You are on page 1of 96

/http://www.saaid.

net
‫للنساء فقط‬
‫أحكام شرعية ــ آداب إسلمية ــ نصائح وتوجيهات‬

‫إلى‬
‫الم‪ ,‬الخت‪ ,‬الزوجة‪,‬البنت‪,‬‬

‫إعداد‬
‫عبد الله بن أحمد العلف الغامدي‬
‫غفر الله له ولوالديه وللمسلمين والمسلمات‬

‫الناشر‬
‫دار الطرفين‬

‫‪2‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله الذي خلق النسان وعلمه البيان‪ ,‬والصلة والسلم على‬
‫وبعد‪,,,‬‬ ‫نبينا محمد العدنان وعلى آله وصحبه أهل اليمان‬
‫فالنساء شقائق الرحال في العبادة وهن مكلفات‪ ,‬غير أنهن يختصين‬
‫خلقِهن‪ ,‬وفي هذا العصر توجهت السهام نحوهن‪,‬‬ ‫خلقَتِهِن و ُ‬
‫بأحكام تناسب ِ‬
‫للقضاء على عفافهن وفضيلتهن ‪ ,‬وإخراجهن من بيوتهن فمن مناد‬
‫بحريتهن "زعموا" ومن مناد بالمساواة‪ ...‬وخروجها من بيتها والتحرر من‬
‫عبادتها والنحلل في مستنقعات الرذيلة والمجون‪, ...‬‬
‫وأعداء الدين الذين استهدفوا المرأة يعلمون أنها أمضى سلح‬
‫لهلك المة وتدميرها من داخلها‪ ,‬لذا علينا الحذر والتنبه لذلك‪ ,‬بحماية‬
‫أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وبناتنا من هذه الحرب الضروس الموجهة بكل‬
‫وسائل التغريب والتدمير الخلقي‪.‬‬
‫ن كما أراد لهن السلم‬ ‫ولنصن نساءنا ونحرسهن ونحميهن حتى يك ّ‬
‫قانتات صالحات تائبات عابدات مؤمنات مسلمات صائمات صادقات‪...‬‬
‫ذاكرات مستغفرات منيبات‪.‬‬
‫والدور عظيم على كل مسلم ومسلمة‪ .‬فالمرأة هي الم‪ ,‬الزوجة‪,‬‬
‫الخت‪ ,‬البنت‪.‬‬
‫ومن أفضل طرق الحماية للعفاف والحراسة للفضيلة تعليمهن أمور‬
‫الشرع وأحكامه ومقاصده وآدابه ‪ ,‬حتى تكون المرأة على علم بامور دينها‬
‫لتعيش سعيدة في دنياها ‪ ,‬وتحظى برضا ربها في اخراها ‪.‬‬
‫وفي هذا الكتاب يسر الله جمع ما تفرق في كتب شتى ومحاضرات‬
‫مختلفة ‪ ,‬من أحكام النساء الشرعية والداب السلمية وبعض النصائح و‬
‫التوجيهات ورتبت كما يلي ‪:‬‬
‫مسائل هامة في العتقاد‪.‬‬
‫صفة الوضوء والغسل‪.‬‬
‫صفة الصلة‪.‬‬
‫أحكام تختص بالمرأة في صلتها ‪.‬‬
‫أحكام الزكاة‪.‬‬
‫أذكار الصباح و المساء ‪.‬‬
‫آداب الجمعة‪.‬‬
‫رمضانيات‪.‬‬
‫من أحكام النساء في رمضان‪.‬‬
‫أحكام تختص بالمرأة في الصيام‪.‬‬
‫صفة الحج والعمرة‪.‬‬
‫الذكر والدعاء المشروع في الحج‪.‬‬
‫أحكام تختص بالمرأة في الحج والعمرة‪.‬‬
‫من أحكام النساء في الحج‪.‬‬
‫كنوز نسائية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫حتى تكتمل فرحتنا‪.‬‬
‫بسم الله أرقيك‪.‬‬
‫من أبواب الجر وكفارات الخطايا ‪.‬‬
‫الربعون النسائية‪.‬‬
‫وسائل وأفكار لدعوة النساء ‪.‬‬
‫المرأة الداعية كيف تنجح في دعوتها ‪.‬‬
‫دعوة من القلب قبل الندم ‪.‬‬

‫أهدي هذا الكتاب إلى أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وبناتنا ‪ ,‬ليزيدهن‬


‫بصيرة في الدين ويسعين في طاعة الرحمن وإنقاذ أنفسهن من النيران ‪.‬‬

‫أسأل الله تعالى أن ينفع به كل قاريء وقارئة وأن يجعله من‬


‫ن‬
‫أسباب الفوز بجنات النعيم إنه ولي ذلك والقادر عليه‪ ,‬وآخر دعوانا أ ِ‬
‫الحمد لله رب العالمين‪.‬‬

‫وكتبه‬
‫عبدالله بن أحمد آل علف الغامدي‬
‫غفرالله له ولوالديه وللمسلمين‬
‫والمسلمات‬

‫الطائف ــ وادي وج ــ في ‪8 / 1‬‬


‫‪ 1426 /‬هـ‬

‫‪4‬‬
‫عقيدة كل مسلم ‪:‬‬
‫‪ ..‬أختي المسلمة ‪ ..‬يجب علينا تعلم ومعرفة هذه المسائل والعمل بها‬
‫والدعوة إليها ثم الصبر امتثال ً لقوله تعالى ‪{ :‬والعصر* إن النسان لفي‬
‫خسر* إل الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}‬
‫‪.‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫التوحيد ‪:‬‬
‫اعتقاد أن الله سبحانه واحد في ملكه وأفعاله وواحد في ألوهيته وعبادته‪،‬‬
‫ل شريك له‪.‬‬
‫أقسام التوحيد ثلثة ‪:‬‬
‫‪1‬ـ توحيد الربوبية ‪.‬‬
‫‪2‬ـ توحيد اللوهية ‪.‬‬
‫‪3‬ـ توحيد السماء والصفات ‪.‬‬
‫توحيد الربوبية ‪:‬‬
‫وهو إفراد الله تعالى بأفعاله كالقرار بأنه الخالق الرازق المدبر ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪{ :‬الحمد لله ر ب العالمين} ‪ ،‬وقال ‪ { :‬الله الذي خلقكم ثم‬
‫رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من‬
‫شيء سبحانه وتعالى عما يشركون} ‪.‬‬
‫توحيد اللوهية ‪:‬‬
‫وهو إفراد الله بالعبادة والخلوص من الشرك ‪ .‬قال تعالى ‪{ :‬وقضى ربك‬
‫أل تعبدوا إل إياه} ‪ .‬وقال ‪{ :‬واعبدوا الله ول تشركوا به شيئاً} ‪.‬‬
‫توحيد السماء والصفات ‪:‬‬
‫هو اليمان بما أثبته الله تعالى‪ ،‬لنفسه من السماء والصفات‪ ،‬وما أثبته له‬
‫‪ ،‬بل تكييف‪ ،‬ول تمثيل ‪ ،‬ول تعطيل ‪.‬‬ ‫رسوله‬
‫قال تعالى ‪{ :‬ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} الشورى ‪.‬‬
‫وقال تعالى ‪{ :‬قل هو الله أحد} {الله الصمد} {لم يلد ولم يولد} {ولم‬
‫يكن له كفوا ً أحد} الخلص ‪.‬‬
‫ما يناقض التوحيد ‪:‬‬
‫الشرك قسمان ‪:‬‬
‫أ ـ شرك أكبر مخرج من الملة ‪ .‬ب ـ شرك أصغر منافي لكمال التوحيد ‪.‬‬
‫أ ـ الشرك الكبر ‪:‬‬
‫هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله‪ .‬قال تعالى ‪{ :‬إن الله ل يغفر‬
‫أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} النساء ‪.‬‬
‫أنواعه ‪:‬‬
‫‪1‬ـ شرك الدعاء قال تعالى ‪{ :‬فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له‬
‫الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} العنكبوت ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪2‬ـ شرك النية والرادة والقصد قال تعالى ‪{ :‬من كان يريد الحياة الدنيا‬
‫وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها ل يبخسون} ‪.‬‬
‫{أولئك الذين ليس لهم في الخرة إلى النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل‬
‫ما كانوا يعملون} هود ‪.‬‬
‫‪3‬ـ شرك الطاعة ‪ :‬قال الله تعالى {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا ً من‬
‫دون الله} التوبة ‪.‬‬
‫‪4‬ـ شرك المحبة‪ :‬قال الله تعالى {ومن الناس من يتخذ من دون الله‬
‫أندادا ً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا ً لله} البقرة ‪.‬‬
‫ب‪ /‬الشرك الصغر ‪:‬‬
‫وهو وسيلة إلى الشرك الكبر ‪.‬‬
‫كيسير الرياء‪ ،‬وقول الرجل لغيره (ما شاء الله وشئت) ‪.‬‬
‫معنى ل إله إل الله ‪:‬‬
‫معناها ل معبود بحق إل الله ‪.‬‬
‫شروطها ‪ :‬العلم ـ اليقين ـ الخلص ـ الصدق ـ المحبة ـ النقياد ـ القبول ‪.‬‬
‫الشرط الول ‪ :‬العلم بمعناها المراد منها ـ نفيا ً ‪ ،‬وإثباتا ً ـ علما ً منافياً‬
‫للجهل ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪{ :‬فاعلم أنه ل إله إل الله} محمد ‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬اليقين المنافي للشك ‪ .‬قال تعالى ‪{ :‬إنما المؤمنون‬
‫الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا} الحجرات ‪.‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬الخلص المنافي للشرك ‪ .‬قال تعالى {أل لله الدين‬
‫الخالص} الزمر وقال سبحانه (وما أمروا إل ليعبدوا الله مخلصين له‬
‫الدين حنفاء) البينة ‪.‬‬
‫الشرط الرابع ‪ :‬الصدق المنافي للكذب ‪ .‬قال تعالى {آلم * أحسب الناس‬
‫أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم‬
‫فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} العنكبوت ‪.‬‬
‫الشرط الخامس ‪ :‬المحبة لهذه الكلمة‪ ،‬ولما اقتضته ‪ ،‬ودلت عليه ‪ .‬قال‬
‫تعالى ‪{ :‬ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا ً يحبونهم كحب الله‬
‫والذين آمنوا أشد حبا ً لله} البقرة ‪.‬‬
‫الشرط السادس ‪ :‬النقياد لما دلت عليه ‪ .‬قال تعالى ‪{ :‬ومن يسلم وجهه‬
‫إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى} لقمان ‪ ،‬وقال تعالى‬
‫{وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له} الزمر ‪.‬‬
‫الشرط السابع ‪ :‬القبول لما اقتضته هذه الكلمة قول ً وعمل ً ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪{ :‬إنهم كانوا إذا قيل لهم ل إله إل الله يستكبرون * ويقولون‬
‫أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} الصافات ‪.‬‬
‫الكفر وأقسامه ‪:‬‬
‫أ ـ كفر أكبر مخرج من الملة ‪ .‬ب ـ كفر أصغر ل يخرج من الملة ‪.‬‬
‫أ ـ الكفر الكبر ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫ينافي اليمان بالكلية‪ ،‬كإنكار الكتب أو الرسل أو واحد منهم أو إنكار وجود‬
‫الجن مثل ً ‪.‬‬
‫أنواعه‪:‬‬
‫‪1‬ـ كفر الجهل والتكذيب ‪ :‬قال الله تعالى {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه‬
‫ولم يأتيهم تأويله} يونس‪ .‬وقال تعالى {الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا‬
‫به رسلنا فسوف يعلمون} غافر ‪.‬‬
‫‪2‬ـ كفر الجحود والنكار ‪ :‬قال الله تعالى عن فرعون وقومه {وجحدوا بها‬
‫واستيقنتها أنفسهم ظلما ً وعلوا} النمل‪ .‬وقال تعالى {فإنهم ل يكذبونك‬
‫ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} النعام ‪.‬‬
‫‪3‬ـ كفر العناد والستكبار ‪ :‬ككفر إبليس‪ ،‬قال الله تعالى {إل إبليس أبى‬
‫واستكبر وكان من الكافرين} البقرة ‪.‬‬
‫‪4‬ـ كفر النفاق ‪ :‬وهو إظهار السلم وإخفاء الكفر ‪ .‬قال الله تعالى ‪{ :‬إن‬
‫المنافقين في الدرك السفل من النار} [النساء] ‪ ،‬وسيأتي تفصيل أنواعه‬
‫‪.‬‬
‫‪5‬ـ كفر العراض عن دين الله‪ :‬قال الله تعالى ‪{ :‬والذين كفروا عما‬
‫أنذروا معرضون} الحقاف ‪.‬‬
‫‪6‬ـ كفر الشك والظن ‪ :‬قال الله تعالى عن صاحب الجنتين {قال ما أظن‬
‫أن تبيد هذه أبدا* وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لجدن‬
‫خيرا ً منها منقلباً* قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من‬
‫تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلً* لكنا هو الله ربي ول أشرك بربي‬
‫أحداً} الكهف ‪.‬‬
‫ب ـ الكفر الصغر ‪:‬‬
‫‪( :‬سباب المسلم فسوق وقتاله‬ ‫هو ما ينافي كمال اليمان ومنه قوله‬
‫كفر) ‪.‬‬
‫السلم ‪:‬‬
‫هو الستسلم لله بالتوحيد والنقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك‬
‫وأهله ‪.‬‬
‫أركان السلم ‪:‬‬
‫الشهادتان ـ الصلة ـ الزكاة ـ الصيام ـ الحج ‪.‬‬
‫واليمان قول وعمل يزيد وينقص ‪:‬‬
‫قول القلب‪ ،‬وهو تصديقه وإقراره‪ ،‬قال تعالى ‪{ :‬والذي جاء بالصدق‬
‫وصدق به أولئك هم المتقون} الزمر ‪.‬‬
‫عمل القلب‪ ،‬انقياده وإذعانه‪ .‬قال تعالى {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له}‬
‫الزمر ‪.‬‬
‫قول اللسان‪ ،‬وهو النطق بالشهادتين ‪ .‬قال تعالى {قولوا آمنا} البقرة‪.‬‬
‫وقال {إل من شهد بالحق} الزخرف ‪.‬‬
‫عمل اللسان والجوارح‪ ،‬فعمل اللسان كتلوة القرآن‪ ،‬وسائر الذكار‪،‬‬
‫وعمل الجوارح كالصلة والحج والجهاد‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫واليمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ‪:‬‬
‫دليل زيادته‪ ،‬قوله تعالى {ويزداد الذين آمنوا إيماناً} المدثر‪ ،‬وقال تعالى‬
‫{وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً} النفال ‪.‬‬
‫خلَقُ في جوف أحدكم‬ ‫‪( :‬إن اليمان لي َ ْ‬ ‫وأما نقصانه ‪ ،‬فمن أدلته قوله‬
‫خلَقْ الثوب‪ ،‬فاسألوا الله أن يجدد اليمان في قلوبكم) صححه‬ ‫كما ي َ ْ‬
‫الحاكم ‪.‬‬
‫أركان اليمان ‪:‬‬
‫وهي أن تؤمن ‪ :‬بالله وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر والقدر خيره‬
‫وشره من الله ‪.‬‬
‫مراتب اليمان بالقدر ‪:‬‬
‫المرتبة الولى ‪ :‬العلم ‪ ،‬قال الله تعالى ‪{ :‬لتعلموا أن الله على كل شيء‬
‫قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً} الطلق ‪.‬‬
‫المرتبة الثانية ‪ :‬الكتابة ‪ ،‬قال تعالى ‪{ :‬وكل شيء أحصيناه في إمام‬
‫مبين} يس وقال سبحانه ‪{ :‬علمها عند ربي في كتاب ل يضل ربي ول‬
‫ينسى} طه ‪ .‬المرتبة الثالثة ‪ :‬المشيئة ‪ ،‬قال تعالى ‪{ :‬وما تشاءون إل‬
‫أن يشاء الله} النسان ‪ .‬المرتبة الرابعة ‪ :‬الخلق‪ ،‬قال تعالى ‪{ :‬الله‬
‫خالق كل شيء} الزمر ‪.‬‬
‫وقال {والله خلقكم وما تعملون} الصافات ‪.‬‬
‫نواقض السلم العشرة ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الشرك بالله‪ :‬ومنه الذبح لغير الله‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪{ :‬إن الله ل‬
‫يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لم يشاء ومن يشرك بالله فقد‬
‫افترى إثما ً عظيماً} النساء ‪.‬‬
‫‪2‬ـ من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم‪ ،‬ويتوسل بهم والدليل {هؤلء‬
‫شفعاؤنا عند الله} يونس ‪.‬‬
‫‪3‬ـ من لم يكفِّر المشركين ‪ :‬أو شك في كفرهم‪ ،‬أو ص َّ‬
‫حح مذهبهم‪ ،‬فقد‬
‫كفر إجماعاً‪.‬‬
‫أفضل من هديه‪ :‬وأن حكم غيره‬ ‫‪4‬ـ من اعتقد أن غير هدي النبي‬
‫أحسن من حكمه‪ ،‬كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر ‪.‬‬
‫‪ :‬ولو عمل به {ذلك بأنهم‬ ‫‪5‬ـ من أبغض شيئا ً مما جاء به الرسول‬
‫كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} [محمد] ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ،‬أو ثوابه أو عقابه فقد كفر‬ ‫‪6‬ـ من استهزأ بشيء من دين الرسول‬
‫{ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله‬
‫كنتم تستهزئون* ل تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم‪ }...‬التوبة ‪.‬‬
‫‪7‬ـ السحر ‪ :‬ومنه الصرف ـ وهو عمل سحري يقصد منه تغيير النسان عما‬
‫يهواه‪ ،‬كصرف الرجل عن محبة زوجته إلى بغضها ـ والعطف ـ وهو عمل‬
‫سحري يقصد منه ترغيب النسان فيما ل يهواه بطرق شيطانية ـ فمن‬
‫فعله أو رضي به فقد كفر ‪.‬‬
‫‪8‬ـ مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين ‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل‬
‫تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه‬
‫منهم إن الله ل يهدي القوم الظالمين} المائدة ‪.‬‬
‫فهو كافر‬ ‫‪9‬ـ من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد‬
‫‪.‬‬
‫‪10‬ـ العراض عن دين الله تعالى ‪ :‬ل يتعلمه ول يعمل به‪ ،‬والدليل قوله‬
‫تعالى ‪{ :‬ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين‬
‫منتقمون} السجدة ‪.‬‬
‫النفاق وأنواعه ‪:‬‬
‫ب ـ نفاق عملي ‪.‬‬ ‫أ ـ نفاق اعتقادي ‪.‬‬
‫أ ـ النفاق العتقادي ‪:‬‬
‫هو أن يظهر صاحبه السلم ويبطن الكفر ‪.‬‬
‫وأنواعه ستة ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪1‬ـ تكذيب الرسول‬
‫‪.‬‬ ‫‪2‬ـ تكذيب بعض ما جاء به الرسول‬
‫‪.‬‬ ‫‪3‬ـ بغض الرسول‬
‫‪.‬‬ ‫‪4‬ـ بغض بعض ما جاء به الرسول‬
‫‪5‬ـ المسرة بانخفاض دين السلم ‪.‬‬
‫‪6‬ـ الكراهية لنتصار دين السلم ‪.‬‬
‫ب ـ أنواع النفاق العملي ‪:‬‬
‫وهي خمسة مذكورة في الحديث الشريف ‪( :‬آية المنافق ثلث‪ :‬إذا حدث‬
‫كذب‪ ،‬وإذا وعد أخلف‪ ،‬وإذا اؤتمن خان) ‪.‬‬
‫وفي رواية ‪( :‬وإذا خاصم فجر‪ ،‬وإذا عاهد غدر) ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫هذا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫خطر الشرك‬

‫اعلم يا عبد الله ـ أرشدك الله للحق ـ أن أعظم شيء نهى الله عنه‬
‫هو الشرك‪ .‬وهو أعظم ذنب عصي الله به‪ ..‬ولقد رتب الله عليه من‬
‫عقوبات الدنيا والخرة ما لم يرتبه على ذنب سواه من إباحة دماء أهله‬
‫وأموالهم وسبي نسائهم وأولدهم وعدم مغفرته من بين الذنوب إل‬
‫بالتوبة ‪ ...‬قال تعالى ‪{ :‬إن الله ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك‬
‫لمن يشاء} ‪.‬‬
‫والشرك أقبح القبح‪ ،‬وأظلم الظلم إذ مضمونه تنقيص لرب العالمين‬
‫وصرف خالص حقه لغيره وعدل غيره به؛ لن الشرك مناقض للمقصود‬
‫ف له من كل وجه وذلك غاية المعاندة لرب العالمين‬ ‫بالخلق والمر منا ٍ‬
‫والستكبار على طاعته والذل له والنقياد لمره الذي ل صلح للعالم إل‬
‫بذلك فمتى خل العالم منه خرب وقامت القيامة ‪.‬‬
‫والشرك تشبيه للمخلوق بالخالق في الخصائص اللهية‪ ،‬والشرك‬
‫إهدار لكرامة النسان وإذلل له حيث يتذلل لمخلوق من ماء مهين مثله‬
‫يخضع بين يديه ويتضرع لديه راجيا ً منه وخائفاً‪ ..‬والشرك هو أن يجعل‬
‫العبد ندّا ً لله من مخلوقاته أي مثيل ً في صرف العبادة إليه سواء صرف‬
‫كل العبادات أو بعضها ولجهل كثير ممن ينسب إلى السلم في هذا‬
‫الزمان وهو يجهل حقيقة دين السلم فهو يقع في كثير من أنواع الشرك‬
‫ب العالمين قائم بحق العبودية لله بظنه أن‬ ‫وهو يعتقد أنه موحد لله ر ّ‬
‫الشرك إنما هو عبادة الشجر والحجر ‪.‬‬
‫فمما يقع فيه بعض الناس من أمور تخرجهم من السلم بالكلية‬
‫وهم ل يدرون دعاء غير الله كدعاء الرسول أو الولي أو الجني ومنها‬
‫التوكل على غيره سبحانه وخوف السر ومنها الرجاء فيما ل يقدر عليه إل‬
‫()‬
‫كتبها الشيخ ‪ /‬عبد ال بن سفر العبدل الغامدي ـ غفر ال له ولوالديه ولشائخه وللمسلمي ـ ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫الله كمن يدعو الموات أو غيرهم راجيا ً حصول مطلوبه منهم ومنها الذبح‬
‫لغير الله كمن يذبح للجني أو للقبر أو للولي ‪ ..‬ومن الشرك الكبر النذر‬
‫لغير الله والتوبة إلى المشائخ والستعاذة والستعانة لغير الله فيما ل يقدر‬
‫ل في مخلوقاته‬ ‫عليه إل الله ومنها شرك الحلول وهو العتقاد بأن الله ح َّ‬
‫ومنها شرك التصرف كما هو اعتقاد أن بعض الولياء الذين يسمون‬
‫القطاب لهم تصرفات في الكون يدبرون أمورهم ‪.‬‬
‫وخلصة القول من صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله فهو‬
‫مشرك كالصلة والزكاة والصيام والحج والنذر والتوكل والذبح والسجود‬
‫والركوع والطواف وغير ذلك‪.‬‬
‫ومن صور الشرك التي يقع فيها الناس وهي تنافي كمال التوحيد‪:‬‬
‫الرياء اليسير وهو التصنع للمخلوق كالمسلم الذي يعمل لله ويصلي لله‬
‫ولكنه يحسن صلته وعمله ليمدحه الناس ‪ ..‬فروى المام أحمد أن رسول‬
‫قال "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الصغر الرياء" ومنه‬ ‫الله‬
‫الحلف بغير الله كمن يحلف بالمانة بالولي والنبي والشرف‪ ..‬قال رسول‬
‫الله "من حلف بغير الله فقد أشرك" (صحيح رواه أحمد) ‪.‬‬
‫والحلف بغير الله قد يكون من الشرك الكبر كذلك إذا اعتقد‬
‫الحالف تعظيم محلوفه كمن يعتقد إن الولي له تصرف يضر الحالف إذا‬
‫حلف كذبا ً ‪ ..‬ومن الشرك الشرك الخفي كقول الرجل ما شاء الله وشاء‬
‫فلن‪ ،‬ما لي إل الله وأنت ‪.‬‬
‫فعليك يا عبد الله بعد أن عرفت الشرك وبعض أنواعه وتبين لك‬
‫خطره وعظم قبحه أن تجتنب الشرك بجميع صوره وأنواعه فهو سبب‬
‫في الخلود في النار ومصدر لتعطيل العمل النافع ومصدر للمخاوف‬
‫والوهام ووكر للخرافات والباطيل ومهانة للنسانية وإفساد للمة‪ ...‬ففي‬
‫رجل فقال‪ :‬يا رسول الله ما‬ ‫صحيح مسلم عن جابر قال‪ :‬أتى النبي‬
‫الموجبتان؟ ‪ ..‬قال‪ :‬من مات ل يشرك بالله شيئا ً دخل الجنة‪ ..‬ومن مات‬
‫يشرك بالله شيئا ً دخل النار" ‪.‬‬
‫فعليك يا عبد الله أن تحقق التوحيد بتخليصه من الشرك بجميع‬
‫صوره وأنواعه والبدع والمعاصي ‪.‬‬
‫أسأل الله تعالى أن يهدينا سواء السبيل ‪.‬‬
‫وإلى رسائل قادمة في العقيدة بإذن الله نفصل فيها أنواع الشرك‬
‫وخطره وغير ذلك‪.‬‬
‫وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫صفة الوضوء والغسل ‪:‬‬
‫فرائض الوضوء ‪:‬‬
‫‪1‬ـ النية ‪ :‬وهي عزم القلب على فعل الوضوء امتثال ً لمر الله تعالى‬
‫وطلبا ً لمرضاته ‪.‬‬
‫‪2‬ـ غسل الوجه مرة واحدة ‪.‬‬
‫‪3‬ـ غسل اليدين إلى المرفقين ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪4‬ـ مسح الرأس ‪.‬‬
‫‪5‬ـ غسل الرجلين إلى الكعبين ‪.‬‬
‫‪6‬ـ الترتيب بين العضاء المغسولة ‪.‬‬
‫‪7‬ـ الموالة وهو عمل الوضوء في وقت و احد بل فاصل زمني لن‬
‫قطع العبادة بعد الشروع فيها منهي عنه ‪.‬‬

‫سنن الوضوء ‪:‬‬


‫‪1‬ـ بأن يقول عند الشروع‪ :‬بسم الله ‪.‬‬
‫‪2‬ـ السواك ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪3‬ـ غسل الكفين ثلثا في أول الوضوء ‪.‬‬
‫‪4‬ـ تخليل اللحية ‪.‬‬
‫‪5‬ـ تخليل الصابع في اليدين والرجلين ‪.‬‬
‫‪6‬ـ الغسل ثلثا ً ثلثا ً ‪.‬‬
‫‪7‬ـ التيمن وهو البداية باليمين ‪.‬‬
‫‪8‬ـ أن يقول بعد الوضوء ‪ :‬أشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له‬
‫وأشهد أن محمد عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني‬
‫من المتطهرين ‪.‬‬
‫كيفية الوضوء ‪:‬‬
‫يسمي الله تعالى فيغسل يديه ثلثا ً بنية الوضوء ثم يتمضمض‬
‫ويستنشق ثلثا ً ثم يغسل وجهه من منبت شعر رأسه إلى منتهى لحيته‬
‫طول ً ثم يغسل يده اليمنى إلى المرفق ثلثا ً ثم اليسرى ثم يمسح رأسه‬
‫واحدة ثم يمسح أذنيه ظاهرا ً وباطنا ً ثم يغسل رجله اليمنى إلى الكعب‬
‫ثلثا ً ثم اليسرى ثم يقول‪ :‬أشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له وأشهد‬
‫أن محمدا ً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من‬
‫المتطهرين ‪.‬‬
‫نواقض الوضوء ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الخارج من السبيلين (القبل والدبر) ‪.‬‬
‫‪2‬ـ النوم الثقيل المستغرق الذي ل يبقى معه إدراك ‪.‬‬
‫‪3‬ـ مس الذكر بباطن الكف والصابع ‪.‬‬
‫‪4‬ـ زوال العقل واستتاره وفقد الشعور سواء كان بالجنون أو الغماء‬
‫أو السكر أو الدواء ‪.‬‬
‫‪5‬ـ مس المرأة بشهوة ‪.‬‬
‫‪6‬ـ الردة عن السلم ‪.‬‬
‫‪7‬ـ أكل لحم البل ‪.‬‬
‫ما يجب له الوضوء‪:‬‬
‫يجب الوضوء لمور ثلثة ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الصلة فرضا ً أو نفل ً ‪.‬‬
‫‪2‬ـ الطواف بالبيت ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪3‬ـ مس المصحف ‪.‬‬
‫الغسل ‪:‬‬
‫موجبات الغسل ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الجنابة ‪ :‬وتشمل النزال وهو خروج المني بشهوة في النوم أو‬
‫اليقظة من ذكر أو أنثى وتشمل أيضا ً الجماع وهو التقاء الختانين ولو‬
‫بدون إنزال ‪.‬‬
‫‪2‬ـ انقطاع دم الحيض والنفاس ‪.‬‬
‫‪3‬ـ الموت ‪.‬‬
‫‪4‬ـ إسلم الكافر ‪.‬‬
‫فروض الغسل ‪:‬‬
‫‪1‬ـ النية ‪.‬‬
‫‪2‬ـ تعميم سائر الجسد بالماء ‪.‬‬
‫‪3‬ـ تخليل الشعر ‪.‬‬
‫سنن الغسل ‪:‬‬
‫‪1‬ـ التسمية ‪.‬‬
‫‪2‬ـ غسل الكفين ابتداء ثلث مرات ‪.‬‬
‫‪3‬ـ البدء بغسل الفرج وإزالة الذى ‪.‬‬
‫‪4‬ـ الوضوء قبل الغسل ‪.‬‬
‫كيفية الغسل ‪:‬‬
‫أن يقول بسم الله ناويا ً رفع الحدث ثم يغسل كفيه ثلثا ً ثم يستنجي‬
‫فيغسل ما بفرجه من أذى ثم يتوضأ وضوءا ً كامل ً ثم يغسل رأسه مع أذنيه‬
‫ثلثا ً ثم يفيض الماء على شقه اليمن ثم اليسر ‪.‬‬
‫ما يحرم على الجنب‪:‬‬
‫‪1‬ـ الصلة مطلقا ً فرضا ً أو نفل ً ‪.‬‬
‫‪2‬ـ مس المصحف ‪.‬‬
‫‪3‬ـ الطواف بالكعبة ‪.‬‬
‫‪4‬ـ قراءة القرآن ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫‪:‬‬ ‫صفة الصلة‬
‫‪:‬‬ ‫كيفية صلة النبي‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬والصلة والسلم على عبده ورسوله محمد وآله‬
‫وصحبه ‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫أردت تقديمها إلى‬ ‫فهذه كلمات موجزة في بيان صفة صلة النبي‬
‫في‬ ‫كل مسلم ومسلمة؛ ليجتهد كل من يطلع عليها في التأسي به‬
‫()‬
‫للشيخ‪ /‬عبد العزيز بن باز ـ رحه ال ـ ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪13‬‬
‫‪" :‬صلوا كما رأيتموني أُصلي" [رواه البخاري] ‪ .‬وإلى‬ ‫ذلك؛ لقوله‬
‫القارئ بيان ذلك ‪:‬‬
‫‪1‬ـ يسبغ الوضوء‪ ،‬وهو أن يتوضأ كما أمره الله‪ ،‬عمل ً بقوله سبحانه وتعالى‬
‫‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى‬
‫المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين} [المائدة‪ . ]6:‬وقول‬
‫‪" :‬ل تُقبل صلة بغير طهور‪ ،‬ول صدقة من غلول" [رواه مسلم‬ ‫النبي‬
‫للذي أساء صلته ‪" :‬إذا قمت إلى الصلة فاسبغ‬ ‫في صحيحه] ‪ .‬وقوله‬
‫الوضوء" ‪.‬‬
‫‪2‬ـ يتوجه المصلي إلى القبلة ـ وهي الكعبة ـ أينما كان بجميع بدنه‪ ،‬قاصداً‬
‫بقلبه فعل الصلة التي يريدها من فريضة أو نافلة‪ ،‬ول ينطق بلسانه‬
‫بالنية؛ لن النطق باللسان غير مشروع‪ ،‬لكون النبي لم ينطق بالنية ول‬
‫‪.‬‬ ‫أصحابه‬
‫ويسن أن يجعل له سترة يصلي إليها إن كان إماما ً أو منفرداً؛ لمر‬
‫بذلك‪.‬‬ ‫النبي‬
‫واستقبال القبلة شرط في الصلة إل في مسائل مستثناة معلومة‬
‫موضحة في كتب أهل العلم ‪.‬‬
‫‪3‬ـ يكبر تكبيرة الحرام فيقول ‪( :‬الله أكبر) ناظرا ً ببصره إلى محل‬
‫سجوده ‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪4‬ـ يرفع يديه عند التكبير إلى حذو منكبيه‪ ،‬أو إلى حيال أذنيه‪.‬‬
‫‪5‬ـ يضع يديه على صدره‪ ،‬اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد؛‬
‫لثبوت ذلك من حديث وائل بن حجر و قبيصة بن هلب الطائي عن أبيه‬
‫رضي الله عنهما ‪.‬‬
‫‪6‬ـ يسن أن يقرأ دعاء الستفتاح وهو ‪" :‬اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما‬
‫باعدت بين المشرق والمغرب‪ ،‬اللهم نقِّني من خطاياي كما يُنَقَّى الثو ُ‬
‫ب‬
‫سلني من خطاياي بالماء والثلج والبَردَ" متفق‬ ‫البيض من الدنس‪ .‬اللهم اغ ِ‬
‫‪.‬‬ ‫عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي‬
‫ـ وإن شاء قال بدل ً من ذلك‪" :‬سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬وتبارك اسمك‬
‫ك‪ ،‬ول إله غيرك" لثبوت ذلك عن النبي ‪ ،‬وإن أتى بغيرهما‬ ‫وتعالى جد ُّ َ‬
‫من الستفتاحات الثابتة عن النبي ‪ ،‬فل بأس ‪ ،‬والفضل أن يفعل هذا‬
‫تارة وهذا تارة؛ لن ذلك أكمل في التباع‪.‬‬
‫ثم يقول‪" :‬أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‪ ،‬بسم الله الرحمن الرحيم" ‪.‬‬
‫ويقرأ سورة الفاتحة‪ ،‬لقوله ‪" :‬ل صلة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" ‪.‬‬
‫ويقول بعدها ‪" :‬آمين" جهرا ً في الصلة الجهرية وسرا ً في الصلة‬
‫السرية‪ ،‬ثم يقرأ ما تيسر من القرآن‪ ،‬والفضل أن تكون القراءة في‬
‫الظهر والعصر والعشاء من أوساط المفصل‪ ،‬وفي الفجر من طواله‪،‬‬
‫وفي المغرب من قصاره‪ ،‬وفي بعض الحيان من طواله أو أوساطه ـ‬

‫‪14‬‬
‫‪ ،‬ويشرع أن تكون العصر‬ ‫أعني في المغرب ـ كما ثبت ذلك عن النبي‬
‫أخف من الظهر ‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪7‬ـ يركع مكبرا ً رافعا ً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه‪ ،‬جاعل ً رأسه حيال‬
‫ظهره‪ ،،‬واضعا ً يديه على ركبتيه‪ ،‬مفرقا ً أصابعه‪ ،‬ويطمئن في ركوعه‬
‫ويقول ‪" :‬سبحان ربي العظيم" ‪ .‬والفضل أن يكررها ثلثا ً أو أكثر‪،‬‬
‫ويستحب أن يقول مع ذلك ‪" :‬سبحانك اللهم ربنا وبحمدك‪ ،‬اللهم اغفر‬
‫لي"‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪8‬ـ يرفع رأسه من الركوع ‪ ،‬رافعا ً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلً‪:‬‬
‫"سمع الله لمن حمده" ‪ .‬إن كان إماما ً أو منفرداً‪ ،‬ويقول حال قيامه ‪:‬‬
‫"ربنا ولك الحمد حمدا ً كثيرا ً طيبا ً مباركا ً فيه‪ ،‬ملء السموات وملء‬
‫الرض‪ ،‬وملء ما شئت من شيء بعد" ‪.‬‬
‫ُّ‬
‫وإن زاد بعد ذلك ‪" :‬أهل الثناء والمجد‪ ،‬أحقّ ما قال العبد‪ ،‬وكلنا لك‬
‫معطي لما منعت‪ ،‬ول ينفع ذ الجد منك‬ ‫عبد‪ ،‬اللهم ل مانع لما أعطيت ول ُ‬
‫في بعض الحاديث‬ ‫الجد" ‪ .‬فهو حسن؛ لن ذلك قد ثبت عن النبي‬
‫الصحيحة ‪.‬‬
‫ً‬
‫أما إن كان مأموما فإنه يقول عند الرفع ‪" :‬ربنا ولك الحمد" إلى آخر‬
‫ما تقدم‪ .‬ويستحب أن يضع كل منهم يديه على صدره‪ ،‬كما فعل في قيامه‬
‫من حديث وائل بن‬ ‫قبل الركوع؛ لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي‬
‫حجر‪ ،‬وسهل بن سعد رضي الله عنهما‪.‬‬
‫مكبِّرا ً واضعا ً ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك‪ ،‬فإن شقَّ عليه قدَّم‬ ‫‪9‬ـ يسجد ُ‬
‫يديه قبل ركبتيه‪ ،‬مستقبل ً بأصابع رجليه ويديه القبلة‪ ،‬ضاما ً أصابع يديه‪.‬‬
‫ويكون على أعضائه السبعة‪ ،‬الجبهة مع النف‪ ،‬واليدين والركبتين‪ ،‬وبطون‬
‫أصابع الرجلين‪ ،‬ويقول ‪" :‬سبحان ربي العلى" ويكرر ذلك ثلثا ً أو أكثر ‪.‬‬
‫ويستحب أن يقول مع ذلك ‪" :‬سبحانك اللهم ربنا وبحمدك‪ ..‬اللهم‬
‫‪" :‬فأما الركوع فعظ ِّموا فيه‬ ‫اغفر لي" ‪ .‬ويكثر من الدعاء؛ لقول النبي‬
‫ب‪ ،‬وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء‪ ،‬فقمن أن يستجاب لكم" ‪.‬‬ ‫الّر ّ‬
‫‪" :‬أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ فأكثروا‬ ‫وقوله‬
‫الدعاء" ‪[ .‬رواهما مسلم في صحيحه] ‪ .‬ويسأل ربه له ولغيره من‬
‫المسلمين من خيري الدنيا والخرة‪ ،‬سواء كانت الصلة فرضا ً أو نفلً‪،‬‬
‫ويجافي عضديه عن جنبيه‪ ،‬وبطنه عن فخذيه‪ ،‬وفخذيه عن ساقيه‪ ،‬ويرفع‬
‫‪" :‬اعتدلوا في السجود‪ ،‬ول يبسط‬ ‫ذراعيه عن الرض؛ لقول النبي‬
‫أحدكم ذراعيه انبساط الكلب" [متفق عليه] ‪.‬‬
‫‪10‬ـ يرفع رأسه مكبراً‪ ،‬ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها‪ ،‬وينصب‬
‫رجله اليمنى‪ ،‬ويضع يديه على فخذيه وركبتيه‪ ،‬ويقول ‪" :‬رب اغفر لي‪ ،‬رب‬
‫اغفر لي‪ ،‬رب اغفر لي‪ ،‬اللهم اغفر لي‪ ،‬وارحمني‪ ،‬واهدني‪ ،‬وارزقني‪،‬‬
‫وعافني‪ ،‬واجبرني" ‪ .‬ويطمئن في هذا الجلوس حتى يرجع كل فقار إلى‬

‫‪15‬‬
‫كان يطيل اعتداله بعد الركوع‬ ‫مكانه كاعتداله بعد الركوع؛ لن النبي‬
‫وبين السجدتين‪.‬‬
‫‪11‬ـ يسجد السجدة الثانية مكبراً‪ ،‬ويفعل فيها كما فعل في السجدة الولى‬
‫‪.‬‬
‫‪12‬ـ يرفع رأسه مكبراً‪ ،‬ويجلس جلسة خفيفة مثل جلوسه بين السجدتين‪،‬‬
‫وتسمى جلسة الستراحة‪ ،‬وهي مستحبة في أصح قولي العلماء‪ ،‬وإن‬
‫تركها فل حرج‪ ،‬وليس فيها ذكر ول دعاء‪ ،‬ثم ينهض قائما ً إلى الركعة‬
‫الثانية معتمدا ً على ركبتيه إن تيسر ذلك‪ ،‬وإن شقَّ عليه اعتمد على‬
‫الرض بيديه‪ ،‬ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر له من القرآن بعد الفاتحة‪ .‬كما‬
‫سبق في الركعة الولى ‪.‬‬
‫حذ ّر أمته من ذلك‪،‬‬ ‫ول يجوز للمأموم مسابقة إمامه؛ لن النبي‬
‫وتكره موافقته للمام‪ ،‬والسنة له أن تكون أفعاله بعد إمامه من دون‬
‫جعل المام ليؤتم به‪ ،‬فل‬ ‫‪" :‬إنما ُ‬ ‫تراٍخ‪ ،‬وبعد انقطاع صوته‪ ،‬لقول النبي‬
‫تختلفوا عليه‪ ،‬فإذا كبّر فكبّروا‪ ،‬وإذا ركع فاركعوا‪ ،‬وإذا قال سمع الله لمن‬
‫حمده فقولوا‪ :‬ربنا ولك الحمد‪ ،‬وإذا سجد فاسجدوا" الحديث متفق عليه ‪.‬‬
‫‪13‬ـ إذا كانت الصلة ثنائية ـ أي ركعتين ـ كصلة الفجر والجمعة والعيد‪،‬‬
‫جلس بعد رفعه من السجدة الثانية ناصبا ً رجله اليمنى‪ ،‬مفترشا ً رجله‬
‫اليسرى‪ ،‬واضعا ً يده اليمنى على فخذه اليمنى‪ ،‬قابضا ً أصابعه كلّها إل‬
‫السبابة فيشير بها إلى التوحيد عند ذكر الله سبحانه وعند الدعاء‪ ،‬وإن‬
‫قبض الخنصر والبنصر من يده‪ ،‬وحلق إبهامها مع الوسطى‪ ،‬وأشار‬
‫‪ ،‬والفضل أن يفعل هذا‬ ‫بالسبابة فحسن؛ لثبوت الصفتين عن النبي‬
‫تارة‪ ،‬وهذا تارة‪ ،‬ويضع يده اليسرى على فخذه اليسرى وركبته‪ ،‬ثم يقرأ‬
‫التشهد في هذا الجلوس وهو ‪" :‬ألتحيات لله‪ ،‬والصلوات والطيبات‪،‬‬
‫السلم عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته‪ ،‬السلم علينا وعلى عباد الله‬
‫الصالحين‪ ،‬أشهد أن ل إله إل الله‪ ،‬وأشهد أن محمدا ً عبده رسوله" ثم‬
‫ل على محمد‪ ،‬وعلى آل محمد‪ ،‬كما صليت على إبراهيم‪،‬‬ ‫يقول ‪" :‬اللهم ص ّ‬
‫وآل إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد‪ ،‬وبارك على محمد‪ ،‬وعلى آله محمد‪ ،‬كما‬
‫باركت على إبراهيم‪ ،‬وآل إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد" ‪.‬‬
‫ويستعيذ بالله من أربع فيقول ‪" :‬اللهم إني أعوذ بك من عذاب‬
‫جهنم‪ ،‬ومن عذاب القبر‪ ،‬ومن فتنة المحيا والممات‪ ،‬ومن فتنة المسيح‬
‫الدجال" ‪.‬‬
‫ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والخرة‪ ،‬وإذا دعا لوالديه أو‬
‫غيرهما من المسلمين فل بأس‪ ،‬سواء كانت الصلة فريضة أو نافلة‬
‫َ‬
‫في حديث ابن مسعود لما عل ّمه التشهد ‪" :‬ثم ليتخيَّر‬ ‫لعموم قول النبي‬
‫من الدعاء أعجبه إليه فيدعو" وفي لفظ آخر ‪" :‬ثم ليتخيَّر من المسألة ما‬
‫م جميع ما ينفع العبد في الدنيا والخرة‪ ،‬ثم يسلم على‬ ‫شاء"‪ ،‬وهذا يع ُّ‬
‫يمينه وشماله قائل ً ‪" :‬السلم عليكم ورحمة الله‪ ...‬السلم عليكم ورحمة‬
‫الله"‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪14‬ـ إن كانت الصلة ثلثية كالمغرب ‪ ،‬أو رباعية كالظهر والعصر والعشاء‪،‬‬
‫‪ ،‬ثم ينهض قائماً‬ ‫فإنه يقرأ التشهد المذكور آنفاً‪ ،‬مع الصلة على النبي‬
‫معتمدا ً على ركبتيه‪ ،‬رافعا ً يديه إلى حذو منكبيه‪ ،‬قائل ً ‪" :‬الله أكبر"‬
‫ويضعهما ـ أي يديه ـ على صدره كما تقدم‪ ،‬ويقرأ الفاتحة فقط‪.‬‬
‫وإن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر زيادة على الفاتحة في بعض‬
‫من حديث أبي‬ ‫ل على ذلك عن النبي‬ ‫الحيان فل بأس؛ لثبوت ما يد ّ‬
‫بعد التشهد الول فل‬ ‫سعيد رضي الله عنه‪ ،‬وإن ترك الصلة على النبي‬
‫بأس؛ لنه مستحب وليس بواجب في التشهد الول‪ ،‬ثم يتشهد بعد الثالثة‬
‫من المغرب‪ ،‬وبعد الرابعة من الظهر والعصر والعشاء‪ ،‬ويصلي على النبي‬
‫‪ ،‬ويتعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر‪ ،‬ومن فتنة المحيا‬
‫والممات‪ ،‬وفتنة المسيح الدجال ‪ .‬ويكثر من الدعاء‪ ،‬ومن الدعاء المشروع‬
‫في هذا الموضع وغيره‪" :‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‪،‬‬
‫وقنا عذاب النار" لما ثبت عن أنس رضي الله عنه قال ‪ :‬كان أكثر دعاء‬
‫‪" :‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‪ ،‬وقنا عذاب النار"‬ ‫النبي‬
‫كما تقدم ذلك في الصلة الثنائية ‪.‬‬
‫لكن يكون في هذا الجلوس متوركا ً واضعا ً رجله اليسرى تحت رجله‬
‫اليمنى‪ ،‬ومقعدته على الرض‪ ،‬ناصبا ً رجله اليمنى‪ ،‬لحديث أبي حميد في‬
‫ذلك‪ .‬ثم يسلم عن يمينه وشماله‪ ،‬قائل ً ‪" :‬السلم عليكم ورحمة الله ‪...‬‬
‫السلم عليكم ورحمة الله" ‪.‬‬
‫ويستغفر الله ثلثا ً ويقول ‪" :‬اللهم أنت السلم‪ ،‬ومنك السلم‪،‬‬
‫تباركت يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬ل إله إل الله وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك‬
‫وله الحمد‪ ،‬وهو على كل شيء قدير‪ ،‬ل حول ول قوة إل بالله‪ ،‬اللهم ل‬
‫معطي لما منعت‪ ،‬ول ينفع ذا الجد ّ منك الجدّ‪ ،‬ل إله‬ ‫مانع لما أعطيت‪ ،‬ول ُ‬
‫إل الله‪ ،‬ول نعبد إل إيّاه‪ ،‬له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن‪ ،‬ل إله إل‬
‫الله‪ ،‬مخلصين له الدين ولو كره الكافرون" ‪.‬‬
‫ويسبح الله ثلثا ً وثلثين‪ ،‬ويحمده مثل ذلك‪ ،‬ويكبره مثل ذلك‪ ،‬ويقول‬
‫تمام المائة‪" :‬ل إله إل الله وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬وهو‬
‫على كل شيء قدير" ‪ .‬ويقرأ آية الكرسي‪ ،‬و"قل هو الله أحد"‪ ،‬و"قل‬
‫أعوذ برب الفلق"‪ ،‬و"قل أعوذ برب الناس" ‪ ،‬بعد كل صلة‪ .‬ويستحب‬
‫تكرار هذه السور الثلث ثلث مرات بعد صلة الفجر وصلة المغرب؛‬
‫‪ ،‬كما يستحب أن يزيد بعد‬ ‫لورود الحديث الصحيح بذلك عن النبي‬
‫الذكر المتقدم بعد صلة الفجر وصلة المغرب قول ‪" :‬ل إله إل الله وحده‬
‫ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬يُحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"‬
‫عشر مرات؛ لثبوت ذلك عن النبي ‪.‬‬
‫وإن كان إماما ً انصرف إلى الناس وقابلهم بوجهه بعد استغفاره‬
‫ثلثاً‪ ،‬وبعد قوله‪" :‬اللهم أنت السلم ومنك السلم‪ ،‬تبارك يا ذا الجلل‬
‫والكرام" ‪ .‬ثم يأتي بالذكار المذكورة‪ ،‬كما دلّت على ذلك أحاديث كثيرة‬
‫‪17‬‬
‫‪ ،‬منها حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم‪ .‬وكل‬ ‫عن النبي‬
‫هذه الذكار سنة وليست بفريضة ‪.‬‬
‫ويستحب لكل مسلم ومسلمة أن يصلي قبل صلة الظهر أربع‬
‫ركعات‪ ،‬وبعدها ركعتين‪ ،‬وبعد صلة المغرب ركعتين‪ ،‬وبعد صلة العشاء‬
‫ركعتين‪ ،‬وقبل صلة الفجر ركعتين‪ ،‬الجميع اثنتا عشرة ركعة‪ ،‬وهذه‬
‫كان يحافظ عليها في الحضر ‪.‬‬ ‫الركعات تسمى الرواتب؛ لن النبي‬
‫أما في السفر فكان يتركها إل سنة الفجر والوتر‪ ،‬فإنه كان عليه‬
‫ُ‬
‫ة‪ ،‬لقول‬ ‫سوةٌ حسن َ ٌ‬‫الصلة والسلم يحافظ عليهما حضرا ً وسفراً‪ ،‬ولنا فيه أ ْ‬
‫الله سبحانه ‪{ :‬لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} [الحزاب‪]21 ،‬‬
‫‪ ،‬وقوله عليه الصلة والسلم‪" :‬صلوا كما رأيتموني أصلي" رواه البخاري ‪.‬‬
‫والفضل ‪ :‬أن تُصلى هذه الرواتب والوتر في البيت‪ ،‬فإن صلها في‬
‫‪" :‬أفضل صلة المرء في بيته إل الصلة‬ ‫المسجد فل بأس؛ لقول النبي‬
‫المكتوبة" متفق على صحته‪.‬‬
‫والمحافظة على هذه الركعات من أسباب دخول الجنة؛ لما ثبت في‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬عن أم حبيبة رضي الله عنها أنها قالت ‪ :‬سمعت رسول‬
‫يقول ‪" :‬ما من عبد ٍ مسلم ٍ يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة‬ ‫الله‬
‫سرها المام‬ ‫تطوعا ً غير فريضة إل بنى الله له بيتا ً في الجنّة" ‪ ،‬وقد ف ّ‬
‫الترمذي في روايته لهذا الحديث بما ذكرنا ‪.‬‬
‫وإن صلى أربع ركعات قبل صلة العصر‪ ،‬واثنتين قبل صلة‬
‫‪" :‬رحم الله امرءاً‬ ‫المغرب‪،‬واثنتين قبل صلة العشاء فحسن؛ لقوله‬
‫صلى أربعا ً قبل العصر" رواه أحمد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والترمذي وحسنه‪ ،‬وابن‬
‫خزيمه وصححه‪ ،‬وإسناده صحيح‪ ،‬ولقوله عليه الصلة والسلم ‪" :‬بين كل‬
‫آذنين صلة بين كل آذانين صلة" ثم قال في الثالثة ‪" :‬لمن شاء" رواه‬
‫البخاري ‪.‬‬
‫‪" :‬من‬ ‫وإن صلى أربعا ً بعد الظهر وأربعا ً قبلها فحسن؛ لقوله‬
‫حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حَّرمه الله تعالى على النار" رواه‬
‫م حبيبة رضي الله عنها ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫المام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح‪ ،‬عن أ ّ‬
‫والمعنى ‪ :‬أنه يزيد على السنة الراتبة ركعتين بعد الظهر ؛ لن‬
‫السنة الراتبة أربع قبلها واثنتان بعدها‪ ،‬فإذا زاد ثنتين بعدها حصل ما ذكر‬
‫من حديث أم حبيبة رضي الله عنها ‪.‬‬
‫والله ولي التوفيق ‪ ..‬وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله‬
‫وعلى آله و أصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين ‪.‬‬
‫قاله ممليه الفقير إلى ربه‬
‫عبد العزيز بن عبد الله بن باز‬
‫سامحه الله وغفر له ولوالديه‬
‫وللمسلمين‬

‫‪18‬‬
‫أحكام تختص بالمرأة في صلتها (‪: )3‬‬
‫ة لشروطها‬‫حافظي أيتها المسلمة على صلتك في أوقاتها مستوفي ً‬
‫وأركانها وواجباتها‪ .‬يقول الله تعالى لمهات المؤمنين ‪{ :‬وأقمن الصلة‬
‫وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله} [الحزاب‪. ]33 :‬‬
‫وهذا أمٌر للمسلمات عموما ً ‪.‬‬
‫فالصلة هي الركن الثاني من أركان السلم‪ ،‬وهي عمود السلم وتركها‬
‫كفٌر يخرج من الملة‪.‬‬
‫فل دين ول إسلم لمن ل صلة له من الّرِجال والنساء ‪.‬‬
‫ي‪ :‬إضاعة لها ‪.‬‬ ‫وتأخير الصلة عن وقتها من غير عذرٍ شرع ّ‬
‫ف أضاعوا الصلة واتبعوا‬ ‫قال الله تعالى ‪{ :‬فخلف من بعدهم خل ٌ‬
‫الشهوات فسوف يلقون غياً* إل من تاب} [مريم‪. ]60، 59 :‬‬
‫وقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره عن جمٍع من أئمة المفسرين‬
‫أن معنى إضاعة الصلة إضاعة مواقيتها بأن تُصلى بعدما يخرج وقتها‪،‬‬
‫سر بأنه واد ٍ في جهنم ‪.‬‬ ‫ي الذي يلقونه بأنه الخسار‪ .‬وفُ ِّ‬ ‫سر الغ ّ‬ ‫وف َّ‬
‫وللمرأة أحكام في الصلة تختص بها عن الرجل وإيضاحها كما يلي‪:‬‬
‫شرِع َ له في رفع‬ ‫ة؛ لن الذان ُ‬ ‫ن ول إقام ٌ‬‫‪1‬ـ ليس على المرأة أذا ٌ‬
‫حان منها ‪.‬‬ ‫الصوت والمرأة ل يجوز لها رفع صوتها ول يص َّ‬
‫م فيه خلفاً" ‪.‬‬ ‫قال في "المغني" (‪" : )2/68‬ل نعل ُ‬
‫ف‪.‬‬ ‫َ‬
‫ل المرأة عورة ٌ في الصلة إل وجهها وفي كفّيها وقدميها خل ٌ‬ ‫‪2‬ـ ك ُّ‬
‫ل غير‬ ‫ل غير محرم ٍ لها‪ ،‬فإن كان يراها رج ٌ‬ ‫وذلك كلّه حيث ل يراها َر ُ‬
‫ج ٌ‬
‫محرم ٍ لها وجب عليها سترها كما يجب عليها سترها خارج الصلة عن‬
‫الرجال‪ .‬فلبد في صلتها من تغطية رأسها ورقبتها ومن تغطية بقيَّة بدنها‬
‫حتَّى ظهور قدميها‪.‬‬
‫ض ـ يعني ‪ :‬من بلغت الحيض ـ إل‬ ‫‪" :‬ل يقبل الله صلة حائ ٍ‬ ‫قال‬
‫بخمارٍ" رواه الخمسة ‪.‬‬
‫والخمار ‪ :‬ما يغط ِّي الرأس والعنق ‪.‬‬
‫أتُصلي المرأة‬ ‫وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها سألت النبي‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫في درع وخمارٍ بغير إزار؟قال ‪" :‬إذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور‬
‫قدميها" أخرجه أبو داود وصحح الئمة وقفه ‪.‬‬
‫دل الحديثان على أنه لبد في صلتها من تغطية رأسها ورقبتها كما‬
‫أفاده حديث عائشة‪ ،‬ومن تغطية بقيّة بدنها حتَّى ظهور قدميها كما أفاده‬
‫م ِ سلمة ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫حديث أ ّ‬
‫ي لجماع أهل العلم على ذلك‪.‬‬ ‫ح كشف وجهها حيث ل يراها أجنب ٌّ‬ ‫ويُبا ُ‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (‪22/113‬ـ ‪: )114‬‬
‫صلة يجوز‬ ‫ن المرأة لو صلَّت وحدها كانت مأمورة ٌ بالختمار وفي غير ال َّ‬ ‫فإ َّ‬
‫لها كشف رأسها في بيتها‪ .‬فأخذ الّزِينة في الصلة حقٌّ لله فليس لحد ٍ أن‬

‫()‬
‫تنبيهات على أحكام تتص بالؤمنات ‪ .‬للشيخ ‪ /‬صال الفوزان ـ نفع ال بعلمه ـ ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪19‬‬
‫يطوف بالبيت عريانا ً ولو كان وحده بالليل ول يصل ِّي عريانا ً ولو كان‬
‫وحده"‪.‬‬
‫ة بعورة النظر ل‬ ‫إلى أن قال ‪" :‬فليست العورة في الصلة مرتبط ً‬
‫طردا ً ول عكساً" انتهى ‪.‬‬
‫قال في "المغني" (‪" : )2/328‬وأما سائر بدن المرأة الحرة فيجب‬
‫ح صلتها إل أن يكون‬ ‫ستره في الصلة‪ ،‬وإن انكشف منه شيءٌ لم تص َّ‬
‫ي" ‪.‬‬‫ي والشافع ُّ‬ ‫ك والوزاع ُّ‬ ‫يسيرا ً ‪ .‬وبهذا قال مال ٌ‬
‫ن المرأة تجمع نفسها في الُّركوع‬ ‫‪3‬ـ ذكر في "المغني" (‪ : )2/258‬أ َّ‬
‫ة أو تسدل رجليها وتجعلهما في‬ ‫سجود بدل ً من التجافي‪ ،‬وتجلس متربِّع ً‬ ‫وال ُّ‬
‫جانب يمينها بدل ً من التورك والفتراش؛ لنه أستر لها‪.‬‬
‫ي رحمه الله‬ ‫وقال النووي في "المجموع" (‪" : )3/455‬قال الشافع ُّ‬
‫ن المرأة‬‫في المختصر‪ :‬ول فرق بين الرجال والنساء في عمل الصلة إل ّ أ َّ‬
‫ب ذلك لها في الركوع وفي‬ ‫م بعضها إلى بعض‪ ،‬وأح ّ‬ ‫ض َّ‬ ‫يُستح ُّ‬
‫ب لها أن ت َ ُ‬
‫جميع الصلة" ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫ف بين العلماء بين‬ ‫ة بإمامة إحداهن فيها خل ٌ‬ ‫‪4‬ـ صلة النساء جماع ٌ‬
‫م ورقة‬ ‫أمر أ َّ‬ ‫مانع ومجيز‪ ،‬والكثر على أنه ل مانع من ذلك؛ لن النبي‬
‫ححه ابن خزيمة‪.‬‬ ‫أن تؤم أهل دارها‪ .‬رواه أبو داود وص َّ‬
‫ـ وبعضهم يرى استحباب ذلك لهذا الحديث ‪.‬‬
‫ب‪ ،‬وبعضهم يرى أنه مكروهٌ‪ ،‬وبعضهم‬ ‫مستح ٍّ‬ ‫ـ وبعضهم يرى أنه غير ُ‬
‫ح استحبابه‪.‬‬ ‫ل الَّراج ُ‬ ‫َ‬ ‫يرى جوازه في النَّفل دون الفرض‪ .‬ولع ّ‬
‫جعُ "المغني" (‪)2/202‬‬ ‫ولمزيد من الفائدة في هذه المسألة يُرا َ‬
‫والمجموع للنووي (‪4/84‬ـ ‪. )85‬‬
‫ل غير محارم‪.‬‬ ‫وتجهر المرأة بالقراءة إذا لم يسمعها رجا ٌ‬
‫ح للنساء الخروج من البيوت للصلة مع الرجال في المساجد‬ ‫‪5‬ـ يُبَا ُ‬
‫ن في بيوتهن خيٌر له َّ‬
‫ن‬ ‫وصلته َّ‬
‫أنه قال ‪" :‬ل تمنعوا‬ ‫م في "صحيحه" عن النبي‬ ‫فقد روى مسل ٌ‬
‫إماء الله مساجد الله" ‪.‬‬
‫ن خير‬ ‫‪" :‬ل تمنعوا النساء أن يخُرجن إلى المساجد وبيوته َّ‬ ‫وقال‬
‫لهن" رواه أحمد وأبو داود‬
‫ن من أجل التستُّر‪.‬‬
‫ن فيها أفضل له َّ‬‫فبقاؤهن في البيوت وصلتُه َّ‬
‫‪6‬ـ وإذا خرجت إلى المسجد للصلة فل بُد ّ من مراعاة الداب التالية‪:‬‬
‫ـ تكون متسترة ً بالثياب والحجاب الكامل ‪:‬‬
‫قالت عائشة رضي الله عنها ‪" :‬كان النِّساءُ يصل ِّين مع رسول الله‬
‫ن ما يُعرفن من الغلس" متفق عليه ‪.‬‬ ‫ت بمروطه َّ‬ ‫ث َّ‬
‫م ينصرفن متلفعا ٍ‬
‫أن تخرج غير متطيبة ‪:‬‬
‫ت" رواه‬ ‫‪" :‬ل تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفل ٍ‬ ‫لقوله‬
‫أحمد وأبو داود‪ .‬ومعنى "تفلت" أي غير متطيبات ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪" :‬أيما‬ ‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫م وأبو داود‬ ‫ن معنا العشاء الخير" رواه مسل ٌ‬ ‫خورا ً فل تشهد َّ‬ ‫امرأة أصابت ب ُ ُ‬
‫والنسائي ‪.‬‬
‫م من حديث زينب امرأة ابن مسعود ٍ ‪":‬إذا شهدت إحداكن‬ ‫وروى مسل ٌ‬
‫المسجد فل تمس طيباً"‪.‬‬
‫قال المام الشوكاني في "نيل الوطار" (‪ 3/140‬ـ ‪" : )141‬فيه دلي ٌ‬
‫ل‬
‫ن خروج النساء إلى المساجد إنما يجوز إذا لم يصحب ذلك ما فيه‬ ‫على أ َّ‬
‫فتنة وما هو في تحريك الفتنة نحو البخور‪ .‬وقال ‪ :‬وقد حصل من الحاديث‬
‫ن ما‬ ‫ن الذن للنساء من الرجال إلى المساجد إذا لم يكن في خروجه َّ‬ ‫أ َّ‬
‫ي زينةٍ" ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫ي أو أ ِ ّ‬
‫ب أو حل ٍ ّ‬ ‫يدعو إلى الفتنة من طي ٍ‬
‫أل َّ تخرج متزينة بالثياب والحلي ‪:‬‬
‫ن رسول الله‬ ‫قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ‪" :‬لو أ َّ‬
‫ن من المسجد كما منعت بنو إسرائيل‬ ‫رأى من النساء ما رأينا لمنعه َّ‬
‫نساءها" متفق عليه ‪.‬‬
‫قال المام الشوكاني في "نيل الوطار" ـ نفس المرجع السابق ـ‬
‫على قول عائشة ‪" :‬لو رأى ما رأينا" يعني ‪ :‬من حسن الملبس والط ِّيب‬
‫والّزِينة والتبرج ‪.‬‬
‫مرِط والكسيةِ والشملت الغلظ ‪.‬‬ ‫وإنما كان النساء يخرجن من ال ُ‬
‫وقال المام ابن الجوزي رحمه الله في كتاب "أحكام النساء"‬
‫صفحة ‪" :39‬ينبغي للمرأة أن تحذر من الخروج مهما أمكنها أن سلمت‬
‫س منها‪ .‬فإذا اضطرت على الخروج بإذن‬ ‫في نفسها ما لم يسلم النَّا ُ‬
‫زوجها في هيئة رثة وجعلت طريقها في المواضع الخالية دون الشوارع‬
‫والسواق واحترزت من سماع صوتها ومشت في جانب الطريق ل في‬
‫وسطه" انتهى‪.‬‬
‫قال الُّزهري‪" :‬فنرى ذلك والله أعلم أن ذلك لكي ينفذ من ينصرف من‬
‫النساء" ‪ .‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫انظر ‪" :‬الشرح الكبير على المقنع" (‪. )1/422‬‬
‫قال المام الشوكاني في "نيل الوطار" (‪" : )2/326‬الحديث فيه أنه‬
‫يُستحب للمام مراعاة أحوال المأمومين‪ ،‬والحتياط في اجتناب ما قد‬
‫يفضي إلى المحظور واجتناب مواقع التُّهم وكراهة مخالطة الرجال للنساء‬
‫في الطرقات فضل ً عن البيوت" انتهى ‪.‬‬
‫قال المام النووي رحمه الله في "المجموع" (‪" : )3/455‬ويخالف‬
‫النساءُ الرجال في صلة الجماعة في أشياء ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬ل تتأكد في حقهن كتأكدها في الرجال ‪.‬‬
‫ن وسطهن ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬تقف إمامته ُّ‬
‫ن خلف الرجل ل بجنبه بخلف الرجل ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬تقف واحدته َّ‬
‫الرابع ‪ :‬إذا صلين صفوفا ً مع الرجال فآخر صفوفهن أفضل من‬
‫أولها" ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫م تحريم الختلط بين الرجال والنساء ‪.‬‬ ‫ومما سبق ‪ :‬يُعَل ُ‬
‫‪7‬ـ خروج النساء إلى صلة العيد ‪:‬‬
‫أن‬ ‫م ِ عطيَة رضي الله عنها قالت ‪" :‬أمرنا رسول الله‬ ‫عن أ ّ‬
‫نخرجهن في الفطر والضحى‪ ،‬العواتق والحيض وذوات الخدور‪ .‬فأما‬
‫الحيض فيعتزلن الصلة" ‪ ،‬وفي لفظ ‪" :‬المصلى ويشهدن الخير ودعوة‬
‫المسلمين" رواه الجماعة ‪.‬‬
‫قال الشوكاني ‪" :‬والحديث وما في معناه من الحاديث قاضية‬
‫ق بين البكر‬ ‫بمشروعية خروج النساء في العيدين إلى المصلى من غير فر ٍ‬
‫والثيب والشابة والعجوز والحائض وغيرها ما لم تكن معتدة أو كان‬
‫ة أو كان لها عذٌر" ‪ .‬انتهى ‪ .‬انظر (‪. )3/306‬‬ ‫خروجها فتن ً‬
‫وقال شيخ السلم ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (‪6/458‬ـ ‪:)459‬‬
‫ن صلتهن في البيوت أفضل لهن من شهود الجمعة‬ ‫"فقد أخبر المؤمنات أ َّ‬
‫ن بالخروج فيه‪.‬‬‫والجماعة إل العيد فإنه أمره َّ‬
‫َ‬
‫ب‪:‬‬ ‫ولعل ّه والله أعلم لسبا ٍ‬
‫أحدها ‪ :‬أنه في السنة مرتين فقُبِل بخلف الجمعة والجماعة ‪.‬‬
‫ن صلتها في‬ ‫ل خلف الجمعة والجماعة فإ َّ‬ ‫الثاني ‪ :‬أنه ليس له بد ٌ‬
‫بيتها الظهر هو جمعتها ‪.‬‬
‫ه بالحج من بعض‬ ‫ج إلى الصحراء لذكر الله فهو شبي ُ‬ ‫الثالث ‪ :‬أنه خرو ٌ‬
‫الوجوه‪ ،‬ولهذا كان العيد الكبر في موسم الحج موافقة للحجيج" ‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقيد الشافعية خروج النساء لصلة العيد بغير ذوات الهيئات ‪.‬‬
‫قال المام النووي في "المجموع" (‪" : )5/13‬قال الشافعي‬
‫والصحاب رحمهم الله‪ :‬يستحب للنساء غير ذوات الهيئات حضور صلة‬
‫العيد‪ .‬وأما ذوات الهيئات فيكره حضورهن" ‪.‬‬
‫ن‬
‫ب بذلةٍ ل يلبس َ‬ ‫إلى أن قال ‪" :‬وإذا خرجن استُحب خروجهن في ثيا ٍ‬
‫ن الطيب‪ .‬هذا كله‬ ‫ب أن يتنظفن بالماء‪ .‬ويُكره له ّ‬ ‫ن ويُستح ُّ‬‫ما يشهره َّ‬
‫حكم العجائز اللواتي ل يُشتهين ونحوهن‪ ،‬وأما الشابة وذات الجمال ومن‬
‫تشتهى فيُكره لهن الحضور لما في ذلك من خوف الفتنة عليهن وبهن‪.‬‬
‫ف حديث أم عطية المذكور‪ .‬قلنا ‪ :‬ثبت في الصحيحين‬ ‫فإن قيل‪ :‬هذا مخال ٌ‬
‫ما أحدث‬ ‫عن عائشة رضي الله عنها قالت ‪" :‬لو أدرك رسول الله‬
‫النساء لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل" ؛ ولن الفتن وأسباب الشر‬
‫في هذه العصار كثيرة ٌ بخلف العصر الول والله أعلم" انتهى ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وفي عصرنا أشد ‪.‬‬
‫وقال المام ابن الجوزي في كتاب "أحكام النساء" ص ‪" :38‬قلت قد‬
‫بينا أن خروج النساء مباح‪ .‬لكن إذا خيفت الفتنة بهن أو منهن فالمتناع‬
‫ن على غير ما نشأ نساء هذا‬ ‫من الخروج أفضل؛ لن نساء الصدر الول ك ُ َّ‬
‫الزمان عليه وكذلك الرجال" ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫يعني ‪ :‬كانوا على ورٍع عظيم ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وفي هذه النُقولت تعلمين أيتها الخت المسلمة أن خروجك لصلة العيد‬
‫ح به شرعا ً بشرط اللتزام والحتشام وقصد التقُّرب إلى الله ومشاركة‬
‫مسمو ٌ‬
‫المسلمين في دعواتهم وإظهار شعائر السلم ‪.‬‬
‫وليس المراد منه عرض الزينة والتعُرض للفتنة فتنبهي لذلك‪.‬‬

‫أحكام الزكاة (‪: )4‬‬


‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل نبي بعده وعلى آله‬
‫وصحبه ‪.‬‬
‫أما بعد فإن الباعث لكتابة هذه الكلمة هو النصح والتذكير بفريضة الزكاة‬
‫التي تساهل بها الكثير من المسلمين فلم يخرجوها على الوجه المشروع‬
‫مع عظم شأنها وكونها أحد أركان السلم الخمسة التي ل يستقيم بناؤه‬
‫‪( :‬بني السلم على خمس شهادة أن ل إله إل الله‬ ‫إل عليها لقول النبي‬
‫وأن محمدا ً رسول الله وإقام الصلة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج‬
‫البيت) متفق على صحته وفرض الزكاة على المسلمين من أظهر‬
‫محاسن السلم ورعايته لشئون معتنقيه لكثرة فوائدها ومسيس حاجة‬
‫الفقراء المساكين إليها فمن فوائدها تثبيت أواصر المودة بين الغني‬
‫والفقير لن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها‪ ،‬ومنها تطهير‬
‫النفس وتزكيتها والبعد بها عن خلق الشح والبخل كما أشار القرآن الكريم‬
‫إلى هذا المعنى في قوله تعالى ‪{ :‬خذ من أموالهم صدقة تطهرهم‬
‫وتزكيهم بها} ومنها تعويد المسلم صفة الجود والكرم والعطف على ذوي‬
‫الحاجة‪ ،‬ومنها استجلب البركة والزيادة‪ .‬كما قال تعالى ‪{ :‬وما أنفقتم من‬
‫في الحديث الصحيح‬ ‫شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} وقول النبي‬
‫يقول الله عز وجل {يا ابن آدم انفق ننفق عليك} إلى غير ذلك من‬
‫الفوائد الكثيرة ‪.‬‬

‫()‬
‫عبد العزيز بن عبد ال بن باز ـ رحه ال ـ ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪23‬‬
‫وقد جاء الوعيد الشديد في حق من بخل بها أو قصر في إخراجها‬
‫قال الله تعالى ‪:‬‬
‫{والذين يكنزون الذهب والفضة ول ينفقونها في سبيل الله فبشرهم‬
‫بعذاب أليم‪ .‬يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم‬
‫وظهورهم هذا ما كنـزتم لنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون} ‪ ،‬فكل مال ل‬
‫تؤدى زكاته فهو كنـز يعذب به صاحبه يوم القيامة كما دل على ذلك‬
‫أنه قال ‪( :‬ما من صاحب ذهب ول فضة ل‬ ‫الحديث الصحيح عن النبي‬
‫يؤدي حقها إل إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمى عليها‬
‫في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في‬
‫يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما‬
‫صاحب البل والبقر والغنم‬ ‫إلى الجنة وإما إلى النار ‪ ،‬ثم ذكر النبي‬
‫الذي ل يؤدي زكاتها وأخبر أنه يعذب بها يوم القيامة وصح عن رسول الله‬
‫أنه قال ‪( :‬من آتاه الله ما ل ً فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعاً‬
‫أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه (يعني شدقيه) ثم‬
‫هذه الية {ول يحسبن الذين‬ ‫يقول أنا مالك أنا كنـزك ثم تل النبي‬
‫ً‬
‫يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون‬
‫ما بخلوا به يوم القيامة} متفق عليه ‪.‬‬
‫والزكاة تجب في أربعة أصناف الخارج من الرض من الحبوب‬
‫والثمار ‪ .‬والسائمة من بهيمة النعام‪ ،‬والذهب والفضة وعروض التجارة‪.‬‬
‫ولكل من هذه الصناف الربعة نصاب محدود ل تجب الزكاة فيما دونه‬
‫فنصاب الحبوب والثمار خمسة أوسق والوسق ستون صاعا ً بصاع النبي‬
‫فيكون مقدار النصاب من التمر والزبيب والحنطة والرز والشعير‬
‫ونحوها ثلثمائة صاع بصاع النبي وهو أربع حفنات بيدي الرجل المعتدل‬
‫الخلقة إذا كانت يداه مملوءتين ‪ .‬وأما نصاب السائمة من البل والبقر‬
‫وفي‬ ‫والغنم ففيه تفصيل مبين في الحاديث الصحيحة عن رسول الله‬
‫استطاعة الراغب في معرفته سؤال أهل العلم عن ذلك ولول قصد‬
‫اليجاز لذكرناه لتمام الفائدة ‪.‬‬
‫وأما نصاب الفضة فمائة وأربعون مثقال ً ومقداره بالدرهم العربي‬
‫السعودي ستة وخمسون ريالً‪ .‬ونصاب الذهب عشرون مثقال ً ومقداره‬
‫من الجنيهات السعودية أحد عشر جنيها ً وثلثة أسباع الجنيه والواجب‬
‫فيهما ربع العشر على من ملك نصابا ً منهما أو من أحدهما وحال عليها‬
‫الحول والربح تابع للصل فل يحتاج إلى حول جديد كما أن نتاج السائمة‬
‫تابع لصله فل يحتاج إلى حول جديد إذا كان أصله نصاباً‪ .‬وفي حكم الذهب‬
‫والفضة الوراق النقدية التي يتعامل بها الناس اليوم سواء سميت درهماً‬
‫أو دينارا ً أو دولرا ً أو غير ذلك من السماء إذا بلغت قيمتها نصاب الفضة‬
‫أو الذهب وحال عليها الحول وجبت فيها الزكاة‪ ،‬ويلتحق بالنقود حلي‬
‫النساء من الذهب والفضة خاصة إذا بلغت النصاب المتقدم وحال عليها‬
‫‪24‬‬
‫الحول فإن فيها الزكاة وإن كانت معدة للستعمال أو العارية في أصح‬
‫‪( :‬ما من صاحب ذهب ول فضة ل‬ ‫قولي العلماء لعموم قول النبي‬
‫يؤدي زكاتها إل إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار) الخ الحديث‬
‫أنه رأى بيد امرأة سوارين من ذهب فقال‬ ‫المتقدم ‪ .‬ولما ثبت عنه‬
‫أتعطين زكاة هذا قالت ل قال ‪ :‬أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة‬
‫سوارين من نار فألقتهما وقالت هما لله ولرسوله أخرجه أبو داود‬
‫والنسائي بسند حسن وثبت عن أم سلمة رضي الله عنها أنها كانت تلبس‬
‫(ما بلغ أن‬ ‫أوضاحا ً من ذهب فقالت ‪ :‬يا رسول الله أكنـز هو فقال‬
‫يزكى فزكي فليس بكنـز) مع أحاديث أخرى في هذا المعنى ‪ .‬أما‬
‫العروض وهي السلع المعدة للبيع فإنها تقوّم في آخر العام ويخرج ربع‬
‫عشر قيمتها سواء كانت قيمتها مثل ثمنها أو أكثر أو أقل لحديث سمرة‬
‫يأمرنا أن نخرج الصدقة من الذي نعده للبيع رواه‬ ‫قال كان رسول الله‬
‫أبو داود ‪.‬‬
‫ويدخل في ذلك الراضي المعدة للبيع والعمارات والمكائن الرافعة‬
‫للماء وغير ذلك من أصناف السلع المعدة للبيع ‪ .‬أما العمارات المعدة‬
‫لليجار ل للبيع فالزكاة في أجورها إذا حال عليها الحول أما ذاتها فليس‬
‫فيها زكاة لكونها لم تعد للبيع وهكذا السيارات الخصوصية والتكاسي ليس‬
‫فيها زكاة إذا كانت لم تعد للبيع وإنما اشتراها صاحبها للستعمال وإذا‬
‫اجتمع لصاحب سيارة الجرة أو غيره نقود تبلغ النصاب فعليه زكاتها إذا‬
‫حال عليها الحول سواء كان أعدها للنفقة أو للتزوج أو لشراء عقار أو‬
‫لقضاء دين أو غير ذلك من المقاصد لعموم الدلة الشرعية الدالة على‬
‫وجوب الزكاة في مثل هذا والصحيح من أقوال العلماء أن الدين ل يمنع‬
‫الزكاة لما تقدم ‪ .‬وهكذا أموال اليتامى والمجانين تجب فيها الزكاة عند‬
‫جمهور العلماء إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول ويجب على أوليائهم‬
‫في‬ ‫إخراجها بالنية عنهم عند تمام الحول لعموم الدلة مثل قول النبي‬
‫حديث معاذ لما بعثه إلى أهل اليمن (إن الله افترض عليهم صدقة في‬
‫أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد في فقرائهم) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫والزكاة حق لله ل تجوز المحاباة بها لمن ل يستحقها ول أن يجلب‬
‫النسان بها لنفسه نفعا ً أو يدفع ضرا ً ول أن يقي بها ماله أو يدفع بها عنه‬
‫مذمة‪ .‬بل يجب على المسلم صرف زكاته لمستحقيها لكونهم من أهلها ل‬
‫لغرض آخر مع طيب النفس بها والخلص لله في ذلك حتى تبرأ ذمته‬
‫ويستحق جزيل المثوبة والخلف ‪.‬‬
‫وقد أوضح الله سبحانه في كتابه الكريم أصناف أهل الزكاة فقال‬
‫تعالى ‪:‬‬
‫{إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم‬
‫وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله‬
‫والله عليم حكيم} وفي ختم هذه الية الكريم بهذين السمين العظيمين‬
‫تنبيه من الله سبحانه لعباده على أنه سبحانه هو العليم بأحوال عباده ومن‬
‫‪25‬‬
‫يستحق منهم الصدقة ومن ل يستحق وهو الحكيم في شرعه وقدره فل‬
‫يضع الشياء إل في مواضعها اللئقة بها وإن خفي على بعض الناس بعض‬
‫أسرار حكمه ليطمئن العباد لشرعه ويسلموا لحكمه والله المسئول أن‬
‫يوفقنا والمسلمين للفقه في دينه والصدق في معاملته والمسابقة إلى ما‬
‫يرضيه والعافية من موجبات غضبه إنه سميع قريب وصلى الله وسلم‬
‫على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ‪.‬‬

‫فوائد الزكاة والصدقة‬


‫قد فرض الله على المؤمنين ذوي الموال الزكوية زكاة تدفع‬
‫للمحتاجين منهم‪ ،‬وللمصالح العامة النفع كما قال تعالى ‪{ :‬إنما الصدقات‬
‫للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم‪ ،‬وفي الرقاب‬
‫والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل‪ ،‬فريضة من الله والله عليم‬
‫حكيم} ‪.‬‬
‫وفي القرآن آيات كثيرة في المر بإيتاء الزكاة والنفقة مما رزق الله‬
‫والثناء على المنفقين والمتصدقين وذكر ثوابهم‪ ،‬وتواترت بذلك كله‬
‫وبين ما تجب فيه الزكاة من المواشي والحبوب‬ ‫الحاديث عن النبي‬
‫والثمار والنقود والموال المعدة للتجارة ‪ ،‬وذكر أنصابها ومقدار الواجب‬
‫منها وذكر الوعيد الشديد على مانعها‪ ،‬واتفق المسلمون على نقصان‬
‫إيمان تاركها ودينه وإسلمه‪ ،‬وإنما اختلفوا هل يكفر تاركها أم ل ‪ ،‬وذلك‬
‫لما في الزكاة والصدقة والحسان من الفوائد الضرورية والكمالية‬
‫والدينية والدنيوية فمنها أنها من أعظم شعائر الدين وأكبر براهين اليمان‪،‬‬
‫قال ‪ :‬والصدقة برهان‪ ،‬أي على إيمان صاحبها ودينه ومحبته لله إذ‬ ‫فإنه‬
‫سخى لله بماله المحبوب للنفوس ‪.‬‬
‫ومنها أنها تزكي وتنمي المعطي والمعطَى والمال الذي أخرجت‬
‫منه‪ ،‬أما تزكيتها للمعطى فإنها تزكي أخلقه وتطهره من الشح والبخل‬
‫والخلق الرذيلة ‪ ،‬وتنمي أخلقه فيتصف بأوصاف الكرماء المحسنين‬
‫الشاكرين فإنها من أعظم الشكر لله‪ ،‬والشكر معه المزيد دائماً‪ ،‬وتنمي‬
‫أيضا ً أجره وثوابه‪ ،‬فإن الزكاة والنفقة تضاعف أضعافا ً كثيرة بحسب إيمان‬
‫صاحبها وإخلصه ونفعها ووقوعها موقعها ‪ ،‬وهي تشرح الصدر وتفرح‬
‫النفس وتدفع عن العبد من البليا والسقام شيئا ً كثيراً‪ ،‬فكم جلبت من‬
‫نعمة دينية ودنيوية ‪ ،‬وكم دفعت من نقم ومكاره وأسقام ‪ ،‬وكم خففت‬
‫‪26‬‬
‫اللم وكم أزالت من عداوات وجلبت مودة وصداقات‪ ،‬وكم تسببت لدعية‬
‫مستجابة من قلوب صادقات‪ .‬وهي أيضا ً تنمي المال المخرج منه‪ ،‬فإنها‬
‫‪" :‬ما نقصت صدقة من‬ ‫تقيه الفات وتحل فيه البركة اللهية ‪ ،‬قال‬
‫مال‪ ،‬بل تزيد‪ ،‬قال تعالى ‪{ :‬وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير‬
‫أنه قال ‪ :‬ما من صباح يوم إل وينـزل‬ ‫الرازقين} وفي الصحيحين عنه‬
‫ملكان يقول أحدهما ‪ :‬اللهم أعط منفقا ً خلفاً‪ ،‬ويقول الخر ‪ :‬اللهم أع ِ‬
‫ط‬
‫ممسكا ً تلفاً‪ ،‬والتجربة تشهد بذلك فل تكاد تجد مؤمنا ً يخرج الزكاة وينفق‬
‫النفقات في محلها إل وقد صب الله عليه الرزق صباً‪ ،‬وأنزل له البركة‬
‫ويسر له أسباب الرزق ‪.‬‬
‫وأما نفعها للمعطَى فإن الله قد أمر بدفعها للمحتاجين من الفقراء‬
‫والمساكين والغارمين وفي الرقاب وللمصالح التي يحتاج المسلمون إليها‬
‫فمتى وضعت في محلها اندفعت الحاجات والضرورات واستغنى الفقراء‬
‫أو خف فقرهم وقامت المصالح النافعة العمومية‪ ،‬فأي فائدة أعظم من‬
‫ذلك وأجل‪ ،‬فلو أن الغنياء أخرجوا زكاة أموالهم ووضعت في محلها‬
‫لقامت المصالح الدينية والدنيوية وزالت الضرورات واندفعت شرور‬
‫الفقراء وكان ذلك أعظم حاجز وسد يمنع عبث المفسدين‪ ،‬ولهذا كانت‬
‫الزكاة من أعظم محاسن السلم لما اشتملت عليه من جلب المصالح‬
‫والمنافع ودفع المضار وصلى الله وسلم على نبينا محمد ‪.‬‬
‫من كتاب الرياض الناضرة للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ‪.‬‬

‫أذكار الصباح والمساء‬


‫ذكر الله طرفي النهار‪ ،‬بعد صلة الصبح وبعد صلة العصر‪.‬‬
‫َ‬
‫م… }‪.‬‬‫ي القيُّو ُ‬
‫ح ُّ‬ ‫ه ل َ إِل َ َ‬
‫ه إل ّ هُوَ ال َ‬ ‫آية الكرسي ‪ :‬الل ُ‬
‫آية الكرسي سورة البقرة ـ آية (‪ )255‬رواه النسائي وصححه اللباني (صحيح‬
‫الترغيب ص ‪ 273‬رقم ‪.)658‬‬
‫تقرأ قُل هُو الله أ َحد ‪ ،‬قُل أَع ُوذ ُ برب الفَل َق ‪ ،‬قُ ْ َ‬
‫ل أع ُوذ ُ بَِر ِّ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ ِّ‬ ‫ُ َ ٌ‬ ‫َ‬
‫س ثلث مرات حين تصح وحين تمسي تكفيك من كل شيء ‪.‬‬ ‫َ‬
‫الن ّا ِ‬
‫حسن (صحيح الترمذي ‪)3/182‬‬
‫ما من عبد ٍ يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة ‪" :‬بسم الله الذي ل يضُّر‬
‫ض وَل َ في السما ِء وهُوَ على السميعُ العلي ُ‬
‫م" ثلث‬ ‫مهِ شيءٌ في الر ِ‬ ‫معَ اس ِ‬
‫َ‬
‫ضُّره شيء‪ .‬حسن (صحيح الترمذي ‪)3/141‬‬ ‫مرات فَي َ ُ‬
‫وفي رواية أبي داود ‪" :‬لم تصبه فجأة بلءٍ" ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫معي‪ ،‬اللهُ َّ‬ ‫م ع َافِنِي في بَدَني‪ ،‬اللَّهُ َّ‬
‫اللَّهُ َّ‬
‫صري‪،‬‬
‫م عافِنِي في ب َ َ‬ ‫س ْ‬‫م عافِني في َ‬
‫ل إله إل َّ أنت" ‪.‬‬
‫ب القَبْرِ‪ ،‬لَ‬
‫ن عذا ِ‬
‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫ك من الكُفْرِ‪ ،‬والفَقْرِ‪ ،‬اللَّهُ َّ‬
‫م إني أع ُوذ ُ ب ِ َ‬ ‫م إني أع ُوذ ُ ب ِ َ‬ ‫اللَّهُ َّ‬
‫َ‬
‫ت" ثلث مرات ‪.‬‬ ‫إله إل ّ أن ْ َ‬
‫حسن (صحيح سنن أبي داود ‪)3/959‬‬

‫‪27‬‬
‫ه ول َ تَكِلْنِي إلى‬‫ح لي شأنِي كُل ّ ُ‬ ‫صل ِ ْ‬ ‫ثأ ْ‬ ‫ك أستَغِي ُ‬ ‫مت ِ َ‬
‫ح َ‬‫م بَِر ْ‬ ‫ي يا قَيو ُ‬
‫ح ُّ‬
‫"يا َ‬
‫ن" ‪.‬‬‫ة ع َي ْ ٍ‬ ‫نفسي طرفَ َ‬
‫رواه الحاكم وصححه اللباني (صحيح الترغيب ص ‪ 273‬رقم ‪)657‬‬
‫خلَقْتني وأنا ع َبْدُك‬ ‫َ‬ ‫سيد الستغفار ‪" :‬اللَّه َ َ‬
‫ت َ‬‫ه إل ّ أن ْ َ‬
‫ت َربِّي ل إل َ‬ ‫م أن ْ َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫قال‬
‫َ‬
‫ت أبُوء لك بِنعمتك وأبوءُ لك بذنبي‬ ‫(‪)5‬‬ ‫َ‬ ‫وأنا على عَهْد ِ َ‬
‫ك وَوَعْدِك ما استطعْ ُ‬
‫َ‬
‫ت"‪ ،‬إذا‬ ‫صنَع ُ‬
‫شّرِ ما َ‬ ‫ك من َ‬ ‫ت أع ُوذ ب َ‬ ‫ب إل ّ أن َ‬ ‫فاغْفر لي فإنَّه ل يَغْفر الذ ُنُو َ‬
‫قلتها حين تمسي فمت دخلت الجنة أو كنت من أهل الجنة وإذا قلتها حين‬
‫رواه البخاري (كتاب الدعوات "باب‬ ‫تصبح فمت من يومك فمثله‪.‬‬
‫ماذا يقول إذا أصبح")‬
‫ل شيءٍ ومليكه‪،‬‬‫ب ك ُ َّ‬
‫ب والشهادة‪ ،‬فاطَِر السموات والرض‪َ ،‬ر َّ‬ ‫م الغَي ْ ِ‬ ‫"اللَّه ُ َّ‬
‫م عَال ِ َ‬
‫ر الشيطان وشركِهِ وأن‬ ‫ر نفسي ومن َ‬
‫ش ِّ‬ ‫ك من ش ّ ِ‬ ‫أشهد ُ أن ل إله إل َّ أنت أع ُوذ ُ ب ِ َ‬
‫جَّرهُ إلى مسلم" ‪.‬‬‫أقترف على نفسي سوءا ً أو أ ُ‬
‫الكلم الطيب تحقيق اللباني برقم ‪ 220‬صحيح (صحيح الترمذي ‪)3/142‬‬
‫م إنِّي أسألك العَفْو‬ ‫خَرةِ‪ ،‬اللَّهُ َّ‬ ‫سألُك العافية في الدُّنيا وال ِ‬ ‫م إنِّي أ ْ‬ ‫"اللَّهُ َّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ستُْر ع َوراتي وَآ ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫مالي‪ ،‬اللَّهُ َّ‬ ‫ديني ودُنْيايَ وأهْلي و َ‬ ‫والعافية في‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ن يميني وع َ ْ‬ ‫خلْفي وَع َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م احفظني من بين يديَّ و ِ‬ ‫روعاتي(‪ ، )6‬الل ّهُ َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن تحتي" ‪ .‬صحيح (صحيح سنن‬ ‫م ْ‬ ‫ن فَوقِي وأع ُوذ ُ بعظمتك أن أغتال ِ‬ ‫م ْ‬‫مالي و ِ‬ ‫ش َ‬‫ِ‬
‫أبي داود ‪)3/957‬‬
‫شوُر" وإذا‬ ‫ت وإليك الن ُ ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫ك نَ ُ‬ ‫حيا وب َ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫ك أمسينَا وب ِ َ‬ ‫ك أصبحنا وب ِ َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫"اللَّهُ َّ‬
‫ت وَإِلي َ‬
‫ك‬ ‫ك نمو ُ‬ ‫ك نحيا وب ِ َ‬ ‫ك أصبحنا وب ِ َ‬ ‫سيْنا وب ِ َ‬‫م بك أم َ‬ ‫أمسى فليقل‪" :‬اللَّهُ َّ‬
‫المصيُر" ‪ .‬صحيح (صحيح الترمذي ‪)3/142‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫حمد ٍ وملة أبينا‬ ‫م َ‬‫صبحنا على فِطرة السلم وكلمة الخلص‪ ،‬ودين نَبِي ّنا ُ‬ ‫"أ ْ‬
‫مشركين"‪ ،‬وإذا أمسى فليقل‪:‬‬ ‫مسلما ً وما كان من ال ُ‬ ‫حنيفا ً ُ‬ ‫إبراهيم َ‬
‫مسينا على فِطرة السلم…" ‪.‬‬ ‫"أ ْ‬
‫رواه أحمد وصححه اللباني (صيح الجامع ‪)3/209‬‬
‫ه إل َّ الله وحده ل شريك له‪،‬‬ ‫مد ُ لله‪ ،‬ل َ إل َ َ‬
‫ح ْ‬ ‫ك لله‪ ،‬وال َ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫"أمسينا وأمسى ال ُ‬
‫سألُك خير ما في هذه‬ ‫بأ ْ‬‫ل شيءٍ قَديٌر‪َ ،‬ر ِّ‬ ‫مد ُ وهُو على ك ُ ِّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ملْك ول َ ُ‬
‫ه ال َ‬ ‫له ال ُ‬
‫ب أع ُوذُ‬‫ك من شّرِ هذه الليلة وشّرِ ما بعدها َر ّ‬ ‫خيَْر ما بعدَها وأع ُوذ ُ ب ِ َ‬ ‫الليلة و َ‬
‫ب في‬ ‫ب في النارِ وَعَذ َا ٍ‬ ‫ب أع ُوذ ُ بِك من عَذ َا ٍ‬ ‫سوءِ الكِبَرِ‪ ،‬ر ِّ‬ ‫سل و ُ‬ ‫ك من الك َ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ملْك لله… "‪( .‬رواه مسلم‬ ‫صبَح ال ُ‬ ‫حنَا وأ ْ‬ ‫صب َ ْ‬‫القَبْرِ" ‪ ،‬وإذا أصبح فليقل‪" :‬أ ْ‬
‫‪. )4/2089‬‬
‫حطت خطاياه ولو‬ ‫من قال ‪" :‬سبحان الله وبحمده" في يومه مائة مرة‪ُ ،‬‬
‫(رواه مسلم ‪)4/2071‬‬ ‫كانت مثل زبد البحر‪.‬‬
‫َ‬
‫من قال حين يصبح ‪" :‬ل إله إل ّ الله وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله‬
‫الحمد وهو على كل شيءٍ قدير" كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل‪،‬‬
‫وحط عنه عشر خطيئات‪ ،‬ورفع له عشر درجات وكان في حرزٍ من‬
‫()‬
‫أبوء ‪ :‬أي أقر وأعترف ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫()‬
‫أي فزعات الت تيفن أي ارفع عن كل خوف يقلقن ويزعجن ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪28‬‬
‫صحيح (صحيح سنن ابن ماجه‬ ‫الشيطان حتى يُمسي وإذا أمسى حتى يصبح‪.‬‬
‫‪)2/331‬‬
‫سي‬ ‫ن يُم ِ‬‫حي َ‬ ‫شراً‪ ،‬و ِ‬‫ح عَ ْ‬ ‫ن يُصب ُ‬ ‫ي حي َ‬‫‪" :‬من صلّى عل َّ‬ ‫قال رسول الله‬
‫َ‬
‫رواه الطبراني في الكبير‬ ‫م القِيَامة" ‪.‬‬
‫ه شفاعتي يو َ‬ ‫عشرا ً أدَْركَت ْ ُ‬
‫وحسنه اللباني (صحيح الترغيب ص ‪ 273‬رقم ‪)659‬‬
‫ما يقال صباحا ً فقط‬
‫مدَاد َ كلماتِهِ"‬‫شهِ و ِ‬ ‫سهِ وزِن َ َ‬
‫ة عَْر ِ‬ ‫مدِهِ عدد خلقِهِ وَرِضا نف ِ‬ ‫ح ْ‬
‫ن الله وب ِ َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬
‫" ُ‬
‫(رواه مسلم‬ ‫ثلث مرات‪.‬‬
‫‪)4/2090‬‬
‫ما يقال مساءً فقط‬
‫خلَقَ" ثلث مرات ‪.‬‬ ‫شّرِ ما َ‬‫ت من َ‬ ‫ت الله التَّا َّ‬
‫ما ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫"أع ُوذ ُ بِكَل ِ َ‬
‫(رواه مسلم ‪)4/2081‬‬
‫خرِ سورة البقرة في ليلةٍ كفَتَاهُ" ‪.‬‬ ‫‪" :‬من قرأ باليتين من آ ِ‬ ‫قال‬
‫(رواه البخاري ‪)6/323‬‬
‫آداب يوم الجمعة‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬القائل في محكم التنـزيل ‪{ :‬يا أيها الذين‬
‫آمنوا إذا نودي للصلة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع‬
‫ذلكم خيٌر لكم إن كنتم تعلمون} الجمعة ‪.‬‬
‫والصلة والسلم على نبينا محمد وآله وصحبه القائل ‪" :‬خير أيامكم‬
‫يوم الجمعة" رواه أبو داود‪ ،‬والقائل "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم‬
‫الجمعة" ‪ ...‬وبعد ‪:‬‬
‫فللجمعة آداب وأحكام يجب على كل مسلم العمل بها واغتنام الجر‬
‫والفضل العظيم من الله وفي هذه الرسالة نورد بعض النصوص النبوية‬
‫فيما يخص يوم الجمعة‪ ،‬دللة على الخير فالدال على الخير كفاعله‪،‬‬
‫فنقول وبالله التوفيق ‪:‬‬
‫ماذا يُقرأ في فجر الجمعة ؟‬
‫يقرأ في فجر الجمعة بسورتي {آلم* تنـزيل} السجدة ‪ ،‬و{هل‬ ‫كان‬
‫أتى على النسان} النسان‪ .‬متفق عليه ‪ .‬انظر زاد المعاد ‪.‬‬
‫فضل صلة الفجر يوم الجمعة ‪:‬‬
‫‪" :‬أفضل الصلوات عند الله صلة الصبح يوم الجمعة في جماعة"‬ ‫قال‬
‫السلسلة الصحيحة ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫فضل الصلة على النبي‬
‫ي يوم الجمعة وليلة الجمعة" رواه البيهقي ‪.‬‬
‫‪" :‬أكثروا الصلة عل ّ‬ ‫قال‬
‫خلق آدم‪ ،‬وفيه قُبض‪ ،‬وفيه‬‫‪" :‬إن أفضل أيامكم يوم الجمعة‪ ،‬فيه ُ‬ ‫قال‬
‫ي من الصلة فيه‪ ،‬فإن صلتكم معروضة‬ ‫النفخة‪ ،‬وفيه الصعقة‪ ،‬فأكثروا عل ّ‬
‫ي" رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه النووي ‪.‬‬ ‫عل ّ‬
‫‪29‬‬
‫الغسل يوم الجمعة ‪:‬‬
‫‪" :‬إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل" متفق عليه ‪.‬‬ ‫قال‬
‫فضل التطيب واللباس الحسن والخروج بسكينة والتنفّل والنصات ‪:‬‬
‫س من طيب إن كان له‪ ،‬ولبس من‬ ‫‪" :‬من اغتسل يوم الجمعة‪ ،‬وم َّ‬ ‫قال‬
‫أحسن ثيابه‪ ،‬ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد‪ ،‬ثم يركع إن بدا‬
‫له‪ ،‬ولم يؤذ أحداً‪ ،‬ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي‪ ،‬كانت كفّارة لما‬
‫بينهما" ‪.‬‬

‫فضل الغتسال‪ ،‬والسواك‪ ،‬والتطيب‪:‬‬


‫‪" :‬غسل يوم الجمعة على كل محتلم‪ ،‬وسواك‪ ،‬ويمس من‬ ‫وقال‬
‫الطيب ما قدر عليه" رواه مسلم‪.‬‬
‫فضل التبكير إلى الجمعة ‪:‬‬
‫‪" :‬إذا كان يوم الجمعة وقفت الملئكة على أبواب المسجد‪،‬‬ ‫وقال‬
‫فيكتبون الول فالول‪ ،‬فمثل المهجر إلى الجمعة كمثل الذي يهدي بَدَنة‪،‬‬
‫ثم كالذي يهدي بقرة‪ ،‬ثم كالذي يهدي كبشاً‪ ،‬ثم كالذي يهدي دجاجة‪ ،‬ثم‬
‫صحفهم‬‫كالذي يهدي بيضة‪ ،‬فإذا خرج المام وقعد على المنبر‪ ،‬طووا ُ‬
‫وجلسوا يستمعون الذكر" متفق عليه ‪.‬‬
‫مناهي في يوم الجمعة !!‬
‫‪" :‬إذا قلت لصاحبك‪ ،‬أنصت يوم الجمعة والمام يخطب فقد‬ ‫قال‬
‫لغوت" متفق عليه وزاد أحمد في روايته ‪" :‬ومن لغا فليس له في جمعته‬
‫تلك شيء" ‪.‬‬
‫يخطب‪،‬‬ ‫التأخر ‪ :‬وقد جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي‬
‫‪" :‬اجلس فقد آذيت" وفي رواية "وآنيت" أخرجه‬ ‫فقال له رسول الله‬
‫أبو داود ـ أي أبطأت وتأخرت ‪.‬‬
‫احذر ‪!...‬‬
‫‪" :‬ل يقيم َّ‬
‫ن أحدكم أخاه يوم الجمعة‪ ،‬ثم يخالف إلى مقعده فيقعد‬ ‫قال‬
‫فيه‪ ،‬ولكن يقول‪ :‬افسحوا" رواه مسلم ‪.‬‬
‫فضل قراءة سورة الكهف ‪:‬‬
‫‪" :‬من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين‬ ‫قال‬
‫الجمعتين" الحاكم والبيهقي وصححه اللباني ‪.‬‬
‫فضل التنفل يوم الجمعة ‪:‬‬
‫أنه "كان يصلي بعد الجمعة ركعتين" متفق عليه ‪.‬‬ ‫وقد ورد عن النبي‬
‫‪" :‬إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والمام يخطب فليصل ركعتين ثم‬ ‫وقال‬
‫ليجلس" ‪.‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫خطورة التخلف عن الجمعة ‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫ن الله على قلوبهم‬
‫‪" :‬لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختم ّ‬ ‫قال‬
‫ثم ليكونن من الغافلين"‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬

‫من فضائل الجمعة تكفير السيئات !!‬


‫سل واغتسل يوم الجمعة‪ ،‬وبكّر وابتكر‪ ،‬ودنا من المام‬
‫‪" :‬من غ َ ّ‬ ‫قال‬
‫فأنصت‪ ،‬كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة‪ ،‬وقيامها‪ ،‬وذلك على الله‬
‫يسير" رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن خزيمة ‪.‬‬
‫حسن الختام يوم الجمعة ‪:‬‬
‫‪" :‬ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة‪ ،‬إل ّ وقاه الله‬ ‫قال‬
‫تعالى فتنة القبر" أحمد والترمذي وصححه اللباني ‪.‬‬
‫ساعة الجابة ‪:‬‬
‫‪" :‬إن في الجمعة ساعة ل يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي‬ ‫قال‬
‫ً‬
‫يسأل الله شيئا إل أعطاه إياه‪ .‬وقال بيده يُقللها" متفق عليه ‪.‬‬
‫واختلف العلماء فعند مسلم من حديث أبي موسى "هي ما بين أن يجلس‬
‫المام إلى أن تُقضى الصلة" وعند أبي داود والنسائي ‪" :‬فالتمسوها آخر‬
‫ساعة من الجمعة" وفي رواية ‪ ..‬وهي بعد العصر "نسأل الله أن يوفقنا‬
‫لها و يستجيب لنا ولكم ‪..‬‬
‫هذا وصلى الله وسلم على نبينا وقدوتنا وسيد ولد آدم أجمعين محمد‬
‫الهادي البشير والسراج المنير صلة وسلما ً متلزمين ما تعاقب الليل‬
‫والنهار وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫رمضانيات‬
‫آيات في الصيام ‪:‬‬

‫{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم‬
‫ت فمن كان منكم مريضا ً أو على سفرٍ فعدة‬ ‫لعلكم تتقون* أياما ً معدودا ٍ‬
‫ة طعام مسكين فمن تطوع خيراً‬ ‫من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدي ٌ‬
‫فهو خيٌر له وأن تصوموا خيٌر لكم إن كنتم تعلمون* شهر رمضان الذي‬
‫ت من الهدى والفرقان فمن شهد منكم‬ ‫ُ‬
‫أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينا ٍ‬
‫الشهر فليصمه ومن كان مريضا ً أو على سفرٍ فعدة ٌ من أيام ٍ أخر يُريد ُ الله‬
‫م اليُسر ول يُريد بكم العسر ولتكملوا العدّة ولتكبروا الله على ما‬ ‫بك ُ‬
‫ب دعوة‬ ‫هداكم ولعلّكم تشكرون* وإذا سالك عبادي عنّي فإنّي قريب أجي ُ‬
‫ة‬
‫ل لكم ليل َ‬ ‫شدُون* أ ُ ِ‬
‫ح َّ‬ ‫الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم ير ُ‬
‫س لهن علم الله أنكم‬ ‫س لكم وأنتم لبا ٌ‬ ‫ن لبا ٌ‬‫ث إلى نسائكم هُ ّ‬ ‫الصيام الرف ُ‬
‫كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالن باشروهن وابتغوا ما‬
‫ط‬‫ض من الخي ِ‬ ‫ط البي ُ‬ ‫م الخي ُ‬‫ه لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لك ُ ُ‬ ‫كتب الل ُ‬
‫ن وأنتم عاكفون‬ ‫موا الصيام إلى الليل ول تُباشروه ّ‬ ‫السود من الفجر ثم أت ُ‬
‫ه آياته للناس لعلهم‬ ‫حدُود الله فل تقربوها كذلك يُبيّن الل ُ‬ ‫في المساجد تلك ُ‬
‫يتقون*} [البقرة] ‪.‬‬
‫الحكمة من مشروعيته ‪:‬‬
‫رمضان‪ :‬اسم الشهر التاسع من الشهور القمرية‪ ،‬وهو الشهر الوحيد الذي‬
‫صرح باسمه في القرآن الكريم ‪.‬‬
‫حكمة مشروعية الصيام ‪ :‬تطهير النفس وتزكيتها وإعدادها للتقوى لتصبح‬
‫أهل ً لكرامة الخرة وسعادتها ‪.‬‬
‫آداب واجبة ‪:‬‬
‫‪1‬ـ القيام بالعبادات القولية والفعلية ‪.‬‬
‫‪2‬ـ اجتناب المحرمات من القوال والفعال مشاهدة وسماعا ً ‪ ..‬الخ ‪.‬‬
‫آداب مستحبة ‪ :‬تأخير السحور‪ ،‬تعجيل الفطار‪ ،‬قراءة القرآن ‪ ،‬كثرة‬
‫الذِكر والدعاء والصدقة‪.‬‬

‫فضائل رمضان ‪:‬‬


‫‪1‬ـ نزول القرآن فيه ‪ .‬قال تعالى ‪{ :‬شهُر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن}‬
‫‪.‬‬
‫‪" :‬من صام رمضان إيمانا ً واحتسابا ً غفر له ما‬ ‫‪2‬ـ غفران الذنوب‪ ،‬قال‬
‫تقدم من ذنبه" رواه البخاري‪. 1910 :‬‬

‫‪32‬‬
‫‪" :‬ثلثة ل ترد دعوتهم؛ الصائم حين يفطر‪،‬‬ ‫‪3‬ـ استجابة الدعاء‪ ،‬قال‬
‫والمام العادل‪ ،‬ودعوة المظلوم" ‪ .‬حسن ‪ ،‬الصحيح المسند من أذكار‬
‫اليوم والليلة ‪.‬‬
‫‪4‬ـ فيه ليلة القدر ‪.‬‬
‫‪5‬ـ تصفد فيه الشياطين ‪.‬‬
‫‪ ..." :‬ورمضان إلى رمضان‬ ‫‪6‬ـ تكفر فيه الذنوب لقول الرسول‬
‫مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" ‪ .‬رواه مسلم ‪. 233 :‬‬
‫‪" :‬عمرة في رمضان تعدل حجة" ‪.‬‬ ‫‪7‬ـ العمرة فيه تعدل الحج‪ ،‬قال‬
‫[صحيح الجامع ‪.]4097‬‬
‫الصوم ‪:‬‬
‫الصيام ‪ :‬هو المساك بنية عن الطعام والشراب والجماع وجميع‬
‫المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس‪ ،‬وهو ركن من‬
‫أركان السلم ‪.‬‬
‫واجب على كل مسلم‪ ،‬بالغ‪ ،‬عاقل‪ ،‬قادر عليه‪ ،‬مقيم ‪.‬‬
‫يجب صيامه برؤية هلله أو إتمام شعبان ثلثين يوما ً ‪.‬‬
‫‪" :‬صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته‪ ،‬فإن غم عليكم فأكملوا عدة‬ ‫لقوله‬
‫شعبان ثلثين"‪.‬‬
‫ما يباح للصائم ‪:‬‬
‫السواك طوال النهار ‪.‬‬ ‫‪1‬ـ‬
‫السفر لحاجة مباحة ‪.‬‬ ‫‪2‬ـ‬
‫التبرد بالماء من شدة الحر ‪.‬‬ ‫‪3‬ـ‬
‫التداوي بالمباح (الحلل) ‪ ،‬مثل ‪ :‬استخدام البرة إن لم تكن للتغذية‪.‬‬ ‫‪4‬ـ‬
‫التطيب ‪.‬‬ ‫‪5‬ـ‬
‫الكتحال ‪.‬‬ ‫‪6‬ـ‬
‫مفطرات الصوم ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الجماع ‪.‬‬
‫‪2‬ـ الكل و الشرب أو ما بمعناهما‪ ،‬مثل البرة المغذية‪.‬‬
‫‪3‬ـ إخراج الدم بالحجامة ‪.‬‬
‫‪4‬ـ التقيؤ عمدا ً ‪.‬‬
‫‪5‬ـ خروج دم الحيض والنفاس ‪.‬‬
‫وهذه المفطرات ما عدا الحيض والنفاس ل تفطر الصائم إل‬
‫بشروط وهي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ العلم بالحكم والوقت ‪.‬‬
‫‪2‬ـ أن يكون ذاكرا ً ‪.‬‬
‫‪3‬ـ أن يكون مختارا ً ‪.‬‬
‫أقسام الناس في الصيام (‪. )7‬‬
‫()‬
‫متصر من مالس شهر رمضان ـ للشيخ ممد بن صال العثيمي ـ رحه ال تعال ـ ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪33‬‬
‫(الذين ل يجب عليهم الصيام أصلً)‬
‫القسم الول ‪ :‬الكافر ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬الصغير فل يجب عليه الصيام حتى يبلغ ويحصل بلوغ الذكر‬
‫بواحد من أمور ثلثة ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬إنزال المني باحتلم أو غيره ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬نبات شعر العانة ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬بلوغ تمام خمسة عشرة سنة‪ .‬ويحصل بلوغ النثى‪ :‬بما يحصل به‬
‫بلوغ الذكر وزيادة أمر رابع وهو الحيض ‪.‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬المجنون ‪.‬‬
‫القسم الرابع ‪ :‬الهَرِم الذي بلغ الهذيان وسقط تمييزه ‪.‬‬
‫القسم الخامس ‪ :‬العاجز عن الصيام عجزا ً مستمرا ً ل يرجى زواله كالكبير‬
‫والمريض مرضا ً ل يرجى برؤه‪ ،‬لكن يجب عليه أن يطعم بدل الصيام عن‬
‫كل يوم مسكينا ً ‪.‬‬
‫(الذين ل يجب عليهم أداء ولكن يجب عليهم القضاء) ‪:‬‬
‫القسم السادس ‪ :‬المسافر إذا لم يقصد بسفره التحيل على الفطر ‪.‬‬
‫القسم السابع ‪ :‬المريض الذي يرجى برؤ مرضه وله ثلث حالت ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أن ل يشق عليه الصوم ول يضره فيجب عليه الصوم ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬أن يضره الصوم فيجب عليه الفطر ول يجوز له الصوم ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬أن يشق عليه الصوم ول يضره فيفطر ‪.‬‬
‫القسم الثامن ‪ :‬الحائض‪ ،‬فيحرم عليها الصيام‪( .‬إذا ظهر الحيض منها وهي‬
‫صائمة ولو قبل الغروب بلحظة بطل صوم يومها ـ إذ طهرت من الحيض‬
‫في أثناء نهار رمضان لم يصح صومها بقية اليوم ـ إذا طهرت في الليل‬
‫ولو قبل الفجر بلحظة وجب عليها الصيام) ‪.‬‬
‫والنفساء كالحائض في جميع ما تقدم ‪.‬‬
‫القسم التاسع ‪ :‬المرأة إذا كانت مرضعا ً أو حامل ً وخافت على نفسها أو‬
‫على الولد من الصوم فإنها تفطر ‪.‬‬
‫القسم العاشر‪ :‬من احتاج للفطر لدفع ضرورة وغيره؛ كإنقاذ معصوم من‬
‫غرق أو حريق أو غير ذلك‪.‬‬
‫الفطار ‪:‬‬
‫الفطار‪ :‬هو إفطار الصائم عقب تحقق غروب الشمس ‪.‬‬
‫تعجيله ‪:‬‬
‫‪" :‬ل يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" ‪ .‬رواه البخاري‪،1856 :‬‬ ‫قال‬
‫ومسلم ‪. 1098‬‬
‫على ماذا يفطر ؟‬
‫يفطر قبل أن يصلي‬ ‫عن أنس رضي الله عنه قال ‪" :‬كان رسول الله‬
‫على ُرطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسى‬
‫حسوات من ماء" ‪ .‬صحيح الترمذي ‪ ، 560‬اللباني ‪.‬‬
‫دعاء الفطار ‪:‬‬
‫‪34‬‬
‫يقول إذا أفطر ‪:‬‬ ‫عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال ‪ :‬كان رسول الله‬
‫"ذهب الظمأ و ابتلت العروق وثبت الجر إن شاء الله" ‪ .‬حسن ‪ ،‬صحيح‬
‫أبي داود ‪. 2066‬‬
‫الدعوة المستجابة عنده ‪:‬‬
‫‪" :‬ثلث ل ترد دعوتهم؛ الصائم حين يفطر‪. "...‬‬ ‫لقول الرسول‬
‫َ‬
‫أجر من فط ّر صائما ً ‪:‬‬
‫َ‬
‫‪" :‬من فط ّر صائما ً كان له مثل أجره غير أنه ل ينقص من أجر‬ ‫قال‬
‫الصائم شيئاً" [صحيح الترمذي‪. ]647 :‬‬
‫‪:‬‬ ‫أحاديث ل تصح عن النبي‬
‫‪1‬ـ صوموا تصحوا ‪[ .‬السلسلة الضعيفة‪. ]253 :‬‬
‫‪2‬ـ إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ول تستاكوا بالعشي‪ ،‬فإنه ليس من صائم‬
‫تيبس شفتاه إل ّ كانت نورا ً بين عينيه إلى يوم القيامة ‪.‬‬
‫‪3‬ـ ليتقه الصائم (يعني الكحل) [السلسلة الضعيفة‪. ]1014 :‬‬
‫‪4‬ـ تحفة الصائم الدهن والمجمر‪[ .‬ضعيف الجامع ‪. ]2402‬‬
‫‪5‬ـ شهر رمضان معلق بين السماء والرض ول يرفع إلى الله إل ّ بزكاة‬
‫الفطر‪[.‬السلسلة الضعيفة‪.]43:‬‬
‫القيام (التراويح) ‪:‬‬
‫هي إحياء ليالي رمضان بالصلة والقراءة الطويلة فيها‪ .‬سميت بذلك‬
‫لنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين ‪.‬‬
‫وهي سنة‪ ،‬وعدد ركعاتها إحدى عشرة ركعة‪ ،‬وقد قال بعض العلماء بغير‬
‫‪ :‬أنها ثمان ركعات دون الوتر‪ ،‬لحديث‬ ‫ذلك والقول الموافق لهدي النبي‬
‫عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري قالت ‪" :‬ما كان يزيد في‬
‫رمضان ول غيره على إحدى عشرة ركعة"‪.‬‬
‫القيـام ‪:‬‬
‫كان إذا دخل العشر‬ ‫عن عائشة رضي الله عنها قالت ‪" :‬إن النبي‬
‫الواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئرز" [البخاري‪ ، 1920 :‬ومسلم‬
‫‪. ]1174‬‬
‫السحور ‪:‬‬
‫السحور‪ :‬هو الكل والشرب في آخر الليل بنية الصوم ‪.‬‬
‫‪" :‬فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور" [رواه‬ ‫قال‬
‫مسلم‪]1096 :‬‬
‫الحث على السحور ‪:‬‬
‫‪" :‬تسحروا فإن في السحور بركة" [مسلم‪. ]1095 :‬‬ ‫قال‬
‫وقته ‪:‬‬
‫ثم قام‬ ‫عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال ‪" :‬تسحرنا مع رسول الله‬
‫إلى الصلة‪ ،‬فقلت‪ :‬كم كان بين الذان والسحور؟ قال ‪ :‬قدر خمسين آية"‬
‫رواه البخاري ‪.1821 :‬‬
‫‪35‬‬
‫الصوم المستحب ‪:‬‬
‫‪1‬ـ صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يكمل بها أجر صيام الدهر ‪.‬‬
‫‪2‬ـ صوم الثنين والخميس لنهما يومان تعرض فيهما العمال على الله ‪.‬‬
‫‪3‬ـ صيام ثلثة أيام من كل شهر يكتب بها أجر صيام الدهر؛ لن الحسنة‬
‫بعشر أمثالها‪ .‬والولى أن تكون الثالث عشر والرابع عشر و الخامس‬
‫عشر ‪.‬‬
‫‪4‬ـ صيام التسع الول من ذي الحجة وآكدها التاسع وهو يوم عرفة لغير‬
‫الحاج‪.‬‬
‫‪5‬ـ صيام شهر محرم وآكده التاسع والعاشر ‪.‬‬
‫الصوم المنهي عنه ‪:‬‬
‫‪1‬ـ صوم يوم الشك وهو يوم الثلثين من شعبان‪.‬‬
‫‪2‬ـ صوم يومي العيدين عيد الفطر وعيد الضحى ‪.‬‬
‫‪3‬ـ صيام أيام التشريق؛ وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من‬
‫ذي الحجة لغير الحاج المتمتع أو القارن إذا لم يجد الهدي ‪.‬‬
‫‪4‬ـ تخصيص يوم الجمعة بالصوم ‪.‬‬
‫‪5‬ـ صوم المرأة تطوعا ً بغير إذن زوجها ‪.‬‬
‫العتكاف ‪:‬‬
‫سنة مستحبة‪ ،‬وأفضله آخر الشهر الكريم ‪.‬‬
‫كان يعتكف العشر‬ ‫فعن عائشة رضي الله عنها قالت ‪" :‬إن رسول الله‬
‫الواخر من رمضان حتى توفاه الله" ‪.‬‬
‫زكاة الفطر ‪:‬‬
‫زكاة الفطر‬ ‫قال ابن عباس رضي الله عنهما ‪" :‬فرض رسول الله‬
‫طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين‪ ،‬فمن أداها قبل‬
‫الصلة فهي زكاة مقبولة‪ ،‬ومن أداها بعد الصلة فهي صدقة من‬
‫الصدقات" المقصود بالصلة (صلة العيد) [صحيح أبي داود]‬
‫وتخرج عن النفس وعن كل من يمونه؛ صغيرا ً وكبيراً‪ ،‬ذكرا ً وأنثى‪ ،‬حراً‬
‫وعبداً‪.‬‬
‫توجيهات للصائمين والصائمات‬
‫أخي المسلم‪ /‬أختي المسلمة‪:‬‬
‫‪1‬ـ صم رمضان إيمانا ً واحتسابا ً لله تعالى ليغفر لك ما مضى من ذنوبك‪.‬‬
‫‪2‬ـ احذر أن تفطر يوما ً من رمضان لغير عذر؛ فإنه من كبائر الذنوب‪.‬‬
‫‪3‬ـ قم ليالي رمضان لصلة التراويح والتهجد ـ ولسيما ليلة القدر منه ـ‬
‫إيمانا ً واحتسابا ً ليغفر لك ما تقدم من ذنبك ‪.‬‬
‫‪4‬ـ ليكن طعامك وشرابك ولباسك حللً؛ لتقبل أعمالك‪ ،‬ويستجاب دعاؤك‪.‬‬
‫واحذر أن تصوم عن الحلل ثم تفطر على الحرام ‪.‬‬
‫‪5‬ـ فط ِّر عندك بعض الصائمين لتنال مثل أجرهم ‪.‬‬
‫‪6‬ـ حافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة لتنل ثوابها‬
‫ويحفظك الله بها‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪7‬ـ أكثر من الصدقة فإن أفضل الصدقة صدقة في رمضان ‪.‬‬
‫‪8‬ـ احذر أن تضيع أوقاتك بدون عمل صالح فإنك مسؤول عنها ومحاسب‬
‫عليها ومجزي على ما عملت فيها ‪.‬‬
‫‪9‬ـ اعتمر في رمضان فإن العمرة في رمضان تعدل حجة ‪.‬‬
‫‪10‬ـ استعن على صيام النهار بالسحور في آخر جزء من الليل ما لم تخش‬
‫طلوع الفجر ‪.‬‬
‫‪11‬ـ عجل الفطر بعد تحقق غروب الشمس لتنال محبة الله لك ‪.‬‬
‫‪12‬ـ اغتسل من الجنابة قبل الفجر لتؤدي العبادة بطهارة ونظافة ‪.‬‬
‫‪13‬ـ انتهز فرصة وجودك في رمضان واشغله بخير ما أنزل فيه؛ وهو تلوة‬
‫حجة لك عند ربك وشفيعا ً لك يوم‬ ‫القرآن الكريم بتدبر وتفكر ليكون ُ‬
‫القيامة ‪.‬‬
‫‪14‬ـ احفظ لسانك عن الكذب واللعن والغيبة والنميمة فإنها تنقص أجر‬
‫الصيام ‪.‬‬
‫‪15‬ـ ل يخرجك الصيام عن حدك فتغضب لتفه السباب بحجة أنك صائم‬
‫بل ينبغي أن يكون الصيام سببا ً في سكينة نفسك وطمأنينتها ‪.‬‬
‫‪16‬ـ أخرج من صيامك بتقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلنية‬
‫وشكر نعمه‪ ،‬والستقامة على طاعته بفعل جميع الوامر وترك جميع‬
‫النواهي ‪.‬‬
‫‪17‬ـ أكثر من الذكر والستغفار وسؤال الجنة والنجاة من النار في رمضان‬
‫وغيره‪ ،‬ولسيما إذا كنت صائما ً وعند الفطر وعند السحور‪ ،‬فإنها من أهم‬
‫أسباب المغفرة‪.‬‬
‫‪18‬ـ أكثر من الدعاء لنفسك ولوالديك وأولدك وللمسلمين فقد أمر الله‬
‫بالدعاء وتكفل بالجابة‪.‬‬
‫ة نصوحا ً في جميع الوقات بترك المعاصي‬ ‫‪19‬ـ تب إلى الله تعالى توب ً‬
‫والندم على ما سلف منها والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل‬
‫فإن الله يتوب على من تاب ‪.‬‬
‫‪20‬ـ صم ستّا ً من شوال‪ ،‬فمن صام رمضان وأتبعه ستا ً من شوال فكأنما‬
‫صام الدهر كله‪.‬‬
‫‪21‬ـ صم يوم عرفة التاسع من ذي الحجة لتفوز بتكفير ذنوب السنة‬
‫الماضية والسنة التية‪.‬‬
‫‪22‬ـ صم يوم عاشوراء العاشر من شهر محرم مع التاسع لتفوز بتكفير‬
‫ذنوب سنة‪.‬‬
‫‪23‬ـ استمر على اليمان والتقوى والعمل الصالح بعد رمضان حتى تموت‬
‫{واعبُد ربك حتّى يأتيك اليقين}‬
‫‪24‬ـ لتظهر عليك آثار العبادات من صلة وصوم وزكاة وحج؛ بالتوبة‬
‫النصوح وترك العادات المخالفة للشرع ‪.‬‬
‫‪25‬ـ أكثر من الصلة والسلم على رسول الله صلوات الله وسلمه عليه‬
‫وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين ‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫اللهم اجعلنا وجميع المسلمين ممن صام رمضان وقامه إيمانا ً واحتسابا ً فغفر‬
‫له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ‪.‬‬
‫اللهم اجعلنا ممن صام الشهر واستكمل الجر وأدرك ليلة القدر وفاز‬
‫بجائزة الرب تبارك وتعالى ‪.‬‬
‫اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا ‪.‬‬
‫ربنا تقبَّل منَّا إنك أنت السميع العليم‪ ،‬يا حي يا قيوم يا ذا الجلل والكرام‪.‬‬
‫وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫من أحكام النساء في رمضان (‪: )8‬‬
‫أختي المسلمة ‪..‬‬
‫نظرا ً لكثرة التساؤلت التي ترد على العلماء بشأن أحكام الحيض‬
‫في العبادات رأينا أن نجمع السئلة التي تتكرر دائما ً وكثيرا ً ما تقع دون‬
‫التوسع وذلك رغبة في الختصار ‪.‬‬
‫تنبيه ‪ :‬قد يبدو لمن يتصفح الكتاب لول مرة أن بعض السئلة متكررة‬
‫ولكن بعد التأمل سوف يجد أن هناك زيادة علم في إجابة دون الخرى‪.‬‬
‫رأينا عدم إغفالها‪ .‬هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه‬
‫أجمعين ‪.‬‬
‫س ‪ /1‬إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا اليوم؟‬
‫ويكون يومها لها أم عليها قضاء ذلك اليوم؟‬
‫ج‪ /‬إذا طهرت المرأة بعد طلوع الفجر فللعلماء في إمساكها ذلك اليوم‬
‫قولن ‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬إنه يلزمها المساك بقية ذلك اليوم ولكنه ل يحسب لها بل‬
‫يجب عليها القضاء وهذا هو المشهور من مذهب المام أحمد ـ رحمه الله‬
‫ـ‪.‬‬
‫والقول الثاني ‪ :‬إنه ل يلزمها أن تمسك بقية ذلك اليوم لنه يوم ل يصح‬
‫صومها فيه لكونها في أوله حائضة ليست من أهل الصيام‪ ،‬وإذا لم يصح‬
‫لم يبق للمساك فائدة ‪ ،‬وهذا الزمن زمن غير محترم بالنسبة لها لنها‬
‫مأمورة بفطره في أول النهار‪ ،‬بل محرم عليها صومه في أول النهار‪،‬‬
‫والصوم الشرعي كما نعلم جميعا ً هو المساك عن المفطرات تعبدا ً لله ـ‬
‫عز وجل ـ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وهذا القول كما تراه‬
‫أرجح من القول بلزوم المساك وعلى كل القولين يلزمها قضاء هذا اليوم‬
‫‪.‬‬
‫س ‪ /2‬هذا السائل يقول ‪ :‬إذا طهرت الحائض واغتسلت بعد صلة الفجر‬
‫وصلت وكملت صوم يومها‪ ،‬فهل يجب عليها قضاؤه ؟‬
‫ج‪ /‬إذا طهرت الحائض قبل طلوع الفجر ولو بدقيقة واحدة ولكن تيقنت‬
‫الطهر فإنه إذا كان في رمضان فإنه يلزمها الصوم ويكون صومها ذلك‬
‫اليوم صحيحا ً ول يلزمها قضاؤه؛ لنها صامت وهي طاهر وإن لم تغتسل إلّ‬

‫()‬
‫من إجابات الشيخ ‪ /‬ممد بن صال بن عثيمي يرحه ال تعال ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪38‬‬
‫بعد طلوع الفجر فل حرج كما أن الرجل لو كان جنبا ً من جماع أو احتلم‬
‫وتسحر ولم يغتسل إل ّ بعد طلوع الفجر كان صومه صحيحا ً ‪.‬‬
‫وبهذه المناسبة أود أنبه إلى أمر آخر عند النساء إذا أتاها الحيض وهي قد‬
‫صامت ذلك اليوم فإن بعض النساء تظن أن الحيض إذا أتاها بعد فطرها‬
‫قبل أن تصلي العشاء فسد صوم ذلك اليوم‪ ،‬وهذا ل أصل له بل إن‬
‫الحيض إذا أتاها بعد الغروب ولو بلحظة فإن صومها تام وصحيح ‪.‬‬
‫س ‪ /3‬هل يجب على النفساء أن تصوم وتصلي إذا طهرت قبل الربعين ؟‬
‫ج‪ /‬نعم ‪ ..‬متى طهرت النفساء قبل الربعين فإنه يجب عليها أن تصوم إذا‬
‫كان ذلك في رمضان‪ ،‬ويجب عليها أن تصلي‪ ،‬ويجوز لزوجها أن يجامعها‪،‬‬
‫لنها طاهر ليس فيها ما يمنع الصوم‪ ،‬ول ما يمنع وجوب الصلة وإباحة‬
‫الجماع‪.‬‬
‫س ‪ /4‬إذا كانت المرأة عادتها الشهرية ثمانية أيام أو سبعة أيام ثم‬
‫استمرت معها مرة أو مرتين أكثر من ذلك فما الحكم ؟‬
‫ج‪ /‬إذا كانت عادة هذه المرأة ستة أيام أو سبعة ثم طالت هذه المدة‬
‫وصارت ثمانية أو تسعة أو عشرة أو أحد عشر يوماً‪ ،‬فإنها تبقى ل تصلي‬
‫لم يحد حدا ً معينا ً في الحيض وقد قال الله‬ ‫حتى تطهر و ذلك لن النبي‬
‫تعالى ‪{ :‬ويسألونك عن المحيض قل هو أذى} فمتى كان هذا الدم باقياً‬
‫فإن المرأة على حالها حتى تطهر وتغتسل ثم تصلي فإذا جاءها في‬
‫الشهر الثاني ناقصا ً عن ذلك فإنها تغتسل إذا طهرت وإذا لم يكن على‬
‫المدة السابقة والمهم أن المرأة متى كان الحيض معها موجودا ً فإنها ل‬
‫تصلي سواء كان الحيض موافقا ً للعادة السابقة أو زائدا ً عنها أو ناقصا ً ‪.‬‬
‫وإذا طهرت تصلي ‪.‬‬
‫س ‪ /5‬المرأة النفساء هل تجلس أربعين يوما ً ل تصلي ول تصوم أم أن‬
‫صلّت؟ وما هي أقل مدة‬ ‫العبرة بانقطاع الدم عنها‪ ،‬فمتى انقطع تطهرت و َ‬
‫للطهر ؟‬
‫ج‪ /‬النفساء ليس لها وقت محدود بل متى كان الدم موجود جلست لم‬
‫ل ولم تصم ولم يجامعها زوجها‪ ،‬وإذا رأت الطهر ولو قبل الربعين ولو‬ ‫تُص ِّ‬
‫لم تجلس إل عشرة أيام أو خمسة أيام فإنها تصلي وتصوم ويجامعها‬
‫زوجها ول حرج في ذلك ‪.‬‬
‫والمهم أن النفاس أمر محسوس تتعلق الحكام بوجوده أو عدمه‪ ،‬فمتى‬
‫كان موجودا ً ثبتت أحكامه ومتى تطهرت منه تخلت من أحكامه‪ ،‬لكن لو‬
‫زاد على الستين يوما ً فإنها تكون مستحاضة تجلس ما وافق عادة حيضها‬
‫فقط ثم تغتسل وتصلي ‪.‬‬
‫س ‪ /6‬إذا نزل من المرأة في نهار رمضان نقط دم بسيط‪ ،‬واستمر معها‬
‫هذا الدم طوال شهر رمضان وهي تصوم ‪ ..‬فهل صومها صحيح ؟‬
‫ج‪ /‬نعم ‪ ..‬صومها صحيح‪ ،‬وأما هذه النقط فليست بشيء لنها من العروق‪،‬‬
‫وقد أُثِر عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال ‪ :‬إن هذه‬

‫‪39‬‬
‫النقط التي تكون كرعاف النف ليست بحيض‪ ..‬هكذا يذكر عنه ـ رضي‬
‫الله عنه ـ ‪.‬‬
‫س ‪ /7‬إذا طهرت الحائض أو النفساء قبل الفجر ولم تغتسل إل ّ بعد الفجر‬
‫هل يصح صومها أم ل ؟‬
‫ج‪ /‬نعم ‪ ..‬يصح صوم المرأة الحائض إذا طهرت قبل الفجر ولم تغتسل إلّ‬
‫بعد طلوع الفجر‪ ..‬وكذلك النفساء لنها حينئذ ٍ من أهل الصوم‪ ،‬وهي شبيهة‬
‫جنب فإن صومه يصح لقوله‬ ‫بمن عليه جنابة إذا طلع الفجر عليه وهو ُ‬
‫تعالى ‪{ :‬فالن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى‬
‫يتبين لكم الخيط البيض من الخيط السود من الفجر}‪ .‬فإذا أذن الله‬
‫تعالى بالجماع إلى أن يتبين الفجر لزم من ذلك أن ل يكون الغتسال إلّ‬
‫كان‬ ‫بعد طلوع الفجر ولحديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ ‪" :‬أن النبي‬
‫ل يغتسل عن الجنابة إلّ‬ ‫يصبح جنبا ً من جماع أهله وهو صائم" ‪ ..‬أي أنه‬
‫بعد طلوع الصبح ‪.‬‬
‫س ‪ /8‬إذا أحست المرأة بالدم ولم يخرج قبل الغروب‪ ،‬أو أحست بألم‬
‫العادة هل يصح صيامها ذلك اليوم أم يجب عليها قضاؤه ؟‬
‫ج‪ /‬إذا أحست المرأة الطاهرة بانتقال الحيض وهي صائمة ولكنه لم يخرج‬
‫إل ّ بعد غروب الشمس‪ ،‬أو أحست بألم الحيض ولكنه لم يخرج إل ّ بعد‬
‫غروب الشمس‪ ،‬فإن صومها ذلك اليوم صحيح وليس عليها إعادته إذا كان‬
‫فرضا ً ول يبطل الثواب به إذا كان نفل ً ‪.‬‬
‫س ‪ /9‬إذا رأت المرأة دما ً ولم تجزم أنه دم حيض فما حكم صيامها ذلك‬
‫اليوم؟‬
‫ج‪ /‬صيامها ذلك اليوم صحيح لن الصل عدم الحيض حتى يتبين لها أنه‬
‫حيض ‪.‬‬
‫س ‪ /10‬أحيانا ً ترى المرأة أثرا ً يسيرا ً للدم أو نقطا ً قليلة جدا ً متفرقة على‬
‫ساعات اليوم‪ ..‬مرة تراه وقت العادة وهي لم تنـزل‪ ،‬ومرة تراه في غير‬
‫وقت العادة‪ ..‬فما حكم صيامها في كلتا الحالتين ؟‬
‫ج‪ /‬سبق الجواب على مثل هذا السؤال قريباً‪ ،‬لكن بقي أنه إذا كانت هذه‬
‫النقط في أيام العادة وهي تعتبر من الحيض الذي تعرفه فإنه يكون حيضاً‬
‫‪.‬‬
‫س ‪ /11‬الحائض والنفساء هل تأكلن وتشربان في نهار رمضان ؟‬
‫ج‪ /‬نعم تأكلن وتشربان في نهار رمضان لكن الولى أن يكون ذلك سراً‬
‫إذا كان عندها أحد من الصبيان في البيت لن ذلك يوجب إشكال ً عندهم ‪.‬‬
‫س ‪ /12‬إذا طهرت الحائض أو النفساء وقت العصر هل تلزمها صلة‬
‫الظهر مع العصر أم ل يلزمها سوى العصر فقط؟‬
‫ج‪ /‬القول الراجح في هذه المسألة أنه ل يلزمها إل ّ العصر فقط‪ ،‬لنه ل‬
‫قال ‪:‬‬ ‫دليل على وجوب صلة الظهر والصل براءة الذمة‪ ،‬ثم إن النبي‬
‫"من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر"‬
‫‪ ،‬ولن‬ ‫ولم يذكر أنه أدرك الظهر‪ ،‬ولو كان الظهر واجبا ً لبينه النبي‬
‫‪40‬‬
‫المرأة لو حاضت بعد دخول وقت الظهر لم يلزمها إل َّ قضاء صلة الظهر‬
‫دون صلة العصر مع أن الظهر تجمع إلى العصر ول فرق بينها وبين‬
‫الصورة التي وقع السؤال عنها‪ ،‬وعلى هذا يكون القول الراجح أنه ل‬
‫يلزمها إل ّ صلة العصر فقط لدللة النص والقياس عليها‪ .‬وكذلك الشأن‬
‫فيما لو طهرت قبل خروج وقت العشاء فإنه ل يلزمها إل َّ صلة العشاء ول‬
‫تلزمها صلة المغرب ‪.‬‬
‫س ‪ /13‬بعض النساء اللتي يجهضن ل يخلون من حالتين‪ :‬إما أن تجهض‬
‫ُ‬
‫المرأة قبل تخل ّق الجنين‪ ،‬وإما أن تجهض بعد تخلقه وظهور التخطيط فيه‬
‫‪ ..‬فما حكم صيامها ذلك اليوم الذي أجهضت فيه وصيام اليام التي ترى‬
‫فيها الدم ؟‬
‫َّ‬
‫خلق فإن دمها هذا ليس دم نفاس وعلى هذا فإنها‬ ‫ج‪ /‬إذا كان الجنين لم ي ُ َ‬
‫خلّق فإن الدم دم‬ ‫تصوم وتصلي وصيامها صحيح‪ ،‬وإذا كان الجنين قد ُ‬
‫نفاس ل يحل لها أن تصلي فيه ول أن تصوم والقاعدة في هذه المسألة‬
‫َ‬
‫خل ّق‬ ‫خل ِّق فالدم دم نفاس وإذا لم ي ُ َ‬ ‫أو الضابط فيها أنه إذا كان الجنين قد ُ‬
‫فليس الدم دم نفاس‪ ،‬وإذا كان الدم دم نفاس فإنه يحرم عليها ما يحرم‬
‫على النفساء‪ ،‬وإذا كان غير دم النفاس فإنه ل يحرم عليها ذلك ‪.‬‬
‫س ‪ /14‬نزول الدم من الحامل في نهار رمضان هل يؤثر على صومها ؟‬
‫‪:‬‬ ‫ج‪ /‬إذا خرج دم الحيض والنثى صائمة فإن صومها يفسد لقول النبي‬
‫"أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم" ولهذا نعده من المفطرات والنفاس‬
‫مثله وخروج دم الحيض والنفاس مفسد للصوم‪ .‬ونزول الدم من الحامل‬
‫في نهار رمضان إن كان حيضا ً فإنه كحيض غير الحامل أي ل يؤثر على‬
‫صومها‪ ،‬وإن لم يكن حيضا ً فإنه ل يؤثر‪ ،‬والحيض الذي يمكن أن يقع من‬
‫الحامل هو أن يكون حيضا ً مطردا ً لم ينقطع عنها منذ حملت بل كان يأتيها‬
‫في أوقاتها المعتادة فهذا حيض على القول الراجح يثبت له أحكام‬
‫الحيض‪ ،‬أما إذا انقطع الدم عنها صارت بعد ذلك ترى دما ً ليس هو الدم‬
‫المعتاد فإن هذا ل يؤثر على صيامها لنه ليس بحيض ‪.‬‬
‫س ‪ /15‬إذا رأت المرأة في زمن عادتها يوما ً دما ً والذي يليه ل ترى الدم‬
‫طيلة النهار‪ .‬فماذا عليها أن تفعل ؟‬
‫ج‪ /‬الظاهر أن هذا الطهر أو اليبوسة التي حصلت لها في أيام حيضتها تابع‬
‫للحيض فل يعتبر طهراً‪ ،‬وعلى هذا فتبقى ممتنعة مما تمتنع منه الحائض‪،‬‬
‫وقال بعض أهل العلم من كانت ترى يوما ً دما ً ويوما ً نقاءً فالدم حيض‬
‫والنقاء طهر حتى يصل إلى خمسة عشر يوما ً فإذا وصلت إلى خمسة‬
‫عشر يوما ً صار ما بعده دم استحاضة وهذا هو المشهور من مذهب المام‬
‫أحمد بن حنبل رحمه الله ‪.‬‬
‫س ‪ /16‬في اليام الخيرة من الحيض وقبل الطهر ل ترى المرأة أثر للدم‪،‬‬
‫هل تصوم ذلك اليوم وهي لم تَر القصة البيضاء أم ماذا تصنع ؟‬

‫‪41‬‬
‫ج‪ /‬إذا كان من عادتها أل َّ ترى القصة البيضاء كما يوجد في بعض النساء‬
‫فإنها تصوم وإن كان من عادتها أن ترى القصة البيضاء فإنها ل تصوم حتى‬
‫ترى القصة البيضاء ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫س ‪ /17‬ما حكم قراءة الحائض والنفساء للقرآن نظرا وحفظا في حالة‬
‫الضرورة كأن تكون طالبة أو معلمة ؟‬
‫ج‪ /‬ل حرج على المرأة الحائض أو النفساء في قراءة القرآن إذا كان‬
‫لحاجة كالمرأة المعلمة أو الدارسة التي تقرأ وردها في ليل أو نهار‪ ،‬وأما‬
‫القراءة أعني قراءة القرآن لطلب الجر وثواب التلوة فالفضل أل ّ تفعل‬
‫لن كثيرا ً من أهل العلم أو أكثرهم يرون أن الحائض ل يحل لها قراءة القرآن ‪.‬‬
‫س ‪ /18‬هل يلزم الحائض تغيير ملبسها بعد طهرها مع العلم أنه لم يصبها‬
‫دم ول نجاسة؟‬
‫ج‪ /‬ل يلزمها ذلك لن الحيض ل ينجس البدن وإنما دم الحيض ينجس ما‬
‫لقاه فقط‪ ،‬ولهذا أمر النبي النساء إذا أصاب ثيابهن دم حيض أن‬
‫يغسلنه ويصلين في ثيابهن ‪.‬‬
‫س ‪ /19‬سائل يسأل امرأة أفطرت في رمضان سبعة أيام وهي نفساء‪،‬‬
‫ولم تقض حتى أتاها رمضان الثاني وطافها من رمضان الثاني سبعة أيام‬
‫وهي مرضع ولم تقض بحجة مرض عندها‪ .‬فماذا عليها وقد أوشك دخول‬
‫رمضان الثالث أفيدونا أثابكم الله ؟‬
‫ج‪ /‬إذا كانت هذه المرأة كما ذكرت عن نفسها أنها في مرض ول تستطيع‬
‫القضاء فإنها متى استطاعت صامته لنها معذورة حتى ولو جاء رمضان‬
‫الثاني‪ ،‬أما إذا كان ل عذر لها وإنما تتعلل وتتهاون فإنه ل يجوز لها أن‬
‫تؤخر قضاء رمضان إلى رمضان الثاني‪ ،‬قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ ‪:‬‬
‫ي الصوم فما أستطيع أن أقضيه إل ّ في شعبان" وعلى هذا‬ ‫"كان يكون عل َّ‬
‫فعلى المرأة هذه أن تنظر في نفسها إذا كان ل عذر لها فهي آثمة وعليها‬
‫أن تتوب إلى الله وأن تبادر بقضاء ما في ذمتها من الصيام‪ ،‬وإن كانت‬
‫معذورة فل حرج عليها ولو تأخرت سنة أو سنتين ‪.‬‬
‫س ‪ /20‬بعض النساء يدخل عليهن رمضان الثاني وهن لم يصمن أياما ً من‬
‫رمضان السابق فما الواجب عليهن ؟‬
‫ج‪ /‬الواجب عليهن التوبة إلى الله من هذا العمل لنه ل يجوز لمن عليه‬
‫قضاء رمضان أن يؤخره إلى رمضان الثاني بل عذر لقول عائشة ـ رضي‬
‫ي الصوم من رمضان فما أستطيع أقضيه إل‬ ‫الله عنها ـ ‪" :‬كان يكون عل َّ‬
‫في شعبان" وهذا يدل على أنه ل يمكن تأخيره إلى ما بعد رمضان‬
‫الثاني‪ ..‬فعليها أن تتوب إلى الله ـ عز وجل ـ مما صنعت وأن تقضي اليام‬
‫التي تركتها بعد رمضان الثاني ‪.‬‬
‫س ‪ /31‬إذا حاضت المرأة الساعة الواحدة ظهرا ً مثل ً وهي لم تصل بعد‬
‫صلة الظهر هل يلزمها قضاء تلك الصلة بعد الطهر ؟‬
‫ج‪ /‬في هذا خلف بين العلماء فمنهم من قال أنه ل يلزمها أن تقضي هذه‬
‫الصلة لنها لم تفّرط ولم تأثم حيث إنه يجوز لها أن تؤخر الصلة إلى آخر‬
‫‪42‬‬
‫وقتها‪ ،‬ومنهم من قال إنه يلزمها القضاء أي قضاء تلك الصلة لعموم قوله‬
‫‪" :‬من أدرك ركعة من الصلة فقد أدرك الصلة" والحتياط لها أن‬
‫تقضيها لنها صلة واحدة ل مشقة في قضائها ‪.‬‬
‫س ‪ /22‬إذا رأت المرأة الحامل دما ً قبل الولدة بيوم أو يومين فهل تترك‬
‫الصوم والصلة من أجله أم ماذا ؟‬
‫ج‪ /‬إذا رأت الحامل الدم قبل الولدة بيوم أو يومين ومعها طلق فإنه‬
‫نفاس تترك من أجله الصلة والصيام وإذا لم يكن معه طلق فإنه دم‬
‫فساد ل عبرة فيه ول يمنعها من صيام ول صلة ‪.‬‬
‫س ‪ /23‬ما رأيك في تناول حبوب منع الدورة الشهرية من أجل الصيام مع‬
‫الناس ؟‬
‫ج‪ /‬أنا أحذِّر من هذا‪ ..‬وذلك لن هذه الحبوب فيها مضرة عظيمة‪ ،‬ثبت‬
‫عندي ذلك عن طريق الطباء ويقال للمرأة هذا شيء كتبه الله على بنات‬
‫آدم فاقنعي بما كتب الله ـ عز وجل ـ وصومي حيث ل مانع وإذا وجد‬
‫المانع فافطري رضاءً بما قدَّر الله ـ عز وجل ـ ‪.‬‬
‫س ‪ /24‬يقول السائل‪ :‬امرأة بعد شهرين من النكاح وبعد أن طهرت بدأت‬
‫تجد بعض النقاط الصغيرة من الدم ‪ .‬فهل تفطر ول تصلي ؟ أم ماذا تفعل‬
‫؟‬
‫ج‪ /‬مشاكل النساء في الحيض والنكاح بحر ل ساحل له‪ ،‬ومن أسبابه‬
‫استعمال هذه الحبوب المانعة للحمل والمانعة للحيض‪ ،‬وما كان الناس‬
‫يعرفون مثل هذه الشكالت الكثيرة‪ ،‬صحيح أن الشكال ما زال موجوداً‬
‫منذ بعث الرسول بل منذ وجد النساء‪ ،‬ولكن كثرته على هذا الوجه الذي‬
‫يقف النسان حيران في حل مشاكله أمر يؤسف له‪ ،‬ولكن القاعدة العامة‬
‫أن المرأة إذا طهرت ورأت الطهر المتيقن في الحيض وفي النكاح‪،‬‬
‫وأعني الطهر في الحيض خروج القصة البيضاء وهو ماء أبيض تعرفه‬
‫النساء فيما بعد الطهر من كدرة أو صفرة أو نقطة أو رطوبة‪ ،‬فهذا كله‬
‫ليس بحيض‪ ،‬فل يمنع من الصلة‪ ،‬ول يمنع من الصيام‪ ،‬ول يمنع من جماع‬
‫الرجل لزوجته‪ ،‬لنه ليس بحيض‪ .‬قالت أم عطية‪" :‬كنا ل نعد الصفرة‬
‫والكدرة شيئاً" [أخرجه البخاري وزاد أبو داود بعد الطهر وسندها صحيح]‬
‫وعلى هذا القول ‪ :‬كل ما حدث بعد الطهر المتيقن من هذه الشياء فإنها‬
‫ل تضر المرأة ول تمنعها من صلتها وصيامها ومباشرة زوجها إياها‪ .‬ولكن‬
‫يجب أن ل تتعجل حتى ترى الطهر‪ ،‬ولهذا كان نساء الصحابة يبعثن إلى أم‬
‫المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ بالكرسف يعني القطن فيه الدم‬
‫فتقول لهن ‪ :‬ل تعجلن حتى ترين القصة البيضاء ‪.‬‬
‫س ‪ /35‬بعض النساء يستمر معهن الدم وأحيانا ً ينقطع يوما ً أو يومين ثم‬
‫يعود‪ ..‬فما الحكم في هذه الحالة بالنسبة للصوم والصلة وسائر‬
‫العبادات ؟‬
‫ج‪ /‬المعروف عند كثير من أهل العلم أن المرأة إذا كان لها عادة وانقضت‬
‫عادتها فإنها تغتسل وتصلي وتصوم وما تراه بعد يومين أو ثلثة ليس‬
‫‪43‬‬
‫بحيض لن أقل الطهر عند هؤلء العلماء ثلثة عشر يوماً‪ ،‬وقال بعض أهل‬
‫العلم إنها متى رأت الدم فهو حيض ومتى طهرت منه فهي طاهرة‪ ،‬وإن‬
‫لم يكن بين الحيضتين ثلثة عشر يوما ً ‪.‬‬
‫س ‪ /26‬أيهما أفضل للمرأة أن تصلي في ليالي رمضان في بيتها أم في‬
‫المسجد وخصوصا ً إذا كان فيه مواعظ وتذكير‪ ،‬وما توجيهك للنساء اللتي‬
‫يصلين في المساجد ؟‬
‫‪" :‬وبيوتهن خير لهن"‬ ‫ج‪ /‬الفضل أن تصلي في بيتها لعموم قول النبي‬
‫ولن خروج النساء ل يسلم من فتنة في كثير من الحيان فكون المرأة‬
‫تبقى في بيتها خير لها من أن تخرج للصلة في المسجد والمواعظ‬
‫والحديث يمكن أن تحصل عليها بواسطة الشريط‪ ..‬وتوجيهي للتي يصلين‬
‫في المسجد أن يخرجن من بيوتهن غير متبرجات بزينة ول متطيبات‪.‬‬
‫س ‪ /27‬ما حكم ذوق الطعام في نهار رمضان والمرأة صائمة ؟‬
‫ج‪ /‬حكمه ل بأس به لدعاء الحاجة إليه ولكنها تلفظ ما ذاقته ‪.‬‬
‫س ‪ /28‬امرأة أصيبت في حادثة وكانت في بداية الحمل فأسقطت الجنين‬
‫إثر نزيف حاد فهل يجوز لها أن تفطر أم تواصل الصيام وإذا أفطرت فهل‬
‫عليها إثم ؟‬
‫ج‪ /‬نقول إن الحامل ل تحيض كما قال المام أحمد ‪ ،‬إنما تعرف النساء‬
‫الحمل بانقطاع الحيض والحيض كما قال أهل العلم خلقه الله تبارك‬
‫وتعالى بحكمة غذاء الجنين في بطن أمه‪ ،‬فإذا نشأ الحمل انقطع الحيض‪،‬‬
‫لكن بعض النساء قد يستمر بها الحيض على عادته كما كان قبل الحمل‬
‫فهذه يحكم بأن حيضها حيض صحيح لنه استمر بها الحيض ولم يتأثر‬
‫بالحمل فيكون هذا الحيض مانعا ً لكل ما يمنعه حيض غير الحامل وموجباً‬
‫لما يوجبه ومسقطا ً لما يسقطه‪ ،‬والحاصل أن الدم الذي يخرج من‬
‫الحامل على نوعين نوع يحكم بأنه حيض وهو الذي استمر بها كما كان‬
‫قبل الحمل فمعنى ذلك أن الحمل لم يؤثر عليه فيكون حيضا ً والنوع‬
‫الثاني دم طرأ على الحامل طروءا ً إما بسبب حادث أو حمل شيء أو‬
‫سقوط شيء ونحوه فهذه دمها ليس بحيض وإنما هو دم عرق وعلى هذا‬
‫فل يمنعها من الصلة ول من الصوم بل هي في حكم الطاهرات ولكن إذا‬
‫لزم من الحادث أن ينـزل الولد أو الحمل الذي في بطنها فإنها على ما‬
‫قال أهل العلم إن خرج وقد تبين فيه خلق إنسان فإن دمها بعد خروجه‬
‫يعد نفاسا ً تترك فيه الصلة والصوم ويتجنبها زوجها حتى تطهر ‪ ..‬وإن‬
‫َ‬
‫خرج الجنين وهو غير مخل ّق فإنه ل يعتبر دم نفاس بل هو دم فساد ل‬
‫يمنعها من الصلة ول من الصيام ول من غيرهما ‪.‬‬
‫قال أهل العلم وأقل زمن يتبين فيه التخليق واحد وثمانون يوماً؛ لن‬
‫الجنين في بطن أمه كما قال عبد الله بن مسعود ـ ري الله عنه ـ ‪ :‬حدثنا‬
‫وهو الصادق المصدوق فقال‪" :‬إن أحدكم يجمع في بطن‬ ‫رسول الله‬
‫أمه أربعين يوما ً ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم‬
‫يبعث إليه الملك ويؤمر بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم‬
‫‪44‬‬
‫سعيد" ول يمكن أن يخلق قبل ذلك والغالب أن التخليق ل يتبين قبل‬
‫تسعين يوما ً كما قال بعض أهل العلم ‪.‬‬
‫ل حتى‬ ‫س ‪ /29‬أنا امرأة أسقطت في الشهر الثالث منذ عام‪ ،‬ولم أص ّ‬
‫طهرت وقد قيل لي كان عليك أن تصلي فماذا أفعل وأنا ل أعرف عدد‬
‫اليام بالتحديد ؟‬
‫ج‪ /‬المعروف عند أهل العلم أن المرأة إذا أسقطت لثلثة أشهر فإنها ل‬
‫تصلي لن المرأة إذا أسقطت جنينا ً قد تبين فيه خلق إنسان فإن الدم‬
‫الذي يخرج منها يكون دم نفاس ل تصلي فيه‪ .‬قال العلماء‪ :‬ويمكن أن‬
‫يتبين خلق الجنين إذا تم له واحد وثمانون يوما ً وهذه أقل من ثلثة أشهر‬
‫فإذا تيقنت أنه سقط الجنين لثلثة أشهر فإن الذي أصابها يكون دم فساد‬
‫ل تترك الصلة من أجله‪ ،‬وهذه السائلة عليها أن تتذكر في نفسها فإذا‬
‫كان الجنين سقط قبل الثمانين يوما ً فإنه تقضي الصلة وإذا كانت ل تدري‬
‫كم تركت فإنها تقدر وتتحرى‪ ،‬وتقضي على ما يغلب عليه ظنها أنها لم‬
‫صل ِّه ‪.‬‬
‫تُ َ‬
‫س ‪ /30‬سائلة تقول ‪ :‬إنها منذ وجب عليها الصيام وهي تصوم رمضان‬
‫ولكنها ل تقضي صيام اليام التي تفطرها بسبب الدورة الشهرية ولجهلها‬
‫بعدد اليام التي أفطرتها فهي تطلب إرشادها إلى ما يجب عليها فعله‬
‫الن ؟‬
‫ج‪ /‬يؤسفنا أن يقع مثل هذا بين نساء المؤمنين فإن هذا الترك أعني ترك‬
‫قضاء ما يجب عليها من الصيام إما أن يكون جهلً‪ ،‬وإما أن يكون تهاونا ً ‪،‬‬
‫وكلهما مصيبة؛ لن الجهل دواؤه العلم والسؤال‪ ،‬وأما التهاون فإن دواءه‬
‫تقوى الله ـ عز وجل ـ ومراقبته والخوف من عقابه والمبادرة إلى ما فيه‬
‫رضاه‪ .‬فعلى هذه المرأة أن تتوب إلى الله مما صنعت وأن تستغفر وأن‬
‫تتحرى اليام التي تركتها بقدر استطاعتها فتقضيها وبهذا تبرأ ذمتها ونرجو‬
‫أن يقبل الله توبتها ‪.‬‬
‫س ‪ /31‬تقول السائلة ما الحكم إذا حاضت المرأة بعد دخول وقت الصلة؟‬
‫وهل يجب عليها أن تقضيها إذا طهرت؟ وكذلك إذا طهرت قبل خروج‬
‫وقت الصلة ؟‬
‫ج‪ /‬أول ً ‪ :‬المرأة إذا حاضت بعد دخول الوقت أي بعد دخول وقت الصلة‬
‫فإنه يجب عليها إذا طهرت أن تقضي تلك الصلة التي حاضت في وقتها‬
‫إذا لم تصلها قبل أن يأتيها الحيض وذلك لقول الرسول ‪" :‬من أدرك‬
‫ركعة من الصلة فقد أدرك الصلة" فإذا أدركت المرأة من وقت الصلة‬
‫مقدار ركعة ثم حاضت قبل أن تصلي فإنها إذا طهرت يلزمها القضاء ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬إذا طهرت من الحيض قبل خروج وقت الصلة فإنه يجب عليها‬
‫قضاء تلك الصلة‪ ،‬فلو طهرت قبل غروب الشمس بمقدار ركعة وجبت‬
‫عليها صلة العصر‪ ،‬ولو طهرت قبل منتصف الليل لم يجب عليها صلة‬
‫العشاء‪ ،‬وعليها أن تصلي الفجر إذا جاء وقتها‪ ،‬قال الله ـ سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫{فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلة إن الصلة كانت على المؤمنين كتاباً‬
‫‪45‬‬
‫موقوتا} أي فرضا ً مؤقتا ً بوقت محدود ل يجوز للنسان أن يخرج الصلة‬
‫عن وقتها ول أن يبدأ بها قبل وقتها ‪.‬‬
‫ي العادة الشهرية أثناء الصلة ماذا أفعل؟ وهل أقضي‬ ‫س ‪ /32‬دخلت عل َّ‬
‫الصلة عن مدة الحيض ؟‬
‫ج‪ /‬إذا حدث الحيض بعد دخول وقت الصلة كأن حاضت بعد الزوال بنصف‬
‫ساعة مثلً‪ ،‬فإنها بعد أن تطهر من الحيض تقضي هذه الصلة التي دخل‬
‫وقتها وهي طاهرة لقوله تعالى ‪{ :‬إن الصلة كانت على المؤمنين كتاباً‬
‫موقوتاً} ‪.‬‬
‫في الحديث الطويل ‪:‬‬ ‫ول تقضي الصلة عن وقت الحيض لقوله‬
‫"أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصل ولم تصم" ‪ .‬وأجمع أهل العلم أنها‬
‫ل تقضي الصلة التي فاتتها أثناء مدة الحيض أما إذا طهرت ‪ ،‬وكان باقياً‬
‫من الوقت مقدار ركعة فأكثر فإنها تصلي ذلك الوقت الذي طهرت فيه‬
‫‪" :‬من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك‬ ‫لقوله‬
‫العصر" ‪ .‬فإذا طهرت وقت العصر أو قبل طلوع الشمس وكان باقيا ً على‬
‫غروب الشمس أو طلوعها مقدار ركعة‪ ،‬فإنها تصلي العصر ركعة في‬
‫المسألة الولى والفجر في المسألة الثانية ‪.‬‬
‫س ‪ /33‬شخص يقول‪ :‬أفيدكم أن لي والدة تبلغ من العمر خمسة وستين‬
‫عاماً‪ ،‬ولها مدة تسع عشرة سنة وهي لم تأت بأطفال والن معها نزيف‬
‫دم لها مدة ثلث سنوات وهو مرض يبدو أتاها في تلكم الفترة‪ ،‬ولنها‬
‫ستستقبل الصيام كيف تنصحونها لو تكرمتم؟ وكيف تتصرف مثلها لو‬
‫سمحتم ؟‬
‫ج‪ /‬مثل هذه المرأة التي أصابها نزيف الدم حكمها أن تترك الصلة‬
‫والصوم مدة عادتها السابقة قبل هذا الحدث الذي أصابها فإذا كان من‬
‫عادتها أن الحيض يأتيها من أول كل شهر لمدة ستة أيام مثل ً فإنها تجلس‬
‫من أول كل شهر مدة ستة أيام ل تصلي ول تصوم فإن انقضت اغتسلت‬
‫وصلت وصامت‪ ،‬وكيفية الصلة لهذه وأمثالها أنها تغسل فرجها غسل ً تاماً‬
‫وتعصبه وتتوضأ وتفعل ذلك بعد دخول وقت صلة الفريضة وكذلك تفعله‬
‫إذا أرادت أن تتنفل في غير أوقات فرائض وفي هذه الحالة ومن أجل‬
‫المشقة عليها يجوز لها أن تجمع الصلة ‪.‬‬
‫س ‪ /34‬ما حكم وجود المرأة في المسجد وهي حائض لستماع الحاديث‬
‫والخطب ؟‬
‫ج‪ /‬ل يجوز للمرأة الحائض أن تمكث في المسجد الحرام ول غيره من‬
‫المساجد‪ ،‬ولكن يجوز لها أن تمر بالمسجد وتأخذ الحاجة منه وما أشبه‬
‫مَرة فقالت ‪ :‬أنها‬‫خ ْ‬
‫لعائشة حين أمرها أن تأتي بال ُ‬ ‫ذلك كما قال النبي‬
‫في المسجد وهي حائض‪ .‬فقال‪" :‬إن حضيتك ليست في يدك" فإذا مرت‬
‫الحائض في المسجد وهي آمنة من أن ينـزل دم على المسجد فل حرج‬
‫عليها أما إن كانت تريد أن تدخل وتجلس فهذا ل يجوز والدليل على ذلك‬
‫أن النبي أمر النساء في صلة العيد أن يخرجن إلى مصلى العيد‬
‫‪46‬‬
‫العواتق وذوات الخدور والحيَّض إل َّ أنه أمر أن يعتزل الحيَّض المصلى فدل‬
‫ذلك على أن الحائض ل يجوز لها أن تمكث في المسجد لستماع الخطبة‬
‫أو استماع الدرس والحاديث‬

‫أحكام تختص بالمرأة في باب الصيام‬


‫ب على كل مسلم ٍ ومسلمةٍ وهو أحد أركان‬ ‫صوم شهر رمضان واج ٌ‬
‫السلم ومبانيه العظام‪ .‬قال الله تعالى ‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم‬
‫الصيام} [البقرة‪. ]183 :‬‬
‫ومعنى {كُتب} ‪ :‬فُرِ َ‬
‫ض‪.‬‬
‫ن التَّكليف بظهور إحدى أمارات البلوغ عليها‬ ‫فإذا بلغت الفتاة س َّ‬
‫صوم في حقها ‪.‬‬ ‫ومنها الحيض فإنَّه يبدأ و جوب ال َّ‬
‫ن التاسعة‪ ،‬وقد تجهل بعض الفتيات أنَّه يجب‬ ‫وقد تحيض وهي في س ِ ّ‬
‫صيام حينذاك فل تصوم ظنا ً منها أنَّها صغيرة ٌ ‪.‬‬ ‫عليها ال ِّ‬
‫ن من أركان‬ ‫صيام وهذا تفري ٌ‬
‫م بترك رك ٍ‬ ‫ط عظي ٌ‬ ‫ول يأمرها أهلها بال ِّ‬
‫السلم ‪.‬‬
‫ومن حصل منها ذلك وجب عليها قضاء الصوم الذي تركته في حين‬
‫ق في ذمتها‪.‬‬ ‫ة؛ لنه با ٍ‬ ‫بداية الحيض بها ولو مضى على ذلك فترة ٌ طويل ٌ‬
‫من يجب عليه رمضان ‪:‬‬
‫إذا دخل شهر رمضان وجب على كل مسلم ٍ ومسلمةٍ بالغين‬
‫صحيحين مقيمين صيامه‪ ،‬ومن كان منهما مريضا ً أو مسافرا ً في أثناء‬
‫الشهر فإنه يفطر ويقضي عدد ما أفطره من أيام أُخر‪.‬‬
‫قال الله تعالى ‪{ :‬فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً‬
‫أو على سفرٍ فعدة ٌ من أيام ٍ أُخر} [البقرة‪. ]185:‬‬
‫ض‬‫م ل يستطيع الصيام أو مري ٌ‬ ‫ن من أدركه الشهر وهو كبيٌر هر ٌ‬ ‫كما أ َّ‬
‫ل أو‬‫ت من الوقات من رج ٍ‬ ‫مرضا ً مزمنا ً ل يُرجى ارتفاعه عنه في وق ٍ‬
‫امرأة فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم ٍ مسكينا ً نصف صاع من قوت البلد‪.‬‬
‫ة طعام مسكين}‬ ‫قال الله تعالى ‪{ :‬وعلى الذين يُطيقونه فدي ٌ‬
‫[البقرة‪. ]184 :‬‬
‫قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ‪" :‬هي للكبير الذي ل يُرجى‬
‫برؤه" ‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬
‫والمريض الذي ل يُرجى برؤ مرضه في حكم الكبير ول قضاء عليه‬
‫لعدم إمكانه‪ .‬ومعنى {يطيقونه} يتجشمونه ‪.‬‬
‫ح لها الفطار في رمضان على أن تقضي‬ ‫ص المرأة بأعذار تُبي ُ‬ ‫وتخت ُّ‬
‫ما أفطرته بسبب تلك العذار من أيام ٍ أخر ‪.‬‬
‫وهذه العذار هي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الحيض والنفاس ‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫أيام‬
‫ٍ‬ ‫يحرم على المرأة الصوم أثناءهما ويجب عليها القضاء من‬
‫مُر‬‫أخر‪.‬لما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت ‪" :‬كُنا نُؤ َ‬
‫بقضاء الصوم ول نؤمر بقضاء الصلة" وذلك لما سألتها امرأة ٌ فقالت‪ :‬ما‬
‫بال الحائض تقضي الصوم ول تقضي الصلة‪ .‬بيَّنت رضي الله عنها أن هذا‬
‫ص‪.‬‬ ‫من المور التوقيفية التي يُتبع فيها الن ُّ‬
‫حكمة ذلك ‪:‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (‪: )25/251‬‬
‫"والدم الذي يخرج بالحيض فيه خروج الدم‪ .‬والحائض يمكنها أن تصوم‬
‫في غير أوقات الدم الذي يخرج بالحيض فيه دمها‪ .‬فكان صومها في تلك‬
‫الحال صوما ً معتدل ً ل يخرج فيه الدم الذي يقوي البدن الذي هو مادته‪.‬‬
‫وصومها في الحيض يوجب أن يخرج فيه دمها الذي هو مادتها ويوجب‬
‫مَرت أن تصوم في‬ ‫ُ‬
‫نقصان بدنها وضعفها وخروج صومها عن العتدال فأ ِ‬
‫ت الحيض" ‪ .‬انتهى ‪.‬‬ ‫غير أوقا ِ‬
‫‪2‬ـ الحمل والرضاع اللذان يحصل بالصيام فيهما ضرٌر على المرأة أو على‬
‫طفلها أو عليهما معاً‪:‬‬
‫فإنها تُفطر في حال حملها وإرضاعها‪.‬‬
‫ثم إن كان الضرر الذي أفطرت من أجله يحصل على الطفل فقط دونها‬
‫ل يوم ٍ مسكينا ً ‪.‬‬ ‫فإنها تقضي ما أفطرته وتطعم ك ُ ّ‬
‫وإن كان الضرر عليها فإنه يكفي منها القضاء ‪.‬‬
‫وذلك لدخول الحامل والمرضع في عموم قوله تعالى ‪{ :‬وعلى‬
‫ة طعام مسكين} [البقرة ‪. ]184 :‬‬ ‫الذين يطيقونه فدي ٌ‬
‫قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (‪" : )1/379‬ومما‬
‫يلتحق بهذا المعنى الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو على‬
‫ولديهما" ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫وقال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله ‪" :‬إن كانت الحامل تخاف‬
‫على جنينها فإنها تفطر وتقضي عن كل يوم يوما ً وتطعم عن كل يوم‬
‫مسكينا ً رطل ً من خبزٍ" ‪ .‬انتهى (‪. )25/318‬‬
‫تنبيهات ‪:‬‬
‫م ل يصل أن يكون حيضا ً ـ كما‬ ‫‪1‬ـ المستحاضة‪ :‬وهي التي يأتيها د ٌ‬
‫سبق ـ يجب عليها الصيام ول يجوز لها الفطار من أجل الستحاضة‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله لما ذكر إفطار الحائض قال ‪:‬‬
‫ت‬
‫م أوقات الزمان وليس لها وق ٌ‬ ‫"بخلف الستحاضة فإن الستحاضة تع ُّ‬
‫مُر فيه بالصوم وكان ذلك ل يمكن الحتراز منه كذرع القيء وخروج‬ ‫تُؤ َ‬
‫ت محدد ٌ يمكن‬ ‫الدم بالجراح والدمامل والحتلم ونحو ذلك مما ليس له وق ٌ‬
‫الحتراز منه فلم يجعل هذا منافيا ً للصوم كدم الحيض" ‪ .‬انتهى (‪.)25/251‬‬
‫‪2‬ـ يجب على الحائض وعلى الحامل والمرضع إذا أفطرتا قضاء ما‬
‫أفطرنه فيما بين رمضان الذي أفطرن منه ورمضان القادم‪ ،‬والمبادرة‬
‫أفضل وإذا لم يبق على رمضان القادم إل قدر اليام التي أفطرنها فيجب‬
‫‪48‬‬
‫م من‬ ‫ن صيا ٌ‬‫عليهن صيام القضاء حتى ل يدخل عليهم رمضان الجديد وعليه َّ‬
‫رمضان الذي قبله ‪.‬‬
‫م من رمضان الذي‬ ‫ن رمضان وعليه َّ‬
‫ن صيا ٌ‬ ‫فإن لم يفعلن ودخل عليه َّ‬
‫ن‬‫م مسكي ٍ‬ ‫ن مع القضاء‪ :‬إطعا ُ‬ ‫ن عذٌر في تأخيره وجب عليه َّ‬ ‫قبله وليس له َّ‬
‫ن إل القضاء‪ ،‬وكذلك من كان‬ ‫ل يومٍ‪ .‬وإن كان لعذرٍ فليس عليه َّ‬ ‫عن ك ُ ِّ‬
‫ض أو سفرٍ حكمها كحكم من أطفرت‬ ‫عليها قضاءٌ بسبب الفطار لمر ٍ‬
‫ض على التفصيل السابق ‪.‬‬ ‫لحي ٍ‬
‫‪3‬ـ ل يجوز للمرأة أن تصوم تطوُّعا ً إذا كان زوجها حاضرا ً إل بإذنه‪.‬‬
‫لما روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن‬
‫النبي قال ‪" :‬ل يحل لمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إل بإذنه" ‪.‬‬
‫وفي بعض الروايات عن أحمد وأبي داود ‪" :‬إل رمضان" ‪.‬‬
‫أما إذا سمح لها زوجها بالصيام تطوعا ً أو لم يكن حاضرا ً عندها أو لم‬
‫ب لها أن تصوم تطوعاً‪ ،‬خصوصا ً اليام التي‬ ‫ج فإنها يُستح ُ‬‫يكن لها زو ٌ‬
‫يستحب صيامها كيوم الثنين ويوم الخميس وثلثة أيام ٍ من كل شهرٍ وستة‬
‫أيام من شوال وعشر ذي الحجة ويوم عرفة ويوم عاشوراء مع يوم قبله‬
‫أو يوم بعده‪ .‬إل أنه ل ينبغي لها أن تصوم تطوعا ً وعليها قضاءٌ من رمضان‬
‫حتى تصوم القضاء ‪ .‬والله أعلم ‪.‬‬
‫‪4‬ـ إذا طهرت الحائض في أثناء النهار من رمضان؛ فإنها تمسك بقية‬
‫يومها وتقضيه مع اليام التي أفطرتها بالحيض ‪.‬‬
‫وإمساكها بقية اليوم الذي طهرت فيه يجب عليها احتراما ً للوقت‪.‬‬

‫(‪)9‬‬
‫‪:‬‬ ‫صفة الحج والعمرة‬
‫أنواع النساك ‪:‬‬
‫النساك ثلثة ‪ :‬تمتع ـ إفراد ـ قران ‪.‬‬
‫فالتمتع ‪ :‬أن يُحرم بالعمرة وحدها في أشهر الحج‪ .‬فإذا وصل مكة طاف‬
‫وسعى للعمرة وحلق أو قصر ‪ .‬فإذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من‬
‫ذي الحجة أحرم بالحج وحده وأتى بجميع أفعاله‪.‬‬
‫والفراد ‪ :‬أن يُحرم بالحج وحده‪ ،‬فإذا وصل مكة طاف للقدوم وسعى‬
‫صر ول يحل من إحرامه بل يبقى محرما ً حتى يحل‬ ‫للحج ول يحلق ول يق ّ‬
‫خر سعي الحج إلى ما بعد طواف‬ ‫بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد وإن أ ّ‬
‫الحج فل بأس ‪.‬‬

‫()‬
‫للشيخ ‪ /‬ممد بن صال العثيمي ‪ .‬رحه ال تعال ‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪49‬‬
‫والقران‪ :‬أن يُحرم بالعمرة والحج جميعاً‪ ،‬أو يُحرم بالعمرة أول ً ثم يدخل‬
‫الحج عليها قبل الشروع في طوافها‪ ،‬وعمل القارن كعمل المفرد سواء ‪،‬‬
‫إل َّ أن القارن عليه هدي والمفرد ل هدي عليه ‪.‬‬
‫أصحابه وحثهم‬ ‫وأفضل هذه النواع الثلثة التمتع وهو الذي أمر به النبي‬
‫عليه حتى لو أحرم النسان قارنا ً أو مفردا ً فإنه يتأكد عليه أن يقلب‬
‫إحرامه إلى عمره ليصير متمتعا ً ولو بعد أن طاف وسعى؛ لن النبي‬
‫لما طاف وسعى عام حجة الوداع ومعه أصحابه أمر كل من ليس معه‬
‫‪" :‬لول أني سقت‬ ‫هدي أن يقلب إحرامه عمرة ويقصر ويحل‪ .‬وقال‬
‫الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم به" ‪.‬‬
‫صفة العمرة ‪:‬‬
‫إذا أراد أن يُحرم بالعمرة‪ ،‬فالمشروع أن يتجرد من ثيابه ويغتسل كما‬
‫يغتسل للجنابة ويتطي ِّب بأطيب ما يجده من دهن عود أو غيره في رأسه‬
‫ولحيته ول يضره بقاء ذلك بعد الحرام ‪.‬‬
‫والغتسال عند الحرام سنة في حق الرجال والنساء حتى الحائض‬
‫والنفساء ‪.‬‬
‫ثم بعد الغتسال والتطيب يلبس ثياب الحرام ثم يصلي غير الحائض‬
‫والنفساء الفريضة إن كان في وقت فريضة وإل َّ صلى ركعتين ينوي بها‬
‫سنة الوضوء ‪.‬‬
‫فإن فرغ من الصلة أحرم وقال ‪" :‬لبيك عمرة ـ لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ل‬
‫شريك لك لبيك‪ ،‬إن الحمد والنعمة لك والملك‪ ،‬ل شريك لك" ‪ .‬يرفع‬
‫الرجل صوته بذلك والمرأة تقول بقدر ما يسمع من بجنبها ‪.‬‬
‫وينبغي للمحرم أن يكثر من التلبية خصوصا ً عند تغير الحوال والزمان‬
‫مثل أن يعلو مرتفعا ً أو ينـزل منخفضا ً أو يقبل الليل أو النهار وأن يسأل‬
‫الله بعدها رضوانه والجنة ويستعيذ برحمته من النار ‪.‬‬
‫والتلبية مشروعة في العمرة من الحرام إلى أن يبدأ بالطواف وفي الحج‬
‫من الحرام إلى أن يبتدئ برمي جمرة العقبة يوم العيد ‪.‬‬
‫فإذا دخل المسجد الحرام قدّم رجله اليمنى وقال ‪" :‬بسم الله والصلة‬
‫والسلم على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك‪،‬‬
‫أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان‬
‫الرجيم" ‪.‬‬
‫ثم يتقدم إلى الحجر السود ليبتدئ الطواف فيستلم الحجر بيده اليمنى‬
‫ويقبله فإن لم يتيسر استلمه بيده فإنه يستقبل الحجر ويشير إليه بيده‬
‫إشارة ول يقبلها ‪.‬‬
‫والفضل أن ل يزاحم فيؤذي الناس ويتأذى بهم ‪.‬‬
‫ويقول عند استلم الحجر ‪" :‬بسم الله والله أكبر‪ ،‬اللهم إيمانا ً بك وتصديقاً‬
‫"‪.‬‬ ‫بكتابك ووفاءً بعهدك واتباعا ً لسنة نبيك محمد‬
‫ثم يأخذ ذات اليمين ويجعل البيت عن يساره‪ ،‬فإذا بلغ الركن اليماني‬
‫استلمه من غير تقبيل فإن لم يتيسر فل يزاحم عليه ويقول بينه وبين‬
‫‪50‬‬
‫الحجر السود ‪" :‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب‬
‫النار اللهم إني أسألك العفو العافية في الدنيا والخرة"‪.‬‬
‫وكلما مر بالحجر السود كبّر ‪.‬‬
‫ويقول في بقية طوافه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن‪ ،‬فإنما جعل‬
‫الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لقامة ذكر الله ‪.‬‬
‫وفي هذا الطواف أعني الطواف أول ما يقدم ينبغي للرجل أن يفعل‬
‫شيئين ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬الضطباع من ابتداء الطواف إلى انتهائه‪ ،‬وصفة الضطباع أن‬
‫يجعل وسط ردائه داخل‬
‫إبطه اليمن وطرفيه على كتفه اليسر‪ ،‬فإذا فرغ من الطواف أعاد رداءه‬
‫إلى حالته قبل الطواف؛ لن الضطباع محله الطواف فقط ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬الرمل في الشواط الثلثة الولى فقط‪ ،‬والرمل إسراع المشي‬
‫مع مقاربة الخطوات‪ ،‬وأما الشواط الربعة الباقية فليس فيها رمل وإنما‬
‫يمشي كعادته ‪.‬‬
‫فإذا أتم الطواف سبعة أشواط تقدم إلى مقام إبراهيم فقرا ً ‪{:‬واتخذوا‬
‫من مقام إبراهيم مصلى} [سورة البقرة‪ :‬الية ‪ ]125‬ثم صلى خلفه‬
‫ركعتين خفيفتين يقرأ في الولى ‪{ :‬قُل يأيها الكافرين} [سورة‬
‫الكافرون] وفي الثانية ‪{ :‬قل هو الله أحد} [سورة الخلص] بعد الفاتحة‬
‫‪.‬‬
‫فإذا فرغ من صلة الركعتين رجع إلى الحجر السود فاستلمه إن‬
‫تيسر له‪.‬‬
‫ن الصفا والمروة‬ ‫َ‬ ‫ثم يخرج إلى المسعى فإذا دنا من الصفا قرأ {إ ّ‬
‫من شعائر الله} [سورة البقرة‪ ،‬الية ‪ ، ]185 :‬ثم يرقى على الصفا حتى‬
‫يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه فيحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو‪.‬‬
‫هنا ‪( :‬ل إله إل الله وحده ل شريك له ‪ ،‬له الملك‬ ‫وكان من دعاء النبي‬
‫وله الحمد وهو على كل شيء قدير‪ .‬ل إله إل الله وحده أنجز وعده ونصر‬
‫عبده وهزم الحزاب وحده) ويكرر ذلك ثلثا ً مرات ويدعو بين ذلك ‪.‬‬
‫ثم ينزل من الصفا إلى المروة ماشياً‪ ،‬فإذا بلغ العلم الخضر ركض ركضاً‬
‫أنه كان يسعى‬ ‫شديدا ً بقدر ما يستطيع ول يؤذي فقد روي عن النبي‬
‫حتى ترى ركبتاه من شدة السعي تدور به إزاره‪ ،‬وفي لفظ وإن مأزره‬
‫ليدور من شدة السعي‪ ،‬فإذ بلغ العلم الخضر الثاني مشى كعادته حتى‬
‫يصل إلى المروة فيرقى عليها ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويقول ما قاله‬
‫على الصفا ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثم ينـزل من المروة إلى الصفا ماشيا فيمشي في موضع مشيه ويسعى‬
‫في موضع سعيه ‪.‬‬
‫فإذا وصل إلى الصفا فعل كما فعل أول مرة وهكذا المروة حتى يكمل‬
‫سبعة أشواط ذهابه من الصفا إلى المروة شوط ورجوعه من المروة إلى‬
‫الصفا شوط آخر ‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫ويقول في سعيه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن ‪.‬‬
‫فإذا أتم سعيه سبعة أشواط حلق رأسه إن كان رجل ً وإن كانت امرأة‬
‫ن أُنملة ‪.‬‬
‫صر من كل قر ٍ‬‫تُقَ ّ‬
‫ويجب أن يكون الحلق شامل ً لجميع الرأس‪ .‬وكذلك التقصير يعم به جميع‬
‫جهات الرأس‪.‬‬
‫والحلق أفضل من التقصير إل أن يكون وقت الحج قريبا ً بحيث ل يتسع‬
‫لنبات شعر الرأس فإن الفضل التقصير ليبقى الرأس للحلق في الحج ‪.‬‬
‫وبهذه العمال تمت العمرة ‪.‬‬
‫ثم بعد ذلك يحل منها إحلل ً كامل ً ويفعل كما فعله المحلون من اللباس‬
‫والطيب وإتيان النساء وغير ذلك ‪.‬‬
‫صفة الحج ‪:‬‬
‫ى من‬
‫إذا كان يوم التروية وهو يوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج ضح ً‬
‫مكانه الذي أراد الحج منه ‪.‬‬
‫ويفعل عند إحرامه بالحج كما فعل عند إحرامه بالعمرة من الغسل‬
‫والطيب والصلة‪.‬‬
‫ثم ينوي الحرام بالحج ويلبي ‪.‬‬
‫ً‬
‫وصفة التلبية بالحج ‪" :‬لبيك حجا‪ ،‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ل شريك لك لبيك‪،‬‬
‫إن الحمد والنعمة لك والملك‪ ،‬ل شريك لك" ‪.‬‬
‫وإن كان خائفا ً من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط فقال ‪" :‬وإن‬
‫حبسني حابس فمحلي حيث حبستني" وإن لم يكن خائفا ً من عائق لم‬
‫يشترط‪.‬‬
‫ثم يخرج إلى منى فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر‬
‫قصرا ً من غير جمع‪.‬‬
‫فإذا طلعت الشمس يوم عرفة سار من منى إلى عرفة فنـزل بنمرة إلى‬
‫سر له‪ ،‬وإل َّ فل حرج؛ لن النـزول بنمرة سنة ‪.‬‬ ‫الزوال إن تي ّ‬
‫فإذا زالت الشمس صلى الظهر والعصر على ركعتين يجمع بهما جمع‬
‫ليطول وقت الوقوف والدعاء ‪.‬‬ ‫تقديم كما فعل النبي‬
‫ثم يتفرغ بعد الصلة للذكر والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل ويدعو بما‬
‫أحب رافعا ً يديه مستقبل القبلة ولو كان الجبل خلفه؛ لن السنة استقبال‬
‫القبلة ل الجبل ‪.‬‬
‫في ذلك الموقف العظيم ‪" :‬ل إله إل َّ الله وحده‬ ‫وكان أكثر دعاء النبي‬
‫ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" ‪.‬‬
‫فإن حصل له ملل وأراد أن يستجم بالتحدث مع أصحابه بالحاديث النافعة‬
‫وقراءة ما تيسر من الكتب المفيدة خصوصا ً فيما يتعلق بكرم الله وجزيل‬
‫هباته ليقوي جانب الرجاء في ذلك اليوم كان ذلك حسنا ً ‪.‬‬
‫ثم يعود إلى التضرع إلى الله ودعائه ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء‬
‫فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫فإذا غربت الشمس سار إلى مزدلفة ‪ .‬فإذا وصلها صلى المغرب والعشاء‬
‫جمعا ً إل ّ أن يصل مزدلفة قبل العشاء الخرة فيصليها في وقتها ‪.‬‬
‫لكن إن كان محتاجا ً إلى الجمع إما لتعب أو قلة ماء أو غيرهما فل بأس‬
‫بالجمع وإن لم يدخل وقت العِشاء ‪.‬‬
‫َ‬
‫وإن كان يخشى أن ل يصل مزدلفة إل ّ بعد نصف الليل فإنه يصلي ولو‬
‫قبل الوصول إلى مزدلفة ول يجوز أن يؤخر الصلة إلى ما بعد نصف الليل‬
‫‪.‬‬
‫ويبيت بمزدلفة فإذا تبين الفجر صلى الفجر مبكرا ً بأذان وإقامة ثم قصد‬
‫سر‪ ،‬فوحد الله وكبر ودعا بما أحب‬ ‫المشعر الحرام "مكان المسجد" إن تي َّ‬
‫حتى يسفر جدا ً ‪.‬‬
‫وإن لم يتيسر له الذهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه ويكون حال‬
‫الذكر والدعاء مستقبل ً القبلة رافعا ً يديه ‪.‬‬
‫فإذا أسفر جدا ً دفع قبل أن تطلع الشمس إلى منى ويسرع في وادي‬
‫محسر ‪.‬‬
‫فإذا وصل إلى منى رمى جمرة العقبة وهي الخيرة مما يلي مكة بسبع‬
‫مصة تقريبا ً يكبر‬ ‫حصيات متعاقبات واحدة بعد الخرى كل واحدة بقدر الح ّ‬
‫مع كل حصاة ‪.‬‬
‫فإذا فرغ ذبح هديه ثم حلق رأسه إن كان ذكرا ً وأما المرأة فحقها التقصر‬
‫دون الحلق ‪ .‬ثم ينـزل لمكة فيطوف ويسعى للحج ‪.‬‬
‫والسنة أن يتطيب إذا أراد النـزول إلى مكة للطواف بعد الرمي والحلق ‪.‬‬
‫ثم بعد الطواف والسعي يرجع إلى منى فيبيت بها ليلتي الحادي عشر‬
‫والثاني عشر ويرمي الجمرات الثلث إذا زالت الشمس في اليومين ‪.‬‬
‫والفضل أن يذهب للرمي ماشيا ً وإن ركب فل بأس ‪.‬‬
‫فيرمي الجمرة الولى وهي أبعد الجمرات عن مكة وهي التي تلي مسجد‬
‫الخيف بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الخرى ويكبر بعد كل حصاة ‪.‬‬
‫ثم يتقدم قليل ً ويدعو دعاء طويل ً بما أحب فإن شق عليه طول الوقوف‬
‫صل السنة ‪.‬‬ ‫ح ِّ‬ ‫والدعاء بما يسهل عليه ولو قليل ً لي ُ َ‬
‫ثم يرمي الجمرة الوسطى بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ‪.‬‬
‫ثم يأخذ ذات الشمال فيقف مستقبل القبلة رافعا ً يديه ويدعو دعاء طويلً‬
‫إن تيسر له وإل وقف بقدر ما تيسر ‪.‬‬
‫ثم يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم‬
‫ينصرف ول يدعو بعدها ‪.‬‬
‫فإذا أتم رمي الجمار في اليوم الثاني عشر فإن شاء تعجل ونزل من منى‬
‫خر فبات بها ليلة الثالث عشر ورمى الجمار الثلث بعد الزوال‬ ‫وإن شاء تأ ّ‬
‫كما سبق ‪.‬‬
‫والتأخر أفضل‪ ،‬ول يجب إل ّ أن تغرب الشمس في اليوم الثاني عشر وهو‬
‫بمنى‪ ،‬فإنه يلزمه التأخر حتى يرمي الجمار الثلث بعد الزوال ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪:‬‬ ‫فإذا أراد الخروج إلى بلده لم يخرج حتى يطوف للوداع لقول النبي‬
‫"ل ينفر أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت" ‪.‬‬
‫إل َّ أنه خفف عن الحائض ‪ ،‬فالحائض والنفساء ليس عليهما ‪.‬‬
‫فائدة ‪:‬‬
‫يجب على المحرم بحج أو عمرة ما يلي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ أن يكون ملتزما ً بما أوجب الله عليه من شرائع دينه كالصلة في‬
‫أوقاتها مع الجماعة‪.‬‬
‫‪2‬ـ أن يتجنب ما نهى الله عنه من الرفث والفسوق والعصيان {فمن‬
‫سوق ول جدال في الحج} [سورة البقرة‪،‬‬ ‫ج فل رفث ول فُ ُ‬ ‫فرض فيهن الح َّ‬
‫الية ‪. ]197 :‬‬
‫‪3‬ـ أن يتجنب أذية المسلمين بالقول أو الفعل عند المشاعر أو غيرها ‪.‬‬
‫‪4‬ـ أن يتجنب جميع محظورات الحرام ‪.‬‬
‫أ ‪ /‬فل يأخذ شيئا ً من شعره أو ظفره فأما نقش الشوكة ونحوه فل باس‬
‫به وإن خرج دم‪.‬‬
‫ب‪ /‬ول يتطيب بعد إحرامه في بدنه أو ثوبه أو مأكوله أو مشروبه ول‬
‫يتنظف بصابون مطيّب فأما ما بقي من أثر الطيب الذي تطيّب به عند‬
‫إحرامه فل يضر ‪.‬‬
‫ج‪ /‬ول يقتل الصيد وهو الحيوان البري الحلل المتوحش أصل ً ‪.‬‬
‫د‪ /‬ول يجامع ‪.‬‬
‫هـ‪ /‬ول يباشر لشهوة بلمس أو تقبيل أو غيرهما ‪.‬‬
‫و‪ /‬ول يعقد النكاح لنفسه ول غيره ول يخطب امرأة لنفسه ولغيره ‪.‬‬
‫ز‪ /‬ول يلبس القفازين وهما شراب اليدين فأما لف اليدين بخرقة فل بأس‬
‫به ‪.‬‬
‫وهذه المحظورات السبعة محظورات على الذكر والنثى ‪.‬‬
‫ويختص الرجل بما يلي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ ل يغطي رأسه بملصق فأما تظليله بالشمسية وسقف السيارة‬
‫والخيمة وحمل العفش عليه فل بأس به ‪.‬‬
‫‪2‬ـ ل يلبس القميص ول العمائم ول البرانس ول السراويل ول الخفاف إلَّ‬
‫إذا لم يجد إزارا ً فيلبس السراويل أو لم يجد نعلين فليلبس الخفاف ‪.‬‬
‫‪3‬ـ ل يلبس ما كان بمعنى ما سبق فل يلبس العباءة ول القباء ول الطاقية‬
‫ول الفنيلة ونحوها ‪.‬‬
‫ويجوز أن يلبس النعلين والخاتم ونظارة العين وسماعة الذن وأن يلبس‬
‫الساعة في يده أو يتقلدها في عنقه ويلبس الهميان والمنطقة وهما ما‬
‫تجعل فيه النفقة ‪.‬‬
‫ويجوز أن يتنظف بغير ما فيه طيب وأن يغسل ويحك رأسه وبدنه وأن‬
‫سقط بذلك شعر بدون قصد فل شيء عليه ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫والمرأة ل تلبس النقاب وهو ما تستر به وجهها منقوبا ً لعينيها فيه ول‬
‫تلبس البرقع أيضا ً والسنة أن تكشف وجهها إل َّ أن يراها رجال غير محارم‬
‫لها فيجب علهيا ستره في حال الحرام وغيرها ‪ .‬ا‪.‬هـ ‪.‬‬

‫الذكر والدعاء المشروع في الحج (‪: )10‬‬


‫الحرام بالنسك من حج أو عمرة‪ ،‬أو بهما ‪ ،‬رحلة تعبدية معمورة بالذكر‬
‫والدعاء من أول ما يضع رجله في الغرز مسافراً‪ ،‬إلى إيابه بدخوله قريته‬
‫التي سافر منها‪ ،‬وتقع هذه الدعية والذكار المختصة بالنسك في ثلثين‬
‫نوعا ً هي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ التلبية بالنسك مستقبل ً القبلة ‪" :‬اللهم لبيك حجاً" أو ‪" :‬اللهم لبيك‬
‫عمرة" أو‪" :‬اللهم لبيك حجة وعمرة" ‪ .‬وإن شاء قال ‪" :‬لبيك حجاً" وهكذا‬
‫‪ .‬وإن شاء قال ‪" :‬لبيك اللهم حجاً" أو ‪" :‬بحج" وهكذا ‪.‬‬
‫‪2‬ـ ثم يقول ‪" :‬اللهم هذه حجة ل رياء فيها ول سمعة" ‪.‬‬
‫‪3‬ـ ثم يأخذ بالتلبية رافعا ً الرجل صوته‪ ،‬وصفتها‪" :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ل‬
‫شريك لك لبيك‪ ،‬إن الحمد والنعمة لك والملك‪ ،‬ل شريك لك" ‪.‬‬
‫أنه قال ‪" :‬لبيك إله الحق لبيك" ‪.‬‬ ‫وإن شاء زاد ما ثبت عن النبي‬
‫وإن شاء زاد ما ثبت عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وأقَّرهم النبي‬
‫عليه ‪ ،‬مثل ‪" :‬لبيك ذا المعارج" ‪" ،‬لبيك ذا الفواضل" ‪" .‬لبيك وسعديك‬
‫والخير بيديك والرغباء إليك والعمل" ‪.‬‬
‫‪4‬ـ خلط التلبية بالتهليل ‪.‬‬
‫‪5‬ـ استمرار التلبية حتى يدخل مكة ويرى بيوتها‪ ،‬أو حتى يصل إلى الكعبة‪.‬‬
‫هذا إذا كان محرما ً بعمرة ‪ ،‬أو متمتعا ً بها إلى الحج‪ ،‬وأما إن كان محرماً‬
‫بهما‪ ،‬أو بالحج وحده‪ ،‬فل يقطع التلبية إل‬
‫إذا شرع في رمي جمرة العقبة يوم العيد‪ ،‬اليوم العاشر‪ .‬وقيل‪ :‬حتى يتم‬
‫رميها ذلك اليوم‪.‬‬
‫‪6‬ـ الدعاء عند دخول المسجد الحرام بالمشروع عند دخول سائر المساجد‬
‫‪ .‬لكن ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما ـ أنه إذا رأى الكعبة رفع يديه‪،‬‬
‫وكان ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يدعو بقوله ‪" :‬اللهم أنت السلم ومنك‬

‫()‬
‫لفضيلة الشيخ العلمة ‪ /‬بكر بن عبد ال أبو زيد ‪ .‬نفع ال بعلمه ‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪55‬‬
‫السلم فحينا ربنا بالسلم" ‪ .‬ورواهما ابن أبي شيبة في ‪" :‬المصنف ‪"4/97‬‬
‫‪.‬‬
‫‪7‬ـ ‪8‬ـ قول ‪" :‬بسم الله والله أكبر" عند استلم الحجر السود‪ ،‬وهكذا كلما‬
‫حاذاه‪ ،‬يقول ‪" :‬الله أكبر"‬
‫‪9‬ـ يقول في ابتداء طوافه ‪" :‬اللهم إيمانا ً بك‪ ،‬وتصديقا ً بكتابك‪ ،‬ووفاءً‬
‫‪.‬‬ ‫بعهدك‪ ،‬واتباعا ً لسنة نبيك محمد‬
‫‪10‬ـ الكثار من الذكر والدعاء في الطواف بما تيسر‪ ،‬وإن شاء قرأ فيه من‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬لعموم حديث ‪":‬الطواف بالبيت صلة" ‪.‬‬
‫‪11‬ـ قول ‪ :‬بسم الله والله أكبر" إذا حاذى الركن اليماني‪ ،‬واستلمه بيمينه‪،‬‬
‫وهكذا كلما استلمه في كل شوط فإن لم يستلمه فإنه يمضي بدون تكبير‬
‫ول إشارة ‪.‬‬
‫‪12‬ـ ثم يقول بين الركنين ـ أي الركن اليماني والحجر السود ـ في كل‬
‫شوط ‪" :‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب النار" ‪.‬‬
‫‪13‬ـ قوله بين الركنين السود واليماني ‪" :‬اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي‬
‫فيه" وقيل ‪ :‬في كل الطواف‪.‬‬
‫‪14‬ـ صلة ركعتين خلف المقام يقرأ فيهما بسورتي الخلص ‪.‬‬
‫‪15‬ـ الدعاء عند الملتزم وهو ما بين الركن والباب ‪ ،‬سواء حين دخول مكة‬
‫أو قبل طواف الوداع ‪.‬‬
‫‪16‬ـ ‪17‬ـ يقرأ عند رقيه الصفا للسعي‪ ،‬قول الله تعالى ‪{ :‬إن الصفا‬
‫والمروة من شعائر الله} الية ‪ ،‬ويقول "نبدأ بما بدأ الله به" ‪.‬‬
‫‪18‬ـ ثم يدعو بما تيسر على الصفا مستقبل ً القبلة‪ ،‬رافعا ً يديه على هيئة‬
‫الداعي‪ ،‬مستفتحا ً دعاءه بالحمد‪ ،‬والتكبير‪ ،‬والتهليل‪ ،‬مكررا ً له ثلثاً‪ .‬وصيغة‬
‫التهليل ‪" :‬ل إله إل الله وحده ل شريك له ‪ ،‬له الملك ‪ ،‬وله الحمد ‪ ،‬يحيي‬
‫ويميت‪ ،‬وهو على كل شيء قدير" ‪" ،‬ل إله إل الله وحده ل شريك له‪،‬‬
‫أنجز وعده‪ ،‬ونصر عبده‪ ،‬وهزم الحزاب وحده" ‪.‬‬
‫‪19‬ـ الكثار في السعي فيما بين الصفا والمروة من الذكر والدعاء بما‬
‫تيسر‪ ،‬ومنه المأثور عن ابن مسعود‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وعروة بن الزبير‪" :‬رب‬
‫اغفر وارحم‪ ،‬وتجاوز عما تعلم ‪ ،‬إنك أنت العز الكرم"‪.‬‬
‫‪20‬ـ يقول على المروة مثل ما قال على الصفا من قراءة الية والتحميد‪،‬‬
‫والتهليل‪ ،‬والدعاء بما تيسر‪ ،‬رافعا ً يديه مستقبل ً القبلة ‪.‬‬
‫‪21‬ـ التلبية بعد الزوال بالحج يوم الثامن للمحلين‪ ،‬ولمن أراد الحج من أهل‬
‫مكة ‪.‬‬
‫أو في‬ ‫‪22‬ـ الدعاء والذكر يوم عرفة خاصة بعد الزوال في موقف النبي‬
‫أي مكان منها‪ ،‬مستقبل ً القبلة رافعا ً يديه‪ ،‬مجتهدا ً في ذلك‪ ،‬مكثرا منه بما‬
‫ً‬
‫تيسر‪ ،‬ويشوبه بالتهليل‪ ،‬والتلبية‪ ،‬مكثرا ً من التهليل بقوله ‪" :‬ل إله إل الله‬
‫وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك و له الحمد‪ ،‬يحيي ويميت‪ ،‬وهو على كل‬
‫شيء قدير" ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫في التلبية لما رأى كثرة الجمع‪" :‬إنما الخير‬ ‫‪23‬ـ وكان من زيادة النبي‬
‫خير الخرة"‪.‬‬
‫‪24‬ـ الكثار من التلبية في مسيره من عرفة إلى مزدلفة ‪.‬‬
‫‪25‬ـ الذكر والدعاء عند المشعر الحرام بعد صلة الصبح في المزدلفة‪،‬‬
‫فيذكر الله ويوحده ويهلله ويكبره ‪ ،‬ويدعوه رافعا ً يديه مستقبل ً القبلة إلى‬
‫أن يُسفر جدّا ً ‪.‬‬
‫‪26‬ـ التلبية والتكبير في مسيره من مزدلفة إلى منى‪ ،‬ول يقطع التلبية إل‬
‫بعد وصوله جمرة العقبة‪.‬‬
‫‪27‬ـ التكبير مع كل حصاة يرميها في أي يوم من أيام الرمي قائل ً ‪" :‬الله‬
‫أكبر" ‪.‬‬
‫‪28‬ـ يقول عند نحره أو ذبحه لهديه ‪" :‬بسم الله والله أكبر‪ ،‬اللهم هذا منك‬
‫ولك‪ ،‬اللهم تقبّل مني" ‪.‬‬
‫‪29‬ـ إذا رمى الجمرة الولى في كل يوم من أيام التشريق جعلها عن‬
‫يساره واستقبل القبلة‪ ،‬ورفع يديه ‪ ،‬ودعا بما تيسر ‪ ،‬ويكثر من الدعاء‬
‫والتضرع‪.‬‬
‫‪30‬ـ وإذا رمى الجمرة الثانية في كل يوم من أيام التشريق جعلها عن‬
‫يمينه‪ ،‬واستقبل القبلة‪ ،‬ورفع يديه‪ ،‬ودعا بما تيسر ‪ ،‬ويكثر الدعاء والتضرع‬
‫‪.‬‬
‫أحكام تختص بالمرأة في الحج والعمرة ‪:‬‬
‫ب كفائي على أمة السلم‪ ،‬ويجب‬ ‫ل عام واج ٌ‬ ‫ج إلى بيت الله ك ُ َّ‬ ‫الح ُّ‬
‫ل مسلم توفرت فيه شروط وجوب الحج‪ ،‬أن يحج مرة في العمر‬ ‫على ك ُ ِّ‬
‫ج أحد أركان السلم ـ وهو نصيب‬ ‫وما زاد عن ذلك فهو تطوع ـ والح ُ‬
‫المرأة المسلمة من الجهاد لحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت ‪" :‬يا‬
‫رسول الله هل على النساء جهادٌ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم عليهن جهاد ٌ ل قتال فيه؛‬
‫ج والعمرة" رواه أحمد وابن ماجة بإسناد صحيح ‪.‬‬ ‫الح ُّ‬
‫ص المرأة منها ‪:‬‬‫م تخ ُّ‬ ‫وفي الحج أحكا ٌ‬
‫ج له شروط عامة للرجل والمرأة وهي السلم‬ ‫حَرم ‪ :‬الح ُّ‬ ‫م ْ‬ ‫‪1‬ـ ال َ‬
‫ص المرأة باشتراط‬ ‫والعقل والحرية والبلوغ والستطاعة المالية‪ .‬وتخت ُّ‬
‫م عليه تحريماً‬ ‫وجود المحرم الذي يسافر معها للحج وهو زوجها أو من تُحَّر ُ‬
‫ب مباٍح كأخيها من الرضاع أو زوج‬ ‫مؤبدا ً بنسب كأبيها وابنها وأخيها أو بسب ٍ‬
‫أمها أو ابن زوجها ‪.‬‬
‫والدليل على ذلك ‪ :‬ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي‬
‫ل بامرأةٍ إل ّ ومعها ذ ُو محرم‪ .‬ول تسافر‬ ‫ج ٌ‬ ‫نر ُ‬ ‫ب‪ ،‬يقول‪" :‬ل يخلو َّ‬ ‫يخط ُ‬
‫ل فقال يا رسول الله إن امرأتي‬ ‫المرأة إل ّ مع ذي محرم ٍ ‪ .‬فقام رج ٌ‬ ‫َ‬
‫حج مع‬ ‫ة وإِني اكتتبت في غزوة كذا وكذا‪ .‬قال‪ :‬فانطلق ف ُ‬ ‫ج ً‬‫خرجت حا َّ‬
‫امرأتك" متفق عليه‪.‬‬
‫‪" :‬ل تُسافر‬ ‫وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله‬
‫ة إل معها ذ ُو محرمٍ" متفق عليه ‪.‬‬ ‫المرأة ُ ثلث ً‬
‫‪57‬‬
‫ج وغيره بدون محرمٍ‪،‬‬ ‫والحاديث في هذا كثيرة ٌ تنهى عن سفر المرأة للح ِ ّ‬
‫سفر‬ ‫ة يعتريها ما يعتريها من العوارض والمصاعب في ال َّ‬ ‫ن المرأة ضعيف ٌ‬ ‫ل َّ‬
‫محرم‬
‫ٍ‬ ‫ساق‪ ،‬فلبد َّ من‬ ‫م هي مطمعٌ للفُ َّ‬ ‫ل يقوم بمواجهتها إل ّ الرجال‪ ،‬ث ُ َّ‬
‫يصونها ويحميها من أذاهم ‪.‬‬
‫ويُشترط في المحرم الذي تصحبه المرأة في حجها‪ :‬العقل والبلوغ‬
‫ن عليها‪.‬‬ ‫ن الكافر ل يؤم ُ‬ ‫والسلم؛ ل َّ‬
‫ج عنها ‪.‬‬ ‫فإن أيست من وجود المحرم لزمها أن تستنيب من يح ُّ‬
‫ج؛ لنه يَفُوت به حقُّه‬ ‫ج نفل ً اشترط إذن زوجها لها بالح ِ ّ‬ ‫‪2‬ـ وإذا كان الح ُّ‬
‫عليها ‪.‬‬
‫ج التطوع فله منعها منه‪ .‬قال ابن‬ ‫ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫قال في "المغني" (‪" : )3/340‬فأ َّ‬
‫ما َ‬
‫ن له منعها من الخروج‬ ‫ل من أحفظ عنه من أهل العلم أ َّ‬ ‫المنذر‪ :‬أجمع ك ُ ُّ‬
‫ب فليس لها تفويته بما ليس‬ ‫ن حقَّ الزوج واج ٌ‬ ‫ج التطوُّع‪ .‬وذلك ل َّ‬ ‫إلى الح ِ ّ‬
‫ب كالسيد مع عبده" انتهى ‪.‬‬ ‫بواج ٍ‬
‫ح أن تنوب المرأة عن الرجل في الحج والعمرة ‪.‬‬ ‫‪3‬ـ يص ُّ‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (‪: )26/13‬‬
‫ج عن امرأةٍ أخرى باتفاق العلماء سواءً كانت بنتها أو‬ ‫"يجوز للمرأة أن تح ّ‬
‫ج المرأة عن الَّرجل عند الئمة الربعة‬ ‫غير بنتها‪ .‬وكذلك يجوز أن تح َّ‬
‫ج عن أبيها لما‬ ‫المرأة الخثعميَّة أن تح َّ‬ ‫وجمهور العلماء‪ .‬كما أمر النبي‬
‫قالت ‪ :‬يا رسول الله إن فريضة الله في الحج على عباده أدركت أبي وهو‬
‫أن تحج عن أبيها مع أن إحرام الرجل أكمل من‬ ‫خ كبيٌر فأمرها النبي‬ ‫شي ٌ‬
‫إحرامها" انتهى ‪.‬‬
‫ض أو نفاس فإنَّها تمضي‬
‫ج حي ٌ‬ ‫‪4‬ـ إذا اعترى المرأةَ وهي في طريقها إلى الح ِ ّ‬
‫في طريقها‪ .‬فإن أصابها ذلك عند الحرام‪ ،‬فإنها تحرم كغيرها من النساء‬
‫الطاهرات؛ لن عقد الحرام ل تُشترط له الطهارة ُ ‪.‬‬
‫ع‬
‫ن الغتسال مشرو ٌ‬ ‫قال في المغني (‪ 3/293‬ـ ‪" : )294‬وجملة ذلك أ َّ‬
‫ق الحائض‬ ‫ك وهو في ح ِ ّ‬‫للنساء عند الحرام كما يشرع ُ للرجال؛ لنه نس ٌ‬
‫والنَّفساء آكد لورود الخبر فيهما‪ .‬قال جابٌر‪ :‬حتى أتينا ذا الحليفة فولدت‬
‫كيف‬ ‫أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر‪ ،‬فأرسلت إلى رسول الله‬
‫م‪ .‬وعن ابن‬ ‫ب وأحرمي" رواه مسل ٌ‬ ‫أصنَعُ؟ قال‪ :‬اغتسلي واستثفري بثو ٍ‬
‫ت يحرمان‬‫ض إذا أتيا على الوق ِ‬ ‫قال ‪" :‬النفساءُ والحائ ُ‬ ‫عبَّا ٍ‬
‫س عن النبي‬
‫ويقضيان المناسك كُلّها غير الطواف بالبيت" رواه أبو داود‪ .‬أمر النبي‬
‫ض" ‪ .‬انتهى ‪.‬‬‫ج وهي حائ ٌ‬ ‫عائشة أن تغتسل لهلل الح ِ ّ‬
‫والحكمة في اغتسال الحائض والنفساء للحرام التنظيف وقطع الرائحة‬
‫الكريهة لدفع أذاها عن النَّاس عند اجتماعهم وتخفيف النجاسة ‪.‬‬
‫وإن أصابهما الحيض أو النفاس وهما محرمتان لم يؤثر على إحرامهما‬
‫فتبقيان محرمتين وتجتنبان محظورات الحرام‪ .‬ول تطوفان بالبيت حتى‬
‫تطهُرا من الحيض أو النِّفاس وتغتسل منهما‪ .‬وإن جاء يوم عرفة ولم‬

‫‪58‬‬
‫ج فإنهما تحرمان‬ ‫تطهرا وكانتا قد أحرمتا بالعمرة متمتعتين بها إلى الح ِ ّ‬
‫ج وتدخلنه على العمرة وتصبحان قارنتين ‪.‬‬ ‫بالح ِ ّ‬
‫َّ‬
‫والدليل على ذلك ‪ :‬أن عائشة رضي الله عنها حاضت وكانت أهلت‬
‫وهي تبكي قال ‪" :‬ما يُبكيك لعلك نفست؟‬ ‫بعمرةٍ‪ .‬فدخل عليها النبي‬
‫ه على بنات آدم‪ .‬افعلي ما يفع ُ‬
‫ل‬ ‫ه الل ُ‬
‫قالت ‪ :‬نعم قال‪ :‬هذا شيءٌ قد كتب ُ‬
‫ج غير أن ل تطوفي بالبيت" أخرجه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫الحا ُّ‬
‫على عائشة فوجدها‬ ‫م دخل النب ُّ‬
‫ي‬ ‫وفي حديث جابر المتفق عليه "ث ُ َّ‬
‫ل الناس ولم‬‫تبكي‪ .‬فقال ما شأنك؟ قالت‪ :‬شأني أني قد حضت وقد ح َّ‬
‫ُ‬
‫ج الن‪ .‬فقال ‪ :‬إن هذا‬ ‫أحلُل ولم أطُف بالبيت‪ .‬والناس يذهبون إلى الح ِ ّ‬
‫أمٌر قد كتبه الله على بنات آدم فاغتسلي ثُم أهلي‪ .‬ففعلت ووقفت‬
‫َ‬
‫المواقف كُل ّها حتى إذا طهَُرت طافت بالكعبة وبالصفا والمروة‪ .‬ثم قال‪ :‬قد‬
‫حللت من حجك وعمرتك جميعاً" انتهى ‪.‬‬
‫سنن" (‪" : )2/303‬والحاديث‬ ‫قال العلمة ابن القيم في "تهذيب ال ُّ‬
‫لما‬ ‫ل الله‬‫ة بأنها أهلَّت أول ً بعمرةٍ ثم أمرها رسو ُ‬ ‫الصحيحة صريح ٌ‬
‫"يكفيك‬ ‫ة ولهذا قال لها النبي‬ ‫ل بالحج فصارت قارن ً‬ ‫حاضت أن تُه َّ‬
‫ِ‬
‫جك وع ُمرتك" انتهى ‪.‬‬ ‫صفا والمروة لح ِّ‬ ‫ك بالبيت وبين ال َّ‬ ‫طوافُ ِ‬
‫‪5‬ـ ما تفعله المرأة عند الحرام ‪ :‬تفعل كما يفعل الَّرجل من حيث‬
‫ة‬
‫الغتسال والتنظيف وبأخذ ما تحتاج إلى أخذه شعرٍ وظفرٍ وقطِع رائح ٍ‬
‫ة منه‪ .‬وإذا لم‬
‫كريهةٍ لئل تحتاج إلى ذلك في حال إحرامها وهي ممنوع ٌ‬
‫تحتج إلى شيءٍ من ذلك فليس بلزم ٍ وليس هو من خصائص الحرام‪ .‬ول‬
‫ة من الطياب؛ لحديث‬ ‫ة ذكي َّ ٌ‬ ‫بأس أن تتطيَّب في بدنها بما ليس له رائح ٌ‬
‫مد جباهنا بالمسك عند الحرام‬ ‫فنض ِّ‬ ‫عائشة ‪" :‬كُنَّا نخرج مع رسول الله‬
‫فل ينهانا" رواه أبو‬ ‫فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراها النب ُّ‬
‫ي‬
‫داود ‪.‬‬
‫نل‬ ‫يد ُّ‬
‫ل على الجواز؛ ل َّ‬ ‫قال الشوكاني في "نيل الوطار" (‪" : )5/12‬سكوته‬
‫ت على باطل" انتهى ‪.‬‬
‫يسك ُ‬
‫‪6‬ـ عند نيَّة الحرام تخلع البُرقع والنِّقاب ـ إن كانت لبس ً‬
‫ة لهما ـ قبل‬
‫الحرام‪ ،‬وهما غطاءٌ للوجه فيه نقبان على العينين تنظر المرأة منهما ‪.‬‬
‫ب المحرمة" رواه البخاري ‪.‬‬ ‫‪" :‬ل تنتق ُ‬ ‫لقوله‬
‫والبرقع أقوى من النِّقاب ‪ .‬وتخلع ما على كفَّيها من القفَّازين ـ إن كانت‬
‫ل لليدين يُدخلن فيه يسترهما ـ‬ ‫م ُ‬
‫قد لبستهما قبل الحرام ـ وهما شيءٌ يُع َ‬
‫وتغطي وجهها بغير النِّقاب والبرقع بأن تضع عليه الخمار أو الثوب عند‬
‫رؤية الّرِجال غير المحارم لها ‪ .‬وكذا تغطي كفيها عنهم بغير القفازين بأن‬
‫تضفي عليهما ثوباً؛ لن الوجه والكفين عورة ٌ يجب سترهما عن الرجال‬
‫في حالة الحرام وغيرهما‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله ‪" :‬وأما المرأة فإنها عورة فلذلك‬
‫ل بالمحمل‪ .‬لكن نهاها‬ ‫جاز لها أن تلبس الثياب التي تستتر بها وتستظ ُّ‬

‫‪59‬‬
‫ف يُصنَعُ لليد ـ ولو‬ ‫أن تنتقب أو تلبس القفازين ـ والقفازان غل ٌ‬ ‫النبي‬
‫سه‬ ‫س الوجه جاز بالتفاق‪ ،‬وإن كان يم ُّ‬ ‫غطَّت المرأة وجهها بشيءٍ ل يم ُّ‬
‫َ‬
‫ف المرأة أن تجافي سترتها عن الوجه ل‬ ‫فالصحيح أيضا ً أنه يجوز ‪ .‬ول تكل ّ ُ‬
‫ي سوى بين وجهها ويديها ‪ .‬وكلهما‬ ‫ن النب َّ‬ ‫بعود ٍ ول بيد ٍ ول غير ذلك‪ .‬فإ َّ‬
‫ن من غير‬ ‫ن يسدلن على وجوهه َّ‬ ‫ك ُ َّ‬ ‫كبدن الَّرجل ل كرأسه‪ .‬وأزواجه‬
‫أنه قال ‪:‬‬ ‫مراعاةِ المجافاة‪ .‬ولم يَنْقُل أحد ٌ من أهل العلم عن النبي‬
‫م المرأة في وجهها" وإنما هذا قول بعض السلف" انتهى ‪.‬‬ ‫"إحرا ُ‬
‫ي‬
‫قال العلمة ابن القيم في "تهذيب السنن" (‪" : )2/350‬وليس عن النب ّ‬
‫ف واحد ٌ في وجوب كشف المرأة وجهها عند الحرام إل ّ النهي عن‬ ‫حر ٌ‬
‫النقاب‪ .‬إلى أن قال‪ :‬وقد ثبت عن أسماء أنها كانت تغطي وجهها وهي‬
‫ت مع النبي‬ ‫ن محرما ٌ‬ ‫ة‪ .‬وقالت عائشة ‪" :‬كان الُّركبان يمرون بنا ونح ُ‬ ‫محرم ٌ‬
‫حاذوا بِنَا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها فإذا جاوزنا كشفنا)‬ ‫فإذا َ‬
‫ذكره أبو داود" انتهى ‪.‬‬
‫ة من تغطية الوجه والكفين‬ ‫ة المحرمة أنك ممنوع ٌ‬ ‫فاعلمي أيتها المسلم ُ‬
‫بما خيط لهما خاصة كالنقاب والقفازين‪ ،‬وأنه يجب عليك ستر وجهك‬
‫وكفيك عن الرجال غير المحارم بخمارك وثوبك ونحوهما ‪.‬‬
‫وأنه ل أصل لوضع شيءٍ يرفع الغطاء عن ملمسة الوجه ل بوضع عود ول‬
‫عمامة ول غيرهما ‪.‬‬
‫‪7‬ـ يجوز للمرأة أن تلبس حال إحرامها ما شاءت من الملبس النسائية‬
‫ة لملبس الرجال وليست ضيقة تصف حجم‬ ‫ة ول مشابه ٌ‬ ‫التي ليس فيها زين ٌ‬
‫أعضائها ول شفافة ل تستر ما وراءها وليست قصيرة تنحسر عن رجليها‬
‫ة‪.‬‬ ‫ة واسع ً‬ ‫ة كثيف ً‬ ‫أو يديها بل تكون ضافي ً‬
‫مص‬ ‫ن للمحرمة لبس ال ُق ُ‬ ‫قال ابن المنذر ‪" :‬وأجمع أهل العلم على أ َّ‬
‫والدروع والسراويلت والخمر والخفاف" ‪ .‬انتهى من "المغني" (‪)3/328‬‬
‫ول يتعيَّن عليها أن تلبس لونا ً معينا من الثياب كالخضر وإنما تلبس ما‬
‫صة بالنساء أحمر أو أخضر أو أسود‪ .‬ويجوز لها‬ ‫شاءت من اللوان المخت َّ‬
‫أن تستبدلها بغيرها إذا أرادت ‪.‬‬
‫معُ نفسها ‪.‬‬ ‫ن لها أن تلبِّي بعد الحرام بقدر ما تُس ِ‬ ‫‪8‬ـ ويُس ُّ‬
‫سنّة في المرأة أن ل ترفع‬ ‫ن ال ُّ‬ ‫قال ابن عبد البر ‪" :‬أجمع العلماء على أ َّ‬
‫صوتها‪ .‬وإنما عليها أن تُسمع نفسها‪ ،‬وإنما يُكره لها رفع الصوت مخافة‬
‫ة‪ ،‬والمسنون لها في التنبيه في‬ ‫ن ول إقام ٌ‬ ‫الفتنة بها‪ .‬ولهذا ل يُسن لها أذا ٌ‬
‫الصلة التصفيق دون التسبيح ‪ .‬انتهى من "المغني" (‪ 3/330‬ـ ‪. )331‬‬
‫ض البصر‬ ‫‪9‬ـ يجب عليها في الطواف التستُّر الكامل وخفض الصوت وغ ُّ‬
‫م الرجال وخصوصا ً عند الحجر أو الُّركن اليماني ‪.‬‬ ‫ح َ‬ ‫وأل تزا ِ‬
‫وطوافها في أقصى المطاف مع عدم المزاحمة أفضل لها من الطواف‬
‫م لما فيها من‬ ‫في أدناه قريبا ً من الكعبة مع المزاحمة؛ لن المزاحمة حرا ٌ‬

‫‪60‬‬
‫الفتنة‪ .‬وأما القرب من الكعبة وتقبيل الحجر فهما سنتان مع تيسرهما ‪.‬‬
‫سنةٍ ‪.‬‬‫ول ترتكب محرما ً لجل تحصيل ُ‬
‫ة في حقها؛ لن السنة في حقها في هذه‬ ‫سن ً‬‫بل إنه في هذه الحالة ليس ُ‬
‫الحالة أن تشير إليه إذا حاذته‪.‬‬
‫ب‬‫قال المام النووي في "المجموع" (‪" : )8/37‬قال أصحابنا ‪ :‬ل يُستح ُّ‬
‫خلوّ المطاف في الليل أو غيره‬ ‫ِ‬ ‫للنساء تقبيل الحجر ول استلمه إل ّ عند‬
‫لما فيه من ضررهن وضرر غيرهن" انتهى‪.‬‬
‫ب للمرأة الطواف ليلً؛ لنه أستر‬ ‫وقال في "المغني" (‪" : )3/331‬ويُستح ُّ‬
‫ل للزحام فيمكنها أن تدنو من البيت وتستلم الحجر" انتهى ‪.‬‬ ‫لها وأق ُ‬
‫ُ ُّ‬
‫ي كله قال‬ ‫‪10‬ـ قال في "المغني" (‪" : )3/394‬وطواف النساء وسعيهن مش ٌ‬
‫ابن المنذر‪ :‬أجمع أهل العلم على أنَّه ل رمل على النساء حول البيت ول‬
‫ن الصل فيهما إظهار‬ ‫ن اضطباع‪ .‬وذلك ل َّ‬ ‫بين الصفا والمروة وليس عليه َّ‬
‫ن الستر وفي‬ ‫صد ُ فيه ّ‬
‫ن النساء يُق َ‬ ‫ق النساء‪ ،‬ول َّ‬ ‫الجلد ول يقصد ذلك في ح ِ ّ‬
‫ض للكشف" ‪ .‬انتهى ‪.‬‬ ‫الرمل والضطباع تعَر ٌ‬
‫ج وما ل تفعله حتَّى تطهر ‪:‬‬ ‫‪11‬ـ ما تفعله المرأة الحائض من مناسك الح ِ ّ‬
‫ت‬
‫ف بعرفة ومبي ٍ‬ ‫ـ تفعل الحائض كُل مناسك الحج من إحرام ووقو ٍ‬
‫ي للجمار‪.‬‬‫بمزدلفة ورم ٍ‬
‫لعائشة لما حاضت "افعَلي ما‬ ‫ـ ول تطوف بالبيت حتى تطهر لقوله‬
‫ج غير أن ل تطوفي بالبيت حتى تطهري" متفق عليه ‪.‬‬ ‫ل الحا ُّ‬
‫يَفعَ ُ‬
‫ج غير أن ل تطوفي بالبيت‬ ‫ولمسلم في رواية ‪" :‬فاقضي ما يقضي الحا ُّ‬
‫حتى تغتسلي" ‪.‬‬
‫قال الشوكاني في "نيل الوطار" (‪" : )5/49‬والحديث ظاهٌر في نهي‬
‫الحائض عن الطواف حتَّى ينقطع دمها وتغتسل والنَّهي يقتضي الفساد‬
‫المراد في البطلن فيكون طواف الحائض باطل ً وهو قول الجمهور" انتهى‬
‫‪.‬‬
‫ول تسعى بين الصفا والمروة ؛ لن السعي ل يص ُّ‬
‫ح إل ّ بعد طواف نس ٍ‬
‫ك؛ لن النبي‬
‫ف‪.‬‬ ‫لم يسعَ إل ّ بعد طوا ٍ‬
‫قال المام النووي في المجموع (‪" : )8/82‬فرع‪ :‬لو سعى قبل الطواف لم‬
‫ح سعيه عندنا وبه قال جمهور العلماء‪ .‬وقدمنا عن الماوردي أنه نقل‬ ‫يص َّ‬
‫الجماع فيه وهو مذهب مالك وأبي حنيفة وأحمد‪ .‬وحكى ابن المنذر عن‬
‫ح حكاه أصحابنا عن عطاء وداود ‪ .‬ودليلنا‬ ‫عطاءٍ وبعض أهل الحديث أنّه يص ُّ‬
‫خذ ُوا عني مناسككم" ‪.‬‬ ‫‪"" :‬لتأ ُ‬ ‫سعى بعد الطواف‪ .‬وقال‬ ‫ن النب َّ‬
‫ي‬ ‫‪ :‬أ َّ‬
‫ي رضي الله عنه قال ‪ :‬خرجت مع رسول‬ ‫وأما حديث ابن شريك الصحاب ُّ‬
‫ت قبل أن‬ ‫ل يا رسول الله سعي ُ‬ ‫س يأتونه فمن قائ ٍ‬ ‫حاجا ً فكان النا ُ‬ ‫الله‬
‫ل‬
‫ج ٍ‬ ‫خرت شيئا ً أو قدمت شيئا ً فكان يقول‪ :‬ل حرج إل على ر ُ‬ ‫أطوف أو أ َّ‬
‫م فذلك الذي هلك وحرج" فرواه‬ ‫ل مسلم ٍ وهو ظال ٌ‬ ‫اقترض من عرض رج ٍ‬
‫ل الصحيحين إل أسامة بن شريك‬ ‫ل رجاله رجا ُ‬ ‫ُ‬ ‫حك ّ‬ ‫أبو داود بإسناد ٍ صحي ٍ‬
‫ن‬‫ي وغيره وهو أ َّ‬
‫ل على ما حمله الخطاب ُّ‬ ‫صحابي‪ ،‬وهذا الحديث محمو ٌ‬ ‫ال َّ‬
‫‪61‬‬
‫قوله هذا ـ أي "سعيت قبل أن أطوف" ‪" :‬أي سعيت بعد طواف القدوم‬
‫وقبل طواف الفاضة" انتهى ‪.‬‬
‫قال شيخنا الشيخ محمد المين الشنقيطي رحمه الله في "تفسيره" ‪:‬‬
‫ن السعي ل‬ ‫ن جمهور أهل العلم على أ َّ‬ ‫"أضواء البيان" (‪" : )5/252‬اعلم أ َّ‬
‫ح سعيه عند الجمهور‬ ‫ف‪ .‬فلو سعى قبل الطواف لم يص َّ‬ ‫ح إل بعد طوا ٍ‬ ‫يص ُّ‬
‫م نقل كلم‬ ‫منهم الئمة الربعة‪ ،‬ونقل الماوردي وغيره الجماع عليه‪ .‬ث ُ َّ‬
‫م قال‪ :‬فقوله قبل‬ ‫ك ث ُ َّ‬ ‫النووي الذي مَّر قريبا ً وجوابه عن حديث ابن شري ٍ‬
‫ن ول ينافي ذلك أنَّه سعى بعد‬ ‫أن أطوف يعني طواف الفاضة الذي هو رك ٌ‬
‫ن" انتهى ‪.‬‬ ‫طواف القدوم الذي هو ليس برك ٍ‬
‫حُ‬
‫ي تبعٌ للطواف ل يص ّ‬ ‫وقال في "المغني" (‪ 5/240‬ـ طبعة هجر) ‪" :‬والسع ُ‬
‫ك والشافع ُّ‬
‫ي‬ ‫ح وبذلك قال مال ٌ‬ ‫ف‪ .‬فإن سعى قبله لم يص َّ‬ ‫إل َّ أن يتقدَّمه طوا ٌ‬
‫وأصحاب الرأي‪ .‬وقال عطاء‪ :‬يجزئه‪ ،‬وعن أحمد يجزئه إن كان ناسيا ً ‪.‬‬
‫ل عن التقديم‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫لما ُ‬ ‫وإن كان عمدا ً لم يجزئه سعيه؛ لن النبي‬
‫ن النبي‬ ‫والتأخير في حال الجهل والنسيان قال ل حرج ‪ .‬ووجه الول أ َّ‬
‫م‬‫خذ ُوا ع َنِّي مناسككُم" انتهى‪ .‬فعُل ِ َ‬ ‫إنما سعى بعد طوافه وقد قال ‪" :‬لتأ ُ‬
‫حة الطواف قبل السعي‬ ‫َ‬ ‫ل به من قال بص ّ‬ ‫ن الحديث الذي استد َّ‬ ‫مما سبق أ َّ‬
‫ل على أحد أمرين ‪:‬‬ ‫ه محمو ٌ‬ ‫ل دللة فيه؛ لن َّ ُ‬
‫إما أنّه فيمن سعى قبل الفاضة وكان قد سعى للقدوم فيكون سعيه‬
‫ل على الجاهل والنَّاسي دون العامد‪ .‬وإنما‬ ‫ف أو أنَّه محمو ٌ‬ ‫واقعا ً بعد طوا ٍ‬
‫أطلت في هذه المسألة؛ لنه قد ظهر الن من يُفتِي بجواز السعي قبل‬
‫الطواف مطلقا ً والله المستعان ‪.‬‬
‫تنبيـه ‪:‬‬
‫لو طافت المرأة وبعد أن انتهت من الطواف أصابها الحيض فإنها في هذه‬
‫ط له الطهارة ‪.‬‬ ‫الحالة تسعى؛ لن السعي ل تُشتر ُ‬
‫قال في "المغني" (‪" : )5/246‬أكثر أهل العلم يرون أن ل تُشترط الطهارةُ‬
‫للسعي بين الصفا والمروة‪ ،‬وممن قال ذلك عطاء ومالك والشافعي وأبو‬
‫ثور وأصحاب الرأي" ‪ .‬إلى أن قال‪" :‬قال أبو داود‪ :‬سمعت أحمد يقول إذا‬
‫روي‬
‫نفرت و ُ َ‬ ‫م حاضت سعت بين الصفا والمروة ثم‬ ‫طافت المرأة بالبيت ث ُ َّ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫م ِ سلمة أنَّهما قالتا‪" :‬إذا طافت المرأة ُ بالبيت وصلت ركعتي‬ ‫عن عائشة وأ ّ‬
‫م حاضت فلتطُف بالصفا والمروة" رواه الترم" انتهى ‪.‬‬ ‫الطواف ث ُ َّ‬
‫‪12‬ـ يجوز للنساء أن ينفرن مع الضعفة من المزدلفة بعد غيبوبة القمر‬
‫ن من الزحمة ‪.‬‬ ‫ويرمين جمرة العقبة عند الوصول إلى منى خوفا ً عليه َّ‬
‫قال الموفّق في "المغني" (‪" : )5/285‬ول بأس بتقديم الضعفة والنساء‪.‬‬
‫وممن كان يقدم ضعفة أهله عبد الرحمن بن عوف وعائشة وبه قال‬
‫عطاء والثوري والشافعي وأبو ثور وأصحاب الرأي ول نعلم فيه مخالفاً‪.‬‬
‫ن فيه رفقا ً بهم ودفعا ً لمشقَّة الّزِحام عنهم واقتداءً بفعل نبيّهم "‬ ‫ول َّ‬
‫انتهى ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ن‬ ‫ل على أ َّ‬ ‫ة تد ُّ‬
‫وقال المام الشوكاني في "نيل الوطار" (‪" : )5/70‬والدل ُ‬
‫ن‬ ‫ة كالنِّساء وغيره َّ‬ ‫وقت الّرمي لمن كان ل رخصة له‪ .‬ومن كان له رخص ٌ‬
‫من الضعفة جاز قبل ذلك"‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫وقال المام النووي في "المجموع" (‪" : )8/125‬قال الشافعي والصحاب‪:‬‬
‫السنة تقديم الضعفاء من النساء وغيرهم من مزدلفة قبل طلوع الفجر‬
‫بعد نصف الليل إلى منى ليرموا جمرة العقبة قبل زحمة الناس ‪ ..‬ثم ذكر‬
‫الحاديث الدالة على ذلك ‪.‬‬
‫ج والعمرة من رؤوس شعر رأسها قدر‬ ‫صر من رأسها للح ِ ّ‬ ‫‪13‬ـ المرأة تق ِّ‬
‫أُنْملة ول يجوز لها الحلق‪ .‬والنملة رأس الصبع من المفصل العلى ‪.‬‬
‫ُ‬
‫قال في "المغني" (‪" : )5/310‬والمشروع للمرأة التَّقصر دون الحلق ل‬
‫خلف في ذلك‪ .‬قال ابن المنذر‪ :‬أجمع على هذا أهل العلم وذلك ل َّ‬
‫ن‬
‫ة ‪ .‬وقد روى ابن عباس قال‪ :‬قال رسول الله‬ ‫مثل ٌ‬ ‫ن ُ‬ ‫الحلق في حقه َّ‬
‫"ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير" رواه أبو داود‪.‬‬
‫أن تحلق المرأة ُ رأسها‪ .‬رواه الترمذي‬ ‫ي قال ‪ :‬نهى رسول الله‬ ‫وعن عل ٍ ّ‬
‫ن قدر النملَةِ وهو قول ابن عمرو‬ ‫ُ‬ ‫وكان أحمد يقول‪ :‬تقصر من ك ُ ِّ‬
‫ل قر ٍ‬
‫سئل عن‬ ‫والشافعي وإسحاق وأبي ثور‪ .‬وقال أبو داود‪ :‬سمعت أحمد ُ‬
‫مقْدم رأسها ث ُ َّ‬
‫م‬ ‫ل رأسها قال نعم تجمع شعرها إلى َ‬ ‫صر من ك ُ ِّ‬ ‫المرأة تق ِّ‬
‫تأخذ من أطراف شعرها قدر أنملةٍ" انتهى طبعة هجر ‪.‬‬
‫قال المام النووي في "المجموع" (‪" : )154 ، 8/150‬أجمع العلماء على أنه‬
‫ة في‬ ‫ل تؤمُر المرأة بالحلق بل وظيفتها التقصير من شعر رأسها؛ لنه بدع ٌ‬
‫ة" ‪.‬‬
‫مثل ٌ‬ ‫حقه َّ‬
‫نو ُ‬
‫صرت من رأسها فإنَّها تح ُّ‬
‫ل‬ ‫‪14‬ـ المرأة الحائض إذا رمت جمرة العقبة وقَ َّ‬
‫ل للزوج‬ ‫ل لها ما كان محرما ً عليها بالحرام إل أنها ل تح ُّ‬ ‫من إحرامها ويح ُّ‬
‫فل يجوز لها أن تمكنه من نفسها حتى تطوف بالبيت طواف الفاضة‪ .‬فإن‬
‫وطئها في هذه الثناء وجبت عليها الفدية‪ .‬وهي ذبح شاةٍ في مكة توزعها‬
‫على مساكين الحرم؛ لن ذلك بعد التحلل الول ‪.‬‬
‫‪15‬ـ إذا حاضت المرأة بعد طواف الفاضة‪ ،‬فإنها تسافر متى أرادت‬
‫ويسقط عنها طواف الوداع ‪.‬‬
‫لحديث عائشة رضي الله عنها قالت ‪" :‬حاضت صفية بنت حيي بعدما‬
‫‪ ،‬فقال‪ :‬أحابستنا هي‪ .‬قلت ‪:‬‬ ‫أفاضت‪ ،‬قالت فذكرت ذلك لرسول الله‬
‫م حاضت بعد الفاضة‪.‬‬ ‫يا رسول الله‪ :‬إنها قد أفاضت وطافت بالبيت‪ ،‬ث ُ َّ‬
‫قال‪ :‬فلتنفر إذن" متفق عليه ‪.‬‬
‫وعن ابن عباس‪" :‬أُمر الناس أن يكون آخُر عهدهم بالبيت طوافا ً إل أنه‬
‫خ ِّفف عن المرأة الحائض" متفق عليه ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫خص للحائض أن تصدَر قبل أن تطوف بالبيت إذا‬ ‫ر َّ‬ ‫وعنه أيضا ً أن النبي‬
‫كانت قد طافت في الفاضة ‪ .‬رواه أحمد ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫قال المام النووي في "المجموع" (‪" : )8/218‬قال ابن المنذر ‪ :‬وبهذا قال‬
‫ي والثوريُّ وأحمد َ وإسحاق وأبو ثور‬ ‫ك والوزاع ُّ‬‫م أهل العلم منهم مال ٌ‬ ‫عوا ُّ‬
‫وأبو حنيفة وغيرهم" ‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫مة فقهاء المصار‪ .‬وقال ‪:‬‬ ‫قال في "المغني" (‪" : )3/461‬هذا قول عا َّ‬
‫والحكم في النَّفساء كالحكم في الحائض؛ لن أحكام النفاس أحكام‬
‫الحيض فيما يجب ويسقط"‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ب لها زيارة المسجد النبوي للصلة فيه والدعاء لكن ل‬ ‫‪16‬ـ المرأة تستح ُّ‬
‫ة عن زيارة القبور ‪.‬‬ ‫؛ لنها منهي ٌ‬ ‫يجوز لها زيارة قبر النبي‬
‫قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية رحمه الله‬
‫ن من زيارة‬ ‫في "مجموع فتاويه" (‪" : )3/239‬والصحيح في المسألة منعه َّ‬
‫ما ً فل يجوز لحدٍ‬ ‫لمرين ‪ :‬أول ً ‪ :‬عموم الدلة‪ ،‬والنهي إذا جاء عا َّ‬ ‫قبره‬
‫ل‪ .‬ثم العلة موجودة ٌ هنا" انتهى ‪.‬‬ ‫تخصيصه إل بدلي ٍ‬
‫وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في "منسكه" لما ذكر زيارة قبر‬
‫لمن زار مسجده الشريف قال ‪" :‬وهذه الزيارة إنما تُشرعُ‬ ‫الرسول‬
‫ن زيارة شيءٍ من القبور‪ ،‬كما‬ ‫ة‪ .‬أما النساء فليس له َّ‬ ‫ق الرجال خاص ً‬ ‫في ح ِ ّ‬
‫ثبت عن النبي ‪ ،‬أنه لعن زائرات القبور من النساء والمتخذين عليها‬
‫سرج‪ .‬وأما قصد المدينة للصلة في مسجد الرسول‬ ‫المساجد وال ُّ‬
‫ق‬
‫والدعاء فيه ونحو ذلك مما يُشرع ُ في سائر المساجد فهو مشروع ٌ في ح ِ ّ‬
‫الجميع" انتهى‪.‬‬
‫من كتاب تنبيهات على أحكام تختص بالمؤمنات ‪ ،‬لفضيلة الشيخ ‪ /‬صالح‬
‫بن فوزان الفوزان ‪.‬‬
‫من أحكام النساء في الحج (‪: )11‬‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله و صحبه‬
‫وسلم وبعد‪:‬‬
‫فهذه بعض السئلة التي أجاب عليها فضيلة الشيخ محمد بن صالح ابن‬
‫عثيمين في رسالة ‪ 60‬سؤال ً من الحيض وسبق نشرها في عدة كتيبات‬
‫ونشرت أيضا ً في كتاب "الدليل والمنهاج في يوميات الحجاج"‪.‬‬
‫نسأل الله أن ينفع بها من كتبها ونشرها ووزعها بين إخوانه وأخواته‬
‫المسلمين والمسلمات‪ ..‬آمين ‪.‬‬
‫وكتبه ‪ /‬عبد الله بن أحمد العلف‬
‫س ‪ /1‬كيف تصلي الحائض ركعتي الحرام وهل يجوز للمرأة الحائض‬
‫ترديد آي الذكر الحكيم في سرها أم ل ؟‬
‫ج ‪ /1‬أول ً ‪ :‬ينبغي أن نعلم أن الحرام ليس له صلة فإنه لم يرد عن النبي‬
‫أنه شرع لمته صلة للحرام ل بقوله ول بفعله ول بإقراره ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬إن هذه المرأة الحائض التي حاضت قبل أن تحرم يمكنها أن تحرم‬
‫أمر أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر رضي‬ ‫وهي حائض؛ لن النبي‬
‫()‬
‫للشيخ‪ /‬ممد بن صال العثيمي ـ رحه ال تعال ـ ‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪64‬‬
‫الله عنه وعنها‪ ،‬حين نفست في ذي الحليفة أمرها أن تغتسل بثوب‬
‫وتحرم وهكذا الحائض أيضا ً وتبقى على إحرامها حتى تطهر ثم تطوف‬
‫بالبيت وتسعى‪.‬‬
‫وأما قوله في السؤال ‪ :‬هل لها أن تقرأ القرآن ‪ .‬فنعم الحائض لها الحق‬
‫ما بدون حاجة ول مصلحة إنما‬ ‫أن تقرأ القرآن عند الحاجة أو المصلحة أ َّ‬
‫تريد أن تقرأه تعبدا ً وتقربا ً إلى الله فالحسن أل َّ تقرأه‪.‬‬
‫س ‪ /2‬سافرت امرأة إلى الحج وجاءتها العادة الشهرية منذ خمسة أيام‬
‫من تاريخ سفرها وبعد وصولها إلى الميقات اغتسلت وعقدت الحرام‬
‫وهي لم تطهر من العادة وحين وصولها إلى مكة المكرمة ظلت خارج‬
‫الحرم ولم تفعل شيئا ً من شعائر الحج أو العمرة ومكثت يومين في منى‬
‫ثم طهرت واغتسلت وأدت جميع مناسك العمرة وهي طاهرة ثم عاد الدم‬
‫إليها وهي في طواف الفاضة للحج إل أنها استحت وأكملت مناسك الحج‬
‫ولم تخبر وليها إل َّ بعد وصولها إلى بلدها فما حكم ذلك؟‬
‫ج ‪ /2‬الحكم في هذا أن الدم الذي أصابها في طواف الفاضة إذا كان هو‬
‫دم الحيض الذي تعرفه بطبيعته وأوجاعه فإن طواف الفاضة لم يصح‬
‫ويلزمها أن تعود إلى مكة لتطوف طواف الفاضة فتحرم بعمرة من‬
‫الميقات وتؤدي العمرة بطواف وسعي وتقصر ثم طواف الفاضة‪ ،‬أ َّ‬
‫ما إذا‬
‫كان هذا الدم ليس دم الحيض الدم الطبيعي المعروف وإنما نشأ من‬
‫شدة الزحام أو الروعة أو ما شابه ذلك؛ فإن طوافها يصح عند من ل‬
‫يشترط الطهارة للطواف فإن لم يمكنها الرجوع في المسألة الولى‬
‫بحيث تكون في بلد بعيدة فحجها صحيح لنها ل تستطيع أكثر مما صنعت‬
‫‪.‬‬
‫س ‪ /3‬قدمت امرأة محرمة بعمرة وبعد وصولها إلى مكة حاضت ومحرمها‬
‫مضطر للسفر فورا ً ‪ ،‬وليس لها أحد بمكة فما الحكم ؟‬
‫ج ‪ :3‬تسافر معه وتبقى على إحرامها‪ ،‬ثم ترجع إذا طهرت وهذا إذا كانت‬
‫في المملكة لن الرجوع سهل ول يحتاج إلى تعب ول إلى جواز سفر‬
‫ونحوه‪ ،‬أما إذا كانت أجنبية ويشق عليها الرجوع فإنها تتحفض وتطوف‬
‫وتسعى وتقصر وتنهي عمرتها في نفس السفر؛ لن طوافها حينئذ ٍ صار‬
‫ضرورة والضرورة تبيح المحظور ‪.‬‬
‫س ‪ /4‬ما حكم المرأة المسلمة التي حاضت في أيام حجها أيجزئها ذلك‬
‫الحج ؟‬
‫ج ‪ :4‬هذا ل يمكن الجابة عنه حتى يُعرف متى حاضت وذلك لن بعض‬
‫أفعال الحج ل يمنع الحيض منه وبعضها يمنع منه‪ ،‬فالطواف ل يمكن أن‬
‫تطوف إل َّ وهي طاهرة وما سواه من المناسك يمكن فعله مع الحيض ‪.‬‬
‫س ‪ /5‬تقول السائلة ‪ :‬لقد قمت بأداء فريضة الحج العام الماضي وأديت‬
‫جميع شعائر الحج ما عدا طواف الفاضة وطواف الوداع حيث منعني منها‬
‫عذر شرعي فرجعت إلى بيتي في المدينة المنورة على أن أعود في يوم‬
‫ل مني بأمور الدين‬ ‫ن اليام لطوف طواف الفاضة وطواف الوداع وبجه ٍ‬
‫‪65‬‬
‫فقد تحللت من كل شيء وفعلت كل شيء يحرم أثناء الحرام‪ ،‬وسألت‬
‫عن رجوعي لطوف فقيل لي ل يصلح لك أن تطوفي فقد أفسدت وعليك‬
‫العادة أي إعادة الحج مرة أخرى في العام المقبل مع ذبح بقرة أو ناقة‬
‫فهل هذا صحيح ؟ وهل هناك حل آخر فما هو؟ وهل فسد حجي؟ وهل‬
‫ما يجب فعله بارك الله فيكم‪.‬‬ ‫ي إعادته أفيدوني ع َّ‬ ‫عل َّ‬
‫ج ‪ /5‬هذه أيضا ً من البلء الذي يحصل من الفتوى بغير علم‪ .‬وأنت في هذه‬
‫الحالة يجب عليك أن ترجعي إلى مكة وتطوفي طواف الفاضة فقط أما‬
‫طواف الوداع فليس عليك طواف وداع ما دمت كنت حائضا ً عند الخروج‬
‫من مكة؛ وذلك لن الحائض ل يلزمها طواف الوداع لحديث ابن عباس‬
‫رضي الله عنهما ‪" :‬أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إل َّ أنه خفف‬
‫عن الحائض"‪ ،‬وفي رواية لبي داود‪" :‬أن يكون آخر عهدهم بالبيت‬
‫لما أخبر أن صفية طافت طواف الفاضة قال ‪:‬‬ ‫الطواف" ‪ .‬ولن النبي‬
‫ل هذا أن طواف الوداع يسقط عن الحائض أما طواف‬ ‫"فلتنفر إذاً" ود َّ‬
‫ما كنت تحللت من كل شيء جاهلة فإن هذا ل‬ ‫الفاضة فلبد لك منه ‪ .‬ول َّ‬
‫يضرك لن الجاهل الذي يفعل شيئا ً من محظورات الحرام ل شيء عليه‬
‫لقوله تعالى ‪{ :‬ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال الله تعالى ‪" :‬قد‬
‫مدت‬ ‫ح فيما أخطأتُم به ولكن ما تع ّ‬
‫جنا ٌ‬
‫فعلت" ‪ .‬وقوله ‪{ :‬وليس عليكم ُ‬
‫قلوبكم} فجميع المحظورات التي منعها الله تعالى على المحرم إذا فعلها‬
‫جاهل ً أو ناسيا ً أو مكرها ً فل شيء عليه لكن متى زال عذره وجب عليه أن‬
‫يقلع عما تلبس به ‪.‬‬
‫س ‪ /6‬المرأة النفساء إذا بدأ نفاسها يوم التروية وأكملت أركان الحج عدا‬
‫الطواف والسعي إل َّ أنها لحظت أنها طهرت مبدئيا ً بعد عشرة أيام فهل تتطهر‬
‫وتغتسل وتؤدي الركن الباقي الذي هو طواف الحج ؟‬
‫ج ‪ /6‬ل يجوز لها أن تغتسل وتطوف حتى تتيقن الطهر والذي يُفهم من‬
‫السؤال حين قالت (مبدئياً) أنها لم تر الطهر كامل ً ‪ ،‬فلبد أن ترى الطهر‬
‫كامل ً فمتى طهرت اغتسلت وأدت الطواف والسعي وإن سعت قبل‬
‫سئل في الحج عمن سعى قبل أن يطوف‬ ‫الطواف فل حرج لن النبي‬
‫فقال ‪ :‬ل حرج ‪.‬‬
‫ما وصلت إلى مكة‬ ‫س ‪ /7‬امرأة أحرمت بالحج من السيل وهي حائض ول َّ‬
‫ذهبت إلى جدة لحاجة لها وطهرت في جدة واغتسلت ومشطت شعرها‬
‫ثم أتمت حجها فهل حجها صحيح وهل يلزمها شيء؟‬
‫ج ‪ :7‬حجها صحيح ول شيء عليها ‪.‬‬
‫ُ‬
‫س ‪ /8‬سائلة ‪ :‬أنا ذاهبة للعمرة ومررت بالميقات وأنا حائض فلم أحرم‬
‫وبقيت في مكة حتى طهرت فأحرمت من مكة فهل هذا جائز أم ماذا‬
‫ي؟‬ ‫أفعل وما يجب عل َّ‬
‫ج ‪ /8‬هذا العمل ليس بجائز والمرأة التي تريد العمرة ل يجوز لها مجاوزة‬
‫الميقات إل َّ بإحرام حتى لو كانت حائضا ً فإنها تحرم وهي حائض وينعقد‬
‫إحرامها ويصح ‪ .‬والدليل لذلك أن أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر رضي‬
‫‪66‬‬
‫نازل من ذي الحليفة يريد حجة الوداع‬ ‫الله عنهما ولدت و النبي‬
‫كيف أصنع ؟ قال ‪" :‬اغتسلي واستثفري بثوب‬ ‫فأرسلت إلى النبي‬
‫وأحرمي" ودم الحيض كدم النفاس فنقول للمرأة الحائض إذا مرت‬
‫بالميقات وهي تريد العمرة أو الحج نقول لها ‪ :‬اغتسلي واستثفري بثوب‬
‫وأحرمي‪ ،‬والستثفار معناه أنها تشد على فرجها خرقة وتربطها ثم تحرم‬
‫سواء بالحج أو بالعمرة ولكنها إذا أحرمت ووصلت إلى مكة ل تأتي إلى‬
‫لعائشة حين حاضت‬ ‫البيت ول تطوف به حتى تطهر ولهذا قال النبي‬
‫في أثناء العمرة قال لها ‪" :‬افعلي ما يفعل الحاج غير أن ل تطوفي بالبيت‬
‫حتى تطهري" هذه رواية البخاري ومسلم وفي صحيح البخاري أيضا ً ذكرت‬
‫عائشة أنها لما طهرت طافت بالبيت وبالصفا والمروة فدل هذا على أن‬
‫المرأة إذا أحرمت بالحج أو العمرة وهي حائض أو أتاها الحيض قبل‬
‫الطواف فإنها ل تطوف ول تسعى حتى تطهر وتغتسل أما لو طافت وهي‬
‫طاهرة وبعد أن انتهت من الطواف جاءها الحيض فإنها تستمر وتسعى‬
‫ولو كان عليها الحيض وتقص من رأسها و تنهي عمرتها لن السعي بين‬
‫الصفا والمروة ل يشترط له طهارة ‪.‬‬
‫س ‪ /9‬يقول السائل‪ :‬لقد قدمت من ينبع للعمرة أنا وأهلي ولكن حين‬
‫وصولي إلى جدة أصبحت زوجتي حائضاً‪ ،‬ولكني أكملت العمرة بمفردي‬
‫دون زوجتي‪ ،‬فما الحكم بالنسبة لزوجتي ؟‬
‫ج ‪ /9‬الحكم بالنسبة لزوجتك أن تبقى حتى تطهر ثم تقضي عمرتها؛ لن‬
‫لما حاضت صفية رضي الله عنها قال ‪" :‬أحابستنا هي؟ قالوا ‪:‬‬ ‫النبي‬
‫‪" :‬أحابستنا هي" دليل على‬ ‫إنها قد أفاضت‪ .‬قال ‪ :‬فلتنفر إذاً" فقوله‬
‫أنه يجب على المرأة أن تبقى إذا حاضت قبل طواف الفاضة حتى تطهر‬
‫ثم تطوف وكذلك طواف العمرة مثل طواف الفاضة لنه ركن من‬
‫العمرة‪ ،‬فإذا حاضت المعتمرة قبل الطواف انتظرت حتى تطهر ثم‬
‫تطوف ‪.‬‬
‫س ‪ /10‬هل المسعى من الحرم؟ وهل تقربه الحائض؟ وهل يجب على‬
‫من دخل الحرم من المسعى أن يصلي تحية المسجد ؟‬
‫ج ‪ /10‬الذي يظهر أن المسعى ليس من المسجد ولذلك جعلوا جداراً‬
‫فاصل ً بينهما ولكنه جداٌر قصير‪ ،‬ول شك أن هذا خيٌر للناس لنه لو أُدخل‬
‫جعِل منه لكانت المرأة إذا حاضت بين الطواف والسعي‬ ‫في المسجد و ُ‬
‫امتنع عليها أن تسعى‪ ،‬والذي أفتي به أنها إذا حاضت بعد الطواف وقبل‬
‫السعي فإنها تسعى لن المسعى ل يعتبر من المسجد وأما تحية المسجد‬
‫فقد يقال أن النسان إذا سعى بعد الطواف ثم عاد إلى المسجد فإنه‬
‫يصليها ولو ترك تحية المسجد فل شيء عليه‪ ،‬والفضل أن ينتهز الفرصة‬
‫ويصلي ركعتين لما في الصلة في هذا المكان من الفضل ‪.‬‬
‫س ‪ /11‬تقول السائلة ‪ :‬قد حججت وجاءتني الدورة الشهرية فاستحييت‬
‫ي؟ علماً‬ ‫ت الحرم فصليت وطفت وسعيت‪ ،‬فماذا عل َّ‬ ‫أن أخبر أحدا ً ودخل ُ‬
‫بأنها جاءت بعد النفاس؟‬
‫‪67‬‬
‫ج ‪ /11‬ل يحل للمرأة إذا كانت حائضا ً أو نفساء أن تصلي سواءً في مكة أو‬
‫في المرأة ‪" :‬أليس إذا حاضت‬ ‫في بلدها أو في أي مكان لقول النبي‬
‫لم تصل ولم تصم"‪ .‬وقد أجمع المسلمون على أنه ل يحل لحائض أن‬
‫تصوم ول يحل لها أن تصلي‪ ،‬وعلى هذه المرأة التي فعلت ذلك عليها أن‬
‫تتوب إلى الله وأن تستغفر مما وقع منها وأما طوافها حال الحيض فهو‬
‫غير صحيح وأما سعيها فصحيح؛ لن القول الراجح جواز تقديم السعي‬
‫على الطواف في الحج وعلى هذا فيجب عليها أن تعيد الطواف لن‬
‫طواف الفاضة ركن من أركان الحج ول يتم التحلل الثاني إل َّ به وبناءً‬
‫عليه فإن هذه المرأة ل يباشرها زوجها إن كانت متزوجة حتى تطوف ول‬
‫يعقد عليها النكاح إن كانت غير متزوجة حتى تطوف والله تعالى أعلم ‪.‬‬
‫س ‪ /12‬إذا حاضت المرأة يوم عرفة فماذا تصنع؟‬
‫ج ‪ /12‬إذا حاضت المرأة يوم عرفة فإنها تستمرفي الحج وتفعل ما يفعل‬
‫الناس‪ ،‬ول تطوف بالبيت حتى تطهر ‪.‬‬
‫س ‪ /13‬إذا حاضت المرأة بعد رمي جمرة العقبة وقبل طواف الفاضة‬
‫وهي مرتبة وزوجها مع رفقة فماذا عليها أن تفعل مع العلم أنه ل يمكنها‬
‫العودة بعد سفرها ؟‬
‫ج ‪ /13‬إذا لم يمكنها العودة فإنها تتحفظ ثم تطوف للضرورة ول شيء عليها‬
‫وتكمل بقية أعمال الحج ‪.‬‬
‫س ‪ /14‬إذا طهرت النفساء قبل الربعين فهل يصح حجها؟ وإذا لم تر‬
‫الطهر فماذا تصنع مع العلم أنها ناوية الحج ؟‬
‫ج ‪ /14‬إذا طهرت النفساء قبل الربعين فإنها تغتسل وتصلي وتفعل كل ما‬
‫تفعله الطاهرات حتى الطواف لن النفاس ل حد ّ لقله‪ .‬أما إذا لم تر‬
‫الطهر فإن حجها صحيح أيضا ً لكن ل تطوف بالبيت حتى تطهر لن النبي‬
‫منع الحائض من الطواف بالبيت والنفاس مثل الحيض في هذا ‪.‬‬
‫كنوز نسائية (‪: )12‬‬
‫‪( :‬إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها‬ ‫قال‬
‫وأطاعت زوجها قيل لها‪ :‬أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) صحيح‬
‫الجامع ‪.‬‬
‫‪( :‬القتل في سبيل الله عز وجل شهادة والطاعون شهادة والبطن‬ ‫قال‬
‫شهادة والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة) أخرجه أحمد وحسنه‬
‫اللباني ‪.‬‬
‫‪( :‬ما منكن امرأة تقدم ثلثة من ولدها إل كان حجابا ً من النار‪،‬‬ ‫قال‬
‫فقالت امرأة‪ :‬واثنين؟ قال ‪ :‬واثنين) (متفق عليه) ‪ ،‬تقدم ‪ :‬أي يتقدمها في‬
‫الموت ‪.‬‬
‫‪( :‬يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإنكن أكثر أهل النار‬ ‫قال‬
‫يوم القيامة) متفق عليه‪.‬‬
‫()‬
‫عبد الرحن العيسى ‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪68‬‬
‫‪( :‬أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة) رواه الترمذي وابن‬ ‫قال‬
‫ماجه وصححه الحاكم ‪.‬‬
‫‪( :‬عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس واعقدن بالنامل فإنهن‬ ‫قال‬
‫مسؤولت مستنطقات ول تغفلن فتنسين الرحمة) رواه أبو داود والترمذي‬
‫وحسنه اللباني ‪.‬‬
‫لمرأة يقال لها أم سنان ‪ :‬ما منعك أن تكوني حججت معنا‪ ،‬قالت‬ ‫قال‬
‫‪ :‬ناضحان كانا لبي فلن تعني زوجها حج هو وابنه على أحدهما وكان‬
‫الخر يسقي أرضا ً لنا‪ ،‬قال‪ :‬فعمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي‪،‬‬
‫فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة) ‪ .‬متفق عليه ‪.‬‬
‫‪( :‬رحم الله رجل ً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت‬ ‫قال‬
‫نضح في وجهها الماء‪ ،‬رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت‬
‫زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء) صحيح الجامع ‪.‬‬
‫فقالت يا‬ ‫عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت إلى النبي‬
‫رسول الله إني أحب الصلة معك‪ ،‬قال ‪( :‬قد عملت أنك تحبين الصلة‬
‫معي‪ ،‬وصلتك في بيتك خير من صلتك في حجرتك وصلتُك في حجرتك‬
‫خير لك من صلتك في دارك ‪ ،‬وصلتك في دارك خير لك من صلتك في‬
‫مسجد قومك‪ ،‬وصلتك في مسجد قومك خير لك من صلتك في مسجدي)‬
‫صحيح الترغيب والترهيب ‪.‬‬
‫عن عائشة رضي الله عنها قالت‪ :‬قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل‬
‫العمال أفل نجاهد؟ فقال ‪ :‬لكن أفضل الجهاد حج مبرور) رواه البخاري‬
‫وابن خزيمةفي صحيحه ‪.‬‬
‫‪ :‬يا رسول الله إن فلنة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل‬ ‫قيل للنبي‬
‫‪( :‬ل خير فيها هي في النار) ‪،‬‬ ‫وتصدق وتؤذي جيرانها فقال رسول الله‬
‫قال ‪( :‬وفلنة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار من القط ول تؤذي أحداً‬
‫‪ :‬هي من أهل الجنة) ‪ .‬أثور ‪ :‬قطعة من الجبن‬ ‫فقال رسول الله‬
‫المجفف (رواه البخاري في الدب المفرد وصححه اللباني) ‪.‬‬
‫‪( :‬والذي نفس محمد بيده‪ ،‬ل تؤدي امرأة حق ربها حتى تؤدي حق‬ ‫قال‬
‫زوجها كله حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه) صحيح الجامع ‪.‬‬
‫‪( :‬إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما‬ ‫قال‬
‫أنفقت ولزوجها أجره بما كسب وللخازن مثل ذلك ل ينقص بعضهم أجر‬
‫بعض) رواه البخاري‬
‫في حاجة ففرغت من‬ ‫عن الحصين بن محصن أن عمة له أتت النبي‬
‫‪( :‬أذات زوج أنت ؟ قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬كيف أنت‬ ‫حاجتها فقال لها النبي‬
‫منه؟ قالت‪ :‬ما ألوه إل ما عجزت عنه‪ ،‬قال‪ :‬فانظري أين أنت منه فإنما‬
‫هو جنتك ونارك) ‪ .‬ما ألوه ‪ :‬ل أقصر في خدمته‪ .‬أخرجه أحمد والحاكم‬
‫وصححه ووافقه الذهبي ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪( :‬ما يصيب المسلم من وصب ول نصب ول هم ول أذى ول غم‪،‬‬ ‫قال‬
‫حتى الشوكة يشاكها إل كفر الله بها من خطاياه) متفق عليه ‪.‬‬
‫أختي المسلمة ‪ ..‬تذكري هذا الحديث واحتسبي ما تلقينه من متاعب‬
‫ومشاق الحياة الزوجية والحمل والنفاس والرضاع وتربية الولد والحيض‬
‫وغير ذلك ‪.‬‬
‫مخالفات نسائية ‪:‬‬
‫مخالفات العقيدة ‪:‬‬
‫عمل السحر والذهاب للسحرة والمشعوذين ‪:‬‬
‫الستهزاء والسخرية بشعائر الدين أو بالمسلمين والمسلمات وخاصة‬
‫المتدينين والمتدينات‪.‬‬
‫الحلف بغير الله والوقوع في الشرك الخفي (الرياء) ‪.‬‬
‫التطير والتشاؤم ‪.‬‬
‫الحتفال بأعياد الكفار مثل (عيد الحب) ‪ ،‬أو العياد البدعية (مثل ‪ :‬عيد‬
‫الميلد أو عيد السرة أو عيد الم وغير ذلك ‪. )...‬‬
‫النياحة على الموات ‪.‬‬
‫التساهل في مسألة الولء والبراء في السلم ‪.‬‬
‫مخالفات في أركان السلم ‪:‬‬
‫تأخير الصلوات عن أوقاتها وعدم العناية بأركان الصلة وواجباتها وسننها‬
‫والخشوع فيها‪.‬‬
‫ترك الزكاة أو تأخيرها عن وقتها ‪.‬‬
‫إضاعة شهر رمضان فيما ل فائدة فيه ‪.‬‬
‫لبس النقاب والقفازين بعد الحرام وتخصيص لباس ذا لون معين بعد‬
‫الحرام مثل الخضر والبيض‪.‬‬
‫تأخير الحج دون عذر ‪.‬‬
‫مخالفات في اللباس والزينة ‪:‬‬
‫التبرج في اللباس ومن ذلك ‪:‬‬
‫أ‪ /‬لبس الملبس الضيقة أو المفتوحة أو الصغيرة أو الشفافة ‪.‬‬
‫ب‪ /‬لبس العباءة المطرزة أو المزركشة ووضع العباءة على الكتف ‪.‬‬
‫ج‪ /‬إظهار العينين مثل لبس النقاب أو البرقع أو اللثام ‪.‬‬
‫د‪ /‬لبس العدسات الملونة بقصد الزينة ‪.‬‬
‫هـ‪ /‬لبس الملبس الفاتنة أمام المحارم ‪ :‬الشباب أو أصحاب القلوب‬
‫المريضة ‪.‬‬
‫التطيب عند الخروج من البيت ‪.‬‬
‫اتباع الموضة وإن كانت مخالفة للسلم ‪.‬‬
‫الذهاب إلى الكوافيرات وكشف العورة أمامهن ‪.‬‬
‫قص الشعر على هيئة الرجال والكافرات ‪.‬‬
‫عمل وارتكاب النمص والوشم والفلج والوصل والوشر ‪.‬‬
‫التشبه بالرجال ‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫مخالفات في الحياة الجتماعية والفراح ‪:‬‬
‫عقوق الوالدين وقطيعة الرحام ‪.‬‬
‫عصيان الزوج وإهمال منـزل الزوجية ‪.‬‬
‫العزوف عن الزواج والتساهل في اختيار الزوج من العصاة وتارك الصلة‬
‫‪.‬‬
‫السكوت عن الزوج والولد الذين ل يصلون وعدم النصح لهم والنكار‬
‫عليهم ‪.‬‬
‫التقصير في تربية البناء وعدم تربيتهم التربية السلمية الصحيحة ‪.‬‬
‫عدم مناقشة الم بنتها في مسائل الحيض أو حسن العشرة الزوجية ‪.‬‬
‫استقدام خادمات أو مربيات أو سائقين وإعطاءهم حرية تربية الطفال أو‬
‫التساهل في اختلطهم مع أفراد السرة ‪.‬‬
‫الخلوة والختلط بالرجال الجانب وخاصة (الحمو) أو السائق ‪.‬‬
‫طلب الطلق من الزوج من غير بأس وبدون سبب شرعي ‪.‬‬
‫الصيام (لغير الفرض) بدون علم الزوج أو إدخال أحد في البيت بدون إذن‬
‫ورضى الزوج كالجارة والصديقة ‪.‬‬
‫الذهاب إلى الحفلت التي يوجد بها منكرات مثل الغناء والتصوير‬
‫والختلط‪.‬‬
‫لبس الدبلة أو إلزام الزوج بإحضار (الشبكة) أو المغالة في المهر ‪.‬‬
‫كثرة اللعن ‪.‬‬
‫التبرج الشديد والرقص الخليع أمام النساء ‪.‬‬
‫إنكار الجميل وخاصة جميل الزوج ‪.‬‬
‫مخالفات أخرى ‪:‬‬
‫السفر لغير حاجة إلى بلد الكفر للسياحة أو الدراسة ‪.‬‬
‫الجهل بأمور الدين والعراض عن العلم الشرعي وخاصة أحكام النساء ‪.‬‬
‫ترك الدعوة إلى الله والمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪.‬‬
‫التساهل في أمر الحجاب وتغطية الوجه ‪.‬‬
‫العجاب وهو فتنة المرأة بأخرى ‪.‬‬
‫شراء المجلت الخليعة والفتنة بالصورة المحرمة ‪.‬‬
‫المعاكسات الهاتفية والرسائل العاطفية ‪.‬‬
‫سماع الغناء والمعازف والكل والشرب في أواني الذهب والفضة ‪.‬‬
‫مشاهدة القنوات الفضائية الخليعة والدخول في مواقع النترنت الباحية ‪.‬‬
‫الوقوع في الكذب والغيبة والنميمة وكثرة الكلم ‪ .‬الخضوع بالقول‬
‫للرجال الجانب‪.‬‬
‫ترك الحياء ‪.‬‬
‫السفر بغير محرم ‪.‬‬
‫الخروج للعمل في أماكن مختلطة ‪.‬‬
‫شرب الدخان والمعسل ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الوقوع في صورة من صور الربا (وذلك بأن تذهب لبائع الذهب وتستبدل‬
‫ذهبها القديم بجديد وتدفع له الفرق مباشرة وهذا عين الربا فالواجب‬
‫عليها أن تبيع ذهبها القديم وتقبض قيمته بيده ثم تشتري ما تريده من‬
‫الذهب) ‪.‬‬
‫التسويف في التوبة وعدم محاسبة النفس أول ً بأول واستحقار الذنوب ‪.‬‬
‫أختي المسلمة ‪ ..‬أبواب المحرمات كثيرة فعليك التعرف عليها لكي‬
‫تجتنبيها وتذكري أنك خلقتي لعبادة الله وأن الحياة قبر فحساب فجنة أو‬
‫نار فعليك من الن التوبة إلى الله والجتهاد في طاعته والثبات على ذلك‬
‫وابشري بجنة عرضها السموات والرض أعدت للمتقين ‪.‬‬
‫(فاجعلي حياتك القصيرة بنيتك الصالحة عبادة لله واعلمي أن هناك‬
‫أعمال ترفع درجتك ومنـزلتك عند الله ومنها‪ :‬تقوى الله وذكر الله‬
‫والصدقة والصبر والخلق الحسنة والستسلم لوامر الله وطاعة الزوج‬
‫في غير معصية الله والعفة والحياء وتربية الولد التربية الصالحة والدعوة‬
‫إلى الله) ‪.‬‬
‫الحجاب الشرعي الكامل فريضة من فرائض الله عليك ‪.‬‬
‫أختي المسلمة البداية من الن التوبة والجتهاد والثبات والنهاية في الجنة‬
‫برحمة الله وفضله‪.‬‬
‫(‪)13‬‬
‫‪:‬‬ ‫حتى تكتمل فرحتنا (منكرات الفراح)‬
‫الحمد لله رب العالمين والصلة والسلم على أشرف النبياء والمرسلين‬
‫نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ‪:‬‬
‫سوف نتكلم في هذه الرسالة عن منكرات الفراح بشيء من الختصار‬
‫ومن أراد التوسع ومعرفة الدلة فعليه مراجعة كتاب (منكرات الفراح) ‪..‬‬
‫والن إلى المقصود فنقول وبالله التوفيق من المنكرات ‪:‬‬
‫‪.1‬إقامة هذه الفراح بعيدة عن شرع الله وعدم التزام النهج‬
‫السلمي‪ ،‬وإنما حسب العادات والهواء والميول ‪.‬‬
‫‪.2‬المباهاة والسراف والبذخ في انتقاء مكان إقامة الفرح ‪.‬‬
‫‪.3‬دعوة الغنياء وذوي الجاه إلى هذه الفراح وترك الفقراء ‪.‬‬
‫‪.4‬اختلط الرجال بالنساء وهن في غاية من الزينة والتبرج وخاصة‬
‫ما يحدث وقت النصة وإدخال الزوج على زوجته أمام النساء‬
‫وهذا أيضا ً من المنكرات ‪.‬‬
‫‪.5‬تلبيسها الدبلة أمام النساء وقد يقوم بتقبيلها وتبادل المشروبات‬
‫بينهما أمام النساء‪.‬‬
‫‪.6‬التقاط الصور التذكارية للعروسين ‪.‬‬
‫‪.7‬إحضار المطربين أو المطربات لحياء حفلت الزواج والتنافس‬
‫في ذلك و كتابة اسم الفنان أو الفنانة على كرت الدعوة ‪.‬‬

‫()‬
‫عبد ال بن سفر العبدل الغامدي ‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪72‬‬
‫‪.8‬استعمال أشرطة الغاني والرقص أثناء الحفل المصحوبة بآلت‬
‫اللهو والطرب ورقص النساء على نغماتها ‪.‬‬
‫‪.9‬السراف في الملبس والتفنن فيها وخاصة النساء ‪.‬‬
‫‪.10‬خروج النساء من بيوتهن وهن متعطرات متجملت ‪.‬‬
‫‪.11‬نتف حواجب الكثير من النساء ونمصهن لوجوههن ‪.‬‬
‫‪.12‬استعمال كثير من النساء للشعر الصناعي المسمى "الباروكة" ‪.‬‬
‫‪.13‬ذهاب بعضهن إلى ما يسمى بالكوافير لتصفيف الشعر ‪.‬‬
‫‪.14‬وضع النساء على أيديهن المانيكير الذي يمنع وصول الماء إلى‬
‫البشرة عند الوضوء‪.‬‬
‫‪.15‬السهر إلى وقت صلة الفجر ولذلك تضيع صلة الفجر ‪.‬‬
‫‪.16‬إزعاج الجيران وأذيتهم من الصوات العالية للت اللهو والطرب‬
‫‪.‬‬
‫‪.17‬رجوع بعض النساء في وقت متأخر من الليل مع غير محارمهن‬
‫لتوصيلهن إلى منازلهن ‪.‬‬
‫‪.18‬تصوير الحفل عن طريق الفيديو وتبادله بين العائلت ‪.‬‬
‫‪.19‬سفر العروسين إلى بلد الكفر أو إلى غيرها لقضاء ما يسمى‬
‫بشهر العسل‪.‬‬
‫‪.20‬السراف في الوليمة ‪ ،‬ولذلك يُلقى الزائد في النفايات ‪.‬‬
‫هذا والله أعلم ‪ ،‬وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ‪..‬‬

‫بسم الله أرقيك ‪:‬‬


‫الحمد لله رب العالمين والصلة والسلم على سيد المرسلين ‪ ...‬وبعد ‪:‬‬
‫أخي المسلم‪/‬أختي المسلمة ‪ :‬هل تعاني من مرض نفسي أو قلق أو‬
‫ضيق أو مس جان أو سحر أو عين أو أمراض جسدية‪ ،‬أو مشكلت‬
‫أخرى ؟‬
‫إليك الحل ‪ :‬إن كلم الله هو الشفاء التام من كل داء ومرض ‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫كيف ترقي نفسك ؟‬
‫أن تقرأ اليات القرآنية ‪ ،‬أو الدعية الشرعية مع النفث على الموضع الذي‬
‫يتألم من جسدك (أو على مريضك الذي تريد رقيته) ‪.‬‬
‫علج العين ‪:‬‬
‫ُ‬
‫أول ً ‪ :‬إذا ع ُرف العائن أمر أن يتوضأ ثم يغتسل منه المصاب بالعين ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬إذا لم يُعرف العائن فاقرأ وانفث على نفسك بهذه الرقى من‬
‫القرآن ‪:‬‬
‫فاتحة الكتاب ‪:‬‬
‫{الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين* إياك نعبد‬
‫وإياك نستعين* إهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم غير‬
‫المغضوب عليهم ول الضالين} ‪ .‬آية الكرسي ‪..‬‬
‫{الله ل إله إل هو الحي القيوم ل تأخذه سنة ول نوم له ما في السموات‬
‫وما في الرض من ذا الذي يشفع عنه إل بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما‬
‫خلفهم ول يُحيطون بشيء من علمه إل بما شاء وسع كرسيه السموات‬
‫والرض ول يؤده حفظهما وهو العلي العظيم} ‪.‬‬
‫آخر آيتين من سورة البقرة ‪:‬‬
‫{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته‬
‫وكتبه ورسله ل نُفرقُ بين أحد ٍ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا‬
‫وإليك المصير* ل يكلف الله نفسا ً إل و سعها لها ما كسبت وعليها ما‬
‫اكتسبت ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ول تحمل علينا إصرا ً كما‬
‫ف عنا‬‫حملته على الذين من قبلنا ربنا ول تُحملنا ما ل طاقة لنا به واع ُ‬
‫واغفر لنا وارحمنا أنت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين} ‪.‬‬
‫قل هو الله أحد ‪{ ..‬قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم‬
‫يكن له كفوا ً أحد} ‪.‬‬
‫ق إذا وقب ومن‬ ‫المعوذتين ‪{:‬قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق من شر غاس ٍ‬
‫شر النفَّاثات في العقد ومن شرِ حاسدٍ إذا حسد} ‪.‬‬
‫{قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس‬
‫صدور الناس من الجنّة والناس}‪.‬‬‫الذي يُوسوس في ُ‬
‫من السنة ‪:‬‬
‫بسم الله أرقيك ‪ ،‬من كل شيء يؤذيك‪ ،‬من شر كل نفس أو عين حاسد‬
‫الله يشفيك‪ ،‬ومن شر حاسد إذا حسد ‪ ،‬ومن شر كل ذي عين ‪.‬‬
‫أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لمة ‪.‬‬
‫علج السحر ‪:‬‬
‫الطريقة الولى ‪ :‬استخراج السحر وإبطاله ‪.‬‬
‫الطريقة الثانية ‪ :‬الرقية الشرعية ‪ ،‬قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز‬
‫رحمه الله (ومن علج السحر بعد وقوعه ـ وهو علج نافع ـ أن يأخذ سبع‬
‫ورقات من السدر الخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب‬
‫عليها من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيه آية الكرسي و(قل يا أيها‬
‫‪74‬‬
‫الكافرون) و(قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب‬
‫الناس) وآيات السحر التي في سورة العراف وهي قوله‬
‫سبحانه‪{:‬وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون *‬
‫فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون* فغُلِبُوا هُنالك وانقلبوا صاغرين} ‪.‬‬
‫واليات في سورة يونس وهي قوله سبحانه ‪{ :‬وقال فرعون ائتوني بكل‬
‫ملقون*‬ ‫ساحر عليم* فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ُ‬
‫فلما ألقوا قال موسى ما جئتُم به السحُر إن الله سيبطله إن الله ل يُصلح‬
‫ه الحق بكلماته ولو كره المجرمون} ‪.‬‬ ‫مفسدين* ويُحقُّ الل ُ‬ ‫عمل ال ُ‬
‫واليات التي في سورة طه وهي قوله تعالى ‪:‬‬
‫{قال يا موسى إما أن تُلقي وإما أن نكون أول من ألقى* قال بل ألقوا‬
‫صيُّهُم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى* فاوجس في‬ ‫فإذا حبالُهُم و ِ‬
‫ع ِ‬
‫نفسه خيفة موسى* قلنا ل تخف إنك أنت العلى * وألق ما في يمينك‬
‫ح الساحُر حيث أتى} ‪.‬‬ ‫تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ول يُفل ُ‬
‫علج مس الجان ‪:‬‬
‫قراءة (فاتحة الكتاب) ‪ ،‬قراءة (آية الكرسي)‪ ،‬قراءة (آخر آيتين من سورة‬
‫البقرة) ‪ ،‬و(قل هو الله أحد) ‪ ،‬و(المعوذتين) وغير ذلك من اليات فالقرآن‬
‫كله شفاء‪ ،‬مع النفث على المصروع وتكرار ذلك ثلث مرات أو أكثر ‪.‬‬
‫دعوات ورقى جامعة نافعة يعالج النسان نفسه وغيره من السحر والعين‬
‫ومس الجان ومن جميع المراض ‪:‬‬
‫بسم الله أرقيك‪ ،‬من كل شيء يؤذيك‪ ،‬من شر كل نفس أو عين حاسد الله‬
‫يشفيك‪ ،‬بسم الله أرقيك‪.‬‬
‫أسأل الله العظيم‪ ،‬رب العرش العظيم أن يشفيك (‪7‬مرات) ‪.‬‬
‫اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي‪ ،‬ل شفاء إل شفاءك‬
‫شفاءً ل يغادر سقماً‪.‬‬
‫مة‪ ،‬ومن كل عين لمة ‪.‬‬ ‫أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وها ّ‬
‫ضع يدك على الموضع الذي يؤلمك من جسدك وقل (بسم الله) ‪ 3‬مرات‪،‬‬
‫ثم قل (أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) ‪ 7‬مرات ‪.‬‬
‫أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ‪.‬‬
‫هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد ‪.‬‬
‫من أبواب الجر وكفارات الخطايا ‪:‬‬
‫م على أشرف النبياء‬ ‫الحمد لله رب العالمين والصلة والسل ُ‬
‫والمرسلين‪ ..‬وبعد ‪:‬‬
‫ل مسلم يعبد ُ الله ول يشرك به شيئا ً حيث إن‬ ‫ة إلى ك ُ ّ‬‫فهذه رسال ٌ‬
‫ج من هذه الدنيا وقد غفر الله له‬‫ل مسلم هي أن يخر َ‬ ‫الغاية الكبرى لك ّ‬
‫ت النعيم خالداً‬‫ه عنها يوم القيامة ويدخله جنا ِ‬
‫جميعَ ذنوبه حتى ل يسأله الل ُ‬
‫ض العمال‬ ‫فيها ل يخرج منها أبدا ً ‪ ..‬وفي هذه الرسالة القصيرة نذكر بع َ‬
‫التي تكفّر الذنوب والتي فيها الجُر الكبيُر من أحاديث الرسول‬
‫‪75‬‬
‫الصحيحة‪ ،‬نسأل الحي القيوم الذي ل إله إل هو أن يتقبل منا أعمالنا إنه‬
‫هو السميع العليم ‪.‬‬
‫ه‬‫‪.1‬التوبة ‪( :‬من تاب قبل أن تطلُعَ الشمس من مغربها تاب الل ُ‬
‫ة العبد ِ ما لم‬ ‫عليه) ‪ .‬مسلم (‪" )2703‬إن الله عز وجل يقب ُ‬
‫ل توب َ‬
‫يُغَْرِغْر" ‪.‬‬
‫س فيه علماً‪،‬‬ ‫‪.2‬الخروج في طلب العلم ‪( :‬من سلك طريقا ً يلتم ُ‬
‫سهَّل الله له به طريقا ً إلى الجنة) مسلم (‪. )2699‬‬
‫‪.3‬ذكر الله تعالى ‪" :‬أل أنبئكم بخير أعمالِكم‪ ،‬وأزكاها عند مليككم‪،‬‬
‫ق الذهب والفضة وخير‬ ‫وأرفعها في درجاتِكم‪ ،‬وخير لكم من إنفا ِ‬
‫لكم من أن تلقوا عدوَّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪" :‬ذكُر الله تعالى" الترمذي (‪. )3347‬‬
‫ل معروف صدقة‪،‬‬ ‫‪.4‬اصطناع المعروف والدللة على الخير‪" :‬ك ُ‬
‫ل على الخيرِ كفاعلِه" البخاري (‪ ، )10/74‬ومسلم (‪. )1005‬‬ ‫والدا ُّ‬
‫‪.5‬فضل الدعوة إلى الله ‪" :‬من دعا إلى هدىً كان له من الجرِ مثل‬
‫ص ذلك من أجورهم شيئاً" مسلم (‪.)2674‬‬ ‫أجورِ من تبعه ل ينق ُ‬
‫‪ .6‬المر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪" :‬من رأى منكم منكراً‬
‫فليغي ِّره بيده‪ ،‬فإن لم يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن لم يستطعْ فبقلبه‬
‫ن" مسلم (‪. )49‬‬
‫ف اليما ِ‬
‫وذلك أضع ُ‬
‫ة‬
‫م القيام ِ‬
‫ن فإنه يأتي يو َ‬
‫‪.7‬قراءة القرآن الكريم وتلوته ‪" :‬اقرأوا القرآ َ‬
‫شفيعا ً لصحابِه" مسلم (‪.)804‬‬
‫َ‬
‫ن وعل ّمه"‬ ‫‪.8‬تعلم القرآن الكريم وتعليمه ‪" :‬خيُركم من تعلم القرآ َ‬
‫البخاري (‪. )9/66‬‬
‫‪.9‬السلم ‪" :‬ل تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا‪ ،‬ول تُؤمنوا حتى تحابّوا‪ ،‬أول‬
‫أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم‪ ،‬أفشوا السلم بينكم"‬
‫مسلم (‪. )54‬‬
‫م القيامة ‪" :‬أين‬ ‫ه تعالى يقو ُ‬
‫ل يو َ‬ ‫‪.10‬الحب في الله ‪" :‬إن الل َ‬
‫ّ‬
‫ل إل ظلِي"‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م أظلهم في ظلي‪ ،‬يوم ل ظ ّ‬ ‫ّ‬ ‫المتحابّون بجللي‪ ،‬اليو َ‬
‫مسلم (‪. )2566‬‬
‫‪.11‬زيارة المريض ‪" :‬ما من مسلم يعود ُ مسلما ً مريضا ً غَدْوة ً إل‬
‫َ‬
‫ة إل‬ ‫ملَك حتى يُمسي‪ ،‬وإن عاده عشي ً‬ ‫ف َ‬ ‫صل ّى عليه سبعون أل َ‬
‫َ‬
‫ف في‬ ‫ك حتى يُصبح‪ ،‬وكان له خري ٌ‬ ‫مل َ ٍ‬‫صل ّى عليه سبعون ألف َ‬
‫الجنةِ" ‪ .‬الترمذي (‪[ )969‬والخريف هو البستان] ‪.‬‬
‫سَر الله‬ ‫معْسرٍ‪ ،‬ي َّ‬ ‫سر على ُ‬ ‫‪.12‬مساعدة الناس في الدين ‪" :‬من ي ّ‬
‫عليه في الدنيا والخرة" مسلم (‪. )2699‬‬
‫‪.13‬الستر على الناس ‪" :‬ل يستر عبد ٌ عبدا ً في الدنيا إل ستره الل ُ‬
‫ه‬
‫م القيامة" مسلم (‪. )2590‬‬ ‫يو َ‬
‫صلَني وصل ُ‬
‫ه‬ ‫ل‪ :‬من و َ‬‫ش تقو ُ‬ ‫ة بالعر ِ‬ ‫م معل َ َق ٌ‬ ‫‪.14‬صلة الرحم ‪" :‬الرح ُ‬
‫ه الله" البخاري (‪ )10/350‬مسلم (‪.)2555‬‬ ‫ه‪ ،‬ومن قطعني قطع ُ‬ ‫الل ُ‬
‫‪76‬‬
‫س‬
‫ل النا َ‬ ‫خ ُ‬ ‫عن أكثر ما يُد ْ ِ‬ ‫سئل رسول الله‬ ‫‪.15‬حسن الخلق ‪ُ :‬‬
‫ق" الترمذي (‪. )2003‬‬ ‫خل ِ‬‫ن ال ُ‬‫ه وحس ُ‬ ‫الجنّة؟ فقال ‪" :‬تقوى الل ِ‬
‫ق فإن الصدق يهدي إلى البّرِ‪ ،‬وإن البَّر‬ ‫‪.16‬الصدق ‪" :‬عليكم بالصد ِ‬
‫يهدي إلى الجنة" البخاري (‪ )10/423‬مسلم (‪. )2607‬‬
‫فذ َه‪ ،‬دعاه‬ ‫‪.17‬كظم الغيظ ‪" :‬من كظم غيظا ً وهو قادٌر على أن يُن ْ ِ‬
‫ق يوم القيامةِ حتى يخيّره من الحورِ العين‬ ‫الله على رؤوس الخلئ ِ‬
‫ما شاء" الترمذي (‪. )2022‬‬
‫س فكثُر فيه لَغَطُه‪ ،‬فقال‬ ‫‪.18‬كفارة المجلس ‪" :‬من جلس في مجل ٍ‬
‫د‬
‫سه ذلك ‪ :‬سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬أشه ُ‬ ‫م من مجل ِ‬ ‫قبل أن يقو َ‬
‫ب إليك‪ ،‬إل غُفر له ما كان في‬ ‫أن ل إله إل أنت أستغفُرك وأتو ُ‬
‫مجلسه ذلك" الترمذي (‪. )3/153‬‬
‫حَزن‬ ‫م ٍ ول َ‬‫صب ول ه ّ‬ ‫صب ول وَ َ‬ ‫ب المسلم من ن َ َ‬ ‫‪.19‬الصبر‪" :‬ما يصي ُ‬
‫ة يُشاكها إل ّ كفَّر الله بها من خطاياه"‬ ‫م حتى الشوك ُ‬ ‫ول أذىً ول غ ّ‬
‫البخاري (‪. )10/91‬‬
‫م أنفه ‪ .‬قيل‪ :‬من يا‬ ‫م أنفُه ثم َرِغ َ‬ ‫م أنفُه ثم َرِغ َ‬ ‫‪.20‬بر الوالدين ‪َ" :‬رِغ َ‬
‫رسول الله؟ قال ‪ :‬من أدرك والديه عند الكبرِ أحدَهما أو كلهما‬
‫ة" مسلم (‪. )2551‬‬ ‫ثم لم يدخل الجن َ‬
‫‪.21‬السعي على الرملة والمسكين‪" :‬الساعي على الرملة‬
‫والمسكين كالمجاهد في سبيل الله" وأحسبُه قال ‪" :‬وكالقائم ِ ل‬
‫يَفْتر‪ ،‬وكالصائم ِ ل يُفطِْر" البخاري (‪. )10/366‬‬
‫ل اليتيم ِ في الجنةِ هكذا‪ ،‬وقال بأصبُعَيْهِ‬ ‫‪.22‬كفالة اليتيم ‪" :‬أنا وكاف ُ‬
‫السبابةِ والوسطى" البخاري (‪. )10/365‬‬
‫‪.23‬الوضوء‪" :‬من توضأ فأحسن الوضوءَ خرجت خطاياه من جسدِه‪،‬‬
‫حتى تخرج من تحت أظفاره" مسلم (‪. )245‬‬
‫‪.24‬الشهادة ُ بعد الوضوءِ ‪" :‬من توضأ فأحسن الوضوءَ ثم قال‪ :‬أشهد‬
‫ه وحده ل شريك له وأشهد ُ أن محمدا ً عبدُه‬ ‫أن ل إله إل الل ُ‬
‫ورسوله‪ ،‬اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين‪،‬‬
‫ل من أيها شاء" مسلم (‪. )234‬‬ ‫ب الجنة يدخ ُ‬ ‫فُتحت له أبوا ُ‬
‫ب‬‫‪.25‬الترديد خلف المؤذن ‪" :‬من قال حين يسمعُ النداء ‪[ :‬اللهم ر ّ‬
‫هذه الدعوة التامة والصلة القائمة‪ ،‬آت محمدا ً الوسيلة‬
‫والفضيلة‪ ،‬وابعثه مقاما ً محمودا ً الذي وعدته‪ ،‬حلّت له شفاعتي‬
‫يوم القيامة" البخاري (‪. )2/77‬‬
‫‪.26‬بناء المساجد‪" :‬من بنى مسجدا ً يبتغي به وجه الله بُني له مثلُه‬
‫في الجنة" البخاري (‪. )450‬‬
‫ك مع كل صلةِ"‬
‫‪.27‬السواك‪" :‬لول أن أشقّ على أمتي لمرتُهم بالسوا ِ‬
‫البخاري (‪ )2/331‬مسلم (‪. )252‬‬
‫‪.28‬الذهاب إلى المسجد ‪" :‬من غدا إلى المسجد أو راح أعد َّ الل ُ‬
‫ه له‬
‫ح" البخاري (‪ )2/124‬مسلم (‪.)669‬‬ ‫نُُزل ً في الجنة كلما غدا أو را َ‬
‫‪77‬‬
‫ة‬
‫ضره صلة ٌ مكتوب ٌ‬ ‫ئ مسلم تح ُ‬ ‫‪.29‬الصلوات الخمس ‪" :‬ما من امر ٍ‬
‫ن وضوءها وخشوع َها وركوع َها إل كانت كفارة ً لما قبلَها من‬ ‫فيُحس ُ‬
‫ب ما لم تُؤ ْت كبيرةٌ‪ ،‬وذلك الدهر كله" مسلم (‪. )228‬‬ ‫الذنو ِ‬
‫‪.30‬صلة الفجر وصلة العصر‪" :‬من صلى البردين دخل الجنة"‬
‫البخاري (‪. )2/43‬‬
‫ن الوضوء‪ ،‬ثم أتى الجمعة‬ ‫‪.31‬صلة الجمعة ‪" :‬من توضأ فأحس َ‬
‫فاستمع وأنصت غُفر له ما بينه وبين الجمعةِ الخرى‪ ،‬وزيادة ُ ثلثة‬
‫أيامٍ" مسلم (‪. )857‬‬
‫ة ل يوافقها عبد مسلم‬ ‫‪.32‬ساعة الجابة يوم الجمعة ‪" :‬فيها ساع ٌ‬
‫ه شيئا ً إل أعطاه إياه" البخاري (‪)2/344‬‬ ‫ل الل َ‬ ‫م يصلّي يسأ ُ‬ ‫وهو قائ ٌ‬
‫مسلم (‪. )852‬‬
‫‪.33‬السنن الراتبة مع الفرائض ‪" :‬ما من عبد ٍ مسلم ٍ يصلّي لله تعالى‬
‫ه له بيتاً‬ ‫ل يوم ٍ اثنتي عشرة ركعة تطوُّعا ً غير الفريضة إل بنى الل ُ‬ ‫ك ّ‬
‫في الجنة" مسلم (‪. )728‬‬
‫‪.34‬صلة ركعتين بعد فعل الذنوب‪" :‬ما من عبد ٍ يذنب ذنباً‪ ،‬فيُحسن‬
‫ه" أبو‬ ‫م فيصلّي ركعتين‪ ،‬ثم يستغفُر الله إل غفر ل ُ‬ ‫الطهوَر ثم يقو ُ‬
‫داود (‪. )1521‬‬
‫ل" مسلم (‬ ‫ل الصلةِ بعد الفريضةِ صلة ُ اللي ِ‬ ‫‪.35‬صلة الليل ‪" :‬أفض ُ‬
‫‪. )1163‬‬
‫ة فك ُ‬
‫ل‬ ‫سلمي من أحدكم صدق ٌ‬ ‫ح على كل ُ‬ ‫‪.36‬صلة الضحى ‪" :‬يصب ُ‬
‫ل تهليلة صدقة‪ ،‬وك ُّ‬
‫ل‬ ‫ة ‪ ،‬وك ُّ‬ ‫ل تحميدة صدق ٌ‬ ‫ة‪ ،‬وك ُ‬ ‫تسبيحة صدق ٌ‬
‫ة‪،‬‬‫ي عن المنكر صدق ٌ‬ ‫ة‪ ،‬ونه ّ‬ ‫ف صدق ٌ‬ ‫ة‪ ،‬وأمٌر بالمعرو ِ‬ ‫تكبيرة صدق ٌ‬
‫ل ركعتان يركعُهما من الضحى" مسلم (‪. )720‬‬ ‫ويجزئ من ذلك ك ّ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪.37‬الصلة على النبي ‪" :‬من صل ّى عل َّ‬
‫ه عليه بها‬ ‫ي صلة صلى الل ُ‬
‫عشراً" مسلم (‪. )384‬‬
‫م يوما ً في سبيل الله تعالى إل باعدَ‬ ‫‪.38‬الصوم ‪" :‬ما من عبد ٍ يصو ُ‬
‫ن خريفاً" البخاري (‪)6/35‬‬ ‫الله بذلك اليوم وجهه عن النارِ سبعي َ‬
‫مسلم (‪. )1153‬‬
‫م‬
‫ل شهرٍ صو ُ‬ ‫م ثلثة أيام ٍ من ك ِّ‬ ‫‪.39‬صيام ثلثة أيام من كل شهر‪" :‬صو ُ‬
‫الدهرِ كلّه" البخاري (‪ )4/192‬مسلم (‪. )1159‬‬
‫ن إيمانا ً واحتسابا ً غُفر له ما‬ ‫‪.40‬صيام رمضان ‪" :‬من صام رمضا َ‬
‫تقدَّم من ذنبِه" البخاري (‪ )4/221‬مسلم (‪. )760‬‬
‫ن وأتْبَعَه ستا ً من شوا ٍ‬
‫ل‬ ‫‪.41‬صيام ست من شوال‪" :‬من صام رمضا َ‬
‫كان كصوم ِ الدهرِ" مسلم (‪. )1164‬‬
‫ة يكفِّر السنة الماضية والباقيّة"‬ ‫م يوم ِ عرف َ‬ ‫‪.42‬صيام يوم عرفة‪" :‬صيا ُ‬
‫مسلم (‪. )1162‬‬
‫ب على الله أن‬ ‫م يوم ِ عاشوراءِ أحتس ُ‬ ‫‪.43‬صيام يوم عاشوراء ‪" :‬وصيا ُ‬
‫يكفََِّر السنة التي قبلَه" مسلم (‪. )1162‬‬
‫‪78‬‬
‫ل أجرِه‪ ،‬غير أنه ل‬ ‫‪.44‬تفطير الصائم‪" :‬من فطَّر صائما ً كان له مث ُ‬
‫ص من أجرِ الصائم ِ شيئاً" الترمذي (‪. )807‬‬ ‫ينق ُ‬
‫ة القدرِ إيمانا ً واحتسابا ً ‪ ،‬غُفر له ما‬ ‫‪.45‬قيام ليلة القدرِ‪" :‬من قام ليل َ‬
‫تقدَّم من ذنبِه" البخاري (‪ )4/221‬مسلم (‪. )1165‬‬
‫ئ الماءُ النار"‬ ‫ة كما يُطف ُ‬ ‫ئ الخطيئ َ‬ ‫ة تُطف ُ‬ ‫‪.46‬الصدقة ‪" :‬الصدق ُ‬
‫الترمذي (‪. )2616‬‬
‫ة كفارة ٌ لما بينهما‪ ،‬والح ُّ‬
‫ج‬ ‫‪.47‬الحج والعمرة ‪" :‬العمرة ُ إلى العمر ِ‬
‫ة" مسلم (‪. )1349‬‬ ‫المبروُر ليس له جزاءٌ إل الجن ُ‬
‫ح‬
‫ل الصال ُ‬ ‫‪.48‬العمل في أيام عشر ذي الحجة ‪" :‬ما من أيام ٍ العم ُ‬
‫ة‬
‫م عشرِ ذي الحج ِ‬ ‫ن من هذه اليام يعني أيا َ‬ ‫ب إلى الله فيه ّ‬ ‫أح ّ‬
‫ل الله‬ ‫ل الله؟ قال ‪ :‬ول الجهاد في سبي ِ‬ ‫قالوا ‪ :‬ول الجهاد ُ في سبي ِ‬
‫إل رجل ً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجعْ من ذلك بشيءٍ" البخاري‬
‫(‪.)2/381‬‬
‫ل الله خيٌر من الدنيا‬ ‫ط يوم ٍ في سبي ِ‬ ‫‪.49‬الجهاد في سبيل الله‪" :‬ربا ُ‬
‫ط أحدِكم من الجنةِ خيٌر من الدنيا وما‬ ‫سو ِ‬‫ضعُ َ‬ ‫وما عليها‪ ،‬ومو ِ‬
‫عليها" البخاري (‪. )6/11‬‬
‫َ‬
‫‪.50‬النفاق في سبيل الله‪" :‬من جهّز غازيا ً فقد غََزا‪ ،‬ومن خل ّف غازياً‬
‫في أهلِه فقد غََزا" البخاري (‪ )6/37‬مسلم (‪. )1895‬‬
‫َ‬
‫‪.51‬الصلة على الميت واتباع الجنازة‪" :‬من شهد َ الجنازة َ حتى يُصل ّى‬
‫ط‪ ،‬ومن شهدها حتى تُدفن فله قيراطان‪ .‬قيل ‪:‬‬ ‫عليها فله قيرا ٌ‬
‫ن العظيمين" البخاري (‪)3/158‬‬ ‫ل الجبلي ِ‬ ‫ن؟ قال ‪ :‬مث ْ ُ‬ ‫وما القيراطا ِ‬
‫مسلم (‪. )945‬‬
‫حيَيْهِ وما بين‬ ‫ن لي ما بين ل ِ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ض َ‬
‫‪.52‬حفظ اللسان والفرج ‪" :‬من ي َ ْ‬
‫ن له الجنّة) البخاري (‪ )11/264‬مسلم (‪. )265‬‬ ‫رجلَيْهِ أضم ُ‬
‫‪.53‬فضل ل إله إل الله‪ ،‬وفضل سبحان الله وبحمده‪" :‬من قال‪ :‬ل إله‬
‫ك وله الحمدُ‪ ،‬وهو كل ك ِّ‬
‫ل‬ ‫إل الله وحده َ ل شريك له‪ ،‬له المل ُ‬
‫ب‪ ،‬وكُتبت‬ ‫ل عشرِ رقا ٍ‬ ‫عد ْ َ‬‫شيءٍ قدير‪ ،‬في يوم مائة مرة‪ ،‬كانت له ِ‬
‫حْرزا ً من‬ ‫ة سيئة‪ ،‬وكانت له ِ‬ ‫محيت عنه مائ ُ‬ ‫ة حسنة و ُ‬ ‫له مائ ُ‬
‫ما جاء به‬ ‫لم ّ‬ ‫مه ذلك حتى يُمسي‪ ،‬ولم يأت أحد بأفض َ‬ ‫ن يو َ‬ ‫الشيطا ِ‬
‫ن اللهِ وبحمدِهِ‪،‬‬ ‫ل أكثَر منه) ‪ .‬وقال ‪( :‬من قال سبحا َ‬ ‫م َ‬ ‫ل عَ ِ‬ ‫إل رج ٌ‬
‫ل َزبَد ِ البحر)‬ ‫حطّت خطاياه وإن كانت مث َ‬ ‫ة مرة‪ُ ،‬‬ ‫في يوم ٍ مائ َ‬
‫البخاري (‪ )11/168‬مسلم (‪. )2691‬‬
‫َّ‬
‫ت رجل ً يتقلب في الجنّةِ في‬ ‫‪.54‬إماطة الذى عن الطريق ‪" :‬لقد رأي ُ‬
‫ق‪ ،‬كانت تُؤذي الناس" [مسلم] ‪.‬‬ ‫شجرةٍ قطعها من ظهر الطري ِ‬
‫مه َّ‬
‫ن‬ ‫ح ُ‬ ‫ن وير َ‬ ‫ث بنات‪ ،‬يُؤ ْويه َّ‬ ‫ن له ثل ُ‬ ‫‪.55‬تربية وإعالة البنات ‪" :‬من ك َّ‬
‫ة" [أحمد بسند جيد] ‪.‬‬ ‫ة البت َ‬ ‫ت له الجن ُ‬ ‫جب َ ْ‬‫ن‪ ،‬وَ َ‬ ‫ويكفله َّ‬

‫‪79‬‬
‫ل الثرى من‬ ‫‪.56‬الحسان إلى الحيوان ‪" :‬أن رجل ً رأى كلبا ً يأك ُ‬
‫ف له به حتى أرواه‪،‬‬ ‫ه‪ ،‬فجعل يَغْر ُ‬ ‫خ َّف ُ‬
‫ل ُ‬ ‫ش‪ ،‬فأخذ الرج ُ‬ ‫العط ِ‬
‫ه الجنّة" [البخاري] ‪.‬‬ ‫ه له‪ ،‬فأدخل َ ُ‬ ‫فشكَر الل ُ‬
‫ض الجنة لمن ترك المراءَ وإن‬ ‫م ببيت في َرب َ ِ‬ ‫‪.57‬ترك المراء‪" :‬أنا زعي ٌ‬
‫كان محقاً" [أبو داود] ‪.‬‬
‫‪.58‬زيارة الخوان في الله‪" :‬أل أخبركم برجالِكم في الجنةِ؟ قالوا ‪:‬‬
‫صديق في الجنة‪،‬‬ ‫ي في الجنة‪ ،‬وال َّ‬ ‫ه ‪ ،‬فقال‪ :‬النب ُّ‬ ‫ل الل ِ‬ ‫بلى يا رسو َ‬
‫صرِ‪ ،‬ل يزوُره إل لله‪ ،‬في الجنةِ"‬ ‫م ْ‬ ‫ل يزوُر أخاه في ناحيةِ ال ِ‬ ‫والرج ُ‬
‫[الطبراني‪ ،‬حسن] ‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪.59‬طاعة المرأة لزوجها ‪" :‬إذا صلت المرأة خمسها‪ ،‬وصامت‬
‫ت بعلَها‪ ،‬دخلت من أ ِ ّ‬
‫ي أبواب‬ ‫جها‪ ،‬وأطاع َ ْ‬ ‫صنت فر َ‬ ‫شهرها‪ ،‬وح َّ‬
‫الجنةِ شاءت" [ابن حبان‪ ،‬صحيح] ‪.‬‬
‫‪.60‬عدم سؤال الناس شيئا ً ‪" :‬من تكفَّل لي أن ل يسأل الناس شيئاً‬
‫ل له بالجنة" [أهل السنن‪ ،‬صحيح] ‪.‬‬ ‫أتكفَّ ُ‬

‫الربعون النسائية*‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله رب العالمين والصلة والسلم علي البشير النذير والسراج‬
‫المنير محمد بن عبد الله رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أما بعد‪:‬‬
‫فهذه مجموعة من الحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بأحكام شرعية‬
‫تختص بها النساء‪ ،‬قد رغبت في جمعها وتبويبها رجاء منفعتها‪ ،‬وقد حاولت‬
‫القتصار فيها على أربعين حديثا‪،‬أمل في سهولة حفظها على من أراد‪،‬‬
‫واقتداء بمن سبقني ممن جمع أربعين حديثا في فنون مختلفة‪،‬وقد رتبتها‬
‫على هيئة كتب وأبواب‪ ،‬وقد بلغت ثلثة وأربعين حديثا‪ ،‬وقد التزمت أن ل‬
‫أورد في هذه الحاديث إل حديثا يصلح للحجة مما أخرجه الشيخان أو‬
‫أحدهما أو حكم عليه أهل الحديث بذلك‪،‬وهناك مجموعة أخرى من‬
‫الحاديث تربو على هذه بكثير مما تختص بها النساء أيضا‪ ،‬وقد أوردتها في‬
‫شرحي على"الربعون النسائية"‪ ،‬وإني لرجو من الله العلي القدير أن‬
‫يتقبل ذلك مني ويجزيني عليه الجزاء الوفى‪ ،‬وأن يقيل عثراتي وأن‬
‫يتجاوز عن زلتي وسيئاتي‪ ،‬وأن يصلح لي النية‪ ،‬وأن يتوفاني على صالح‬
‫القول والعمل غير مبدل ول مفتون‪ ،‬اللهم آمين‪.‬‬
‫باب قرار المرأة في بيتها خير لها من الخروج ولو إلى المسجد‪:‬‬
‫‪ -1‬عن ابن عمر ‪ -‬رضي الله تعالى عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪" :-‬ل تمنعوا نسائكم المساجد‪ ،‬وبيوتهن خير لهن" صحيح‬
‫أخرجه أبو داود وابن خزيمة‪.‬‬
‫باب الذن بخروج النساء لحوائجهن‪:‬‬
‫‪80‬‬
‫‪ -2‬عن عائشة ‪ -‬رضي الله تعالى عنها ‪ -‬عن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ -‬قال‪" :‬قد أذن أن تخرجن في حاجتكن" متفق عليه‪.‬‬
‫باب بيان ما في خروج المرأة من المفاسد‪:‬‬
‫‪ -3‬عن عبد الله بن مسعود ‪ -‬رضي الله تعالى عنه ‪ -‬عن النبي ‪ -‬صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ -‬قال‪" :‬إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان‬
‫وأقرب ما تكون من وجه ربها في قعر بيتها" صحيح أخرجه الترمذي‪ ،‬وابن‬
‫خزيمة وابن حبان‪.‬‬
‫استشرفها الشيطان‪:‬تطلع إليها وزينها في أعين الرجال ليغويها ويغوي‬
‫بها‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫* للشيخ‪ /‬ممد بن شاكر الشريف ـ موقع صيد الفوائد ـ صفحة العلماء والدعاة‬
‫باب ل تخرج المرأة من بيتها إل بإذن زوجها فإن لم يأذن لم يجز الخروج‪:‬‬
‫‪ -4‬عن ابن عمر قال‪ :‬كانت امرأة لعمر تشهد صلة الصبح والعشاء في‬
‫الجماعة في المسجد‪ ،‬فقيل لها‪:‬لما تخرجين وقد تعلمين أن عمر يكره‬
‫ذلك ويغار؟ قالت‪ :‬وما يمنعه أن ينهاني؟ قال‪ :‬يمنعه قول رسول الله ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪" :-‬ل تمنعوا إماء الله مساجد الله" أخرجه البخاري‪.‬‬
‫باب منع النساء من الطيب ونحوه عند الخروج إلى المسجد أو غيره‪:‬‬
‫‪ -5‬عن أبي موسى الشعري ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ :"-‬إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا‬
‫ريحها فهي كذا وكذا قال قول شديدا‪ ،‬وفي لفظ "فهي زانية"حسن صحيح‬
‫أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي‪.‬‬
‫باب منع النساء من إبداء الزينة عند الخروج‪:‬‬
‫‪ -6‬عن فضالة بن عبيد ‪ -‬رضي الله تعالى عنه ‪ -‬عن رسول الله ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬أنه قال‪" :‬ثلثة ل تسأل عنهم‪ :‬رجل فارق الجماعة‬
‫وعصى إمامه فمات عاصيا‪ ،‬وأمة أو عبد أبق من سيده فمات‪ ،‬وامرأة‬
‫غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤونة الدنيا فتبرجت بعده‪ ،‬فل تسأل عنهم"‪.‬‬
‫صحيح‪.‬‬
‫التبرج‪:‬إظهار المرأة زينتها ومحاسنها للرجال أخرجها أحمد والبخاري في‬
‫الدب المفرد والحاكم‪.‬‬
‫باب نهي النساء عن السفر بدون محرم‪:‬‬
‫‪ -7‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي الله تعالى عنه ‪ -‬قال رسول الله ‪ -‬صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪" :-‬ل تسافر المرأة إل ومعها محرم‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول‬
‫الله إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا‪ ،‬وامرأتي تريد الحج‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫اخرج معها"متفق عليه‪.‬‬
‫باب تخصيص النساء بباب في المسجد‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -8‬عن نافع عن ابن عمر ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪":-‬لو تركنا هذا الباب للنساء‪ ،‬قال نافع‪ :‬فلم يدخل منه‬
‫ابن عمر حتى مات‪ .‬حسن أخرجه أبو داود‪.‬‬
‫باب ليس للنساء وسط الطريق‪:‬‬
‫‪ -9‬عن أبي أسيد النصاري أنه سمع رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال‬
‫رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬لنساء‪:‬استأخرن فإن ليس لكُن أن‬
‫ن الطريق عليكن بحافات الطريق فكانت المرأة تلتصق بالجدار‬ ‫حقُقْ َ‬
‫ت ْ‬
‫حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به‪ .‬حسن أخرجه أبو داود‪.‬‬
‫سطها‪.‬‬ ‫حقها وهو و َ‬‫ن‪ :‬هو أن تركبن ُ‬‫حقُقْ َ‬‫أن ت ْ‬
‫باب طواف النساء من غير اختلط بالرجال‪:‬‬
‫‪ -10‬عن ابن جريح قال أخبرني عطاء إذ منع ابن هاشم النساء من‬
‫الطواف مع الرجال قال‪ :‬كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي ‪ -‬صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ -‬مع الرجال؟ قلت‪ :‬أبعد الحجاب أو قبل؟ قال‪:‬أي لعمري لقد‬
‫أدركته بعد الحجاب‪ ،‬قلت‪ :‬كيف يخالطن الرجال؟ قال‪ :‬لم يكن يخالطن‪،‬‬
‫جَرة من الرجال ل تخالطهم‪:.‬‬ ‫ح ْ‬‫كانت عائشة ‪ -‬رضي الله عنها ‪ -‬تطوف َ‬
‫حجرة‪ :‬ناحية‪ .‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫باب منع دخول الرجال على الجنبيات‪:‬‬
‫‪ -11‬عن عقبه بن عامر رضي الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬عنه أن رسول الله ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬قال‪":‬إياكم والدخول على النساء‪ ،‬فقال رجل من‬
‫النصار‪ :‬يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال‪ :‬الحمو الموت‪ .‬متفق عليه‬
‫الحمو‪ :‬القريب من الزوج‪.‬‬
‫الموت‪ :‬أي الهلك واقع في الخلوة به‪.‬‬
‫باب تخصيص النساء بمجالس العلم وإفرادهن بمكان مستقل عن الرجال‬
‫عند الحاجة‪:‬‬
‫‪ -12‬عن أبي هريرة ‪ -‬رضي الله عنه ‪-‬قال‪ :‬جاء نسوة إلى رسول الله ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فقلن‪ :‬يا رسول الله ما نقدر عليك في مجلسك‬
‫من الرجال‪ ،‬فواعدنا منك يوما نأتيك فيه فقال‪ :‬موعدكن بيت فلن وأتاهن‬
‫في اليوم ولذلك الموعد قال‪ :‬فكان مما قال لهن ما من امرأة تقدم ثلثا‬
‫من الولد تحتسبهن إل دخلت الجنة‪ ،‬فقالت امرأة منهن‪:‬أو اثنان قال أو‬
‫اثنان‪ .‬صحيح أخرجه أحمد وابن حبان‪.‬‬
‫باب حمل الرجال الجنازة دون النساء‪:‬‬
‫‪ -13‬عن أبي سعيد الخدري ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬أن رسول الله ‪ -‬عليه‬
‫السلم ‪ -‬قال‪":‬إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن‬
‫كانت صالحة قال‪ :‬قدموني وإن كانت غير صالحة قالت‪ :‬يا ويلها أين‬
‫يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إل النسان ولو سمعه لصعق"‪.‬‬
‫أخرجه البخاري‪.‬‬
‫باب منع النساء من دخول حمامات السباحة ونحوها‪:‬‬
‫‪82‬‬
‫ن على عائشة‬ ‫‪ -14‬عن أبي المليح الهذلي أن نسوة من أهل حمص استأذ ُ‬
‫فقالت‪ :‬لعلكن من اللواتي يدخلن الحمامات‪ ،‬سمعت رسول الله ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬يقول‪" :‬أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد‬
‫هتكت ستر ما بينها وبين الله" صحيح أخرجه الترمذي وابن ماجه‪.‬‬
‫باب النهي عن مباشرة المرأة للمرأة وعن وصفها لزوجها‪:‬‬
‫‪ -15‬عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬قال النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪":-‬ل‬
‫تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها"‪ .‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫تباشر‪ :‬تصفها‪.‬‬
‫باب منع النساء من الكلم بحضرة الرجال الجانب إل بحاجة‪:‬‬
‫‪ -16‬عن أبي هريرة ‪ -‬رضي الله تعالى عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪" :-‬التسبيح للرجال والتصفيق للنساء" متفق عليه‪.‬‬
‫باب تحريم النياحة وجواز البكاء بدونها‪:‬‬
‫‪ -17‬عن أم عطية ‪ -‬رضي الله تعالى عنها ‪ -‬قالت‪ :‬أخذ علينا النبي ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬عند البيعة أن ل ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس‬
‫نسوة‪ .‬متفق عليه‪.‬‬
‫النياحة‪ :‬البكاء بصوت وعويل وما يلحق بذلك من لطم الخدود وشق‬
‫الجيوب وحلق الشعر‪.‬‬
‫باب جواز تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال عند أمن الفتنة‬
‫(يقصد هنا قول السلم عليكم ول يقصد المصافحة باليد) ‪:‬‬
‫‪ -18‬عن أسماء أن رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬مر في مسجد‬
‫وعصبة من النساء قعود فقال بيده إليهم بالسلم‪ ،‬فقال‪ :‬بالسلم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫إياكن وكفران المنعمين‪ ،‬إياكن وكفران المنعمين"‪ .‬صحيح أخرجه أحمد‬
‫وأبو داود والترمذي والبخاري في الدب المفرد‪.‬‬
‫كفران المنعمين‪ :‬هو قول المرأة عن زوجها‪ :‬والله ما رأيت منه ساعة‬
‫خيرا ً قط‪.‬‬
‫باب جواز كلم الرجال للنساء والنساء الرجال من غير ريبة عند الحاجة‪:‬‬
‫‪ -19‬عن أنس ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬مر النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫بامرأة عند قبر وهي تبكي‪ ،‬فقال‪" :‬اتقي الله واصبري"‪ .‬متفق عليه‪.‬‬
‫باب جواز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح‪:‬‬
‫‪ -20‬عن أنس ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬جاءت امرأة إلى رسول الله ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬تعرض عليه نفسها‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول الله ألك ألي‬
‫حاجة؟ فقالت بنت أنس‪ :‬ما أقل حياءها واستوأتاه‪ ،‬قال‪ :‬هي خير منك‪،‬‬
‫رغبت في النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فعرضت عليه نفسها‪ .‬أخرجه‬
‫البخاري‪.‬‬
‫باب ل تجبر المرأة على الزواج ممن ل ترغب‪ ،‬فإن زوجها وليها بغير إذنها‬
‫فكرهت ذلك فنكاحه مردود‪:‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -21‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي الله عنهما ‪ -‬أن جارية بكرا ً أتت النبي ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬فذكرت أن أباها زوَّجها وهي كارهة فخيَّرها النبي ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬صحيح أخرجه أبو داود وابن ماجه‪.‬‬
‫باب ل يصلح أن تشترط المرأة لزوجها أل تتزوج بعد موته‪:‬‬
‫‪ -22‬عن أم مبشر أن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬خطب امرأة البراء‬
‫بن معرور فقالت‪ :‬إني شرطت لزوجي أن ل أتزوج بعده‪ ،‬فقال النبي ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪:-‬إن هذا ل يصلح‪ .‬حسن أخرجه الطبراني في‬
‫معجم الكبير والصغير‪.‬‬
‫باب تحريم سؤال المرأة زوجها الطلق أو الخلع من غير سبب‪:‬‬
‫‪ -23‬عن ثوبان قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪" :-‬أيما امرأة‬
‫سألت زوجها الطلق قي غير ما بأس فحرم عليها رائحة الجنة"‪ .‬صحيح‬
‫رواه أصحاب السنن‪.‬‬
‫باب جواز غناء الجواري الصغار والضرب بالدف في العرس ونحوه‬
‫واستماع الرجال لذلك‪:‬‬
‫‪ -24‬عن الربيع بنت معوذ قالت‪ :‬جاء النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬يدخل‬
‫ي‪ ،‬فجلس على فراشي كمجلسك مني‪ ،‬فجعلت جويريات لنا‬ ‫حين بُني عل ً‬
‫يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن‪ :‬وفينا‬
‫نبي يعلم ما في غد‪ ،‬فقال‪ :‬دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين‪ .‬أخرجه‬
‫البخاري‪.‬‬
‫الجارية‪ :‬الفتية من الناس‪.‬‬
‫جويرية‪ :‬تصغير جارية ‪.‬‬
‫باب بيان عظم حق الزوج على زوجته‪:‬‬
‫‪ -25‬عن عبد الله بن أبي أوفى قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪" :-‬لو كنت آمرا أحدا ً أن يسجد لغير الله‪ ،‬لمرت المرأة أن تسجد‬
‫لزوجها‪ ،‬والذي نفس محمد بيده ل تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق‬
‫زوجها‪ ،‬ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه"‪ .‬صحيح أخرجه أحمد‬
‫وابن ماجد وابن حبان‪.‬‬

‫باب لعن الملئكة لمن تهجر فراش زوجها حتى تصبح أو ترجع‪:‬‬
‫‪ -26‬عن أبي هريرة قال قال النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪" :-‬إذا باتت‬
‫المرأة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملئكة حتى ترجع‪ .‬متفق عليه‪.‬‬
‫باب تحريم كفران العشير‪:‬‬
‫‪ -27‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي الله عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪" :-‬أريت النار‪ ،‬فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن قيل‪ :‬أيكفرن‬
‫بالله؟ قال‪ :‬يكفرن العشير‪ ،‬ويكفرن العشير‪ ،‬ويكفرن الحسان‪ ،‬لو‬
‫أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت‪ :‬ما رأيت منك خيرا‬
‫قط"‪ .‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫العشير‪ :‬الزوج‪.‬‬
‫باب إذا دعا الزوج زوجته إلى معصية فعليها أن تمتنع ول تجيب‪:‬‬
‫‪ -28‬عن عائشة ‪ -‬رضي الله عنها ‪ -‬أن امرأة من النصار زوجت ابنتها‪،‬‬
‫فتمعط شعر رأسها‪ ،‬فجاءت إلى النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فذكرت‬
‫ذلك له‪ ،‬فقالت‪ :‬إن زوجها أمرني أن أصل في شعرها‪ ،‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬إنه لٌعن‬
‫الموصلت‪ .‬متفق عليه‪.‬‬
‫تمعط‪ :‬سقط‪.‬‬
‫أصل في شعرها‪ :‬أزيد فيه من غيره‪.‬‬
‫باب ل يجوز للمرأة هبة أو عطية في مالها إل بأذن زوجها‪:‬‬
‫‪ -29‬قال رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪" :-‬ل يجوز للمرأة أمر في‬
‫مالها إذا ملك زوجها عصمتها"‪ .‬صحيح أخرجه أحمد والحاكم والنسائي‬
‫وابن ماجه وزاد"إل بإذن زوجها"والنسائي بلفظ"هبة"ولفظ"عطية"بدل‬
‫من"أمر"‪.‬‬
‫باب خدمة المرأة لزوجها ومن يعول‪:‬‬
‫‪ -30‬عن جابر بن عبد الله قال‪ :‬هلك أبي وترك سبع بنات أو تسع فتزوجت‬
‫امرأة ثيبا فقال لي رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ :-‬تزوجت يا جابر؟‬
‫فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪:‬بكرا أم ثيبا؟ قلت‪ :‬بل ثيبا‪ ،‬قال‪ :‬فهل جارية تلعبها‬
‫وتلعبك وتضاحكها وتضاحكك؟ قال‪ :‬فقلت له‪ :‬إن عبد الله هلك وترك‬
‫بنات وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهن‪ ،‬فتزوجت امرأة تقوم عليهن‬
‫وتصلحهن‪ ،‬فقال‪ :‬بارك الله لك‪ ،‬أو خيرا‪ .‬متفق عليه‪.‬‬

‫باب وجوب نفقة الزوجة وأولدها على الزوج‪:‬‬


‫‪ -31‬عن عائشة ‪ -‬رضي الله عنها ‪-‬أن هندا ً بنت عتبة قالت‪ :‬يا رسول الله‬
‫إن أبا سفيان رجل شحيح‪ ،‬وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إل ما أخذت‬
‫منه وهو ل يعلم‪ ،‬فقال‪ :‬خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف‪ .‬متفق عليه‪.‬‬
‫باب تحريم تغيير خلق الله للحسن والزينة‪:‬‬
‫‪ -32‬عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬لعن الله الواشمات والمستوشمات‪،‬‬
‫والنامصات والمتنمصات‪ ،‬والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله‪ ،‬ما لي‬
‫ل ألعن من لعن النبي ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ ،-‬وهو في كتاب الله "وما‬
‫آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا‪ .‬متفق عليه‪.‬‬
‫الوشم‪ :‬هو غرز حاد مثل البر ونحوها في أي موضع من الجسم حتى‬
‫يسيل الدم ثم حشو ذلك الموضوع بالكحل أو النورة‪.‬‬
‫النمص‪ :‬هو إزالة شعر الوجه بالمنقاش (ويقال هو مختص بشعر‬
‫الحاجبيين لترفيعهما أو تسويتهما)‪.‬‬
‫الفلج‪ :‬فرجة بين الثنايا والرباعيات (في السنان)‪.‬‬
‫الوشم والنماص هي التي تقوم بالعمل المستوشمة والمتنمصة والمتفلجة‬
‫هي التي تطلب أن يفعل بها الوشم أو النمص أو الفلج‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫باب منع النساء من لبس الثياب الضيقة التي تصف أو الرقيقة التي‬
‫تكشف أو القصيرة التي ل تواري الجسم كله‪ ،‬ومن تضخيم الشعر فوق‬
‫الرأس‪ ،‬وتحريم ذلك عليهن‪:‬‬
‫‪ -33‬عن أبي هريرة ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ -‬صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪":-‬صنفان من أهل النار لم أراهما‪ :‬قوم معهم سياط كأذناب‬
‫البقر يضربون بها الناس‪ ،‬ونساء كاسيات عاريات مميلت مائلت‬
‫رءوسهن كأسنة البخت المائلة ل يدخلن الجنة ول يجدن ريحها وإن ريحها‬
‫ليوجد من مسيرة كذا وكذا‪.:‬‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫كاسيات عاريات‪ :‬تلبس ضيقة أو شفافة أو قصيرة‪.‬‬
‫مائلت‪ :‬منحرفات عن طاعة الله‪.‬‬
‫مميلت‪ :‬يحملن غبرهن على فعلهن‪.‬‬
‫البخت‪ :‬نوع من البل عظام السنام‪.‬‬
‫السنام‪ :‬أعلى ما ظهر الجمل‪.‬‬
‫باب نهي النساء عن الوصل والتزوير في الشعر وتكثيره بالزيادة فيه‬
‫وبيان أن ذلك من أخلق اليهود‪:‬‬
‫‪ -34‬عن سعيد بن المسيب قال‪ :‬قدم معاوية المدينة فخطبنا وأخرج كٌبة‬
‫من شعر فقال‪ :‬ما كنت أرى أن أحدا يفعله إل اليهود‪ ،‬وإن رسول الله ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬بلغه فسماه الزور‪ .‬أخرجه مسلم‪.‬‬
‫كبة‪ :‬شعر مكفوف بعضه على بعض‪.‬‬
‫وفى رواية‪ :‬أن معاوية قال ذات يوم‪ :‬إنكم قد أحدثتم زي سوء‪ ،‬وإن نبي‬
‫الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬نهى عن الزور‪ ،‬قال‪ :‬وجاء رجل بعصا على‬
‫رأسها خرقة‪ ،‬وقال معاوية‪ :‬أل وهذا الزور‪ ،‬قال قتادة (الراوي عن سعيد)‬
‫يعني ما تكثر به النساء أشعارهم من الخرق‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫باب نهي النساء عن التزوير في اللباس والتشبع بما لم تعط‪:‬‬
‫‪ -35‬عن عائشة أن امرأة قالت‪ :‬يا رسول الله إن زوجي أعطاني ما لم‬
‫يعطيني؟ فقال رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪" :-‬المتشبع بما لم‬
‫يعط كلبس ثوبي زور"‪ .‬متفق عليه‪.‬‬
‫باب ما جاء في لبس النساء النعال العالية وبيان أن ذلك من فعل‬
‫اليهوديات‪:‬‬
‫‪ -36‬عن أبي سعيد الخدري ‪ -‬رضي الله تعالى عنه ‪ -‬عن النبي ‪ -‬صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ -‬قال‪":‬كانت امرأة من بنى إسرائيل قصيرة تمشي مع‬
‫مغلق‬‫امرأتين طويلتين فاتخذت رجلين من خشب‪ ،‬وخاتما من ذهب ٌ‬
‫مطبِق ثم حشته مسكا‪ ،‬وهو أطيب الطيب‪ ،‬فمرت بين المرأتين فلم‬ ‫ُ‬
‫يعرفوها‪ ،‬فقالت بيدها هكذا"‪ ،‬ونفض شعبة (أحد الرواة) بيده‪ .‬أخرجه‬
‫مسلم‪.‬‬
‫باب نهي المرأة أن تحلق رأسها في حج أو غيره‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ -37‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي الله تعالى عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪":-‬ليس على النساء الحلق إنما على النساء‬
‫التقصير"‪ .‬حسن أخرجه أبو داود والدار قطني والطبراني وأخرجه‬
‫الترمذي والنسائي من حديث علي‪.‬‬
‫باب خضاب أيدي النساء وأرجلهن‪:‬‬
‫‪ -38‬عن عائشة ‪ -‬رضي الله عنها ‪-‬قالت‪:‬أومت امرأة من وراء ستر بيدها‬
‫كتاب الله إلى رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فقبض النبي ‪ -‬صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ -‬يده فقال‪ :‬ما أدرى أيد رجل أم يد امرأة قالت‪ :‬بل‬
‫امرأة قال‪ :‬لو كنت امرأة لغيرت أظافرك يعني بالحناء‪ .‬حسن أخرجه أبو‬
‫داود والنسائي‪.‬‬
‫باب تغطية المرأة وجهها بحضرة الرجال الجانب فإن لم يكن رجل جاز‬
‫للمرأة أن تبدي وجهها‪:‬‬
‫‪ -39‬عن ابن عمر رضي الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬عنه قال‪ :‬قال النبي ‪ -‬صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪" :-‬ل تنتقب المرأة المحرمة ول تلبس القفازين" أخرجه‬
‫البخاري‪.‬‬
‫المحرمة‪ :‬التي أهلت بالحج أو العمرة‪.‬‬
‫ل تنتقب‪ :‬ل تستر وجهها بالنقاب‪ ،‬فغير المحرمة تستر وجهها‪.‬‬
‫باب في إباحة التحلي للنساء بلباس الحرير والذهب‪:‬‬
‫‪ -40‬عن أبي موسى الشعري أن رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪-‬‬
‫قال‪":‬حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لناثهم"‪ .‬حسن‬
‫صحيح أخرجه أحمد والترمذي والنسائي‪.‬‬
‫باب إباحة لبس الثياب المعصفرة ونحوها للنساء‪:‬‬
‫‪ -41‬عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‪:‬رأى النبي ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ -‬علي ثوبين معصفرين فقال‪:‬أأمك أمرتك بهذا؟ قلت‪ :‬أغسلهما‪،‬‬
‫قال‪ :‬بل أحرقهما‪ .‬أخرجه مسلم‪.‬‬
‫الثوب المعصفر‪ :‬ثوب المضبوغ بالعصفر‪.‬‬
‫العصفر‪ :‬نبت بأرض العرب يصبغ به‪ ،‬وقد ورد ما يفيد بأنه أصفر أو أحمر‪.‬‬
‫أمك أمرتك بهذا‪ :‬معناه أن هذا من لباس النساء وزيهن قاله النووي‪.‬‬
‫باب تحذير النساء من إظهار الزينة للرجال الجانب من الذهب والثياب‬
‫المعصفرة ونحوها‪:‬‬
‫‪ -42‬عن أبي هريرة ‪ -‬رضي الله تعالى عنه ‪ -‬عن النبي ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪" :-‬ويل للنساء من الحمرين‪ :‬الذهب والمعصفر"‪ .‬إسناده جيد‬
‫أخرجه ابن حبان والبيهقي في شعب اليمان‪.‬‬
‫باب تحريم تشبه النساء بالرجال في اللباس والحركات والكلم ونحو‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ -43‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي الله تعالى عنه ‪ -‬قال‪" :‬لعن رسول الله ‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ -‬المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من‬
‫النساء بالرجال"‪ .‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫والحمد لله الذي بنعمة منه تتم الصالحات‪.‬‬

‫وسائل وأفكار لدعوة النساء‬


‫‪.1‬فسح المجال أمام مشاركة النساء في وضع خطط العمال‬
‫والمناشط الدعوية‪ ،‬مثل ً جدول المحاضرات والدروس في الحي‬
‫ن وضع تصوّر مقترح للموضوعات التي‬ ‫ن فيه‪ ،‬ويطلب منه ّ‬ ‫يُست َ‬
‫شر َ‬
‫ينبغي الحديث عنها ومعالجتها‪ .‬أما أن تكون كل مناشطنا تقف عند‬
‫مخاطبة النساء بالحجاب فقط فهذا فيه تقصير في دعوة النساء ‪.‬‬
‫‪.2‬طرق مجال المواقع المتخصصة للمرأة‪ ،‬وتقديم الدعوة عبر هذه‬
‫الخدمات‪ ،‬مثل ً موقع لفكار التجميل‪ ،‬يُنبه فيه على المحظورات‬
‫الشرعية في الزينة‪ ..‬وهكذا‪. ..‬‬
‫‪.3‬من المعلوم من واقع التجربة الدعوية‪ ،‬أن المرأة أقدر من الرجل‬
‫في الكثير الغالب على إصلح السرة‪ ،‬وحينما تُقارن جهودها مع‬
‫ج نجده أبلغ أثراً‪ .‬فلو أقيمت دورات‬ ‫الرجل في إصلح المعو ّ‬
‫تخصصية في كيفية تربية البناء تربية صحيحة‪ ،‬وفي كيفية معاملة‬
‫الزوج بمقتضى الشرع‪ ،‬وكيفية المحافظة على طَبْع المنـزل بطابع‬
‫السلم واليمان ‪.‬‬
‫‪.4‬كم رأينا من الخوة الملتزمين من يسير مع أهله‪ ،‬ومشيتها ل‬
‫تناسب وقار الحجاب الذي تلبسه‪ ،‬ولعل هذا من مظاهر انتشار‬
‫الدعوة بين الملتزمين كما ً ل كيفا ً ‪.‬‬
‫‪.5‬عدم القتصار في دعوة النساء على المر بالحجاب وطاعة الزوج‬
‫فقط‪ ،‬بل ينبغي أن تشمل برامجنا مختلف ما يطرح في دعوة‬
‫الرجال‪ ،‬مما هو مشروع في حقهن‪ ،‬حتى تأخذ المرأة دورها في‬
‫كل ميدان رسمه لها الشرع‪.‬‬
‫‪.6‬تفعيل دور المرأة في جعل الكتب للقراءة‪ ،‬ل للديكور المنـزلي‪،‬‬
‫وذلك بتدريبها على البحث عن معلومات‪ ،‬وإشراكها في تحضير‬
‫الدروس والمحاضرات‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫‪.7‬إقامة دورات من واقع اهتمامات النساء غير الملتزمات‪ ،‬هدفها‬
‫التفقه في ما يحل ويحرم‪ ،‬وتوجيهها شرعياً‪ ،‬مثل ‪ :‬دورة في تجهيز‬
‫العرائس‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫‪.8‬وضع برنامج دعوي متكامل‪ ،‬لدعوة العاملت بالمنـازل في محيط‬
‫القارب والجيران‪ ،‬ومتابعة تنفيذ هذا البرنامج ‪.‬‬
‫‪.9‬استغلل حب الطبخ لصالح الدعوة‪ ،‬بعمل أكلت خفيفة‪ ،‬وتُرسل‬
‫إلى الجيران أو العمالة ويُرسل معها كتيب أو شريط ‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫‪.10‬تفريغ الدروس من الشرطة‪ ،‬وجعلها في متناول طلب العلم‪،‬‬
‫تشجيعا ً للقادر على طبعها بعد تنقيحها‪ ،‬وكذلك تفريغ المواد‬
‫ي‪ ،‬للستفادة منها‪.‬‬ ‫المناسبة وإرسالها لخطيب الح ّ‬
‫ن على الخير‪ ،‬ولو عن طريق‬ ‫‪.11‬إقامة درس أسبوعي للجارات‪ ،‬وحثّه ّ‬
‫الهاتف لحد الدعاة في المنـزل ‪.‬‬
‫‪.12‬تعويد الطفل على اقتناء دفتر خاص‪ ،‬يكتب فيه المفيد من العبارات‬
‫والحكم‪ ،‬ينقلها من الصحف أو من الشرطة التي يسمعها أو من‬
‫المدرسين‪ ،‬وكلما مل ثلث صفحات يطلب منه قراءتها‪ ،‬ويثبت‬
‫الجيد منها‪ ،‬فينمو فيه حب الكتابة والملء ‪.‬‬
‫‪.13‬وضع سلة مزينة ومغلفة بها بعض الشرطة بطريقة تغليف الحلوى‪،‬‬
‫وتقديمها للضيوف يجعل للزيارة طعمها الخاص ‪( .‬متوفرة في‬
‫التسجيلت)‪.‬‬
‫‪.14‬تقديم أشرطة وكتيبات مع هدية العروس‪ ،‬ومع حلوى الفرح ‪.‬‬
‫‪.15‬عمل برنامج للنشاط وكتيبات مع هدية العروس‪ ،‬ومع حلوى الفرح‪.‬‬
‫‪.16‬عمل برنامج للنشاط النسائي خاص برمضان‪ ،‬يعلق في مصلى‬
‫النساء‪.‬‬
‫‪.17‬ترك الزوجة بعض الشرطة النافعة في سيارة الزوج‪ ،‬وتعهدها‬
‫واستبدالها ‪.‬‬
‫‪.18‬إعداد طبق شهي لهل الزوج عند اجتماعهم في المنـزل‪ ،‬إرضاءً‬
‫للزوج‪ ،‬وإدخال ً للسرور على المسلمين‪ ،‬وتقربا ً إلى الله بسبب من‬
‫أسباب دخول الجنة وهو إطعام الطعام‪.‬‬
‫‪.19‬عند دخول وقت الصلة تظهر لباقة الزوجة‪ ،‬ولطفها في إنهاء‬
‫الجلسة‪ ،‬وإنهاء الحديث مع الزوج أو ملعبته الطفال‪ ،‬لتشعر‬
‫الجميع بأهمية وعظم قدر الصلة‪ ،‬وتعين الزوج والبناء على إدراك‬
‫تكبيرة الحرام‪.‬‬
‫‪.20‬كسب قلب الزوج‪ ،‬بأن يحس أن الزوجة تتعلم منه‪ ،‬وذلك بسؤاله‬
‫عن بعض أمور الدين‪ ،‬ومناقشته بتواضع وأدب التلميذ مع أستاذه‪،‬‬
‫وفي هذا السلوب غير المباشر حافز له على الطلع والستزادة‬
‫وسؤال أهل العلم‪ ،‬والتحضير لسئلة التلميذة (أم الولد!)‪.‬‬
‫‪.21‬تعرف الزوجة على مواطن البداع في الزوج‪ ،‬ينميه ويزيده‬
‫ويُستثمر لصالح الدعوة‪.‬‬
‫‪.22‬إهداء البنت الخمار‪ ،‬والسجادة للصلة‪ ،‬له أعظم الثر في نفس‬
‫البنت‪.‬‬
‫المرأة الداعية كيف تنجح في دعوتها‬
‫نقدم للخت المسلمة الداعية لمحات يسيرة فيما يجب أن تكون عليه‬
‫لتنجح دعوتها إلى الله ‪:‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تأتلف مع البعيدة‪ ،‬وتربي القريبة‪ ،‬وتداوي القلوب‪،‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫‪89‬‬
‫فرجوعها بعد التنافر يصعب‬ ‫احرص على حفظ القلوب من‬
‫مثل الزجاجة كسرها ل يشعب‬ ‫الذى‬
‫إن القلوب إذا تنافر ودها‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تظن كل واحدة من أخواتها بأنها أحب أخت لديها عند‬
‫ت ع َلَي ْ َ‬ ‫َ‬
‫منِّي} (طه‪. )39 ،‬‬ ‫ة ِ‬ ‫حب َّ ً‬ ‫م َ‬ ‫ك َ‬ ‫لقائها بها‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬وَألْقَي ْ ُ‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬عرفت الحق فعرفت أهله‪ ،‬وإن لم تصورهم الفلم‪ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬‫ضل ً ِ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫جدا ً يَبْتَغُو َ‬ ‫س َّ‬ ‫م ُرك ّعا ً ُ‬ ‫تمدحهم القلم‪ ،‬قال تعالى ‪ { :‬تََراهُ ْ‬
‫جودِ} (الفتح‪. )29 ،‬‬ ‫س ُ‬ ‫ن أَثَرِ ال ُّ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جوهِهِ ْ‬ ‫م فِي وُ ُ‬ ‫ماهُ ْ‬ ‫سي َ‬ ‫ضوَانا ً ِ‬ ‫وَرِ ْ‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬إذا قرعت فقيرة ٌ بابها ذكرتها بفرقها إلى الله عز وجل‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م الْفُقََراءُ إِلَى الل ّهِ وَالل ُ‬
‫ه‬ ‫س أنْت ُ ُ‬ ‫فأحسنت إليها‪ ،‬قال الله تعالى ‪{ :‬يَا أي ُّ َها النَّا ُ‬
‫ميدُ} (فاطر‪. )15 ،‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ي ال ْ َ‬‫هُوَ الْغَن ِ ُّ‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تعلم أنها بأخواتها‪ ،‬فإن لم تكن بها فلن تكون بغيرهن ‪:‬‬
‫سلْطَاناً} (القصص‪. )35 :‬‬ ‫شد ُ عضد َ َ‬
‫ما ُ‬ ‫ل لَك ُ َ‬‫جعَ ُ‬ ‫ك وَن َ ْ‬ ‫خي َ‬ ‫ك بِأ ِ‬ ‫سن َ ُ ّ َ ُ َ‬ ‫{ َ‬
‫الداعية الناجحة ‪ :‬ل تنتظر المدح في عملها من أحد؛ إنما تنظر في عملها‬
‫هل يصلح للخرة أم ل يصلح ؟‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬إذا رأت أختا ً مفتونة ل تسخر منها‪ ،‬فإن للقدر كرات قال‬
‫شيْئا ً قَلِيلً} (السراء‪،)79 ،‬‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫ن إِلَيْهِ ْ‬ ‫ت تَْرك َ ُ‬ ‫ك لَقَد ْ كِد ْ َ‬ ‫ن ثَبَّتْنَا َ‬‫تعالى ‪{ :‬وَلَوْل أ ْ‬
‫وليكن شعارك‪( :‬يا مقلب القلوب‪ ،‬ثبت قلبي على دينك) ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬ترعى بنات الدعاة الكبار الذين أوقفوا وقتهم كله‬
‫للدعوة‪ ،‬والجهاد في سبيل الله‪ ،‬بعيدا ً عن الهل والبيت قال تعالى ‪{ :‬وَإِذْ‬
‫َ‬ ‫ن أَهْل ِ َ‬
‫م} (آل‬ ‫ميعٌ عَلِي ٌ‬ ‫س ِ‬
‫ه َ‬ ‫ل وَالل ّ ُ‬ ‫عد َ لِلْقِتَا ِ‬ ‫مقَا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫منِي َ‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫ك تُبَوِّئُ ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫غَدَوْ َ‬
‫عمران‪ ، )121،‬وفي الحديث ‪" :‬من خلف غازيا ً في أهله بخير فقد غزا"‪.‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تجعل من بيتها مشغل ً صغيرا ً تنفع به الدعوة‪،‬‬
‫والمحتاجين‪ ،‬كأم المساكين (زينب) رضي الله عنها ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة ‪ :‬تعطي حق زوجها‪ ،‬كما ل تنسى حق دعوتها حتى تكون‬
‫‪" :‬صدقتني إذ‬ ‫من صويحبات خديجة رضي الله عنها‪ ،‬قال عنها النبي‬
‫كذبني الناس‪ ،‬وآوتني إذ طردني الناس‪ ،‬وواستني بنفسها ومالها‪ ،‬ورزقني‬
‫الله منها الولد‪ ،‬ولم يبدلني الله خيرا ً منها"‪.‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬مصباح خير وهدى في دروب التائهين‪ ...‬تحرق نفسها‬
‫في سبيل الله‪" ..‬لن يهدي الله بك رجل ً خير لك من حمر النعم" ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تعلم أن مناهجها على ورق إن لم تحيها بروحها وحسها‬
‫وضميرها وصدقها وسلوكها وجهدها المتواصل ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬ل تهدأ من التفكير في مشاريع الخير التي تنفع‬
‫المسلمين في الداخل والخارج ‪ .‬أعمالها تظل إخوانها في كل مكان ‪{ :‬يَا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خيَْر لَعَل ّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م وَافْعَلُوا ال ْ َ‬ ‫جدُوا وَاع ْبُدُوا َربَّك ُ ْ‬ ‫س ُ‬‫منُوا اْركَعُوا وَا ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫أيُّهَا ال ّذِي َ‬
‫ن} (الحج‪. )77 ،‬‬ ‫حو َ‬ ‫تُفْل ِ ُ‬

‫‪90‬‬
‫الداعية الناجحة ‪ :‬تنقل الخوات من الكون إلى مكونه‪ ،‬فل تكون كبندول‬
‫الساعة‪ ،‬المكان الذي انطلق منه عاد فيه‪ .‬بل تشعر دائما ً أنها وأخواتها‬
‫خَر} (المدثر‪. )37،‬‬ ‫م أَوْ يَتَأ َ َّ‬ ‫ن يَتَقَد َّ َ‬ ‫مأ ْ‬
‫شاءَ منك ُ َ‬
‫ِ ْ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫في تقدم إلى الله ‪{ :‬ل ِ َ‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تشارك بقلمها في الجرائد والمجلت السلمية‬
‫ولمنتديات‪ ،‬تشترك فيها‬
‫وتقوم على إهدائها للخوات وإرشادهن إلى أهم الموضوعات‪ .‬ولمقال‬
‫القصير المقروء خير من الطويل الذي ل يقرأ "أحب العمال إلى الله‬
‫ل" ‪.‬‬ ‫أدومها وإن ق َّ‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تحقق العلم على أرض الواقع‪ ،‬كان خلق الرسول الكريم‬
‫القرآن‪ ،‬فهي تعلم أن العلم بل عمل كالشجر بل ثمر ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تبحث عن الوسائل الجديدة والمشوقة في تبليغ دعوتها‪،‬‬
‫ولكن في حدود الشرع وسيأتي الزمن الذي تسود فيه التقنية والمرئيات‬
‫ن}‬ ‫مو َ‬ ‫ما ل تَعْل َ ُ‬ ‫خلُقُ َ‬ ‫على الكتب والمؤلفات في اكتساب المعلومات {وَي َ ْ‬
‫(النحل‪.)8 :‬‬
‫الداعية الناجحة ‪ :‬لها مفكرة تدون فيها ما يعرض لها من فوائد في كل‬
‫زمان ومكان "كل علم ليس في قرطاس ضاع" ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تعرف في أخواتها أوقات النشاط وأوقات الفترة‪،‬‬
‫فتعطي كل وقت حقه‪ ،‬فللنشاط إقبال تستغله‪ ،‬وللفترة إدبار تترفق بهن‬
‫(لكل عمل شرة ولكل شرة فترة) ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة ‪ :‬غنية بالدعوة‪ ،‬فل تصرح ول تلمح بأنها محتاجة لحد‬
‫لقوله تعالى ‪{ :‬يحسبهم ال ْجاه ُ َ‬
‫مل‬ ‫ماهُ ْ‬ ‫سي َ‬ ‫ف تَعْرِفُهُ ْ‬
‫م بِ ِ‬ ‫ن التَّعَفُّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل أغْنِيَاءَ ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ ْ َ ُُ ُ‬
‫حافاً} (البقرة‪. )273 :‬‬ ‫ي َ‬
‫س إِل ْ َ‬ ‫ن النَّا َ‬ ‫سألو َ‬ ‫َ ْ‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تعلم أن المال قوة‪ ،‬فل تسرف طلباتها لكماليات‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ن بَي ْ َ‬ ‫م يَقْتُُروا وَكَا َ‬ ‫سرِفُوا وَل َ ْ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ن إِذ َا أنْفَقُوا ل َ ْ‬ ‫المنـزل‪ .‬قال تعالى‪{ :‬وَال ّذِي َ‬
‫ك قَوَاماً} (الفرقان ‪ ، )67 :‬وتسخر المال في خدمة السلم‬ ‫ذَل ِ َ‬
‫والمسلمين‪.‬‬
‫الداعية الناجحة ‪ :‬تمارس الدعاء للناس‪ ،‬وليس الدعاء عليهم؛ لن القلوب‬
‫‪" :‬اللهم اهد قومي فإنهم ل يعلمون"‪ ،‬وقد‬ ‫الكبيرة قليلة كما في قوله‬
‫ما غَفََر لِي‬ ‫ن بِ َ‬‫مو َ‬ ‫مي يَعْل َ ُ‬ ‫ت قَوْ ِ‬ ‫ل يَا لَي ْ َ‬ ‫ة قَا َ‬ ‫جن َّ َ‬
‫ل ال ْ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫قال – تعالى ‪{ : -‬قِي َ‬
‫ن} (يس‪26 :‬ـ ‪. )27‬‬ ‫مي َ‬ ‫مكَْر ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫جعَلَنِي ِ‬ ‫َربِّي وَ َ‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬إذا نامت أغلب رؤياها في الدعوة إلى الله‪ ،‬فإذا‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل ُرؤ ْيايَ ِ‬ ‫استيقظت جعلت رؤياها حقائق قال – تعالى ‪{ : -‬هَذ َا تَأْوِي ُ‬
‫حقّاً} (يوسف‪. )100 :‬‬ ‫جعَلَهَا َربِّي َ‬ ‫ل قَد ْ َ‬ ‫قَب ْ ُ‬
‫الداعية الناجحة ‪ :‬تطيب حياتها باليمان والعمل الصالح‪ ،‬ل بزخارف الدنيا‪.‬‬
‫قال الله تعالى‪:‬‬
‫حيَاة ً طَيِّب َ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫ه َ‬ ‫حيِيَن َّ ُ‬‫ن فَلَن ُ ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ن ذ َكَرٍ أوْ أنْثَى وَهُوَ ُ‬ ‫مَ ْ‬‫صالِحا ً ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫{ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن} (النحل ‪. )97‬‬ ‫ملو َ‬ ‫ما كَانُوا يَعْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م بِأ ْ‬ ‫جَرهُ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫جزِيَن ّهُ ْ‬‫وَلَن َ ْ‬

‫‪91‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬عرفت الله فقّرت عينُها بالله‪ ،‬فقرت بها كل عين‪،‬‬
‫وأحبتها كل نفس طيبة‪ ،‬فقدمت إلى الناس ميراث النبياء ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬ل تعتذر للباطل من أجل عملها للحق‪ ،‬وهل يأسف من‬
‫َ‬
‫ت وَال ّذِي‬ ‫ن الْبَيِّنَا ِ‬ ‫م َ‬ ‫جاءَنَا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ك ع َلَى َ‬ ‫ن نُؤْثَِر َ‬ ‫يعمل في سبيل الله؟ {قَالُوا ل َ ْ‬
‫َ‬
‫ض} (طه‪. )72 ،‬‬ ‫فَطَرنَا فَاقْ ِ‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تكون دائما ً على التأهب للقاء الله‪ ،‬وإن نامت على‬
‫ث لَك ُم فَأْتوا حرثَك ُ َ‬
‫موا‬ ‫م وَقَ ِ‬
‫دّ ُ‬ ‫شئْت ُ ْ‬ ‫م أنَّى ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫حْر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ساؤ ُك ُ ْ‬‫الحرير والذهب!! {ن ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن} (البقرة‪)223 ،‬‬ ‫منِي َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫شرِ ال ْ ُ‬ ‫ملقُوه ُ وَب َ ّ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫موا أنَّك ُ ْ‬ ‫ه وَاع ْل َ ُ‬ ‫م وَاتَّقُوا الل ّ َ‬‫سك ُ ْ‬‫ِلَنْفُ ِ‬
‫‪.‬‬
‫الداعية الناجحة ‪ :‬ل تأسف على ما فات‪ ،‬ول تفرح بما هو آت من متاع‬
‫الدنيا‪ ،‬ولو أعطيت ملك سليمان لم يشغلها من دعوة الله طرفة عين‪،‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب‬‫ح ُّ‬‫ه ل يُ ِ‬ ‫م وَالل ّ ُ‬ ‫ما آتَاك ُ ْ‬ ‫حوا ب ِ َ‬ ‫م وَل تَفَْر ُ‬ ‫ما فَاتَك ُ ْ‬ ‫سوْا ع َلَى َ‬ ‫قال تعالى‪{ :‬لِكَيْل تَأ َ‬
‫خورٍ} (الحديد‪.)23،‬‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫ك ُ َّ‬
‫ختَا ٍ‬‫م ْ‬‫ل ُ‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬ل تفكر في نفسها فقط‪ ،‬بل تفكر في مشاريع تخدم‬
‫َ‬
‫ن}‬ ‫حو َ‬ ‫م تُفْل ِ ُ‬ ‫خيَْر لَعَل ّك ُ ْ‬ ‫المسلمين والمسلمات‪ ،‬قال الله تعالى‪{:‬وَافْعَلُوا ال ْ َ‬
‫(الحج‪.)77 ،‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تسأل الله دائما ً الثبات على اليمان‪ ،‬وتسأله زيادته قال‬
‫‪" :‬اسألوا الله أن يجدد اليمان في قلوبكم" ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬ل ترجو غير الله ول تخاف إل الله‪.‬متوكلة على الله‪،‬‬
‫وراضية بقضاء الله‪.‬‬
‫‪" :‬وجعلت قرة عيني في‬ ‫الداعية الناجحة‪ :‬قرة عينها في الصلة‪ ،‬قال‬
‫الصلة" ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬يجتمع فيها حسن الخلق‪ ،‬فهي ودودة كريمة جوادة ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تتحمل الذى من كل من يسيء إليها ‪ ،‬وتحسن إليهم‪.‬‬
‫الداعية الناجحة ‪ :‬العلم عندها العلم الشرعي ل الدنيوي ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة ‪ :‬أولدها مؤدبون‪ ،‬دعاة‪ ،‬قدوة‪ ،‬تربوا في بيت دين وعلم‪،‬‬
‫ل يولدون للخرين الزعاج ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة ‪ :‬منارة تحتاط لنفسها في مجال النسوة‪ ،‬وفي غاية الدب‬
‫و التحفظ‪ ،‬وهي صادقة في أخلقها‪.‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬منضبطة تعرف متى تزور ومتى تُزار‪ ،‬حريصة على وقتها‬
‫مل‪ ،‬ول خفيفة فيستخف بها‪.‬‬ ‫ليست بخيلة بزمانها‪ ،‬وليست ثقيلة فَت ُ َ‬
‫الداعية الناجحة ‪ :‬ل تنس الفقراء وهي تلبس‪ ،‬ول تنسى المساكين وهي‬
‫تطبخ‪ ،‬ول تنسى الرامل وهي تشتري حاجياتها‪ ،‬ول تنسى اليتامى وهي‬
‫ن} (آل‬ ‫حبُّو َ‬ ‫ما ت ُ ِ‬ ‫م َّ‬
‫فقُوا ِ‬ ‫حتَّى تُن ْ ِ‬ ‫ن تَنَالُوا الْبَِّر َ‬ ‫تكسو عيالها‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬ل َ ْ‬
‫عمران‪. )92،‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تسعى على تزويج أخواتها في الله؛ لنها تعلمت من‬
‫حديث النبي ‪" :‬أن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً" ‪ ،‬فل تترك‬

‫‪92‬‬
‫أخواتها للهم والوحدة والحزان‪ ،‬ول تهدأ الخت حتى يتم لختها الخير‬
‫والسعادة ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة ‪ :‬إن وقع عليها بلء كغضب زوج‪ ،‬أو إيذاء جار‪ ،‬تعلم أن‬
‫ذلك وقع لذنب سبق فعليها التوبة والستغفار ‪.‬‬
‫الداعية الناجحة‪ :‬تصبر على الدعوة إلى الله‪ ،‬والمر بالمعروف والنهي‬
‫عن المنكر‪ ،‬وتصبر على إصلح عيوب أخواتها‪،‬ول تتعجل ول تظن بأحد‬
‫الكمال‪،‬بل تنصح بلطف وتتابع باهتمام ول تهمل‪.‬‬
‫فنسأل الله أن يوجد في أخواتنا وبناتنا مثل هذه الداعية الدرة‬
‫الثمينة‪ .‬إنه ولي ذلك والقادر عليه‪ .‬وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله‬
‫وأصحابه وسلم ‪.‬‬
‫دعوة من القلب ‪ ..‬قبل الندم ‪:‬‬
‫دعوة لمحاسبة النفس ‪ ..‬فاليام تمر والصفحات تنطوي والعوام تتوالى‬
‫من سنين‬ ‫وكل منا يستطيع أن يحاسب نفسه قبل أن يُحاسب ويأخذ‬
‫عمره المنصرمة المواعظ والعبر وأن يراقب الله‪ ،‬فهاهي اليام تركض‬
‫وهكذا اليام تجري من غير أن نحس أو ندري إل عند بداية سنة أو قدوم‬
‫الشهر الكريم أو العيد ‪.‬‬
‫والسؤال الهم ‪ ..‬ماذا أعددنا للرحلة النهائية ؟ماذا قدمنا لنفسنا من خير‬
‫ل في صحائفنا ؟ ماذا أعددنا‬ ‫ج َ‬ ‫لنجده عند الله خيٌر ثوابًا وخيٌر أملً؟ ماذا ُ‬
‫س ِّ‬
‫للحفرة التي سنوضع فيها ؟‬
‫فهل تذكرنا اليوم الموت والقبر؟ هل قرأنا شيئا ً من القرآن ؟ هل ثابرنا‬
‫على الذكار والوراد دبر كل صلة؟ هل كنا خاشعين في الصلة؟ هل‬
‫سألنا الله الجنة؟ واستعذنا به من النار؟ هل استغفرنا الله اليوم من‬
‫ذنوبنا ؟‬
‫هل تجنبنا كل ما ل يرضي الله عز وجل؟ هل فكرنا في البتعاد عن قرناء‬
‫السوء؟ هل نظفنا قلوبنا من الكبرياء والحسد والحقد وألسنتنا من الغيبة‬
‫والنميمة والكذب؟ (هل تركنا النظر إلى ما حرم الله؟) هل تركنا سماع ما‬
‫حرم الله؟ هل أمرنا بالمعروف ونيا عن المنكر؟ هل بذلنا الغالي‬
‫والرخيص من أجل نصرة ديننا والعمل له؟ وهل‪ ..‬وهل‪ ..‬وهل‪...‬؟‬
‫دعوة صادقة ‪..‬‬
‫لكل إنسان أن يحاسب نفسه‪ ،‬ويُعد زاده للرحيل الخير ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الخاتمة‬
‫((نسأل الله حسن الخاتمة))‬
‫الحمد لله وكفى والصلة والسلم على نبينا المصطفى‪ ,‬وعلى آله‬
‫وصحبه ومن اقتفى‪ ,‬وبعد‪,,,‬‬
‫فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ,‬والشكر له على ما أسبغ‬
‫علينا من نعم جليلت فأرسل محمدًا بالبينات‪ ,‬فبين لنا طرق الخيرات‬
‫ونهانا عن المنكرات ‪,‬‬
‫م‬
‫هذا مايسر الله جمعه وإعداده أسأل الله تعالى أن ينفع به ال َ‬
‫والخت والزوجة والبنت‪.‬‬
‫وقد أذنت لمن أراد طبعه أو ترجمته أو نشره وتوزيعه أو‬
‫الفادة منه لكل مسلم ومسلمة‪ ,‬ابتغاء وجه الله والدار الخرة‪ ,‬وجوزي‬
‫ل على ذلك‪.‬‬‫خيًرا كل من ساهم أو د ّ‬
‫نسأل الله الخلص في القول والعمل‪ ,‬والمتابعة لهدي خير‬
‫الرسل‪.‬‬
‫وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين‬
‫محبكم‬
‫عبد الله بن أحمد آل علف الغامدي‬
‫غفر الله له ولوالديه وللمسلمين والمسلمات‬

‫‪94‬‬
‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫م‬
‫مقدمة‬ ‫‪1‬‬
‫مسائل هامة في العتقاد‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫صفة الوضوء والغسل‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫صفة الصلة‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫أحكام تختص بالمرأة في صلتها ‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫أحكام الزكاة‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫أذكار الصباح و المساء ‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫آداب الجمعة‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫رمضانيات‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪1‬‬
‫من أحكام النساء في رمضان‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1‬‬
‫أحكام تختص بالمرأة في الصيام‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫صفة الحج والعمرة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫الذكر والدعاء المشروع في الحج‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫أحكام تختص بالمرأة في الحج والعمرة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬
‫من أحكام النساء في الحج‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪1‬‬
‫كنوز نسائية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪1‬‬
‫حتى تكتمل فرحتنا‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪1‬‬
‫بسم الله أرقيك‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪1‬‬
‫من أبواب الجر وكفارات الخطايا ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪2‬‬
‫الربعون النسائية‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫وسائل وأفكار لدعوة النساء ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المرأة الداعية كيف تنجح في دعوتها ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪95‬‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫دعوة من القلب قبل الندم‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫الخاتمة‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫الفهرس‬
‫‪5‬‬

‫حقوق الترجمة والطبع لكل مسلم‬

‫دار الطرفين للنشر والتوزيع‬


‫جوال ‪0505704808‬‬
‫جوال ‪0503512499‬‬
‫يطلب من مكتبة الفرقان ـ مكة المكرمة‬
‫مدخل جامعة أم القرى ‪0504628587‬‬

‫‪96‬‬

You might also like