You are on page 1of 24

‫الجوبة السنية عن السئلة الندونيسية‬

‫بقلم راجى رحة ربه الغن‬


‫إساعيل عثمان زين‬
‫اليمن الكي‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫الممد ل الادي إل الصمواب‪ .‬والصملة والسملم على سميدنا مممد‪،‬‬
‫وعلى آله وال صحاب‪ ،‬وعلى التابع ي ل م بإح سان إل يوم العاد‪ ،‬خ صوصا‬
‫أهمل العلم الذيمن رفمع ال عمن بصمائرهم الجاب‪ ،‬فرأوا الباطمل باطلً‪،‬‬
‫والصواب هو الصواب‪.‬‬
‫أ ما ب عد‪ ،‬ف قد ب عث إلّ ب عض ال حبي من إخوان نا الندوني سيي أ سئلة‬
‫طلب من الواب عنها‪ .‬وها أنا ذا أذكر نص كل سؤال‪ ،‬ث أتبعه با فتح ال‬
‫به عليه من الواب‪.‬‬

‫(السؤال الول)‪ :‬قال ال تعال ف مكم كتابه‪َ { :‬سوَا ٌء عََلْيهِمْ أَ أَنذَ ْرَتهُمْ‬
‫أَ مْ لَ ْم تُن ِذ ْرهُ مْ َل ُي ْؤمِنُو نَ}‪ .‬وقال ف آ ية أخرى ف سورة العراف و ف‬
‫الديد وف التغابن‪{ :‬آ ِمُنوْا بِالِ وَرَ ُسوْلِهِ}‪ ،‬خطابا لهل الكتاب‪ .‬قال الفقي‬
‫فإذا أممر الكافمر باليان فذلك تكليمف بام ل يطاق لعلم ال أنمه كافمر فم‬
‫الزل‪ ،‬ف هو كا فر في ما ل يزال‪ ،‬و قد قال ال تعال { َل يُكَلّ فُ اللّ ُه َنفْ سًا إِلّ‬
‫ُو ْسعَهَا}‪ .‬من فضلكم فسّر لنا هذه اليات‪.‬‬
‫(الواب)‪ :‬إعلم أيهما السمائل الكريم ‪ -‬وفقنم ال وإياك إل طريمق‬
‫الصمواب والسمداد ‪ -‬أن هذه السمألة تتاج إل نوع مقدممة ينبنم عليهما‬
‫الواب‪ ،‬فنحن ننقل عبارات بعض الفسرين ف تلك اليات الكرية‪ ،‬ليتضح‬
‫لك الغزى في ها‪ .‬قال العل مة اللل ال سيوطي ف تف سي سورة البقرة ع ند‬
‫قوله تعال {إِنّ الّذِينَ َكفَرُواْ} كأب جهل وأب لب ونوها { َسوَاءٌ عََلْيهِمْ أَ‬
‫أَنذَ ْرَتهُ مْ أَ مْ لَ مْ تُنذِ ْرهُ مْ َل ُي ْؤ ِمنُون} لعلم ال منهم ذلك‪ ،‬فل تطمع ف إيانم‬
‫إهم‪ .‬وقال ابن كثي ف سورة العراف عند قوله تعال {قُ ْل يَا َأّيهَا النّا سُ‬
‫ك السّمَاوَاتِ وَالَرْ ضِ‪ .‬ل إِلَمهَ إِلّ‬ ‫ِإنّي رَ سُولُ اللّ هِ إَِلْيكُ مْ جَمِيعًا الّذِي لَهُ مُلْ ُ‬
‫ّهم‬
‫ِنم بِالل ِ‬ ‫ّهم وَرَسمُولِ ِه الّنبِيّ الُمّيّ الّذِي ُي ْؤم ُ‬
‫ِيتم فَآ ِمنُوْا بِالل ِ‬
‫حيِممي َويُم ُ‬ ‫ُهوَ يُ ْ‬
‫وَكَلِمَاتِ هِ} ال ية‪ .‬يقول ال تعال ل نبيه ور سوله م مد صلى ال عل يه و سلم‬
‫"قمل" يما مممد "يما أيهما الناس"‪ ،‬وهذا خطاب للحرم والسمود والعربم‬
‫والعجمي‪ .‬وقوله "فآمنوا بال ورسوله النب المي"‪ :‬أخبهم أنه رسول ال‬
‫إليهم ث أمرهم باتباعه واليان به إهم‪ .‬وقال العلمة الصاوي ما نصه‪ :‬قوله‬
‫"قل يا أيها الناس" أتى بذه الية دفعا لا يتوهم أن الفوز مصوص بن تبعه‬
‫من أ هل الكتاب‪ ،‬فأفاد هذا أن الفوز ل يس قا صرا علي هم‪ ،‬بل كل من تب عه‬
‫حصل له الفوز كان من أهل الكتاب أول‪ .‬والناس اسم جنس‪ ،‬واحده إنسان‬
‫إه م‪ .‬و ف تف سي سورة الد يد من تف سي اللل ي ف قوله تعال "آمنوا"‬
‫دوموا على اليان بال ورسوله إهم‪ .‬وأما الية الت ف سورة التغابن فهي‬
‫"فآمنوا بال ور سوله" ال ية‪ .‬قال ال صاوي ف حاشي ته على اللل‪" :‬فآمنوا‬
‫بال ور سوله" خطاب لكفار م كة‪ ،‬والفاء واق عة ف جواب شرط مقدر‪ ،‬أي‬
‫إذا كان المر كذلك فآمنوا‪ ...‬إل إهم‪.‬‬
‫فإذا تقرر ذلك اتضمح لك أن التم فيهما أممر الكفار باليان ممن تلك‬
‫اليات الثلث إنا هو ف اليتي اللتي ف سورت العراف والتغابن‪ ،‬فالمر‬
‫فيهما لطلب حصول مال يصل منهم‪ .‬وأما الت ف سورة الديد فالمر فيها‬
‫ل يس خطا با للكفار‪ ،‬بل للمؤمن ي بدوام اليان‪ ،‬ف هو في ها كال مر ف قوله‬
‫تعال خطابا لرسوله صلى ال عليه وسلم "يا أيها النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ا تق ال"‪ ،‬أي دم على تقواه‪ .‬و قد صرح النحاة ف تعر يف ال مر بأ نه طلب‬
‫حصمول مما ل يصمل أو دوام مما قمد حصمل‪ ،‬فقول السمائل خطابما لهمل‬
‫الكتاب ل يس ف مله ل ا تقرر‪ .‬ث الظا هر أن و جه الشكال على ال سائل ما‬
‫تضمنته آيتا العراف والتغابن ونوها ما فيه المر باليان على الكفار مع‬
‫سبق علم ال تعال بعدم إيان م الشار إل يه بن حو قوله تعال‪ " :‬سواء علي هم أ‬
‫أنذرتم أم لو تنذرهم" إل‬
‫فالواب‪ :‬قد تقرر ع ند أ هل ال صول أ نه يوز التكل يف بالحال على‬
‫أرجمح القوال‪ ،‬سمواء كان مال لذاتمه‪ ،‬وهمو المتنمع وقوعمه عادة و عقل‬
‫كال مع ب ي النقيض ي كال سواد والبياض‪ ،‬أم مال لغيه و هو المت نع وقو عه‬
‫عادة ل عقل‪ ،‬كالشمي ممن الزممن والطيان ممن النسمان‪ ،‬أو عقل ل عادةً‬
‫كمما فم مسمألتنا‪ ،‬وهمي التكليمف باليان منم علم ال أنمه ل يؤممن‪ ،‬وأن‬
‫التكليف بالحال عقل ل عادة واقع‪ .‬وعللوه بتعلق علم ال بعدم وقوعه فهو‬
‫ف و سع الكلف ي ظاهرا ول يس من قب يل قوله تعال "ل يكلف ال نف سا إل‬
‫و سعها"‪ ،‬بلف الحال ي الول ي‪ ،‬أع ن الحال عقل وعادة والحال عادة ل‬
‫عقلً‪ .‬وهذا مما ذهمب إليمه المهور‪ ،‬وهمو الذي رجحمه التاج السمبكي فم‬
‫شرح النهاج وجرى عليمه شيمخ السملم فم اللبمّ‪ .‬وعبارتمه ممع الشرح‪:‬‬
‫"والصح وقوعه أي التكليف بالحال لتعلق علم ال تعال بعدم وقوعه فقط‬
‫أي دون الحال لذاتممه والحال لغيه عادة ل عقل قال تعال "ل يكلف ال‬
‫نفسما إل وسمعها" وهذان ليسما فم وسمع الكلفيم بلف الول وهذا قول‬
‫المهور ورجحمه الصمل فم شرح النهاج فعلم أن التكليمف بالحال لتعلق‬
‫علم ال بعدم وقوعمه جائز وواقمع اتفاقما وقيمل يقمع بالحال لغيه ل لذاتمه‬
‫ورج حه ال صل ه نا يع ن ف ج ع الوا مع وق يل ي قع بالحال مطل قا" إه م‪.‬‬
‫بزيادة توضيح‬
‫والاصل أن الكلم هنا ف مقامي‪:‬‬
‫(القام الول) ف جواز التكليف بالحال بأقسامه الثلثة‪ ،‬فهو جائز على‬
‫الراجح الذي عليه أكثر الصوليي‪.‬‬
‫(والقام الثانم) فم وقوعمه‪ ،‬فهمو على ثلثمة أقوال‪ .‬الول وهمو قول‬
‫المهور أ نه وا قع ف الحال عقل ل عادة ف قط ك ما ف م سألتنا‪ ،‬أي دون‬
‫ق سيميه‪ .‬والقول الثا ن أ نه وا قع ف يه و ف الحال عادة ل عقل‪ ،‬وعل يه التاج‬
‫ال سبكي ف ج ع الوا مع‪ .‬والقول الثالث أ نه وا قع فيه ما و ف الحال لذا ته‪.‬‬
‫وتوجيه كل من أرباب القوال الثلثة مستوف ف كتب الصول‪ .‬فالتكليف‬
‫باليان من علم ال أنه ل يؤمن‪ ،‬وهو الذي سوه بالحال عقل ل عادة جائز‬
‫وواقع اتفاقا لا مر‪ ،‬فليس من التكليف با ل يطاق أصل على أن الحققي‬
‫منعوا كون ذلك مالً‪ .‬ولذا قال ال سعد التفتازا ن ك ما ف شرح اللب‪ :‬كل‬
‫مكمن عادة مكمن عقل ول ينعكمس‪ ،‬فالتكليمف بإيان ممن ذكمر تكليمف‬
‫بالم كن ل بالحال ع ند الحقق ي‪ ،‬ول ينا ف ذلك قوله تعال " سواء علي هم أ‬
‫أنذرت م" إل‪ .‬فإن ذلك لعلم ال نب صلى ال عليه وسلم بعدم إيانم لييأس‬
‫من إيانم فل يطمع فيه‪ .‬وما يزيدك وضوحا ما قرره أهل الصوليي من أن‬
‫المر غي الرادة‪ ،‬فل تلزم بينهما‪ .‬واستدلوا لذلك بأن ال أمر من علم أنه‬
‫ل يؤممن كأبم لبم وبقيمة الكافريمن باليان ول يرده منهمم لكونمه متنمع‬
‫الصول‪ ،‬فل تتعلق به الرادة لتعلق العلم بعدمه‪ .‬وبأن الرادة صفو تصص‬
‫الم كن بب عض ما يوز عل يه‪ .‬وهذا أ حد الق سام الرب عة ف الكائنات ال ت‬
‫أوجدها سبحانه وتعال‪ ،‬وأشار إليها ناظم الريدة البهية بقوله‪:‬‬
‫وإن ل يكن بضده قد أمرا >< والقصد غي المر فاطرح الرا‬
‫فقد علمت أربعا أقساما >< ف الكائنات فاحفمظ القاما‬
‫وثانيها ما كان غي مأمور به ومرادا منه كالكفر منهم أي أب جهل وبقية‬
‫الكافرين‪ .‬وثالثها ما كان مأمورا مرادا منه كإيان سيدنا أب بكر رضي ال‬
‫عنه‪ .‬ورابعها غي مأمور به وغي مراد منه كالكفر منه‪ .‬وال أعلم بالصواب‪.‬‬

‫(السؤال الثان)‪:‬‬
‫قال الشيخ زين الدين العبي ف أذكيائه‪:‬‬
‫أما العيل فل يوز قعوده >< عن مكسب لعياله متوكل‬
‫(السؤال) هل له سبيل إل التجرد ؟‪ ،‬وإل فما الذي يقوم مقامه ؟‬
‫(الواب) اعلم هدانم ال وإياك‪ .‬أن التوكمل مقام شريمف ممن مقامات‬
‫أهل العلم واليقي‪ ،‬ومنل منيف من منازل أهل الورع واليقي‪ .‬وقد اختلف‬
‫العلماء ف تفسي معن التوكل وحقيقته‪ .‬وأورد المام الغزال رحه ال تعال‬
‫ف الحياء جلة م ستكثرة من أقاو يل العلماء ف تعري فه‪ .‬وقال الش يخ جلل‬
‫الد ين الحلي ف شرح ج ع الوا مع‪" :‬التو كل هو ال كف عن الكت ساب‬
‫والعراض عمن السمباب اعتمادا للقلب على ال تعال"‪ .‬وقال العطار عليمه‪:‬‬
‫"ف سر التو كل بذلك تبعا لكثي ين من ال صوفية‪ ،‬ل بجرد اعتماد القلب على‬
‫ال تعال‪ ،‬ول با يأت عن الحققي ليتأتى معه الفاضلة بي حالت الكتساب‬
‫وتر كه لن تف سيه بالع ن الثا ن أو ب ا يأ ت عن الحقق ي ل ينا ف تعا طى‬
‫السباب‪ .‬والحققون على أنه قطع النظر عن السباب مع تيّئها‪ .‬ولذا قال‬
‫صلى ال عليه و سلم ل ن قال له‪ :‬أر سل ناق ت وأتو كل أو أعقلها وأتو كل ؟‬
‫قال‪ :‬أعقلها وتوكل‪ .‬رواه البيهقي وغيه"‪.‬‬
‫وف الرسالة القشيية‪" :‬أن التوكل مله القلب‪ ،‬والركة بالظاهر ل تناف‬
‫تو كل القلب ب عد ما ت قق الع بد أن التقد ير من ق بل ال‪ ،‬فإن تع سر ش يء‬
‫فبتقديره وإن اتفق شيء فبتيسيه‪ .‬وعلمة التوكل ثلث ل يسأل ول ير ّد و‬
‫ل ي بس" أه م‪ .‬فإذا جري نا على ما قاله الحققون ف تف سي مع ن التو كل‬
‫فتعاطى السباب الظاهرة مع عدم التفات القلب إل السباب بل إل مسبّب‬
‫السباب ل يناف التوكل‪ .‬ث إن المام الغزال ف الحياء قسم التوكلي ف‬
‫ملبسمة هذه السمباب على ثلثمة مقامات‪( .‬الول) مقام الوّاصّم ونظرائه‪،‬‬
‫وهمو الذي يدور فم البوادي بغيم زا ٍد ثقةً بفضمل ال تعال فم تقويتمه على‬
‫الصب أسبوعًا أو مل فوقه أو تيسي حشيش له أو قوت إل‪( .‬القام الثان) أن‬
‫يق عد ف بي ته أو ف م سجد ف القرى والم صار‪ .‬وهذا أض عف من الول‪،‬‬
‫ولكنه أيضا متوكل لنه تارك للكسب والسباب الظاهرة معوّل على فضل‬
‫ال تعال‪( .‬القام الثالث) أن يرج ويكتسمب اكتسمابا على الوجمه الذي‬
‫ذكرناه ف الباب الثالث والرابع من كتاب آداب الكسب‪ .‬وهذا الكسب ل‬
‫يرجه أيضا عن مقامات التوكل ‪ -‬إل أن قال ‪ -‬ويستحيل أن يقال ل يكن‬
‫الصديق رضي ال عنه ف مقام التوكل‪ ،‬فمن أول بذا منه ؟‪ .‬فدل على أنه‬
‫كان متوكل ل باعتبار ترك الك سب وال سعي‪ ،‬بل باعتبار ق طع اللتفات إل‬
‫قو ته وكفاي ته والعلم بأن ال هو مي سّر الكت ساب ومدبّر ال سباب إل‪ .‬ث‬
‫وضع رحه ال تعال ترجة خاصة ف بيان توكل العيل‪ ،‬فقال‪" :‬بيان توكل‬
‫العيل" فأطال الكلم فيه با حاصله أن من له عيال فحكمه ف التوكل يفارق‬
‫النفرد‪ ،‬إذ النفرد ل يصمح توكله إل بأمريمن‪ ،‬أحدهام قدرتمه على الوع‬
‫أسبوعًا من غي استشراف وضيق نفس‪ .‬وثانيهما أن يطيب نفسا بالوت إن‬
‫ل يأته رزقه علما بأن رزقه الوت والوع‪ .‬وأما العيل فل يوز له أن يكلف‬
‫عياله على الصب على الوع ول ي كن أن يقرر عند هم اليان بالتوح يد وأن‬
‫الوت على الوع رزق مغبوط عليه ف نفسه إن اتفق ذلك نادرا فعلم بذلك‬
‫أنه ل يكنه ف حقهم إل توكل الكتسب وهو القام الثالث‪ ،‬كتوكل الصديق‬
‫ر ضي ال ع نه إذ خرج للك سب‪ .‬فأ ما دخول البوادي وترك العيال توكل أو‬
‫القعود عمن الهتمام بأمرهمم توكل فم حقهمم فذا حرام وقمد يفضمي إل‬
‫هلكهم ويكون هو مؤاخذا بم بل التحقيق أنه ل فرق بينه وبي عياله‪ ،‬فإنه‬
‫إن سماعده العيال على الصمب على الوع مد ًة وعلى العتداد بالوت على‬
‫الوع رز قا وغني مة ف الخرة فله أن يتو كل ف حق هم ونف سه أي ضا عيال‬
‫عنده إل آخمر كلممه رحهم ال تعال‪ .‬فقمد اتضمح بام قاله المام الغزال أن‬
‫العيل ل يوز له التجرد عن السباب الشاغلة والكف عن الكتساب توكل‬
‫ف حق عياله‪ ،‬وذلك لا عليه من القوق الواجبة لم‪ ،‬اللهم إل إن كان حال‬
‫العيال كلهمم كحاله‪ ،‬بأن يكونوا صمابرين على الوع مدة وعلى العتداد‬
‫بالوت على الوع رز قا وغني مة ل م ف الخرة‪ ،‬وحينئذ جاز له التو كل ف‬
‫حق هم‪ .‬وأ ما إذا ل ي كن حاله كذلك و هو الغالب في جب عل يه الكت ساب‬
‫لجلهم وتعاطى السباب الت تعينه على تصيل كفايتهم وتبئه ما عليه من‬
‫القوق‪ .‬ول يوز له القعود عمن الهتمام بأمرهمم‪ .‬وحينئذٍ فل يكنمه إل‬
‫توكل الكتسب وهو القام الثالث من مقامات التوكل‪ .‬وهذا هو الراد بقول‬
‫الشيخ زين الدين الذكور ف السؤال‪ .‬وليس الراد أن العيل ليس له سبيل إل‬
‫التوكمل أصمل‪ .‬هذا مما تيسمر ل ممن الواب على هذه السمألة‪ .‬وال أعلم‬
‫بالصواب‪.‬‬

‫(ال سؤال الثالث)‪ :‬ما قول كم ف إطعام الطعام ت صدقا وضيا فة من أ هل‬
‫ال يت للمعز ين‪ .‬ب عض علمائ نا يقول حرام إن كان ق بل الد فن‪ ،‬وممودا إن‬
‫كان ب عد الد فن‪ .‬وبعض هم يقول حرام إن كان بضرة النازة أي ف ملس‬
‫وا حد وإل فل‪ .‬وبعض هم يقول حرام مطل قا‪ ،‬لن أغلب الناس أن م يطعمون‬
‫من تركة اليت أو من مالم ومن بعض تركة اليت‪.‬‬
‫(فالواب) وال الوفمق للصمواب‪ :‬أن الطعام الذكور تصمدقا وضيافمة‬
‫كما ذكر ف السؤال من القرب والسحبات الشرعية‪ ،‬لن الضيافة من مكارم‬
‫الخلق و من ثرات اليان‪ .‬و ف الد يث ال صحيح‪{ :‬ف من كان يؤ من بال‬
‫واليوم الخر فليكرم ضيفه}‪ .‬والصدقة من أفضل القربات ومن السنات الت‬
‫تن مو بالضاعفات‪ .‬قال ال تعال {مّثَ ُل الّذِي َن يُن ِفقُو نَ َأ ْموَاَلهُ مْ فِي َسبِيلِ اللّ هِ‬
‫كَ َمثَلِ َحّبةٍ أَنَبتَ تْ َسبْعَ َسنَابِلَ فِي كُلّ سُنبَُلةٍ ّمَئةُ َحّب ٍة وَاللّ ُه ُيضَاعِ فُ لِمَن‬
‫سنًا} الية‪ .‬وسواء كانت‬ ‫ضوْا الَ َقرْضًا حَ َ‬ ‫يَشَاء} الية‪ .‬وقال تعال‪َ { :‬وأَقْرَ ُ‬
‫ال صدقة عن ال يت فإن ثواب ا ي صل إل يه بالجاع أو كا نت للمت صدق نف سه‬
‫فهي من أعماله الصالة الت تكون ف كفة حسناته وحيث كانت بنية اليت‬
‫فيشترط أن تكون من بالغ عاقل جائز التصرفات‪.‬‬
‫واعلم أن الولي مة من أ هل ال يت للمعزّ ين وغي هم تع تب من العمال‬
‫الصالة ومن أنواع الب ف هي ممودة شرعًا‪ ،‬ما ل ت كن من مال القا صرين‪.‬‬
‫وقد أُلّف تْ ف هذا الشأن رسالة مفيدة تسمى "رفع الشكال وإبطال الغالة‬
‫ف ح كم الولي مة من أ هل ال يت ب عد الوفاة"‪ ،‬ف هي واف ية بالق صود حك ما‬
‫ودليل‪ ،‬روايمة ودرايمة‪ .‬وحاصملها أن الصمل فم الوليممة السمتحباب‬
‫والستحسان شرعًا‪ ،‬ول ترج عن هذا الصل إل لعارض‪ .‬ول فرق ف ذلك‬
‫بي كونا قبل الدفن أو بعده كما ف الرسالة الذكورة‪.‬‬
‫وأما قول السائل‪" :‬بعض علمائنا يقول حرام إن كان قبل الدفن وممود‬
‫إن كان بعد الدفن وبعضهم يقول حرام إن كان بضرة النازة أي ف ملس‬
‫وا حد وإل فل‪ .‬وبعض هم يقول حرام مطل قا‪ ،‬لن أغلب الناس أن م يطعمون‬
‫من تركة اليت أو من مالم ومن بعض تركة اليت"‪ .‬فنقول إن بعض العلماء‬
‫القائلي بذا التفصيل والتقسيم وكذلك القائلون بالطلق فالميع ليس لم‬
‫على ما يقولونه دليل ول تعليل‪ ،‬وإنا ذلك مرد آراء هي عند النصاف ل‬
‫ت صدر عن عا مي فضل عن عال‪ .‬وأع ظم من ذلك قول ال سائل‪" :‬وبعض هم‬
‫يقول حرام إن كان بضرة النازة أي ف ملس واحد وإل فل"‪ .‬فهذا القول‬
‫من العجائب والغرائب أن يصدر من شخص يقال إنه من العلماء‪ .‬وقد قال‬
‫ب هَذَا َحلَ ٌل َوهَذَا َحرَا مٌ‬
‫ال تعال‪{ :‬وَلَ َتقُولُواْ لِمَا تَ صِفُ أَلْ سَِنُتكُ ُم الْكَذِ َ‬
‫ّلَتفْتَرُوْا عَلَى اللّ ِه الْكَذِبَ ِإنّ الّذِي َن َي ْفتَرُونَ عَلَى الِ الْكَذِبَ َل ُيفْلِحُونَ‪َ .‬متَاعٌ‬
‫قَلِي ٌل وََلهُ ْم عَذَابٌ أَلِيمٌ}‪ .‬عافانا ال تعال من ذلك وجنبنا أسباب الهالك‪.‬‬
‫وأ ما كون الولي مة أو بعض ها من تر كة ال يت‪ ،‬فإذا كا نت بر ضا الور ثة‬
‫البالغ ي و من ن صيبهم فل ما نع من ذلك ك ما قدم نا‪ ،‬لن التر كة ب عد وفاة‬
‫اليت هي ملك الورثة‪ ،‬فلهم أن يطعموا منها أو من غيها‪ .‬هذا ما تيسر ل‬
‫من الواب باختصار‪ .‬ومن أراد الزيد فعليه بالرسالة الذكورة آنفا‪ ،‬فإن فيها‬
‫ما يك في ويش في‪ .‬ون سأل ال تعال أن يعل نا م ن ي ستمعون القول فيتبعون‬
‫أح سنه‪ ،‬ول يعل نا م ن يقفون ما ل يس ل م به علم‪ .‬و صلى ال على سيدنا‬
‫ممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا والمد ل رب العالي‪.‬‬

‫(السؤال الرابع)‪ :‬لزيد على عمرو ديون كثية بلغت نصاب الزكاة فإذا‬
‫حال علي ها الول ق بل حلول ال جل ف هل على عمرو إخراج الزكاة‪ ،‬لن له‬
‫مال كثيا بطريق الستدانة‪ ،‬وكذلك زيد هل يب عليه أن يرج الزكاة فإن‬
‫له مال يبلغ النصاب وإن ل يكن بيده ؟‪.‬‬
‫(الواب) حيمث كان الال كمما شرحمه السمائل وجمب على عمرو‬
‫إخراج زكاة ما بيده من الديون عند تام الول على أظهر القوال‪ .‬وأما على‬
‫الدائن الذي هو ز يد فف يه تف صيل‪ .‬فإن كان الد ين ماش ية أو غ ي لزم فل‬
‫ت ب عل يه زكا ته‪ ،‬وإن كان عر ضا للتجارة أو نقدا فإن كان حال ابتداء أو‬
‫انتهاء أي بلول الجمل وتيسمر أخذه ممن الديمن وجبمت عليمه تزكيتمه فم‬
‫الال‪ .‬وإن كان مؤجل كما ف صورة السؤال وتيسر أخذه كذلك فحكمه‬
‫كالال الغصموب ممن مالكمه على العتممد‪ ،‬فل تبم عليمه تزكيتمه وإخراج‬
‫الزكاة عنه حت يعود إليه‪ ،‬فإذا عاد إليه زكاه للحوال الاضية‪ .‬وهذه السألة‬
‫م المام النووي ف النهاج‪ ،‬ونمص عبارتمه‪" :‬والديمن إن كان‬ ‫بتمامهما ذكره ا‬
‫ماشية أو غي لزم كمال كتابة فل زكاة أو عر ضا أو نقدا فكذا ف القدي‪.‬‬
‫وفم الديمد إن كان حال وتعذر أخذه لعسمار أو غيه فكمغصموب‪ ،‬وإن‬
‫تيسر وجبت تزكيته ف الال‪ ،‬أو مؤجل فالذهب أنه كمغصوب‪ ،‬وقيل أنه‬
‫يب دفعها قبل قبضه‪ ،‬ول ينع الدين وجوبا ف أظهر القوال" إهم‪ .‬وف‬
‫شرح التحريمر فم بيان اجتماع زكاتيم فم مال واحمد‪ :‬ج ‪ 1‬ممن حاشيمة‬
‫الشرقاوي ص ‪ 376‬ما نصه‪" :‬وزاد الصل على هذه من له نصاب وعليه‬
‫دين مثله فعلى كل من الالكي الزكاة‪ .‬وفيه نظر لن الزكاتي ل تتمعا ف‬
‫مال واحد" إهم‪ .‬قال الشرقاوي عليه والكم مسلم والنظر إنا هو ف كون‬
‫ذلك مثال لجتماعه ما ف مال وا حد‪ ،‬لن الن صاب الذكور ل يتع ي دف عه‬
‫للدائن لتعلق ح قه بالذ مة فزكا ته على مال كه وزكاة الن صاب الذي ف ذم ته‬
‫على الدائن فيجب عليه أن يزكي دينه وهو غي النصاب الذي عند الدين‪،‬‬
‫لن الثابت للدائن نظيه ل عينه" إهم‪ .‬وال أعلم بالصواب‪.‬‬

‫(ال سؤال الا مس)‪ :‬تا جر كبي عاد ته أن يؤدي الزكاة آ خر الول ك ما‬
‫هو واجبه‪ .‬مثل ف رمضان ث عرض له أمر من المور فأدى زكاة تارته قبل‬
‫آخمر الول شيئا فشيئا حتم إذا جاء آخمر الول فقمد تتم له الزكاة‪ .‬همل‬
‫وقعت الزكاة موقعها فيما ذكر ؟‪.‬‬
‫(الواب) قد تقرر ف ك تب فقهائ نا الشافع ية أن الال الول إ ما تتعلق‬
‫زكاتمه بالعيم كالنقود وإمما بالقيممة كعروض التجارة‪ ،‬فالول ل يوز ول‬
‫يزئ إخراج زكاتمه قبمل وجود سمبب وجوبام‪ ،‬وهام ملك النصماب وتام‬
‫الول‪ .‬ويوز بعمد ملك النصماب وقبمل تام الول ويكون ذلك تعجيل‬
‫للزكاة قبل الول لا صح أن ابن عباس رضي ال عنه سأل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف تعجيل صدقته قبل الول فرخص له ف ذلك رواه أبو داود‬
‫والترمذي‪ ،‬وقال الاكم صحيح السناد‪ ،‬وللقاعدة الشهية أن الق الال إذا‬
‫تعلق ب سببي جاز تقدي ه على أحده ا كتقد ي الكفارة على ال نث‪ .‬والثا ن‬
‫وهمو عروض التجارة يوز إخراج زكاتام قبمل ملك النصماب وقبمل الول‪،‬‬
‫وعللوا ذلك بأن الن صاب في ها مع تب بآ خر الول وبأن حول ا ينع قد بجرد‬
‫الشراء بنية التجارة‪ .‬وهذا كله ظاهر مصرّح به ف كتب الذهب‪.‬‬
‫وإذا علممت ذلك فنقول إن كانمت عروض التجارة للتاجمر الذكور فم‬
‫ال سؤال بل غت الن صاب ف آ خر الول وق عت الزكاة موقع ها وأجزأت ع نه‬
‫بشرو طه الت ية‪ .‬قال ف نا ية الحتاج (ج ‪ 3‬ص ‪ )139‬ما ن صه‪" :‬وخرج‬
‫بالزكاة العينيمة زكاة التجارة‪ ،‬فيجوز التعجيمل فيهما بنا ًء على مما م ّر ممن أن‬
‫الن صاب في ها مع تب بآ خر الول‪ .‬فلو اشترى عر ضا قيم ته مائة فع جل زكاة‬
‫مائتي أو قيمته مائتان فعجل زكاة أربعمائة وحال الول وهو يساوى ذلك‬
‫أجزأه وكأن م اغتفروا له تردد الن ية إذ ال صل عدم الزيادة لضرورة التعج يل‬
‫وإل ل يز تعجيل أصل‪ ،‬لنه ل يدرى ما حاله عند آخر الول" إهم‪ .‬ث‬
‫إن قولمم يوز التعجيمل فيهما ل يتقيمد بإخراج الزكاة العجلة كلهما دفعمة‬
‫واحدة ول بإخراجها تدرييا كما ف مسألتنا‪ ،‬بل كلها جائز سائغ لدخوله‬
‫ف عموم إطلقهم جواز التعجيل‪ .‬وقد تقرر أن ما دخل تت عموم كلمهم‬
‫كان منقول لم‪ ،‬فيكون ما هنا منه‪ .‬نعم لجزاء وقوع العجل زكاةً شرو طُ‬
‫ثلثمة كمما يؤخمذ ممن النهاج وشرحمه النهايمة‪ ،‬أحدهما بقاء الالك أهل‬
‫للوجوب إل آخمر الول‪ .‬ثانيهما بقاء الال إل آخره أيضما‪ .‬ثالثهما كون‬
‫القابض لا ف آخر الول مستحقا‪ .‬وال أعلم بالصواب‪.‬‬
‫(السؤال السادس)‪ :‬والد حكيم يقول ف حال حياته بحضر من أولده‬
‫بعد أن قسم أمواله لورثته بالعدل العادي وأشهد على قوله شاهدين عدلي‪.‬‬
‫يقول هذا وأشار إل ب عض أمواله الع ي ‪ -‬هذا ل ‪ -‬فت صرفوا ب عد مو ت ف‬
‫تهيز جنازت إل أربعي يوما‪ ،‬فإن فضل شيء منه فتصدقوا عن‪ .‬السؤال‪:‬‬
‫(‪)1‬لي تهيمز يصمرف ذلك الال الع ي؟ فإن التجهيمز ف عادة‬
‫أهل هذا القطر يشمل الواجب والسنة أو فعل البدعة‪ ،‬وكلها‬
‫تهيز للميت عند أهل ذلك القطر‪.‬‬
‫(‪ )2‬هل التصرف إل ما عينه الوالد موقوف على إجازة الورثة أم‬
‫ل؟‬
‫(الواب) وال الادي إل الصمواب‪ .‬اعلم أن هذه السمألة تفتقمر إل‬
‫مقدمة أمام الواب‪ ،‬وهي أن التجهيز إذا أطلق ل ينصرف إل للواجب على‬
‫ما استقر به العلمة ابن حجر ف فتاواه‪ .‬ونصه (ج ‪ 2‬ص ‪" :)13‬ول توز‬
‫الزيادة على ثوب ي ستر كل البدن إن ك فن من ب يت الال أو م ا و قف على‬
‫الكفان ك ما أف ت به ابن الصلة‪ .‬ويت مل أن يل حق به ما و قف علة ته يز‬
‫الو تى ويت مل خل فه‪ ،‬لن التجه يز ل ين صرف إل إل ما ي ب من الك فن‬
‫والد فن ونوه ا" انت هى‪ .‬و ف حاش ية ال مل على شرح الن هج ف كتاب‬
‫الفرائض عند قوله فبمؤن تهيز مونه أي من كفن وأجرة غسل وحل وحفر‬
‫وطم وحنوط انتهى‪ .‬فأجرة الطم وما قبله من المور الواجبة‪ .‬والنوط من‬
‫المور الندوبة‪ .‬وهذا عرف الشارع ف لفظة التجهيز وإنم ذكروا أن مفهوم‬
‫اللفظ إما حقيقة شرعية أو عرفية أو لغوية‪ ،‬وإنه يقدم مفهوم الول فالثانية‬
‫فالثالثة‪.‬‬
‫قال العلممة ابمن ييم فم فتاويمه ص (‪ )213‬مما حاصمله قال المام‬
‫ال سيوطي ف "ف صل تعارض العرف مع الشرع و هو ق سمان‪ ،‬أحده ا أن ل‬
‫يتعلق بالشرع ح كم فيقدم عل يه عرف ال ستعمال‪ .‬الثا ن أن يتعلق به ح كم‬
‫فيقدم الشرع على عرف ال ستعمال‪ .‬فلو حلف ل ي صلى ل ي نث إل بذات‬
‫ركوع وسمجود أو ل يصموم ل ينمث بطاق المسماك أو ل ينكمح حنمث‬
‫بالعقد ل بالوطء أو أوصى لقاربه ل تدخل ورثته" انتهى بذف‪.‬‬
‫قال الشيمخ ابمن حجمر فم فتاواه "اللفمظ ممول على عرف الخاطمب‬
‫بكسر الطاء‪ ،‬سواء ف ذلك عرف الشارع وأهل العرف واللغة‪ ،‬ففي خطاب‬
‫الشارع الحمول عليه العن الشرعي لنه عرفه‪ .‬فإن ل يكن معن شرعي أو‬
‫صرف عنه صارف فالحمول عليه العن العرف العام‪ ،‬وهو ما تعارفه جيع‬
‫الناس بأن يكون متعار فا من الطاب وي ستمر لن الظا هر إراد ته لتبادره إل‬
‫الذهان‪ .‬فإن انتفى العن العرف أو صرف عنه صارف حل اللفظ على معناه‬
‫اللغوي‪ .‬وحاصل ذلك أن ما له معن شرعي ومعن عرف ومعن لغوي يمل‬
‫أول على الشرعمي‪ ،‬وإن كان ماله إل الخيان نمله أول على العرف العام"‬
‫اهم‪.‬‬
‫قال الشيخ ممد بن سليمان حويرث ف فتاويه‪ :‬صرح أئمتنا بأن اعتبار‬
‫العرف ف الو قف والو صية في ما ل ي نص الوا قف والو صى على دخوله أو‬
‫اشترا طه ك ما هو معلوم من كلم ا بن ال صلح و صرحوا أي ضا بأن عرف‬
‫الشارع مقدم على العرف العام وعلى الع ن اللغوي إل آ خر كلم ا بن ي ي‬
‫رح ه ال تعال‪ .‬وإذا تقرر ذلك فقول ال سائل ب عد أن ق سم أمواله لورث ته إن‬
‫أراد بمه تقسميم أمواله بينهمم بطريمق البمة الشرعيمة الشتملة على الياب‬
‫والقبول وا نه أقبض ها إيا هم ف حال ال صحة فأمواله الذكورة يلك ها الور ثة‬
‫ملكا صحيحا شرعا‪.‬‬
‫قال العلممة الباجوري على ابمن قاسمم ج ‪ 2‬ص ‪" 82‬ومثلهما أي‬
‫الوصية ف السبان من الثلث تبع منجز ف مرض الوت كهبة وإبراء ووقف‬
‫وع تق بلف الن جز ف ال صحة‪ ،‬فإ نه من رأس الال‪ .‬ولو و هب ف ال صحة‬
‫وأقبمض فم الرض اعتمب ممن الثلث‪ ،‬لن البمة ل تلك إل بالقبمض فل أثمر‬
‫لتقدي البة" إهم‪.‬‬
‫وفم نايمة الحتاج ج ‪ 6‬ص ‪ 49‬فم الكلم على الوصمية للوارث مما‬
‫نصمه‪" :‬وممن الوصمية إبرائه وهبتمه والوقمف عليمه" اهمم وكتمب الشيمخ‬
‫الشبامل سي (قوله و من الو صية إبرائه) أي الوارث (قوله والو قف عل يه) أي‬
‫فتتو قف صحتها على إجازة الور ثة‪ .‬والكلم ف ال تبعات النجزة ف مرض‬
‫الوت أو العل قة به‪ .‬أ ما ما و قع م نه ف ال صحة فين فذ مطل قا وإن ق صد به‬
‫حرمان الورثة اهم‪ .‬وهذا صريح ف صحة البة على الورثة وإنا ل تعتب من‬
‫الثلث حيث وقعت منه ف الصحة وأقبضها كذلك‪ .‬وحينئذ فإذا مات الوالد‬
‫الذكور ف السؤال ول يكن له غي ذلك البعض العي فتركته هي ذلك العي‬
‫ل غ ي‪ ،‬لن التر كة هي ما خل فه ال يت من ع ي أو حق ول يلف ال يت‬
‫الذكور إل ذلك‪ .‬وقول السمائل لي تهيمز يصمرف ذلك الال العيم ؟‪.‬‬
‫الواب‪ :‬يصمرف لؤن تهيزه الواجمب ممن الكفمن وأجرة حلم وحفمر قمب‬
‫وغيها‪ ،‬ويكون كل ذلك من رأس الال ث يصرف إل ما يندب منه وإل ما‬
‫يف عل م ا جرت به العادة لمثال ذلك ال يت ف ذلك الق طر إل أربع ي يو ما‬
‫من مو ته ح يث كا نت ل م عادة ف ذلك عمل بعرف الو صى‪ .‬هذا إذا ل‬
‫يكن بدعة مرمة شرعا‪ ،‬وإل فل تصح الوصية بذلك ول تنفذ‪ .‬وكل ذلك‬
‫م ا زاد على الوا جب يع تب من ثلث التر كة‪ .‬فإذا ب قي من ذلك الثلث ش يء‬
‫ب عد الربع ي يو ما من مو ته يت صدق به عن ال يت اتبا عا لشر طه كم تقرر‪.‬‬
‫وقول السائل‪" :‬هل التصرف إل ما عينه الوالد موقوف على إجازة الورثة أم‬
‫ل ؟"‪ .‬فالواب‪ :‬أن ما يصرف لتجهيزه الواجب ل يتوقف إل إجازة الورثة‪،‬‬
‫فإن ذلك واجمب بأصمل الشرع أوصمى بمه أم ل‪ .‬وأمما الذي يصمرف إل‬
‫الندوب من التجهيز وغيه فكذلك ل يتوقف على الجازة حيث خرج من‬
‫الثلث‪ ،‬وإل فل بد من ذلك‪ .‬ومعلوم أن الجازة ل تعتب إل إذا صدرت من‬
‫الور ثة البالغ ي‪ ،‬ث ما ب قي من التر كة الذكورة ب عد تنف يذ الو صية يكون‬
‫للور ثة‪ .‬وهذا كله وإن ل أر من ي صرح ب صوص هذه ال سألة من فقهائ نا‬
‫الشافع ية ظا هر معلوم من غضون كلم هم‪ .‬وال أعلم بال صواب و صلى ال‬
‫على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه وسلم والمد ل رب العالي‪.‬‬

‫(السؤال السابع)‪ :‬رجل شافعي أراد أن يتزوج بامرأة لا أب أو غيه من‬


‫سائر الولياء وكره ذلك الشاف عي أن يعلم ولي ها بتزو جه ل ا‪ ،‬فتح يل لذلك‬
‫بتقل يد مذ هب الن في الذي ي صح النكاح عنده بغ ي ول‪ ،‬فتع قد الرأة نكاح‬
‫نف سها له أو تو كل غي ها بضور شاهد ين‪ .‬هل نقره ن ن معا شر الشافع ية‬
‫على النكاح الذكور ؟‪ .‬وهل أث ذلك الرجل ف تيله ؟‪.‬‬
‫(الواب)‪ :‬وال الل هم للصواب‪ .‬قد ذكر أئمتنا الشافعية ف كتب هم أن‬
‫يوز لن يلتزم مذهب الشافعي تقليد غي مذهبه ف أفراد السائل لضرورة أو‬
‫حاجة أو م صلحة عامة أو غيها‪ ،‬ول كن باجتماع شروطه القررة ف كتب‬
‫الفقمه‪ ،‬وأنمه ل فرق فم ذلك بيم التقليمد فم النكاح أو غيه‪ .‬وممن شروط‬
‫التقليد علمه بالسألة على مذهب من يقلده بسائر شروطها ومعتباتا‪ .‬قال‬
‫العلمة ابن يي ف أثناء جواب له‪ ،‬ونصه كما ف البغية‪" :‬ويوز التقليد ولو‬
‫ممن غيم ضرورة فم التزويمج وغيه‪ ،‬لكمن باجتماع شروطمه‪ .‬ومنهما العلم‬
‫بأركان النكاح ف مذ هب القلّد وجريا نه على مذه به ف تلك القض ية و ما‬
‫تعلق با كطلق وظهار وعدم تتبع الرخص" اهم‪ .‬وإذا علمت ذلك فنقول‬
‫‪ -‬وبال التوف يق ‪ -‬إن قلد ذلك الر جل الشاف عي المام أ با حني فة ر ضي ال‬
‫عنه ف صحة ذلك النكاح تقليدا صحيحا مستوفيا لشروطه فالنكاح صحيح‬
‫ظاهرا وباطنما‪ ،‬ول يوز لنما أن نتعرض له فم ذلك والال مما ذكمر‪ .‬وقول‬
‫السائل "وهل أث ذلك الرجل ف تيله ؟"‪ .‬فالواب‪ :‬نعم أث بذلك إن كان‬
‫تيله ل جل إبطال حق للول ف الكفاءة ول ي كن عاضل ول به ما نع من‬
‫الولية‪ .‬وإن ل يكن كذلك أو كان ف إعلمه مشقة ظاهرة واحتاجت الرأة‬
‫للنف قة فل يأ ث بذلك‪ .‬هذا ما تي سر ف الواب عن هذه ال سألة‪ .‬وال أعلم‬
‫بالصواب‪.‬‬

‫(السمؤال الثاممن)‪ :‬دائن يطالب دينمه على مدينمه مرة بعمد مرة ول يؤده‬
‫مطل حتم ثار ذلك الدائن وغضمب وقال لورثتمه إن ممت فل تطالبوه‪ ،‬وإن‬
‫أداه الدين إليكم فل تقبلوه‪ .‬فلما مات الدائن أدى دينه إل بعض ورثته‪.‬‬
‫(ال سؤال)‪ :‬ف هل للور ثة رد أدائه تنفيذا للو صية أو ل م قبوله نظرا لكون‬
‫تركة أبيهم مورثهم ؟‬
‫(الواب)‪ :‬ل أر أحدا تعرض لا نن فيه من أئمتنا الشافعية فيما علمت‪،‬‬
‫غي أن ف فتاوى العلمة ابن حجر رحه ال تعال ما يفيد صحة الوصية ولو‬
‫صدرت ف حال الغ ضب‪ .‬ف في الزء الرا بع من الفتاوى الذكورة ص ‪34‬‬
‫ما ن صه‪ :‬سئل عن امرأة تشاجرت هي وزوج ها‪ ،‬فقالت ح قي ب عد عي ن‬
‫صدقة على م سجد كذا‪ .‬ف هل هو و قف أو و صية أو نذر ؟‪ .‬فأجاب بقوله‬
‫الذي ذكروه أي فيمما إذا كان على معيم ول تقمل بعمد موتم والسمجد‬
‫الذكور مع ي‪ .‬فإذا أرادت بقول ا "ب عد عي ن" ب عد مو ت كان و صية وإن ل‬
‫تعلم إرادتا فالظاهر العمل بعرف بلدها الطرد ف الراد بتلك الكلمة إل آخر‬
‫كلممه‪ .‬فاسمتفدنا ممن عدم تعرضمه لال الرأة الوصمية فم صمورة السمؤال‬
‫و سكوته ع نه أن الو صية ت صح ف حال الغ ضب من الو صى مع ا ستيفاء‬
‫الشروط القررة‪ .‬فحينئذ فقول الدائن فم مسمألتنا "إن ممت فل تطالبوه" إل‬
‫صريح ف الوصية منه للمدين بالدين الذي عليه وإبرائه منه‪ ،‬وذلك لستناد‬
‫النهي الذكور إل ما بعد الوت‪ .‬ول يشترط القبول منه لفظا وإن كان معينا‬
‫لعدم اقتضاء الصميغة ذلك‪ ،‬كمما إذا كان الوصمى بمه إعتاقما فإنمه ل يشترط‬
‫القبول من الع بد الو صى له بالع تق‪ .‬قال ف ف تح الوهاب ج ‪ 4‬من حاش ية‬
‫الممل ص ‪ 48‬مما لفظمه‪" :‬وظاهمر أنمه ل حاجمة إل القبول فيمما لو كان‬
‫الوصى به إعتاقا‪ ،‬كأن قال أعتقوا عن فلنا بعد موت‪ .‬بلف ما لو أوصى‬
‫له برقب ته فإ نه يتاج إل ذلك لقتضاء ال صيغة له"‪ .‬وك تب ال مل "قوله فإ نه‬
‫مب‬ ‫مه ماطم‬ ‫ميغة له أي للقبول لنم‬‫يتاج إل ذلك أي للقبول لقتضاء الصم‬
‫بالو صية بلف الو صى بعتقه ليس ماطبا بالوصية" إه م‪ .‬على أن لنا قول‬
‫ضعي فا بعدم اشتراط القبول مطل قا معي نا كان الو صى له أو ج هة والكتفاء‬
‫بالخذ وعدم الرد‪ .‬وحيث قلنا إن ذلك وصية للمدين با عليه من الدين فإن‬
‫خرج ممن الثلث فذاك‪ ،‬وإل فالزائد يتوقمف على إجازة الورثمة الطلقيم‬
‫الت صرف‪ .‬وقول ال سائل "ف هل للور ثة رد أدائه تنفيذا للو صية ؟"‪ .‬فالواب‪:‬‬
‫حيث علم الدين أن اليت أو صى لم بنهي الطالبة ع نه با عليه من الد ين‬
‫فيجب عليهم رد ما أداه إليهم‪ ،‬فإن الدين سقط عنه بعد موت الوصى حيث‬
‫خرج من الثلث بناء على تلك الوصية وإن أث بطله مع قدرته على الوفاء إل‬
‫إن رد الوصية ول يقبلها فلهم قبوله حينئذ‪ ،‬ويكون الردود به من جلة تركة‬
‫اليت‪ .‬هذا هو الظاهر ف الواب‪ .‬وال أعلم بالصواب‪.‬‬

‫(السؤال التاسع)‪ :‬إل مت تطلب الصلة على اليت الغائب‪ .‬إل شهر أو‬
‫إل سنة أو إل ما ل حد له؟‬
‫(الواب)‪ :‬وال الو فق لل صواب‪ .‬قد تقرر ف ك تب أئمت نا الشافع ية أ نه‬
‫ت سن الصلة على ال يت ف القب غي ال نبياء وعلى اليت الغائب عن البلد‪.‬‬
‫ولكن إنا يسن ذلك لن كان من أهل فرضها وقت موته‪ ،‬وإل فل تسن ول‬
‫م الصملة على اليمت الغائب فظاهمر كلم‬ ‫م الدة ال ت تطلب فيه ا‬
‫تصمح‪ .‬وأم ا‬
‫إمامنما الشافعمي رحهم ال تعال عدم التقييمد بدة لن القصمود منهما الدعاء‬
‫للميت فتجوز بل تسن ولو طالت الدة‪.‬‬
‫قال فم فتمح الباري (ج ‪ 6‬ص ‪ )229‬عنمد التعرض لشرح حديمث‬
‫موت النجا شي و صلة ال نب صلى ال عل يه و سلم وأ صحابه عل يه ما ن صه‪:‬‬
‫"واستدل به على مشروعية الصلة على اليت الغائب عن البلد‪ ،‬وبذلك قال‬
‫الشاف عي وأح د وجهور ال سلف‪ ،‬ح ت قال ا بن حزم‪ :‬ل يأت عن أ حد من‬
‫الصحابة منعه‪ .‬قال الشافعي‪ :‬الصلة على اليت دعاء له‪ ،‬وهو إذا كان ملففا‬
‫ي صلي عل يه فك يف ل يد عى له و هو غائب أو ف ال قب بذلك الو جه الذي‬
‫يدعى له به وهو ملفف ؟‪ .‬وعن النفية والالكية ل يشرع ذلك‪ ،‬وعن بعض‬
‫أهل العلم إنا يوز ذلك ف اليوم الذي يوت فيه اليت أو ما قرب منه ل ما‬
‫إذا طالت الدة حكاه ابن عبد الب‪ .‬وقال ا بن حبان‪ :‬إن ا يوز ذلك ل ن كان‬
‫ف جهة القبلة‪ ،‬فلو كان بلد اليت مستدبر القبلة مثل ل يز" إل آخر ما ف‬
‫الفتح‪.‬‬
‫و ف سبل ال سلم (ج ‪ 2‬ص ‪ )101‬ع ند الكلم على شرح الد يث‬
‫الذكور ما نصه‪" :‬وفيه دللة على مشروعية صلة النازة على الغائب‪ .‬وفيه‬
‫أقوال‪ :‬الول تشرع مطل قا‪ .‬و به قال الشاف عي وأح د وغيه ا‪ .‬والثا ن من عه‬
‫مطلقا وهو للهادوية والنفية ومالك‪ .‬والثالث يوز ف اليوم الذي مات فيه‬
‫اليت أو ما قرب منه إل إذا طالت الدة" إهم‪.‬‬
‫وف حاشية المل على فتح الوهاب (ج ‪ 2‬ص ‪ )181‬ما لفظه‪" :‬ولو‬
‫صلى على من مات ف يو مه أو سنته وط هر ف أقطار الرض جاز وإن ل‬
‫يعرف عين هم‪ ،‬بل ت سن لن ال صلة على الغائب جائزة‪ ،‬وتعين هم غ ي شرط‬
‫إه م شرح الرملي‪ .‬وقول م وإن ل يعرف عين هم إل أي وينوي ال صلة على‬
‫من تصح صلته عليه‪ .‬وهذا أسهل النيات وأولها إهم برماوي" إهم كلم‬
‫ال مل رح ه ال تعال‪ .‬وك تب أي ضا ع ند قوله "وت صح على قب نب أي ولو‬
‫بعد بلى اليت" إهم‪.‬‬
‫فاستفيد من تلك النقول الصرية والنصوص الواضحة جواز الصلة على‬
‫ال يت الغائب كال صلة على ال يت ف ال قب غ ي ال نبياء‪ ،‬بل و سنية ذلك ل ا‬
‫فيها من الدعاء للميت بالرحة والغفرة ورفع الدرجات وغيها‪ ،‬وأن ذلك ل‬
‫يتقيد بدة وزمان ول بكان دون مكان على الصح من أقوال الئمة عليهم‬
‫ممن ال الرضما والرحةم‪ .‬وال سمبحانه وتعال أعلم‪ .‬وصملى ال على سميدنا‬
‫ممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا‪ .‬والمد ل رب العالي‪.‬‬

You might also like