You are on page 1of 105

Abdelaziz BENABDELLAH ‫عبد العزيز بنعبدال‬

Membre de l’Académie de Maroc ‫عضو أكاديمية المملكة المغربية‬


et des Académies Arabes ‫والمجامع العربية‬

‫الحسبة بالمغرب‬

La « Hisba » ou judicature du
marché

1
‫مقدمة‪:‬‬

‫"علم الحتساب علم يبحث ـ كما في "كشف الظنون" ـ عن المور الجارية بين‬

‫أهـل البلد مـن معاملتهـم التـي يتـم التمدن بدونهـا مـن حيـث إجراؤهـا على القانون العدل‬

‫وكانت مبادئ الحسبة تنطلق من مصدرين هما‪:‬‬

‫أول‪ :‬الفقه السلمي‬

‫ثان يا‪ :‬ما يرتئ يه أم ير المؤمن ين صالحا " لجراء أمور المدن في المجاري على‬

‫الوجـه التـم" طبقـا لمقتضيات مـا سـماه الماوردي فـي "الحكام السـلطانية" بــ "الرياسـة‬

‫المدنية" وتنصب اختصاصات الحسبة في السلم على نحو خمسين عنصرا من عناصر‬

‫السلطة القضائية وكان المحتسب يعتبر في المغرب والندلس خاصة قاضيا له اطلع على‬

‫أحكام الشرع فـي الميدان القتصـادي فكان عمله فـي السـوق مراقبـة الموازيـن والسـعار‬

‫وتقييم جودة المعروضات التجارية طبقا لقوانين سطرت فصولها وبنودها بإسهاب في كتب‬

‫الفقه‪ ،‬كما كانت مهمة المحتسب في المجتمع السلمي هي السهر على مقومات "المدينة‬

‫الفاضلة" ك ما يت صورها ال سلم وك ما تتطور تب عا لمرو نة ن صوص الشرع ال صالحة ل كل‬

‫زمان ومكان‪.‬‬

‫فالح سبة توافق القضاء في إلزام المدعي عليه برد الحق الذي عليه وتقصر عن‬

‫القضاء فـي كونهـا تنظـر فـي الدعاوي المتعلقـة بالمنكرات دون الخصـومات مـع التمييـز‬

‫بالن ظر في القضا يا ال تي ل يو جد في ها خ صم ي ستعدي مع ا ستعمال المحت سب للتعز ير‬

‫والرهبة مما ل يجوز للقاضي ‪.‬‬

‫وقـد اهتمـت الحسـبة منـذ القرون الولى بالسـواق والمكاييـل والوزان ومراقبـة‬

‫‪2‬‬
‫النقود وقمـع الغـش والشراف على الحرف ومراقبـة المسـاجد والسـلوك العام والحمامات‬

‫والمياه والبناء وأهل الذمة‪.‬‬

‫وبإفريق ية كانـت الحسـبة داخلة فـي الول ض من م سئوليات القضاء وف قا للعرف‬

‫المالكي حيث جمع سحنون (ت ‪ 240‬هـ) بين القضاء والحسبة وأبو عمران الفاسي (تـ‬

‫‪ 430‬هــ) الذي نفـي مـن فاس بسـبب ممارسـته بعـض اختصـاصات الحسـبة كالمـر‬

‫بالمعروف والن هي عن المن كر و هي في الحقي قة م سئولية كل مو من ك ما و قع في الع هد‬

‫المرابطي على يد عبد ال بن ياسين حيث مارس عمليا مهام الحسبة منذ كان بالصحراء‬

‫فكان يؤدب بالضرب وهكذا لم تستقل الحسبة عن مهمة القضاء حيث قام قاضي فاس في‬

‫عهد يوسف بن تاشفين ابن العجوز محمد بن عبد الرحمان بإلزام الناس بلبس السراويل‬

‫رجال ونسـاء (الجذوة ص ‪ )253‬وقاضـي طنجـة ومكناسـة عيسـى بـن أصـبغ الجيانـي‬

‫المعروف بابـن سـهل صـاحب كتاب (العلم بنوازل الحكام ) الذي تضمـن فصـل عـن‬

‫الحسبة بالندلس دون التحدث عن طنجة ومكناسة وقد تولى ابن تومرت شخصيا في العهد‬

‫الموحدي مهمة المر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصة في تينمل (المعجب ص‪)193:‬‬

‫عـن طريـق المزوار على المحتسـب (البيذق ص‪ )54 :‬ولكـن عبــد المومــن عيـن عام‬

‫‪ 541‬هـ شخصا يدعى يوسف بن أحمد على الحسبة باشبيلية ثم يوسف بن علـي المؤذن‬

‫(‪ 557‬هــ) فـي مدينـة داي ومروان بـن عبـد الملك اللمتونـي محتسـبا بمراكـش (التشوف‬

‫ص‪ )238:‬وكا نت ح سبة ال سوق هذه معززة آنذاك بأمناء ال سوق كم ساعدين للمحت سب بل‬

‫اختص محتسبون بمهام محدودة مثل ميمون بن علـي الخطابي المعروف بابـن خبـازة‬

‫(‪ 637‬هـ)‪.‬‬

‫وكذلك عبد ال بن ابراهيم النصاري التطيلي (تـ ‪ 645‬هـ) (الذيل والتكملة ج‬

‫‪3‬‬
‫‪ 4‬ص‪ )177 :‬و قد عرف الموحدون إلى جا نب هذه الح سبة الخا صة ح سبة عا مة (خا صة‬

‫في عهد يعقوب المنصور) وذلك بالحفاظ على معالم الشريعة ورسومها والضرب على يد‬

‫أهل الفساد بمحاربة الخمور بما فيها الرب بل وقتل بعض المدمنين (وفيات العيان ج ‪7‬‬

‫ص ‪ )11‬أو تاركي الصلة علنية في عهد عبد المومن ثم المناداة بها في عهد المنصور‬

‫ومنع المكوس وقتل المتقبلين (رحلة ابن جبير ص ‪ )56‬وتسريح البواب من الغرائم ورفع‬

‫المعونــة فــي الرحاب (الوفيات ج ‪ 7‬ص ‪ )448‬ولم يعرف الموحدون مدونات خاصــة‬

‫بالحسبة عدا رسالة ابن القطان (ت ‪ 628‬هـ) حول المكاييل والموازين (مفقودة) وواصل‬

‫المرينيون العتناء بف قه الح سبة ول كن في كتابات فقه ية عا مة م ثل (تح فة النا ظر وغن ية‬

‫الذاكر في حفظ الشعائر وتغيير المناكر) لقاضي الجماعة بتلمسان محمد بن أحمد العقباني‬

‫(ت ‪ 871‬هــ) وقـد لحـظ محمـد المغراوي فـي بحـث بمعلمـة المغرب ص ‪ )3408‬أن‬

‫وظي فة الح سبة أ صبحت تشارك الولة والقضاة في ت سيير شؤون المدي نة مع اخت صاصها‬

‫بشؤون السواق ومراقبة الماكن العامة (مثل الطرق والحمامات) وإمداد القيسارية بمقاس‬

‫مضبوط هـو الذراع ومـن هنـا انطلق لول مرة دور المحتسـب فـي فصـل النزاعات بيـن‬

‫الحرفيين وأهل المهن فيما بينهم وهي علقتهم مع الزبناء مع إنشاء وظيفة للمناء من أهل‬

‫الخير لمساعدة المحتسب وقد أصبح المحتسب عبد العزيز الملزوزي المكناسي (ت ‪)697‬‬

‫ين ظر في شؤون الح سبة في مجموع المغرب مع تعد يل مقاس ال صاع (روض القرطاس‬

‫ص ‪ )282‬وأدخل منصب جديد لصاحب الصلة في عهد أبي عنان انطلقا مما جرى به‬

‫العمل بالندلس‪.‬‬

‫وفـي العهـد الوطاسـي لم يعـد منصـب الح سبة ي سند إلى الفقهاء (وصـف إفريقيـا‬

‫للحسـن الوزان) وتقلص وحصـر فـي بعـض شؤون السـوق مـع شعور العلماء بضرورة‬

‫‪4‬‬
‫الضطلع بم سؤولية ال مر بالمعروف والن هي عن المن كر ول كن المحت سب ظل مع ذلك‬

‫سائدا في السوق بحرسه للضرب على يد المدلسين وأصبح للمحتسب دكان أيام السعديين‬

‫معززا بوثائق فقهيـة للرجوع إليهـا عنـد القتضاء (شرح لميـة الزقاق للشيـخ ميارة) وقـد‬

‫انتعشت الحسبة إبان العلويين فتقلدها فقهاء وأصبحت لهم مكانة بعد الوالي والقاضي منذ‬

‫العهـد الرشيدي أدت أحيانـا إلى التصـادم معهمـا ل سـيما بعـد أن صـار السـلطان يكلف‬

‫المحت سب بمهام خار جة عن اخت صاصه ك صائر ب عض الدور ال سلطانية والشراف على‬

‫صناعة البارود والمطبعة الحجر ية بفاس ولكن الح سبة تقل صت في عهد الحماية فأحدثت‬

‫مصلحة خاصة لقمع الغش حدت من مهام المحتسب إلى أن صدر ظهير عام ‪ ،1982‬حدد‬

‫اختصاصات المحتسب بإعادته إلى ما كان له من إشراف بمساعدة أعوان إداريين‪.‬‬

‫كما أسند إليه مراقبة الثمان في المواد الغذائية ومواد التزيين والتنظيف وقضايا‬

‫الصناعة التقليدية والمنتجات الفلحية والشراف على أمناء الحرف وفصل النزاعات بين‬

‫أهل الحرف‪.‬‬

‫وقـد تضمـن هذا الظهيـر تنفيـذ القانون (رقـم ‪ )02.82‬المتعلق باختصـاصات‬

‫المحتسب وأمناء الحرف (الجريدة الرسمية عدد ‪.)3636‬‬

‫المصادر‪:‬‬

‫أحكام السوق ليحيى بن عمر الندلسي (ت ‪ 289‬هـ)‬

‫‪ -‬رسالة آداب الحسبة للسقطي المالكي‬

‫‪ -‬ر سالة ا بن عبدون وا بن المنا صف الزدي صاحب (ت نبيه الحكام على مآ خذ‬

‫‪5‬‬
‫الحكام) تحقيق عبد الحفيظ منصور ـ تونس دار التركي ‪)1988‬‬

‫‪ -‬إحياء علوم الدين للغزالي ج ‪ 2‬ص‪269 :‬‬

‫‪ -‬موسـى لقبال (الحسـبة المذهبيـة فـي بلد المغرب العربـي ــ طبعـة الجزائر‬

‫‪.)1971‬‬

‫‪6‬‬
‫الحسبة وقانون السوق‬
‫كان المحت سب يراقب في جميع أسواق المدي نة أدوات الكيل والوزن و ما تحتوي‬

‫عليه من مقاسات وصنجات للضرب على أيدي مرتكبي صنوف الغش والتدليس والتطفيف‬

‫والتثمين والتسعير فكانت العقوبة على قدر الجنح أو الجريمة تتصاعد من الزجر والنذار‬

‫إلى توقيف الجاني عن كل نشاط اقتصادي وحجز بضائعه التي ارتكبت في شأنها المخالفة‬

‫وتغريمه تغريما يعظم بقدر خطورة الجريمة ويصل إلى حد السجن‪.‬‬

‫وكان المحت سب يتذرع بش تى الو سائل ال تي تؤدي إلى الوقوف على جل ية ال مر‬

‫بدس العيون والجوا سيس ال تي ترا عي أمانت هم وح سن تحري هم ورزانت هم و صدق أحكام هم‬

‫وكانـت الختصـاصات ذات الطابـع القتصـادي كثيرا مـا تتداخـل مـع الختصـاصات‬

‫الموسـومة بالصـبغة الجتماعيـة لن عمليـة تشييـد "المدينـة الفاضلة" والسـهر على حسـن‬

‫تطورها كان يستلزم تحقيق التوازن بين مجموع القيم التي تدعم أسس المجتمع الفاضل‪.‬‬

‫ولهذا كان الختصـاص ينصـب على كـل مـا قـد يخشـى ضرره مثـل البناءات‬

‫المخلخلة والطرقات الضي قة والتجمعات ال تي تؤدي إلى خلل في ال سير أو بلبلة في الف كر‬

‫أو اختلف بين أهل البلد عموما وأصحاب الحرف والمهن خصوصا فكانت الرقابة تشمل‬

‫ال صانع والم صنوع والتا جر والمت جر في كل ما قد يحدث اضطرا با في التوازن وكا نت‬

‫مه مة ت سعير ال مبيعات من أ هم ما يضطلع به المحت سب من مهام تتطلب م نه جملة من‬

‫التحريات الوليـة تواصـل باسـتمرار نظرا لمـا يطرأ على السـوق مـن أغراض تسـتلزم‬

‫الزيادة أو النقص في التثمين تبعا للفصول أو للكثرة والقلة في المبيعات أو لتداخل بعض‬

‫المؤثرات اعتبارا لعوامل مختلفة منها قانون العرض والطلب وكان المحتسب يدخل دائما‬

‫في تقديرا ته كل مقومات الت سعير ال صادق خا صة من ها أثم نة التكل فة وال صوائر العا مة‬

‫‪7‬‬
‫والرباح المعتدلة دون احتكار ول أية حركة تؤدي إليه أو تنبثق منه‪.‬‬

‫ول كن ع يب هذا النظام هو إطاره المق فل نظرا لتعذر الموا صلت فكان الت سعير‬

‫تابعا لمكانيات البلدة الواحدة أو السوق الواحدة بحيث تختلف الثمنة حسب النواحي المر‬

‫الذي أمكن تداركه اليوم نظرا للترابط الموصول بين المقتضيات القتصادية ل في القطر‬

‫الواحد بل في منطقة بكاملها‪.‬‬

‫ونر جع إلى ن صين مغربي ين للتعرف بد قة أك ثر على أ هم ف صول قوان ين الح سبة‬

‫وهذان النصان هما نوازل ابن سهل (العلم بنوازل الحكام) وكتابان في الحسبة لكل من‬

‫ابن عبد الرءوف أحمد بن عبد ال وعمر الكرسيفي‪.‬‬

‫فابن سهل من مواليد غرناطة التي كان لها أكبر الثر في تكييف العراف في‬

‫الحواضر المغربية وطبع ما جرى به العمل بالمغرب عامة في مختلف العصور وقد كانت‬

‫تطلق في عهد المويين على حواضر مثل طنجة وسبتة وقد توفي القاضي ابن سهل (عام‬

‫‪ 486‬هــ) بعـد أن اتصـل بالخليفـة يوسـف بـن تاشفيـن وقام بدور فـي تأصـيل العرف‬

‫السلمي المغربي وطبق نظرياته كقاض في كل من غرناطة ومكناسة‪.‬‬

‫والعنصـر الهام فـي هذه النوازل هـو أنهـا تنـص على أن الحسـبة لم تكـن خطـة‬

‫حضر ية تت صل بالحياة العا مة في مدي نة من المدن بل كا نت تش مل الشؤون القرو ية في‬

‫مجموع البادية‪.‬‬

‫وقـد نشـر نـص هذه "النوازل فـي نحـو مائة صـحيفة باللغـة العربيـة فـي مجلة‬

‫هسـيربس‪-‬تامودا ‪( Hesperis-Tamuda‬عام ‪-1973‬م‪ )14.‬يمكـن الرجوع إليـه فـي‬

‫خصوص التطبيقات الجزئية في إطار خطة الحسبة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أ ما الكتابان الخران في الح سبة ل صاحبيهما ا بن ع بد الرؤوف وع مر الكر سيفي‬

‫ف قد نشرا بالقاهرة عام ‪ 1935‬بتحقيق من الستاذ (ليفي بروفنصال) الذي كان قد قام قبل‬

‫ذلك عام ‪ 1934‬بترجمة كتاب ابن عبدون في نفس الموضوع‪.‬‬

‫ويسمى الكتاب الذي يضم البحثين الولين‪:‬‬

‫‪Documents arabes inédits sur la vie sociale et économique en‬‬


‫‪Occident musulman au Moyen Age.‬‬

‫كما نشر الكتاب الثاني لصاحبه ابن عبدون باسم‪:‬‬

‫» ‪« Séville musulmane au début du XII siècle‬‬

‫والم هم في هذه البحاث والدرا سات أن ها ت ستمد أ صول الح سبة وتطورات ها من‬

‫مذ هب المام مالك وتلميذ يه ا بن حبيب الندل سي وا بن القا سم المغر بي على أن كثيرا من‬

‫فصول هذه الكتب تتشعب ضمن فكرة واحدة هي تغيير المنكر اقتصاديا واجتماعيا فتشمل‬

‫سلوك الناس حتى في المساجد وتشييع الجنائز وإقامة حفلت العراس ودفع الزكوات في‬

‫مختلف مظاهرها الجتماعية وذلك بالضافة إلى القسم الهم والطول وهو نظام الحرف‬

‫والمهن وقد نشرت ترجمة مطولة لهذين الكتابين في (مجلة هسبريس‪ -‬تامودا) أيضا (عام‬

‫‪ -1960‬م ‪ 1‬فصلت ‪.)111-11-1‬‬

‫وكان المحتسب يتعهد المؤسسات العمومية في كل مدينة نيابة عن اللجنة الصحية‬

‫المكلفة بالسهر على شؤون الصحة العمومية (رينو ـ الطب القديم بالمغرب ص ‪.)36‬‬

‫وخل صة القول إن نظام الح سبة في المغرب كان هو ح جر ال ساس في الحياة‬

‫القتصادية في المدينة وأرباضها والقرى المحيطة بها فهو الذي كان يضمن النسجام بين‬

‫‪9‬‬
‫الطاقات المختلفة التي تدور في محاورها شتى النشطة القتصادية فكان المحتسب يشرف‬

‫على ت سعير المواد ال ساسية ويض من بذلك نو عا من ال ستقرار في سعر المبادلت وكان‬

‫المحت سب هو الفي صل الذي ير جع إل يه الح كم في النزاعات ب ين التجار وأرباب الحرف‬

‫وبين الباعة والمشترين وفي نطاق نفس الحرفة أو المهنة بين الشغالين والعملة داخل نفس‬

‫الحنطـة أو بيـن الحناطـى المختلفـة وهـو الذي كان يسـهر على سـلمة ونزاهـة المبادلت‬

‫ويعا قب مرت كبي المخالفات مرتكزا على الن صوص العا مة في التشر يع ال سلمي وعلى‬

‫العراف المحكمـة وعلى حسـن رأي مسـتشاري أميـر المؤمنيـن مركزيـا وإقليميـا تحـت‬

‫الضما نة الوحيدة و هي سهر الم ير نف سه على عدالة هذا النظام ود قة جريان دوالي به مع‬

‫إدخال ما يتطلبه حسن التسيير وجودة التسعير من ضروريات التعديل والتغيير‪.‬‬

‫فأمير المؤمنين كان هو الفيصل السمى والحكم العلى الذي يضبط دواليب هذه‬

‫"المدينة الفاضلة" وينسق بين مختلف الجهزة القضائية والجهزة التنفيذية بما يصدره بين‬

‫الفينة والخرى من مراسيم تكفل النسجام العام‪.‬‬

‫وكانـت المنازعات التجاريـة ل تخضـع للقاضـي الشرعـي ول للمحتسـب التـي‬

‫تنح صر اخت صاصاته في ال صناعة التقليد ية الل هم إل إذا تعلق ال مر بالمكاي يل والمواز ين‬

‫وتحديد السعار فالنزاع بين التجار كان يفصل فيه عامل المدينة أو الوالي نفسه وكثيرا ما‬

‫يحيـل القضيـة على محكمـة تجاريـة تصـدر أحكامهـا طبقـا لعرف التجار وكان أعضاؤهـا‬

‫يختار هم زملؤ هم ب عد ت صديق العا مل كمم ثل لل سلطان ويتولى خلي فة العا مل ال سهر على‬

‫تنف يذ الحكام وإذا و قع نزاع مع تجار أوربي ين ير فع التا جر القض ية إلى القن صلية ال تي‬

‫تحيل ها على العا مل لتف صل في ها المحك مة المذكورة فال مر را جع في كل تا الحالت ين ظاهرا‬

‫إلى المدينة أو القليم‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وقد ورد في (نفح الطيب) نقل عن ابن سعيد أن صاحبها كان قاضيا في الندلس‬

‫جرت العادة أن يم شي بنف سه راكبا على السواق وأعوانه م عه وميزا نه الذي يزن به في‬

‫يد العوان‪ ،‬لن الخبز معلوم الوزان‪ ،‬للربع من الدرهم رغيف على وزن معلوم‪ ،‬وكذلك‬

‫الث من‪ ،‬وكذلك الل حم تكون عل يه ور قة ب سعره فإن باع بزيادة وك ثر م نه ب عد الضرب في‬

‫ال سواق ن في من البلد‪ .‬فلم ي كن أ حد يج سر أن يبيع ما ك ثر أو دون ما حد له المحت سب‬

‫(النفح ج ‪ 1‬ص ‪ .)203‬ويكون لما عايره المحتسب طابع معروف‪ .‬وكان للمحتسب النظر‬

‫المطلق في اختبار الصياغين والحا كة والخياط ين والحداد ين‪ .‬ول ير خص بتعا طي المه نة‬

‫إل ل من ث بت إخل صه و صدقه‪ .‬وله التد خل في البناءات والطرقات‪ .‬وإل يه تر فع دعاوي‬

‫أصحاب الحرف‪ .‬وله الحكم في ذلك استقلل‪ .‬ويتم التسعير بعد معاينة الثمنة في أسواق‬

‫الجملة‪ ،‬ويوجع الغاش ضربا على كيفية مخصوصة‪ ،‬ويطاف به في السواق‪ ،‬وينتزع منه‬

‫ما غش به ليتصدق به‪.‬‬

‫وكان المحتسب يشرف على هيئة الصيادلة والطباء‪ ،‬حيث ورد في (كتاب "نهاية‬

‫الرتبـة فـي طلب الحسـبة") لعبـد الرحمـن الشيزري (مخطوط) أن المحتسـب كان يحلف‬

‫الطباء أن ل يعطوا أحدا دواء مرا ول يركبوا له سما ول ي صنعوا ال سمائم ع ند العا مة‪،‬‬

‫ول يذكروا للنساء الدواء الذي يسقط الجنة ول للرجال الدواء الذي يقطع النسل‪ ،‬والغض‬

‫عن المحارم وعدم إفشاء السرار (وهو السر المهني) والتوفر على جميع اللت‪ .‬وكانت‬

‫حسبة السوق أيام الموحدين جزءا من الحسبة العامة يتعلق بالشراف على ضبط التعامل‬

‫وسلمة السلع المعروضة وصحة الموازين والمكاييل (التكملة لبن البار ـ طبعة القاهرة‬

‫ج ‪ 1‬ص‪.)82 :‬‬

‫فالحسـبة إذن حسـب العادة هـي الشراف على نظام السـواق واسـتيفاء الديون‬

‫‪11‬‬
‫والك شف عن ال غش في المكاي يل والمواز ين ورعا ية الداب العا مة والخلق م ثل إقفال‬

‫الدور المناف ية للفضيلة كالقهاوي المري بة وا ستشارة أرباب الطرقـة (ال خبراء) فـي قضا يا‬

‫وماجريات الحرف التقليدية والمحتسب بهذه المثابة فقيه على ّأن تجار السوق أنفسهم يجب‬

‫أن يكون لهم إلمام بفقه البيوع لما ورد في (سنن الترمذي) من قوله عليه السلم‪.‬‬

‫"ل يبيع في سوق إل من قد تفقه في الدين"‬

‫وهذا الموضوع من أ هم ما طرق ته ك تب الف قه‪ ،‬و قد ترج مت خل صة ذلك إلى‬

‫اللغات منها‪:‬‬

‫البيـع فـي المذهـب المالكـي لصـاحبه (أو كطاف بيـل) (طبعـة مونشـو ــ الرباط‬

‫‪.)1940‬‬

‫وم ما يدل على شدة مراق بة ال سلطان مولي سليمان لرجال الح سبة أن رجل من‬

‫أ هل رباط الف تح ش كى لل سلطان و هو بفاس ما ناله من مكروه من طرف محت سب الرباط‬

‫فو جه ال سلطان إلى القائد كتا با ليقرأ على م نبر الجا مع ال كبير فقرئ في جموع غفيرة فإذا‬

‫المر المولوي قد صدر بعزل المحتسب الظالم لهذا الرجل وتولية محتسب جديد (إفادات‬

‫وإنشادات) لبي المواهب سيدي العربي بن السايح (مخطوط خع ص ‪ 142‬ـ نسخة منه‬

‫في مكتبتي الخاصة)‪.‬‬

‫وقد عرف بعض المحتسبين بالصناعة والمشاركة في العلوم منهم الطبيب غالب‬

‫ا بن علي بن مح مد اللخ مى أ بو تمام الغرنا طي الذي قرأ ال طب في القاهرة وزاول العلج‬

‫وولي الحسـبة بفاس وتوفـي بسـبتة عام ‪ 741‬هــ ‪ 1340/‬م له تآليـف قيمـة (الجذوة ص‪:‬‬

‫‪ /313‬العلم للزر كلي ج ‪ 5‬ص ‪ /303‬لو كلير‪ :‬تاريخ الطب العربي ـ باريس ص‪.)243:‬‬

‫‪12‬‬
‫وكان سند المحتسب الشريعة السلمية مع تحاشي ما يخالف ما جرى به العمل‬

‫كقضية حلية الشيخ الحسن بن رحال لكل عقد ل يوجد فيه إل من يعامل بالحرام فهو كما‬

‫يقول الشيخ سيدي أحمد التجاني قول باطل لنه تغافل عن ضبط القاعدة الشرعية‪.‬‬

‫الجيش الكفيل لمحمد بن الصغير ص ‪ 202‬ـ طبعة فاس الحجرية‬

‫والمام سـحنون القيروانـي تلميـذ مالك (مات مالك وهـو ابـن ‪ 18‬أو ‪ 19‬سـنة‬

‫(ترتيب المدارك لعياض ج ‪ 4‬ص‪ )45 :‬هو أول من نظر في الحسبة من القضاة ولم يكن‬

‫بإفريقية محتسبون وكان بعضهم يعرف بالمحتسب (الستقصا ج ‪ 1‬ص ‪ )56‬ول يقصد به‬

‫هذا المفهوم)‪.‬‬

‫وكان المشرف على عاصـمة فاس رجل غيـر المحتسـب فابـن خيار عبـد الجبار‬

‫الجياني (‪ 540‬هـ‪ 1145/‬م)‪ ،‬كان هو المشرف على فاس في عهد الموحدين (ابن عذاري‬

‫ج ‪ 1‬ص‪ /19 :‬البيدق ص ‪ )146‬وقــد أشار الجزنائي فــي (زهرة الس ص‪ )82:‬إلى‬

‫المشرف بفاس علي بـن عمـر الوسـي الذي نقـل عـن زميله المشرف بفاس أيضـا أيام‬

‫المن صور الموحدي إح صاء الم ساجد وال سبالت والدور والفنادق والدكاك ين والقي ساريات‬

‫والمعا مل ورب ما ا ستمر ذلك إلى الملوك العلوي ين ح يث ن جد ب ين المت صرفين بفاس ال سيد‬

‫محمود الشنكيطي ولعل التسمية تحولت من مشرف إلى متصرف‪.‬‬

‫وقـد ترك لنـا محتسـب الرباط عام ‪ 1914‬السـيد حروج وثيقـة حسـبما ورد فـي‬

‫(جريدة السعادة) التي بدأت تصدر آنذاك بالرباط (عدد ‪ 14‬مارس ‪ 1914/13‬ربيع الثاني‬

‫‪ 1332‬ه ـ) تتض من معلومات عن أ سعار الو قت‪ :‬تتوا كب مع أ سعار الدار البيضاء ال تي‬

‫كانت آنذاك تابعة للرباط من حيث قضاتها وأمناؤها وكبار موظفيها‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -‬الخبزة كانت تساوي ‪ 20‬سنتيم (ارتفعت إلى ‪ 62‬س عام ‪)1915‬‬

‫‪ -‬البطاطة‪ 50 :‬س للكيلو (ارتفعت إلى ‪ 62‬س عام ‪1915‬‬

‫‪ -‬زيت الكاز‪ 50( :‬س للتر الواحد) ارتفع إلى ‪ 62‬س عام ‪1915‬‬

‫وفي عام ‪ 1915‬أصبح‪:‬‬

‫‪ ‬قنطار الشعير يساوي ‪ 37,5 :‬بسيطة‬

‫‪ ‬قنطار الحمص يساوي ‪ 21,5 :‬بسيطة‬

‫‪ ‬قنطار الفول يساوي ‪ 37,5 :‬بسيطة‬

‫‪ ‬قنطار الذرة يساوي ‪ 50,5 :‬بسيطة‬

‫‪ ‬قنطار العدس يساوي ‪ 21,5 :‬بسيطة‬

‫‪ ‬البيض (الزينة) ‪ 1,25‬ب‬

‫‪ ‬البقـر‪ )400( :‬ب والغنـم ‪ 38,5‬بسـيطة وفـي عام (‪– 1924‬‬

‫‪ 1342‬هــ) ارتفـع ثمـن قنطار الشعيـر إلى ‪ 77,1‬بسـيطة‬

‫وقنطار الحمــص إلى ‪ 63,9‬والفول إلى ‪ 125,5‬ب والذرة‬

‫إلـى ‪77,5‬ب والعدس إلـى ‪ 76,6‬والبـيـض(‪ )11‬سنتيم‬

‫للزينة (أي ‪ 12‬بيضة) والبقر (‪ )563,8‬بسيطة للرأس والغنم‬

‫(‪77,2‬ب)‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫وقـد عرف الشاي نفـس الزمـة فلم يسـرح بيعـه إل عام (‪ 1333‬هــ‪ 1915/‬م)‬

‫وكان المق يم العام (اليو طي) قد خ طب في ال سواق في (ش هر محرم ‪ 1332‬ه ـ‪/‬أكتوبر‬

‫‪ )1914‬مؤكدا أن المغرب لن يرى ب عد اليوم سكرا نم ساويا ول سلعا ألمان ية ومع نى ذلك‬

‫أن فرنسا ستحتكر السوق‪.‬‬

‫وقـد احتفـظ المحتسـب بكثيـر مـن اختصـاصاته حتـى بعـد حصـول تغييرات إبان‬

‫الحماية ولكن نفوذه تقلص في إطار النظام البلدي الجديد‪.‬‬

‫ففـي عام ‪ 1336‬هــ‪ 1917/‬م صـدر ظهيـر (عدل بمقتضـى خمسـة ظهائر‬

‫(صـدرت فـي سـنولت ‪ 1923‬و ‪ 1924‬و ‪ 1926‬و ‪ 1931‬و ‪ )1938‬نـص على أن المدن‬

‫التـي تعتـبر بلديات يشرف عليهـا باشـا أو قائد تحـت مراقبـة موظـف فرنسـي هـو رئيـس‬

‫المصالح البلدية‪ .‬وكان المجلس البلدي معينا إل في الدار البيضاء حيث كان منتخبا له حق‬

‫التقرير يتركب من أعضاء مغاربة وفرنسيين برياسة الباشا ونيابة رئيس المصالح البلدية‪.‬‬

‫أما في فاس فإن نصف أعضاء المجلس كانوا منتخبين بنسبة نائبين عن كل حارة‬

‫أو حي لمدة سنتين والباقون هم البا شا وخلفاؤه الثل ثة ومحت سبا فاس البالي وفاس الجد يد‬

‫ونائب المجلس أو الكاتـب المقرر‪ .‬ويضاف إلى العضاء الخمسـة عشـر أميـن المسـتفاد‬

‫والكاتـب الترجمان ولكليهمـا صـوت اسـتشاري‪ .‬وكان للجاليـة السـرائيلية بفاس مجلس‬

‫خاص يرأ سه البا شا مع ستة أعضاء منت خبين ورئ يس الجال ية ال سرائيلية ومد ير مدر سة‬

‫الحلف السـرائيلي‪ .‬وقـد عزز النظام البلدي بمصـلحة عمرانيـة فيهـا الشغال العموميـة‬

‫والمكتب البلدي للصحة وهيئة رجال الطفاء‪.‬‬

‫وحتـى فـي القرن الثالث عشـر الهجري كانـت بعـض الصـنائع وقضايـا المجتمـع‬

‫‪15‬‬
‫المدنـي تخرج عـن نطاق الحسـبة فمـن هذه الصـناعات ماله صـلة بالدفاع والجهاد مثـل‬

‫صناعة الر مي بالمهراس وكان معلم ها عنيق يد أح مد التطوا ني الطب جي (ق تل عام ‪1236‬‬

‫هـ‪ 1820/‬م) ‪ ،‬جاء به المير السعيد بن المولى يزيد إلى فاس بعدما بويع بتطوان‪ .‬وقد‬

‫دس إل يه ال سلطان مولي سليمان من قتله‪ ،‬لن ق صده كان محا صرة فاس الجد يد‪ ،‬وكان‬

‫ماهرا في صناعة الرمي بالمهراس‪ .‬ويذكر سيدي اكن سوس في (الجيش العرمرم) أ نه ل‬

‫نظ ير له في زما نه وأن أ هل فاس أتوا به ليهدموا مدي نة فاس الجديدة (تار يخ تطوان ج ‪3‬‬

‫ص‪ / 268 :‬الستقصا ج ‪ 4‬ص‪.)161 :‬‬

‫وكان المحتسـب يتقاسـم السـلطة أحيانـا مـع أمناء المسـتفاد كلمـا كان للجبايـة أو‬

‫المكس أو الشؤون المالية دخل في الموضوع كقضايا المواني وتملك العقار إذ طبقا للبنـد‬

‫(‪ )66‬من عقد الجزيرة في العهد العزيز سمح للجانب تسهيل لنجاز الشغال العامة في‬

‫المرا سي حق تملك عقارات حول المواني في ظرف ستة أشهر بتطوان والعرائش والدار‬

‫البيضاء ثم بالتدريج في المدن الخرى‪.‬‬

‫ك ما تقل صت سلطة المحت سب ل صالح وزارة جديدة أنشئت في عهد المولى مح مد‬

‫ا بن ع بد الرح من وتقلد ها الفق يه علي الم سفيوي‪ .‬و هو المن صب الذي كان يطلق عل يه في‬

‫عهد الحماية (المحكمة العليا الشريفة)‪ ،‬وربما (وزارة العدلية) كلها (العز والصولة لبن‬

‫زيدان ج ‪ 1‬ص‪.)272 :‬‬

‫وفي عهد بني أمية بالندلس كان يسمى (صاحب الرد) ومهمته دراسة ما يرد من‬

‫شكاو على السلطان وإبلغ القرار السلطاني إلى أصحابها‪ .‬ولم يكن له اختصاص شرعي‪،‬‬

‫ولكـن كان له وحده دون باقـي الوزراء حـق جمـع هيئة العلماء لتدرس إمـا نقطـة شكليـة‬

‫‪16‬‬
‫لتوضيح وجهة نظر الشارع في شأنها وإحالتها على قاض أو محتسب آخر‪ .‬ويكون دور‬

‫الهيئة في هذه الحالة دور مجلس الن قض والبرام‪ ،‬وإ ما درس صلب الموضوع لل بت ف يه‬

‫ويكون دورها في ذلك دور مجلس الستئناف‪.‬‬

‫ومع ذلك ظلت السلطة الجنائية في قبضة المحتسب يمارسها بالتعزير والغرامات‬

‫وحتى السجن كنائب شرعي للقاضي وقد تحدث عن الذعيرة وزير السلطان سيدي محمد‬

‫ابن عبد الرحمن في كناشته (مخطوط الخزانة السودية بفاس)‬

‫ومعلوم أ نه كان ب كل مدي نة سجن بين ما كان بفاس الجد يد سجنان اثنان أحده ما‬

‫بباب الدكاكيـن قرب المشور‪ ،‬للسـجناء العادييـن الذيـن حكـم عليهـم بمدة طويلة‪ ،‬والسـجن‬

‫الثاني هو (حبس الزبالة) مخصص للسجناء السياسيين‪.‬‬

‫وكا نت الن ساء ت سجن في (ح بس) خاص ب هن ي ستعمل ن فس الو قت مل جأ للحم قى‬

‫يخضـع لحـد قواد (مواليـن الدور) (أي الحراس الدورييـن)‪ ،‬تعينـه العريفات أي نسـاء‬

‫مرشدات أو مراقبات (المغرب المعاصر امبراطورية تنهار (‪.)Ludovic de Campou‬‬

‫ولعـل إشراف المحتسـب على الصـناعات وأصـناف التجارة كان كافيـا نظرا‬

‫لتسـاعه ووفرة رجاله حيـث كانـت الصـناعة الكـبرى بفاس وحدهـا مركزة حول قنوات‬

‫ساقية م صمودة ووادي فاس غر بي المدي نة وجنوب غرب ها (‪ 520‬معمل للن سيج ت ستخدم‬

‫‪ 20.000‬عامل و ‪ 360‬طاحونة لم يبق منها عام ‪ 1904‬سوى ‪ 160‬يعمل فيها نفس العدد‬

‫من العمال و ‪ 50‬دارا للتصبين علوة على المائة الموجودة على الوادي قرب بوجلود)‬

‫ولذلك تو فر المغرب على ترات يب إدار ية دقي قة م نذ الع صور الو سطى لم تتدا خل‬

‫فيها السلطات بين القضايا التشريعية والتنفيذية ولم يكن من السهل توزيع الختصاصات‬

‫‪17‬‬
‫على أ طر تنفيذ ية كل يا نظرا لتكا ثر ال سكان وتبا عد منا طق ال ستيطان ال تي ض مت أرب عة‬

‫أخماس ال سكان إلى قلب ال صحراء و قد أ كد كو ستاف لوبون (حضارة العرب ـ الطب عة‬

‫الفرن سية ص‪ )263 :‬أن سكان المغرب يقدرون في ع صره ب ستة أو سبعة ملي ين ن سمة‪،‬‬

‫بين ما كان سكان فاس وحد هم في القرن العا شر خم سمائة ألف ن سمة‪ .‬وكا نت فاس إذ ذاك‬

‫تنافـس بغداد وتحتوي على ‪ 800‬ألف كتاب ومخطوط فـي مكتبتهـا ‪ .‬وأكـد (كوتيـي)‬

‫(العصور الغامضة ص ‪ )403‬أن مغرب القرن التاسع كان أكثر عمرانا‪ .‬وأكد (ماكسانج)‬

‫فـي كتابـه حول المولى اسـماعيل نقل عـن راهـب أقام بالمغرب فـي القرن الحادي عشـر‬

‫الهجري‪ ،‬أن عدد مدن المغرب آنذاك مائتان وخمسـون‪ ،‬كانـت أقلهـا أهميـة تحتضـن نحـو‬

‫ثلثين ألف نسمة‪ ،‬في حين بلغ عدد سكان فاس (ربما مع إقليمه) مليونا وستمائة ألف‪ .‬وقد‬

‫وصـف سـانت أولون ‪ ST-Olon‬ممثـل فرنسـا فـي المغرب حاضرة مكناس بأنهـا مدينـة‬

‫صغيرة‪ ،‬وأوصل مع ذلك عدد سكانها إلى ستين ألفا‪ .‬كما لحظ دوكاستر (ج ‪2‬ص ‪)491‬‬

‫أن رحالة أنجليز يا زار فا سا في أول ع هد مولي رش يد‪ ،‬فقدر عدد سكانها بمليون ن سمة‪.‬‬

‫ول عل ذلك مبالغ ف يه الل هم إل إذا كان يق صد المدي نة وحوز ها كل أو جزءا‪ ،‬و مع ذلك فإن‬

‫بعض العواصم العربية كبغداد قد بلغ سكانها في عهد هارون الرشيد مليونين‪ .‬ومهما يكن‪،‬‬

‫فإن مراق بة هذه الرقام يكاد يكون م ستحيل نظرا لعدم ض بط الحالة المدن ية ر غم وجود ها‬

‫أحيانا في بعض مناطق الشرق كوجود سجل للمواليد في عهد معاوية‬

‫وكانـت الحسـبة فـي هذا المجال معززة أيضـا بلجنـة صـحية للسـهر على طهارة‬

‫المدينـة وجودة تمويـن السـواق وجلب الماء فقـد لحـظ (رينـو) فـي كتابـه (الطـب القديـم‬

‫بالمغرب ص ‪ )136‬أن هذه اللج نة ك نت تتر كب في كل مدي نة من أعيان يهتمون ب كل ما‬

‫يت صل بال صحة العموم ية و من ممثلي ها المحت سب الذي ي سهر على النظام‪ ،‬وتنق ية الز قة‪،‬‬

‫‪18‬‬
‫وتعهـد المؤسـسات العموميـة‪ .‬وكان المخزن يقوم بتطهيـر بعـض الزقـة والشوارع خلل‬

‫الل يل‪ .‬و قد حاول في (ال صويرة) مثل تنظ يم ن قل الزبال‪ ،‬فجلب من الخارج أول القرن‬

‫القاضي كناسات ورشاشات ميكانيكية‪ ،‬ولكنها لم تستخدم ومن غريب ما يحكى أن بعض‬

‫ال سبان اقترحوا بمدر يد عام ‪ 1760‬م ك نس الطرقات من الزبال‪ ،‬فاحت جت الهيئة الطب ية‬

‫بقوة زاعمة أن أجداد ها كانوا رجال وعلماء يعرفون ما يفعلون‪ ،‬وان هم عاشوا في الزبال‬

‫فلماذا ل نعيش نحن أيضا فيها؟ على أن نقل الزبال يشكل تجربة يستحيل التكهن بعواقبها‬

‫(حضارة العرب ـ لوبون ـ الطبعة العربية)‪.‬‬

‫الحسبة وإشرافها على الحناطى‬

‫الحن طة ‪ )corporation( :‬كا نت الحرف منظ مة في ش كل حنا طي تتم تع بحر ية‬

‫كاملة وانتظام شامل‪ .‬وكان بعض ملوك المغرب يهتمون برجال الحرف بالعمل على تنمية‬

‫موارد هم وضمان م صادر منتجات هم‪ ،‬ح يث ب عث المولى زيدان ال سعدي عملء إلى أور با‬

‫للدعاية للمنتجات المغربية‪ .‬وكانت هنالك أنواع غريبة من الحناطي منها حنطة أصحاب‬

‫التاي (في القصور الملكية) ومهمتهم وضع الواني بالمكنة المعدة لها وصيانتها وإعداد‬

‫الماء المغلى باسـتمرار‪ .‬فإذا شاء الميـر شرب التاي أمـر أحـد الطواشيـن على القائد‬

‫المسؤول واصحابه‪ ،‬فيتقدم رئيسهم حامل على كفه اليمن طبلة الكؤوس والباريق (ثلثة‬

‫كؤوس بلور وثلثة كؤوس القطارات أي الطاسات) مع إبريقين من الفخار المحلة بالذهب‬

‫وهو الذي تناول فيه والثاني من المعدن المصنوع بأوربا ويحمل خليفته طبلة أواني السكر‬

‫والتاي والتوابع ملفوفة في مناديل بيضاء ويحمل معينان أحدهما المجمر والخر المقرج‬

‫(البر يق)‪ ،‬فت سلم الوا ني ل صاحبة النو بة من الماء صواحب التاي بإقام ته تعين ها أمتان‬

‫‪19‬‬
‫أخريان لمناولة المجمر ومناولة الكأس التي تجعل في كفها اليمن خرقة أنيقة تضع عليها‬

‫الكأس المولوي‪.‬‬

‫وإذا كان السلطان خارج قصره تولى قائد الحنطة صنع التاي‪ .‬وقد أحدث التاي‬

‫في عهد المولى سليمان‪.‬‬

‫وكان يناط بصاحب التاي أيضا حفظ الدوية وتقطير العشاب كالسكر والنعناع‬

‫والكراويا واستخراج عطور الزهور ( وكان اللرنج يقطر في رودانه كل سنة ويوتى به‬

‫للحضرة ال سلطانية لجودة ز هر سوس) وإخلص حل يب النوق والفوا كه و صنع الشر بة‬

‫الحلوة المبردة والمعاجين‪.‬‬

‫و قد ا ستغنى عن جل أشغال هذه الحن طة اليوم (ال عز وال صولة ل بن زيدان ج ‪1‬‬

‫ص‪.)136 :‬‬

‫وأهـل الحنطـة هـم أهـل الحرفـة الواحدة‪ .‬ولعـل أصـلها مـن حنـط الزرع حان‬

‫حصـاده‪ ،‬والشجـر أدرك ثمره‪ .‬والحنطـة أيضـا البر‪ .‬ومعلوم أن الحرف لم تكـن تعدو مـا‬

‫يتعلق بالزروع ونباتات الصباغ والنسيج كالقطن والقنب والكتان الخ وهي المواد الولية‬

‫فـي الحرف التقليديـة‪ .‬ويشبـه نظام الحناطـي بالمغرب نظام النقابات اليوم‪ ،‬حيـث تشكـل‬

‫الحرف والم هن التقليد ية لض بط م صالحها والدفاع عن ها ت حت مراق بة مم ثل المخزن و هو‬

‫المحتسب‪ .‬وقد تحدث (م‪.‬باليز) (النشرة القتصادية والجتماعية بالمغرب في عددي ‪ 49‬و‬

‫‪ )50‬عن نظام الحنا طي‪ ،‬فلحـظ أ نه يت سم في جم يع العصـور بطا بع الحريـة ح يث إن‬

‫المخزن كان يحترم مبدأ الحريـة التجاريـة قبـل صـدور ظهيـر ‪ 1336/1917‬م القاضـي‬

‫بتنظيم البلديات‪ ،‬وفي فاس بالخصوص كان هذا النظام حرا وإنما فسد – كما يقول (باليز)‬

‫‪20‬‬
‫بالحتكاك بالغربيين‪.‬‬

‫وحناطـي القصـر الملكـي قسـمان‪ :‬قسـم يسـمى الحناطـي البرانييـن يتعلق بخارج‬

‫الق صر‪ ،‬و هم المشاوريون وأ صحاب المكا حل‪ ،‬وأ صحاب المزار يق‪ ،‬وأ صحاب الم ظل‪،‬‬

‫والفرادى وهـي ل تدخـل إلى القصـر إل فـي أوقات عمارة المشور وجلوس الجللة على‬

‫سرير الملك‪ ،‬وهي كلها إلى نظر قائد المشور‪ .‬أما قسم الحناطي الداخليين فهم علوة على‬

‫أصحاب التاي وأصحاب الفراش الميقاتيون والطبالون وأصحاب السجادة وأصحاب الماء‬

‫والجزارون وأصحاب الوضوء وأصحاب الروى والحمارون وأصحاب السكين وأصحاب‬

‫المح فة وأ صحاب المو سيقى وأ صحاب المكا حل والفرايك ية‪ ،‬ولكن ها إلى ن ظر قائد الفراش‬

‫وهو الحاجب‪ .‬ولكل حنطة قائد يخصها وخليفة ومقدمون‪ .‬وأكبر القواد هو قائد الفرايكية‬

‫بعد قائد المسخرين (العز والصولة لبن زيدان ج ‪ 1‬ص ‪)132‬‬

‫والحناطي يكفل بعضها ديون بعض مثل البقالة والفحامة بشرط أن ل يندرج فيها‬

‫إل الذ ين تر ضى ب هم الحن طة‪ ،‬غ ير أن الحنطات ال صلية في البلد لم ت كن في حا جة إلى‬

‫ذلك‪ .‬فلم ت كن هذه الكفالة الجماع ية ت خص عدا الجا نب عن البلد م ثل الزرزا ية (الحمالة)‬

‫الوارد ين من ناح ية (الملو ية) أو ( بقالة سوس) الذ ين ي ستوطنون المدي نة‪ .‬وكان في كل‬

‫حنطـة المعلم (بالنسـبة للصـناع)‪ ،‬او الحوانتـي (أي الدكاكينـي بالنسـبة للتجار) وهمـا‬

‫المسؤولن عن المتجر أو المصنع يؤديان أجور المستخدمين وضرائب المخزن‪ .‬كما كان‬

‫في ها ال صناع (أو ال صحاب في خ صوص المتا جر)‪ ،‬و هم أجراء يتقاضون أجرا معي نا أو‬

‫يعملون نادرا بالمقطوعيـة‪ .‬ويوجـد أخيرا قسـم ثالث هـم المتعلمون مـن الشبان او الطفال‬

‫المنتمين للمهنة يتدربون على الصنعة ومنهم يتخرج الصناع‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وكا نت كل حن طة تع قد جم عا عا ما لنتخاب أمين ها وخليف ته الذ ين يعرضان على‬

‫ممثـل المخزن‪ ،‬وهـو المحتسـب للتصـديق على اختيارهمـا‪ .‬والميـن هـو الذي كان يأخـذ‬

‫البادرات لمساعدة أي عضو من أعضاء الحنطة أصابته خصاصة أو مرض أو عند وفاته‬

‫بالكتتاب لسعاف عائلته وأولده‪ .‬كما كان أمين الحنطة يقوم بدور الحكم والفيصل للبت‬

‫في النزاعات المهنية بين أعضاء الحنطة أو في علقاتهم مع شخص أجنبي عن الحنطة‬

‫من الزبناء أو المتعهدين‪ .‬وعند عجزه ترفع القضية للمحتسب الذي يحيلها في الحين على‬

‫هيئة تحكيميـة تتكون مـن الميـن وعضويـن وأربعـة أعضاء مـن الحنطـة‪ ،‬فتصـدر الهيئة‬

‫قرارا يصدق عليه المحتسب‪ .‬وإذا استمر النزاع رفعت القضية إلى محكمة المحتسب الذي‬

‫يستعين آنذاك بالمين ومساعديه كخبراء‪ ،‬ويكون قرار المحت سب نهائ يا‪ .‬إل أن المحتسب‬

‫كان يقوم بدور ثالث وهلم جرا وهو صلة الوصل بين الحنطة والمخزن‪ ،‬خاصة للحصول‬

‫على ضرائب استثنائية أو خدمات بالمجان لصالح الوقاف أو المخزن‪.‬‬

‫وقد مارس الحرف من العلماء أفذاذ منهم ‪:‬‬

‫‪ -‬أ بو ع بد ال مح مد الفخار ال سبتي التطوا ني (تار يخ تطوان ـ داود ج ‪ 1‬ص‪:‬‬

‫‪.)75‬‬

‫‪ -‬عمر بن كامل الفخار‬

‫‪ -‬ميمون بن عبد ال الفخار‬

‫وكان محمد بن عبد ال معن يتعيش بعمل دود القز (النشر ج ‪ 1‬ص ‪.)197‬‬

‫كما مارسها من المشارقة منذ القرون الولى‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬أبو تمام كان سقاء في جامع عمرو بن العاص (ابن خلكان ج ‪ 1‬ص ‪)172‬‬

‫‪ -‬والجاحظ كان يبيع الخبز والسمك (معجم الدباء ج ‪ 6‬ص ‪.)369‬‬

‫‪ -‬وأ بو العتاه ية كان يبيع الجرار والفخار ويتوا فد على حانو ته المتأدبون‪ ،‬فيأ خذ‬

‫هؤلء ما تكسر من الخزف ويكتبون ما ينشدهم أبو العتاهية من أشعار (الغاني ج ‪ 3‬ص‬

‫‪.)129‬‬

‫‪ -‬وأ بو ب كر ال صبغي المتو فى ( سنة ‪ 344‬ه ـ‪ 955/‬م) الذي كان يع مل ال صبغ‬

‫بنفسـه ويـبيعه فـي حانوتـه وكان مـن أعيان فقهاء الشافعيـة‪ .‬وكان حانوتـه مجمـع الحفاظ‬

‫والمحدثيـن‪ ،‬وكان عبـد ال بـن يعقوب يجلس على باب هذا الحانوت يقرأ للناس (طبقات‬

‫الشافعية ج ‪ 2‬ص ‪.)128‬‬

‫أصناف الحرف أو الحركات القتصادية التي يشرف عليها المحتسب ‪:‬‬

‫‪ -‬البركـة أو النخاسـة هـي سـوق بيـع الماء والعبيـد وكانـت مبذولة متداولة فـي‬

‫صدر ال سلم بخ صوص أ سارى الجهاد الذ ين كا نت الفد ية و سيلة لتحرير هم ثم شا عت‬

‫النخاسـة فـي مجموع البلد السـلمية وغيرهـا وخاصـة فـي القارة الفريقيـة حيـث كان‬

‫الحرار رجال ونساء يختطفون ويباعون في أسواق النخاسة وظهر نوع جديد من النخاسة‬

‫في الع صور الو سطى امتدت إلى الع صور الحدي ثة انطل قا من القر صنة و هي ل صوصية‬

‫تمارس فـي البحار ويقتنـص خللهـا آلف الشخاص يعانون المريـن فـي مختلف أقطار‬

‫البحر البيض المتوسط جنوبا وشمال وقد نتجت عن ذلك حركة دبلوماسية لفتداء هؤلء‬

‫ال سرى وكان للمغرب دور في ال سعي لتحر ير هذا ال صنف من ال سطو على حر ية ب ني‬

‫‪23‬‬
‫البشـر حيـت دعـا إلى تحريمـه فـي (‪ 19‬جمادى الولى ‪ 1200‬هــ ‪ 20/‬مارس ‪)1976‬‬

‫فوجه السلطان إعلنا للقناصلة الجانب بالمغرب ‪.‬يخبرهم فيه بأن كل دولة مسيحية قامت‬

‫بتحرير إنسان مهما تكن جنسيته ولونه ستخول الذن كتعويض على هذه المبادرة بالسماح‬

‫لها بتصدير كمية من القمح من ميناء الصويرة يبلغ ‪ 112‬قنطار عـن كل رجـل حـرر‬

‫و ‪ 168‬قنطار عن المرأة مع العفاء من حقوق الديوا نة ‪ .‬و قد ن صت اتفاق ية المغرب مع‬

‫هولندا (‪ 7‬شعبان ‪ 1191‬هـ ‪ 10 /‬شتنبر ‪ 1777‬م ) على تحريم أسر كل رجل متقدم في‬

‫السن أو امرأة مهمـا كان سنها ‪ .‬وعزز السلطان محمد الثالث هذا بإعلن ملكي ( مؤرخ‬

‫بخامس رمضان ‪ 1192‬هـ ‪ 27 /‬شتنبر ‪ ) 1778‬سلم إلى القنصليات الجنبية كما نصت‬

‫اتفاق ية المغرب والطو سكان (‪ 8‬محرم ‪ 1192‬ه ـ ‪ 6 /‬فبراير ‪ ) 1778‬على تحر يم الرق‬

‫بالن سبة للطفال دون الع شر سنوات ‪.‬وللشخاص العاجز ين عن الش غل ‪ .‬وات فق المغرب‬

‫على ذلك مع إنجلترا في اتفاقية خاصة عام ‪ 1174‬هـ ‪ . ) 1760 /‬ونص الفصل ‪ 21‬من‬

‫المعاهدة بيـن المغرب والوليات المتحدة ( ‪ 1200‬هــ ‪ 1786 /‬م ) على أن السـير ل‬

‫يم كن أن يحول إلى ع بد م سترق و مع ذلك ظلت أ سواق النخا سة نافقة في المغرب وباقي‬

‫القطار شرقا وغربا ‪.‬‬

‫البلغة ‪ :‬مداس الرجل‬

‫أي حذاؤه و هي م صرية مولدة ول عل الم صريين اقتب سوها من المغرب الذي كان‬

‫ي صدر ل هم هذا النوع من الحذ ية و هي معرو فة بهذا ال سم بالمغرب والندلس و قد أش ير‬

‫لها في مدح المامون أبي العلء بن المنصور من بني عبد المومن ‪:‬‬

‫لتبليغها المضطر تدعى ببلغة‬

‫‪24‬‬
‫وإن قست بالتشبيه شبهتها نعل‬

‫‪ -‬الجزاء‪ :‬هـو ملكيـة الراضـي المخزنيـة المسـموح للفراد والجماعات بالبناء‬

‫فوقها وكلن للمحتسب دور في رعايتها مع أمناء آخرين يشرفون على الملك المخزنية‪.‬‬

‫ـر ببناء الدور‬


‫ـي أمـ‬
‫ـس الثانـ‬
‫ـو أن المولى ادريـ‬
‫ـبب وجود هذا الجزاء هـ‬
‫وسـ‬

‫والمغارس بفاس ونادى أن كل من بنى موقعا أو اغترسه قبل تمام بناء السور فهو له هبة‬

‫فكان المالك على ما يظهر مجرد مستجير للرض (زهرة الس ـ الجزنائي ـ ص‪،21 :‬‬

‫طبعة الجزائر ‪. ) 1922‬‬

‫‪ -‬الجلد‪ :‬كانـت الجلود متوفرة نظرا لوفرة السـوائم التـي بلغ عددهـا عشرات‬

‫المليين رأسا وكان المغرب يصدرها إلى الخارج (راجع إصدار جلود الماعز في وثائق‬

‫دو كاستر ـ السعديون ـ س‪.‬أ‪.‬م‪ 2.‬ص‪ 135 :‬و ‪.)386‬‬

‫‪ -‬الحانوت أو الدكان الذي يمارس فيه التاجر أو المحترف بيع سلعته ويقع غالبا‬

‫في الطا بق ال سفلي للعمارة أو على طول زقاق أو شارع وكا نت الحانوت قدي ما تعلو على‬

‫الرض بمـا يقارب المتـر حتـى يكون البائع أو الصـانع جالسـا فـي مسـتوى الزبناء إل أن‬

‫حوانيت الصناع كالحدادين والصباغين والنجارين كانت دائما موازية ومتساوية مع فارعة‬

‫الطريق‪.‬‬

‫‪ -‬الحر ير‪ :‬عرف المغرب الحر ير بنوع يه ال طبيعي وال صناعي‪ .‬و قد ع مل على‬

‫ترب ية دودة ال قز في ناح ية فاس ومنط قة فازاز بالطلس م نذ هجرة الربضي ين القر طبيين‬

‫أوائل القرن الثالث الهجري إلى المغرب‪ .‬وسـاعد على تربيـة دودة القـز‪ ،‬توافـر أشجار‬

‫التوت بالمغرب‪ ،‬ولذلك انتشرت هذه الصناعة في مجموع المغرب على أن المغاربة كانوا‬

‫‪25‬‬
‫يسـتخرجون مـن شجرة "الصـبر" (‪ )aloés‬أسـلك الحريـر الصـطناعي المعروف بــ‬

‫(ال صابرة)‪ .‬و قد ازدهرت حر فة الحرار ين بجا نب حر فة صناع الحر ير ال طبيعي و هي‬

‫حرفة شارك فيها كبار القوم وسامي العائلت حيث كان مثل العالم الصوفي محمد بن عبد‬

‫ال‪ .‬م عن يتع يش بع مل دود ال قز (ن شر المثا ني ج ‪1‬ص ‪ .)197‬وكان العل مة ع بد ال بن‬

‫ادريـس المنجرة (‪ 1175‬هــ ‪ 1761 /‬م) يخدم صـناعة الحريـر فـي ابتداء أمره( العلم‬

‫للمراكشي ج ‪8‬ص ‪( 315‬ط‪.‬الرباط ) والحرارة كلمة تطلق على صناع الصقلي؛ وهو نوع‬

‫من الحرير المذهب الصفر‪.‬‬

‫‪ -‬الحمارة أو الحمارون‪ :‬أصـحاب حميـر أو بغال النقـل ‪ .‬كان منهـم فـي فاس‬

‫وحد ها ن حو الثلث ين ول يزالون إلى الن الو سيلة العمل ية للن قل دا خل فاس القدي مة نظرا‬

‫للعقبات ‪ .‬وكان شغلهـم فـي القصـور الملكيـة نقـل الثقال السـلطانية فـي السـفار ‪ ،‬وجلب‬

‫الحطـب والفحـم مـن الغابات ‪ ،‬وحمـل الشعيـر للمراس (محال الختزان ) والرويـة ‪.‬‬

‫وللحمار ين قائد وعدد هم كان يز يد على المائت ين ‪ .‬ولم ي بق في ها الن سوى أرب عة ( ال عز‬

‫وال صولة ل بن زيدان ج ‪ 1‬ص ‪ . ) 149‬وكانوا صلة الو صل ب ين المدن ينقلون البر يد‪،‬‬

‫وكانت لهم في كل مرحلة "نزالت" أي نزل وكان المحتسب يشرف عليهم‪.‬‬

‫‪ -‬خا تم الرقا بة على الم صنوعات ورد في (نز هة الحادي ص‪ )22 :‬طب عة فاس‬

‫"إن العالم التحرير على النجارين كان ينزل طابعه على ما يبيعونه مثل الصاع والمد بعد‬

‫امتحانه"‬

‫‪ Guyot, le Tourneau et Paye les cordonniers de Fès,‬الخرازة بفاس‬


‫‪Hesp. XXIII(1936).‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬الخزف أو الفخار ‪ :‬عر فت مع ظم الحوا ضر م صانع الخزف م ثل فاس (‪180‬‬

‫مصنع) والعدوتين (الرباط وسل) (‪ 30‬دار فخارة تصنع ستمائة ألف آنية كل سنة وأصغر‬

‫مدينة بالمغرب هي (أزمور) كان فيها تسعة عشر معمل للفخار حسب إحصاء عام ‪1930‬‬

‫(ناحية دكالة المغرب) وقبائله ج ‪ 11‬ص‪)40:‬‬

‫‪Guyot, le Tourneau et Paye, l’Industrie de la poterie à Fés,‬‬


‫‪Bull. éco. du Maroc, vol . II, n° 10 (1935).‬‬

‫‪.A Bel, les Industries de la céramique à Fès, Paris , 1918‬‬

‫ويتدخـل علماء الثار مـن الركيولوجييـن ‪ Archéologiques‬فـي هذا المجال‬

‫ل ستغلل عوا مل تاريخ ية م ما ع ثر عل يه من أ صناف الفخار في المآ ثر العتي قة فكانوا‬

‫يحجزون كل ما عثر عليه لتحليله‪.‬‬

‫وخلل الحفريات التـي أجريـت فـي مغارة (‪ )Peltier‬فـي (تماريـس) عثـر على‬

‫قطـع خزفيـة أشبـه بالقطـع التـي كشـف عنهـا بالمغارة القديمـة المعروفـة بدار السـلطان‬

‫والخرى بواد (مرزق) ويل حظ أن هذه الشظا يا الفخار ية وجدت كل ها بمنا جم قري بة من‬

‫ال ساحل وبمغارة شار عة إلى المح يط ومعلوم أن هذا النوع من الخزف معروف م نذ ع هد‬

‫طو يل في آ سيا ال صغرى ح يث ع ثر على ما يشب هه ر سما وزخر فا و من المدن الفريق ية‬

‫بهذه المنطقة نقل هذا الخزف إلى غرب البحر المتوسط من طرف الستعمار وقد وجدت‬

‫ق طع في جزيرة صقلية( سرقوسة) ربما رجع تاريخ ها إلى نها ية القرن الثامن ق بل الميلد‬

‫ولعل من المستعمرات الفنيقية القديمة بالمغرب أزمور (‪trim) 1957. Hesperis 2-1‬‬

‫‪ -‬الخراططة‪ :‬فـن ترقيـق الخشـب‪ .‬فقـد خرط الحديـد طوله كالعمود‪ .‬وكان ابـن‬

‫‪27‬‬
‫خروف علي بن محمد الذي عاش في فاس وتوفي بحلب عام ‪ 609‬هـ ‪ 1212 /‬م يتاجر‬

‫فـي إقامـة أوانـي الخشـب المخروطـة يتردد بيـن الندلس (وبذة وإشبيليـة) وسـبتة وفاس‬

‫ومراكش حيث كان يقرئ الطلبة بجعل خاص‪.‬‬

‫‪ -‬الخل يع‪ :‬الل حم المقدد المملح المطبوخ بالز يت والش حم والفاو يه‪ .‬وأ صله الخلع‬

‫وهو الل حم يخلع عظمه ثم يط بخ بالتوا بل ويجعل في وعاء من جلد زادا في السفار‪ .‬أو‬

‫هو القد يد يشوى فيج عل في وعاء بإهال ته أي د سمه (م تن الل غة) وكان يباع في ال سواق‬

‫ضمن ما يخضع لمراقبة المحتسب‪.‬‬

‫‪ -‬الخياططة‪ :‬حرفـة كانـت منتشرة فـي المغرب حاضره وباديـه‪ .‬وكانـت تخيـط‬

‫خا صة الجلب يب والبرا نس والك سية وأ صناف المعا طف ال تي عرفت ها الممل كة م نذ القرن‬

‫العاشـر على إثـر الحتكاك بالتراك ودخول أفواج أندلسـيين إلى المغرب ومـن أهمهـا‬

‫"الجبادولي" وهو (كسوة أندلسية تركية) وكان لليهود ضلع كبير في هذه الحرفة التي كانوا‬

‫يحتكرون ها في البلط المل كي‪ .‬وكان مح مد بن أح مد طا هر الن صاري ال شبيلي النحوي‬

‫المعروف بالحدب ينت حل صنعة الخيا طة بفاس‪ .‬و قد رأس أ هل ع صره وأ خذ ع نه أ بو ذر‬

‫الخشني وابن خروف النحويان (جذوة القتباس ص‪) 168 :‬‬

‫(الخيط المذهب وصناعته بملح فاس)‬

‫‪Le Tourneau et Vicaire Hesp. XXIV (1937), bull.éco du Maroc‬‬


‫)‪vol.III (1936‬‬

‫وكان أحمد بن عثمان بن أبي دبوس آخر ملوك بني عبد المؤمن يحترف الخياطة‬

‫في (توزر) نصبه العراب (عام ‪ 748‬هـ) مكان أبي الحسن المريني بإفريقية فانهزم بعد‬

‫‪28‬‬
‫لجوئه إلى القيروان في سابع محرم (‪749‬ه ـ) فان سل ال سلطان إلى سوسة فاح تل تو نس‬

‫بحرا ونقل إليه ابن أبي دبوس فاعتقله (الستفصا ج ‪ 2‬ص‪ )78 :‬وكان قد حاصر تونس‬

‫مدة سنة ونصف ثم عاد إلى المغرب في أساطيل بلغ عددها (‪ )600‬فيها من كبار العلماء‬

‫أربعمائة فغرق السطول‪.‬‬

‫‪ -‬دار السكة‪ :‬تطبع كل المصوغات قبل عرضها على البيع (لوتورنو‪ :‬فاس قبل‬

‫الحماية ص ‪ )353‬بإشراف المحتسب‪.‬‬

‫‪ -‬دار السلعة‪ :‬متجر يشغله تاجر واحد فإذا تعدد التجار يصير فندقا أو قيسارية‪.‬‬

‫ويحتوي بالنسبة لكبار التجار بالجملة على مكتب ومخزن وربما مستودع‪.‬‬

‫ـة‬
‫ـنع الحذيـ‬
‫ـالحا لصـ‬
‫ـه وجعله صـ‬
‫ـغ الجلد لتشذيبـ‬
‫ـو الذي يدبـ‬
‫‪ -‬الدباغ‪ :‬وهـ‬

‫ـلي المؤرخ بعام ‪1898‬م ‪/‬‬


‫ـر القنصـ‬
‫ـن التقريـ‬
‫ـر مـ‬
‫و(الجلديات)‪ maroquinerie‬ويظهـ‬

‫‪ 1316‬هــ أن عدد الدباغيـن بفاس وحدهـا بلغ ثمانمائة‪ .‬بينمـا أوصـلهم (رونـي لوكليـر‬

‫‪ )René Leclerc‬إلىألف ين إثن ين و هو تقد ير غ ير صحيح لن عدد دكاك ين الدبا غة في‬

‫عهد الموحدين لم يتجاوز ستة وثمانين (زهرة الس ص‪ .)82 :‬وقد بلغ عدد (دور الدبغ)‬

‫في سل والرباط الربعين أواخر عهد المولى عبد الرحمان‪ .‬وقد ثار الدباغون عام ‪1290‬‬

‫ه ـ ‪1873/‬م) ب عد بي عة الح سن الول‪ .‬وأوقعوا بالم ين مح مد بن المد ني بن يس مطالب ين‬

‫بإزالة الم كس‪ .‬وب عد دخول ال سلطان عام ‪ 1291‬ه ـ إلى فاس ع فا عن هم‪ .‬ول كن تطاولوا‬

‫ومنعوا العامل إدر يس بن ع بد الرحمان ال سراج من ال ستجابة لل سلطان‪ .‬وطالبوا بإخراج‬

‫الم ين بن يس‪ .‬و صعدوا لمنار المدر سة العنان ية وأخذوا بالر مي بالر صاص م صيبين من‬

‫كان بأ بي الجلود‪ .‬فطا فت ب هم الع ساكر ورموه بالقنا بل‪ .‬واقتح مت طائ فة من الج ند سور‬

‫‪29‬‬
‫فاس وبعـث السـلطان إليهـم وزيره محمدا الصـفار فأذعنوا وتابوا فانطفأت نار الفتنـة‬

‫(الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪.)240‬‬

‫‪Guyot, le Tourneau et Paye, la corporation des tanneurs et‬‬


‫‪l’industrie de la Tannerie à Fès –Hesp. (1933) (167-240).‬‬

‫‪- Bull.éco. du Maroc, Vol II, n° 9 (1935), Industrie de la‬‬


‫‪tannerie au Maroc (M.45 n° 13).‬‬

‫‪ -‬الدراعات الصطفر ‪ :‬كانـت ثياب أهـل الباديـة بالمغرب حسـب ( اليفرنـي ) ‪،‬‬

‫والذي أكد أن محمدا الشيخ السعدي دخل هو وجنده مدينة فاس (عام ‪ 956‬هـ ‪1549/‬م)‬

‫وعليهم الدراعات ( الستقصا ج ‪3‬ص ‪) 11‬‬

‫‪ -‬درازة فاس ‪ :‬عدد دكاكينهـا ‪ 3 . 064‬فـي عهـد الموحديـن ( زهرة الس ص‬

‫‪ ) 82‬و ‪ 3994‬في عهد المنصور والناصر ( ص ‪) 33‬‬

‫‪ -‬الدكاك ين ‪:‬ج مع دكان و هي الحانوت ‪ .‬و قد بل غت دكاك ين فاس ‪ 9 . 082‬في‬

‫عهد الموحدين ( زهرة الس ص ‪) 82‬‬

‫‪ " -‬الدللة " ( هي البيع بالمزاد في السوق ) يعقد سوق خاصة في المدن الكبرى‬

‫للدللة التـي هـي عبارة عـن بيـع بالمزاد العلنـي بواسـطة دلل ( لعـل أصـله دال ويكون‬

‫معناها الدللة على الثمن ) ‪ .‬وتعرض في السوق منتجات ومصنوعات المدينة من أحذية‬

‫وجلود مدبوغـة ومنسـوجات ومصـنوعات نحاسـية‪ .‬وهذه الدللة تجري يوميـا بالنسـبة‬

‫للحذية بين العصر والمغرب في الحواضر الكبرى‪ .‬وينعقد طول مدة ما بعد الظهر في‬

‫سوق جلد بالن سبة للجلود‪ ،‬وتش مل الدللة ب عض المواد الغذائ ية كالزب يب ( فندق الزب يب‬

‫بفاس ) والحبوب ( سـوق الصـفاح ورحبـة الزرع ) والزبـد والزيـت والبيـض والحناء‬

‫‪30‬‬
‫والصوف ويرتفع ثمن المزايدة بنسب تختلف حسب السواق وحسب العصور وحسب نوع‬

‫وقيمة البضاعة‪ .‬و الثمن " النازل " يخصم منه ثمن الدللة والضريبة وما يسمى " التقلية "‬

‫( أي خ فض حبي في الث من ) يش به الن سبة المئو ية ال تي تخ صم اليوم ( ‪ ) remise‬في‬

‫مبيعات المخازن ال كبرى و لك نه كان يقدر بن سبة زيادة أو زيادت ين من الزيادات الخيرة‬

‫في ( المزاد العلني )‪:‬‬

‫‪G.H Bousquet et J. Berque – La criée publique à Fès, in rev.‬‬


‫‪d’économie politique, Mai 1940, pp : 320-345.‬‬

‫ويردد الدللون عنـد القيام بمهمتهـم أو نهايتهـا أو تشهيرهـا فيقولون ‪ ( :‬الصـلة‬

‫على النبي ) والواقع أنها منهي عنها شرعا في سبع حالت منها شهرة البيع والعراس‬

‫‪ -‬دودة القز ‪ ( :‬هي دودة الحرير )‬

‫العرب هـم الذيـن نقلوا دودة القـز إلى إسـبانيا ومنهـا إلى المغرب ( أعراف‬

‫المسلمين وعاداتهم ص ‪. ) 249‬‬

‫و قد ا ستمرت ترب ية دودة ال قز بالمغرب نشي طة خا صة بناح ية تطوان إلى حرب‬

‫تطوان ‪ 1276‬هـ‪ 1859 /‬م‪.‬‬

‫‪J. Juan Rosende Casas, informe sobre el cultivo del gusano de‬‬
‫‪seda en Marruecos, Tetuan, 5.5.1904, publié in “Mauritania”, 1944‬‬
‫‪(p133).‬‬

‫‪ -‬الذهابون ‪ :‬صناع الحلي من الذ هب ؛ و هم غ ير الذهاب ين الذ ين كانوا يزينون‬

‫الكتب بالذهب المطرق وكلهم مسلمون ويندرج الذهابون ضمن الصاغة الذين بلغ عددهم‬

‫‪31‬‬
‫بفاس وحدها نحو السبعين ‪ ،‬وكانت لهم دكاكين داخل الملح وخارجه ‪ .‬وكانوا يرصعون‬

‫الذهب باليواقيت وأنواع الحجار الكريمة‪ ،‬كما كانت المجوهرات والحلي يختم عليها من‬

‫دار السكة لتصبح صالحة للبيع ‪.‬‬

‫‪ -‬الر حى ‪ :‬كا نت مع ظم معا مل فاس تدار بر حى عن طر يق تيار الوادي المار‬

‫بالمدينة وقد ذكر ( ياقوت في مـعجمه ( ج ‪ 6‬ص ‪ ) 331‬أنه كان بفاس في القرن السابع‬

‫( توفـي ياقوت عام ‪ 626‬هــ ‪ 1228 /‬م) ‪ .‬سـتمائة رحـى " ل تبطـل ليل ول نهارا "‬

‫وكانت حارة الجذمى ( ربض الكيفان ) مقر الصفايحية والنجارين والبنائين ‪.‬‬

‫‪ -‬الرصاعون بفاس ‪ :‬يوجد نوع من الترصيع الخزفي هو الزليجي ( المعروف‬

‫في الشرق بالف سيفساء ) والتر صيع هو التكف يت ( كل مة ترك ية ) وهنالك مرادفات ح سب‬

‫البلد والعصور منها التلبيس العباسي ( التطبيق ) ‪ ،‬وفن الترصيع ما أدخل إلى المغرب‬

‫من سوريا مباشرة أو عن طر يق الندلس ‪ ،‬والوربيون ي سمونه ال فن الدمش قي في جم يع‬

‫أنواع الواني والحلي وفولذ دمشق ‪.‬‬

‫‪Le Tourneau et Vicaire, les Damasquineurs de Fès, 1939‬‬

‫مذكرة للمؤتمر الخامس لتحاد الجمعيات العلمية بإفريقيا الشمالية ( ‪. ) 1939‬‬

‫‪ -‬الرقاص‪ :‬حامل البريد وقد استعمله ( ابن القطان ) في العهد الموحدي ( نظم‬

‫الجمان ص ‪ – 122‬تحقيق محمود مكي ‪ /‬البيذق ص ‪) . 79‬‬

‫وكان الرقاصـة ينتقلون بيـن المدن ‪ ،‬لهـم مكتـب بفاس عليـه أميـن الرقاصـة "‬

‫وخلفاؤه ‪ .‬وكانوا دائمـا على اسـتعداد للسـفر لحمـل رسـائل باسـتعجال مـع نقـل الجواب ‪،‬‬

‫وذلك بتعويض قدره عشرة مثاقيل أي نحو خمسين ريال حسنيا ‪ .‬ويكون الثمن أقل بكثير‬

‫‪32‬‬
‫( ‪ 8‬موزونات ) إذا كان وقت البراد غير محدد ‪.‬‬

‫وكان الرقاصة يشكلون حنطة عليها أمين أصبح مكتبه بفاس هو المكتب البريدي‬

‫ش به الر سمي ‪ .‬وكانوا في الغالب صحراويين يمتازون بطول القا مة والنحا فة والمرو نة ‪،‬‬

‫والقدرة على ال سير ‪ ،‬وعلى مقاو مة ال حر والبرد ومتا عب الطر يق ‪ .‬و قد و صف سياح‬

‫وكتاب أوربيون هؤلء الرقا صة من بين هم ( اندرى شوفريون) ‪ André chevrillon‬في‬

‫كتابـه ‪ ،un crépuscule d’Islam‬الذي نشـر بفاس عام ‪ 1905‬وتحدد طبعـه للمرة‬

‫الخام سة ببار يس عام ‪ ، 1923‬ح يث ذ كر ( ص ‪ ) 59‬أن هم كانوا يقطعون أحيا نا الم سافة‬

‫ال تي تف صل طن جة عن فاس في ن حو ثلث ين ساعة ‪ .‬و هم يتوارثون المه نة أ با عن ج ـد‬

‫كـما لحظ ( روني لوكير ) (‪ )René Leclerc, Maroc, septembre p : 133‬أنهم‬

‫كانوا يواصلون الليل بالنهار في خطى حثيثة قاطعين ما بين خمسة كيلومترات في الساعة‬

‫خلل فترة مو صولة تبلغ ما ب ين الربع ين والخم سين ساعة ‪ ،‬ودون أن يحملوا أي سلح‬

‫ولهذا كا نت تكل فة أتعاب هم تتراوح ما ب ين ال ستين إلى مائة ب سيطة ح سب الم سافة ‪ .‬و قد‬

‫تحدث "بنصال " في كتابه " المغرب كما هو "‪Bonsal, Morocco as it is, London,‬‬

‫‪ 1894‬عن أحد هؤلء الرقاصة وصل عام ‪ 1892‬من فاس إلى طنجة في يومين ونصف‬

‫يوم وبقـي عشـر سـاعات بطنجـة ثـم عاد إلى فاس اليوم السـادس ‪ .‬ولحـظ ( كامبـو ) أن‬

‫البر يد كان يق طع مثل الم سافة ب ين فاس وطن جة ( أي حوالي مائ تي كيلوم تر ) في أرب عة‬

‫أيام ‪ .‬وكان هؤلء الرقاصون يواصلون السير عشرة أيام متوالية بسرعة خمسين كيلومتر‬

‫في اليوم ‪ ،‬بل يحكون عن رقاص ق طع خلل أز مة دبلوما سية الم سافة ب ين فاس وطن جة‬

‫ذهابـا وإيابـا ( أي ‪ 400‬كـم فـي ثلثـة أيام ( كامبـو – مملكـة تنهار ص ‪ . ) 99‬وكان‬

‫الرقا صة يتعرضون أحيا نا لهجمات قطاع الطرق‪ ،‬فيكون رد ف عل المخزن تع قب الجناة ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫و قد ذ كر " لوطور نو " في كتا به حول فاس (ص ‪ )407‬أن قطاع الطرق لم يكونوا دائ ما‬

‫ينتجعون النهـب والغصـب‪ ،‬بـل كانـت أعمالهـم تسـتهدف مجرد الهجوم على الجانـب‬

‫وتجريدهم من رسائل يمزقونها بعد ذلك‪ .‬وإذا أراد الرجل إبراد رسالة عادية‪ ،‬فإن المر‬

‫لن يكفله أكثر من درهم ين (أو ثمانية أوجه)‪ ،‬بل كان هنالك اشتراك بالن سبة لكبار التجار‬

‫الذ ين كا نت ل هم علقات مو صولة بالخارج‪ ،‬ح يث يؤدون للم ين مبل غا جزاف يا كل ش هر‬

‫يتراوح بين عشر وخمسة عشر بسيطة‪ ،‬وتؤخذ منهم الرسائل أو ترجع إليهم الجوبة في‬

‫مخازنهـم‪ ،‬بينمـا كان الزبناء العاديون يسـلمون طرودهـم إلى دكان "سـاحة النجاريـن"‬

‫بخصـوص فاس‪ ،‬ويتسـلمون الجوبـة مـن نفـس المكان وكان ذهاب الرقاصـة فـي يوميـن‬

‫معينين هما الثنين والخميس (النفح ج ‪ 1‬ص ‪/557‬إسبانيا المسلمة ص ‪.)55‬‬

‫‪M. Bouxon, Des « Rekkas » du consul de Marcilly aux avions‬‬


‫‪d’air –France, in progrès de Fès, 19 janv.1941.‬‬

‫‪ -‬الرماية‪ :‬كانت للصناع بفاس جمعيات للرماية يتدربون عليها (باب الجيسة) أو‬

‫فـي الصـيد بآيـت سـادن‪ ،‬فكانوا يكونون المليشيـة الحضريـة أو حماة المدينـة (مدرسـة‬

‫الرماية)‪.‬‬

‫‪ -‬زخرفة ‪ :‬فن يشمل كثيرا من فروع الصناعة التقليدية مثل الطرز والنقش على‬

‫الخ شب (و هو التر صيع) والت جبيس (أي الن قش على الج بس) وتتجلى ب عض مظا هر هذا‬

‫الفـن فـي التخاريـم الخشبيـة على البواب والنوافـذ والسـقوف ممـا كاد يبـذ فـي الترصـيع‬

‫الدمشقي كما بلغ فن تفضيض الخزف أي صنع الزليجي درجة من الدقة والروعة أضفت‬

‫على هذا الفسيفساء الندلسي المغربي طابعا خاصا‪.‬‬

‫ولم تحـل روح التقشـف التـي أظهرهـا بعـض ملوك الموحديـن دون ازدهار فـن‬

‫‪34‬‬
‫الزخرفـة فقـد أمـر المنصـور بقطـع اللباس الغالي مـن الحريـر والجتزاء بالرسـم الدقيـق‬

‫الصغير ومنع النساء من الطرز الحفيل وأمر بالكتفاء منه بالساذج القليل وأمر بإخراج ما‬

‫كان في المخزن من ضروب ثياب الحرير والديباج المذهب فبيعت منه ذخائر ل تحصى‬

‫بأثمان لم توف ولم تسـتقص (البيان لبـن عذاري ج ‪ 4‬صـك ‪( .)81‬الفـن المغربـي‪ -‬عبـد‬

‫العز يز بنع بد ال في مجلد ين ‪ /‬معطيات الحضارة المغرب ية لن فس المؤلف في مجلد ين)‪/‬‬

‫الزخرفة المغربية ‪.J.de la Meziere‬‬

‫‪ -‬زرزايطة‪ :‬حمالة برابرة بفاس‪ .‬أقدمهـم مـن أولد جرار بسـوس‪ ،‬ولعـل أصـل‬

‫الكلمة را جع إلى أحد قٌصور هذه القبيلة‪ .‬ويعت قد أهل فاس أن هؤلء استقروا في المدينة‬

‫منذ تاسيسها‪ .‬وقد أكد الحسن بن محمد الوزان (اليون الفريقي) وجودهم في القرن العاشر‬

‫الهجري وأوصلهم إلى ثلثمائة (الجغرافية ج ‪ 2‬ص ‪.)91‬‬

‫‪Répertoire alphabétique des agglomérations du Maroc, ed 1936‬‬


‫‪(p.689).‬‬

‫‪Henri Godbarge : Deux corporations berbères à Fès‬‬

‫‪ -‬الكرابة والزرزاية‬

‫‪)Le Tourneau, Fès (p.195‬‬

‫وتدعـى جماعات زرزايـة تربيعات تختار امينهـا لمدة سـتة أشهـر ويختار المناء‬

‫رئيسـا لمدة سـنة ويكون معترفـا بـه مـن المخزن كرئيـس للحنطـة للزرزازيـن أو الحمالة‬

‫(محمد الخضر مجلة هسبريس ‪.)XIX Hespris‬‬

‫‪ -‬الزرقطون‪ câpre :‬أ صله بزرقطو نا أو بزرقبار‪ ،‬و هو زهرة ال كبر تك بس في‬

‫‪35‬‬
‫النحل وتتبل بها الطعمة‪ .‬وتوجد عائلة الزرقطوني وهو بائع الزرقطون‪.‬‬

‫‪ -‬الزز‪ :‬عرفـه الونشريسـي فـي المعيار (ج ‪2‬ص ‪ )398‬بأنـه مـا جرى بـه عمـل‬

‫القضاة في التعز ير من (ضرب الق فا مجردا من ساتر بال كف) و قد عده الونشري سي من‬

‫الجهل‪.‬‬

‫‪ -‬الزليجطي أو الزليطج‪( ،‬ابـن سـعيد (النفـح ج ‪ 1‬ص‪ 187 :‬ط ‪ :)1949‬ويصـنع‬

‫بالندلس نوع مـن المفضـض المعروف فـي الشرق بالفسـيفساء ونوع يبسـط بـه قاعات‬

‫ديارهم يعرف بالزليجي يشبه المفضض‪.‬‬

‫وقد سمي ‪ 0‬في المغرب والندلس بالزليجي بدل الزليج (السلوة ج ‪ 3‬ص ‪/133‬ج‬

‫‪ 3‬ص ‪ )355‬نفـح الطيـب ج ‪ 1‬ص ‪( 187‬طبعـة ‪ )1949‬وسـماه المقري الزليـج (أزهار‬

‫الرياض ج ‪ 1‬ص ‪ )46‬ويعرف بمصر بالزليزلي (السلوة ج ‪ 3‬ص ‪/533‬ج ‪3‬ص ‪.)355‬‬

‫والزلي جي أو الزل يج إذن نوع من الف سيفساء مدهون ملون كالقاشا ني (م تن الل غة‬

‫وصبح العشى ج ‪ 5‬ص ‪ )156‬ولعله من زلج المكان فهو زليج أي زلق‪.‬‬

‫والزلي جي الفا سي نوع من التر صيع الخز في الندل سي ال صل وهذا النوع من‬

‫المفضض هو المعروف في الشرق بالفسيفساء ‪.‬‬

‫وقد جلب الحكم الموي الفسيفساء ( عام ‪ 354‬هـ ) من ملك الروم اقتداء بالوليد‬

‫في بناء م سجد دم شق فر جع و فد الح كم بال صانع وم عه من الف سيفساء ‪ 320‬قنطار هد ية‬

‫فر تب جملة من الممال يك لتعلم ال صناعة فأبدعوا و أربوا على ال صانع الذي صدر راج عا‬

‫عند الستغناء عنه (البيان لبن عذارى ج ‪ 2‬ص ‪. ) 354‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ -‬الزليطج ( نماذج منـه قديمـة فـي وليلي الرومانيـة ) مجلة هسـبريس ص‪276 :‬‬

‫مجلد ‪ 34‬عام ‪.1947‬‬

‫الزليج ( راجع المزهري وهو نوع من الزليج )‬

‫الزليج بالندلس ( إسبانيا المسلمة ص ‪) 184‬‬

‫و قد عر ضت نم ـاذج من الزلي جي في المعرض الذي أقا مه ( نابليون الثالث )‬

‫(عام ‪1285‬هـ ‪ 1868 /‬م ) بباريس مع معلمين يباشرون ترصيعه ومثل المغرب آنذاك‬

‫محمـد بـن العربــي القبــاج الفاسـي المعروف بالفرنسـوي لمعرفتـه اللغـة الفرنسـية‬

‫(الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪ ) 232‬الساباط سقيفة بين حائطين تحتها ممر نافذ وسوق السباط‬

‫بالمغرب هو الذي تباع فيه غالبا الحذية و البلغي وكلمة ‪ sabot‬الفرنسية معناها الخف‬

‫وقد أطلقت كلمة ( ساباط ) أول ما أطلقت على قنطرة والقاضي عام ‪ 447‬هـ ‪1055 /‬م‬

‫(تتمة ‪( )Huici, Historia p : 200/‬والقاضي الذي تنسب إليه هو علي بن ثوبة الذي‬

‫ولي القضاء لباديس ابن حبوس‪.‬‬

‫‪ -‬سبطريين ‪ :‬باعة خيوط وما يشبهها واحدها سبطري‬

‫‪ -‬السكافة ‪ :‬صناعة الخزف والحذية والبلغي ‪ (cordonnerie‬هسبريس ص‬

‫‪ 13‬عام ‪ )1946‬والخصافة أو الخرازة هي خصف النعل أي إطباق مثلها عليها وخرزها‬

‫بالمخصف وهي صناعة لم يكن بعض كبار العلماء يانفون من ممارستها فالمام الخصاف‬

‫أحمد بن عمر بن مهير كان يؤلف للمهتدى بال (كتاب الخراج) ويصنف كتبه القيمة في‬

‫الفقه في حين يعيش من خصف النعال‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -‬السكر ‪ :‬كان السكر يصنع في شقي العروبة بإفريقيا ‪ :‬المغرب ومصر ‪ .‬وقد‬

‫حدثنا المقريزى أنه كان بسمهود سبعة عشر حجرا لعصر القصب ‪ ،‬كما كان بملوى عدة‬

‫أحجار ( الخطـط ج ‪ 1‬ص ‪ ) 203‬وكذلك فـي قابـس وجلول ( البكري فـي المسـالك جزء‬

‫إفريقية والمغرب ص ‪ 17‬و ‪ ( ) 32‬راجع سكر فاس أيام الموحدين ) ‪.‬‬

‫ويو جد نص ر سالة موج هة من مولي مح مد بن ع بد ال الغالب – الم سلوخ –‬

‫عن إذن والده إلى ملك فرنسا مؤرخة من قصر الدار البيضاء ( فاس الجديد ) في رجب‬

‫‪ 968‬هــ( مارس ‪ 1591‬م ) حول اسـتعداد المغرب للسـماح للملك شارل التاسـع باحتكار‬

‫سكر المغرب بشرط دفع ثمنه بالسعر المغربي مع زيادة نسبة في المائة ‪ ،‬وكذلك إصدار‬

‫النحاس لفرنسـا طبقـا لرغبـة ملكهـا بشرط دفـع ثمنـه سـلحا وعتادا ( السـلسلة الولى –‬

‫السعديون ج ‪ 3‬ص ‪) 746‬‬

‫‪ -‬ال سوق ‪ :‬تمتاز كل منا طق المغرب بأ سواق بعض ها متخ صص وبعض ها في‬

‫سوس خاص بالنساء ولكل منطقة سوق في أحد أيام السبوع توجد داخل المدينة أسواق‬

‫يخصص لها يوم مثل سوق الغزل و (سوق الحد) بالرباط‪.‬‬

‫‪ -‬سوق العطار ين بفاس ‪ :‬احترق عام ‪ 723‬ه ـ ‪ 1323 /‬م فجدده ال سلطان أبو‬

‫سعيد من باب مدر سة العطار ين إلى رأس عق بة الجزار ين وع قد عل يه هنالك با با ضخ ما‬

‫وأفرده للعطارين دون غيرهم ( الستقصا ج ‪ 2‬ص ‪.) 88‬‬

‫‪ -‬سوق المرقطاني ين ‪ :‬ي سميه ( ا بن صاحب ال صلة ) بالن سبة للندلس سوق‬

‫المراكطيين ( المن بالمامة ص ‪ ) 485‬فهل هم باعة الثياب المستعملة ‪.‬‬

‫‪ -‬أسواق المرقطان ومطرزات فاس ‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫)‪P Ricard-France, Maroc n° 1 (1917‬‬

‫‪ -‬الشاشية ‪( :‬الطربوش في القرن العاشر الهجري )‬

‫‪Bonnet de Marseille‬‬ ‫‪, - Bonnet de Tunis‬‬

‫(دوكاستر ـ س‪.‬أ ـ السعديون ـ انجلترا ص‪).21 :‬‬

‫والشوا شي ما أهدى يو سف بن تاشف ين إلى ا بن ع مه أ بي ب كر بن ع مر (الحلل‬

‫الموشية في ذكر الخبار المراكشية نشر علوش ‪ 1936‬ص ‪ )16‬وقد ألفت الحلل في ‪12‬‬

‫ربيع الول ‪( 783‬ص ‪.)151‬‬

‫وقد لقب بذلك الشواشي محمد بن عمر الشلبي الشاعر المقرئ)‪.‬‬

‫‪ -‬شاش قرية بالري‪( :‬معجم البلدان ج ‪ 5‬ص‪ )212 :‬وربما نسبت إليها الشاشية‬

‫المغربية‪ ،‬وهي طاقية (أصلها تقية تقي الرأس من الحرارة والبرد) خفيفة‪.‬‬

‫‪-‬الشعرة‪ :‬خيوط ال صوف الممزو جة بخيوط الحر ير ي صنع من ها الن سيج الرف يع‬

‫(الجلليب المعروفة بجلليب الشعرة وكانت تجلب من فرنسا) وتصنع في (بزو)‪.‬‬

‫‪ -‬الشمسية أو الشماسة ‪ :‬نافذة مغلقة بترخيمات من الجبص لها ثقوب ينفذ منها‬

‫النور‪ ،‬ولعلها هي المسماة بالقمرية في الشام‪ .‬وهي نوافذ من بلور ممسوك بجبص محكم‬

‫على قدر النافذة (الجذوة ص ‪/42‬قاموس الصـناعات الشاميـة لجمال الديـن القاسـمي ج ‪2‬‬

‫ص ‪.)363‬‬

‫‪ -‬الشوار ‪ :‬مـا تقدمـه العروس لزوجهـا لتجهيـز البيـت‪ .‬وقـد وقـف المحسـنون‬

‫رباعا لمساعدة المعوزين على قضاء أسبوع الزفاف في بيت حبسي إذا لم يكونوا قادرين‬

‫‪39‬‬
‫على تجهيز البيت الجديد ‪.‬‬

‫أربع وثائق ( ظهائر ) علوية ضد بدع الشورة والفراح للستاذ محمد المنوني‬

‫مجلة دعوة الحق عدد ‪ 3‬العام ‪) 1971 – 1391 ( 14‬‬

‫وهـو مـا يعرف بجهاز العروس وكان بسـيطا أول المـر خاصـة فـي الباديـة ثـم‬

‫تنافس الناس في تطويره وقد استقدم المنصور الموحدي إلى مراكش ابن اللجام محمد بن‬

‫أح مد اللخ مى التلم ساني وكل فه بال سهر على تجه يز ضعيفات البنات ( بغ ية الرواد م ‪/ 27‬‬

‫تعر يف الخلف ج ‪ 2‬ص ‪ ) 352‬وكا نت بفاس دار خاصـة مجهزة رهـن إشارة المعوز ين‬

‫لقضاء شهر العسل فيه‪.‬‬

‫‪ -‬الصطابون ‪ :‬بلغ عدد دور الصـابون بفاس سـبعا وأربعيـن فـي عهـد المنصـور‬

‫والناصر الموحديين أي القرن السابع الهجري ( زهرة الس ص ‪.) 33‬‬

‫وكانـت ( بنـو مزكلدة ) تعتـبر مختصـة فـي صـنع الصـابون فـي القرن العاشـر‬

‫الهجري ( الحسن الوزان – ماسينيون ص ‪) 96‬‬

‫وقـد خول ثلثـة مـن اليهود احتكار صـنع الصـابون وبيعـه فـي كـل مـن تطوان‬

‫وطنجـة عام ‪ 1267‬هــ ( وثيقـة محمـد المكـي القباج مبعوث السـلطان لجمـع تركـة آل‬

‫أشعاش (تاريـخ تطوان ج ‪ 3‬م ‪ ) 313‬وفـي عام ‪ 1891‬أسـس مواطـن فرنسـي مصـنعا‬

‫للصابون برباط الفتح‪.‬‬

‫‪ -‬صطاحب الصطاغة ‪ :‬يشرف بالندلس على ( دار الصـناعة ) ( إسـبانيا المسـلمة‬

‫ص ‪ ( .) 55‬البيان المعرب ج ‪ 2‬ص ‪. ) 277‬‬

‫‪40‬‬
‫في حين كان يشرف بالمغرب على الصياغين ومعظمهم يهود في بعض المدن ‪.‬‬

‫‪ -‬الصباغ ‪ :‬هو الصانع الذي يحترف الصباغة وهي مهنة الدهانين ‪ ،‬وكان نفس‬

‫ال سم ي ستعمل في الندلس ( إ سبانيا الم سلمة ص ‪ . ) 189‬و قد بلغ عدد دور ال صباغين‬

‫بفاس في ع هد النا صر والمنت صر الموحدي ين ( ‪ ( ) 161‬زهرة الس ص ‪ 33‬و ‪، ) 82‬‬

‫كما بلغ عدد هذه الدور عشرة في سل والرباط في عهد المولى عبد الرحمان ‪.‬‬

‫‪ -‬الصبر ‪ :‬والصبار (‪ ) aloés‬نباتات أمريكية جلبها السبان منذ ثلثة أو أربعة‬

‫قرون إلى المغرب ( كوتيـي ‪ -‬العصـور الغامضـة ص ‪ ، ) 9‬وتعرف بالصـابرة فـي‬

‫المغرب وهي حرير دون الحرير المستخلص من دودة القز ‪.‬‬

‫‪ -‬الصداق ‪ :‬وهو المهر أي ما يدفعه الزوج لزوجته ليحل الزفاف ‪ .‬وقد حدد في‬

‫عهد السلطان سيدي محمد بن عبد ال بأربعين مثقال ‪.‬‬

‫( التحاف ج ‪ 3‬ص ‪. ) 200‬‬

‫وذلك تشجيعا للزواج وتخفيفا على المعوزين من التكاليف ‪.‬‬

‫‪ -‬ال صقلي ‪ :‬خيوط م صنوعة من ورق الذ هب أو مغشاة به ت ستعمل في الطرز‬

‫وفيها أيضا نوع أبيض يغشى بورق النقرة ( أي الفضة ) ‪.‬‬

‫الصلة الجامعة في السواق‬

‫كا نت ال صلة الجام عة مفرو ضة في ال سواق ك ما هو الحال اليوم في الممل كة‬

‫ال سعودية وكان يعقوب المن صور يؤم الناس و قد أقام مناد ين يدعون في ال سواق طالب ين‬

‫من الناس المبادرة إلى ال صلة جما عة (المع جب ـ ع بد الوا حد المراك شي ص‪ 175 :‬ـ‬

‫‪41‬‬
‫طب عة سل ‪ /‬ال ستفصا ج ‪ 2‬ص‪ )178 :‬وذلك في نطاق العنا ية بال سنة و في ضمن ها سنة‬

‫إعذار الطفال وقد أمر المنصور به (عام ‪ 595‬هـ ‪ 1198/‬م) بمراكش وأن يجعل في يد‬

‫كل واحد منهم دينارا من الذهب ودرهما من الفضة وحبة من الفاكهة الخضراء ليشتغل به‬

‫الطفل عن ألمه ويصرف الدينار في مداواته‪.‬‬

‫‪ -‬الطباعطة ‪ :‬أول مـا عرف منهـا بالمغرب الطباعـة الحجريـة بفاس أيام المولى‬

‫محمد بن عبد الرحمن وروى ابن البار أن عبد الرحمن بدر من وزراء أو الناصر كان‬

‫ينفرد بالوليات بإفريق ية فيك تب ال سجلت في داره ثم يبعث ها للط بع فتط بع وتخرج إل يه‬

‫فيبعث بها إلى أطراف المملكة (الحلة السيراء ص ‪.)137‬‬

‫وذلك قبل اختراع ‪ Gutemberg‬للطباعة عام ‪1436‬م بحوالي أربعة قرون‪.‬‬

‫و قد أ كد لروس وجود طبا عة في أور با في القرن الحادي ع شر (را جع غابر‬

‫الندلس وحاضرها لمحمد كرد علي (القاهرة ‪)1923‬‬

‫‪ -‬الغنباز حسب دوزي صنف مر الملبوس غليظ يستر العنق وذكر جيرمانو أنه‬

‫من جلد ‪ D. Germano de silesia p : 276‬والكل مة م ستعملة في الشرق و هي تع ني‬

‫نوع كسـاء يختلف عنـه فـي المغرب والندلس والواقـع أن الغنباز المغربـي أسـلوب فـي‬

‫الخياطة معروف خاصة بالنسبة للجلليب‪.‬‬

‫‪ -‬الفرج ية أو الدرا عة هي ج بة مشقو قة المقدم ت صنع من ال صوف وكا نت من‬

‫رسـوم السـتيزار (أي توليـة الوزارة) فـي بغداد تبدأ بخلع الوزارة وهـي قميـص أطلس‬

‫ي سمى فرج ية ( سبط ا بن الجوزي ف ‪ 2‬ص ‪ / 525‬الف صاح في ف قه الل غة ال صعيدي‬

‫وحسين موسى ص‪ 163 :‬ـ القاهرة ـ ‪ 1925‬وقد لحظ القلقشندي في صبح العشى ج‬

‫‪42‬‬
‫‪ 4‬ص‪ )42 :‬أنهـا ملبوس القضاة والعلماء بمصـر وكانـت مسـتعملة بكثرة خاصـة عنـد‬

‫العلماء ورجال المخزن‪.‬‬

‫‪ -‬قيسارية ‪ :‬مجموع دكاكين لبيع نوع واحد من السلع أو أنواع مختلفة كما يقع‬

‫اليوم وكا نت مغطاة من خ شب م ما كان سببا في الحرائق ف في عام (‪ 607‬ه ـ‪1210 /‬م)‬

‫شب حريق بقيسارية مراكش وما اتصل بها فتمكنت النيران بيابس العيدان وشفوف الثياب‬

‫وأسـرعت كالشهاب عنهـا شهاب فـي سـقف السـواق فخرج الناصـر مسـرعا مـن قصـره‬

‫وتخ طى إلى ال صعود ب صومعة الجا مع المت صل به أي الكتب ية وأ كد النا صر في جبر هذه‬

‫ال سواق وإقامت ها وإعادت ها إلى ما كا نت عل يه من أح سن هيئت ها فإن ها كا نت كالمرآة في‬

‫وجه القصر ( البيان لبن عذاري ج ‪ 3‬ص ‪ 235‬طبعة الرباط ‪.) 1960‬‬

‫ـة‬
‫ـة وأغطيـ‬
‫ـن أحزمـ‬
‫ـج الحرائر مـ‬
‫طة الزردخان نول خاص بفاس لنسـ‬
‫‪ -‬مرمط‬

‫وحائطيات ( خاميات ) وأعلم ‪.‬‬

‫‪Hesperis : 1-2 trimestre, 1950‬‬

‫‪ -‬مروج القصارين ‪ :‬مكان بضفتي وادي فاس أشار إليه أبو السعود الفاسي في‬

‫نوازله ( ج ‪ 2‬ص ‪ ) 101‬ملحظـا أنهـا لم تكـن ملكـا لحـد وأنهـا مـن الشياء التـي فيهـا‬

‫مجرد النتفاع دون ملك ول تحبيس ‪.‬‬

‫‪ -‬المزهري ‪ :‬نوع من الزل يج المغربـي أشار إلى وجوده فضـل ال العمري فـي‬

‫حديثه عن فاس أيام أبى الحسن المريني (راجع المسالك في ترجمة ابن فضل ال العمري)‬

‫‪ -‬المعمار ‪ :‬هو المهندس المعماري ‪ architecte‬وقد ازدهر أوائل القرن الثامن‬

‫الهجري في عهد السلطان ابي الربيع سليمان بن أبي عامرعبد ال ابن يوسف بن يعقوب‬

‫‪43‬‬
‫المرينـي الذي دخـل مدينـة فاس ( عام ‪ 708‬هــ ‪ 1308 /‬م) ‪ .‬وقـد وقـع الغلء آنذاك ‪،‬‬

‫وانتف حت للناس أبواب المعاش والترف ‪ ،‬وتغالوا في أثمان العقار فبيعت الدار بفاس بألف‬

‫دينار مـن الذهـب العيـن ‪ .‬وتنافـس الناس فـي البناء ونأنقوا فيهـا بالزليـج والرخام وأنواع‬

‫النقوش‪ ،‬وتناغوا في لبس الحرير وركوب الفار وأكل الطيب واقتناء الحلي (الستقصا ج‬

‫‪ 2‬ص ‪.)48‬‬

‫مواد التصنيع ‪:‬‬

‫كانت مختلف الحرف والصنائع محتاجة إلى مواد أولية معظمها موجود بالمغرب‬

‫كالرخام والر صاص والف ضة والق طن والكتان والنحاس وق صب ال سكر ولكن ها كا نت أ قل‬

‫منها اليوم فقد عثر عام ‪ 1977‬على معدن للرصاص في إقليم تطوان كما عثر نفس السنة‬

‫على معدن الف ضة بمنط قة واد لو ( بوحا مد ) والمنط قة الواق عة ب ين الح سيمة والشاو ية‬

‫وتعرف بخميس الدواهلية وقد بلغ عدد دور النحاس والحديد بفاس أيام المنصور والناصر‬

‫الموحدي ين اث ني ع شر م صنعا ( زهرة الس م ‪ ) 33‬أ ما الكتان فكان موجودا في الب صرة‬

‫ال تي سميت ( ب صرة الكتان ) و قد خر بت و هي واق عة على ب عد ن حو ( ‪ 18‬كلم ) شر قي‬

‫سوق الربعاء وكذلك القطن الذي توافر في تادلة وسل وماسينة على بعد مرحلة من فاس‬

‫( المعرب للبكري ص ‪) 155‬‬

‫‪ -‬الن سيج ‪ :‬بلغ عدد أطرزة الن سيج بفاس في عهدالنا صر والمنت صر الموحدي ين‬

‫ثلثـة آلف وأربعـة وتسـعين طرازا ( زهرة الس ص ‪ ) 33‬وكانـت ناحيـة فاس تجلب‬

‫النسـجة الغليظـة المصـنوعة فـي الهبـط والريـف وتازة وكذلك صـوفيات زرهون وبنـي‬

‫ياز غة ومدي نة بو العوان و هي أ صواف في م ثل ليو نة الحر ير و قد أق يم من سج للثياب‬

‫‪44‬‬
‫برباط الف تح ف ـي ع ـهد الح سـن الول ال ـذي كان يشج عه باقتناء منتجا ته من ها ‪3000‬‬

‫قطعـة كلف المحتسـب بتوزيعهـا على سـكان الرباط عام ‪ 1892‬ولحـظ الحسـن الوزان‬

‫(المغرب في أوائل القرن السادس عشر ‪ :‬ماسنيون ص ‪ / / 231‬ليون الفريقي جغرافية‬

‫ج ‪ 2‬ص ‪ ) 108‬أن صناعة النسيج الكبرى في القرن العاشر الهجري كانت مركزة بفاس‬

‫حول قنوات ساقية م صمودة ووادي فاس ح يث قام ‪ 520‬معمل للن سيج ( درازة ) ت ستخدم‬

‫عشرين ألف عامل ‪.‬‬

‫‪K Benadbdeljalil -, le commerce des tissus à Fès , avant le‬‬


‫‪Protectorat, mémoire de stage pédagogique inédit.‬‬

‫‪Le Tourneau et Civaire, les tisserands de Fés, (inédit).j.‬‬

‫مناويل النسيج بفاس‬ ‫)‪Lappanne-joinville Hesp XXVII (1940‬‬

‫الن سيج بفاس (ه سبريس ‪( Hesperis 1950‬مجلد ‪ /)2-1( )37‬الن سيج بالندلس‬

‫(اسبانيا المسلمة ص‪.)56 :‬‬

‫‪ -‬النواع ير ‪ :‬يو جد و صف للنواع ير بفاس في ع هد أ بي عنان المري ني (را جع‬

‫رحلة أ بي عنان الم سماة "ف يض العباب" لبراه يم بن ع بد ال حول الناعورة ال كبرى بفاس‬

‫(مع قنطرة ماء المشور)‪.‬‬

‫‪J. Delarozuère et H. Bressolette, IVe congrès de la Fedération‬‬


‫‪des soc.sav.d’Afrique du nord, II, 627.‬‬

‫النواعير بالندلس (اسبانيا المسلمة ص‪)166 :‬‬

‫‪ -‬الورق (راجع الكاغد)‬

‫‪45‬‬
‫ع ثر عام ‪ 1983‬في أرٍمين ية على مخطوط ير جع تاري خه إلى ألف سنة مكتوب‬

‫على الورق‪ ،‬مما يدل على أن هذه المادة استعملت في هذه المنطقة منذ ذلك التاريخ‪.‬‬

‫الورق الشطبي بالندلس‬

‫‪Idrissi , description p : 192‬‬

‫‪Goutier-Moeurs … p : 249‬‬

‫صناعة الورق بالندلس (إسبانيا المسلمة ص ‪)185‬‬

‫(فاس المدينة التجارية) ‪Jos Vattier, 1920‬‬

‫‪j. Berque, deux ans d’action artisanale à Fès, in questions Nord-‬‬


‫‪Africaines, 1939, n° 15, tiré à part, Paris, 1940 (28 pp).‬‬

‫وقد اشتهر أيضا كل من الورق الفاسي والورق الشطبي (نسبـة علـى شاطبـة‬

‫(‪ )Jativa‬بالندلس ويظ هر من مخطوط عر بي ع ثر عل يه الم ستشرق ال سباني كازيري(‬

‫‪ )Casiri‬باليسـكور كتـب أوائل القرن الحادي عشـر الميلدي ممـا يدل على أن العرب‬

‫اكتشفوا الورق في هذا التاريخ‪.‬‬

‫نماذج من رجالت الحسبة‬

‫ابراه يم بن ع بد ال الغاف جي الندل سي ولي الح سبة عام ‪ 395‬ه ـ ‪ 1004‬أيام‬

‫الحاكم العبيدي وتوفي بدمشق عام ‪ 404‬هـ‪1013/‬م كان مالكيا معتزا قال فيه المقري في‬

‫(نفـح الطيـب ج ‪ 1‬ص ‪" :)638‬مـا سـمعت بمالكـي معتزلي غيـر هذا ولعله كان مالكيـا‬

‫‪46‬‬
‫بالمغرب فل دخل في خدمته الشيعة حصل منه ما حصل"‪.‬‬

‫ابراهيم التازي محتسب رباط الفتح‬

‫‪ -‬بوحموش بومد ين محت سب سل فق يه فل كي مشارك وذلك ب عد ادر يس عمور (‬

‫‪ 1380‬هـ‪1960/‬م) و محمد المصلوحي السلوي محتسب سل في العهد السليماني عام‬

‫‪( 1224‬الضعيف ص‪)1347 :‬‬

‫ابن البار رشح لقضاء تطوان دون أن يتوله بالفعل وع ين محتسبا بتطوان (عام‬

‫‪ 1331‬هــ) ولم تكـن له أجرة معينـة فـي ذلك العهـد وكذلك غيره مـن المحتسـبين (ص‪:‬‬

‫‪, )130‬‬

‫ابن الجبار أبو عبد ال محتسب سبتة ‪:‬‬

‫ترجمة ابنته عائشة في مجلة تطوان ‪1964‬‬

‫عدد ‪ 9‬ص ‪( 187‬توفي عام ‪ 818‬هـ‪ 1415/‬م)‪.‬‬

‫فقد كانت عارفة بالطب والعقاقير بصيرة بالماء وعلماته ‪hydrologue‬‬

‫‪ -‬ابطن زاكور الحاج محمطد‪ :‬محتسـب فاس عام ‪ 1212‬هــ أمـر المولى سـليمان‬

‫بإعانة الطلبة على حفظ مختصر خليل فعرضهم المختصر وأعطى لكل طالب (‪ )100‬ر‬

‫وأعطى (‪ )200‬لمن يحفظ حمزة والمختصر‪.‬‬

‫(تاريخ الضعيف ص ‪)309‬‬

‫‪ -‬أ بو الرب يع سليمان الزرهو ني‪ :‬محت سب شرا قة والمحت سب كان يطلق أي ضا‬

‫‪47‬‬
‫على ر جل ال سلطة عمو ما أو الش يخ الرئ يس وكان سليمان بن مح مد الشر يف الزرهو ني‬

‫محتسـبا على شراقـة حوالي (‪ 1020‬هــ) وهـو الذي ثار بفاس ضـد السـلطان زيدان‬

‫(الستقصا ج ‪ 3‬م ‪)120‬‬

‫أ بو القا سم الديوري‪ :‬محت سب فاس في الع هد ال سليماني اخ تص بقضا يا الملح‬

‫و سكانه بالضا فة إلى مهام الح سبة فا صطدم مع قا ضي فاس فع ين قاضا هم ب سل (تار يخ‬

‫الضعيف)‬

‫‪ -‬بومدين بوحموش الفقيه الفلكي المشارك محتسب سل توفي (عام ‪ 1380‬هـ‪/‬‬

‫‪1960‬م)‪.‬‬

‫‪-‬أبطو المكارم منديطل بطن زنبطق‪ :‬كان يحرض الناس على الصـلة فـي أوقاتهـا‬

‫ويضربهم بالسياط والمقارع بأمر السلطان ابي عنان المريني) (بيوتات فاس الكبرى ص‪:‬‬

‫‪)150‬‬

‫‪-‬بوهلل محمد بن الطيب بن الحسن التطواني‪ :‬أمين مستفاد مراكش في العهد‬

‫العزيزي ثـم بديوانتـي أسـفي ومليليـة ثـم محتسـبا وناظـر الحباس بتطوان كان على رأس‬

‫الهيئة الوطن ية ال تي عر ضت مطالب ال مة إلى رئ يس الجمهور ية ال سبانية عام ‪ 1931‬م‬

‫(توفي عام ‪ )1932‬وأبنه الستاذ الطريس ووصفه بشيخ الوطنية‬

‫عمدة الراوين ج ‪ 3‬ص ‪ 21‬و ‪ /55‬وثائق الحركة الوطنية ابن عزوز حكيم)‬

‫‪ -‬بويعقوب ( سيدي‪ )...‬محت سب بلدة داي قرب ب ني ملل تو في عام (‪ 557‬هـ‪/‬‬

‫‪ 1162‬م) (التشوف للتادلي ص ‪ / 187‬حلية الولياء ج ‪ 7‬ص‪.)219 :‬‬

‫‪48‬‬
‫أجا نا مح مد بن العر بي أم ين ال صائر بمكناس أوا سط عام ‪ 1294‬ه ـ‪ 1877 /‬م‬

‫ومحتسبها بين ‪ 1298‬هـ‪1881/‬م إلى وفاته ‪ 1306‬هـ‪ 1889/‬م)‪.‬‬

‫أقام خطة الحسبة على قواعدها وأعرافها وقد أسس روضا يحمل اسمه (رياض‬

‫أجا نا) تحول إلى مدر سة ابتدائ ية في حي ال صباغين كان بإحدى حجرات ها (الن عل النبوي‬

‫الذي أهداه إلى المولى عبـد العزيـز (المنزع اللطيـف لبـن زيدان (خـع ‪ 595‬ج‪ /‬الزيانـي‪:‬‬

‫جمهرة التيجان ( خع ‪ 1220‬ك‪ /‬خ طة الح سبة في المغرب (المنا هل عدد ‪ 14‬ص ‪-209‬‬

‫‪)230‬‬

‫‪ -‬أحمطد بطن سطعيد التونسطي محتسـب درعـة كان حيـا آخـر القرن العاشـر (درة‬

‫الحجال ج ‪ 1‬ص‪.)91 :‬‬

‫‪ -‬أحمد بنعبد ال تولى الحسبة بالرباط نيابة عن محتسبها الحاج عبد الخالق فرج‬

‫تول ها بعده أخوه الحاج العر بي أوائل القرن الثالث ع شر الميلدي و في عام ‪ 1328‬ه ـ‬

‫أع فى ال سيد ع بد الخالق فرج من ها ل كبر سنه"‪( .‬مجالس النب ساط ص‪ )203 :‬وكان من‬

‫تلميذ‪ ،‬وأصحاب أبي المواهب سيدي العربي بن السائح‪.‬‬

‫‪ -‬أحمطد بطن عبطد ال الدغوغطي صـاحب الحسـبة بتارودانـت‬

‫(الستقصا ج ‪ 3‬ص‪)43 :‬‬

‫‪ -‬أحمد بن محمد غيلن ‪( :‬العمدة ج ‪ )4‬محتسب تطوان عوضا‬

‫عن ال سيد ع بد ال سلم بنو نة الم ستعفي من ها ثم تولى حجا بة‬

‫ال صدارة عام ‪ 1341‬ه وخل فه على الح سبة سيدي مح مد ا بن‬

‫العلمـة محمـد المؤدن العلمـي ثـم خلفـه أشعاش (العمدة ج ‪2‬‬

‫‪49‬‬
‫ص‪.)141 :‬‬

‫‪ -‬احمطد بطن محمطد المختار بطن عمطر التاشفي ني الفاسطي الفق يه‬

‫المحتسب كان حيا عام ‪ 1223‬هـ‪1808/‬م) من تلميذ المولى‬

‫سليمان‬

‫جوهرة التيجان ـ الزياني ـ مخطوط خح ‪6778‬‬

‫‪ -‬أح مد بن الم كي بن الحاج الح سين التراب مارس خ طة الح سبة أوائل الع هد‬

‫اليو سفي (تو في عام ‪ 1365‬ه ـ‪ )1945/‬و قد خل فه ولده ال كبر مح مد في خ طة الح سبة‬

‫ومـا معهـا إلى أن توفـي بمكناس عام ‪ 1378‬هــ ‪ 1958/‬م وكذلك أخوه محمـد المنزع‬

‫اللطيف لبن زيدان ـ طبعة الدار البيضاء ص‪/214 :‬العز والصولة ج ‪ 1‬ص‪.24:‬‬

‫‪ -‬أحمطد الشرايطبي الفاسطي ولي الحسـبة بالرباط عام ‪ 1329‬هــ ثـم أعفـي عام‬

‫‪ 1330‬وتولى مكان العربي الزبدي‬

‫‪ -‬أشعاش محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن عين محتسبا بتطوان عام‬

‫‪ 1934‬فن ظم ال سواق وحارب ال غش والتطف يف والتدل يس ورا قب ال سلع وال سعار و في‬

‫عام ‪ 1937‬أعفـي مـن الحسـبة وعيـن باشـا تطوان وعزل لمواقفـه الوطنيـة عام ‪1951‬‬

‫(وثائق عائلية ومعلومات شفوية لمحمد بوخبزة )‪,‬‬

‫‪ -‬حجاج الح سن العمراي التطوا ني أم ين مرس العرائش ومحت سب تطوان ح يث‬

‫حارب الغـش وغيـر المنكـر وشدد الخناق على العابثيـن بالموال والعراض والرواح‬

‫حتى سئم الناس جده وضجوا منه فأعفي من وظيفة الحسبة وقد امتحن بالسجن والتعذيب‬

‫‪50‬‬
‫بسبب لطمه لمحتسب تطوان محمد السراج توفي عام ‪1912‬م‪1331/‬هـ (عمدة الراوين‬

‫ج ‪ 7‬ص‪)13:‬‬

‫‪ -‬حروج محتسب الرباط عام ‪1914‬‬

‫‪ -‬حسن بكريم له كتاب اسمه "الحسبة" ‪ :‬تطورها قديما وحديثا طبعة المحمدية مطبعة‬

‫فضالة ‪ ،1990‬حمدون بن ع بد الرحمان ا بن الحاج العل مة الحا فظ تا جر بقي سارية‬

‫فاس ومدرسا للمولى سليمان بسجلماسة ومحتسبا بفاس ( ‪ 1232‬هـ‪1817/‬م) ‪.‬‬

‫(محمد الطالب ابن الحاج‪ ،‬الشراف على بعض بفاس من مشاهير الشراف)‬

‫(طبع الجزء الول عام ‪ - 2004‬مطبعة الخليج العربي‪ -‬تطوان‪.)-‬‬

‫وقـد عينـه تلميذة المولى سـليمان فأشتهـر بالشدة فـي الحـق والمبالغـة بالمـر‬

‫بالمعروف والنهـي عـن المنكـر وقـد جمـع بيـن التدريـس فـي القروييـن والتجارة فـي‬

‫قيسارية فاس‪.‬‬

‫‪ -‬بادو (آل‪ )..‬ت سلسلت في هم الح سبة بمكناس أز يد من ن صف‬

‫قرن تقلد ها الحاج الطا هر بادو في الع هد ال سليماني ثم أولد‬

‫اب نه الحاج مح مد واب نه الثا ني أحمد (‪ 1278‬ه ـ –‪ )1861‬ثم‬

‫ادريـس بـن أحمـد ثـم تحولت الحسـبة إلى الطيـب غريـط ثـم‬

‫المختار بن أحمد بادو إلى عام ‪ 1298‬هـ‪1881/‬م‪.‬‬

‫وبادو جبـل فـي كتامـة بالريـف يمتاز بغابـة الرز وبادو أيضـا جبـل وسـط‬

‫الطلس الكـبير حيـث بدأت المقاومـة عام ‪ 1914‬بقيادة مبارك بـن حسـن التوز نينـي‬

‫‪51‬‬
‫القاوى تافيللت ثم ج بل صاغرو عام ‪ 1933‬وأعالي مكو نة وا ستمرت المقاو مة إلى‬

‫عام ‪.1936‬‬

‫‪ -‬رضوان بن الحاج محمد بلفريج ولي الحسبة عام ‪ 1334‬هـ واعفي في‬

‫نفس السنة (مجالس النبساط ص‪.)203 :‬‬

‫‪ -‬سعيد الوفرا ني محت سب مراكش (عام ‪ 1200‬ه ـ) كا نت ل تأخذه في ال‬

‫لومـة لئم فحاول قاضـي مراكـش عزوز بـن حمزة التشويـه بـه لعزله فناصـر أهـل‬

‫مراكـش محتسـبهم طلبـة وصـناعا وفقراء فتنازل القاضـي وأتباعـه مؤقتـا ثـم سـجن‬

‫المحتسب لتواصل الدسائس ضده وتوفي بمكناسة (تاريخ الضعيف ص‪.)190 :‬‬

‫‪ -‬السعيدي الشنتاق الندلسي محتسب الرباط في عهد المولى سليمان (تاريخ‬

‫الضعيـف ص‪ )258 :‬عزله السـلطان عام (‪ 1209‬هــ) وولى مكانـه الحاج الجيللي‬

‫قريون الندلسي (ص ‪.)458‬‬

‫‪ -‬صطالح (الحاج ‪ )...‬محتسـب عدوة الندلس عام ‪1049‬هــ بفاس بالسـهر‬

‫على مطاردة المدخنين فقطع ممارسة الدخان في عهد السعديين ومنع بيع آلت الطرب‬

‫للنساء وألزم الناس بالصلة وفرض التستر في الحمامات‪.‬‬

‫‪ -‬الطيب الريحاني محتسب فاس عزله المولى محمد بن عبد ال (عام ‪1174‬‬

‫هـ) وولى مكانه‪ ،‬المدعو الحاج عبد ال وكانت قيمة الدرهم الشرعي في عهده أربع‬

‫موزونات (تاريخ الضعيف ص‪.)169 :‬‬

‫وقد كان لفاس محتسبان أحدهما بفاس البالي والخر بفاس الجديد‬

‫‪52‬‬
‫‪ -‬الطاهر بادو محتسب مكناس عينه المولى سليمان أميرا لركب‬

‫الحجاج عام ‪ 1212‬وذلك نكا ية في أ هل فاس الذي كان أم ير‬

‫الر كب منه ـم ع ـام (‪ 1211‬ه ـ) و هو الحاج قدور صفيرة‬

‫لنه أكل مال الحجاج وجمع منهم مال كثيرا (تاريخ الضعيف‬

‫ص‪ )305 :‬ثـم بدا للسـلطان أن يبقـى بادو على صـائر داره‬

‫وأمرا على ركب الحاج العربي الشرايبي‬

‫‪ -‬العباس مرينطو محتسـب الرباط قتله أهـل رباط الفتـح عام‬

‫‪ 1209‬هــ) حيـث شايـع مولي مسـلمة عام ‪ 1206‬هــ‪/‬‬

‫‪1791‬م) ضد المولى سليمان و سانده كل من مح مد الزعري‬

‫ومحمد المكي بن العربي فرج وقد قتل في الواقعة التي شبت‬

‫بيـن أهـل الرباط وجيـش المولى الطيـب أخـي السـلطان‬

‫( الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪)131‬‬

‫‪ -‬ع بد الرحمان الفا سي‪ :‬له خ طة الح سبة في الن ظر والت طبيق‬

‫والتدوين (طبعة الدار البيضاء عام ‪.)1984‬‬

‫‪ -‬عبطد الرحمان بطن محمطد بطن أحمطد الشرفطي‪ :‬محتسـب فاس‬

‫وسفير المولى محمد بن عبد الرحمن ( ‪ 1304‬هـ ‪ 1886 /‬م‬

‫‪.‬‬

‫ت صدر في ديوان النشاء ( الشر في ن سبة الى ج بل الشرف الم طل على اشبيل ية‬

‫(الدرر البهية ‪/‬الزهار العاطرة النفاس)‬

‫‪53‬‬
‫‪ -‬ع بد الرحمان المتو كي محت سب مرا كش كان نائ به هو اح مد‬

‫بلقزير المركشي وقد تولى الحسبة بأبي الجعد‪.‬‬

‫‪ -‬عبد السلم بنونة ‪ :‬تولى عام ‪ 1915‬أمانة المستفاد تطوان ثم‬

‫الح سبة ب ها بظه ير مهدوي عام ‪ 1916‬ثم وزيرا للمال ية (ب ين‬

‫‪ 1922‬و ‪ )1923‬على رأس الربعيـن لمحمـد داود ج ‪ 1‬ص‬

‫‪)149‬‬

‫‪ -‬عبطد السطلم البوعنانطي التلسطاني الصـل الفاسـي الدار وله‬

‫المولى ع بد الرحمان بن هشام عام ( ‪1245‬ه ـ ‪ 1829 /‬م )‬

‫محتسـبا على تلسـمان بعـد دخول فرنسـا الجزائر وبيعـة أهـل‬

‫تلسمان للسلطان ( الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪) 187‬‬

‫‪ -‬عبد الكريم المضرومي محتسب فاس من قبل المولى سليمان‬

‫م نذ عام ‪1206‬ه ـ إلى ‪ 1209‬ح يث عزله ال سلطان ( تار يخ‬

‫الضعيف ص ‪245‬و ‪)267‬‬

‫‪ -‬عبطد ال أحكيطم محتسـب فاس توفـي ( عام ‪ 1179‬هــ ) فـي‬

‫عهـد المولى محمـد بـن عبـد ال فولي بعده الحاج محمـد‬

‫العتروسى ( تاريخ الضعيف ص ‪) 173‬‬

‫‪ -‬عبطد ال لبريطس نجـل العلمـة المشارك اللغوي الفلكـي‬

‫الحيسـوبي عبـد الرحمان الذي قرأ بفاس أربـع سـنوات وقام‬

‫بالتدريـس فـي الرباط مـع تعاطـي التجارة فـي سـوق البـز‬

‫‪54‬‬
‫(الغتباط لبي جندار ص ‪) 307‬‬

‫‪ -‬عبطد المالك الزيزون عامـل تارودانـت ومرسـي أكاديـر تولى‬

‫الحسبة بالرباط وقتل عام ‪ 1209‬هـ ) ( تاريخ الضعيف ص‬

‫‪) 260‬‬

‫‪ -‬عبد النبي الحنان العلمة محتسب مكناس‬

‫‪ -‬العدلني محتسب الرباط عام ‪ 1298‬هـ‬

‫‪ -‬العربطي بنعبطد ال محتسـب الرباط أوائل القرن العشريـن (‬

‫‪ )1902‬عرف بنزاهتـه واسـتقامته ألزم بتولي الحسـبة وكان‬

‫نفورا منها وقد قدم إليه أعيان المدينة ووجهاؤها هدية بمناسبة‬

‫ازدياد مولود له فقوم ثمنها ودفعه إليهم‪.‬‬

‫‪ -‬العربي بن علي بلكناوي خليفة لمحتسب الرباط وكاتب للخليفة‬

‫السـلطاني بالرباط مولي رشيـد توفـي عام ( ‪ 1243‬هــ‪/‬‬

‫‪ 1828‬م ) (تعطير البساط ج ‪ 2‬ص ‪)272‬‬

‫‪ -‬العربطي الزيدي ( ‪1344‬هــ ) ولي الحسـبة بالرباط وأعفـي‬

‫منها عام ‪ ( / 1329‬مجالس النبساط ص ‪) 203‬‬

‫‪ -‬علل بطن جلون الفاسطي دارا الكوقـي لقباولي الحسـبة بفاس‬

‫توفـي عام ‪ 1298‬هــ وكان مقـر الحسـبة بسـوق الفقازيـن‬

‫( كشف الحجاب – سكيرج ص ‪)514‬‬

‫‪55‬‬
‫غالب على بن محمد اللخمي أبو تمام طبيب‪ :‬من أهل غرناطة حج وقرأ الطب‬

‫بالقاهرة وزاول العلج عام ‪ 741‬هــ ‪ 1340/‬م وولي الحسـبة بفاس توفـي بسـبتة عنـد‬

‫حركة مخدومه أبي الحسن المريني (الجذوة ص ‪ )313‬له تآليف قيمة في الطب لم ينص‬

‫عليهـا العلم للزركلي ج ‪ 3‬ص ‪/303‬لوكليـر ــ تاريـخ الطـب العربـي ــ باريـس ص‬

‫‪.)243‬‬

‫وهو من شقورة ‪ Segura de la Sierra‬الواقعة شمالي قرباقة‬

‫‪ -‬فرج عبطد الخالق بطن الحاج محمطد بطن العربطي الرباططي (‪1332‬هــ) دفيـن‬

‫الزاو ية النا صرية تقلب في وظائف كالما نة بمر سى الرباط والح سبة بالرباط‬

‫ووليـة النيابـة عـن الغرباء واليتام بالرباط والوقوف على بناء البرج الكـبير‬

‫والصائر عليه ونظارة الحباس كانت العامة تهابه لصرامته في الحكم (مجالس‬

‫النبساط ص ‪.)310‬‬

‫‪ -‬فرج مح مد بن أح مد ولي ح سبة الرباط عام ‪ 1330‬ه ـ مكان أح مد الشرا يبي‬

‫وأعفـي عام ‪ 1334‬هــ وخلفـه رضوان بـن الحاج أحمـد بلفريـج (مجالس‬

‫النبساط ص ‪.)203‬‬

‫‪ -‬فرج المكطي بطن العربطي كان محت سبا بالرباط عام ‪ 1206‬ه ـ) قام إلى جا نب‬

‫المولى مسـلمة ضـد المولى سـليمان فانهزم جيـش مسـلمة الذي كان يقوده محمـد الزعري‬

‫فلجأ المحتسب إلى الزاوية التهامية‪.‬‬

‫‪ -‬الفندوشطي‪ :‬محتسـب فاس عام ‪ 1211‬هــ بعـد تسـريحه مـن السـجن (تاريـخ‬

‫الضعيف ص ‪)294‬‬

‫‪56‬‬
‫محمد فتحا بناني ‪ 1327(:‬هـ ‪1909/‬م) محتسب مكناس (محمد المنونى معلمة‬

‫المغرب ج ‪ 5‬ص ‪ )1186‬و قد أشار سكيرج إلى مح مد فت حا بنا ني جد ال سيد أح مد بنا ني‬

‫الذي كان محتسب فاس (رفع النقاب ح ‪ 1‬ص ‪)105‬‬

‫‪ -‬محمد بن الجيللي‪ :‬قريون محتسب رباط الفتح (تاريخ الضعيف ص ‪)335‬‬

‫‪ -‬محمد بن العباس الرباطي ‪ :‬محتسب الرباط خلف لمحمد بناني عام ‪ 1266‬ه‪/‬‬

‫‪ 1851‬وقد ظل في الحسبة ستا وعشرين سنة إلى عام ‪( 1875‬مجالس النبساط دينية)‬

‫‪ -‬مح مد بن ع بد ال سلم بنا ني‪ 1345(:‬ه ـ‪ )1926/‬كا تب لزم محت سب الرباط‬

‫عبد الخالق فرج (الغتباط ج ‪ 2‬ص ‪)419‬‬

‫‪ -‬محمطد بطن محمطد الزهنطي اليازغطي‪ :‬محتسـب مراكـش فـي عهـد المولى عبـد‬

‫الرحمن (العلم ج ‪ 5‬ص‪ 293 :‬ـ الطبعة الولى ‪/‬ج ‪ 6‬ص ‪ 289‬ـ ط‪ .‬الرباط)‪.‬‬

‫‪ -‬محمد الحمير‪ :‬محتسب الرباط ‪ 1224‬هـ (مقدمة الفتح أبو جندار ص ‪)188‬‬

‫نقل عن أبي السعود الكناني‪.‬‬

‫‪ -‬محمطد لحيمطر‪ :‬تولى الحسـبة فـي رباط الفتـح عام ‪ 1219‬هــ) مكان محمـد‬

‫قريون (تاريخ الضعيف ص ‪)337‬‬

‫‪ -‬محمد الزكي‪ :‬والفقيه محتسب الرباط (الغتباط ص ‪)283‬‬

‫‪ -‬محمد السقطي المالكي له (رسالة في آداب الحبسة) (طبعة باريس ‪)1931‬‬

‫‪ -‬محمد بن الغربي‪ :‬أجانا المكنسي محتسب مكناس (راجع أجازانا)‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ -‬مح مد الشاط ‪( :‬ويقال المشاط) محت سب فاس حوالي (‪ 1279‬ه ـ‪ )1862/‬و قد‬

‫أسندت إليه أيضا نظارة المساكين بفاس (راجع كتاب الناظر في الندلس المؤرخ الفرنسي‬

‫ليفي بروفنسال (اسبانيا المسلمة ص‪.)99 :‬‬

‫‪ -‬محمطد العتروسطي ‪ :‬تولى الحسـبة بفاس عام (‪ 1179‬هــ) فـي عهـد المولى‬

‫محمد بن عبد ال بعد وفاة عبد ال أحكيم (تاريخ الضعيف ص ‪.)173‬‬

‫‪ -‬محمـد العفيانـي التلمسـاني‪ :‬له (جهـة المطـر وعتبـة الذاكـر فـي حفـظ الشعائر‬

‫وتغيير المناكر) تحقيق غلي الشنوفي (مجلة معهد الدراسات الشرقية بدمشق ‪.)1967‬‬

‫‪ -‬مح مد الم صلوحي ال سلوي ‪ :‬محت سب سل في الع هد ال سليماني (عام ‪1224‬‬

‫ه ـ) (تار يخ الضع يف ص ‪ )347‬و هو الذي أمره المولى سليمان بن قل النق ير" (الحا جز‬

‫النحاسي) الذي كان على ضريح والده المولى محمد بن عبد ال بأكدال إلى شالة على قبر‬

‫السلطان عبد الحق المريني ملحظا أن النقير ليس بسنة (تاريخ الضعيف ص ‪.)307‬‬

‫راجـع كتاب محمـد العقبانـي التلمسـاني (تحفـة الناظـر وغنيـة الذاكـر فـي حفـظ‬

‫الشعائر وتغي ير المنا كر)تحق يق على الشنو في ـ مجلة مع هد الدرا سات الشرق ية بدم شق (‬

‫‪.)1967‬‬

‫‪ -‬محمطد الطالب الوجانطي‪ :‬محتسـب فاس فـي عهـد المولى عبـد ال بـن المولى‬

‫اسماعيل عزله أهل فاس (عام ‪ 1170‬هـ ) (تاريخ الضعيف ص ‪)161‬‬

‫‪ -‬محمد المغراوي‪ :‬له( ملحظات حول مسألة الحسبة في الدولة الموحدية (مجلة‬

‫دراسات بكلية ا|لداب بأكادير عدد ‪ 2‬عام ‪.1988‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -‬مروان بن عبد المالك‪ :‬الفقيه القائد اللمنوني المتوفي بمراكش عام ‪ 571‬هـ‪/‬‬

‫‪ 1175‬م) وق يل ‪ 572‬ه ـ ش خص من فاس إلى مرا كش لتولي خ طة الح سبة (الجذوة ص‬

‫‪ /208‬العلم للمراكشي ج ‪ 7‬ص ‪ – 248‬طبعة الرباط)‬

‫‪ -‬مصطفى بن الحاج والزهرا‪ :‬تولى حسبة الرباط عام ‪ 1344‬هـ بدل مصطفى‬

‫بلفريج (مجالس النبساط ص‪.)203 :‬‬

‫‪ -‬المع طي بو عبدلي‪ :‬محت سب مرا كش عام ‪ 1211‬في الع هد ال سليماني (تار يخ‬

‫الضعيف ص ‪)285‬‬

‫‪ -‬مفضل العذري‪ :‬قاضي الجماعة بفاس وله أبو يوسف بن عبد الحق المريني‪،‬‬

‫وجعل له النظر على صاحبي الشرطة مع الحسبة وهو أول من سن بناء المدارس بفاس‬

‫(الجذوة ص ‪ )220‬وهو تلميذ عز الدين بن عبد السلم سلطان العلماء وابن عساكر وابن‬

‫خلكان وهو باني مدرسة الحلفاويين بفاس‪.‬‬

‫‪ -‬المهدي بن مح مد بنا ني‪ :‬محت سب فاس ق ضى في الح سبة ثلث ين سنة ض بط‬

‫خللها أسواق فاس وقاوم الغش والتدليس قلده الحسبة المولى عبد الرحمان بن هشام (عام‬

‫‪ 1275‬ه ـ ‪ )1859/‬و ظل يزاول ها إلي أن تو في (عام ‪ 1305‬ه ـ ‪1888/‬م) وخل فه في ها‬

‫محمد بن محمد ابن الحفيد الشامي (إتحاف المطالع لبن سودة ص‪.)305 :‬‬

‫‪ -‬الهاش مي بن ع بد العز يز فن يش‪ :‬محت سب سل أول ع هد المولى سليمان (عام‬

‫‪ )1206‬وكان من أنصار البيعة لمولي مسلمة (تاريخ الضعيف ص ‪)248‬‬

‫‪ -‬وليح يى بن ع مر الندل سي‪( :‬أحكام ال سوق) تحق يق محمود على م كي (مجلة‬

‫‪59‬‬
‫المع هد الم صري للدرا سات ال سلمية بمدر يد عرد ‪ 4‬عام ‪ 1956‬وهكذا نشا هد وحدة في‬

‫الف كر والت طبيق ب ين مختلف مدن المغرب وبواد يه في ن صوص مه مة المحت سب وإن كان‬

‫هنالك مز يد من الم سؤولية ت سند إلى المحت سب كمنظارة أحباس الم ساكين والفراد بال مر‬

‫بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك ولنقارن هنا بين هذه المراكز‪.‬‬

‫‪ -‬يعقوب بن عبد ال الخافاني الفاسي كلف بمهمة المر بالمعروف والن هي عن‬

‫المنكر وردع المفسدين (الضوء اللمع ج ‪ 15‬ص ‪.)115‬‬

‫و قد ذ كر أ بو جندار في مقد مة ن الف تح (ص ‪ )229‬جملة من المحت سبين بالرباط‬

‫يت سمون ب سمة ما من هم مح مد بنا ني ثم ا بن ع مه الحاج مح مد بنا ني ثم مح مد بن العباس‬

‫الزكي (بين ‪ 1266‬و ‪ )1292‬والجيلني العدلني إلى عام ‪ 1398‬هـ) ثم عبد الخالق فرج‬

‫وأحمد بنعبد ال وأخوه العربي إلى عام ‪ 1328‬هـ ثم العربي الزبدي إلى ‪ 1329‬ثم محمد‬

‫بن محمد المريني إلى ‪ 332‬هـ ثم أحمد فرج ‪ 1334‬هـ ثم رضوان بل فريج‪.‬‬

‫أما الحسبة في الصويرة‪ ،‬فقد كان التجار الجانب يخضعون لقوانين السوق تحت‬

‫إشراف المحتسب‪ ،‬في جميع المراسي حتى في مدينة الصويرة التي كان اليهود بها يمثلون‬

‫ما ب ين ‪ 30‬و ‪ 40%‬من ال سكان ول كن المحت سب لم ي كن يت صل مباشرة باليهود ولم يدخل‬

‫الملح ح تى يشرف ش يخ اليهود الذي كان يتولى في ب عض الحالت أ مر مراق بة ال سعار‬

‫داخـل الملح مكان المحتسـب ممارسـا نفـس السـلطة التـي يمارسـها المحتسـب بالنسـبة‬

‫للمسلمين في تطبيق مهامه التنظيمية ولو بالسجن‪.‬‬

‫والح سبة بمرا كش احتكرت ها أ سرة البوكيلي المنتم ية ل بن وك يل دف ين واد ز يز‬

‫وأ صلهم من واد زاد ب سجلماسة و قد اشت هر من ها محت سبان بمرا كش ه ما مولي ابراه يم‬

‫‪60‬‬
‫البوكيلي وابنه مولي عبد ال‬

‫والسـلطان المولى عبـد الرحمـن بـن هشام هـو الذي أسـند مهمـة الحسـبة لمولي‬

‫ابراه يم المل قب بال سوارت (المفات يح) حوالي ‪ 1260‬ه ـ) مع الهتمام بإ سعاف المنكور ين‬

‫بالصـويرة والوقوف على إصـلح جامـع الكتـبيين بمراكـش عام ‪ 1269‬وهذا يدل على أن‬

‫خطة الحسبة كانت تشمل كثيرا من الخدمات الجتماعية يقوم بها نفس الشخص في مناطق‬

‫مختل فة ك ما يتشرف على كل العمال المال ية والتجار ية للمخزن ح يث اشرف مولي ع بد‬

‫ال على بناء معمل صنع القرطاس بأكدال عام ‪ 1304‬هـ‪.‬‬

‫و في أ سفى نل حظ مثل أن اخت صاص المحت سب في الف قه أض يف إل يه النت ساب‬

‫إلى ولي صوفي كبير م ثل محت سب أ سفي الفق يه ابراه يم بن عبد ال الح سني ال سفي (ت‬

‫‪ 1270‬ه ـ) و هو من أولد النا ظر ال سفيين حفدة الولي ال صالح يو سف بن ع بد ال صمد‬

‫الدريسـي وابـن الخطيـب السـليماني أبـو الضياء منيـر بـن أحمـد الجزيري نزيـل آسـفي‬

‫ومحتسبها وناظر مارسنانها (نفاضة الجراب ص ‪ 72‬طبعة القاهرة)‬

‫وعبد ال بن محمد بنهيمة محتسب أسفي عام ‪ 1337‬هـ‪ 1913/‬م وهو منتسب‬

‫إلى أسرة كان فيها ولة ووزراء‬

‫و في خ صوص الح سبة في تيندوف نل حظ أ نه ب عد أن تجده بناء تيندوف حوالي‬

‫‪ 1256‬ه ـ‪ 1840/‬م على يد الشيخ مح مد المختار بلعمش عالم تجكا نت وتلميذ مح مد بن‬

‫المختار الكنتـي مـا لبثـت تيندوف أن أصـبحت بورصـة التسـعير (علوة على رسـالتها‬

‫كعاصمة دينية) للصحراء فقد أبرز المؤرخ كاميل دولس ‪ Camille Douls‬صلحية كل‬

‫من المحتسب والقاضي في المنطقة على دعم المستوى التجاري بها وضمان قدرة تيندوف‬

‫‪61‬‬
‫على التحزين كأول مستودع جهوي وقد زار دولس المدينة عام ‪ 1887‬فلحظ قيام التجار‬

‫أنفسهم على عمليات التقليب والتسعير بهذا الموقع القتصادي الستراتيجي‪.‬‬

‫‪C. Douls, Voyages dans le Sahara occidental et le Sud‬‬


‫)‪Marocain, société normale de géog. (Janvier-fév 1888‬‬

‫و في الرباط مح مد الحم ير محت سب الرباط بتار يخ ‪ 1224‬ه ـ ب عد عزل قريون‬

‫عن ها وءال الحم ير (بالت صغير) فر يق من المحرزي ين من هم مح مد بن ع بد ال المحرزي‬

‫عدل بالرباط‪ ،‬آخر القرن الثاني عشر (مقدمة الفتح لبي جندار (‪.)1880‬‬

‫ك ما احتكر ها في مكناس آل بادو مدة ن صف قرن وح تى ب عد أن تحولت الح سبة‬

‫إلى الحاج الطيـب غريـط عنـد وفاة المحتسـب أحمـد بادو أعيدت إلى ولده المختار عام‬

‫‪.1298‬‬

‫المكاييل والوزان‬

‫كانـت المكاييـل مسـتعملة فـي مجموع المغرب وخاصـة مدينـة فاس ‪ .‬وكان أهـل‬

‫الصحراء يستعملون المكاييل خاصة لتقدير مياه السقي ‪ ،‬فكانوا في البداية يعيرون بالعين‬

‫دون مكيال خاص ولول مرة فـي عهـد السـلطان مولي الرشيـد العلوي جاء الجابـي‬

‫الم سؤول عن إح صاء مقاد ير المياه من أ جل تحد يد الزكوات والعشار بلو حة من نحاس‬

‫لتقدير المياه ‪ .‬وكانت هذه اللوحة مستعملة في مناطق أخرى من المغرب وهذا هو أصل‬

‫ما يسمى بالكيل الصفر‪ .‬ووحدة الكيل في هذا النظام هي الحبة أو الصبع أي كمية الماء‬

‫التـي تمـر خلل يومـه وليلة مـن ثقـب فـي اللوحـة النحاسـية له مقاس محدد تقريبـا بحجـم‬

‫البهام ‪ .‬غيـر أن أطوال هذا الثقـب تختلف باختلف الدوائر مـن تسـعة ميليمتـر فــي‬

‫‪62‬‬
‫(تامست) ومن سبعة وعشرين ميليمتر في ( سلى ) ‪ .‬وبعضهم استعمل مصطلحات أخرى‬

‫غير الحبة مثل كلمة قيراط في ( تيمى )‪ ،‬وأصبع في ( تصابيت ) وغيرها ‪ ،‬وخرق (أي‬

‫ثقب ) في أولف وتيط ) ‪.‬‬

‫ويمكن تقدير معدل صبيب الحب بثلثة لترات ونصف في الدقيقة ‪ ،‬والحبة تعادل‬

‫‪ 24‬قيرا طا أو ‪ 96‬دره ما ( أرب عة درا هم ل كل قيراط ) أو ‪ 144‬خرو بة ( ست خروبات‬

‫لكل قيراط ) أو ‪ 576‬مكيال القمح ‪ :‬اثنا عشر رطل ونصف ‪.‬‬

‫‪ -‬الذراع ‪ :‬قام ملوك بني مرين بوضع مقاس رسمي للطرزة والنسيج ‪ ،‬فسجلوا‬

‫طول الذراع في صفحتين من المر مر خت مت أحداه ما في سيدي فرج بفاس قرب مك تب‬

‫المحتسـب ‪ ،‬والخرى ب ين دكان ين ب سوق العطار ين ‪ .‬ويظ هر إن الصـفحتين شوه تا فـي‬

‫حريـق شـب عام ‪ 1323‬هــ ‪ 1905 /‬م وآخـر عام ‪ . 1945‬ثـم مدد السـلطان المولى‬

‫سليمان عام ‪ 1234‬هـ ‪ 1819 /‬م طول " القالة " بالنسبة للمنسوجات المستوردة وسجلها‬

‫على جدار أحد الدكاكين بسوق القطنيات‪.‬‬

‫الر طل ‪ :‬كا نت قيم ته تختلف باختلف المنا طق فالر طل البقالي كان ي ساوي بفاس‬

‫‪ 759‬جرام وفي صفرو ‪ 955‬جرام وكان للرطل الجزاري وكذلك الرطل الخضاري نفس‬

‫الوزن بفاس وهو كيلو واحد و ‪ 12‬جرام بينما كان الرطل الجزاري يعادل بصفرو كيلو و‬

‫‪ 145‬جرام كمـا يسـاوي الرطـل الخضاري بهـا كيلو و ‪ 210‬جرام فكان مـن اللزم القيام‬

‫بالمعادلت بن الوزان في المناطق المختلفة‪.‬‬

‫الصطاع ‪ :‬مكيال مـن أربعـة أمداد وفـي عام ‪ 693‬هــ ‪ 1293 /‬م أمـر السـلطان‬

‫يوسـف المرينـي بتبديـل الصـيعان وجعلهـا على مـد الرسـول عليـه السـلم وكان ذلك عام‬

‫‪63‬‬
‫المجاعة بفاس على يد الفقيه عبد العزيز الملزوزي الشاعر ( الستقصا ج ‪ 2‬ص ‪.) 44‬‬

‫ال صفحة ‪ :‬في المغرب ا سم مكيال وز نه اث نا ع شر قنطار أو ستون مدا ( ر سالة‬

‫الحسبة لبن عبد الرؤوف ص ‪ 105‬و ( دوزي ) ( ج ‪ 1‬ص ‪) 820‬‬

‫‪H . Sauvaire , j . A . , 1887 / . 78 p .‬‬

‫‪Un manuel hispanique de hisba , glossaire p :42‬‬

‫الصطروف ‪ :‬هـي الصـنجات فـي لهجـة المغرب ‪ .‬كانـت توزن بحضور الشهود‬

‫ومعاينة الر طل الذي يصنعه المحت سب من الحد يد مطبوعا ‪ ،‬ويكون أم ين المعتمر ين من‬

‫بقالة أو خضارة حاضرا للموافقة ‪ .‬وقد نشر ابن زيدان نماذج لذلك في ( العز والصولة ج‬

‫‪ 2‬ص ‪.) 68‬‬

‫الطارة‪ :‬تطلق على ما يطرح من الميزان ما ج عل عل يه لتعد يل الكفت ين وا صله‬

‫الطرحة ومنه أخذ الوربيون كلمتي (‪.)tare-tara‬‬

‫القالة‪ :‬كان أصـحاب الطرزة ( الدرازة ) يسـتعملون نظاميـن لقياس النسـجة‬

‫أحدهما خاص لها للمستوردات وضعه السلطان المولى سليمان عام ‪ 1234‬هـ ‪ 1819 /‬م‬

‫فالقالة الدرازيـة أو القالة الدريسـية ( قالة مولى إدريـس ) أو المعروفـة بالذراع و ( وإن‬

‫كانـت العادة أصـبحت تخصـص الذراع للنسـجة المحليـة ) فقالة التجارة طولهـا سـتة‬

‫وأربعون سنتيما وقالة الدرازة أطول بقل يل و هي تنق سم إلى ن صف ذراع ر بع ذراع وث من‬

‫ذراع وتقاس الن سجة الم ستوردة بالقالة الكتان ية المعرو فة أي ضا بالقالة ال سوسية وطول ها‬

‫خمسة وخمسون سنتيما مع نفس التقسيمات إلى نصف وربع الخ‬

‫وقالة الملف والبز والحرير‪ ،‬تقاس بـ ‪ 55‬سنتيم وقالة الطراز خاصة بالنسيج بها‬

‫‪64‬‬
‫‪ 51‬سنتيم وقد تركت ولم يبق إلى المتر ‪.‬‬

‫( العز والصولة لبن زيدان ج ‪ 2‬ص ‪) 67‬‬

‫القامة ‪ :‬هي طول الرجل قائما أو طول ذراع يه ممدودت ين كما كان الحال بفاس‬

‫فكا نت البناءات والجبال تقاس بالقا مة وكان الح بل مقيا سا لع مق البئر أو علو البناء وقياس‬

‫القا مة يبلغ معدله مترا واحدا و ‪ 65‬س أ ما الذراع فطوله خم سة وخم سون سنتيما وال شبر‬

‫أكثر بقليل من سبعة وعشرين سنتيما وهو تقريبا نصف الذراع‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫العملة المغربية عبر العصور‬

‫ويجد الباحث نتفا مبعثرة من تاريخ النقود المغربية في جملة المصنفات التاريخية‬

‫والرحلت والتراجـم إل أن هنالك كتبـا أفاضـت فـي هذا الباب كرحلة الحسـن ابـن محمـد‬

‫الوزان المعروف بليون الفريقي وإذا أضفنا إلى ذلك ما أورده ابـن بطوطة في رحلته‬

‫(ج ‪ 4‬ص ‪ ) 336‬والمقريزي وابـن فضـل ال العمري والزيانـي ثـم مـا جاء فـي مصـادر‬

‫أخرى ( ككتاب النميات والنقود السـلمية ) للسـتاذ صـوفير ( ‪ ) 1882 – 87‬والعملة‬

‫السلمية لم ‪ .‬سآسى ( ‪ . ) 1797‬وشيني وبونفيل في دائرة المعارف النقدية (ص ‪)175‬‬

‫وكذلك النماذج المحفوظـة فـي المتاحـف ودور الثار يمكننـا أن نرسـم صـورة عـن النقود‬

‫المغربية وتطورها وشكليتها وقيمتها خلل العصور وقد ذكر الستاذ ماسينيون في التعليق‬

‫الذي حرره حول رحلة ليون الفريقــي بعنوان ( المغرب فــي الســنوات الولى للقرن‬

‫السـادس عشـر ) ( ص ‪ ) 100‬لئحـة لدور السـكة فـي المغرب أيام الحسـن الوزان أي‬

‫أواخر القرن العاشر مشيرا إلى وجودها بفاس ( لسك الذهب والفضة ) ومراكش (كذلك)‬

‫وتزنيت (الفضة) وتيوت بسوس (الحديد) وهسكورة ( الذهب ) وأزمور (الذهب) والفضة‬

‫وسل (الذهب والفضة كذلك) ونون وسبتة (ما بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر‬

‫الميلدييـن) وسـجلماسة (الذهـب والفضـة مـا بيـن القرنيـن الحادي عشـر والخامـس عشـر‬

‫الميلديين ) ‪.‬‬

‫غ ير أن العملة لم ت كن إذا ذاك منتشرة في كل مكان لن المقاي ضة كان ل يزال‬

‫العمل جاريا بها وقد ذكر الحسن بن محمد الوزان أن الفضة لم تكن تستعمل في عصره‬

‫بسوس ومصمودة وهسكورة وتادل والحوز إل حليا للنساء ل للتعامل ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫وكان هنالك نوعان مـن النقود‪ ،‬نقود حقيقيـة مسـكوكة كالدينار الذهـبي والدرهـم‬

‫الف ضي والفلس الم صنوع من معدن البليون ونقود معظم ها غ ير موجود وإن ما تت خذ أ سسا‬

‫ومقيا سا لغير ها من النقود الموجودة مثال ذلك المثقال العر بي الذي كان ي ساوي في القرن‬

‫الثاني ما بين ‪ 10‬و ‪ 15‬أوقية وما بين ‪ 40‬و ‪ 60‬موزنة ورغم أزمة الوفرة أو القلة التي‬

‫طرأت على التتابـع بخصـوص الذهـب والفضـة بعـد القرون الوسـطى فإن قيمـة الفضـة‬

‫الشرع ية ظلت على ما كا نت عل يه في الم صدر الول أي سبع قي مة الذ هب في ح ين أن‬

‫المعدن ين كادت قيمته ما تتعادل بل تجاوزت قي مة الذ هب على إ ثر اكتشاف معادن البر يز‬

‫ونضوب معين معادن الفضة القديمة ‪.‬‬

‫والدينار كان وز نه يتراوح في ال صدر الول ب ين ‪ 4 ، 729‬غرامات و ‪4 ، 25‬‬

‫ون قص وز نه أيام المرابط ين فأ صبح ‪ 3 , 960‬غرام ثم ارت فع وز نه أيام الموحد ين الذ ين‬

‫حاولوا العودة إلى الوزن السـلفي وبتقليـد الوائل حتـى فـي العهـد العمري وظـل الدينار‬

‫الموحدي مربعا طوال قرن كامل ثم تغير شكله إلى التدوير أيام المرينيين دون أن ينقص‬

‫من وزنه وورد في (البيان المعرب) ( ج ‪ 3‬ص ‪ 154‬ط ‪ .‬الرباط ‪ " )1960‬أن المنصور‬

‫الموحدي رأي " أن الدينار القديم يصغر عن مرأى ما ظهر في المملكة من المنازع العالية‬

‫وأن جرمـه يقـل عمـا عارضـه مـن المناظـر الفخمـة الجاريـة فعظـم جرمـه ورفـع قدره‬

‫بالتضعيـف وسـومه فجأة مـن النتائج الملوكيـة والختراعات السـرية جامعـا بيـن الفخامـة‬

‫والنماء والطيب وشرف النتماء ‪. )...‬‬

‫وكا نت بباب من صور العلج أيام ال سعديين بمكنا سة أرب عة ع شر مطر قة تضرب‬

‫الدينار " دون ما هو معد لغير ذلك من صوغ القراص والحلي " ( النزهة ص ‪ ،) 95‬وقد‬

‫عثر في أبي الجعد على اثنين وثمانين دينارا ذهبيا ‪ 28‬منها تزن ‪ 3 ، 80‬جرام ( ترجع‬

‫‪67‬‬
‫إلى ع هد مولي مح مد الم سلوخ ) و ‪ 55‬قط عة من وزن ‪ ( 4 ، 91‬ع هد مولي زيدان )‬

‫أي أكثـر مـن الوزن الشرعـي الذي أوصـله البعـض إلى ‪ 4 ، 414‬غرام ( راجـع كتاب‬

‫‪ Berthes‬حول النميات ) ‪ .‬وقـد أصـبح للدينار بعـد ( وقعـة وادي الخازن ) نفاق لدى‬

‫التجار والنجليز الذين اغتنموا هزيمة البرتغاليين لبيع منسوجاتهم بالذهب ومبادلتها كذلك‬

‫بال سكر والجلود المدبو غة وملح البارود و في أيام العلوي ين بلغ وزن الدينار ثل ثة غرامات‬

‫ومند عهد المولى إسماعيل أبطل التعامل بالدينار الذهبي اللهم إل ذلك النوع الصغير التابع‬

‫الذي ضرب بالرباط عام ( ‪ 1202‬هــ ‪ 1787 /‬م ) والذي كانـت قيمتـه تعادل أربعيـن‬

‫( موزونة ) وهكذا انتهى عهد المغرب بالمثاقيل الذهبية التي استعيض عنها بمثاقيل قياسية‬

‫مـن فضة فكان الدينار الفضي يزن ‪ 28‬غراما ما بين سنتي ( ‪ 1174‬هـ‪ 1202 /‬هـ )‬

‫(‪ 1760‬و ‪ ) 1787‬ويـساوي ريـال عام ( ‪ 1266‬هـ ‪ 1849 /‬م ) ويـزن ‪ 26‬غراما‬

‫( ‪ 1317‬ه ـ ‪ 1899 /‬م ) و صار وزن المثقال القيا سي يتنا قص ح تى بلغ ‪ 1 ، 78‬غر ما‬

‫ما ب ين سنتي ( ‪ 1321‬ه ـ ‪ 1323 /‬م ( ‪ ،) 1905 – 1903‬أ ما بالن سبة للدر هم ف قد كان‬

‫الدينار ي ساوي في ال صدر الول عشرة درا هم و ستمائة فلس وأيام المرابط ين والموحد ين‬

‫مثقال وعشرة دراهـم وأيام المرينييـن والسـعديين والعلوييـن ‪ 15‬درهمـا ‪ .‬ولكـن فقهاء‬

‫المذهب المالكي يشيرون إلى اختلف قيمة سعر الدينار تبعا لموضوع الصرف حيث قال‬

‫شاعرهم ‪:‬‬

‫والصرف في الدينار ( يب ) فاعلم‬

‫في د ية ع قد نكاح ق سم ملحظ ين أن ال سعر هو ‪ ( 12‬يب ) في الديات والعقود‬

‫والنكحة والقسم ويظهر أن اختلف قيمة الدينار راجع لخلوص هده العملة أوزيفها ويقدر‬

‫اليوم الدينار بن صف ليرة فرن سية ذه با أو ن حو العشرة فرنكات ذهب ية وجاء في ( الخ طط‬

‫‪68‬‬
‫التوفيقية لعلي مبارك باشا ( ج ‪ 4‬ص ‪ ) 46‬أن قيمة الدينار خمسة عشر فرنكا ذهبيا ‪.‬‬

‫‪ -‬الدينار اليوسطفي‪ ( :‬المن سوب إلى الخلي فة يو سف الموحدي ) (ال من بالما مة‬

‫ص ‪ / 484‬بن خلكان ( الستقصا ج ‪ 1‬ص ‪) 164‬‬

‫‪ -‬الدينار المريني ‪ :‬تتجلى قيمته في قوته الشرائية حيث حج الشيخ زروق بمائة‬

‫وسبعين دينارا ( الجذوة ص ‪. ) 64‬‬

‫‪ -‬دينار ابن الطالب هو الدينار الفاسي المنسوب لحمد بن محمد بن الطالب أمين‬

‫دار السكة بمراكش المتوفي عام ( ‪ 1011‬هـ ‪ 1602 /‬م ) ( العلم للمراكشي ج ‪ 2‬ص‬

‫‪. ) 45‬‬

‫‪ -‬دينار جشمطي ( المـن بالمامـة ص ‪ ) 393‬هـل تعنـى المزيفـة ( كمـا فـي‬

‫المعاجم ) أم الذهبية عند كايانكوس ( ‪ ( )gold Dinara‬ابن عذارى ج ‪ 1‬ص ‪. ) 2‬‬

‫‪Provençal, Notes d’histoire Almohade Hesp .TX 1930 , p . 51‬‬

‫‪A . Bel : Contribution à l’étude des dirhams de l’ Espagne‬‬


‫‪Almohade , Hesp . TXVI , 1933 p . 7‬‬

‫‪ -‬الدنانير السجلماسية بالندلس ( ابن عذارى ج ‪ 2‬ص ‪) 344‬‬

‫الدنانير الفضة العشرية ( البيان المعرب ج ‪ 3‬ص ‪ 412‬ط‪ .‬الرباط ‪) 1960‬‬

‫‪ -‬دينار يحي المعللي بسبتة‬

‫‪Maten y Llopis – Dinares de Yahya Al – Mu’lali de Ceuta y‬‬


‫‪mancuses barceloneses – Al – Andalus , volXI , fasc .2 ; 1946 id vol‬‬
‫‪Xll , fasc .2 , 1947 .‬‬

‫‪69‬‬
‫الدينار الندل سي عام ‪ 1861‬م ‪ 1278 /‬ه ـ ذ كر دوزي في كتا به ‪Hist .‬‬

‫‪. des musul . D’Espagne . TI p 282 , 1947‬‬

‫أن مسيحيي قرطبة أدوا يوما من اليام ضريبة فوق العادة بلغت مائة ألف دينار‬

‫وقوم ها بأ حد ع شر مليون فر نك بقي مة ال صرف عام ‪ ( 1861‬مقد مة ا بن خلدون م ‪ 1‬ص‬

‫‪ ( 464‬طبعـة بيروت ) ‪ /‬البيان لبـن عذارى ج ‪ 3‬ص ‪ 412‬ط الرباط ) ‪ /‬نزهـة الحادي‬

‫ص ‪.95‬‬

‫‪Massignon : Le Maroc dans les premières années du 16ème S.,‬‬


‫‪1906 p . 102‬‬

‫‪ -‬دينار أبطي المهاجطر التابعطي ( السـتقصا ج ‪ 1‬ص ‪ – 36‬الحلة السـيراء ج ‪2‬‬

‫ص ‪ ( 324‬ط ‪) 1963 .‬‬

‫وكان الدينار يساوي‪:‬‬

‫‪ ‬في الصدر الول عشرة دراهم وستمائة فلس‬

‫‪ ‬وأيام المرابطين والموحدين مثقال وعشرة دراهم‬

‫‪ ‬وأيام المرينيين والسعديين والعلويين ‪ 15‬درهما ‪.‬‬

‫أما الدرهم فهو عملة فضية أصلها يوناني ( الدراخمة ) وقد استعملها الفرس قي‬

‫ثل ثة أنواع من ها البغل ية وضرب الحجاج بن يو سف الثق في درا هم بالعراق وكان الدر هم‬

‫البغلي ي ساوي ثمان ية دوا نق والمغر بي ثل ثة فأ مر سيدنا ع مر بن الخطاب بالن ظر إلى‬

‫الغلب في التعامل فحددت قيمة وسطى وهي ستة دوانق والبغلية نسبة إلى بغل وهو اسم‬

‫‪70‬‬
‫يهودي ضرب تلك الدراهم ( راجع البرهان القاطع ومجمع البحرين ) ‪.‬‬

‫و قد ع ثر في مدي نة وليلي الدري سية على ستة درا هم سكت في وا سط ( م قر‬

‫الحجاج بيـن البصـرة والكوفـة ) عام ( ‪ 95‬هــ ‪ 713 /‬م ) ودراهـم ضربـت فـي مدينـة‬

‫ال سلم عام ( ‪ 157‬ه ـ‪ 773 /‬م ) وأخرى على نوع ين ضر بت عام ( ‪ 171‬ه ـ‪ 787/‬م)‬

‫ودر هم سكت با سم خلف بن الما ظي عام ( ‪ 175‬ه ـ ‪ 791 /‬م ) وأخ ـرى ضر بت في‬

‫(وليلي) نفسـها باسـم المولى إدريـس الثانـي عام ( ‪ 181‬هــ ‪ 797 /‬م ) وأخرى باسـم‬

‫المولى إدر يس عام ( ‪ 183‬ه ـ ‪ 799 /‬م وأخرى با سم ق يس بن يو سف عام ن يف ومائة‬

‫وثمان ين هجر ية ن قش علي ها " ل إله إل ال وحده ل شر يك له " (ه سبريس ‪) Hesperis‬‬

‫(ج ‪ 23‬عام ‪ ) 1936‬وبالعثور على درهم إدريسي يتأكد أن المغرب القصى هو أول بلد‬

‫في المغرب العر بي والندلس سك الدرا هم خل فا ل ما ورد في تار يخ الذ هبي من أن أول‬

‫من ضرب الدراهم في بلد المغرب هو عبد الرحمن بن الحكم الموي القائم بالندلس في‬

‫القرن الثالث وإن ما كانوا يتعاملون ب ما يح مل إلي هم من درا هم المشرق ( الحاوي للفتاوى‬

‫للسيوطي ج ‪ 1‬ص ‪.) 103‬‬

‫وقد أمر المنصور السعدي بضرب السكة منحسة وسميت دراهم ( تاريخ الدولة‬

‫السعدية ص ‪.).Chronique anonyme . de la D . s( 66‬‬

‫وأول من أعاد تدوير الدرهم بالمغرب المأمون الموحدي عام ‪ 626‬هـ ‪1228 /‬‬

‫م وكان المهدي قد ضربه من بعد( العلم للمراكشي ج ‪ 6‬ص ‪ 386‬خ ) ‪ .‬وكان الدرهم‬

‫يعادل جزءا من عشرة أو خمسة عشر من الدينار الذهبي تبعا لخلوصها أو زيفها ( راجع‬

‫دينار ) ك ما يعادل الوق ية ( را جع) الوفي مة وذ كر ا بن بطو طة في رحل ته ( ج ‪ 2‬ص‬

‫‪71‬‬
‫‪ ) 179‬أن درا هم المغرب صغيرة وفوائد ها كثيرة ( أي أن ل ها قوة اقتنائ ية كبرى (ك ما‬

‫يقول رجال القتصاد) وإذا تأملت أسعار المغرب مع أسعار ديار مصر والشام لح فضل‬

‫بلد المغرب فالدر هم الف ضي بم صر كان ي ساوي إذ ذاك ستة درا هم من درا هم المغرب‬

‫ومع ذلك فإن نفس العدد من الوقيات من اللحم مثل كان يباع بمصر بدرهم وفي المغرب‬

‫بدرهمين ‪ ..‬والفواكه أكثرها مجلوب من الشام وهي كثيرة إل أنها ببلد المغرب أرخص‬

‫وقد كان الفلس المصري يساوي ثمن الدرهم المغربي والرطل هناك بثلثة أرطال مغربية‬

‫وهكذا فبلد المغرب كانت أرخص بلد ال أسعارا ‪.‬‬

‫وقـد ذكـر ( الحضيكـي ) فـي رحلتـه أنـه كان على الحاج أن يصـرف دراهمـه‬

‫بالذهـب لنـه يروج فـي كـل بلد " بخلف هذه الدراهـم السـماعيلية فرواجهـا فـي عمالة‬

‫المغرب فإذا خرجت منها فل تروج إل ببخس " ‪.‬‬

‫وقد أمر المولى محمد بن عبد الرحمان بضرب الدرهم الشرعي عام ‪ 1285‬هـ‬

‫‪ 1868 /‬م والعتماد عل يه وحده فـي المعاملت والنكحـة والعقود و قد أرجعهـا بذلك إلى‬

‫أصلها الذي أسسه سلفه عام ‪ 1180‬هـ‪ 1766 /‬م وقيمته عشرة دراهم في المثقال ويعاقب‬

‫كل من خالف ذلك ( الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪. ) 231‬‬

‫و( الدر هم الح سني ) أو ( الح سني ) ف قط كان ي ساوي الع شر الوا حد من الر (‬

‫‪ ) 1 / 10‬و قد أضاف المولى ع بد العز يز إلى الدر هم أرب عة نقود من ( البرو نز ) هي‬

‫الموزونة وقيمتها السمية سنتيم واحد والوجهين أي موزونتان اثنتان‪.‬‬

‫وكان الدرهـم الفضـي الصـحراوي مربعـا فـي العهـد الموحدي يتعامـل بـه فـي‬

‫الصحراء ولكنه في الغالب مدور الشكل يحمل في أحد وجهيه اسم مكان السك أو الضرب‬

‫‪72‬‬
‫( تطوان أو الرباط أو مراكش أو فاس ) وفي الوجه الخر قيمته وقد سك الدرهم المغربي‬

‫الصحراوي في عهد السلطان مولي الرشيد والمولى سليمان وزيف وزنه من الفضة الذي‬

‫انخفض إلى جرام ونصف بدل جرامين وربع وكان الدرهم يحمل اسم السلطان الذي سكه‬

‫وقد استمر هذا النظام إلى عهد السلطان الحسن الول الذي ضرب العملة في أروبا ورفع‬

‫الوزن الشرعي للدرهم إلى جرامين وربع أي ‪ 30‬سنتيم فرنسية ‪ ،‬وقد ذكر ( ابن حوقل )‬

‫أن دار السـكة كانـت تضرب بالندلس كـل سـنة مـا قيمتـه مائتـا ألف دينار وكان الدرهـم‬

‫ي ساوي ‪ ( 1 / 17‬جزء من سبعة ع شر جزءا من الدينار ) ( كتاب الم سالك والممالك )‬

‫( طبعة ‪ Goege‬ص ‪ / ) 194‬النفح ج ‪ 1‬ص ‪ . ) 130‬ووزنه بالندلس ‪ 3 ،3‬جرام (‬

‫راجع الرطل – ( ‪) W. Hinz Islamische… etc‬‬

‫كما كان الدرهم يطلق أيضا على ثوب من الحرير والقطن ( رسالة الحسبة لبن‬

‫عبد الرؤوف ص ‪ 86‬ودوزي ج ‪ 1‬ص ‪. ) 438‬‬

‫" المرا هم في أحكام ف ساد الدرا هم " لح مد بن ع بد العز يز الهللي ( خم ر قم‬

‫‪ / 4076‬رحلة ابن بطوطة ج ‪ 2‬ص ‪) 179‬‬

‫‪ -‬الدر هم والدينار ‪ :‬مقد مة ا بن خلدون ج ‪ 1‬ص ‪/ 456‬ال صداف المنف ضة عن‬

‫حكـم صـناعة دينار الذهـب والفضـة " ألفـة أحمـد حمدون الجزنائي فـي دار السـكة أحمـد‬

‫الذهـبي وصـف عمليـة سـبك الذهـب بهذه الــدار وأحكام السـكاكيـن ( نسـخة بالمكتبـة‬

‫الكنونية بطنجة )‪.‬‬

‫‪ -‬الدراهم السعدية ( تاريخ الدولة السعدية ص ‪) 66‬‬

‫‪ -‬الدر هم في الندلس ( أ سبانيا الم سلمة ص ‪ ( ) 76‬المو سوعة ال سلمية ج ‪2‬‬

‫‪73‬‬
‫ص ‪) 328‬‬

‫‪ -‬الدرهطم الشرعطي فـي عهـد السـلطان سـيدي محمـد بـن عبـد الرحمان العلوي‬

‫( الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪. ) 231‬‬

‫‪ -‬الدر هم والدينار – صحيفة مع هد الدرا سات ال سلمية في مدر يد ص‬

‫‪( 6‬عدد ‪) 2 – 1‬‬

‫‪Bel‬‬ ‫‪: Contribution à l’étude des dirhams de l’époque‬‬


‫‪almohade , Hesp – T 16 , 1933 .‬‬

‫‪ -‬أربعة قرون من تاريخ المغرب – مارتان ص ‪. 12‬‬

‫ثم صار الر يساوي عام ‪ ) 13 ( 1949‬درهما ونصف درهم و ‪ 1 ، 296‬فلسا‬

‫وفـي عام ‪ 1899‬صـار الر يعادل عشريـن قرشـا و ‪ 3 ، 120‬مـن الفلوس وفـي عام‬

‫‪ 1788‬ضربت في أسبانيا سلسلة من النقود المغربية وكانت هنالك نقود نسمى بالزلغي‬

‫تتجزأ إلى نصف فلس وثلثه وربعه وخمسه ‪.‬‬

‫وكان الدوبـل ( وهـو تكـبير دبلون عنـد السـبان ) يسـتعمل فـي فاس وهسـكورة‬

‫وتونس وتساوي قيمته عند كل من المرينيين والحفصيين وبني الحمر في غرناطة ما‬

‫يعادل ‪ 13 ، 50‬فرنكا ‪ .‬أما العملة التي كانت أساس التعامل بالمغرب في العهد الحسني‬

‫ف ما ب عد ف قد و صفها الدكتور ف سجيربر في كتا به ( الدار البيضاء والشاو ية عام ‪) 1900‬‬

‫ح يث ذ كر أن أ ساس نظام العملة كان هو المثقال الم ستعمل مثل في المعاملت العقار ية‬

‫والبيوع بالمزايدة والذي كا نت قيم ته تعادل ‪ 30‬سنتيما فرن سيا بال صرف الوق تي إذ ذاك‬

‫وكان المثقال يصرف هكذا ‪:‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ 10‬أوقيات‬ ‫=‬ ‫‪ ‬المثقال‬

‫‪ 4‬موزونات‬ ‫=‬ ‫‪ ‬الوقية‬

‫‪ 6‬فلوس‬ ‫‪ ‬الموزونة =‬

‫‪ 6‬قواريط‬ ‫=‬ ‫‪ ‬الفلس‬

‫غ ير أن هذه النقود كا نت مجرد عملة تقدير ية للح ساب أ ما العملة الرائ جة ف هي‪:‬‬

‫النقود الذهبية ‪:‬‬

‫اللويز ‪ 20‬فرنكا فرنسيا‬

‫النقود الفضية‪:‬‬

‫‪ ‬الر = الدورو ( السباني ) = ‪ 4‬فرنكات‬

‫‪ ‬نصـف ر = ‪ 2‬بسـيطات = ‪ 2‬فرنكات ( أو فرنـك أو ‪60‬‬

‫قرش )‬

‫‪ ‬ربع ر = فرنك واحد‬

‫‪ 1 / 10 ‬ر = ‪ 50‬س أسباني = ‪ 40‬س فرنسي‬

‫‪ 1 / 20 ‬ر = ‪ 25‬س أسباني = ‪ 20‬س فرنسي‬

‫عملة النحاس ‪:‬‬

‫‪ ‬نقود أسبانية تساوي ‪ 10‬أو ‪ 5‬س‬

‫‪75‬‬
‫‪ ‬موزونة واحد تساوي أقل من سنتيم‬

‫‪ ‬فلس يساوي عشر موزونة‬

‫وقـد عثـر فـي الفنيدق عام ( ‪ ( ) 1955‬قرب باب سـبتة ) على مجموعـة مـن‬

‫النقود الموحدية المربعة الشكل وتشير وثائق مدينة ( مافرة ‪ ) Mafra‬بالبرتغال إلى هذه‬

‫النقود ‪.‬‬

‫وم ند الحما ية وق عت أز مة عام ‪ 1917‬بخ صوص معدن الف ضة فلم يو جد العدد‬

‫الكافي من العملة الحسنية الفضية للتعامل وأدى ارتفاع ثمن معدن الفضة عام ‪ 1919‬إلى‬

‫ارتفاع السعر والمساواة في البنك المخزني بين " الحسني " والفرنك الفرنسي ‪.‬‬

‫و في عام ‪ 1920‬انت هت الز مة ال تي اضطر بت من جرائ ها الحر كة التجار ية‬

‫الدول ية و في (‪ 21‬يون يه) من ن فس ال سنة أل غت سلطات الحما ية (الح سني) وأقرت مكا نه‬

‫(الفر نك الفرن سي) فد خل المغرب لول مرة في تاري خه ض من عملة أجنب ية و هي عملة‬

‫استعمارية موحدة بين أقطار ما وراء البحار الخاضعة للنفوذ الفرنسي ‪.‬‬

‫ويم كن أن نل خص في ما يلي تطور سك العملة المغرب ية في الع هد العلوي طوال‬

‫ثلثة قرون والسباب التي دعت إلى كثير من التغيير في هذا المجال ففي آخر السعديين‬

‫جرفـت بالمغرب أزمـة خطيرة سـياسية واجتماعيـة واقتصـادية وتمخـض الضطراب‬

‫السـياسي وانحلل الحياة الحضريـة والحروب والوبئة عـن تأزم الوضـع المالي فتقلص‬

‫الرصيد المعدني الذي كان في خزائن المخزن السعدي مما أدى إلى انهيار العملة وغياب‬

‫الدينار الذهبي والدرهم الفضي من السوق نظرا لنعدام المعدنين وبذلك انهارت الحركة‬

‫التجارية التي كانت مزدهرة في البحر البيض المتوسط وتحللت معها أسباب الرواج في‬

‫‪76‬‬
‫المغرب فاسـتحالت العملة إلى فلوس نحاسـية مزيفـة وأصـبحت تركـة بيـت المال مثقلة‬

‫بالمشاكـل ع ند ظهور الدولة العلويـة فهـب المولى الرشيـد ( ‪ 1082 – 1075‬هــ ) إلى‬

‫إنعاش الخزينـة الماليـة العامـة بسـك عملة متماسـكة ومراجعـة النظام الجبائي وحذف‬

‫الضرائب الفاد حة ال تي كا نت تئن ت حت عبئ ها الطبقات الفقيرة و في عام ( ‪ 1077‬ه ـ ‪/‬‬

‫‪ 1666‬م ) ضرب صنفا جديدا من الدر هم الف ضي هو الموزو نة ( تزن ‪ 0 ، 70‬غرام )‬

‫للقضاء على المقايضات التي أصبحت أداة التبادل في السوق ثم عمد السلطان الشاب إلى‬

‫مساعدة تجار الحواضر ومن بينها عاصمة فاس بسلف من ماله الخاص بلغ قدره خمسين‬

‫طنا من الفضة المسكوكة فأسفر هذا الصلح الولى عن نوع من النطلق بدل الجمود‬

‫الذي سـاد الحركـة التجاريـة وعـم النطلق سـك العملة الصـالحة فـي مضارب فاس‬

‫وسجلماسة ومراكش والرباط ضمن لمركزية أعطت لكل إقليم استقلل في ضرب النقود‬

‫لتشجيع التجارة الجهوية وبعد ذلك بأربع سنوات ( عام ‪ ) 1670‬بدأ سك العملة النحاسية‬

‫الجديدة لل ستعاضة عن الفلوس الرائ جة وإقرار قيمت ها بالقضاء على التغييرات المحل ية‬

‫وبذلك انت عش الر صيد الذ هبي المتم ثل في الدينار والذي أ صبحت تزخر به بيوت المال‬

‫وانخفضت المعادلة بين الدينار والذهب إلى نصف السدس ( ‪ ) 1 / 12‬بدل العشر ( ‪10‬‬

‫‪ ) 1 /‬ك ما كان ال مر في ع هد ال سعديين وكا نت هذه القي مة مخ صصة لب عض المجالت‬

‫والصفقات هي الدية والعقود والنكحة والقسم كما يقول شاعر الفقهاء ‪:‬‬

‫الصرف في الدينار ( يب ) فاعلم‬

‫‪77‬‬
‫في دية عقد نكاح قسم‬

‫ولكنها عممت لمحو كل عوامل الفوضي والمضاربة وبوفاة المولى الرشيد عام‬

‫( ‪ 1139‬ه ـ ) لم ي كن المغرب قد ا ستكمل بنيات كيا نه فت صدى ال سلطان الخلف المولى‬

‫إ سماعيل ( ‪ 1082‬ه ـ – ‪ 1139‬ه ـ ) خلل زهاء ن صف قرن لتقو يم بقا يا الخلل الذي‬

‫كان ينخـر دواليـب الدارة المخزنيـة ووسـائل الرواج القتصـادي حيـث شعـر بأن إقرار‬

‫عملة قوبـة صـحيحة خاليـة مـن كـل زيـف هـي الذريعـة الوحيدة لضمان حيويـة التجارة‬

‫واستقرار مدا خيل بيت المال فسك ( البندقي ) كأول دينار علوي مقتبس من البندقية التي‬

‫كان للمغرب معها منذ قرون صلت تجارية عبر البحر البيض المتوسط فأصبح البندقي‬

‫عملة ذات قيمة في هذا المجال الحيوي من المبادلت المتوسطية وبدأ سك البندقي الذهبي‬

‫بمكناس العاصمة ثم فاس ومراكش بينما بقيت فلوس النحاس ودرهم الفضة تضرب في‬

‫كل الحوا ضر م ثل الرباط وأ سفي فازد هر بذلك القت صاد المغر بي في روا جه الداخلي‬

‫وتبادله مـع الخارج وبالرغم عن الزمة السياسية التي أعقبت وفاة المولى إسماعيل عام‬

‫(‪1139‬هـ) بتناحر المراء حول العرش فإن الوضع المالي لم يعرف خلل ول اضطرابا‬

‫لقوة هيكلته ‪.‬‬

‫وبعد نحو ثلثين سنة خلع خللها السلطان المولى عبد ال بن المولى إسماعيل‬

‫مرارا ارت قى أري كة العرش نجله وخليف ته ب ـمراكش المولى مح مد بن ع بد ال ( ‪1171‬‬

‫هـ ‪ 1204 /‬هـ ) فتعددت النقود وتوافرت معامل سك العملة واتجه المير الشاب نحو‬

‫تقليص النقود الجنبية الرائجة في المغرب وذلك بتقويم جديد للنقد الذهبي وتعزيز عملة‬

‫( البند قي ) دون الم ساس بالموزو نة الذهب ية ولك نه أعاد للدر هم الف ضي وز نه الشر عي‬

‫(وهـو ‪ 2 ، 93‬غرام ) أي مـا يقارب ثلثـة غرامات و( المثقال ) الذي أصـبح يسـاوي‬

‫‪78‬‬
‫ن صف البند قي غ ير أن الرواج لم ينت عش لن الثرياء عمدوا إلى خزن الذ هب والف ضة‬

‫نظرا لقيمت ها فاض طر ال سلطان إلى توف ير كميات الم سكوكات ا ستعانة بمعا مل ال سك في‬

‫مدريـد ولكنـه عاد إلى القتصـار على السـك المحلي لموجهـة تيار المبادلت الخارجيـة‬

‫المت صاعدة وال تي نت جت عن المعاهدات ال تي أبرم ها مح مد الثالث مع الكث ير من دول‬

‫أرو با و مع الوليات المتحدة المريك ية ال تي كان أول من اعترف با ستقللها وع قد مع ها‬

‫أول اتفاقيـة تتجدد كـل تصـف قرن وكان العدول إلى القتصـار على معامـل الضرب‬

‫المغربي راجعا إلى ثقل وطأة الر على اقتصاد البلد ‪.‬‬

‫والوا قع أن ال ستقرار ال سياسي الذي عر فه المغرب في ع هد المولى مح مد بن‬

‫عبد ال بدأ يتقلص بسبب اضطرابات جرفت بمختلف القبائل التي شجعها تناحر المراء‬

‫على العرش على التمرد ضد السلطة المخزنية فاضطر المولى سليمان بن المولى محمد‬

‫بن ع بد ال خلل ن حو ثلث ين سنة من قبض ته على زمام ال مر ( ‪ 1206‬ه ـ – ‪1238‬‬

‫هـ ) إلى بذل جهد كبير لقرار المن وتطوير التجارة والمبادلت فسك صنفا جديدا من‬

‫( البندقـي ) مـع درهـم أقـل وزنـا وظـل معدن الذهـب والفضـة المسـكوك مخزونـا فـي‬

‫ال صناديق الخا صة ولم ت كن تروج في ال سواق سوى الفلوس غ ير الم سكوكة و ما لب ثت‬

‫التجارة المغرب ية ب عد وفاة المولى إ سماعيل أن أ صبحت ضح ية لتهالك العملت الجنب ية‬

‫على المراسي المغربية وخصوصا منها الر السباني والدينار الفرنسي( ‪ )écu‬الذين ما‬

‫لبثا أن غمرا السوق في طليعة عملت المبادلت المغربية ‪.‬‬

‫وكان الخرج في عهد المولى محمد عبد ال عبارة دول أروبا ل سيما بعد وقعة‬

‫( إي سلي ) و سطو فرن سا على الجزائر على غ ير سماط الذ هب يحتوي على ألف جرح‬

‫ي ضم ألف ين من الدنان ير (ال ستقصا ج ‪ 4‬ص ‪ )93‬وه نا تجرأت دول أور با ل سيما ب عد‬

‫‪79‬‬
‫وق عة (إي سلي) و سطو فرن سا على الجزائر على اختلق دوا عي الخلف والمناوشات في‬

‫حدود ما ب ين المغرب والجزائر خا صة بوجدة ومدن وقرى ال صحراء الشرق ية المغرب ية‬

‫فانش غل المغرب في الدفاع عن كيا نه ل سيما ب عد إجباره على التخلي عن أ سطوله في‬

‫العهـد السـليماني ومـع ذلك فإن المغرب عرف اسـتقرا فـي عهـد السـلطان المولى عبـد‬

‫الرحمان بـن هشام الذي قام بإصـلحات جذريـة وجدد نظام الجيـش وأنعـش الزراعـة‬

‫والصـناعة بآلت عصـرية وقـد بلغ عدد رؤوس الغنام والبقار فـي آخـر عهده ( ‪) 48‬‬

‫مليون رأس في حين ل يتجاوز هذا العدد في مجموع الشمال الفريقي ( ‪ ) 25‬مليون‪.‬‬

‫وقـد اصـطدم المولى محمـد بـن عبـد الرحمان ( ‪ 1276‬هــ – ‪ 1290‬هــ)‬

‫بعراقيل مختلفة داخل وخارجا فتت في عضده ل سيما بعد حرب تطوان ( ‪ 1276‬هـ –‬

‫‪ ) 1859‬التـي لم تنفرج بانسـحاب العدو منهـا إل بعـد اللتزام بمـا سـمي آنذاك بنفقات‬

‫الحرب قدر ها ( مائة مليون ب سيطة ) اض طر ال سلطان مع ها إلى القتراض من أنجلترا‬

‫وإفراغ بيـت المال لمواجهـة نهـم السـبان وأطماعهـم فكان فـي ذلك انهيار محقـق‬

‫لقت صاديات المغرب الذي كف عن سك النقود عدا فلوس النحاس ال تي ظلت نحوا من‬

‫عشرين سنة هي عملة المبادلت الوحيدة فقيض ال للمغرب أميرا شابا عرف كيف يدافع‬

‫بيـن الدول ظـل عرشـه فوق صـهوة جواده نحـو العقديـن مـن السـنين ضمـن " حركات "‬

‫لتمهيد البلد وإعادة الطمأنينة والمن وهذا الشاب هو ( المولى الحسن الول ) ( ‪1290‬‬

‫ه ـ – ‪ 1311‬ه ـ ) فغ ير العملة وخلق ( الر الح سني ) أك ثر وز نا من الر ال سباني‬

‫فكان وزن هذا الخيـر ( ‪ ) 27‬غرامـا بينمـا بلغ وزن المثقال المغربـي ( ‪) 29, 11‬‬

‫غراما‪.‬‬

‫و قد سك ال صنف الول من الر المغر بي ببار يس عام (‪ 1299‬ه ـ‪ 1882/‬م)‬

‫‪80‬‬
‫بنقود فرعية تبلغ نصف الر وربعه وعشره ونصف عشره ثم توالت التفريعات في العهد‬

‫العزيزي إلى أول القرن العشر ين ( ‪ ) 1900 – 1318‬وكان الق صد من ر فع وزن الر‬

‫المغربي بالنسبة للر السباني الفضي أن ينافسه بسهولة وأن تستعيد العملة المغربية ما‬

‫كان لها من ثقل ونفوذ بين العملت الجنبية ولكن الوضع السياسي المتردي في المغرب‬

‫جعل الريالين يروجان في مستوى واحد قبل أن يتفوق الر الجنبي على العملة الوطنية‬

‫فكثرت المضاربات وبيع الر المغربي بأبخس الثمان ليذوب ويسك من جديد في أسبانيا‬

‫قبل أن يعود إلى المغرب وقد خفف وزنه ببعضة من الغرامات وهنا اضطروا (أبا حماد)‬

‫الذي كان و صيا على العرش إلى التفك ير في و سيلة إ صلح هذا الحال ف تم خ فض وزن‬

‫الر المغر بي إلى ( ‪ ) 25‬غرام على ن سق الوحدة ال تي كا نت أ ساس العملة اللتين ية ب ين‬

‫دول البحر البيض المتوسط فظهر ( الر العزيزي ) بفلوسه الفرعية التي سكت بباريس‬

‫وبرليـن وبيرمانغام وهنـا سـيطرت الدسـاس السـتعمارية على الوضـع القتصـادي فـي‬

‫المغرب الذي ازداد انهيارا بالتفاقات السرية التي أبرمت بين الدول الستعمارية لتقسيم‬

‫إفريقيا الشمالية (وفي ضمنها مصر) ومع ذلك ظل الر الحسني رائجا إبان الحماية إلى‬

‫أن ألغـي ليقوم مقامـه الفرنـك الفرنسـي بعـد فترة قصـيرة ظهـر فيهـا عام (‪ )1920‬الر‬

‫اليوسفي وموزونات النحاس فبلغ عدد النقود المسكوكة بين الحسن الول والمولى يوسف‬

‫سبعة وثمانين (راجع الحسني)‪.‬‬

‫وكان الدخل الفردي وهو ما يتقاضاه كل فرد من أفراد المجتمع المغربي شهريا‬

‫أو سنويا يعلو ويسفل حسب العصور وتبعا لطبقات المة وقد اتضح من تحقيقات قام بها‬

‫(دوكامبـو) صـاحب كتاب ( المغرب – مملكـة تنهار ) ( صـدر عام ‪ 1886‬م‪ 1304/‬م)‬

‫أن أسرة مغربية مركبة من الولدين وستة أطفال كان دخلها يبلغ آنذاك ( ‪ ) 24‬فرنكا في‬

‫‪81‬‬
‫الشهر تنفق منها على كل حاجاتها ( ‪ ) 19‬وتقتصد خمسة‪.‬‬

‫والمكوس هي الضرائب غ ير الشرع ية ومن ها المغارم والوظي فة والقبالة وكا نت‬

‫البضائع المجلو بة للمدي نة خا صة لحقوق البواب و هي مكوس تقدرب ( ب سيطة ون صف‬

‫ح سني ) ل كل ح مل في خ صوص المواد الم صنوعة و ( ب سيطة واحدة ) للمواد الفلح ية‬

‫و( ن صف ب سيطة ) للمزروعات وثل ثة أرباع للحل فا وال سبيب النبا تي والفوا كه الطر ية‬

‫و قد أعفى المخزن من هذه المكوس مواد كالع شب والتبن والف حم والخشب والخضروات‬

‫الطرية وقد صدر ظهير شريف لضبط المكوس بتاريخ ( ‪ 10‬جمادى الثانية ‪ 1306‬هـ ‪/‬‬

‫‪ 12‬فبراير ‪ 1889‬م ) فيبلغ ( ‪ )%10‬إلي أوائل هذا القرن بالن سبة للبضائع المجلو بة من‬

‫أروبا غير أنها تراوحت بالنسبة للسلع الخرى بين ( ‪ ) 5%‬لنسجة الصوف والبلغي‬

‫والمخدات المطرزة والجلبيـب والتمـر والحايـك و ( ‪ ) 12‬بسـيطة ونصـف للقنطار مـن‬

‫مناطق الصوف والجلود ‪.‬‬

‫وكانت المكوس تؤجر أي يباع حق جمعها بعد عرضها للمزاد العلني ويمضي‬

‫المشتري عقدا يلتزم ف يه بالشروط ال تي قرر ها المخزن كاحترام قوان ين المكوس وأ سعار‬

‫وقبول مراجعـة التقاعـد عنـد ظهور منافـس وأداء القدر الملتزم بـه كامل دون ادعاء‬

‫الخ سارة وتولى الم ين مراق بة وا ستخلص الواجبات ( را جع ر سالة سلطانية إلى أمناء‬

‫م ستفاد بمرا كش ( ‪ 1310‬ه ـ ‪ 1893 /‬م ) ( خع ‪ ) 136‬وأخرى إلى أمناء المدخولت‬

‫بمرا كش ( ‪ 1305‬ه ـ‪ 1888/‬م ( خع ‪ ) 263‬وكان البا شا اح مد بن علي الري في عا مل‬

‫تطوان يدفع إلى السلطان مولي إسماعيل حوالي(‪ )120‬قنطارا من الفضة أو (‪)40.000‬‬

‫ليرة ذهبية ( راجع تاريخ المستربريت وايت الضابط النجليزي ص ‪ 42‬عام ‪ 1139‬هـ‬

‫‪ 1726 /‬م ) تاريخ تطوان لداود ج ‪ 2‬م ‪.)179‬‬

‫‪82‬‬
‫وفي عام ( ‪ 1171‬هـ ‪ 1757 /‬م) وظف سيدي محمد بن عبد ال مكوسا على‬

‫المواز ين في قاعات ال سمن والز يت وقدر ها بخ صوص فاس (‪ 300‬مثقال) في الش هر‬

‫(الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪ )93‬و(‪ )500 . 000‬مثقال سنويا أي نحو ( ‪ ) 2500 . 000‬فرنك‬

‫حسب سعر الفرنك في ذلك العصر ‪.‬‬

‫)‪(surdon, la France en Afrique du Nord p : 241‬‬

‫و قد أ سقط المولى سليمان هذه المكوس ال تي كا نت كاف ية ل صوائر الدولة تعادل‬

‫مال المرا سي وأعشار القبائل و قد ن تج من حذف الم كس ن مو المرا سي وتوا فر العشار‬

‫ال تي بل غت في كل قبيلة ( ‪ ) 30. 000‬بدل ( ‪ ) 10 .000‬مثقال ( ال ستقصا ج ‪ 4‬ص‬

‫‪)169‬‬

‫و قد أحد ثه من جد يد المولى ع بد الرحمان ( عام ‪ 1266‬ه ـ ‪ 1849 /‬م ) في‬

‫خصوص الجلد ثم البهائم واستـفحل فـي عهد ولده سيدي محمـد بـن عبد الرحمان‬

‫ـ‪1861/‬م)‬
‫ـث فرض على البواب ( عام ‪ 1288‬هــ‬
‫ـتقصا ج ‪ 4‬ص ‪ ) 201‬حيـ‬
‫(السـ‬

‫وتعميمه ( عام ‪ 1299‬ه ـ‪ 1881/‬م) وبعدما سدد المغرب ديو نه إزاء ا سبانيا إ ثر حرب‬

‫تطوان أوا خر (‪ 1303‬ه ـ‪1885/‬م) حذف مكوس البواب و هو ما سماه النا صري في‬

‫الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪ ) 264‬يرفع العطاء في سائر البواب‬

‫را جع (ق مع أ هل الرعو نة في إطلق الم كس على التوظ يف والمعو نة لعلى بن‬

‫محمد السمللي ( ‪ 1311‬هـ ‪ 1893 /‬م ) نسخة بخزافة دار المخزن بفاس( لسلوة ج ‪3‬‬

‫ص ‪.)51‬‬

‫المانة والمناء‬

‫‪83‬‬
‫الميطن ‪ :‬اسـم يطلق على رئيـس الحرفـة فـي المغرب العربـي والندلس يقابله‬

‫العريف في الشرق وإن كانت هذه الكلمة تستعمل عندنا أيضا بمعنى أمين بعض الحرف‬

‫كعر يف الجزارة وكان ل كل حن طة أمين ها يختاره أعضاؤ ها من بين هم فيف صل بين هم في‬

‫النزاعات وير فع أحكا مه للمحت سب للت صديق علي ها وإضفاء الطا بع التنفيذي علي ها ك ما‬

‫يضمن العامل إذا كان من خارج المدينة إذ بدون هذه الضمانة يعتذر عليه ممارسة مهنته‬

‫ولكن المانة اتخذت معاني أوسع‪.‬‬

‫‪ -‬أميطن المناء ‪ :‬لم يكـن وزيرا للماليـة وإنمـا كان يسـهر على تعييـن‬

‫أمناء المراسـي والملك المخزنيـة والمسـتفادات وهـي الضرائب‬

‫المباشرة وكان ي سمى الم ين ال كبير و قد أ صبح مركزه بالرباط ب عد‬

‫أن صارت عا صمة ول عل النا ظر في العراق في الع صر العاب سي‬

‫شبيه بالمين فالناظر هو الموظف المعنى بالمور المالية يرجع إليه‬

‫أول ولي ته مقدار الضرائب على الموال في الول ية والمؤدى من ها‬

‫حقا والباقي الخ ‪.‬‬

‫وي سمى النا ظر مشار فا إل أن المشارف يز يد عل يه أن الحا صل من الم ستخرج‬

‫يكون مودعا عنده وتحت إشرافه وكان أمين المناء عام (‪ 1283‬هـ‪ 1866/‬م) في عهد‬

‫سيدي محمد بن عيد الرحمان هو السيد محمد بن المدني بنيس ‪.‬‬

‫‪ -‬أمين بيت المال ‪ :‬مثل عبد العزيز بن عبد ال الدمناتي السكتاني في‬

‫عهد المنصور السعدي ( درة الحجال ج ‪ 2‬ص ‪ ( ) 378‬راجع بيت‬

‫المال ) وأميـن بيـت مال مراكـش قبله سـليمان بـن إبراهيـم قاضـي‬

‫‪84‬‬
‫ـ‪ 1514/‬م) ( الدرة ص‬
‫ـش المولود عام ( ‪ 920‬هــ‬
‫ـبة مراكـ‬
‫قصـ‬

‫‪.) 479‬‬

‫‪ -‬أم ين الث غر ‪ :‬ا ستعمل هذا الل فظ أوا سط الدولة العلو ية بمع نى جا بي‬

‫حقوق الجمرك بالمراسي ومراكز الحدود البرية حل محله لفظ أمين‬

‫الديوانة ( ملحق العز والصولة ج ‪ 1‬ص ‪) 397‬‬

‫‪ -‬أم ين الحسابات العام ‪ :‬يتلقي سجلت الح سابات من أمناء المراسي‬

‫ــــذ القرارات‬
‫ونظار الحباس ووكلء الغياب ويشرف على تنفيـ‬

‫والنظ مة المتعل قة بهذه الوظائف طب قا للمعاهدات المبر مة مع الدول‬

‫الجنب ية ك ما يرا قب مداخ يل أعشار المحا صيل الزراع ية وح سابات‬

‫قواد البوادي في خصوص أعشار قبائلهم وعزائب المخزن وما فيها‬

‫مـن ماشيـة فهـو يشرف إذن على الحسـابات العامـة لدخـل الدولة‬

‫ومصروفاتها ‪.‬‬

‫‪ -‬أمين الخرج ‪ :‬موظف مكلف بإخراج أرصدة محددة من بيت المال‪.‬‬

‫‪ -‬أمين الخرص ‪ :‬جاب يقوم في البادية مصحوبا بعدول زمن الحصاد‬

‫ـيل‬
‫ـة على المحاصـ‬
‫ـة الموظفـ‬
‫ـر الزكوات والعشار الشرعيـ‬
‫لتقديـ‬

‫الفلحية وقد خلفه نظام الترتيب في العهد العزيزي ‪.‬‬

‫‪ -‬أمين الدخل ‪ :‬موظف كان يصحب السلطان في حله وترحاله لتلقي‬

‫أموال الموتى بها وتسجيلها في لئحتين تقدم إحداهما للصدر العظم‬

‫مـن اجـل إطلع السـلطان عليهـا والخرى تحال على أميـن المناء‬

‫‪85‬‬
‫الذي كان عبارة عـن وزيـر الماليـة ويتولى الميـن دفـع هذا الدخـل‬

‫أسبوعيا لبيت المال ( العز والصولة ج ‪ 2‬ص ‪. ) 397‬‬

‫‪ -‬أم ين الديوا نة ‪ :‬جاب يق بض الر سوم الجمرك ية بالمر سى ومرا كز‬

‫الحدود البرية وكان يسمى أمين الثغر ‪.‬‬

‫‪ -‬أمين الشكارة ‪ :‬هو أمين العتبة المكلف بالنفاق على القصر الملكي‬

‫مدة إقامة السلطان به ‪.‬‬

‫‪ -‬أميطن الصطائر ‪ :‬المكلف بالنفقـة على القصـور والسـرة المالكـة فـي‬

‫المواقيت التي يقررها السلطان مشاهرة أومساهنة وكان أيضا مكلفا‬

‫بصرف ما يسمى (التنافيذ) وهي الداءات بأمر من الصدر العظم‬

‫وتنفيذا لمر سوم سلطاني وأداء مرتبات الموظف ين وأجور الج ند ب عد‬

‫تأشير أمين المناء ‪.‬‬

‫‪ -‬أميطن الصطرة ‪ :‬هـو المؤتمـن على صـرة المال التـي يوجههـا الباب‬

‫العالي إلى الحرمين وقد أمر السلطان سيدي محمد بن عبد ال ركب‬

‫ال حج الذي ترأ سه الش يخ ع بد الكر يم بن يح يي عام ( ‪ 1199‬ه ـ‪/‬‬

‫‪ 1784‬م) وحمــل معــه ‪ 350‬ألف مثقال إلى أشراف الحرميــن‬

‫والحجار والي من أن ي مر بالق سطنطينية ح تى يرا فق إلى ال حج أم ين‬

‫الصـرة العثمانـي ولم يكـن ذلك عاديـا وإنمـا فعله السـلطان حتـى ل‬

‫يتعرض ولده (اليزيـد) هذا الركـب وينتزع منهـم المال فبعثهـم بحرا‬

‫في ب عض قرا صين ال سلطان ع بد الحم يد فل ما و صلوا إلى العا صمة‬

‫‪86‬‬
‫العثمانية وجدوا أمين الصرة قد ذهب فأقاموا إلى العام المقبل‪.‬‬

‫‪ -‬أمين العتبة ‪ :‬هو أمين الصائر المكلف بالنفاق على القصر الملكي‬

‫عندما يقيم به الملك ويسمى كذلك ( أمين الشكارة ) له مركز خاص‬

‫فـي إحدى بنائق القصـر الملكـي يقوم بتنفيـذ النفقات عندمـا يتلقـى‬

‫بطاقات من ال صدر أو أم ين المناء أو الحا جب فمهم ته هي ال سهر‬

‫على مـا يطرأ مـن تغييرات على مواد القصـور السـلطانية وتسـجيل‬

‫مسـتحقاتها وحاجاتهـا وتزويدهـا بذلك مـع مراقبـة الحسـابات الواردة‬

‫عل يه من أمناء أو وكلء " ال صائر " ( أي النفقات ) في كل ق صر‬

‫والتوق يع علي ها وانت ساخ صورة من كشوف النفقات ق بل أن يقدم ها‬

‫المناء للسـلطان مـع مسـك مفاتـح صـناديق السـلطان والسـهر على‬

‫محتواها وصرف أجور عبيد البخاري ‪.‬‬

‫‪ -‬أميطن العسطكر ‪ :‬الموظـف المكلف بالنفاق على الجنـد وهـو خاضـع‬

‫للعلف ‪.‬‬

‫‪ -‬أميطن القاضطي ‪ :‬كان عمله عنـد العباسـيين هـو حفـظ أموال اليتام‬

‫والعناية بها وكان يسمى أيضا أمين الحكام أو أمين الحكم وهذا عمل‬

‫يقوم به القا ضي نف سه عند نا و قد يكلف به أ حد م ساعديه وخا صة‬

‫خليفته ‪.‬‬

‫‪ -‬أمين الفرقوش ‪ :‬وهي الدواب المخزنية المستخدمة للنقل فهو يراقب‬

‫الخيول والبغال والجمال التـي هـي ملك الدولة ويقوم بتعويـض مـا‬

‫‪87‬‬
‫هلك منها والسهر على تجهيزها وصيانتها ‪.‬‬

‫‪ -‬المين الكبير ‪ :‬أمين المناء أي وزير المالية ‪.‬‬

‫‪ -‬أميططن المرس ‪ :‬جاب تناط بــه مهمــة حيازة العشار والزكوات‬

‫الفلحية ‪.‬‬

‫‪ -‬أم ين المر سى ‪ :‬كان للمرا سي المغرب ية الثمان ية أمناء وردت لئ حة‬

‫أسمائهم بالنسبة لعهد محمد الثالث في كناشة الوزير محمد الطيب بن‬

‫اليماني (أبي عشرين) ومن المناء العلمة عبد الرحمان بن عبد ال‬

‫لبريس كان أمينا بمرسى الدار البيضاء وهذا المين هو حامي حقوق‬

‫الجمرك أو الديوانـة بالمرسـى (العـز والصـولة ج ‪ )497‬بإشراف‬

‫أمناء العتاب الشريفة بالقصر الملكي يدفعها لهم مقابل وصل يعين‬

‫فيه قدر الوسق ( أي الصادر ) عن كل شهر أو ما دفعه المين من‬

‫مبالغ ماليـة معينـة بأمـر السـلطان وهؤلء المناء هـم الذيـن يقدمون‬

‫بمراجعة مدخول المستفاد ‪.‬‬

‫‪ -‬أميطن المسطتفاد ‪ :‬ظـل هذا المنصـب قائمـا إبان الحمايـة منـه محمـد‬

‫البرجالي بسل المتوفى بالربعينات ( ‪Villes et tribus . Rabat‬‬

‫‪./ et sa région‬المناء في العهد الموحدي قاعدة في الحسبة لبن‬

‫تيمية‬

‫‪ -‬أ بو سالم العيا شي ( ‪ 1090‬ه ـ ‪ 1979 /‬م ) له " معو نة المكت سب‬

‫وبغيـة التاجـر المحتسـب " ارجوزة مـع الشرح المذكور " ارشاد‬

‫‪88‬‬
‫المنتسب " خع ‪ 1957‬د ( ‪ 193‬ص ) ‪ /‬خم ‪. 6513‬‬

‫‪ -‬أحمـد بـن خالد الناصـري صـاحب " السـتقصا " له رسـالة صـغيرة‬

‫حول "مقار نة مع الول ية والقضاء ( خم ‪ 2295‬د ( مجموع = ‪– 6‬‬

‫‪)8‬‬

‫‪ -‬أح مد بن سعيد المجلدى ( ‪ 1094‬ه ـ ‪ 1682 /‬م ) ( سلوة النفاس‬

‫ج ‪ 3‬م ‪ ) 206‬له التيسـير فـي أحكام التسـعيرة" تكلم فيـه عـن خطـة‬

‫الحسبة وقوانينها بالمغرب (مخطوط متوافر )‪.‬‬

‫‪ -‬ال ستبصار مجهول المؤلف و قد كان من موافقـي يعقوب المن صور‬

‫الموحدى تحدث عن القي سارية ال تي بنا ها بمرا كش يعقوب الموحدي‬

‫عام ( ‪ 585‬هـ ‪ 1189 /‬م ) ( العلم للمراكشي ج ‪ 1‬م ‪) 64‬‬

‫‪ -‬عبـد الرحمان بـن عبـد القادر الفاسـي ( ‪ 1096‬هــ‪ 1685/‬م ) له‬

‫( أرجوزة فـي علم الحسـبة) ( خـم ‪ 2013‬د ( = ‪ ) 14–2‬وهـو‬

‫صـاحب العمليات الفاسـية ( ‪ 421‬د بيتـا) ( خـع ‪ 238‬د ‪/ 522 /‬‬

‫‪ – 2315‬خع ‪ ) 2221 – 698‬وله أي ضا "تقي يد في المكوس" ( خع‬

‫ـش‬
‫ـه يزال غـ‬
‫ـبة ‪ :‬علم بـ‬
‫‪ 283‬د) ومطلع الرجوزة يعرف بالحسـ‬

‫الباعة) ينظر في الميزان والصناعة ‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الرحمان بن نصر الشيزري له ( نهاية الرتبة في طلب الحسبة‬

‫ن شر الباز العري نى بإشراف مح مد م صطفى زيادة ( القاهرة مطب عة‬

‫لجنة التأليف والترجمة والنشر ( ‪ 1365‬هـ ‪ 1946 /‬م )‬

‫‪89‬‬
‫ عمر بن عبد ال الفاسي له ( الجواب عن نازلة سعر الحليب ) خع‬-

. ) 97 – 96 ‫د (م‬

) ‫ محمد بن علي الدكالي السلوي له ( الحسبة في السلم‬-

‫ للدكتور محمـد السـجلماسي مقدمـة بقلم‬:‫ الفنون التقليديـة بالمغرب‬-

Flammarion, ‫ــ طبعـة فلماريون ــ باريـس‬J.Duvigneau

‫ــن‬
‫ مـ‬303 ‫ــحيفة و‬
‫ صـ‬258 ‫ ويحتوي الكتاب على‬Paris1974

.‫الصور‬

‫ د ) بالخزف‬3410 ‫ مجموعـة رسـائل إلى محتسـب مراكـش ( خـع‬-

.)1957 2 ‫السلمي القديم بالمغرب) مجلة تطوان ( عدد‬

-Amedroz, H.F.,

The hisba, Jurisidiction in the Ahkam sultaniyya of Mawardi,


J.R.A.S. (1916), pp: 77-101, 287-314.

A.Bel – les industries de la céramique à Fès, Paris 1918,


catalogue de l’exposition de céramique marocaine-Manifacture
nationale de Sèvres, déc.1927-Juin 1928, Paris, 1927 (66p).

-J. Berque-Deux ans d’action artisanale à Fès, in question


nord-africaine, 1939, n° 15, tiré à part, Paris, 1940
(28pp).

-Carbonnier, Guyot, le Tourneau et Paye

‫ قرية غمارية في بني خالد‬: ‫ حول الدباغين‬-

90
-Colin un manuel hispanique de hisba, glossaire, 61
esp.mus 189/gs ; un document nouveau sur l’arabe
dialectal d’Occident au XIIème s., 14

Colin et Levi Prov, Paris ‫ المحتسب مراقب مهنة الطب‬-

.J deverdum et M. Rouch)‫(حول كتاب السقطي المالقي‬

-Note sur de nouveaux documents de céramique


marocaine découverts à Marrakech, hesperis , 3ème
trim.1945.

-Guyot , le tourneau et payé.

-L’industrie de la tannerie au Maroc (n° 45, n° 13)

-La corporation des tanneurs et l’industrie de la tannerie


à Hès Hesp.(1933) (267-240)

-Bull éc. du Maroc, vol II,n°9 (1935)

-Claude caher et Mohammed Talbi : Hisba encyclopédie


islamique, édit. 2 tome 3 p : 503.

-levy Provençal, glossaire du Traite de hisba d’Ibn ‫عبدون‬


et Seville musulmane, 151

-Le Tourneau et Vicaire Hesp.XXIV (1937) Bull. econ.


du Maroc , vol III (1936)‫الخيط المذهب وصناعته في فاس‬

-Le toutneau et vicaire ,les damasquineurs de fès ,1939

. ‫مذكرة للمؤتمر الخامس لتحاد الجمعيات العلمية بإفريقيا الشمالية‬

91
- G Marçais : (considération sur la ville musulmanie et
notamment sur la fonction du Mohtasib, in Pecueils de la Société
Jean Bodin, VI, Bruxelles 1954.

- Massignon, Enquête sur les corporations d’artisants du


Maroc (Revue du Monde musulman, 1924 T.L.VIII

)‫ عنوانه (بين الحرف والصنائع بفاس‬1923 ‫(نقل عن تقرير لمحتسب فاس عام‬

- Mohammed Belmahjoub

oL’institution de la Hisba de l’authenticité à la


modernité (le cas du Maroc)

)thèse de doctorat, Université de Montpellier I(

- Ricard , les métiers manuels de Fès :

1-Hesperis IV (1924) (p :205-224)

2-L’artisan de Fès, France-Maroc (15 sept 1918)

- Torrejon y Montero ,(Alejandro de …) éd Tanger, 1939 (38p)

- Enquête de certains chercheurs ‫دباغة الجلود بفاس‬

)‫ الجزائر والمغرب‬،‫ أبحاث في الخزف في شمال افريقيا (تونس‬-

Van Gennep, Arnold, 1918.

Les considération sur les villes musulmanes et notamment sur


le rôle du Mohtasib, la Ville, vol VI; Brussels, 1955.

L’industrie de la tannerie au Maroc (19.45. n° 13)

92
‫النظـام القـضـائـي‬

‫‪-1‬القضاء المغربي ‪ :‬خواصه ومميزاته‬

‫"يرجع اهتمامي بالقضاء وتاريخ القضاء بالمغرب اعقد كامل قبل الستقلل حيث‬
‫نكببت بعد إنهاء دراستي القانونية في كلية الحقوق بالجزائر على درس فقه القضاء على‬
‫قضاء جهابذة أمثال السيد عبدالرحمن الشفشاوني ومولي أحمد بن اليزيد البدراوي‬
‫عضوي مجلس الستيناف الشرعي العلى ورئيسه السيد محمد المدني بن الحسني ووزير‬
‫العدلية السيد محمد الرندة‪ .‬وقد انصبت قد حفظت عن ظهر قلب في الكتاب ‪ -‬منذ أواخر‬
‫الثلثينات على نسق النظام القديم – معظم المتون المتعلقة بالعلوم السلمية ولغة القرآن‬
‫وقد لحظت أن البون كان شاسعا بين القضاء كما عرفته من خلل هذه الدروس والقضاء‬
‫كما عايشته في المغرب تحت الحماية حيث تقلصت أبعاد اختصاصات القضاء الشرعي‬
‫وخضع لتوجيهات ومراقبات استعمارية‪ .‬وما كاد المغرب يستقل عام ‪ 1956‬حتى هب‬
‫صاحب الجللة المرحوم محمد الخامس وسمو ولي عهده آنذاك جللة الحسن الثاني‬
‫لصلح أول جهاز حضاري اجتماعي اقتصادي هو جهاز القضاء لوضع البنية الساسية‬
‫والتفريعات العملية في نطاق معرب يستمد مسطرته من أصالة المغرب العربية السلمية‬
‫مع تطعيمات اقتضاها تطور الفكر القانوني ضمن النساق الدولية‪ .‬وكانت تجربة جريئة‬

‫‪93‬‬
‫رائدة حققت هدفين اثنين أولهما اقتباس الصلح مما عرفته العدوتان (المغرب والندلس)‬
‫منذ عهد الموحدين وثانيهما توحيد القضاء بالنسبة لشعب موحد حاول الستعمار تمزيقه‬
‫هو الشعب المغربي في صحرائه وجباله وسهوله‪.‬‬

‫وقد جرؤ الستعمار على هذا التمزيق منذ أوائل الثلثينات عندما اضطرت‬
‫المقاومة المغربية على وضع السلح بعد عام ‪ 1933‬ممهدا لذلك بالظهير البربري عام‬
‫‪ 1930‬بدعوى غلبة (العرف) أو (إزرف) في معظم البلد مما حداه إلى إقامة (محاكم‬
‫عرفية) قضت نهائيا على الحكام الشرعية‪.‬‬

‫وقبيل إعطاء صورة عن مظاهر ومقومات القضاء المغربي عبدالعصور نشير‬


‫أول بخصوص قضية (العرف) إلى ما حدثنا به الحسن بن محمد الوزان المعروف بليون‬
‫الفريقي في القرن العاشر الهجري عن تجواله خلل القبائل البربرية حيث لمس رغبة‬
‫الناس في طبع مظاهر حياتهم بالطابع السلمي واستعداد البربر ليمواء حملة الشريعة‬
‫السلمية الذين تنقلهم الصدف إلى قراهم وتمنيتهم بالمال وقد حكموه هو شخصيا (وهو‬
‫من علماء فاس) في نزاعاتهم وفي الطلس الكبير‪ .‬لحظ (الوزان) ان القبائل تصرف‬
‫أموالهم طائلة على قضاة دائمين كما هو الحال في (مرنيسة) و(بني زروال) و(شيشاوة)‬
‫و(تينمل) وكذلك (الريف) غير أن كثيرا من القبائل اضطرت إزاء عدم وجود قضاء‬
‫شرعيين ذوي كفاءة على تحكيم جماعة العيان الذين كانوا يصدرون ‪ -‬نظرا لجهلهم‬
‫بالشريعة ‪ -‬أحكاما حسب رأيهم فكان في ذلك ركون إلى أعراف تجمعت مع الجيال‬
‫كتنحية المرأة من إرث بسبب ما يخشاه الناس من تسرب زوج أجنبي وتدخله في الملك‬
‫العائلي أو ملك القبيلة‪.‬‬

‫فالعرف إذن قانون قبلي يتخلف من ناحية لخرى ويندرج الكثير منه في العادات‬
‫المحكمة من طرف الشرع طبقا لقاعدة (تكيم العرف) ومبدأ (المصالح المرسلة) عند المام‬
‫مالك‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫وقد استغلت فرنسا هذا الوضع فأدرجت هذه العراف ضمن قوانين مفتعلة كونت‬
‫محاكم عرفية تحكم بمقتضاها وتساوق عمل إسبانيا – طبقا لتفاقات سرية مع فرنسا ‪-‬‬
‫فنشر السبان تجربة ما سموه بالعرف الصحراوي في كل من (الساقية الحراء) و(وادي‬
‫الذهب) قبل محاولة إعطائه المبغة القانونية بتقديم مشروع في الموضوع لمجلس‬
‫(الكورطيس) عام ‪.1960‬‬

‫ول يخالف أحد في مشروعية (العرف الصحيح) لنه كما قال (الونشريسي) في‬
‫(المعيار)(ج ‪3‬ص ‪" )36‬كالشرط يقضي به لمن طلبه"‪.‬‬

‫ففي خصوص الصحراء صنف الشيخ محمد يحيى بن محمد الشنقيطي الولتي‬
‫المتوفى عام (‪1329‬هـ‪1911/‬م) كتابا اشترط فيه عدم معارضة العراف للشرع سماه‬
‫(حسام العدل ولنصاف القاطع لكل مبتدع باتباع العراف) بين فيه حقيقة العرف وتقسيمه‬
‫وكيفية استعماله عند الفقهاء في الحكام الشرعية (توجد نسخة من ه\ا الكتاب في مكتبة‬
‫حسن حسني عبدالوهاب بتونس (رقم ‪ )17 986‬كما صنف في نفس السياق العلمة أحمد‬
‫بن أحمد بابا السوداني المتوفى عام (‪1036‬هـ‪1627/‬م) أجوبته في شان القوانين العرفية‬
‫(توجد نسخة في الخزانة الحسنية رقم ‪ .)5813‬وممن أيد العراف من الفقهاء في نطاقها‬
‫الشرعي (كما وصفه الوزان) الشيخ الحسن بن عثمان التملي الجزولي تلميذ الشيح أحمد‬
‫الونشريسي والشيخ ابن غازي المتوفى عام ‪933‬هـ) وعمر بن أحمد بن زكريا البعقيلي‬
‫المعروف بمعرو المفتي تلميذ الونشريسي أيضا‪ .‬وقد أصدر منشورا بخط يده‬
‫(عام ‪964‬هـ) يعد نموذجا لعراف (سوس) راجع (ألواح جزولة) (ص ‪ )106‬ثم محمد‬
‫بن إبراهيم بن عمرو بن طلحة التمنارتي (المتوفى عام ‪971‬هـ) وعبدال بن مبارك‬
‫القاوي (‪1015‬هـ) وعبدالواحد بن احمد مفتي مراكش‪ ،‬وقد وضع محمد البوعقيلي‬
‫الهللي لوح حصن زاوية سيدي يعقوب وله كتاب في العراف‪.‬‬

‫وهذا التأييد كله راجع لعدم مخالفة الكثير من العراف للشريعة على ان هنالك‬

‫‪95‬‬
‫ما يخالف الشريعة (كما هو الحال في بعض مناطق الطلس الوسط) حدا ثلة من العلماء‬
‫إلى انكار (العرف) مثل الشيخ عبدالرحمن الجزولي ومحمد الهتشوكي وعبدالرحمن‬
‫التمنارتي‪.‬‬

‫وقد لحظ ذلك (ربير مونطاني) (البربر والمخزن ص ‪ )98‬موضحا انه منذ‬
‫أربعة قرون قام الشرع مقام العرف بالجنوب‪.‬‬

‫كما لخص سوردون في كتابة ‪ Institutions ...‬ص ‪ 28‬هذا التجاه في حديثه‬


‫عن (إزرف) بمجموع المغرب مؤكدا "أن العادة تسمى عرفا أو شرعا لن الشرع هو‬
‫العادة العامة التي هي رصيد (ازرق)"" كما يقول‪.‬‬

‫وأول ما قام به المرابطون البرابرة "رد احكام البلد على القضاة واسقاط ما دون‬
‫الحكام الشرعية (ابن أبي زرع ج ‪ 2‬ص ‪ )37‬بل "عدم القطع في أي امر دون مشاورة‬
‫القضاء "الذين هم ممثلوا الشريعة (المعجب للمراكشي ص ‪ )102‬وقد لحظ (طيراس)‬
‫‪ Terrasse‬في (تاريخ المغرب) أن المرابطين والموحدين قضوا على بقايا رواسب‬
‫الوطنية في الطلس والريف والسهول البربرية وقطعوا أشواطا كبرى في بث الروح‬
‫السلمية في النفوس والتمسك بالشريعة"‪.‬‬

‫ومنذ عهد الموحدين (أي القرن السادس الهجري) أصبح لكل حاضرة كبرى‬
‫قاض للجماعة يتولى اختيار نوابه في المراكز المحلية وكان الخليفة هو الذي يعين قضاة‬
‫الجماعة وذلك في المغرب والندلس دون ادنى تدخل من الولة دعما لستقلل القضاء مع‬
‫رعاية نوع من فضل السلط‪.‬‬

‫ولم يكن عدد قضاة المغرب يتجاوز (الخمسة عشر) وإن كانت فاس ومراكش‬
‫يتوفر كل منهما على ثلثة قضاة مع نواب عنهم في القبائل وكذلك رباط الفتح في عهد‬
‫السلطان سيدي محمد بن عبدال‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫وكان اختصاص القضاة يشمل كل الحوال الشخصية والمرافق الجتماعية‬
‫والقتصادية والثقافية مع رعاية أموال اليتامى ومراقبة العدول ورجال التوثيق والعلماء‬
‫ونظار الحباس وحتى التعليم حيث كان قاضي (السماط) بفاس يشرف على تراتيب‬
‫العلماء وجامعة القرويين فكان للقاضي بذلك دور سياسي هام لهذا كان تعيين القضاة يحاط‬
‫بعناية خاصة ولم يكن حكم التظلم خاضعا لمراجعة محكمة استئنافية عدا رفع التظلم إلى‬
‫السلطان بواسطة (وزير الشكايات) لجمع العلماء والنظر في قيمة التظلم فقط دون إصدار‬
‫حكم جديد وكان القاضي يتسم في غالب الحيان بالنزاهة والعدل يحرزه إيمانه كما يكبحه‬
‫الرأي العام‪.‬‬

‫وقضاء الجماعة بالمغرب يوازي منصب (قاضي القضاة) بالمشرق ولم يطلق‬
‫المغرب وصف القضاة على غير الحكام الشرعيين ومنذ عصر المرابطين كانت زعامة‬
‫القضاء راجعة لقاضي الحضرة (أي مراكش) الذي أصبحت له سلطة كبرى على قضاة‬
‫المغرب والندلس وكانت هذه المشيخة تعطى أحيانا لقاضي سبتة وطنجة أو قرطبة وكان‬
‫القضاة إبان وحدة المغرب الكبير في عهد الموحدين يأتون لتونس من مراكش في حين‬
‫كان قضاة المغرب يختارون من سوس أيام السعديين (تاريخ الدولة السعدية ص ‪.)25‬‬
‫وكان للقضاء منذ القرن الخامس الهجري مستشارون ‪ -‬كما يجري به المر في العصر‬
‫الحديث ل يصدر القاضي حكما إل بموافقتهم تحريا للحق والعدالة ومن مظاهر التحري‬
‫في عهد الموحدين أنهم كانوا ل يولون القضاة في منطقة ما (من تونس إلى مراكش) أكثر‬
‫من عامين عمل بوصية الخليفة عمر بن الخطاب (تاريخ الدولتين ص ‪ )44‬وقد عرف‬
‫المغرب منذ ذاك مظاهر للعدول والنصاف بين الماس مما كان يعطل القضاء فتظل‬
‫(مقصورات القضاة) فارغة لحتكام الناس إلى أنفسهم‪ ،‬ولن القاضي كان يقضي غالبا‬
‫باحد أمرين إما الصلح أو انزال شر عقاب بالظالم وكان للقاضي نفوذ واسع يستخدم لتنفيذ‬
‫أحكامه كل القوى المتوفرة فكان قضاة الرباط مثل يخضعون لوامرهم جنود الطبجية أي‬
‫المدفعية في عهد السلطان سيدي محمد بن عبدال الذي شعر‪ -‬مع استفحال تدخل‬

‫‪97‬‬
‫المستعمرين الجانب في الجيوب الساحلية ‪ -‬بنوع من الخلل والهلهلة في المسطرة‬
‫القضائية فأصدر ظهيرا امر فيه القضاة بكتابة الحكام في كل قضية في رسمين "يأخذ‬
‫المحكوم له رسما يبقى بيده حجة على خصمه والمحكوم عليه رسما ومن حكم ولم يكتب‬
‫حكمه ولم يشهد عليه العدول فهو معزول "كما في نص الظهير وكان المخزن يرسل على‬
‫كل قبيلة من يقوم باختيار قضاة البادية قبل تعيينهم حتى ل يتولى سياسة الرعية غير ذوي‬
‫الكفاءة وتسجل نتائج المتحان في تقارير وبيانات ترفع إلى السلطان ليمدر امره بالتعيين‬
‫(من ذلك ظهير صدر عام ‪1294‬هـ‪1877/‬م) اعتمد على تقييد لختبار عمال (دكالة)‬
‫وقضاتهم وأشياخهم (الغر والصولة لبن زيدان ج ‪ 2‬ص ‪ .)8‬الذين تهافتوا على الخطة‬
‫وقد كان المولى محمد بن عبدال بادرات قانونية ذات طابع دولي أشار إليها (كايي)‬
‫‪ Caillé‬في كتابه حول العقود والمعاهدات في عهد السلطان سيدي محمد بن عبدال‪،‬‬
‫فقضى على الرق وحاربة القرصنة في (البحر المتوسط) وسبق الغربيين إلى وضع مبادئ‬
‫في القانون الدولي العام الذي كان (كايي) أستاذي فيه كما أرجع القضاء إلى مفهومه‬
‫السلفي بتقليص مسطرته وضمان فعاليته‪.‬‬

‫وقد لحظ المولى إسماعيل جهل الكثير من رجال القضاء الذين تهافتوا على‬
‫الخطة فأمر بحبس بعضهم ممن امتحنوا فتأكد جهلهم وسجنهم في مشور فاس الجديد حتى‬
‫تعلموا ضروريات الحكام‪ .‬ولم يكن العلم وحد كافيا في اختيار القضاة بل عن النزاهة‬
‫والخبرة والفطنة كانت أهم الصفات في ميزان الختيار فعندما ترجم (ابن القاضي) في‬
‫(درة الحجال ج ‪ )1/39‬لحمد بن محمد الطرون الفاسي ذكر أنه كان قاضيا بفاس وأنه لم‬
‫يكن من أهل العلم وإنما ولي لنهم كانوا يولون القضاء من يكون مليا (أي ذا مال) وإن لم‬
‫يكن ذا علم لينكف بماله عن أموال الناس وعن الرشوة لسيما وان القاضي كان محاطا‬
‫بمستشارين من كبار العلماء والمفتين‪.‬‬

‫وكانت مجالت القضاء وأصنافه مختلفة منها قضاء الحواضر وقضاء العساكر‬
‫وقضاء الحجيج وقضاء النساء وقضاء السوق (وهو الحسبة) فكان المحتسب مثل يشرف‬

‫‪98‬‬
‫بصفته قاضيا شرعيا على الشؤون القتصادية والحرف التقليدية ومختلف الحناطي‬
‫التجارية والصناعية وقد لحظ (باليز) في (النشرة القتصادية والجتماعية) (عدد ‪ 49‬ص‬
‫‪ )5‬ان هذا النوع من النظام القضائي كان يتسم في جميع العصور بالحرية لن المخزن‬
‫كان يحترم مبدأ الحرية التجارية قبل صدور ظهير (‪1336‬هـ‪1917/‬م) وحرية هذا النظام‬
‫لم يفسدها‪ .‬كما يقول (باليز) إل الحتكاك بالغربيين على ان القضاء في مجموعة كان‬
‫يحظى بثقة الشعب نظرا لنزاهة رجاله وحسن أحدوثتهم وقد تحدث (جان موكي) "‬
‫‪J.Mocquet" (1601-1609‬م) عن قضاة المغرب فنوه "بسرعة وعدالة المسطرة‬
‫القضائية عندهم"‪.‬‬

‫(الوثائق الغميسة – دوكاستري – السعديون ‪ -‬السلسة الولى ج ‪ 2‬ص ‪)400‬‬


‫وقد استمر هذا الوضع غالبا إلى ما بعيد الحماية بقليل‪.‬‬

‫وذكر لودفيك (‪ Ludvic de Campon‬في كتابه (المغرب المعاصر‬


‫إمبراطورية تنهار) (ص ‪ )122‬ان كل فخذة من القبائل المغربية كانت تشتمل على بنيات‬
‫ثلث ‪( :‬مسجد للصلة وكتاب لتحفيظ القرآن ومقصورة قاض لصدار الحكام)‪.‬‬

‫وقد تعزز القضاء المغربي بمراجع تعد بالمآت تحلل المبادئ القضائية‬
‫والمجريات المتجددة في نطاق الصالة المالكية والطابع المغربي الذي تتسم به الصلة‬
‫الجتماعية في معاملت الفراد والجماعات وقد برع علماؤنا في إيجاد الحلول المواتية‬
‫لهذه القضايا دون تنطع ول تعصب علماء لن الشريعة السلمية صالحة لكل زمان‬
‫تتطور حسب مقتضيات العصور متشبثة بروح التشريع مع الحتفاظ بالصالة الفكرية‬
‫والروحية ويكفي أن نشير إلى ثلثة من هذه الكتب هي (حديقة القضاء) للعربي بن عبدال‬
‫المستاري رئيس البحر في عهد المولى محمد بن عبدال (نسخة منه في خع ‪1862‬د) و‬
‫(قلدة التسجيلت والعقود وتصرف القاضي والشهود) كلهما لموسى بن عيسى العقيلي‬
‫السوسي (‪ 791‬هـ) و(رسالة اصلح القضاء) أيام المولى محمد بن عبدال (خع ‪ 330‬د)‬

‫‪99‬‬
‫إلخ‪.‬‬

‫وكان الملوك يشجعون الكفاءة من الشباب على اعتلء ارفع المناصب القضائية‬
‫حيث استقضي الفقيه عمر بن عبدال ابن محمد الغماتي بفاس وهو ابن عشرين سنة‬
‫وكذلك الفقيه عمر بن محمد بن حم كردس الدمناتي الذي استقضي بقصبة مراكش وهو‬
‫ابن عشرين سنة أيضا ومحمد السعيد بن محمد بن عمر بن العياش قاضي الجماعة‬
‫بمراكش استقضاه المولى سليمان بسجلماسة وهو ابن خمس وعشرين سنة‪( .‬العلم‬
‫للمراكشي ج ‪ 7‬ص ‪ 5‬طبعة ‪ )1976‬والواقع ان خطة الفتاء كانت تعتبر فير الغالب سندا‬
‫قويا لتعزيز القضاة ولحملهم على التحري خشية الصطدام بآراء مخالفة تستند إلى‬
‫نصوص فقهية أقوى وأعلق بالموضوع‪ ،‬وقد ظهر الفتاء بالمغرب في عهد (محمد الشيخ‬
‫السعدي) اقتباسا من (التراك) وإن كان المغرب قد توفر قبل ذلك مفتين ولكن دون صبغة‬
‫رسمية وأصبح الفتاء من أسمى الوظائف ل يرخص فيه إل لذوي المروءة والدين فضل‬
‫عن الضلعة في العلم وكان العزل والعقاب والتنكيل مآل من "طرأ عليه أو ظهر منه ما‬
‫يخالف ذلك" وقد صدرت ظهائر شريفة في الموضوع أمر فيها المولى عبدالرحمن بن‬
‫هشام برفع يد المفتين عن الفتوى بطنجة نظرا لفساد الحكام والتلبيس على العوام وذلك‬
‫في ‪ 25‬رمضان ‪1274‬د‪.‬‬

‫وقد وضع يعقوب الكوهن المعروف بالفاسي المتوفى (عام ‪404‬هـ‪1013/‬م)‬


‫والمولود بقلعة ابن احمد قرب فاس تعليقا جديدا على (التلمود) في عشرين مجلدا يعتبر‬
‫إلى اليوم من أهم مراجع التشريع العبري ضمنه (‪ )320‬فتوى بالعربية اقتبسها من‬
‫الماجريات المالكية المغربية والفاسي هذا هو الذي أسس في (اليسانة) ‪( Lucena‬معقل‬
‫ابنم رشد في الندلس (معهدا للدروس العليا التلمودية) وفي القرن الماضي جمع احد‬
‫أساتذة القانون في مدريد (‪ )1151‬عقدا للنوازل التجارية محررا باللغة العربية وقد نص‬
‫على ذلك صاحب المدجنون في طليطلة في القرنين الثاني والثالث عشر الميلدين)‪ .‬وقد‬
‫علل (روبيرمونطاني) البربر والمخزن ص ‪ 12‬هذه الفعالية للغة العربية بكونها تشكل‬

‫‪100‬‬
‫للحضارة والسياسي وقد سانده (ماسينبون) ملحظا "أن استمرار حياة اللغة العربية دوليا‬
‫– لمن يعرفها طبعا ويدرك عمقها ‪ -‬يعد عنصر أساسيا لمستقبل السلم بين المم"‪ .‬وكان‬
‫(مجلس المفتين)‪ ،‬بالمغرب يعمل تارة كمحكمة عليا للنقض والبرام وأخرى كهيئة‬
‫استينافية وهذا المجلس يجمعه السلطان عند الحاجة للنظر في قضية فقهية قبل إحالتها‬
‫على محكمة جديدة‪ .‬وكان السلطان يصدر الحكام مرة في الشهر ويتلقى طلبات الستيناف‬
‫ويتقاضى أمامه الجانب أكثر من رعاياه وقد سقط آنذاك في أيدي بعض القناصلة‬
‫الجانب الذين كانوا يطالبون بحرية التقاضي ضمن امتيازات ‪ capitulation‬في‬
‫خصوص الجانب والمحميين من المغاربة‪.‬‬

‫وكان لكل حاضرة أو إقليم رجل مكلف بالفتاء من طرف السلطان وأول قاض‬
‫بعد السلطان هو المفتي الذي يتلقى طلبات الستياف وكان هنالك ثلثة مفتين بمراكش‬
‫وفاس وتاروادانت‪ .‬وقد شلمت عناية ملوكنا العلويين (رجالت الفتاء) في سائر أنحاء‬
‫العالم السلمي وخاصة في الحرمين الشريفين حيث حبس السلطان سيدي محمد ابن‬
‫عبدال أموال طائلة على (رجال الفتاء) في المذاهب الربعة وطلبتهم بالمدينة المنورة‪.‬‬

‫وكان المفتي يتلقى السئلة ولستفسارات والستيضاحات في القضايا الفقهية نمن‬


‫مجموع المنطقة مثال ذلك الفقيه محمد بن إبراهيم السباعي رئيس قلم الفتاء بمراكش‬
‫الذي كانت ترد عليه السئلة من سائر أنحاء المغرب بصفته (مفتي الحضرة) فيجب عنها‬
‫دون تشدد يتصرف بحرية قائل تعقيبا على سلفه (هم رجال ونحن رجال)‪.‬‬

‫وهذه الحرية في التصور والحكم كانت هي الطابع الذي امتاز به العمل الفاسي‬
‫والعمل السجلماسي والعمل الرباطي إذهي مجموعة (نوازل) أشبه بما يعرف اليوم بـ(‬
‫‪ )Jurispridence‬أي بما جرى به العمل وقد كتبت فيها مآت المجلدات أسهم في إعدادها‬
‫فقهاء من حواضر المغرب وبواديه فتبلورت فيها آراء جريئة لفض نزاعات ومشاكل‬
‫طريفة أغنت الفكر الفقهي السلمي وقد نشرنا نماذج لصحاب هذه النوازل في كتابنا‬

‫‪101‬‬
‫(معلمة الفقه المالكي) الذي نشرته (دار الغرب السلمي بيروت عام ‪1403‬هـ‪1983/‬م)‬
‫وقد اثارت هذه النوازل إعجاب فقهاء العالم السلمي بما اتسمت به من جراة وحرية ل‬
‫يحيدان عن (الشرع الصحيح والعقل الصريح) كما يقول الحافظ ابن تيمية) وقد حفلت‬
‫(المكتبة العامة والمكتبة الحسنية بالرباط بالقيم النادر من هذه النوازل التي هي عبارة عن‬
‫فسيفساء من الماجريات المتجددة) في جبال المغرب وسهوله وصحرائه من المحيط‬
‫وسجلماسة إلى رسموكة إلى شتوكة ودرعة وورزازات ودكالة إلى زرهون وطنجة وفاس‬
‫ومراكش ومكناس ووزان حسب مسقط رأس أصحابها‪.‬‬

‫وما قلناه في كتب (النوازل) نقوله في كتب (الوثائق) وهي عقود يسجلها العدول‬
‫وقد عرف ابن الخطيب الوثيقة في كتابه (مثلي الطريقة في ذم الوثيقة) أي وثيقة العدول‬
‫غير النزهاء الذين كان العلماء لهم بالمرصاد حتى قال بعضهم (كل العدول غل العدول‬
‫ولعل هنالك نسخة في خزانة زميلينا الستاذ محمد ابراهيم الكتاني وقد حفلت كذلك‬
‫المكتبات العامة والخاصة في المغرب بعشرات المخطوطات الطريفة في الموضوع تعد‬
‫هي ومخطوطات (النوازل) مراجع لتاريخ الحياة الجتماعية والقتصادية بالمغرب‪.‬‬

‫ول أريد أن أطيل بسرد نماذج من هذه المخطوطات لن ذلك يتطلب مني إعطاء‬
‫بطاقة هوية عن هذه المخطوطات مع بيان كيفية تطور الفكر الفقهي عبر العصور من‬
‫أزيد من ألف عام تبعا لمحتوى كل مخطوط‪.‬‬

‫ولن نختم هذا البحث دون أن نشير إلى نموذجين من الدراسات حول علم يندرج‬
‫في فقه القضاء المسؤول عن المواريث والهلة لنتبين مدى شمولية الفقه بالضافة على‬
‫علم منفصل يعد من فروعه هم علم التوقيت والفلك وكذلك الفرائض يشكل كلهما علما‬
‫يدخل في الفقه والحساب برع فيه كثير من علماء المغرب نظرا لصلته الوثيقة بجانب هام‬
‫من الشريعة السلمية وقد تحدث عنه ابن خلدون (ج ‪ 1 1‬ص ‪ )810‬ومن العلماء الذين‬
‫برزوا فيه) ابن البناء احمد بن محمد الزدي المراكشي الرياضي الحيسوبي صاحب‬

‫‪102‬‬
‫(الفصول في الفرائض) الذي شرحه يعقوب نب أيوب بن عبد الواحد الموحدي‬
‫(خع ‪.)539‬‬

‫ابن رشد الحفيد محمد بن احمد الفيلسوف الطيب صاحب (المقدمة في الفرائض)‬
‫على عقيدة المام (توجد نسخة في الجزائر ‪ 598‬و(الفاتكان ‪ )1416‬عليها عدة شروح‬
‫منها شرح محمد بن ابراهيم التناني (المتحف البريطاني ‪ 827‬باريز ‪.)1061-1057‬‬

‫تلك فذلكة مقتضبة تعطينا صورة عن مدى ثراء ثراثنا الفقهي الذي عرف العالم‬
‫قيمته النسانية وهو تراث يعطي للفقه السلمي بعدا دوليا أبرزه المؤتمر العالمي للقانون‬
‫المقارن ‪ Droit comparé‬عام ‪ 1651‬ملحظا صلحيته لكل متجدد من مفاهيم وتقنيات‬
‫واستجابته لمتطلبات الحياة المعاصرة‪.‬‬

‫‪-2‬قضائيات وفقهيات‬

‫الجازة ‪:‬‬

‫شهادة علمية تصدر عن عالم لخر وهي ان يقول المحدث لطالبه اجزت لك‬
‫رواية لك رواية كذا عني وأخذ عن فلن وفلن مع بيان ما يجاز له به بدقة ومعارضة‬
‫النسخة المجازة بأصلها‪.‬‬

‫فهي إذن عبارة عن وثيقة مكتوبة يشهد موقعها من كبار العلماء بكفاءة حاملها‬
‫وقد توافرت خاصة في حواضر كالرباط وتطوان والدار البيضاء‪ ،‬وأسفي إلخ أي المدن‬
‫التي ل توجد فيها جامعة لجامعة القرويين بفاس وكلية ابن يوسف بمراكش فكان العلماء‬
‫المشرقون على الدراسات السلمية والعربية في هذه الحواضر يصدون من حصل على‬
‫ملكة عملية بارزة من الطلبة بمكتوب قد يعزز بإجازات صادرة عن علماء حواضر‬
‫أخرى أو حتى بعض مناطق العالم السلمي‪.‬‬

‫ومن أمثلتها بكر بن عبدالرحمن القندوسي (العلم للمواكشي ج ‪ 6‬ص ‪)486‬‬

‫‪103‬‬
‫‪":‬أجاز المسند السيد التهامي بن المالكي بن رحمون في جميع ما تجوز له وعنده روايته‬
‫أو تنسب إليه معرفته ودرايته من مقروء ومسموع ومفرق ومجموع وإجازة ووجادة‬
‫ورحلة ومشيخة وإفادة ومروج ومناول وغريب ومداول من سائر المؤلفات والمجموعات‬
‫بالجمع والشتات‪"...‬‬

‫الجازة (منهجتها في المغرب) (مناهل الصفا ‪ -‬مختصر الجزء الثاني‬


‫ص ‪ )204‬سفر في الجازات لمحمد بن الحاج عبدالسلم المدني بن جلون (‪1298‬هـ‪/‬‬
‫‪1881‬م) جمع فيه اجازات أشياخه (فهرس الفهارس ج ‪ 2‬ص ‪.)385‬‬

‫كتاب "الوجازة في صحة القول باحكام الجازة" لبي العباس الوليد بن بكر رد‬
‫فيه على من نسب للشافعي قوله بعدم جواز الرواية عن طريق الجازة بدون سماع العلم‬
‫مباشر من المدرس والوليد المذكور هو أبو العباس الغمري من اهل سرقسطة سمع بصر‬
‫الحسن أبي رشيق وسافر في طلب العلم إلى الشام والعراق وخراسات وما وراء النهر‬
‫(جذوة المقتبس – طبعة ‪ 1952‬ص ‪ )339‬إجازات السماع في المخطوطات القديمة للمنجد‬
‫في ‪( Rima‬ج ‪1‬ص ‪ 232‬عام ‪( )1955‬وفيها أيضا لعبد العزيز الهواني كتب برامج‬
‫العلماء بالندلس ص ‪.)91‬‬

‫لبن الصابوني قاسم بن ابراهيم حاكم لبلة (‪446‬هـ ‪1054‬م) كتاب المناولة‬
‫والجازة (الصلة ص ‪ )460‬انموذج للجازة المغربية في خع ‪ 2091‬د (م = ‪- 109‬‬
‫‪.)113‬‬

‫إجازة الشيخ عبدالحفيظ بن محمد الطاهر بن عبدالكريم الفاسي للطيب بن الشليح‬


‫السلوي ومن اعتناء المصنور السعدي بالجازة انه كتب إلى علماء مصر سيجيزهم‬
‫رغبة في اتصال حبل السند وممن أجازه محمد البكري يجمع ما يجوز له وعنه رواية‬
‫بشرطه المعتبر عند أهل المر وكذلكم مجموع اهل العصر اجازة عام يعام (الجازة‬
‫مؤرخة بعام ‪992‬هـ) كما استجاز محمدا بن يحيى المصري الشهير ببدر الدين القرافي‬

‫‪104‬‬
‫صاحب الديباج فاجازه مادحا إيبال بقصيدة ذكرها صاحب الستقصا (ج ‪ 3‬ص ‪.)55‬‬

‫‪105‬‬

You might also like