نُ ُبؤّة ثم يُوحتي اللّهُ المُلكَ مَنْ يَشاء ) :قال أَبو عبيدٍ :أَراد أَن الرؤْيَا *!ساءَتْه فاستاءَ لها ،افتعلَ
من*! المَسَاءَة ،ويقال :استاءَ فلنٌ بمكاني ،أَي سا َءهُ ذلك ،ويروى ( :فاستآلَها ) أَي طلب
تَ ْأوِيلَها بالنّظرِ والت ْأ ّملِ ( ،والسّوءُ ،بالضم ،السْمُ منه ) وقوله عز وجل { 019 . 1وما مسنى
السوء } ( العراف ) 188 :قيل :معناه ما بي من جُنونٍ ،لَنهم نَسبوا النبيّ صلى ال عليه
وسلمإِلى الجُنون ،والسّوءُ أَيضا بمعنى الفُجور والمُنكر ،وقولهم :ل أُ ْنكِرُك من سُوءٍ ،أَي لم
يكن إِنكاري إِيّاك من سُوءٍ رأَيتُه بك ،إِنما هو ِلقِلّة المَعرفة ( و ) يقال إِن السّوءَ ( البَ َرصُ )
ومنه قوله تعالى { َتخْرُجْ بَ ْيضَآء مِنْ غَيْرِ سُوء } ( طه ) 2 :أَي من غير بَ َرصٍ ،قال الليث :
أَما السّوءُ فما ذُكر*! بِسَيّىءٍ فهو السّوءُ ،قال :و ُيكْنَى بالسّوءِ عن اسْمِ البَ َرصِ ،قلت :فيكون
من باب المجاز .
( و ) *!السّوءُ ( ُكلّ آ َف ٍة ) ومَرضٍ ،أَي اسمٌ جامِ ٌع للفات والَمراض ،وقوله تعالى { كَذاِلكَ
حشَآء } قال الزجاج :السّوءُ :
لِ َنصْ ِرفَ عَ ْنهُ السّوء وَا ْلفَ ْ
____________________
( )1/271
سوّءِ بالفتح
خيا َنةُ صاحِبَةِ العَزِيز ،والفحشاء ُ :ركُوب الفاحشة ( وَ ) يقال ( :ل خَيْرَ في َق ْولِ ال ُ
والضم ،إِذا فتحتَ ) السين ( فمعناه ) ل خَيْرع ( في َق ْولٍ قَبِيح ،وإِذا ضممت ) السّين ( فمعناه )
سوْء } (
ل خَيْرَ ( في أَن تَقولَ سُوءًا ) أَي ل َتقُلْ سُوءًا ( وقُرِىء ) قوله تعالى ( { عَلَ ْي ِهمْ دَآئِ َرةُ ال ّ
سوْءُ بالفتح
سوْءِ ،وال ّ
جلُ ال ّ
جهَيْنِ ) الفتح والضم ،قال الفراءُ :هو مثل قولك رَ ُ
التوبة ) 98 :بِا ْلوَ ْ
في القراءَة أَكثَرُ ،وقَلّما تقولُ العرب دائرة السّوءِ بالض ّم وقال الزجّاج في قوله تعالى { الظّآنّينَ
ل والمُؤمنونَ
سوْء } ( الفتح ) 6 :كانوا ظَنّوا أَنْ لن َيعُودَ الرسو ُ
سوْء عَلَ ْيهِمْ دَآئِ َرةُ ال ّ
بِاللّهِ ظَنّ ال ّ
سوْءِ عليهم ،قال :ومن قَرأَ ظَنّ السّوءِ ،فهو جائِزٌ ،قال :ول
إِلى أَهْلِيهم ،فجعلَ اللّهُ دائرة ال ّ
أَعلم أَحدا قَرَأَ بها ِإلّ أَنّها قد ُروِ َيتْ ،قال الَزهريّ :قولُه :ل أَعلم أَحدا إِلى آخره ،وَهَمٌ ،قرأَ
ابنُ كَثي ٍر وأَبو عمرو :دائرةُ السّوءِ ،بضمّ السين ممدودا في سُورة بَراءَة وسُورة الفَتْح ،وقرأَ
سوْءِ ) بفتح السين في السّورتَيْن :قال :وتعجّبْت أَن يَذْهَب على مِ ْثلِ الزجّاج
سائ ُر القُرّاءِ ( ال ّ
قِرا َءةُ القارِئَيْنِ الجليلين ابنِ كثي ٍر وأَبي عمرو ،وقال أَبو منصورٍ :أَما قوله { وَظَنَن ُتمْ ظَنّ
سوْء } ( الفتح ) 12 :فلم ُيقْرأْ إِل بالفتح ،قال :ول يجوز فيه ضَمّ السّين ،وقد قرأَ ابنُ كثير
ال ّ
سوْء } بضم السين ممدودا في السورتين ،وقرأَ سائر القُرّاء بالفتح فيهما ،
وأَبو عمرو { دَآئِ َرةُ ال ّ
سوْء } ( التوبة
وقال الفرّاء في سورة براءَة في قوله تعالى { وَيَتَرَ ّبصُ ِب ُكمُ ال ّدوَائِرَ عَلَ ْي ِهمْ دَآئِ َرةُ ال ّ
سوْءِ ال َمصْدَرَ ،ومن َرفَع الين جَعلَه اسما ،قال
سوْ ِء وأَراد بال ّ
) 98 :قال :قراءَة القُرّاءِ بنصْبِ ال ّ
سوْء } ( مريم ) 28 :ول في قوله
:ول يَجوز ضَمّ السين في قوله { مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ َ
سوْء } ( الفتح ) 12 :لَنه
{ وَظَنَن ُتمْ ظَنّ ال ّ
____________________
( )1/272
( )1/273
( )1/274
سوَْأةُ في الَصل
ن الَثير :ال ّ
شةُ ) وال َعوْ َرةُ ،قال اب ُ
صبٌ لَنه شَتْمٌ ودُعَاءٌ ( .والفاحِ َ
سوَْأةً لفلنٍ َ ،ن ْ
َ
حدَيْبِيَة وال ُمغِيرة :
:الفَرْجُ ،ثم ُنقِل إِلى ُكلّ ما ُيسْتَحْيَا منه إِذا ظهَ َر من قولٍ و ِفعْل ،ففي حَديث ال ُ
غدْرٍ كان ال ُمغِيرةُ فَعلَه مع َقوْمٍ صَحبوه في
لمْسَ أَشار فيه إِلى َ
لاَ
سوْأَ َتكَ ِإ ّ
غسَ ْلتَ *! َ
و َهلْ َ
صفَانِ عَلَ ْي ِهمَا
خ ِ
طفِقَا يَ ْ
الجاهِلِيّة فقتَلَهم وأَخَذ أَموالَهم ،وفي حديث ابن عبّاس في قوله جلّ وعزّ { َو َ
سوْآتِهما ،أَي على فُروجهما .
مِن وَرَقِ ا ْلجَنّةِ } ( العراف ) 22 :قال :يَجعلنِه على*! َ
خصْلَة أَو فعلة قبيحةٍ
سوْآءِ ) وكُلّ َ
سوَْأةُ ( :الخَلّةُ القَبِيحَةُ ) أَي الخَصلَة الرّديئة (*! كال ّ
( وَ ) ال ّ
سوْآءُ :المرَأةُ المُخالِفة ،قال أَبو زُبيْدٍ في رجُل من طيّيءٍ نَزَل به رجلٌ من
سوْآءُ ال ّ
سوْآءُ !* ،وال ّ
َ
بني شَيْبانَ فَأَضافَه الطا ِئيّ وأَحسن إِليه وسقاه ،فلما أَسرع الشرابُ في الطا ِئيّ افتخر ومدّ يده ،
فوثَب الشيبانيّ فقطَع يده ،فقال أَبو زُب ْيدِ :
ل ضَيْفا أَخُوكُ ُم لَخِينَا
ظَّ
في شَرابٍ و َنعْمةٍ وشواءِ
ح ّقتْ
لَمْ ي َهبْ حُرْمةَ النّدِيمِ و ُ
سوْآءِ
سوَْأةِ ال ّ
يا َل َقوْمٍ لل ّ
( *!والسّيّئَةُ :الخَطهيئَةُ ) أَصلُها سَ ْيوِئَة ،قُلِبت الواو يا ًء وأُدْغِمت .في حدِيث مُطَرّف قال لبنِه
لما اجتهدَ في العِبادةِ :خَيْ ُر الُمورِ َأوْسَاطُها ،والحَسَنةُ بين *!السّيّئَتيْنِ ،أَي الغُُلوّ سيّئَةٌ
والتّقصير*! سيّ َئ ٌة ،والقتصادُ بينهما حسنةٌ ،ويقال :كلمةٌ حسنةٌ ،وكلمة سَيّئَةٌ ،و َفعْلةٌ حسنةٌ ،
و َفعْلة سَيّئَة ،وهي *!والسّيّىءُ عَملنِ قَبِيحانِ ،و َقوْلٌ *!سيّىءٌ !*:يسُوءُ ،وهو َن ْعتٌ للذّكر من
الَعمال ،وهي للُنثى ،واللّ ُه يعفُو عن *!السّيّئاتِ ،وفي التنزيل العزيز { 35 020 . 1
ومكر*! السيّىء } ( فاطر ) 43 :فأَضافه ،وكذا قولُه تعالى { 020 . 1ول يحيق المكر
السيىء إل بأهله } ( فاطر ) 43 :والمعنى مكْر
____________________
( )1/275
الشّ ْركِ .وقرأَ ابنُ مسعود و َمكْرا *!سَيّئا ،على النْعتِ ،وقولُه :
أَنّي جَ َزوْا عامِرا *!سَيْئًا ِب ِفعِْلهِمُ
أَمْ كَ ْيفَ يَجْزُونَنِي*! السّوأَى من الحَسَنِ
حسْنَى ،فوضَع الحَسَن مكانه ،لَنه لم
فإِنه أَراد *!سَيّئًا فَخفّفَ ،كَهيْن وهَيّنٍ ،وأَراد :من ال ُ
ط َه ِويّ :
خفّف ،قال ال ّ
ُي ْمكِنه أَكثَرُ من ذلك ،ويقال :فُلنٌ *!سَيّىءُ الخْتِيارِ ،وقد يُ َ
سيْءٍ
ولَ َيجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ ِب َ
غلِظٍ بلِينِ
ولَ َيجْزُونَ مِنْ ِ
( و ) قال الليث !* ( :ساءَ ) الشيءُ يسُوءُ ( *!سَواءً كسَحَاب ) ( ف ْعلٌ ) لزِ ٌم ومُجاوِزٌ ،كذا هو
سوَاءٍ ،فهو سَيّىءٌ إِذا ( قَبْحُ ،وال ّن ْعتُ ) منه
سوْأً بالفتح بدل َ
مضبوط ،لكنه في ق ْولِ الليث َ !* :
سوْآءُ ) :قَبِيح ٌة ،وقيل هي
سوَأُ ) أَي َأقْبَحُ ( و ) هي ( *! َ
جلٌ (*! أَ ْ
على وزن َأ ْفعَل ،تقول ر ُ
سوْآ ُء ولُودٌ خَيْرٌ مِنْ حسْنَاءَ
َفعْلَءُ ل َأ ْف َعلَ لها ،وفي الحديث عن النبيّ صلى ال عليه وسلم ( َ
سوْآءُ :القبيحة ،يقال للرجل من ذلك َأسْوأُ ،مهمو ٌز مقصو ٌر ،والُنثى
عقِيمٍ ) قال الُمويّ :ال ّ
َ
ن الَثيرِ :أَخرجه الَزهريّ حدِيثا عن النبيّ صلى ال عليه وسلم وأَخرجه غيرُه
سوْآءُ ،قال اب ُ
َ
سوْآءُ بنتُ السّيّدِ أَحبّ إِليّ
حديثا عن عُمر رضي ال عنه ،ومنه حدِيثُ عبدِ الملكِ بن عُميْرٍ :ال ّ
ح صَن ِيعُه صَنيعا
مِن الحسْنَاء بِ ْنتِ الظّنُونِ .ويقال :ساءَ ما َف َعلَ فُلنٌ صنيعا يسُوءُ ،أَي قَبْ َ
سوِئَةً *!وتَسوِيئًا :عَا َبهُ عليه ) فيما صَنعَه ( وقال له
سوّأَ عليه صَنيِعهُ ) أَي ِفعْلَه (*! تَ ْ
( *!و َ
سوّيءْ عَليّ ،كذا في الَساس ،أَي قَبّحْ
خطّئْنِي ،وإِنْ أَسَ ْأتُ*! فَ َ
خطَاستُ فَ َ
*!أَس ْأتَ ) يقال :إِنْ أَ ْ
سوّأَ عليه ذلك ،أَي ما قال له أَسَ ْأتَ .
عَليّ *!إِساءَتي ،وفي الحديث :فَما *! َ
( ) ومما أَغفله المصنف :
ما في ( المحكم ) :وذا ِممّا *!ساءَك وناءَك
____________________
( )1/276
ويقال :عندي ما *!سا َءهُ وناءَه ،وما *!يَسُوءُه ويَنُو َءهُ .
وفي ( الَمثال ) للميداني ( :تَركَ ما يَسُو ُء ُه ويَنُو ُءهُ ) يُضرب لمن تَرك مالَه للورثة ،قيل :كان
المحبوبي ذا يسارٍ ،فلما حضرتْه الوفَاةُ أَراد أَن يُوصِيع ،فقيل له :ما َنكْتُب ؟ فقال :اكتبوا :
تَركَ فُلَنٌ يعْني َنفْسه ما يَسُوءُه ويَنُوءُه .أَي مالً ت ْأكُلُه وَرَثَتُه ويَ ْبقَى عليه وِزْرَه .
سؤْتُ به ظَنّا وأَس ْأتُ به الظّنّ ،قال :يُثيتون الَلف إِذا جاءُوا بالَلف
وقال ابن السكيت !* :و ُ
سؤْت به ظنّا لَن ظَنّا مُنتصب على التمييز ،وأَما
واللم ،قال ابن ب ّريّ :إِنما َنكّر ظنّا في قوله ُ
ت متعَدَ ،وقد تقدمت
ن مفعولٌ به ،ولهذا أَتى به معرفةً ،لَن أَس ْأ ُ
*!أَسأْت به الظّنّ ،فالظّ ّ
الِشارة إِليه .
س ْؤتُ له وجْهَ فلنٍ :قَبّحْتُه ،قال الليث :ساءَ يسوءُ ِف ْعلٌ لزِمٌ ومُجاوِزٌ .
وُ
ن وأَنا *!أَسُوءُه مَسا َء ًة ومَسائِيَة !* ،والمَسايَةُ لغةٌ في المسا َءةِ تقول :أَردت
س ْؤتُ وجْهَ فُل ِ
ويقال ُ
سوْآنُ من القُبْحِ .
مَساءَتك *!ومَسايَتَك ويقال أَس ْأتُ إِليه في الصّنْع ،وخَزْيَانُ *! َ
وقال أَبو بكر في قوله :ضَربَ فلنٌ على فلنٍ سَايةً :فيه قولن :أَحدهما السّايَةُ :الفَعْلَةُ من
جعَل
سوْءِ فتُرِك همزُها ،والمعنى َفعَل به ما ُيؤَدّي إِلى مكروهه والِسا َءةِ به ،وقيل :معناه َ :
ال ّ
سوْيَة ،فلما اجتمعت الواوُ
سوَ ْيتُ ،كان في الَصل َ
لما يُرِيد أَن يَفعله به طريقا ،فالسّايَةُ َفعْلَةٌ من َ
والياءُ والسابقُ ساكِنٌ ،جعلوها ياءً مُشدّ َدةً ،ثم استثقلوا التشديد فأَتْ َبعُوهما ما قبله ،فقالوا :
سَايَةٌ ،كما قالوا دِينَار ودِيوَان وقِيراط ،والَصل ِدوّان فاستَثْقلوا التشديدَ فأَتبعوه الكسرةَ التي قبله
.
ي ،قال ومعناه الدعاءُ .
ل ول َيسُوءُ بالُه ،أَي *!يسوءُني بالُه ،عن اللّحيان ّ
طوِي ٌ
ويقال إِن الليلَ َ
وقال تعالى { ُأوْلَ ِئكَ َل ُهمْ سُوء ا ْلحِسَابِ } ( الرعد ) 18 :قال الزجّاج :سُوءُ الحِساب :ل يُقبل
منهم حسنةٌ
____________________
( )1/277
ول يُتَجاوز عن سَيّئة لَن ُكفْرَهم أَحبط أَعمالَهم ،كما قال تعالى { الّذِينَ َكفَرُو ْا َوصَدّواْ عَن سَبِيلِ
عمَاَلهُمْ } ( محمد ) 1 :وقيل :سُوءُ الحساب أَن يُسْ َت ْقصَي عليه حِسابُه ول يُتَجاوز له
اللّهِ َأضَلّ أَ ْ
( عن ) شيءٍ من *!سَيّآتِه ،وكِلهما فيه َ ،ألَ تراهم قالوا :من نُوقِشَ الحِساب عُذّب .
سوّ ولَ *!تُسوّىءْ ،أَي َأصْلِح ول ُتفْسِدْ .
وفي الَساس :تقول َ :
( وبنُو *!سُوَأةَ بالضم :حيّ ) من قيس ابن عليَ كذا لبن سيده .
سوَا َءةُ كَخُرافَة :اسمٌ ) وفي ( العُباب ) :من الَعلم ،كذا في النسخ الموجودة بتكرير
( *!و ُ
سوَة َكعُ ْروَة ،هكذا مضبوط فل أَدري هو غلط أَم
سوَا َءةَ في محلّين ،وفي نسخة أُخرى بنو أُ ْ
ُ
صعْصَة ،بطْنٌ من
سوَا َءةَ ابنِ عامرِ بن َ
تحريفٌ ،وذكر القَ ْلقَشَنْ ِديّ في ( نِهاية الَرب ) بنو ُ
حجَير
َهوَازِن من العَدْنانية ،كان له ولدان حَبِيبٌ وحُرْثان قال في ( العِبَر ) :وشعوبهم في بني ُ
بن سُواءَة .
قلت :ومنهم أَبو جُحَيْفة وَهْب بن عبد ال المَُلقّب بالخَيْر*! السّوائِيّ ،رضي ال عنه ،روى له
البخاري ومسلم والترمذي ،قال ابن سعد :ذكروا أَن رسول ال صلى ال عليه وسلم ُتوُفّي ولم
يبلغ أَبو جُحيفَة الحُلُم ،وقال :تُوفّي في ولية بِشْر بن مَرْوان ،يعني بالكُوفة ،وقال غيره :
سمِع أَباه عندهما ،والمنذريّ حرر عند مسلم ،
عوْنُ بنُ جُحَ ْيفَة َ
مات سنة 74في ولية بِشْر ،و َ
كلّ ذلك في ( رجال الصحيحين ) لَبي طاهر المَقْدِسي .
سوَاءَة بن سُلَيم ،وقال الوزير أَبو القاسم المغربي :وفي
وفي أَشجع بنو ُ
____________________
( )1/278
( )1/279
( )1/280
ال عليه وسلم عن َلعْنِه ،قال أَبو منصور هو ( زَجْرٌ ) وبعضُ العرب يقول :جَأْ ،بالجيم ،
وهما لغتان .
ش ُة ال ُقفْلِ ) عن ابن الَعرابيّ ،كذا في
شبأ !* ( :الشّبَْأةُ ،بالفَتحِ ) ذكر الفتح مستدرك ( :فَرَا َ
( العباب ) .
( ) ومما بقي على المنصف :
شرأ *!شرأُ الجرادةِ ،بالشين والراء والهمز :ب ْيضُها ،ذَكره الِمام السّهيليّ وغيرُه ،استدراكه
شيخنا .قلت :أَخاف أَن يكون تَصحِيفا من سَ ِر ْء بفتح السين وكسرها ،على اختلف فيه س َبقَ ،
جعْه .
فرا ِ
شسأ !*( :الشّاسِىءُ ) قال شيخنا :في أَكثر النسخ إِعجام الثانية كالُولى .وسكتَ عليه .قلت :
وهو خطأٌ ،قال أَبو منصور :مكان شَئِسٌ ،وهو الخَشِب من الحِجارة ،قال :وقد تُخفّف فيقال
للمكان الغليظ شَأْسٌ وشَأْزٌ ،أَي بقلب السين زايا لقرب المخرج ،ويقال مقلوبا مكانٌ شَاسِيءٌ أَي (
الجاسِيءُ ) أَي اليابس ( الغلِيظُ ) :الجافي ،كذا في ( التهذيب ) .
شطُوءٌ )
خلِ والزّ ْرعِ أَو ) هو ( وَ َرقُه ) أَي الزرع ( ج*! ُ
شطأ !* ( :الشّطْءُ ،يُح ّركُ :فِرَاخُ النّ ْ
جهَا ) أَي فِراخَ
شطُوءًا َ :أخْر َ
شطَأَ ) الزرعُ والنخلُ ( كَمنَع ) *! َيشْطَأُ (*! شَطْأً *!و ُ
كقُعود ( *!و َ
شطْءُ الزرعِ والنباتِ :فِراخُه
طؤُه :فِراخه ،وقال الجوهريّ َ :
الزرع ،قال ابن الَعرابيّ !* :شَ ْ
شطَْأهُ } ( الفتح ) 29 :قيل أَي طَرَفه قال الَخفش ،وقال الفَرّاءُ
،وفي التنزيل { كَزَ ْرعٍ َأخْرَجَ*! َ
طؤُه :السّنبُل ،تُنْ ِبتُ الحبّةُ عَشْرا وثَمانِيا وسبْعا ،ف َي ْقوَي بعضُه ببعضٍ ،فذلك قوله { . 1
ش ْ
َ :
طؤُه :نَباتُه
020فآزره } أَي فَأَعانَه ،وقال ال ّزجّاج أَخرج شَطْأَه :نَباتَ ُه وفي حديث أَنَسٍ :شَ ْ
وفِراخُه .
خ وأَفراخ .
شطَاءُ ) َكفَرْ ٍ
ح ْولَ َأصْلهِ ج*! أَ ْ
( و ) الشّطْءُ ( مِنَ الشّجَرِ :ما خَرَجَ َ
(*! وأَشْطَأَ ) الشجرُ بغُصونه ( :أَخْ َرجَها ) !* ،وأَشطأَت الشجر ُة بغصونها
____________________
( )1/281
ط ُؤهُ .
شطِيءُ إِذا فَرّخَ ،وأَشطَأَ الزرعُ :خَرَجَ شَ ْ
إِذا أَخرجت غُصونَها ،وأَشطَأَ الزرعُ فهو مُ ْ
وفي الَساس :ولها َقدّ *!كالشّطَْأةِ ،وهي السّعفة الخضراءُ ،وأَعْطِني شَطَْأةً ،وهي السّعفة
شطَْأةً من سَنامٍ أَو أَديم ،قطعة منه تُقطَع طُول *!وشطأَه قطعَه طُولً .
الخضراءُ ،وأَعْطِني َ
حبَ .
جلُ :بَلَ َغ وَلَدُه ) مَبلَغ الرّجالِ ( فصارَ مِثْلَهُ ) ،عن الدّينو ِريّ ،مثل َأصْ َ
( و ) أَشطَأَ ( الرّ ُ
شطُو ٌء ) كفُلُوسٍ (*!
طءُ ) الوادي و ( ال ّنهْرِ :شَطّه ) وشقّتُه ،وقيل :جانِبُه ( ج *! ُ
( وشَ ْ
كشَاطِئه ) ويقال :شاطىءُ النهر :طَ َرفُه !* ،وشاطىءُ البحر :ساحلُه ،وفي ( الصحاح ) :
جمَع ،كذا قاله بعضهم ،
لوْدِيَة ،ول ُي ْ
شطّه وجانبُه ،وتقول !* :شاطِى ُء ا َ
شاطِىءُ الوادي َ :
شوَاطِىءٌ ) سَماعا وقِياسا (*! وشُطْآنٌ ) باضم كَرا ِكبٍ و ُركْبَان ،وفي
والصحيح أَن ( ج *! َ
شطْءٍ ،قال الشاعر :
جمْعَ َ
شطْآنا قد يكون َ
( المحكم ) :على أَن ُ
س ِميّ مِنْ*! شُطْآ ِنهِ
ح الوَ ْ
وَ َتصَوّ َ
َبقْلٌ ِبظَاهِ ِر ِه و َبقْلُ مِتَانِهِ
(*! وَشَطَأَ َ :مشَى عليه ) أَي شاطىءِ النهر .
حلَ ) عن أَبي عمرو .
شدّ عليها الرّ ْ
شطْأً ( َ :
طؤُها َ
شَشطَأَ الرجلُ ( النّاقَةَ )*! يَ ْ
(و) َ
طؤُها ( :جَا َمعَها ) قال :
شطَأَ ( امرأَتَه ) يَشْ َ
(و) َ
طؤُهَا ِبفَيْشَةٍ مِ ْثلِ أَجَا
يَش َ
َلوْ وُجِي َء الفِيلُ ِبهِ َلمَا وَجَا
جلُ ) ،وفي
شطَأَ ( الرّ ُ
حمْل ) شَطْأً ( :أَ ْثقَلَه ،و ) قال ابنُ السكّيت َ
شطَأَ ( ال َبعِيرَ بِال ِ
(و) َ
ح ْملِ َ :ق ِويَ عَليه ) وبكلَ ْيهِما فُسّر قولُ أَبي حِزامٍ غالبِ بن
( لسان العرب ) شَطَأَت الناقةُ ( بِال ِ
الحارث ال ُعكِْليّ :
لَرْؤُ ِدهَا وَلِ ُزؤّ ِبهَا
ط ُؤهْ
كَشَطْ ِئكَ بِال ِعبْءِ مَا َتشْ َ
____________________
( )1/282
( )1/283
شقَأَة ،مثل
شقَاءُ مثل ( مِحْرَابٍ و ) *!المِ ْ
شقَأُ َكمِنْبَرٍ و )*! المِ ْ
بالقَرْن ال ُمعَدّ لذلك ،كما يأْتي ( والمِ ْ
ن الَعرابيّ ،
شقَىءِ ) بكسر الميم مهموز مقصور قاله اب ُ
( ِمكْنَسَةِ :المُشْطُ ) بضم الميم (*! كال ِم ْ
شوَ ْيكِئَة ،حين َيطْلُع
شوَ ْيقِئَةٌ و ُ
فيكون على تليين الهمزة ،وروى أَبو تُرابٍ عن الَصمعيّ :إِبلٌ ُ
شقَأَ نابُه وشَكأَ ،وشَاك أَيضا ،وأَنشد :
نابُها ،من َ
شوَ ْيقِئَةُ النّابَيْنِ َيعْ ِدلُ َدفّها
*! ُ
س ْعدَانةِ ال ّزؤْربَائِن
بأَعْ َدلَ مِنْ َ
ظفْرُه
شكِىءَ ُ
حمَ ( *!و َ
شقّ الل ْ
شقَأَ ) قال الَصمعي :إِذا طلع ف َ
شكَأَ نَابُ ال َبعِيرِ َ :ك َ
شكأ َ !*( :
َكفَرِحَ :تَشقّقَ ) عن ابن السكّيت .وفي أَظفاره*! شَكاءٌ ،كسَحابٍ ،إِذا تشقّ َقتْ ،كذا في أَفعال
شكِ َئتْ أَصابعُه ،
شكَأٌ شديد َ :تقَشّرٌ ،وقد *! َ
ابن القوطية ،وفي ( التهذيب ) عن سَلَمة قال :به َ
وهو التَقشّر بَيْنَ اللح ِم والَظفار شَبيه بالتشقّق ،مهموز مقصور ،أَي على وزن جَبَل .
شوَيْقِئَة
شكََأتِ الشّجَ َرةُ ِب ُغصُونِها :أَخْ َرجَتْها ) وعن الَصمعي :إِبل ُ
( و ) قال أَبو حنيفة !* ( :أَ ْ
شوَ ْيكِئَة ،حين يطلع نَابُها ،من شَقأَ نابُه وشَكأَ وشَاكَ أَيضا وأَنشد :
*!و ُ
سوَا ِهمٍ
لتِ العُيُونِ َ
عَلَى مُسْتَظِ ّ
شوَ ْيكِئَةٍ َيكْسُو بُرَاهَا ُلغَا ُمهَا
ُ
شطَ
شقَأَ نابُه إِذا طَلَع ،كما قيل كُ ِ
شوَ ْيكِئَة شُوع ْيقِئَة َ ،فقُلبت القاف كافا .من َ
وقيل :أَراد بقوله ُ
شوَ ْيكِيَة بغير همزٍ :إِبلٌ مَنحسوبةٌ ،وإِنما سقت هذه العبارة
جلّ وقُشِط ،وقيل ُ !* :
عن الفَرس ال ُ
بتمامها
____________________
( )1/284
لما فيها من الفوائد التي خل عنها القاموس ،وأَغفلها شيخُنا مع سَعة نَظ ِرهِ واطّلعه ،فسبحان
من لَ يَشغله شَأْنٌ عن شَأْنٍ .
سمِعه ) الُولى عن ثعلب َ !*،يشْ َنؤُه فيها (*! شَنْأً ،ويثلّث ) قال شيخنا :
شنأ !*( :شَنأَه كم َنعَه و َ
أَي يُضبط وسَطه أَي عينه بالحركات الثلث ،قلت :وهو غيرُ ظاهرٍ ،بل التثليث في فائِه ،
وهو الصواب ،فالفتح عن أَبي عبيدة ،والكسر والضمّ عن أَبي عمرو الشيبانيّ ( *!وشَنْأَة )
حمْزة (*! َومَشْنَأة ) بالفتح َمقِيس في البابين ( *!ومَشْ ُنؤَة ) ك َمقْبُرة مسموع فيهما (*! وشَنْآنا )
كَ
بالتسكين (*! وَشَنآنا ) بالتحريك فهذه ثمانية مصادر ،وذكرها المصنف ،وزيد !*:شَنَاءَة
َككَراهة ،قال الجوهريّ :وهو كثيرٌ في المكسور !* ،وشَنَأَ محرّكة !* ،ومَشْنََأ ك َمقْعَد ،ذكرهما
أَبو إِسحاق إِبراهيم بن محمد الصفاقسي في ( إِعراب القرآن ) ،ونقل عنه الشيخ يس الحِمصيّ
في ( حاشية التصريح ) !* ،ومَشْنِئَة بكسر النون !* .وشَنَان .بحذف الهمزة ،حكاه الجوهريّ
حوَص
عن أَبي عبيدة ،وأَنشد للَ ْ
َومَا العَيشُ ِإلّ مَا تَلَ ّذ وتَشْ َتهِي
ن َوفَنّدَا
وَإِنْ لَمَ فِيهِ ذُو الشّنَا ِ
فهذه خمسةٌ ،صار المجموع ثلثةَ عشرَ مصدرا ،وزاد الجوهريّ *!شَنَاء كسحاب ،فصار
أَربعة عشرَ بذلك ،قال شيخنا :واستقصى ذلك أَبو القاسم ابن القطّاع في تصريفه ،فإِنه قال في
آخره :وأَكثر ما وقع من المصادر للفعل الواحد أَربعة عشر مصدرا نحو*! شَنِئْت شَنْأً ،وأَوصل
ي ،ووَرَد ،وهََلكَ ،وتَ ّم ،و َمكَث ،وغابَ ،ول تاسع لها
مصادِره إِلى أَربعة عَشر ،وقَدَرَ ،وَلقِ َ
حفِظ ،وقِرى َء بهما ،أَي
،وأَوصل الصفاقسي مصادرَ *!شَنِىءَ إِلى خمسة عشر ،وهذا أَكثر ما ُ
*!شَنْآن ،بالتحريم والتسكين قوله تعالى { 5 020 . 1ول يجرمنكم شنآن قوم } ( المائدة ) 2 :
فمن سكّن فقد يكون مصدرا ويكون صفةً كسكْران ،أَي مُ ْب ِغضُ قوم ،قال :وهو شاذّ في اللفظ ،
لَنه لم َيجِيءْ
____________________
( )1/285
( شيء ) من المصادر عليه ،ومن حَرّك فإِنما هو شاذ في المعنى ،لَن َفعَلن إِنما هو من بِناء
خفَقان .وقال سيبويه :ال َفعَلن بالتحريك
ما كان مَعناه الحَركةَ والضطراب ،كالضّربَان وال َ
جهَيْن ،لَنه مُتَعدَ ،
ج َولَن ،ول يكون لِفعل مُتعَدَ فيشِذّ فيه من وَ ْ
مصدرُ ما ي ُدلّ على الحَركة كَ َ
ن القَ ْلبِ واضطرابه فلِذا ورد
ولعدم دللته على الحركة ،قال شيخنا :فإِن قيل إِنّ في الغضبِ غَليا َ
ض وال َعضَب ،إِذ قد يُ ْبضِض الِنسانُ
جيّ وسُلّم .قُلْت :ل ملزمة بين ال ُب ْغ ِ
مصدرُه كما َنقَله الخفا ِ
طوِي على *!شَنَآنِه من غير غَضب ،كما ل يخفى ،انتهى ،وفي ( التهذيب ) الشّنَآنُ
شخصا وي ْن َ
مصدرٌ على َفعَلن كالنّزَوانِ والضّرَبانِ .وقرأَ عاصِمٌ شَنحآن بإِسكان النون ،وهذا يكون اسما ،
كأَنه قال :ول َيجْ ِرمَ ّنكُم َبغِيضُ َقوْمٍ ،قال أَبو بكر :وقد أَنكر هذا رَجلٌ من البصْرة يُعرف بأَبي
طعْنِ في السّلَف ،قال فحكَ ْيتُ ذلك لَحمدَ بنِ يحيى
حاتِم السّسجتانيّ ،معه تَعدَ شَدِي ٌد وإِقدامٌ على ال ّ
عطَنه وقِلّة مَعرِفتِه ،أَما سمِعَ قول ذي ال ّرمّة :
فقال :هذا مِن ضِيقِ َ
ج ْولَنُ عَبْ َرةٍ
فَُأقْسِمُ ل َأدْرِي أَ َ
تَجُودُ ِبهَا العيْنَانِ أَحْرَى َأمِ الصّبْرُ
شكَانَ ذا ،فهذا
قال :قلت له :هذا وإِن كان مَصدرا فيه الواو ،فقال :قد قالت العرب :وَ ْ
سكَنه .وحكى سَلَمة عن الفَرّاء :من قرأَ شَنَآنُ َقوْمٍ ،فمعناه ُب ْغضُ َقوْمٍ !*،شَنِئْتُه
مصدر وقد أَ ْ
*!شَنَآنا *!وشَنْآنا ،وقيل قولُه شَنَآنُ َقوْم ،أَي ب ْغضَاؤُهُم ،ومن قرأَ شَنْآنُ قَوحمٍ ،فهو السمُ ،ل
حمِلَ ّنكُمْ ُب ْغضُ َقوْمٍ وقال شيخُنا في ( شرح نظم الفصيح ) ،بعد نقلِه عبارة الجوهريّ :والتسكين
يْ
شاذّ في اللفظ ،لَنه لم يجيءْ شيءٌ من المصادر عليه ،قلت :ول يَرِد َلوَاهُ ِبدَيْنِهِ لَيّانا بالفتح في
لغة ،لَنه بمفرده ل تُنْتَقض به الكُلّيّات المُطّرِدة ،وقد قالوا لم يجيءْ من المصادر على َفعْلَن
بالفتح ِإلّ لَيّان وشَنْآن ،ل ثالث لهما ،
____________________
( )1/286
وإِن ذكر المصنف في زاد زَيْدَانا فإِنه غير معروف ( :أَبغضه ) وبه فسّره الجوهري والفيّوميّ
وبن القُوطية وابن القَطّاع وابن سِيده وابنُ فارس وغيرُهم وقال بعضهم :اشتدّ ُب ْغضُه إِيّاه
جلٌ *!شَنَانيَةٌ ) كَعلَنِيَ ٍة وفي نسخة*! شَنَائِيَة بالياء التحتية بدل النون ( وشَنْآن ) كسكْران
( ورَ ُ
سكْرى ،ثم وجدْت في عبارة أُخرى عن
( وهي ) أَي الُنثى (*! شَنْآنة ) بالهاء ( *!وَشَنْأَى ) ك َ
الليث :رجل*! شَنَا َءةٌ *!وشَنَائِيَة بوزن َفعَالَة و َفعَالِيَة أَي مُ ْبغِض سَيّيءُ الخلق .
( *!والمَشْنُوء ) كمقروء ( :المُ َبغّض ) كذا هو مُقيّد عندنا بالتشديد في غير ما نُسح ،وضبطه
جمِيلً ) كذا في
شيخنا ك ُمكْرَم من أَ ْبغَض الرباعيّ ،لين الثلثيّ ل يُستعمل متعدّيا ( ولو كان َ
نسختنا ،وفي ( الصحاح ) و ( التهذيب ) و ( لسان العرب ) :وإِن كان جميلً ( وقد *!شُنِىءَ )
الرجل ( بالضمّ ) فهو*! َمشْنُوءٌ .
( *!والمَشْنٌَأ ك َمقْعَدٍ :القَبِيحُ ) الوجه وقال ابن بَرّي :ذكر أَبو عبيد أَن ال َمشْنَأَ ،مثل المَشْنَع :
القَبِيحُ المَنْظرِ ( وإِن كان ُمحَبّبا ) ،قال شيخنا :الواقع في ( التهذيب ) و ( الصحاح ) :وإِن كان
جمْع والذّكر
جَميلً ،قلت :إِنما عبارتهما تلك في المشنوءِ ل هنا ( يَسْ َتوِي ) فيه الواحدُ وال َ
والُنْثَى قاله الليث ( أَو ) المَشْنَأُ وكذا المشْنَا ُء كمحراب على قولِ عليّ بن حمزة الَصبهانيّ
( الذي يُ ْبغِض الناسَ ) .
( و )*! المِشْنَاءُ ( َكمِحْرَابٍ من يُب ِغضُه الناسُ ) عن أَبي عُبيدٍ ،قال شيخُنا نقلً عن الجوهريّ :
هو مثل*! المَشْنَإِ السابق ،فهو مثله في المعنى ،فإِفراده على هذا الوجه تطويل بِغير فائدةٍ .قلت
:وإِن تََأمّلْت في عبارة المؤلف حقّ الت ْأ ّملِ وجدتَ ما قاله شيخُنا مما ل ُيعَرّجُ عليه ( ،ولو قِيل :
لجْلِه َلحَسُنَ ) قال أَبو عبيد ( لَنّ ِمشْنَاءً مِن صِيَغِ الفاعل ) وقوله ،الذي
مَنْ ُيكْثِرُ ما يُ ْب َغضُ َ
يُ ْبغِضه ( الناس ) في ُقوّة المفعول ،حتى كأَنه قال المِشْنَاءُ
____________________
( )1/287
حلّ
للٌ فمعناه أَنها ُت ِ
المُ ْبغَض ،وصيغة المفعول ل يُعبّرِ بها عن صيغة الفاعل ،فََأمّا َر ْوضَةٌ مِحْ َ
حلّ بهم ،أَي تَجعلهم يَحُلّون ،وليست في مَعنى َمحْلُولة ،وفي حديث ُأمّ َمعْبَدٍ :ل
الناسَ أَو َت ُ
تَشْ َن ُؤهُ مِن طُولٍ ،قال ابن الَثير كذا جاءَ في رواية ،أَي ل يُ ْب َغضُ ِلفَرْطِ طُولِه .و ُروِي :ل
*!يُتَشَنّى ،أُبدل من الهمزة ياءٌ يقال *!شَنِئْته *!أَشْ َن ُؤهُ شَنْأً وسَنَآنا ،ومنه حديث عليّ رضي ال
تعالى عنه :ومُبْغضٌ يحْمله*! -شَنَآني على أَن يَ ْبهَتْنِي ،وفي التنزيل { إِنّ *!شَانِ َئكَ ُهوَ الْبْتَرُ }
( الكوثر ) 3 :أَي مُ ْب ِغضُك وع ُدوّك ،قاله الفَرّاء ،وقال أَبو عمرو !* :الشانىء :المُ ْبغِض ،
نءُ ،بإِسكان النون :
*!والشّنْءُ *!والشّنء بالكسر والضم :ال ِبغْضة ،قال أَبو عبيدة !* :والشّ ْ
ال ِب ْغضَة ،وقال أَبو الهيثم :يقال شَنِ ْئتُ الرجلَ أَي أَب َغضْتُه ،ولغة ردِيّة شَنَ ْأتُ بالفتح ،وقولهم :
ل أَبَا *!لِشانِئِك ،ول َأبَ *! لِشَانِيك ،أَي لمُ ْبغِضك ،قال ابن السكيت :هِي كِنَاية عن قولك ل
أَبا َلكَ (*! والشّنُو َءةُ ) ممدو ٌد ومقصورٌ ( المُتَقَزّزُ ) بالقاف والزايين ،على صيغة اسم الفاعل ،
وفي بعض النسخ المُتَعزّز ،بالعين ،وهو تَصحيفٌ ( والتّقَزّزِ ) من الشيءِ هو التناطُس والتباعُدُ
طهّرِ ،ورجل فيه شَنُو َءةٌ *!وشُنُو َءةٌ أَي َتقَزّزٌ ،فهو م ّرةً صفةٌ ومرّةً اسمٌ ،
عن الَدْنَاس وإِدامَة الت َ
وغَفل المؤَلف هنا عن تَوهيمه للجوهري حيث اقتصر على مَعنى الصّفة ،كما لم يُصرّح المؤلف
بالقصر في الشّنُوءَة ،وسكت شيخنا مع سعة اطلعه ( و ُيضَمّ ) لو قال بدله :و ُي ْقصَر كان أَحسن
سمّي ( أَزْدُ شَنُو َءةَ ) بالهمز ،على َفعُولة
،لَنهم لم يتعرّضوا للضمّ في كتبهم ( و ) منه ُ
سمّيتْ ِلشَنَآنٍ
ممدودة ( ،وقد ُتشَدّد الواوُ ) غير مهموز قاله ابن السكّيت : ( ،قبيَلةٌ ) من اليمنِ ( ُ
) أَي تباغض وقع ( بيْ َنهُمْ ) ،أَو لتباعُدِهم عن بلدهم ،وقال الخفاجي لعُُلوّ نَسبهم وحُسْنِ أَفعالهم ،
من قولهم :رجلٌ شَنُوءَة ،أَي طاهرُ النّسب ذو مُروءًة ،نقله شيخنا ،
____________________
( )1/288
قلت :ومثله َقوْلُ أَبي عُبيْدة ،وهكذا رأَيتُه في أَدب الكاتب لبن قتيبة ،وفي شرح النّبتيتي على
مِعراج الغَيْطِي ( .والنّسْبة ) إِليها ( *!-شَنَ ِئيّ ) بالهمز على الَصل َأجْرَوا َفعُولَة مُجْرَى َفعِيلة ،
ث كلّ واحدٍ
عدّة َأوْجُهٍ ،منها أَن كلّ واحدِ من َفعُولة و َفعِيلة ثلثيّ ،ثم إِن ثال َ
لمشابهتها إِيّاها من ِ
منهما حَ ْرفُ لِينٍ يَجْرِي َمجْرى صاحبه ،ومنها أَن في كلّ واحدٍ من فَعولة وفَعيلة تاءَ التأْنيث ،
صطِحاب فَعولة و َفعِيلة على الموضع الواحد ،نحو أَثُوم وأَثِيم ورَحُوم ورَحِيم ،فما
ومنها ا ْ
استمرّت حالُ َفعُولة و َفعِيلة هذا الستمرار جَ َرتْ واوُ شَنُوءَة َمجْرى ياء حَنِيفة ،فكما قالوا :
ح َن ِفيّ قياسا ،قالوا :شَنَ ِئيّ ،قاله أَبو الحسن الَخفش ،ومن قال شَ ُنوّة بالواو دون الهمز جعل
النّسبة إِليها شَ َن ِويّ ،تبعا للَصل ،نقله الَزهريّ عن ابن السكّيت وقال :
نَحْنُ قُريْشٌ وهُمُ شَ ُن ّوهْ
بَنَا قُرَيْشا خُتِمَ النّ ُب ّوهْ
واسم الَزد عبد ال أَو الحارث بن كَعب ،وأَنشد الليث :
فَما أَنْتُمُ بِالَزْدِ أَزْدِ شَنُو َءةٍ
عمْرِو بْنِ عَامِرِ
وَلَ مِنْ بَنِي َك ْعبِ بْنِ َ
سفْيان بن أَبي ُزهَيْرٍ ) واسمه القِرْد ،قاله خليفة ،وقيل ُنمَير بن مَرارة ابن عبد ال بن مالك
(وُ
ال ّنمَ ِريّ (*! -الشّنَا ِئيّ ) بالمد والهمز كذلك في ( صحيح البخاريّ ) ،في رواية الَكثر ( ،ويُقال
الشّ َن ِويّ ) كذا في رِواية السّم ْرقَنْ ِديّ وعبدوس ،وكلهما صحيح ،وصرح به ابنُ دريد وعند
الَصيليّ :الشّ ُن ّويّ ،بضم النون ،قال عياض :ول وجْه له إِل ا ءَن يكون ممدودا على الَصل
شعْبة
حمّادان وهشام ،وشذّ ُ
( وزُهيْرُ بن عبد ال الشّ َن ِويّ ) قاله ال َ
____________________
( )1/289
( )1/290
أَي كمنع ،وقضيّة اصْطِلحه أَن يكون َككَتَب ول قائل به ،قاله شيخنا ،ثم إِن ظاهر قوله يدلّ
على أَن شنَأ كمَنَع في كلّ ما استعمل شَنِيء بالكسر ،ول قائل به ،كما قد عرفتَ من قول أَبي
ل في ال ُمعَدّي بإِلى دون به وله ،وقد أَغفلَه شيخُنا .
عُبيد وثعلب ،ولم يستعملوا كَمنَعَ ِإ ّ
( و ) شَنَأَ ( الشيءَ َ :أخْرَجَه ) من عنده ،وقال أَبو عُبيد :شَنِيءَ حقّه ،أَي كعلِم إِذا أَقرّ به
وأَخرجه من عنده .
( و ) في ( المحكم ) ( *!شَوانِى ُء المالِ :التي ل ُيضَنّ ) أَي ل يُ ْبخَل ( بِها ) عن ابن الَعرابيّ
نقلً من َت ْذكِرة أَبي عليَ الفارسيّ ،وقال ( :كَأَنّها*! شُن َئتْ ) أَي يُغضب ( فَجيِدَ بها ) أَي أُعْطِي
بها لعدم عِزّتها على صاحبها ،فهو يجودُ بها لبُغضه إِيّاها ،وقال :فأَخرجه مُخْرَجَ النّسب فجاءَ
به على فاعلٍ ،قال شيخنا :ثم الظاهر أَن فاعِلً هنا بمعنى مفعول ،أَي *!مَشْنُوء المال ومُ ْب َغضُه
،فهو كماءٍ دافِق وعِيشة راضية .
( والشَنَآن بن مالكٍ مُح ْركَةً ) رجل ( شاعِرٌ ) من بني مُعاوِية بنِ حَزْنِ بن عُبا َدةَ بنِ عَقيلِ بن
َك ْعبٍ .
( ) ومما بقي على المؤلف :
حسَاءَ
*!المَشْنِيئَة ففي حديث عائشة رضي ال عنها عليكم *!بالمَشْنِي َئةِ النافعةِ التّلْبِينَةِ ،تعني ال َ
وهي مَفعولة من شَنِئْت إِذا أَبغضت ،قال الرياشي :سأَلْت الَصمعي عن المَشْنِيئَ ِة فقال :
ن الَثير :وهي م ْفعُولَة من شَنِئْت إِذا أَبغضت ،وهذا البناء شاذّ بالواو ول يقال
البغِيضة ،قال اب ُ
ضيّ
خفّف الهمزةَ صارت يا ًء فقال *!مَشْ ِنيّ كم ْر ِ
طيّ ووجهه اينه لما َ
طوَ َمقْ ِريّ و َموْ ِ
في َمقْ ُروَ ومَوْ ُ
خفّفَةَ ،وقولها :التّلْبِينة ،هي تفسير *!للمشْنِيئَة وجعلتْها
،فلما أَعاد الهمزة استصْحَب الحالَ المُ َ
بغيضة لكراهتها .
شكُ أَنْ يُ ْرفَعَ
وفي حديث َك ْعبٍ ( يُو ِ
____________________
( )1/291