Professional Documents
Culture Documents
ليس قريبا ذاك الزمن حين كنت أركض لهفا الى قلمي ،أبوح له بما يختلج في جوانب
روحي من فرح و حزن ،من سعادة و تعاسة ،من كلم و صمت ،من حب ...و حب ...زمن
مضى بكل ما يحمله من إيماءات للمستقبل الذي نعيشه اليوم سواء كانت تلك التباشير صحيحة
أو خاطئة ،مبشّرة او منذرة ...
........
..........
ل أدري ما الذي جعلني اليوم أعود باحثا عن ذات القلم الذي سئمته مرة و أنست به
مرات أكثر ،ذات القلم الذي سطرت به قصصا عن ملئكة في السماء و الرض ،عن أرواح
تائهة ل تدري أين الطريق -ربما لم تجدها بعد ،-ربما كان البحث عن الدفء بين أضلعه
الستة ،الدفء الذي حرمتنا منه هذه الدنيا و وجدته بين أضلع القلم و زوايا الورقة ،ربما كان
حديث صديقي السكران الذي كلما استيقظ من سكرته جذب القلم إليه و اشتكا و سقاني م ّراّ في
أضلعي ..
اليوم أجذب القلم بجنون ،أحكي له عن كل ما كان ،و ما سيكون ..أحكي له عن العيون
كيف تخون ،و تئد بسماتنا قبل أن تولد ،و تحرق كلماتنا قبل أن تُنطق ،أحكي له عن الشفاه
كيف تعلمت السكون و كيف تعلمت ان تخفي تحت البتسامة سنيناً من الحزن المكنون ..أحكي
له و هو ينصت بكل أضلعه و يكتب ما أمليه و ل يمّل ...ل يعترض ...ل بدّ أنه عربي هذا
القلم فقد تعلم النصياع ،منذ زمن بعيد و لم يعترض ...
و يسأل السكران بكل براءة عن النسان؛ إذا ابتلت عيونه بماء المطر ..أل يمسحها ؟؟
قوبلى يمسحها ،و يمسحها بسرعة قبل أن يلمحه أحد ،كي ل يُظن أنه يبكي ،أو أن قلبه ر ّ
لو لمرة فسالت من عينيه الدموع ..
مالك الحزين
14/1/2008