Professional Documents
Culture Documents
فهم الأحلام و الرؤى بهدي القرآن
فهم الأحلام و الرؤى بهدي القرآن
مقدمة:
اختلط على الكثير من الناس الفهم الصحيح لماهية ما يرونه في منامهم مما يسسمعون و
يشاهدون ،و مسن أسسباب هذا الختلط و التشويسش هسو إتباع غالبيسة الناس لهوائهسم و أهواء
أناس يدعوا المعرفسة و الديسن .فنجسد فسي هذا أن الله عسز و جسل يعظنسا فسي القرآن أن نلجسأ
إليه و إلى علمه في القرآن كما في آية 103من سورة آل عمران:
ََ
ن
ف بَي ْ َ م أَعْدَاء فَأل ّ َ ت اللّهِ ع َلَيْك ُ ْ
م إِذ ْ كُنت ُ ْ م َميعا ً وَل َ تَفََّرقُوا ْ وَاذ ْكُُروا ْ نِعْ َ ج ِل اللّهِ َ موا ْ ب ِ َ
حب ْ ِ ص ُوَاعْت َ ِ
َ َ
ن
ك يُبَي ِّ ُ ن النَّارِ فَأنقَذ َكُم ِّ
منْهَا كَذَل ِ َ م َحفَْرةٍ ِّ شفَا ُ ى َ م ع َل َ َخوَانا ً وَكُنت ُ ْ
متِهِ إ ِ ْحتُم بِنِعْ َ م فَأ ْ
صب َ ْ قُلُوبِك ُ ْ
َ
ن
م تَهْتَدُو َ م آيَاتِهِ لَعَل ّك ُ ْه لَك ُ ْ الل ّ ُ
فإتباع الناس لهواء أناس يأخذوا معارفهم من اجتهادات و مراجع غير مستندة على القرآن
فيسه خطورة كسبيرة ،لن الجتهاد مسن الممكسن أن يصسيب و يخطسأ علمسا بأن حياة النسسان
أغلى و أثمن من أن تضيع في إتباع أهواء من الممكسن في غالبية الحيان أن تكون خاطئة
و غير مستنده على أية مرجعية معرفية .أما علم الله في القرآن فهو صحيح بدون أسلوب
التجربة و الخطأ الذي يضيع الوقت و الجهد.
فالطريقسة التسي سسأتبعها هنسا إن شاء الله هسو التفكسر فسي القرآن و السسنة لمعرفسة الحقيقسة
بشأن ما يراه النسان في منامه.
يبين لنا المولى في القرآن الكريم كل ما يمكن للنسان أن يراه في منامه ،و يمكن تعلم
ذلك من التفكر في اليتين التاليتين:
فيمكسسن السسستنتاج مسسن هذه اليسسة الكريمسسة أن مسسن طرق تأثيسسر الشيطان على النسسسان أن
ب عَلَيْهِسم ب ِ َ
خيْل ِس َ
ك) و مسن معانسي هذا هسو توليسد الشيطان بالتخيلت َ
جل ِس ْ
يجلب عليسه بخيله (وَأ ْ
للنسان و يحيل له أمور وهمية و من هذا ما يراه النسان في منامه من تخيلت بأن يقول
و يفعسسل النسسسان أمور معينسسه فسسي بيئة خياليسسة – وهميسسة حوله .يرى فسسي منامسسه أمور مسسن
1
الشيطان و هذه تسسمى بالحلم .ويخبرنسا حبيبنسا محمسد صسلى الله عليسه و سسلم فسي الحديسث
الشريف التالي:
و قبسل الذهاب إلى الشيسء الخسر الذي يراه النسسان فسي منامسه يجسب علينسا توضيسح كيفيسة
تأثيسر الشيطان على النسسان و لن الكثيسر مسن الناس عندمسا يسسمع بأن الشيطان هسو سسبب
الحلم في المنام يخطر له بأنه ملبوس و مرصود و غيرها من التفاهات التي السلم منها
بريء .فيعلمنا المولى كيفية تأثير الشيطان على كل واحد منا في القرآن كما يلي:
يمكسن التعلم مسن القرآن بأن لكسل شخسص منسا صسوت نفسس و هسو الصسوت الذي ينطسق بسه
النسسان و له نسبرة ،لغسة ،و أسسلوب مميسز لكسل شخسص فينسا مثسل تمايسز البصسمة مسن شخسص
لخر و هو ذات الصوت الذي يسسمعه النسان في عقله عندما يفكر مع نفسه بهدوء وهذا
طسبيعي .و يمكننسا أيضسا التعلم مسن القرآن بأن لكسل إنسسان قريسن أي شيطان موكسل بسه مسن
لحظة الولدة إلى لحظة الوفاة ،فالسؤال الن هو كيف يؤثر على كل إنسان هذا القرين؟
حيسسث يسسبين الحسسق بأن هذا القريسسن (أي شيطان النسسسان) يسسستفزه (أي يخدعسسه بالتدريسسج)
صوْت ِ َ
ك) ،وهنسا م ب ِس َ
منْهُس ْ سستَطَعْ َ
ت ِ نا ْ
م ِس
سستَفْزِْز َ
بصسوته و بالفكار المحتواة فسي هذا الصسوت (وَا ْ
يسأل سائل بأنه يسمع فقط صوت نفسه فأين هو صوت هذا القرين الذي يحاول خداعي
بأفكاره؟ يجيبنا الحق على هذا السؤال في القرآن:
خنَّا ِ
س }الناس 4 س ال ْ َ شّرِ الْوَ ْ
سوَا ِ من َ
{ ِ
س) ولكنه في ذات الوقت خناس أي فيبن لنا المولى أن هذا القرين يوسوس لنا (الْو َ ْ
سوَا ِ
س) أي يحاول أن ل يشعرك بوجوده ،فالطريقسسة الوحيدة لكسسي خنَّا ِسس
مسسستتر و متخفسسي (ال ْ َ
يتحدث إليسسك هذا القريسسن مثسسل مسسا إنسسسان يتحدث إليسسك و ل يشعرك بوجوده هسسو أن يقوم
2
بمطابقة صوته من حيث النبرة ،السرعة ،و اللغات التي تعرفها لصوت نفسك التي تسمعه
في عقلك و تسمع أفكار في عقلك و تعتقد بأن نفسك تحدثك بها و لكن في الحقيقة هو
قرينك الذي يسمعك هذه الفكار ،و تستطيع التفريق بين أفكار نفسك و قرينك عن طريق
تحليسسل محتوى الفكرة التسسي خطرت فسسي عقلك فإذا كانسست الفكرة فيهسسا سسسوء (بأن تؤذي
نفسسسك و غيرك) ،الفحشاء (تصسسورات بذيئة) ،و القول على الله بمسسا ل يعلم النسسسان (أي
الساءة لله و للقيم الدينية) فإن جميع هذه الفكار هي من قرينك (شيطانك) و ليست من
نفسك ولكنك لنك تسمعها بصوت مطابق لصوت نفسك تعتقد بأن نفسك تحدثك بها.
وهذا هو واحد من أمرين يراهما النسان في منامه ،و الشيء الخر يخبرنا عنه المولى في
الية الكريمة التالية:
فنستطيع أن نتعلم من هذا أن الشيء الثاني الذي يراه النسان في منامه هو رؤيا من الله
مثل الذي رآها يوسف عليه السلم في منامه ،فالسؤال الن هو كيفية التفريق بين الحلم
من الشيطان و الرؤيا من الله عز و جل؟
يسبين لنسا الحسق بأن الشيطان يوسسوس للنسسان بأفكار السسوء (أي إيذاء النسسان لنفسسه و
لغيره) ،الفحشاء (تصورات بذيئة و بعيدة عن طهارة نفس النسان) ،و القول على الله بما
ل يعلم النسان .فنتعلم من هذا بأنه إذا رأى النسان في منامه المور التالية و ما شابهها
فهي من الشيطان و ليست رؤيا و رسالة من الله:
ْ
سوءِ) مُرك ُ ْ
م بِال ُّ .1أنه في مكان يبعث له على الرهبة و الخوف (إِن َّ َ
ما يَأ ُ
.2أنه يقوم بأعمال فيها فاحشة (وَالْفَ ْ
ح َ
شاء)
َ
ن) ما ل َ تَعْل َ ُ
مو َ .3أنه يرى أشياء فيها إساءة للقيم الدينية (وَأن تَقُولُوا ْ عَلَى اللّهِ َ
.4أنه يرى أمور غير مفهومة و مشوشة له
.5انه يرى الوحوش المرعبة و المناظر التي تبعث على الرعب
3
.6أن يعارك أشخاص و يتبادلوا الشتائم و المور السيئة
.7أنه يفعل أمور سيئة ل يفعلها في اليقظة
كل ما سبق و ما شابهه هو من قرين النسان (شيطانه) و هو ذات القرين الذي يؤثر على
النسان في اليقظة عن طريق مطابقة صوته للصوت الذي يفكر به النسان من نفسه ،و
في منام النسان يري الشيطان هذه المور للنسان .و يعلمنا حبيبنا محمد صلى الله عليه
و سلم كيفية التعامل مع هذه الحلم كما في الحديث التالي:
ث عَ َ َ
ن أبِي الُّزبَيْرِ ع َ ْ
ن ْ خبََرنَا الل ّي ْ ُ مٍح .أ َ ْ
ن ُر ْحدَّثَنَا اب ْ ُث .ح وَ َ حدَّثَنَا لَي ْ ٌ سعِيدٍَ .ن َ وحدّثنا قُتَيْب َ ُ
ة بْ ُ
مث َّ َ شيطَا َ جابِرٍ ،أ َ َّ
ل ن يَت َ َ
نأ ْ ِ ه ل َ يَنْبَغِي لِل َّ ْن َرآنِي فِي النَّوْم ِ فَقَد ْ َرآنِي .إِن َّ ُ م ْلَ « : ل اللّهِ قَا َسو َ ن َر ُ َ
ب ال َّ َ ل« :إذ َا حل َ َ
منَامِ» ن بِهِ فِي ال ْ َشيْطَا ِ حدا ً بِتَلَعُّ ِخبِْر أ َ م فَل َ ي ُ ْحدُك ُ ْ
مأ َ َ َ ِ صوَرتِي» .وَقَا َ فِي ُ
(صحيح مسلم)
فيخبرنسسا حبيبنسسا محمسسد بأن ل يخسسبر النسسسان الخريسسن بالحلم التسسي يراهسسا فسسي منامسسه مسسن
الشيطان و أهمية هذا تكمن فيما يلي:
.1إذا أخبر النسان الخرين بأنه رأى ثعبان و رأى دم و غيرها من المور المرعبة
فسسسسسيعتقد الناس بأن هذا النسسسسسان مجنون و الذي يجلب له التعسسسسب و اللم
النفسي ،و مسن هنسا نرى رحمسة حبيبنسا محمد في قوله (إذ َا حل َ َ
حدُك ُ ْ
م فَل َ ي ُ ْ
خبِْر مأ ََ َ ِ
ب ال َّ َ
ن بِهِ فِي ال ْ َ
منَامِ) شيْطَا ِ حدا ً بِتَلَعُّ ِ
أ َ
.2المفروض على النسسسان أن ل يعيسسر وسسساوس الشيطان اهتمامسسا لنهسسا موجهسسة
لتشويسش النسسان و التسسبب باللم النفسسي له فعندمسا يخسبر النسسان الخريسن
بهذه الكاذيب فإن الخرين سيذكروا هذه الكاذيب و تكون مصدر تشويش لهم
و له.
.3لن إخبار النسسسسان للخريسسسن بمسسسا رآه فسسسي المنام يؤدي إلى خطورة تصسسسديق
الخرين أفكار و أكاذيب الشيطان.
و في هذا نجد تصوف خاطئ لدى الكثير من الناس في إخبار الخرين ما يرونه من أحلم
فسي المنام و طلبهسم لتفسسيرها ،فالحلم ل تفسسر و ليسس فيهسا رسسالة للنسسان و ليسس فيهسا
فائدة له و تحليلها يضيع وقت النسان و الخرين.
الن بالنسبة للرؤيا من الله فنستطيع تعلم ماهيتها عن طريق التفكر في الية رقم 4من
سسورة يوسسف و التسي يخبرنسا فيهسا الله عسن رؤيسا حدثست ليوسسف عليسه السسلم و مسن التفكسر
فيما رأى يوسف عليه السلم نستطيع أن نستنتج بأن مواصفات الرؤيا هي التالي:
4
.1ل تشعر فيها بالخوف و الرهبة من البيئة التي تكون فيها.
.2يعطي الله فيها صبرا للنسان الصالح لشيء سيصيبه في المستقبل مثل وفاة
شخص يحبه أو عسر سيصيبه ،فيهيئ الله النسان لهذا المر.
.3يعطي الله عز و جل فيها صبرا للنسان الصالح لشيء أصابه في الماضي مثل
رؤية شخص متوفى في الرؤيا يطمئنه على وضعه.
.4يمكن أن يكون فيها تحذير لشيء يفعله النسان و يعظه الله و يبين له الصواب
و الحق في الرؤيا.
.5يمكن أن يرى النسان في الرؤيا أناس صالحين يحملوا رسالة معينه له.
فكسل مسا سسبق هسو رؤيسا مسن الله عسز و جسل و هذه الرؤى يمكسن تفسسيرها لنهسا تحمسل ر سالة
إلى النسسان و يريسد الله عسز و جسل أن يفهسم النسسان الرسسالة الموجهسة له فيهسا .و علمنسا
حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم كيفية التعامل مع الرؤى كما في الحديث التالي:
حدّثنا سعيد ُ بن الَّربيع حدَّثنا شعبة عن عبد ربهِ بن سعيد قال :سمعت أَبا سلمة يقول «لقد
ت أََرى ال ُّرؤيا تمرضني حتى َ
ت أبا قَتادة َ يقول :وأنا كن ُ
َ
ت أرى الُّرؤيا فتُمرضني حتى سمع ُ
كن ُ
ي صلى الله عليه وسلم يقول :الرؤيا الحسنة من الله ،فإِذا رأى أحدكم ما ت النب َّ
سمع ُ
َ
ب .وإِذا رأى ما يكَره فلْيَتعوَّذ بالله من شّرِها ومن ش ّ ِ
ر ث به إِل من يح ّ
دّ ْ
ب فل يُح ِ يُح ُّ
ث بها أحداً ،فإنها لن تضَّره» (صحيح البخاري)
ل ثلثا ً ول يُحدِّ ْ الشيطان ،ولْيَت ْ ِ
ف َ
فيعلمنا حبيبنا أن ل نحدث بالرؤية إل من نحب و هناك حكمة جميلة وراء هذا الهدى الرائع
و هي أن النسان الذي يحبك في الله سيكون قريبا إلى الله و سيعينك على فهم الرؤيا و
مراد الله فيهسا .أمسا إذا حدث النسسان بالرؤيسا شخسص بعيسد عسن الله فسسيقوم هذا الشخسص
بالسستهزاء و القول للنسسان بأنسه تخيسل مسا رآه و ل يعينسه على فهمهسا .و تفسسر الرؤيسا عسن
طريق التفكر فيها و مراد الله فيها من قبل النسان الذي رآها و المؤمن القريب من ذلك
النسان الذي رأى الرؤيا لنه يعرف ظروف و أحوال و علقة الرؤية بالشخص الذي رآها.
يمكن الستنتاج مما سبق بأن الحلم ل تفسر و يجب عدم إخبار الناس بها أما الرؤى من
الله فيخبر النسان بها النسان المؤمن القريب من المولى عز و جل لتكون سبب لزيادة
5
إيمان المسستمع و القائل و تفسسر عسن طريسق التفكسر و التدبر فيهسا مسن قبسل النسسان الذي
رأى الرؤيا و النسان المؤمن القريب به و العالم بظروفه و أحواله.
الن لنفهسم بهدي القرآن كيسف يحدث الحلم و كيسف تحدث الرؤيسا ،يكمسن مفتاح هذا الفهسم
في تدبر قول الحق التالي:
يءٍ) و بالتالي جسسم فنجسد بأن الله يصسف خلقسه بعمليسة صسنع ( صنْعَ الل َّسهِ الَّذِي أَتْقَسن ك ُ َّ
ل َ
ش ْ َ ُس
النسان عبارة عن مصنع له مدخلت مثل الكسجين و الجلوكوز و اللذان يحرقان لتحريك
الليات العاملة فسي جسسم النسسان و ينتسج مسن هذا الحتراق ثانسي أكسسيد الكربون ،ماء ،و
حرارة و بالتالي هذا المصسنع بحاجسة إلى توقيسف العمسل للصسيانة ،فإذا النوم هسو عبارة عسن
توقيف مؤقت للجسد للقيام بأعمال الصيانة من أعمال تجديد النسجة و غيرها.
وفسي حالتسي النوم و الموت يبقسى شيسء مسن النسسان ل يموت و هسو روحسه حيسث أن روح
النسان هي من روح الله كما يعلمنا المولى في الية الكريمة التالية:
ن }الحجر 29
جدِي َ
سا ِ حي فَقَعُوا ْ ل َ ُ
ه َ من ُّرو ِ
ت فِيهِ ِ
خ ُ سوَّيْت ُ ُ
ه وَنَفَ ْ {فَإِذ َا َ
و حيسسسسث أن الله هسسسسو نور السسسسسماوات و الرض فإذا روح النسسسسسان هسسسسي نور أي مجال
كهرومغناطيسي يضعه المولى في جسم النسان و في النوم يتوقف الجسد و لكن الروح
ل تقف و ل تموت و هذا يمكن استنتاجه من قول الحبيب محمد:
6
ه
ن عبد ِ الرحمٰن أن ُ
ةب ِ
سلم َ
ي عن أبي َك عن سعيد ٍ المقبُر ِ ّ
ة عن مال ٍ مسلم َحدّثنا عبد ُ اللهِ بن َ
ل اللهِ صلى الله عليه وسلم فيف كانت صلة ُ رسو ِ ه عنها :كي َ
ي الل ُ
ل عائشة رض َ سأ َ
ن ول غيره على إحدىَ عشرة َ ركعة :يُصل ِّي أربعَ ن ؟ قالت« :ما كان يَزيد في رمضا َ رمضا َ
ن وطولهن ،ثم يُصل ِّي حسنِه َّ
ل عن ُ ن ،ثم أربعا ً فل تسأ ْ
ن وطُوله ّ سنه َّ
ح ِ
ل عن ُ ت فل تسأ ْ ركعا ٍ
م عيني ول يَنام قلبي». م قب َ
ل أن تُوتَِر ؟ قال :تَنا ُ ل اللهِ تَنا ُ ثلثاً .فقل ُ
ت :يا رسو َ
فنلحظ بأن الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم يقول بأن عينه تنام (أي الشيء المادي)
و لكن ل ينام قلبه (أي روحه) لن مركز الروح هي قلب النسان أي منطقة الصدر كما هو
مبين في الصورة التالية:
فالن أثناء النوم تبقسسسى الروح يقظسسسة و بمسسسا أنهسسسا مجال كهرومغناطيسسسسي فيقوم قريسسسن
النسسسان(شيطانسسه) بالوسسسوسة للنسسسان أثناء نموه و توليسسد تخيلت عسسن طريسسق تحدث
الشيطان للنسسان و بمسا أن الشيطان خلق مسن مارج مسن نار كمسا يخبرنسا المولى فسي اليسة
الكريمة التالية:
و مارج النار عبارة عن ضوء أي مجال كهرومغناطيسي مثل الشيء المؤلف لروح النسان
و بالتالي عنسد تحدث الشيطان للنسسان فإنسه يصسدر أمواج كهرومغناطيسسية لهسا القدرة على
التأثيسر على نفسس النسسان (روحسه) .وأضرب المثال التالي لتوضيسح هذا المسر فمثل شريسط
7
تسسجيل الفيديسو عبارة عسن مجال كهرومغناطيسسي مولد مسن ذرات الحديسد المتواجدة على
الشريسط و طريقسة تسسجيل المعلومات المرئيسة و المسسموعة عليسه تتسم عسن طريسق تعريسض
الشريسط إلى مجال كهرومغناطيسسي خارجسي يغيسر فسي المجال الصسلي للشريسط و بالتالي
هذه التغيرات تقرأ و تترجسم إلى صسوت و صسورة .و بالمثسل عنسد وسسوسة الشيطان للنسسان
فسسسسي المنام و إصسسسسداره لمواج كهرومغناطيسسسسسية فإنهسسسسا تغيسسسسر فسسسسي هيكليسسسسة المجال
الكهرومغناطيسي للروح و هذا التغيير يراه النسان في منامه كصوت وصورة وهذا يفسر
كيفيسة رؤيسة النسسان للحلم مسن الشيطان فسي المنام و يؤكسد الحقيقسة بأن نفسس النسسان
(روحسسه) هسسي التسسي تعقسسل و ترى و تفكسسر و ليسسس الدماغ المادي لن الدماغ متوقسسف عسسن
وظائفه أثناء النوم.
صورة :2أمكانية تشكل لهب النار في صور (توضيح كيف أن مارج النار يستطيع أن
يشكله الله في صورة مخلوق (الجان)).
و مسن هنسا يفهسم ماهيسة عذاب القسبر ،فبمسا أن الجسسد تحلل و فنسي فسي التراب فل مجال
لتعذيب الجسد المادي و لكن الشيء الذي بقي هو الروح و بالتالي عذاب القبر هو عذاب
نفسسي فسي أن النسسان البعيسد عسن الله يرى شيسء صسعب بروحسه بعسد موتسه فهذا كمثسل
الكابوس الذي ل يسستطيع أن ينام فيسه و ل يسستطيع أن يفيسق منسه فيكون معذبسا فيمسا يرى و
بالمقابل النسان الصالح يرى شيء يفرح قلبه فيكون منعما فيما يرى.
و يمكن فهم الرؤيا أيضا من هذا بأن الله عز و جل يوحي إلى من يشاء و بما أن الله نور
السماوات و الرض فإذا وحي الله نور و النور عبارة عن مجال كهرومغناطيسي يؤثر على
8
هيكلية المجال الكهرومغناطيسي للروح البشرية و تحدث تغيرات في هيكلية هذه الروح و
بالتالي تسمع الرؤيا و ترى.
9