You are on page 1of 30

1

‫‪-‬‬

‫افـــتتاحيــــــة‬

‫كلمة العدد – تقرير حول أيام الشهيد ع‬


‫الرزاق الكاديري‪-‬‬

‫حول الحركة الطلبية‬

‫رسالة من " التوجه القاعدي "‬

‫دروس في انتفاضة مراكش …رؤية جديدة ‪،‬‬


‫فهم جديد لخط الجماهير‬

‫‪2‬‬
‫شهدت الحركة الطلبية في السنوات الخيرة زخما نضاليا في جل المواقع‬
‫الجامعية‪ ،‬هذا الزخم النضالي الذي جسدته مجموعة من المعارك البطولية‬
‫التي عرفت تحولت كمية و نوعية كان أبرزها انتفاضتي الطلب بمراكش‬
‫‪ 2008‬التي فتحت آفاقا جديدة وطرحت العديد من القضايا حول آفاق و‬
‫اتجاهات نضال الحركة الطلبية ‪ ،‬حيث عرفت انخراط قاعدة واسعة من‬
‫الطلب و أبدعت أشكال نضالية متقدمة جدا و عرفت أيضا تقدما على‬
‫المستوى السياسي و أيضا على مستوى تطوير الخط العسكري‪ ،‬حيث أربكت‬
‫هذه النضالت كل المخططات التصفوية التي تحاول إقبار و اجتثاث الفعل‬
‫النضالي داخل الجامعة و فضحت أيضا كل الشعارات الرنانة التي يتشدق بها‬
‫المستغلون في هذا الوطن الجريح‪ ،‬و قدمت فيها الجماهير الطلبية و‬
‫مناضليها تضحيات عظيمة وصلت حتى الستشهاد ( آخر شهيد ع الرزاق‬
‫الكاديري مناضل النهج الديمقراطي القاعدي بمراكش ) و تقديم سنوات من‬
‫الحرية في زنازين الرجعية كان آخرها اعتقال مناضلي النهج الديمقراطي‬
‫القاعدي بمكناس ‪ .‬و بكلمة واحدة ‪ ،‬لقد أعادت هذه النضالت موقع الحركة‬
‫الطلبية إلى الواجهة باعتبارها جزءا ل يتجزأ من حركة التحرر الوطني ‪.‬‬
‫لكن إذا تتبعنا كل هذه النضالت ونظرنا إليها نظرة متأمل نجدها تعاني من‬
‫إشكال خطير يطرح العديد من التساؤلت ‪ :‬كل هذه النضالت ‪ ،‬كل هذه‬
‫التضحيات ‪ ،‬كل هذا القتال و نكران الذات يجد نفسه معزول عن بعضه‬
‫البعض ‪ ،‬لماذا لم تستطع الحركة الطلبية تجاوز حالة التشتت التي تعاني‬
‫منها ؟ و لماذا تغيب وحدة نضالتها ‪ ،‬على القل وحدة نضالت المواقع التي‬
‫تعرف هذا النتعاش النضالي و هذا الزخم النضالي ؟‬
‫إن الجابة على كل هذه التساؤلت لن يتم إل عبر تقييم علمي و موضوعي‬
‫لتاريخ الحركة الطلبية و تاريخ الطلبة القاعديين و أيضا إلى الشروط‬
‫الذاتية و الموضوعية التي ساهمت في تعميق هذا التشتت وهذه الزمة من‬
‫أجل بلورة رؤية و تصور واضح حول السبل و الجابات السديدة التي‬
‫تحتاجها الحركة للنتقال من حالة التشتت إلى الفعل النضالي الوطني‬
‫الواعي ‪.‬‬
‫لماذا« ماي الحمر»؟‬

‫‪3‬‬
‫إن إصدار « ماي الحمر» كنشرة جماهيرية علنية لمر ضروري‪ ،‬تقتضيه‬
‫أهمية النقاشات و أهمية أيضا الجابات المقترحة لوحدة الحركة الطلبية و‬
‫القضايا و الملفات التي يطرحها واقع الصراع الطبقي في المغرب و في‬
‫مقدمتها ملف العتقال السياسي ‪ ،‬واتجاهات النضال في ظل هذه الشروط‬
‫ورسم إستراتيجية واضحة لتحديد اتجاه نضال الحركة الطلبية ‪ ،‬كل هذا في‬
‫اعتقادنا وجب تدوينه و توثيقه كإرث للحركة و الجيال اللحقة و النتقال‬
‫من النقاش الشفهي الغير منظم إلى النقاش المكتوب المسؤول و المنظم ‪،‬‬
‫وكذلك من اجل تنظيم العمل بين كل المواقع الجامعية و تبادل الخبرات ‪،‬فما‬
‫راكمه موقع مراكش من تجارب و خبرات ستستفيد منه كل المواقع و ما‬
‫راكمته هذه الخيرة من خبرات و تجارب سيستفيد منه موقع مراكش من‬
‫اجل تطوير أداءه الفكري و العملي« لن التصالت بين المدن اليوم لحاجات‬
‫العمل الثوري هي أمر ناذر جدا ‪ ،‬وهي على كل حال شذوذ على القاعدة و‬
‫عندئذ تصبح هذه الصلت هي القاعدة و تضمن طبعا ل توزيع الجريدة‬
‫فقط ‪ ،‬بل " و هو أمر أهم بكثير " تبادل الخبرة و المواد و القوى و الموارد‬
‫عندئذ يتسع نطاق العمل التنظيمي اتساعا كبيرا على الفور و يصبح النجاح‬
‫في منطقة ما مشجعا دائما على تحسين العمل باستمرار و على الرغبة في‬
‫الستفادة من الخبرة التي اكتسبها الرفاق في زاوية من زوايا البلد »‬
‫( لينين‪ :‬ما العمل؟ )‬
‫إن بناء حركة طلبية صامدة ومناضلة ليست بالمهمة السهلة لن التجربة‬
‫راكمت العديد من السلبيات و اليجابيات و العديد من الفكار الخاطئة و‬
‫أيضا الصحيحة ‪ ،‬العديد من النتصارات و أيضا الهزائم ‪ .‬فما هي مهمتنا‬
‫كمناضلين ثوريين ؟ لن يختلف أي مناضل على أننا بطبيعة الحال سنقوم و‬
‫نصلح كل ما هو فاسد و كل ماهو خاطئ في التجربة‪ ،‬وسندعم و نطور كل‬
‫ماهو صحيح و ايجابي في التجربة ‪.‬إننا أمام مهمة تاريخية ‪ ،‬سنلقى العديد‬
‫من المصاعب التي سنتفوق عليها و العديد من المنعرجات و التي‬
‫سنتجاوزها ‪ ،‬سنناضل و نناضل من أجل التقدم بالنقاش و بالحركة إلى‬
‫المام رغم كل المصاعب و رغم كل المنعرجات ‪.‬‬
‫إن مهمة تطوير هذه الخطوة و هذه المساهمة من موقع مراكش لملقاة على‬
‫كاهل كل التقدميين و الديمقراطيين من أجل إغناء النقاش و تطوير هذا‬
‫الشكل الجنيني‪ ،‬و لما ل خلق نشرات محلية في كل المواقع الجامعية من‬
‫أجل تكثيف العمل و الصراع على القضايا المركزية المطروحة حاليا « و ما‬
‫دمنا قد أصدرنا جريدة فل بد من إدارتها بصورة جدية و مرضية ‪ ،‬وليست‬
‫هذه مسؤولية هيئة التحرير و حسب‪ ،‬بل مسؤولية القراء أيضا‪ ،‬و أنه لمن‬
‫‪4‬‬
‫المهم جدا أن يبدي القراء آرائهم و ملحظاتهم و يكتب إليها الخطابات و‬
‫المقالت القصيرة يوضحون فيها ما الذي يروقهم ‪ ،‬و ما الذي ل يروقهم ‪،‬‬
‫لن هذه الطريقة هي التي تضمن نجاح هذه الجريدة » ( مـــاو ) ‪.‬‬
‫إن رياح الوحدة تهب علينا فلنساهم في تثبيتها و تثبيت وحدة الجماهير من‬
‫أجل تشتيت وحدة العدو ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لرسال الردود و الملحظات و حتى المقالت المرجو بعثها‬


‫على البريد اللكتروني التالي ‪:‬‬

‫‪Mai.rouge@yahoo.com‬‬

‫‪5‬‬
‫نظم فصيل النهج الديمقراطي القاعدي بموقع مراكش أيام نضالية للشهيد‬
‫عبد الرزاق الكاديري تحث شعار ‪:‬‬
‫*‪ -‬جميعا من اجل إطلق سراح كافة المعتقلين السياسيين‬
‫*‪ -‬جميعا من اجل حركة طلبية صامدة ومناضلة‬
‫أيام الثلثاء ‪ 26‬مايو ويوم الربعاء ‪ 27‬مايو ‪ ، 2009‬تأتي هذه اليام‬
‫في صيرورة المعركة النضالية التي يخوضها الموقع من السنة الماضية على‬
‫أرضية الملف المطلبي المتضمن للشق الديمقراطي والبيداغوجي والمادي‬
‫خلل هذه المعركة البطولية التي تخوضها الجماهير الطلبية بقيادة الخط‬
‫الثوري داخل الموقع أعطت خللها الجماهير الطلبية أزيد من ‪ 20‬معتقل و‬
‫الشهيد عبد الرزاق الكاديري شهيد القضية الفلسطينية‪ .‬كما أعطت الحركة‬
‫الطلبية بقيادة خطها الثوري العديد من الدروس و الخبرات من قبيل أن أي‬
‫شيء ل يعتمد على الجماهير فهو ليس إل قصرا من ورق‪ .‬وأكدت للكل أن‬
‫الجماهير هي صانعة التاريخ وانه عندما تتوفر قيادة تعتمد على الجماهير‬
‫في كل شيء فإنها تكون قادرة على تغير وجهة النجوم ‪ .‬فما كان لتوجه‬
‫داخل الموقع من ضرورة العمل على إبراز وتعميم هده الخلصات على باقي‬
‫المواقع وكدا الستفادة من خبرات باقي المواقع الجامعية التي خاضت معارك‬
‫ضدا على خوصصة التعليم ‪.‬حيث وجه دعوات إلى كافة المواقع و‬
‫المناضلين والطلب للحضور وتبادل الفكار والخبرات من اجل التقدم في‬
‫مسيرة النضال ضد المخطط الطبقي للتركيع والتبضيع و من أجل الدفاع عن‬
‫الحريات السياسية والنقابية داخل الجامعة‪ ،‬واجهتها الحالية إطلق سراح‬
‫المعتقلين السياسيين ‪.‬‬
‫انطلقت اليام يوم الثلثاء بحضور العديد من المواقع والهيئات‪.‬‬
‫فكما هو معلوم انطلقت اليام بحلقية افتتاحية ثم خللها إلقاء كلمة النهج‬
‫الديمقراطي القاعدي بموقع مراكش حول مضمون شعار اليام والبرنامج ‪.‬‬
‫‪ -‬تلتها كلمة المعتقلين المفرج عنهم من المجموعة الولى بالموقع‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬كلمة المعتقلين المفرج عنهم بموقع فاس‬
‫‪ -‬كلمة موقع فاس‬
‫‪ -‬كلمة موقع تازة‬
‫‪ -‬كلمة لجنة المعتقل بفاس‬
‫‪ -‬كلمة الطلبة الصحراويين‬
‫‪ -‬كلمة عائلت المعتقلين السياسيين بمراكش‬
‫‪ -‬كلمة عائلت المعتقلين بفاس‬
‫‪ -‬كلمة لجنة زاكورة للتضامن مع المعتقلين‬
‫‪ -‬كلمة اللجنة المحلية لدعم المعتقلين بمراكش‬
‫‪ -‬كلمة اللجنة الشبيبة من اجل إطلق سراح المعتقلين السياسيين بمراكش‬
‫‪ -‬كلمة الهيئة الوطنية للتضامن مع المعتقلين السياسيين‪.‬‬
‫‪ -‬كما توصل الموقع برسالة من مناضلي التوجه القاعدي بموقع طنجة و‬
‫التي ننشرها في هذا العدد و تفعيل النقاش معها مستقبل ‪.‬‬
‫بعد هده الحلقة الفتتاحية انطلقت اليام التي عرفت العديد من النقاشات‬
‫والدردشات في الروقة تضمنت هده الخيرة العديد من الملفات ‪,‬رواق حول‬
‫الحركة الطلبية والمعارك التي يخوضها الموقع السنة الماضية‪ ،‬رواق حول‬
‫العتقال السياسي ‪.‬‬
‫كما تضمنت اليام رواق خاص باللجنة الشبيبية من اجل إطلق سراح‬
‫المعتقلين السياسيين بمراكش وأخر خاص بالمعارك الدائر رحاها بكل من‬
‫موقع فاس وتازة‪.‬‬
‫‪ -‬فرزت التفاعلت والنقاشات العديد من القضايا المرتبطة بالحركة‬
‫الطلبية وموقعها من الصراع من اجل انعتاق كافة المضطهدين فاستحضار‬
‫كافة التحديات المطروحة على الحركة الطلبية يدفع الكل إلى البحث عن‬
‫الليات والشكال القادرة على جعل الحركة في حجم الستهدافات فكانت أولى‬
‫القضايا التي طرحت على كافة المناضلين هي مسألة‪ .‬الوحدة التي طرحت‬
‫العديد من القضايا والشكالت كما سبقت الشارة ‪.‬‬
‫وأهمها الطار العام للوحدة على أرضية مبادئ " اوطم" مما استدعى المزيد‬
‫من فهم واستيعاب هده المبادئ وكيفية بلورتها في صيرورة ممارستنا‬
‫النضالية ‪ ،‬كما أنها طرحت أهمية استحضار المبادرات السابقة للوحدة من‬
‫فشل المؤتمر ‪ 17‬وبروز مبادرة ‪ 7‬فبراير إلى حدود الن وأكثر تحديد واقع‬
‫شعار المجانية أو الستشهاد فالهدف من استحضار هده المبادرات والتجارب‬
‫هو المزيد من فهم واستيعاب أخطائها ونواقصها من اجل الستفادة من‬

‫‪7‬‬
‫الخبرات التي راكمتها الحركة الطلبية وحتى تجارب خارج الحركة الطلبية‬
‫محليا ودوليا ‪.‬‬
‫الضافة إلى النقاش المركزي حول العتقال السياسي الذي وقف عند‬
‫الشروط السياسية لنضال الحركة الطلابية وأمام الهجمة الشرسة للنظام‬
‫والتي خلفت العديد من المعتقلين ‪ ،‬مما يستوجب طرح التصور العام لنضالنا‬
‫حول ملف العتقال السياسي ‪ ،‬وارتباطه بواقع الحريات ببلدنا ككل‪ ،‬ومنه‬
‫التداول في الصيغ النضالية من أجل إطلق سراح المعتقلين السياسيين ‪.‬‬
‫والتي خلص إلى تشكيل لجنة المعتقل والنخراط في كافة المبادرات السياسية‬
‫للنضال من أجل الحريات السياسية‪ .‬ببلدنا ‪ ،‬هذا النقاش الذي تمحور‬
‫أساسا حول دور لجان التضامن مع المعتقلين واللجان الشبيبية هذه‬
‫النقاشات عرفت تفاعل جل المناضلين ل من داخل الموقع ول من خارجه‬
‫وكدا الجماهير الطلبية فخللها تم إثارة العديد من الشكالت والقضايا اقل‬
‫ما يمكن أن يقال عنها أنها تشكل مركز القضايا التي وجب على كل‬
‫المناضلين وكل الطلب الغيورين على مصلحة الحركة الطلبية مصلحة‬
‫شعبنا التقدم في الجابة عنها وبناء رؤية واضحة حولها وأهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬ملف العتقال السياسي والتصور العام للنضال على هذه الجبهة في ظل‬
‫هذه الشروط‪ ،‬وأبعاد نضال الحركة الطلبية حول هدا الملف وكدا التفاعل مع‬
‫المبادرات التي قدمت حول هده القضية‪.‬‬
‫‪ -‬بناء أوطم منظمة صامدة و مناضلة ذات المبادئ الربع‬
‫‪ -‬تفعيل النقاش حول ما يسمى بالمخطط الستعجالي و آليات توحيد‬
‫المجابهة استحضارا لما حققته الحركة الطلبية من تراكمات على أرضية‬
‫شعار المجانية أو الستشهاد‬
‫‪ -‬تنسيق الخطوات النضالية حول إطلق سراح المعتقلين السياسيين في‬
‫كافة المواقع الجامعية‬
‫‪ -‬و توحيد الملفات المطلبية على أرضية المطالب المادية و الديمقراطية‬
‫للجماهير الطلبية‬
‫‪ -‬التفكير و التفاعل حول برامج نضالية موحدة‬
‫‪ -‬كما أثارت اليام العديد من القضايا الفكرية و السياسية و التي كانت محط‬
‫نقاش ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫شهدت الحركـة الطلبيـة بالمغرب فـي السـنوات الخيرة موجـة عارمـة مـن‬
‫النضالت و المعارك في العد يد من الموا قع الجامع ية ( مرا كش ‪ ،‬اكاد ير ‪،‬‬
‫الراشيدية ‪ ،‬فاس ‪،‬مكناس ‪ ،‬وجدة ‪،‬القنيطرة ‪ ،‬طن جة ‪، )...‬و قد امتازت جل‬
‫هذه المعارك بطول نفسها و انخراط قاعدة جماهيرية واسعة فيها ‪ ،‬بالضافة‬
‫إلى ارتفاع حدة كفاحيت ها و عنفوان ها ‪ ،‬و بدون شك قد كا نت المعارك ال تي‬
‫خاضتهـا الجماهيـر بموقـع مراكـش خلل سـنة ‪ 2005‬و بالخـص خلل هذه‬
‫السنة ‪ 2008‬الكثر عنفا و الكثر حدة على الطلق دون طبعا النتقاص من‬
‫حجـم المعارك داخـل باقـي المواقـع الخرى (فاس ‪ ، 1997/1998‬مكناس‬
‫‪ ، 2003‬القنيطرة ‪. )... 2008‬‬
‫إن هذا الزخـم النضالي الكـبير و الض خم الذي أبانـت ع نه الحركـة الطلبيـة‬
‫بش كل عام و أبناء و بنات الكادح ين بمو قع مرا كش بش كل خاص ‪ ،‬قد طرح‬
‫سؤال آفاق هذه المعارك و اتجاهات ها بإلحاح شديد‪ .‬فالتضحيات الجسام التي‬
‫قدمتهـا الجماهيـر الطلبيـة على طول مرحلة العقـد الخيـر تسـتوجب منـا‬
‫كشيوعيات و شيوعييـن النخراط بوعـي و بمسـؤولية للمسـاهمة فـي تحديـد‬
‫معالم هذه الفاق و بث الوعي في هذه النضالت البطولية ‪.‬‬
‫إن تقييـم بسـيط و أولي لهذه المعارك يقودنـا بكـل تأكيـد إلى إقرار حقيقتيـن‬
‫ساطعتين‪:‬‬
‫أولهما أن هذه المعارك جاءت كإفراز موضوعي للشروط المادية العامة التي‬
‫يعيش ها الطلب خ صوصا ب عد تزا يد الهجوم على أبناء و بنات الكادح ين في‬

‫‪9‬‬
‫ح قل التعل يم من خلل ما سمي " بالميثاق الوط ني للترب ية و التكو ين " الذي‬
‫استهدف تخريب التعليم و تر سيخ نخبويته و تهيئ الشروط لضرب مجانيته‬
‫و تسـييد ثقافـة المهادنـة و السـتسلم و كذا قمـع كـل الحريات النقابيـة و‬
‫ال سياسية من دا خل الحر كة الطلب ية و المز يد من تكث يف الح ظر العملي مع‬
‫المنظمـة الطلبيـة أوطـم و كـل التحركات النضاليـة داخـل الجامعـة المغربيـة‬
‫( سواء من طرف أجهزة القمع أو القوى الظلمية و الشوفينية ) ‪ ،‬بالضافة‬
‫إلى المحاولت المتكررة لحتواء الحر كة و ممار سة الو صاية على الجماه ير‬
‫الطلبية ‪.‬‬
‫ضد كل هذه الشروط انت فض الطلب و صرخوا في و جه الرجعي ين مدافع ين‬
‫عن حقهم في التعليم و في العيش الكريم و حقهم في التفكير و التعبير‪.‬‬
‫الحقي قة الثان ية ال تي يم كن للمرء ر صدها أي ضا هي م ستوى الدينام ية ال تي‬
‫أبان عن ها الطل بة القاعدي ين دا خل الحر كة الطلب ية من خلل تزعم هم قيادة‬
‫جل هذه المعارك ‪ .‬صحيح أن الشروط الموضوع ية تحدد أ سباب النفجارات‬
‫و المعارك ‪ ،‬و صـحيح أن هذه المعارك بدون مشاركـة الجماهيـر الطلبيـة‬
‫الوطامية ما كان ل ها أن تر قى إلى ما وصلت إليه ‪ ،‬ل كن ما هو أكيد أي ضا‬
‫أنها بدون قيادة ما كانت لتصل إلى هذه الدرجة من العنفوان ‪.‬‬
‫و بدون مزايدات و بقراءة بسيطة تتضح مكانة الطالبات و الطلبة القاعديين‬
‫بوصفها قاطرة هذه النضالت دون طبعا إهمال أو التنكر لما قامت به بعض‬
‫الف صائل و التيارات الخرى من مجهودات نضال ية ل ي ستهان ب ها ( طن جة ‪،‬‬
‫القنيطرة ‪. )...‬‬
‫إن هاتين الحقيقتين الوليتين تبرزان مسألتين أساسيتين‪.‬‬
‫ل قد ا ستطاعت الحر كة الطلب ية على طول هذه المرحلة أن تكون حاضرة في‬
‫قلب الصـراع الطبقـي بالمغرب معريـة شعارات النظام القائم و كاشفـة على‬
‫وجهه الحقيقي مجددة العهد بالتخندق إلى جانب الجماهير الكادحة و مدافعة‬
‫على إحدى قلع النضال الجماهيري ضد العدو الطبقي و أذياله من الرجعيين‬
‫‪ ،‬و قد كانت الفاتورة ثقيلة ( استشهاد ‪ 4‬مناضلين قاعديين في ظرف عشر‬
‫سنوات ‪ ،‬الرفيق بوعبيد عبد الحفيظ سنة ‪ ، 2001‬الطاهر الساسيوي و عبد‬
‫الرحمان الحسـناوي سـنة ‪ ، 2007‬عبـد الرزاق الكادري سـنة ‪ ) 2008‬و‬
‫عشرات المعتقليـن وزعـت عليهـم عشرات السـنين بوجدة ‪ ،‬مراكـش ‪،‬‬
‫مكناس ‪ ،‬الراشيدية ‪ ،‬فاس ‪...‬‬
‫إن هذه التضحيات قد حصنت بكل تأكيد الحركة الطلبية وأعطت نفسا جديدا‬
‫للف عل النضالي الوطا مي دا خل الجامعات بالمغرب و ت صدت ل كل المحاولت‬
‫المتكررة لجتثاث الف عل النضالي التقد مي و أرب كت خ طط و مخططات النظام‬
‫‪10‬‬
‫التصفوية ‪ ،‬لكن بالموازاة مع ذلك لم تستطع الحركة الطلبية إلى حدود اليوم‬
‫من تجاوز أ هم و أخ طر ن قط ضعف ها و المتمثلة في تش تت النضالت و عدم‬
‫القدرة على توحيدها على القل بين المواقع الجامعية التي تعرف نموا نضاليا‬
‫متميزا ‪.‬‬
‫إن هذا النقـص الذي عانـت منـه الحركـة الطلبيـة منـذ معركـة مقاطعـة‬
‫المتحانات الشبه وطنية سنة ‪ 88/89‬هو أهم ما يجب النتباه إليه في الوقت‬
‫الراهـن و الجابـة عليـه للنتقال إلى مرحلة أعلى مـن النضال الطلبـي الذي‬
‫تخوضـه الجماهيـر داخـل الجامعات بالمغرب‪ ،‬فحجـم الهجوم الحالي الذي‬
‫تتعرض له الحركـة الطلبيـة و قطاع التعليـم يفرض ل محالة النتقال إلى‬
‫النضال الوطني الواعي و المنظم ‪.‬‬
‫لكـن كيـف السـبيل إلى ذلك ؟ كيـف يمكـن تحقيـق وحدة الحركـة الطلبيـة و‬
‫تطويرهـا إلى أعلى ؟ مـا هـي مداخـل هذا النمـو ؟ إن هذه السـئلة تعتـبر‬
‫جوهرية و ذات طابع استعجالي و تكون الجابة علي ها و التأ كد من صحتها‬
‫أو عدم صحتها عمليا خطوة كبيرة في التجاه الصحيح‪.‬‬
‫لقد حاولت جل التيارات الفاعلة داخل الحركة الطلبية من تقديم إجابة على‬
‫هذه السئلة منذ فشل المؤتمر الوطني السابع عشر‪ .‬فهناك من حدد المدخل‬
‫لحقاق الوحدة على ا نه تنظي مي و هناك من رآه سياسي و آ خر نضالي ‪...‬‬
‫الخ ‪.‬‬
‫و سـوف نحاول مـن جانبنـا أيضـا تقديـم بعـض الفكار حول الموضوع‬
‫مسـتندين فـي ذلك لمـا حققتـه الحركـة النضاليـة مـن تراكمات و مـن تجارب‬
‫فاشلة و ناج حة ‪ ،‬و من ا جل ذلك ن جد من الضروري و الولي و ضع تمي يز‬
‫واضـح بيـن مسـالتين ‪ :‬مسـالة وحدة الطلبـة القاعدييـن و وحدة الحركـة‬
‫الطلبية ‪ ،‬فغالبا ما يقع الخلط بين هاتين المسالتين و ين ظر إليه ما كمسالة‬
‫واحدة و ربما كان مرد ذلك للحضور القوي و المتميز للطلبة القاعديين داخل‬
‫الحركـة الطلبيـة إلى درجـة مثل أن هناك مـن أصـبح يتحدث عـن البرنامـج‬
‫المرحلي كبرنامج للطلبة القاعديين ‪.‬‬
‫إن مايهمنـا هنـا بالدرجـة الولى هـو سـؤال وحدة الجماهيـر الطلبيـة و لن‬
‫يكون ا ستحضارنا لوحدة القاعدي ين سوى مح طة ل ستخلص ب عض الدروس‬
‫التي نراها مفيدة و ضرورية للجابة على سؤال وحدة الحركة الطلبية ‪.‬‬
‫إن مسـالة الوحدة تفرض علينـا تناول ثلث مسـتويات على القـل إن صـح‬
‫القول ‪ :‬منطلقاتهـا الفكريـة ‪ ،‬أهدافهـا السـياسية و ثالثـا و أخيرا و سـائلها‬
‫التنظيمية و العملية ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬منطلقات ها الفكر ية بمع نى الطار الفكري الذي من خلله نر صد و نك شف‬
‫القوان ين الموضوع ية المتحكمـة في صيرورة بناء الوحدة و اسـتعمال هذه‬
‫القوانين و دمجها بالممارسة العملية الهادفة إلى بناء و تصليب هذه الوحدة‪.‬‬
‫‪ -‬الهداف السـياسية المتوخاة مـن هذه الوحدة و هـو مـا يجـب أن يعكسـه‬
‫البرنامـج المؤطـر لنضالت الجماهيـر الطلبيـة فـي اتجاه تحقيـق مطالبهـا و‬
‫الرقي بها نحو المام ‪.‬‬
‫‪ -‬أ ما الو سائل التنظيم ية و العمل ية ف هي ب كل ب ساطة مختلف الشكال ال تي‬
‫تستطيع بها نقل البرنامج إلى الممارسة العملية و الرقي بالوحدة إلى مرتبة‬
‫أعلى و الحفاظ على التراكمات و عدم هدرها ‪.‬‬
‫ل كن ق بل الدخول في الجا بة على هذه الم ستويات سوف نحاول ا ستحضار‬
‫بعض الدروس من تاريخ الحركة الطلبية بالذات ‪ ،‬لن نخوض و نبحر بعيدا‬
‫في هذا التاريخ بل سوف نحاول قدر المكان أن نكون موجزين فيه على أن‬
‫نترك هذا النقاش مفتوحـا للغناء أكثـر فأكثـر مـن طرف الكـل ‪ ،‬و سـوف‬
‫نحاول على الخصوص رصد بعض الجابات التي قدمها مناضلو و مناضلت‬
‫النهج الديمقراطي القاعدي في هذه المسألة ‪.‬‬
‫ل قد أثب تت التجر بة العلم ية ب ما ل يدع مجال لل شك على إفلس كل المشار يع‬
‫الصـلحية التـي حاولت الزج بأوطـم و بالحركـة الطلبيـة إلى مسـتنقعات‬
‫المهادنة مع العدو الطبقي للجماهير الطلبية و الجماهير الشعبية ‪ ،‬غير أن‬
‫إفلس هذه المشاريع قد رافقه أيضا ( و هذا ما تؤكده النتائج العملية ) تعثر‬
‫الجابات التـي طرحهـا القاعديون فيمـا يخـص بناء وحدة الحركـة الطلبيـة ‪،‬‬
‫هذا التعثر هو أهم ما يجب تسليط الضواء عليه و استخلص دروسه ‪.‬‬
‫ل قد كا نت هناك محاولت حثي ثة سواء ما ب عد ف شل المؤت مر الوط ني ال سابع‬
‫عشر و فشل مقاطعة المتحانات على الصعيد الوطني سنوات ‪ 82/83‬أو تلك‬
‫التي فجرت المعركة الشبه وطنية سنة ‪ . 98/1999‬كل تلك المحاولت باءت‬
‫بالفشـل ليتجدد بعدهـا النقاش حول وحدة الحركـة على ضوء مـا راكمتـه‬
‫التجربة فانطلق النقاش من جديد سنوات التسعينات بين من اعتقد في اللجان‬
‫النتقال ية و الحوار الف صائلي ك حل لز مة الحر كة و ب ين من رأى أن ال حل‬
‫يكمن في إحقاق وحدة القاعديين باعتبارها المدخل المثل ‪.‬‬
‫أ صحاب الرؤ ية الولى كا نت خلفيات هم معل نة و واض حة مراه نة على القوى‬
‫الصـلحية آنذاك لخراج الحركـة مـن أزمتهـا عـن طريـق إيجاد حـد أدنـى‬
‫سـياسي يراعـي مصـالح كـل الفرقاء حتـى و إن كان على حسـاب مصـالح‬
‫الجماهير ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫أ ما التجاه الثا ني و إن كان يملك ت صورا واض حا في ما ي خص م صير الحوار‬
‫الف صائلي و معل نا عن قطيع ته مع هذا الم سار و هذه الممار سة و متحد يا‬
‫ـف‬ ‫ـة و تحريـ‬ ‫ـي حاولت إضعاف الحركـ‬ ‫ـت لهذه الخيارات التـ‬‫ـي آن الوقـ‬‫فـ‬
‫مسارها ‪ ،‬إل أنه باشر النقاش بعيدا عن الجماهير ‪ ،‬فانطلق مسلسل النقاش‬
‫آنذاك ب ين مجمو عة من المناضلت و المناضل ين ب كل من مو قع مرا كش ‪،‬‬
‫فاس ‪ ،‬وجدة ‪ ،‬لينسـحب موقـع مراكـش فيمـا بعـد مـن ذاك النقاش نظرا‬
‫للشكالت المحل ية ال تي كان يعا ني من ها (‪ )93/94‬و ا ستمر النقاش ب ين كل‬
‫من فاس و وجدة لي صل في آ خر المطاف إلى الباب الم سدود ‪ ،‬و لم ي ستطع‬
‫التطور نظرا للخلفيات التي كانت تحكم كل الرفاق في رؤيتهم لمسألة الوحدة‬
‫‪.‬‬
‫و بغض النظر على كل ذلك فإن أهم عيب كان في تلك التجربة هو ابتعادها‬
‫عن الجماهير و القواعد و هي بذلك لم تترك دروسا إل لصحابها المنخرطين‬
‫المباشرين في ذلك النقاش إلى درجة أنه إلى اليوم ل يعرف عن تلك التجربة‬
‫إل القليـل و تكاد تكون غيـر معروفـة حتـى عنـد مـن يقود تجربـة القاعدييـن‬
‫اليوم في كل المواقع‪.‬‬
‫ب عد تلك المحاولت و في تزا من مع اشتداد الهجوم على الحر كة الطلب ية و‬
‫على قطاع التعليم بعد صدور توصيات البنك الدولي و خلق جسور التواصل‬
‫المن ظم ب ين الموا قع الجامع ية الك ثر نضال ية سوف ينطلق م سلسل آ خر من‬
‫النضال في اتجاه تحقيق وحدة الحركة الطلبية‪.‬‬
‫و قد انطلق هذا المسلسل في سياق نقاش الرد الذي يجب أن تقدمه الحركة‬
‫ضد ما سمي " بالميثاق الوط ني للترب ية و التكو ين " و قد ش مل النقاش في‬
‫مرحلة أولى ‪ 6‬مواقع مراكش – فاس – مكناس –أكادير – الراشدية و أيضا‬
‫الجديدة ‪ ،‬ليتوج هذا النقاش بتوح يد رؤ ية القاعدي ين للميثاق الوط ني عبرت‬
‫عنهـا ورقـة " ميثاق وطنـي للتربيـة و التكويـن أم مخطـط طبقـي للتركيـع و‬
‫التبض يع" و تم توح يد كل هذه الموا قع على شعار " المجان ية أو ال ستشهاد"‬
‫باعتباره يشكل الشعار التكتيكي للمرحة الراهنة و لصد الهجوم الكاسح الذي‬
‫دش نه نظام المعمر ين الجدد على الجماه ير الشعب ية في ح قل التعل يم ‪ ،‬ل قد‬
‫تبلور هذا الشعار بالخ صوص في المعر كة البطول ية ال تي خاضت ها الجماه ير‬
‫الطلب ية بمو قع فاس سنة ‪ 97/98‬و ‪ ، 99/2000‬و تم اغناؤه ب عد ذلك من‬
‫طرف باقـي الموا قع الخرى ‪ ،‬حيـث شكـل هذا الشعار مدخل لتوحيـد النضال‬
‫الميداني المباشر للحركة الطلبية ضد الميثاق الطبقي للتركيع و التبضيع ‪،‬‬
‫فالطلبة القاعديون كانوا قد أدركوا آنذاك حجم الستهداف و خطورته و مدى‬

‫‪13‬‬
‫ضرورة المجاب هة ال سياسية ال تي ت ستدعي ب كل تأك يد مواج هة على ال صعيد‬
‫الوطني ل المحلي ‪.‬‬
‫إن هذه القناعات ال تي تبلورت في خ ضم نقاشات جماهير ية و و سط معارك‬
‫ضخمة في أغلب المواقع قد خلقت دينامية قوية وسط الحركة الطلبية بشكل‬
‫عام و وسط القاعديين بش كل خاص فتم تنظيم خمس أسابيع وطنية في كل‬
‫مـن أكاديـر ‪ ،‬مراكـش ‪ ،‬الجديدة ‪ ،‬مكناس والراشيديـة فـي فترة ل تتجاوز‬
‫الثلثـة أشهـر ‪ ،‬و بدأ النقاش يتجـه نحـو إيجاد خطـة للداء الموحـد على‬
‫النطاق الوطنـي ‪ ،‬فـي هذا الظرف بالذات سـوف يعرف موقـع فاس آنذاك‬
‫العديد من الشكالت الذاتية من جهة و هجوما وحشيا لللة القمعية من جهة‬
‫أخرى ‪ ،‬كانـت إحدى نتائجـه اسـتشهاد الرفيـق بوعبيـد حفيـظ فـي ‪ 14‬ماي‬
‫‪ ، 2001‬و قـد كان لهذا الهجوم و لتلك الحداث التـي عرفهـا الموقـع كـبير‬
‫الثر على هذا المسار الوحدوي الذي ما كاد ينطلق ‪.‬‬
‫لقد استطاع الطلبة القاعديين بكل تأكيد من إبراز دينامية نضالية و سياسة‬
‫قو ية في تلك الفترة ‪ ،‬و كا نت ل هم رؤ ية متقد مة لم سألة الوحدة أك ثر من‬
‫غير هم ‪ ،‬فباشروا بتوح يد الرد على الميثاق و كذا إفراز الشعار المك ثف لهذا‬
‫الرأي المجانيـة أو السـتشهاد بمـا يعنيـه مـن ضرورة المجابهـة السـياسية‬
‫الوطنية ‪ ،‬لكن بعد كل تلك التجربة و بعد كل هذه الفترة يمكن القرار بقصور‬
‫الجا بة ال تي قدم ها أولئك الرفاق في تلك الفترة ‪ .‬إن ذلك الق صور يم كن أن‬
‫نعبر عنه بجملة واحد طغيان النقاش حول وحدة الجماهير الطلبية ‪.‬‬
‫إن لذلك القصور شروطه الموضوعية والذاتية ‪ ،‬فمن الجانب الذاتي ل يجب‬
‫أن ننسى و لو لوهلة أن تملك التجربة بما لها و ما عليها هي تجربة طلبية‬
‫غير مؤهلة للجابة على معضلت باقي مجالت الصراع الطبقي التي تتداخل‬
‫مع قطاع التعل يم ‪ ،‬لن الحزب هو الوح يد القادر على ذلك ‪ ،‬ثان يا أن تجر بة‬
‫أولئك الرفاق قد ورثت من تجربة الطلبة القاعديين كل ما هو ثري و مشرف‬
‫‪ ،‬لكنها أيضا ورثت منها بعض الجوانب الخاطئة ‪.‬‬
‫أمـا على المسـتوى الموضوعـي فحجـم الهجومات التـي تعرض لهـا الطلبـة‬
‫القاعديون و الحركة الطلبية ( من طرف قوات القمع و القوى الظلمية ‪)...‬‬
‫و غياب لي ف عل ثوري حقي قي خارج أ سوار الجام عة في تلك الفترة كان له‬
‫أيضا نتائج سلبية على مسا تطور الحركة آنذاك‬
‫إن إحدى أ هم المخا طر ال تي واج هت و لزالت توا جه هؤلء المناضل ين أن ما‬
‫هـي نظرتهـم إلى القاعدييـن بالذات ‪ .‬فالعديـد مـن المناضليـن و المناضلت‬
‫ينطلقون مـن تحديدهـم للطلبـة القاعدييـن مـن الفكـر و ليـس مـن الواقـع ‪،‬‬
‫بالنسـبة للبعـض القاعديون هـم قالب جاهـز و مع مشروع كا مل و خال من‬
‫‪14‬‬
‫الخطاء و كـل مـن أخطـأ فهـو يخرج بالضرورة عـن هذا القالب الجاهـز و‬
‫بالتالي فإنـه يخرج عـن كونـه قاعدي ‪ .‬إن هذه النظرة المثاليـة يجـب أن‬
‫تح طم ‪ ،‬إن كل التجارب الثور ية العالم ية و ل يس الطلب ية و ف قط تؤ كد على‬
‫وجود دائم و مسـتمر لصـراع الخطيـن داخـل كـل عمـل و كـل "تنظيـم " ‪ ،‬إن‬
‫صراع الخط ين هو ما يع طي الحياة للع مل و للتنظ يم ‪ .‬فالحزاب الشيوع ية‬
‫الرائدة كانت تعرف دائما وجود للخط الثوري و الخط النتهازي و القاعديون‬
‫غ ير منفلت ين من هذا القانون الموضو عي ‪ ،‬أي أن بداخل هم أي ضا يم كن أن‬
‫نجد الخط الثوري و الخط النتهازي ‪ ،‬نجد بداخلهم الطالح و الصالح هذا أمر‬
‫ل دخـل له بالخلق أو المزايدات ‪ ،‬فأن يخطـأ بعـض الرفاق ‪ ،‬أو بعـض‬
‫المواقع في تحليلهم للوضع أو في رسم خطة خاطئة للمجابهة أو للتراجع ل‬
‫يعني أنهم أصبحوا غير قاعديين بل كل ما يعني ذلك أن ذلك التحليل و تلك‬
‫الخطـة خاطئة يجـب تقويمهـا و الصـراع ضدهـا ‪ ،‬لكـن بالشكـل الذي يبنـي‬
‫الوحدة و ليـس بالشكـل الذي يدمرهـا " يجـب معالجـة الداء مـن أجـل إنقاذ‬
‫المريض ل الجهاز عليه للتخلص من المرض " ‪.‬‬
‫إن غياب رؤ ية واض حة حول هذا الموضوع و تب ني المثال ية في مقارب ته و‬
‫النطلق من الفكر عوض الواقع قد كانت له نتائج كارثية و فجر صراعات‬
‫داميـة و ترك جراحـا ل زالت تنزف إلى اليوم ‪ .‬يجـب تجاوز كـل ذلك يجـب‬
‫تكثيف النضال اليديولوجي من أجل تقويم العوجاجات لكن ليس بعيدا عن‬
‫الجماهير و عن معاركها بل في قلب الممارسة العملية الهادفة إلى التغيير و‬
‫تحقيق الهداف المباشرة أو الغير المباشرة ‪.‬‬
‫و لنترك جان با هذا الموضوع على أن نعود إل يه لح قا بمز يد من التف صيل ‪.‬‬
‫لقـد قلنـا أن إحدى مظاهـر الخلل الذي طبعـت تفكيـر و ممارسـة الطلبـة‬
‫القاعديين في بدايات اللفية الثالثة أنما هي تشديدهم على وحدة القاعديين و‬
‫عدم إعطاء الهميـة اللزمـة لوحدة الجماهيـر الطلبيـة ‪ .‬و هاهـي اليوم‬
‫الجماه ير الطلب ية تنت فض ت حت قيادة القاعدي ين بمرا كش ‪ ،‬اكاد ير ‪ ،‬فاس ‪،‬‬
‫مكناس ‪ ،‬الراشيدية ‪ ...‬الخ‪ .‬و تعيد طرح المهمة من جديد و بإلحاح أكبر ‪،‬‬
‫ل قد راك مت الحر كة الطلب ية من ال خبرة ما يك في لج ني الدروس و تطو ير‬
‫الداء في هذا التجاه‪.‬‬
‫و هكذا يكون اليوم الهتمام ببناء وحدة الحركة الطلبية و الجماهير الطلبية‬
‫هو من أ هم المهمات المطرو حة على عا تق المناضلت و المناضل ين دا خل‬
‫الحر كة الطلب ية و الشيوعي ين و الشيوعيات من هم على الخ صوص‪ .‬فمع ظم‬
‫المعارك البطول ية ال تي خاضت ها الجماه ير الطلب ية في كل الموا قع الجامع ية‬
‫( اكاديـر – مراكـش – الراشيديـة –مكناس –فاس –القنيطرة – تازة – وجدة‬
‫‪15‬‬
‫– طنجة ‪ ) ...‬أثبتت للعالم اجمع المكانيات الهائلة التي تختزنها الجماهير و‬
‫القادرة على إرباك خطــط و مخططات النظام الرجعــي القائم بالمغرب قــد‬
‫استطاع إلى حد ما تمرير بعض بنود الميثاق ‪ ،‬فإن ذلك لم يكن بدون ثمن بل‬
‫على ح ساب تعر ية وج هه الب شع و تحط يم شعارا ته الديماغوج ية فضل على‬
‫أن مقاو مة الجماه ير لهذا المخ طط قد أنع شت الف عل النضالي دا خل الجام عة‬
‫المغربية و رسخته ضدا على المحاولت التي كانت ترمي إلى اجتثاثه ‪ .‬لكن‬
‫و مـع كـل ذلك يمكـن القول على أن نضالت الحركـة لزالت تفتقـر إلى قوة‬
‫تمكن من فرض التراجع على العدو الطبقي و تقديم الحركة إلى المام بمزيد‬
‫من القوة ‪ ،‬غ ير أ نه ل يم كن الو صول إلى م ستوى هذه الرهانات إل بمعارك‬
‫ذات ب عد وط ني قوي ‪ ،‬إ ن ما و صلت إل يه معر كة مرا كش الخيرة من قوة‬
‫واسعة و اتساع يعطي للجميع دروسا في هذا التجاه ‪.‬‬
‫إن هذه المعركة البطولية و الضخمة التي وصل صداها إلى العالم اجمع كانت‬
‫تسـتطيع قلب الموازيـن بشكـل كلي داخـل الجام عة المغربيـة لصـالح او طم و‬
‫الجماهير لو أنها تفجرت على المستوى الوطني ‪.‬‬
‫إن ذلك يشكـل إحدى أهـم الدروس التـي تلقننـا إياهـا الجماهيـر المنتفضـة‬
‫بمرا كش ‪ .‬المز يد من الع مل من ا جل رد مو حد و قوي للجماه ير الطلب ية‬
‫يفرض على العدو الطبقـي التراجـع و يحقـق موازيـن قوى جديدة داخـل‬
‫الجامعة لما فيه مصلحة للجماهير الطلبية بشكل خاص و للجماهير الشعبية‬
‫بشكل عام ‪.‬‬
‫و إذن يطرح السـؤال عـن كيفيـة بناء هذه الوحدة و كيفيـة التقدم فـي هذا‬
‫التجاه‪.‬‬
‫لقـد حددنـا أعله ضرورة تناول ثلث مسـتويات فـي مسـالة وحدة الحركـة‬
‫الطلبية‪:‬‬
‫‪ – 1‬الطار الفكري لمسالة الوحدة ‪.‬‬
‫‪– 2‬البرنامج‪.‬‬
‫‪ – 3‬الدوات و الوسائل ‪.‬‬
‫‪ – 1‬الطار الفكري لمسالة الوحدة‬
‫إن عمل ية بناء الوحدة مثل ها م ثل كل عمل ية واقع ية هي صيرورة محكو مة‬
‫بقوانيـن موضوعيـة ‪ .‬أن تدرك هذه القوانيـن و نجـد الموضوعات المعـبرة‬
‫عن ها هي مه مة تحد يد الطار الفكري لهذه الم سألة‪ .‬إن م سالة بناء الوحدة‬
‫هي صيرورة محكومة مثل كل صيرورة بقانون التناقض الذي يشكل جوهر‬
‫تطور الشياء ‪ ،‬إن لقانون التناقـض طابعـه الشمولي ‪ ،‬نمـو يحكـم جميـع‬
‫الصيرورات طبيعية كانت أم اجتماعية أم صيرورة وعي ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫إن ذلك التنا قض يم كن أن ن عبر ع نه ب صراع الخطوط و تناقض ها‪ .‬التنا قض‬
‫ب ين ال خط المدا فع عن الجماه ير و م صالحها ( الذي ت عبر ع نه قوة أو عدة‬
‫قوى )و بين الخط المناقض لمصلحة الجماهير ( الذي هو الخر قد تعبر عنه‬
‫قوة أو مجموعة من القوى )‪ .‬إن ذلك يشكل الطابع الخاص للتناقض و يحدد‬
‫طرفاه ‪ .‬إن تواجد الخط المناهض لمصلحة الجماهير أو ما قد نصطلح عليه‬
‫تماش يا مع المفاه يم المتداولة دا خل الحر كة بال خط البيروقرا طي هو حقي قة‬
‫موضوعية سواء أعجبتنا أم ل ‪ .‬فمن الوهم العتقاد بالقضاء على هذا الخط‬
‫داخـل مجتمـع طبقـي يولده باسـتمرار ‪.‬إن لهذا الخـط أسـسه الماديـة و‬
‫الموضوعية و القضاء عليه يعني القضاء على هذه السس‪.‬‬
‫إذن يجب بناء الوحدة انطلقا من الشروط الموضوعية التي نناضل داخلها‬
‫و يجـب أيضـا النظـر إلى المسـالة مـن زاويـة بناء وحدة الحركـة الطلب ية و‬
‫وحدة الجماه ير الطلب ية و هذه م سالة في غا ية الهم ية إذ أن ها تقي نا من‬
‫السقوط في العمل الفوقي البعيد عن الجماهير ‪.‬‬
‫إن الموضوعة التي تكشف هذه القراءة النظرية إنما هي موضوعة وحدة –‬
‫صراع – وحدة ‪ ،‬أو وحدة – ن قد –وحدة ‪ ،‬ل قد أبدع هذه الموضو عة الرفاق‬
‫الشيوعي ين و الشيوعيات إبان الثورة ال صينية العظ مى و قد تبنا ها و ع مل‬
‫بها الماركسيين بالمغرب داخل الحركة الطلبية إبان مرحلة المؤتمر الوطني‬
‫الخامس عشر و قد كانت لها نتائج جد ايجابية ‪.‬‬
‫إن مقولة وحدة – ن قد – وحدة تع ني النطلق من الوحدة و من الرغ بة في‬
‫الوحدة و مـن التركيـز على وحدة الجماهيـر و الوعـي باطلقيـة الصـراع و‬
‫بالتالي ممارسة النقد ضد الفكار الخاطئة و الخطوط الخاطئة و البيروقراطية‬
‫بهدف الوصـول إلى وحدة ارفـع و امتـن و هكذا دواليـك فـي سـلسلة غيـر‬
‫منتهية ‪.‬‬
‫النطلق من الوحدة ل يعني التوافقات السياسية المهزوزة بين الفصائل كما‬
‫شوهـت بذلك هذه الموضوعـة الجابـة التـي قدمهـا " القاعديون التقدميون"‬
‫أنصـار الكلمـة الممانعـة ‪ ،‬النطلق مـن الوحدة ل يعنـي ابحـث عـن النقاط‬
‫المشتركة و النطلق منها ‪ ،‬فقد أثبتت التجربة العملية و النظرية أيضا فشل‬
‫هذا الخيار و خطاه بالضافة إلى نتائجه الكارثية ‪.‬‬
‫إن النطلق مـن الوحدة يعنـي النطلق مـن وحدة الجماهيـر الطلبيـة على‬
‫أرضيـة أول مبادئ التحاد الوطنـي لطلبـة المغرب و ثانيـا على أرضيـة‬
‫البرنامـج الذي يكثـف الهداف و الوسـائل‪ .‬و إذا كانـت الوحدة على أرضيـة‬
‫التركيز على النقط المشتركة و نبذ نقط الختلف قد أثبتت فشلها الذريع‬
‫فان جعل الماركسية كشرط للوحدة هو أيضا قد اثبت إفلسه التام ‪ ،‬يجب أل‬
‫‪17‬‬
‫ننسـى نقـد لينيـن " للمعارضـة المبدئيـة "اللمانيـة إبان التهييـء للمميـة‬
‫الشيوع ية " أن نج عل من العتراف بديكتاتور ية البروليتار يا شرط النضمام‬
‫إلى النقابات يع ني و ضع سور و حا جز ب ين فئات عري ضة من الجماه ير و‬
‫بين النقابات " فالماركسية ليست إيديولوجية للطلب و إنما هي مرجعية لخط‬
‫سياسي معين و من كبير الخطأ العتقاد بعكس ذلك ‪.‬‬
‫إن النطلق مـن الوحدة على أرضيـة مبادئ اوطـم و على أرضيـة برنامـج‬
‫يع كس مضمون الحر كة الطلب ية و موقع ها في ال صراع الطب قي ( و هذا ما‬
‫سوف نر جع إل يه لح قا ) هو نق طة النطلق و في إطار هذه الوحدة و من‬
‫خلل الممارسة العملية الهادفة إلى الدفاع عن مصلحة الجماهير الطلبية و‬
‫منظمتها اوطم تتم ممارسة النقد و الصراع بين كل الخطوط المتواجدة داخل‬
‫الحر كة ‪ ،‬إن لهذا ال صراع طاب عه المطلق ‪ ،‬لين ين يعلم نا " إن الوحدة مؤق تة‬
‫ن سبية في ح ين أن ال صراع مطلق " إن العتقاد بان ال صراع و الن قد يقوض‬
‫الوحدة هو و هم و ا كبر ما يم كن أن ي ضر بالحر كة و بمشروع بناء الوحدة‬
‫فل يمكـن أبدا بناء هذه الوحدة إل عـبر هذا الصـراع شرط أن يكون صـراعا‬
‫ايجاب يا أي صراعا لخد مة م صلحة الجماه ير ‪ ،‬ف في قلب هذا ال صراع يت ضح‬
‫مـن المخطـئ و مـن هـو على صـواب انطلقـا مـن الصـراع على القضايـا‬
‫الملموسـة و على ضوء التجربـة العمليـة المباشرة يتـم تجاوز الخطاء و‬
‫بالتالي النتقال و التحول إلى وحدة ار فع و ام تن هذا ما تعلم نا إياه الماد ية‬
‫التاريخية و كل تجارب الشعوب و الحركات ‪.‬‬
‫و هكذا يجـب على الشيوعيات و الشيوعييـن بالسـاس أن يمدوا أيدي هم لكـل‬
‫من ير غب في بناء وحدة الحر كة الطلب ية ل كن شرط أن ل يتقاع سوا و لو‬
‫لبرهة على نقد و صراع كل الفكار و المواقف الخاطئة التي تضر بمصلحة‬
‫الجماه ير ‪ ،‬إن هذا الطر يق و هذا المن هج هو الوح يد القادر على بناء وحدة‬
‫الحر كة الطلب ية بو عي و في التجاه ال صحيح الذي يخدم في آ خر المطاف‬
‫أبناء و بنات الكادحين داخل حقل التعليم ‪.‬‬
‫تلك كانت بعض السس الفكري لمسالة كيفية بناء الوحدة ‪ .‬إن الوحدة تطرح‬
‫علينـا سـؤال ثانيـا وحدة مـن اجـل ماذا ؟ و هـو مـا يعنـي تحديـد الهداف و‬
‫ترجمت ها برنامجيـا و هذا ما يش كل المحور الثا ني في موضوع نا حول هذه‬
‫المسالة …‪.‬‬
‫يــتــبـــــع‬

‫‪18‬‬
‫تح ية ال صمود والنضال لكا فة القيادات الطلب ية المناضلة‪ ،‬تح ية ل كل القوا عد‬
‫الوطميـة المكافحـة‪ ،‬تحيـة للمعتقليـن المفرج عنهـم‪ ،‬تحيـة للعائلت ولكـل‬
‫الرفاق المناضليـن أعضاء "الهيئة الوطنيـة للتضامـن مـع كافـة المعتقليـن‬
‫الســــــــياسيين"‪.‬‬
‫كان بود الرفاق فـي "التوجـه القاعدي" أن يشاطروكـم هذا العرس النضالي‬
‫الوحدوي المتميـز‪ ،‬إل أنـه وبالنظـر لثقـل المهام النضاليـة تجاه مـا تعرفـه‬
‫الساحة الجامعية بموقع طنجة من معارك‪ ،‬وبالنظر كذلك لتأخر العلن عن‬
‫برنامجكـم النضالي‪ ،‬وبُعـد الموقـع الذي سـيحتضن النشاط ــ مراكـش ــ لم‬
‫يبقى لنا من اختيار سوى العتذار‪ ،‬وبأسف شديد‪ ،‬عن الحضور معكم وإلى‬
‫جانبكـم‪ ،‬مناضليـن‪ ،‬معتقليـن‪ ،‬عائلت وجماهيـر‬
‫لقـد كنـا مـن السـباقين كدعاة للوحدة النضاليـة بيـن جميـع التيارات التقدميـة‬
‫واليسـارية والقاعديـة الماركسـية اللينينيـة‪ ،‬على اعتبارهـا وحدة موضوعيـة‬
‫سـتجمع فـي صـفوفها جميـع المناهضيـن للمخططات التـي تسـتهدف التعليـم‬
‫والجامعة وحق أبناء العمال والكادحين فيها‪ .‬ولم نخلط قط بين خط "الوحدة"‬
‫الذي ي ستهدف إقا مة تحالفات مع أحزاب وتيارات سياسية ل مو قع ل ها في‬
‫الجامعـة ول إسـهام لهـا فـي برامـج النضال الطلبـي‪ ..‬وبيـن خـط الوحدة‬
‫الميدان ية والقاعد ية ال تي ننادي به‪ ،‬خط يؤ من بكفاح ية الجماه ير الطلب ية‬
‫وبقدرت ها على د عم وحما ية هذه الوحدة إذا انطل قت فعل من وا قع الجماه ير‬
‫المزري بهدف الدفاع عن مصالح هاته الجماهير وبالعتماد عليها وإشراكها‬
‫فـــي جميـــع الخطـــط والقرارات التـــي تهـــم مصـــيرها‪.‬‬

‫لقـد بات مـن الضروري تفعيـل الوحدة وتجسـيدها فـي شكـل برامـج نضاليـة‬
‫وتنظيميـة‪ ..‬كخطوات فـي اتجاه اسـترجاع إطارنـا المكافـح التحاد الوطنـي‬
‫لطلبـة المغرب‪ ،‬ليصـبح أمرا واقعـا ومخاطبـا وحيدا فـي السـاحة النضاليـة‬
‫‪19‬‬
‫الجامع ية‪ ،‬يؤ طر النضالت ويلف الجماه ير المكاف حة حوله‪ ،‬ويق طع الطر يق‬
‫عن التيارات الظلمية المتربصة بالجامعة‪.‬‬
‫لن يختلف اثنان عـن كون العتقال السـياسي قضيـة طبقيـة‪ ،‬ول عـن طبيعـة‬
‫الدولة السـتبدادية بكونهـا جهاز قمـع طبقـي تسـتعمله الطبقـة أو الطبقات‬
‫السـائدة فـي قمـع الجماهيـر الكادحـة والمحرومـة‪ ،‬المحتجـة ضـد أوضاعهـا‬
‫المزريـة فـي مجالت السـتغلل والنهـب والحرمان مـن التعليـم والتطـبيب‬
‫والشغـــــــــل والســـــــــكن اللئق‪..‬الخ‬
‫وبالتالي فلن نختلف عن أهم ية محور النشاط الطل بي المقام بمو قع مرا كش‬
‫ال صامد‪ ،‬ف هو المو قع الذي أن تج الجيال من المعتقل ين والشهداء و به و ضع‬
‫الشه يد مصطفى بلهواري اللبنة الولى‪ ،‬إلى جانب العد يد من الرفاق‪ ،‬للعمل‬
‫القاعدي سـنة ‪ ..78/79‬فالدفاع عـن المعتقليـن السـياسيين جميعـا‪ ،‬طلبـة‪،‬‬
‫عمال‪ ،‬معطلون‪ ،‬ب سطاء الكادح ين وقيادات الحركات الحتجاج ية‪ ..‬يد خل في‬
‫‪.‬‬ ‫صلب النضال القاعدي المبدئي والصيل‬
‫فلن نتخلى‪ ،‬مثلنا مثل جميع الرفاق في التيارات الطلبية القاعدية‪ ،‬عن مهمة‬
‫فضح خطابات الدولة في هذا المجال‪ ،‬وإماطة اللثام عن ازدواجية الخطاب‬
‫والممارسة عند بعض اليساريين المزيفين الذين ما زال الرهان لديهم قائم‬
‫على "طي صفحة الماضي" و"التربية على حقوق النسان" تجنبا للشطط في‬
‫استعمال السلطة من طرف البعض من رجالتها‪..‬الخ‬
‫فالديمقراطية كانت ول زالت ذات الوجهين‪ ،‬فبحكم عمقها الطبقي‪ ،‬فهي‬
‫ديمقراطية بالنسبة للطبقات والفئات الجتماعية المستفيدة من نظام الستبداد‬
‫والستغلل القائم‪ ،‬ودكتاتورية بوليسية بالنسبة للطبقات والفئات الكادحة‬
‫والمحرومة والمهمشة‪.‬‬
‫فتحية للرفاق المنظمين‪ ،‬تحية للرفاق المفرج عنهم‪ ،‬الطلبة وغير الطلبة‪،‬‬
‫تحية للعائلت الصامدة‪ ،‬تحية للمعتقلين السياسيين كافة والذين ل زالوا‬
‫يقبعون بالسجون‪ ،‬تحية للجماهير الطلبية المناضلة ولجميع المواقع‬
‫الطلبية الصامدة‪.‬‬
‫عاش التحاد الوطني لطلبة المغرب‬
‫منظمة تقدمية‪ ،‬ديمقراطية‪ ،‬جماهيرية ومستقلة‬
‫وعاشت الوحدة الطلبية التقدمية‬
‫وعاشت نضالت الجماهير الطلبية‬

‫‪20‬‬
‫ت حل في أيام نا ها ته الذكرى الربعين ية ل ستشهاد منا ضل الن هج الديمقرا طي‬
‫القاعدي الرفيـق عبـد الرزاق الكاديري‪ ،‬الذي اغتاله النظام الصـهيوني القائم‬
‫فـي المغرب لينضاف إلى قافلة شهداء الشعـب المغربـي وخاصـة شهداء‬
‫قضيتنـا الوطنيـة‪ ،‬القضيـة الفلسـطينية زبيدة خليفـة‪ ،‬سـعاد السـعيدي‪ ،‬مح مد‬
‫كري نة‪ ،‬ع الرزاق الكاديري‪ ،‬عند ما تكون كل هذه ال سماء ا سما واحدا للدم‪،‬‬
‫ينبوع للصـرار والتضحيـة وإدانـة للردة والتراجـع منارة ترشدنـا وسـط هذا‬
‫الب حر الهائج الذي تلطم نا أموا جه وريا حه العات ية وتخ طف م نا في كل مرة‬
‫نجمـة وزهرة ليكونـا بوصـلتنا نحـو شاطـئ الحريـة‪ ،‬نحـو الشيوعيـة‪.‬‬

‫هاهي مرة أخرى الجماهير ول أحد غير الجماهير تعلمنا ما معنى التضحية‬
‫والصرار‪ ،‬و ما مدى ا ستعدادها الدائم لتلد المعت قل تلوى ال خر والشهيد ب عد‬
‫الخـر‪ :‬نعـم " الشعـب" الشعـب وحده هـو القوة المحركـة لتاريـخ العالم وهـو‬
‫خالق هذا التاريـخ " قلهـا كونزالو وأنـت داخـل السـجون الرجعيـة البيروفيـة‬
‫المظلمة " الجماهير هي نور العالم‪...‬الجماهير تفعل وقادرة على أن تفعل كل‬
‫شيء " قوليها يا زهرتنا ورفاقك من داخل أبو غريب – مراكش" الجماهير‬
‫صـــــــــانعة هذا التاريـــــــــخ"‪.‬‬
‫نعم لقد أثبت الحركة الطلبية ومن جديد‪ ،‬أنها ماضية في طريق المواجهة‬
‫المباشرة مع الديمقراط ية ون حو أ خذ مو قع متقدم من حر كة التحرر الوط ني‬
‫باعتبارها جزء من هذا الكل‪ ،‬إن لم نقل أحد أجزائه المتقدمة باعتبار الطلب‬
‫هـم شبيبـة ثوريـة ‪ /‬مثقفيـن ثورييـن لهـم موقـع متقدم إلى جانـب الجماهيـر‬
‫الشعبيـة فـي معركتهـا مـن أجـل السـلطة السـياسية وكمـا قال ماو‪ :‬إن الحـد‬
‫الفا صل بيـن المثقفيـن الثورييـن واللثورييـن هو مدى ارتباط هم بالجماهيـر‬
‫ومدى رغبت هم باللتحام بنضالت ها وتج سيد هذه الرغ بة بش كل مادي‪ .‬وك ما‬
‫أث بت ل نا التجارب الثور ية في العالم‪ ،‬وبالخ صوص تجر بة الثورة ال صينية‪،‬‬
‫التي عرفت حركة ثورية معادية للمبريالية والقطاعية أنجزت في ‪ 4‬مايو‬
‫‪21‬‬
‫(أيار ) سـنة ‪ 1919‬ضدا على قرار تسـليم مقاطعـة الشاندونـغ الصـينية‬
‫لليابان‪ ،‬وقد عبر الشعب الصيني عن معارضته لهذا القرار وقد لعب الطلب‬
‫دورا مه ما في تفج ير المظاهرات في بيك ين‪ ،‬هذه المظاهرات ال تي تعر ضت‬
‫للقمع من طرف حكومة أمراء الحرب الشماليين مما خلق تضامنا كبيرا مع‬
‫الطلب من طرف الفلحين والعمال والتجار‪ ،‬وقد ساهمت حركة ‪ ( 4‬مايو ‪/‬‬
‫أيار ) في تطوير حركة ثقافية ثورية هدفها الرئيسي نشر الماركسية اللينينية‬
‫التـي فرشـت الرضيـة لتأسـيس الحزب الشيوعـي الصـيني سـنتين بعـد ذلك‪،‬‬
‫وبالف عل ف قد أثب تت الشبي بة الثور ية بمرا كش عن و عي سياسي كبير وعلى‬
‫ارتباط وثيـق بإشكالت الجماهيـر الشعبيـة مجسـدة مقولة الرفيـق ماو التـي‬
‫تحـث على أن الحركـة الطلبيـة ل يمكنهـا أن تدوم ول أن تتخطـى سـياج‬
‫الحكام العرف ية ال تي فرض ها الخو نة وتح بط سياسة التخر يب والتقت يل ال تي‬
‫تطبقهـا الشرطـة ورجال المخابرات والمسـئولون العديمـو الشرف فـي ميدان‬
‫التعل يم والفاشيون إل إذا تنا سقت مع نضالت العمال والفلحي ين والجنود" (‬
‫‪)1‬و قد جسـدوا بش كل ل يدع للشـك عـن تقدم كـبير في ف هم خط الجماه ير‬
‫واثبتوا عبر ممار ستهم العمل ية المباشرة مع الطلب والجماه ير الشعب ية أن‬
‫تطور خط هم الفكري وال سياسي ل يولد ول يب نى في ال سلم أو دا خل الغرف‬
‫المظل مة أو في المقا هي بل في المعارك يتطور يوم ب عد ال خر‪ ،‬ك ما علم نا‬
‫دائمـا ماو على أنـّ" الخـط السـياسي والعسـكري ل يولد فـي السـلم بلد يولد‬
‫ـا المناضلون ل يمكنهـم أن يولدوا خارج‬ ‫وينمـو فـي قلب المعارك" وأيضـ‬
‫المعارك أو وسـط حلقات الثرثرة للمثقفيـن البرجوازييـن وإنمـا يولدون فـي‬
‫و سط المعارك و في معمعات ال صراع لن صرخ مع الشا عر‪:‬‬
‫الثوار ل يأتون فــــي علب الســــردين‬
‫وإنمــــــا يولدون فــــــي المعارك‬
‫هذا دربنـــــــا درب المخاطـــــــر‬
‫طريقنـا الوحيدة نحـو النصـر‪ ،‬نحـو جنـة البشائر‬
‫( من قصيدة قارب شهيد يبحر نحو الخلود" عبد الرحيم لعرب )‬

‫‪ -2‬نظـرتــان إلـى الجماهيــر‬

‫يقول الرفيق انجلز " إن زمن تلك الخرافة التي كانت تعزو الثورات إلى حفنة‬
‫مـن المنخرطيـن ولى زمنهـا (‪ )2‬فهـل هذا صـحيح؟ نعـم بالتأكيـد‪ ،‬إن هذا‬
‫‪22‬‬
‫التحليل لبالغ الهمية بالنسبة لنا كثوريين‪ ،‬إنها خلصة الماركسية مند سنة‬
‫‪ ،1848‬هذه النظرة التـي أعطـت فهمـا جديدا للتاريـخ والعالم وأقرت أن‬
‫أشخاص كلوسي بلنكو‪ ،‬وأنصار " نارودايا فوليا" وحركة ‪ 3‬مارس بالمغرب‬
‫ل يمكنهم أن يقودوا الجماهير نحو النصر ‪-‬بالرغم من تضحياتهم العظيمة‪-‬‬
‫وذلك لنهم ل ينطلقون من فهم بروليتاري للجماهير وكل همهم هو تخليص‬
‫البشرية من العبودية الجيرة ليس عن طريق النضال الطبقي للجماهير وإنما‬
‫عن طريق تآمر أقلية مثقفة صغيرة (‪ ،  3‬فكان مصيرهم هو البادة والفشل‬
‫ـــــــــــــــــــــــــع‪.‬‬ ‫الذريـ‬
‫ما هي الرؤية التي يجب على الشيوعيين (آت) التشبث بها ؟ إنها بكل تأكيد‬
‫الثقـة فـي الجماهيـر والعتماد عليهـا‪ .‬لماذا؟ لنهـا تنطلق مـن فهـم علمـي‬
‫بروليتاري للعالم‪.‬ثان يا هو أن نا بدون الجماه ير ل يمكن نا ع مل أي ش يء‪ ،‬فل‬
‫يم كن أن ين تج أي حدث تاري خي ول أ ية حر كة تغي ير ول أ ية ثورة‪ ،‬ل يم كن‬
‫أن يكون ش يء من هذا بدون مشار كة الجماه ير‪ ،‬ف هل نبالغ؟ ل ب كل تأك يد‪،‬‬
‫هذا هو الفهـم البروليتاري للعالم هذه هـي النظرة الماديـة الدياليكتيكيـة حول‬
‫الموضوع‪ ،‬إن هذه الموضوعـة ليسـت المقولت جاهزة نرددهـا كلمـا سـنحت‬
‫لنا الفرصة بذلك‪ ,‬بل يجب على الشيوعيين (ات) أن يستوعبوها ويطبقونها‬
‫بشكـل خلق وأن ينتبهوا دائمـا إلى بعـض الرؤى التـي ظهرت بيننـا والتـي‬
‫تحتقـر الجماهيـر فمـن يشبـه علقـة الشيوعييـن بالجماهيـر كعلقـة المرء‬
‫بالبضائع في السوق !! أو يصرخ بغباء ما بعده ما بعده غباء ويقول ها هي‬
‫الجماه ير في المقا هي ! فلتذهبوا إلي ها!! ل يمك نه أبدا أن يقود الثورة‪ ،‬وإن‬
‫فعل ل محالة سيقودها إلى زقاق مسدود‪ ،‬لنقول لهؤلء الضالين الفارين من‬
‫هموم الشعــــــــــــــــــــب‪:‬‬
‫ــــــــن طعموا خبزه‪....‬‬ ‫طوبــــــــى لمـ‬
‫في الزمان الحسن‬
‫وأداروا له الظهـــر‬
‫يوم المحــــــــــــــــــــن !‬
‫ـــا‬ ‫ـــن وقفنـ‬ ‫ـــن الديـ‬ ‫ـــد – نحـ‬ ‫ـــا المجـ‬ ‫ولنـ‬
‫( وقــــــد طمــــــس ال أســــــماءنا!)‬
‫نتحدى الدمار‪....‬‬
‫ونأوى إلى جبـــــــــــــــــل ل يموت‬
‫(يســــــــــمونه الشعــــــــــب )‬
‫فأبـــــــــــــــــــــى الفرار‪.....‬‬
‫فأبــــــــــــــــــــى النزوح‪...‬‬
‫‪23‬‬
‫كان قلبــــــــي الذي ســــــــجنته الجروح‬
‫كان قلبـــــــــي الذي لعنتـــــــــه الشروح‬
‫يرقـــــد – الن – فوق بقايـــــا المدنيـــــة‬
‫وردة مــــــــــن عطــــــــــن‬
‫هادئا‪....‬‬
‫بعـد أن قال " ل " للسـفينة‬
‫وأحـــــــــــب الوطـــــــــــن‬
‫(مــن قصــيدة " مقابلة خاصــة مــع ابــن نوح" لمــل دنقــل)‬

‫ف هل هذه النظرة ال تي تحت قر الجماه ير صحيحة ؟ ل – بل أك ثر من ذلك ‪-‬‬


‫إنها نظرة خطيرة على مستقبل الثورة لنها ل تعتمد على الجماهير وكل من‬
‫ل يعتمد على الجماهير ليس إلى قصرا من ورق (كونزالو) ولن يبقى له من‬
‫الثورة سـوى السـم‪ ،‬إن هذه النظرة مثاليـة ل تعرف مدى أهميـة الجماهيـر‬
‫وماذا تختزن هذه الجماهير من طاقات وأفكار إن صححها فإنهم سينتصرون‬
‫ل محالة‪ ،‬فل يجب أن نهاب أو نخاف من الجماهير لن الخوف من الجماهير‬
‫هو أسلوب البرجوازية وليس أسلوب الشيوعيين‪ ،‬فكما قال الرئيس كونزالو"‬
‫إن أقبـح خوف هـو انعدام الثقـة فـي الجماهيـر واعتقاد المرء انـه مـن‬
‫الضروري ول غنى عنه‪ ،‬وأنه هو مركز العالم‪ .‬فإذا كونا الحزب بإيديولوجية‬
‫البروليتار يا والماو ية بال ساس‪ ،‬فأك يد سيكون من ال سهل ف هم أن الجماه ير‬
‫هي صانعة التار يخ‪ ،‬وأن الحزب هو الذي يقوم بالثورة‪ ،‬وأن م سار التار يخ‬
‫‪ .‬إن إحدى‬ ‫قد تحدد وان الثورة هي التجاه الرئيسي هنا سيتبدد الخوف"‬
‫المهام النظريـة والسـياسية المباشرة التـي تواجـه الشيوعييـن إنمـا هـي حـل‬
‫مسـألة الجماهيـر ولكـي نواجـه المسـألة يجـب دائمـا أن تنطلق مـن فهـم‬
‫بروليتاري لن حل المسألة يعتبر من العناصر الرئيسية للخط السياسي العام‬
‫للثورة المغربيـة ‪ ,‬أي حـل التناقـض القائم بيـن الحركـة الشيوعيـة والحركـة‬
‫الجماهيريـة‪ ،‬فأولى الخطوات هـي الدفاع عـن الرؤيـة والمبادئ الماركسـية‬
‫وال تي تد عم ب كل تأك يد إتباع خط الجماه ير‪ ,‬فالث قة في الجماه ير والعتماد‬
‫عليهـا هـو مصـدر قوتنـا اللمحدود تعبئتهـا بدون تحفظات وتطويـر الحركـة‬
‫الجماهير ية هذا هو المبدأ الك ثر أهم ية ل نا كثوري ين ل حل م سألة الجماه ير‪،‬‬
‫إذن الثقـة أو عدم الثقـة فـي الجماهيـر‪ ،‬والعتماد عليهـا أو عدم العتماد‬
‫عليها‪ ،‬التجرؤ أو عدم التجرؤ على تعبئتها بدون تحفظ هذا هو الخط الفاصل‬
‫بين المفهوم البروليتاري للعالم والمفهوم البرجوازي للعالم )‪.4‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -3‬الجماهيـر صانعـة الفكــار‬

‫هـل للجماهيـر آراء؟ هـل فعل الجماهيـر هـي صـانعة الفكار؟‬


‫يقول الرفيق ماو " إن مشكلة العلقات بين الحزب والجماهير ينبغي أن تفهم‬
‫على الوجـه التالي‪ :‬واجـب الحزب أن يرشـد الجماهيـر فـي تحقيـق أفكارهـا‬
‫ال صحيحة جمي عا وأن ير بي الجماه ير لت صحيح الفكار الخاطئة ال تي ظهرت‬
‫بين صفوفها" فهل هذا الكلم صحيح؟ نعم إنه قمة في البداع والتحليل ويجب‬
‫أن يتم سك به الشيوعيون ل حل علقات هم بالجماه ير‪ ،‬فلهذه الخيرة مدر سة‬
‫خاصة يجب على كل شيوعي أن يتعلم بتواضع منها ويعلمها ويطورها أيضا"‬
‫لقد علمنا لينين انه لن يكون قادة بل شفة حقيقيين سوى أولئك الذين ليس‬
‫ف قط يعلمون العمال والفلح ين‪ ،‬بل أي ضا يتعلمون من هم" (‪)5‬ي جب علي نا أن‬
‫ننصـت إلى أبسـط همسـة تصـدرها الجماهيـر فهناك عدد ل يحصـى مـن‬
‫الديماغوجييـن والسـادة البيروقراطييـن الذيـن يحتقرون الجماهيـر ول يولون‬
‫اهتمامـا خاصـا لراء الجماهيـر وانتقاداتهـا وملحظاتهـا – التـي فـي أغلبهـا‬
‫روعة في الدقة – إذ هناك أسلوبان في العمل‪ :‬أسلوب البرجوازية الذي يتفه‬
‫أفكار الجماهيـر ويحتقرهـا وأسـلوب الشيوعييـن الذي يحترم أفكار الجماهيـر‬
‫ويطورها عبر البحث والدراسة ويوجهها نحو تحقيق أهدافها بشكل صحيح‬
‫فنحـن ل نقول للعالم كـف عـن نضالك فهـو باطـل‪ ،‬وإنمـا نوضـح له مغزى‬
‫نضاله ونعطيه بعده الكفاحي (ماركس) فقد أثبت التجربة الثورية يا من مرة‬
‫أن الجماه ير تبت كر أفكارا تكون في الغالب غائ بة عن مفكرة القادة الثوريون‬
‫وتترك آثارا عظي مة على م سار الثورة ول نا مثال حي في رو سيا ك يف أبدع‬
‫العمال أشكال تنظيمية رائعة كان أبرزها سوفييتات العمال‪ ،‬فهل يظن الرفاق‬
‫أن السـوفييتات هـي فكرة لينيـن أو سـتالين؟ ل بكـل تأكيـد إنهـا فكرة عمال‬
‫بتر سبورغ و ما كان في يد لين ين و ستالين إل أن دع ما هذا الش كل التنظي مي‬
‫الرائع وطوراه في ما يخدم الحر كة الثور ية‪ ،‬ول نا أمثلة ل تح صى إبان الثورة‬
‫الثقافية الصينية‪ ،‬وكيف أبدعت الجماهير أساليب للدفاع عن مكتسبات الثورة‬
‫ضـد العباقرة الشرار أصـحاب المتيازات داخـل الحزب الشيوعـي الداعيـن‬
‫لعودة الرأسـمالية إلى الصـين (المناشيـر البارزة الخطوط التـي توجـه النقـد‬
‫اللذع لسـياسية القادة البيروقراطييـن‪ ,‬تطويـر الفـن والموسـيقى‪ ،‬المسـرح‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫النوادي الســـــينمائية فـــــي الريـــــف‪)...‬‬
‫لكن وجب الشارة إلى نقطة مهمة تشكل جوهر المشاكل‪ ،‬فبين الحين والخر‬
‫‪25‬‬
‫يطلع علينا بعض الديماغوجيين والتروتسكيين والذين يشنون هجوما خسيسا‬
‫كعادتهم على معلمنا العظيم ماو حول مبدأ الجماهير صانعة الفكار إذ بعد أن‬
‫جمعوا "أفكارهم" و" فكروا" مليا خرجوا بالمحاكمة التالية " مادامت الجماهير‬
‫صـانعة الفكار فمـا هـو دور القادة الثورييـن!؟ بعـد هذا السـؤال السـتنكاري‬
‫( الذي ي ستنكر من أ صحابه ق بل أي أ حد ! ) يخرجون بالخل صة التال ية‪ :‬أن‬
‫مبدأ الجماهيـر صـانعة الفكار هـي بدعـة ماويـة !! "شوهـت" خلصـات‬
‫ترو ستكي (كذا) حول الو عي الطب قي للبروليتار يا ( يا ال !) هذه الخل صات‬
‫التـي تقول أن الوعـي الطبقـي يأتـي مـن داخـل الطبقـة العاملة عـبر نضالهـا‬
‫العفوي اليومي ول ضرورة لتدخيل المثقفين الثوريين ( هكذا إذن) وهنا بيت‬
‫القصـيد‪ ،‬هنـا بالضبـط يكمـن المشكـل‪ ،‬وهنـا تكمـن خلصـة التروتسـكيين‬
‫ونظرتهم للجماهير أي دع الجماهير تتخبط في عفويتها‪ ،‬دع الجماهير تقرر‬
‫م صيرها بدون تد خل "جرثو مة – الثوري ين " أي دون تد خل الحزب الثوري‪.‬‬

‫إن كل منا ضل* يملك ح سا سليما سيرد على هذا الرياء التروت سكي هؤلء‬
‫الذين عودونا على الهجومات الرخيصة على القادة العظام للبروليتاريا وعلى‬
‫فكر هذه الخيرة‪ ،‬هذا الفتراء والهجوم يؤكد دائما التحليل الرائع الذي قدمه‬
‫الحديدي ستالين للشيوعيين في العام حول التروتسكيين وهجوماتهم فلنتمعن‬
‫قليل " إن النزعة التروتسكية في أيامنا هذه ليست تيارا أساسيا ضمن الطبقة‬
‫العاملة‪ ،‬لكن ها ع صابة ل مبادئ ل ها ول إيديولوج ية‪ ،‬من المخرب ين وعملء‬
‫التضل يل ون قل المعلومات والتج سس والقتلة‪ ،‬ع صابة من ألد العداء للطب قة‬
‫العاملة‪ ....‬فقد انقطعوا منذ عهد طويل عن أن يكونوا رجال ذوي أفكار وقد‬
‫أصبحوا منذ عهد طويل عصابة من قطاع الطرق القادرين على ارتكاب جميع‬
‫)‪.(6‬‬ ‫العمال الدنيئة"‬
‫لقد أثبتت التجربة البروليتاريا في روسيا إبان الصراع مع القتصادوية على‬
‫أن البروليتاريـا ل يمكنهـا أن تملك وعيـا طبقيـا مـن تلقاء نفسـها‪ ،‬أو عـبر‬
‫نضالها العفوي اليومي‪ ،‬بل ضرورة تدخل عنصر الوعي كما أكد لينين دائما‪.‬‬
‫لن نضال البروليتار يا العفوي ل ي صبح نضال طبق يا ح قا إل عند ما توج هه‬
‫منظمة ثوريين قوية(‪)7‬أي ضرورة تدخل الثوريين المحترفين القادرين على‬
‫تنظ يم الطب قة العاملة وتوجيه ها ور فع وعي ها إلى ما هو سياسي من أ جل‬
‫القيام بمهام ها التاريخ ية‪ .‬و قد شكلت أطروحات لين ين ها ته إحدى الضافات‬
‫النوعيـة التـي طور** بهـا الماركسـية أي ضرورة الحزب الثوري ( عنصـر‬
‫الوعي) ونجد أيضا الرفيق ماو يؤكد هذه المسألة ويعطيها بعدا أعمق بحيث‬
‫يحدد على أن البروليتار يا في نضال ها اليو مي ل تزال معرفت ها في مرحلت ها‬
‫‪26‬‬
‫الح سية ( أي ظوا هر الشياء و جزءيات ها ) إذ لن ت ستطيع أن تك سب معر فة‬
‫عقل ية من خلل ممار ستها العفو ية ح يث يقول " فإذا ظن المرء أن المعر فة‬
‫يمكن أن تتوقف عند المرحلة الحسية وهي مرحلة دنيا وأن المعرفة الحسية‬
‫هي وحد ها ال تي يعت مد علي ها من دون المعر فة العقل ية فإن هذا يع ني تكرار‬
‫أخطاء "المذهـب التجريـبي" فـي الماضـي ‪ ...‬فعلى الرغـم مـن أن المعطيات‬
‫الحسية تعكس بعض الحقائق في العالم الموضوعي‪ ...‬إل أنها مجرد معطيات‬
‫جزئ ية و سطحية ل تع كس الشياء ب صورة كاملة" )‪ (8‬وإذا عد نا إلى لين ين‬
‫نجده يؤكد على أن التظاهرات الجماعية والمعارك التي تخوضها البروليتاريا‬
‫في نضالت ها العفو ية ت حس ( ول نقول تف هم) يحرك ها بال ساس نقم ها على‬
‫الوضاع ال صعبة ال تي تعيش ها‪ ،‬وه نا ين مو عن صر العفو ية ‪ -‬الح ساس –‬
‫ونقول تحس الجماهير بالضطهاد والظلم ول نقول تفهم جذور هذا الضطهاد‬
‫وليتطور عنصـر الحسـاس يجـب أن تتسـلح بالنظريـة الثورة التـي يحملهـا‬
‫المثقفين الثوريين من خارجها‪ ،‬فالوعي السياسي الطبقي ل يمكنه حمله إلى‬
‫العامـل إل مـن الخارج ( لينيـن ) فنضالت البروليتاريـا فـي مراحلهـا الولى‬
‫مرحلة النضال العفوي ( الح ساس) لم تعرف إل ظوا هر الرأ سمالية وب عض‬
‫جوا نب اضطهاد ها وذلك الو قت كا نت " الطب قة في ذات ها"‪.‬‬
‫أما مرحلتها الثانية مرحلة النضال القتصادي والسياسي الواعيين والمنظمين‬
‫فقد كونت البروليتاريا صورة كاملة على الرأسمالية وأدركت باطن تناقضاتها‬
‫القائمة على الستغلل والنهب وبفعل ممارستها الثورية وتجاربها وبفعل –‬
‫وهذا هو الم هم – تثقيف ها بالنظر ية المارك سية أ صبحت عندئذ هي " طب قة‬
‫لذاتها " من هذه المراحل كلها تشق معرفة البروليتاريا طريقها نحو مرحلتها‬
‫الثالثة أي تجسيد المعرفة العقلية في توجيه الممارسة العملية الثورية فالدور‬
‫الفعال للمعر فة ل يتجلى في القفزة الفعالة من المعر فة الح سية إلى المعر فة‬
‫العقل ية فح سب‪ ،‬بل ينب غي أن يتجلى أي ضا ‪ -‬وهذا أك ثر أهم ية ‪ -‬في القفزة‬
‫من المعرفة العقلية إلى الممارسات العملية الثورية (ماو) وهنا بالضبط في‬
‫كـل المراحـل يكمـن دور القادة الثورييـن وهذه القوانيـن ل تخـص الجماهيـر‬
‫وح سب بل ت خص ح تى القادة الثوري ين نف سهم‪ ،‬ب عد هذه الطللة الب سيطة‬
‫على واجبات الثوري ين اتجاه الجماه ير نود هنا أن ين ظر جيدا كل من يتكالب‬
‫على الماوية ويهاجمها انطلقا من مبدأ الجماهير صانعة الفكار كيف شوه –‬
‫بالمع نى الحقي قي للكل مة ‪ -‬الرف يق ماو ودحض وعرى كل الرؤى النتهاز ية‬
‫التي تحتقر الجماهير وتحتقر أفكارها كيف لخصت الماوية علقة الشيوعيين‬
‫بالجماه ير وآرائ ها يقول ماو " تجم يع آراء الجماه ير ( الراء المبعثرة الغ ير‬
‫المنسقة) وتركيزها ( تحويلها إلى آراء مركزة عن طريق البحث والدراسة)‬
‫‪27‬‬
‫ثم إعادت ها إلى الجماه ير لنشر ها وتوضيح ها ح تى تتبنا ها الجماه ير كآرائ ها‬
‫الخاصـة وتتمسـك بهـا وتطبقهـا عمليـا وكذلك لختبار صـحة هذه الراء فـي‬
‫أثناء التطـبيق الجماهيري‪ ،‬ثـم تجميـع آراء الجماهيـر وتركيزهـا مرة أخرى‪،‬‬
‫الذهاب بها إلى الجماهير لتطبيقها مرة أخرى‪ ,‬وهكذا دواليك إلى ما ل نهاية‪،‬‬
‫فت صبح الراء أك ثر صـحة وحيو ية وغزارة فـي كل مرة‪ ،‬تلك هي النظر ية‬
‫الماركسـية عـن المعرفـة‪( " .‬التشديـد لنـا)‬
‫(ماو "بعــــض المســــائل المتعلقــــة بأســــاليب القيادة" م ‪)3‬‬

‫فمزيدا مـــــــــن الصـــــــــمود والنضال‬


‫مزيدا مـــن الرتباط أكثـــر بهموم الجماهيـــر‬
‫ــة‬‫ــن طرح إشكاليات الثورة المغربيـ‬ ‫مزيدا مـ‬
‫المجــد والخلود للشهيــد ع الرزاق الكاديري‬
‫ــــة‬ ‫ــــة المغربيـ‬ ‫ــــة الشيوعيـ‬ ‫ــــت الحركـ‬ ‫عاشـ‬
‫عاشــت الماركســية اللينينيــة – الماويــة نظريــة منيعــة وســديدة‬

‫انتـــهــى فـــي‬
‫شبـــاط – فبرايـــر ‪2009‬‬
‫مــــحمــود‬
‫أميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن‬
‫الحــــــــــــــــــــــــــالت ‪:‬‬
‫‪ -1‬ماو" حول تكتيـك مناهضـة المبرياليـة اليابانيـة" م ‪1‬‬
‫‪ -2‬انجلز" الثورة المضادة فــــــــي ألمانيــــــــا"‪.‬‬
‫‪ -3‬لينيــــــــــــــــن – المؤلفات الكاملة المجلد ‪13‬‬
‫‪ -4‬افتتاح ية جريدة هون غي ( العالم الح مر)عدد ‪ 9‬سنة ‪.1966‬‬
‫ـــة" ‪.1939‬‬ ‫‪ -5‬سـ‬
‫ـــتالين "مبادئ اللينينيـ‬
‫* إن نا ه نا نع ني جم يع المناضل ين الشرفاء الذ ين يغارون على (الح شم) ول‬
‫نسـتثني أحدا وإن لم يكونوا بعـد "مقتنعون" ويتبنون الماويـة‪ ،‬لننـا هنـا أمام‬
‫هجوم وافتراء تروت سكي ول يس أمام صراع إيديولو جي إيجا بي ب ين الرفاق‬
‫المناضليـن يسـعون إلى الوحدة ‪ ،‬إذن فواجـب كـل مـن يغار على المسـتقبل‬
‫الحركة فعل وليس قول وفقط‪ ،‬أن يرد ردا حازما على هذه الهجومات التي ل‬
‫تقصــد ماو أو الماويــة وإنمــا تمــس اللينينيــة وحتــى ماركــس‪.‬‬
‫‪ -6‬ســتالين ‪-‬فــي ســبيل تكويــن بلشفــي‪-‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -7‬لينيــن ‪ -‬مــا العمــل؟‪-‬‬
‫** ف قد شدد نا على هذه الم سألة لن نا ن صادف العد يد من الرؤى بين نا ال تي‬
‫تعتـبر أن تطور الماركسـية إلى اللينينيـة لم يتـم إل مـع أطروحـة لينيـن حول‬
‫المبريالية في ‪ !! 1519‬أي النظر من وجهة القتصاد السياسي وفقط إنها‬
‫نظرة وحيدة الجانـــب تتفـــه الماركســـية‪.‬‬
‫‪ -8‬ماو" في الممارسة العملية"‬

‫‪29‬‬
‫إن بناء حركة طلبية صامدة ومناضلة ليست بالمهمة‬
‫السهلة لن التجربة راكمت العديد من السلبيات و‬
‫اليجابيات‪ ،‬و العديضد مضن الفكار الخاطئة و أيضضا‬
‫‪.‬‬
‫ال صحيحة ‪ ،‬العد يد من النت صارات و أي ضا الهزائم ‪.‬‬
‫ف ما هي مهمت نا كمناضل ين ثوري ين ؟ لن يختلف أي‬
‫منا ضل على أن نا بطبي عة الحال سنقوم و ن صلح كل ما‬
‫هو فاسد و كل ما هو خاطئ في التجربة‪ ،‬وسندعم و‬
‫نطور كضل مضا هضو صضحيح و إيجابضي ‪.‬إننضا أمام مهمضة‬
‫تاريخية ‪ ،‬سنلقى العديد من المصاعب التي سنتفوق‬
‫علي ها و العد يد من المنعرجات و ال تي سنتجاوزها ‪،‬‬
‫سنناضل و نناضل من أجل التقدم بالنقاش و بالحركة‬
‫إلى المام رغم كل المصاعب و رغم كل المنعرجات‬
‫‪.‬‬

‫‪30‬‬

You might also like