Professional Documents
Culture Documents
مث َا َ
ل ه ال ْ ب الل ّ ُ ضرِ ُ ن َربِّهَا وَي َ ْ ن َبِإِذ ْ ِ حي ٍل ِ َ ت وَفَْرعُهَا فِي ال َّ َصلُهَا ث َاب ِ ٌ جَرةٍ طَيِّبَةٍ أ ْ ش َ ة كَ َ ة طَيِّب َ ً مث َل ً كَل ِ َ
م ً ه َب الل ّ ُ ضَر َ ف َ {أل َ ْ
م ت َر كَي ْ َ
َ ْ َ ّ ّ َ َ َ َ َ َ َ ل ِلنَاس َلَعلَّهم يتذ َك َّ
ت فِي ل الث ّاب ِ ِ َو
ق الِ ب وا ُ منآ
َ َن يِ ذ ال ه
ُ الل تِ ُ ّ َب ث ُ ي )26 ( رار ق ن م
ِ ا ه ل ما
ْ ِ َ َ ض ر ال ق و ف ن م
ِ تْ ّ ثُ ت ج
ْ ا ٍ ة َ ث ي ب خ
َ ٍ ة ر ج
َ شَ ك ٍ ة َ ث ي ب خ
َ ٍ ة م ِ ل ك لُ َ ث م )و 25 ن(
َ رو َ َ َ ّ
َ ُ َِ
ْ ِ ْ َ ٍ ْ ْ ِ ِ َ َ َ ُ ُ ْ ِ
َ ض ُّ َ
شاءُ(})27 ما ي َ َ ه َ ل الل ّ ُ ن وَيَفْعَ مي َ ه الظ ّال ِ ِ ل الل ّ ُ خَرةِ وَي ُ ِ حيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي ال ِ ال ْ َ
ل ضربه الله لكلمة الِيمان وكلمة الِشراك ،فمثَّل لكلمة الِيمان بالشجرة َ َ
ة طَيِّب َ ٍ
ة} هذا مث ٌ جَر ٍ
ش َ ة طَيِّب َ ً
ة كَ َ مثَل ً كَل ِ َ
م ً ب الل ّ ُ
ه َ ضَر َ
ف َ {أل َ ْ
م تََر كَي ْ َ
ها َ َ ُ َ
ع َ
وفْر ُت َ صل َ
ها ثاب ِ ٌ الطيبة ،ولكلمة الِشراك بالشجرة الخبيثة ،قال ابن عباس :الكلمة الطيبة "ل إِله إِل الله" والشجرة الطيبة "المؤمن" {أ ْ
ماِء} أي أصلها راسخ في الرض وأغصانها ممتدة نحو السماء . في ال َّ
س َ ِ
ل وقت بتيسير الخالق وتكوينه ،كذلك كلمة الِيمان ثابتة في قلب المؤمن ،وعملُه يصعد ها} أي تعطي ثمرها ك َّ ها ك ُ َّ ُ
ن بِإِذْ ِ
ن َرب ِّ َ حي ٍ
ل ِ ؤت ِي أكُل َ َ
{ت ُ ْ
َ َ ّ َ َ َ َ ّ
م يَتَذَك ُّرو َ
ن} أي يبيّن لهم المثال لعلهم يتعظون فيؤمنون. ه ْ
عل ُ سل َِ ا ّ ن ِل ل َ
ل اَ ث م
ْ ال ه
ُ الل ب
ُ ر
ِ ض
ْ َ ي و
َ { وقت كل في وثوابه بركته ينال السماء إِلى
َ
ض} أي استؤصلت من ق الْر ِ
و ِ ن َ
ف ْ م ْ جتُث َّ ْ
ت ِ حنْظل الخبيثة {ا ْ
ة} أي ومثل كلمة الكفر الخبيثة كشجرة ال َ خبِيث َ ٍ
ة َ
جَر ٍ ة كَ َ
ش َ خبِيث َ ٍ
ة َ ل كَل ِ َ
م ٍ مث َ ُ { َ
و َ
ر} أي ليس لها استقراٌر وثبات ،كذلك كلمة الكفر ل ثبات لها ول فرع ول بركة، ن َ
قَرا ٍ م ْ ما ل َ َ
ها ِ جذورها واقتلعت من الرض لعدم ثبات أصلها { َ
شبه ما يكسبه المؤمن من بركة الِيمان وثوابه في كل وقت بثمرتها المجتناة في كل حين ،فالمؤمن كلما قال "ل إِله إِل قال ابن الجوزيُ :
الله" صعدت إِلى السماء ثم جاء خيُرها ومنفعتها ،والكافر ل يُقبل عمله ول يصعد إِلى الله تعالى ،لنه ليس له أصل في الرض ثابت ،ول فرع في
السماء
َ َ
ة الدُّنْيَا} أي يثبتهم على كلمة التوحيد "ل إله إل الله" وعلى الِيمان في هذه الحياة فل حيَا ِفي ال ْ َت ِ ل الثَّاب ِ ِ و ِ ق ْمن ُوا بِال ْ َ نآ َ ه ال ّ ِ
ذي َ ت الل ّ ُ
{يُثَب ِّ ُ
ة} أي عند سؤال الملكين في القبر كما في الحديث الشريف (المسلم إذا سئل في القبر شهد أن ل إله إل الله َ ِر خ
ِ ال فيِ و
َ { ْتنون ف يزيغون ول ُ
ي
َ َ ض ُّ َ َ
ن} أي ل يهديهم في الحياة ول عند سؤال ه الظّال ِ ِ
مي َ ل الل ّ ُ من ُوا } ..الية { َ
وي ُ ِ نآ َ ه ال ّ ِ
ذي َ ت الل ّ ُ
وأن محمدا ً رسول الله فذلك قوله تعالى {يُثَب ِّ ُ
َ
شاءُ} أي من هداية المؤمن وإِضلل الكافر ل يُسأل عما يفعل وهم يُسألون. ما ي َ َه َ ل الل ّ ُ ع ُ ف َوي َ ْ
الملكين وقت الممات { َ
ُ َ َ {أَل َم تر إلَى الَّذين بدَلُوا نعمة الل َّه ك ُ ْفرا وأ َ ُ
سبِيلِهِ قُ ْ
ل ن َ ضل ّوا ع َ ْ جعَلُوا ل ِل ّهِ أندَادًا ل ِي ُ ِ س الْقََرار()29و َ
س ًُرا وعَلنَ ِية من قَبل أ َن يأ ْ صلَوْنَهَا وَبِئ ْ َ
م يَ ْ جهَن َّ َ م دَاَر الْبَوَارِ(َ )28 حل ّوا قَوْ َ
مهُ ْ َ
ل ًلعِب َادي ال َّ
ِ ِْ َ َ ِ َ َ ّ ْ ََ ِ
م ل بَيْعٌ فِيهِ وَل و ي ي ِ ت
َ ِ ْ ْ ِ ْ َ َ َ ْ ٌ ً م ُ ه ا
ِ ّ َ َ َ ْ ِ ّ َنْ ق زر َ
ما م ُوا ق ف ن
َُ ِ ي و َ ة َ
صل ّ ال موا يق ي وا ن م
ِ َ َ ُ ُ ِ ُآ ن يذ م إِلَى النَّارِ()30قُ ْ ِ َ ِ صيَرك ُ ْ
م ِ
ن َمتَّعُوا فَإ ِ َّ
تَ َ
ل(.})31 خل ٌ ِ
ن بَدَّلُوا }..قال ابن عباس :هؤلء هم كفار مكة .وأخرج الحاكم وابن جرير والطبراني وغيرهم عن عمر وعلي رضي الله َ َ
م تََر إِلَى ال ّ ِ
ذي َ {أل َ ْ
عنهما أنهما قال في المبدّلين :هم الفجران من قريش :بنو المغيرة ،وبنو أمية ،فأما بنو المغيرة فقطع الله تعالى دابرهم يوم بدر -أو فكفيتموهم
-وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين.
َ
صلةَ} أي قل يا محمد لعبادي الذين آمنوا فلْيقيموا الصلة المفروضة عليهم ويؤدوها على الوجه الكمل موا ال َّ قي ُ من ُوا ي ُ ِ نآ َ ذي َعبَاِدي ال ّ ِل لِ ِ ق ْ { ُ
ول ْ َ َ ً ْ َ ُ
ه َ
في ِ
ع ِ
م ل بَي ْ ٌ
و ٌ
ي يَ ْ
َ ِ ت أَ ي ن
ْ أ ل
ِ ْ ب ق ن
ْ م
ِ { ً ة وجهر ة
ً خفي الزرق من به عليهم أنعمنا مما ولينفقوا أي }ةً َ يِ ن عل
َ و
َ را ّ س
ِ م
ْ ه
ُ َا ن ق ز
َ رَ ما ّ م
ِ قوا فِ نُ ي و{ َ
ل} أي من قبل أن يأتي يوم القيامة الذي ل انتفاع فيه بمبايعة ول صداقة ،ول فداء ول شفاعة.. خل ٌ ِ
َ {الل َّ َ
خَر لَك ُ ْ
م س َّ
مرِهِ وَ َ حرِ بِأ ْ جرِيَ فِي الْب َ ْ ك ل ِت َ ْم الْفُل ْ َخَر لَك ُ ْس َّ مو َت رِْزقًا لَك ُ ْ
مَرا ِ ن الث َّ َ
م َ
ج بِهِ ِ ماءً فَأ َ ْ
خَر َ ماءِ َ ن ال َّ
س َ م َ
ل ِ ض وَأَنَز َ َ
ت وَالْر َ ماوَا ِ س َ خلَقَ ال َّ ه ال ّذِي َُ
ن سا نال َ
ن إ َا ه صو ح ت ل هُوا نعمة الل َّ
د ع ت ن إ و ه مو ت ْ لل ما َسأ َ ّ ُ ك ن م م ُ اك آت )و 33 ر( ا هَ ن ال و َ
ل يخر لَك ُم الل َّ َ ّ سو ن يب ئ ا د ر م ق
َ ْ ال و س مشَ ّ ال م ُ كَ ل ر َ
خ س )و32 الَنهَاَر(
ِ ّ ِ َ َ ُ ْ ُ ِ َ ْ َ ِ ِ َ َ ُ ُ ُ َِ ْ َُ ّ َ َ ْ ِ ْ ْ َ َّ َ ْ َ َ َ َْ ِ َ َ َِ ْ َ َ ْ ّ
َ َ َ
م كَفَّاٌر(.})34 لَظَلُو ٌ
َ َ
خل َ َ
ق ذي َ ه ال ّ ِ
ولما أطال الكلم في وصف أحوال السعداء والشقياء ختم ذلك بذكر الدلئل الدالة على وجود الخالق الحكيم فقال {الل ّ ُ
ن َ ماءً} أي أنزل من السحاب المطر { َ ن ال َّ وأَنَز َ َ ال َّ
م َ ه ِج بِ ِ
خَر َ فأ ْ ماِء َ س َ م َ
ل ِ ض} أي أبدعهما واخترعهما على غير مثال سبق { َ والْر َ ت َ وا ِ ما َس َ
ه} أي ذلَّل ر م في الْبحر بأ َ
َ ْ ِ ِ ْ ِ ِ ِ ي ر ج
ْ ِ َ َ تِ ل َ
ك ْ ُ
فل ْ ال مْ ُ كَ ل ر َ
خ
َ َ َّ س و { يأكلونه للعباد ً رزقا والثمار الزروع أنواع من بالمطر أخرج أي } م
ْ ُ ك َ ل ً
قا الث َّ َ َ ِ ِ ْ
ز ر ت را م
َ س َّ
هاَر} أي النهار العذبة لتشربوا منها وتسقوا م الن َ خَر لَك ُ ْ و َأمتعتكم من بلد إِلى بلد { َ السفن الكبيرة لتسير بمشيئته ،تركبونها وتحملون فيها
س َّ َ م ال َّ س َّ
خَر و َن} أي وذل ّل لكم الشمس والقمر يجريان بانتظام ل يفتران ،لصلح أنفسكم ومعاشكم { َ مَر دَائِبَي ْ ِ
ق َوال ْ َ
س َ
م َش ْ خَر لَك ُ ْ و َ وتزرعوا َ { َ
هاَر} أي لتسكنوا في الليل ،ولتبتغوا من فضله بالنهار ،هذا لمنامكم وذاك لمعاشكم . وال ََ ّ ن ل َ م الل ّي ْ َ لَك ُ ْ
َ
ن
وإ ِ ْ
ه} أي أعطاكم كل ما تحتاجون إِليه ،وما يصلح أحوالكم ومعاشكم ،مما سألتموه بلسان الحال أو المقال { َ مو ُسألْت ُ ُ ما َ ن ك ُ ِّ
ل َ م ْ م ِ وآت َاك ُ ْ
{ َ
َ
ن
سا َ ها} أي وإِن تعدُّوا نِعَم اللهِ عليكم ل تطيقوا حصرها وعدَّها ،فهي أكبر وأكثر من أن يحصيها عدد {إ ِ َّ
ن الِن َ صو َ ح ُ ه ل تُ ْ ة الل ّ ِم َ ع َعدُّوا ن ِ ْ تَ ُ
م ك َ َّ
م لنفسه بتعديه حدود الله ،جحود ٌ لنعم الله ،وقيل :ظلوم في فاٌر} الِنسان اسم جنس أي إن الِنسان لمبالغٌ في الظلم والجحود ،ظال ٌ لَظَلُو ٌ
الشدة يشكو ويجزع ،كفَّار في النعمة يجمع ويمنع.