Professional Documents
Culture Documents
يوم ينفخ في الصور ,وأما العود فشجرة قطعت من بين سعيد بن جبير والحجاج الثقفي
غير حق!! وأما الوتار فمن الشاة تبعث يوم القيامة!!.
قال الحجاج :ويلك يا سعيد. كان الحجاج بن يوسف ,فاسق بني ثقيف ,واليا لعبد
فقال ل ويل لمن زحزح عن النار وأدخل الجنة. الملك ,يأخذ بالشبهات ويتحرى المناوئين في جميع
قال الحجاج :اختر يا سعيد أي قتلة أقتلك؟. البلد السلمية لحكم أميره وسيده .فيصب المحن
فقال :اختر أنت لنفسك فوالله ل تقتلني قتلة إل قتلك عليهم دون هوادة ول خوف من الله المقتدر الجبار,
الله مثلها في الخرة. وكان خالد بن عبد الملك القسري واليا على مكة
قال :أتريد أن أعفو عنك؟. المكرمة وقد علم بوجود ابن جبير في وليته فألقى
فقال :إن كان العفو فمن الله ,وأما أنت فل براءة لك القبض عليه واعتقله ,ثم أراد أن يتخلص منه فأرسله
ول عذر. مخفورا مع إسماعيل بن واسط البجلي إلي الحجاج بن
قال الحجاج :اذهبوا به فاقتلوه ,فلما خرج ضحك فأخبر يوسف.
الحجاج بذلك فردوه إليه. قال الحجاج :ما أسمك؟
وقال :ما أضحكك؟. سعيد :سعيد بن جبير.
فقال :عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عليك. الحجاج :بل أنت شقي بن كسير.
فأمر بالنطع فبسط. سعيد :بل كانت أمي أعلم باسمي منك.
وقال :اقتلوه. الحجاج :شقيت أمك وشقيت أنت.
فقال سعيد :وجهت وجهي للذي فطر السموات سعيد :الغيب يعلمه غيرك.
والرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين. الحجاج :ل بد لك بالدنيا نارا تلظى.
قال الحجاج :وجهوا به لغير القبلة. سعيد :لو علمت أن ذلك بيدك لتخذتك إلها.
م وجه الله.قال سعيد :فأينما تولوا فث ّ الحجاج :ما قولك في محمد؟.
قال الحجاج :كبوه على وجهه. سعيد :نبي الرحمة وإمام الهدى.
قال سعيد :منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم الحجاج :ما قولك في علي ,أهو في الجنة أم هو في
تارة أخرى. النار؟..
قال الحجاج :اذبحوه. سعيد :لو دخلتها وعرفت من فيها ,عرفت أهلها.
قال سعيد :أما أنا فأشهد أن ل اله إل الله وحده ل الحجاج :ما قولك في الخلفاء؟.
شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ,خذها مني حتى سعيد :لست عليهم بوكيل.
تلقاني بها يوم القيامة ,اللهم ل تسلطه على أحد يقتله الحجاج :فأيهم أعجب إليك؟.
بعدي. سعيد :أرضاهم لخالقي.
)وفيّات العيان .)371\2 الحجاج :فأيهم أرضى للخالق؟.
سعيد :علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم.
الحجاج :أحب أن تصدقني.
بين حطيط والحجاج سعيد :إن لم أحبك لن أكذبك.
الحجاج :فما بالك لم تضحك؟.
جيء بالعالم حطيط الزيات إلي الحجاج ,فلما دخل سعيد :وكيف يضحك مخلوق خلق من طين ,والطين
عليه.. تأكله النار!!.
قال :أنت حطيط. الحجاج :فما بالنا نضحك؟.
قال :نعم. سعيد :لم تستو القلوب.
ما بدا لك ,فإني عاهدت الله عندقال حطيط :سل ع ّ ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والزبرجد والياقوت ,فجمعه بين
المقام على ثلث خصال :إن سئلت لصدقن ,وإن يديه.
ابتليت لصبرن ,وإن عوفيت لشكرن. قال سعيد :إن كنت جمعت هذا لتتقي به فزع يوم
ي؟.قال الحجاج :فما تقول ف ّ القيامة فصالح وإل ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة
قال :أقول فيك أنك من أعداء الله في الرض تنتهك عما أرضعت ,ول خير في شيء من الدنيا إل ما طاب
المحارم وتقتل بالظنة. وزكا.
قال :فما تقول في أمير المؤمنين عبد الملك بن ثم دعا الحجاج بالعود والناي ,فلما ضرب بالعود ونفخ
مروان؟ بالناي بكى سعيد.
قال :أقول أنه أعظم جرما منك ,وإنما أنت خطيئة من فقال :ما يبكيك؟ أهو اللعب؟.
خطاياه. قال سعيد :هو الحزن ,أما النفخ فذكرني يوما عظيما
الوجوه ما نظرت إليها مذ أربعين سنة . 1ومنعوا الناس فأمر الحجاج أن يضعوا عليه العذاب ,فانته به العذاب
أن يجالسوه فكان من ورعه إذا جاء إليه أحد يقول له إلى أن شقق له القصب ,ثم جعلوه على لحمه وشدوه
قم من عندي ,كراهية أن بسببه. بالحبال ثم جعلوا يمدون قصبة قصبة ,حتى انتحلوا
)وفيات العيانن , 377\2وسير أعلم النبلءن , 231\4والحليةن \2 لحمه ,فما سمعوه يقول شيئا ,فقيل للحجاج أنه في
آخر رمق.
.)170
فقال :أخرجوه فارموا به في السوق.
قال جعفر (وهو الراوي) :فأتيته أنا وصاحب له ,فقلنا
بين أبي حازم وسليمان بن عبد الملك له :يا حطيط ألك حاجة؟.
قال :شربة ماء.
حين قدم سليمان بن عبد الملك المدينة وهو يريد فأتوه بشربة ثم استشهد ,وكان عمره ثماني عشرة
مكة ,أرسل إلى عالمها الجليل أبي حازم فلما دخل سنة رحمه الله.
عليه قال سليمان :يا أبا حازم ,ما لنا نكره الموت؟. )الحياء الجزء الخامس ص .)54
فقال :لنكم خربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم ,فكرهتم
أن تنقلوا من العمران إلى الخراب.
بين سعيد بن المسيّب وهشام بن إسماعيل
فقال سليمان :كيف القدوم على الله؟.
قال :يا أمير المؤمنين ,أما المحسن كالغائب يقدم على
أهله ,وأما المسيء فكالبق يقدم على موله. قال يحيى بن سعيد ,كتب هشام بن إسماعيل والي
فبكى سليمان وقال :ليت شعري ,ما لي عند الله؟. المدينة إلى عبد الملك بن مروان أن أهل المدينة قد
قال أبو حازم :اعرض نفسك على كتاب الله حيث أطبقوا على البيعة للوليد وسليمان إل سعيد بن
قال {:إن البرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم}. المسيّب.
قال سليمان :فأين رحمة الله؟. فكتب أن اعرضه على السيف ,فان مضى فاجلده
قال :قريب من المحسنين. خمسين جلدة وطف به في أسواق المدينة ,فلما قدم
قال :يا أبا حازم أي عباد الله أكرم؟. الكتاب على الوالي ,دخل سليمان بن يسار وعروة بن
فقال :أهل البر والتقوى. الزبير وسالم بن عبد الله على سعيد بن المسيّب
قال :فأي العمال أفضل؟. وقالوا :جئناك في أمر؛ قد قدم كتاب عبد الملك إن لم
فقال :أداء الفرائض مع اجتناب المحارم. تبايع ضربت عنقك ,ونحن نعرض عليك خصال ثلثا
قال :أي الكلم أسمع؟. فأعطنا إحداهن ,فان الوالي قد قبل منك أن يقرأ عليك
فقال :قول الحق عند من تخاف وترجو. الكتاب فل تقل ل ول نعم.
قال :فأي المؤمنين أخسر؟. قال :يقول الناس بايع سعيد بن المسيّب ,ما أنا بفاعل.
فقال :رجل أخطأ في هوى أخيه وهو ظالم ,فباع آخرته وكان إذا قال (ل) لم يستطيعوا أن يقولوا نعم.
بدنياه. قالوا :تجلس في بيتك ول تخرج إلى الصلة أياما ,فانه
قال سليمان :ما تقول فيما نحن فيه؟. يقبل منك إذا طلبك من مجلسك فل يجدك.
فقال :أو تعفيني؟. ي
ي على الصلة ح ّ قال :أنا أسمع الذان فوق أذني ح ّ
ى.
قال :ل بد ,فإنها نصيحة تلقيها إل َّ على الصلة ,ما أنا بفاعل.
فقال :إن آباءك قهروا الناس بالسيف وأخذوا هذا
الملك عنوة من غير مشورة المسلمين ول رضا منهم,
حتى قتلوا منهم مقتلة عظيمة وقد ارتحلوا فل شعرت قالوا :فانتقل من مجلسك إلى غيره ,فانه يرسل إلى
بما قالوا وما قيل لهم. مجلسك فان لم يجدك أمسك عنك.
فقال رجل من جلسائه :بئسما قلت. قال :أفرقا من مخلوق!! ما أنا متقدم شبرا ول متأخر.
قال أبو حازم :إن الله قد أخذ الميثاق على العلماء فخرجوا وخرج إلى صلة الظهر فجلس في مجلسه
ليبيننه للناس ول يكتمونه. الذي كان فيه ,فلما صلى الوالي بعث إليه فأتي به.
فقال سليمان :يا أبا حازم كيف لنا أن نصلح للناس؟. فقال :إن أمير المؤمنين كتب يأمرنا إن لم تبايع ضربنا
قال :تدع الصلف وتستمسك بالعروة وتقسم بالسويّة. عنقك.
قال :كيف المأخذ به؟. قال :نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعتين:
قال :أن تأخذ المال في حقه وتضعه في أهله. بيعة للوليد ومثلها لسليمان في وقت واحد ,فلما رآه
ي حوائجك؟. قال :يا أبا حازم ارفع إل ّ لم يجب أخرج إلى السدة فمدت عنقه وسلّت
قال :تنجيني من النار وتدخلني الجنة؟. السيوف ,فلما رآه قد مضى أمر به فجّرد فإذا عليه
ي.
قال:ليس ذلك إل ّ ثياب من شعر.
قال :فل حاجة لي غيرها. فقال :لو علمت ذلك ما اشتهرت بهذا الشأن ,فضربه
ثم قام فأرسل إليه بمائة دينار فردها إليه ولم يقبلها. خمسين سوطا ثم طاف به أسواق المدينة .فلما ردّوه
والناس منصرفين من صلة العصر قال :إن هذه