‫انتهت الحرب‬

‫ايها التاريخ المرسوم بدماء اطفالنا ‪ ،‬اصطهج ‪ ،‬فقد انتهت الحرب‬

‫شكرًا لكم جميعا ‪ ،‬و ليسدل الستار‬
‫وقف الجمهور ليغادر ‪ ،‬فقد طالت فصول المسرحية‬
‫وقف المخرج ليحييهم‪ ،‬و بكلمات قصيرة ينال رضاهم بعد ان سخطوا عليه ليال عديدة ‪ ،‬فلم يكونوا‬
‫يعرفون كيف ستكون الخاتمة ‪.‬‬
‫بعضهم ارتاح لهكذا نهاية ‪ ،‬رغم انها مبهمة ‪ ،‬لكنهم ملوا التسمر لمشاهدة ابطال المسرحية يدور‬
‫بينهم الصراع‪ ،‬و آخرون ودوا لو ان البطل يموت في نهاية المسرحية ‪ ..‬وبعضهم استيقظ على‬
‫صوت التصفيق فصفق معهم ثم انصرف ‪.‬‬

‫ايها التاريخ المكذوب بلسان اعدائنا ‪ ،‬اصطهج ‪ ،‬فقد صفق العرب‬

‫انتهت المبارة ‪ ،‬فقد صفّر الحكم‬
‫كم طالت هذه المبارة ‪ ،‬و الجمهور يحصي الهداف هنا و هناك ‪ ،‬و يترقب على احر من الجمر‬
‫بعض الضربات الصاروخية ‪ ،‬او ضربات الجزاء ‪ ...‬فعل لقد كانت مباراة حامية ‪ -‬موّلعة ‪ ، -‬و‬
‫انيرت ساحة الملعب باضواء فسفورية مما اضفي على المشهد دموية لم يسبق لها مثيل ‪ ..‬فعل لقد‬
‫ب الفريق الخصم ‪ ،‬حتى ان مشجعي فريقنا من شدة حزمهم تقاتلوا‬ ‫استمتع الجمهور بالصراخ و س ّ‬
‫ليثبتوا من منهم كان اكثر تشجيعًا ‪ ،‬و على الرغم من كثرة الهداف التي ادخلها الفريق الخصم في‬
‫مرمانا ‪ ،‬إل ان الفوز كان حليفنا ‪ ...‬و أخذنا الكأس ‪ ..‬و شربنا الكأس‬

‫ايها التاريخ ‪ ...‬تعسًا لك ‪ ،‬فقد انتهت الحرب‬

‫بعد ان تناوب الشقاء على مشاهدتها على مدار الساعة ‪ ،‬فقد تركوا اعمالهم ‪ ،‬و تركوا محالهم ‪ ،‬و‬
‫تركوا حدودهم ‪ ،‬و وضع كل جندي سلحه بجانبه كي ل يضيع منه اثناء مشاهدته للحرب ‪..‬و‬
‫شاهدوا الحرب ‪ ،‬و احصوا الشهداء منذ الول حتى الثالث مئة بعد اللف ‪ ،‬شكرا لكم على وقتكم‬
‫الثمين ‪ ..‬و كل حرب و انتم سالمون مسالمون ‪.‬‬

‫ايها الصامتون المصفقون ‪ ،‬ما هكذا تدار الحروب ‪ ،‬و ل هكذا يكتب التاريخ ‪ ،‬و ل هكذا تنتهي‬
‫الحروب ‪ ،‬فهكذا تكون المسرحيات ‪ ،‬و المباريات ‪ ..‬و ما هكذا يكون البشر ‪ ،‬ولكن هكذا تكونون‬

‫يزيد عيد‬
‫‪19/1/2009‬‬