You are on page 1of 179

‫مهدي علي عبد الرحيم قاضي ‪ 1427 ،‬هـ‬

‫قاضي ‪ ،‬مهدي علي عبد الرحيم‬


‫كي ل يستمر الهوان‪ :‬آلمنا ‪ ...‬والواجب‬
‫الهم‪/ .‬‬
‫‪ -‬جدة ‪1427 ,‬هـ‬
‫‪ 178‬ص ؛ ‪ ..‬سم‬
‫ردمك‪x – 146 – 52 – 9960 :‬‬
‫‪ -2‬الدعوة‬ ‫‪ – 1‬السلم‪ -‬دفع مطاعن‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫رقم اليداع ‪/ 283 :‬‬


‫‪1427‬‬
‫ردمك‪x– 146– 52–:‬‬

‫الولى‬ ‫دار الطرفين للنشر والتوزيع‬ ‫الطبعة‬


‫جوال ‪0505704808 -0503512499 :‬‬ ‫عام‬
‫هـ ‪-‬‬ ‫موقعنا على النترنت ‪www.tarafen.com :‬‬ ‫‪1427‬‬
‫م‬ ‫البريد اللكتروني ‪tarafen@maktoob.com‬‬ ‫‪2006‬‬

‫حقــــوق الطبع والترجة لكل مســــلم‬


‫(جوزي خيراً من أعان على طبع ونشر هذا الكتاب بين المسلمين‪,‬‬
‫وجعله في ميزان حسناته علماً نافعاً وصدقةً جارية)‬

‫بس م ال الر حم ن ا لر حيم‬

‫‪:‬الهـــــــداء‬

‫‪2‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫‪:‬من أخ مب‪ .......‬إل كل فرد ف أمتنا الرية‬

‫!!علّنا نفيق ونستيقظ‬


‫‪,‬ونسعى بقوة إل طريق السعادة و العزة والنصر والفوز لمتنا‬
‫‪,‬ونبذل كل ما نستطيع ليقاف آلمـها ومعاناتـــــــا‬
‫‪!!!.‬ولنكون سببا ف فرحها‪ ,‬ل ألهــا وتأخي نصـــــــرها‬

‫المقدمة الثانية!‬

‫المد ل رب العالي والصلة والسلم على أشرف النبياء والرسلي‪.‬‬


‫هذا الكتاب كان قد كتب وجهز للتنسيق لطباعته ف شهر جادى‬
‫الول ‪1422‬هـ‪.....,‬وذلك قبل أحداث ‪ 11‬سبتمب بأسابيع معدودة‪...,‬‬
‫فمآسي المة وذلا وهوانا وضعفها والذبح الشديد والخطار الكبية الت‬
‫تتعرض لا من العداء ورخص دمها كان ظاهرا وحقيقة واضحة من قبل‬
‫أحداث ‪ 11‬سبتمب‪ ,‬ولكن هذا الدث وما تله زاد إيضاح تلك القيقة‬

‫‪3‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وإبرازها وزاد(وفق خطة مكمة من أعداء الدين) من استئساد أعداء الدين‬


‫وتنكيلهم بالمة‪.‬‬

‫ومع أحداث ‪ 11‬سبتمب وتداعياتا انشغلت عن إخراج الكتاب‬


‫(‪)1‬‬
‫وبدأت ف إخراج سلسلة من الكتيبات الصغية الحتوية على أجزاء منه‬
‫وعلى مقالت أخرى غيها كتبت ف السابق أو بعد أحداث ‪ 11‬سبتمب(‪,)2‬‬
‫ورأيت وقتها أنا أهم وأسرع ف النشر وف تقيق التذكي القصود‪ ,‬وأول هذه‬
‫الكتيبات كان كتيب"مأساتنا والل‪:‬عودة ودعوة"(الذي كان ف الصل عنوان‬
‫الكتاب الال)‪ ,‬كما نشرت بعض مقالت الكتاب ف مواقع ومنتديات ف‬
‫الشبكة العنكبوتية‪..,‬وبعد ذلك بسنتي تقريبا ت إنشاء موقع"مأساتنا‬
‫والل‪:‬عودة ودعوة (‪." )www.awda-dawa.com‬‬

‫ومع انشغال عن إخراج الكتاب وشعوري الزئي بالكتفاء بالكتيبات‬


‫إل انه كان ف النية أن أحاول إخراجه لنه يمع كل الجزاء والوانب‬
‫والرسائل التعلقة بذا الوضوع‪ ,‬والت أحببت ول زلت أتن وصولا إل كل‬
‫العنيي من أبناء أمتنا بشت فئاتم ‪.......,‬والن بعد أربع سنوات تقريبا من‬
‫كتابته يسر ال بفضله إخراجه‪ ,‬وأسأله تعال أن يكتب به النفع وأن يرزقنا‬

‫‪)1(1‬‬
‫وهي "مأساتنا والحل‪:‬عودة ودعوة" وأما آن أن نعود يا شباب المة‪ ,‬و"إلى حاملة‬
‫المانة"و "كلمة للدعاة والمصلحين‪:‬الخطاب الدعوي والمآسي ونحن"‪.‬‬
‫‪ )2(2‬منها مقال"أمة السلم فلنعد قبل أن تأتينا الطامات وتحل علينا العقوبات" والذي كتب‬
‫بعد أسابيع من حدث ‪ 11‬سبتمبر‪ ,‬وهو موجود في موقع مأساتنا والحل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫الخلص ف القول والعمل وأن يغفر لنا تقصينا وأن يصلح أحوال أمتنا‬
‫ويعيدها إل ما يرضيه ويقق لا الفلح والفوز ف الدنيا والخرة‪.‬‬

‫ذو الجة ‪1426‬هـ‬

‫المقدمـة‬

‫إن المد ل‪,‬نمده ونستعينه ونستغفره‪ ,‬ونعود بال من شرور أنفسنا ومن‬
‫سيئات أعمالنا‪,‬من يهده ال فل مضل له‪,‬ومن يضلل فل هادي له‪,‬وأشهد أن‬
‫ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ,‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله‪.‬‬

‫ض يُستباح السجـد‬
‫ض تُستبـاح دماؤنـا‪---‬ف كل أر ٍ‬
‫ف كل أر ٍ‬

‫كثرت مآسي السلمي‪ ,‬وكثر الذبح والضطهاد الذي يواجهه أبناء‬


‫أمتنا ف شت أناء العال بشكل رهيب يتفطر له قلب كل مسلم غيور‪ ,‬وما أن‬
‫تنتهي مأساة حت تبدأ الخرى وما تكاد تنتهي مذبة حت تتبعها أختها‪,‬‬

‫‪5‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫والوان ف أمتنا مستمر والذل واضح‪ ,‬حـتـى أصبحنا أكثر أهل الرض‬
‫تعرضا لثل هذه الفواجع وأصبح الدم السلم أرخص الدماء على الطلق ‪.‬‬

‫وأصبحـت المة عاجــزة عن إيقاف هذه الآسي‪ ,‬جُ ّل ما تفعله هو‬


‫تفيف بعض الراح بعد حدوثها‪ ,‬والدعاء وجع الموال للمساعدة‪ ,‬وأمعنت‬
‫ف العجز حت أصبحت تنتظر العون من هم ف القيقة أعداء لا وأصبحت‬
‫تترقب العطف منهم‪ ...,‬فما هو السبب وما هو الل‪.‬‬
‫ول أحــد يرد ول يبـــي‬ ‫لـاذا يذبون ونستكــــي‬
‫(‪)1‬‬
‫دم السلم أرخــص ما يكون‬ ‫أللسـلم نسبتنا وهــــذا‬
‫وإن سبب عجز المة هو باختصار بعدها عن دينها الذي هو مصدر‬
‫عزها ونصرها ؛‬
‫(‪)2‬‬
‫لـا تركنا الدى حلت بنا من وهاج للظلم والفساد طوفـان‬
‫وعلجها ف عودتا إليه بصدق‪ ,‬حت تعود لا العزة والقوه فتحمي نفسها‬
‫وأبناءها‪,‬وينصرها ال على أعدائها ‪.‬‬
‫قال تعال ( ولينصرن ال من ينصره إن ال لقوي عزيز ) (الج ‪.)40:‬‬

‫‪ )1(1‬العقد الفريد من الناشيد‪:‬عمار شاولي‪,‬ص ‪,88‬وهي من قصيدة للشاعر محمود مفلح‪(,....‬وقد‬


‫يستغرب البعض الستشهاد ببعض كتب الناشيد‪ ,‬ولكن الحقيقة أن هذه الناشيد السلمية التي قدمت‬
‫بالصوت الشجي المؤثر كلمات شعراء المة المخلصين لها أثر كبير في تحفيز الهمم وإيقاظ‬
‫الضمائر وتذكير المة بآلمها ومعاناتها‪ ..,‬وسط طوفان هادر من وسائل اللهاء القاتلـــة)‪.‬‬
‫‪ )1(2‬ديوان أغاني المعركة ‪:‬وليد العظمي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫فمت نصرْنا ال نصرَنَا ال وتغيت أحوالنا‪...,‬والعودة إل ال وتطبيق شرعه‬


‫والتزام أوامره هي الت تطلق المة للجهاد‪ ,‬وتررها من الغلل الت كبلتها عن‬
‫ذلك‪ ,‬وتكون سر تقيقها النصر عند جهادها‪.‬‬
‫ويب أن يشعر كل فرد ف المة بسؤوليته ف هذا الانب‪ ,‬ويب أن يشعر‬
‫السلمون أنم بذنوبم يكونون سببا ف خذلن أمتهم واستمرار مآسيها‪,‬‬
‫ومن هنا تأت هذه الكلمة والت هي عنوان أحد مقالت هذا الكتاب؛ (( كي‬
‫ل نكون سببا ف ذبح إخواننا ))‪.‬‬

‫وهذا الل الساس واجب على كل مسلم أن يبادر مسرعا إليه‪... ,‬‬
‫وبتحقيقه يقترب الفرج وتستعاد العزة ويتحقق النصر بإذن ال‪ ,‬وعلى المة أن‬
‫تتهد بقوة وبكل طاقاتا ف هذا الطريق وإل فستستمر الراح وتزداد‬
‫النكبات‪.‬‬
‫وإن الواجب علينا أن ل نعال أعراض مآسينا فقط‪ ,‬وننسى علج مرضنا‬
‫الطي الذي نتجت عنه واستمــرت بسببه هذه الحن والنكبات والآسي ‪.‬‬

‫وما دفعن للكتابة عن هذا الوضوع؛ هو ما لحظته من ضعف وضوح‬


‫وتذكر هذه القيقة وهذا الل‪ ,‬وخاصة دور الفرد السلم فيه‪ ,‬وأيضا عدم‬
‫قيام بعض الدعاة والصلحي والفكرين الفاضل بإيضاح ذلك بالشكل الكاف‬
‫وبالتركيز الناسب عنـد الديث عن مآسي المة ومنها‪ ,‬على الرغم من أنه‬
‫أصل وحقيقة واضحة وهامة ف ديننا‪ ,‬وأن الواقع يقتضي التركيز عليه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وما شجعن أكثر على الكتابة هو ما لحظته من تأ ٍل وحاسٍ وتفاعلٍ كب ٍي من‬


‫كثي من السلمي مع مآسي المة وبذلم الكثي من الال وغَيه‪ ,‬وبكائهم‬
‫وتألهم‪ ,‬إل أنم مع صدقهم ف تفاعلهم هذا ل يتجهوا فعلً إل الل الساس‬
‫النقذ لخوانم إنقاذا جذريا ل وقتيا أو جزئيا‪ ,‬نظرا لعدم استشعارهم لذا‬
‫الل ودورهم الفــردي فيه ‪.‬‬
‫بل غفلوا عن هذا الل الذي يمينا نن جيعا من أن يأت علينا الدور من‬
‫شرور الكافرين الذين يتربصون بالسلمي الدوائر ف كل وقت وحي‪.‬‬

‫وهدف هذا الكتاب هو التذكي بذه القيقة والتنبيه عليها وعلى ما‬
‫يتبعها من واجبات‪ ,‬وهو ليس كتابا تأصيليا عن واقع المة وأسباب النراف‬
‫والعلج‪ ,‬حيث أن هذا الانب قد تعرض له الكثي من علماء ومفكري المة‬
‫الفذاذ ودعاتا الصادقي‪.‬‬
‫وقــد ُقصِدَ ذكر العديد من النكرات والخطاء الت وقعت وانتشرت لكي‬
‫يتذكر كل فـــــرد من أمتنا الانب الذي أخر بسببه نصر أمته‪,‬‬
‫وليكون الكتاب عمليا أكثر ف الفائدة الرجوة منه بإذن ال‪.‬‬

‫وهو جهد ل يكفي لعالة هذه القضية الامة والت أرجو من ال‬
‫العلي القدير أن يقيض عشرات الكتب والكتيبات والشرطة والقالت‬
‫وغيها لترسيخ وتعميق هذا الانب(‪ ,)1‬خاصةً أن أغلب الكتب والراجع‬
‫التأصيلية والعديد من الطروحات الدعوية ف هذا الانب تعال القضية بطريقة‬

‫‪ )1(1‬من أروع الشرطة الت سعتها ف هذا الوضوع الشريط الرائع القيم الكبي التأثي "ما حقيقة كخيال" للشيخ‬
‫الديب علي بن عبدالالق القرن‪ ,.‬والذي صدر قبل أحداث ‪ 11‬سبتمب‪ ,‬ولكن من يسمعه يعتقد أنه كان بعدها!‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫فكرية أكثر ما هي تذكيية تعظ كل فــــرد مسلم وتذكره بدوره الام‬


‫تاه تغيي واقع أمته‪.‬‬

‫ويسن أن نُ َذكّـر هنا إل أن سبب استمرار مآسينا‪ -‬وهو ُبعد المة‬


‫عن حقيقة دينها واللتزام بكل شرائعه وأوامره‪ -‬هـو بد ذاته أكبــر‬
‫مأساةٍ تعيشها المة‪ ,‬فنحن نؤمن بأن هدفنا ف الياة هو تقيق عبوديتنا ل‬
‫وتطبيق دينه وتكيم أوامره ونشر السلم ف أرجاء الرض لكي ننقذ به‬
‫البشرية التخبطة التعيسة‪ ,‬ونن نؤمن بال وعظمته وجزائه وجنته وناره‪....‬؛‬
‫فتخلينـــا وعدم صدقنا ف تقيق هدفنا ف الوجود وعدم استعدادنا القوي‬
‫لكي ننجي أنفسنا ف يوم الدين يوم السؤال والساب والزاء هـو أكب‬
‫مأسا ٍة ومصيبة نعيشها‪.‬‬
‫والكتاب وإن كان يمل عتابا لمتنا إل أنه بإذن ال عتاب الحب‬
‫الؤمّل الي الكبي ف هذه المة‪..,‬وهذا الي الؤمّل هو من أهم ما دفع‬
‫لتقدي هذا العتاب‪ ,‬فأمتنا فيها الي مهما غفت أو نسيت أو أُنسيت(‪,)1‬‬
‫‪..‬وعلى الرغم من سوء الواقع إل أن بشائر نصر المة تلوح ف ساءِ مبشراتٍ‬
‫بيقظ ٍة للمة تزيل بإذن ال ما عانت منه وما تعانيه‪.‬‬

‫وأتقدم بالشكر الزيل لكل من مد ل يد العون ف إخراج هذا الكتاب‬


‫سائل ال لم خي الزاء وأن يبارك لم ف دنياهم وآخرتم‪.‬‬

‫‪ )1(1‬وإن من علمات الي الكبي ف المة بوادر الرجعة والصحوة البهجة الت نراها ف عالنا السلمي‬
‫من أوله إل آخره‪ ,‬والت مظاهرها أكثر من أن تصى‪...,‬ولكنها ل تزال غي كافية وتتاج إل أن تزداد‬
‫وإل أن تعم كامل المة لتتحقق العودة الشاملة الرجوة ويتحقق النصر الوعود بإذن العظيم الكري‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وأسأل ال بنه وإحسانه وقدرته أن يعل فيه تذكيا للمسلمي أجعي‬


‫بواجبهم الساس والعظيم تاه مآسي أمتهم ونكباتا‪ ,‬حت ينطلق كل فرد منا‬
‫متهدا بكل ما يستطيع وبكل قوة وسرعة لنقاذ أمتنا الستمرة ف عصرنا‬
‫جراحاتا وآلمها ‪.‬‬

‫د ‪ .‬مهدي علي قاضي‬


‫جادى الول‪1422/‬هـ‬

‫بعض مذابح ومآسي المة السلمية في‬


‫العصر الحديث‬

‫يا قوم آلن وأحزنن وأدمع مقلــــت‬


‫(‪)1‬‬
‫ورمى فؤادي بالسى والزن واقع أمت‬

‫إن مذابح المة ومآسيها ف العصر الديث(‪ )2‬تتاج إل ملدات‬


‫لحصائها والديث عنها وقد عرف الكثي منها القاصي والدان‪,‬بل حت‬

‫‪ )1(1‬من شريط أناشيد إسلمية قديم اسمه (منلوج الجزيرة)‪ ,‬وعلى الرغم من أنه عبارة عن ما‬
‫يسمى منلوجا إل أنه يحمل هموم المة بحرارة كبيرة‪ ,‬وانظر إلى الفارق عندما نقارن بينه‬
‫وبين ما تُغرق به المة حاليا من إنتاجات ل نقول تبعد المة عن دينها بل الدق أن نقول أنها‬
‫تسلخ المة عن دينها وقيمه وشرائعه بل وحتى عقيدته‪ ,‬وكمثلٍ على ذلك لننظر لما يعرض في‬
‫القنوات الفضائية المعرضة عن شرع ال التي للسف ادخلها الكثير من المسلمين إلى منازلهم‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫أطفالنا قد ألفوها لكثرة تردادها على مسامعهم وأعينهم‪,‬ناهيك عن تلك الت ل‬


‫نسمع عنها والت حرص أعداؤنا على أن يعلوها ف طي الكتمان‪ ,‬ولكن‬
‫أحببت هنا للتذكي ذكر بعض هذه الصائب والنكبات الت حصلت للمة‪,‬‬
‫‪....‬وهذه الفواجع كان القتلى فيها بأعداد كبية تاوز ف بعضها عشرات‬
‫اللف بل وصل إل مئات اللف أحيانا بل وصل إل الليي ف بعضها‪,‬‬
‫وارتكبت فيها فظائع من أنواع القتل والتعذيب‪ ,‬با فيها القتل ذبا حت‬
‫للطفال (يكاد العقل أن ل يصدق بعض ما حدث لول أن كثيا منه موثق‬
‫وبالصور)‪ ,‬واغتصب ف هذه الآسي اللف من النساء‪ ,‬وهدمت مساجد‬
‫ودمرت قرى ومدن(‪ ,)1‬هذا عدا الضعف العام والوان والتخلف الذي‬
‫تعيشه المة ف شت جوانب الياة والذي جعلها ف ذيل المم ف عصرنا‬
‫الاضر‪ ,‬مع أن الصل أن تكون أمتنا ف مقدمة المم بل قائدة للمم‪ ,‬لنا‬
‫على العقيدة الصحيحة‪ ,‬ولنا الت ُأمِرت بنشر نور الداية الربانية للعال أجع‪,‬‬
‫وهي الت كانت قبل فترة ليست بالبعيدة كثيا عزيزة قويه‪ ,‬وكانت مالكة‬
‫أمر الدنيا وحاكمة العال !!‪.‬‬

‫فمــن هذه المذابح والمآسي ‪:‬‬

‫‪ )2(2‬لم تذكر هنا المآسي والمذابح التي حصلت لمتنا بعد ‪ 11‬سبتمبر في أفغانستان والعراق‬
‫وغيرها لن الكتاب كما ذكر سابقا جهز قبلها ‪ ,‬وكل ما حدث بعد ‪ 11‬سبتمبر يزيد إيضاح حقيقة‬
‫كيد الكفار المستمر وحقيقة مأساة أمتنا الكبيرة و يؤكد حاجتها إلى التغيير والتوبة وإصلح المسار‪.‬‬
‫‪ )1(1‬ذكر هذه المآسي ليس القصد منه استعجال الجهاد في غير وقته ومكانه المناسب‪ ,‬وإنما‬
‫قُصد به التذكير بأهمية مسارعة المة للعودة والوبة والرجوع إلى ال لتعود لها العزة‬
‫وتنصلح كل أحوالها‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫** استيلء اليهود على فلسطي والت تقع ف قلب العال السلمي والعرب منذ‬
‫أكثر من ثلث وخسي عاما‪ ,‬والستيلء على القدس القدسة الت با ثالث‬
‫السجدين الشريفي وأول القبلتي‪ ,‬وما لقاه إخواننا الفلسطينيون من مذابح‬
‫وتعذيب وهدم للمنازل وتشريد شعب بأكمله‪ ...,‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬مذبـة الشيخ وديـر ياسي والطنطوره(‪ 2000‬قتيل) واللـد‬
‫(‪)1‬‬
‫وناليـن‬
‫وكفر قاسم وقبية ورفح وخان يونس(‪ ,)2‬وما اليهود قرية ناصر الدين‬
‫من الوجود فأحرقوا بيوتا وقتلوا سكانا‪.‬‬
‫‪ -‬إحراق السجد القصى عام ‪1969‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مذبة ميمي صبا وشاتيل عام ‪1982‬م (‪ 3500‬قتيل)(‪.)3‬‬
‫‪ -‬مذبة السجد القصى عام ‪1990‬م‪ ,‬حيث قتل ‪ 150‬من الصلي ف‬
‫(‪.)3‬‬
‫ساحة الرم القدسي الشريف‬
‫‪ -‬مذبــة السجد البراهيمي ف مدينة الليـل عام ‪1994‬م عندما‬
‫أقدم مستوطن يهودي تت تغطية من اليش السرائيلي على فتح‬
‫النيان علـى الساجدين الصائمي فقتل ‪ 29‬مسلما ف شهر رمضان‬

‫‪ )2(1‬مجلة السرة‪:‬ملف عن القضية الفلسطينية و النتفاضة الخيرة العدد ‪,89‬ص ‪-12‬‬


‫‪.18‬‬
‫‪ )1(2‬اليهود أعداء ال وقتلة النبياء ‪:‬من إصدارات لجنة شباب فلسطين بالندوة العالمية‬
‫للشباب السلمي‪,‬ص ‪.38‬‬
‫‪ )5()4()3()2(3‬مجلة السرة‪:‬ملف عن القضية الفلسطينية و النتفاضة الخيرة العدد‬
‫‪89‬ص ‪.18 -12‬‬

‫‪12‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫(‪.)4‬‬
‫العظم‬
‫‪ -‬قتل ‪ 70‬فلسطينيا عام ‪1996‬م بعد أن فتح النود السرائيليون‬
‫النيان‬
‫لقمع الغضب الماهيي الذي اندلع بعد افتتاح نفق تت السجد‬
‫(‪.)5‬‬
‫القصى‬
‫‪ -‬قتـل الرجال والنسـاء والطفـال وغيهم ف النتفاضة ومنهم‬
‫الطفـل البارك ممد الدرة والرضيعة إيان الجو الذين ل ينسيان‪.‬‬

‫** مذابح السلمي ف لبنان من العتداءات السرائيلية ومنها مذبة قانا(‪ )1‬عام‬
‫‪1996‬م (قتل فيها ‪ 160‬من النساء والشيوخ والطفال)‪.‬‬

‫** الذبة ف بنغلدش عام ‪ 1971‬بعد انتصار اليش الندي ‪-‬الذي كان‬
‫يقوده يهود!‪ -‬على باكستان حيث قتل ‪000‬و ‪ 10‬عال مسلم ومائة ألف من‬
‫طلبة العاهد السلمية وموظفي الدولة‪ ,‬وقتل ربع مليون هندي هاجروا من‬
‫الند إل باكستان قبل الرب بعد تعذيبهم(‪.)2‬‬

‫‪ )1(1‬مجلة السرة‪:‬ملف عن القضية الفلسطينية والنتفاضة الخيرة العدد ‪89‬ص ‪-12‬‬


‫‪.18‬‬
‫(‪ )2‬قادة الغرب يقولون دمروا السلم أبيدوا أهله ‪ :‬جلل العالم ‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪2‬‬

‫‪13‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫** مآسي السلمي ف ما كان يسمى التاد السوفييت سابقا‪ ,‬حيث عمد‬
‫الشيوعيون لساليب إبادة رهيبة للمسلمي فتمت إبادة عشرين مليون مسلم‬
‫خلل خسي عاما‪ ,‬وقد ثبت بالحصائيات الروسية أن ستالي وحده قتل ‪11‬‬
‫مليون مسلم‪ ,‬ونتيجة لذه الباده والتهجي حصل نقص ف عدد السلمي ف‬
‫بعض الناطق السلمية نقصا رهيبا؛ فمنطقة داغستان مثل كان عدد سكانا‬
‫ثانية مليي ف عام ‪1917‬م وتناقصوا إل ‪ 1627000‬فقط ف عام‬
‫‪1977‬م‪ ,‬وتناقص عدد سكان منطقة القرم من خسة مليي ليصبح أقل من‬
‫نصف مليون‪ ..,‬وحورب السلم حربا شديدة فأقفلت الساجد وهدمت وت‬
‫إغلق الدارس السلمية وألغي التعليم الدين ورُبّي أبناء السلمي على‬
‫اللاد(‪.)1‬‬

‫** مذابح أهل البوسنة ف يوغسلفيا السابقة حيث أباد الشيوعيون فيها بعد‬
‫الرب العالية الثانية مليون مسلم ‪ ,‬منهم ‪ 12‬ألفا قتلوا ف السجد الكبي‬
‫بفوجا ف شرق البوسنة‪ ,‬وذبح ‪ 6‬آلف مسلم ف جسر فورا (‪.)2‬‬

‫** مأساة السلمي ف الصي الشيوعية حيث حورب السلم فيها منذ عام‬
‫‪1954‬م‪ ,‬وشل ذلك تعطيل الساجد وقتل وسجن العلماء وتقسيم تركستان‬

‫‪.544‬‬ ‫‪ )1(1‬حاضر العالم السلمي‪ :‬د جميل المصري‪ ،‬ص ‪-536‬‬


‫‪ )2(2‬المجزرة في يوغسلفيا‪ :‬دار الوثائق‪ ،‬ص ‪.33 -32‬‬
‫(‪ )3‬حاضر العالم السلمي‪ .‬د جميل المصري ص ‪.580 - 576‬‬

‫‪14‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫الشرقية وتجي السلمي‪ ,‬وقتل ‪ 360000‬مسلم ف مدينة كاشغر عام‬


‫‪1377‬هـ ف معركة مع الشيوعيي(‪. )1‬‬

‫** مذابح السلمي ومآسيهم ف منطقة البشة حيث وضع الطاغية‬


‫هيلسيلسي خطة لناء السلمي خلل ‪ 15‬عاما(‪ ,)2‬وتباهى بطته أمام‬
‫الكونرس المريكي‪,‬وقام بإحراق الشيوخ والنساء والطفال بالنار والبنين‬
‫ف قرية جرسم‪ ,‬وأمر بالتعقيم الجباري للمسلمي رجال ونساء(‪..,)3‬وقام‬
‫بعده السفاح منجستو بذبة كبية حيث أمر بإطلق النار على السجد‬
‫الكبي بدينة ريرادار بإقليم أوجاوين فقتل أكثر من ألف مسلم كـــانوا‬
‫يؤدون الصلة ف رمضان عام ‪1399‬هـ ‪،‬كما ت تشريد السلمي وحربم ف‬
‫دينهم(‪.)4‬‬

‫** مذابح السلمي ف الفلبي على يد حكومة ماركوس حيث ارتكبت أفظع‬
‫الرائم من قتل جاعي وإحراق الحياء وانتهاك العراض والرمات وفقءٍ‬
‫لعي الرجال وبقر لبطون الطفال وذبح بالناجر وفصل للرؤوس عن‬
‫الجساد‪ ,‬وقد نشرت صور لبعض هذه الذابح ف جريدة السلمون ‪26‬‬

‫‪ )4(1‬قادة الغرب يقولون دمروا السلم أبيدوا أهله‪ :‬جلل العالم‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ )1(3‬تداعت عليكم المم‪ :‬محمد عطية خميس‪ ،‬ص ‪.43‬‬


‫(‪ )2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ )3(4‬حاضر العالم السلمي‪ :‬د جميل المصري‪ ،‬ص ‪.378 - 370‬‬

‫‪15‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫شوال ‪ 1408‬هـ‪ ,‬وما بي عامي ‪1404 -1392‬هـ قتل أكثر من‬


‫‪ 30000‬مسلم من النساء والطفال وكبار السن‪ ,‬وفر أكثر من ‪300000‬‬
‫مسلم وت احراق ‪ 300‬ألف منل وتدمي مائة قرية ومدينه إسلمية وأكثر من‬
‫(‪.)1‬‬
‫‪ 500‬مسجد‬

‫** مذابح السلمي ف الند منها مذبة احد أباد عام ‪ 1970‬م الت ذهب‬
‫ضحيتها ‪ 15‬ألف مسلم باعتراف انديرا غاندي نفسها‪ ,‬وارتكب فيها‬
‫النادكة(عباد البقر) أفظع العمليات غي النسانية منها إحراقهم ‪ 300‬امرأة‬
‫مسلمة بالنار وهن أحياء‪ ,‬أيضا مذبة آسام الشهية الت ذهب ضحيتها ‪50‬‬
‫ألف مسلم علي أيدي النادكة من أعضاء الكومة الركزية‪..,‬أيضا مزرة‬
‫ميوت ومليانه عام ‪1987‬م(‪.)2‬‬

‫** مأساة السلمي ف فطان ف تايلند حيث قامت الكومة البوذية برب‬
‫السلم وإغلق الكتاتيب وإفساد عقائد السلمي وقامت بتصفية الدعاة‬
‫والعلماء وت حرق ‪ 100‬شاب مسلم بالبنين‪ ,‬وصرح رئيس البوليس ف‬
‫جنوب تايلند أن حياة السلم ل تساوي ‪ 26‬سنتا فقط أي قيمة الرصاصة‪,‬‬
‫كما اغتصبت أراضى السلمي الصبة وأحرقت قراهم(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ )1(2‬الرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 422 - 420‬‬


‫‪ )2(3‬حاضر العالم السلمي‪ :‬د جميل المصري‪ ،‬ص ‪.602 - 600‬‬

‫‪16‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫** مذابح السلمي ومآسيهم ف كشمي‪ ,‬حيث قتل أكثر من ‪ 44000‬مسلم‬


‫وجرح أكثر من ‪ ,67000‬واعتقل أكثر من ‪000‬و ‪ 40‬مسلم‪ ,‬وبلغ عدد‬
‫النازل والتاجر والساجد والدارس الهدمة ‪ 129000‬منل ومسجد‪,‬‬
‫بالضافة إل آلف النساء الغتصبات(‪.)1‬‬

‫** مذابح الفغان العديدة والقتل والتدمي الكبي الذي حصل لم على يد‬
‫الروس قبل خروجهم من أفغانستان‪.‬‬
‫** مأساة السلمي ف بورما‪ ,‬وشل ذلك قتل السلمي وتشريدهم وإحراق‬
‫الساجد وتعذيب السلمي‪ ,‬ولأ ما يزيد على نصف مليون مسلم بورمي إل‬
‫بنغلدش(‪ ,)2‬وكثي آخرون لئوا إل أقطار أخرى متفرقة ف العال السلمي ‪.‬‬

‫** مذابح السلمي ف ليبييا ف أواخر الثمانينات اليلدية حيث أحرق‬


‫الوثنيون!!‪ 105‬مساجد وقتلوا الئمة وقطعوا السنة الؤذني‪ ,‬وقتلوا أكثر من‬
‫‪ 2000‬مسلم مع التمثيل بثثهم بعد فصل المجمة عنها‪ ,‬وأحرقوا عشرين‬
‫قرية بأكملها واغتصبوا السلمات وقتلوا الوامل ولأ أكثر من ‪ 167‬ألف‬
‫(‪.)3‬‬
‫مسلم إل غينيا وساحل العاج‬

‫‪ )3(1‬كشمير محاولة للفهم ‪ :‬سعيد البتاكوشي ‪ ،‬ص ‪. 25 - 23‬‬


‫‪ )1(2‬حاضر العالم السلمي‪ :‬د جميل المصري‪ ،‬ص ‪.590-588‬‬
‫‪ )2(3‬مقال في أحد أعداد جريدة عكاظ في أواخر الثمانينات الميلدية ( أحتفظ بصورة منه‬
‫وللسف لم أكتب عليه التاريخ ) ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫** مذابح السلمي ف سييلنكا على يد التطرفي التاميل‪ ,‬وهي مذابح عديدة‬
‫ومتكررة‪ ,‬ذبوا فيها الئات واللف من السلمي واغتصبوا النساء وذبوا‬
‫الئمة‪ ,‬وقتلوا ‪ 168‬من الجاج الذين كانوا ف طريق عودتم إل منازلم‪,‬‬
‫واشتهرت مذابهم بصول العديد منها على الصلي ف الساجد‪ ,‬وخلفت‬
‫هذه الجازر اللف من اللجئي واللف من القعدين واليتام(‪.)1‬‬

‫** مآسي السلمي الكراد أحفاد صلح الدين اليوب بطل حطي مستعيد‬
‫القدس‪ ,‬وما كانوا ول زالوا يلقونه من اضطهاد وبطش وتشريد ومعاناة‬
‫ضخمة(‪ ,)2‬ومنها مذبة حلبجة الت قتل فيها اللف با فيهم الطفال‬
‫والنساء‪.‬‬

‫** مأساة الشعب العراقي أثناء حرب الليج الول‪ ,‬فدمرت ف الرب‬
‫الكثي من السور ومطات الكهرباء ومطات تصفية الياه وغي ذلك من البن‬
‫الساسية للعراق‪ ..,‬ثــم الأساة الكبية الت حدثت للشعب العراقي من‬
‫جراء الصار القتصادي الذي أدى إل وفاة مئات اللف من الطفال(‬
‫‪500000‬طفل) وعدد كبي من البالغي نتيجة انتشار أمراض نقص التغذية‬
‫وغيها من المراض وقلة توفر الدواء‪.‬‬

‫‪ )3(1‬جريدة عكاظ العدد ‪. 1/5/1411 8918‬‬


‫‪ )1(2‬مجلة اليمامة‪:‬العدد ‪17/10/1411 1153‬هـ‬

‫‪18‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫هدم السجد البابري التاريي الشهي ف الند عام ‪1992‬م(‪ ,)1‬والذي **‬
‫‪ .‬يعتب هدمه إهانة وتدي للمة السلمية‬

‫** مأساة البوسنة والرسك الخية الت شهدها العال السلمي بالصوت‬
‫والصورة‪ ,‬حيث قتل عشرات اللوف قتل وذبا(قتلوا ذبا ابني لعجوز‬
‫بوسنوي أمام عينيه)‪ ،‬وت اغتصاب اللف من النساء با فيهن صغيات‬
‫السن(أقيمت معسكرات للغتصاب الماعي وأصبح آلف السلمات سبايا‬
‫للجنود الصرب وأحيانا يقدمن للترفيه عن جنود القوات الدولية!!)‪ ,‬وذبح‬
‫الطفال ويتموا‪ ،‬وشرد الشعب البوسنوي‪ ،‬وت حرق وهدم الساجد‪ ,‬وحرق‬
‫‪ 1000‬طفل ف أحد الوامع ف سراييفو(‪ ,)2‬وبلغ عدد اللجئي أكثر من‬
‫مليوني ونصف(‪.)3‬‬
‫وفيها حدثــت الذبة الرهيبة الت حدثت للمدنيي عند سقوط مدينة‬
‫سريبينيتسا ف ‪ 11‬يوليو‪1995/‬م عندما دخلها الصرب مع أنا كانت وقتها‬
‫منطقة آمنة تت حاية المم التحدة!‪ ,‬فشرد أهل هذه الدينة بأجعهم بعد‬
‫الجزرة الرهيبة الت حصلت لم حيث نتج عن هذه الجزرة آلف القتلى(‬
‫وصل القتلى إل ‪ 20‬ألف حسب بعض الحصائيات)(‪ )4‬وخرج أهل الدينة با‬
‫فيهم الطفال والعجزة والنساء وهم ف فزع عظيم يهيمون ف الشعاب‬

‫‪ )2(1‬مجلة كشمير المسلمة‪ :‬العدد الحادي عشر والثاني عشر جماد الثاني‪-‬رجب ‪1413‬هـ‪.‬‬
‫‪ )1(2‬البوسنة والهرسك من الفتح إلى الكارثة‪:‬د محمد حرب‪.‬‬
‫‪ )2(3‬الجهاد والتجديد في القرن السادس الهجري‪:‬محمد الناصر‪,‬ص ‪405‬‬
‫‪ )3(4‬مجلة المجتمع‪:‬العدد ‪ 1422 /7/5-1 1460‬هـ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫والغابات باتاه مدينة توزل(‪)1‬؛ ورأينا نن السلمي بأم أعيننا الت تشهد علينا‬
‫يوم القيامة الول العظيم الذي حصل للمسلمي فيها ورأينا الفزع والبكاء‬
‫الرير من الطفال والنساء الذي يبكي الجر وينطبق فعل عليها قول الشاعر؛‬
‫إن كان ف القلب إسلم وإيان(‪.)2‬‬ ‫لثل هذا يوت القلب من كمد‬
‫** مأسـاة السلمي الذربيجانيي على أيدي الرمينيي‪.‬‬

‫** مأساة أهل السنة ف إيران وما يلقونه من اضطهاد ف عقيدتم وف‬
‫أنفسهم‪.‬‬

‫** مأساة كوسوفا شهدها العال السلمي أيضا بوضوح‪ ,‬حيث ذبح اللف‬
‫وشرد مئات اللوف‪ ,‬وت ذبح أطفال أمام أعي آبائهم‪ ,‬ودمرت قرى بأكملها‬
‫بالرق أو بغيه‪ ,‬واغتصبت فيها السلمات(‪ ..,)3‬وف هذه الأساة فر‬

‫‪ )4(1‬جريدة المدينة ‪ :‬العدد ‪1422 / 4 / 25 - 13963‬هـ من مقال للستاذ فيصل‬


‫الشامي عن ذكرى سقوط سريبرينيتسا‪ ,‬ومن مقال للستاذ حامد مطاوع في جريدة عكاظ‬
‫‪.26/4/1422‬‬
‫‪2‬‬
‫(‪ )5‬من قصيده أبي البقاء الرندي في رثاء سقوط الندلس‪ ,‬التي يعتبر استمرار ضياعها من‬
‫المسلمين دليل على ذلهم واستمرار ضعفهم‪ ,‬فقد ظلت هذه المنطقة الوروبية! تحت حكم‬
‫المسلمين قرونا طويلة‪ ,‬يوم أن كان المسلمون يطبقون السلم ويعيشـون من أجل نشره‬
‫وسيادته ‪.‬‬
‫قبل الكتائب يفتح المصارا (محمد إقبال‬ ‫‪).‬بمعابد الفرنج كان أذاننـا‬
‫‪ )1(3‬المسلمين في كوسوفا‪ :‬محمود شاكر‪ ،‬ص ‪.134 - 128‬‬
‫(‪ )3‬مجلة شباب العدد ‪ 4‬ص ‪(.18-14‬ولتحيا مثل هذه المجلت والتي تُذكر حتى اليافعين من‬
‫الشباب بمآسي أمتهم‪ ,‬وتعسا لمجلت وغيرها من النتاجات التي تقدم لشباب المة وشاباتها السموم‬
‫لتميّعهم وتلهيهم بسفاسف المور‪-‬بينما أمتهم تذبح وخطر العداء محدق بها‪ , -‬وتبعدهم عن دينهم‬

‫‪20‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫‪ 700,000‬مسلم من الصرب إل ماهل الغابات حيث هلك الكثي منهم‬


‫جوعا ومرضا وبردا (‪.)1‬‬

‫** مأساة الشيشان شهدها العال السلمي أيضا بوضوح‪... ,‬قتل لعشرات‬
‫اللف‪ ,‬وتشريد لئات اللوف‪ ,‬تدمي مدن وقرى بأكملها براجات‬
‫الصواريخ‪ ,‬حرق النازل‪ ,‬أنار من الدماء‪ ,‬تقطيع وصلب الحياء‪ ,‬ضرب‬
‫الطوابي الهاجرة بالطائرات والرشاشات الدفعية‪ ,‬قتل للطفال والنساء‬
‫والسني‪ ,‬اغتصاب النساء‪ ,‬ذبح وحرق أطفال داخل روضة‪ ,‬قصف حافلة‬
‫مليئة بالطفال والنساء بصواريخ من طائرات مروحية‪ ..,‬عدا التعذيب الرهيب‬
‫( قطع قدمي أسي وهو حي‪ ,‬ونزع كبد آخر وهو حي مع قطع يديه)‪,‬‬
‫ارتكاب الفاحشة بالسرى نساءً ورجالً ( اغتصبت فتاة عمرها ‪ 13‬سنة‬
‫حت ماتت )‪ ,‬قصف سوق يعج بالدنيي ‪ 4000,‬شيشان قتلوا ف قرية ف‬
‫يوم واحد‪ ,‬واستخدم الروس ف هذه الأساة أسلحة الدمار الشامل الحرمة‬
‫دوليا(‪.)2‬‬

‫** مذابح السلمي ف إندونيسيا على يد النصارى‪ ,‬وهي من الروح الخية‬


‫ف من‬‫الت يقتل فيها السلمون حت ف بلدهم‪ ,‬فقتل ف جزر اللوك آل ٌ‬
‫السلمي ذبا وحرقا‪ ,‬وقتل مائتان من الطلبة السلمي ف مدرستهم‪ ,‬وقتل‬
‫وتؤدي بهم إلى الرذيلة والسوء لمجتمعاتهم‪ ,‬وتكون حسرة عليهم في الدنيا والخرة ) ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ )1(2‬عزة السلم في جهاد الشيشان ‪ :‬إيمان السليمان ‪ ،‬ص ‪. 70-56‬‬


‫(‪ )2‬مجلة الكوثر العدد ‪ 9‬يوليو ‪2000‬م ص ‪ ,19-16‬و مجلة شباب العدد ‪ ،27‬ص ‪. 25 -24‬‬

‫‪21‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫‪ 1200‬مسلم ف مسجد بعد لوئهم إليه حيث ذبح بعضهم ث حرق السجد‬
‫على البقية وهم أحياء‪ ,‬وت التمثيل بثث السلمي بقطع الرؤوس وبقر‬
‫البطون(‪.)1‬‬

‫** منة اللبان الخية ف مقدونيا حيث يقوم القدونيون النصارى‪-‬بباركة من‬
‫الغرب وروسيا كما هي العادة ف كثي من مذابح السلمي الخية‪ -‬برب‬
‫إبادة ضد اللبان ومعال دينهم(‪.)2‬‬
‫** ‪ -‬مذابح ومآسي أخرى عديدة ل نعرفهـا أو ل تذكـر !!‪.‬‬

‫تساءل الليل والفلك ما فعلـت‬


‫جحافل الق لا جـاءها الـخـب؟‬
‫هل جهزت ف حياض النيل ألوية ؟‬
‫هل ف العراق وند جلجل الـغــي ؟‬

‫هل قام مليون مهدي لنصرتـها ؟‬


‫هل صامت الناس هل أودى با الضجر؟‬
‫‪ )3(1‬مجلة المجتمع العدد ‪ ، 1459‬ص ‪ , 29 -28‬و مجلة المستقبل السلمي العدد ‪,118‬‬
‫ص ‪.28-26‬‬
‫‪2‬‬

‫(‪ )1‬أبيات من القصيدة الشهيرة (دم المصلين في المحراب ينهمر‪ --‬والمستغيثون ل‬


‫رجع ول اثر) للدكتور أحمد عثمان التويجري‪ ,‬وهذه القصيدة قيلت قبل أكثر من عشرين‬
‫سنة ‪ ،‬وحتى الن جراحنا مستمرة ومتتالية !! لن الداء لــم يعالج ! ! ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫هل أجهشت ف بيوت ال عـاكفة‬


‫كل القـبائـل والحـياء والســر؟‬
‫يا أمة الـق إن الـرح متسـع‬
‫فهـل ترى من نزيف الـرح نعـتب؟‬
‫مـاذا سوى عودة لـلـه صادقة‬
‫(‪)1‬‬
‫عسـى تغـي هـذي الال والصور‬
‫٭٭٭‬

‫السبــب والعـــلج‬

‫‪1‬‬

‫‪23‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫(( كثر التساؤل عن واقع السلمي الاضر وأسبابه‪ ،‬وحارت العقول ف‬


‫فهمه وتعليله‪ ،‬وكثر الضجيج والعويل ما يدهم السلمي من مصائب وحوادث‬
‫ونكبات بي حي وآخر‪ ،‬والشقاء الذي قد لزمهم ول بم‪ ،‬حت أصبح بعض‬
‫الناس يعتقدون أن بي السلمي وبي هذه الكوارث واللمات وبينهم وبي‬
‫الشقاء والبلء نسبا قريبا ورحا ماسة ))(‪ ..)1‬فما السبب ؟ !‬

‫إن السبب الذي أدى إل استمرار الذابح والآسي للمة من قبل‬


‫أعدائها وعدم قدرة المة على الرد وحاية نفسها وأبنائها وإيقاف العداء عن‬
‫بطشهم هو ضعف المة السلمية وذلا وهوانا‪ ,‬الذي نتج عن بُعدِ المة عن‬
‫التطبيق واللتزام الكامل بأوامر ربا ف كل جوانب الياة‪ ,‬حيث أن نصر المة‬
‫وتقيق العزة لا مرتبط بذلك؛ قال تعال‪( :‬يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا ال‬
‫ينصركم ) (ممد‪ ,)7:‬وقال صلى ال عليه وسلم ف الديث الصحيح عن ابن‬
‫عمر‪ (:‬إذا تبايعتم بالعينة وأخذت أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الهاد‬
‫سلط ال عليكم ذل ليرفعه عنكم حت ترجعوا إل دينكم )(‪ ,)2‬وقال عليه‬
‫الصلة والسلم ف الديث الصحيح عن ثوبان ( يوشك المم أن تداعى‬
‫عليكم كما تداعى الكلة إل قصعتها‪ ،‬فقال قائل‪ :‬ومن قلة نن يومئذ؟ قال بل‬
‫أنتم يومئذ كثـيـر ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينعن ال من صدور‬

‫‪ )1(1‬جزء من مقدمة العلمة أبو الحسن الندوي لكتاب العلمة محمد زكريا الكاندهلوي ((‬
‫أسباب سعادة المسلمين وشقائهم )) ‪ ،‬ص ‪. 7‬‬
‫‪ )2(2‬سلسلة الحاديث الصحيحة‪:‬محمد ناصر الدين اللباني‪,‬ج ‪,1‬ص ‪.15‬‬

‫‪24‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫عدوكم الهابة منكم وليقذفن ال ف قلوبكم الوهن‪ ,‬فقال قائل وما الوهن؟ قال‬
‫حب الدنيا وكراهية الوت)(‪.)1‬‬

‫يقول الشيخ العلمة الشنقيطي ‪ -‬رحه ال ف تفسيه أضواء البيان عن‬


‫تفسي قوله تعال ( إن تنصروا ال ) الية (( ومعن نصر الؤمني ل‪ ،‬نصرهم‬
‫لدينه ولكتابه وسعيهم وجهادهم ف أن تكون كلمته هي العليا‪ ,‬وأن تقام‬
‫حدوده ف أرضه‪ ،‬وتتمثل أوامره وتتنب نواهيه‪ ,‬ويكم ف عباده با أنزل ال‬
‫على رسوله صلى ال عليه وسلم ))(‪.)2‬‬

‫وشيخ السلم ابن تيميه أوضح هذه القيقة ف كتبه ورسائله‪ ,‬بل إن‬
‫حياته كانت تطبيقا واضحا لذه القيقة‪ ,‬فقد أعز السلم وأنقذ السلمي من‬
‫الذل بعد أن أنقذهم من الضلل‪ ,‬فبعد أن تبعه السلمون وصحت عقائدهم‬
‫وتركوا البدع والعاصي نُصِروا ف معاركهم مع الكافرين(‪.)3‬‬

‫وأما سيد قطب رحه ال فإن ما ذكره عن تأخر النصر ووسائل النصر‬
‫للمسلمي قوي جدا ف إبراز هذا الانب‪ ,‬بل إنه يذهب إل نواحٍ دقيقة عن‬
‫مستــوى الصدق واللتزام والخـلص الذي ينبغي أن يتصف به‬
‫السلمون الذين يتنـزل عليهم نصر ال وتكينه لم ف الرض‪.‬‬

‫‪ )1(1‬سلسلة الحاديث الصحيحة‪:‬اللباني‪,‬ج ‪,2‬ص ‪.683‬‬


‫‪ )2(2‬أضواء البيان ‪ :‬محمد المين الشنقيطي ‪ ،‬ج ‪ 7‬ص ‪. 423‬‬
‫‪ )3(3‬انظر كتاب ابن تيميه بطل الصلح الديني ‪ :‬الشيخ محمود مهدي الستانبولي ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫يقول صاحب السماحة العلمة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحه ال ‪((:‬‬
‫فإذا قام السلمون بنصر دينه والقيام بقه ونصر أوليائه نصرهم ال على عدوهم‬
‫ويسر أمورهم وجعل لم العاقبة الميدة‪ ---- ,‬فالرجل ف بيته وف السجد‬
‫وف الطريق وف السيارة والطائرة والقطار وف مل البيع والشراء وف الهاد‬
‫وف كل مكان‪ ..‬يب عليه أن يتقي ال وأن ينصر دين ال بقوله وعمله وف‬
‫جهاده وف جيع شؤونه‪ ,‬وهكذا الرأة ف بيتها وف كل مكان عليها أن تتقي‬
‫ال وأن تنصر دين ال بقولا وعملها‪ ------ ,‬فالعاصي من أسباب الذلن‬
‫‪ ،‬كما أن معصية الرماة سبب الزية يوم أحد ‪ ،‬وهكذا العاصي كلها ف كل‬
‫وقت من أسباب الذلن إذا ظهرت ول تنكر تكون من أسباب الذلن‪،‬‬
‫وتسليط العداء وحصول الكثي من الصائب ))(‪.)1‬‬

‫و يقول الشيخ الجاهد ممد ممود الصواف رحه ال ‪ (( :‬فبينما‬


‫نن معشر السلمي أمة قاهرة ظاهرة ف الرض لنا اللك والسلطان والسيف‬
‫والصولان ؛ ولنا الكلمة العليا؛ إن قلنا أصغت الدنيا لقولنا؛ وإن أمرنا‬
‫خضعت المم لمرنا وسلطاننا‪ ...,‬فلما تركنا أمر ربنا وخالفنا قواعد ديننا‬
‫وتنكبنا الطريق الستقيم الذي رسـه ال لنا وخط لنا خطوطه واضحة بينة‬
‫قوية وأمرنا بالسي فيه وسلوكه‪ ،‬لا سلكنا هذا السبيل العوج صرنا إل ما‬
‫صرنا إليه من الـفـرقــــة والشتات والذل والوان‪ ,‬وهل ف الدنيا‬

‫‪ )1(1‬أسباب نصر ال للمؤمنين على أعدائهم ‪ :‬سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز‪ ،‬ص ‪. 22 - 8‬‬

‫‪26‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫والخرة شر وداء وبلء إل وسببه الذنوب والعاصي وترك الوامر‬


‫والنواهي ))(‪.)1‬‬

‫يقول الشيخ العلمة ممد زكريا الكاندهلوي ف كتابه القيم "‬


‫أسباب سعادة السلمي وشقائهم"‪ ( :‬فالعلج الوحيد لتوقي المة الحمدية‬
‫من الصائب والوادث ومواجهة النكبات والسائر إنا هو تركيز عنايتها‬
‫بالحتراس من العاصي‪ ,‬فإذا ما صدر منها شيء من الذنوب تندم عليه‬
‫وتستغفر ال منه وتتوب إليه )(‪.)2‬‬

‫وقال الشيخ العلمة ممد بن صال العثيمي رحه ال ف خطبة‬


‫منشورة له عن أثر الذنوب والعاصي على الفرد والجتمع (( فاتقوا ال عباد‬
‫ال وانظروا ف أمركم وتوبوا إل ربكم وصححوا إليه مسيتكم واعلموا أن‬
‫هذه العقوبات الت تنل بكم وهذه الفت الت تل بكم إنا هي من أنفسكم‬
‫وبذنوبكم‪ ,‬فأحدثوا لكل عقوبة توبة ورجوعا إل ال ))(‪.)3‬‬

‫ويقول الشيخ حامد الصلح ف رسالته القيمة الامة عن أضرار‬


‫الذنوب والعاصي (( وإن بذه الناسبة أوجه أنظار المة ‪-‬خصوصا قادتا من‬
‫أمراء وعلماء و أهل الل والعقد بالذات‪ -‬و كل فرد ف الجتمع السلم أن‬

‫‪ )1(1‬أثر الذنوب في هدم المم والشعوب ‪ :‬محمد محمود الصواف ‪ ،‬ص ‪. 27 -26‬‬
‫‪ )2(2‬أسباب سعادة المسلمين وشقائهم ‪ :‬محمد زكريا الكاندهلوي ‪ ،‬ص ‪. 50‬‬
‫‪ )3(3‬أثر الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع‪:‬الشيخ محمد بن صالح العثيمين ‪،‬ص ‪.15 - 14‬‬

‫‪27‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫يتقوا ال تعال‪ ,‬و أن يبتعدوا عن العاصي و الثام و عن كل ما نى ال عنه‬


‫بقدر الستطاع‪ ,‬إذا أرادوا النصر والعز والسيادة والسعادة ف الدارين‪.‬‬
‫ولو تأمل متأمل ف أحوال السلمي اليوم لوجد أن لديهم من كبائر‬
‫الذنوب ما ال به عليم فترى البدع و الشرك و الكفر و سائر العاصي تتلئ با‬
‫بلدان السلمي‪ ,‬فضلً عن صغائر الذنوب ))(‪.)1‬‬

‫يقول فضيلة الشيخ ممد بن عبد ال السبيل (( عباد ال‪ :‬إنا لو تأملنا ما‬
‫حل بالمة السلمية من الكوارث الاصة والعامة والروب الدمرة والزلزل‬
‫والفيضانات لوجدنـا أن سـببه الذنوب والعاصـي ومالفـة أمـر ال(‪ ،)2‬وعدم‬
‫القيام بالمر بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬كما قال عز من قائل‪ ( :‬ظهر الفساد‬
‫فـ الب والبحـر باـ كسـبت أيدي الناس ليذيقهـم بعـض الذي عملوا لعلهـم‬
‫يرجعون ) ( الروم ‪.)3()) ) 41 :‬‬

‫‪ )1(1‬المعاصي وآثارها على الفرد والمجتمع‪:‬حامد محمد المصلح‪,‬ص ‪.152‬‬


‫‪ )2(2‬يبدو أن أمتنا ابتعدت كثيرا عن حقيقة علقة ما يصيبها بذنوبها في أي جانب من جوانب‬
‫حياتها ومعيشتها ‪,‬حتى أنه عندما حصل زلزال في أحد بلداننا السلمية الشقيقة وقام الدعاة‬
‫والعلماء وقتها بربط ذلك بالذنوب وأثرها قام بعض من لديهم لبس في فهم دينهم إلى استغراب ذلك‪,‬‬
‫بل إن بعض الكتاب هداهم ال استهزؤوا بذلك على صفحات الجرائد والمجلت‪.‬‬
‫وفرق كبير بين حالنا وحال سلفنا الصالح في هذا المر حيث كانوا أفرادا وجماعات يربطون أول‬
‫ما يربطون كل ما يصيبهم من نقص في رزق أو عافية أو حدوث مشكلة أو أزمة أو نكبة بذنوبهم‪,‬‬
‫حتى لو عثرت بهم بغالهم في طرقهم !!‪.‬‬
‫‪ )3(3‬الذنوب وقبح آثارها على الفراد والشعوب ‪ :‬محمد بن أحمد سيد أحمد ‪،‬ص ‪. 84 - 83‬‬

‫‪28‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫فالذنوب والعاصي ليست فقط سببا لذل أمتنا وانتصار العداء عليها وضعفها‬
‫عن الرد‪ ,‬بل هي سبب لا يدث للمسلمي من ابتلءات وضعف وضيق ف‬
‫شتــى جوانب الياة(‪ ,)1‬وكما يقول الشاعر‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫إل وتفريطهم ف دينهم سبب‬ ‫تالِ ما نزلت بالعُرب نازلة‬
‫ول شك أن العن يشمل جيع السلمي ‪.‬‬

‫والواقـــع أن أمتنا السلمية عموما ف عصرنا الاضر حدثت‬


‫وتوجد فيها انرافات ف أمور عقدية وشركيات‪ ,‬وضعفت ف تقيق التوحيد‪,‬‬
‫وحكمت بغي ما أنزل ال ف كثي من أمورها ف كثي من بلد المة‪ ,‬وانرف‬
‫فكرها انرافا كبيا ‪,‬وانصر مفهوم العبادة لديها‪ ,‬واختل ولء وبراء العديد‬
‫من السلمي فأحبوا الكافرين وتشبهوا بم‪ ,‬وبَـعُد إعلمها بعدا رهيبا عن‬
‫تعاليم الدين(‪ ,)3‬وانتشر فيها الربــا‪ ,‬واستهي بالغيبة والنميمة وأنواع‬

‫‪ )1(1‬ليتنا نرجع إلى مثل تفسير قوله تعالى‪ (:‬وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم‬
‫ويعفو عن كثير ) سورة الشورى‪:‬آية ‪30‬؛ لنعلم مدى ارتباط كل شيء يصيبنا في حياتنا‬
‫بالذنوب والمعاصي ‪.‬‬
‫‪ )2(2‬قصائد إلى لبنان ‪ :‬د عبد الرحمن العشماوي ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬
‫‪ )3(3‬يحتار القلم فيما يقوله عن العلم في بلد المسلمين بشكل عام‪,‬فهذه الوسيلة الرهيبة‬
‫في تأثيرها كان الصل ونحن نعيش هذه المحن واللم أن تكون وسيلة لنقاذنا‪ ,‬فإذا بها‬
‫من أقوى وسائل تدميرنا‪ ,‬ففضل عن الذنوب الكثيرة التي سبب العلم تعرض المسلمين‬
‫لها نجده في هذه الفترة الحرجة التي تعيشها المة يكون وسيلةً للهاء المة وتخديرها‬
‫بينما العداء يتجهزون للمة من كل جانب!!‪.‬‬
‫وكيف تنصر أمة السلم وإعلمها يجاهره ليلً ونهارا بما ل يرضاه‪ ..,‬كان النصر يتاخر‬
‫عن المة لذنوب محدودة من فئة محدودة‪ ,‬فكيف تنصر والعلم جعل المليين من المة‬

‫‪29‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫عديدة من الظلم والغش وسوء اللق‪ ,‬وتاونت الرأة ف حجابا ولباسها‬


‫وعفتها‪ ,‬وفسد العديد من شباب المة‪ ,‬وأدخل السلمون النكرات ف عقر‬
‫دورهم‪ ,‬وابتعدت المة عن اللتزام الاد والكامل بأوامر ال‪ ,‬وتغافلت عن‬
‫أحكام الدين ف كثي من المور(‪ ,)1‬وقصّرت ف واجب الخذ بأسباب القوة‬
‫الادية اللزمة والجتهاد فيها‪ ,‬وتدت ال سبحانه وتعال بالعاصي حيث نرى‬
‫كثيا من الشياء الت ليرضاها الشرع ياهر با(‪ )2‬ويصر عليها ‪.....،‬‬
‫وأخطـر من هذا ضعف المر بالعروف والنهي عن النكر بي السلمي‬

‫يقعون في ذنوب كثيرة بسبب ما يعرضه‪..,‬فمن نظر محرم إلى سماع محرم‪ ,‬إلى غيرها‬
‫وغيرها من الثام التي قد تحصل نتيجة لتأثيراته على الفراد خاصة فئة الشباب‪.‬‬

‫(‪ )1‬لقد اصبح هينا عند البعض التساهل في أحكام الدين‪ ,‬فقد يخاف الفرد من رئيسه في‬
‫العمل فل يقصر في حقه‪ ,‬بينما حق ال وأحكام دينه ل يَ ْأبَه بجدٍ بالتقصير فيها‪ ,‬وأصبح‬
‫حمَى الملك الجبار هو أسهل حمى يتساهل بشأنه‪ ,‬مع ان نبينا صلى ال عليه وسلم أمرنا‬
‫ِ‬
‫باتقاء الشبهات فضل عن المحرمات حتى ل نخطئ في حق ربنا عز وجل فقال في‬
‫الحديث العظيم المتفق عليه الذي رواه النعمان بن بشير رضي ال عنه‪ ( :‬إن الحلل بين‬
‫وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات ل يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ‬
‫لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك‬
‫أن يرتع فيه أل وإن لكل ملك حمى أل وإن حمى ال محارمه ) الحديث‪.....,‬ول يتسع‬
‫المكان هنا للرد بتفصيل على ما يستدل به من يقصر وهو يصر على تقصيره بأن ال‬
‫غفور رحيم‪ ,‬فهل نسي أنه سبحانه شديد العقاب وأنه الجبار الذي يغار ويغضب أن تنتهك‬
‫حرماته خاصة الصرار على ذلك‪.....,‬ثم أملنا أن يستشعر كل فردٍ مسلم واقع أمته‬
‫المؤلم الذي يستلزم ويحتاج تقربنا إلى ال وزيادتنـــا في توجهنا إليه‪ ,‬فضل عن‬
‫موضوع تركنا للذنوب‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪30‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫والذي هو من أهم أسباب استحقاق البلء‪ ,‬وأخطر من ذلك التكب على‬


‫المرين بالعروف والناهي عن النكر‪ ,‬وازدراؤهم والتهكم بم‪ ,‬واتامهم‬
‫بالتشدد والرجعية والتضييق عليهم‪ ... ,‬ونسيت المة أن ال جبار السماوات‬
‫والرض يغار ويغضب أن تنتهك حرماته وأن تعصى أوامره خاص ًة عند‬
‫الصــرار عليها والجاهــرة با ‪ ،‬ونسيت المة أن ال مالك الكون‬
‫غن عنها وهي الت ل غن لا عنه ‪ ،‬ونسيت المة أنا كانت تزم بسبب‬
‫أخطاء مدودة أو تقصي بسيط ف حق ال ‪ ،‬فكيف تريد أمتنا الفلح والعزة‬
‫وهي تاهر ال بالعاصي وتتخلى عن المر بالعروف والنهي عن النكر ؟‪.‬‬
‫قال تعال ‪ (( :‬وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن‬
‫كثي)) (الشورى‪. ) 30 :‬‬
‫فكيف ترجون نصرا(‪.)1‬‬ ‫تعصون رب جهارا‬

‫أذكـر كلمة قــوية مؤثرة جدا سعتها ولزال صداها يتردد ف‬


‫أذن لحد الدعاة وهو الشيخ إبراهيم عزت رحه ال ف شريط له عن تفسي‬
‫إحدى السور تكلم فيه عن واقع المة‪ ,‬فكان يقول بصوته الهوري الؤثر‬
‫ويردد ( وال إن ما بي المة وما بي السلم كما بي السماء والرض‪. . . ,‬‬

‫‪ )1(2‬إن المجاهرة بالمعاصي مصيبة خطيرة ‪,‬فمن أصعب المور عند البشر أن يجاهر‬
‫النسان بعصيان من كان له حق الطاعة والتقدير والفضل والحسان‪ ,‬فكيف بالبشر الهزيل‬
‫الضعيف وهو يجاهر بالمعاصي رب السماوات والرض (وما قدروا ال حق قدره‬
‫والرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )الية‪.‬‬
‫‪ )2(1‬نبض الفؤاد ‪ :‬محمد ضيف ال الوقداني‪ ,‬ص ‪.44‬‬

‫‪31‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ث قال ‪ :‬كـل المة كـل المة كـل المة مسؤولة عن هذا الـزء ف‬
‫دين ال ) ل يُسمّ ُب ْعدَ المة بعدا فقط بل ساه هزءا ‪,‬وهو كذلك ف بعض‬
‫مظاهره والت تعل الليم حيانا ‪,‬ولننظر كمثال على ذلك إل واقع العلم‬
‫والقنوات الفضائية(‪)1‬ف بلد السلمي وأين هي من الدين وأحكامه‪ ,‬فضلً عن‬
‫النرافات الكثية ف أفكار السلمي وبيوتم وأسواقهم بل قل ف شت أمور‬

‫خصّت القنوات الفضائية بالذكر في أكثر من موضع نظرا لشرها العظيم‪ ,‬فلقد‬
‫‪ )1(1‬لقد ُ‬
‫ضيعت هذه القنوات وأفسدت أمما من المسلمين خاصة الشباب‪ ,‬وميعت على الناس أحكام‬
‫الدين في أمور عديدة‪ ,‬بل أثرت حتى على عقائد المسلمين وعلى مفاهيم أساسية في‬
‫دينهم‪ ,‬ودخولها إلى بيوت المسلمين كان نكسة لمجتمعاتنا‪ ...,‬ومعروف أن إعلم المة‬
‫في الكثير من بلدها حتى في عصر قبل الفضائيات كان بعيدا عما يرضاه الشرع‪ ,‬ولكن‬
‫النفتاح الفضائي زاد من شرور العلم ومخاطره‪.‬‬
‫وهذه الوسائل بقوتها التاثيرية المعروفة تهدم بسهولة أثر بقية المور اليجابية في‬
‫مجتمعات المة من تعليم ومحاضرات وجهود دعوية وتربوية‪..,‬فالهدم أسهل من البناء‪.‬‬
‫وهي بــــدلً من أن تطلـــق الشباب للعمل على نشر دين السلم‬
‫وعقيـدته الصحيحة وأحكامه التي غفلت عنها المة والعالم‪....‬أطلقتهــــم للبحث‬
‫عن الحب والهيام والغناء والرقص والجنس وما يتعلق به‪ ,‬بعد أن هيجت شهواتهم بشتى‬
‫الوسائل الشيطانية التي بقومون بها ويبتكرونها‪.‬‬
‫والغــــزو الفكري كما َذكّرَ بذلك العديد من دعاة المة ومفكريها والذي‬
‫أصبحت القنوات تمثل أحد أهم روافده(هناك مثل ياباني يقول"أعطني شاشةً‪..‬أعطك شعبا")‬
‫هــــو أخطر على المة من الغزو العسكري‪ ,‬فالمة عندما تغزى فكريا وتغرق فيما‬
‫ل يرضاه ال وتميع رجولة وجدية شبابها يسهل غزوها وانتصار العداء عليها‪ ,‬ولكنها‬
‫عندما تكون على ما يرضاه ال فلن يضيرها ولن يغلبها ويستمر في إذللها بإذن ال أي‬
‫عدو ولو غزاها بأقوى أنواع الغزو العسكري وأخطره‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫حياتم ‪.‬‬

‫لـــذا فالـل الساس الام القيقي الذري الذي سيوقف‬


‫الذابح والآسي التكررة بإذن ال‪ ,‬والذي ينبغي أل يراودنا الشك بأنه الل؛‬
‫هو العودة إل ال واللتزام بشرعه ف الصغية والكبية ( با فيها واجب الخذ‬
‫بأسباب القوة الادية) ‪,‬فبهذه العودة يعود للمة عزها ومدها ومن ث‬
‫ستستطيع أن تنتصر لبنائها من أعدائهم‪ ,‬وأن توقف وتنع استمرار هذه‬
‫الفواجع والآسي ف أي مكان كانت‪ ,‬لنا تكون عندئذ قد نصرت ال‬
‫فينصرها ال وينقذ با وبهادها المة من الواقع الليم الذي تعيشه ‪.‬‬

‫وما أجل هذين البيتي الذين سبق ذكرها‪ ,‬والذين يستحقان أن يكتبا‬
‫باء الذهب فقد عبا ببلغة عن مأساة أمتنا ووضحا وبينا الل القيقي ؛‬
‫فهل ترى من نزيف الرح نعتب‬ ‫يا أمة الق إن الرح متسـع‬
‫عسى تُغيّر هذي الال والصور‬ ‫ماذا سوى عودة ل صادقـة‬

‫يقول الشاعر أحد اليتاوي ف قصيدته أشجان السلم ‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وهل لذا السى والذل فرقـان‬ ‫يا أمت هل لذا الليل آخِـــرةٌ‬
‫موارد الكفر إن الكفر خسران‬ ‫عودي إل ال عودا ملصا و َدعِي‬
‫(‪)1‬‬
‫العز ما كان إل كان إيــان‬ ‫جدِي‬
‫ومصي الدرس من تارينا َت ِ‬

‫قال تعال ‪ ( :‬وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم‬


‫ف الرض ك ما ا ستخلف الذ ين من قبل هم وليمك نن ل م دين هم الذي‬
‫ارتضى ل م وليبدلن هم من ب عد خوف هم أمنا يعبدون ن ليشركون ب شيئا‬
‫ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون )‬
‫( النور‪.)55:‬‬

‫إذا القرآن أ ْحيَانَـا‬ ‫سنملكُ َأمْرَ دنيانا‬


‫وحكم ف قضايانا‬ ‫ونورٌ ف مفاوزنا‬

‫٭٭٭‬

‫ما يــحز في النفــس‬

‫‪ )1(1‬شعراء الدعوة السلمية في العصر الحديث الجزء العاشر ‪ :‬أحمد الجدع وحسني‬
‫جرار ‪ ،‬ص ‪. 83‬‬

‫‪34‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وان ما يز ف النفس عدم استشعار المة تاما لذا الانب وعدم‬


‫السارعـة إليه بقوة‪..,‬حت أننا ند الكثي من أبناء المة الصادقي ف تألهم‬
‫لا يدث للمسلمي من مذابح ومن يسلكون شت السالك ف سبيل مساعدة‬
‫إخوانم بدون أن يلتفتوا للحل القيقي‪ ,‬وحت أن الكثي من الغارقي ف‬
‫العاصي يتألون بشدة لا يصل لخوانم بدون التفكي ف التوبة من ذنوبم وما‬
‫هم فيه من بعد عن ما يرضاه ال‪.‬‬
‫وأبناء المة فيهم الي وقد يكون استشعارهم وإدراكهم لذا الانب حافزا‬
‫للكثي منهم للمسارعة ف التوبة والعودة إل ال واللتزام الكامل بأوامر الدين‬
‫…غية على واقع المة وواقع إخوانم‪ ,‬ولنا شاهد ف قصة إسلم حزة رضي‬
‫ال عنه عندما كانت بداية إسلمه تأثرا لا رآه من أذية الشركي لرسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫وما يستغرب له النسان ويتمن أن ينتبه له السلمون ويأخذوا منه‬


‫العب أن كثيا من الذين أسلموا بعد أن كانوا كفارا يكونون أول أعرف من‬
‫الكثي من السلمي بالخاطر الت تواجه المة ومن أهها البعد عن الدين‪ ,‬وثانيا‬
‫تراهم يعملون بد وحاس كبي لدمة ونشر الدعوة إل ال وخدمة السلمي‪,‬‬
‫والمثلة على ذلك كثية بالئات واللف ومنهم الكثي من ل يعرفوا ولكن‬
‫نذكر منهم هنا مثلي؛‬

‫الول يوسف إسلم أو كات ستيفن الغن البيطان العالي الذي أسلم وأصبح‬
‫داعية للسلم ف وسط السلمي! وغيهم‪ ,‬وصار يعرف الن بالداعية‬

‫‪35‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫السلمي!( من مغن بوب إل الداعية السلمي!!)‪ ,‬وجُلّ هه الدعوة إل ال‬


‫وخدمة السلم‪ ,‬حت أنه أسس مؤسسة لدمة السلم والسلمي ف العال‬
‫أساها "العون السلمي"‪ ,‬وهو يستحق أن تؤلف عن سيته الؤثرة كتب‬
‫عديدة تقدم لبناء أمتنا ف كل مكان‪ ,‬نسأل ال له ولنا الثبات على الق‪.‬‬
‫والثان هو الفكر السلمي ممد أسد النمساوي الصل واسه السابق‬
‫ليوبولد فايس‪ ,‬والذي أصبح يتكلم عن هوم السلمي ويذر المة من الصليبية‬
‫الاقدة ومن عداوة الغرب للسلم!!‪ ,‬ويُذكّر السلمي بأن عزهم ف العودة‬
‫إل السلم!!‪ ,‬وأنقل هنا كلمة للدكتور مصطفى الالدي كتبها ف تقديه‬
‫لكتاب السلم على مفترق الطرق الذي ألفه ممد أسد‪ (( :‬إنه درس دقيق‬
‫لال السلمي اليوم من الناحية الثقافية والروحية‪ ,‬ومع أن ثة سحابة كثيفة من‬
‫التشاؤم توم حول نفس الؤلف‪ ،‬فإن هناك أيضا بريقا ساطعا من المل‬
‫باستعادة السلم غابر مده ورجوع السلمي إل قوتم الجتماعية والثقافية‬
‫الول‪ ,‬هذا البيق الساطع من المل يتلخص ف جلة قصية‪ :‬رجوع السلمي‬
‫إل التمسك بقيقة دينهم ))(‪.)1‬‬

‫ولننظر عموما إل العديد من السلمي الدد من شت أناء العال خاصة‬

‫‪ )1(1‬السلم على مفترق الطرق‪ :‬محمد أسد ‪ ،‬ص ‪. 6 - 5‬‬

‫‪36‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫(‪)1‬‬
‫من أمريكا وأوروبا وكيف أن الكثي منهم يكونون ف القمة ف التزامهم‬
‫رجالً كانوا أو نسا ًء ‪ ,‬وأيضا ند الواحد منهم يارس بعد إسلمه مباشــرة‬
‫دوره ف الدعـوة إل ال! وحـل هوم السلمي!!‪.‬‬

‫قال تعال ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت‬
‫ال بقوم يب هم ويبو نه أذلة على الؤمن ي أعزة على الكافر ين ياهدون‬
‫ف سبيل ال ول يافون لومة لئم ) الية (الائدة‪.)54:‬‬

‫٭٭٭‬

‫مصيبة ضعف المر بالمعروف والنهي عن‬


‫المنكر‬

‫‪ )1(1‬من مشاهد ذلك والتي رأيناها بأعيننا منظر حجاب أكثر من أخت غربية أسلمت‪,‬‬
‫والذي كان في نفس المكان والوقت أفضل بكثير من حجاب عديد من المسلمات اللتي كن‬
‫يقفن بجانبهن‪ ,‬وخبر سمعته بنفسي عن أمريكية أسلمت وتزوجها من نعرفه بأنها كانت‬
‫تنصح بعض قريباتنا عن إثم وحرمة قناة تلفزيونية!أصبح كثير من المسلمين الن‬
‫وللسف ينظرون إلى ما هو أسوأ من تلك القناة بمراحل شاسعة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫والدعـوة إلى الله‬

‫ل شك أن بعد المة عن اللتزام الق بالدين ف شت المور مصيبة‪,‬‬


‫ولكن تعتب قضية ضعف المر بالعروف والنهي عن النكر من أهم النرافات‬
‫و الصائب الت وقعت فيها المة‪ ,‬فالنكرات قد تدث ف أي متمع لكن أن‬
‫يضعف النكار والصلح حت تصبح بعض النكرات سات عامة‬
‫للمجتمعات السلمية‪ ,‬بل وأن ل يشعر الكثي من السلمي بأنا منكر‬
‫وخطأ(‪ )1‬نتيجة لضعف النكار ‪ ,‬بل وقد ينكر على من ينكرها ف بعض‬
‫الحيان‪ ..,‬لشك أن ذلك من الطامات الكبى الت حصلت ف متمعات‬
‫السلمي ‪.‬‬
‫ومن الهم جدا أن نتذكر أن المر بالعروف والنهي عن النكر يشمل الدعوة‬
‫إل ال بعناها الوسع‪ ,‬وذلك حت ل تعتقد المة أن دورها ف الصلح‬
‫يتوقف على النكار والمر بالطريقة الباشرة فقط‪ ,‬بل إنه يشمـل أيضا العمل‬
‫على الصلح بكـل ما يناسب من وسائـل تساعد السلمي على اللتزام‬

‫‪ )1(1‬بلغ هذا الشأن في المة إلى حد عظيم حتى أننا أصبحنا نجد من يكتب متحدثا عن فنانة‬
‫ما وعن تميزها الفني!! بدون شعور بأي حرج‪ ,‬فكيف أباح لنفسه من البداية أن ينظر إليها‬
‫فضل عن أن يمدحها في باطلها‪ ,‬ونجد آخر يكتب استطلعا صحفيا عن رأي وإعجاب الشباب‬
‫بل والشابات!عن فلم به ما ل يرضاه العظيم‪ ,‬أو موقع أغاني في الشبكة العنكبوتية!‪ ,‬أو أخبار‬
‫وصور تحمل معاني العجاب عن نساء متبرجات أو فاجرات!!‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫بدينهم والعودة إل ربم‪ ,‬ويشمل البذل والتضحية بالــال وغيـره ف‬


‫سبيل ذلك(‪.)1‬‬
‫ول يشك مسلم صادق ف وجوب وأهية المر بالعروف والنهي عن النكر‬
‫فهو ركيزة من ركائز الدين وواجب من أهم واجباته حت عده بعض العلماء‬
‫بثابة الركن السادس من أركان الدين‪.‬‬

‫ولقد انشغل أكثر السلمي ف هذا العصر عن الدعوة إل ال‪ ,‬وكأن هذا‬
‫الواجب العظيم ليس من مسؤولياتم الدينية الت سيسألون عنها يوم القيامة‪,‬‬
‫خاصة ف عصرنا هذا الذي كثرت فيه العاصي والثام وضعف فيه السلمون‬
‫واشتد كيد العداء ومكرهم وإجرامهم‪ ,‬فمن مشغول بنصبه وعمله إل‬

‫‪ )1(1‬من الشرطة والكتيبات التي تُذكّر بهذا الواجب وكيفية أدائه كتيب "الدعوة إلى ال واجب‬
‫ـالة إلى‬
‫ــــف" و"رسـ‬
‫ـل اللــ‬
‫ـفر" "والرجـ‬
‫ـل الصـ‬
‫ـة "الرجـ‬
‫ـه"‪ ,‬وأشرطـ‬
‫ـف نؤديـ‬
‫كيــ‬
‫معلم ــة‪/‬معل ــم" للش يخ د‪/‬إبراه يم الدو يش‪,‬وكت يب "‪ 92‬طري قة دعو ية" للش يخ د إبراه يم‬
‫الفارس‪ ,‬وأشرطة الشيخ محمد المنجد العديدة عن خدمة السلم‪ ,‬وشريـط "ما الهـــم الذي‬
‫تحمله" للش يخ د‪ /‬نا صر الع مر أو للش يخ نب يل العو ضي‪ ,‬وشر يط "النملة" للدكتور نا صر الع مر‬
‫وكت يب " هل من مش مر" و"غراس ال سنابل" "وك يف أخدم ال سلم"للش يخ د ع بد الملك القا سم ‪,‬‬
‫وشريـط "رسـالــة مـن القلب‪/‬ماذا قدمنـا لهذا الديـن" للشيـخ د عبـد الوهاب الطريري‪,‬‬
‫وشرط"الدعوة إلى ال" للسـتاذ عمرو خالد‪ ,‬وأشرطـة "الطاقات المعطلة" و"فـن التهرب مـن‬
‫المسؤولية" للشيخ محمد الدويش‪ ,‬وشريط "بلغوا عني ولو آيه" للشيخ عبد ال الجعيثن‪ ,‬وكتيب‬
‫"الدعوة إلى ال" للشيـخ فهـد العصـيمي‪,‬وكتيـب"الرجـل المائة" للشيـخ عبـد اللطيـف الغامدي‪,‬‬
‫وكتاب"أفكارللداعيات"لهناء الصنيع‪ ,‬وكتاب "مجالت المرأة الدعوية"لخولة درويش‪,‬وكتاب"أفكار‬
‫دعويـة للمعلمات"لمـة السـلم‪ ,‬وكتاب" ل ُبدّ أن تكونـي داعيـة!"‪ .‬أيضـــا مواقـع النترنـت‬
‫الدعو ية مثل صيد الفوائد و طر يق الدعوة و(‪ .)work4islam‬ول شك أن وا جب الدعوة إلى‬
‫ال يصبح أكثر وجوبا في عصرنا هذا الذي بعــدت فيه المة وذبـــح فيه المسلمون!!!‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫مشغول بتجارته(‪)1‬وعقاراته وأسهمه‪ ,‬إل مشغول بنازله ومراكبه‪ ,‬وأما أمر‬


‫الدين والدعوة والصلح فإن تذكره فله فضول الوقات وفضول الموال(‪.)2‬‬
‫وعدونا ف قـتلنا يـتآمـر‬ ‫ُجلّ العباد بأمره متشاغل‬
‫(‪)3‬‬
‫ومقارف للشرك بل وماهر‬ ‫ف كل يوم يُستباح مُرم‬

‫٭٭٭‬
‫ول ُيعْـذَر النسان ف تليه عن الدعوة إل ال والمر بالعروف والنهي‬

‫‪ )1(1‬لنا عتب على بعض إخواننا التجار وغيرهم الذين يستوردون أو يوزعـون ما حرم ال‬
‫أو على القل بها بعض المنكرات‪ ,‬فهم يساعدون بذلك على نشر منكرات في مجتمعاتنا‪..,‬‬
‫وهل نسوا الحديث العظيم (ل تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع‪ ..‬ومنها ‪..‬عن‬
‫ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه)‪ ...,‬لقد كان التجار المسلمون في عصور سابقة من أهم من‬
‫نشر السلم في الخارج فما بال بعض إخواننا التجار حاليا‪..,‬أهذا شكرهم لنعم ال عليهم بأن‬
‫يتاجروا بما ل يرضاه‪ ,‬أيرضيهم أن يكونوا سببا مشاركا في ذل أمتهم وهوانها عن طريق‬
‫تقديم وتوفير مال يرضي ال وما يفسد مجتمعاتنا‪ ,‬وفي هذه الفترة الحرجة التي تنكوي بنيرانها‬
‫أمتنا !‪ .‬هل الموال أحب إلينا من ال ورسوله‪.‬‬
‫وأما إخواننا التجار أصحاب المستشفيات وغيرهـا المليئة بالعاملت المتبرجـات والميسـرة‬
‫للختلط في شتى النواحي بغير ضرورة شرعية حقيقية‪ ,‬فنقول لهم هل هذا نصر لدين ال‬
‫وشرعه الذي أمرنا سبحانه بالمحافظة عليه‪.‬‬
‫وأما التجار الذين يساهمون في القنوات الفضائية ودعمها بأي وسيلــة دعائيـة كانت أو‬
‫غيرها‪ ..‬فماذا عسانا أن نقول لهم!!‪.‬‬
‫‪ )2(2‬ول شك أن من متطلبات الدعوة إلى ال تقوية الزاد العلمي والشرعي‪ ,‬وما ل يتم‬
‫الواجب إل به فهو واجب‪.‬‬
‫‪ )3(3‬من شعر د عبدالرحمن العشماوي‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫عن النكر حت وان كان مقصرا ف نفسه ف بعض المور‪ ,‬والسلف ذكروا أن‬
‫السلم عليه أن ينهى عن النكر حت وان كان هو واقع فيه(‪ ,)1‬فوقوعه ف النكر‬
‫ذنب وعدم إنكاره على الخرين ذنب آخر يسأل عنه‪ ,‬وحصول ذنب واحد‬
‫أقل إثا من حصول ذنبي‪ ,‬فعليه النكار مع اجتهـاده الصادق مع نفسه ف‬
‫ترك النكر(‪.)2‬‬
‫قال تعال ‪( :‬ولتكن منكم أمة يدعون إل الي ويأمرون بالعروف وينهون عن‬
‫النكر وأولئك هم الفلحون) (آل عمران‪)104 :‬‬
‫وقال تعال ‪( :‬كن تم خ ي أ مة أخر جت للناس تأمرون بالعروف وتنهون عن‬
‫النكر وتؤمنون بال ) الية (آل عمران‪)110 :‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ( :‬والذي نفسي بيده لتأمرن بالعروف‪،‬‬
‫ولتنهون عن النكر‪ ،‬أو ليوشكن ال أن يبعث عليكم عقابا منه ث تدعونه فل‬
‫يستجاب لكم ) رواه الترمذي(‪.)3‬‬

‫‪ )1(1‬انظر كتاب شبهات حول المر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪:‬د فضل ال الهي‪,‬ص‬
‫‪ 24-20‬و كتاب المعاصي وآثارها على الفرد والمجتمع ‪:‬حامد محمد المصلح‪,‬ص ‪-287‬‬
‫‪.288‬‬
‫‪ )2(2‬ويجدر هنا أيضا التنبيه على أهمية إستخدام السلوب الحسن والطريقة السليمة في‬
‫المر بالمعروف والنهي عن المنكر وأداء واجب الدعوة‪ ,‬حتى تكون دعوة تقرب الناس‬
‫مما يرضي ال ل تنفرهم عنه‪..,‬وعلى كل مسلم أن يجتهد في سلوك أحسن وألطف‬
‫الطرق في الدعوة‪ ,‬وأحراها في تحقيق الستجابة والقبول من الخرين‪.‬‬
‫‪ )3(3‬رياض الصالحين ‪:‬النووي‪,‬ص ‪.81‬‬

‫‪41‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وقال صلى ال عليه وسلم‪ ( :‬ما من رجل يكون ف قوم يعمل فيهم بالعاصي‬
‫يقدرون على أن يغيوا عليه ول يغيون إل أصابم ال منه بعقاب قبل أن‬
‫يوتوا ) رواه أبو داوود وابن ماجة(‪.)1‬‬
‫وقال عليه أفضل الصلة والسلم‪ ( :‬إن الناس إذا رأو الظال ول يأخذوا على‬
‫يديه أوشك أن يعمهم ال بعقاب ) رواه أبو داوود وابن ماجه والترمذي‬
‫وصححه(‪.)2‬‬

‫٭٭٭‬
‫يقول ابن قدامة القدسي‪(( :‬اعلم أن المر بالعروف والنهي عن النكر‬
‫هو القطب العظم ف الدين وهو الهم الذي بعث ال به النبيي‪ ,‬ولو طوي‬
‫بساطه لضمحلت الديانة وظهر الفساد وخربت العباد ))(‪.)3‬‬

‫ويقول الشوكان عن المر بالعروف والنهي عن النكر‪ (( :‬وجوبه‬


‫ثابت بالكتاب والسنة‪ ،‬وهو من أعظم واجبات الشريعة‪ ،‬وأصل عظيم من‬
‫أصولا‪ ،‬وركن مشيد من أركانا‪ ،‬وبه يكمل نظامها ويرتفع سنامها))(‪.)4‬‬

‫ويقول المام الغزال‪ (( :‬المر بالعروف والنهي عن النكر هو القطب‬


‫العظم ف الدين وهو الهمة الت ابتعث ال لا النبيي أجعي‪ ،‬ولو طوى بساطه‬
‫وأهل علمه وعمله لتعطلت النبوة‪ ،‬واضمحلت الديانة‪ ،‬وعمت الفترة‪ ،‬وفشت‬

‫‪ )1(1‬حسنه اللباني في صحيح سنن إبن ماجه‪.‬‬


‫‪ )2(2‬صححه اللباني في صحيح الجامع الصغير‪.‬‬
‫‪ )3(3‬مختصر منهاج القاصدين‪:‬إبن قدامة المقدسي‪,‬ص ‪. 129‬‬
‫‪ )4(4‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪:‬جلل الدين العمري ‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪42‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫الضللة‪ ،‬وشاعت الهالة‪ ،‬واستشرى الفساد‪ ،‬واتسع الرق‪ ،‬وخربت البلد‪،‬‬


‫وهلك العباد‪ ،‬ول يشعروا باللك إل يوم التناد‪ ،‬وقد كان الذي خفنا أن‬
‫يكون فإنا ل وإنا إليه راجعون‪ ،‬إذ قد اندرس من هذا القطب عمله وعلمه‪،‬‬
‫وانحق بالكلية حقيقته ورسه‪ ،‬فاستولت على القلوب مداهنة اللق‪ ،‬وانحت‬
‫عنها مراقبة الالق‪ ،‬واسترسل الناس ف اتباع الوى والشهوات استرسال‬
‫البهائم‪ ،‬وعز على بساط الرض مؤمن صادق ل تأخذه ف ال لومة لئم‪ ،‬فمن‬
‫سعى ف تلف هذه الفترة‪ ،‬وسد هذه الثلمة‪ ،‬إما متكفل بعلمها‪ ،‬أو متقلدا‬
‫لتنفيذها‪ ،‬مددا لذه السنة الدائرة‪ ،‬ناهضا بأعبائها‪ ،‬ومتشمرا ف إحيائها‪ ,‬كان‬
‫مستأثرا من بي اللق بإحياء سنة أفضى الزمان إل إماتتها‪ ،‬ومستمسكا بقربة‬
‫تتضاءل درجات القرب دون ذروتا ))(‪.)1‬‬

‫يقول ساحة الشيخ ابن باز رحه ال‪ (:‬إن الواجب على المة التآمر‬
‫بالعروف والتناهي عن النكر والتعاون على الب والتقوى‪ ,‬والصدق ف ذلك ف‬
‫كل بلد وف كل قرية وف كل قبيلة‪ ,‬عليهم أن يتناصحوا ويتواصوا بالق‬
‫والصب عليه‪ ,‬ويتعاونوا على الب والتقوى ويأمروا بالعروف وينهوا عن النكر‬
‫حت ل تصيبهم كارثة بسبب ذنوبم )(‪.)2‬‬

‫‪ )1(1‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ :‬جلل الدين العمري ‪ ،‬ص ‪.26‬‬


‫‪ )2(2‬أسباب نصر ال للمؤمنين على أعدائهم ‪ :‬سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز‪ ,‬ص‬
‫‪.19-18‬‬

‫‪43‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وقال رحه ال‪ ( :‬يتضح لكل طالب علم أن الدعوة إل ال من أهم الهمات‪,‬‬
‫وأن المة ف كل مكان وزمان ف أشد الاجة إليها‪ ,‬بل ف أشد الضرورة إل‬
‫ذلك)(‪.)1‬‬

‫٭٭٭‬
‫بل حت أن عدم إنكار النكر بالقلب والذي حقيقته أن يتأل النسان‬
‫وأن يكون كارها له (أي ليس إنكارا معرفيا فقط بل أيضا إنكارا وجدانيا‬
‫يتأثر به القلب وينفعل له) هو من أسباب استحقاق العقوبة‪ ,‬فعن جابر أنه قال‪:‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم‪ ( :‬أوحى ال عز وجل إل جبيل عليه السلم أن‬
‫اقلب مدينة كذا وكذا بأهلها‪ ,‬فقال‪ :‬يا رب ! إن فيهم عبدك فلنا ل‬
‫يعصك طرفة عي‪ ،‬قال‪ :‬قلبها عليه وعليهم‪ ،‬فإن وجهه ل يتمعر فّ ساعة‬
‫قط)(‪.)2‬‬
‫وهذا الانب أي النكار القيقي بالقلب وحصول التأل عند رؤية النكرات‬
‫قَصر فيه العديد من الدعاة إل ال فضل عن عامة الناس‪.‬‬
‫يقول العلمة الكاندهلوي [ وهناك مئات من الحاديث تتوي على‬
‫معن الوعيد إذا ل يتأل الرء بالنكرات‪ ،‬يعن إذا ل يقدر على تغييها‬
‫فلبد من أن يستنكرها ويتأل منها‪.‬‬
‫ولننظر الن إل الالة الت نعيش فيها‪ ،‬ونفكر ف العقوبات والبليا الت‬
‫نستحقها‪ ،‬بالنسبة إل العاصي والذنوب الت تصدر منا‪ ،‬وبالنسبة إل تألنا‬

‫‪ )1(1‬مجموع فتاوى ومقالت الشيخ عبدالعزيز ابن باز ج ‪/ 1‬ص ‪.333‬‬


‫‪ )2(2‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ :‬جلل الدين العمري ‪ ،‬ص ‪25‬‬

‫‪44‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وقلقنا بالنكرات الت نشاهدها‪ ،‬وكيف يرجى – وحالنا هذه – أن‬


‫تستجاب دعواتنا‪ ،‬وتل مشكلتنا‪ ،‬وتنقرض الحن الت نعان منها‪.. ،‬وإذا‬
‫كان ال ل يأخذنا بعذاب يفاجئنا‪ ،‬ونقمة تقضي علينا جيعا‪ ،‬فذلك‬
‫بفضل رحة ال علينا‪ ،‬ودعاء نبيه صلى ال عليه وسلم ](‪.)1‬‬

‫٭٭٭‬

‫ولشك أن وجوب المر بالعروف والنهي عن النكر تزداد أهيته‬


‫ف عصرنا الاضر الذي يعتب ‪-‬كما يذكر ذلك العديد من علماء المة‬
‫ومفكريها وكما نراه‪ -‬أسوأ واقع مر على أمتنا السلمية سواء ف بعدها‬
‫عن ال أو ف ضعفها وذلا العظيم‪ ,‬بل إن الواقع يب بأنا أصبحت أذل‬
‫أمه على وجه الرض(‪ ,)2‬فحت الوثنيون وعبدة البقر والتخلفون‬
‫يستأسدون أكثر ما يستأسدون على السلمي‪ ,‬وجراحها كثية جدا‪ ,‬ومن‬
‫شت النواع والشكال‪ ,‬من إهانة للسلم إل ذبح السلمي إل ‪..‬إل‪,‬‬
‫‪...‬وهذا بد ذاته أي سوء واقع المة منكر عظيم يب إزالته بكل‬
‫الوسائل المكنة‪ ,‬وكل المة مسؤولة عنه‪ ,‬وأعظم مزيل له الدعوة إل‬

‫‪ )1(1‬أسباب سعادة المسلمين وشقائهم ‪ :‬محمد زكريا الكاندهلوي ‪ ،‬ص ‪. 17-16‬‬


‫‪ )2(2‬للعلمة إبن عثيمين رحمه ال كلمة مسجلة مؤثرة جدا عن هذا الجانب قال‬
‫خذِلوا وذلوا وكانوا من أذل المم إن لم أقل أذل‬
‫فيها‪(:‬لنّ السلم بمعاصي أهله ُ‬
‫المم‪...,‬أنا أقول أذل المم ول أبالي لن عند المسلمين من الثروات العظيمة إذا قسناه‬
‫بحالهم وجدنا انهم أذل المم‪...,‬ولو كان لهم عزة لكانوا هم الذين يتحكمون في الناس)‪,‬‬
‫وهي موجودة في مقدمة شريط مؤثر للشيخ عبدالمحسن القاضي" غربة الدين والواقع‬
‫الليم"‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ال‪... ,‬فال ال يا أمة السلم ف هذا الركن العظيم ف هذا النكر‬


‫العظيم‪.‬‬

‫٭٭٭‬
‫وعلينـا بذل غاية الهد ف المر بالعروف والنهي عن النكر والدعوة‬
‫إل ال‪ ,‬وتعظــم السؤولية بقدر ما أعطي السلم من قدرات وإمكانيات‬
‫مادية أو غيها (‪ )1‬ما يساعده على ذلك‪ ..,‬ولنتذكر ونقرأ اليات العظيمة من‬
‫كلم ربنا الت تذكرنا بواجبنا ف البـذل والعطــاء لدينه‪.‬‬
‫قال تعال ‪ ):‬قـل إن كان آباؤكـم و أبناؤكـم وإخوانكـم وأزواجكـم‬
‫وعشيت كم وأموال اقترفتمو ها وتارة تشون ك سادها وم ساكن ترضون ا‬
‫أ حب إلي كم من ال ور سوله وجهاد ف سبيله فترب صوا ح ت يأ ت ال بأمره‬
‫وال ل يهدي القوم الفاسقي) (التوبة‪.)24:‬‬

‫٭٭٭‬
‫ومن العروف أن المرون بالعروف والناهون عن النكر من أهم‬
‫أسباب رفع العقوبات عن المم‪ ,‬لــذا فمن الطورة العظيمة معاداتم‬
‫والتصدي لم‪ ,‬قال تعال ف الديث القدسي ( من عادى ل وليا فقد آذنته‬
‫بالرب )(‪ ,)2‬وهم ليسوا معصومي من الطأ فهم بشر يصيبون ويطئون‪ ,‬وإن‬
‫كانوا مظلومي ف واقعنا ف كثي من الخطاء الت تنسب لم ‪ ,‬وحت عندما‬

‫‪ )1(1‬ليت إخواننا وأخواتنا الذين يبـذرون قدراتهم!! وأموالهم يستشعرون أن السلم‬


‫والمسلمين والدعوة إلى ال في حاجة ماســة! إلى ما يملكون! ‪.‬‬
‫‪ )1(2‬صحيح البخاري‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫يطئون ف تصرف ما يتعلق بدعوتم فكثيا ما يكون سببه ردة فعل لطأ أكب‬
‫حصل ف متمعهم‪ ,‬ولكن على العموم إن أخطؤوا فيجب أل يكون خطأهم‬
‫دافعا للنيل منهم‪.‬‬
‫يقول الشيخ ممد العثيمي رحه ال‪( :‬إن هؤلء الذين يأمرون بالعروف‬
‫وينهون عن النكر هم واجهة المة‪ ،‬هم الذين يذبون عنها أسباب العقاب‬
‫والعذاب‪ ,‬فعلينا أن نناصرهم علينا أن نكون ف صفهم‪ ,‬علينا إن أخطؤوا أن‬
‫نعرفهم الطأ وأن نذرهم منه‪ ,‬وان نرشدهم إل ما فيه الداية‪ ,‬ل أن نعل ما‬
‫أخطؤوا فيه وسيلة لزالتهم وإبعادهم)(‪.)1‬‬
‫خاصة أنم من بدعوتم يصل بإذن ال رجوع للمسلمي إل التمسك بدينهم‬
‫الذي به يتحقق نصر المة وإنقاذها‪.. ,‬فالوقوف ف وجههم يعتب إعانة لعداء‬
‫الدين وسببا لستمرار مذابح المة ومآسيها‪ ,‬حيث ستتأخر الوسيلة الت با‬
‫توقف هذه الآسي‪ ,‬والت يعود با للمة العز والجد والقوه‪ ,‬أل وهي العودة‬
‫والرجوع إل اللتزام بشرع ال وأوامره ونصره تعال كي ينصرنا‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫تنبيـه ل بـد منه‬

‫إن البال من الصى‬ ‫ل تقرن صغــية‬

‫‪ )2(1‬أثر المعاصي على الفرد والمجتمع ‪ :‬محمد بن صالح العثيمين ‪ ،‬ص ‪. 7‬‬

‫‪47‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ل شك أن أمتنا ابتعدت عن التطبيق الكامل للدين ف أمور كثية‪,‬‬


‫ووقعت ف مظورات عديدة‪ ,‬بعضها ف العقيدة وبعضها من الكبائر وبعضها‬
‫من الصغائر‪ ,‬والنرافات ف العقيدة وتكيم غي شرع ال والكبائر لشك أنا‬
‫الهم لكن موضوع الصغائر يتاج إل تنبيه خاص؛‬
‫أول‪ :‬لنه قليل ما يذكر وينبه على خطره‪..,‬‬
‫وثانيا‪ :‬لكثرة انتشار الصغائر وتساهل الكثي من السلمي ف شأنا‪,‬‬
‫وثالثا‪ :‬لن الكثي من السلمي من نسبهم من أهل الي والفضل سلموا‬
‫من الوقوع ف الكبائر إل أنم مصابون بداء الصرار على الصغائر ‪ ..,‬وهذا‬
‫خطي من جوانب عديدة‪ ,‬فعلماء المة أوضحوا قاعدة مهمة يب النتباه لا‬
‫وهي أن الصغائر تصبح مع الصرار كبائر(‪ ,)1‬كما قال ابن عباس رضي ال‬
‫عنه‪ ( :‬ل صغية مع الصرار ول كبية مع الستغفار )(‪ ,)2‬بل إن بعضهم‬
‫ذكر أن كبية يعملها النسان ولكنه ف نفسه نادم على عملها أرجى ف الغفرة‬
‫من صغية يصر عليها غي مبالٍ بنظر ال إليه وهو يعملها‪ ,‬فاستصغار الذنب‬
‫يعله عظيما عند ال ‪.‬‬
‫يقول ابن القيم‪ ( :‬هاهنا أمر ينبغي التفطن له‪ ,‬وهو أن الكبية قد‬
‫يقترن با من الياء والوف والستعظام لا ما يلحقها بالصغائر‪ ,‬وقد يقترن‬
‫بالصغية من قلة الياء‪ ,‬وعدم البالة‪ ,‬وترك الوف ما يلحقها بالكبائر‪ ,‬بل‬
‫يعلها ف أعلى رتبها )(‪.)3‬‬

‫‪ )1(1‬مثل ما ذكره إبن القيم في أكثر من موضع من كتاب "مدارج السالكبين‪.‬‬


‫‪ )2(2‬رواه البيهقي ف شعب اليان بنحوه‪.‬‬
‫‪ )1(3‬مدارج السالكين‪:‬إبن القيم‪,‬طبعة دار إحياء التراث العربي‪ ,‬الجزء الول‪,‬ص ‪.252‬‬

‫‪48‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫قال صلى ال عليه وسلم‪ ((:‬إياكم ومقرات الذنوب‪ ,‬كقوم نزلوا ف‬


‫بطن واد‪ ,‬فجاء ذا بعود‪ ,‬وجاء ذا بعود‪ ,‬حت أنضجوا خبزتم‪ ,‬وإن مقرات‬
‫الذنوب مت يؤخذ با صاحبها تلكه))(‪.)1‬‬

‫ويقول ابن القيم‪ (:‬فالصرار على العصية معصية أخرى‪ ,‬والقعود عن‬
‫تدارك الفارط من العصية إصرار ورضى با‪ ,‬وطمأنينة إليها‪ ,‬وذلك علمة‬
‫اللك‪ ,‬وأشد من هذا كله الجاهرة بالذنب‪ ,‬مع تيقن نظر الرب جل جلله‬
‫من فوق عرشه)(‪.)2‬‬
‫وقال أيضا‪(:‬إن استقلل العصية ذنب‪ ,‬كما أن استكثار الطاعة ذنب‪,‬‬
‫والعارف من صغرت حسناته ف عينه‪ ,‬وعظمت ذنوبه عنده‪ ,‬وكلما صغرت‬
‫السنات ف عينك كبت عند ال‪ ,‬وكلما كبت وعظمت ف قلبك قلت‬
‫وصغرت عند ال‪ ,‬وسيئاتك بالعكس)(‪.)3‬‬
‫وقال أيضا متحدثا عن العقبات الت يضعها الشيطان ليضل النسان‪:‬‬
‫( العقبة الرابعة؛ وهي عقبة الصغائر فيقول له‪:‬ما عليك إذا اجتنبت الكبائر ما‬
‫غشيت من اللمم‪ ,‬أوما علمت بأنا تُكفّر باجتناب الكبائر وبالسنات‪ ,‬ول‬
‫يزال يُهوّن عليه أمرها حت يصر عليها‪ ,‬فيكون مرتكب الكبية الائف الوجل‬

‫‪ )2(1‬سلسلة الحاديث الصحيحة‪:‬اللباني‪,‬ج ‪,1‬ص ‪673‬‬


‫‪ )3(2‬مدارج السالكين لبن القيم‪:‬طبعة دار إحياء التراث العربي‪ ,‬الجزء الول‪,‬ص ‪.144‬‬
‫‪ )4(3‬المرجع السابق ص ‪.205‬‬

‫‪49‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫النادم أحسن حال منه‪ ,‬فالصرار على الذنب أقبح منه‪ ,‬ول كبية مع التوبة‬
‫والستغفار‪ ,‬ول صغية مع الصرار)(‪.)1‬‬
‫٭٭٭‬
‫والتساهل ف الصغائر يؤدي إل التساهل ف أمور أكب‪ ,‬فالواقع أن‬
‫تاون الفراد والجتمعات ف الكبائر كان غالبا ما يسبقه تاون وتساهل ف‬
‫فعل الصغائر‪ ,‬ولو تركنا الصرار على الصغائر لجل الكثي من الصرين على‬
‫الكبائر من ذنوبم‪ ,‬ولكن تاونا فشجعناهم !‪.‬‬
‫ولعله من الناسب أن يُذكّر هنا أيضا بأن العديد من الكبائر أصبح الكثي من‬
‫السلمي يتساهلون با اعتقادا منهم أنا من الصغائر(‪.)2‬‬

‫٭٭٭‬

‫ومن جانب آخر فإن الذنوب عموما ف عصرنا هذا تعظم ويشتد‬
‫خطرها وأثرها نظرا لساسية الظروف الت تعيشها أمتنا حاليا‪ ,‬والت تزيد‬
‫وجوب النابة والتوبة سواء كانت ذنوبا كبية أو صغية‪ ,‬وقد يدخل هذا‬
‫تت القاعدة الشرعية التعلقة باختلف إث الذنب حسب الزمان والكان الذي‬
‫يعمل فيه‪.‬‬
‫وظروف أمتنا حاليا ل تتاج ترك الذنوب فقط‪ ,‬بل تتاج إل أن نتقرب إل‬
‫ال أكثر وأكثر لَيقْرُبَ منا بإذن ال النصر والتمكي‪.. ,‬فليتنا ل ندع أنفسنا‬

‫‪ )1(1‬المرجع السابق ص ‪.176‬‬


‫‪ )2(2‬حبذا الرجوع إلى بعض الكتيبات أو الكتب التي ذكرت الكبائر ومنها رسالة صغيره‬
‫قيمة للشيخ عبد ال الجار ال رحمه ال ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وأمتنا بأن نقول هذا المر أو ذاك بسيط وصغي!‪..,‬وحت ل يصل المر إل‬
‫حد أن َنمُ ّن على ال !!! الغن عنا بأننا نفعل كذا وكذا ول نقع ف كذا وكذا‪.‬‬

‫نقطة أخرى هامة نُنَبّه عليها إخوتنا الذين يتساهلون ف الصغائر‬


‫وغيها مـن أصحاب الفضل ف أعمال برّ متلفة من نوافل وصدقات‬
‫وغيها بأن عليهم أل يعلهم الشيطان يركنون إل أعمالم الصالة‪ ,‬فالسلم ل‬
‫يضمن قبول عمله خاصة أن ال سبحانه وتعال أخبنا أنه يتقبل من التقي‪,‬‬
‫ول شك أن استخفاف الرء بالصغائر قد يكون أحد علمات ضعف التقوى‪,‬‬
‫وسلفنا الصال كانوا يافون من عدم القبول مع أنم كانوا على درجة كبية‬
‫من الصلح ف كل جوانب حياتم‪ ,‬ورسولنا صلى ال عليه وسلم أخبنا بأن‬
‫أعبد الناس هو الذي يبتعد عن الحرمات‪ ,‬وأحب العمال الت يتقرب با‬
‫النسان إل ال هي أداء ما افترضه ال‪.‬‬
‫قال عليه الصلة والسلم‪ (:‬اتق الحارم تكن أعبد الناس )الديث(‪,)1‬‬
‫وقال أيضا فيما يرويه عن ربه ف الديث القدسي‪ (:‬ما تقرب إل عبدي‬
‫بشيء أحب إل ما افترضته عليه )(‪.)2‬‬

‫‪ )1(1‬حسنه اللباني في صحيح الترمذي‪.‬حديث رقم ‪,1876‬ج ‪ 2‬ص ‪.266‬‬


‫(‪ )2‬صحيح البخاري‪.‬حديث رقم ‪.6137‬‬
‫‪ )1(2‬منها قول ابن عمر رضي ال عنه ) ‪:‬لََــرَدّ دَانِـقٍ من حرام أحب إلى ال من‬
‫إنفاق مائة ألفٍ في سبيل ال )‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫فعمل الواجبات وترك الحرمات أهم وأحب إل ال وأرفع لدرجات العبد من‬
‫شت النوافل والصدقات‪ ,‬وللسلف أقوال مأثورة عن ذلك(‪.)3‬‬
‫فال سبحانه غن عن العباد وليس باجة لم وأحب شيء عنده كما بُيّن سابقا‬
‫اللتزام بأمره ف الصغية والكبية‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫لندرك تماما ً طريق الخلص والنصر‬

‫علينا أن ندرك جازمي بأن أمتنا السلمية لن تنتصر النصر القيقي‬


‫الكامل ولن يتحقق لا السؤدد والعزة إل عندما تعود إل اللتزام التام بدينها‪,‬‬
‫‪3‬‬

‫‪52‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وهذا هو الطريق الذي سيبارك ف ما ستبذله أمتنا وقتها بصدق وجد من جهود‬
‫لتقوية شأنا من النواحي الادية‪ ،‬وذلك لن سنة ال اقتضت أن النصر لمتنا‬
‫ل يتحقق بدون عودة صادقة إليه وبدون تقوى له ونصر له سبحانه بتطبيق‬
‫أوامره‪.‬‬

‫ومن العروف على مدى العصور أن أمتنا كانت ذات شأن ف القوة بل‬
‫وفـ التقدم الادي عندمـا كانـت مطبقـة لدينهـا‪ ,‬وأن بدايـة تأخرهـا وضعفهـا‬
‫وتفرقهـا وذهاب عزهـا تصـل عندمـا تنحرف عـن دينهـا وشريعـة رباـ‪ ,‬لذا‬
‫فالتخلف التقن والعسكري والتفرق ف المة السلمية لشك أنه من أسباب‬
‫ضعف ها(وي ب على ال مة أن تت هد ف إ صلحه)‪ ,‬ولك نه متعل ـق ونات ـج‬
‫بالدرجة الول من ُبعدِها عن ال و حقيقـة منهج السلم(‪ ,)1‬وهو بالدرجة‬
‫ض للمرض الساس للمة وليس هو الرض نفسه‪.‬‬
‫الول عـر ٌ‬
‫ثـم إن المة السلمية إذا صدقت ف العودة إل ال والستقامة على شرعه ث‬
‫جاهدت أعداء ها‪ -‬ف الو قت والظرف النا سبي‪ -‬ف هي من صورة بإذن ال ولو‬
‫لـم تصل ف العدة والعتاد وال ستعداد إل مثل مستوى أعدائ ها‪ ,‬فهي مطال بة‬
‫فقط بأن ت عد ما ت ستطيعه من القوة وقتئذٍ‪ .‬وتارين ـــا ال سلمي شاه ـد‬

‫‪ )1(1‬للتوسع في هذا الجانب يمكن الرجوع إلى بعض المراجع التأصيلية والفكرية التي‬
‫وضحت سبب ضعف المة الساسي والذي نتج عنه التخلف في كل نواحي الحياة‪ ,‬ومن هذه‬
‫المراجع كتاب "مجتمعنا المعاصر أسباب ضعفه و وسائل علجه" للدكتور عبد ال المشوخي‪،‬‬
‫وكتاب "واقعنا المعاصر" للشيخ محمد قطب‪ ،‬وكتاب "النحرافات العقدية والعلمية في القرنين‬
‫الثالث عشر والرابع عشر الهجريين وآثارها في حياة المة" للشيخ علي بن نجيب الزهراني‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫على انت صارات ال سلمي الكثية على أعدا ٍء ل م فاقو هم كثيا ف ا ستعداداتم‬
‫الادية‪.‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫قال تعال‪:‬‬
‫(الروم‪.)47:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن مشكلة المة وسبب منتها هي بعدها عن دينها وعزها ف الرجعة‬


‫إليه؛‬
‫وكل شيء سوى السلم خسران‬ ‫شريعة ال للصـلح عنــوان‬
‫(‪)1‬‬
‫تارينا من رسول ال مبـــدؤه وما عداه فل عزٌ ول شـــان‬

‫لقد قالا الفاروق رضي ال عنه من قبل وسطرها كلمة تاريية للمة‬
‫على مر العصور ( إنا كنا أذل قوم فأعزنا ال بالسلم‪ ,‬فمهما نطلب العز‬
‫بغي ما أعزنا ال به أذلنا ال )(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫إن يسلخ العرب من إسلمهم رجعوا على شال العال بعض أصفــار‬
‫يقول الشيخ ممد الغزال رحه ال‪:‬‬
‫(( والذين يرجعون هزية العرب أمام اليهود خصوصا ف العارك الخية إل‬
‫عبقرية اليهود إنا يريدون مواراة قصة استغفال مزنة‪ . . ,‬إنم يريدون أن‬
‫نذهل عن عيبنا كي تتكرر الأساة نفسها‪ --- . . ,‬فهل نعمى عن علتنا‬

‫‪ )1(1‬ديوان" أغاني المعركة" ‪ :‬وليد العظمي ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬


‫‪ )2(2‬رواه الحاكم في المستدرك‪.‬‬
‫‪ )3(3‬ديوان"جرح الباء"‪ :‬أحمد فرح عقيلن‪:‬ص ‪.24‬‬

‫‪54‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫الهلكة ث ننسب النتائج إل الوهم‪ ،‬ونزعم أن اليهود غلبونا لعبقريتهم الربية‬


‫وتفوقهم ف كذا وكذا‪. . .‬‬
‫يقول التاريخ أن شبيها لذه الأساة وقع من تسعة قرون‪ ،‬فقد انزم العرب أمام‬
‫الملة الول للصليبيي دون سبب معقول !‬
‫كان الصليبيون قد هبطوا من أوربا إل الشرق الوسط وهم يرون أقدامهم‬
‫جرا ‪ ،‬وبلغت بم الجاعة إل حد أن أكلوا اليف‪ ،‬ول تكن ظروفهم تكنهم‬
‫من كسب أي معركة ‪.‬‬
‫ومع ذلك فقد هزموا العرب الوفوري القوة والعدة والصحة والشبع‪ ،‬وذبوا‬
‫سبعي ألفا منهم ف القدس !!‬
‫لاذا ؟ لن العرب كانوا ف حال من الفرقة والبطر والفسوق والغفلة ترمهم‬
‫من رعاية ال‪ ،‬وتبعد عنهم النصر القريب‪.)1()) ! . .‬‬
‫(‪)2‬‬
‫إن ل تصنها من السـلم آيات‬ ‫ما رفرفت فوق هام العرب رايات‬

‫وقال أيضا رحه ال ف كلمة له بعد مزرة صبا وشاتيل‪ ( :‬إذا ل‬


‫يعتنق العرب السلم‪ ,‬وينتموا إليه ظاهرا وباطنا‪ ,‬فلينتظروا خسفا ومسخا‬
‫ومذابح أخرى )(‪.)3‬‬

‫‪ )1(1‬حصاد الغرور ‪ :‬محمد الغزالي ‪ ،‬ص ‪. 8 - 7‬‬


‫(‪ )2‬ديوان" أغاني المعركة" ‪ :‬وليد العظمي ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ )1(3‬علل وأدوية‪:‬محمد الغزالي‪,‬ص ‪. 225‬‬


‫(‪ )2‬جريدة الرياض العدد ‪.1/4/1422 12022‬‬

‫‪55‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ويقول الستاذ عبد ال راشد السنيدي ف مقال له عن مقومات النصر‬


‫على إسرائيل أنه مهما تعددت الطرق والساليب فإن أمر هذه المة لن يصلح‬
‫إل با صلح به أولا‪ ..,‬ومن القومات الساسية للنصر الت ذكرها التزام‬
‫الجتمعات السلمية بأمر دينها‪ ..,‬فمما قاله‪:‬‬
‫[ إصـلح الوضع الداخلي إدارة ومتمعا بإزالة كــل ما يتعارض مع‬
‫الشريعة‬
‫السلمية ما يعتب معصية ل ورسوله‪ ،‬وذلك تشياً مع قول ال سبحانه‬
‫وتعال‪:‬‬
‫(( إن ال ل يغي ما بقوم حت يغيوا ما بأنفسهم )) ](‪.)1‬‬
‫إن تنصروا الرحن حقا تُنصروا‬ ‫لن تُر ِجعَ العبات حقا ضائعا‬

‫وحبذا الرجوع إل رسالة جيلة متصرة عنوانا "ما هو سبب تلف‬


‫السلمي"(‪ ,)2‬وأيضا الرجوع إل الكتاب الام القيم الرائع للدكتور ماجد‬
‫الكيلن" هكذا ظهر جيل صلح الدين وهكذا عادت القدس" والذي تدور‬
‫فكرته الساسية ف أن سر انتصار صلح الدين هو النهج الصلحي الذي‬
‫قاده آل زنكي ث صلح الدين والعلماء الصادقون قبلهم ومعهم‪ ,‬فأصلحوا‬
‫السلمي ث تقق النصر(‪ ,)3‬وأيضا كتاب "الهاد والتجديد ف القرن السادس‬

‫‪ )3(1‬من إصدار دار إبن المبارك للنشر والتوزيع‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪ )1(3‬وحتى مظاهر إهانـة قيَـم المة ودينها وشريعتها وقرانهـــا العظيم‬


‫ورسولهـــا الكريم عليه أفضل الصلة والسلم‪ ,‬والتي زاد حدوثها بعد أحداث ‪11‬‬

‫‪56‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫الجري" للشيخ ممد الناصر‪ ,‬وكتاب "حت نغي ما بأنفسنا" للشيخ د عدنان‬
‫النحوي‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫عملنا شيئا ً للمهم‬


‫وتركنا التركيز على الهم‬

‫سبتمبر بشكل مقلق مؤلم‪ ,‬حلها الجدري الذي سيوقفها بإذن ال هو عودة العزة لمة‬
‫السلم والتي ل تعود إل بإصلحها أحوالها مع ال سبحانه وتعالى‪ ..,‬فل يتجـــرأ‬
‫عليها العادون وليستهيـــن بها الكائدون‪.‬‬
‫بـل إن إرضاء المة لخالقها يصلح أحوالها في كـــل الشؤون‪ ,‬وينهي بإذن ال‬
‫مشاكلها في أي جانب من جوانب الحياة (ولو أن اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم‬
‫بركات من السماء والرض)(العراف ‪.)96‬‬

‫‪57‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫إن دعم السلمي الذين يتعرضون للمذابح والتشريد بالساعدات الادية‬


‫والدعاء لم(‪ - )1‬على الرغم من أهيته ووجوبه والاجة إليه وضرورة البادرة‬
‫إليه إل أنه حل وقت وجزئي ل يعال أساس الشكلة‪.‬‬
‫فدعم الصابي ماديا والدعاء لم هام وضروري‪ ,‬ولكن الهم والل القيقي‬
‫الذي يعال الرض من أساسه ل العراض فقط‪ ,‬والذي يكون حل جذريا ل‬
‫وقتيا وحل كامل ل ناقصا وحل شوليا ل جزئيا‪ ,‬هو العودة إل ال الذي هو‬
‫طريق تقيق السؤدد والعزة الت ستمكننا بإذن ال من حايتهم مباشرة وإيقاف‬
‫الذابح الت يتعرضون لا‪ ,‬بل منعها من أن تدث وتتكرر‪......,‬ولقد قالتها‬
‫مرةً كما سعنا إحدى عجائز البوسنة ف مأساة البوسنة الخية وهي ترى‬
‫استمرار الذبح ف أبنائها وبن عشيتا قالت‪ " :‬نن لسنا دجاجا تسمنوننا‬
‫ليذبونا…أنقذونا"‪ ,‬قالت ذلك وهي ترى عجز أمتها الكبية !! عن وضع‬
‫حل جذري لأساتا‪.‬‬
‫حت وإن طال وقت حدوث هذه اليقظة والتوبة والعودة للمة‪ ,‬وبدا أنا تتاج‬
‫إل وقت وصب‪ ,‬فل شك أنا هي الل والطريق الوصل إل استرداد المة‬
‫عزها ومدها وجهادهـــا الذي يردع أعداء الدين‪ .‬وعـادة أن طريق‬
‫العودة إل ال وتربية المة على ذلك وتقيق النصر يأخذ وقتا وجهدا‪ ,‬وذلك‬
‫جزء من اختبار ال للمة ليى سبحانه ما تبذله من عمل وجهد وتضحية‬
‫وصب لتطبيق أوامره وإعلء دينه‪.‬‬

‫٭٭٭‬
‫‪ )1(1‬الصل في الدعاء أن تقوم به المة وهي تائبة ذليلة ل‪ ,‬والصرار على المعاصي‬
‫من أسباب عدم استجابة الدعاء‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫قال العلمة ابن عثيمي رحه ال كلمة مسجلة له(‪)1‬تعتب بالغة‬


‫الهية‪ ,‬وقد قالا وسط غمرة أحداث النتفاضة الفلسطينية الباركة الخية‬
‫وبالضبط يوم الثني ‪19‬رجب ‪1421‬ه‪ ,‬فقال رحه ال معلقا على الحداث‪:‬‬
‫(كيف نؤمل النصر ونن هذه أفعالنا ونياتنا‪ ,‬إذن لنرجع لنفسنا‪ ..‬ل تأخذنا‬
‫العاطفة !‪.........‬السجد القصى ل يكن أن يرجع إل إل أصحابه ومن هم‬
‫أصحابه‪...‬اسع قول ال عز وجل(ولقد كتبنا ف الزبور من بعد الذكر أن‬
‫الرض يرثها عبادي الصالون)‪(..‬إن الرض ل يورثها من يشاء من عباده‬
‫والعاقبة للمتقي)‪.......‬لن يرجع السجد القصى إل إذا قاتل السلمون ل عز‬
‫وجل‪ ,‬لكي تكون كلمة ال هي العليا مهما عمل الناس‪......... ,‬أرجو أل‬
‫تأخذنا العاطفة أل تأخذنا العاطفة! وأن نغفل عن الشياء‬
‫الساسية!‪ .........‬نن ل نرضى أن يقوم طاغية من طغاة اليهود كشارون‬
‫يطوف ببيت القدس لهانة السلمي ولكي يرتفع عند قومه من وجه آخر‪...‬ل‬
‫نرضى بذا أبدا ولن يرضى بذلك أي مسلم‪...‬ولكن علينا أول أن نصلح‬
‫أنفسنا‪...,‬أنفسنا ما صلحت إل ما شاء ال‪...‬فكروا بذه المور‪..‬ل‬
‫تأخذكم العاطفة)‪.‬‬

‫يقول الستاذ مني سعيد الذي كتب كتابا قيما عن النتفاضة‬


‫الفلسطينية الول يستحق الشادة‪ ,‬فحسب ما اطلعت عليه من الكتب الت‬
‫تكلمت عن أحداث ونوازل المة ف بلد معينه‪ ,‬وجدت أن كتابه من الكتب‬
‫‪ )1(1‬وهي ملحقة في نهاية شريط قيم للشيخ عبد المحسن القاضي "فلسطين جراح تتجدد"‪,‬‬
‫قامت تسجيلت الستقامة بعنيزة بإضافتها نظرا لهميتها‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫القلئل الت ربطت بوضوح بي عودة المـة إل ال وبي تقيق النصر كما‬
‫سيتبي ذلك ف كلماته التالية‪:‬‬
‫(إذا كانت النتفاضة الباركة تثل أمل المة ف التحرير والنصر فإنا ل يكن‬
‫أن تُوصِل إل النصر إل إذا تضافرت معها جهود المة كاملة‪ ,‬ولكن أمة‬
‫السلم اليوم تعيش واقعا بعيدا كل البعد عن مقومات النصر وأسبابه ما‬
‫يتطلب منها أن تعيد النظر ف هذا الواقع با يكفل لا تقيق الشرط الربان ف‬
‫تقيق النصر‪.....‬‬
‫إن العودة ل تعال تتطلب منا أن نقق ف ديارنا مبادئ السلم النيف‬
‫الت تدعو إل العدالة والرية والساواة وتعل التقوى ميزان التفاضل بي الناس‪,‬‬
‫و تتطلب منا مارب ًة للمنكرات والحرمات وأداء لواجب المر بالعروف‬
‫والنهي عن النكر حت يشيع الي ف المة من جديد‪ ,‬عند ذلك فقط نسي ف‬
‫الطريق الصحيح الوصل إل خيي الدنيا والخرة‪ ,‬وعند ذلك نتلقـــى‬
‫مع إخواننا ف فلسطي ف نصرة ال تعال فينــزل علينا نصره الوعود)(‪.)1‬‬

‫وإن من أكب الدللت أننا تركنا التركيز على الهم وعلى طريق الل‬
‫القيقي لآسي المة هو استمرار الفواجع والذابح والآسي الت لزلنا نراها‬
‫جدِ‬
‫وتكتوي المة بنارها يوما بعد يوم‪ ,‬فلم يوقف ما عملناه استمرارها ول ُي ْ‬
‫أيضا ما نفعله من استرحام واستعطاف العال!!ليقاف مآسينا‪ ,‬فكل هذه ل‬

‫‪ )1(1‬على طريق النتفاضة المباركة(إشراقة المل وواجب المة نحوها)‪:‬منير سعيد‪,‬ص ‪-104‬‬
‫‪.105‬‬

‫‪60‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫تصنع حل جذريا ‪ ..,‬فالبعد عن الطريق القيقي للحل ل يقق النتيجة الرجوة‬


‫لنه ليس الطريق !!‪.‬‬

‫والرجـو أل يفهم أن ف هذا الكلم تقليلً لهية دعم ومساعدة‬


‫النكوبي والجاهدين‪ ,‬فكما ذكر فهو مهم‪ ,‬وما قدمناه لم ماديا من مساعدات‬
‫تعتب أقل ما يتاجونه ول زلنا مقصرين ف هذا الانب‪ ,‬ولكن القصود أننا ونن‬
‫نبذل ف هذا الضمار علينا أل ننسى النقذ العظم بإذن ال لآسي إخواننا أل وهو‬
‫عودتنا إل ال والدعوة إل ذلك‪ ,‬والذي سيؤدي بإذن ال إل أن تقوم كـل‬
‫المة‪-‬ولو بعد حي‪ -‬ماهـدة ف سبيل ال‪ ,‬من أجل إعلء كلمة ال‪ ,‬وهـي‬
‫ملتزمة بأوامر ال‪ ,‬فينـصرها ال ويعلي شأنا‪.‬‬
‫قال تعال‪ ( :‬ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا الرسلي‪.‬إنم لم النصورون‪.‬وإن‬
‫جندنا لم الغالبون ) (الصافات‪.)173-171:‬‬
‫٭٭٭‬

‫هل شعرنا بالمسؤولية؟‬


‫(!كي ل نكون سببا ً في ذبح إخواننا)‬

‫أو ما يركك الذي يري لنا‬


‫(‪)1‬‬
‫أو ما يثيك جرحنا الدفاق‬
‫إن علينا نن السلمي عامةً أفرادا وجاعات أن نشعر وندرك أننا‬
‫مسؤولون عن استمرار مآسي المة من هذا الانب‪ ,‬لننا بتقصينا واستمرارنا‬

‫‪ )1(1‬مشاهد شريط صوتي(إصدار) عن مآسي المة‪:‬المنتدى للنتاج العلمي‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ف الذنوب وتركنا الد ف الدعوة إل ال والصلح نكون سببا ف ضعف‬


‫المة‪ ,‬وبالتال نكون سببا ف عجز المة عن حاية أبنائها ووضع حل جذري‬
‫لذه الآسي‪ ,‬فنكون من أسباب استمرار مذابح السلمي!‪.‬‬

‫يقول ساحة العلمة ابن باز رحه ال بعد كلمه عن أسباب نصر ال‬
‫للمؤمني على أعدائهم‪ -‬وهي كلمة عظيمة ينبغي لكل المة ولكل فرد من‬
‫أفرادها أن ينتبه لا‪: -‬‬
‫(( ومت فرط الؤمنون ف هذه المور فهم ف القيقة ساعون ف تأييد عدوهم‬
‫ف نصره عليهم‪ ،‬والعن أن معاصي اليش عون لعدوهم عليهم كما جرى يوم‬
‫أحد ‪ ،‬فعلى الؤمني جيعا ف أي مكان أن يتقوا ال ‪ ،‬وأن ينصروا دينه ‪،‬‬
‫وأن يافظوا على شرعه وأن يذروا من كل ما يغضبه ف أنفسهم ‪ ،‬وفيمن‬
‫تت أيديهم وف متمعهم ))(‪.)1‬‬
‫وأحب أن أؤكد أن ساحة الشيخ رحه ال ل يقصد بكلماته أن السلمي الذين‬
‫يسعون ف تأييد عدوهم هم فقط أفراد جيش السلمي ف ساحة القتال‪ ,‬فإن ما‬
‫يقصده عام ويشمل السلم ولو كان ف خارج ساحة العركة‪ ,‬فهو بذلك يكون‬
‫سببا ف أن تكون العزة والنعة والغلبة لعداء الدين وهزية المة‪ ,‬بل إن أكثر‬
‫كلمه ف هذه الرسالة كان عن سلوك السلمي ف حياتم ككل‪ ,‬وعن‬
‫تطبيقهم لوامر ال وعن المر بالعروف والنهي عن النكر‪ ,‬فليجع إليها من‬
‫أحب الستزادة‪.‬‬

‫وما أبلغ هذه الكلمات للشيخ ممد الغزال رحه ال والت تستحق أن‬
‫تكتب با هو أغلى من الذهب‪ ,‬وهي وإن كان على ما يبدو أن الشيخ يقصد أكثر‬

‫‪ )2(1‬أسباب نصر ال للمؤمنين على أعدائهم ‪ :‬عبد العزيز بن باز ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬

‫‪62‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ما يقصد با الذين يقللون من أهية الدين والتدين من السلمي والذين يضيعون‬
‫على الناس أحكام دينهم ويساعدونم على التخلي عنها ويضيقون على الدين‬
‫وأهله‪ ,‬إل أن مدلول كلمته عام و يشمل كل مفرط ف التزامه بأوامر الدين‪ ,‬لنه‬
‫بذلك كما ذكر الشيخ يرحه ال يعي أعداء الدين على السلمي‪ ,‬والشيخ أشار‬
‫ف مواضع عدة من كتابه "حصاد الغرور" إل أثر الذين يفرطون ف اللتزام بالدين‬
‫على تقيق التمكي للكافرين‪...‬‬
‫واسحوا ل أن أقول مذكرا لخوان السلمي وأخوات السلمات ؛ ‪..‬ليتنا نكتب‬
‫كلماته القادمة على باب كل مذنب ولهٍ لنه ل يذنب فقط ف حق نفسه بل ف‬
‫حق أمته جعاء‪ ,‬وحق اليتامى والثكال والذبي‪ ,‬بل ليتنا نكتبها على باب كل‬
‫مقصر ف الدعوة إل ال الت هي السبيل لعودة المة ككل‪ ,‬بل ليتنا نكتبها على‬
‫باب الدعاة الذين يقصرون ف دعوتم وهم يرون أمتهم با ما با ث ل يبذلون‬
‫غاية جهدهم‪ ,‬بل وغيهم وغيهم لن كل هؤلء يؤخرون نصر الدين ويؤخرون‬
‫الفرج على السلمي‪.‬‬
‫يقول الشيخ الغزال ف هذه الكلمة‪:‬‬
‫(( إن الدين بالنسبة لنا نن السلمي ليس ضمانا للخرة فحسب انه أضحى‬
‫سياج دنيانا وكهف بقائنا‪.‬‬
‫ومن ث فإن أنظر إل الستهيني بالدين ف هذه اليام على أنم‬
‫يرتكبون جرية اليانة العظمى‪ ،‬إنم دروا أو ل يدروا‬
‫يساعدون الصهيونية والستعمار على ضياع بلدنا وشرفنا ويومنا‬
‫و غدنا‪!! . .‬‬
‫فارق خطي بي عرب المس وعرب اليوم‪.‬‬
‫الولون لا أخطؤوا عرفوا طريق التوبة‪ ،‬فأصلحوا شأنم‪،‬‬

‫‪63‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫واستأنفوا كفاحهم‪ ،‬وطردوا عدوهم‪.)1()) . . .‬‬

‫يقول الشاعر الستاذ ممد الوقدان ف هذه البيات العبة كيف أننا‬
‫بق نساعد العداء بتقصينا‪:‬‬
‫بالتوانــي والرقــاد‬ ‫نن ساعـدنا العادي‬
‫مستعــــدا للجهاد‬ ‫لو رأوا صفا قويـــا‬
‫ث ثابــــوا للرشاد‬ ‫لنابـوا واستجابــوا‬
‫(‪)2‬‬
‫كل عاد بالتمــادي‬ ‫غي أن الضعف يغـري‬
‫ول شك أن أقوى عدة للمة هي صدقها مع ال وطاعتها له سبحانه‪ ,‬وهي الت‬
‫تعدنا وتطلقنا بفعاليةٍ للجهاد ولعداد القوة اللزمة له‪ ,‬ويتحقق لنا با العزة‬
‫والغلبة والنصر‪.‬‬
‫أخي السلم هل أدركت الوضوع تاما‪ ,‬وبيقينك الازم؟‪.‬‬
‫إنا مثل العادلة‪ :‬ذنوب(‪ )3‬نفعلها بإصـرار وماهـرة‪ ...‬تؤدي إل أمة‬
‫إسلمية ضعيفة عاجزة عن حاية أبنائها‪ ...‬ما يؤدي إل استمرار ذبح‬
‫إخواننا(وقد يأتنا الدور ! نسأل ال السلمة والعافية)‪.‬‬

‫‪ )1(1‬حصاد الغرور‪ :‬محمد الغزالي ‪ ،‬ص ‪. 8‬‬


‫‪ )2(2‬من قصيده غير منشورة له‪.‬‬
‫‪ )1(3‬ل يخلو المسلم من الذنوب فهذا من طبيعة النفس البشرية‪ ,‬ولكن الخطورة على الفــرد‬
‫والمــة تكمن في الصــرار عليها والمجاهـــرة بها‪ ,‬وهذا مما يجب على المسلم أن ينتبه‬
‫له غايـــة النتباه في أي ذنب‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫والل هو العودة إل ال(‪)1‬والدعوة (عودة ودعوه)‪ ,‬وأي تقصي منك ف‬


‫ذلك يعن ذبا لخوانك !!‪.‬‬
‫ولنستمع بقلوب مصغية لذا النداء الؤثر ف القرآن العظيم كلم ربنا‬
‫سبحانه‪ ,‬مستشعرين جلل وعظمة ورهبة هذا التوجيه الكري من‬

‫‪ )2(1‬من الوسائل القوية المُعينة على التوبة سمــاع الشرطة الطيبة التي نفع ال المة بها كثيرا مثـل ؛‬
‫"دمعة تائب" و"المحرومون" و"الماني والمنون" و"الشباب أمــل و ألــم" و"الفتاة أمــل وألــم" للدكتور‬
‫إبراهيم الدويش‪ ،‬و"المشتاقون إلى الجنـة" و"عيش السعداء"و"على قمم الجبال" للدكتور محمد العريفي‪ ,‬و"هل من‬
‫عودة قبـل الموت" و"توبة صادقة" و"حاولنا فوجدنـا النتيجة" و"المصرون على الهلك" و"شباب مشغولون بل‬
‫مهمة"و"إلى متـى هذا الجمـود"و"طوق النجاة" للدكتور سعد البريك‪ ,‬و"كيـف تقوي إيمانك" لنبيل العوضي‪،‬‬
‫و"وصف الجنة"و"ولو ترى إذ وقفوا على النار" و"لو أن ال هداني" و"المعنى الحقيقي للحياة"و"عندما ينتحر‬
‫العفاف" و"أسباب الهداية"و"وما يستوى العمى والبصير" و"علمات الشقاء"و"أسباب دخول الجنة"و"القلق أسبابه‬
‫وعلجه"و"صاحــب القــرار" للدكتور سعيد بن مسفر القحطاني‪ ,‬و"وصف الجنة‪/‬شرح حديث يا‬
‫معاذ"و"جاءت سكرة الموت"للشيخ محمد حسان‪,‬و"وصف الجنة" للدكتور أحمد المورعي‪،‬و"لو تكلــــم‬
‫الموتــى"للشيخ سليمان الماجد‪ ,‬و"وقفات مع مغسـل الموتـى" للستاذ عباس بتّاوي‪ ,‬و"احفظ ال‬
‫يحفظك"للدكتور عايض القرني‪,‬و"قوافل التائبين" للشيخ أحمد الطويل‪,‬و"قوافـــل العائدين" للشيخ خالد الراشد‪,‬‬
‫و"العائـــدات إلى ال" و"العائدات إلى ال" و"مشهورون عـــادوا الى ال"(إصدارات)‪ ,‬و"نقطـة تحول"‬
‫و"درر منثورة" للشيخ علي باقيس‪ ,‬و"من وسائل إصلح البيوت"و"أزف الرحيـل" للشيخ محمد أمين‬
‫مرزا‪،‬و"حســرات" و"كلنا ذوو خطأ" و"الرقابة لمن"و"أختاه هل تريدين السعــادة" للشيخ علي القرني ‪،‬‬
‫و"أثــر اليوم الخر"للشيخ حسن أيوب‪,‬و"استجيبوا ل وللرسول"و"وصايا اليك"و"الجواب ما ترى ل ما تسمع"‬
‫للدكتور عبدالرحمن المحمود‪,‬و"قصص مؤثرة"و"اللحظات الحاسمة عندالموت" للدكتور إبراهيم الفارس ‪،‬‬
‫و"ميــلد جديد"(إصدار)‪،‬و"المل القاتل"للشيخ أحمد القطان‪ ,‬و"من تصاحب" للشيخ أحمد المير‪ ,‬و"السفر‬
‫الخير"للشيخ أنس بن مسفر‪,‬و"يا بنــي" و"يا أبتـي" للشيخ محمد الدويش‪ ,‬وندوات الشيخ الجبيلن والشيخ‬
‫الحمودي‪ ,‬و "راحة قلوب الشباب" و"يوم الحساب" و"غربة الموت" و"التوبة" للستاذ عمــرو خالد‪ ,‬ومحاضرات‬
‫د عمر عبدالكافي ود خالد الجندي والشيوخ وجدي غنيم ومحمود المصري(أبو عمار) وأبو إسحاق الحويني‬
‫ووحيد بالي ومصطفى العدوي وغيرهــم من شيوخ وعلماء ودعاة المة ممن قد ل يتسع المجال لتذكرهم‬
‫وذكرهم هنا جميعا‪ .. ,‬و"الحياة الطيبة" للدكتور محمد الشنقيطي‪ ،‬و"صلح القلوب" و "أنذرهم يوم‬
‫الحسرة"و"لهيـــب النار"و"ريح الجنة" للشيخ محمد حسين يعقوب ‪،‬ومجموعة "قصة النهايــة" للدكتور طارق‬
‫السويدان‪ ,‬و"نهـاية السعداء" للشيخ راشد الزهراني ‪ ,‬و"من يحول بينك وبين التوبة" للشيخ د عمر العيد‪ ,‬و"دمعة‬
‫غدير" و"تائبون وتائبات" للشيخ عبدالرحمن الوهيبي‪ ,‬و "اختاه أين انت غدا" للشيخ طلل الدوسري‪ ,‬و"عـــودة‬

‫‪65‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫سبحانه‪ ,‬مستشعرين جلل وعظمة ورهبة هذا التوجيه الكري من ربنا‬


‫وخالقنا النعم علينا والغن عنا القوي البار سبحانه؛‬
‫قال تعال ‪( :‬يـا أيهـا الذيـن آمنوا ل تونوا ال والرسـول وتونوا‬
‫أماناتكم وانتم تعلمون) (النفال‪.)27:‬‬

‫فتاة"و"بُني هـل سمعت بمصعب"و"كــــان ماجـــد" للشيخ عبدالعزيز السويدان‪,‬و"أريد أن أتوب‬


‫ولكن"و"حاملـــة المانة" للشيخ محمد المنجد‪,‬و"المرأة والوجه الخر" للشيخ خالد الصقعبي"‪ ,‬و‪:‬ففروا إلى ال"‬
‫للشيخ عصام العويد‪ ,‬و"رسالة عاجلة إلى أصحاب الــــدش" للشيخين المقرن والحليبي‪,‬و"الوقاية من أمراض‬
‫القلوب"و"قلبـــي لماذا متى كيف"للدكتور خالد الجبير‪,‬و"قــــصص ل أنســــاها"للشيخ عبدالمحسن‬
‫الحمد‪ ,‬و "شجاعــة تائب" و "شواطئ التائبين" للشيخ إبراهيم بو بشيت‪ ,‬و"أهل الخشية" للشيخ محمد‬
‫بقنة‪,‬وغيــــرها من الشرطة للكثير من علماء المة ودعاتها التي هي نور وبركة للمسلم في الدنيا‬
‫والخرة ‪ .‬وأيضــــا قـراءة الكتيبـــــات المتحدثة عن التوبة والعائدون والصلح مثل‬
‫"العائــــــدون إلى ال" للشيخ محمد المسند والشيخ إبراهيم الحازمي وغيرهما ‪ ،‬و مثل "الزمن‬
‫القــادم"و"من الحيــاة"و"دموع المآذن" للشيخ عبد الملك القاسم ‪،‬و"فتاوى مهمة لعموم المة"للدكتور إبراهيم‬
‫الفارس‪ ,‬و"أسئلة مهمــــة" و"أثر الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع" لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين‬
‫رحمه ال‪,‬و"‪ 40‬وسيلة لصلح البيوت" و"‪ 33‬سبب للخشوع في الصلة" للشيخ محمد المنجد‪,‬و"أيها العاصي‬
‫تذكـــر" و"أمّن مستقبلك" و"همسة في أُذن من أُحب" و"ل تتــــردد" للشيخ عبد اللطيف الغامدي ‪,‬و"أخي‬
‫الشاب إلى أين المسير"و"رسائل عابرة للمرأة المسلمة" للشيخ محمد أمين مرزا‪,‬و"مـــن تجالــــس" للشيخ‬
‫عبدال الجعيثن‪,‬و"أخي الحبيب قف" و"أختاه قفي" للشيخ إبراهيم الغامدي‪,‬و"هـــل تبحث عــن‬
‫وظيفة"للدكتور محمد العريفي‪ ,‬و "معاناة شـاب" للشيخ فهد العماري‪ ,‬و"كيـــف أتـــوب"لدار إبن‬
‫المبارك‪,‬و"ريـاض الجنــة"للشيخ محمد الحديقي‪,‬ومجموعة كتيبات للشباب للشيخ عادل آل عبدالعالي‪,‬و"رسائل‬
‫تربوية للسرة المسلمة"للدكتور صالح أبوعراد الشهري‪,‬و"سلسلة أختــــاه" للشيخ مجدي السيد‪,‬و"أل فعودي‬
‫يا أخية"لدار ابن خزيمة‪,‬و"الستقامة" للشيخ خالد الضالع‪, ,‬و"كيف نربي أولدنا"للشيخ محمد جميل زينو‪,‬و"مواقف‬
‫إيمانية"للشيخ نجيب العامر‪ ,‬و"حســن الخاتمــة" للدكتور عبدال المطلق‪,‬و"أول ليلـة فــي القبــر"‬
‫للدكتور عايض القرني‪,‬و"مــن هنا نبدأ وفـي الجنة نلتقي" للشيخ عبدالمحسن بن عبدالرحمن‪,‬و"الجنـة‬
‫والطريــق المؤدي إليهـا" للشيخ أبوبكر الجزائري‪ ,‬و"تذكرة الخيار للمسارعـة للجنة والفرار من النار"‬
‫للشيخ راشد الزهراني‪ ,‬و"وصف الجنة والنار" للشاب!!عبدالرحمن بن سعيد القحطاني(رحمه ال)‪ ..,‬وغيـرها‬
‫من الكتيبات والكتب التي تعيــن المسلم على الهداية وسبلهـــا‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ورد ف تفسي هذه الية ما ذكره ابن كثي ( واليانة تعم الذنوب‬
‫الصغار والكبار اللزمة والتعدية)(‪,)1‬‬
‫وتشمل كما ذكر سيد قطب ف الظلل التخلي عن حل أمانة الدين‬
‫والدعوة إليه‪.‬‬
‫وخالقنــا العظيم البار ياطبنا بقوله( وانتم تعلمون) وهي كلمه‬
‫يعجز اللفظ عن استيفاء مدلولتا وإياءاتا العظيمة الت تلقيها ف النفس‪,‬‬
‫فربنا العظيم يعاتبنا سبحانه عن تلينا ونن من العاليــن با حلناه من‬
‫المانة والسؤوليات‪.‬‬

‫وأخشى أل يكون لنا عذر اليوم معاشر السلمي‪ .....‬بعد أن راينـا ما‬
‫رأينــا‪ .....‬بعد أن راينـا ما رأينــا‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫أل نخاف ونخشى؟‬

‫يا مسلمون أما نشى من النِقَـمِ كم من قتيل َهوَى والغَْي ُر ف نَغــمِ‬


‫جدُهم كـم من سبايا وكـم من يُّتمٍ ودمِ‬ ‫كم من نساء ثكال َعزّ مُن ِ‬
‫(‪)2‬‬
‫يا مسلمون أفيقـوا من رقادكم قبل الثول أمام ال والنــــدمِ‬

‫‪ )1(1‬تفسير القرآن العظيم ‪ :‬الحافظ ابن كثير ‪ ،‬ج ‪ ( 3‬كتاب الشعب ) ص ‪. 582‬‬

‫‪67‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫إن من الواجب علينا أن نتذكر عظمة ما يدث من الذابح لخواننا‬


‫السلمي عند ال وغضبه سبحانه و تعال من ذلك‪ ,‬والذي يتبي من مثل قوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ف الديث الصحيح‪ ( :‬لزوال الدنيا أهون على ال من‬
‫قتل رجل مسلم )(‪,)1‬‬
‫وقول ابن عمر رضي ال عنه عندما نظر إل الكعبـة فقال‪ (:‬ما أعظمك‬
‫وأعظم حرمتك‪ ,‬والؤمن أعظم حرمة عند ال منك )(‪.)2‬‬
‫وتأمـل أخي السلم كيف يكون شعورنا لو أن الكعبة تدم أو تان‪ .. ,‬أعلم‬ ‫د‬

‫أن غيتك ستجعلك تتأثر تأثرا تعجز الكلمات عن وصفه‪ ..,‬والتفت مرة‬
‫أخرى وتأمل كلمة ابن عمر رضي ال عنه‪ ,‬ولتحكم بنفسك عن ماذا يكن أن‬
‫نقوله عن سلبيتنا ف هـذا الانب‪ -‬إل من رحم ال‪ -‬ف تأثرنا وغيتنا‬
‫وعملنـا لنقاذ أمتنا الت تذبح بالليي!! ‪.‬‬
‫وتدم ف مرابعنا الصون‬ ‫تاصرنا الجازر كل يوم‬
‫فيجب علينا الوف والذر إن ل نقم بسؤولياتنـا العظيمــة تاه ذلك‪.‬‬

‫‪ )1(2‬من أبيات كتبتها منذ سنوات أثناء مأساة البوسنة وأنا أرى أمة المليار مسلم التي‬
‫سادت الرض سابقا وقفت ذليلة عاجزة عن إنقاذ شعب مسلم يذبح‪ ,‬بل الدهى أنها تفرح‬
‫بأمور تافهة‪ ,‬وتذنب بل وتصر على الذنوب‪ ,‬وكأنها ل تخشى من غضب الجبار وعقابه‬
‫في الدنيا وفي الخرة‪.‬‬
‫‪)2(1‬ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصحيح وزيادته‪:‬اللباني(ترتيب عوني الشريف)‪,‬ج‬
‫‪,3‬ص ‪. 10‬‬
‫‪ )3(2‬صحيح الترمذي‪:‬اللباني‪.‬حديث رقم ‪.1655‬‬

‫‪68‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وعلينا أن نشعر أن هؤلء الذين يتعرضون للذبح هم إخواننا نتأل‬


‫للهم ونبكي لبكائهم‪ ,‬بل إن رابطة أخوة العقيدة ف ديننا أقوى من رابطة‬
‫أخوة النسب‪ ,‬فكيف يكون شعورنا عندما يذبح ل أقول فقط يقتل أخ لنا ف‬
‫النسب‪..,‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أنـا منك أنت من أنت ب‬ ‫يا أخي ف الند أو ف الغرب‬
‫هؤلء الذين يذبون إخواننا‪... ,‬وحالنا ل يعب حقا عن ذلك‪ ,‬وإل فأين‬
‫تأثرنا‪ ,‬وكيف نلهو بالعاصي وهم يبادون‪ ,‬وماذا عملنا من أجل إنقاذهم‪ ,‬ل‬
‫أعتقد (وعذرا) أن ما عملناه من غي ٍة من أجلهم يتماشى مع كلمة الخوة‬
‫بعناها العظيم‪ ..,‬ولكن يبدو أن أمتنا نسيت حقيقة معان الخوة ف الدين‪,‬‬
‫كما نسيت من قبل ذلك الكثي من معان ديننا‪ ,‬بعد أن خدرها اللهون‬
‫والفسدون‪.‬‬

‫يقول صال اليتاوي ف قصيدة له بعد احتلل إسرائيل جنوب لبنان‬


‫عام ‪ 1982‬وما حصل وقتها للمسلمي فيها من نكبة‪:‬‬
‫أكان يربطُ حقـا بيننا سَببُ ! ؟‬ ‫إن لسأل ف شكي وف ألـي ‪:‬‬
‫جبُ‬ ‫ناشدتُكـم كُل عِرقٍ حقهُ َي ِ‬ ‫ناديتُكم وفؤادي حُرقَة وأسـى‬
‫والطي والبُهمُ والشجار تنتحب‬ ‫حت اللمي ُد قد رقّت لا َسمِعَت‬
‫(‪)2‬‬
‫فما الخوة إل الغش والـكذب‬ ‫إن كان ذبيَ ل يُذكي أُخُوتكم‬

‫‪ )1(1‬من شعر الشيخ يوسف القرضاوي‪.‬‬


‫‪ )1(2‬شعراء الدعوة السلمية في العصر الحديث ‪ :‬أحمد الجدع وحسني جرار ‪ ،‬ص ‪.68-67‬‬

‫‪69‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ويقول أحد الشعراء على لسان طفلة منكوبة ف العال السلمي‬


‫تاطب السلمي ف كل مكان‪:‬‬
‫قلب بكى متسائل عن إخوة اليان‬
‫أتراهم قد خُدّرُوا عن سع كل بيان‬
‫(‪)1‬‬
‫لمُوا فارتاع كل لسان‬
‫أتراهم قد أُ ِ‬

‫ويقول د عبدالرحن العشماوي‪:‬‬


‫هؤلء البرياء‬
‫ف زمان الرعب‪ ,‬ظلوا يصرخون‬
‫أين منا السلمون ؟‬
‫أين منا السلمون ؟‬
‫عازف يسلبُه اللهو صوابه‬
‫يسب الجد على ثغر ربابه‬
‫ن يبتن قصرا ول يلك بابه‬
‫وغ ّ‬
‫وفقي يسرق اللقمة من ثغر ذبابه‬
‫(‪)2‬‬
‫أين منا السلمون ؟‬

‫‪" )2(1‬مشاهد" شريط صوتي(إصدار) عن مآسي المة‪:‬المنتدى للنتاج العلمي‪.‬‬


‫‪ )1(2‬من جانب آخر من ناحية الدعم المالي لخواننا المضطهدين والمحتاجين؛‪..‬فعلى الرغم من‬
‫وجود تفاعلت طيبة وبعضها رائعة كما ذكر سابقا‪ ,‬إل أن أمتنا بشكل عام ل زالت مقصرة في هذا‬
‫الجانب‪..,‬ففي الوقت الذي يوجد من إخوتنا ما يُ ْدمِي حالُهُم القلوب َنجِد في بعض أبناء المة من‬
‫ينفق الموال الطائلة ‪-‬والتي يصل بعضها إلى حد التبذير المحرم‪ -‬في المناسبات والفراح واللهو‬
‫وغير ذلك‪...,‬وبينما يموت بعض المسلمين جوعا‪ ,‬نجد في نفس الوقت من مظاهر الترف وبذل‬
‫الموال الكثيرة في أمور غير لزمة ما يجعلنا نخشى حقيقةً أن نعاقب بسببها‪ ,‬خاصــة إذا تذكرنا‬

‫‪70‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫(‪)1‬‬
‫يا سؤالً ل أزل أدفن بالصمت جوابه!‬

‫إن الواحد منا يتأل لو رأى ابنه يئن من أل أو مرض بسيط‪ ,‬فما بال‬
‫قلوبنا ل تتفاعل التفاعل الطلوب مع ما يدث من مآسي لطفال إخواننا الذين‬
‫إن سلموا من الصابات والعاهات السدية والشاكل الادية فلن يسلموا من‬
‫الضطرابات واللم النفسية من هول ما رأوا وما أصابم‪.‬‬
‫يقول الشاعر أحد حسبو ف قصيدته (عندما يزن العيد)‪:‬‬
‫ف الرض بي مشردٍ وطريـد‬ ‫كيف السرور وصفوة من أمت‬
‫يصرخن من وغ ٍد ومن عربيـد‬ ‫كيف السرور ول تزل أخواتنا‬
‫(‪)2‬‬
‫من صلب كلب كافر رعديد‬ ‫يملـن ف أحشائهن معـرة‬
‫ولنستمع يا إخـوة اليان إل هذه البيات الؤثرة للشاعر‬
‫الراحل عمر أبو ريشة رحه ال والت يتكلم فيها متحسرا أو ًل على مد‬
‫أمتنا الضائع والذي حق لنا أن نبكي من أجله‪ ,‬ث يتكلم بسرة عن واقعنا‬
‫الال وتصرفاتنا ونن نعيش وسط مآسي وآلم إخواننا‪.‬‬
‫وليتنا نستشعر أن أبياته تاطب المة بأكملها أفرادا وجاعات‪ ,‬وليس‬
‫فقط شرية معينة منها‪ ,‬وذلك لن تقصي المة بأفرادها ومتمعاتا هو‬

‫‪-‬في أيامنا هذه ومع القرب الذي حصل بين أطراف العالم من الناحية العلمية ومعرفة الخبار!‪,‬‬
‫ومن ناحية سهولة وسرعة وسائل المواصلت!‪ -‬قولـه صلى ال عليه وسلم‪(:‬ليسَ المؤمنُ الذي‬
‫يَشْبعُ وجـارُهُ جائعٌ) رواه الحاكم في المستدرك‪ .. ,‬نسأل ال أن يغفر لنا وان يهدينا لما يرضيه في‬
‫كل المور‪.‬‬
‫‪" )2(1‬هموم أمة" شريط صوتي‪:‬المنتدى للنتاج العلمي‪.‬‬
‫‪ )3(2‬مجلة المجتمع‪:‬العدد ‪/4, 1238‬شوال‪.1417/‬‬

‫‪71‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫السبب لميع مشاكلها‪ ,‬وهو الداء العضال الذي أفرز باقي الدواء‬
‫والنرافات‪ ,‬ونوة العتصم يبدأُها كل واحد منا بنفسه بأن ل يرضى‬
‫بأن يكون هو سببا ف استمرار مآسي إخواننا بأي تقصي منه ف أي‬
‫واجب أو وسيلة تكون سببا لنقاذهم‪ ,‬ومن ذلك صدق عودتنا ل‬
‫ونصرنا له حت ينصرنا سبحانه ونوقف مذابح ومآسي إخواننا‪:‬‬
‫منبــر للسيف أو للقلـم‬ ‫أمتــي هـل لك بي المم‬
‫سكِ النصرم‬
‫خجــلً من أم ِ‬ ‫ق‬
‫أَتلَـقّاك وطرف مطـــر ٌ‬
‫بـبقـــايا كـبياء الل‬ ‫ويَكـادُ الدمع َي ْهمِـي عابثا‬
‫ف حـى الهد وظل الـرم‬ ‫ألسرائـيـل تعلــو راية‬
‫تنفضــي عنك غبار التهـم‬ ‫كيف أغضيت على الذل ول‬
‫موجـة من لـب أو من دم‬ ‫أومـا كنت إذا البغي اعتدى‬
‫وانظري دمع اليتامى وابسمي‬ ‫اسعي نوح الزانـى واطرب‬
‫مـلء أفواه الصبايــا اليتم‬ ‫رب وا معتصماه انطلقــت‬
‫لـم تلمس نــوة العتصم‬ ‫لمست أساعهم لكنهـــا‬

‫وينبغي أيضا أن نتذكر بأن عدم استيقاظنا من الغفلة‪ ,‬وعدم السارعة‬


‫إل التوبة والصلح خاصـة وسط هذه الظروف الشديدة الت تعيشها‬
‫المة‪ ,‬ونن نرى ما يدث لخواننا بأعيننا‪ ..,‬يعلنا نشى أن يصيبنا مثل‬
‫ما أصاب إخواننا‪ ,‬خاصــة أن العداء حاليا متربصـون وميطـون‬
‫بأمتنا من كل جانب!‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫٭٭٭‬
‫قال تعال‪ (( :‬يـا أيهـا الذيـن آمنوا اسـتجيبوا ل وللرسـول إذا‬
‫دعاكـم لاـ يييكـم واعلموا أن ال يول بيـ الرء وقلبـه وأنـه إليـه‬
‫تشرون‪.‬واتقوا فتنة لتصيب الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن ال‬
‫شديد العقاب )) (النفال ‪...,)25-24‬‬
‫كتب سيد قطب رحه ال صفحتي ف تفسيه عن العان العظيمة من هذه‬
‫الية وعن معن الستجابة والت تشمل اللتزام بالشرع والدعوة إليه والهاد‬
‫ف سبيله‪ ..,‬وأثر الستجابة على الفرد والمة ‪ ..,‬وأثر التخلي ف نزول الفت‬
‫والبلء الذي ينل وقتها حت على الصالي الذين ل يكن لم دور ف‬
‫الصلح‪ ,‬فحبذا الرجوع إليها‪.‬‬
‫والهـم من عقاب الدنيا أن ناف من السؤال بي يدي ال ومن العقوبة‬
‫يوم القيامة‪ ...,‬ووال إن نفس الؤمن لتهتز عندما يتذكر موقف السؤال يوم‬
‫القيامة ولو كان سؤالً عن أمر بسيط أو صغي‪ ,‬فكيف بنا لو استشعرنا عظمة‬
‫السؤال عندما نسأل عن ماذا فعلنا ونن نرى واقع أمتنا الال‪ ,‬وعن ماذا فعلنا‬
‫من الواجبات العظيمة اللقاة على عاتقنا تاه هذا المر‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يا صاحب هل ذكرت قيام ًة وصحائفا يوم الساب ستنشر‬
‫قال صلى ال عليه وسلم ف الديث العظيم الخيف لكل مؤمن والذي رواه‬
‫البخاري عن عدي بن حات‪ ( :‬ما منكم من أحد إل وسيكلمه ال يوم القيامة‬
‫ليس بي ال وبينه ترجان ث ينظر فل يرى شيئا قدامه ث ينظر بي يديه‬

‫‪ )1(1‬من شعر د عبدالرحمن العشماوي‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫فتستقبله النار فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق ترة‪ ,‬ث قال اتقوا‬
‫النار ث أعرض وأشاح ث قال اتقوا النار ث أعرض وأشاح ثلثا حت ظننا أنه‬
‫ينظر إليها ث قال اتقوا النار ولو يشق ترة فمن ل يد فبكلمة طيبه)(‪,)1‬وف‬
‫إحدى روايات الديث ف البخاري (ليس بينه وبينه ترجان ول حجاب‬
‫يجبه)‪.‬‬

‫يقول د وليد فتيحي ف مقال له عنوانه"عي ٌد بأية حال عدت يا عيد"‪:‬‬


‫(كيف للقلب أن يسعد وف السد آهات وأوجاع ؟ ‪ ..‬وكيف للعي أن تقر‬
‫وهي ترى أمامها شريط أحداث العام السابق لمتها‪ ,‬وكل ما يتاجه أحدنا‬
‫هو أن ينظر إل الصحف العالية ليى أننا أصبحنا حديث العال ومور‬
‫الصراعات والناعات والروب والتشريد والهل والفقر والوع ففي أعضاء‬
‫جسد المة السلمية من الآسي ما يضاهي مآسي شعوب العال متمعة)(‪.)2‬‬

‫فإذا ل نستيقظ الن والمة تذبح فمت نستيقظ‪ ,‬وإن ل نستيقظ الن‬
‫والسلم جريح جرحا عظيما غائرا فمت نستيقظ‪.‬‬
‫قال تعال‪ (( :‬وقل اعملوا فسيى ال عملكم ورسوله والؤمنون وستردون‬
‫إل عال الغيب والشهادة فينبئكم با كنتم تعملون )) (التوبة‪.)105:‬‬
‫قال تعال‪ (( :‬واتقوا يو ما ترجعون ف يه إل ال ث توف كل نفس ما كسبت‬
‫وهم ل يظلمون )) (البقرة‪.)281:‬‬

‫‪ )2(1‬صحيح البخاري‪:‬ج ‪,5‬ص ‪,2395‬حديث رقم ‪.6174‬‬


‫‪ )3(2‬آفاق من الحياة ‪ :‬د وليد أحمد فتيحي‪ ,‬ص ‪.321‬‬

‫‪74‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وقال سبحانه‪(( :‬أن تقول نفس ياحسرتى على ما فرطت ف جنب ال وإن‬
‫ك نت ل ن ال ساخرين ‪.‬أو تقول لو أن ال هدا ن لك نت من الت قي‪.‬أو تقول‬
‫حي ترى العذاب لو أن ل كرة فأكون من الحسني )) (الزمر‪.)58-56:‬‬

‫٭٭٭‬

‫وهنا ف ختام هذا الوضوع كلمة نوجهها لبعض إخواننا ف السلم‬


‫الذين يؤذون الداعي إل ال‪- ,‬الذين يقربون المة بإذن ال من طريق النصر‪-‬‬
‫ويتهمونم بشت التهم ويسخرون منهم ويتهكمون بم ‪.‬‬
‫على الرء من وقع السام الهند‬ ‫وظلم ذوي القرب أشد مضاض ًة‬
‫قال تعال‪ ( :‬والذين يؤذون الؤمني والؤمنات بغي ما اكتسبوا فقد احتملوا‬
‫بتانا وإثا مبينا) (الحزاب‪. )58:‬‬
‫نقول لم اعلموا أن أعداء الدين إذا َهمّوا بإبادة السلمي ف مكان ما فإنم‬
‫يتلذذون بقتل أي مسلم حت وإن كان من شاركهم ف تنفيذ مططاتم‬
‫وحارب وآذى الدعاة إل ال‪-‬إل الصفوة منهم ف ذلك!‪ ,-‬فيكفي لم أنه‬
‫مسلم لينال البادة‪ ,‬وانظروا إل إخواننا ف البوسنة والرسك فقد ذبوهم مع‬
‫أنم نظرا للجهل وغيه كانوا ف ُبعْدٍ كبي عن دينهم‪ ,‬فبعضهم كان ل يؤدي‬
‫حت الصلة‪ ,‬وبعضهم كان ل يعرف من السلم إل اسه‪ ,‬ومع ذلك فعلوا بم‬
‫ما فعلوا!‪.‬‬
‫والفروض أن يكون كل السلمي صفا واحدا ف وجه أعدائهم‪ ,‬فإن من فرقنا‬
‫هم العداء شياطي النس والن‪ ,‬خاصة بعد أن رأوا الصحوة ف العال‬

‫‪75‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫السلمي فخافوا منها وأرادوا أن ييتوها أو يضعفوها بأية طريقة‪ ,‬ومن ذلك‬
‫تشجيع بعض السلمي! بطرق متلفة قد ل يشعرون با على الجوم على‬
‫الصحوة و التديني‪.‬‬
‫فنسأل ال العظيم أن يمع قلوبنا وقلوبكم على الق لنكون صفا واحدا ف‬
‫وجه العداء الكائدين‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫لندرك التحدي ونواجهه‬

‫وفوق ربوعكم شب السعي‬ ‫بن السلم قد دوى النفي‬

‫إخوتنا بن السلم ف كل مكان إننا نواجه تديا كبيا‪ ,‬فأعداء المة‬


‫وجوع الشر قد اجتمعت لكي تارب ديننا وتزمنا‪ ,‬بل لنقل كي تبيدنا إذا‬
‫سنحت لم الفرص‪ .‬فهم بإمكانياتم الكبية وبيوشهم وأسلحتهم الرهيبة قد‬
‫تيؤوا لربنا وإبعادنا عن ديننا‪ ,‬ولكن وعلى الرغم من كل هذه الشرور‬
‫والخاطر فان وسيلة المان والنجاة بأيدينا إن عملنا لا‪ ,‬فبصدقنا مع ال‬

‫‪76‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وبتطبيقنا شرعه وبإرسالنا أرواحنا خفاقة مشرقة فيما يرضي ال يبزغ فجر‬
‫النصر والغلبة والعودة إل الجد‪.‬‬
‫ويشـرق ف الكون فجر جديد‬ ‫أخي سنبيـد جيوش الظـلم‬
‫(‪)1‬‬
‫ترى الفجر يرمقنا من بعيـد‬ ‫فأطلـق لروحــك إشراقها‬

‫وعتابنا شديد لمتنا الت تغفل أو تتغافل عن ما يططه أعداء الدين‪,‬‬


‫وقلوبنا لشك ناقمة على الذين يدرون ويضيعون المة بينما العداء منقضون‬
‫عليها من كل جانب‪.‬‬
‫وأطار كيدُ الائني صواب‬ ‫يا أمة السلم جَ ّل مصاب‬
‫إن أعاتب فيك قلبا غافل عما تُخبئُه يد الـقـصاب‬
‫(‪)2‬‬
‫وأراك لهيةً وغيك ل يزل َيقِظا يد إليك كف خراب‬

‫‪ )1(1‬شعراء الدعوة السلمية في العصر الحديث‪ :‬حسني جرار‪ ،‬أحمد الجدع‪( ،‬الجزء‬
‫الرابع) من القصيدة البليغة المؤثـرة "أخـي" ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ )1(2‬يا أمة السلم ‪ :‬د عبد الرحمن العشماوي ‪ ،‬ص ‪. 39-32‬‬

‫‪77‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وإن الواقع الذي تعيشه المة وطريق اللص يثل تــديا كبيا‬
‫تعيشه المة السلمية ويتحمل مسؤوليته كل السلمي‪ ,‬خاصة أن أعداء الدين‬
‫وما أكثرهم هذه اليام يواجهوننا ف هذا التحدي ويزدادون فيه يوما بعد يوم‪,‬‬
‫ولننظر كمثال على ذلك إل مططات اليهود والنصارى لا بعد عام‬
‫‪.)1(2000‬‬

‫وإن أعداءنا يدركون ‪ -‬ف أحيان كثية أكثر من كثي من السلمي ‪-‬‬
‫أهية عودة السلمي إل دينهم ف حياة المة السلمية‪ ,‬ويعملون ليل نار‬
‫لبعاد السلمي عن التزامهم بأوامر دينهم خاصة مع وجود الوسائل الديثة‬
‫القوية للفساد مثل القنــــوات الفضائية ومواقع النترنت السيئة(‪.)2‬‬

‫‪ )2(1‬حمى سنة ‪ : 2000‬عبد العزيز مصطفى كامل ‪(.‬وما حدث في أحداث ‪ 11‬سبتمبر‬
‫وما تلها أوضح الهمية والخطورة الكبيرة لما ذكره المؤلف في كتابه الهام هذا)‪.‬‬
‫‪ )3(2‬سامح ال أصحاب مقاهي النترنت فهم يعلمون أن اغلب مرتادي هذه المقاهي‬
‫يدخلونها للمحرمات‪ ,‬ولم يشعر الكثير منهم بمسؤوليتهم أمام ال تجاه ذلك‪ ,‬بل إن بعضهم‬
‫يساعدون الشباب على الحرام !‪ ...,‬وأيضا الشركات والمؤسسات المقدمة والمساعدة‬
‫والموفرة لخدمة النترنت مسؤولون أمام ال‪... ,‬ومن قال أن الحرام فقط في المواقع‬
‫الجنسية‪ ,‬فهل يجوز لمسلم أن يرى صور النساء المتبرجات وصور الغرام ويقرأ ويسمع‬
‫أي أمر ل يرضاه الدين بدون ضرورة حقة تبيح له وتضطره للطلع على ذلك‪..‬‬
‫كان أقل القليل أن تقوم تلك الجهات بتقديم ورقه توجيهية مثل تنصح فيها من سيدخلون إلي‬
‫هذه الخدمة لغرض جائز بأن يحذروا من الحرام والولوغ فيه‪ ..,‬وإن النصيحة واجبة على كل‬
‫مسلم ولو لم تكن له علقة مباشرة في التسبب في منكر ما‪ ,‬فكيف تكون مسؤولية من يقدم هذا‬
‫الوسيلة التي أدت إلى حصول منكر‪.‬‬
‫وإن كثيرا من أمتنا في هذه اليام يجتهدون في أمور الدنيا ول تفوتهم أحيانا ل صغيرة ول‬
‫كبيرة فيها‪ ,‬وأما المور التي لها علقة بالدين والخرة وإيقاف المنكرات وإيقاف أسباب ذل‬

‫‪78‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫والسلمون ف عصرنا أصبحوا مستهدفي بالبادة والرب من شت ملل‬


‫الكفر ونله‪ ,‬وما نراه بأعيننا حاليا هو أقوى شاهد على ذلك‪ ,‬وهم يهزون‬
‫جيوشهم وعدتم للستمرار ف حربنا وإبادتنا إن لزم ذلك خاصة أن عقائدهم‬
‫الباطلة تثهم على ذلك‪.‬‬
‫والغرب مع الشرق كلهم يتمعون ويتحالفون ويتحدون من أجل حرب السلم‬
‫فمن تالف يهودي صليب أصبح ظاهرا إل تالف يهودي هندوسي(‪ )1‬إل غي‬
‫ذلك من تالفات وعداوات قد ل نعرف بعضها‪.‬‬
‫فصرنا كالفريسة للذئاب‬ ‫تفـرق شلهم إل علينـا‬
‫٭٭٭‬
‫وعسكريا تقدمت عنا قوى الكفر العالية بشكل رهيب ف قوة‬
‫أسلحتها‪ ,‬فقوانا مقارنة بقواهم ل تكاد تقارن‪ ,‬ل نقول هذا للتخويف منهم‪,‬‬
‫فلو صدقنا مع ال فكل هذا زبد ل ييفنا‪ ,‬لكننا لسنا ف الواقع مع ما يرضي‬
‫ربنا ولسنا ف نفس الوقت نلك القوة الادية‪ ..,‬وليتنا نفظ ل أقول نقرأ كتاب‬

‫وهوان وضياع أمتنا فهي أمور منسية أو ثانوية‪ ...,‬إخوتنا لنرجع بقلوب متأملة خاشعة ونقرأ‬
‫قول العظيم الجبار في الية ‪ 24‬من سورة التوبة والية ‪ 281‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫وبمناسبة ذكر القنوات الفضائية والنترنت هنا‪ ,‬فمن مصائب الفضائيات أنها بتمييعها‬
‫أوامر الدين وتعويدها المة على رؤية الكثير مما يحرم وكأنه حلل!!! تساهـــم في كسر‬
‫حاجز النظر الحرام وتبسيط أمره‪ ,‬مما يجعل الكثيرين يتجرؤون على ما هو أشد حرمة خطوة‬
‫خطوة‪ ,‬فبعد ان ُتسَهّل القنوات رؤية النساء متبرجات بل وكاسيات عاريات‪ ,‬يذهب البعض‬
‫لرؤية ما هو أشد حرمه وإفسادا في مواقع النترنت الباحية وغيرها بعد أن (وببالغ السى)‬
‫مهدت القنوات الطريق وسهلت المنكر‪ ,‬بدلً من أن تكون وسيلة تحميهم وتحذرهم وتحصنهم‬
‫من الوقوع في ما يغضب ال‪.‬‬
‫‪ )1(1‬مجلة المجتمع‪:‬العدد ‪. 7/5/1422-1 1460‬‬

‫‪79‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫"قادة الغرب يقولون دمروا السلم أبيدوا أهله" الذي كُتِب قبل أكثر من ربع‬
‫قرن‪.‬‬
‫ل تستفيق من الرقود‬ ‫والليل طال وأمـت‬

‫٭٭٭‬
‫ولنعلم أن اليهود والنصارى وأهل الشرك والكفر أجعي تلي عليهم‬
‫عقائدهم وتصوراتم الباطلة بالكيد للمسلمي والتنكيل بم غاية التنكيل‪ ,‬وقد‬
‫ظهر ذلك ف مذابهم العديدة للمسلمي على مدى التاريخ السلمي كلما‬
‫سنحت لم فرصة تكنهم من ذلك‪ .‬وقد رأينا بأم أعيننا ف عصرنا الاضر‬
‫كيف فعلوا بإخواننا أفعال شنيعة ل يكاد يتصورها العقل‪ ,‬وبعضها حصلت‬
‫من شعوب كان الواحد منا يتصور أن حضارتم الزائفة ف هذا العصر الديث‬
‫تنعهم من ذلك كما حصل لخواننا ف البوسنة وكوسوفا! فقد ذبح الصربيون‬
‫أهل البوسنة وكوسوفا مع أنم جيانم! وأوروبيون مثلهم!!‪ ,‬ولكن المر‬
‫لديهم أمر عقيدة متأصلة ف نفوسهم‪.‬‬

‫٭٭٭‬
‫ونن الذين قد يأتينا الدور‪ -‬نسأل ال السلمة‪ -‬يب أل ننسى أنم‬
‫يتربصون بنا وسيفتكون إن ظفروا بنا‪ ,‬ولن يمينا منهم إل صدقنا مع ربنا‬
‫وتطبيقنا شرعه الكري‪.‬‬
‫قال تعال‪ (( :‬ل يرقبون ف مؤمن إلّ ول ذمة وأولئك هم العتدون ))‬
‫(التوبة‪.)10:‬‬

‫‪80‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫يقول جلل العال ف كتابه الام(قادة الغرب يقولون) الشار إليه آنفا ف‬
‫فقرة بعنوان "انظروا كيف يقدون"‪:‬‬
‫(( إن التتبع لتاريخ العلقات ما بي الغرب وشعوب السلم‪ ،‬يلحظ حقدا‬
‫مريرا يل صدر الغرب حت درجة النون‪ ،‬يصاحب هذا القد خوف رهيب‬
‫من السلم إل أبعد نقطة ف النفسية الوربية‪.‬‬
‫هذا القد‪ ،‬وذلك الوف‪ ،‬ل شأن لنا بما إن كانا مرد إحساس‬
‫نفسي شخصي‪ ،‬أما إذا كان من أهم العوامل الت تبلور مواقف الضارة الغربية‬
‫من الشعوب السلمية‪ ،‬سياسيا واقتصاديا وحت هذه الساعة‪ ،‬فإن موقفنا يتغي‬
‫بشكل حاسم‪.‬‬
‫سوف تشهد لنا أقوال قادتم أن للغرب وللحضارة الغربية‪ ،‬بكل‬
‫فروعها القومية‪ ،‬وألوانا السياسية موقفا تاه السلم ل يتغي‪ ،‬إنا تاول تدمي‬
‫السلم‪ ،‬وإناء وجود شعوبه دون رحة ‪.‬‬
‫حاولوا تدمي السلم ف الروب الصليبية الرهيبة ففشلت جيوشهم الت‬
‫هاجت بلد السلم بالليي‪ ،‬فعادوا يططون من جديد لينهضوا‪ ..‬ث ليعودوا‬
‫إلينا‪ ،‬بيوش حديثة‪ ،‬وفكر جديد‪ ..‬وهدفهم تدمي السلم من جديد ))(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ما ترى العي كاد القلب ينفجر‬ ‫والناس ف غفلة عما يراد با‬

‫‪ )1(1‬قادة الغرب يقولون دمروا السلم أبيدوا أهله‪:‬جلل العالم‪,‬ص ‪. 8-7‬‬


‫‪ )1(2‬نبض الفؤاد‪:‬محمد الوقداني‪,‬ص ‪.51‬‬

‫‪81‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫يقول د عبد القادر طاش رحه ال‪ (( :‬ماذا نسمي ذبح السلمي ف‬
‫البوسنة ‪ -‬والسلمي فقط ‪ -‬بالسكاكي والتمثيل بثثهم حت بعد قـتـلهم‬
‫ورسم الصلبان الرثوذكسية على جثثهم إن ل تـكـن حـربـا صليبية ؟‬
‫وماذا نسمي اغتصاب النساء السلمات‪ -‬والسلمـات فقط ‪ -‬وتقطيع‬
‫أثدائهن وبقـر بطون الـحـوامـل منهن لـلـتـمـثيـل بالجنة ‪ ،‬إن‬
‫ل تكن حربا صليبية ؟ وماذا نسمي تصفية الشبـاب السلم ‪ -‬والسلم فقط‬
‫‪ -‬وقطع أعضـائهم التنـاسلية واللقاء بم أحياء ف الاء الغلي وذبهم‬
‫للشواء شي الذبائح إن ل تــكـن حربا صليبية ؟ ))(‪.)1‬‬
‫قال تعال العليم البي‪( :‬ولن ترضى عنك اليهود ول النصارى حت تتبع‬
‫ملتهم) (البقرة‪. )120:‬‬

‫٭٭٭‬
‫ومن التحديات الخرى الطية ف نفسها وف تبعاتا ما يسعى له‬
‫اليهود أذلم ال من مساعي جادة لدم السجد القصى ثالث السجدين‬
‫الشريفي‪ ,‬والت ازداد حاسهم لا بعد مقدم عام ‪ 2000‬بسبب عقائدهم‬
‫الباطلة‪ ,‬فهم ساعون لدمه أو إزالته بأي وجه لكي يبنوا هيكلهم الزعوم‬
‫مكانه(‪.)2‬‬

‫‪ )2(1‬نقل عن كتاب البوسنة والهرسك من الفتح إلى الكارثة‪:‬د محمد حرب‪,‬ص ‪. 191‬‬
‫‪ )1(2‬انظر كتاب قبل الكارثة نذير ونفير وكتاب قبل أن يهدم القصى لعبد العزيز مصطفى كامل ‪.,‬‬
‫ومجلة المجتمع العدد ‪ 30-1374,24‬رجب ‪1420‬هـ ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ول ادري هل سيحرك هذا ساكنا ف أمتنا‪ ,‬أم أن أمتنا تعودت على الذل‬
‫والستكانة فلم تعد تبال ‪....,‬وليس هذا عشمنا بإذن ال ف أمة اليـر‪ ,‬أمة‬
‫رسول الدى عليه الصلة والسلم‪.‬‬

‫يقول الشاعر أين كمال ف قصيدة له عنوانا اعتذار إل رمضان يعتذر‬


‫فيها إل شهر رمضان العظم الذي أصبح ير على المة وهي كل سنة ف غيها‬
‫وبعدها بينما القصى ل يزال أسيا مهددا ًبالخطار‪ ,‬وحاته مالوا عن العهد! ‪:‬‬
‫العي تجـل من لقياك بعد غَـ ِد والقلـب يأمل أن يُلقَى إل لَحـدِ‬
‫فأمة الي فـي الوهام غارقــ ٌة والــذل يعرفهـا‪...‬كالم للولد‬
‫(‪)1‬‬
‫وذاك مسجدنا يبكي فوا أسفــي على الكماة وقـد مالوا عن العهد‬

‫وإن الغية الت نتاجها ف قلوبنا وحياتنا تاه أي مس للمسجد‬


‫القصى‪ ,‬وتاه استمرار أسره يب أن تكون كبية تؤل قلوبنا وتوقظنا من‬
‫نومنا‪.‬‬
‫يقول الشاعر احد فرح عقيلن رحه ال ف قصيدة له قالا بعيد حرق‬
‫القصى‪:‬‬
‫يا من رأى القبلة الول و قد حُ ِرقَت نَفسي الفدا ُء لذاك السجد الَربِ‬
‫بكت له الكعبة العظمى شقيقتــه ومادت الروضة الغراء من غضب‬
‫ال أكبُ هل ماتت رجولـتـنــا وهل خَبَت جذوةُ السلم ف العرب‬
‫(‪)2‬‬
‫إن ل تَثُر لريق القدس غضبتُنــا فنحن من معدِن الحجار و الشب‬

‫‪ )2(1‬مجلة المجتمع‪:‬العدد ‪ 16-10 1186‬رمضان ‪1416‬هـ‪.‬‬


‫‪ )1(2‬جرح الباء‪:‬احمد فرح عقيلن‪.‬ص ‪.27-26‬‬

‫‪83‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫فهل أدركنا هذا التحدي وهذه التحديات ؟ وهل نن نستعد لواجهتها‬


‫أم أننا ننام عنها ؟ أم أننا‪-‬وتلك أدهى‪ -‬من يقوي تسلط أعداء الدين أو‬
‫يدعمه ويُمكن له‪ ,‬سواء شعر بذلك أم ل يشعر؟ ‪.‬‬
‫قال تعال‪ ( :‬إن ال ل يغي ما بقوم حت يغيوا ما بأنفسهم ) (الرعد‪.)11:‬‬

‫قال ابن الوزي رحه ال عند تفسيه للية السابقة (( إن ال ل يغي‬


‫ما بقوم من الكروب حت يغيوا ما بأنفسهم من الذنوب‪ ,‬فل يكون التغيي إل‬
‫بعد التغيي فبظلمنا وذنوبنا صبت علينا الظال‪ ,‬وهكذا ينتقم ال من الظال‬
‫بظال ))(‪.)1‬‬

‫ويقول الشيخ ممد الغزال رحه ال‪:‬‬


‫(( قد يستطيع العرب استياد السلح من جهة أو أخرى كي يستردوا‬
‫حقهم الضائع ‪ ،‬ويداووا جراحاتم الغائرة ‪ . .‬ولكنهم لو أداروا ظهورهم ل‬
‫ث جعوا سلح الشرق والغرب فلن يدركوا به إل ذل الدهر وخذلن‬
‫البد !!‬
‫ولن يغن عنهم أن يعطف عليهم ذلك الفريق‪ ،‬أو يشد أزرهم ذلك الفريق‬
‫(( أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحن إن الكافرون إل ف‬
‫غرور )) سورة اللك آية ( ‪) 20‬‬
‫ليس أمام العرب إل طريق فذ لتطهي أرضهم‪ ،‬وطرد عدوهم واستعادة‬

‫‪)2(1‬نقل عن كتاب أثر الذنوب في هدم المم والشعوب للشيخ محمد الصواف ص ‪. 9 -8‬‬

‫‪84‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫النضرة إل وجوه كساها الوان‪. .‬‬


‫هذا الطريق هو العودة إل السلم ظاهرا وباطنا‪ ،‬وترسم خطى‬
‫السلف الول ف صدق اليان وحسن العمل‪. .‬‬
‫لقد اختار ال العرب ليحملوا أمانات الوحي بعد أن عبث با بنو إسرائيل‪. .‬‬
‫فإذا استهان العرب بذا الختيار اللي‪ ،‬وقرروا أن يدعوا العمل‬
‫بالسلم‪ ،‬وأن يتركوا الدعوة إليه‪ ،‬ورأوا أن يلتحقوا أذنابا أو رؤوسا بإحدى‬
‫البهتي التنافستي ف العال فهيهات هيهات أن يفلتوا من عقب هذا الرتداد‬
‫السيس وتلك اليانة الفاجرة‪!! . .‬‬
‫‪ . .‬إنم لن ينوا من هذا السلك إل خيبة السعي وضياع الهد‪. .‬‬
‫‪ . .‬إن ال ل يترك الناقضي لعهوده يرون بسلم‪. .‬‬
‫‪ . .‬أهون ما يلقونه أن يغلبهم ذباب الرض وإخوان القردة‪. .‬‬
‫‪ . .‬وذاك هو حصـاد الغــرور‪. .‬‬
‫ليس للنصر إل طريق واحـــد‪.)1()).‬‬

‫أنا أقسمتُ بالــذي‪ --‬برأَ الكون من عَــدَمْ‬


‫وكســا ثوب عـزةٍ‪--‬كل من بالدى اعتصـمْ‬
‫ط من النقــمْ‬
‫ورمـى مُدمِن الظـلمِ‪--‬بسـو ٍ‬
‫إن قنعنــا بسخفنـا—وركنـــا إل النعـمْ‬
‫فخُطى الصم ماضياتٌ‪ --‬من القـدس للحـرم‬

‫‪ )1(1‬حصاد الغرور‪ :‬محمد الغزالي ‪ ،‬ص ‪. 206‬‬

‫‪85‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫(‪)2‬‬
‫عندها يندم الميــع‪ --‬يوم ل ينفع النــدمْ‬

‫يقول الشاعر اللواء علي زين العابدين‪:‬‬

‫فالكافرون تألبـــوا‬ ‫يا مسلمون تـأهـبـوا‬


‫دِ السلمي تسرّبــوا‬ ‫ف كل صقع من بــل‬
‫فيها الفسـوق الرعبُ‬ ‫دسـوا لكم أفكارهـم‬
‫وتفارقوا وتـوبــوا‬ ‫يدعونكم أن تفجــروا‬
‫وتعربدوا وتـجانبــوا‬ ‫كي يفسدوا أخلقكـم‬
‫دين النيفة أجلبـــوا‬ ‫حت إذا جانبـتـمـوا‬
‫تزيكمـو و تعــيب ُ‬ ‫وأخذتـوا بـمبـادئٍ‬
‫مثل النعاج وغسلبــوا‬ ‫جروكموا برقابـكـم‬
‫قهروكمـوا وتـغلبـوا‬ ‫فإذا انتهت أخلقكـم‬
‫وتنبهـوا وتـرقــبوا‬ ‫يا مسلمون تـيقظـوا‬
‫ةُ فشمروا وتـأهبـوا‬ ‫يا مسلمون هُمُ العِـدا‬
‫ـصف بالديار وترب‬ ‫هم شروا للحرب تعـ‬
‫وتآمروا واستذأبــوا‬ ‫صبوا عليكم نارهـم‬
‫‪-----‬‬
‫ـذا ما يقول الجنبُ‬ ‫يا أمــة السلم هـ‬

‫‪ )1(2‬من شعر د يوسف أبو هللة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫إن شـرقوا أو غربوا‬ ‫الكافــرون ُهمُو هُو‬


‫ساء ما يتـطـلـب‬ ‫من يتخذ منهـم وليـا‬
‫ـهم مل ٌة تـتـرسب‬ ‫الكـره للسـلم فيـ‬
‫حمَمِ الشعةِ تُرهِب‬
‫ـُ‬ ‫لِ َم زودوا إسرائيل بالـ‬
‫ـد السلمي وأحربوا‬ ‫لِمَ سلطوا الندوس ضـ‬
‫السلمي و خَبخَبـوا‬ ‫لِ َم سوّغوا للروس غَزوَ‪..‬‬
‫أجدادَكم واستنسِبـوا‬ ‫يا مسلمون تـذكـروا‬
‫ـبُ مـحمد فتقربوا‬ ‫هم خية الدنيا وصَحـ‬
‫‪-----‬‬
‫خَسِئتُموا إن تُـغلبوا‬ ‫يا ألف مليون تُـعَـد‪..‬‬
‫إن تُقهَروا أو تَرسُبوا‬ ‫كغُثاء سيــلٍ أنتمو‬
‫ما يُذاع ويـكتَــب‬ ‫يا مسلمون استعبـروا‬
‫خياتِنا ويُغَسلِبـــوا‬ ‫تطيطهـم أن يتَوُوا‬
‫ِدكُمُو ول تتهيبـــوا‬ ‫ف ِقفُوا دفاعاـ عن بل‬
‫نَ وغا ِمرُوا وتَسبُــوا‬ ‫ل تبنوا يا مسلمــو‬
‫تِ تؤزكم وتُصــ ّوبُ‬ ‫وتيأوا لـلنـــازل‬
‫فهو الصراط الرحـبُ‬ ‫لتَنحُوا عن دينكـم‬
‫(‪)1‬‬
‫ـ ِه فقاربُوا وتقَربـوا‬ ‫والنصرُ ف تقوى اللـ‬

‫‪ )1(1‬أبيات من قصيدة تتكون من أكثر من (‪ )140‬بيتا نشرها الشاعر اللواء الفاضل علي‬
‫زين العابدين في جريدة المدينة العدد ‪ 12115‬في ‪25/1/1417‬هـ‪ ,‬وكأنه كان يستشرف‬
‫ما ظهر بشكل أكبــــر في الونة الخيرة بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر !!!!‬

‫‪87‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ويقول الشيخ يوسف القرضاوي ف قصيدته (وجب الكفاح)‪:‬‬

‫فدعــي التشدّق والصياح‬ ‫يـا أمت وجــب الكفاح‬


‫من تقـاعـس و استــراح‬ ‫ودعي التقاعس ليـس يُنصر‬
‫ُء على ال ُطلُولِ ول النــواح‬ ‫ما عـاد يُجدينـا الـبكـا‬
‫قد مضـــى زمن الـزاح‬ ‫يــا قوم إن المرجَــ ٌد‬
‫………‬
‫نيـةً وجـالـوا ف البطـاح‬ ‫عـادَ الصليبيون ثــــا‬
‫لكنهـــم نكؤوا ا الراح‬ ‫كنا نسينـــا ما مضــى‬
‫ل مُـبـاح‬
‫رِ كأنــا كـ ٌ‬ ‫عاثــوا فسـادا ف الديـا‬
‫لو مشــى ف الريح طـاح‬ ‫ح شيخٍ‬
‫ل يجَلـوا من ذبــ ِ‬
‫ينبـت لــم ريشُ النـاح‬ ‫أو صِبيـةٍ كالـزهـر لـم‬
‫وفتاتــا ذات الوشــاح‬ ‫ب وأمّــ ُه‬
‫ذبــوا الصـ َ‬
‫ف انتِشــا ٍء وانشِــراح‬ ‫عبثـوا بأجسادِ الضحايــا‬
‫صلَـفٍ وقـاح‬
‫سفحوه ف َ‬ ‫لـم يَشـــفِ حِقدَه ُم دمٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫يَخشَـوا قِصاصا أو جُنـاح‬ ‫فغـدوا على العراضِ لـم‬
‫………‬
‫للسلم ف وضح الصبـاح‬ ‫أرأيـت كيف يكـــاد‬

‫‪ )1(1‬إن أمة السلم أمة الرحمة للعالمين‪ ,‬ومُناها سعادة اليشرية وتحقيق الخير لها‪ ,‬وينطبق على‬
‫حالها مع أعدائها المثل القائل"أريد حياته‪..‬ويريد قتلي"‪,‬قال تعالى(وما أرسلناك إل رحمة للعالمين)‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫هــدم العدو وما استبـاح‬ ‫أرأيـــت أقصانا ومـا‬


‫وكيف أحسنّــا الصيـاح‬ ‫أرأيت كيـف بغى اليهود‬
‫………‬
‫يا ألفَ مِليــونٍ وأيـــ……ـنَ هُمو إذا دعت الِــراح‬
‫هاتــوا من الليار ملــ……‪ .‬ـيونا صِحاحـا من صِحـاح‬
‫أغزو بـم ف كـل ســاح‬ ‫من كـل ألفٍ واحـــدا‬
‫………‬
‫ومِثلِـه صنـع الســـلح‬ ‫ل بُدَ من صنعِ الرجــــالِ‬
‫ف مسـاجدنـا الفِــساح‬ ‫ل يُصنَـــعُ البطــا ُل إل‬
‫ظِـلَ الحـاديثِ الصِحـاح‬ ‫ف روضــ ِة القرآنِ فـــي‬
‫ق تُـذَرّيـهِ الريـــاح‬
‫وَ َر ٌ‬ ‫ب بغيــر عـقيـــد ٍة‬
‫شع ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫ةِ ) يو ُن ( ح َي على الكِفاح )‬ ‫مَن خا َن ( حيَ على الصــل‬
‫أملنا كبي ف أن معرفة واستشعار أبناء المة هذه التحديات‬
‫والواجع‪ ,‬مع تذكرهم واجبهم ومسئوليتهم العظيمة تاهها سيثيـر ف‬
‫نفوسهم الي والنخوة وسيوقظ الكثي منهم من الغقلة بإذن ال‪ ,‬وقد يعل‬
‫بعضهم ل يهنأ تاما بانشغاله بلهوٍ مباح فضل عن استمراره ف العاصي‬
‫والبعد عن ال‪.. ,‬لنه يرى أطفال يذبون ونساء يغتصب وأمة ضائعة وأعداء‬
‫متربصي ومدا مفقودا وواجبا عظيما يسأل عنه يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ )2(1‬من المختار من شواهد الشعار‪ :‬محمد عبد العزيز المسند ‪ ،‬ص ‪. 33-32‬ومن العقد الفريد‬
‫من الناشيد‪:‬عمار شاولي‪,‬ص ‪. 71‬‬

‫‪89‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫٭٭٭‬

‫كلمة إلى الراقصين على جراحنا‬

‫مثـل القطيع لغادر خــوان‬ ‫يكفيك عارا أن تسـاق نساؤنا‬


‫(‪)1‬‬
‫عجزت وأعيا الطب كل بيان‬ ‫يا إخوة السلم إن قصيــدت‬
‫كلمة من القلب نوجهها إلـى الذين يذنبون ويغنون ويلهون بالعاصي‬
‫وغيها‪ ,‬وبشكـل خـاص نوجههـا إلــى الذين يفسدون ويضيعون شباب‬
‫أمتهم بتسهيـــل وتوفي أي منكر لم ف الوقــت الذي تُبتلى فيه أمتهم‪,‬‬
‫ويُهان فيه دينهم‪ ,‬ويقتل ويذبح ويرق فيه إخوانم بل وأطفال إخوانم!!‪,‬‬
‫وتُغتصب فيه أخواتم!!‪ ,‬وتشرد فيه شعوب أمتهم‪ ,‬وترق الساجد وتدمر!!‪ ,‬ول‬
‫زالت القدس سليبة‪ ,‬والعداء من حولنا متربصون‪!!!!......‬‬
‫نقــول لم اتقوا ال فسنسأل بي يدي ال تعال‪ ,‬والسؤال عظيم لن المر‬
‫جليل والسائل هــو ال البار يوم نقــف بي يديه‪ ..,‬ماذا عملنا من أجل‬
‫نصرة إخواننا وديننا وإصلح حال السلمي؟ ‪.‬‬
‫عـن الشريعة ل نُحيي معانيها‬ ‫ماذا نقول لرب حي يسألنـا‬
‫‪ )1(1‬مشاهد‪:‬شريط صوتي(إصدار)‪:‬المنتدى للنتاج العلمي‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫أذهبتمـو سنت وال ميـيها‬ ‫ومن ييب إذا قال البيب لنا‬

‫٭٭٭‬

‫كنا نعجب ونن طلب ف الامعة قبل أكثر من عشرين سنه بطريقة‬
‫الجابة الت كان ييب با أحد الدعاة عندما كان يُسأل عن حكم الغناء‪...,‬لقد‬
‫كانت له إجابة ميزة وكان يكررها نفسها عندما يسأل هذا السؤال فيقول‪:‬‬
‫(ولنفرض أن الغناء حلل فهل واقع المة حاليا يسمح لا بالغناء)‪ ...,‬إنا كلمة‬
‫جيلة تُغْنِي عن التفصيل لن أراد الق واتقى ال‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كيف تندمل الراح‬ ‫طبل ومزمار‪,‬ورقص‬

‫يقول الشاعر أحد فرح عقيلن ف قصيده له بعنوان ( صرخـة ف مأت‬


‫العيد )‪:‬‬
‫جـفّ الغناء ودَقـت ساعة الثا ِر‬ ‫حطمتُ قيثارت قطعــتُ أوتاري‬
‫مستَنقع الـذُل والتشريد والعـارِ‬ ‫ماذا أغَن وتاريــخ ُ العروبةِ فـي‬
‫(‪)2‬‬
‫عـاد الذان بِها تريجَ كُفــارِ‬ ‫والقدسُ والسجدُ القصى وصخرتُه‬

‫٭٭٭‬
‫تقول الكاتبة يان السباعي ف كتابا الرائع "الراقصون على‬
‫جراحنا"‪:‬‬

‫‪ )1(1‬من قصيدة للشاعر أيمن عبد القادر كمال "ل تسأليني يا بنية كيف حال المسلمين"‪,‬‬
‫ديوان"الحرائر"‪ ,‬ص ‪.50‬‬
‫‪ )2(2‬جرح الباء‪:‬أحمد فرح عقيلن‪.‬ص ‪.21‬‬

‫‪91‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫( إن المم تـداوي جراحها بينما نن نسك بالُدى لنوسـع الرح ونعله‬


‫ينف وينف حت يغرقنا بدماء العار‪.‬‬
‫إن الذين يريدون أن يدركوا أهدافهم يعملون باستمرار‪ ،‬بينما نن‬
‫نائمون‪ .‬إن الـراح قد تكاثفت على جسد أمتنا وتنوعت وتعددت ومنها‬
‫ماتعفن واستعصى شفاؤه ‪...,‬منها الراح الجتماعية ومنها السياسية ومنها‬
‫القتصادية‪ ،‬ومنها الخلقية ومنها الفكرية والدبية‪,....‬‬
‫وإن الراح قد أثخنتنا‪ ،‬حت صارت أجسادنا مغطاة بوشاح سيك منها‬
‫فحت مت ؟؟‬
‫إننا أمة مسلوبة الرض‪ ،‬وشعب مسلوب منه حقه ف تقرير مصيه‪ ،‬ورغم‬
‫هذا وذاك ند شبابنا صورا منسوخة عن أحد الائعي التفلتي الواردين إلينا عب‬
‫الثي‪ ،‬ل يعرفون إل الرقص والغناء‪ ،‬والغناء الجنب منه بشكل خاص ول ييدون‬
‫إل لغة الب والغرام‪ ،‬وكلهم يملون سلحا واحدا مؤلفا من مشط ومرآة !!! ‪.‬‬
‫‪ .......‬هـذا حال الشباب‪ ،‬أمـا الفتيات فهن مموعة من الراقصات الائعات‬
‫التفلتات النازعات لجاب الخلق‪ ،‬التفلسفات باسم الرية )(‪.)1‬‬

‫وعيشُ السلمي إذا يَطيـب‬ ‫أتُسْــبَى السلمات بكل ثغرٍ‬


‫يدافع عنه شبـان وشـيـب‬ ‫أما للـه والسـلم حــقٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫أجيبـوا ال ويَكُمُ أجيبـوا‬ ‫فقل لذوي البصائر حيث كانوا‬

‫‪ )1(1‬الراقصون على جراحنا ‪ :‬يمان السباعي ‪ ،‬ص ‪. 89 ,88‬‬


‫‪ )2(2‬المختار من شواهد الشعار ‪ :‬محمد عبد العزيز المسند ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬

‫‪92‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫فيا كل الراقصي على جراحنا‪ ..‬إن ل تتوبوا خوفا من البار وعقابه‬


‫ورجا ًء ف ثوابه فلتستيقظوا وتنتهوا غيـرة على واقع أمتكم ونـوة لخوانكم‬
‫النكوبي وأطفال أمتكم الذبي ونسائكم الغتصبات النائحات !!‪......‬‬
‫وخوفــا من أن يصيبنا مثل ما أصابم‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫إعـذار وإنـذار‬

‫لقد كان هذا عنوان الكلمة بالغة التأثي الت أرسلها أحد‬
‫الجاهدين(‪)1‬من الشيشان خلل منتها الخية الت ل زلنا نعيشها‪.‬‬
‫وهي أنوذج لا ينبغي أن يستشعره السلمون ويشعروا به من واجبهم تاه‬
‫الحداث‪ ,‬وهو الواجب الذي ل يقتصر على العون الادي والدعاء فقط‪,‬‬
‫فبذنوبنا نكون سببا ف مآسي أمتنا‪..‬فقد طرق ف كلمته جانب العون الادي‬
‫لخواننا والذي لشك ف أهيته وضرورته إل أنه لس الانب الخر الهم‬
‫الذي نتج عنه استمرار مآسي المة نظرا لعجـزها ككل وضعفها‪.‬‬

‫يقـــول ف كلمته الؤثرة البليغة‪:‬‬


‫[ أيها السلمون ف مشارق الرض ومغاربا حكاما ومكومي ‪ ،‬صغارا‬
‫وكبارا رجال ونساء اعلموا ‪ :‬أن ما يصل اليوم ف تلك الديار من مآسي‬

‫‪ )1(1‬عن طريق موقع صوت القوقاز على الشبكة العنكبوتية‪ ,‬وهي للشيخ المجاهد أبو‬
‫عمر السيف رحمه ال‪ ,‬وهو أحد تلميذ العلمة محمد بن عثيمين رحمه ال‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وآلم أمر يب رفعه ‪ ،‬ومنكر فظيع يب إزالته بشت الوسائل والطرق‪ ،‬وهو‬
‫عار ف جبي كل مسلم تقاعس عن أداء الواجب ‪ ،‬أو قصر ف النصرة مع‬
‫قدرته ‪ ،‬واستطاعته ‪ ،‬وكل من تأخر عن نصرة إخوانه ف العقيدة والتوحيد ‪،‬‬
‫بشت وسائل العانة لو آث إثا عظيما ‪ ،‬ومفرط تفريطا عريضا‪ ،‬يشى عليه‬
‫من عاقبة تقصيه‪ ،‬ومن يدري فبالمس البوسنة والرسك‪ ،‬وكوسوفا‪ ،‬وقبل‬
‫ذلك أرض السراء والعراج‪ ،‬واليوم بلد الشيشان‪ ،‬وغـدا تفتح بؤرة‬
‫أخرى(‪ ،)1‬ولعل الدور يأت على من قدر على النصرة فتأخر عن تقديها ‪.‬‬

‫أيها السلمون‪ :‬إننا ناف أن ييق بنا ما حاق بم‪ ،‬أو أشد إن نن‬
‫تركناهم‪ ،‬وخذلناهم‪ ،‬فاليام دول‪ ،‬وعاقبة التقصي وخيمة‪ ،‬وحينئذ نتطلع إل‬
‫من ينصرنا‪ ،‬ونلوم إخواننا ف الدين إذ ل ينصرونا‪ ،‬ول يعينونا على عدونا‪-،‬‬
‫‪ - - --‬لقد أصبحنا أمة غثائية ‪ ،‬وأصبحنا سخرية المم بعد أن كنا سادتا ‪،‬‬
‫وأذنابا لا بعد أن كنا قادتا ‪ ،‬وما ذلك لقوتم أو لعزتم ‪ ،‬وإنا هو لواننا‬
‫وذلتنا ‪ ،‬وهذه الذلة هي بسبب إعراضنا عن ديننا الذي هو مصدر عزتنا‬
‫وشرفنا وسؤددنا ‪ ،‬ومهما ابتغينا العزة بغيه أذلنا ال ‪.‬‬

‫إن حال السلمي اليوم كرجل خدر تديرا كامل‪ ،‬وأخذ الراحون‬
‫يقطعون من أوصاله شيئا فشيئا‪ ،‬وهو ل يشعر‪ ،‬ول يلتفت إليهم لعدم وعيه با‬
‫يدث‪ ،‬كذلك حالنا اليوم‪ ،‬تتوال علينا الصدمات فل نفيق من صدمة إل على‬

‫‪ )1(1‬كلمته هذه رحمه ال كانت قبل أحداث ‪ 11‬سبتمبر وما تلها‪ ,‬فبالفعل فتحت بؤر‬
‫أخرى‪ ,‬ونسأل ال أن يسلم المة في كل مكان‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫صدى أخرى‪ ،‬ول يكاد يندمل جرح ف مكان من بلد السلمي حت ينفجر‬
‫آخر‪.‬‬
‫أو كقطيع من الغنام ترعى أرضا مسبعة‪ ،‬أفزعتها الذئاب‪ ،‬والسباع‪،‬‬
‫وافترست بعضها‪ ،‬وشتت البعض الخر‪ ،‬ف غياب الراعي المي‪ ،‬والارس‬
‫الرقيب وأمم الكفر تترا‪ ،‬ويدعم بعضها بعضا‪ ،‬ويناصر بعضها بعضا‪ ،‬ويعي‬
‫بعضهم بعضا بكل العوامل الادية والعنوية‪ .‬وف القابل ضاع التضامن والتكافل‬
‫بي السلمي‪ ،‬وتفرقت كلمتهم‪.‬‬

‫فمن نظر إل السلمي اليوم وخصوصا‪ ،‬الشباب وأحوالم أدرك‬


‫عمق الأساة الت تعيشها المة‪ ،‬وأنا قد أصيبت ف مقتل عظيم أفقدها طاقتها‬
‫وحياتا التجددة ف روح الشباب‪ :‬عمادها الصلب‪ ،‬ومستقبلها النشود‪ ،‬وأملها‬
‫الواعد‪.‬‬
‫لقد أصبح شأن الشباب اليوم شأنا غريبا‪ ،‬فقدوا وظيفتهم‪ ،‬وأصبح أكثرهم‬
‫يعيش بل أهداف نبيلة‪ ،‬ول قيم‪ ،‬ول مثل‪ ،‬أهدافهم ل تتعدى بطونم أو‬
‫فروجهم‪ ،‬وأصاب الكثي منهم انلل ف الرجولة‪ ،‬وأنوثة ف الطباع‪ ،‬وانصهار‬
‫ف وحل الرذيلة‪ ،‬سيا بطى حثيثة نو هاوية سحيقة قادتا سدنة الكفر من‬
‫اليهود والنصارى‪ ،‬ومن سار ف ركابم ونا نوهم من الذناب الذين يعيشون‬
‫عالة على الجتمع دون حرص على قيم ول مثل‪ ،‬ول مبادئ إل ما أشبع‬
‫الشهوات والغرائز ف مآسي عديدة‪ ،‬وأوجاع معضلة يستعصي علجها على‬
‫من رامها‪ ... ،‬فإل ال نشكو شبابا ضاع ف حأة الخدرات‪ ،‬أو انرط ف‬
‫سلك الرذيلة‪ ،‬وأحضان الومسات‪ ,‬فل نرى إل هوى متبعا وشحا مطاعا‪،‬‬

‫‪95‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وإعجاب كل ذي باطل بباطله‪ .‬لقد ضاعت الثل لدى العامة منهم‪ ،‬واندثرت‬
‫قيم الدين وقوائمه من إضاعة للصلوات‪ ،‬ووأد للجمعة والماعات‪ ،‬وبعد عن‬
‫بيوت أذن ال أن ترفع ويذكر فيها اسه‪ ,‬مع انسلخ عريض عن قيم المة‬
‫وموروثاتا‪ ،‬وتشبهٍ بأعداء ال النحطي من اليهود والنصارى الذين غضب ال‬
‫عليهم ومقتهم‪ ،‬وأضلهم عن سواء السبيل‪ .‬فهل ينتظر من شباب انل من دينه‬
‫وقيمه ومثله فأرخى لنفسه العنان فغاصت ف الشبهات والشهوات‪ ،‬وسلم عنانه‬
‫طائعا متارا لشيطان من شياطي النس أو الن وما أكثرهم‪ ،‬فأعرض عن‬
‫الصلة‪ ،‬وعن بيوت ال وهجر كتاب ال‪ ،‬وسنة رسول ال – صلى ال‬
‫عليه وسلم – واستعاض عن ذلك بجالس الفسوق واللهو والطرب‪،‬‬
‫والغناء والرقص‪ ،‬ومشاهدة النا والفجور‪ ،‬هل ينتظر من مثل هذا أن ينصر‬
‫عقيدة أو يمي فضيلة أو يغار على عرض أو يثأر لشرف وكرامة‪.‬‬
‫وقل مثل ذلك على النساء فهن أصبحن مطايا العداء ف النيل من الرجال‪,‬‬
‫وإفسادهن إفساد للمجتمع باله‪,‬وال ال الشتكى‪.‬‬

‫إنن أذكر هذا ! لنبه على قضية خطية ل يتنبه لا هؤلء النغمسون‬
‫السادرون‪ ،‬أل وهي الثر السيئ لمارساتم هذه على أوضاع المة‪ ،‬وأنم‬
‫مع غيهم عوامل هدم فتاكة تفعل بالمة ما ل يستطيع فعله أشرس العداء‬
‫فتكا‪ ،‬وهذا باعتراف العداء أنفسهم‪ ،‬فإذا تأخر النصر عن السلمي ف‬
‫الشيشان وغيها أو حلت بم الزية فليعلم كل هؤلء أنم – ومن سار على‬
‫شاكلتهم أو بآرائهم ف باطلهم – العامـل الول ف الزية بل جدال‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫فلو أن الثر اقتصر عليهم وحدهم لان الطب لكن المر مَنْ وراء ذلك‪،‬‬
‫فهو تكم ف مصي أمة السلم بأسرها‪ ،‬ومن هنا كان لزاما على الصلحي‬
‫الغيورين أن يبادروا بالصلح قبـل أن يقع أكثر ما وقع‪ ،‬فتكون الطامـة‬
‫الكبى‪.‬‬

‫فإل أولئك السادرين ف غيهم وشهواتم شبابا وشيوخا صغارا‬


‫وكبارا ذكورا وإناثا ندي إليهم أشلء الضحايا ف جروزن وبلد القوقاز‪،‬‬
‫ندي لم أني اليتامى وصريخ الثكال‪ ،‬ونشيج اليارى والكلومي‪ ،‬ندي‬
‫إليهم قيما ضاعت ومثل خربت‪ ،‬وأسرا شردت‪ ،‬ومآذن أسقطت وبيوتا ل‬
‫هدمت‪ ،‬فمتعوا أبصاركم بالبيوت الدمرة والشلء التناثرة‪ ،‬واعلموا أنا‬
‫ليست لغريب بل هي أشلء إخوانكم ف الدين‪ ،‬والعقيدة‪ ،‬متعوا آذانكم‬
‫بالصراخ‪ ،‬والعويل‪ ،‬واعلموا أن هذا ما جنته أيديكم‪ ،‬فيا للعار كم من حرة‬
‫انتهكت‪ ،‬ومن عذرية افتضحت‪.‬‬
‫رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتّم‬
‫ل مست أساعهم لكنها ل تلمس نوة العتصم ] ‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫‪97‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫!أما آن أن نعود يا شباب المة؟‬

‫يا شباب الق أدعوكم وف قلب ليـب‬


‫أمت تشكو السى والسجد القصى سليب‬
‫كيف قلب مسلم ل بالذل يطيــب‬
‫(‪)1‬‬
‫يا شباب الق " هُبّوا " ليس يدينا النحيب‬

‫شباب المة ( رجالً ونساء ) أنتم المـل(‪ )2‬بإذن ال ونن نعلم أن‬
‫فيكم الي العظيم والنخوة والشهامة والغية على دماء السلمي وأعراضهم‪..‬‬
‫ولكنكم ُألِيتُم وضُيّعتُم با وُجّهَ إليكم من إفساد وتضييع وإلاء َيقُوده أعداء‬
‫الدين ويُنَفذه بعض أبناء السلمي‪ ،‬فأنتم أحد ضحايا هؤلء‪ ,‬وحسبنا ال وِن ْعمَ‬
‫الوكيل‪.‬‬
‫ليعـرض عن معانقة الراب‬ ‫مؤامرةٌ تدور على الشباب‬

‫(‪)1‬‬
‫من ديوان إلـى أمتي ‪ :‬د‪ .‬عبد الرحمن العشماوي ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(‪) 2‬‬
‫حبذا سماع أشرطة (الشباب‪ /‬ألـم وأمـل) و(الفتاة‪ /‬ألـم وأمـل) و(الرجل‬
‫اللـــف) للشيخ د إبراهيم الدويش ‪ ،‬و(على قمــم الجبال)للشيخ د محمد‬
‫العريفي‪ .‬وحبذا قراءة كتيب (كيــف أخـدم السلم) للشيخ د عبدالملك القاسم‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪98‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫إل الشهوات ف ِظلِ الشراب‬ ‫مؤامرة تقول لم تعالـوا‬


‫تُدبّرهـا شياطي الــراب‬ ‫مؤامرة مَرامِيهَـا عظـا ٌم‬
‫وإن كان وجود هذا العامل ليس عــذرا‪ ،‬فكل إنسان مسؤول عن أن يبعد‬
‫نفسه عن كل مال يرضي ال عز وجل وأن يبادر لرضاته‪.‬‬
‫قال تعال‪ ( :‬وكل إنسانٍ ألزمناه طائره ف عنقه ونرج له يوم القيامة كتابا‬
‫يلقــاه منشورا‪.‬اقـرأ كتابك كفـى بنفسك اليوم عليك حسيبــا )‬
‫(السراء‪-13:‬‬
‫‪.)14‬‬

‫استشعــروا يا شبابنا دائما ( ل ف لظات عابرة فقط ) ما تعيشه‬


‫ك وحالٍ مُ ٍر يُعتب أسوأَ حا ٍل مَرّ عليها على‬
‫أمتكم من ذلٍ وهوانٍ وواقعٍ مب ٍ‬
‫مدى تاريها ‪ ،‬واستشعــروا ول تنسوا الذابح والحن واللم العظيمة‬
‫الرهيبة البـكية الت يتعرض لا إخوانكم وأخــواتكم بل وحتــى‬
‫أطفالــم!‪ ,‬وف شتــى بقاع العال!!!‪.‬‬
‫والهـــم الهــم‪ . .‬اسـتشعـروا أنكـم بتأخيكـم التوبـة والعـــودة‬
‫وبذل الهـد للدعـــوة تكونون سـببا فـ تأخـــــر نصـر أمتكـم‬
‫وتأخي ــر إنقاذ إخوان كم وأخوات كم ا ُلذَّبحِ ي!!! ‪ ,‬لن ال وعد نا بتحق يق‬
‫ـه‪ ,‬قال تعال‪( :‬إن‬
‫ـا بشرعـ‬
‫ـذ أوامره والتزمنـ‬
‫ـا بتنفيـ‬
‫ـر إذا قمنـ‬
‫العزة والنصـ‬
‫تنصــروا ال ينصــركم ) (ممد‪. )7:‬‬

‫استمعـــوا يا شبابنا بقلوب ُمصْغِيَة خاشعة وَ ِجلَة خاضعة لذا‬


‫النداء الربان العظيم من خالقكم رب العالي سبحانه وتعال‪:‬‬

‫‪99‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫( أل ي ـأن للذ ين آمنوا أن تش ــع قلوب م لذ كر ال و ما نزل من ال ق‬


‫ول يكون ـوا كالذ ين أوتوا الكتاب من ق بل فطال علي هم الم ُد فق سـت‬
‫قلوبم وكثي منهم فاسقون ) (الديد‪.)16:‬‬

‫تذكــروا أيها الشباب الؤمن بال ولقائه ؛ ‪ ..‬الوت وسكراته‪,‬‬


‫والقب ونعيمه وعذابه‪,‬وتذكروا القيامة وأهوالا‪ ,‬والعرض وشدته ‪,‬وتذكروا‬
‫الوقــــوف بي يدي ال ف ذلك اليوم العظيم‪.‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم‪ ( :‬ما منكم من أحد إل سيكلمه ربه ليــس بينه‬
‫وبينه ترجان‪ ,‬فينظر أين منه فل يرى إل ما قدم من عمله‪ ,‬وينظر أشأم منه‬
‫فل يرى إل ما قدم‪ ,‬وينظر بي يديه فل يرى إل النار تلقاء وجهه‪ ,‬فاتقوا‬
‫النار ولو بشق ترة) رواه البخاري ومسلم‪.‬‬

‫وتذكــروا ف كل لظة تعيشونا أن ال العظيم البار الذي يسبح‬


‫الرعد بمده واللئكة من خيفته يراكم ومُ ّطِلعٌ عليكم‪ ,‬فـــل تعلوا الالق‬
‫ذا العزة واللل الكبي التعال الذي يسبحه كل الكون والذي الرض جيعا‬
‫قبضتـــه يوم القيامة والسماوات َم ْطوِيّــات بيمينه أَهْـــ َونَ‬
‫الناظـرين إليكـم!!!‪.‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ( :‬إن أرى ما ل ترون وأسع ما ل‬
‫تسمعون‪ ,‬أطت السماء وحق لا أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إل وملك‬
‫واضع جبهته ساجدا ل‪ ,‬وال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليل ولبكيتم‬
‫كثيا‪ )..‬الديث‪ ,‬رواه الترمذي‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫اعلمــوا يا شباب السلم أن سعادة الدنيا والخرة ف سلوك‬


‫طريق الستقامـة(‪ )1‬والدعـوة إل ال‪ ،‬وحت سعادة الدنيا القيقيــة‬
‫التامـة الت يلهث كثي من الناس وراءها وخاصة الشباب ليست إل ف طريق‬
‫العودة إل ال(‪ ،)2‬واقرؤوا كتيبات ( العائدون إل ال ) لتروا بأنفسكم كيف‬
‫كان أثر التوبة على حياتم‪ ,‬إل حد أن بعضهم يقولون بصدق‪":‬نن ولــدنا‬
‫من جديد وعمرنا القيقي نسبه من بدايــة عودتنا إل ال‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫حبذا الستماع إلى أشرطة( حاولنا فوجدنا النتيجة )للشيخ د سعد البريك ‪ ،‬و‬ ‫‪1‬‬

‫( قوافل العائدين ) للشيخ خالد الراشد‪،‬و ( كيف تقوي إيمانك ) للشيخ نبيل‬
‫العوضي ‪ ،‬و(نهاية السعداء) للشيخ راشد الزهراني‪,‬و(قصص ل أنساها) للشيخ‬
‫عبدالمحسن الحمد‪ ,‬و (نقطـة تحول) للشيخ علي باقيس‪ ..,‬وزيارة موقـع‬
‫"طريـق التوبة" وموقـع "ذكــرى" على شبكة النترنت‪.‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫يشتكـــي العديد من الشباب والشابات من مشكلة الملل والفراغ وكيفية قضاء‬
‫الوقت ‪ ،‬وما حدث ذلك إل لنهم لم يفتحـــوا باب الحياة الحقيقية التي خلقنا ال‬
‫من أجلها ‪ ،‬ولم يدخلـوا هذه الحياة بحق ‪ ،‬فهي حياة مليئة بالمهام العظيمة التي‬
‫تستغرق كل وقت النسان وحياته ‪ ،‬كيف ل وهو يعيش ليحقق خلفة النسان ل في‬
‫هذه الرض ونشر دينه فيها وما يتطلبه ذلك من جهود ضخمة ‪ ..‬لكنها جهود يبذلها‬
‫وهو فــي غاية السعادة لنه وقتها يكون قد عاد إلى الصل الذي من أجله خلق‬
‫وبه فطرت نفسه يوم جاءت إلى هذا الوجود بعد أن لم تكن شيئا مذكورا ‪.‬‬
‫نقل فؤادك حيث شئت من الهـوى‬
‫ما الحب إل للحبيـــــب الول ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪101‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وتأملــوا أحبتنا بعض كلماتم الرائعة الت سطّــروها بأقلمهم(‪,)1‬‬


‫ومن الميل ف كلمات بعضهم أنا توضح اتاههـم بــدٍ للدعـوة‬
‫بعد صلحهم ( عـودة ودعـوة )‪:‬‬

‫أ‪ ( -‬وعزمـت على التوبة النصــوح والستقامة على دين ال‪،‬‬


‫وأن أكون داعيــة خيٍ بعد أن كنت داعية شرٍ وفساد‪ . .‬وف ختام‬
‫حديثي أوجههـا نصيحة صادقة لميع الشباب فأقول‪ :‬يـا شباب‬
‫السلم لن تِــدوا السعادة ف السفر ول ف الخدرات والتفحيط‪،‬‬
‫لن تدوها أو تشموا رائحتها إل فـي اللتزام والستقامة‪ . .‬ف خدمة‬
‫دين ال‪ . .‬فـي المر بالعروف والنهي عن النكر‪.‬‬
‫ماذا قدمتــم يا أحبه للسلم ؟ أين آثاركم ؟ أهذه رسالتكم ؟‬
‫شباب اليل للسلم عودوا‬
‫فأنتم رو ُحهُ وبكــم يسُود‬
‫وأنتم ســرّ نضتِهِ قديا‬
‫جرُهُ الزاهي الديد )‬
‫وأنتـم َف ْ‬
‫( من شباب التفحيط سابقا )‬

‫ب‪ ( -‬فخرجت من البيت إل السجـد ومنذ ذلك اليوم وأنا ‪-‬ول‬


‫المد‪ -‬ملتزم ببيوت ال ل أفارقها‪ ,‬وأصبحت حريصا على‬
‫حضـــور الندوات والدروس الت تقام ف الساجد‪ ،‬وأحد ال أن‬

‫نقلً من سلسلة كتيبات "العائــــدون إلى ال" للشيخ محمد المسند‪.‬‬ ‫‪)1(1‬‬

‫‪102‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫هدان إل طريق السعادة القيقية والياة القة)‬


‫( ( الشاب ح ‪.‬م‪.‬ج‬

‫ج‪ ( -‬كما أصبحت بعد اللتزام أشعر بسعـــادة تغمر قلب فأقول‪:‬‬
‫بأنه يستحيل أن يكون هناك إنسان أقل من التزاما أن يكون أسعد‬
‫من‪ ،‬ولو كانت الدنيا بي عينيه‪ ،‬ولو كان من أغن الناس‪ . . ,‬فأكثر‬
‫ما ساعدن على الثبات بعد توفيق ال هو إلقائــي للدروس ف‬
‫الصلى‪ ،‬بالضافة إل قراءت عن النـــة بأن فيها ما ل عي رأت‬
‫ول أذن سعت ول خطر على قلب بشر من اللباس والزينة والسواق‬
‫والزيارات بي الناس‪ ،‬وهذه من أحب الشياء إل قلب‪ ،‬فكنت كلما‬
‫أردت أن أشتري شيئا من اللبس الت تزيد عن حاجت أقول‪ :‬ألبسها‬
‫ف الخــرة أفضل )‬
‫فتاة انتقلت من عال الزياء إل كتب العلم والعقيدة )‬
‫(‬

‫د‪ ( -‬وكلما رأيت نفسي تنح لسوء أو شيء يغضب ال أتذكر على‬
‫الفور جنــة اللد ونعيمها السرمدي البدي‪ ،‬و أتذكر‬
‫لسعــــة النار فأفيق من غفلت‪ . . ,‬والمد ل أن قد‬
‫تلصـــت من كل ما يغضب ال عز وجل من ملت ساقطة‬
‫وروايات ماجنة وقصص تافهة‪ ،‬أما أشرطة الغنــاء فقد سجلت‬
‫عليها ما يرضى ال عز وجل من قرآن وحديث )‬

‫‪103‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫(فتــاة تائبــة)‬
‫هـ‪( -‬لقد أدركنا القيقة الت يب أن يدركهـا الميع وهي أن‬
‫النسان مهما طال عمره فمصيه إل القب‪ ,‬ول ينفعه ف الخرة إل‬
‫عمله الصال)‬
‫المثل مسن مي الدين وزوجته المثلة)‬
‫(نسرين‬

‫و‪( -‬لقد وُلــدتُ تلك الليلة من جديد‪ ,‬وأصبحت ملوقا ل صلة له‬
‫بالخلوق السابق‪...‬وأقبلت علـى تلوة القرآن وساع الشرطة‬
‫النافعة )‬
‫شــاب)‬
‫(تائــب‬

‫ز – ( أتن من ال وأدعوه أن يعل من قدوة صالة ف مـال‬


‫الدعــوة إليه‪ ،‬كما كنت من قبل قدوة لكثيات ف مال الفن )‬
‫المثلة التائبة شهية )‬
‫‪(.‬‬

‫استبدلـــوا يا شبابنا ما ُشغِلتُم به ما يضـــركم ف حياتكم‬


‫وأُخراكم بــا يرضي ال ويلب لكـم الطمأنينة ويسعد وينقذ أمتكم‬
‫الذبيحة الرية الكلومة الذليلة‪ ،‬بل ويسعد بكم مستقبلً العال التخبط‬
‫بأسره ؛ مــن ســاع أشرطة الي‪ ,‬وحضـور للمحاضرات النافعة‪,‬‬

‫‪104‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وصحبة الصالي‪ ,‬واجتهـاد ف الدعـــوة والصلح‪ ,‬وَُبعْــــدٍ‬


‫عما يضر من وسائـل الشر والفتنة أو الصحبة التـــي ل تعي على الق‬
‫وإرضاء الله ‪.‬‬
‫شبابنا إننا نريـــد شبابا يشتاقون إل النة(‪ )1‬كما اشتاق حرام بن‬
‫ملحان رضي ال عنه إليها؛ فظهر شوقه الصادق عندما غدر به الكفار فطعنوه‬
‫بالرمح من خلفه فخرج من أمامه فما كان منه لا رأى الدم النازف إل أن‬
‫َنضَ َح منه على وجهه ورأسه وهو يقول‪ ":‬فــزت ورب الكعبة‪ ...‬فــزت‬
‫ورب الكعبة"(‪. )2‬‬
‫نريــــد شبابا يشتـاق إل عـز المة ونصر السلم ل إل الترهات‬
‫الت يفرح!!بانشغالكم با أعــداء الدين‪.‬‬
‫تُــرى هـــل َي ْرجِ ُع الاضي فإن‬
‫أذوب لـذلك الـاضي حنينـــا‬

‫نريــــد شبابا يتحـدى أعداء الدين والفسدين‪ ،‬ويقلب الطاولة عليهم‪،‬‬


‫ل بالعسل‪.‬‬‫الطاولة الت قدموا لم فيها السم م ً‬
‫نن صممنـا وأقسمنا اليمي‬
‫أن نعيــش ونوت مسلمي‬
‫(‪)1‬‬
‫حبذا سماع شريط ( المشتاقـــون إلى الجنة ) للشيخ د‪ .‬محمد العريفي‪ ,‬و‬ ‫‪1‬‬

‫( صفة الجنـة ) للشيخ د‪ .‬سعيد بن مسفر ‪,‬وشريط (ريح الجنة)للشيخ محمد حسين‬
‫يعقوب‪,‬و(البــدار إلى دار البرار) للشيخ نبيل العوضي‪.‬‬

‫‪)2(2‬هذه القصة العظيمة في السيرة النبوية لبن كثير من رواية البخـاري‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫مستقيمي علـى الق البي‬


‫ُمَتحَــدّين ضلل الُبطِلي‬
‫نريـــــد شبابـا صادقـا يتــرق لدمــة دينــه‬
‫ونشـــر الدعـــوة (‪.)1‬‬
‫جَــ ّد ِد العهدَ وبـادِر للجهـا ِد‬
‫َبلّـــغِ الدعـو َة ف كل البل ِد‬
‫ح الكي ُل بظلمٍ ف الورى‬
‫طَفَــ َ‬
‫وسَـرَى الكفرُ ُمجِـدا ف العبادِ‬
‫وإليكــم من القلـب أيضا هذه الجموعة من البيات الشعرية لجموعة‬
‫من شعراء المة الفاضل الذين طالا خاطبوا الشباب أمل المة منتظرين‬
‫استيقاظهم ودورهــم الكبيـــر‪..‬‬

‫أعيـدوا مدنا دنيـا ودينــا‬


‫وذُودُوا عـــن تراث السلمينا‬
‫فمــن يَ ْعلُـــو لغي ال فينا‬

‫‪ )1(1‬الدعوة إلى ال ليست بالمر الصعــب كما قد يُتصوّر‪ ,‬ومجالت الدعوة كثيرة‬
‫وعديدة؛ ومنها تــوزيع الشرطة والكتيبات والمطويات النافعة والدللة عليها وعلى‬
‫المحاضرات القيمة‪ ,‬فشريط يوزع قد يهتدي بسببه العديد ممن ستكون حسناتهم أيضا في‬
‫ميزان من كــان سبب هدايتهم‪.‬‬
‫وللتعرف على وسائل دعوية أخرى ينصـح بالطلع على الشرطة والكتيبات المتعلقة‬
‫بذلك‪... ,‬أيضا مواقـع النترنـت الموضحة للوسائل الدعوية مثل صيــد الفوائد و (‬
‫‪. )work 4 islam‬‬

‫‪106‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ونن بنو الدعـــاة الفاتينــا‬

‫شبابنا قـد حـــان أن تعــودوا‬


‫لواحــة اليان كـــي تســودوا‬
‫غدا ِبكُـــم سَيُسعَـــدُ ال ُوجُودُ‬
‫وُيكْبَـتُ الستعبِــــدُ العنيـــدُ‬

‫وليكن شعاركـــم ‪:‬‬


‫أنا مسلمٌ أبغـــي اليا َة وسيلةً‬
‫للغايــة العُظمَــى وللميعــادِ‬
‫لرِضـا الله وأن نعيــش أعز ًة‬
‫وَُنعِـدّ للخـرى عظيم الــزادِ‬
‫أنا مسلمٌ أسعى لنقــاذ الورى‬
‫للنـور لليــان للسعـــادِ‬
‫ويرُوعُنِـــي هذا البـلء بأُمت‬
‫ـتْ عن طريق الـادي‬ ‫لــا َتخَل َ‬

‫وليكن َه ّمكُـــم ‪:‬‬


‫هنــا َن ْمضِي ونُعلِـي رايـة القرآن‬
‫هنا ف الكون أن َت ْعلُـو ذرى اليـان‬
‫هنـا أن يَسعدَ النسان ف كل مكـان‬

‫‪107‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫هنا أن تُسعـدَ الدنيا بترديـد الذان‬


‫أن َتسُــودَ أمتـي‬ ‫هنـا يا إخـوتـي‬
‫تمـــل القـرآن‬ ‫أن تُــرَى ف القمةِ‬
‫بالرســول المـد‬ ‫هنــا أن نقتـدي‬
‫فــي ِحمَى الرحـن‬ ‫كـي نفوز ف الغـدِ‬
‫أن َيعُــو َد عِزّنــا‬ ‫يا شباب هنــــا‬
‫سمَــ ُة اليــان‬ ‫َن ْ‬ ‫أن َتعُــود للدُنَــا‬

‫فهــل آن يــا شبــاب أن نعــــــود‪,‬‬


‫ونطـــــرح الران والذنـــــوب‪,‬‬
‫ونكون دعـــــاة إل الق والدى؟؟‬

‫قال تعال ‪ ( :‬وتوبـــوا إل الـلــه جيعا أيها‬


‫الؤمنون لعلكم تفلحـــــون) (النور‪.)31:‬‬

‫َبنِي السلمِ قـــد آنَ لنَا أن َن ْطرَحَ الرانَا‬


‫ح للهُـدى جُندا وف السلم إخوانَـا‬
‫ونُصب َ‬
‫ونُحيـي مدنـا الاضـي وُن ْرجِعَـ ُه كمـا كَانَـــــــا‬

‫بن السلم يا أحفاد عمـــارٍ وصفـوا ِن‬


‫ف وابن عباسٍ وسلمـــا ِن‬
‫وزيدٍ وابن عو ٍ‬

‫‪108‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫علـى آثارهـم سِيـرُوا تكونـوا خَيـر فِتيــــــــانِ‬

‫غـدا يا إخوت نيا حياة جُدودِنا الصيدِ‬


‫غدا سَُنحَرر القصى من الرجس الناكيدِ‬
‫(‪)1‬‬
‫غـدا سُنـرتل القـرآنَ فـي رومـا ومدريــــــــدِ‬

‫شبابنا ننتظــــــركم !!‬


‫فل تُخيّبوا المــــــال فيكـم!!!‬

‫(يا أيهـــا الذين آمنـــوا استجيبــوا ل وللرسول إذا‬


‫دعاكم لا يييكــم واعلمـــوا أن ال يــول بي الرء وقلبه‬
‫وأنـه إليــه تشـــرون)‬
‫‪(.‬النفال‪)24:‬‬

‫٭٭٭‬

‫إلــى حاملة المانة‬

‫(‪ )1‬إشارة إلى الحديث الصحيـح الوارد عن فتـــح المسلمين لرومــا الذي‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .‬ولكــن ل شك أن هذا الفتـح العظيم سيحدث بإذن ال‬ ‫بشرنـا به رسول ال‬
‫عندمـــا تكون المة صادقـــة مع ربها ‪ ،‬ملتـــزمة بأمره‪,‬‬
‫داعيــــة لشرعه ‪ ،‬مجاهـــدة في سبيله ‪ .‬انظر الحديث في سلسلة‬
‫الحاديث الصحيحة للعلمة اللباني ج ‪ 1‬ص ‪. 7‬‬

‫‪109‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫سيـري على جَــدَدٍ وَل ‪..‬‬


‫تتعثـري بي الشبــاك‬
‫وإل كمـالِ النفسِ باليـ ‪..‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مانِ فَلْتصعــد خُطــاكِ‬

‫كلمــة هنا نذكــر با الدرة الغالية‪ ,‬الفتاة السلمة والرأة‬


‫السلمة‪ )2(,‬الت يعرف العداء وأتباعهم أثرها الكبي ف صلح أي متمع أو‬
‫فساده‪..,‬كيف ل! وهي مربية الجيال وصانعة البطال ونصف الجتمع‬
‫وصاحبة العاطفة الياشة‪ ,‬لـذا ركزوا على أن يبعدوها عن نج دينها بشت‬
‫الطرق وبأساليب خادعة وملتوية وبوسائل رهيبة يتلكونا‪ ,‬وهم‪-‬أختنا‬
‫السلمة‪-‬ل يريدون لك الي(شعروا بذلك أو ل يشعروا)‪ ,‬وعاقبة ما يدلونك‬
‫عليه لن يكون وال خيا لك ل ف الدنيا ول ف الخرة‪ ,‬وإن كان مظهره‬
‫يدع كثيا‪..,‬ولك العبة ف كثي من يسمي الفنانات‪ ,‬فهن ل يدن السعادة‬

‫قصائد إلى الفتاة المسلمة ‪ :‬أحمد محمد الصديق ‪ ،‬من قصيدنه الرائعـة ( نحو‬ ‫‪1‬‬

‫الكمـال ) ‪.‬‬

‫‪ )2(2‬حبذا سماع )حاملة المانة( للشيخ محمد المنجد‪ ,‬و(أختاه هـل تريدين السعـادة ) للشيخ‬
‫علي القرني ‪ ,‬و (المرأة والوجه الخر) و(صانعات المآثر) للشيخ خالد الصقعبي‪ ,‬و(درر منثورة)‬
‫للشيخ علي باقيس‪ ,‬و(شتـان بين إمرأتين) للشيخ مشعل العتيبي‪ ,‬و(حوار بين أختين) للشيخ‬
‫عبدالعزيز السويدان‪ ,‬و(غارت الحور) و(ما أقوى شخصيتها) للشيخ عبدالمحسن الحمد‪,‬و(دمعة‬
‫غدير) للشيخ عبدالرحمن الوهيبي و(خدعوها) للشيخ ناصر الحمد‪ ,‬و(صانعات المجد) للشيخ‬
‫راشد الزهراني‪ ,‬و(قصة فتاة) للشيخ محمد العريفي‪.. ,‬وقراءة (غـراس السنابل) للشيخ د‬
‫عبدالملك القاسم‪,‬وسلسلـة (أختـــاه) للشيخ مجدي فتحي‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ف طريق الباطل‪ ,‬ولتتأملي ذلك من حياتن وقصصهن‪ ,‬نسأل ال لن الداية‬


‫فهن من ضحايا الفسدين‪ ,‬وكثي منهن فيهن الي وقد رجع بعضهن إل ال‬
‫وعندها وجدن السعادة القـــة!!!‪.‬‬

‫أختنـا الكريـة‪..‬تسكـي بتعاليم دينك‪ ,‬عـــودي إل رحابه‬


‫الظليلة الوارفــة‪.‬‬
‫اعتــزي بجابك الساتر(‪ )1‬ولبسك الحتشـم الشرعي البعيـد عـن‬
‫التشبــه بالكافــرات‪,‬‬
‫والبعيد عن التميّع الذي ل يليـــق بالسلمة‪ ,‬وارجعـي لحكـام الشرع‬
‫ف ذلك(‪ )2‬وف كــل أمرك‪ ,‬ففي ذلك سعادتك العظمــى‬
‫وفلحــك‪.‬‬

‫‪ )1(1‬يستغرب المسلم من المرأة التي تعصي العظيم الكريم اللـــــه بما وهبها‬
‫إيـــاه !!!‪ ,‬وهو قادر على أن يزيله عنها‪ .‬ونستغرب كثيرا من تهاون المسلمات في‬
‫بلد المسلمين بالحجاب في الوقت الذي رأينا بأعيننــــــا العديد من النساء اللتي‬
‫أسلمن متمسكات جداً بمستوى القمــــــة في حجابهن‪ ,‬مع أن بعضهن من دول‬
‫غرقت في التفسخ والعري‪ ,‬ومع ذلك يتمسكن به كاملً حتى وهن في وسط الكفر‬
‫وقلعه‪..,‬وليتنا نستمع إلى قصة الروسية التي أسلمت في الشريط القيم ( قصـص‬
‫مؤثرة) للشيخ د‪ .‬إبراهيم الفارس‪.‬‬
‫‪ )2(2‬سامح ال العديد من إخواننا التجار الذين أغرقوا أسواقنا بالكثير من الملبس التي ل‬
‫ترضي اللـه ول تليق بالمرأة المسلمة التي شعارهـا الحشمة والحياء والستر‪ ,‬وأهدافها‬
‫في الحياة أعلى وأسمى من التعلق بمثل هذه الملبس‪ ,‬ول عـذر بأن هذا هو طلب‬
‫السوق‪ ,‬فأين التقوى وأين تقديم مرضاة ال وأين الغيرة على واقع أمتنا والحرص على‬
‫عدم تسهيل ما يضرها‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ومن الهـم غايـــة الهية ما ننتظره منك من مساهات جادة‬


‫لنقاذ أمتنا من مآسيها وواقعها الال الذليل الهي الشي الؤل‪...,‬ولقـد‬
‫رأينا تأثركن الكبي مع أحداث المة ومساهتكن الادية الكبية الت فاقت تأثر‬
‫ومساهة الرجال ف كثي من الحيان‪.. ,‬ولكننــا ف انتظار دورك الفاعل‬
‫الؤثر ف طريق الل الساس الذري لآسي أمتنا وهــو العودة إل ال‬
‫والدعوة إل سبيله وهداه (عودة و دعوة)‪.‬‬
‫وهذا الطريق هو الذي سيعيد بإذن ال للمة عزها ومدها وجهادها‪ ,‬فتحمي‬
‫وتنقذ أبناءها وبناتا وأطفالا الذبي ف شتـى بقاع الرض‪ ,‬قال تعال (إن‬
‫تنصروا ال ينصركم)‪.‬‬

‫أختنــا السلمة‪..‬أنت أعلــى من أن يكون جُ ّل هك اللبس‬


‫والدنيا‪....,‬فأنت حاملـــة أمانةٍ عظيمة أَبَتْ البــال أن تملها‬
‫وأشفقـت منها!‪.....,‬أنت ينتظر منك دور كبيــر وسط اللـم‬
‫الشديـد الذي نعيشه‪.‬‬

‫أختنــا الكريــة‪َ..‬نرْبَــُأ بك من أن تكون مَطِيَةً لعداء‬


‫الدين‪ ,‬يستغلونك لتحقيق مآربم‪..,‬فتكوني بذلك سببا قويا ف هزيــة‬
‫المة وتأخيـر نصرها‪....,‬فأملنـا فيك عكــس ذلك‪.‬‬

‫ول شك أن القنوات والعلم بشتى وسائله كان لهما دور كبير في تشجيع المرأة على‬
‫ذلك‪ ,‬فممثلة عاصية ل مبتذلة في لباسها‪ -‬كما هو متوقع‪ -‬بطلــةٌ مُقـدّرة!!!‪,‬‬
‫ودعايات عن ملبس وأزياء تسر الشيطـان وأعــداء الدين‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫أختنــا السلمة الؤمنـة بال وعظمته ولقائـه وجنتـه‬


‫ونـاره‪..‬احذري غاية الذر من وسائل الفتنة والعصية (قنوات كانت أو‬
‫ملت أو غيها) وابتعــدي عنها‪ ,‬واتقـي اللـــه الذي يــراك!‬
‫وأنت تنظرين‪ ,‬أو تسمعي‪ ,‬أو تقرئي وبإعجـاب!!! ما يغضبــه!! وهـو‬
‫الالـق العظيــم!‬

‫أختنــا الغيــورة‪..‬وأنت صاحبة القلب العطوف‪ ,‬ليتك‬


‫تتذكريــن دائما مآسي أمتك وتعمليـن بــ ٍد لنقاذها‪.‬‬
‫وعشمنــا فيك أنك تأبي بشدةٍ أن تكون سببــا ف استمرار ألهـا‬
‫بإصـرار على ذنب أو بتقصيــر ف دعــوة‪.‬‬

‫أختنــا الكرية‪..‬ل نريدك صالة فقــط‪ ,..‬فهذا ل يكفي‬


‫خاصـة وسط هذا الواقع الرير‪..,‬نريدك داعيــة حاملـة للمانة‪ ,‬بل‬
‫وداعية قمـة ف دعوتا(‪...,)1‬كون مثل الصالات من سلف المة‪ ,‬ومثل‬
‫الداعيات العاملت ف حياتنا الاضرة‪ ,‬كونـي مثــل بنان علي الطنطاوي‬
‫سليلة السرة الطيبة‪ ,‬الت عاشت داعية مضحيـة‪ ,‬وتوفيت شهيدة كما‬
‫نسبها بعد أن اختارها ال؛ قال تعال‪:‬‬
‫(ويتخذ منكم شهداء) الية(سورة آل عمران‪.)140:‬‬

‫‪ )1(1‬حبذا الطلع على كتاب(ل بد أن تكوني داعية)‪,‬وهو موجود في الموقع المبارك‬


‫صيد الفوائد ‪./http://www.saaid.net‬‬

‫‪113‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫أختنــا التألة على واقع أمتها‪ ,‬الريصة على عودتا‬


‫لسؤددها‪...‬اجعلـــي بيتـك ومكان عملـك وأماكن تواجـدك‬
‫قـلع ومنابـر للدعـوة‪ُ..,‬تحْفَـظُ فيها الدعوة وتعاليـم وأحكام الدين‪,‬‬
‫وتنشـــر منـها إلـى الغي‪.‬‬

‫ك حاجزٌ وسِتـــارُ‬
‫أختاه‪ ,‬دُوَن ِ‬
‫ولديك من صِدْقِ اليقي شِعــارُ‬
‫عُـودي إل الرحن عَودا صادقا‬
‫فَِبهِ يــــزولُ الشر والشرارُ‬
‫أختاه‪ ,‬دينــك َمنْبَـعٌ ُيرْوَى به‬
‫قلبُ الَتقّي وتُشــ ِرقُ النــوارُ‬

‫***‬
‫وتلوةُ القرآ ِن خيـــرُ وسيلـةٍ‬
‫للنصــر‪ ,‬ل دف ول مزمـارُ‬
‫ودعاؤك اليمون ف جنح الدُجى‬
‫سهـمٌ تذوب أمامه الخطــارُ‬
‫ف منهج (النساء) درسُ فضيلةٍ‬
‫وبثلــــهِ يَسترشدُ الخيـارُ‬
‫ف كفــك النشء الذين بثلهم‬
‫تصفو الياةُ وتُحفَـــظ الثارُ‬
‫هُـزّي لم جذع البطولةِ‪ُ ,‬رّبمَا‬
‫أَ ْدمَــى وجوه الظالي صِغَـارُ‬
‫‪114‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫غَـــذّي صغارك بالعقيدة‪ ,‬إنا‬


‫زادٌ به يتــــــزوّ ُد البرارُ‬

‫***‬
‫ل تستجيبـــي للدعـاوى‪ ,‬إنا‬
‫كَ ِذبٌ وفيهــــا للظنون مَثارُ‬
‫ل ترهبـــي التيـارَ أنت قَويةٌ‬
‫باللــه مهمـــا استأسد التيارُ‬
‫تبقـى صروح الق شامةٌ وإن‬
‫(‪)1‬‬
‫أرغى وأزبـدَ عندها العصـارُ‬

‫( إنّ الَذِي َن قَالُوا رَبّنَا اللّ ُه ثُـ ّم ا سْتَقَامُـوا تَتَنـ ّزلُ عَـلَـيْـهِـمُ الَلِئكَةُ‬
‫ـ‬
‫شرُوا بِاْلجَنّــــــةِ الَتِـي كُنتُم ْ‬
‫َأ ّل َتخَافُـــــوا وَل ْتزَنُوا وَأَبْ ِ‬
‫(فصلت‪.)30:‬‬ ‫تُوعَــــدُون َ)‬

‫٭٭٭‬

‫كلمة للدعاة والمصلحين‬


‫( الخطاب الدعوي ومذابح المسلمين )‬

‫‪ )1(1‬ديوان يا ُأمّة السلم‪ :‬د عبد الرحمن العشماوي ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫هذه الكلمات ف الفقرات التالية موجه ٌة لروح المة‪ ,‬وحاملي هها‬


‫من الدعاة والصلحي‪ ,‬وأصحـاب القلم الطيبة والفكر الغيور‪ ,‬وإن كان‬
‫الصل أن كـل المة تكون كذلك‪ ,‬فالدعــوة إل ال مسؤوليــة‬
‫الميـع‪.‬‬

‫أول‪ :‬إشكـالت ف الطاب‪:‬‬

‫‪-1‬يز ف النفس كثيا أن العديد من الطباء والحاضرين والكتاب‬


‫والشعراء ف وقتنا الاضر وبالذات ف مآسينا (وأيضا تبطاتنا)‬
‫الخية الرهيبة‪ ,‬قد ل يقومون ف خطبهم ودعائهــم‬
‫وتوجيهاتــم وكتاباتم –عنـد الديث عن هذه الآسي‪-‬‬
‫بتذكي السلمي بواجب العودة إل ال‪ ,‬وواجب كل مسلم ف‬
‫تقيقها بالشكل الواضح والكافــي‪ ,‬والؤثــر الـار‪ ,‬الذي‬
‫يوصـل هذه القيقة إل كــل السلمي‪ ,‬مبينا لم بوضوح أن‬
‫هذا هو الـل‪ .....,‬ومشعــرا لم بأن مسؤوليـــة تقيقه‬
‫تقع على كل فـــرد مسلم‪ ,‬مع أن هذا هو الل القيقي‬

‫‪116‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫الذري(‪)1‬الوصل لتحقيق النصر‪ ,‬وإيقاف الآسي‪ ,‬وردع أعداء‬


‫الدين‪.‬‬

‫ويبدو أن عدم وضوح بعض السس السلمية‪ ,‬إضافة إل الضياع‬


‫الفكري والتوجهي الذي تعيشه أمتنا حاليا‪ ,‬قد أثرا أيضا حتـــى على‬
‫بعض الدعاة والصلحي ؛ فرأينا البعض يتكلم ويكتب عن مآسي ومذابح‬
‫المة بنظرة ستها التركيز على اللول الزئية با فيها الكثــار من نقد‬
‫التوجه العالي‪ ,‬والتحدث عن السباب السياسية والادية أكثــر من‬
‫النظر للخلفيــات الشرعية(‪ )2‬التعلقة بذه الحداث‪.‬‬
‫والهــم من ذلك عـدم التركيـز بدقـة‪ ,‬وإيضـاح تام كــا ٍ‬
‫ف‬
‫على الل القيقي لكل هذه الآسي بالشكـل الذي يصـــل إل قلب‬

‫(‪ - )1‬ل يزال يخطــــر في فكر بعض أبناء المة شبهة أن السبب الساس لعجز المة‬ ‫‪1‬‬

‫هو تأخ ـــــرها التق ني والع سكري وتفرقه ـــــــا‪ ,‬والحقي قة أ نه سبب ه ـام‬
‫ب ــل ش ـــك ولكن ـــه ل يس ال سبب الرئ يس‪ ,‬لن سنـــة ال اقت ضت أن الن صر‬
‫الحقيقي التـــام ل يتحقق لمتنـــا بدون عودة صادقة إليه واستقامة على أوامره حتى‬
‫لو تقدمت ماديا وعسكريا واتحـــــــدت‪.‬‬

‫‪ -)2(2‬للشيخ ابن عثيميــــن رحمه ال رسالة صغيرة هامـــة جــدا تتحدث عن‬
‫مشكلــــة عـــــدم النظر للسباب والخلفيـــات الشرعية في الحداث‬
‫عنوانها‪(:‬أثر المعاصي على الفرد والمجتمع)‪.‬‬
‫وحقيقة أننا نستغـــــرب من كلمات بعض الدعــاة والكتـــاب الذين ل نكاد نرى‬
‫أو أصبح نادرا في كلماتهم تذكير للمة بالتوبة وتقوى ال وآثار المعاصي عنـــد الحديث‬
‫عن آلمنـا ومشاكلنا وأزماتنــا فــي أي جانـــب‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ويقيـن كــل مسلم (وليس إل فكره فقط)‪ ,‬مشعـــرا له بواجبه‬


‫ف التغيي(‪ )1‬والعـودة والدعــوة إل ال‪.‬‬
‫وف بعض الطابات والبيانات التعلقة بالآسي وكثي من الشكلت‬
‫الت تعيشها المة ذُكر موضوع التوبة وعودة المة والذر من العاصي ولكنه‬
‫كان يذكر عَــرَضَــــا‪ ,‬أو باختصار شديد قد ل ينتبه له‪ ,‬أو فقط‬
‫كنقطة من النقاط ضمن نقاط أخرى عديدة‪ ,‬وبدون التركيز‬
‫الكافــــي عليه‪ ,‬مع أنه أس قضايانا وكما يقال قضية القضايا‪.‬‬

‫‪ -2‬أيضا وعلى الرغم من سرور قلوبنا با نقرؤه ونسمعه من العديد من‬


‫الصادقي من تأل على الواقع والراح‪ ,‬إل أننا من كثرة الآسي والراح‪ ,‬وف‬
‫غياب التذكي بالل القيقي بوضوح‪ ,‬أصبحنا نل أحيانا من كثرة البكاء‬
‫والتباكي على واقع المة التكرر‪,‬‬
‫فهل الدف هو البكاء للبكاء؟‬
‫أم هل الدف هو البكاء والتأل فقط لمع الال للمنكوبي والشردين؟‬
‫والذي لشك ف أهيته إل أنه حل جـــزئي ووقتـــي‪ ,‬خاصـة إذا‬
‫ل يربط بالل القيقي‪...,‬‬

‫‪ -)1(1‬ل شك في أن الدعاة يذكرون المة بالتوبة والصلح وهذا أساس دعوتهم‪ ,‬ولكن الجانب‬
‫الذي لوحظ فيه النقص عند البعض هو التذكير بالتوبة والصلح بتركيـــز عنـــــد‬
‫الحديث عن مآسي المة وتخبطاتهـــا‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫فالصل أن يكون الدف والؤمـــل الكبــر من البكاء والتأل هو‬


‫جعل ذلك شعلــــة(‪)2‬للمة للنطلقــة نــو التغييـــر ف‬
‫واقعها‪ ,‬والعودة إل ال‪ ,‬والدعوة إليه‪ ,‬الت ‪-‬بإذن ال‪ -‬با وبنتائجها وثراتا‬
‫تعز المة‪ ,‬ويعود مدها‪ ,‬وينطلق بقوة جهادها‪ ,‬وتنتصر وتل كل‬
‫مشكلتا(وتبطاتا) ‪.‬‬

‫‪ -3‬أيضا يلحظ ف الكثي من الآسي التركيز على الدعـــاء والدعم‬


‫الالـــي مـع الضعف ف تذكي المة بواجب التوبة والعودة وإصلح‬
‫السار‪ ....,‬والدعاء والدعم الال على الرغم من أهيتهما وضرورتما إل أنما‬
‫ليسا الواجب الوحيد والهـــم‪ ,‬وقد أصبح هذا الظهر أي مواجهة‬
‫الذابح فقط بالدعاء والدعم الال سة لمة السلم ف العقود الخية‪ ,‬وهل‬
‫يعقل أن يستمر حال أمة السلم ف كل مذبة لبنائها بذا الشكل‪ ,‬بل إن أي‬
‫أمة ل ترضى أن يستمر حالا هكذا ف كل مذبة ومأساة تتعرض لا‪ ,‬فكيف‬
‫بنا أمة السلم ونن مَنْ مِنَ الفترض أننا ندرك قيمة الدم السلم عند خالقنا‬
‫العظيم سبحانه وتعال‪.‬‬

‫‪ -)1(2‬لقد مرت أمتنا وبالذات في السنوات الخيرة بمآسٍ مؤلمة مبكية وأحداث‬
‫عظيمـــــــة‪ ,‬وشاهدتها المة –خاصة مع إمكانيات وسائل العلم الحديثة‪ -‬رأي‬
‫العين‪ ,‬وتأثرت بها كثيرا‪ ,‬وأظـن لو أنه تم تذكير المة بعمــــق بحقيقة وواجب‬
‫الرجوع إلى ال وأنها هي الحل لحصل بإذن ال توجـه كبير في المة نحو ذلك‪,‬‬
‫ولحـــــدث بإذنه تعالى تصحيح طيب في وضع المة وتوجهاتها‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫لذا فبالضافة إل تذكي المة بواجب الدعاء والدعم الال وقت‬


‫حدوث الآسي‪ ,‬فل بــــد من التذكي والتركيز ف ذات الوقت على‬
‫واجب التوبة والعودة وإصلح السار‪ ,‬لنا الطريق الذي سيقود المة بإذن ال‬
‫إل العزة والهاد والنصر‪ ,‬حتـى يأتــي اليوم الذي توقف هذه الذابح‬
‫والآسي حال حدوثها‪ ,‬ول نكتفي عندها فقط بالدعاء وتضميد الراح‪ ,‬بينما‬
‫السفاحون يقتلون ويبيدون!!‪.‬‬
‫بــل ف ذلك الوقت أي عندما تسترجع المة عزتا لـــن يتجرأ عليها‬
‫بإذن ال أعداء الدين‪ ,‬ويستبيحون كرامتها ف كل حي‪ ,‬كما هو حاصل الن‬
‫حت أننا أصبحنا أذل أمة على وجه الرض‪.‬‬
‫خاصــة أن المة ف أيام الحداث تكون متأثرة ومتفاعلة‪ ,‬وخســارة‬
‫عظيمة أن ل ُتذَكّر بواجب التوبة وإصلح السار وهي ف قمـــة تفاعلها‪.‬‬

‫وإن من سلبيات التركيـــز على الدعاء القتصر على الدعاء‬


‫للمنكوبي‪ ,‬وعلى الدعم الال لم مـــع ضعف التركيز على تذكي المة‬
‫بالتوبة والصلح أن يدث تديــــر للمسلمي‪ ,‬فيشعرون أنم ‪-‬بعمل‬
‫ذلك فقط‪ -‬يكونون قد أدوا ما عليهم‪ ,‬بينما هم مستمرون ويستمرون ف‬
‫الغفلة واقتراف النكرات والصرار على العاصي التــي هي مصيبتنا‬
‫العظمى(‪ ,)1‬وأساس ذلنا وضعفنا وهواننا‪ ,‬واستئساد الكفار علينا وتكنهم منا‪,‬‬

‫‪ -)1(1‬إن أكبــــــر مأســــاة تعيشها المة هي بعدها عن حقيقة دينها‪,‬‬


‫واللتزام بكل شرائعه‪ ,‬وصدق التمسك به‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وعجزنــــا عـن إنقاذ إخواننا‪ ,‬كما بي ذلك لنا كتاب ربنا العظيم‬
‫وأحاديث رسوله صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -4‬يتكلــم العديد من الحاضرين والشعراء والكتاب وتصــــدر‬


‫توجيهــــات من بعض الدعاة بعـــــد العديد من الآسي‬
‫والحن عن الهاد وعزة المة ووحدتــا ونوتا‪ ,‬ولشك أن هذا تذكي‬
‫نتاجه‪ ,‬وأن هذه أسس هامة جدا ونن بأمس الاجة إليها وبا بإذن ال‬
‫يتحقق النصر ولكــــن‪......‬‬
‫كيــــف السبيل إليها؟‬
‫وهل ُوضّح للناس كيف نصل لطريق الهاد؟ وكيف يتحقق النصر فيه؟‬
‫وكيـــف تدث العـزة والوحـدة؟‬
‫هل نريد من السلمي أن يثبوا فجأة للجهاد‪ ,‬رغم كل العوائق وأهها الذنوب‬
‫والعاصي؟‪ ..,‬ونتمن أن يدث ذلك ولكن الُخدّر بشكل عام عاد ًة ل يقوم‬
‫ل من أن يثب وثوبا حقيقيا‪.‬‬
‫فض ً‬
‫ث لو حصل الهاد من أمتنا بدون تركها العاصي وماهرة البار با فلن يصل‬
‫النصر القيقــي التــام‪.‬‬

‫وحت لو حصل نصر مؤقت فهل يكفينا حدوثه بينما أمتنا مستمرة ف‬
‫بعدهـا‪ ,‬وأيـن نضـع هذا بالنسـبة لهداف الهاد العظيمـة وغاياتـه؟!! وهـل‬
‫هدف الهاد ف السلم هو فقط إنقاذ السلمي وقتال العتدين؟! فعلى الرغم‬
‫مـن أهيـة وضرورة هذا الدف‪ ,‬إل أن الــدف العلــى والعظـــم‬

‫‪121‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫للجهاد هـو حفـظ الديـن وإقامتـه وتعبيـد الناس ل رب العاليــن‬


‫(‪)1‬‬

‫(ويكـــون الدين ل)‬


‫(البقرة‪ ,193:‬النفال‪.)39:‬‬

‫ول يفى على الدعاة والصلحي ما حصل ف أمتنا من بعد كبي عن حقيقة‬
‫دينها‪ ,‬ول يفى أيضا ما يفعله الفسدون ف المة‪ ,‬حت وصل المر إل حد‬
‫ماربة أوامر ال وتكيم غي ما يرضاه‪.‬‬
‫وليتنا نرجع إل كتب التفسي ونتأمــل بعض الكم الستفادة من قوله تعال‬
‫ف سورة ممد[سورة القتال]‪ ( :‬طاعــةٌ وقولٌ معروفٌ فإذا عــزم المر‬
‫(ممد‪.)21:‬‬ ‫فلو صدقوا ال لكان خيا لم)‬

‫ومسألة أخرى هامة تدر الشارة إليها هنا وهي‪ :‬أن تذكينا للمة‬
‫بالهاد بـــدون توجيهها للتوبة والعودة قـد يــؤدي إل حدوث‬
‫اتكاليـــة وتأخر فــي التغيي والصلح (الذي هو الطريــــق‬
‫الذي يقود المة بفاعلية للجهاد ويقق لا النصر فيه بإذن ال) بيـــن أفراد‬
‫المة بجة أن الهاد ل يقــم وأننا ننتظر اليوم الذي يبدأ فيه حت ننصر‬
‫إخواننا بشاركتنا فيه‪ ,‬فتنسى المة وتغفل عن أن استمرارها ف الذنوب‬
‫والغفلة وعدم تقيق العودة الصادقة إل ال هو أحـد أهــم أسباب تأخر‬
‫الهاد ف المة وتأخر تقيق النصر فيه‪.‬‬
‫وكــم واجهنا من السلمي الذين عندما نذكرهم بترك اللهو والعاصي غِيةً‬
‫على القل على واقع المة ندهم يتجون بجة عدم وجود الهاد الن‪ ,‬وأنه‬

‫‪ )1(1‬أنظر كتاب"أهداف الجهاد وغاياته" للشيخ د علي بن نفيع العلياني‪,‬دار الوطن للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫لو كان موجودا لتفاعلوا معه ف إنقاذ إخوانم‪ ,‬ونَـســـوا أنم بأعمالم‬
‫هذه ولوهم يكونون من أهــم أسباب تأخر بـدء وحصـول الهاد ف‬
‫المة‪.‬‬
‫وأبو بكـر وعمـر رضي ال عنهما وسلفنـا الصال كانوا عندما يرسلون‬
‫جيوشهم الت حوت خيار الصحابة والتابعي رضوان ال عليهم كانوا يوصونم‬
‫بتقوى ال والــــــذر من الذنوب‪ ,‬وأن ذلك أهــــم العدة‬
‫على العداء‪ ....‬فكيـــف يُنســـى هذا ‪-‬أو يذكر بدون إعطائه‬
‫حقه‪ -‬عندما نذكر أمتنا بالهاد‪ ,‬وهي على ما هي عليه من الغفلة والبعد‬
‫وتضليل الضلي وإفساد الفسدين‪.‬‬

‫بل ويبدو أن تذكي المة بالهاد بــــدون تذكيها بالتوبة‬


‫والرجوع ومساعدتا على تقيقه‪ ,‬قــــد يؤدي إل نشوء شوائب المية‬
‫ف إخلص المة عند حاسها للجهاد‪ ,‬ما قـــد يعل توجه البعض للجهاد‬
‫تشوبه نية المية‪ ,‬الت تضعف تقق العبودية فيه‪ ,‬وف الديث التفق عليه عن‬
‫أب موسى الشعري رضي ال عنه قال‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حية ويقاتل رياءً أي ذلك ف سبيل ال؟ فقال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ( :‬من قاتل لتكون كلمة ال هي العليا فهو ف سبيل‬
‫ال)‪ .‬وصفاء النية من شوائب الخلص تتاج إل أفرا ٍد تربوا على الصدق مع‬
‫ال‪ ,‬والتزام أوامره‪ ,‬والرص على ما يرضيه‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫‪ -5‬وبالنسبة لانب تفرق المة ووحدتا فمن الشكالت ف الطاب‬


‫الدعوي والصلحي أن ُتوْهَم المة أن السبب الســاس لتخبط المة‬
‫وتأخر النصر هو عدم وحدة المة وإتاد صفها وتلحها‪... ,‬فليس الساس‬
‫كذلك‪ ,‬بل نتاج ف الطاب الدعوي إل أن نؤكــد للمسلمي بأن أمتنا‬
‫لن تنتصر النصر القيقي وتفظ حتـى ولـو اتـدت وتلحم أبناؤها‬
‫طالا أنا ل تطبق شرع ال وتترم أوامره‪.‬‬
‫وذلك ح ت ل تعت قد ال مة أن أ ساس دائ ها هو التفرق (ول خلف ف أ نه‬
‫مشكلة هامة)‪ ,‬ولتـدرك أنه فـــي واقعنا الال ليس إل عــــرضا‬
‫من أعراض مأساتا الكبية‪ ,‬أل وهي بعدها عن حقيقة الدين‪ ,‬وعن التمسك‬
‫الكامل به ف كل أمور وجوانب الياة‪ .‬قال تعال‪( :‬أو يلبسكم شيعـــا‬
‫الية (النعام‪.)65:‬‬ ‫ويذيق بعضكم بأس بعض)‬
‫ورجوع المة إل دينها وتسكها به سيكون أقوى دافع لتاد المة ولمتها‪,‬‬
‫بل هو جزء أساس من معان الرجوع إل الدين وصدق التمسك به وبتعاليمه‪.‬‬

‫‪ -6‬أيضا يل حظ ف أحيا نٍ عديدة الترك يز علـى كيد الكافر ين ومؤامراتم‬


‫وخططهم وخطورتم والسبل الادية لواجهتهم أكثـــر من التركيز على‬
‫ال صلح وعودة ال مة‪ ,‬مع أن صلح المة هو ال ساس لرد نا أي ك يد وأي‬
‫اعتداء‪ ,‬وخالقنا العظيم العليم أخبنا سبحانه بأن كيدهم لن يضرنا إذا صبنا‬
‫واتقينا (وإن تصبـروا وتتقــوا ل يضركم كيدهم شيئا) (آل عمران‪.)120:‬‬
‫ول شــك أن أقـــوى ما نواجه به الكافرين هو صدقنا مع ال‬
‫والتزامنا بأوامره‪ ,‬وأن أهــم أسباب هزيتنا وذلنا وتكن العداء منا وازدياد‬

‫‪124‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫أثر كيدهم علينا هــو العاصي وبعدنا عن ال وعن التطبيق القيقي الكامل‬
‫لشرعه وأوامره‪ ,‬ول رد حقيقي لكيد العداء ونن نقويه بذنوبنا ومعاصينا‪.‬‬

‫بل وإن التركيز على كيد العداء ( الذي من الُـسَـلّـمْ بأنه ل‬


‫شعِـر بأنه الساس ف مصائبنا‬ ‫خلف ف الصل على أهيته ) بــطريقة تُـ ْ‬
‫وبــــدون تذكي المة بأمراضها الت كانت السبب ف ذلا واستئساد‬
‫ل آخرا يضعف التفات المة لرضها‬ ‫العداء عليها‪ ,‬قـد يكون أيضا عام ً‬
‫الساس‪ ,‬ودائها الهم‪ ,‬وأولوياتا ف طريق إنقاذ نفسها من الخطار الحيطة‬
‫با؛ قال تعال‪( :‬أولا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أن هذا قل هو من‬
‫عند أنفسكم)( آل عمران‪.)165 :‬‬

‫‪ -7‬يكثر بعض الدعاة أحيانا من ذكر "صلح الدين" وغيه من أبطال المة‬
‫خاصة ف الشعار والناشيد عند كلمهم عن مآسينا‪ ,‬ولشك ف أن أمتنا‬
‫تتاج إل أمثالم وبشـدة‪ ,‬ولكــــن‪......‬‬
‫أن نعل أن كل مشاكل المة وكل مآسينا بسبب عدم وجود"أمثال صلح‬
‫الدين" يعتب فهما خاطئا‪ ,‬وله خطورتـــــه من حيث أنه يصـرف‬
‫أنظار المة عن أمراضها القيقية الت تنخر ف جسدها‪ ,‬كما وضح ذلك‬
‫صاحب الكتاب القيم الام " هكذا ظهر جيل صلح الدين وهكذا عادت‬
‫القدس" الدكتور ماجد الكيلن ‪.‬‬
‫ثـم كيف يرج لنا مثل "صلح الدين"؟!‪ ,‬هل ننتظر أن يوجد بيننا حت‬
‫ونن على ما نن عليه!!!!؛‬

‫‪125‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫إن العودة إل ال ومناهج الصلح هي الت ترج لنا" صلحا" ‪-‬بإذن ال‪.!!-‬‬
‫و"صلح الدين" نفسه كـــان أحد ثار النهج الصلحي الذي عاصره‬
‫وسبقه‪.‬‬

‫ول شك أن ذكر" صلح الدين" والبطال مهم ونتاجه‪ ,‬ولكن‬


‫ليكـــن وسيلة لتحفيز المة للعودة إل الدين‪ ,‬والنخوة له‪ ,‬والهاد‬
‫الصادق ف سبيله‪ ,‬وليكن حافزا لنا لنكون على مثل ما كان عليه "صلح‬
‫الدين" من صـــلح(‪ )1‬وتقوى‪ ,‬سبقـــت بطولته وإنازاته‪.‬‬
‫وذلك حت يكون ذكره حافزا لنا ف معرفة واجباتنا ومسؤوليتنا ف الصلح‪,‬‬
‫ل أن يكون ذكره وذكر عدم وجود أمثاله شاعـــــة!!!! يستغلها‬
‫الشيطان لكي تُـلقي المة عليها أخطاءها بينمـــــا هي سادرة ف‬
‫غفلتها ولوها وذنوبا‪ ,‬والت هي أســــاس مأساتا وتبطها وتفرقها‬
‫وضياعها وهوانا‪.‬‬

‫‪ -8‬يبدو أيضا أن كثـــرة استخدام الدعاة والصلحي والشعراء مصطلح‬


‫العودة إل الدين بالشكـــل الذي ياطب المة بشكل عـــــام ل‬
‫بشكل فردي مثل عبارة "عودي إل ال" الت تاطب المة وعبارة "الل ف‬
‫عودتنا لا كنا عليه سابقا" قـــد ل تشعـــر الفرد السلم بواجبه ف‬
‫التغيي‪ ,‬خاصة مع وجود الغبش الكبي ف فكر وسلوك أمتنا الدين‪ ,‬فقد يعتقد‬

‫‪ -)1(1‬كلمة معبرة للشيخ جميل عقــــاد(من سوريا) رحمه ال عن القدس يستشهد‬


‫بها هنا وهي‪ ):‬لن تعـــــود حتى نعـــــود(‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫الكثي من أبناء المة أنم ليســــوا هم القصودين بذه العودة‪,‬‬


‫خاصـــة مع وجود عدو النسان الكبي الشيطان الرجيم وشياطي النس‪,‬‬
‫الذين يلبســـون على السلم أحكام دينه ويعلونــــه‬
‫يرضــــى بواقعه‪ ,‬على الرغم من وجود التقصي الكبي ف تطبيقه والتزامه‬
‫بالدين وأحكامه‪ ,‬وأيضا قد ل يكون واضحا للفرد أن بداية تغيي واقع المة‬
‫وعودتا إل ال تبدأ بالفرد نفسه‪ ,‬بالتــــزامه الصادق الكامل‬
‫وبدعـــوته غيه من أفراد الجتمع ( عــودة ودعــوة(‪.))1‬‬

‫‪ -9‬ما يدل أيضا على أن خطابنا الدعوي كان ناقصا هـــو ما نلحظه‬
‫من البــــرود و النتكــــاس العاطفـي والعملـــي‬
‫السريع‪ ,‬والعودة للضلل واللهو الذي يدث للمة بعــد فترة وجيزة من‬
‫انتهاء إحدى نكبات السلمي‪.‬‬
‫بل حت أنه مع استمراء الواقع وكثرة الذابح أصبح الكثي من المة‬
‫يلهـــــو ويغن‪ ,‬وينشغل بالدنيا‪ ,‬والعاصـــــي الت يؤخر با‬
‫نصر أمته ف نفـــس الوقت الذي يرى أمامه يوميا إخوانه وهم يذبــح‬
‫أطفالم‪ ,‬وتــــدم منازلم‪ ,‬وينكــــل بم أشد تنكيل‪.‬‬

‫‪ -10‬يبدو أن من آثار عدم تركيز الدعاة وغيهم من الصلحي والغيورين‬


‫على طريق النصر القيقي‪-‬بالقــــدر الكافـــي‪ -‬ف خطابم‬
‫‪ -)1(1‬هاتان الكلمتان تعبران باختصار عن دور المسلم في الصلح بتغييره نفسه‬
‫ودعوته غيره‪ ,‬ويمكن أن يستفاد منها كشعـار عملـــــي يرمز لهذا الواجب‪.‬‬
‫والشعارات لها أثرها الطيب الذي ل ينكر في التذكيـــــر والتحفيـــــز‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫الدعوي‪ ,‬أننا أصبحنا نرى العديد من النتاجات الطيبة الت كانت ردة فعل‬
‫للمحن من مقالت وأشعار وكتابات‪ ,‬وإصــــدارات إعلميـــة‬
‫متنوعـة‪ ,‬وتوجهـات شعوبيــــة(‪ , )1‬كلهـــا طيبة لكـــن‬
‫الكثي منها يتسم بعـــدم تلمس طريق النصر القيقي بإيضــاح‬
‫جيـــد ل بكلمات رنانة عامــــة‪ ,‬وأفعــال حاسيـة غي‬
‫دقيقــــة ف توجههـــا لساس الداء والدواء‪.‬‬
‫بل إن بعـــض ردود الفعل تاه الحن سواء كانت نثرا أو شعرا أو‬
‫خطابةً أو مظاهرات أو غي ذلك كانت تتكلم عن الحن بالطريقـــة الت‬
‫يتكلم با أي إنسان يضيع عليه مده أو وطنه أو ينتهك عرضه ودمه‪ ,‬فبعضها‬
‫جـاف من العان السلمية‪ ,‬ومعان العبوديـــــة‪ ,‬وف بعضها سة‬
‫المية أظهر من سة العبودية والخلص والتجرد والعمل من اجل إرضاء ال‪.‬‬

‫‪ -11‬ومن الشكالت الت لوحظت ما يكن أن نسميه التخديــــر‬


‫بالنصر والتفاؤل الذي يدث عندما يرص بعض الفاضل الكرام الغيورين من‬
‫الدعاة والصلحي ف خطاباتم ‪-‬كلمات كانت أو شعرا أو توجيهات‪ -‬على‬
‫طمأنة المة بأن النصر قادم‪ ,‬وبث روح التفاؤل فيها بــــدون أن ُ‬
‫تذَكّــر المة بأهية أن تصحح مسارها‪ ,‬وتتوب من العاصي الت وقعت‬
‫فيها‪ ,‬وتعلـن وتبــدأ بديــة ف العودة الصادقة إل ال‪ ,‬وإل حقيقة‬
‫‪ -)1(1‬إننا نأمل أن تصبح شعارات وكلمات الرجوع والعودة إلى الدين‪ ,‬والتحفيز للتوبة‬
‫والصلح هي السمــــة الساس التي ل تـفـتـقــــد فـــــي أي‬
‫تفاعـــــل طيب يحدث من الشعوب المسلمة بعد اللم التي تراها‪ ...,‬فهذا هو‬
‫الطريق الحق لعزنا ونصرنا وفلحنا في الدنيا والخرة‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫دينها وتطبيقه الكامل‪ ,‬والدعوة والبذل والتضحية من أجله‪ ,‬فنكون بذلك‬


‫كمن يطمئن الطالب الكســول الحبط بأن عليه أل ييأس وأنه سينجح‬
‫بـــــدون أن يذكره بان عليه أن يثابر ويتهد‪.‬‬
‫ول يعن هذا عدم التشجيع على بث روح المل والتفاؤل‪ ,‬فهو أمر مطلوب‬
‫ممود‪ ,‬ولكن القصد أن يكون معــــه تذكي واضح بالعمل والسعي‬
‫للتغيي‪ ,‬حتــى تُتَـلفـــى سلبية الركــون واستمــــراء‬
‫الواقع‪.‬‬

‫(( إن أمتنا تتاج إل التفاؤل ولكنهـــا‪.....‬‬


‫تتـــاج أكثر ما تتاج إل من يهــزها بقوة لتستيقظ من نومها العميق‬
‫وبُعدَها‪,‬‬
‫تتــاج أكثر من التفاؤل إل من يذرها من حدوث مآسٍ وعقوبات أخرى‬
‫من البار سبحانه لا فهـــي(مع يقيننا بالي الكبي الكامن فيها)‪:‬‬
‫ل تفق‪-‬الفاقة الكافية اللزمة‪ -‬وترجع إل ال وهي ف أشد مآسيها وذلا‬
‫وهوانا‪,‬‬

‫‪129‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ل تعد ول تتب من العاصي(‪ )1‬وهي ترى السلمي يذبون ذبح النعاج با فيهم‬
‫أطفالم!!! البرياء‪,‬‬
‫ل تعد(‪ )2‬عود ًة قويةً شافية وهي تسمع بآلفٍ !!!! من أخواتن يغتصب!!!! ‪.‬‬
‫ل تعد ول تتب وهي ترى العداء يتربصون با من كل جانب!!‬
‫ل تعد ول تتب وهي ترى العال يعيش ف قمم من الضياع والتعاسة والكفر‬
‫والضلل‪ ,‬وهي السؤولة عن تبليغه طريق النجاة‪...‬أولً ‪:‬بتمثلهــا هي‬

‫‪ -)1(1‬أمثلة المعاصي والنحرافات التي وقعت فيها المة وجاهرت الجبار بها‬
‫واستمرأتها (وكأنها حلل) وأصرت عليها وانتشرت فيها كثيرة وفي جوانب متنوعة‬
‫عديدة‪....,‬ولكن ل أجد مثلً أوضــح على ذلك –كما يبدو لي‪ -‬مثل قضية إصرار‬
‫المة ‪-‬سواءً المنفذين أو المشاهدين‪ -‬على قبول واستمراء المنكرات التي تأتي بها‬
‫القنوات ووسائل العلم وتساهلها بعرضها ورؤيتها (خاصـةً مع معرفة الكثير بحرمتها)‪,‬‬
‫وإن كان ذلك مجرد النظر إلى المرأة المتبرجة مذيعـةً كانت أو غير ذلك (وهذا من باب‬
‫ضرب المثل بالقل وإل فإن هذه الوسائل يعرض فيها أكثر من ذلك بكثير‪ ,‬ويعرض في‬
‫كثير منها ما يشيب له الرأس مما يفسد المجتمع دينيا وأخلقيا)‪ .‬وعلينا أن ل نستهين بهذا‬
‫الجانب فخطر وأثر النحراف في هذه الوسائل عظيم الثر على فكر وقيم وسلوك‬
‫وتوجهات واهتمامات وتربية أي مجتمع حتى لو غض الطرف عن جانب المعاصي‬
‫المباشرة المتحققة بالنظر لها‪ ..,‬كما أنها ‪-‬بتعويدها المة على استسهال المعصية‪ -‬تهيؤها‬
‫للتمادي في معاصٍ أخرى في شتى المجالت‪.‬‬

‫‪ -)2(2‬ل يخلــو المسلم من الذنوب فهذا من طبيعة النفس البشرية‪ ,‬ولكن الخطورة على‬
‫الفرد والمة تكمن في الصــرار عليها والمجاهـــــرة بها كما أشير إلى ذلك‬
‫سابقا‪ ...,‬وخطـر الذنوب وأثرها على الفرد والمجتمعات والمة بشكل عام فصله علماء‬
‫ودعاة المة في السابق والحاضر‪ ,‬ومن أفضل الكتب الحديثة – حسب إطلعي‪ -‬التي كتبت‬
‫عن الذنوب وأثرها كتاب"المعاصي وأثرها على الفرد والمجتمع" للشيخ حامد المصلح‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫نفسها السلم حقيقة وصدقا (فهو الهم لنشر الدين)‪ ,‬وثانيا‪ :‬بتبليغها السلم‬
‫بكــل عزم وهة‪.‬‬
‫إن أمتنا الت لـم تفق(‪ ) 1‬ولـم تعد وهي ترى كل هذه البليا‪....‬‬
‫تتاج أكثر ما تتاج إل من يوفها من حصول مثل ما حصل لخوانم‬
‫عليهم‪.‬‬
‫وإذا أردنا أن نفف بعض إحباطاتا فليُـصاحِـــبْ ذلك تذكيٌ بالطريق‬
‫والوسيلة الت بصولا وبالبدء بتحقيقها نتفاءل التفاؤل القيقي الذي يكون‬
‫تفــاؤل مفيداً ل أمانـــي قــد تضر أكثر ما تفيد ))(‪.) 2‬‬

‫‪ -12‬ومــن سلبيات بعض اللفاظ الت تستخدم للتعبي عن بعض مآسي‬


‫ل بأنا القضية الخطر الت تواجهنا ونعيشها أو بأنا‬
‫ومن المة ووصفها مث ً‬
‫مشكلة السلمي وقضيتهم الكبى ‪-‬وذلك ف غياب أو ضعف تذكي المة‬
‫بواجبها ف الصلح والصلح عند الديث عن هذه الحداث‪ -‬أن‬
‫تصــرف المة عن التركيــز على قضيتهــا الكبــرى و‬

‫‪ -)1(1‬ل تعنــي هذه العبارات فقدان المل في المة‪ ,‬بل إن المل في الخيـر الكبير‬
‫والطيبة الصيلة فيها هــو ما يدفع لكتابة مثل هذه الكلمات‪ ... ,‬ول يُـنـكَـر أن‬
‫الحداث غيّرت العديد من المسلمين‪ ,‬ولكن بشكل عام فإن الغفلة ل زالت مستمرة‬
‫والستيقاظ المأمول الكافي لم يحصل حتى الن‪.‬‬
‫ومـن دلئل الخير في أمتنا تفاعلها القوي مع بعض آلمنا مثل ما حد ث في المقاطعات‬
‫القتصاديه‪ ..,‬ولكن ما نتمناه هو حصـول تفاعلٌ قويٌ شمولـــيٌ مستمـــر‪.‬‬

‫‪ -)2(2‬جزء من مقال يتحدث عن هذا الجانب من موقـــع "مأساتنا والحل‪ :‬عودة‬


‫ودعوة" ‪. www.awda-dawa.com ,‬‬

‫‪131‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫مأساتــا الكبــر‪ 3‬أل وهي بعدها عن حقيقة الدين‪ ,‬واللتزام‬


‫بأوامره‪ ,‬والت نتجت واستمرت بسببها شت الآسي الت تعيشها المة من‬
‫ضعف وتفرق وتبط‪ ,‬وذل وهوان‪ ,‬وضياع للمقدسات والوطان‪.....,‬‬
‫فتعتقد المة أن الأساة هي فقط فيما حصل من فقدان للراضي‬
‫والبلد‪...,‬وكأنه يرضي ال وتتحقق رسالتنا ف الرض فقط باسترداد ما فقد‬
‫منا‪ ,‬وبأن ننتصر على العداء‪ ,‬وإن استمررنا على مداومة العاصي والبعد عن‬
‫حقيقة الدين‪.‬‬

‫‪ -13‬وختاما فمن بعض النقاط السابقة يلمس الرء أن بعض أحبتنا من الدعاة‬
‫والصلحي عنــد حديثهم عمّا يتعلق بالآسي الت نعيشها (ف أحيانٍ قليلة أو‬
‫كثية) ياطبون المة أو بعض فئاتــا وكأنـــا بشكل عــام المة‬
‫الستقيمة على ما يرضي ال والطبقة لشرعه والسائرة على هداه‪ ,‬والت ل يبق‬
‫لا إل توجيه لقضية معينة قصرت فيها‪ ,‬أو مسألة واحدة أخطأت ف فهمها‪ ,‬أو‬
‫فقط اجتماع كلمتها على حُكمٍ ف مسألة‪ .....,‬ولكن القضية أكب وأشل من‬
‫ذلك‪....,‬إنا قضية إحيــاء أمتنا الت قتلهــــا ول يزال يقتلها‬
‫العداء والفسدون والشيطان والــوى منذ عقود عديدة بإبعادها عن أساس‬
‫حياتا‪ ,‬ومقتضيات رسالتها‪ ,‬وسر سعادتا ف الدنيا والخرة‪.‬‬

‫‪ )1(3‬للعلمة محمد ناصر الدين اللباني رحمه ال لفتة بليغة عن هذا الجانب في رسالة له‬
‫عنوانها"واقعنا الليم"‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ثانيا‪ :‬ما نتمنـــــاه ف خطابنا الدعوي عن الآسي‪:‬‬

‫‪ -1‬نتمن من الطاب الدعوي والصلحي عن مآسي امتنا وتبطاتا أن‬


‫يكون مركزا على الل الساس الهم حسبما عرفنا من السنن الربانية الت‬
‫عرّفنا با قرآننا العظيم ونبينا صلى ال عليه وسلم وعلماء المة وسلفها الصال‪,‬‬
‫أل وهــو رجوع المة إل دينها‪ ,‬وتطبيقه الكامل‪ ,‬وابتعادها عن العاصي‬
‫والذنوب الت هي أساس الصائب والفتــن والنكبات والشرور‪.‬‬
‫وأن يركــز على علج مــرض أمتنا أكثــر من التركيز على علج‬
‫أعراضـــه(‪,)1‬‬

‫‪ -)1(1‬أيضــاً لوحظ التركيز على العراض أكثر من المرض نفسه في كلمات بعض‬
‫المصلحين بعد ما أصاب المة من أخطاء أو انحرافات‪ ,‬أو أزمات حادة أو مصائب أو نكبات‪,‬‬
‫أو فتـــن أو تخبطـــات معينه‪ ,‬فكنا نجد التركيز على الفتاوى والحكام والتوجيهات‬
‫والنظرات الخاصة بذلك الحدث مع ضعـــــف الستفادة من الحدث لتذكير المة‬
‫بوضوح وتركيز بدائهـــــا الساس الذي تسبب في هذا الواقع وانحرافاته‪ ,‬فبذلك النهج‬
‫نكون قد توجهنا لعلج العرض ونسينا الصل المتسبب في ظهوره‪.‬‬
‫ول شك أننا نحتاج بشدة إلى الفتاوى والتوجيهات التي تبين لنا الحكم الشرعي والنظرة‬
‫الصحيحة في حدث مؤلم أو انحراف معين‪ ,‬وينبغي علينا توضيحها للمة‪ ،‬ولكن‬
‫الهــــــم هو علج المـــرض الضخم الكبير الساس الذي نتجت عنـــه‬
‫تخبطــــــات المة وانحرافاتها ‪ ,‬وتفرقهــــــا واختلفها ‪ ,‬وتشتـــــت‬
‫آرائها وتوجهاتها ‪ ,‬وقلــــــــة البركة في رزقها ‪ ,‬وضعفها وذلها‪ ,‬وتسلـــط‬
‫الطغــاة عليهـا‪ ,‬وتمكن العداء منها‪ ,‬ووضعها المأساوي الذي تعيشه‪....,‬أل وهــــو‬
‫عدم استقامتها على السلم كامل‪ ,‬وبعدها عن صدق التمسك بالدين‪ ,‬واستمراؤها الذنوب‬
‫والمعاصي وإصرارها عليها‪ ,‬وعدم عيشهــــا للدين حقيق ًة ل خيالً‪.‬‬
‫قال تعالى {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} (الشورى ‪.)30‬‬

‫‪133‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وأن يكون مستمـــرا ل منقطعا‪ ,‬حت ل يكون فقط ردة فعل تأخذ وقتها‬
‫ث تبد وتنتهي‪.‬‬

‫‪ -2‬نتمن أيضا من الطاب الدعوي ‪ -‬عندما يوضح أن نصرنا بالعودة(‪ )1‬إل‬


‫ديننا‪ -‬أن يكون خطابه معروضا بطريقة مفصلــــة دقيقــــة‪,‬‬
‫تبي لكل فــــرد كيف يكون دوره ف العودة والتغيي‪ ,‬ل أن يكون‬
‫الطاب بكلمة عامه فقط‪ ,‬ل تُشعر الفـرد بدوره ومسؤوليته ف تقيقها‪ ,‬بل‬
‫وتؤدي أحيانا إل أن نَـجْــعَــل الفرد من يقول ما ل يفعل‪ ,‬فهو قد‬
‫يتغن بأن الل ف العودة ولكنه بعيد عن تقيقهـــا وعن معانيها‬
‫وواجباتــــا‪.‬‬

‫فنحن نتمن أن تكثر الكلمات القوية والشعار الؤثرة الت تعل‬


‫الفرد السلم يرج منها بطــوات عمليـــــه عمّا ينبغي أن يفعله‬
‫هو بنفسه لتغيي واقع أمته‪ ,‬ل أن يرج فقط بماس وانفعال قد يبد سريعا‪,‬‬
‫فأمتنا تريد عمـــل وعامليـــن‪.‬‬

‫‪ -)1(1‬أرجو أل يُ ْع َتقَد بأن التركيز على العودة يعني تقليل أهمية الجهاد‪....,‬فأول‪ :‬بل‬
‫أي شك فإن جزءا هاماَ وأساسيا مما ينبغي أن تعود إليه المة هو الجهاد في سبيل‬
‫ال‪....,‬وثانيا‪ :‬علينا أل ننسى وأن نتذكر أن أقـــــوى ما يُعِ ْد وتستعد به المة‬
‫للجهاد هو عودتها إلى ال والتزامها أوامره‪....,‬وثالثا‪ :‬أن نصر ال لمتنا مرتبـط‬
‫بنصرها له سبحانه وتعالى؛ (العـــودة َم ْوقِــــــدُ شُعْــلَــــ ِة الجهاد‬
‫وَسِـــــرّ انتصاره)‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫‪ -3‬حبذا أيضا لو كان ف خطابنا الدعوي‪ -‬نثرا كان أو شعرا أو خطابة‬


‫‪-‬تبيي وتذكي ببعض النكرات الت انتشرت ف المة وخاصـــةً الت‬
‫استمرأها السلمون‪ ,‬وهذا أفضل من العموميات ف الكلم عن العودة‬
‫والذنوب‪ ,‬لكي يتضـــح للفرد السلم نقاط خللــــه‬
‫وتقصيــره(‪ ,)1‬ومن ث يكون خطابنا أقــــوى ف النتيجـة‬
‫العمليــــة الناتـة منه بإذن ال‪.‬‬
‫وليت خطابنا الدعوي ل يُغفل تذكي الفرد والجتمع بطر العاصي‬
‫كلهـــا بشت أنواعها‪ ,‬بــــا فيها خطر الصرار على الصغائر(‪,)2‬‬
‫‪ -)1(1‬من أمثلة العموميــــــــات في الخطاب وبغض النظر عن مسألة المآسي‬
‫وواجب العودة أن تكثر الكلمات المتحدثة عن التوبة بدون أن توضح هذه الكلمات من‬
‫مــاذا تكون التوبة؟ بـذِكــر بعض المثلة (وليس شرطا أن تذكر المثلة في كل‬
‫كلمة)‪ ,‬فالسامع للكلمة قد يكون واقعا في العديد من المنكرات(سواءً في أمر العقيدة أو‬
‫الفكر أو السلوك) ولكن ضعف التصور وهــوى النفس وآثار ما يفعله المفسدون قد‬
‫تجعلـه يرى أنه ليس هو من المقصودين بالتوبة‪ ,‬وأن المقصود بها غيره من الواقعين في‬
‫الكبائر الظاهرة مثل شرب الخمر والزنى وغيرها‪.‬‬
‫بل أحيانا يُـــذكَـــرُ مثلٌ ولكنه مثل عام يحتاج إلى توضيح وتحديد‪ ,‬فيشارك‬
‫أيضا الهوى وضعف التصور في إيهام المستمع بأنه ليس المقصود؛‪ ....‬فمثل الكلم عن‬
‫النظر الحرام قد يتصور البعض أن المقصود به هو رؤية الفلم الفاحشة والشديدة التبذل‬
‫وأما أن يرى المرأة المتبرجة(في الشاشات وما شا َبهَهَا) فليس هذا من النظر الحرام في‬
‫تصوره‪ ...,‬خاصة مع الستمراء الكبير للعديد من المنكرات في مجتمعات المسلمين في‬
‫عصرنا الحاضر‪.‬‬

‫‪ -)2(2‬إن التنبيه على خطورة الصرار على الصغائر ل يعنــــي أبــــدا أنها‬
‫أهم انحرافات المة‪ ,‬فحتى الصــرار على الكبائـــر إنتشر في المة‪ ......,‬ففي‬
‫المة الكثير مـــن الشرك والنحرافات العقديـــة‪ ,‬وضعف تحقيــــق التوحيد‬

‫‪135‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫الذي تساهل به حت الكثي من الفاضل والطيبي‪ ,‬نسيانا منهم لبعض القائق‬


‫والسس التعلقة بذا الوضوع؛ ومنها تول الصغائر إلــــى كبائر‬
‫بأمور عديدة منها الصـــرار والجاهـــرة وعــدم الياء والجل‬
‫من ال ف عملها كما وضح هذه القائق علماء المة وسلفها الصال‪.‬‬
‫فنحتاج ف خطابنا إل تبصي المة بذه القيقة الت نُسيت‪ ,‬وخاصة وأننا نرى‬
‫النتشار الضخم ف الصرار على كثي من الصغائر ف واقع أمتنا الاضر‪,‬‬
‫والذي ل شك ف أن إفساد الفسدين وتضليل الضلي دعمه وقوّاه ف قضايا‬
‫كثية‪.‬‬
‫وعلينا أن ل ننسى أن كثيا من الكبائر الت انتشرت ف المة كان مبدؤها‬
‫التساهل بصغائر متعلقة با وتؤدي إليها‪ .‬كما أن التهاون والصرار على‬
‫جرّئ السلم علــى غشيان غيها من العاصي ولـــو ل تكن‬
‫الصغائر ُي َ‬
‫متعلقة با‪.‬‬

‫شعِـــر الطاب الدعوي والصلحي السلمي بفاعليـة‬


‫‪ -4‬نتمن أن يُ ْ‬
‫بـالتحديات الطية الت تواجه المة‪ ,‬ويربطهـــــا بضرورة تصحيح‬

‫وتمثـــــل معانيه!‪ ,‬والبدع‪ ,‬وتحكيــــم غير شرع ال‪ ,‬والخلل في الولء‬


‫والبراء‪ ,‬ومحاربة المصلحين‪ ,‬والستهزاء والتهاون بقيم الدين‪ ,‬وترك الصلة‪ ,‬والتعامل‬
‫بالربا‪ ,‬والظلم والغش وتضييع المانات‪ ,‬والغيبة‪... ,‬وغيــــر ذلك‪ ,‬ولكـــــن‬
‫نبه على الصغائر لن كثير من المة قد ينسون خطرها‪ ,‬ويستمرؤون التساهل بها‪ ..‬كما‬
‫ذكر في فصل "تنبيه ل بد منه" ‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫السار والصلح‪ ...,‬حتـــى يكون الشعور بالتحدي فعال ف إيقاظ‬


‫السلمي وعودتم(‪. )1‬‬
‫وقد كان الشعور بالتحدي فعال ف تغيي حياة كثي من شعوب العال بعد‬
‫نكبات ألت بم )اليابان أحد هذه المثلة(‪.‬‬

‫‪ -5‬نن ف حاجة كبية إل الطاب الدعوي الذي ‪-‬عندمـــا ياطبنا ف‬


‫مآسينا‪ ,‬ومشكلتنــا‪ ,‬وف كـــل أمور وشؤون حياتنا وانفعالتنا‬
‫وتركاتنـا‪ -‬يربطهـــــا بعبوديتنا ل‪ ,‬فهذا هو الصل الذي ربانا‬
‫السلم عليه‪ ,‬وامرنا ال به وخلقنا من أجله‪,‬‬
‫قال تعال‪ ( :‬قل إن صلت ون سكي ومياي وما ت ل رب العال ي ل شر يك‬
‫له وبذلك أمرت وأنا أول السلمي) (النعام‪ :‬اليات ‪.)163-162‬‬

‫وإن صدق الخلص ل ف أمورنا –مع التزامنا بالنهج الصحيح ‪ -‬من‬


‫أهم أسباب نصرنا‪ ,‬بل حت حيتنا وغيتنا عندما نرى ذبح إخواننا ينبغي أن‬
‫تكون مربوطة بعبوديتنا ل‪ ,‬فنسعى ليقاف ذلك لنه يغضب ربنا سبحانه‪,‬‬
‫ويعوق نشر دينه‪ ,‬وتقيق خلفة النسان ف الرض‪ ,‬ل أن يكون غية وحية‬
‫أرضية‪.‬‬

‫‪ )1(1‬إن من أقـوى المثلة على الثر الكبي للشعـور بالتحدي عندما ُي َفعّـلْ هو ما حدث مؤخرا من تأثر‬
‫كبي من أمتنا السلمية ف شت أرجاء العال بعد الدث الؤل ف قضية الستهزاء برسولنا عليه أفضل الصلة‬
‫والتسليم ف أحد الصحف الغربية‪...,‬ولكــن ما يتمناه كل غيور وهو الهم؛ قضية تول هذا التأثر إل العمل‬
‫الياب الساس الذي هو تقيق النصرة القيقية لرسولنا عليه الصلة والسلم بالتزام أوامره و عمل ما يبه والبعد‬
‫عما نى عنه‪ ,‬والــذي بـه تتحقق لنا العزة والقوة والنعة الت تنع العداء والكفار من التهاون بنا والتطاول‬
‫علينا‪ ,‬وتكننا من ردعهم إن أصروا واستمروا‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫‪ -6‬يدونا أملٌ كبي ‪-‬إن حقا ذكرنا أمتنا بفاعلية بدائها الساس وجعلناه‬
‫قضيتها الكبــرى الهــــم‪ -‬أن ينتج عن ذلك حصول توجه طيب‬
‫لمتنا نو الل الساس با يكن أن نسميه للتذكيــر "مقاطعـــة‬
‫الذنـــــوب"‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أهية وضرورة القاطعة القتصادية وفرحنا با إل أن مقاطعة‬


‫الذنوب! هي القاطعة الهـــــم‪ ,‬وهي الدواء الساس الذي ِب َعدَمِهِ‬
‫يفشل أي دواء أو عمل مساند ف تقيق الشفاء والتمكي لمتنا الريضة الرية‬
‫الذبيحة‪.‬‬
‫بــل إن مقاطعة الذنوب بفهومها القيقي الكامل تشمــل القاطعة‬
‫القتصادية‪ ,‬وتقويهـــا‪ ,‬وتدعمها‪ ,‬وتفـــز المة لا‪.‬‬

‫وإن تمس السلمي الكبي للمقاطعة القتصادية دللة واضحة عن‬


‫وجود البذرة الصالة والستعداد ف المة للتوجه بإذن ال بماس للعودة إل‬
‫ال ف حال تذكيها بذه القضية وأهيتها بصورة مركزة كما حدث ف‬
‫القاطعة القتصادية‪.‬‬

‫فكما فرحنــــا بإحساس أمتنا بالقاطعة القتصادية الذي أدركه‬


‫وتمس له حت الكثي من أطفالنـــا!!!‪....‬فإننا ننتظـــر‬
‫فرحنـــا بصول توجـــه كبيـــر ف المة نــــو القاطعة‬
‫الهــــم الت هي الســاس لصول النصر واستعادة العزة‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ختامــــــــا‪:‬‬

‫نقول لكل غيور قال أو كتب كلمة قوية مؤثرة وذرف الدموع تأثرا‬
‫بالآسي‪ ,‬وكتب الكلمات الارة‪ ,‬نقول له‪ :‬أكثر ال من أمثالك فبالصادقي‬
‫أمثالكم‪ -‬الذين يوضحــــون للمة نج الق والصلح بصدقٍ وغيةٍ‪-‬‬
‫تنتصـــر المة بـــإذن ال ويقترب فرجها‪.‬‬
‫وإنكم عندما تتألون لقلة الناصر للمسلمي فثــقــوا‪-‬كما ل‬
‫يفى عليكم‪ -‬بأن النصر العظم والكب سيكون بإذن ال عندما‬
‫تعــــود المة ل‪ ,‬فيومئذ يعظـــم العطاء و التضحية من أمة عظيمة‬
‫عاشت ل بنهج ال‪ ,‬وتضحـــي بالـــال والنفـــس رخيصة ف‬
‫سبيل ال‪.‬‬
‫)ويومئــــذٍ يفرح المؤمنون بنصر ال) سورة الروم‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫‪139‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫كلمة أخرى للدعاة‬

‫وألقيــت عن كاهليك السلح‬ ‫أخي هل تراك سئمـت الكفاح‬


‫(‪)1‬‬
‫ويرفع راياتا من جديــــد‬ ‫فمن للضحايا يواسي الــراح‬

‫إخوتنا الدعاة إل ال – والصل أن أبناء أمتنا كلهم دعاة إل ال – يا‬


‫من حلتم مشاعل المل لذه المة ف طريقها إل العودة والنصر؛ إن مسئوليتنا‬
‫تعظم مع هذه الآسي‪ ,‬فتقصينا ف الدعوة وف تربية أنفسنا التربية القوية ف‬
‫شت الوانب الامة يعن إطالة معاناة المة واستمرار مذابح إخواننا‪.‬‬
‫فهــل ننــــأ والال كذلك!!؛‪....‬‬
‫إن أملنـــا فـــي حاملي مشاعل المل هـــو أن(‪:)2‬‬

‫يققـــــوا أولً صدق إخلصهـــم وتــــــردهم ل(‪,)3‬‬

‫‪ )1(1‬شعراء الدعوة السلمية في العصر الحديث‪ :‬حسني جرار‪ ،‬أحمد الجدع‪( ،‬الجزء‬
‫الرابع) من القصيدة البليغة المؤثـرة "أخـي" ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ )2(2‬لسـت في مقام التوجيه‪ ,‬ولكني أخٌ أذكر نفسي وإخوتي‪.‬‬
‫‪ )3(3‬إن الخلص كما قال علماؤنا عزيز وتحقيقه يتطلب جهدا كبيرا وحرصا بالغا‪ ,‬وهو‬
‫هام جدا‪ ,‬فأولً‪ :‬ضعف الخلص قد يحبــــط العمل وقد يؤدي بالمسلم إلى الهلك‪,‬‬
‫وثانيا‪ :‬هو عامل هام يؤدي عدم تحقيقه إلى تأخـــــر نصر أمتنا بل شك‪.‬‬
‫ول تخفى التنبيهات العديدة في القرآن العظيم والحاديث الشريفة وكلم الكثير من علماء‬
‫السلم في السابق والحاضر عن أهمية هذا الجانب والنتباه للصدق في تحقيقه‪,‬‬
‫خاصـــــة أن الشوائب والضعف في الخلص قد توجـد بــــــدون أن‬
‫ينتبـــه لها الداعية أو العالم‪ ,‬فقد يظن نفسه محققا الخلص بينما قــــد يوجد في‬

‫‪140‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وصـــدق مبتهم له سبحانه(‪,)1‬‬

‫وارتفاعهــــم ف درجات العبودية‪,‬‬

‫إخلصه الكثير من النقص والعديد من الشوائب التي تساهم في دفعه للدعوة بدون أن يشعر بها‪,‬‬
‫وقد نبه المام محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد إلى مثل هذا المر عندما علق على قوله‬
‫تعالى (( قل هذه سبيلي أدعو إلى ال على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان ال وما أنا من‬
‫المشركين )) فبين أن من المسائل المستفادة من هذه الية التنبيه على الخلص فقال‪ (:‬فيه‬
‫مسائل‪ . . .‬الثانية‪ :‬التنبيه على الخلص لن كثيرا لو دعا إلى الحق فهـــو يدعو إلى‬
‫نفســه )‪ ,‬أي أنه قد يكون سبب دعوته هو تحقيق شهوات خفية لرضاء نفسه وإسعادها‬
‫لتباع الناس لما يقول‪ ,‬أو لفرحٍ دنيوي بأنه أصبح ذو شأن ونشاط وذو حركة وتميز(كمــا‬
‫يحصل لمقتنع أي فكر أو مبدأ أرضـــي يعمل ويبذل ويتحمس من أجلـــه) وليس دافعه‬
‫الساس الدعوة إلى ال‪ ,‬وفي الحديث الصحيح‪ ( :‬يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من‬
‫دبيب النمل) (صحيح الترغيب والترهيب‪:‬تحقيق اللباني)‪ .‬ونبه ابن رجب الحنبلي رحمه ال‬
‫لخطر شوائب الخلص في رسالته الهامة عن شرح حديث(ما ذئبان جائعان)‪ ,‬ولسيد قطب‬
‫رحمه ال لفتات وتوجيهات هامـــة جدا عن الخلص والتجرد ل‪ ,‬ذكرها في أكثر من‬
‫موضع في الظلل خاصة عند حديثه عن وعد ال للمسلمين بالنصر‪ ,‬فحبذا الرجوع إليها‪.‬‬

‫‪ -)1(1‬تحقيـــق المحبة الصادقـــــة ليس بالمر الهين ويحتاج إلى جهد ومجاهدة‪..,‬‬
‫فهل حقـــــا أن ال ورسوله (وما يحبـــــاه!!) أحب إلينا من أنفسنـــــا!!!‬
‫ومما سواهما؟!‪ .....,‬وهـل نحن حقــــــا نتأثـر!! ونغضب ل أو يتمعــر وجهنا‬
‫ونـتـألــم! عند رؤية المنكرات أو سماع أخبارها!! وما يتعلــــــق بها!!!(كمـا لو‬
‫أن شيئا يصيبنـا)؟!!!‪ ,‬وكم مدى فرحنا بما يتحقق من الخير على يد غيرنا ؟‪ ....,‬وهـل نحن‬
‫حقـــــا نحب فـــي اللـه!! ونبغض فـــي ال؟!!‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وقوتــــم ف أعمــال القلــــوب‪ ,‬وسلمتهــــم من‬


‫أمراضها(‪( )2‬فهــذه المــور من أقـوى عوامل الفـلح والنصـر)‪,‬‬
‫وأن يلتزموا ما ورد ف الكتاب والسنة والدليل الصحيح‪,‬‬

‫‪ -)1(2‬كان سلفنـــا الصالــح مثل شيخ السلم ابن تيميه وابن القيم وغيرهما‬
‫يهتمــــــون بأعمال القلوب ويحـــــــذرون من أمراضها وخطورتها‪ ,‬ويركزون‬
‫بالــذات على من تصدر للدعوة خـوفا عليهم من الضعف فيها‪ ,‬فإثـــم ذلك عظيم‬
‫وشـره كبير‪ ..,‬وليتنا نرجع إلى كتبهم ورسائلهم عن هذا الجانب‪ ,‬ومنها "التحفة العراقية في‬
‫أعمال القلوب" لشيخ السلم إبن تيميــــة‪ .....,‬ومن جانب آخر فإن تحسن المسلم في‬
‫أعمال القلوب يرفعـــــه درجــــات أكبــــر و أكبر مما ترفعه أعمال الجوارح‪,‬‬
‫قال أبو بكر بن عياش‪ ( :‬مـا سبقكـــم أبـوبكـر بكثرة صوم ول صلة ‪ ,‬وإنما سبقكم‬
‫بشيء وقر في صدره ) أنظر شرح الحديث الثاني في "جامع العلوم والحكم"‪.‬‬
‫وأيضـــا قد توجد في النسان – وهــو غيـــر منتبــه‪ -‬العديد من أمراض‬
‫القلوب الخطيـــرة مثل الكبر والعجب والغرور وعدم سلمة الصدر وصفائه واحتقار‬
‫الخرين والحسد والحقد وسوء الظن والرياء وغيرها والتي هي كمـا ذكـر ابن القيـــم‬
‫رحمه ال في المدارج أبغــــض إلى ال وأخــــطر مـــن العديد من الكبائر‬
‫الظاهرة‪.‬‬

‫وحقيقـــة أننـــا عندما نرى الختــلف بين بعض فئات الصحوة من جهة‪,‬‬
‫أوبين فئات الصحوة وغيرهم من المثقفيـن والمفكرين(الخيّرين وغير الخيّرين) من جهة‬
‫أخرى‪ ..‬فإن سببـــه الهـــم ( وال أعلم ) الضعف في الخلص وفي أعمال القلوب‪,‬‬
‫والتي تجعل النسان ل يتقبل الرأي الخر حتـــى مع وضــوح وإيضــــاح!! الحق‬
‫والدليل الشرعي فيه!!‪ ,‬نظرا لما قد أصابه من أمراض القلوب من عجب بالنفس والرأي‪ ,‬وكبر‬
‫على الخرين وعلى تقبل الحق منهم‪ ,‬و حب للرياسة‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وأن يكونوا قـــدوة حقـة تتحدث أفعالم قبـــــل أقوالم(‪,)2‬‬

‫وأن يكونوا قمـــــة ف أخلقهــــــم(‪,)2‬‬

‫وقمــة ف تربيتهم الروحية اليانية(‪ )3‬با فيها الزاد العظيم زاد قيـــام‬
‫الليـــل‪ ,‬وزاد الصـــلة الاشعـــة وصيـــام التطوع‪,‬‬

‫‪ -‬ول شــك أيضا أن من عوامل تأخر النصر الضعف في أعمال القلوب ووجود‬
‫أمراضها‪ ,‬ول أدل من ذلك من أن الصحابة الطهار رضوان ال عليهم تأخر عليهم النصر‬
‫جبٍ عَارِض!! كاد أن يكون سببا في هزيمتهم ( ويوم حنينٍ إذ‬
‫في غزوة حنين لحدوث عُ ْ‬
‫أعجبتكـــم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا )(التوبة‪ ,)25:‬وانظر كلم ابن القيم البليغ عن‬
‫العبر من غزوة حنين في زاد المعاد‪..,‬ومن أنفع العلجات لمراض القلوب قيام الليل‬
‫والخشوع في الصلة وكثرة النوافل والدعاء‪.‬‬

‫‪ -)1(2‬القـــدوة أســاس‪ ,‬ومن أهــم أسباب نجاح الدعوة‪ ,‬وضعفها‬


‫مشكلــــــة كبيرة‪ ,‬ومن أهم أسباب النفور وعدم التقبل‪ ...,‬فأذكر نفسي وإخوتي‬
‫الكرام بأن نتقـي ال في هذا‪ ,‬وحتى ل نكسب إثم تنفيــر أحد!‪ ,‬خاصـة أن الكثير‬
‫يضعوننا تحت المجهر‪ ,‬وحتى الخطأ الصغير يستكثر منا (ول يليق بنا)‪.‬‬
‫ومن أهـــم الجوانب التي تعيننا بإذن ال على تحقيق ذلك؛ التناصــح بين الدعــاة‬
‫أنفسهم‪ ,‬والذي كثيرا ما نحتاجه‪..‬وكثيرا ما ننسـاه!! ونقصر ونجامل فيه!‪..‬وننسى أن‬
‫جـــزءا هاما وواجبا!! من واجبـات الدعوة أن ينصح الخ أخاه ويقومــه(بل وأيضا‬
‫نحتاج إلى أن نحســن ونطـور!! جهودنا وأعمالنا بالتناصـح بيننا)‪.‬‬

‫‪ -)2(2‬ل نشــك في أن الشباب المتدين في واقعنا المعاصر في عمومهم يتميز الكثير‬


‫منهم بالقرب من الخلق الحسنة بدرجات مختلفة في هذا القرب‪ ,‬ويعتبر الشباب المتدين‬
‫بشكل عام أقرب إلى حسن الخلق وسماته وصفاته(وذلك لثر التدين الذي ل ينكره‬
‫منصف)‪.....,‬ولكن الدرجـــة التي وصل إليها الشباب المتدين بشكل عام في جانب‬
‫حسن الخلق ل تتناســـب مع المستــوى الذي ينبغـــي أن يكونوا عليه‪,‬‬

‫‪143‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫والذكـــر الــذي يواطيء القلـــب فيه اللسان(‪,)1‬‬

‫وأن ل ينســـوا أن يتسلحــوا بالسلح العظيم أل وهو‬


‫الدعـــــــاء ف كـــل أمورهم‪ ...,‬خاصــــة دعاء‬
‫أوقــات الستجابـة‪,‬‬

‫وهــــم الذين من المفترض أن ل تخفى عليهم الدرجة الهامة و الجر العظيم الكبير‬
‫لحسن الخلق في السلم والذي يتبين من كثير من الحاديث الصحيحة مثل قوله صلى ال‬
‫عليه وسلم‪(:‬أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلقا‪)..‬الحديث‪ ,‬وقوله‪(:‬أحب عباد ال إلى ال‬
‫أحسنهم خلقا)‪ ,‬وقوله‪(:‬أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن) وقوله‪( :‬إن الرجل ليدرك‬
‫بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار)‪ ,‬وقوله‪(:‬أحب الناس إلى ال أنفعهم‬
‫للناس‪....‬ولن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ أحــــب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد‬
‫شهرا)" الحاديث من سلسلة الحاديث الصحيحة لللباني"‪.‬‬
‫أيضا من الخســـــارة أل يكون الجل العظم من الدعاة قمـة في أخلقهم وهـــم‬
‫يدركــون أثــر حسن الخلق في التأثير على الناس وتقبلهـم وتأثرهـم‪.‬‬

‫‪ -)1(3‬حبـــذا الرجــــوع إلى العديد من الكتــــــب القيمة التي تكلمت‬


‫وتطرقت للجوانب اليمانية التربوية بما فيها أعمال القلوب والسلمة من أمراضها الخطيرة‬
‫مثل العبودية لشيخ السلم إبن تيمية‪,‬و"مختصر منهاج القاصدين" لبن قدامة‬
‫المقدسي‪,‬و"تهذيب مدارج السالكين" لعبد المنعم العزي‪ ,‬و"تزكية النفوس وتربيتها كما يقرره‬
‫علماء السلف" للدكتور أحمد فريد‪ ,‬وكتاب الرقائق لمحمد أحمد الراشد‪,‬وسلسلة"طب القلوب"‬
‫للدكتور عجيل النشمي‪ ,‬وسلسلة"توجيهات نبوية على الطريق" للدكتور السيد محمد نوح‪.‬‬
‫وإن أعظــــم اللــذة والسعـــــادة والفــرح والفـوز يكمن في تحقيق هذه‬
‫الجوانب‪.‬‬
‫‪ -)2(1‬إن من أعظم ما يحقـــق الفائدة والخير والرقي في درجات العبودية مـن‬
‫جرُهما حضـــور القلب واستشعار المعاني‪.‬‬
‫الصلة والذكر ويَعْـظُـــــمْ به أ ْ‬

‫‪144‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وأن يركـــزوا ف دعوتم للناس على تربية اليــان والعقيـدة‬


‫أول(‪,)1‬‬

‫وأن يركــــزوا على الولويــات(‪.......,)2‬‬

‫‪ -)1(1‬إن عدم البــــــدء والتركيــــز على تربية اليمان وتقوية العقيدة في ال والدار الخرة‬
‫بين المدعوين‪ ,‬وفي المقابل التركيز فقط على النهي والمر يؤدي إلى نفورهم وعدم استجابتهم‪ ..,‬فَ َتمَكّنْ‬
‫العقيدة واليمان في النفوس هو الذي سيجعلها بإذن ال تستجيب لوامر الشرع‪ ,‬كمــا حصل مع‬
‫الصحابــة رضوان ال عليهم‪ ,‬فبعد أن تَرَبّى اليمان والعقيدة والتطلع إلى الخرة فيهم في الفترة المكية‬
‫من الدعوة‪ ,‬أتت الوامر والحكام الشرعية في الفترة المدنية فنفذوها مباشرة بل أي تلكؤ‪ ,‬لنهم عرفوا أنها‬
‫أوامر العظيم رب الكون الذي مُلئت نفوسهم بمحبته‪ ,‬وباليمان بعظمته‪ ,‬وما عنده من الجر الكبير لمن‬
‫اتبع وأطاع‪ ,‬وما عنده من العذاب الشديد لمن عصى وعاند‪..........,‬وعموما فالطريق الدعوي الفعال‬
‫القوى للتأثير على الناس ونقلهم بإذن ال إلى اللتزام بالدين هو معايشتهـم والحتكاك المستمــر بهم‬
‫وتقوية إيمانهم وعقيدتهم والحسـان إليهم وكسب ثقتهم ومحبتهم‪ ..‬ل مجرد النكار عليهم‪.‬‬
‫ملحظـــة تذكيريــة‪ :‬إن الهــم في موضوع العقيدة والتوحيد هو التأثــر بمدلولتها و‬
‫تمثــل معانيها وتطبيق مستلزماتها ل مجرد ترديـد وقــراءة الكلمات عنها‪ ,‬والذي ميّــز‬
‫الصحابة والسلف والخلف الصالح هو ذلك‪ ,‬ل مجرد المعرفة النظرية‪ ..,‬فليتنا نركز على ذلك في‬
‫واقـــع أنفسنا وفي دعوتنــا عند تطرقنا لهذا الجانب الهام‪.‬‬
‫‪ -)2(2‬ليتنا ونحن في طريق الدعوة نتذكــــر الهداف والولويــــات!!‪ ,‬حتى ل نغـــرق‬
‫في وسيلة ونهتم بها حتى تصبح وكأنهــــــــا هـدف ونقدمها على الهداف الحقيقية‪ ,‬أو حتى ل‬
‫نقدم القل أهمية على الهم منه‪ .‬فمثــــلً ليس الهـــدف الساس للدعوة ازدياد معلومات‬
‫المسلمين الفقهية ‪ -‬وإن كانت أمرا هاما ووسيلــة ضرورية لتحقيق معرفة المسلمين لحكام الدين التي‬
‫يجب عليهم معرفتها‪ -‬فالهدف الساس في الدعوة هو عودة المة إلى حقيقة الدين والصدق في تطبيقه‬
‫واللتزام بأوامره في كل المور‪ ,‬وكمثل آخر ليس الهدف الهم الساس حفظ كتاب ال(مع جللة هذا‬
‫العمل العظيم)ولكن الهم هو تطبيق الفراد والمجتمعات لوامر القرآن ونهجه‪ ,‬وتربيهم على معانيه‬
‫وقيمه‪(...,‬أيضا المواضيع الفكرية هي وسيلة ل غاية!)‪.‬‬
‫وهذا يُذكرنا بأهميـــــة أن يستفيد الدعاة من أفكــار ومبــادئ الدارة والتخطيط التي‬
‫تساعد على تقوية ملكات تقدير الهداف والولويـات‪ ,‬وتقييــم وتحسيـــن!! النتاجيـــة!!!!‪,‬‬

‫‪145‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫والهـــم فالهــم(‪,)3‬‬
‫وأل تفـــــوت عليهم الوازنــــــة بي الواجبات(‪,)2‬‬
‫وأل يركزوا على العـــراض أكثـــر من المراض (على مستوى‬
‫الفـرد أو الجتمـع)‪,‬‬

‫والبحث عن الطرق الكثر فاعليةً!!‪.‬‬


‫وبمناسبــــة ذكر الستفادة من العلوم الدارية فأحب أن أذكر بالفائدة الكبيرة بإذن ال‬
‫للخطباء والدعاة من معرفة ودراسة مهارات اللقــاء والتصال والحوار(تقدم بعض المؤسسات الدعوية‬
‫أو التدريبية دورات جيدة في هذا الجانب)‪ ,‬وأيضـــا معرفة القواعد التربوية المتعلقة بتغيير السلوك‬
‫مثل ما يتعلق بالمعرفة والتوجهات وعلقتهــــا بتغيير السلوك(وأن المعرفة وحدها ل تكفـي عادةً‬
‫للتغيير)‪...,‬أيضا السس والمفاهيم في علم العــلم ووسائل التأثير فيه‪.‬‬

‫‪( -)1(3‬أ) من الولويات والمور الهـــم التي تفــــوت علينا أحيانا مسألة التذكير بالتوبة‬
‫فـــــي مواسم الخير مثل شهر رمضان والعشر الواخر فيه وعشر ذي الحجة وغيرها‪ ,‬حيث نجد‬
‫التذكير مركزا على الزدياد في النوافل والسنن والذكار والصدقات وفضائل العمال‪ ,‬ويقــــــل‬
‫التركيز على التذكير بالتوبـــة والبعد عن المعاصي وأداء الواجبات المفروضة مع أنها أهــم‬
‫العمال وأحـــــب العمال إلى ال‪ ,‬خاصــــة في هذا الواقع الذي بعدت فيه المة وتهاونت‬
‫في كثير من الحكام الواجبة وانتشرت فيه الكثير من المعاصي‪ ,‬فكما ورد في الحديث القدسي‬
‫الصحيح‪(:‬وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحــب إليّ مما افترضته عليه‪ )..‬صحيح البخاري‪ ,‬وفي الحديث‬
‫أيضا قوله صلى ال عليه وسلم‪( :‬اتق المحارم تكن أعبــد الناس) "حسنه اللباني في صحيح الترمذي‪,‬‬
‫وفي الثر عن ابن عمر رضي ال عنه‪( :‬لرد دانق من حرام أحــب إلى ال من إنفاق مائة ألفٍ في‬
‫سبيل ال)‪.‬‬
‫أيضــــا يفـــوت علينا أحيانا التذكير بالتوبة واللتزام بأوامر الدين عند الحديث عن بعض‬
‫العبادات وحِـكَـمِـها‪ ,‬مثل الحج والعمرة‪ ,‬والضحيـة!!‪ ,‬وصيام رمضان‪ ,‬وقراءة القرآن وواجبنا‬
‫تجاهه‪ ,‬وصيام التطوع في مواسمه المختلفة‪ ,‬والذكار وغير ذلك‪ ,‬مع أن التوبة من أعظم‬
‫وأهــــــم حِكَم هذه العبادات‪.‬‬
‫بــــــل إن التركيز في المواسم علـى فضائل العمال‪ ,‬وعـدم التذكير بحكمة التوبة عند‬
‫الحديث عن بعض العبادات قـــد يؤدي إلى تـكـريـس رضـا المة بواقعها الذي بعد كثيرا عن‬
‫اللتزام بالدين‪ ,‬بحيث يمكن أن يتربى في فكر الفرد المسلم(بشكل غير مباشر)أنه يكفيه أن يتقرب إلى ال‬

‫‪146‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وأن يقدمـــــوا العطف واللي والسن والتسامح والتحبب والحسان‬


‫ف تعاملهم الدعوي مع الخرين‪ ,‬فهو يأت با ل تأت به الشدة الت –ف غالبها‪-‬‬
‫سبْ(‪ ,)1‬ومن‬
‫تَُنفّر أضعاف ما تُقرّب‪ ,‬وتُـخسّـرُ أكثر ما تُـ ْك ِ‬

‫بفضائل العمال في المواسم وغيرها بينما هو مستمر في إصـــراره على ذنوب ل يرضاها ال‬
‫سبحانه وتعالى‪ ,‬أي تحصل لديه اتــكــالــيـة كبيرة علـى فضائل العمال التي يقوم بها‪...,‬‬
‫( ومن المهم أن نُـذكّـر بأن من علمات قبول العمال التوبة والوبة بعـــدها ) ‪.‬‬
‫(ب) أيضــا عندما يتحدث داعية لفراد مجتمعاتنا في هذه اليام عن حديث البطاقة‬
‫بـــــدون أن يتكلم عن شروط ل إله إل ال‪ ...,‬أو عندما يُـذَكّــر في موعظة عن سعة رحمة‬
‫ال ومغفرته بـــدون أن يُستدرك في الخير ويُنبه على أن سعة رحمة ال يجب أن ل تنسينا أنه‬
‫سبحانه شديد العقاب؛‪ ..‬فتزيــد بذلك التكالية!‪.‬‬
‫كما أن تذكير المة بأجر بعض السنن التي تكفر الذنوب مثل صيام يوم عرفه ينبغي أن ينبه فيه إلى أن‬
‫العلماء ذكروا أن ذلك ل يشمـل الكبائر‪ ,‬وحبذا لو ذكرنا بأن مــن الكبائر الصرار على الصغائر كما‬
‫بين ذلك سابقا‪...,‬وأيضا بعض الحاديث مثل‪(:‬كان على الطريق غصن شجرة يؤذي الناس فأماطها رجل‬
‫فأدخل الجنة) قد تحتاج عند ذكرها للبعض توضيح أن ذلك ل يعني التواكل وترك باقي أوامر الشرع أو‬
‫التساهل بها‪.‬‬
‫(ج) ومثـل آخر على تفويت الولويات وموازنتها أن نجد بعض الفاضل ممن ل نشك كما نحسبهم في‬
‫مدى تقواهم وصدقهم فتجدهم يجتهدون ويبذلون الموال من أجل العتكاف في الحرم الشريف في العشر‬
‫الواخر ويفوت عليهم سعيهم لدعوة أهلهم وأقربائهم في موسم العيد (بتجهيز وشراء ما يمكن أن يوزع عليهم‬
‫من وسائل الدعوة في فترة العيد‪ ,‬أو بغير ذلك من طرق ووسائل الدعوة) مع أن الدعوة والبذل لها‬
‫واجــــــــب أهـــم من العتكاف(ول شك أن العتكاف عبادة تربوية عظيمة‪,‬وذات أهمية كبيرة)‪.‬‬

‫(د) ومثـل آخر على تفويت الولويات ما يحدث أحيانا من حماسٍ لتوزيع أشرطة أو كتيبات أو‬
‫مطويات أو أي وسيلة أخرى ل تتحقق فيها الولوية الدعوية من حيث أثرها في الدعوة وإحداث التأثر‬
‫والتوبة والتغيير علـى حساب الشرطة والوسائل الهم في التذكير والصلح‪ .‬فتوزيع ما يحوي َم ْثلَ‬
‫قصص التائبيـــن ووصف الجنـة وأحـوال الخرة والتذكير بعظمة ال ومعانــــي العقيدة أهم‬
‫وأكبر أثــرا مـن توزيع ما يتعلق بفتوى عن قضية محددة أو الذكــــار(مع عدم إنكار أهمية‬
‫توزيع كل ما ذكر‪ ,‬ولكن المسألة هي على ماذا نركز ونبذل الجهد الكبر)‪ ....,‬وللجمـع بين‬

‫‪147‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫ُأغْـضِــبَ وخُـسِـرَ قـلـبُـــهُ ومبته ل يستجيـب للنصح غالبا‬


‫وإن غُــلِــبَ ف الجة والتبيان(‪,)1‬‬

‫وأل ينشغلــــوا ف طريق دعوتم بأمور أو معارك جانبيه تشغلهــم‬


‫عــن الساسيات والواجبات الهــم‪ ,‬وعـــن العداء القيقيي(‪,)2‬‬

‫الخيريــن!! فليتنا مثلً عندما ننشر كتيبا عن الذكار نضيف فيه(في باطن غلفه أو صفحته الولى أو‬
‫الخيرة) كلمة أو قصة تذكيرية عن التوبة (وبالذات قصص أو كلمات التائبين‪ ,‬فلها أثر عظيم وقد اهتدى‬
‫أناسٌ كثيرون بسببها)‪.‬‬
‫(هـ) أيضـا عندما نُـقـدّم بعض أنواع النوافل علــــى عمـــل فيــه خدمــة‬
‫للخرين وإسعـــاد لهم‪ ,‬فالخير هو الهـــــم وأجره أكبــــــــر‪...,‬واحيانا ُنقَدّم‬
‫ونسعى لبعض أنواع النوافل وننسـى ‪-‬أو تكون على حساب‪ -‬واجبات مثل واجب الدعوة ونشرها‪.‬‬

‫‪ -)1(2‬قد نسـرف أحيانا في واجب دعوي على حساب واجبات أخرى هامة أو أهم‪,‬‬
‫ولعل من أمثلة ذلك ما قد يحدث في إسراف في الوقت المعطى للدعوة عن طريق‬
‫النترنت على حساب واجبات أخرى‪..,‬‬
‫وأيضا إنكار المنكرات فعلى الرغم من أهميته إل أنه يجب النتباه إلى أن ل ننشغل أكثر‬
‫من اللزم في إنكار منكر معين فيشغلنا ذلك عن منكرات أخرى أهم‪ ,‬أو عن واجبنا‬
‫الدعوي التربوي الذي هو الكبر فاعلية في الصلح‪ .‬بل وإن أعداء الدين وبعض‬
‫المفسدين يفرحون بانشغال الدعاة انشغالً أكثر من اللزم في إنكار منكر(وقد يكونوا‬
‫قصدوا ذلك الشغال)‪ ,‬فحتى الكثير من أعداء الدين يعلمون بأهمية وفعالية العمل الدعوي‬
‫التربوي فيفرحون بانشغالنا عنه‪ ,‬وباختلط الولويـات علينا‪.‬‬
‫‪ -)1(1‬يكفي دليلً على أهمية تقديم الرفق أمر ال تعالى لموسى وهارون عليهما السلم بأن‬
‫يخاطبوا الطاغية فرعون بالقول اللين ليكون ذلك السلوب عونا له على الهداية‪ ,‬فأسلوب الشدة‬
‫غالبا ما يعين الشيطان ليحرف النسان ويعوقه عن الستجابة للحق (فقول له قولً لينا لعله‬
‫يتذكر أو يخشى) (طه‪.)44:‬‬

‫‪148‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وأل ينشغلــــوا بغي الول والجدى والهم للدعوة والصلح‪,‬‬


‫فالوقت غالٍ ومــــدود والواجبات كثيـــرة جدا(‪,)1‬‬

‫وأسلـــوب الشدة يجعلنا نكســـب!!عـــداوة الكثيرين‪ ..,‬في الوقت الذي نحن بحاجةٍ‬
‫إلى أن نجعل كل مسلم وكل ضالٍ مــع الحق ل عليـه!!!‬
‫‪ -)2(1‬من العبارات التربوية الجميلة القيمة التي ينبغي أن نستفيد منها في الدعوة وعندما نناقش‬
‫ونحاور عبارة‪" :‬إن كسب القلوب أهـــــم من كسب المواقف"‪ ,‬وهي منقولة من كتاب‬
‫رائع وقيم ينصح جـــــدا بقراءته وعنوانه"أصـــول الحــوار" صدر من الندوة‬
‫العالمية للشباب السلمي‪.‬‬

‫‪ -)1(2‬من المؤلـــــم ما نراه أحيانا من انشغال بعض الدعاة والمصلحين والغيورين‬


‫والخيار الفاضل بالـــرد على خطأٍ أو توجـــــ ٍه أو وجهة نظر أخرى من دعاة‬
‫آخرين بطريقة غيـــر مقبولة‪ ,‬أو بإعطـــاء الموضوع أكثــــر مما‬
‫يستحق(اهتمامـا ووقتــــا!!)‪ ...,‬ول نقول أن يقفل باب التناصح والرد على الخطاء‪,‬‬
‫ولكن ليعطى كل شيء حقه وبالطريقة المناسبة وبدون أن يُحمّل الموضوع أكثر مما يحتاجه‪,‬‬
‫وبدون أن ننســـى فضل وخير من يُـنتقدون‪ ,‬خاصة إذا كانوا ممن نفع ال بهم المة كثيرا‪.‬‬
‫وأيضا على الناقد أن يتأكــد أول‪ ,‬فقد يكـون الرأي الخر صوابا أو يعــذر فيه صاحبه‪,‬‬
‫وخاصة أن أهواء النفوس تدخل في مثل هذه المور حتى بــــدون أن يشعر النسان بها‪.‬‬
‫وليس من الصحيح أن يصبح ذلك جــــل همنا‪ ,‬فمحاربو الدين ومضيعوه هــم‬
‫الولى بالوقوف في وجههم‪ ,‬بل هم من أهــم أسباب واقع أمتنا المحبط البعيد عن الدين وعن‬
‫المنهج الحق‪ ,‬والــــذي من آثـــــاره حدوث تفرق في المة‪ ,‬واجتهـادات مختلفة‬
‫للدعاة والمصلحين‪ ,‬قد يحدث الخطأ في بعضها‪.‬‬
‫بل وحتـــى المعاندين والمفسدين(وإن آلمونــا)‪ ,‬والكثير من المنحرفين والمخطئين في‬
‫فكرهم واعتقاداتهم وتوجهاتهم يحسن أن يُـرفق بهم وأن يُـدعوا باللين والحسنى في أحيانٍ‬

‫‪149‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وأن يفــــزوا المم‪ ,‬ويشدوا العزم‪ ,‬وينطلقوا متفاني باذلي كـل‬


‫أوقاتم وأموالم ل بعضها فقط‪ ,‬فهم من يفترض أنم باعـــوا أنفسهم‬
‫وأموالم ل شـــرا ًء لنتـه‪,‬‬
‫وأن يشحـــــوا بأوقاتم وأموالم بأن تضيع ف غيــر ما يدم‬
‫الدين ويساهم ف تقريب النصر(‪ ...,)1‬لنم قد باعـــوا حياتم ل فهي‬
‫ليست لـــم!!‪,‬‬

‫كثيرة ‪ ,‬فبعضهم ليس خبيث النفس سيء النية قاصد للشر والضلل‪ ,‬ولكنهــا الغفلة والبعد‬
‫والضيــاع والتناقــــــض الذي تعيشه أمة السلم في عصرنا (ونأمل أن يهتدي‬
‫الكثير منهم ليقفوا معنا ضد الكفار المحاربين) ‪....,‬فكيف بمن يكون أخــا لـنـا في الدعوة‬
‫ويضحـي بالكثيــر من أجلها‪.‬‬
‫ويجب أن نحذر بشدة في هذا الموضوع لنه ل شك أن الشيطان الرجيم يدخل في مثل‬
‫هذه المور ويقويها‪ ,‬وأيضا شياطين النس وأعداء التدين وأعداء السلم يســــرون جدا‬
‫من ذلك‪ ,‬بل هو من أسعد المور إلى قلوبهم أن يروا الدعاة والمصلحين والغيورين والخيار‬
‫مشغولين ببعضهم البعض‪ ,‬ويعطل بعضهم خير بعض‪ ...,‬وإن مثل ذلك مثل أخوين في غابة‬
‫مليئة بالسباع يفتـــــرض أن يكونا في غاية الحب والعون لبعضهما‪ ,‬فإذا بهما يتقاتلن‬
‫بينما السباع تقترب منهما!‪...‬فلنتــق اللــه ولنحذر من أن نكون سببا في استمـرار جراح‬
‫المة وتعطيــل الدعوة وتأخيـــر النصر!‪.‬‬
‫‪ -)1(1‬كثيرا ما نجامــــل!! بعضنا بعضا وفي أمور يضيع فيها الوقت بل والمــال أحيانا‬
‫فيما ليس له ضرورة أو أولويـة دعوية!‪ ,‬فليتـا نقلــل من ذلك‪ ,‬ولنتق ال في‬
‫أوقاتنـا!‪...,‬وليعـذر! الواحد منا الخر في هذه المور‪ ,‬ولنشجـع بعضنا بعضا على التقليل من‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ )2(1‬من الفكار الجميلة لتعويض ما قد يفوتنا من تقديم خير مفيد للدعوة والتي طبقها البعض‬
‫عمليا ويمكن ان نسميها بفكرة "السياســة التعويضيـــة!!" وهي تقوم على مبدأ تعويض ما‬
‫فات من خير سواء كان عملً أو مالً بشيء أفضل منه‪ ,‬وكثيـرا ما كان تطبيق هذه الفكرة يجعل‬
‫وكأنه كان خيرا أن فات العمل الول الذي عوض بأفضل منه!!!‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وأل يَدَعــــــوا أي فرصة فيها خدمة للدعوة إل واستغلوها أحسن‬


‫استغلل‪ ,‬ولو كانت فرصة صغيــرة أو عارضـــــة(‪,)2‬‬
‫وأن يضحـــــــوا براحتهـم ف سبيل نصر الدين والعمــل له‪,‬‬
‫ليبــزغ بإذن ال فجــــر العزة والسؤدد الذي طــال انتظـاره‪.‬‬
‫وليكونـــوا كما قيل‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫(‪ -)3‬لقد سمعت من أحد الدعاة كلمة عظيمة في معناها أتمنى أن نتمثلها جميعا‪ ,‬وهي‪ ( :‬أن واقـــع‬
‫أمتنا!! يقتضــــي أن يكون كل داعية مثل الجهــــاز المتعـــدد الغـــراض ) يقصد أن‬
‫يعمل للدعوة في كل اتجاه‪ ,‬ول يقول مثل‪ :‬أنا داعية كبير مشغول فليس من مهامي( إذا أمكننـــــي‬
‫وتيسر ذلك) أن أوزع شريطا‪ ,‬أو أضع كتيبات في أماكن النتظـــــار!!!‪ ,‬أو ألقي كلمة وعظية‬
‫عابرة في مسجد أو مجلـــس!!‪ ,‬أو أن أنكــر منكرا أراه أمامي‪ ,‬أو أن أعــــظ وأنصح شبابا‬
‫مجتمعين على رصيف‪ ,‬أو أن أُنسـق لحلقـة ذكرٍ للقـارب أو الجيـران‪,‬أو أن أعلق إعلن محاضرة أو‬
‫ورقـة نافعــة‪ ..,‬وغير ذلك‪ ,‬ول تعـــارض بين هذه الكلمة وموضوع التخصص الذي تحتاجه‬
‫الدعوة في بعض مجالتها‪ ,‬إل إذا كان وقته وظروفه بالفعــل نظرا لتخصصه وانشغاله ل تسمح له‬
‫ولــــو بشيء من ذلك‪ ....,‬ولكــــن في أحيانٍ كثيرة –عند البعــــض‪ -‬ليس التخصص أو‬
‫النشغال السبب‪ ,‬ولكنـه نسيان الواجب‪,‬وضعف إدراك الجر والفائـــــدة‪ ,‬وضعف في الهمة‬
‫وكســل‪ ,‬وضعف في الشعـــــور والتألــم لجراح المة التي تدفع المستشعر لها حقا أن يبادر‬
‫بكـــــل وبِــــــأَي شيء لتضميدها وإيقاف نزفها‪ ..,‬وقـــــد يكون ضعف صدق‬
‫الخلص ودخـول الشوائـب فيه سبب عدم اجتهاد بعضنا في أعمال دعوية غيــر التي نقوم بها عادة‬
‫وتألفها وتحبهــــا!!! أنفسنـــا!!‪.‬‬
‫ومما يُـحــــزن أننا نرى حتـى الن!!! العديد من الدعاة ممن يبخل على الدعوة بماله‪ ,‬أو‬
‫يكون حرصه على دنيا يصيبها أو مال يحصل عليه أعظـــم من حرصه على الدعوة‪ ...،‬وتأثـــره‬
‫وقهره لما يفقده في الدنيا أعظــــم من تأثره إذا قصر في الدعوة والبذل من أجلها‪ ,‬أو إذا ضاعت‬
‫عليه فرصة كان من الممكن أن يخدم الدعوة فيها بكلمـة أو عمل معين ولــــو كان صغيرا‪ ,‬أو إذا‬
‫فوت(أو أخــــــر!!) أي شيء متعلق بها‪ ...,‬وكأنه ل يستشعر ‪ -‬وهو الداعية العارف بواقع المة‬
‫وآلمها‪ -‬أن تأخره وضعفه في همته الدعوية يعني تأخـر نصر السلم! ويعنــــــي!! تأخيــر‬
‫إنقاذ أبناء أمتنا المذبحين في كل مكان‪.‬‬
‫وأصبح أداء بعـض الدعاة لواجب الدعوة تشوبه (الروتينيـــــة!) والبـــــرود!‬
‫والفتــــور ويفتقــد الحرارة والحماس والهمة العالية‪ ,‬والتألم والحرقة على الواقع‪ ,‬والحرص والغيرة‬

‫‪151‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫وعفنــــا الشهيّ من الطعم‬ ‫نب الدى قد جفونــا الكرى‬


‫(‪)1‬‬
‫بروعـة قرآنــــه النـزل‬ ‫نضنا إل ال نلـــو السرى‬

‫وأن يـــددوا العهد إن ضعـف العزم‪:‬‬


‫إنا السلم دين العامليـــــن‬ ‫جدد العهد وجنبن الكــــلم‬
‫(‪)2‬‬
‫فبصـــدق العزم يعلو كل دين‬ ‫وانشر الق ول تـش الظــلم‬

‫يقول الشيخ أبو العلى الودودي رحه ال متحدثا عن‬


‫الدرجـــة الت ينبغــي أن نكــون عليها ف حاسنا لديننــا‬
‫ودعوتنـــا‪:‬‬
‫(( إنه من الواجب أن تكون ف قلوبكم نار متقدة تكون ف ضرامها‬
‫عـــلى القل!!! مثــــل النار الت تتقد ف قلب أحدكم عندما يد‬
‫ابنا له مريضاً ول تدعه حت تره إل الطبيب‪ ,‬أو عندما ل يد ف بيته شيئا‬

‫الشديدة على أن ل يفوت عليه أي شيء فيه فائدة للدعوة ولـــو كان من غير المجالت التي يهتم بها‬
‫هذا الداعية عادة‪.‬‬
‫ومتــــى لم نبلغ الدرجة اللزمة في حرصنا وهمتنا وبذلنا وتضحيتنا فلنعلم أن‬
‫نصر السلم سيتأخــر كما وُضّحَ ذلك في الكلمة المــــــؤثرة للشيخ المودودي رحمه ال والتي‬
‫ستُذكَر في آخر هذا المقال‪ .‬وحقـــا ما قيل من أن جهود الدعاة والخيار في الدعوة بشكل عام تعتبر‬
‫قليلة مقارنــــةً بأعدادهم ‪.‬‬

‫‪ -)1(1‬شعراء الدعوة السلمية في العصر الحديث‪ :‬حسني جرار‪ ،‬وأحمد الجدع‪ ،‬من‬
‫قصيــدة "الكتائـب" لعبدا لحكيم عابدين‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -)2(2‬شعراء الدعوة السلمية في العصر الحديث‪ :‬احمد الجدع وحسني جرار الجزء‬
‫الرابع‪ ,‬من قصيدة "نــداء القرآن" للشاعر أحمد حسن القضاة‪ ,‬ص ‪.106‬‬

‫‪152‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫يسد به رمق حياة أولده فتقلقــه وتضطــــره إل بذل الهد‬


‫والسعي‪.‬‬
‫إنه من الواجب أن تكون ف صدوركم عاطفة صادقة‪ ,‬تشغلكم ف‬
‫كـل حي من أحيانكم بالسعي ف سبيل غايتكم‪ ,‬وتعمر قلوبكم بالطمأنينة‪,‬‬
‫وتكسب لعقولكم الخلص والتجرد‪ ,‬وتستقطب عليها جهودكم وأفكاركم‪,‬‬
‫بيث أن شؤونكم الشخصية وقضاياكم العائلية إذا استرعت اهتمامكم‪ ،‬فل‬
‫تلتفتون إليها إل مكرهيــــــن!!‪.‬‬
‫وعليكم بالسعي أن ل تنفقوا لصالكم وشؤونكم الشخصية إل‬
‫أقــــل ما يكن مــن أوقاتكم وجهودكم‪ !!!!,‬فتكون معظمها‬
‫منصرفة لــا اتذت لنفسكم من الغاية ف الياة‪ .‬وهذه العاطفة مـــا‬
‫لـــم تكـــن راسخــــــة ف أذهانكم ملتحمـة مع‬
‫أرواحكم ودمائكم آخــــذة عليكم ألبابكــم وأفكـــاركم‪،‬‬
‫فإنكم ل تقدرون أن تركوا ساكنا بجرد أقوالكم ))(‪.)1‬‬

‫قال تعال‪ ( :‬من الؤمني رجال صدقـوا ما عاهدوا ال عليه فمنهم‬


‫منة قضى نبه ومنهم من ينتظر ومــا بدلـــوا تبديل )‬
‫(الحـزاب‪.)23:‬‬

‫٭٭٭‬

‫‪ )1(1‬تذكرة دعاة السلم‪ :‬أبو العلى المودودي‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫علماءنا الجلء إننا ننتظر‬

‫علمــــاء المة الجلء ف كل قطر وف كل مكان يا من‬


‫تعلمون وتربون المة بعلمكم و إرشاداتكم‪ ،‬اسحوا لنا أن نوجه لكم هذه‬
‫الكلمة الت نقولا لكم من وسط آلمنا وجراحنا راجي منكم قبولا (و‬
‫راجي من الغيورين إيصالا لم)‪:‬‬

‫٭٭٭‬
‫كنــــا نتأل كثيا عندما نسمع ونقرأ عن مططات أعداء الدين‬
‫الرهيبة ث ل ند تذكيا من بعض علمائنا الجلء يناسب حجم هذه‬
‫الؤامرات ‪.‬‬
‫وكنـــــا نتأل أكثر عندما ند مدى غفلة المة بشكل عام عن‬
‫حقيقة دينها وتطبيقها الاد له ف كل شؤون الياة ث ل ند من بعض‬
‫علمائنا الجلء ما يوازي ذلك من تذكي قوي مؤثر فاعل يوقظ المة من‬
‫غفلتها ‪.‬‬
‫وكنـــــا نتأل أكثر وأكثر عندما نرى ما يفعله الفسدون‬
‫الضيعـــون على المة دينها ووعيها‪ ,‬والساعدون لا على التفلت عن‬
‫اللتزام بأوامر الشرع وأحكامه والترب على ذلك ث ل ند من بعض‬

‫‪154‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫علمائنا تذكيا واضحا لكل المة عن هذه الصائب والطامات الت تُسَاق‬
‫اليها وتُعَوّد عليها‪.‬‬
‫ولـــكن الل الكبـــــر شعرنا به عندما رأينا مواجع ومذابح‬
‫المة الرهيبة ول نر من العديد من علمائنا الجلء التذكي الشـاف‬
‫الكافـي الـار الؤثر الوقظ الذي ُيذكّر المة بكل فئاتا وكل أفرادها‬
‫بوجوب وأهية وضرورة وفرضية عودتا إل تطبيق دينها تطبيقا كامل لنه‬
‫الطريق الساس لستعادة المة عزها ومدها وقوتا ومن ث مقدرتا على‬
‫إيقاف الذابح والآسي الفجعة الت يتعرض لا أبناء السلم ف كل مكان‬
‫حت أصبح الدم السلم أرخص دم على وجه الرض قاطبةً‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫علمــــــاءنا الجلء إن أمتنا غفلت كثيا وأعداءنا‬


‫والفسدين اشتد مكرهم وخبثهم ول يكفي أمتنا كلمات تذكيية بسيطة‬
‫تضيـع وسط الـول الرهيب من وسائل الفساد والتضييع الذي تعيشه‬
‫وتُ ْغ َرقُ فيه ‪.‬‬
‫إن أمتنا وهي ف شدة غفلتها هذه وشدة الؤامرات عليها وعلى أفرادها‬
‫تتاج إل صرخات حارة مدوية علها تستيقظ من نومها العميق الذي ياول‬
‫البعض أن يعله أكثر عمقا‪!!!!...‬‬

‫٭٭٭‬

‫‪155‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫علمـــــاءنا الجلء اسحوا لنا أن نقول هذه الكلمة ونن‬


‫ناف عليكم كما ناف على أنفسنا‪...‬نقول‪ :‬و ال ث وال إننا عندما نرى‬
‫هذه الذابح والآسي الت تدث لمتنا نشعر أن السؤولية العظمى حاليا‬
‫تكون أكثر ما تكون على ظهوركم‪ ,‬لنكم أنتم الذين من موقفكم العظيم‬
‫شرعا وعرفا أنتم من يوجه المة وأفرادها أيا ما كانوا‪.‬‬

‫لقد استشعرنا مسئوليتكم العظيمة اللقاة على عاتقكــــم ف مرّ ٍة ل‬


‫ننساها وذلك عندما سقطت مدينة سريبينيتسا ف البوسنة‪ ,‬ورأينا أطفالا‬
‫ونسائها يبكون وينتحبون فقلنا وقتها أعان ال علماء المة‪ ,‬فهم أول من‬
‫سيسألون عن هذه الآسي؛‬
‫فهل هم وعوا المة و أيقظوها ف غمرة هذه الحداث الؤلة بكلمات قوية‬
‫حارة مؤثرة و صيحات معبة‪ ,‬تعلهم يستشعرون السؤولية ف تغيي واقعهم‬
‫لكي تستيقظ المة وتعود إل ال فيحدث لا بإذن ال النصر الذي طال‬
‫انتظاره ومن ث تتوقف هذه الذابح الت أدمت قلوبنا؟‪.‬‬
‫وهل ساروا بأمتنا بفعالية ال طريق العودة والنصر؟‬
‫وهل بذلوا غاية جهدهم ف ذلك ؟‬

‫٭٭٭‬

‫علمـــــاءنا الجلء إن أعداء الدين والفسدين يفرحون‬


‫عندما يرونكم تنشغلون بقضايا معينة هي أقل بكثي من القضايا الامة الت‬

‫‪156‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫تعيشها المة وتكتوي بنارها‪ ,‬بل بعضهم يتعمد إشغال علمائنا بذلك‪ .‬وكل‬
‫أمر الدين مهم ولكن ف أزمان معينة تكون قضايا معينة أهم من غيها‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫علمـــــاءنا الجلء إن عدم إيضاح غفلة المة وبعدها عن‬


‫حقيقة دينها وواقعها الؤل بالشكل القوي الذي َي ُهزّ المة وينبهها يكون‬
‫بنفسه ذا أثر خطي على السلمي‪ ,‬لنم‪ -‬برؤيتهم ذلك منكم‪ -‬سيطمئنون‬
‫إل واقعهم ويركنون إل اللهو والدنيا وأنه ليس هناك حاجةً ماسة للتغيي‬
‫والصلح ‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫علماءنا الجلء ننتظـــــر دوركم القوي ف تعرية من‬


‫يفسدون ف المة ول يتقون ال فيها حت وهي ف أشد منها‪ ,‬حت يتنبه‬
‫الناس لشرهم ويذروا منهم ‪.‬خاصة أن الدم أسهل من البناء وما يبنيه‬
‫العلماء والدعاة والتربويون للناس من خي بهود كبية وعلى مدى أجيال‬
‫يأت الفسدون ويهدمونه بهد يسي‪ ,‬خاصة مع القــوة التأثيية الكبية‬
‫الوجودة لوسائلهم ف هذه اليام‪.‬‬
‫مت يبلغ البنيان يوما كماله‪ -----‬إذا كنت تبنيه وغيك يهدم‬

‫‪157‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫فإما مناصحة قوية لؤلء‪ ,‬أو فضحهم إن ل يستجيبوا لكي ل يدعوا المة‬
‫ف أعظم شيء أل وهو دين المة وشريعتها‪ ,‬ويكونون بذلك سببا رئيسا ف‬
‫ذلا وهوانا واستمرار استئساد أعداء الدين عليها وذبهم لبنائها‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫علماءنا الجلء ننتظــــر بتلهف دوركم الكبي الام جدا ف إيقاظ‬


‫المة من سباتا‪.‬‬
‫ننتظــــر توجيهكم الذي يوجهها إل أهية نظر المة ف كل شؤون‬
‫حياتا‪ ,‬وهل حياتا موجهه لا يرضي ال وبا يرضي ال؟ ‪ ،‬ليس فقط‬
‫التوجيه الذي يلفت نظر المة إل قضايا مدودة‪.‬‬
‫ننتظــــر منكم التذكي القوي الؤثر الذي يذكر المة بسؤولياتا تاه‬
‫هذا الواقع البكي الذي ل يرضي رب العالي‪.‬‬
‫ننتظــــر منكم التوجيه الذي يوجه المة إل الدور الام والضروري‬
‫لكل فرد من أفرادها ف الصلح والتغيي و الدعوة إل ال‪.‬‬

‫علمــــاءنا الجلء آلمنا عديدة‪ .....‬جراحنا غائرة‪....‬دمنا انـار‬


‫جارية‪ ......‬أمتنا لهية‪....‬وانتم من أول الســــؤولي‪.‬‬
‫عـلمـــاءنـا الجـلء إننا نـنـتـظــر‪ ...‬إننا‬
‫نـنـتـظـــر‪.‬‬

‫٭٭٭‬
‫‪158‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫كلمة للحكام والزعماء‬

‫ل أجد كلمة نوجهها إل زعماء الدول السلمية –سائلي ال أن‬


‫يهديهم إل ما فيه خيهـم ف الدنيـا والخـرة وخيـر أمتهم‬
‫الذبيحـــة ‪ -‬أبلغ من الكلمة الت كتبها جلل العال ف مقدمة كتابه‬
‫البالغ الهية (( قادة الغرب يقولون دمروا السلم أبيدوا أهله)) الذي كتبه‬
‫قبل ما يقارب الثلثي عاما!!!!!!‪ ......,‬يقول فيها‪:‬‬
‫( إلـى القادة والزعماء ف كل مكان من العال السلمي‪ ،‬والعرب‬
‫منهم خاصة‪:‬‬
‫أعداؤنا يقولون‪ :‬يب أن ندمر السلم لنه مصدر القوة الوحيد‬
‫للمسلمي‪ ،‬لنسيطر عليهم‪ ،‬السلم ييفنا‪ ،‬ومن أجل إبادته نشد كل قوانا‪،‬‬
‫حت ل يبتلعنا‪. .‬‬
‫فماذا تفعلون أنتم أيها القادة والزعماء ؟!!‪..‬‬
‫بالسلم تكتسحون العال – كما يقول علماء العال وسياسيوه –‬
‫فلماذا تترددون‪..‬؟!! خذوه لعزتكم‪ ،‬ل تقاوموه فيهلككم ال بعذابه‪ ،‬ول‬
‫بد أن ينتصر الؤمنون به ‪- -‬‬

‫أيها السادة والقادة ف دول العال السلمي‪ ،‬والعرب منهم خاصة‪:‬‬

‫‪159‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫كونوا أعوان السلم ل أعداءه‪ ..‬يرضى ال عنكم‪ ،‬ويرض الناس‬


‫عنكم‪ ،‬وتسعدوا‪ ..‬وتلتف حولكم شعوبكم لتقودوها نو أعظم ثورة عالية‬
‫عرفها التاريخ‪.‬‬
‫أيها السادة والقادة‪:‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يدعو قريشا لتكون معه‪ ،‬كان‬
‫يعد رجالتا أن يرثوا بالسلم الرض‪ ،‬فأب من أب‪ ،‬وماتوا تت أقدام‬
‫جيوش العدل النصورة الت انتشرت ف الرض‪ ..‬وخلدهم التاريخ ‪ ،‬لكن‬
‫أين ؟!‪ ..‬ف أقذر مكان منه‪ ،‬يلعنهم الناس إل يوم الدين‪ ،‬وعذاب جهنم‬
‫أشد وأنكى …‬
‫ووعدنا رسول ال أن يعم ديننا الرض‪ ،‬وسيعم دون شك‪.‬‬
‫فل تكونوا مع من سيكتبهم التاريخ من اللعوني أبد الدهر‪ ،‬بل كونوا‬
‫مع النصورين الالدين‪.‬‬
‫وال غالب على أمره … ولكن أكثر الناس ل يعلمون )(‪.)1‬‬
‫٭٭٭‬

‫وإن أضفت فإنن أقول‪ :‬اتقــوا ال يا زعماء الدول السلمية‬


‫وكــل السؤوليــــن فيها(‪ ,)2‬فإن مسؤوليتكم عظيمة‪ ,‬فهذه الدماء‬

‫‪ )1(1‬قادة الغرب يقولون دمروا السلم أبيدوا أهله ‪ :‬جلل العال ‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ )2(2‬كـل من ول أمرا من أمور السلمي صغر أو كب فهو مسؤول أمام ال بقدر‬
‫مسؤوليته‪ ,‬فليست السؤولية على الكام والزعماء فقط‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫السلمة الت تراق بئات اللف‪ ,‬والسلمات اللوات يغتصب‪,‬‬


‫والطفـــال الذين يذبــون ذبح النعاج بل ويرقـــون‬
‫أحيــــاءً ‪ ,‬والساجد الت تشكـــو إل ال هدمها وإهانتها‪,‬‬
‫واللجئون الذين يئنـــون ف شت أناء العال‪ ,‬والخاطـــر الحيطة‬
‫بنا‪ ,‬والذابــــح الديدة الت تتتابـــع علينـــا تسألـــون‬
‫عنها يوم القيامة (( وإن ال يزع بالسلطان ما ليزع بالقرآن ))(‪,)1‬‬
‫‪.........‬فأقيموا السلم وطبقـوه ف الصغية والكبية‪ ,‬وانصـروا‬
‫الداعي إليه‪ ,‬ووجهـوا المة لعال المور وأبعدوهــم عن سفاسفها‪,‬‬
‫وحاربـوا البدع والنكرات‪ ,‬وأوقفـــوا ما يفسد المة ويبعدها عن‬
‫صدق التمسك بأوامر دينها(‪ ......,)2‬حتــى تقـوى أمتنا‬
‫وتتحقـــق لنا العزة‪ ,‬فننطــلق أجعي رافعي لواء الهـــاد‬
‫العظيم لتخليص المة من هذا الذل الذي طـــال‪.‬‬
‫بل نمـي بذلك أنفسنــا من شر أعداء الدين الذين يططون لبادتنا‬
‫ولو ظفروا بنا فلن يرحونا‪ ,‬بل ف القيقة نلص البشريــــة بأجعها‬
‫من الضلل والتيه والضياع والظلم والبؤس الذي تعيش فيه‪.‬‬

‫‪ )1(1‬ورد هذا القول عن عثمان رضي ال عنه‪ ,‬انظر تفسي ابن كثي عند قوله‬
‫تعال(واجعل ل من لدنك سلطانا نصيا)‪ ,‬طبعة دار الشعب ص ‪.109‬ورواه الطيب‬
‫البغدادي ف تاريخ بغداد بنحوه عن عمر ابن الطاب رضي ال عنه‪.‬‬
‫‪ )2(2‬وأقـوى ما يؤثر في المم في عصرنا الحاضر سلبا أو إيجابا هو العلم خاصة‬
‫المرئي منه‪ ,‬وكما ذُكر سابقا "أعطني شاشةً‪..‬أعطك شعبا!ً"‪ ..,‬فبالعلم بوسائله الضخمة‬
‫حاليا يمكن أن ترسّخ وتُقوى عقيدة المة وإيمانها وتمسكها‪ ..‬أو أن تهـدم وتضعف ‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫سيوا بنا لذلك –وإن صدقتـم‪ -‬فستحملكـم المة بقلوبا‪,‬‬


‫وستحميكـم بدمائها‪ ,‬وسيُمجدكـم التاريخ كما مد نور الدين زنكي‬
‫وصلح الدين وممد الفاتح وغيهم‪ ,‬والهــــم من ذلك سيضى‬
‫عنكم جبار السماوات والرض‪.‬‬

‫إننا نسألكــم بال‪ ,‬ونسألكــم نوة نأملها ف قلوب بعضكم‪,‬‬


‫ونسألكم رأفة بنــواح الثكال واليتامى وأنيــن الرحى‬
‫وصـــراخ الصابي وآلم الشردين الضطهدين؛ أن تسارعـــوا‬
‫لذلك‪ ,‬أن تسارعــــوا لذلك ‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫العودة موقد شعلة الجهاد وسر انتصاره‬

‫‪162‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫لشك أن الهاد هو الوسيلة القوية الذي با يتحقق رد العداء بإذن‬


‫ال‪ ,‬ولكن ذلك ل يكون بالشكل القيقي والكامل والكاف والمة ف لوها‬
‫وبعدها عن أوامر ال‪ ،‬ذكرت ذلك حت ل يفهم خطًأ أن بعض الكلم السابق‬
‫يقلل من أهية الهاد‪..,‬فل شك أننا ننتظره ونتمن انطلقته القوية ف واقع‬
‫المة كلها وليس من أفرا ٍد معدودين منها فقط‪ ..,‬ولكـن هذا الهاد النتظر‬
‫بالنطلقة الرجوة يتاج إل وجود وحصول عودة صادقة ل وتطبيق لوامره‪,‬‬
‫فالعودة إل ال واللتزام بأوامره هو أكب مرك وباعث للجهاد ف المة‪ ,‬بـل‬
‫إن ترك الهاد هو أحد مظاهر البعد عن الدين واللتزام بأوامر ال‪.‬والعودة إل‬
‫ال هي الت تنشئ وترب الجتمعات السلمية الت تنطلق بصدق للجهاد ف‬
‫سبيل ال‪.‬‬
‫ثـم إن من أهم أسباب وأسس تقق النصر للمة عندما تاهد هو بعدها عن‬
‫الذنوب والعاصي والتزام أمر ال ف كل صغية وكبية‪ ,‬فكم من الزائم وتأخر‬
‫الن صر حد ثت لل مة ب عد حدوث ذ نب أو مع صية‪ ,‬وليت نا نر جع إل الدروس‬
‫الكبية ف هذا الشأن من غزوة أحد كما ذكر ف كتب التفسي وغيها‪ ,‬قال‬
‫تعال‪ ( :‬أو لا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أن هذا قل هو من عند‬
‫أنفسكم إن ال على كل شيء قدير ) ( آل عمران‪. )165:‬‬

‫بل حت أن دخول العجب إل السلمي وحدوث ضعف ف اتكالم على ال‬


‫يكون من أسباب الزية‪ ،‬ففي غزوة حني تأخر النصر وكادت أن تصل الزية‬

‫‪163‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫للمسلمي عندما أعجبوا بأنفسهم‪.. ,‬انظر كلم ابن القيم رحه ال ف زاد‬
‫العاد عن ذلك(‪.)1‬‬
‫قـال تعال‪ ( :‬لقد نصركم ال ف مواطن كثية ويوم حني إذ أعجبتكم‬
‫كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الرض با رحبت ث وليتم‬
‫مدبرين ) (التوبة‪.)25:‬‬
‫وكتـب أبوبكر رضي ال عنه إل عمرو بن العاص عندما أخبه عن كثافة‬
‫جيش هرقل بإزاء جيش السلمي‪ ( :‬إنكم ل تغلبون بقلة عددكم وإنا‬
‫تغلبـون بالعاصي على كثرة عددكم فاحترســوا منها )(‪.)2‬‬
‫وما كتبـه عمر بن الطاب رضي ال عنه لسعد بن أب وقاص عندما أرسله‬
‫لفتح فارس [ أما بعد‪ ,‬فإن آمرك ومن معك من الجناد بتقوى ال على كل‬
‫حال‪ ,‬فإن تقوى ال أفضـــل العدة على العدو‪ ،‬وأقــوى الكيدة ف‬
‫الرب‪ ,‬وآمرك ومن معك بأن تكونوا أشــــد احتراسا من العاصي‬
‫منكم مـن عدوكم(‪،)3‬‬

‫‪ )1)1‬زاد المعاد في هدي خير العباد ‪ :‬ابن القيم ‪ .‬ج ‪ 3‬ص ‪.477‬‬

‫‪ )2)2‬أسباب سعادة المسلمين وشقائهم ‪ :‬محمد زكريا الكاندهلوي ‪ ،‬ص ‪. 59 – 58‬‬


‫‪ )3(3‬كثيرا ما نُعجب ونفرح بالنتاجات والمحاضرات التي تكلمت عن مآسي المة‬
‫والجهاد الذي طال اشتياق المة له ‪,‬ولكن نتأثر إذا سمعنا تركيزهم على أن الحل هو‬
‫الجهاد بـــدون أن تذكر قضية العودة إلى ال والتوبة من الذنوب‪ .‬ولهؤلء الخوة‬
‫الحبة الغيورين نقول‪:‬اعلموا وال أن الس الذي وأد الجهاد في المة هو ذنوبها‬
‫ومعاصيها وبُعدها عن دينها وحقيقته‪ ,‬فهو الذي نتجت عنه كل صور وأسباب تخاذل المة‬
‫وذلها ‪ ,‬وهي التي مكنت العداء وأتباعهم من أن يوقفوا الجهاد ويُلهوا المسلمين عنه ‪.‬‬
‫ولنتمعن في مثل كلمة عمر رضي ال عنه والتي أضع تعليقي هذا ونحن نقرأها‪ ,‬هل قال‬

‫‪164‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫فإن ذنوب اليش أخــوف عليهم من عدوهم ](‪.)1‬‬


‫والقصص كثية على مدى التاريخ السلمي الت تدل على هذه القضية‪ ,‬بل إن‬
‫بعض قادة السلمي كانوا يعتقدون أن سبب تأخر النصر هو تليهم عن سنة‬
‫من السنن فضل عن تقصيهم ف أمر واجب‪.‬‬
‫وكيف تنتصر أمتنا وهي كما ذكر سابقا با الكثي من العاصي؟‪ ..,‬بل‬
‫كيف وهي يدث فيها من البعض الرب على الدين والتعال على الكثي من‬
‫أحكامه بل وإيذاءُ دعاته الصلحي وولءُ أعدائه الجرمي ؟ ‪.‬‬

‫٭٭٭‬
‫ونن نفخر ونبتهج بالصور الهادية الت نراها الن على نطاق ضيق ف‬
‫أمتنا‪ ,‬والت تكون منضبطة بالصول الشرعية ووفق فقه واقع جيد وف الماكن‬

‫لهم الفاروق فقط انطلقوا إلى الجهاد بدون أن يذكرهم بأهم سبب لتحقيق نصرهم‪ ,‬وهذا‬
‫والفاروق كان يخاطب أفرادا كان الكثير منهم من الصحابة وكانوا أفضل أجيال المسلمين‪,‬‬
‫فكيف نأتي نحن ونقول الجهاد الجهاد بــدون أن نتكلم ونُذكّر بالتوبة والعودة إلى ال‪,‬‬
‫ونحن نعلم واقع أمتنا وبعدها الكبير في تطبيق الدين والتزام أوامره وما يقتلها المفسدون‬
‫به‪.‬‬
‫ثم إن أهم غايات الجهاد هي حفظ الدين وتعبيد الناس ل ( انظر كتاب أهداف الجهاد‬
‫وغايته للدكتور علي بن نفيع العلياني‪-‬دار الوطن للنشر‪ ,) -‬فمن القصور والتناقض في‬
‫حق الجهاد ومعانيه أن تتنادى به المة بــدون أن تتذكر وتبدأ في إصلح حالها مع ال‪.‬‬
‫(‪ )1‬توجيهات إسلمية لصلح الفرد والمجتمع ‪ :‬محمد بن جميل زينو‪ ,‬ص ‪. 91‬‬
‫‪1‬‬

‫‪165‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫الت يفت العلماء الثقات بأنا مواطن جهاد(‪ ,)1‬ونتمن لو أن أمتنا كلها تقوم‬
‫الن للجهاد الصادق‪ ,‬وهذه الصور الهادية تعتب لســة فرح وسط‬
‫الأتــم الكبي الذي تعيشه المة‪... ,‬وهي تُشرّف المة وتعيد لا بعضا من‬
‫روح العزة واليبة لدى أعدائها‪ ,‬وتَبُث ف المة الماس للدين ولمادنا‪,‬‬
‫وخيها عظيم على المة‪ ,‬ول أدل على ذلك من توف أعداء الدين منها‬
‫وماولتهم حجب وتوين أخبارها‪ ,‬ودأبم الشديد على حرف أي جهاد عن‬
‫مساره الصحيح وتشويه سعته وإجهاضه‪ ,‬حت ل يؤدي إل ولدة أمة‬
‫إسلمية تعود إل الدين وال الهاد ف سبيل ال‪.‬‬
‫ف لونا الفتاك عنوان الردى‬
‫(‪)2‬‬
‫موت الشهيد حياته وحياتنا‬
‫وهذه الصور الهادية تتاج منا إل دعمها وتأييدها‪ ,‬ولكنها غي كافيه‪ ,‬و أين‬
‫المة ككل عن الهاد ف سبيل ال ؛ ‪..‬لشك أن ما كبلها حقيق ًة هو‬
‫الذنوب والعاصي الت نتجت عنها كل الصور الخرى والوضاع الت أخرت‬
‫الهاد الصادق ف سبيل ال‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫عـودة ودعـوه‬

‫‪ )1(1‬أما ما قامت به بعض الفئات من أعمال منحرفـة بإسم الجهاد فهي منكر وجرم‬
‫عظيم ل ُيقَر‪ ,‬وقد استنكرها علماء المة‪.‬‬
‫(‪ )2‬من شعر د عبد الرحمن العشماوي الذي نسأل ال أن يحفظه هو وكــل من حمل‬ ‫‪2‬‬

‫بأبياته الشعرية وبكلماته هموم المة‪ ,‬ونسأل ال أن يثبته على الحق‪ ,‬ليظل شعره نابضا‬
‫حيا فعال على مدى السنين والعوام‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫لعله من المكن أن نقول كخلصة‪ ..‬أن الل الدري بإذن ال لآسي‬


‫امتنا يكن أن نضعه ف كلمتي‪ * ....‬عـودة و دعـوه *‬
‫(‪)1‬‬

‫أي عودة كل فرد ف المة إل تطبيق الدين تطبيقا جادا كاملً ف كل المور‬
‫صغيها وكبيها‪..‬ودعوته غيه إل ذلك‪ ,‬وهي عودة ودعوة للتمسك القيقي‬
‫الكامل بالكتاب والسنة ونج السلف الصال‪.. ,‬ففي ذلك نصر المة‬
‫وفلحها‪.‬‬

‫وياليت أن تصبح هاتان الكلمتان شعارا(‪ )2‬لطريق الل لنقاذ أمتنا‪,‬‬


‫وأن تكون رمزا تتذاكر المة به‪.. ,‬لكـي ل تنسى‪ ,‬ولكـي تسرع للطريق‬
‫القيقي الوصل للنجاة والعزة والكرامة‪.‬‬

‫ول جواب سوى العويل‬ ‫مع كل مذبةٍ تَجِـــدّ‬


‫أمت أبدا يسيــــل‬ ‫مع كل جُرح ف جوانـح‬

‫‪ )1(1‬وهو يشمـل أخذنا بأسباب القوة المادية والتقدم العلمي والجتهاد في ذلك‪.‬‬
‫‪ )2(2‬فكرة وضـع الشعـار تعتبر مفيــدة بشكل كبير في كثير من المور‪ ,‬لنها‬
‫تســــاعد على تحقيق الهـدف المقصود و َت َذكّـــــــرُه ‪ ,‬ورسولنــا صلى ال‬
‫عليه وسلم استخدم شعارات في بعض غزواته ‪.‬‬
‫وينصــح المتخصصون في علوم الدارة وعلوم الجـــودة الشاملة بوضع شعارات‬
‫ورسائل للهداف والمشاريع المراد تحقيقها‪ ...,‬والحكمـــة ضالــــة المؤمن‪,‬‬
‫فيبـــدو أنه من المفيد لمتنا بإذن ال ‪ -‬خاصة في واقعنا الحالي‪ -‬أن تتذكر مثـــل هذه‬
‫الكلمات والشعارات الطيبة التي تعينها في طريق الصلح والصلح‪ ...,‬وليتها تضعها أمام‬
‫عينيها دائما لتســـاعدها على َت َذكّــــــر وتحقيـــق الهدف الذي تطمح إليه‪ ...‬أل‬
‫وهو انبثاق فجر السؤدد والعزة‪ ,‬ورضى رب الكون ودخول جناته ‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫لشعب أو قبيــــل‬ ‫مع كل تشـريد وتزيـق‬


‫من بلدي ما السبيــل‬ ‫يأت يسائلنـي صديــق‬
‫إل الجد الثيــــل‬ ‫كيـف السبيل إل كرامتنا‬

‫ب عليـل‬
‫وهتفت من قل ٍ‬ ‫َفرَمَقتُ وجه مدثـــي‬
‫وحديث مأسات يطـول‬ ‫قلب ملـيءٌ بالســـى‬
‫جيلً بعــد جيــل‬ ‫حدثتــه عن قصة التحرير‬
‫زهرةَ المـل النبيــل‬ ‫ووقفت ف حطيـن اقطف‬
‫النيل يبتلـع الغــول‬ ‫ورأيت ف جالــوت ماء‬

‫ووحدة الـدف النبيل‬ ‫بل وحدة الفكر القــوي‬


‫وهو الصواعـق والفتيل‬ ‫وِبنَاءُ جيــل مؤمــن‬
‫الصحـف الادي الدليل‬ ‫بكتائب اليـان جنـب‬
‫الفجـر الجلجل بالصهيل‬ ‫تضـي كتائبنا مـــع‬
‫سواه إن تبغـي الوصول‬
‫(‪)1‬‬
‫هذا السبيل ول سبيــل‬

‫إن السبيل قد عرف‪ ,‬فهل نستيقظ ؟ فالسؤولية كبية ونسأل‬


‫عنها يوم القيامة‪ ,‬أحيانا يسيطر اليأس على القلب خاصة عندما يرى غفلة‬
‫المة واستمرارها ف اللهو على الرغم ما تراه ما يتفطر له القلب كمدا من‬
‫الآسي‪ ..,‬ولكن أملنــا ف الي الكامن ف السلمي‪ ,‬وأنم لن يرضوا‬

‫‪ )1(1‬قصيدة للشاعر أ خالد السعيد‪ ,‬وهي منشدة في شريط أناشيد إسلمية (البحرين رقم ‪,)2‬‬
‫وأتمنى أن يسمعها كل مسلم فهي مؤثرة جدا‪ ..‬بل مبكيـة‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫بأن يكونوا بتقصيهم سببا ف استمرار الذبح والوان لخوانم وأمتهم‪,‬‬


‫وأملنـا ف إدراكهم للمخاطر الرهيبة الت تواجه أمتهم ولكيد العداء‬
‫الذي قد يصلهم‪ ,‬وأملنـا ف خوفهم من السؤال عند الوقوف أمام ال‬
‫تعال عن واجبهم تاه أمتهم‪.....,‬فأملنــا ف كل ذلك بعد ال يعلنا‬
‫نستبشر بصول وتقق استيقاظ وعودة‪..,‬ولكـن نرجو أن يكون‬
‫قريبــا‪ ..‬فالل شديـــد‪.‬‬

‫٭٭٭‬

‫‪169‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫المراجع‬
‫‪)1‬القرآن الكري ‪.‬‬
‫‪)2‬تفسي ابن كثي طبقة كتاب الشعب ‪.‬‬
‫‪)3‬أضواء البيان ف إيضاح القرآن بالقرآن ‪ :‬ممد المي الشنقيطي ‪ .‬عال الكتب ‪.‬‬
‫‪)4‬صحيح البخاري‪.‬طبعة بيت الفكار الدولية‪1419,‬هـ‪.‬‬
‫‪)5‬سلسلة الحاديث الصحيحة ‪ :‬ممد ناصر الدين اللبان ‪ .‬الكتب السلمي ‪ ،‬ط ‪1403 ، 3‬هـ ‪،‬‬
‫‪1983‬م ‪.‬‬
‫‪)6‬الستدرك للحاكم‪.‬دار الكتب العلمية‪,‬ط ‪1411 ,1‬هـ ‪.‬‬
‫‪)7‬صحيح الترمذي‪ :‬ممد ناصر الدين اللبان‪.‬طبعة مكتب التربيه العرب لدول الليج‪,‬ط ‪1,1408‬هـ‬
‫‪)8‬رياض الصالي ‪ :‬النووي ‪ .‬دار العرفة ‪ 1417 ،‬هـ ‪ 1996 ،‬م ‪.‬‬
‫‪)9‬ترتيب احاديث صحيح الامع الصغي وزيادته‪:‬عون الشريف‪ .‬مكتبة العارف‪,‬ط ‪1406 ,1‬هـ‪.‬‬
‫‪)10‬زاد العاد ف هدي خي العباد ‪ :‬إبن قيم الوزية ‪ .‬مؤسسة الرسالة ومكتبة النار السلمية ‪ ،‬ط ‪، 8‬‬
‫‪1405‬هـ ‪1985 /‬م ‪.‬‬
‫‪)11‬مدارج السالكي‪ :‬إبن قيم الوزية‪.‬دار إحياء التراث العرب‪,‬ط ‪1421 ,2‬هـ‪2001-‬م‪.‬‬
‫‪)12‬فتح الجيد شرح كتاب التوحيد ‪ :‬عبدالرحن بن حسن آل الشيخ‪ .‬مكتبة الرياض الديثة ‪.‬‬
‫‪)13‬أسباب سعادة السلمي وشقائهم ف ضوء الكتاب والسنة ممد زكريا الكاندهلوي‪ ،‬الكتبة‬
‫المدادية ‪ ،‬ط ‪1401 ، 6‬هـ ‪ 1981 /‬م ‪.‬‬
‫‪)14‬أسباب نصر ال للمؤمني على أعدائهم ‪ :‬عبدالعزيز بن باز ‪ .‬دار الوطن ‪ ،‬ط ‪ 1419 ، 1‬هـ ‪.‬‬
‫‪)15‬أثر الذنوب ف هدم المم والشعوب ‪ :‬ممد ممود الصواف ‪.‬دار العتصام ‪ .‬من القاهرة ‪.‬‬
‫‪)16‬أثر العاصي على الفرد والجتمع ‪ :‬ممد بن صال العثيمي‪ .‬دار الوطن ‪ .‬ط ‪ 1418 ، 3‬هـ ‪.‬‬
‫‪)17‬حصاد الغرور ‪ :‬ممد الغزال ‪ .‬الختار السلمي ‪ .‬ط ‪1399 ، 2‬هـ ‪1979 /‬م ‪.‬‬
‫‪)18‬علل وأدوية‪ :‬ممد الغزال‪.‬دار القلم‪.‬ط ‪1417, 2‬هـ‪1996/‬م ‪.‬‬
‫‪)19‬ماهو سبب تلف السلمي ‪ :‬دار ابن البارك‪1411،‬هـ‪.‬‬
‫‪)20‬العاصي وآثارها على الفرد والـجتـمع ‪ :‬حامد بن حامد الصلح ‪ .‬مكتبة الضياء ‪ .‬ط ‪1412 ،3‬‬
‫هـ ‪ 1992 ،‬م ‪.‬‬
‫‪)21‬الذنوب وقبح آثارها على الفراد والشعوب ‪ :‬ممد بن أحد سيد أحد ‪ .‬دار القاسم ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫‪ 1416‬هـ ‪ 1995 /‬م ‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫‪)22‬متصر منهاج القاصدين‪:‬أحد إبن قدامة القدسي‪.‬مكتبة دار البيان ومؤسسة علوم القرآن ‪1398‬هـ‪/‬‬
‫‪1987‬م‪.‬‬
‫‪)23‬شبهات حول المر بالعروف والنهي عن النكر‪ :‬د فضل ال الي‪ .‬ادارة ترجان السلم‪,‬ط ‪,1‬‬
‫‪1411‬هـ‪1991-‬م ‪.‬‬
‫‪)24‬توجيهات إسلمية لصلح الفرد والجتمع ‪ :‬ممد جيل زينو ‪ .‬مكتبة الضياء ‪ ،‬ط ‪. 9‬‬
‫‪)25‬البيان الطلوب لكبائر الذنوب ‪ :‬عبدال الارال دارالوطن‪ .‬ط ‪ 1419 ،1‬هـ ‪.‬‬
‫‪)26‬المر بالعروف والنهي عن النكر ‪ :‬جلل الدين العمري ‪ .‬شركة الشعاع للنشر ‪ ،‬الكويت ‪،‬‬
‫‪1400‬هـ ‪.‬‬
‫‪)27‬ابن تيميه بطل الصلح الدين ‪ :‬ممود مهدي الستانبول ‪.‬الكتب السلمي ‪ ،‬ط ‪1403 ، 2‬هـ ‪/‬‬
‫‪1983‬م‪.‬‬
‫‪)28‬هكذا ظهر جيل صلح الدين وهكذا عادت القدس ‪ :‬د ماجد عرسان الكيلن الدار العالية للكتاب‬
‫السلمي ‪1416 ،‬هـ ‪1995 .‬م ‪.‬‬
‫‪)29‬الهاد والتجديد ف القرن السادس الجري ‪ :‬ممد حامد الناصر ‪ .‬مكتبة الكوثر‪ ،‬ط ‪1،1419‬هـ ‪/‬‬
‫‪. 1998‬‬
‫‪)30‬متمعنا العاصر أسباب ضعفه ووسائل علجه ‪ :‬د عبدال سليمان الشوخي ‪ .‬مكتبة النار ‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1407‬هـ ‪1987 -‬م ‪.‬‬
‫‪)31‬واقعنا العاصر ‪ :‬ممد قطب ‪ .‬مؤسسة الدينة للصحافة ط ‪1407 ، 1‬هـ – ‪ 1987‬م ‪.‬‬
‫‪)32‬النرافات العقدية والعلمية ف القرني الثالث عشر والرابع‬
‫‪)33‬عشر الجريي وآثارها ف حياة المة ‪ :‬علي بن بيت الزهران ‪ .‬دار الرسالة السلم على مفترق‬
‫الطرق ‪ :‬ممد أسد ‪ .‬دار العلم ‪ ،‬ط ‪.1977 ، 9‬‬
‫‪)34‬حى سنة ‪ : 2000‬عبدالعزيز مصطفى كامل الـمـنــتـــدى السلمي ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫‪1421‬هـ ‪ 2000 ،‬م ‪.‬‬
‫‪)35‬قبل الكارثة نذير ونفي ‪ :‬عبدالعزيز مصطفى كامل‪.‬النتدى السلمي‪,‬ط ‪1،1421‬هـ ‪2000‬م‪.‬‬
‫‪)36‬قبل أن يهدم القصى‪ :‬عبدالعزيز مصطفى كامل ‪.‬دار الوطن‪,‬ط ‪1410 ,2‬هـ‪.‬‬
‫‪)37‬الراقصون على جراحنا ‪ :‬يان السباعي ‪ .‬دار البشي ‪ ،‬ط ‪1407 ،4‬هـ ‪1987 ،‬م‬
‫‪)38‬على طريق لنتفاضة الباركة إشراقة أمل و واجب المة نوها ‪ :‬مني سعيد ‪ .‬دار النفائس ‪،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1410‬هـ‪1989،‬م‪.‬‬
‫‪)39‬تذكرة دعاة السلم ‪ :‬أبو العلى الودودي ‪ .‬الدار السعو للنشر ‪ .‬ط ‪1407 ، 2‬هـ ‪1987 ،‬م‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫‪)40‬السية النبوية ‪ :‬ابن كثي ‪ .‬دار العرفة ‪.‬‬


‫‪)41‬حاضر العال السلمي وقضاياه العاصرة ‪ :‬د جيل عبدال الصري ‪ .‬مكتبة العبيكان ‪ ،‬ط ‪، 4‬‬
‫‪1420‬هـ ‪1999 ،‬م ‪.‬‬
‫‪)42‬اليهود أعداء ال وقتلة النبياء ‪ :‬من إصدارات الندوة العالية للشباب السلمي‪.‬‬
‫‪)43‬عزة السلم ف جهاد الشيشان ‪ :‬إيان السليمان ‪ .‬دار طيبة ‪،‬ط ‪1421 ، 1‬هـ ‪.‬‬
‫‪)44‬منة السلمي ف كوسوفا ‪ :‬ممود شاكر ‪ .‬مكتبة العبيكان ‪،‬ط ‪1421 ، 1‬هـ ‪2000 /‬م ‪.‬‬
‫‪)45‬البوسنة والرسك من الفتح إل الكارثة ‪ :‬د ممد حرب‪ ,‬الركز الصري للدراسات العثمانية وبوث‬
‫العال التركي ‪1413 ،‬هـ – ‪1993‬م ‪.‬‬
‫‪)46‬الجزرة ف يوغسلفيا ‪ :‬دار الوثائق ‪ ،‬الكويت ‪.‬‬
‫‪)47‬كشمي ماولة للفهم ‪ :‬سعيد ممود البتاكوشي ‪ .‬دار طويق الرياض ‪ ،‬ط ‪1418 ، 1‬هـ ‪/‬‬
‫‪1997‬م‪.‬‬
‫‪)48‬تداعت عليكم المم ‪ :‬ممد عطية خيس ‪ .‬دار العتصام ‪.‬مصر ‪.‬‬
‫‪)49‬آفاق من الياة‪ :‬د وليد أحد فتيحي‪.‬‬
‫‪)50‬قادة الغرب يقولون دمروا السلم أبيدوا أهله ‪ :‬جلل العال ‪.‬دار السلم ‪ .‬ط ‪1407 ، 10‬هـ ‪،‬‬
‫‪1987‬م ‪.‬‬
‫‪)51‬يا أمة السلم ‪ :‬د عبدالرحن العشماوي ‪ .‬مكتبة العبيكان ‪1412 ،‬هـ ‪1991 ،‬م ‪.‬‬
‫‪)52‬قصائد إل لبنان ‪ :‬د عبدالرحن العشماوي ‪ .‬مكتبة العبيكان ‪ ،‬ط ‪1420 ، 3‬هـ ‪2000 ،‬م ‪.‬‬
‫‪)53‬إل امت‪ :‬د عبدالرحن العشماوي‪.‬مكتبة العبيكان‪,‬ط ‪1412 ,3‬هـ ‪1991-‬م‪.‬‬
‫‪)54‬نبض الفؤاد ‪:‬ممد ضيف ال الوقدان ادارة الثقافه بوزارة العارف ف الملكه العربيه السعوديه ‪ ,‬ط ‪1‬‬
‫‪1421 ,‬هـ‪.‬‬
‫‪)55‬أغان العركة ‪ :‬وليد العظمي ‪.‬الكتب السلمي ‪،‬ط ‪1404 ، 2‬هـ ‪1984 ،‬م ‪.‬‬
‫‪)56‬جرح الباء ‪ :‬أحد فرح عقيلن ‪ .‬منشورات نادي الدينة النورة الدب ‪.‬‬
‫‪)57‬قصائد إل الرأة ‪ :‬حسن أدهم جرار ‪ .‬دار الضياء ‪ ،‬ط ‪1408 ، 1‬هـ ‪1988 -‬م‬
‫‪)58‬رائق الشهد من شعر الدعوة والرقائق ‪,‬الزء الثان(وا إسلماه)‪:‬د سيد حسي العفان‪.‬مكتبة معاذ بن‬
‫جبل وتوزيع دار العفان بصر‪,‬ط ‪1421, 1‬هـ ‪2001‬م‪.‬‬
‫‪)59‬ديوان الرائر‪ :‬أين عبدالقادر كمال ‪.‬‬
‫‪)60‬الختار من شواهد الشعار ‪ :‬ممد عبدالعزيز السند ‪ .‬ط ‪1414 ، 1‬هـ ‪.‬‬
‫‪)61‬العقد الفريد من الناشيد ‪ :‬عمار شاول ‪ .‬دار الحمدي ط ‪1415, 2‬هـ ‪1994 ،‬م ‪.‬‬
‫‪)62‬بستان الناشيد ‪ :‬عادل أحد بارباع ‪ .‬دار الحمدي ‪ ،‬ط ‪1419 ، 1‬هـ ‪1998 ،‬م ‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫‪)63‬أناشيد الدعوة السلمية ‪ :‬حسن جرار وأحد الدع ‪.‬دار الفرقان ودار عمار ‪ ،‬ط ‪1404 ، 1‬هـ‬
‫‪.‬‬
‫‪)64‬شعراء الدعوة السلمية ف العصر الديث الزء العاشر ‪ :‬أحد الدع وحسن جرار ‪ .‬دار الضياء ‪،‬‬
‫ط ‪1408 ، 1‬هـ ‪1988 ،‬م ‪.‬‬
‫‪)65‬شعراء الدعوة السلمية ف العصر الديث الزء الرابع ‪ :‬أحد الدع وحسن جرار ‪ .‬مؤسسة‬
‫الرساله‪,‬ط ‪1978-1,1398‬م‪.‬‬
‫‪)66‬ملة السرة ‪ :‬مؤسسة الوقف السلمي ‪ .‬العدد ‪ ، 89‬شعبان ‪1421‬هـ ‪.‬‬
‫‪)67‬ملة الجتمع ‪ :‬جعية الصلح الجتماعي ‪ .‬العدد ‪ 30 ، 1374‬رجب ‪1420‬هـ‬
‫‪)68‬ملة الجتمع ‪ :‬جعية الصلح الجتماعي ‪.‬العدد ‪ 29-23 1495‬ربيع الخر ‪1422‬هـ ‪.‬‬
‫‪)69‬ملة الجتمع ‪ :‬جعية الصلح الجتماعي ‪.‬العدد ‪ 7-1 1460‬جادالول ‪1422‬هـ‪.‬‬
‫‪)70‬ملة الجتمع‪:‬جعية الصلح الجتماعي‪ .‬العدد ‪4 1238‬شوال ‪ 1417‬هـ‪.‬‬
‫‪)71‬ملة الجتمع‪:‬جعية الصلح الجتماعي‪ .‬العدد‬
‫‪)72‬ملة الستقبل السلمي‪:‬الندوه العاليه للشباب السلمي‪.‬العدد ‪ 118‬صفر ‪1422‬هـ ‪.‬‬
‫‪)73‬ملة اليمامة‪:‬مؤسسة اليمامة الصحفية‪.‬العدد ‪17/10/1411 1153‬هـ‪.‬‬
‫‪)74‬ملة كشمي السلمة‪ :‬العدد الادي عشر والثان عشر جاد الثان‪-‬رجب ‪1413‬هـ‪.‬‬
‫‪)75‬ملة الكوثر‪ .‬العدد ‪ 9‬يوليو ‪2000‬م‪.‬‬
‫‪)76‬ملة شباب ‪ :‬دار الدى ‪ .‬العدد ‪ 4‬والعدد ‪.27‬‬
‫‪)77‬جريدة عكاظ العدد ‪ 1411 /1/5 8918‬هـ‪ ,‬والعدد ‪26/4/1422 12734‬هـ‪.‬‬
‫‪)78‬جريدة الدينه‪.‬العدد ‪ 25/1/1417-12115‬هـ‪ ,‬والعدد ‪25/4/1422 13963‬هـ‪.‬‬
‫‪)79‬جريدة الرياض‪.‬العدد ‪1/4/1422 12022‬هـ‪.‬‬
‫‪)80‬مموعه من الشرطه السلمية سعية و مرئية‪.‬‬

‫هذا الكتاب‬

‫‪173‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫‪ -‬تذكي بالواجب الكبي– الذي ينسـى‪ -‬تاه واقع أمتنا الؤل‪"..‬التوبة‬


‫والعودة والصلح والدعوة"‪ ..‬وبـذل الهد والعطاء من أجله‪.‬‬
‫‪ -‬تذكي بأن الل القيقي لآسي المة وعجــزها عن حاية أبنائها هو‬
‫عودة المة إل التمسك الكامل بالدين الذي تعز به وترجع لا به قوتا‪,‬‬
‫فيتحقق النصر وتوقف هذه الراح‪.‬‬
‫‪ -‬تبيي لواجب أفـــراد المة ف تقيـق عودتـا إل اللتزام بدينها ف‬
‫جيع شؤون حياتا صغيها وكبيها‪.‬‬
‫‪ -‬كلمـة عتــاب لكل مذنب ف حياته ولكـل مقصر ف الدعوة إل ال‪,‬‬
‫لنم ل يذنبون ف حق أنفسهم فقط بل أيضا ف حق أمتهم الرية‪.‬‬
‫‪ -‬حث للمة على الســراع ف التوبة والصلح والتغيي‪ ,‬فالراح كبية‬
‫والل شديد‪.‬‬
‫‪ -‬دعوة لكل مسلم غيور ذرف دمعه أو بكى متأثرا لا يرى من واقع المة أو‬
‫ضحى بأمواله وجهده من أجل نصرة إخوانه بأن يستمر ف بذله ولكن ل‬
‫ينسى هذا الطريق ( عودة ودعوة)‪.‬‬
‫‪-‬دعوة للميســـورين وأصحاب الواهــب والقـــدرات ف أمتنا‬
‫لن ينصروا دين ال با يستطيعون بذله‪ ,‬وأن يساهوا بفعالية ف الدعوة إل ال‬
‫وعودة النصر لمتنا‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫‪ -‬دعوة لشبـــاب المة للستيقـــاظ من مؤامرات أعداء الدين‬


‫لينطلقـــوا بالمة إل النصر والتمكي‪ ,‬ولينالوا السعادة القيقية ف الدنيا‬
‫والخرة‪.‬‬
‫‪ -‬دعوة لاملــــة المانة لن تشارك بفعاليـة ف هذا الطريق‪,‬‬
‫فدورها كبي والمة تنتظره‪.‬‬
‫‪ -‬كلمة إل الراقصيــن على جراحنا!! أملٍ أن يفيقوا‪ ,‬قبل أن يصيبنا مثل‬
‫ما أصاب إخواننا‪...,‬وقبل السؤال الرهيب يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ -‬دعوة لعلمائنا الجلء لساع أمتنا صرخات مدوية توقظها من سباتا‬
‫العميق الذي طال وسط بر من اللم والراح‪ ,‬والذي ياول البعض أن يعله‬
‫أكثر عمقا!‪.‬‬
‫‪ -‬دعوة للحكام والزعماء والسؤوليــن لن ينصروا الدين فينصرهم ال‬
‫ويعلو ذكرهم ف الدنيا والخرة‪.‬‬
‫‪ -‬أملٌ ف دور أكبـــر للدعاة والغيورين ف إيصال هم العودة وواجب‬
‫الصلح إل كل مسلم ليشعر بسؤوليته الفردية الامة ويبدأ العمل‪.‬‬
‫‪ -‬دعوة للدعاة للتفــــان والبذل ف الدعوة إنقاذا لمتنا الت تعيش فترة‬
‫من أخطر وأسوأ الفترات الت مرت عليها‪.‬‬
‫‪ -‬دعوة إلـــى كل شاعر وأديب وكاتب مسلم ولصحــــاب‬
‫النتاجات الادفة لكي ُيسَطّروا ببيانم القوي وإمكانياتم الؤثرة طريق الل‬
‫الساس لآسي المة بوضوح ودقة‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫الوضوع‬

‫القدمة الثانية ‪4 ....................................................‬‬


‫القدمة ‪6 ..........................................................‬‬
‫بعض مذابح المة السلمية ف العصر الديث ‪11 ........................‬‬
‫السبب والعلج ‪24 ....................................................‬‬
‫ما يز ف النفس ‪35 ....................................................‬‬
‫مصيبة ضعف المر بالعروف والنهي عن النكر ‪38 .......................‬‬
‫تنبيه لبد منه ‪48 ......................................................‬‬
‫لندرك تاما طريق اللص والنصر ‪53 ...................................‬‬
‫عملنا شيئا للمهم وتركنا التركيز عن الهم ‪58 ...........................‬‬
‫هل شعرنا بالسؤولية؟(كي ل نكون سببا ف ذبح إخواننا!) ‪62.............‬‬
‫أل ناف ونشى؟ ‪68 ..................................................‬‬
‫لندرك التحدي ونواجهه ‪77 ............................................‬‬
‫كلمة إل الراقصي على جراحنا ‪91 .....................................‬‬
‫إعذار وإنذار ‪94 .......................................................‬‬
‫أما آن أن نعود يا شباب المة؟! ‪99 .....................................‬‬
‫إل حاملة المانه ‪111...................................................‬‬
‫كلمة للدعاة والصلحي ‪............................................‬‬
‫‪117‬‬
‫‪176‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫كلمة أخرى للدعاة ‪141..............................................‬‬


‫علمائنا الجلء إننا ننتظر ‪155 ........................................‬‬
‫كلمة للحكام والزعماء ‪160...........................................‬‬
‫العودة موقد شعلة الهاد وسر انتصاره ‪164 ............................‬‬
‫عودة ودعوة ‪168 ....................................................‬‬
‫الراجع ‪171 .........................................................‬‬
‫هذا الكتاب ‪175 ....................................................‬‬
‫الفهرس ‪177.........................................................‬‬

‫‪177‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫‪ – 1‬الهتمام ـالجــــــــــــاد ـبتربيـة ـالبناء ـعلـي ـطاعـة ـال ـ‪ ،‬ـوالحرص ـعلـي ـهدايتهـم ـومـا ـيسـاعد ـعلـي ـذلك ـ‪،‬‬
‫والحرص علي إبعاد أسباب الغواية عنهم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬المـــــــــــــــــــر بالمعروف والنهـــــــــــــــي عن المنكر والدعوة على ال ‪.‬‬
‫‪ - 3‬صلة الجماعــــــــــــة في المسجد ‪.‬‬
‫‪ – 4‬بـــــــــــر الوالدين وصلـــة الرحام والحســــــــــان الى الزوجة والحسان إلى الجيران ‪.‬‬
‫‪ – 5‬أداء العمــل الوظيفي بحـــــــرص وجديــــــة‪ ,‬والصدق والمانـــــــــــة في العمال‪.‬‬
‫‪ – 6‬الهتمام الجــــــــــاد والتألم لوضع المة والمسلمين وما يصيبهم من ذل ومذابح ونكبات وما يتطلبه ذلك‬
‫من ـصـدق ـمسـاعدتهـــم‪ ,‬ومـن ـ ـ صدق ـوإســــــــــــــــــــــــراع ـفـي ـالعـــودة ـإلـى ـال‪-‬بمفهومهـا ـالشامل‪-‬‬
‫والدعــوة إليه التي بها يعود للمة عزها ومجدها فتستطيع أن تنتصر لبنائها على العداء ‪.‬‬

‫‪ -1‬الوقوع في الشرك وما يناقض التوحيد أو شروط ل إله إل ال سواءً كان ذلك ظاهراً أو خفيـــــــــــــــاً‪.‬‬
‫‪ – 2‬ظلم الناس في حقوقهم‘ والغش في التعاملت ‪,‬و(الواسطة) التي تؤدي الى ظلم الغير أو الضرر‬
‫للمجتمع‪.‬‬
‫‪ – 3‬الغيبـــــــــــــــــــــــــــــــــة(ولو ببسمة أو إشارة!) والنميمـة‪.‬‬
‫‪ - 4‬بعــــــض أمراض القلــــــــوب التي تنسى ول ينتبــــــــــه لها‪.‬‬
‫‪ – 5‬البتــداع في الدين‪.‬‬
‫‪ – 6‬البيع والمتاجرة والستثمارُ في ما يُــــــــــــــــؤدّي إلى تسهيل المنكرات ووقوع المسلمين في المحظورات‪. .‬‬
‫‪ – 7‬التهاون في المعاملت والعمال التي قد يشوبها الربـــــــا أو الحـــــــــرام بشكل عام ‪.‬‬
‫‪ – 8‬الجلوس مع واقعين في منكرات استئناساً بهم أو ايناساً لهم بـــــــــــــــــــدون النكار عليهم ‪.‬‬
‫‪ – 9‬الستهزاء ببعض من يلتزمون بالسنة ‪.‬‬
‫‪ – 10‬ترك مـــــــــوالة المتقين ‪ ،‬ومــــــوالة المفسدين ‪.‬‬
‫‪ – 11‬إدخـــــــال القنوات التي تعرض ما يحرم إلى المنازل وغيـــــرها(مثل الفنادق والستراحات) ‪.‬‬
‫‪ – 12‬التشبـــــــــــه بالكفار في اللباس وغيره‪ ,‬وتبنّـــي أفكار لهم ل يُقرّها الدين‪.‬‬
‫‪ - 13‬خلوة المرأة مع السائق الجنبي ‪ ،‬ومصافحة الرجل للمرأة الجنبية ‪.‬‬
‫‪ – 14‬تساهــــــل السر في حجاب الخادمات ‪ ،‬وفي تسترهن من الرجال داخل المنازل ‪.‬‬
‫‪ –15‬السفــــــــر لبلد الكفار لغير ضرورة ‪.‬‬
‫‪ - 16‬نظر الرجــــــــــــــــــــــــــــــال إلى صور النساء عبر القنوات أو الفيديو أو المجلت ‪.‬‬
‫‪ –17‬لبـــــــــس النساء للملبس الضيقة والقصيرة والرقيقة بين النساء وأمام المحارم ‪.‬‬
‫‪ – 18‬تبرج العديد من النساء وبعدهن عن حقيقـــــــــــة الحجاب السلمي ومن ذلك‪:‬‬
‫* لبس العباءات المزركشة والمزينة ‪.‬‬
‫* تطيب المرأة عند خروجها لماكن تمر فيها على الرجال‪.‬‬
‫‪ – 19‬سماع الغاني ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫* من المراجع التي أخذت منها هذه التوجيهات ‪:‬‬
‫( لفضيلة الشيخ عبد ال بن جبرين )‬ ‫محرمات متمكنة في المة‬
‫محرمات إستهان بها الناس ( لفضيلة الشيخ محمد المنجد )‬
‫( مجموعة من طلبة العلم )‬ ‫أ خطاء شائعة‬

‫‪178‬‬
‫كـــي ل يستمـر الهـوان‬

‫‪179‬‬

You might also like