Professional Documents
Culture Documents
(السؤال الول) :قال ال تعال ف مكم كتابهَ { :سوَا ٌء عََلْيهِمْ أَ أَنذَ ْرَتهُمْ
أَ مْ لَ ْم تُن ِذ ْرهُ مْ َل ُي ْؤمِنُو نَ} .وقال ف آ ية أخرى ف سورة العراف و ف
الديد وف التغابن{ :آ ِمُنوْا بِالِ وَرَ ُسوْلِهِ} ،خطابا لهل الكتاب .قال الفقي
فإذا أممر الكافمر باليان فذلك تكليمف بام ل يطاق لعلم ال أنمه كافمر فم
الزل ،ف هو كا فر في ما ل يزال ،و قد قال ال تعال { َل يُكَلّ فُ اللّ ُه َنفْ سًا إِلّ
ُو ْسعَهَا} .من فضلكم فسّر لنا هذه اليات.
(الواب) :إعلم أيهما السمائل الكريم -وفقنم ال وإياك إل طريمق
الصمواب والسمداد -أن هذه السمألة تتاج إل نوع مقدممة ينبنم عليهما
الواب ،فنحن ننقل عبارات بعض الفسرين ف تلك اليات الكرية ،ليتضح
لك الغزى في ها .قال العل مة اللل ال سيوطي ف تف سي سورة البقرة ع ند
قوله تعال {إِنّ الّذِينَ َكفَرُواْ} كأب جهل وأب لب ونوها { َسوَاءٌ عََلْيهِمْ أَ
أَنذَ ْرَتهُ مْ أَ مْ لَ مْ تُنذِ ْرهُ مْ َل ُي ْؤ ِمنُون} لعلم ال منهم ذلك ،فل تطمع ف إيانم
إهم .وقال ابن كثي ف سورة العراف عند قوله تعال {قُ ْل يَا َأّيهَا النّا سُ
ك السّمَاوَاتِ وَالَرْ ضِ .ل إِلَمهَ إِلّ ِإنّي رَ سُولُ اللّ هِ إَِلْيكُ مْ جَمِيعًا الّذِي لَهُ مُلْ ُ
ّهم
ِنم بِالل ِ ّهم وَرَسمُولِ ِه الّنبِيّ الُمّيّ الّذِي ُي ْؤم ُ
ِيتم فَآ ِمنُوْا بِالل ِ
حيِممي َويُم ُ ُهوَ يُ ْ
وَكَلِمَاتِ هِ} ال ية .يقول ال تعال ل نبيه ور سوله م مد صلى ال عل يه و سلم
"قمل" يما مممد "يما أيهما الناس" ،وهذا خطاب للحرم والسمود والعربم
والعجمي .وقوله "فآمنوا بال ورسوله النب المي" :أخبهم أنه رسول ال
إليهم ث أمرهم باتباعه واليان به إهم .وقال العلمة الصاوي ما نصه :قوله
"قل يا أيها الناس" أتى بذه الية دفعا لا يتوهم أن الفوز مصوص بن تبعه
من أ هل الكتاب ،فأفاد هذا أن الفوز ل يس قا صرا علي هم ،بل كل من تب عه
حصل له الفوز كان من أهل الكتاب أول .والناس اسم جنس ،واحده إنسان
إه م .و ف تف سي سورة الد يد من تف سي اللل ي ف قوله تعال "آمنوا"
دوموا على اليان بال ورسوله إهم .وأما الية الت ف سورة التغابن فهي
"فآمنوا بال ور سوله" ال ية .قال ال صاوي ف حاشي ته على اللل" :فآمنوا
بال ور سوله" خطاب لكفار م كة ،والفاء واق عة ف جواب شرط مقدر ،أي
إذا كان المر كذلك فآمنوا ...إل إهم.
فإذا تقرر ذلك اتضمح لك أن التم فيهما أممر الكفار باليان ممن تلك
اليات الثلث إنا هو ف اليتي اللتي ف سورت العراف والتغابن ،فالمر
فيهما لطلب حصول مال يصل منهم .وأما الت ف سورة الديد فالمر فيها
ل يس خطا با للكفار ،بل للمؤمن ي بدوام اليان ،ف هو في ها كال مر ف قوله
تعال خطابا لرسوله صلى ال عليه وسلم "يا أيها النب صلى ال عليه وسلم
ا تق ال" ،أي دم على تقواه .و قد صرح النحاة ف تعر يف ال مر بأ نه طلب
حصمول مما ل يصمل أو دوام مما قمد حصمل ،فقول السمائل خطابما لهمل
الكتاب ل يس ف مله ل ا تقرر .ث الظا هر أن و جه الشكال على ال سائل ما
تضمنته آيتا العراف والتغابن ونوها ما فيه المر باليان على الكفار مع
سبق علم ال تعال بعدم إيان م الشار إل يه بن حو قوله تعال " :سواء علي هم أ
أنذرتم أم لو تنذرهم" إل
فالواب :قد تقرر ع ند أ هل ال صول أ نه يوز التكل يف بالحال على
أرجمح القوال ،سمواء كان مال لذاتمه ،وهمو المتنمع وقوعمه عادة و عقل
كال مع ب ي النقيض ي كال سواد والبياض ،أم مال لغيه و هو المت نع وقو عه
عادة ل عقل ،كالشمي ممن الزممن والطيان ممن النسمان ،أو عقل ل عادةً
كمما فم مسمألتنا ،وهمي التكليمف باليان منم علم ال أنمه ل يؤممن ،وأن
التكليف بالحال عقل ل عادة واقع .وعللوه بتعلق علم ال بعدم وقوعه فهو
ف و سع الكلف ي ظاهرا ول يس من قب يل قوله تعال "ل يكلف ال نف سا إل
و سعها" ،بلف الحال ي الول ي ،أع ن الحال عقل وعادة والحال عادة ل
عقلً .وهذا مما ذهمب إليمه المهور ،وهمو الذي رجحمه التاج السمبكي فم
شرح النهاج وجرى عليمه شيمخ السملم فم اللبمّ .وعبارتمه ممع الشرح:
"والصح وقوعه أي التكليف بالحال لتعلق علم ال تعال بعدم وقوعه فقط
أي دون الحال لذاتممه والحال لغيه عادة ل عقل قال تعال "ل يكلف ال
نفسما إل وسمعها" وهذان ليسما فم وسمع الكلفيم بلف الول وهذا قول
المهور ورجحمه الصمل فم شرح النهاج فعلم أن التكليمف بالحال لتعلق
علم ال بعدم وقوعمه جائز وواقمع اتفاقما وقيمل يقمع بالحال لغيه ل لذاتمه
ورج حه ال صل ه نا يع ن ف ج ع الوا مع وق يل ي قع بالحال مطل قا" إه م.
بزيادة توضيح
والاصل أن الكلم هنا ف مقامي:
(القام الول) ف جواز التكليف بالحال بأقسامه الثلثة ،فهو جائز على
الراجح الذي عليه أكثر الصوليي.
(والقام الثانم) فم وقوعمه ،فهمو على ثلثمة أقوال .الول وهمو قول
المهور أ نه وا قع ف الحال عقل ل عادة ف قط ك ما ف م سألتنا ،أي دون
ق سيميه .والقول الثا ن أ نه وا قع ف يه و ف الحال عادة ل عقل ،وعل يه التاج
ال سبكي ف ج ع الوا مع .والقول الثالث أ نه وا قع فيه ما و ف الحال لذا ته.
وتوجيه كل من أرباب القوال الثلثة مستوف ف كتب الصول .فالتكليف
باليان من علم ال أنه ل يؤمن ،وهو الذي سوه بالحال عقل ل عادة جائز
وواقع اتفاقا لا مر ،فليس من التكليف با ل يطاق أصل على أن الحققي
منعوا كون ذلك مالً .ولذا قال ال سعد التفتازا ن ك ما ف شرح اللب :كل
مكمن عادة مكمن عقل ول ينعكمس ،فالتكليمف بإيان ممن ذكمر تكليمف
بالم كن ل بالحال ع ند الحقق ي ،ول ينا ف ذلك قوله تعال " سواء علي هم أ
أنذرت م" إل .فإن ذلك لعلم ال نب صلى ال عليه وسلم بعدم إيانم لييأس
من إيانم فل يطمع فيه .وما يزيدك وضوحا ما قرره أهل الصوليي من أن
المر غي الرادة ،فل تلزم بينهما .واستدلوا لذلك بأن ال أمر من علم أنه
ل يؤممن كأبم لبم وبقيمة الكافريمن باليان ول يرده منهمم لكونمه متنمع
الصول ،فل تتعلق به الرادة لتعلق العلم بعدمه .وبأن الرادة صفو تصص
الم كن بب عض ما يوز عل يه .وهذا أ حد الق سام الرب عة ف الكائنات ال ت
أوجدها سبحانه وتعال ،وأشار إليها ناظم الريدة البهية بقوله:
وإن ل يكن بضده قد أمرا >< والقصد غي المر فاطرح الرا
فقد علمت أربعا أقساما >< ف الكائنات فاحفمظ القاما
وثانيها ما كان غي مأمور به ومرادا منه كالكفر منهم أي أب جهل وبقية
الكافرين .وثالثها ما كان مأمورا مرادا منه كإيان سيدنا أب بكر رضي ال
عنه .ورابعها غي مأمور به وغي مراد منه كالكفر منه .وال أعلم بالصواب.
(السؤال الثان):
قال الشيخ زين الدين العبي ف أذكيائه:
أما العيل فل يوز قعوده >< عن مكسب لعياله متوكل
(السؤال) هل له سبيل إل التجرد ؟ ،وإل فما الذي يقوم مقامه ؟
(الواب) اعلم هدانم ال وإياك .أن التوكمل مقام شريمف ممن مقامات
أهل العلم واليقي ،ومنل منيف من منازل أهل الورع واليقي .وقد اختلف
العلماء ف تفسي معن التوكل وحقيقته .وأورد المام الغزال رحه ال تعال
ف الحياء جلة م ستكثرة من أقاو يل العلماء ف تعري فه .وقال الش يخ جلل
الد ين الحلي ف شرح ج ع الوا مع" :التو كل هو ال كف عن الكت ساب
والعراض عمن السمباب اعتمادا للقلب على ال تعال" .وقال العطار عليمه:
"ف سر التو كل بذلك تبعا لكثي ين من ال صوفية ،ل بجرد اعتماد القلب على
ال تعال ،ول با يأت عن الحققي ليتأتى معه الفاضلة بي حالت الكتساب
وتر كه لن تف سيه بالع ن الثا ن أو ب ا يأ ت عن الحقق ي ل ينا ف تعا طى
السباب .والحققون على أنه قطع النظر عن السباب مع تيّئها .ولذا قال
صلى ال عليه و سلم ل ن قال له :أر سل ناق ت وأتو كل أو أعقلها وأتو كل ؟
قال :أعقلها وتوكل .رواه البيهقي وغيه".
وف الرسالة القشيية" :أن التوكل مله القلب ،والركة بالظاهر ل تناف
تو كل القلب ب عد ما ت قق الع بد أن التقد ير من ق بل ال ،فإن تع سر ش يء
فبتقديره وإن اتفق شيء فبتيسيه .وعلمة التوكل ثلث ل يسأل ول ير ّد و
ل ي بس" أه م .فإذا جري نا على ما قاله الحققون ف تف سي مع ن التو كل
فتعاطى السباب الظاهرة مع عدم التفات القلب إل السباب بل إل مسبّب
السباب ل يناف التوكل .ث إن المام الغزال ف الحياء قسم التوكلي ف
ملبسمة هذه السمباب على ثلثمة مقامات( .الول) مقام الوّاصّم ونظرائه،
وهمو الذي يدور فم البوادي بغيم زا ٍد ثقةً بفضمل ال تعال فم تقويتمه على
الصب أسبوعًا أو مل فوقه أو تيسي حشيش له أو قوت إل( .القام الثان) أن
يق عد ف بي ته أو ف م سجد ف القرى والم صار .وهذا أض عف من الول،
ولكنه أيضا متوكل لنه تارك للكسب والسباب الظاهرة معوّل على فضل
ال تعال( .القام الثالث) أن يرج ويكتسمب اكتسمابا على الوجمه الذي
ذكرناه ف الباب الثالث والرابع من كتاب آداب الكسب .وهذا الكسب ل
يرجه أيضا عن مقامات التوكل -إل أن قال -ويستحيل أن يقال ل يكن
الصديق رضي ال عنه ف مقام التوكل ،فمن أول بذا منه ؟ .فدل على أنه
كان متوكل ل باعتبار ترك الك سب وال سعي ،بل باعتبار ق طع اللتفات إل
قو ته وكفاي ته والعلم بأن ال هو مي سّر الكت ساب ومدبّر ال سباب إل .ث
وضع رحه ال تعال ترجة خاصة ف بيان توكل العيل ،فقال" :بيان توكل
العيل" فأطال الكلم فيه با حاصله أن من له عيال فحكمه ف التوكل يفارق
النفرد ،إذ النفرد ل يصمح توكله إل بأمريمن ،أحدهام قدرتمه على الوع
أسبوعًا من غي استشراف وضيق نفس .وثانيهما أن يطيب نفسا بالوت إن
ل يأته رزقه علما بأن رزقه الوت والوع .وأما العيل فل يوز له أن يكلف
عياله على الصب على الوع ول ي كن أن يقرر عند هم اليان بالتوح يد وأن
الوت على الوع رزق مغبوط عليه ف نفسه إن اتفق ذلك نادرا فعلم بذلك
أنه ل يكنه ف حقهم إل توكل الكتسب وهو القام الثالث ،كتوكل الصديق
ر ضي ال ع نه إذ خرج للك سب .فأ ما دخول البوادي وترك العيال توكل أو
القعود عمن الهتمام بأمرهمم توكل فم حقهمم فذا حرام وقمد يفضمي إل
هلكهم ويكون هو مؤاخذا بم بل التحقيق أنه ل فرق بينه وبي عياله ،فإنه
إن سماعده العيال على الصمب على الوع مد ًة وعلى العتداد بالوت على
الوع رز قا وغني مة ف الخرة فله أن يتو كل ف حق هم ونف سه أي ضا عيال
عنده إل آخمر كلممه رحهم ال تعال .فقمد اتضمح بام قاله المام الغزال أن
العيل ل يوز له التجرد عن السباب الشاغلة والكف عن الكتساب توكل
ف حق عياله ،وذلك لا عليه من القوق الواجبة لم ،اللهم إل إن كان حال
العيال كلهمم كحاله ،بأن يكونوا صمابرين على الوع مدة وعلى العتداد
بالوت على الوع رز قا وغني مة ل م ف الخرة ،وحينئذ جاز له التو كل ف
حق هم .وأ ما إذا ل ي كن حاله كذلك و هو الغالب في جب عل يه الكت ساب
لجلهم وتعاطى السباب الت تعينه على تصيل كفايتهم وتبئه ما عليه من
القوق .ول يوز له القعود عمن الهتمام بأمرهمم .وحينئذٍ فل يكنمه إل
توكل الكتسب وهو القام الثالث من مقامات التوكل .وهذا هو الراد بقول
الشيخ زين الدين الذكور ف السؤال .وليس الراد أن العيل ليس له سبيل إل
التوكمل أصمل .هذا مما تيسمر ل ممن الواب على هذه السمألة .وال أعلم
بالصواب.
(ال سؤال الثالث) :ما قول كم ف إطعام الطعام ت صدقا وضيا فة من أ هل
ال يت للمعز ين .ب عض علمائ نا يقول حرام إن كان ق بل الد فن ،وممودا إن
كان ب عد الد فن .وبعض هم يقول حرام إن كان بضرة النازة أي ف ملس
وا حد وإل فل .وبعض هم يقول حرام مطل قا ،لن أغلب الناس أن م يطعمون
من تركة اليت أو من مالم ومن بعض تركة اليت.
(فالواب) وال الوفمق للصمواب :أن الطعام الذكور تصمدقا وضيافمة
كما ذكر ف السؤال من القرب والسحبات الشرعية ،لن الضيافة من مكارم
الخلق و من ثرات اليان .و ف الد يث ال صحيح{ :ف من كان يؤ من بال
واليوم الخر فليكرم ضيفه} .والصدقة من أفضل القربات ومن السنات الت
تن مو بالضاعفات .قال ال تعال {مّثَ ُل الّذِي َن يُن ِفقُو نَ َأ ْموَاَلهُ مْ فِي َسبِيلِ اللّ هِ
كَ َمثَلِ َحّبةٍ أَنَبتَ تْ َسبْعَ َسنَابِلَ فِي كُلّ سُنبَُلةٍ ّمَئةُ َحّب ٍة وَاللّ ُه ُيضَاعِ فُ لِمَن
سنًا} الية .وسواء كانت ضوْا الَ َقرْضًا حَ َ يَشَاء} الية .وقال تعالَ { :وأَقْرَ ُ
ال صدقة عن ال يت فإن ثواب ا ي صل إل يه بالجاع أو كا نت للمت صدق نف سه
فهي من أعماله الصالة الت تكون ف كفة حسناته وحيث كانت بنية اليت
فيشترط أن تكون من بالغ عاقل جائز التصرفات.
واعلم أن الولي مة من أ هل ال يت للمعزّ ين وغي هم تع تب من العمال
الصالة ومن أنواع الب ف هي ممودة شرعًا ،ما ل ت كن من مال القا صرين.
وقد أُلّف تْ ف هذا الشأن رسالة مفيدة تسمى "رفع الشكال وإبطال الغالة
ف ح كم الولي مة من أ هل ال يت ب عد الوفاة" ،ف هي واف ية بالق صود حك ما
ودليل ،روايمة ودرايمة .وحاصملها أن الصمل فم الوليممة السمتحباب
والستحسان شرعًا ،ول ترج عن هذا الصل إل لعارض .ول فرق ف ذلك
بي كونا قبل الدفن أو بعده كما ف الرسالة الذكورة.
وأما قول السائل" :بعض علمائنا يقول حرام إن كان قبل الدفن وممود
إن كان بعد الدفن وبعضهم يقول حرام إن كان بضرة النازة أي ف ملس
وا حد وإل فل .وبعض هم يقول حرام مطل قا ،لن أغلب الناس أن م يطعمون
من تركة اليت أو من مالم ومن بعض تركة اليت" .فنقول إن بعض العلماء
القائلي بذا التفصيل والتقسيم وكذلك القائلون بالطلق فالميع ليس لم
على ما يقولونه دليل ول تعليل ،وإنا ذلك مرد آراء هي عند النصاف ل
ت صدر عن عا مي فضل عن عال .وأع ظم من ذلك قول ال سائل" :وبعض هم
يقول حرام إن كان بضرة النازة أي ف ملس واحد وإل فل" .فهذا القول
من العجائب والغرائب أن يصدر من شخص يقال إنه من العلماء .وقد قال
ب هَذَا َحلَ ٌل َوهَذَا َحرَا مٌ
ال تعال{ :وَلَ َتقُولُواْ لِمَا تَ صِفُ أَلْ سَِنُتكُ ُم الْكَذِ َ
ّلَتفْتَرُوْا عَلَى اللّ ِه الْكَذِبَ ِإنّ الّذِي َن َي ْفتَرُونَ عَلَى الِ الْكَذِبَ َل ُيفْلِحُونََ .متَاعٌ
قَلِي ٌل وََلهُ ْم عَذَابٌ أَلِيمٌ} .عافانا ال تعال من ذلك وجنبنا أسباب الهالك.
وأ ما كون الولي مة أو بعض ها من تر كة ال يت ،فإذا كا نت بر ضا الور ثة
البالغ ي و من ن صيبهم فل ما نع من ذلك ك ما قدم نا ،لن التر كة ب عد وفاة
اليت هي ملك الورثة ،فلهم أن يطعموا منها أو من غيها .هذا ما تيسر ل
من الواب باختصار .ومن أراد الزيد فعليه بالرسالة الذكورة آنفا ،فإن فيها
ما يك في ويش في .ون سأل ال تعال أن يعل نا م ن ي ستمعون القول فيتبعون
أح سنه ،ول يعل نا م ن يقفون ما ل يس ل م به علم .و صلى ال على سيدنا
ممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا والمد ل رب العالي.
(السؤال الرابع) :لزيد على عمرو ديون كثية بلغت نصاب الزكاة فإذا
حال علي ها الول ق بل حلول ال جل ف هل على عمرو إخراج الزكاة ،لن له
مال كثيا بطريق الستدانة ،وكذلك زيد هل يب عليه أن يرج الزكاة فإن
له مال يبلغ النصاب وإن ل يكن بيده ؟.
(الواب) حيمث كان الال كمما شرحمه السمائل وجمب على عمرو
إخراج زكاة ما بيده من الديون عند تام الول على أظهر القوال .وأما على
الدائن الذي هو ز يد فف يه تف صيل .فإن كان الد ين ماش ية أو غ ي لزم فل
ت ب عل يه زكا ته ،وإن كان عر ضا للتجارة أو نقدا فإن كان حال ابتداء أو
انتهاء أي بلول الجمل وتيسمر أخذه ممن الديمن وجبمت عليمه تزكيتمه فم
الال .وإن كان مؤجل كما ف صورة السؤال وتيسر أخذه كذلك فحكمه
كالال الغصموب ممن مالكمه على العتممد ،فل تبم عليمه تزكيتمه وإخراج
الزكاة عنه حت يعود إليه ،فإذا عاد إليه زكاه للحوال الاضية .وهذه السألة
م المام النووي ف النهاج ،ونمص عبارتمه" :والديمن إن كان بتمامهما ذكره ا
ماشية أو غي لزم كمال كتابة فل زكاة أو عر ضا أو نقدا فكذا ف القدي.
وفم الديمد إن كان حال وتعذر أخذه لعسمار أو غيه فكمغصموب ،وإن
تيسر وجبت تزكيته ف الال ،أو مؤجل فالذهب أنه كمغصوب ،وقيل أنه
يب دفعها قبل قبضه ،ول ينع الدين وجوبا ف أظهر القوال" إهم .وف
شرح التحريمر فم بيان اجتماع زكاتيم فم مال واحمد :ج 1ممن حاشيمة
الشرقاوي ص 376ما نصه" :وزاد الصل على هذه من له نصاب وعليه
دين مثله فعلى كل من الالكي الزكاة .وفيه نظر لن الزكاتي ل تتمعا ف
مال واحد" إهم .قال الشرقاوي عليه والكم مسلم والنظر إنا هو ف كون
ذلك مثال لجتماعه ما ف مال وا حد ،لن الن صاب الذكور ل يتع ي دف عه
للدائن لتعلق ح قه بالذ مة فزكا ته على مال كه وزكاة الن صاب الذي ف ذم ته
على الدائن فيجب عليه أن يزكي دينه وهو غي النصاب الذي عند الدين،
لن الثابت للدائن نظيه ل عينه" إهم .وال أعلم بالصواب.
(ال سؤال الا مس) :تا جر كبي عاد ته أن يؤدي الزكاة آ خر الول ك ما
هو واجبه .مثل ف رمضان ث عرض له أمر من المور فأدى زكاة تارته قبل
آخمر الول شيئا فشيئا حتم إذا جاء آخمر الول فقمد تتم له الزكاة .همل
وقعت الزكاة موقعها فيما ذكر ؟.
(الواب) قد تقرر ف ك تب فقهائ نا الشافع ية أن الال الول إ ما تتعلق
زكاتمه بالعيم كالنقود وإمما بالقيممة كعروض التجارة ،فالول ل يوز ول
يزئ إخراج زكاتمه قبمل وجود سمبب وجوبام ،وهام ملك النصماب وتام
الول .ويوز بعمد ملك النصماب وقبمل تام الول ويكون ذلك تعجيل
للزكاة قبل الول لا صح أن ابن عباس رضي ال عنه سأل رسول ال صلى
ال عليه وسلم ف تعجيل صدقته قبل الول فرخص له ف ذلك رواه أبو داود
والترمذي ،وقال الاكم صحيح السناد ،وللقاعدة الشهية أن الق الال إذا
تعلق ب سببي جاز تقدي ه على أحده ا كتقد ي الكفارة على ال نث .والثا ن
وهمو عروض التجارة يوز إخراج زكاتام قبمل ملك النصماب وقبمل الول،
وعللوا ذلك بأن الن صاب في ها مع تب بآ خر الول وبأن حول ا ينع قد بجرد
الشراء بنية التجارة .وهذا كله ظاهر مصرّح به ف كتب الذهب.
وإذا علممت ذلك فنقول إن كانمت عروض التجارة للتاجمر الذكور فم
ال سؤال بل غت الن صاب ف آ خر الول وق عت الزكاة موقع ها وأجزأت ع نه
بشرو طه الت ية .قال ف نا ية الحتاج (ج 3ص )139ما ن صه" :وخرج
بالزكاة العينيمة زكاة التجارة ،فيجوز التعجيمل فيهما بنا ًء على مما م ّر ممن أن
الن صاب في ها مع تب بآ خر الول .فلو اشترى عر ضا قيم ته مائة فع جل زكاة
مائتي أو قيمته مائتان فعجل زكاة أربعمائة وحال الول وهو يساوى ذلك
أجزأه وكأن م اغتفروا له تردد الن ية إذ ال صل عدم الزيادة لضرورة التعج يل
وإل ل يز تعجيل أصل ،لنه ل يدرى ما حاله عند آخر الول" إهم .ث
إن قولمم يوز التعجيمل فيهما ل يتقيمد بإخراج الزكاة العجلة كلهما دفعمة
واحدة ول بإخراجها تدرييا كما ف مسألتنا ،بل كلها جائز سائغ لدخوله
ف عموم إطلقهم جواز التعجيل .وقد تقرر أن ما دخل تت عموم كلمهم
كان منقول لم ،فيكون ما هنا منه .نعم لجزاء وقوع العجل زكاةً شرو طُ
ثلثمة كمما يؤخمذ ممن النهاج وشرحمه النهايمة ،أحدهما بقاء الالك أهل
للوجوب إل آخمر الول .ثانيهما بقاء الال إل آخره أيضما .ثالثهما كون
القابض لا ف آخر الول مستحقا .وال أعلم بالصواب.
(السؤال السادس) :والد حكيم يقول ف حال حياته بحضر من أولده
بعد أن قسم أمواله لورثته بالعدل العادي وأشهد على قوله شاهدين عدلي.
يقول هذا وأشار إل ب عض أمواله الع ي -هذا ل -فت صرفوا ب عد مو ت ف
تهيز جنازت إل أربعي يوما ،فإن فضل شيء منه فتصدقوا عن .السؤال:
()1لي تهيمز يصمرف ذلك الال الع ي؟ فإن التجهيمز ف عادة
أهل هذا القطر يشمل الواجب والسنة أو فعل البدعة ،وكلها
تهيز للميت عند أهل ذلك القطر.
( )2هل التصرف إل ما عينه الوالد موقوف على إجازة الورثة أم
ل؟
(الواب) وال الادي إل الصمواب .اعلم أن هذه السمألة تفتقمر إل
مقدمة أمام الواب ،وهي أن التجهيز إذا أطلق ل ينصرف إل للواجب على
ما استقر به العلمة ابن حجر ف فتاواه .ونصه (ج 2ص " :)13ول توز
الزيادة على ثوب ي ستر كل البدن إن ك فن من ب يت الال أو م ا و قف على
الكفان ك ما أف ت به ابن الصلة .ويت مل أن يل حق به ما و قف علة ته يز
الو تى ويت مل خل فه ،لن التجه يز ل ين صرف إل إل ما ي ب من الك فن
والد فن ونوه ا" انت هى .و ف حاش ية ال مل على شرح الن هج ف كتاب
الفرائض عند قوله فبمؤن تهيز مونه أي من كفن وأجرة غسل وحل وحفر
وطم وحنوط انتهى .فأجرة الطم وما قبله من المور الواجبة .والنوط من
المور الندوبة .وهذا عرف الشارع ف لفظة التجهيز وإنم ذكروا أن مفهوم
اللفظ إما حقيقة شرعية أو عرفية أو لغوية ،وإنه يقدم مفهوم الول فالثانية
فالثالثة.
قال العلممة ابمن ييم فم فتاويمه ص ( )213مما حاصمله قال المام
ال سيوطي ف "ف صل تعارض العرف مع الشرع و هو ق سمان ،أحده ا أن ل
يتعلق بالشرع ح كم فيقدم عل يه عرف ال ستعمال .الثا ن أن يتعلق به ح كم
فيقدم الشرع على عرف ال ستعمال .فلو حلف ل ي صلى ل ي نث إل بذات
ركوع وسمجود أو ل يصموم ل ينمث بطاق المسماك أو ل ينكمح حنمث
بالعقد ل بالوطء أو أوصى لقاربه ل تدخل ورثته" انتهى بذف.
قال الشيمخ ابمن حجمر فم فتاواه "اللفمظ ممول على عرف الخاطمب
بكسر الطاء ،سواء ف ذلك عرف الشارع وأهل العرف واللغة ،ففي خطاب
الشارع الحمول عليه العن الشرعي لنه عرفه .فإن ل يكن معن شرعي أو
صرف عنه صارف فالحمول عليه العن العرف العام ،وهو ما تعارفه جيع
الناس بأن يكون متعار فا من الطاب وي ستمر لن الظا هر إراد ته لتبادره إل
الذهان .فإن انتفى العن العرف أو صرف عنه صارف حل اللفظ على معناه
اللغوي .وحاصل ذلك أن ما له معن شرعي ومعن عرف ومعن لغوي يمل
أول على الشرعمي ،وإن كان ماله إل الخيان نمله أول على العرف العام"
اهم.
قال الشيخ ممد بن سليمان حويرث ف فتاويه :صرح أئمتنا بأن اعتبار
العرف ف الو قف والو صية في ما ل ي نص الوا قف والو صى على دخوله أو
اشترا طه ك ما هو معلوم من كلم ا بن ال صلح و صرحوا أي ضا بأن عرف
الشارع مقدم على العرف العام وعلى الع ن اللغوي إل آ خر كلم ا بن ي ي
رح ه ال تعال .وإذا تقرر ذلك فقول ال سائل ب عد أن ق سم أمواله لورث ته إن
أراد بمه تقسميم أمواله بينهمم بطريمق البمة الشرعيمة الشتملة على الياب
والقبول وا نه أقبض ها إيا هم ف حال ال صحة فأمواله الذكورة يلك ها الور ثة
ملكا صحيحا شرعا.
قال العلممة الباجوري على ابمن قاسمم ج 2ص " 82ومثلهما أي
الوصية ف السبان من الثلث تبع منجز ف مرض الوت كهبة وإبراء ووقف
وع تق بلف الن جز ف ال صحة ،فإ نه من رأس الال .ولو و هب ف ال صحة
وأقبمض فم الرض اعتمب ممن الثلث ،لن البمة ل تلك إل بالقبمض فل أثمر
لتقدي البة" إهم.
وفم نايمة الحتاج ج 6ص 49فم الكلم على الوصمية للوارث مما
نصمه" :وممن الوصمية إبرائه وهبتمه والوقمف عليمه" اهمم وكتمب الشيمخ
الشبامل سي (قوله و من الو صية إبرائه) أي الوارث (قوله والو قف عل يه) أي
فتتو قف صحتها على إجازة الور ثة .والكلم ف ال تبعات النجزة ف مرض
الوت أو العل قة به .أ ما ما و قع م نه ف ال صحة فين فذ مطل قا وإن ق صد به
حرمان الورثة اهم .وهذا صريح ف صحة البة على الورثة وإنا ل تعتب من
الثلث حيث وقعت منه ف الصحة وأقبضها كذلك .وحينئذ فإذا مات الوالد
الذكور ف السؤال ول يكن له غي ذلك البعض العي فتركته هي ذلك العي
ل غ ي ،لن التر كة هي ما خل فه ال يت من ع ي أو حق ول يلف ال يت
الذكور إل ذلك .وقول السمائل لي تهيمز يصمرف ذلك الال العيم ؟.
الواب :يصمرف لؤن تهيزه الواجمب ممن الكفمن وأجرة حلم وحفمر قمب
وغيها ،ويكون كل ذلك من رأس الال ث يصرف إل ما يندب منه وإل ما
يف عل م ا جرت به العادة لمثال ذلك ال يت ف ذلك الق طر إل أربع ي يو ما
من مو ته ح يث كا نت ل م عادة ف ذلك عمل بعرف الو صى .هذا إذا ل
يكن بدعة مرمة شرعا ،وإل فل تصح الوصية بذلك ول تنفذ .وكل ذلك
م ا زاد على الوا جب يع تب من ثلث التر كة .فإذا ب قي من ذلك الثلث ش يء
ب عد الربع ي يو ما من مو ته يت صدق به عن ال يت اتبا عا لشر طه كم تقرر.
وقول السائل" :هل التصرف إل ما عينه الوالد موقوف على إجازة الورثة أم
ل ؟" .فالواب :أن ما يصرف لتجهيزه الواجب ل يتوقف إل إجازة الورثة،
فإن ذلك واجمب بأصمل الشرع أوصمى بمه أم ل .وأمما الذي يصمرف إل
الندوب من التجهيز وغيه فكذلك ل يتوقف على الجازة حيث خرج من
الثلث ،وإل فل بد من ذلك .ومعلوم أن الجازة ل تعتب إل إذا صدرت من
الور ثة البالغ ي ،ث ما ب قي من التر كة الذكورة ب عد تنف يذ الو صية يكون
للور ثة .وهذا كله وإن ل أر من ي صرح ب صوص هذه ال سألة من فقهائ نا
الشافع ية ظا هر معلوم من غضون كلم هم .وال أعلم بال صواب و صلى ال
على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه وسلم والمد ل رب العالي.
(السمؤال الثاممن) :دائن يطالب دينمه على مدينمه مرة بعمد مرة ول يؤده
مطل حتم ثار ذلك الدائن وغضمب وقال لورثتمه إن ممت فل تطالبوه ،وإن
أداه الدين إليكم فل تقبلوه .فلما مات الدائن أدى دينه إل بعض ورثته.
(ال سؤال) :ف هل للور ثة رد أدائه تنفيذا للو صية أو ل م قبوله نظرا لكون
تركة أبيهم مورثهم ؟
(الواب) :ل أر أحدا تعرض لا نن فيه من أئمتنا الشافعية فيما علمت،
غي أن ف فتاوى العلمة ابن حجر رحه ال تعال ما يفيد صحة الوصية ولو
صدرت ف حال الغ ضب .ف في الزء الرا بع من الفتاوى الذكورة ص 34
ما ن صه :سئل عن امرأة تشاجرت هي وزوج ها ،فقالت ح قي ب عد عي ن
صدقة على م سجد كذا .ف هل هو و قف أو و صية أو نذر ؟ .فأجاب بقوله
الذي ذكروه أي فيمما إذا كان على معيم ول تقمل بعمد موتم والسمجد
الذكور مع ي .فإذا أرادت بقول ا "ب عد عي ن" ب عد مو ت كان و صية وإن ل
تعلم إرادتا فالظاهر العمل بعرف بلدها الطرد ف الراد بتلك الكلمة إل آخر
كلممه .فاسمتفدنا ممن عدم تعرضمه لال الرأة الوصمية فم صمورة السمؤال
و سكوته ع نه أن الو صية ت صح ف حال الغ ضب من الو صى مع ا ستيفاء
الشروط القررة .فحينئذ فقول الدائن فم مسمألتنا "إن ممت فل تطالبوه" إل
صريح ف الوصية منه للمدين بالدين الذي عليه وإبرائه منه ،وذلك لستناد
النهي الذكور إل ما بعد الوت .ول يشترط القبول منه لفظا وإن كان معينا
لعدم اقتضاء الصميغة ذلك ،كمما إذا كان الوصمى بمه إعتاقما فإنمه ل يشترط
القبول من الع بد الو صى له بالع تق .قال ف ف تح الوهاب ج 4من حاش ية
الممل ص 48مما لفظمه" :وظاهمر أنمه ل حاجمة إل القبول فيمما لو كان
الوصى به إعتاقا ،كأن قال أعتقوا عن فلنا بعد موت .بلف ما لو أوصى
له برقب ته فإ نه يتاج إل ذلك لقتضاء ال صيغة له" .وك تب ال مل "قوله فإ نه
مب مه ماطم ميغة له أي للقبول لنميتاج إل ذلك أي للقبول لقتضاء الصم
بالو صية بلف الو صى بعتقه ليس ماطبا بالوصية" إه م .على أن لنا قول
ضعي فا بعدم اشتراط القبول مطل قا معي نا كان الو صى له أو ج هة والكتفاء
بالخذ وعدم الرد .وحيث قلنا إن ذلك وصية للمدين با عليه من الدين فإن
خرج ممن الثلث فذاك ،وإل فالزائد يتوقمف على إجازة الورثمة الطلقيم
الت صرف .وقول ال سائل "ف هل للور ثة رد أدائه تنفيذا للو صية ؟" .فالواب:
حيث علم الدين أن اليت أو صى لم بنهي الطالبة ع نه با عليه من الد ين
فيجب عليهم رد ما أداه إليهم ،فإن الدين سقط عنه بعد موت الوصى حيث
خرج من الثلث بناء على تلك الوصية وإن أث بطله مع قدرته على الوفاء إل
إن رد الوصية ول يقبلها فلهم قبوله حينئذ ،ويكون الردود به من جلة تركة
اليت .هذا هو الظاهر ف الواب .وال أعلم بالصواب.
(السؤال التاسع) :إل مت تطلب الصلة على اليت الغائب .إل شهر أو
إل سنة أو إل ما ل حد له؟
(الواب) :وال الو فق لل صواب .قد تقرر ف ك تب أئمت نا الشافع ية أ نه
ت سن الصلة على ال يت ف القب غي ال نبياء وعلى اليت الغائب عن البلد.
ولكن إنا يسن ذلك لن كان من أهل فرضها وقت موته ،وإل فل تسن ول
م الصملة على اليمت الغائب فظاهمر كلم م الدة ال ت تطلب فيه ا
تصمح .وأم ا
إمامنما الشافعمي رحهم ال تعال عدم التقييمد بدة لن القصمود منهما الدعاء
للميت فتجوز بل تسن ولو طالت الدة.
قال فم فتمح الباري (ج 6ص )229عنمد التعرض لشرح حديمث
موت النجا شي و صلة ال نب صلى ال عل يه و سلم وأ صحابه عل يه ما ن صه:
"واستدل به على مشروعية الصلة على اليت الغائب عن البلد ،وبذلك قال
الشاف عي وأح د وجهور ال سلف ،ح ت قال ا بن حزم :ل يأت عن أ حد من
الصحابة منعه .قال الشافعي :الصلة على اليت دعاء له ،وهو إذا كان ملففا
ي صلي عل يه فك يف ل يد عى له و هو غائب أو ف ال قب بذلك الو جه الذي
يدعى له به وهو ملفف ؟ .وعن النفية والالكية ل يشرع ذلك ،وعن بعض
أهل العلم إنا يوز ذلك ف اليوم الذي يوت فيه اليت أو ما قرب منه ل ما
إذا طالت الدة حكاه ابن عبد الب .وقال ا بن حبان :إن ا يوز ذلك ل ن كان
ف جهة القبلة ،فلو كان بلد اليت مستدبر القبلة مثل ل يز" إل آخر ما ف
الفتح.
و ف سبل ال سلم (ج 2ص )101ع ند الكلم على شرح الد يث
الذكور ما نصه" :وفيه دللة على مشروعية صلة النازة على الغائب .وفيه
أقوال :الول تشرع مطل قا .و به قال الشاف عي وأح د وغيه ا .والثا ن من عه
مطلقا وهو للهادوية والنفية ومالك .والثالث يوز ف اليوم الذي مات فيه
اليت أو ما قرب منه إل إذا طالت الدة" إهم.
وف حاشية المل على فتح الوهاب (ج 2ص )181ما لفظه" :ولو
صلى على من مات ف يو مه أو سنته وط هر ف أقطار الرض جاز وإن ل
يعرف عين هم ،بل ت سن لن ال صلة على الغائب جائزة ،وتعين هم غ ي شرط
إه م شرح الرملي .وقول م وإن ل يعرف عين هم إل أي وينوي ال صلة على
من تصح صلته عليه .وهذا أسهل النيات وأولها إهم برماوي" إهم كلم
ال مل رح ه ال تعال .وك تب أي ضا ع ند قوله "وت صح على قب نب أي ولو
بعد بلى اليت" إهم.
فاستفيد من تلك النقول الصرية والنصوص الواضحة جواز الصلة على
ال يت الغائب كال صلة على ال يت ف ال قب غ ي ال نبياء ،بل و سنية ذلك ل ا
فيها من الدعاء للميت بالرحة والغفرة ورفع الدرجات وغيها ،وأن ذلك ل
يتقيد بدة وزمان ول بكان دون مكان على الصح من أقوال الئمة عليهم
ممن ال الرضما والرحةم .وال سمبحانه وتعال أعلم .وصملى ال على سميدنا
ممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا .والمد ل رب العالي.