Professional Documents
Culture Documents
*
اتخـاذ القـرارات
إن اتخاذ القرارات هو نشاط إنساني مركب ،وتبدأ عملية اتخاذ القرارات بشعور من الشك وعدم التأكد من
جانب متخذ القرار حول ما يجب عمله حيال مشكلة ما ،وتنتهي باختيار أحد الحلول التي يتوقع أن تزيل حالة
الشك وعدم التأكد ،وبذلك تساعد في الوصول إلى حل للمشكلة المطروحة.
ويم كن القول بأن النشاط ال ساسي المؤ ثر على الداء هو اتخاذ القرارات .هذا ور غم أن الظروف تختلف
مخن قرار إلى آخخر اختلفاً جذرياً ،فإن جميخع هذه القرارات ذات عناصخر هامخة واحدة ،فأولً :إن متخخذ
القرار يواجخه عدداً مخن البدائل بخصخوص مخا يجخب القيام بخه مخن تصخرفات .وثانياً :إن مختلف العوائد أو
النوا تج تتو قف على نوع الت صرف الذي ي تم اختياره .وثالثاً :أن كل نا تج للقرار احتمالً أو فرض حدوث،
وقد ل تكون جميع الحتمالت متساوية لكل ناتج أو عائد من القرار المتخذ .ورابعاً :فإن متخذ القرار ينبغي
أن يحدد القيمة أو المنفعة أو الهمية المرتبطة بكل تصرف بديل ونتائجه.
لتحقيق الهداف التنظيمية ،وأحياناً قد تتوافق كل من القرارات الشخصية والقرارات التنظيمية ،ويسهل اتخاذ
أحدهما لتحقيق أهداف الخرى ،وأحياناً ل يتوافق نوعي هذين القرارين وتعيق إحداهما الخرى.
ون جد أن القرارات الروتين ية في الطرف العك سي للقرارات الرئي سية ،ح يث هي قرارات " كل يوم " ول ها
صفة التكرار ،كما أن لها تأثيراً كبيراً على المنظمة ككل ،ومع ذلك فإنه – ي ضم النوعين معاً – يمكن أن
تلعخب القرارات الروتينيخة دوراً هاماً فخي نجاح المنظمخة ،ومخن الواضخح أن هناك نسخبة كخبيرة جداً مخن
القرارات المتخذة فخي المنظمخة قرارات روتينيخة ( يقدرهخا الخخبراء بنسخبة ) %90كمخا نجخد أن معظخم هذه
القرارات الروتينية تتخذ في المستويات الدنيا ،حيث أن المشرف في خط الشراف الول تكون جميع قراراته
روتين ية ،بين ما أن رئ يس مجلس الدارة يت خذ قرارات روتين ية بش كل محدود للغا ية ،و في ن فس الو قت يت خذ
قرارات رئيسية بصورة كبيرة جداً.
وأن تقسيم القرارات إلى رئيسية وقرارات روتينية ل يعني عدم أهمية أحد النوعين وأهمية الخر ،ولكن
الفروق هي فروق في الدرجة فحسب ،حيث ينبغي التفكير في النوعين باعتبارهما طرفين لخط بياني واحد،
وبالضافة إلى العوامل السائدة في المنظمة (عوامل تنظيمية) يوجد أيضاً عوامل شخصية هي التي تحدد ما
إذا كان القرار رئي سي أو روتي ني ،ون جد أن ال خبرة والدافع ية والشخ صية ل ها د خل في نوع ية القرار الذي
سيتخذه ،فنجد أن المدير في المستوى الداري الدنى قد يواجه بقرار روتيني قد يحوله إلى قرار رئيسي له
تأثير دائم على المنظمة ككل.
وبالن سبة للقرار المت خذ في ظل ظروف التأ كد الكا مل Decision Under Complete Uncertainty
نجد أن كل المعلومات اللزمة لتخاذ القرار تكون معروفة بتأكد كامل Complete Certaintyمع وجود
استقرار وعدم غموض والتباس ،وبالتالي تكون النتائج مضمونة ومؤكدة كذلك.
أما القرارات المتخذة في ظل ظروف المخاطرة Decision under riskيكون احتمال حدوث كل حالة
معروفاً أو يمكخن تقديره ،وبذلك يسختطيع متخخذ القرار تحديخد درجخة المخاطرة فخي قراره بدللة التوزيعات
الحتمالية ،وبذلك يكون المدخل المناسب لتخاذ القرار في ظل المخاطرة هو استخدام مفهوم القيمة المتوقعة.
أما اتخاذ القرار في ظل ظروف عدم التأكد الكامل Decision under Complete Uncertaintyيعتبر
أكثخر صخعوبة فخي اتخاذ القرار فخي ظخل ظروف التأكخد التام أو المخاطرة ،حيخث تتخخذ القرارات فخي ظخل
الظروف غير المؤكدة على أساس من الغموض الكامل حيث ل تتوافر معلومات كافية وصحيحة وبالتالي فإن
النتائج المتو قع الح صول علي ها من هذا النوع من القرارات تكون غ ير مؤكدة ،بل ول يم كن صياغتها على
شكل توزيع احتمالي ولذا ينبغي على الدارة تحاشي اتخاذ قرارات في ظل ظروف غير مؤكدة لنه يمكن أن
تؤدي إلى كارثة للمنظمة ،وبذلك فإن هذا الموقف غير مرغوب فيه ،ولكن قد ل يمكن تحاشيه لذا فإنه ينبغي
البحث عن معلومات مناسبة تسمح بالنتقال من حالة عدم التأكد الكامل هذه إلى حالة المخاطرة ليمكن اتخاذ
القرار المنا سب ،وبالط بع فإن الدارة تط مع في الح صول على المز يد من المعلومات وعلى الن حو ال صحيح
للنتقال إلى حالة التأكد إن تيسر ذلك.
هـ .القرارات المبرمجة و القرارات غير المبرمجةProgrammed and Nonprogrammed Decisions :
يم كن تق سيم القرارات إلى قرارات مبرم جة بالكا مل وقرارات غ ير مبرم جة بالكا مل ،وبالن سبة للقرارات
المبرمجخة بالكامخل يمكخن غالباً هيكلتهخا ،حيخث توضخح تفصخيلً طريقخة تناول ومعالجخة المشاكخل الروتينيخة
والمتكررة والمعرو فة ،ولذا ن جد أن ظروف القرارات المبرم جة مؤكدة تما ما ً،أ ما القرارات غ ير المبرم جة
فن جد أن ها تتعا مل مع مشا كل جديدة وغ ير معرو فة وبذلك ي ستحيل حل ها با ستخدام ال ساليب الروتين ية – ولذا
فإن ظروف القرارات غير المبرمجة غير مؤكدة على الطلق.
وبالن سبة للقرارات المبرم جة ن جد أن مت خذ القرار ي ستخدم عادة قوا عد و سياسات معي نة في اتخاذ ها ،ولذا
فإن الجراءات الروتينية والمحددة سلفاً هي التي تتحكم في اتخاذها ،وبذلك فإن برمجة هذه القرارات تماثل
برمجة الحاسبات اللية حيث أن (ب) تحدث عندما تقع ( أ ) ،فمثلً لو كانت سياسة المنظمة هي منح الفرد
إجازة مرضية مدفوعة الجر لمدة عشرة أيام فإذا لم يكن الفرد قد استنفذ هذه الجازة فمن حق الموظف أخذ
ما يقابل هذه نقداً ،و لذا فإن المر – وفقاً لهذه السياسة – ل يتعدى الرجوع إلى ملف الموظف لحسم المر،
وبحيث يمكن تبين مدى استحقاقه للمبلغ المستحق من عدمه ،مما يعني أن هذا القرار مبرمج لن السياسة هي
التي تقرر ذلك.
أ ما بالن سبة للقرارات غ ير المبرم جة ن جد أن المد ير ي ستخدم الح كم والتقد ير لختيار بد يل ما من البدائل
المتا حة ،وبذلك تعتمد فعالية هذا القرار على كفاءة متخذ القرار ،حيث يتطلب اتخاذه در جة عالية من التأمل
والحك مة وال تي ل تتطلب ها القرارات المبرم جة ،ك ما ن جد أن للقرارات غ ير المبرم جة درجات مختل فة ،فكل ما
كا نت القرارات أك ثر تعقيداً و كل ما زادت در جة عدم التأ كد كل ما أ صبحت غ ير مبرم جة واحتا جت إلى قدر
أكبر من الحكم والتقدير.
وتختار العد يد من المنظمات مديري ها على أ ساس مقدرت هم على اتخاذ قرارات فعالة غ ير مبرم جة ،نظراً
لن القرارات غير المبرمجة تؤدي إلى نتائج كبيرة وبعيدة المدى على المنظمة ،ولنها ذات تأثير أكبر على
المنظمات بالمقارنة بالقرارات المبرمجة.
وأحياناً قد يتعامل بعض المديرين مع القرارات التي يمكن برمجتها كما لو كانت قرارات غير مبرمجة،
فمثلً قخد يفشخل بعخض المديريخن فخي إمكانيخة عدم قيام مسخاعديهم باتخاذ القرارات أو قخد يفشلون فخي تحديخد
الجراءات اللزمخة لتخاذ القرارات الصخغيرة ،وبذلك فإن الفشخل فخي تحديخد القرارات التخي يمكخن برمجتهخا
يمكن أن يؤدي إلى ضياع وقت و جهد المديرين الكفاء.
والشكل التي يوضح العلقة بين التأكد والهيكل بالنسبة للقرارات:
ويتم اتخاذ القرارات على مراحل ،وقد يسقط متخذ القرار بعض هذه المراحل ويقصرها على عدد أقل،
ويبين الشكل التالي هذه المراحل.
نجد أنه يقد يقع حادث ما يمثل حافزاً يدفع الفرد نحو الدخول في عملية اتخاذ القرارات ،وقد يكون هذا
المن به هو وجود فجوة في الداء Performance Gapأو قد يكون فجوة في الفر صة Opportunity
،Gapونجد أن الفراد متخذي القرارات يختلفون تماماً في مدى استجابتهم للحادث المنبه.
.2تعريف المشكلة:
إن اتخاذ القرارات إ ما أن يكون ضياعاً للو قت أو الو سيلة المثلى للمد ير ل حل مشكلة ا ستخدامه لوق ته،
و من الناح ية العمل ية ل يم كن لي مشكلة في الحياة – سواء في المنظ مة أو في غير ها -أن تقدم نف سها
ل كي ي تم اتخاذ قرار بشأن ها ،ومعاً يظ هر في البدا ية و من أول لح ظة هو عنا صر المشكلة وال تي تم ثل
أعراض لهذه المشكلة – وعادة تكون هذه العراض الظاهرة على السخطح هخي أقلهخا كشفاً عخن جذور
المشكلة.
فالدارة مثلً قد ت جد أن هناك صراعاً ب ين عدد من الشخاص ،ول كن المشكلة الحقيق ية قد تك من في
وجود هي كل تنظي مي ضع يف ،و قد ترى الدارة أن هناك مشكلة تنظيم ية ،ول كن تتم ثل المشكلة الحقيق ية
في عدم وضوح الهداف الموضوعة.
ولذا فإن الوظي فة الولى في اتخاذ القرارات هو الو صول إلى المشكلة الحقيق ية وتحديد ها تماماً ،ول كن
أسوأ النصائح وأكثرها ضياعاً للوقت هو التحديد السريع لحقيقة المشكلة دون التعرف الصحيح عليها.
هذا ول يمكن الحل في تحديد حقيقة المشكلة فيما يسمى بالتشخيص للعراض وهي الطريقة المستخدمة
بواسطة معظم المديرين حيث يعتمد ذلك على الخبرة أكثر منه على التحليل الذي يمكن من خلله وحده
تحد يد المشكلة في المنظ مة ح يث ل يم كن أن تأ خذ المنظ مة المري ضة إلى عيادة وتعرض ها كحالة أمام
الطلبة كما مع المرضى من البشر ويصعب التأكد مما إذا كان المدير أصبح لديه الخبرة ما يمكنه من
التشخيص الصحيح للمشكلة التي تواجهها المنظمة ،ورغم ذلك فإن المدير عليه التأكد من أن العراض
موجودة ،ولكن قد نجد أن العديد من المشاكل المختلفة تفرز نفس العراض ،وأن نفس المشكلة توضح
نفسها بطرق عديدة ول نهائية ،ولذا فإن على المدير أن يحلل المشكلة أكثر من تشخيصها.
هذا الوصول إلى تعريف المشكلة ينبغي البدء بالتعرف على " العامل الحاسم" وهو " العامل أو العوامل"
التي ينبغي تغييرها في الموقف قبل تغيير أو تحريك أي شيء آخر وإيجاد " العامل الحاسم" من خلل
التحليل المباشر للمشكلة ليس أمراً سهلً ،ويمكن استخدام مدخلين مساعدين في هذا الخصوص ،وهما
ت طبيقات لمبدأ ي تم إعداده بوا سطة أ ساتذة الطبي عة التقليدي ين في القرن الثا من ع شر ،وذلك بعزل العا مل
الحاسخم :والمبدأ هخو " الحركخة الفعليخة" Virtual Motionوأحخد المدخليخن يفترض بأن ل شيخء على
الطلق سيتغير أو سيتحرك ،ويسأل ماذا سيحدث حينئذ؟ والمد خل الخر ي سقط على الماضي ويسأل
ماذا كان يمكن عمله أو لم يتم عمله في الوقت الذي بزغت فيه المشكلة ،والذي أثر فعلً على الموقف
الحالي؟
و فخي ضوء هذه المعلومات قخد يسختطيع هذا الفرد أن " يكون المشكلة" فخي أنهخا تتمثخل فخي علقتخه مخع
رئيسخه المباشخر خاصخة إذا كانخت السخباب الخرى ل تبدو منطقيخة له و لذا يقخر هذا الفرد أن سخبب
المشكلة هي علقته السيئة برئيسه المباشر ،و أن هذا الرئيس قد أوصى بعدم ترقيته.
بالقرار المت خذ؟ وبدون هذا التق سيم الم سبق فإن فعال ية القرار المت خذ في النها ية سوف ت قل كثيراً ،ل نه
بهذا التقسيم وحده من الذي عليه أن يفعل ماذا لكي يمكن أن يكون القرار فعالً؟ وللتقسيم أربعة مبادئ
منهخا أولً -مسختقبلية القرار (المتمثلة فخي حدود الوقخت والتخي يمكخن أن تؤدي إلى تحقيخق نتائج معينخة
والسخرعة التخي يمكخن بعدهخا يبطخل القرار المتخخذ) ،وثانيهخا أثخر القرار المتخخذ على مجالت ووظائف
أخرى ،وثالثهخا – عدد العتبارات النوعيخة والتخي تدخخل فخي اتخاذه ،و أخيراً هخل هذا مخن القرارات
الفريدة والقرارات المتكررة ، The Uniqueness or Periodicityوسوف يؤدي هذا التصنيف وحده
بأن هذا القرار سوف ي سهم في تحق يق صالح المنظ مة ك كل أك ثر م نه ي حل أو ي سهم في حل المشكلة
المباشرة أو المحلية على حساب المنظمة ككل ،لن التقسيم المقترح يصنف المشاكل على أساس علقتها
وارتباطها بكل من أهداف المنظمة ككل وبأهداف الجزء الذي يسأل عنه مدير في موقع معين ،ولذا فإن
هذا التقسيم يضطر المدير لمعرفة مشكلته من وجهة نظر المنظمة ككل.
هذا ون جد أن " أح صل من الحقائق" هو أول أ مر في مع ظم أدبيات اتخاذ القرارات ،ول كن ذلك ل يم كن
أن يتحقخق قبخل التعرف على المشكلة وتقسخيمها وتحليلهخا ،حيخث قبخل ذلك ل يمكخن لي فرد أن يعرف
الحقائق ،ولكخن الشخخص قخد يعرف فقخط البيانات ، Dataوالتعرف على المشكلة وتقسخيمها همخا اللتان
تحددان أي البيانات التخي تكون مشوقخة ولكنهخا غيخر مناسخبة ،حيخث تمكنخه مخن معرفخة أي المعلومات
صحيحة وأيها مضلل.
ويعد الحصول على الحقائق يسأل المدير نفسه ما هي المعلومات التي احتاجها لهذا القرار؟ حيث عليه
أن يحدد مدى سلمة البيانات التي في حوزته ،ح يث عليه أن يحدد المعلومات الضاف ية التي يحتاج ها،
وأن يبذل قصارى جهده للحصول عليها.
وهذه المور لي ست أموراً ميكانيك ية ح يث أن المعلومات بذات ها تتطلب تحليلً يحتاج إلى مهارة وإبداع،
هذا وأن "الحصول على الحقائق" هو جانب واحد فقط من هذه المهمة ،حيث من الهمية كذلك استخدام
هذه المعلومات كوسيلة لختيار سلمة هذا المدخل ككل.
هذا ون جد أن المد ير لن يكون قادراً على الح صول على جم يع الحقائق ال تي ينب غي أن يح صل علي ها،
ون جد أن مع ظم القرارات تتخم على أسخاس مخن المعلومات غيخر الكاملة ،إ ما بسخبب أن المعلومات غ ير
متاحة أو بسبب أن الحصول عليها سيكلف كثيراً سواء من حيث الوقت أو المال اللزم للحصول عليها،
ولتخاذ قرار سخليم ليخس مخن الضروري توافخر جميخع الحقائق ،ولكخن مخن الضروري معرفخة مقدار
المعلومات الناقصة ،وذلك لتقدير مقدار المخاطر الكامنة في القرار ،وكذا درجة الدقة والصلبة الكامنين
فخي مسخار القرار المتخخذ ،حيخث ل يوجخد أمخر مضلل مثخل محاولة اتخاذ قرار سخليم على أسخاس مخن
المعلومات السخيئة وغيخر الكافيخة ،وعندهخا يتعذر الحصخول على المعلومات فإنخه يمكخن القيام بالتخميخن،
ويمكن التأكد من سلمة التخمينات من عدمه من الحداث التي تقع فيما بعد ،أو يقوم أفضل متخذ للقرار
بت طبيق القول القد يم للطباء و هو " أن أف ضل من يش خص المرض ل يس هو الذي يقوم بأ كبر عدد من
التشخي صات ال سليمة ،ولك نه هو الذي يكت شف مبكراً –وي صحح -أخطاء تشخي صه" ،ول كي يقوم المد ير
بذلك فعليخه أن يعرف موقخع المعلومات الناقصخة والتخي قخد تجخبره على التخميخن ،وعليخه أن يعرف
المجهول.
وأن الحلول البديلة هخي الوسخائل الوحيدة لرفخع الفتراضات السخاسية إلى مسختوى الوعخي بهخا ،وإجبار
أنف سنا على فح صها واختبار سلمتها ،ول تع تبر الحلول البديلة ضماناً للحك مة أو القرار ال سليم ،ولك نه
على القل يمنع أن ما نعتبره القرار الخطأ هو ما فكرنا في المشكلة من خلله.
كما أن الحلول البديل وهي أدواتنا لتجنيد وتجريب الخيال والتصور من جانب المديرين ،كما أنها قلب
"الطريقة العلمية" وهي من صفات العالم المتميز والذي دائما ما يهتم بالتوضيحات البديلة دون النظر إلى
مدى شيوع أو انتشار الظاهرة محل النظر والبحث.
هذا وبالطبع فإن البحث عن بدائل ل يخلق رجلً بخيال خصب كان يفتقده من قبل ،ولكن معظم الناس
لديهم خيال أخصب مما استخدموه من قبل ،والعمى ل يمكن أن يرى ،ولكن من الغريب أننا قد نجد
شخ صاً ب صيراً و لك نه ل يرى ،ولك نه يم كن أن يدرك وي عي أموراً كثيرة من خلل التدر يب المن ظم
على الرؤ ية ،وبالم ثل ن جد أن رؤ ية الب صيرة يم كن تدريب ها وتنظيم ها وتنميت ها ،وأن الطري قة ال سليمة
لتحقيق ذلك هي البحث المنظم وتنمية وضع حلول بديلة لمشكلة ما.
هذا وتختلف طبيعة البدائل حسب طبيعة المشاكل ،ولكن هناك حل وحيد ينبغي أخذه دائماً في العتبار،
وهو عدم اتخاذ أي إجراء أو القيام بأي تصرف على الطلق.
وعدم اتخاذ إجراء ما يع ني عدم اتخاذ قرار ،وذلك م ثل القيام بت صرف ما ،ول كن قل يل من الناس هم
الذين يدركون ذلك ،حيث يرون أن تحاشي اتخاذ قرار غير سليم يكون بعدم القيام بشيء على الطلق،
والطري قة الوحيدة لقناع هم بعدم خداع أنف سهم هو التعرف على النتائج ال تي تن تج من قرار المت خذ بعدم
اتخاذ إجراء في مقابل القيام بتصرف ما.
هذا ونجد أن التصرف في المنظمة يماثل القيام بجراحة في الجسم البشري ،حيث يعني أن على الناس
تغيير عادات هم ،و طريقة أدائهم لعمال هم ،وعلقاتهم مع بعضهم البعض وأهدافهم وأدوات هم ،وحتى لو
كان التغيير محدوداً فهناك أيضاً خطر الصدمة ،وغير أن الكيان السليم سوف يتحمل هذه الصدمة عن
ذلك المر يض ،ك ما أن مع نى سليم أو صحيح بالن سبة للمنظ مة يع ني مقدرة المنظ مة على قبول التغي ير
ب سهولة وبدون متا عب ،و في ن فس الو قت ف هي عل مة على الجراح البارع الذي ل يقوم بجرا حة دون
ضرورة .هذا والعتقاد بأنه ينبغي القيام بتصرف في مواجهة المشكلة هو في حد ذاته خرافة كبيرة.
ومع تلك الحلول الممكنة قد يستبعد (س) بديل إخبار رؤسائه أنه سيترك العمل إن لم يتم ترقيته ،حيث
أن مثل هذا التهديد قد يجعلهم في موقف دفاعي بحيث يصرون على تسريحه أكثر من ترقيته ،كما أن
(س) قد يكون في مو قف حرج إذا لم يتم كن فعلً من ترك الع مل ولذا ف قد يرى (س) أ نه من المنا سب
عدم مخاطبة رؤسائه بلهجة تحمل في ثناياها التهديد
ومع استخدام المعلومات التي حصل عليها من مناقشة موقفه مع رؤسائه ،قد ينشغل (س) بخطة طارئة أو
عار ضة ح يث إذا و جد نف سه في مو قف سيئ ف قد يبدأ الب حث عن ع مل في مكان آ خر ،وقد يتض من هذا
المو قف البقاء في المنظ مة أثناء الب حث عن وظي فة ،ح يث قد ل يح صل على عرض مر ضي في مكان
آخر ،وقد يحتاج بالتالي إلى وظيفته الحالية حتى بعيوبها ومشاكلها.
وهذا المثال الذي تم ثل في عدم إرضاء المد ير (س) عن إمكان ية ترقي ته يتض من جم يع الخطوات ال تي
تتضمن اتخاذ قرار فعال ،وهي:
-أن الحادث المنبه يدفع الفراد إلى التعرف على فجوة الداء أو فجوة الفرصة.
-البحث عن المعلومات وتعريف المشكلة.
-تكوين المشكلة وتحليلها.
-تقييم البدائل والختيار.
-التخطيط الطارئ والتنفيذ.
.1المخاطرة :حيث على المدير أن يقدر مخاطر كل تصرف في مقابل المكاسب المتوقعة .حيث ل
يو جد " ت صرف" بدون مخا طر ،وكذا ل يو جد " عدم ت صرف" بدون مخا طر ،ول كن ما يعني نا
أكثر هو ليس المكاسب المتوقعة ول المخاطر المحتملة ،ولكن ما يعنينا هو النسبة بينهما ،وبذلك
فكل بديل ينبغي أن يتضمن تقييما للمميزات الترجيحية له.
.2القتصاد في الجهد :حيث يجب تحديد أي من التصرفات والتي يمكن أن تعطي أفضل النتائج
بأقل الجهود ،والتي تحقق التغيير المطلوب بأقل إزعاج ممكن للمنظمة حيث قد يستخدم العديد
من المديرين بندقية اصطياد الفيل لصطياد العصافير.
.3التوقيت :فلو كان الوقت يتسم بأنه عاجل فإن التصرف ينبغي أن يخدم ذلك الموقف بما يوحي
أن هناك حا جة إلى ج هد طو يل ودائم ،فإن البدا ية ستكون بطيئة لتجم يع الز خم الذي قد يكون
مطلوباً ،و في ب عض الموا قف ن جد أن ال حل ينب غي أن يكون نهائياً ك ما ي جب أن ير فع رؤ ية
المنظ مة إلى مجال جد يد لهداف جديدة ،و في موا قف أخرى فإن ما يعني نا أك ثر هو بدا ية أول
خطوة ،وأن الهدف النهائي سيتم حجبه وعلى نحو غامض في الوقت الحاضر.
.4قيود الموارد :من أ هم الموارد المقيدة مورد العن صر البشري الذي سينفذ هذه القرارات ،ول يم كن
أن يكون هناك قرار أف ضل من البشخر الذ ين سيقومون بتنفيذه ،وأن رؤيت هم ،وكفاءتهخم ومهارت هم
وفهمهخم كخل ذلك هخو الذي يحدد ماذا يمكخن أن يفعلوا ،ومخا ل يمكخن القيام بخه ،وقخد يكون هناك
تصخرف يتطلب صخفات وإمكانات أكثخر ممخا يحوزون الن ،ولكنخه يعتخبر بالفعخل البرنامخج الوحيخد
الصحيح ،ولذا فإنه ينبغي بذل الجهود في سبيل القرار بغرض رفع مقدرة ومستوى العاملين ،ولهذا
كان ذلك صخحيحاً إل أن الدارة تتخخذ كخل يوم قرارات وتطور إجراءات وتقدم سخياسات دون أن
تسأل نفسها سؤالً مهماً :هل لدينا وسائل لتنفيذ ذلك؟ وهل لدينا العنصر البشري القادر على تنفيذ
ذلك؟
هذا ول ينب غي اتخاذ القرار الخ طأ ب سبب أن نا نفت قد الفراد والكفاءات الذ ين ي ستطيعون تنف يذ القرار
ال صحيح ،ح يث ينب غي اتخاذ القرار من ب ين البدائل ال سليمة المطرو حة ل حل المشكلة ،ولو كان حل
هذه المشكلة يتطلب المزيد من الفراد القادرين على تنفيذ القرار المتخذ فإنه ينبغي إما تعليم الفراد
الحاليين أو استبدالهم بآخرين ذوي مهارات عالية ،حيث أن حل المشكلة على نحو سليم على الورق
والفشل في هذا الحل عند الممارسة يكون بسبب عدم وجود العنصر البشري القادر على تحقيق هذا
الحل فعلً أو أنهم غير موجودين في الموقع الناسب لتحقيق هذا الحل على الطبيعة.
و في الحد يث عن " الب يع " ن جد أ نه يتض من أيضاً القرار ال صحيح الذي يح قق ما يطل به " الم ستهلك "
ولكن هذا مبدأ غير أم ين وسام ،ف ما هو صحيح يتقرر حسب طبي عة المشكلة ،ح يث الرغبات والما ني
وتف تح " الم ستهلك " قد تكون غ ير منا سبة ،فلو كان القرار صحيحاً فينب غي الع مل على قبول هم له سواء
كانوا في البداية يرغبونه أم ل.
فلو أن فق الو قت على ب يع القرار فلن ي تم اتخاذه على ن حو سليم ،و من المحت مل أل يكون فعالً ،وتقد يم
النتائج النهائية ل ينبغي أن يحظى بالهتمام رغم تمشيه مع خط القاعدة الساسية باللغة المنمقة ،حيث
ينبغي دائما تقديم القرار للناس بلغة يستخدمونها ويفهمونها.
وبذلك فهناك حقيقة هامة هي أن تكون طبيعة القرار الداري أنه قرار فعًال من خلل تصرفات الناس
الخرين ،حيث يقوم متخذ القرار بتعريف المشكلة ،ويضع الهداف ،ويصيغ القواعد ،ويصنف القرار،
ويجمخع المعلومات ويحاول أن يجخد الحلول البديلة ،ويقوم بالتقديخر وينتقخي أفضخل الحلول البديلة ،ولكخن
بالنسخبة لحخل مخا مخن الحلول لكخي يكون قراراً فالمطلوب تصخرفاً مخا ،وذلك ل يمكخن أن يقدمخه متخخذ
القرار ،حيث ما يمكن عمله فقط هو أن ينقل للخرين ما ينبغي عليهم عمله ،ويدفعهم للقيام بذلك ،ومع
القيام بالتصرف الصحيح فقط يتم اتخاذ القرار حقيقة.