Professional Documents
Culture Documents
-
افـــتتاحيــــــة
2
شهدت الحركة الطلبية في السنوات الخيرة زخما نضاليا في جل المواقع
الجامعية ،هذا الزخم النضالي الذي جسدته مجموعة من المعارك البطولية
التي عرفت تحولت كمية و نوعية كان أبرزها انتفاضتي الطلب بمراكش
2008التي فتحت آفاقا جديدة وطرحت العديد من القضايا حول آفاق و
اتجاهات نضال الحركة الطلبية ،حيث عرفت انخراط قاعدة واسعة من
الطلب و أبدعت أشكال نضالية متقدمة جدا و عرفت أيضا تقدما على
المستوى السياسي و أيضا على مستوى تطوير الخط العسكري ،حيث أربكت
هذه النضالت كل المخططات التصفوية التي تحاول إقبار و اجتثاث الفعل
النضالي داخل الجامعة و فضحت أيضا كل الشعارات الرنانة التي يتشدق بها
المستغلون في هذا الوطن الجريح ،و قدمت فيها الجماهير الطلبية و
مناضليها تضحيات عظيمة وصلت حتى الستشهاد ( آخر شهيد ع الرزاق
الكاديري مناضل النهج الديمقراطي القاعدي بمراكش ) و تقديم سنوات من
الحرية في زنازين الرجعية كان آخرها اعتقال مناضلي النهج الديمقراطي
القاعدي بمكناس .و بكلمة واحدة ،لقد أعادت هذه النضالت موقع الحركة
الطلبية إلى الواجهة باعتبارها جزءا ل يتجزأ من حركة التحرر الوطني .
لكن إذا تتبعنا كل هذه النضالت ونظرنا إليها نظرة متأمل نجدها تعاني من
إشكال خطير يطرح العديد من التساؤلت :كل هذه النضالت ،كل هذه
التضحيات ،كل هذا القتال و نكران الذات يجد نفسه معزول عن بعضه
البعض ،لماذا لم تستطع الحركة الطلبية تجاوز حالة التشتت التي تعاني
منها ؟ و لماذا تغيب وحدة نضالتها ،على القل وحدة نضالت المواقع التي
تعرف هذا النتعاش النضالي و هذا الزخم النضالي ؟
إن الجابة على كل هذه التساؤلت لن يتم إل عبر تقييم علمي و موضوعي
لتاريخ الحركة الطلبية و تاريخ الطلبة القاعديين و أيضا إلى الشروط
الذاتية و الموضوعية التي ساهمت في تعميق هذا التشتت وهذه الزمة من
أجل بلورة رؤية و تصور واضح حول السبل و الجابات السديدة التي
تحتاجها الحركة للنتقال من حالة التشتت إلى الفعل النضالي الوطني
الواعي .
لماذا« ماي الحمر»؟
3
إن إصدار « ماي الحمر» كنشرة جماهيرية علنية لمر ضروري ،تقتضيه
أهمية النقاشات و أهمية أيضا الجابات المقترحة لوحدة الحركة الطلبية و
القضايا و الملفات التي يطرحها واقع الصراع الطبقي في المغرب و في
مقدمتها ملف العتقال السياسي ،واتجاهات النضال في ظل هذه الشروط
ورسم إستراتيجية واضحة لتحديد اتجاه نضال الحركة الطلبية ،كل هذا في
اعتقادنا وجب تدوينه و توثيقه كإرث للحركة و الجيال اللحقة و النتقال
من النقاش الشفهي الغير منظم إلى النقاش المكتوب المسؤول و المنظم ،
وكذلك من اجل تنظيم العمل بين كل المواقع الجامعية و تبادل الخبرات ،فما
راكمه موقع مراكش من تجارب و خبرات ستستفيد منه كل المواقع و ما
راكمته هذه الخيرة من خبرات و تجارب سيستفيد منه موقع مراكش من
اجل تطوير أداءه الفكري و العملي« لن التصالت بين المدن اليوم لحاجات
العمل الثوري هي أمر ناذر جدا ،وهي على كل حال شذوذ على القاعدة و
عندئذ تصبح هذه الصلت هي القاعدة و تضمن طبعا ل توزيع الجريدة
فقط ،بل " و هو أمر أهم بكثير " تبادل الخبرة و المواد و القوى و الموارد
عندئذ يتسع نطاق العمل التنظيمي اتساعا كبيرا على الفور و يصبح النجاح
في منطقة ما مشجعا دائما على تحسين العمل باستمرار و على الرغبة في
الستفادة من الخبرة التي اكتسبها الرفاق في زاوية من زوايا البلد »
( لينين :ما العمل؟ )
إن بناء حركة طلبية صامدة ومناضلة ليست بالمهمة السهلة لن التجربة
راكمت العديد من السلبيات و اليجابيات و العديد من الفكار الخاطئة و
أيضا الصحيحة ،العديد من النتصارات و أيضا الهزائم .فما هي مهمتنا
كمناضلين ثوريين ؟ لن يختلف أي مناضل على أننا بطبيعة الحال سنقوم و
نصلح كل ما هو فاسد و كل ماهو خاطئ في التجربة ،وسندعم و نطور كل
ماهو صحيح و ايجابي في التجربة .إننا أمام مهمة تاريخية ،سنلقى العديد
من المصاعب التي سنتفوق عليها و العديد من المنعرجات و التي
سنتجاوزها ،سنناضل و نناضل من أجل التقدم بالنقاش و بالحركة إلى
المام رغم كل المصاعب و رغم كل المنعرجات .
إن مهمة تطوير هذه الخطوة و هذه المساهمة من موقع مراكش لملقاة على
كاهل كل التقدميين و الديمقراطيين من أجل إغناء النقاش و تطوير هذا
الشكل الجنيني ،و لما ل خلق نشرات محلية في كل المواقع الجامعية من
أجل تكثيف العمل و الصراع على القضايا المركزية المطروحة حاليا « و ما
دمنا قد أصدرنا جريدة فل بد من إدارتها بصورة جدية و مرضية ،وليست
هذه مسؤولية هيئة التحرير و حسب ،بل مسؤولية القراء أيضا ،و أنه لمن
4
المهم جدا أن يبدي القراء آرائهم و ملحظاتهم و يكتب إليها الخطابات و
المقالت القصيرة يوضحون فيها ما الذي يروقهم ،و ما الذي ل يروقهم ،
لن هذه الطريقة هي التي تضمن نجاح هذه الجريدة » ( مـــاو ) .
إن رياح الوحدة تهب علينا فلنساهم في تثبيتها و تثبيت وحدة الجماهير من
أجل تشتيت وحدة العدو .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Mai.rouge@yahoo.com
5
نظم فصيل النهج الديمقراطي القاعدي بموقع مراكش أيام نضالية للشهيد
عبد الرزاق الكاديري تحث شعار :
* -جميعا من اجل إطلق سراح كافة المعتقلين السياسيين
* -جميعا من اجل حركة طلبية صامدة ومناضلة
أيام الثلثاء 26مايو ويوم الربعاء 27مايو ، 2009تأتي هذه اليام
في صيرورة المعركة النضالية التي يخوضها الموقع من السنة الماضية على
أرضية الملف المطلبي المتضمن للشق الديمقراطي والبيداغوجي والمادي
خلل هذه المعركة البطولية التي تخوضها الجماهير الطلبية بقيادة الخط
الثوري داخل الموقع أعطت خللها الجماهير الطلبية أزيد من 20معتقل و
الشهيد عبد الرزاق الكاديري شهيد القضية الفلسطينية .كما أعطت الحركة
الطلبية بقيادة خطها الثوري العديد من الدروس و الخبرات من قبيل أن أي
شيء ل يعتمد على الجماهير فهو ليس إل قصرا من ورق .وأكدت للكل أن
الجماهير هي صانعة التاريخ وانه عندما تتوفر قيادة تعتمد على الجماهير
في كل شيء فإنها تكون قادرة على تغير وجهة النجوم .فما كان لتوجه
داخل الموقع من ضرورة العمل على إبراز وتعميم هده الخلصات على باقي
المواقع وكدا الستفادة من خبرات باقي المواقع الجامعية التي خاضت معارك
ضدا على خوصصة التعليم .حيث وجه دعوات إلى كافة المواقع و
المناضلين والطلب للحضور وتبادل الفكار والخبرات من اجل التقدم في
مسيرة النضال ضد المخطط الطبقي للتركيع والتبضيع و من أجل الدفاع عن
الحريات السياسية والنقابية داخل الجامعة ،واجهتها الحالية إطلق سراح
المعتقلين السياسيين .
انطلقت اليام يوم الثلثاء بحضور العديد من المواقع والهيئات.
فكما هو معلوم انطلقت اليام بحلقية افتتاحية ثم خللها إلقاء كلمة النهج
الديمقراطي القاعدي بموقع مراكش حول مضمون شعار اليام والبرنامج .
-تلتها كلمة المعتقلين المفرج عنهم من المجموعة الولى بالموقع
6
-كلمة المعتقلين المفرج عنهم بموقع فاس
-كلمة موقع فاس
-كلمة موقع تازة
-كلمة لجنة المعتقل بفاس
-كلمة الطلبة الصحراويين
-كلمة عائلت المعتقلين السياسيين بمراكش
-كلمة عائلت المعتقلين بفاس
-كلمة لجنة زاكورة للتضامن مع المعتقلين
-كلمة اللجنة المحلية لدعم المعتقلين بمراكش
-كلمة اللجنة الشبيبة من اجل إطلق سراح المعتقلين السياسيين بمراكش
-كلمة الهيئة الوطنية للتضامن مع المعتقلين السياسيين.
-كما توصل الموقع برسالة من مناضلي التوجه القاعدي بموقع طنجة و
التي ننشرها في هذا العدد و تفعيل النقاش معها مستقبل .
بعد هده الحلقة الفتتاحية انطلقت اليام التي عرفت العديد من النقاشات
والدردشات في الروقة تضمنت هده الخيرة العديد من الملفات ,رواق حول
الحركة الطلبية والمعارك التي يخوضها الموقع السنة الماضية ،رواق حول
العتقال السياسي .
كما تضمنت اليام رواق خاص باللجنة الشبيبية من اجل إطلق سراح
المعتقلين السياسيين بمراكش وأخر خاص بالمعارك الدائر رحاها بكل من
موقع فاس وتازة.
-فرزت التفاعلت والنقاشات العديد من القضايا المرتبطة بالحركة
الطلبية وموقعها من الصراع من اجل انعتاق كافة المضطهدين فاستحضار
كافة التحديات المطروحة على الحركة الطلبية يدفع الكل إلى البحث عن
الليات والشكال القادرة على جعل الحركة في حجم الستهدافات فكانت أولى
القضايا التي طرحت على كافة المناضلين هي مسألة .الوحدة التي طرحت
العديد من القضايا والشكالت كما سبقت الشارة .
وأهمها الطار العام للوحدة على أرضية مبادئ " اوطم" مما استدعى المزيد
من فهم واستيعاب هده المبادئ وكيفية بلورتها في صيرورة ممارستنا
النضالية ،كما أنها طرحت أهمية استحضار المبادرات السابقة للوحدة من
فشل المؤتمر 17وبروز مبادرة 7فبراير إلى حدود الن وأكثر تحديد واقع
شعار المجانية أو الستشهاد فالهدف من استحضار هده المبادرات والتجارب
هو المزيد من فهم واستيعاب أخطائها ونواقصها من اجل الستفادة من
7
الخبرات التي راكمتها الحركة الطلبية وحتى تجارب خارج الحركة الطلبية
محليا ودوليا .
الضافة إلى النقاش المركزي حول العتقال السياسي الذي وقف عند
الشروط السياسية لنضال الحركة الطلابية وأمام الهجمة الشرسة للنظام
والتي خلفت العديد من المعتقلين ،مما يستوجب طرح التصور العام لنضالنا
حول ملف العتقال السياسي ،وارتباطه بواقع الحريات ببلدنا ككل ،ومنه
التداول في الصيغ النضالية من أجل إطلق سراح المعتقلين السياسيين .
والتي خلص إلى تشكيل لجنة المعتقل والنخراط في كافة المبادرات السياسية
للنضال من أجل الحريات السياسية .ببلدنا ،هذا النقاش الذي تمحور
أساسا حول دور لجان التضامن مع المعتقلين واللجان الشبيبية هذه
النقاشات عرفت تفاعل جل المناضلين ل من داخل الموقع ول من خارجه
وكدا الجماهير الطلبية فخللها تم إثارة العديد من الشكالت والقضايا اقل
ما يمكن أن يقال عنها أنها تشكل مركز القضايا التي وجب على كل
المناضلين وكل الطلب الغيورين على مصلحة الحركة الطلبية مصلحة
شعبنا التقدم في الجابة عنها وبناء رؤية واضحة حولها وأهمها :
-ملف العتقال السياسي والتصور العام للنضال على هذه الجبهة في ظل
هذه الشروط ،وأبعاد نضال الحركة الطلبية حول هدا الملف وكدا التفاعل مع
المبادرات التي قدمت حول هده القضية.
-بناء أوطم منظمة صامدة و مناضلة ذات المبادئ الربع
-تفعيل النقاش حول ما يسمى بالمخطط الستعجالي و آليات توحيد
المجابهة استحضارا لما حققته الحركة الطلبية من تراكمات على أرضية
شعار المجانية أو الستشهاد
-تنسيق الخطوات النضالية حول إطلق سراح المعتقلين السياسيين في
كافة المواقع الجامعية
-و توحيد الملفات المطلبية على أرضية المطالب المادية و الديمقراطية
للجماهير الطلبية
-التفكير و التفاعل حول برامج نضالية موحدة
-كما أثارت اليام العديد من القضايا الفكرية و السياسية و التي كانت محط
نقاش .
8
شهدت الحركـة الطلبيـة بالمغرب فـي السـنوات الخيرة موجـة عارمـة مـن
النضالت و المعارك في العد يد من الموا قع الجامع ية ( مرا كش ،اكاد ير ،
الراشيدية ،فاس ،مكناس ،وجدة ،القنيطرة ،طن جة ، )...و قد امتازت جل
هذه المعارك بطول نفسها و انخراط قاعدة جماهيرية واسعة فيها ،بالضافة
إلى ارتفاع حدة كفاحيت ها و عنفوان ها ،و بدون شك قد كا نت المعارك ال تي
خاضتهـا الجماهيـر بموقـع مراكـش خلل سـنة 2005و بالخـص خلل هذه
السنة 2008الكثر عنفا و الكثر حدة على الطلق دون طبعا النتقاص من
حجـم المعارك داخـل باقـي المواقـع الخرى (فاس ، 1997/1998مكناس
، 2003القنيطرة . )... 2008
إن هذا الزخـم النضالي الكـبير و الض خم الذي أبانـت ع نه الحركـة الطلبيـة
بش كل عام و أبناء و بنات الكادح ين بمو قع مرا كش بش كل خاص ،قد طرح
سؤال آفاق هذه المعارك و اتجاهات ها بإلحاح شديد .فالتضحيات الجسام التي
قدمتهـا الجماهيـر الطلبيـة على طول مرحلة العقـد الخيـر تسـتوجب منـا
كشيوعيات و شيوعييـن النخراط بوعـي و بمسـؤولية للمسـاهمة فـي تحديـد
معالم هذه الفاق و بث الوعي في هذه النضالت البطولية .
إن تقييـم بسـيط و أولي لهذه المعارك يقودنـا بكـل تأكيـد إلى إقرار حقيقتيـن
ساطعتين:
أولهما أن هذه المعارك جاءت كإفراز موضوعي للشروط المادية العامة التي
يعيش ها الطلب خ صوصا ب عد تزا يد الهجوم على أبناء و بنات الكادح ين في
9
ح قل التعل يم من خلل ما سمي " بالميثاق الوط ني للترب ية و التكو ين " الذي
استهدف تخريب التعليم و تر سيخ نخبويته و تهيئ الشروط لضرب مجانيته
و تسـييد ثقافـة المهادنـة و السـتسلم و كذا قمـع كـل الحريات النقابيـة و
ال سياسية من دا خل الحر كة الطلب ية و المز يد من تكث يف الح ظر العملي مع
المنظمـة الطلبيـة أوطـم و كـل التحركات النضاليـة داخـل الجامعـة المغربيـة
( سواء من طرف أجهزة القمع أو القوى الظلمية و الشوفينية ) ،بالضافة
إلى المحاولت المتكررة لحتواء الحر كة و ممار سة الو صاية على الجماه ير
الطلبية .
ضد كل هذه الشروط انت فض الطلب و صرخوا في و جه الرجعي ين مدافع ين
عن حقهم في التعليم و في العيش الكريم و حقهم في التفكير و التعبير.
الحقي قة الثان ية ال تي يم كن للمرء ر صدها أي ضا هي م ستوى الدينام ية ال تي
أبان عن ها الطل بة القاعدي ين دا خل الحر كة الطلب ية من خلل تزعم هم قيادة
جل هذه المعارك .صحيح أن الشروط الموضوع ية تحدد أ سباب النفجارات
و المعارك ،و صـحيح أن هذه المعارك بدون مشاركـة الجماهيـر الطلبيـة
الوطامية ما كان ل ها أن تر قى إلى ما وصلت إليه ،ل كن ما هو أكيد أي ضا
أنها بدون قيادة ما كانت لتصل إلى هذه الدرجة من العنفوان .
و بدون مزايدات و بقراءة بسيطة تتضح مكانة الطالبات و الطلبة القاعديين
بوصفها قاطرة هذه النضالت دون طبعا إهمال أو التنكر لما قامت به بعض
الف صائل و التيارات الخرى من مجهودات نضال ية ل ي ستهان ب ها ( طن جة ،
القنيطرة . )...
إن هاتين الحقيقتين الوليتين تبرزان مسألتين أساسيتين.
ل قد ا ستطاعت الحر كة الطلب ية على طول هذه المرحلة أن تكون حاضرة في
قلب الصـراع الطبقـي بالمغرب معريـة شعارات النظام القائم و كاشفـة على
وجهه الحقيقي مجددة العهد بالتخندق إلى جانب الجماهير الكادحة و مدافعة
على إحدى قلع النضال الجماهيري ضد العدو الطبقي و أذياله من الرجعيين
،و قد كانت الفاتورة ثقيلة ( استشهاد 4مناضلين قاعديين في ظرف عشر
سنوات ،الرفيق بوعبيد عبد الحفيظ سنة ، 2001الطاهر الساسيوي و عبد
الرحمان الحسـناوي سـنة ، 2007عبـد الرزاق الكادري سـنة ) 2008و
عشرات المعتقليـن وزعـت عليهـم عشرات السـنين بوجدة ،مراكـش ،
مكناس ،الراشيدية ،فاس ...
إن هذه التضحيات قد حصنت بكل تأكيد الحركة الطلبية وأعطت نفسا جديدا
للف عل النضالي الوطا مي دا خل الجامعات بالمغرب و ت صدت ل كل المحاولت
المتكررة لجتثاث الف عل النضالي التقد مي و أرب كت خ طط و مخططات النظام
10
التصفوية ،لكن بالموازاة مع ذلك لم تستطع الحركة الطلبية إلى حدود اليوم
من تجاوز أ هم و أخ طر ن قط ضعف ها و المتمثلة في تش تت النضالت و عدم
القدرة على توحيدها على القل بين المواقع الجامعية التي تعرف نموا نضاليا
متميزا .
إن هذا النقـص الذي عانـت منـه الحركـة الطلبيـة منـذ معركـة مقاطعـة
المتحانات الشبه وطنية سنة 88/89هو أهم ما يجب النتباه إليه في الوقت
الراهـن و الجابـة عليـه للنتقال إلى مرحلة أعلى مـن النضال الطلبـي الذي
تخوضـه الجماهيـر داخـل الجامعات بالمغرب ،فحجـم الهجوم الحالي الذي
تتعرض له الحركـة الطلبيـة و قطاع التعليـم يفرض ل محالة النتقال إلى
النضال الوطني الواعي و المنظم .
لكـن كيـف السـبيل إلى ذلك ؟ كيـف يمكـن تحقيـق وحدة الحركـة الطلبيـة و
تطويرهـا إلى أعلى ؟ مـا هـي مداخـل هذا النمـو ؟ إن هذه السـئلة تعتـبر
جوهرية و ذات طابع استعجالي و تكون الجابة علي ها و التأ كد من صحتها
أو عدم صحتها عمليا خطوة كبيرة في التجاه الصحيح.
لقد حاولت جل التيارات الفاعلة داخل الحركة الطلبية من تقديم إجابة على
هذه السئلة منذ فشل المؤتمر الوطني السابع عشر .فهناك من حدد المدخل
لحقاق الوحدة على ا نه تنظي مي و هناك من رآه سياسي و آ خر نضالي ...
الخ .
و سـوف نحاول مـن جانبنـا أيضـا تقديـم بعـض الفكار حول الموضوع
مسـتندين فـي ذلك لمـا حققتـه الحركـة النضاليـة مـن تراكمات و مـن تجارب
فاشلة و ناج حة ،و من ا جل ذلك ن جد من الضروري و الولي و ضع تمي يز
واضـح بيـن مسـالتين :مسـالة وحدة الطلبـة القاعدييـن و وحدة الحركـة
الطلبية ،فغالبا ما يقع الخلط بين هاتين المسالتين و ين ظر إليه ما كمسالة
واحدة و ربما كان مرد ذلك للحضور القوي و المتميز للطلبة القاعديين داخل
الحركـة الطلبيـة إلى درجـة مثل أن هناك مـن أصـبح يتحدث عـن البرنامـج
المرحلي كبرنامج للطلبة القاعديين .
إن مايهمنـا هنـا بالدرجـة الولى هـو سـؤال وحدة الجماهيـر الطلبيـة و لن
يكون ا ستحضارنا لوحدة القاعدي ين سوى مح طة ل ستخلص ب عض الدروس
التي نراها مفيدة و ضرورية للجابة على سؤال وحدة الحركة الطلبية .
إن مسـالة الوحدة تفرض علينـا تناول ثلث مسـتويات على القـل إن صـح
القول :منطلقاتهـا الفكريـة ،أهدافهـا السـياسية و ثالثـا و أخيرا و سـائلها
التنظيمية و العملية .
11
-منطلقات ها الفكر ية بمع نى الطار الفكري الذي من خلله نر صد و نك شف
القوان ين الموضوع ية المتحكمـة في صيرورة بناء الوحدة و اسـتعمال هذه
القوانين و دمجها بالممارسة العملية الهادفة إلى بناء و تصليب هذه الوحدة.
-الهداف السـياسية المتوخاة مـن هذه الوحدة و هـو مـا يجـب أن يعكسـه
البرنامـج المؤطـر لنضالت الجماهيـر الطلبيـة فـي اتجاه تحقيـق مطالبهـا و
الرقي بها نحو المام .
-أ ما الو سائل التنظيم ية و العمل ية ف هي ب كل ب ساطة مختلف الشكال ال تي
تستطيع بها نقل البرنامج إلى الممارسة العملية و الرقي بالوحدة إلى مرتبة
أعلى و الحفاظ على التراكمات و عدم هدرها .
ل كن ق بل الدخول في الجا بة على هذه الم ستويات سوف نحاول ا ستحضار
بعض الدروس من تاريخ الحركة الطلبية بالذات ،لن نخوض و نبحر بعيدا
في هذا التاريخ بل سوف نحاول قدر المكان أن نكون موجزين فيه على أن
نترك هذا النقاش مفتوحـا للغناء أكثـر فأكثـر مـن طرف الكـل ،و سـوف
نحاول على الخصوص رصد بعض الجابات التي قدمها مناضلو و مناضلت
النهج الديمقراطي القاعدي في هذه المسألة .
ل قد أثب تت التجر بة العلم ية ب ما ل يدع مجال لل شك على إفلس كل المشار يع
الصـلحية التـي حاولت الزج بأوطـم و بالحركـة الطلبيـة إلى مسـتنقعات
المهادنة مع العدو الطبقي للجماهير الطلبية و الجماهير الشعبية ،غير أن
إفلس هذه المشاريع قد رافقه أيضا ( و هذا ما تؤكده النتائج العملية ) تعثر
الجابات التـي طرحهـا القاعديون فيمـا يخـص بناء وحدة الحركـة الطلبيـة ،
هذا التعثر هو أهم ما يجب تسليط الضواء عليه و استخلص دروسه .
ل قد كا نت هناك محاولت حثي ثة سواء ما ب عد ف شل المؤت مر الوط ني ال سابع
عشر و فشل مقاطعة المتحانات على الصعيد الوطني سنوات 82/83أو تلك
التي فجرت المعركة الشبه وطنية سنة . 98/1999كل تلك المحاولت باءت
بالفشـل ليتجدد بعدهـا النقاش حول وحدة الحركـة على ضوء مـا راكمتـه
التجربة فانطلق النقاش من جديد سنوات التسعينات بين من اعتقد في اللجان
النتقال ية و الحوار الف صائلي ك حل لز مة الحر كة و ب ين من رأى أن ال حل
يكمن في إحقاق وحدة القاعديين باعتبارها المدخل المثل .
أ صحاب الرؤ ية الولى كا نت خلفيات هم معل نة و واض حة مراه نة على القوى
الصـلحية آنذاك لخراج الحركـة مـن أزمتهـا عـن طريـق إيجاد حـد أدنـى
سـياسي يراعـي مصـالح كـل الفرقاء حتـى و إن كان على حسـاب مصـالح
الجماهير .
12
أ ما التجاه الثا ني و إن كان يملك ت صورا واض حا في ما ي خص م صير الحوار
الف صائلي و معل نا عن قطيع ته مع هذا الم سار و هذه الممار سة و متحد يا
ـف ـة و تحريـ ـي حاولت إضعاف الحركـ ـت لهذه الخيارات التــي آن الوقـفـ
مسارها ،إل أنه باشر النقاش بعيدا عن الجماهير ،فانطلق مسلسل النقاش
آنذاك ب ين مجمو عة من المناضلت و المناضل ين ب كل من مو قع مرا كش ،
فاس ،وجدة ،لينسـحب موقـع مراكـش فيمـا بعـد مـن ذاك النقاش نظرا
للشكالت المحل ية ال تي كان يعا ني من ها ( )93/94و ا ستمر النقاش ب ين كل
من فاس و وجدة لي صل في آ خر المطاف إلى الباب الم سدود ،و لم ي ستطع
التطور نظرا للخلفيات التي كانت تحكم كل الرفاق في رؤيتهم لمسألة الوحدة
.
و بغض النظر على كل ذلك فإن أهم عيب كان في تلك التجربة هو ابتعادها
عن الجماهير و القواعد و هي بذلك لم تترك دروسا إل لصحابها المنخرطين
المباشرين في ذلك النقاش إلى درجة أنه إلى اليوم ل يعرف عن تلك التجربة
إل القليـل و تكاد تكون غيـر معروفـة حتـى عنـد مـن يقود تجربـة القاعدييـن
اليوم في كل المواقع.
ب عد تلك المحاولت و في تزا من مع اشتداد الهجوم على الحر كة الطلب ية و
على قطاع التعليم بعد صدور توصيات البنك الدولي و خلق جسور التواصل
المن ظم ب ين الموا قع الجامع ية الك ثر نضال ية سوف ينطلق م سلسل آ خر من
النضال في اتجاه تحقيق وحدة الحركة الطلبية.
و قد انطلق هذا المسلسل في سياق نقاش الرد الذي يجب أن تقدمه الحركة
ضد ما سمي " بالميثاق الوط ني للترب ية و التكو ين " و قد ش مل النقاش في
مرحلة أولى 6مواقع مراكش – فاس – مكناس –أكادير – الراشدية و أيضا
الجديدة ،ليتوج هذا النقاش بتوح يد رؤ ية القاعدي ين للميثاق الوط ني عبرت
عنهـا ورقـة " ميثاق وطنـي للتربيـة و التكويـن أم مخطـط طبقـي للتركيـع و
التبض يع" و تم توح يد كل هذه الموا قع على شعار " المجان ية أو ال ستشهاد"
باعتباره يشكل الشعار التكتيكي للمرحة الراهنة و لصد الهجوم الكاسح الذي
دش نه نظام المعمر ين الجدد على الجماه ير الشعب ية في ح قل التعل يم ،ل قد
تبلور هذا الشعار بالخ صوص في المعر كة البطول ية ال تي خاضت ها الجماه ير
الطلب ية بمو قع فاس سنة 97/98و ، 99/2000و تم اغناؤه ب عد ذلك من
طرف باقـي الموا قع الخرى ،حيـث شكـل هذا الشعار مدخل لتوحيـد النضال
الميداني المباشر للحركة الطلبية ضد الميثاق الطبقي للتركيع و التبضيع ،
فالطلبة القاعديون كانوا قد أدركوا آنذاك حجم الستهداف و خطورته و مدى
13
ضرورة المجاب هة ال سياسية ال تي ت ستدعي ب كل تأك يد مواج هة على ال صعيد
الوطني ل المحلي .
إن هذه القناعات ال تي تبلورت في خ ضم نقاشات جماهير ية و و سط معارك
ضخمة في أغلب المواقع قد خلقت دينامية قوية وسط الحركة الطلبية بشكل
عام و وسط القاعديين بش كل خاص فتم تنظيم خمس أسابيع وطنية في كل
مـن أكاديـر ،مراكـش ،الجديدة ،مكناس والراشيديـة فـي فترة ل تتجاوز
الثلثـة أشهـر ،و بدأ النقاش يتجـه نحـو إيجاد خطـة للداء الموحـد على
النطاق الوطنـي ،فـي هذا الظرف بالذات سـوف يعرف موقـع فاس آنذاك
العديد من الشكالت الذاتية من جهة و هجوما وحشيا لللة القمعية من جهة
أخرى ،كانـت إحدى نتائجـه اسـتشهاد الرفيـق بوعبيـد حفيـظ فـي 14ماي
، 2001و قـد كان لهذا الهجوم و لتلك الحداث التـي عرفهـا الموقـع كـبير
الثر على هذا المسار الوحدوي الذي ما كاد ينطلق .
لقد استطاع الطلبة القاعديين بكل تأكيد من إبراز دينامية نضالية و سياسة
قو ية في تلك الفترة ،و كا نت ل هم رؤ ية متقد مة لم سألة الوحدة أك ثر من
غير هم ،فباشروا بتوح يد الرد على الميثاق و كذا إفراز الشعار المك ثف لهذا
الرأي المجانيـة أو السـتشهاد بمـا يعنيـه مـن ضرورة المجابهـة السـياسية
الوطنية ،لكن بعد كل تلك التجربة و بعد كل هذه الفترة يمكن القرار بقصور
الجا بة ال تي قدم ها أولئك الرفاق في تلك الفترة .إن ذلك الق صور يم كن أن
نعبر عنه بجملة واحد طغيان النقاش حول وحدة الجماهير الطلبية .
إن لذلك القصور شروطه الموضوعية والذاتية ،فمن الجانب الذاتي ل يجب
أن ننسى و لو لوهلة أن تملك التجربة بما لها و ما عليها هي تجربة طلبية
غير مؤهلة للجابة على معضلت باقي مجالت الصراع الطبقي التي تتداخل
مع قطاع التعل يم ،لن الحزب هو الوح يد القادر على ذلك ،ثان يا أن تجر بة
أولئك الرفاق قد ورثت من تجربة الطلبة القاعديين كل ما هو ثري و مشرف
،لكنها أيضا ورثت منها بعض الجوانب الخاطئة .
أمـا على المسـتوى الموضوعـي فحجـم الهجومات التـي تعرض لهـا الطلبـة
القاعديون و الحركة الطلبية ( من طرف قوات القمع و القوى الظلمية )...
و غياب لي ف عل ثوري حقي قي خارج أ سوار الجام عة في تلك الفترة كان له
أيضا نتائج سلبية على مسا تطور الحركة آنذاك
إن إحدى أ هم المخا طر ال تي واج هت و لزالت توا جه هؤلء المناضل ين أن ما
هـي نظرتهـم إلى القاعدييـن بالذات .فالعديـد مـن المناضليـن و المناضلت
ينطلقون مـن تحديدهـم للطلبـة القاعدييـن مـن الفكـر و ليـس مـن الواقـع ،
بالنسـبة للبعـض القاعديون هـم قالب جاهـز و مع مشروع كا مل و خال من
14
الخطاء و كـل مـن أخطـأ فهـو يخرج بالضرورة عـن هذا القالب الجاهـز و
بالتالي فإنـه يخرج عـن كونـه قاعدي .إن هذه النظرة المثاليـة يجـب أن
تح طم ،إن كل التجارب الثور ية العالم ية و ل يس الطلب ية و ف قط تؤ كد على
وجود دائم و مسـتمر لصـراع الخطيـن داخـل كـل عمـل و كـل "تنظيـم " ،إن
صراع الخط ين هو ما يع طي الحياة للع مل و للتنظ يم .فالحزاب الشيوع ية
الرائدة كانت تعرف دائما وجود للخط الثوري و الخط النتهازي و القاعديون
غ ير منفلت ين من هذا القانون الموضو عي ،أي أن بداخل هم أي ضا يم كن أن
نجد الخط الثوري و الخط النتهازي ،نجد بداخلهم الطالح و الصالح هذا أمر
ل دخـل له بالخلق أو المزايدات ،فأن يخطـأ بعـض الرفاق ،أو بعـض
المواقع في تحليلهم للوضع أو في رسم خطة خاطئة للمجابهة أو للتراجع ل
يعني أنهم أصبحوا غير قاعديين بل كل ما يعني ذلك أن ذلك التحليل و تلك
الخطـة خاطئة يجـب تقويمهـا و الصـراع ضدهـا ،لكـن بالشكـل الذي يبنـي
الوحدة و ليـس بالشكـل الذي يدمرهـا " يجـب معالجـة الداء مـن أجـل إنقاذ
المريض ل الجهاز عليه للتخلص من المرض " .
إن غياب رؤ ية واض حة حول هذا الموضوع و تب ني المثال ية في مقارب ته و
النطلق من الفكر عوض الواقع قد كانت له نتائج كارثية و فجر صراعات
داميـة و ترك جراحـا ل زالت تنزف إلى اليوم .يجـب تجاوز كـل ذلك يجـب
تكثيف النضال اليديولوجي من أجل تقويم العوجاجات لكن ليس بعيدا عن
الجماهير و عن معاركها بل في قلب الممارسة العملية الهادفة إلى التغيير و
تحقيق الهداف المباشرة أو الغير المباشرة .
و لنترك جان با هذا الموضوع على أن نعود إل يه لح قا بمز يد من التف صيل .
لقـد قلنـا أن إحدى مظاهـر الخلل الذي طبعـت تفكيـر و ممارسـة الطلبـة
القاعديين في بدايات اللفية الثالثة أنما هي تشديدهم على وحدة القاعديين و
عدم إعطاء الهميـة اللزمـة لوحدة الجماهيـر الطلبيـة .و هاهـي اليوم
الجماه ير الطلب ية تنت فض ت حت قيادة القاعدي ين بمرا كش ،اكاد ير ،فاس ،
مكناس ،الراشيدية ...الخ .و تعيد طرح المهمة من جديد و بإلحاح أكبر ،
ل قد راك مت الحر كة الطلب ية من ال خبرة ما يك في لج ني الدروس و تطو ير
الداء في هذا التجاه.
و هكذا يكون اليوم الهتمام ببناء وحدة الحركة الطلبية و الجماهير الطلبية
هو من أ هم المهمات المطرو حة على عا تق المناضلت و المناضل ين دا خل
الحر كة الطلب ية و الشيوعي ين و الشيوعيات من هم على الخ صوص .فمع ظم
المعارك البطول ية ال تي خاضت ها الجماه ير الطلب ية في كل الموا قع الجامع ية
( اكاديـر – مراكـش – الراشيديـة –مكناس –فاس –القنيطرة – تازة – وجدة
15
– طنجة ) ...أثبتت للعالم اجمع المكانيات الهائلة التي تختزنها الجماهير و
القادرة على إرباك خطــط و مخططات النظام الرجعــي القائم بالمغرب قــد
استطاع إلى حد ما تمرير بعض بنود الميثاق ،فإن ذلك لم يكن بدون ثمن بل
على ح ساب تعر ية وج هه الب شع و تحط يم شعارا ته الديماغوج ية فضل على
أن مقاو مة الجماه ير لهذا المخ طط قد أنع شت الف عل النضالي دا خل الجام عة
المغربية و رسخته ضدا على المحاولت التي كانت ترمي إلى اجتثاثه .لكن
و مـع كـل ذلك يمكـن القول على أن نضالت الحركـة لزالت تفتقـر إلى قوة
تمكن من فرض التراجع على العدو الطبقي و تقديم الحركة إلى المام بمزيد
من القوة ،غ ير أ نه ل يم كن الو صول إلى م ستوى هذه الرهانات إل بمعارك
ذات ب عد وط ني قوي ،إ ن ما و صلت إل يه معر كة مرا كش الخيرة من قوة
واسعة و اتساع يعطي للجميع دروسا في هذا التجاه .
إن هذه المعركة البطولية و الضخمة التي وصل صداها إلى العالم اجمع كانت
تسـتطيع قلب الموازيـن بشكـل كلي داخـل الجام عة المغربيـة لصـالح او طم و
الجماهير لو أنها تفجرت على المستوى الوطني .
إن ذلك يشكـل إحدى أهـم الدروس التـي تلقننـا إياهـا الجماهيـر المنتفضـة
بمرا كش .المز يد من الع مل من ا جل رد مو حد و قوي للجماه ير الطلب ية
يفرض على العدو الطبقـي التراجـع و يحقـق موازيـن قوى جديدة داخـل
الجامعة لما فيه مصلحة للجماهير الطلبية بشكل خاص و للجماهير الشعبية
بشكل عام .
و إذن يطرح السـؤال عـن كيفيـة بناء هذه الوحدة و كيفيـة التقدم فـي هذا
التجاه.
لقـد حددنـا أعله ضرورة تناول ثلث مسـتويات فـي مسـالة وحدة الحركـة
الطلبية:
– 1الطار الفكري لمسالة الوحدة .
– 2البرنامج.
– 3الدوات و الوسائل .
– 1الطار الفكري لمسالة الوحدة
إن عمل ية بناء الوحدة مثل ها م ثل كل عمل ية واقع ية هي صيرورة محكو مة
بقوانيـن موضوعيـة .أن تدرك هذه القوانيـن و نجـد الموضوعات المعـبرة
عن ها هي مه مة تحد يد الطار الفكري لهذه الم سألة .إن م سالة بناء الوحدة
هي صيرورة محكومة مثل كل صيرورة بقانون التناقض الذي يشكل جوهر
تطور الشياء ،إن لقانون التناقـض طابعـه الشمولي ،نمـو يحكـم جميـع
الصيرورات طبيعية كانت أم اجتماعية أم صيرورة وعي .
16
إن ذلك التنا قض يم كن أن ن عبر ع نه ب صراع الخطوط و تناقض ها .التنا قض
ب ين ال خط المدا فع عن الجماه ير و م صالحها ( الذي ت عبر ع نه قوة أو عدة
قوى )و بين الخط المناقض لمصلحة الجماهير ( الذي هو الخر قد تعبر عنه
قوة أو مجموعة من القوى ) .إن ذلك يشكل الطابع الخاص للتناقض و يحدد
طرفاه .إن تواجد الخط المناهض لمصلحة الجماهير أو ما قد نصطلح عليه
تماش يا مع المفاه يم المتداولة دا خل الحر كة بال خط البيروقرا طي هو حقي قة
موضوعية سواء أعجبتنا أم ل .فمن الوهم العتقاد بالقضاء على هذا الخط
داخـل مجتمـع طبقـي يولده باسـتمرار .إن لهذا الخـط أسـسه الماديـة و
الموضوعية و القضاء عليه يعني القضاء على هذه السس.
إذن يجب بناء الوحدة انطلقا من الشروط الموضوعية التي نناضل داخلها
و يجـب أيضـا النظـر إلى المسـالة مـن زاويـة بناء وحدة الحركـة الطلب ية و
وحدة الجماه ير الطلب ية و هذه م سالة في غا ية الهم ية إذ أن ها تقي نا من
السقوط في العمل الفوقي البعيد عن الجماهير .
إن الموضوعة التي تكشف هذه القراءة النظرية إنما هي موضوعة وحدة –
صراع – وحدة ،أو وحدة – ن قد –وحدة ،ل قد أبدع هذه الموضو عة الرفاق
الشيوعي ين و الشيوعيات إبان الثورة ال صينية العظ مى و قد تبنا ها و ع مل
بها الماركسيين بالمغرب داخل الحركة الطلبية إبان مرحلة المؤتمر الوطني
الخامس عشر و قد كانت لها نتائج جد ايجابية .
إن مقولة وحدة – ن قد – وحدة تع ني النطلق من الوحدة و من الرغ بة في
الوحدة و مـن التركيـز على وحدة الجماهيـر و الوعـي باطلقيـة الصـراع و
بالتالي ممارسة النقد ضد الفكار الخاطئة و الخطوط الخاطئة و البيروقراطية
بهدف الوصـول إلى وحدة ارفـع و امتـن و هكذا دواليـك فـي سـلسلة غيـر
منتهية .
النطلق من الوحدة ل يعني التوافقات السياسية المهزوزة بين الفصائل كما
شوهـت بذلك هذه الموضوعـة الجابـة التـي قدمهـا " القاعديون التقدميون"
أنصـار الكلمـة الممانعـة ،النطلق مـن الوحدة ل يعنـي ابحـث عـن النقاط
المشتركة و النطلق منها ،فقد أثبتت التجربة العملية و النظرية أيضا فشل
هذا الخيار و خطاه بالضافة إلى نتائجه الكارثية .
إن النطلق مـن الوحدة يعنـي النطلق مـن وحدة الجماهيـر الطلبيـة على
أرضيـة أول مبادئ التحاد الوطنـي لطلبـة المغرب و ثانيـا على أرضيـة
البرنامـج الذي يكثـف الهداف و الوسـائل .و إذا كانـت الوحدة على أرضيـة
التركيز على النقط المشتركة و نبذ نقط الختلف قد أثبتت فشلها الذريع
فان جعل الماركسية كشرط للوحدة هو أيضا قد اثبت إفلسه التام ،يجب أل
17
ننسـى نقـد لينيـن " للمعارضـة المبدئيـة "اللمانيـة إبان التهييـء للمميـة
الشيوع ية " أن نج عل من العتراف بديكتاتور ية البروليتار يا شرط النضمام
إلى النقابات يع ني و ضع سور و حا جز ب ين فئات عري ضة من الجماه ير و
بين النقابات " فالماركسية ليست إيديولوجية للطلب و إنما هي مرجعية لخط
سياسي معين و من كبير الخطأ العتقاد بعكس ذلك .
إن النطلق مـن الوحدة على أرضيـة مبادئ اوطـم و على أرضيـة برنامـج
يع كس مضمون الحر كة الطلب ية و موقع ها في ال صراع الطب قي ( و هذا ما
سوف نر جع إل يه لح قا ) هو نق طة النطلق و في إطار هذه الوحدة و من
خلل الممارسة العملية الهادفة إلى الدفاع عن مصلحة الجماهير الطلبية و
منظمتها اوطم تتم ممارسة النقد و الصراع بين كل الخطوط المتواجدة داخل
الحر كة ،إن لهذا ال صراع طاب عه المطلق ،لين ين يعلم نا " إن الوحدة مؤق تة
ن سبية في ح ين أن ال صراع مطلق " إن العتقاد بان ال صراع و الن قد يقوض
الوحدة هو و هم و ا كبر ما يم كن أن ي ضر بالحر كة و بمشروع بناء الوحدة
فل يمكـن أبدا بناء هذه الوحدة إل عـبر هذا الصـراع شرط أن يكون صـراعا
ايجاب يا أي صراعا لخد مة م صلحة الجماه ير ،ف في قلب هذا ال صراع يت ضح
مـن المخطـئ و مـن هـو على صـواب انطلقـا مـن الصـراع على القضايـا
الملموسـة و على ضوء التجربـة العمليـة المباشرة يتـم تجاوز الخطاء و
بالتالي النتقال و التحول إلى وحدة ار فع و ام تن هذا ما تعلم نا إياه الماد ية
التاريخية و كل تجارب الشعوب و الحركات .
و هكذا يجـب على الشيوعيات و الشيوعييـن بالسـاس أن يمدوا أيدي هم لكـل
من ير غب في بناء وحدة الحر كة الطلب ية ل كن شرط أن ل يتقاع سوا و لو
لبرهة على نقد و صراع كل الفكار و المواقف الخاطئة التي تضر بمصلحة
الجماه ير ،إن هذا الطر يق و هذا المن هج هو الوح يد القادر على بناء وحدة
الحر كة الطلب ية بو عي و في التجاه ال صحيح الذي يخدم في آ خر المطاف
أبناء و بنات الكادحين داخل حقل التعليم .
تلك كانت بعض السس الفكري لمسالة كيفية بناء الوحدة .إن الوحدة تطرح
علينـا سـؤال ثانيـا وحدة مـن اجـل ماذا ؟ و هـو مـا يعنـي تحديـد الهداف و
ترجمت ها برنامجيـا و هذا ما يش كل المحور الثا ني في موضوع نا حول هذه
المسالة ….
يــتــبـــــع
18
تح ية ال صمود والنضال لكا فة القيادات الطلب ية المناضلة ،تح ية ل كل القوا عد
الوطميـة المكافحـة ،تحيـة للمعتقليـن المفرج عنهـم ،تحيـة للعائلت ولكـل
الرفاق المناضليـن أعضاء "الهيئة الوطنيـة للتضامـن مـع كافـة المعتقليـن
الســــــــياسيين".
كان بود الرفاق فـي "التوجـه القاعدي" أن يشاطروكـم هذا العرس النضالي
الوحدوي المتميـز ،إل أنـه وبالنظـر لثقـل المهام النضاليـة تجاه مـا تعرفـه
الساحة الجامعية بموقع طنجة من معارك ،وبالنظر كذلك لتأخر العلن عن
برنامجكـم النضالي ،وبُعـد الموقـع الذي سـيحتضن النشاط ــ مراكـش ــ لم
يبقى لنا من اختيار سوى العتذار ،وبأسف شديد ،عن الحضور معكم وإلى
جانبكـم ،مناضليـن ،معتقليـن ،عائلت وجماهيـر
لقـد كنـا مـن السـباقين كدعاة للوحدة النضاليـة بيـن جميـع التيارات التقدميـة
واليسـارية والقاعديـة الماركسـية اللينينيـة ،على اعتبارهـا وحدة موضوعيـة
سـتجمع فـي صـفوفها جميـع المناهضيـن للمخططات التـي تسـتهدف التعليـم
والجامعة وحق أبناء العمال والكادحين فيها .ولم نخلط قط بين خط "الوحدة"
الذي ي ستهدف إقا مة تحالفات مع أحزاب وتيارات سياسية ل مو قع ل ها في
الجامعـة ول إسـهام لهـا فـي برامـج النضال الطلبـي ..وبيـن خـط الوحدة
الميدان ية والقاعد ية ال تي ننادي به ،خط يؤ من بكفاح ية الجماه ير الطلب ية
وبقدرت ها على د عم وحما ية هذه الوحدة إذا انطل قت فعل من وا قع الجماه ير
المزري بهدف الدفاع عن مصالح هاته الجماهير وبالعتماد عليها وإشراكها
فـــي جميـــع الخطـــط والقرارات التـــي تهـــم مصـــيرها.
لقـد بات مـن الضروري تفعيـل الوحدة وتجسـيدها فـي شكـل برامـج نضاليـة
وتنظيميـة ..كخطوات فـي اتجاه اسـترجاع إطارنـا المكافـح التحاد الوطنـي
لطلبـة المغرب ،ليصـبح أمرا واقعـا ومخاطبـا وحيدا فـي السـاحة النضاليـة
19
الجامع ية ،يؤ طر النضالت ويلف الجماه ير المكاف حة حوله ،ويق طع الطر يق
عن التيارات الظلمية المتربصة بالجامعة.
لن يختلف اثنان عـن كون العتقال السـياسي قضيـة طبقيـة ،ول عـن طبيعـة
الدولة السـتبدادية بكونهـا جهاز قمـع طبقـي تسـتعمله الطبقـة أو الطبقات
السـائدة فـي قمـع الجماهيـر الكادحـة والمحرومـة ،المحتجـة ضـد أوضاعهـا
المزريـة فـي مجالت السـتغلل والنهـب والحرمان مـن التعليـم والتطـبيب
والشغـــــــــل والســـــــــكن اللئق..الخ
وبالتالي فلن نختلف عن أهم ية محور النشاط الطل بي المقام بمو قع مرا كش
ال صامد ،ف هو المو قع الذي أن تج الجيال من المعتقل ين والشهداء و به و ضع
الشه يد مصطفى بلهواري اللبنة الولى ،إلى جانب العد يد من الرفاق ،للعمل
القاعدي سـنة ..78/79فالدفاع عـن المعتقليـن السـياسيين جميعـا ،طلبـة،
عمال ،معطلون ،ب سطاء الكادح ين وقيادات الحركات الحتجاج ية ..يد خل في
. صلب النضال القاعدي المبدئي والصيل
فلن نتخلى ،مثلنا مثل جميع الرفاق في التيارات الطلبية القاعدية ،عن مهمة
فضح خطابات الدولة في هذا المجال ،وإماطة اللثام عن ازدواجية الخطاب
والممارسة عند بعض اليساريين المزيفين الذين ما زال الرهان لديهم قائم
على "طي صفحة الماضي" و"التربية على حقوق النسان" تجنبا للشطط في
استعمال السلطة من طرف البعض من رجالتها..الخ
فالديمقراطية كانت ول زالت ذات الوجهين ،فبحكم عمقها الطبقي ،فهي
ديمقراطية بالنسبة للطبقات والفئات الجتماعية المستفيدة من نظام الستبداد
والستغلل القائم ،ودكتاتورية بوليسية بالنسبة للطبقات والفئات الكادحة
والمحرومة والمهمشة.
فتحية للرفاق المنظمين ،تحية للرفاق المفرج عنهم ،الطلبة وغير الطلبة،
تحية للعائلت الصامدة ،تحية للمعتقلين السياسيين كافة والذين ل زالوا
يقبعون بالسجون ،تحية للجماهير الطلبية المناضلة ولجميع المواقع
الطلبية الصامدة.
عاش التحاد الوطني لطلبة المغرب
منظمة تقدمية ،ديمقراطية ،جماهيرية ومستقلة
وعاشت الوحدة الطلبية التقدمية
وعاشت نضالت الجماهير الطلبية
20
ت حل في أيام نا ها ته الذكرى الربعين ية ل ستشهاد منا ضل الن هج الديمقرا طي
القاعدي الرفيـق عبـد الرزاق الكاديري ،الذي اغتاله النظام الصـهيوني القائم
فـي المغرب لينضاف إلى قافلة شهداء الشعـب المغربـي وخاصـة شهداء
قضيتنـا الوطنيـة ،القضيـة الفلسـطينية زبيدة خليفـة ،سـعاد السـعيدي ،مح مد
كري نة ،ع الرزاق الكاديري ،عند ما تكون كل هذه ال سماء ا سما واحدا للدم،
ينبوع للصـرار والتضحيـة وإدانـة للردة والتراجـع منارة ترشدنـا وسـط هذا
الب حر الهائج الذي تلطم نا أموا جه وريا حه العات ية وتخ طف م نا في كل مرة
نجمـة وزهرة ليكونـا بوصـلتنا نحـو شاطـئ الحريـة ،نحـو الشيوعيـة.
هاهي مرة أخرى الجماهير ول أحد غير الجماهير تعلمنا ما معنى التضحية
والصرار ،و ما مدى ا ستعدادها الدائم لتلد المعت قل تلوى ال خر والشهيد ب عد
الخـر :نعـم " الشعـب" الشعـب وحده هـو القوة المحركـة لتاريـخ العالم وهـو
خالق هذا التاريـخ " قلهـا كونزالو وأنـت داخـل السـجون الرجعيـة البيروفيـة
المظلمة " الجماهير هي نور العالم...الجماهير تفعل وقادرة على أن تفعل كل
شيء " قوليها يا زهرتنا ورفاقك من داخل أبو غريب – مراكش" الجماهير
صـــــــــانعة هذا التاريـــــــــخ".
نعم لقد أثبت الحركة الطلبية ومن جديد ،أنها ماضية في طريق المواجهة
المباشرة مع الديمقراط ية ون حو أ خذ مو قع متقدم من حر كة التحرر الوط ني
باعتبارها جزء من هذا الكل ،إن لم نقل أحد أجزائه المتقدمة باعتبار الطلب
هـم شبيبـة ثوريـة /مثقفيـن ثورييـن لهـم موقـع متقدم إلى جانـب الجماهيـر
الشعبيـة فـي معركتهـا مـن أجـل السـلطة السـياسية وكمـا قال ماو :إن الحـد
الفا صل بيـن المثقفيـن الثورييـن واللثورييـن هو مدى ارتباط هم بالجماهيـر
ومدى رغبت هم باللتحام بنضالت ها وتج سيد هذه الرغ بة بش كل مادي .وك ما
أث بت ل نا التجارب الثور ية في العالم ،وبالخ صوص تجر بة الثورة ال صينية،
التي عرفت حركة ثورية معادية للمبريالية والقطاعية أنجزت في 4مايو
21
(أيار ) سـنة 1919ضدا على قرار تسـليم مقاطعـة الشاندونـغ الصـينية
لليابان ،وقد عبر الشعب الصيني عن معارضته لهذا القرار وقد لعب الطلب
دورا مه ما في تفج ير المظاهرات في بيك ين ،هذه المظاهرات ال تي تعر ضت
للقمع من طرف حكومة أمراء الحرب الشماليين مما خلق تضامنا كبيرا مع
الطلب من طرف الفلحين والعمال والتجار ،وقد ساهمت حركة ( 4مايو /
أيار ) في تطوير حركة ثقافية ثورية هدفها الرئيسي نشر الماركسية اللينينية
التـي فرشـت الرضيـة لتأسـيس الحزب الشيوعـي الصـيني سـنتين بعـد ذلك،
وبالف عل ف قد أثب تت الشبي بة الثور ية بمرا كش عن و عي سياسي كبير وعلى
ارتباط وثيـق بإشكالت الجماهيـر الشعبيـة مجسـدة مقولة الرفيـق ماو التـي
تحـث على أن الحركـة الطلبيـة ل يمكنهـا أن تدوم ول أن تتخطـى سـياج
الحكام العرف ية ال تي فرض ها الخو نة وتح بط سياسة التخر يب والتقت يل ال تي
تطبقهـا الشرطـة ورجال المخابرات والمسـئولون العديمـو الشرف فـي ميدان
التعل يم والفاشيون إل إذا تنا سقت مع نضالت العمال والفلحي ين والجنود" (
)1و قد جسـدوا بش كل ل يدع للشـك عـن تقدم كـبير في ف هم خط الجماه ير
واثبتوا عبر ممار ستهم العمل ية المباشرة مع الطلب والجماه ير الشعب ية أن
تطور خط هم الفكري وال سياسي ل يولد ول يب نى في ال سلم أو دا خل الغرف
المظل مة أو في المقا هي بل في المعارك يتطور يوم ب عد ال خر ،ك ما علم نا
دائمـا ماو على أنـّ" الخـط السـياسي والعسـكري ل يولد فـي السـلم بلد يولد
ـا المناضلون ل يمكنهـم أن يولدوا خارج وينمـو فـي قلب المعارك" وأيضـ
المعارك أو وسـط حلقات الثرثرة للمثقفيـن البرجوازييـن وإنمـا يولدون فـي
و سط المعارك و في معمعات ال صراع لن صرخ مع الشا عر:
الثوار ل يأتون فــــي علب الســــردين
وإنمــــــا يولدون فــــــي المعارك
هذا دربنـــــــا درب المخاطـــــــر
طريقنـا الوحيدة نحـو النصـر ،نحـو جنـة البشائر
( من قصيدة قارب شهيد يبحر نحو الخلود" عبد الرحيم لعرب )
يقول الرفيق انجلز " إن زمن تلك الخرافة التي كانت تعزو الثورات إلى حفنة
مـن المنخرطيـن ولى زمنهـا ( )2فهـل هذا صـحيح؟ نعـم بالتأكيـد ،إن هذا
22
التحليل لبالغ الهمية بالنسبة لنا كثوريين ،إنها خلصة الماركسية مند سنة
،1848هذه النظرة التـي أعطـت فهمـا جديدا للتاريـخ والعالم وأقرت أن
أشخاص كلوسي بلنكو ،وأنصار " نارودايا فوليا" وحركة 3مارس بالمغرب
ل يمكنهم أن يقودوا الجماهير نحو النصر -بالرغم من تضحياتهم العظيمة-
وذلك لنهم ل ينطلقون من فهم بروليتاري للجماهير وكل همهم هو تخليص
البشرية من العبودية الجيرة ليس عن طريق النضال الطبقي للجماهير وإنما
عن طريق تآمر أقلية مثقفة صغيرة ( ، 3فكان مصيرهم هو البادة والفشل
ـــــــــــــــــــــــــع. الذريـ
ما هي الرؤية التي يجب على الشيوعيين (آت) التشبث بها ؟ إنها بكل تأكيد
الثقـة فـي الجماهيـر والعتماد عليهـا .لماذا؟ لنهـا تنطلق مـن فهـم علمـي
بروليتاري للعالم.ثان يا هو أن نا بدون الجماه ير ل يمكن نا ع مل أي ش يء ،فل
يم كن أن ين تج أي حدث تاري خي ول أ ية حر كة تغي ير ول أ ية ثورة ،ل يم كن
أن يكون ش يء من هذا بدون مشار كة الجماه ير ،ف هل نبالغ؟ ل ب كل تأك يد،
هذا هو الفهـم البروليتاري للعالم هذه هـي النظرة الماديـة الدياليكتيكيـة حول
الموضوع ،إن هذه الموضوعـة ليسـت المقولت جاهزة نرددهـا كلمـا سـنحت
لنا الفرصة بذلك ,بل يجب على الشيوعيين (ات) أن يستوعبوها ويطبقونها
بشكـل خلق وأن ينتبهوا دائمـا إلى بعـض الرؤى التـي ظهرت بيننـا والتـي
تحتقـر الجماهيـر فمـن يشبـه علقـة الشيوعييـن بالجماهيـر كعلقـة المرء
بالبضائع في السوق !! أو يصرخ بغباء ما بعده ما بعده غباء ويقول ها هي
الجماه ير في المقا هي ! فلتذهبوا إلي ها!! ل يمك نه أبدا أن يقود الثورة ،وإن
فعل ل محالة سيقودها إلى زقاق مسدود ،لنقول لهؤلء الضالين الفارين من
هموم الشعــــــــــــــــــــب:
ــــــــن طعموا خبزه.... طوبــــــــى لمـ
في الزمان الحسن
وأداروا له الظهـــر
يوم المحــــــــــــــــــــن !
ـــا ـــن وقفنـ ـــن الديـ ـــد – نحـ ـــا المجـ ولنـ
( وقــــــد طمــــــس ال أســــــماءنا!)
نتحدى الدمار....
ونأوى إلى جبـــــــــــــــــل ل يموت
(يســــــــــمونه الشعــــــــــب )
فأبـــــــــــــــــــــى الفرار.....
فأبــــــــــــــــــــى النزوح...
23
كان قلبــــــــي الذي ســــــــجنته الجروح
كان قلبـــــــــي الذي لعنتـــــــــه الشروح
يرقـــــد – الن – فوق بقايـــــا المدنيـــــة
وردة مــــــــــن عطــــــــــن
هادئا....
بعـد أن قال " ل " للسـفينة
وأحـــــــــــب الوطـــــــــــن
(مــن قصــيدة " مقابلة خاصــة مــع ابــن نوح" لمــل دنقــل)
24
-3الجماهيـر صانعـة الفكــار
إن كل منا ضل* يملك ح سا سليما سيرد على هذا الرياء التروت سكي هؤلء
الذين عودونا على الهجومات الرخيصة على القادة العظام للبروليتاريا وعلى
فكر هذه الخيرة ،هذا الفتراء والهجوم يؤكد دائما التحليل الرائع الذي قدمه
الحديدي ستالين للشيوعيين في العام حول التروتسكيين وهجوماتهم فلنتمعن
قليل " إن النزعة التروتسكية في أيامنا هذه ليست تيارا أساسيا ضمن الطبقة
العاملة ،لكن ها ع صابة ل مبادئ ل ها ول إيديولوج ية ،من المخرب ين وعملء
التضل يل ون قل المعلومات والتج سس والقتلة ،ع صابة من ألد العداء للطب قة
العاملة ....فقد انقطعوا منذ عهد طويل عن أن يكونوا رجال ذوي أفكار وقد
أصبحوا منذ عهد طويل عصابة من قطاع الطرق القادرين على ارتكاب جميع
).(6 العمال الدنيئة"
لقد أثبتت التجربة البروليتاريا في روسيا إبان الصراع مع القتصادوية على
أن البروليتاريـا ل يمكنهـا أن تملك وعيـا طبقيـا مـن تلقاء نفسـها ،أو عـبر
نضالها العفوي اليومي ،بل ضرورة تدخل عنصر الوعي كما أكد لينين دائما.
لن نضال البروليتار يا العفوي ل ي صبح نضال طبق يا ح قا إل عند ما توج هه
منظمة ثوريين قوية()7أي ضرورة تدخل الثوريين المحترفين القادرين على
تنظ يم الطب قة العاملة وتوجيه ها ور فع وعي ها إلى ما هو سياسي من أ جل
القيام بمهام ها التاريخ ية .و قد شكلت أطروحات لين ين ها ته إحدى الضافات
النوعيـة التـي طور** بهـا الماركسـية أي ضرورة الحزب الثوري ( عنصـر
الوعي) ونجد أيضا الرفيق ماو يؤكد هذه المسألة ويعطيها بعدا أعمق بحيث
يحدد على أن البروليتار يا في نضال ها اليو مي ل تزال معرفت ها في مرحلت ها
26
الح سية ( أي ظوا هر الشياء و جزءيات ها ) إذ لن ت ستطيع أن تك سب معر فة
عقل ية من خلل ممار ستها العفو ية ح يث يقول " فإذا ظن المرء أن المعر فة
يمكن أن تتوقف عند المرحلة الحسية وهي مرحلة دنيا وأن المعرفة الحسية
هي وحد ها ال تي يعت مد علي ها من دون المعر فة العقل ية فإن هذا يع ني تكرار
أخطاء "المذهـب التجريـبي" فـي الماضـي ...فعلى الرغـم مـن أن المعطيات
الحسية تعكس بعض الحقائق في العالم الموضوعي ...إل أنها مجرد معطيات
جزئ ية و سطحية ل تع كس الشياء ب صورة كاملة" ) (8وإذا عد نا إلى لين ين
نجده يؤكد على أن التظاهرات الجماعية والمعارك التي تخوضها البروليتاريا
في نضالت ها العفو ية ت حس ( ول نقول تف هم) يحرك ها بال ساس نقم ها على
الوضاع ال صعبة ال تي تعيش ها ،وه نا ين مو عن صر العفو ية -الح ساس –
ونقول تحس الجماهير بالضطهاد والظلم ول نقول تفهم جذور هذا الضطهاد
وليتطور عنصـر الحسـاس يجـب أن تتسـلح بالنظريـة الثورة التـي يحملهـا
المثقفين الثوريين من خارجها ،فالوعي السياسي الطبقي ل يمكنه حمله إلى
العامـل إل مـن الخارج ( لينيـن ) فنضالت البروليتاريـا فـي مراحلهـا الولى
مرحلة النضال العفوي ( الح ساس) لم تعرف إل ظوا هر الرأ سمالية وب عض
جوا نب اضطهاد ها وذلك الو قت كا نت " الطب قة في ذات ها".
أما مرحلتها الثانية مرحلة النضال القتصادي والسياسي الواعيين والمنظمين
فقد كونت البروليتاريا صورة كاملة على الرأسمالية وأدركت باطن تناقضاتها
القائمة على الستغلل والنهب وبفعل ممارستها الثورية وتجاربها وبفعل –
وهذا هو الم هم – تثقيف ها بالنظر ية المارك سية أ صبحت عندئذ هي " طب قة
لذاتها " من هذه المراحل كلها تشق معرفة البروليتاريا طريقها نحو مرحلتها
الثالثة أي تجسيد المعرفة العقلية في توجيه الممارسة العملية الثورية فالدور
الفعال للمعر فة ل يتجلى في القفزة الفعالة من المعر فة الح سية إلى المعر فة
العقل ية فح سب ،بل ينب غي أن يتجلى أي ضا -وهذا أك ثر أهم ية -في القفزة
من المعرفة العقلية إلى الممارسات العملية الثورية (ماو) وهنا بالضبط في
كـل المراحـل يكمـن دور القادة الثورييـن وهذه القوانيـن ل تخـص الجماهيـر
وح سب بل ت خص ح تى القادة الثوري ين نف سهم ،ب عد هذه الطللة الب سيطة
على واجبات الثوري ين اتجاه الجماه ير نود هنا أن ين ظر جيدا كل من يتكالب
على الماوية ويهاجمها انطلقا من مبدأ الجماهير صانعة الفكار كيف شوه –
بالمع نى الحقي قي للكل مة -الرف يق ماو ودحض وعرى كل الرؤى النتهاز ية
التي تحتقر الجماهير وتحتقر أفكارها كيف لخصت الماوية علقة الشيوعيين
بالجماه ير وآرائ ها يقول ماو " تجم يع آراء الجماه ير ( الراء المبعثرة الغ ير
المنسقة) وتركيزها ( تحويلها إلى آراء مركزة عن طريق البحث والدراسة)
27
ثم إعادت ها إلى الجماه ير لنشر ها وتوضيح ها ح تى تتبنا ها الجماه ير كآرائ ها
الخاصـة وتتمسـك بهـا وتطبقهـا عمليـا وكذلك لختبار صـحة هذه الراء فـي
أثناء التطـبيق الجماهيري ،ثـم تجميـع آراء الجماهيـر وتركيزهـا مرة أخرى،
الذهاب بها إلى الجماهير لتطبيقها مرة أخرى ,وهكذا دواليك إلى ما ل نهاية،
فت صبح الراء أك ثر صـحة وحيو ية وغزارة فـي كل مرة ،تلك هي النظر ية
الماركسـية عـن المعرفـة( " .التشديـد لنـا)
(ماو "بعــــض المســــائل المتعلقــــة بأســــاليب القيادة" م )3
انتـــهــى فـــي
شبـــاط – فبرايـــر 2009
مــــحمــود
أميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
الحــــــــــــــــــــــــــالت :
-1ماو" حول تكتيـك مناهضـة المبرياليـة اليابانيـة" م 1
-2انجلز" الثورة المضادة فــــــــي ألمانيــــــــا".
-3لينيــــــــــــــــن – المؤلفات الكاملة المجلد 13
-4افتتاح ية جريدة هون غي ( العالم الح مر)عدد 9سنة .1966
ـــة" .1939 -5سـ
ـــتالين "مبادئ اللينينيـ
* إن نا ه نا نع ني جم يع المناضل ين الشرفاء الذ ين يغارون على (الح شم) ول
نسـتثني أحدا وإن لم يكونوا بعـد "مقتنعون" ويتبنون الماويـة ،لننـا هنـا أمام
هجوم وافتراء تروت سكي ول يس أمام صراع إيديولو جي إيجا بي ب ين الرفاق
المناضليـن يسـعون إلى الوحدة ،إذن فواجـب كـل مـن يغار على المسـتقبل
الحركة فعل وليس قول وفقط ،أن يرد ردا حازما على هذه الهجومات التي ل
تقصــد ماو أو الماويــة وإنمــا تمــس اللينينيــة وحتــى ماركــس.
-6ســتالين -فــي ســبيل تكويــن بلشفــي-
28
-7لينيــن -مــا العمــل؟-
** ف قد شدد نا على هذه الم سألة لن نا ن صادف العد يد من الرؤى بين نا ال تي
تعتـبر أن تطور الماركسـية إلى اللينينيـة لم يتـم إل مـع أطروحـة لينيـن حول
المبريالية في !! 1519أي النظر من وجهة القتصاد السياسي وفقط إنها
نظرة وحيدة الجانـــب تتفـــه الماركســـية.
-8ماو" في الممارسة العملية"
29
إن بناء حركة طلبية صامدة ومناضلة ليست بالمهمة
السهلة لن التجربة راكمت العديد من السلبيات و
اليجابيات ،و العديضد مضن الفكار الخاطئة و أيضضا
.
ال صحيحة ،العد يد من النت صارات و أي ضا الهزائم .
ف ما هي مهمت نا كمناضل ين ثوري ين ؟ لن يختلف أي
منا ضل على أن نا بطبي عة الحال سنقوم و ن صلح كل ما
هو فاسد و كل ما هو خاطئ في التجربة ،وسندعم و
نطور كضل مضا هضو صضحيح و إيجابضي .إننضا أمام مهمضة
تاريخية ،سنلقى العديد من المصاعب التي سنتفوق
علي ها و العد يد من المنعرجات و ال تي سنتجاوزها ،
سنناضل و نناضل من أجل التقدم بالنقاش و بالحركة
إلى المام رغم كل المصاعب و رغم كل المنعرجات
.
30