Professional Documents
Culture Documents
المد ل والصلة والسلم على رسول ال وعلى آله ومن واله وبعد :
فيظن بعض الناس أن أصحاب الشريعة وأبناء اللة ل يعرفون الب ،ول يقدرونه حق قدره ،
ول يدرون ما هو ،والقي قة أن هذا و هم وج هل ،بل ال ب العا مر أنشودة عذ بة ف أفواه
ال صادقي ،وق صيدة جيلة ف ديوان ال حبي ،ولك نه حب شر يف عف يف ،كت به ال صالون
بدموعهسم ،وسسطره البرار بدمائهسم ،فأصسبحت أسساؤهم فس سسجل اللود معال للفداء
والتضح ية والب سالة .وق صدت من هذه الر سالة الو قف مع القارئ على جوا نب مشر قة ،
وأطلل موحشة ف مسية الب الطويلة ،الت بدأها النسان ف حياة الكبد والنكد ،ليسمو
إل حياة المال واللل والكمال ،و سوف ي ر بك ذ كر لضحا يا ال ب وقتله ،و ستعرف
القصود ما أردت إذا قرأت ،وتعلم ما نويت إذا طالعت .
وال وحده نسأل أن يعلنا من أحبابه ،والشهداء ف سبيله .
الب
أحبك ل تسأل لاذا لنن *** أحبك هذا الب رأيي ومذهب
بال ب يثور النائم من لا فه الدا فئ ،وفرا شه الوث ي ل صلة الف جر ،بال ب يتقدم البارز إل
الوت م ستثقل الياة ،بال ب تد مع الع ي ،ويزن القلب ،ول يقال إل ما ير ضي الرب ،
الب كالكهرباء ف التيار يلمس السلك فإذا النور ،ويصل الجسام فإذا الدفء ،ويباشر
الادة فإذا الشعاع ،البس كالاذبيسة بسه يتحرك الفلك ،وتتصساحب الكواكسب ،وتتآلف
الجموعة الشمسية ،فل يقع بينهما خصام ول قتال ،بالب تتآخى الشموس ف الجرة ،فل
صدام هناك ،ويوم ينتهي الب يقع الجر والقطيعة ف العال ،وسوء الظن والريبة ف النفس
،والنقباض والعبوس فس الوجوه ،يوم ينتهسي البس ل يفهسم الطالب كلم معلمسه العربس
البي ،ول تذعن الرأة لزوجها ولو سألا شربت ماء ،ول ينو الب على ابنه ولو كان ف
شدق السد ،يوم ينتهي الب تجر النحلة الزهر ،والعصفور الروض ،والمام الغدير ،يوم
ينتهسي البس تقوم الروب ،ويشتعسل القتال ،وتدمسر القلع ،وتدك الصسون ،وتذهسب
الن فس والموال ،ويوم ينت هي ال ب ت صبح الدن يا قا عا صفصفا ،والوثائق صحفا فار غة ،
والباه ي أ ساطي ،وال ثل ترهات ! .ل حياة إل بال ب ،ول ع يش إل بال ب ،ل بقاء إل
بالبس ،إذا أحببست شمست عطسر الزهسر ،ولسست ليس الريسر ،وذقست حلوة العسسل ،
ووجدت برد العافية ،وحصلت أشرف العلوم ،وعرفت أسرار الشياء .
وإذا كرهت صارت كل كلمة عندك جارحة ،وكل تصرف مشبوها ،وكل حركة مشكوك
فيهسا ،و كل إح سان إ ساءة .الحسب هجره و صال ،وغض به رضسا ،وخطيئ ته إحسسان ،
وخطؤه صواب .
ويقبح من سواك الفعل عندي *** وتفعله فيحسن منك ذاكا !
الب حبان :حب ارضي طين سفلي إنا هو هيام وغرام ،وحب علوي ساوي إلي ،وهو
طاعة وعبادة وشهادة وسيادة .
فحسب الرض للعيون السسود والدود والقدود ،ووادي الغضسا ،وأهسل البان ،وذكريات
سلمى ،وأيام ليلى .
وحب الله تعلق بشرعه ،وانقياد لمره ،وامتثال لدينه ،وتقرب منه .
حب الطي آهات وزفرات وحسرات وندامات .
و حب رب العال ي علو ور فع وكرا مة و سلمة و سعادة وريادة ،ك يف ل ت ب ال و ما من
نعمة عليك إل هو منعمها ،ول بلية إل هو صرفها؟ ! هو الحسن وحده _ جل ف عله _
،.فقضاؤه عدل ،وشرعه رحة ،وخلقه جيل ،وصنعه حكيم ،وفضله واسع ،ووصفه
ح سن ،فل ع يب ف شئ من صفاته ،بل الكمال كله في ها ،ول ن قص ف تدبيه ،بل
الكمة أجعها فيه ،ول خلل ف صنعه ،بل السن أوله وآخره فيه ،فحبه واجب ،والتقرب
منه فريضة ،وشكره حتم ،وطاعته لزمة .
أمسا البس سسواه فمنافسع متبادلة ،وأهواء مشتركسة ،وأغراض ماديسة ،يشوبسه اللل والزلل
والسراف وعدم الستقرار ،مع ما يعقبه من أسف وندامة وحسرة .
ول أحد ف الكون يسكن له العبد ،ويتوكل عليه إل الواحد الحد ،ولذلك سى نفسه ( ال
) .،قيل هو الذي تأله النفوس إليه .،وتسكن إليه ف عله .
ما الب ؟
ل أعلم كلمة ف قاموس العربية تعب عن الب مثل كلمة ( الب ) ،فليس هناك أصدق من
( الاء والباء ) ف دللتهما على هذا القصود العظيم ،فالاء تفتح الفم فيبقي فارغا حت تأت
الباء فيضم الفم وتطبق الشفتان ،إذا هنا اجتماع بعد فرقة بعد هجر !.
وكل مة ( حب ) كل مة عامرة ،ل ا أنداء وأفياء وظلل وأبعاد ،و هي كل مة مؤنسة مشج ية
منع شة مشو قة ،بل هي معج بة مطر بة مغر ية ،لكن ها ذائ عة شائ عة ،غ ي أن ا خفي فة لطي فة
شريفة وفيها نضارة .
كل مة ( حب ) عال من الودة وال صلة وال نس والر ضى والرا حة ،و هي دن يا ال مل والفأل
السن ،والمس الميل واليوم الافل ،والغد الواعد .
إن ا رحلة ف عال التآلف والتآ خي ،والتفا هم والتكا تف ،والتضا من والتعاون ،ف كل مة
( حب ) بسمة وضمة ولفة واشتياق ولوعة ! .
إذا قلت ( :حب ) تدا عت الذكريات القدي ة ،وثارت العا ن الميلة ،وحضرت الوا قف
الشجيسة ،واسستعادت النفسس شباباس ،والقلب أمله ،والروح إشراقهسا ،والجلس بجتسه ،
والضور أنسه .
إذا قلت ( :حب ) سافرت بك قافلة الذكرى إل صور ومشاهد ل تحى من ذاكرة الزمن ،
فعرضت لك الطفل يضم الثدي ،والناقة تنو على الفصيل ،والكام تلف الثمار ،والغصان
تعا نق الذوع ،والفرا شة تل ثم الزهرة ،وال عش يكت نف الطائر ،ف ما اح سن كل مة ( حب )
وما أبدعها وما أروعها .
الب حرفان حاء وبعدهسا باء *** تذوب عند معسانيها الحباء !
إذا قلت ( حب ) هل غ يث الرجاء ،وه بت ر يح ال صفاء ،و سرى ن سيم الوفاء ،وتللت
أسسارير الوجوه ،وانبلجست معال الطلعات ،وأشرقست شوس اليام ،وإذا قلت (حسب )
امتلت الوانسح بالشواق ،والشايسا بالتلهسف ،والضمائر بصسور الحباب ،ومعاهسد
الصحاب ،ومغان التراب .
إذا قلت ( :حسب ) تسساقطت أوراق البغضاء ،وتلشست نزعات الشسر ،وارتلت قطعان
الضغينة ،وفزت زمر الحقاد ،وغربت نوم العداوات .
كلمة ( حب ) ساء شسها اللقاء ،وقمرها العناق ،ونومها الذكريات ،وسحبها الدموع
.كلمة ( حب ) إشراقة من عال اللكوت ،وإطللة من ديوان اللود ،ووقفة ف بساط
العظمة .من استظل بسمائها اتقد شوقه وتدافع خاطره .
وأما تعريف كلمة ( الب ) فخذه نظما ول تش ظلما ول هضما :
الب بسمسة عاشق ولو أنا *** سفرت لغار البدر من إطللا !
وقيل :
الب أكبادنا تشوى وأعيننا *** تكوى ،وأعمارنا تطوى على المل
وقيل :
إذا قلت هذا الب بعد ولوعة *** وفرقة أصحاب وهجر أقارب
فما الب إل النس والقرب والرضى *** فدعن فهذا الكم بعد التجارب
وقيل :
الب كالسحر إل أن رقيته *** شهادة ل يذوق الوت لقيها
وقيل :
الب ليس رواية شرقية *** بأريها يتزوج البطال
لكنه البار دون سفينة *** ومرادنا أن الوصول مال
وقيل :
لعلك يا مب ظننت ظنا *** بأن الب جع وافتراق
أجل هو جع أوصال تداعت *** وفرقة مهجة ،ودم يراق !
وقيل :الب قصة طويلة فصولا الشهداء .
وقيل :الب سر ل يعرفه الحبون .
وقيل :الب ليس له تعريف إل الب .
أسئلة ف الب
ومن الحبي من هجر الب الحرم واتصل بالب الشرعي الطاهر العفيف ،فأنتقل من عال
الزور ،ودنيسا اليام ،وظلم الغرام ،ومقام الثام ،إل جنسة الصسدق ،وروضسة العرفسة ،
وبستان اليقي ،وباحة اليان :فهذا ابن أب مرثد هام س قبل أن يسلم س بفتاة وعشقها
وسسكب عمره فس كأس هواهسا ،وأفرغ روحسه فس كوب نواهسا ،وفرغ شبابسه على تراب
مغنا ها ،فلما هداه ال وغسل قلبه من أدران الوان وأوصار العصية ،أفاق س وال س من
رقده الغفلة ،و من سنة الهالة ،و من سكرة ال غي ،على صوت بلل ،فارت ف ج سمه ،
وتذبست روحسه ،وأعلن فس إباء ،وصساح فس اسستعلء :أتوب إليسك يسا رب ،وأقبسل على
الصحف ،وهب إل السجد ،واستعان بالصب والصلة ،وأدمن الذكر ،وسجل رائعته ف
ديوان اللود وسفر النجاة ودفتر الجد :
أأبقى غويا ف الضللة ساردا *** كفي بالرء بالسلم والشيب ناهيا
وهذا لبيد بن ربيعة الشاعر الشهور ،هام بالغزل ومات بالقل ،وانغمس ف الشعر وحده ،
يعيش للقافية ،ويضحي للقصيدة ،ولكنه عرف ال عن طريق الصادق المي صلى ال عليه
وسلم ،فتاب من حياة العبث والضياع ،ورجع إل الحراب ،وأقبل على التلوة ،وأنشد :
المد ل إذ ل يأتن أجلي *** حت اكتسب من السلم سربال
ونذر ل ل ينظم ولو بيتا واحد ،فإن فعل أعتق رقبة ،وقال :كفتن سورة البقرة عن الشعر
وهذا إبراهيم بن أدهم عاشق اللك ،وهاوي المارة ،والولود ف الرئاسة ،فكر ذات يوم
فقال :كان أجدادي وآبائي ملوكسا فأيسن هسم الن ؟ هسل تسس منهسم أحسد أو تسسمع لمس
ركزا ؟! ،وتذكر قول الشاعر :
وسلطينهم سل الطي عنهم *** والرؤوس العظام صارت عظاما !
فأعلن توب ته ،و فر من ق صره ،وخلع ثياب اللك ،وهرب من الترف والاه والنع يم إل قرة
وراحسة الرواح ،فكان يسسكن الراب ،ويرغ أنفسه بالتراب ،ويأكسل الشعيس ،وينام على
الرصيف ،ويقول نن ف عيش لو علم به اللوك لقاتلونا عليه بالسيوف :
وهذا عمر ابن عبد العزيز ابن النعمة والشمة ،وارث الدور والقصور ،أرغد الناس ف شبابه
عيشا ،وأكثرهم ترفا ،وأزكاهم عطرا ،لكن نفسه تاقت إل النة فزهد ف الفان ،ورغب
ف البا قي ،واق بل على ال تعال ،و صدق مع ر به فعدل ف الرع ية ،وأخلص ف العبود ية ،
وقاد المة السلمية خي قيادة ،مع ورع متي ،وعلم راسخ ،وخشوع صادق :
جزاك رب عن السلم مكرمة *** وزادك ال من أفضاله كرما
برقيات إل الحبة
شغلو نا بالروايات الشرق ية وال سرحيات الغرب ية ،و يل هذا ال يل ويله ! ..سهر مع غراميات
ألف ليلة وليلة ،وف الذكر النل والديث البجل قصص الب الصادقة ،والعان الناطقة ،
ما يلب اللب ،ويستميل القلب .
أخرجونا يا قوم من ظلمات عشق العراب ،واليام ف الهداب ،فكل ما فوق التراب تراب
،الذي تطي له الرواح ،وتتز له الشباح ،ف ملكوت اللود ،وعلى بساط رب الوجود .
فأَمّا اّلذِينَ آمَنُوا فَيَعَْلمُونَ أَنّهُ اْلحَقّ مِنْ رَبّ ِهمْ وَأَمّا الّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا َأرَادَ اللّهُ ِب َهذَا مَثَلً
)
ف حالة البعد نفسي كنت أرسلها *** تقبل الرض عن وهي نائبت
وهذه دولة الشباح قد حضرت *** فامدد يينك كي تظي با شفت
حزة سيد الشهداء يزق بال ب تزيقا ،وأن تم تيمون بروايات غرام ية لف قت ،نقول حدثو نا
عن ال ب ع ند ا بن عباس ،فتذكرون ل نا ع شق أ ب نواس! ك في جفاء ،فأ ما الز بد فيذ هب
جفاء!!
حب طل حة والزب ي أع ظم من شك سبي؛ لن حب هم سطر ف (بدر) لرضاة القوي
العزيز ،وحب شكسبي كتب ف شوارع لندن لراهقي النليز.
إن ك نت يا شا عر الغرب كت بت روا ية ال ب بال ب ،فال صحابة سجلوا ق صص الح بة بدم
الصب.
ومن عجب أن أحن إليسهم *** فأسال عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عين وهم ف سوادهسا *** ويشتاقهم قلب وهم بي ضلوعي
ل تدري ربا عذبت بيك ،وكنت عنك عند ربك( هذا فراق بين وبينك)! ونن نسمع من
أجل امرأة بكاءك وأنينك.
ولا جعلت الب خدنا وصاحبا *** تركت الوي والعشق ينتحبان
فل تسمعن(شكسبي) ولوه *** ورنة عود أو غناء غوان
فلي ف رحاب ال ملك ودولة *** أظن الضحي والليل قد حسدان!
كلمسا خرج علينسا شاعسر ممور ،فاقسد الشعور ،حفظنسا شعره فس الصسدور ،وكتبناه فس
السطور ،وقلنا :يا عال هذه قصصنا الغرامية ،ونسينا رسائلنا السلمية ،وفتوحاتنا السماوية
،الت أهلت النسانية.
علم ن ال ب من سورة الرح ن ،ول تكدر خاطري بيام ( يا ظب ية البان) ،أ نا ما أحب لغة
العيون ،ولكن أحب لغة القلوب ،ول أتبع فلتات أب نواس والجنون ،ولكن أرتع ف رياض
الكتاب الكنون)وَإِنْ َلمْ ُتؤْمِنُوا لِي فَاعْتَ ِزلُونِ).
ومعنفي ف الب قلت له :أتئد *** فالدمع دمعي والعيون عيون
ال ب ال صادق ف جام عة (إن ال سلمي وال سلمات) ،والغرام الرخ يص ف م سرح الفنان ي
والفنانات .استعرض نصوص الب ف وثيقة الوحي القدس ،لتري فيها حياة النفس ،فالب
السماوي يدعو العبد إل حياة مستقيمة ،ليجد فضل ال ونعيمه ،أما الب الرضي فإنه يقتل
النسان ويعله بل قيمة.
أرق علي أرق ومثلي يأرق *** وجوي يزيد وعبة تترقرق
جهد الصبابة أن تكون كما أري *** عينا مسهدة وقلبا يفق
حب العز عند فرعون ،وحب الكن قارون ،أما حب النة ،فعند أبطال السنة ،الذين حصلوا
علي اعظم منة .العد بن درهم ذبح علي البتداع ،وأنت تبخل بدمعة ف مراب التباع.
أتر يد من ال يل أن ي ب اللك العلم ،وي صلي خلف المام ،ويا فظ علي ت كبية الحرام،
وأنت تفظه رباعيات اليام ،ليبلغهم رسالة ل بعث ول نشور؟ أعوذ بال من تلك القشور!..
يسا حاج !..أيسن حلة النهاج؟ وأنست مسن أحرص الناس علي حياة ،فبماذا تدخسل النسة يسا
أخاه؟!
من تداجي يا إبراهيم ناجي ،ومن تكلم ومن تناجي؟ تقول :يا فوادي رحم ال الوي ،بل قتل
ال الوي! ..من يشارك ف ثورة البز ،ل يضر معركة العز ،لا نسيت المة حب القلوب،
واشتغلت بب البطون ،رضيت بالدون ،وعاشت ف هون.
)وَل َتهِنُوا وَل َتحْزَنُوا وَأَنُْتمُ الْأَ ْعَلوْنَ إِنْ كُنُْتمْ ُمؤْمِنِيَ) .
هل عند المة فراغ ف الزمان ،تسمع صوت الرمان ،وهو ينادي:
باد هواك صبت أم ل تصبسسروا *** وبكاك إذ ل ير دعك أو جري
نن باجة إل صوت خبيب بن عدي وهو يلقي قصيدة الفداء ،علي خشبة الفناء ،ف إصرار
وإباء ،وصب ومضاء:
بارك ال فيك وف أشلئك يا خبيب ،فأنت إل قلوبنا حبيب ) :وَاّلذِي نَ آمَنُوا أَ َشدّ حُبّا لِلّه)
اللهم اجعلنا من يبك ويب من يبك ،ليؤنسنا قربك ،اللهم ازرع شجرة حبك ف قلوبنا،
لنري النور ف دروبنا ،وننجو من ذنوبنا ،ونطهر من عيوبنا.
أحبك حبا ليس فيه غضاضسسة *** وبعض مودات الرجال سراب
وأمضتك الب الصحيح وف الشا *** لودك نقس ظاهر وكسستاب
إذا صح منك الود فالكل هي *** وكل الذي فوق التراب تراب
وإن تعجب فعجب أن تري شاعرا بائسا ،يشكو طللً دراسا ،فهو يبكي من نار الغرام ،
ويشكو أل اليام ،ولو سافرت روحه ف عال اللكوت ،لصار حبه عنده كالقوت .ولو أدرك
عنترة السلم ما كبا ،وما قال :اذكري يا عبل أيام الصبا.
جر ير يش كو العيون ال سود ،وبشار يش كو ال صدود ،والشر يف الر ضي يش كو فت نة الدود،
وكأن الياة لدي هم اخت صرت ف امرأة ح سناء ،ووكأن الع مر يت سع لذا الراء ،وي سبون أن
الناس مسن أجلهسم تركوا النام ،وهجروا الطعام..إذا افتخرنسا علي الغرب بأن لدينسا نسساء
حسسناوات ،وفتيات فاتنات ،قالوا لنسا :عندنسا فس ذلك مسسارح ومسسرحيات ،ومغامرات
وغراميات ،لكن فخرنا علي الناس أن لدينا رسالة ملت الكون نورا ،والعال حبورا ،والدنيا
طهورا.
نن الذين ملنا جسسونا كرمسسسا *** وقد بعثنا علي قرآننا أمسا
والعسسال الخسسر الشبوه ف ظلم *** من يعبد النس أو من يعبد الصنما
قتيلن ل يستويان
ذ كر أ هل ال سي أن سيدا باع جار ية له وكان له غلم يب ها حبا شديدا ،فل ما ذ هب البائع
بالارية رمي الغلم بنفسه من علي سطح بيت عال فوقع ميتا! وقد قال بعض هؤلء:
قارن بي ما سبق وما رواه ابن حبان ،والغزال ف ( الحياء) ف كتاب السماع من أن غلما
كان ف بن إسرائيل علي جبل فقال لمه :من خلق السماء؟ قالت :ال عز وجل ،قال فمن
خلق الرض؟ قالت ال عز وجل ،قال :من خلق البال قالت :ال عز وجل ،قال :فمن خلق
السحاب؟ قالت :ال عز وجل ،قال :إن هذا الرب عظيم ،ث رن بنفسه من البل فتقطع،
وإنا وإن كنا ل نقر هذا العمل ،لكن أنظر كم هو الفرق بي من جعل حياته فداء لارية ومن
ضحي بروحه من أجل ربه.
ذبت فداها
أما عاشق آخر فيخبنا بإلاح ويعلن للمل أنه قد امتل غراما وعشقا حت النخاع ،يقول:
فإذا أخبنا ها أ نه ذاب ف الغرام فدا ها فماذا سوف يدث؟! أ من أ جل سواد عيني ها يذ هب
حياته هدرا َ) :أرَأَيْ تَ مَ نِ اّتخَذَ ِإلَهَ هُ َهوَا هُ) ؟! ..ولكن تعال إل شاعر بغداد وهو يدح الي
القيوم س جل ف عله س بيتي من أعذب الشعر يقول :
أحسسنت ل فسض فوك! ..وهكذا فليكسن البداع واللموع والتفوق ،وأمسا شاعسر صسنعاء
فيشاركه ف الثناء علي ال ولكن مع العتذار من التقصي يقول:
للموت ألف طريقة ،فمنهم من يوت ساجدا لربه ،ومنهم من يوت بد السيف ف سبيل ال،
ومنهم من يوت تمة من كثرة ما أكل ،ومنهم من شرب عصيا فشرق فمات ،ومنهم من
ضاع له مائة دينار فمات غبنا ،ومنهم من بشر بائزة فمات فرحا ،أو جرير فيخبنا لنكون
علي بينة بسبب موته وأمثاله فيقول:
ياله من ق تل غ ي ج يل ،و من موت غ ي شر يف ،و من وفاة رخي صة ،ول كن ا سع إل ب طل
ماهد صنديد شهيد وهو يقول:
تأخرت أستبقي الياة فلم أجد *** لنفسي حياة مثل أن أتقدما
فليس علي العقاب تدمي كلومنا *** ولكن علي أقدامنا نقطر الدما!
شكرا لذه النفوس ال ية والرواح الالدة ،ما أجل ها وأشرف ها يوم عر فت ك يف توت مي تة
شريفة بالذبح ف سبيل ال ،ل ميتة رخيصة من أجل العيون السود
وقد قال الصحاب الليل طلحه بن عبد ال يوم أحد:
اللهم خذ من دمي هذا اليوم حت ترضي
جزاءك ال خيا يا طلحة علي هذا الب الصادق ،وهنئيا لك ذلك الصي البارك.
وهذا شاعر يشاركه هذه المنية الغالية فيقول:
إن يأخذ ال من عين نورهسسما *** ففي فؤادي وقلب منهما نور
قلب ذكي وعقلي غي ذي عوج *** وف فمي صارم كالسيف مشهور
وف الديث القدسي (( من ابتليته ببيبتيه (أي بعينيه) فصب ،عوضته منهما النة) ) ...وهذا
سعيد بن السيب إمام التابعي أبكاه الب الصادق حت ذهبت عينه لرضاة ربه ،وكذلك يزيد
بن هارون الحدث الشهور فإنه عمي من كثرة البكاء ،فقيل له :أين العينان الميلتان ؟ قال
أذهبها س وال س بكاء السحار
أما أحد الشعراء فقد بكي علي مبوبته حت ذهبت منه عيناه فقال:
أعيناي كفسسا عن فوادي فإنه *** من الظلم سعي اثني ف قتل واحد
لقد عميت عيناي من كثرة البكا *** لفسسرقسة حب أو لتذكسار فاقد
قد كنت أشفق من دمعي علي بصري *** فساليوم كل عسزيز بعدكم هسانا
فابسن عباس ذهسب بصسره لرضاة ال فثوابسه النسة ،وهؤلء ذهبست أبصسارهم لفلنسة فثوابمس
الفلس والندم والسرة.
يا لف نفسي علي ملل
وخرج شاعر من الدينة وراء قافلة وهو يبكي فسئل عن ذلك؟ قال معهم جارية أخذت قلب
وذهبت فكان كلما نزلوا منلً سأل عنها ،فإذا ارتلوا ارتل معهم وأخذ ينشد:
لكن جعفر الطيار ابن عم الحتار ،يرج مسرعا إل مؤتة لترفع روحه هناك( :وَ َعجِلْ تُ ِإلَيْ كَ
رَبّ لِتَ ْرضَى) ،فيتقدم ويقاتل ليضحي بنفسه فداء لدينه ويلقي النية باسا وهو ينشد:
وهذا مب مفتون غلب عليه العشق والغرام والتوله بحبوبته حت رفض الروج إل مكة لداء
الج وقال معتذرا
أما علي بن السي زين العابدين فإنه لا حج أراد أن يلب ؟ فارتعدت فرائصه وارتعش جسمه
واح ر لو نه فق يل له:مالك؟ قال أخ شى إن قلت :لب يك الل هم لب يك أن يقال ل :لب يك ول
سعديك! .
وهذا من خش ية وعظ يم تقواه وقوة ور عه وخو فه من ر به ،وع ند الا كم ف ال ستدرك أن
الرسول صلي ال عليه وسلم لا استلم الجر السود بكي بكاء شديدا ،ث ألتفت فرأي عمر
فقال :هنا تكسب العبات يا عمر
وأي جهاد غيهن أريد؟
دعي جيل بثينة للجهاد ف سبيل ال ليكون كفارةله عل ال أن يرزقه شهادة ينال با رضوان
ال ،فاعتذر وهو يقول:
وف الديث (( :ومن كانت هجرته إل دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إل ما هاجر
إليه)).
ولكن الطرماح بن حكيم الشاعر الجاهد الصادق يدعو ربه أن يرزقه الشهادة ويقول :
أيارب شهيدا ل تعل وفات إن أتت *** علي شرجع يعلو بسن الطارف
ولكن شهيدا ثاويا ف عصابة *** يصابون ف فج من الرض خائف
فجميسل يري أن أعظسم الهاد حسب النسساء،والطرماح يري أن أعظسم مسن ذلك رضوان رب
الرض والسماء ! ) ...مِنْ ُكمْ مَنْ ُيرِيدُ الدّنْيَا وَمِنْ ُكمْ مَنْ يُرِي ُد الْآخِ َرةَ )
أل بلغ ال المي من يريده *** وبلغ أطراف المي من يريدها
ف القلب ل ف الرأس
ويزعجنا إيليا أبو ماضي بصياحه ونيبه وعويله وصراخه وهو ينادي:
وما الرح؟ ..أظنه جرح الوي والغي الذي شرحه ف طلسه ( جئت ل أعلم من أين ولكن
أتيت)..
مب يتوب
يا أخي لغن أ نك ت بت ،وإل ر بك أنبت ،فسرن وال ذلك سرور من و جد الفقود وب شر
بالولود؛ لننا كنا نفقدك ف صفوف الطائعي ،والن وجدت ،وكنا نسأل عنك ف موكب
الضاليس وتددت ،فسو ال لو كتبنسا برموش العيس علي صسحائف الدود تيسة لقدومسك لاس
ان صفنا ،ولو ر سنا بنياط القلوب علي سويدائها ثناء نا عل يك ل ا بالغ نا ،اح بك ال فاجتباك
وآثرك فا صطفاك ،ك نت ع بد ب عد التو بة قريبا مطيعا مبوبا ،يا أهلً ب ن فرخ ال بتوب ته ،يا
مرحبا بن استبشرت اللئكة بعودته ،يا سهلً ب تفتحت السماء لدعائه ،يا حنانا لن ذابت
الهج لبكائه ،يا قرة عي لن أنصت عال الغيب لندائه ،سبحان من ابتلك بالذنب ليكسرك
كسرة فيها حسرة ،ث جبك بالتوبة لتذوق لذة الوبة ويغسل عنك أدران الوبة ،ركبت إل
الطايا الطايا فأمهلك وما أهلكك برا وكرما ،ث جذبك إليه بيل التوفيق وأركبك سفينة
النجاة ف الب حر العم يق ،تبارك من ألب سك تاج التو بة ،وزي نك بوشاح الح بة ،وجلك براء
القبول ،دمعسك علي مسا مضسي يسسأل فس ديوان الرضسي ،وتأسسفك علي مسا فات منشور
السنات وسلم الدرجات ،كلما قلت من ذنبك آه ،قيل لك :طبت يا (أواه) فقد قلبك ال،
كلما صحت من خطاياك ون ت ،نوديت نوت وأفلت ،كلما ذرفت منك دم عة أوقدت
لك ف علي ي ش عة ،كل ما ضج فؤادك شاكيا باكيا ق يل لك :د مت طاهرا زاكيا ،أد مت
الطيئة س قبل س أبيك آدم فنودي :يا آدم لو ل تكن التوبة أحب شئ إلينا ما ابتلينا بالذنب
أعز الناس علينا:
لا ترك الذنب زال عنه الكرب ،وذهب عنه الطب ،ورضي عنه الرب )ُثمّ اجْتَبَا ُه رَبّ ُه فَتَا بَ
عَلَْيهِ وَ َهدَى):
أي ها التائب الن عر فت فالزم،وو صلت فا سلم ،وح صلت فاغ نم ،فتقدم ول ت جم ،الباب
أمامك مفتوح ،والعطاء من ربك منوح ،والكرم منه يغدو ويروح:
وال وال ما أبكي علي طلل *** أقفى وأقفر من أهل وسكان
ول بكيت علي واد الغضا سحرا *** أو خيمة بي روض الطلح والبان
وما ذرفت دموعي ف الوي سفها *** لفيء خل ول تذكار جيان
لكن لذكر ذنوب ليتها ميت *** بعفو رب وغفران وإحسان
قسل للمخطئيس ومسن فس العاصسي تورطوا ،لنكسم خلقتسم مسن الطيس أبشروا برحةس ارحسم
الراحي ،من الذي دعاه فما لباه؟ من الذي سأله فما أعطاه ؟ من الذي استجار به فما حاه؟
من الذي ا ستنجد به ف ما كفاه؟ من الذي أوى إل يه ف ما آواه؟ ..أي ها التائب ارتك بت امرأة
ذنبا ،فأسسقت كلبسا ،فأرضست ربا ،وكشفست خطبا ،وأزالت كربا ،قالوا فس الخبار وقديس
الثار :وقعت حامة ف ملمة فأكثرت الندامة ،فبكت علي الغصون بدمع هتون ،وناحت ف
شجون وأنشدت:
رب إذا ما القلب أفحم بالرضا *** وبكي لفرط ذنوبه وأتاكا
هل تعف عنه وهل تزيل هومه *** إذ ل إله لذي الوجود سواكا
فهتف با هاتف يقول :من عصانا أمهلناه ،ومن تاب إلينا قبلناه ومن أطاعنا قربناه ..يا أيها
التائب أ ما تري ف يل أبر هة وجهوه إل الب يت العت يق فأ ب ،وضربوه فب كي خجلً من صاحب
البيت!.
نظر رجل ف الرأة وهو ف الربعي وقد عصى رب العالي ،فرأي الشيب قد غطي عارضيه
فصاح :أواه ،واأسفاه ،يا رباه! ،ث ذهب إل عال فقال له:
أما تري الشيب ف هذا السواد شطا *** ونن ف ليل لو نركب الغلطا
أراه ينهسسسرن عسمسا أل بسه *** كسأنا هو سيف باللك سطسا؟!
فقال العال :إن كان صسبح الشباب عذرك ،فإن غروب الشيسب أنذرك ،فتسب إليسه واشسك
الال عليه ،فإذا لقيته يوم الدين ،وقال لك :عبدي ما أغرك ب؟ فقل برك ب .
بكي عمر بن عبد العزيز ث قال :اللهم إنك قلت ُ) :وَرَ ْحمَتِي وَسِ َعتْ كُلّ شَيْءٍ) ،وأنا شيء
فلتسعن رحتك .وخرج أحد العباد يصلي بالناس الستسقاء وهو شيخ كبي ،فكشف رأسه
فإذا هو أبيض كالقطن ،وقبض ليته وبكي وقال:
سبحسسان من يعفو ونفو دائما *** ول يزل مهما هفا العبد عفا
يعطي الذي يسسطي ول ينعه *** جللة عن العطى لذي الطا
فنل الغيث .
براهي الب
البطال يقدمون الرؤوس والنفوس لتلك العال والضروس ،ف يا عا بد الدرا هم والفلوس ،عش
ف عبوس ،ودم ف نكوس.
قال نور الد ين ممود (( :الل هم احشر ن ف حوا صل الط ي وبطون ال سباع ،فرزق الشهادة.
وقال ا بن الطرماح :الل هم ل ت عل وفا ت علي سرير ف الدار ،ول كن اقتل ن ب سيف الكفار.
وقال طلحة يوم أحد :اللهم خذ من دمي هذا اليوم حت ترضي .وقال عبد ال بن جحش:
اللهم إنك تعلم أن أحبك ..وقال إعراب رب أرسل علي ف العركة سهما يقتلن ..وصح ف
الد يث (( :من سأل ال الشهادة ب صدق بل غه ال منازل الشهداء وإن مات علي فرا شه))،
وسأل ابن رواحه ربه أن يطعن ف سبيله طعنة تصل الكبد !..
يا ليت أنك قد حسضرت نزالنا *** ورأيت كيف تقطع العناق
كأس النايا بيننا نسسسسو به *** حب الهسسسيمن كله ترياق
صارت كأغماد السيوف دورنا *** والرمح ف أحشائنا خفاف
متضرجي دما فلو أبصرتنسسا *** أنسساك ما قلد أنشد العشاق
ط عن المام الحدث النابل سي بالن جر ف سبيل ال ،فكل ما ط عن طع نة قال :ال ال ال !،
فمات وهو يقول ال ال ! ..قال أهل السي نزف دمه ،فكتب علي الرض ال ال ال ،فال
أعلم ،والعهدة علي الرواة:
وهذا مثل أضحية المي خالد القسري لا صعد النب يوم عيد الضحى ،فخطب الناس وقال
أي ها الناس :ضحوا تق بل أضحيت كم ،فإ ن م ضح بال عد بن در هم،إ نه ز عم أن ال ل يت خذ
إبراهيم خليلً ،ول يكلم موسى تكليما ،يقول ابن القيم:
( يبهم) ! ..هذا عجيب ،لنه غن عنهم ،وهم فقراء إليه ،ول يعتمد عليهم ،ويعتمدون عليه
،ول يطلب شيئا منهم ،وهم يطلبونه ف كل شئ .
وعجيب أن يبهم وهم ملوقون ،وهو الذي خلق ،ومرزوقون وهو الذي رزق.
(ويبونه) ..ليس بعجيب ،فقد صورهم وهم أجنة ،ث أخرجهم من بطون أمهاتم وله النة ،
ث هداهم بالكتاب والسنة.
ويبو نه؛ ل نه أعطا هم القلوب ،وال ساع ،والب صار ،و سخر ل م الش مس والق مر والنهار،
وحاهم من الخطار ف القفار والبحار.
ولو قال :يبهم ،وسكت لتوهم منهم الفاء ،ولو قال :يبونه ،وسكت ،لقيل ليس لم عنده
اختفاء ،فلما قال( :يبهم ويبونه) ،ت الوداد والصفاء ،وظهر الوفاق والوفاء.