Professional Documents
Culture Documents
الحسبة بالمغرب
La « Hisba » ou judicature du
marché
1
مقدمة:
"علم الحتساب علم يبحث ـ كما في "كشف الظنون" ـ عن المور الجارية بين
أهـل البلد مـن معاملتهـم التـي يتـم التمدن بدونهـا مـن حيـث إجراؤهـا على القانون العدل
ثان يا :ما يرتئ يه أم ير المؤمن ين صالحا " لجراء أمور المدن في المجاري على
الوجـه التـم" طبقـا لمقتضيات مـا سـماه الماوردي فـي "الحكام السـلطانية" بــ "الرياسـة
المدنية" وتنصب اختصاصات الحسبة في السلم على نحو خمسين عنصرا من عناصر
السلطة القضائية وكان المحتسب يعتبر في المغرب والندلس خاصة قاضيا له اطلع على
أحكام الشرع فـي الميدان القتصـادي فكان عمله فـي السـوق مراقبـة الموازيـن والسـعار
وتقييم جودة المعروضات التجارية طبقا لقوانين سطرت فصولها وبنودها بإسهاب في كتب
الفقه ،كما كانت مهمة المحتسب في المجتمع السلمي هي السهر على مقومات "المدينة
زمان ومكان.
فالح سبة توافق القضاء في إلزام المدعي عليه برد الحق الذي عليه وتقصر عن
القضاء فـي كونهـا تنظـر فـي الدعاوي المتعلقـة بالمنكرات دون الخصـومات مـع التمييـز
وقـد اهتمـت الحسـبة منـذ القرون الولى بالسـواق والمكاييـل والوزان ومراقبـة
2
النقود وقمـع الغـش والشراف على الحرف ومراقبـة المسـاجد والسـلوك العام والحمامات
المالكي حيث جمع سحنون (ت 240هـ) بين القضاء والحسبة وأبو عمران الفاسي (تـ
430هــ) الذي نفـي مـن فاس بسـبب ممارسـته بعـض اختصـاصات الحسـبة كالمـر
المرابطي على يد عبد ال بن ياسين حيث مارس عمليا مهام الحسبة منذ كان بالصحراء
فكان يؤدب بالضرب وهكذا لم تستقل الحسبة عن مهمة القضاء حيث قام قاضي فاس في
عهد يوسف بن تاشفين ابن العجوز محمد بن عبد الرحمان بإلزام الناس بلبس السراويل
رجال ونسـاء (الجذوة ص )253وقاضـي طنجـة ومكناسـة عيسـى بـن أصـبغ الجيانـي
المعروف بابـن سـهل صـاحب كتاب (العلم بنوازل الحكام ) الذي تضمـن فصـل عـن
الحسبة بالندلس دون التحدث عن طنجة ومكناسة وقد تولى ابن تومرت شخصيا في العهد
الموحدي مهمة المر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصة في تينمل (المعجب ص)193:
عـن طريـق المزوار على المحتسـب (البيذق ص )54 :ولكـن عبــد المومــن عيـن عام
541هـ شخصا يدعى يوسف بن أحمد على الحسبة باشبيلية ثم يوسف بن علـي المؤذن
( 557هــ) فـي مدينـة داي ومروان بـن عبـد الملك اللمتونـي محتسـبا بمراكـش (التشوف
ص )238:وكا نت ح سبة ال سوق هذه معززة آنذاك بأمناء ال سوق كم ساعدين للمحت سب بل
اختص محتسبون بمهام محدودة مثل ميمون بن علـي الخطابي المعروف بابـن خبـازة
( 637هـ).
3
4ص )177 :و قد عرف الموحدون إلى جا نب هذه الح سبة الخا صة ح سبة عا مة (خا صة
في عهد يعقوب المنصور) وذلك بالحفاظ على معالم الشريعة ورسومها والضرب على يد
أهل الفساد بمحاربة الخمور بما فيها الرب بل وقتل بعض المدمنين (وفيات العيان ج 7
ص )11أو تاركي الصلة علنية في عهد عبد المومن ثم المناداة بها في عهد المنصور
ومنع المكوس وقتل المتقبلين (رحلة ابن جبير ص )56وتسريح البواب من الغرائم ورفع
المعونــة فــي الرحاب (الوفيات ج 7ص )448ولم يعرف الموحدون مدونات خاصــة
بالحسبة عدا رسالة ابن القطان (ت 628هـ) حول المكاييل والموازين (مفقودة) وواصل
المرينيون العتناء بف قه الح سبة ول كن في كتابات فقه ية عا مة م ثل (تح فة النا ظر وغن ية
الذاكر في حفظ الشعائر وتغيير المناكر) لقاضي الجماعة بتلمسان محمد بن أحمد العقباني
(ت 871هــ) وقـد لحـظ محمـد المغراوي فـي بحـث بمعلمـة المغرب ص )3408أن
وظي فة الح سبة أ صبحت تشارك الولة والقضاة في ت سيير شؤون المدي نة مع اخت صاصها
بشؤون السواق ومراقبة الماكن العامة (مثل الطرق والحمامات) وإمداد القيسارية بمقاس
مضبوط هـو الذراع ومـن هنـا انطلق لول مرة دور المحتسـب فـي فصـل النزاعات بيـن
الحرفيين وأهل المهن فيما بينهم وهي علقتهم مع الزبناء مع إنشاء وظيفة للمناء من أهل
الخير لمساعدة المحتسب وقد أصبح المحتسب عبد العزيز الملزوزي المكناسي (ت )697
ين ظر في شؤون الح سبة في مجموع المغرب مع تعد يل مقاس ال صاع (روض القرطاس
ص )282وأدخل منصب جديد لصاحب الصلة في عهد أبي عنان انطلقا مما جرى به
العمل بالندلس.
وفـي العهـد الوطاسـي لم يعـد منصـب الح سبة ي سند إلى الفقهاء (وصـف إفريقيـا
للحسـن الوزان) وتقلص وحصـر فـي بعـض شؤون السـوق مـع شعور العلماء بضرورة
4
الضطلع بم سؤولية ال مر بالمعروف والن هي عن المن كر ول كن المحت سب ظل مع ذلك
سائدا في السوق بحرسه للضرب على يد المدلسين وأصبح للمحتسب دكان أيام السعديين
معززا بوثائق فقهيـة للرجوع إليهـا عنـد القتضاء (شرح لميـة الزقاق للشيـخ ميارة) وقـد
انتعشت الحسبة إبان العلويين فتقلدها فقهاء وأصبحت لهم مكانة بعد الوالي والقاضي منذ
العهـد الرشيدي أدت أحيانـا إلى التصـادم معهمـا ل سـيما بعـد أن صـار السـلطان يكلف
المحت سب بمهام خار جة عن اخت صاصه ك صائر ب عض الدور ال سلطانية والشراف على
صناعة البارود والمطبعة الحجر ية بفاس ولكن الح سبة تقل صت في عهد الحماية فأحدثت
مصلحة خاصة لقمع الغش حدت من مهام المحتسب إلى أن صدر ظهير عام ،1982حدد
كما أسند إليه مراقبة الثمان في المواد الغذائية ومواد التزيين والتنظيف وقضايا
الصناعة التقليدية والمنتجات الفلحية والشراف على أمناء الحرف وفصل النزاعات بين
أهل الحرف.
المصادر:
-ر سالة ا بن عبدون وا بن المنا صف الزدي صاحب (ت نبيه الحكام على مآ خذ
5
الحكام) تحقيق عبد الحفيظ منصور ـ تونس دار التركي )1988
-موسـى لقبال (الحسـبة المذهبيـة فـي بلد المغرب العربـي ــ طبعـة الجزائر
.)1971
6
الحسبة وقانون السوق
كان المحت سب يراقب في جميع أسواق المدي نة أدوات الكيل والوزن و ما تحتوي
عليه من مقاسات وصنجات للضرب على أيدي مرتكبي صنوف الغش والتدليس والتطفيف
والتثمين والتسعير فكانت العقوبة على قدر الجنح أو الجريمة تتصاعد من الزجر والنذار
إلى توقيف الجاني عن كل نشاط اقتصادي وحجز بضائعه التي ارتكبت في شأنها المخالفة
وكان المحت سب يتذرع بش تى الو سائل ال تي تؤدي إلى الوقوف على جل ية ال مر
بدس العيون والجوا سيس ال تي ترا عي أمانت هم وح سن تحري هم ورزانت هم و صدق أحكام هم
وكانـت الختصـاصات ذات الطابـع القتصـادي كثيرا مـا تتداخـل مـع الختصـاصات
الموسـومة بالصـبغة الجتماعيـة لن عمليـة تشييـد "المدينـة الفاضلة" والسـهر على حسـن
تطورها كان يستلزم تحقيق التوازن بين مجموع القيم التي تدعم أسس المجتمع الفاضل.
ولهذا كان الختصـاص ينصـب على كـل مـا قـد يخشـى ضرره مثـل البناءات
المخلخلة والطرقات الضي قة والتجمعات ال تي تؤدي إلى خلل في ال سير أو بلبلة في الف كر
أو اختلف بين أهل البلد عموما وأصحاب الحرف والمهن خصوصا فكانت الرقابة تشمل
ال صانع والم صنوع والتا جر والمت جر في كل ما قد يحدث اضطرا با في التوازن وكا نت
التحريات الوليـة تواصـل باسـتمرار نظرا لمـا يطرأ على السـوق مـن أغراض تسـتلزم
الزيادة أو النقص في التثمين تبعا للفصول أو للكثرة والقلة في المبيعات أو لتداخل بعض
المؤثرات اعتبارا لعوامل مختلفة منها قانون العرض والطلب وكان المحتسب يدخل دائما
في تقديرا ته كل مقومات الت سعير ال صادق خا صة من ها أثم نة التكل فة وال صوائر العا مة
7
والرباح المعتدلة دون احتكار ول أية حركة تؤدي إليه أو تنبثق منه.
ول كن ع يب هذا النظام هو إطاره المق فل نظرا لتعذر الموا صلت فكان الت سعير
تابعا لمكانيات البلدة الواحدة أو السوق الواحدة بحيث تختلف الثمنة حسب النواحي المر
الذي أمكن تداركه اليوم نظرا للترابط الموصول بين المقتضيات القتصادية ل في القطر
ونر جع إلى ن صين مغربي ين للتعرف بد قة أك ثر على أ هم ف صول قوان ين الح سبة
وهذان النصان هما نوازل ابن سهل (العلم بنوازل الحكام) وكتابان في الحسبة لكل من
فابن سهل من مواليد غرناطة التي كان لها أكبر الثر في تكييف العراف في
الحواضر المغربية وطبع ما جرى به العمل بالمغرب عامة في مختلف العصور وقد كانت
تطلق في عهد المويين على حواضر مثل طنجة وسبتة وقد توفي القاضي ابن سهل (عام
486هــ) بعـد أن اتصـل بالخليفـة يوسـف بـن تاشفيـن وقام بدور فـي تأصـيل العرف
والعنصـر الهام فـي هذه النوازل هـو أنهـا تنـص على أن الحسـبة لم تكـن خطـة
مجموع البادية.
وقـد نشـر نـص هذه "النوازل فـي نحـو مائة صـحيفة باللغـة العربيـة فـي مجلة
8
أ ما الكتابان الخران في الح سبة ل صاحبيهما ا بن ع بد الرؤوف وع مر الكر سيفي
ف قد نشرا بالقاهرة عام 1935بتحقيق من الستاذ (ليفي بروفنصال) الذي كان قد قام قبل
والم هم في هذه البحاث والدرا سات أن ها ت ستمد أ صول الح سبة وتطورات ها من
مذ هب المام مالك وتلميذ يه ا بن حبيب الندل سي وا بن القا سم المغر بي على أن كثيرا من
فصول هذه الكتب تتشعب ضمن فكرة واحدة هي تغيير المنكر اقتصاديا واجتماعيا فتشمل
سلوك الناس حتى في المساجد وتشييع الجنائز وإقامة حفلت العراس ودفع الزكوات في
مختلف مظاهرها الجتماعية وذلك بالضافة إلى القسم الهم والطول وهو نظام الحرف
والمهن وقد نشرت ترجمة مطولة لهذين الكتابين في (مجلة هسبريس -تامودا) أيضا (عام
المكلفة بالسهر على شؤون الصحة العمومية (رينو ـ الطب القديم بالمغرب ص .)36
القتصادية في المدينة وأرباضها والقرى المحيطة بها فهو الذي كان يضمن النسجام بين
9
الطاقات المختلفة التي تدور في محاورها شتى النشطة القتصادية فكان المحتسب يشرف
على ت سعير المواد ال ساسية ويض من بذلك نو عا من ال ستقرار في سعر المبادلت وكان
وبين الباعة والمشترين وفي نطاق نفس الحرفة أو المهنة بين الشغالين والعملة داخل نفس
الحنطـة أو بيـن الحناطـى المختلفـة وهـو الذي كان يسـهر على سـلمة ونزاهـة المبادلت
ويعا قب مرت كبي المخالفات مرتكزا على الن صوص العا مة في التشر يع ال سلمي وعلى
العراف المحكمـة وعلى حسـن رأي مسـتشاري أميـر المؤمنيـن مركزيـا وإقليميـا تحـت
الضما نة الوحيدة و هي سهر الم ير نف سه على عدالة هذا النظام ود قة جريان دوالي به مع
فأمير المؤمنين كان هو الفيصل السمى والحكم العلى الذي يضبط دواليب هذه
"المدينة الفاضلة" وينسق بين مختلف الجهزة القضائية والجهزة التنفيذية بما يصدره بين
تنح صر اخت صاصاته في ال صناعة التقليد ية الل هم إل إذا تعلق ال مر بالمكاي يل والمواز ين
وتحديد السعار فالنزاع بين التجار كان يفصل فيه عامل المدينة أو الوالي نفسه وكثيرا ما
يحيـل القضيـة على محكمـة تجاريـة تصـدر أحكامهـا طبقـا لعرف التجار وكان أعضاؤهـا
يختار هم زملؤ هم ب عد ت صديق العا مل كمم ثل لل سلطان ويتولى خلي فة العا مل ال سهر على
تنف يذ الحكام وإذا و قع نزاع مع تجار أوربي ين ير فع التا جر القض ية إلى القن صلية ال تي
10
وقد ورد في (نفح الطيب) نقل عن ابن سعيد أن صاحبها كان قاضيا في الندلس
جرت العادة أن يم شي بنف سه راكبا على السواق وأعوانه م عه وميزا نه الذي يزن به في
يد العوان ،لن الخبز معلوم الوزان ،للربع من الدرهم رغيف على وزن معلوم ،وكذلك
الث من ،وكذلك الل حم تكون عل يه ور قة ب سعره فإن باع بزيادة وك ثر م نه ب عد الضرب في
(النفح ج 1ص .)203ويكون لما عايره المحتسب طابع معروف .وكان للمحتسب النظر
المطلق في اختبار الصياغين والحا كة والخياط ين والحداد ين .ول ير خص بتعا طي المه نة
أصحاب الحرف .وله الحكم في ذلك استقلل .ويتم التسعير بعد معاينة الثمنة في أسواق
الجملة ،ويوجع الغاش ضربا على كيفية مخصوصة ،ويطاف به في السواق ،وينتزع منه
وكان المحتسب يشرف على هيئة الصيادلة والطباء ،حيث ورد في (كتاب "نهاية
الرتبـة فـي طلب الحسـبة") لعبـد الرحمـن الشيزري (مخطوط) أن المحتسـب كان يحلف
الطباء أن ل يعطوا أحدا دواء مرا ول يركبوا له سما ول ي صنعوا ال سمائم ع ند العا مة،
ول يذكروا للنساء الدواء الذي يسقط الجنة ول للرجال الدواء الذي يقطع النسل ،والغض
عن المحارم وعدم إفشاء السرار (وهو السر المهني) والتوفر على جميع اللت .وكانت
حسبة السوق أيام الموحدين جزءا من الحسبة العامة يتعلق بالشراف على ضبط التعامل
وسلمة السلع المعروضة وصحة الموازين والمكاييل (التكملة لبن البار ـ طبعة القاهرة
ج 1ص.)82 :
فالحسـبة إذن حسـب العادة هـي الشراف على نظام السـواق واسـتيفاء الديون
11
والك شف عن ال غش في المكاي يل والمواز ين ورعا ية الداب العا مة والخلق م ثل إقفال
الدور المناف ية للفضيلة كالقهاوي المري بة وا ستشارة أرباب الطرقـة (ال خبراء) فـي قضا يا
وماجريات الحرف التقليدية والمحتسب بهذه المثابة فقيه على ّأن تجار السوق أنفسهم يجب
أن يكون لهم إلمام بفقه البيوع لما ورد في (سنن الترمذي) من قوله عليه السلم.
اللغات منها:
البيـع فـي المذهـب المالكـي لصـاحبه (أو كطاف بيـل) (طبعـة مونشـو ــ الرباط
.)1940
وم ما يدل على شدة مراق بة ال سلطان مولي سليمان لرجال الح سبة أن رجل من
فو جه ال سلطان إلى القائد كتا با ليقرأ على م نبر الجا مع ال كبير فقرئ في جموع غفيرة فإذا
المر المولوي قد صدر بعزل المحتسب الظالم لهذا الرجل وتولية محتسب جديد (إفادات
وإنشادات) لبي المواهب سيدي العربي بن السايح (مخطوط خع ص 142ـ نسخة منه
وقد عرف بعض المحتسبين بالصناعة والمشاركة في العلوم منهم الطبيب غالب
وولي الحسـبة بفاس وتوفـي بسـبتة عام 741هــ 1340/م له تآليـف قيمـة (الجذوة ص:
/313العلم للزر كلي ج 5ص /303لو كلير :تاريخ الطب العربي ـ باريس ص.)243:
12
وكان سند المحتسب الشريعة السلمية مع تحاشي ما يخالف ما جرى به العمل
كقضية حلية الشيخ الحسن بن رحال لكل عقد ل يوجد فيه إل من يعامل بالحرام فهو كما
يقول الشيخ سيدي أحمد التجاني قول باطل لنه تغافل عن ضبط القاعدة الشرعية.
والمام سـحنون القيروانـي تلميـذ مالك (مات مالك وهـو ابـن 18أو 19سـنة
(ترتيب المدارك لعياض ج 4ص )45 :هو أول من نظر في الحسبة من القضاة ولم يكن
بإفريقية محتسبون وكان بعضهم يعرف بالمحتسب (الستقصا ج 1ص )56ول يقصد به
هذا المفهوم).
وكان المشرف على عاصـمة فاس رجل غيـر المحتسـب فابـن خيار عبـد الجبار
الجياني ( 540هـ 1145/م) ،كان هو المشرف على فاس في عهد الموحدين (ابن عذاري
ج 1ص /19 :البيدق ص )146وقــد أشار الجزنائي فــي (زهرة الس ص )82:إلى
المشرف بفاس علي بـن عمـر الوسـي الذي نقـل عـن زميله المشرف بفاس أيضـا أيام
المن صور الموحدي إح صاء الم ساجد وال سبالت والدور والفنادق والدكاك ين والقي ساريات
والمعا مل ورب ما ا ستمر ذلك إلى الملوك العلوي ين ح يث ن جد ب ين المت صرفين بفاس ال سيد
وقـد ترك لنـا محتسـب الرباط عام 1914السـيد حروج وثيقـة حسـبما ورد فـي
(جريدة السعادة) التي بدأت تصدر آنذاك بالرباط (عدد 14مارس 1914/13ربيع الثاني
1332ه ـ) تتض من معلومات عن أ سعار الو قت :تتوا كب مع أ سعار الدار البيضاء ال تي
13
-الخبزة كانت تساوي 20سنتيم (ارتفعت إلى 62س عام )1915
-زيت الكاز 50( :س للتر الواحد) ارتفع إلى 62س عام 1915
(77,2ب).
14
وقـد عرف الشاي نفـس الزمـة فلم يسـرح بيعـه إل عام ( 1333هــ 1915/م)
)1914مؤكدا أن المغرب لن يرى ب عد اليوم سكرا نم ساويا ول سلعا ألمان ية ومع نى ذلك
وقـد احتفـظ المحتسـب بكثيـر مـن اختصـاصاته حتـى بعـد حصـول تغييرات إبان
ففـي عام 1336هــ 1917/م صـدر ظهيـر (عدل بمقتضـى خمسـة ظهائر
(صـدرت فـي سـنولت 1923و 1924و 1926و 1931و )1938نـص على أن المدن
التـي تعتـبر بلديات يشرف عليهـا باشـا أو قائد تحـت مراقبـة موظـف فرنسـي هـو رئيـس
المصالح البلدية .وكان المجلس البلدي معينا إل في الدار البيضاء حيث كان منتخبا له حق
التقرير يتركب من أعضاء مغاربة وفرنسيين برياسة الباشا ونيابة رئيس المصالح البلدية.
أما في فاس فإن نصف أعضاء المجلس كانوا منتخبين بنسبة نائبين عن كل حارة
أو حي لمدة سنتين والباقون هم البا شا وخلفاؤه الثل ثة ومحت سبا فاس البالي وفاس الجد يد
ونائب المجلس أو الكاتـب المقرر .ويضاف إلى العضاء الخمسـة عشـر أميـن المسـتفاد
والكاتـب الترجمان ولكليهمـا صـوت اسـتشاري .وكان للجاليـة السـرائيلية بفاس مجلس
خاص يرأ سه البا شا مع ستة أعضاء منت خبين ورئ يس الجال ية ال سرائيلية ومد ير مدر سة
الحلف السـرائيلي .وقـد عزز النظام البلدي بمصـلحة عمرانيـة فيهـا الشغال العموميـة
وحتـى فـي القرن الثالث عشـر الهجري كانـت بعـض الصـنائع وقضايـا المجتمـع
15
المدنـي تخرج عـن نطاق الحسـبة فمـن هذه الصـناعات ماله صـلة بالدفاع والجهاد مثـل
صناعة الر مي بالمهراس وكان معلم ها عنيق يد أح مد التطوا ني الطب جي (ق تل عام 1236
هـ 1820/م) ،جاء به المير السعيد بن المولى يزيد إلى فاس بعدما بويع بتطوان .وقد
دس إل يه ال سلطان مولي سليمان من قتله ،لن ق صده كان محا صرة فاس الجد يد ،وكان
ماهرا في صناعة الرمي بالمهراس .ويذكر سيدي اكن سوس في (الجيش العرمرم) أ نه ل
نظ ير له في زما نه وأن أ هل فاس أتوا به ليهدموا مدي نة فاس الجديدة (تار يخ تطوان ج 3
وكان المحتسـب يتقاسـم السـلطة أحيانـا مـع أمناء المسـتفاد كلمـا كان للجبايـة أو
المكس أو الشؤون المالية دخل في الموضوع كقضايا المواني وتملك العقار إذ طبقا للبنـد
( )66من عقد الجزيرة في العهد العزيز سمح للجانب تسهيل لنجاز الشغال العامة في
المرا سي حق تملك عقارات حول المواني في ظرف ستة أشهر بتطوان والعرائش والدار
ك ما تقل صت سلطة المحت سب ل صالح وزارة جديدة أنشئت في عهد المولى مح مد
ا بن ع بد الرح من وتقلد ها الفق يه علي الم سفيوي .و هو المن صب الذي كان يطلق عل يه في
عهد الحماية (المحكمة العليا الشريفة) ،وربما (وزارة العدلية) كلها (العز والصولة لبن
وفي عهد بني أمية بالندلس كان يسمى (صاحب الرد) ومهمته دراسة ما يرد من
شكاو على السلطان وإبلغ القرار السلطاني إلى أصحابها .ولم يكن له اختصاص شرعي،
ولكـن كان له وحده دون باقـي الوزراء حـق جمـع هيئة العلماء لتدرس إمـا نقطـة شكليـة
16
لتوضيح وجهة نظر الشارع في شأنها وإحالتها على قاض أو محتسب آخر .ويكون دور
الهيئة في هذه الحالة دور مجلس الن قض والبرام ،وإ ما درس صلب الموضوع لل بت ف يه
ومع ذلك ظلت السلطة الجنائية في قبضة المحتسب يمارسها بالتعزير والغرامات
وحتى السجن كنائب شرعي للقاضي وقد تحدث عن الذعيرة وزير السلطان سيدي محمد
ومعلوم أ نه كان ب كل مدي نة سجن بين ما كان بفاس الجد يد سجنان اثنان أحده ما
بباب الدكاكيـن قرب المشور ،للسـجناء العادييـن الذيـن حكـم عليهـم بمدة طويلة ،والسـجن
وكا نت الن ساء ت سجن في (ح بس) خاص ب هن ي ستعمل ن فس الو قت مل جأ للحم قى
يخضـع لحـد قواد (مواليـن الدور) (أي الحراس الدورييـن) ،تعينـه العريفات أي نسـاء
ولعـل إشراف المحتسـب على الصـناعات وأصـناف التجارة كان كافيـا نظرا
لتسـاعه ووفرة رجاله حيـث كانـت الصـناعة الكـبرى بفاس وحدهـا مركزة حول قنوات
ساقية م صمودة ووادي فاس غر بي المدي نة وجنوب غرب ها ( 520معمل للن سيج ت ستخدم
20.000عامل و 360طاحونة لم يبق منها عام 1904سوى 160يعمل فيها نفس العدد
من العمال و 50دارا للتصبين علوة على المائة الموجودة على الوادي قرب بوجلود)
ولذلك تو فر المغرب على ترات يب إدار ية دقي قة م نذ الع صور الو سطى لم تتدا خل
فيها السلطات بين القضايا التشريعية والتنفيذية ولم يكن من السهل توزيع الختصاصات
17
على أ طر تنفيذ ية كل يا نظرا لتكا ثر ال سكان وتبا عد منا طق ال ستيطان ال تي ض مت أرب عة
أخماس ال سكان إلى قلب ال صحراء و قد أ كد كو ستاف لوبون (حضارة العرب ـ الطب عة
الفرن سية ص )263 :أن سكان المغرب يقدرون في ع صره ب ستة أو سبعة ملي ين ن سمة،
بين ما كان سكان فاس وحد هم في القرن العا شر خم سمائة ألف ن سمة .وكا نت فاس إذ ذاك
تنافـس بغداد وتحتوي على 800ألف كتاب ومخطوط فـي مكتبتهـا .وأكـد (كوتيـي)
(العصور الغامضة ص )403أن مغرب القرن التاسع كان أكثر عمرانا .وأكد (ماكسانج)
فـي كتابـه حول المولى اسـماعيل نقل عـن راهـب أقام بالمغرب فـي القرن الحادي عشـر
الهجري ،أن عدد مدن المغرب آنذاك مائتان وخمسـون ،كانـت أقلهـا أهميـة تحتضـن نحـو
ثلثين ألف نسمة ،في حين بلغ عدد سكان فاس (ربما مع إقليمه) مليونا وستمائة ألف .وقد
وصـف سـانت أولون ST-Olonممثـل فرنسـا فـي المغرب حاضرة مكناس بأنهـا مدينـة
صغيرة ،وأوصل مع ذلك عدد سكانها إلى ستين ألفا .كما لحظ دوكاستر (ج 2ص )491
أن رحالة أنجليز يا زار فا سا في أول ع هد مولي رش يد ،فقدر عدد سكانها بمليون ن سمة.
ول عل ذلك مبالغ ف يه الل هم إل إذا كان يق صد المدي نة وحوز ها كل أو جزءا ،و مع ذلك فإن
بعض العواصم العربية كبغداد قد بلغ سكانها في عهد هارون الرشيد مليونين .ومهما يكن،
فإن مراق بة هذه الرقام يكاد يكون م ستحيل نظرا لعدم ض بط الحالة المدن ية ر غم وجود ها
وكانـت الحسـبة فـي هذا المجال معززة أيضـا بلجنـة صـحية للسـهر على طهارة
المدينـة وجودة تمويـن السـواق وجلب الماء فقـد لحـظ (رينـو) فـي كتابـه (الطـب القديـم
يت صل بال صحة العموم ية و من ممثلي ها المحت سب الذي ي سهر على النظام ،وتنق ية الز قة،
18
وتعهـد المؤسـسات العموميـة .وكان المخزن يقوم بتطهيـر بعـض الزقـة والشوارع خلل
الل يل .و قد حاول في (ال صويرة) مثل تنظ يم ن قل الزبال ،فجلب من الخارج أول القرن
القاضي كناسات ورشاشات ميكانيكية ،ولكنها لم تستخدم ومن غريب ما يحكى أن بعض
ال سبان اقترحوا بمدر يد عام 1760م ك نس الطرقات من الزبال ،فاحت جت الهيئة الطب ية
بقوة زاعمة أن أجداد ها كانوا رجال وعلماء يعرفون ما يفعلون ،وان هم عاشوا في الزبال
فلماذا ل نعيش نحن أيضا فيها؟ على أن نقل الزبال يشكل تجربة يستحيل التكهن بعواقبها
كاملة وانتظام شامل .وكان بعض ملوك المغرب يهتمون برجال الحرف بالعمل على تنمية
موارد هم وضمان م صادر منتجات هم ،ح يث ب عث المولى زيدان ال سعدي عملء إلى أور با
للدعاية للمنتجات المغربية .وكانت هنالك أنواع غريبة من الحناطي منها حنطة أصحاب
التاي (في القصور الملكية) ومهمتهم وضع الواني بالمكنة المعدة لها وصيانتها وإعداد
الماء المغلى باسـتمرار .فإذا شاء الميـر شرب التاي أمـر أحـد الطواشيـن على القائد
المسؤول واصحابه ،فيتقدم رئيسهم حامل على كفه اليمن طبلة الكؤوس والباريق (ثلثة
كؤوس بلور وثلثة كؤوس القطارات أي الطاسات) مع إبريقين من الفخار المحلة بالذهب
وهو الذي تناول فيه والثاني من المعدن المصنوع بأوربا ويحمل خليفته طبلة أواني السكر
والتاي والتوابع ملفوفة في مناديل بيضاء ويحمل معينان أحدهما المجمر والخر المقرج
(البر يق) ،فت سلم الوا ني ل صاحبة النو بة من الماء صواحب التاي بإقام ته تعين ها أمتان
19
أخريان لمناولة المجمر ومناولة الكأس التي تجعل في كفها اليمن خرقة أنيقة تضع عليها
الكأس المولوي.
وإذا كان السلطان خارج قصره تولى قائد الحنطة صنع التاي .وقد أحدث التاي
وكان يناط بصاحب التاي أيضا حفظ الدوية وتقطير العشاب كالسكر والنعناع
والكراويا واستخراج عطور الزهور ( وكان اللرنج يقطر في رودانه كل سنة ويوتى به
للحضرة ال سلطانية لجودة ز هر سوس) وإخلص حل يب النوق والفوا كه و صنع الشر بة
و قد ا ستغنى عن جل أشغال هذه الحن طة اليوم (ال عز وال صولة ل بن زيدان ج 1
ص.)136 :
وأهـل الحنطـة هـم أهـل الحرفـة الواحدة .ولعـل أصـلها مـن حنـط الزرع حان
حصـاده ،والشجـر أدرك ثمره .والحنطـة أيضـا البر .ومعلوم أن الحرف لم تكـن تعدو مـا
يتعلق بالزروع ونباتات الصباغ والنسيج كالقطن والقنب والكتان الخ وهي المواد الولية
فـي الحرف التقليديـة .ويشبـه نظام الحناطـي بالمغرب نظام النقابات اليوم ،حيـث تشكـل
المحتسب .وقد تحدث (م.باليز) (النشرة القتصادية والجتماعية بالمغرب في عددي 49و
المخزن كان يحترم مبدأ الحريـة التجاريـة قبـل صـدور ظهيـر 1336/1917م القاضـي
بتنظيم البلديات ،وفي فاس بالخصوص كان هذا النظام حرا وإنما فسد – كما يقول (باليز)
20
بالحتكاك بالغربيين.
وحناطـي القصـر الملكـي قسـمان :قسـم يسـمى الحناطـي البرانييـن يتعلق بخارج
الق صر ،و هم المشاوريون وأ صحاب المكا حل ،وأ صحاب المزار يق ،وأ صحاب الم ظل،
والفرادى وهـي ل تدخـل إلى القصـر إل فـي أوقات عمارة المشور وجلوس الجللة على
سرير الملك ،وهي كلها إلى نظر قائد المشور .أما قسم الحناطي الداخليين فهم علوة على
أصحاب التاي وأصحاب الفراش الميقاتيون والطبالون وأصحاب السجادة وأصحاب الماء
المح فة وأ صحاب المو سيقى وأ صحاب المكا حل والفرايك ية ،ولكن ها إلى ن ظر قائد الفراش
وهو الحاجب .ولكل حنطة قائد يخصها وخليفة ومقدمون .وأكبر القواد هو قائد الفرايكية
والحناطي يكفل بعضها ديون بعض مثل البقالة والفحامة بشرط أن ل يندرج فيها
ذلك .فلم ت كن هذه الكفالة الجماع ية ت خص عدا الجا نب عن البلد م ثل الزرزا ية (الحمالة)
الوارد ين من ناح ية (الملو ية) أو ( بقالة سوس) الذ ين ي ستوطنون المدي نة .وكان في كل
حنطـة المعلم (بالنسـبة للصـناع) ،او الحوانتـي (أي الدكاكينـي بالنسـبة للتجار) وهمـا
المسؤولن عن المتجر أو المصنع يؤديان أجور المستخدمين وضرائب المخزن .كما كان
في ها ال صناع (أو ال صحاب في خ صوص المتا جر) ،و هم أجراء يتقاضون أجرا معي نا أو
يعملون نادرا بالمقطوعيـة .ويوجـد أخيرا قسـم ثالث هـم المتعلمون مـن الشبان او الطفال
21
وكا نت كل حن طة تع قد جم عا عا ما لنتخاب أمين ها وخليف ته الذ ين يعرضان على
ممثـل المخزن ،وهـو المحتسـب للتصـديق على اختيارهمـا .والميـن هـو الذي كان يأخـذ
البادرات لمساعدة أي عضو من أعضاء الحنطة أصابته خصاصة أو مرض أو عند وفاته
بالكتتاب لسعاف عائلته وأولده .كما كان أمين الحنطة يقوم بدور الحكم والفيصل للبت
في النزاعات المهنية بين أعضاء الحنطة أو في علقاتهم مع شخص أجنبي عن الحنطة
من الزبناء أو المتعهدين .وعند عجزه ترفع القضية للمحتسب الذي يحيلها في الحين على
هيئة تحكيميـة تتكون مـن الميـن وعضويـن وأربعـة أعضاء مـن الحنطـة ،فتصـدر الهيئة
قرارا يصدق عليه المحتسب .وإذا استمر النزاع رفعت القضية إلى محكمة المحتسب الذي
يستعين آنذاك بالمين ومساعديه كخبراء ،ويكون قرار المحت سب نهائ يا .إل أن المحتسب
كان يقوم بدور ثالث وهلم جرا وهو صلة الوصل بين الحنطة والمخزن ،خاصة للحصول
.)75
وكان محمد بن عبد ال معن يتعيش بعمل دود القز (النشر ج 1ص .)197
22
-أبو تمام كان سقاء في جامع عمرو بن العاص (ابن خلكان ج 1ص )172
-وأ بو العتاه ية كان يبيع الجرار والفخار ويتوا فد على حانو ته المتأدبون ،فيأ خذ
هؤلء ما تكسر من الخزف ويكتبون ما ينشدهم أبو العتاهية من أشعار (الغاني ج 3ص
.)129
بنفسـه ويـبيعه فـي حانوتـه وكان مـن أعيان فقهاء الشافعيـة .وكان حانوتـه مجمـع الحفاظ
والمحدثيـن ،وكان عبـد ال بـن يعقوب يجلس على باب هذا الحانوت يقرأ للناس (طبقات
-البركـة أو النخاسـة هـي سـوق بيـع الماء والعبيـد وكانـت مبذولة متداولة فـي
صدر ال سلم بخ صوص أ سارى الجهاد الذ ين كا نت الفد ية و سيلة لتحرير هم ثم شا عت
النخاسـة فـي مجموع البلد السـلمية وغيرهـا وخاصـة فـي القارة الفريقيـة حيـث كان
الحرار رجال ونساء يختطفون ويباعون في أسواق النخاسة وظهر نوع جديد من النخاسة
في الع صور الو سطى امتدت إلى الع صور الحدي ثة انطل قا من القر صنة و هي ل صوصية
تمارس فـي البحار ويقتنـص خللهـا آلف الشخاص يعانون المريـن فـي مختلف أقطار
البحر البيض المتوسط جنوبا وشمال وقد نتجت عن ذلك حركة دبلوماسية لفتداء هؤلء
ال سرى وكان للمغرب دور في ال سعي لتحر ير هذا ال صنف من ال سطو على حر ية ب ني
23
البشـر حيـت دعـا إلى تحريمـه فـي ( 19جمادى الولى 1200هــ 20/مارس )1976
فوجه السلطان إعلنا للقناصلة الجانب بالمغرب .يخبرهم فيه بأن كل دولة مسيحية قامت
بتحرير إنسان مهما تكن جنسيته ولونه ستخول الذن كتعويض على هذه المبادرة بالسماح
لها بتصدير كمية من القمح من ميناء الصويرة يبلغ 112قنطار عـن كل رجـل حـرر
هولندا ( 7شعبان 1191هـ 10 /شتنبر 1777م ) على تحريم أسر كل رجل متقدم في
السن أو امرأة مهمـا كان سنها .وعزز السلطان محمد الثالث هذا بإعلن ملكي ( مؤرخ
بخامس رمضان 1192هـ 27 /شتنبر ) 1778سلم إلى القنصليات الجنبية كما نصت
اتفاق ية المغرب والطو سكان ( 8محرم 1192ه ـ 6 /فبراير ) 1778على تحر يم الرق
بالن سبة للطفال دون الع شر سنوات .وللشخاص العاجز ين عن الش غل .وات فق المغرب
على ذلك مع إنجلترا في اتفاقية خاصة عام 1174هـ . ) 1760 /ونص الفصل 21من
المعاهدة بيـن المغرب والوليات المتحدة ( 1200هــ 1786 /م ) على أن السـير ل
يم كن أن يحول إلى ع بد م سترق و مع ذلك ظلت أ سواق النخا سة نافقة في المغرب وباقي
أي حذاؤه و هي م صرية مولدة ول عل الم صريين اقتب سوها من المغرب الذي كان
لها في مدح المامون أبي العلء بن المنصور من بني عبد المومن :
24
وإن قست بالتشبيه شبهتها نعل
فوقها وكلن للمحتسب دور في رعايتها مع أمناء آخرين يشرفون على الملك المخزنية.
والمغارس بفاس ونادى أن كل من بنى موقعا أو اغترسه قبل تمام بناء السور فهو له هبة
فكان المالك على ما يظهر مجرد مستجير للرض (زهرة الس ـ الجزنائي ـ ص،21 :
-الجلد :كانـت الجلود متوفرة نظرا لوفرة السـوائم التـي بلغ عددهـا عشرات
المليين رأسا وكان المغرب يصدرها إلى الخارج (راجع إصدار جلود الماعز في وثائق
-الحانوت أو الدكان الذي يمارس فيه التاجر أو المحترف بيع سلعته ويقع غالبا
في الطا بق ال سفلي للعمارة أو على طول زقاق أو شارع وكا نت الحانوت قدي ما تعلو على
الرض بمـا يقارب المتـر حتـى يكون البائع أو الصـانع جالسـا فـي مسـتوى الزبناء إل أن
حوانيت الصناع كالحدادين والصباغين والنجارين كانت دائما موازية ومتساوية مع فارعة
الطريق.
-الحر ير :عرف المغرب الحر ير بنوع يه ال طبيعي وال صناعي .و قد ع مل على
ترب ية دودة ال قز في ناح ية فاس ومنط قة فازاز بالطلس م نذ هجرة الربضي ين القر طبيين
أوائل القرن الثالث الهجري إلى المغرب .وسـاعد على تربيـة دودة القـز ،توافـر أشجار
التوت بالمغرب ،ولذلك انتشرت هذه الصناعة في مجموع المغرب على أن المغاربة كانوا
25
يسـتخرجون مـن شجرة "الصـبر" ( )aloésأسـلك الحريـر الصـطناعي المعروف بــ
(ال صابرة) .و قد ازدهرت حر فة الحرار ين بجا نب حر فة صناع الحر ير ال طبيعي و هي
حرفة شارك فيها كبار القوم وسامي العائلت حيث كان مثل العالم الصوفي محمد بن عبد
ادريـس المنجرة ( 1175هــ 1761 /م) يخدم صـناعة الحريـر فـي ابتداء أمره( العلم
للمراكشي ج 8ص ( 315ط.الرباط ) والحرارة كلمة تطلق على صناع الصقلي؛ وهو نوع
-الحمارة أو الحمارون :أصـحاب حميـر أو بغال النقـل .كان منهـم فـي فاس
وحد ها ن حو الثلث ين ول يزالون إلى الن الو سيلة العمل ية للن قل دا خل فاس القدي مة نظرا
للعقبات .وكان شغلهـم فـي القصـور الملكيـة نقـل الثقال السـلطانية فـي السـفار ،وجلب
الحطـب والفحـم مـن الغابات ،وحمـل الشعيـر للمراس (محال الختزان ) والرويـة .
وللحمار ين قائد وعدد هم كان يز يد على المائت ين .ولم ي بق في ها الن سوى أرب عة ( ال عز
وال صولة ل بن زيدان ج 1ص . ) 149وكانوا صلة الو صل ب ين المدن ينقلون البر يد،
-خا تم الرقا بة على الم صنوعات ورد في (نز هة الحادي ص )22 :طب عة فاس
"إن العالم التحرير على النجارين كان ينزل طابعه على ما يبيعونه مثل الصاع والمد بعد
امتحانه"
26
-الخزف أو الفخار :عر فت مع ظم الحوا ضر م صانع الخزف م ثل فاس (180
مصنع) والعدوتين (الرباط وسل) ( 30دار فخارة تصنع ستمائة ألف آنية كل سنة وأصغر
مدينة بالمغرب هي (أزمور) كان فيها تسعة عشر معمل للفخار حسب إحصاء عام 1930
وخلل الحفريات التـي أجريـت فـي مغارة ( )Peltierفـي (تماريـس) عثـر على
قطـع خزفيـة أشبـه بالقطـع التـي كشـف عنهـا بالمغارة القديمـة المعروفـة بدار السـلطان
والخرى بواد (مرزق) ويل حظ أن هذه الشظا يا الفخار ية وجدت كل ها بمنا جم قري بة من
ال ساحل وبمغارة شار عة إلى المح يط ومعلوم أن هذا النوع من الخزف معروف م نذ ع هد
طو يل في آ سيا ال صغرى ح يث ع ثر على ما يشب هه ر سما وزخر فا و من المدن الفريق ية
بهذه المنطقة نقل هذا الخزف إلى غرب البحر المتوسط من طرف الستعمار وقد وجدت
ق طع في جزيرة صقلية( سرقوسة) ربما رجع تاريخ ها إلى نها ية القرن الثامن ق بل الميلد
ولعل من المستعمرات الفنيقية القديمة بالمغرب أزمور (trim) 1957. Hesperis 2-1
-الخراططة :فـن ترقيـق الخشـب .فقـد خرط الحديـد طوله كالعمود .وكان ابـن
27
خروف علي بن محمد الذي عاش في فاس وتوفي بحلب عام 609هـ 1212 /م يتاجر
فـي إقامـة أوانـي الخشـب المخروطـة يتردد بيـن الندلس (وبذة وإشبيليـة) وسـبتة وفاس
-الخل يع :الل حم المقدد المملح المطبوخ بالز يت والش حم والفاو يه .وأ صله الخلع
وهو الل حم يخلع عظمه ثم يط بخ بالتوا بل ويجعل في وعاء من جلد زادا في السفار .أو
هو القد يد يشوى فيج عل في وعاء بإهال ته أي د سمه (م تن الل غة) وكان يباع في ال سواق
-الخياططة :حرفـة كانـت منتشرة فـي المغرب حاضره وباديـه .وكانـت تخيـط
خا صة الجلب يب والبرا نس والك سية وأ صناف المعا طف ال تي عرفت ها الممل كة م نذ القرن
العاشـر على إثـر الحتكاك بالتراك ودخول أفواج أندلسـيين إلى المغرب ومـن أهمهـا
"الجبادولي" وهو (كسوة أندلسية تركية) وكان لليهود ضلع كبير في هذه الحرفة التي كانوا
المعروف بالحدب ينت حل صنعة الخيا طة بفاس .و قد رأس أ هل ع صره وأ خذ ع نه أ بو ذر
وكان أحمد بن عثمان بن أبي دبوس آخر ملوك بني عبد المؤمن يحترف الخياطة
في (توزر) نصبه العراب (عام 748هـ) مكان أبي الحسن المريني بإفريقية فانهزم بعد
28
لجوئه إلى القيروان في سابع محرم (749ه ـ) فان سل ال سلطان إلى سوسة فاح تل تو نس
بحرا ونقل إليه ابن أبي دبوس فاعتقله (الستفصا ج 2ص )78 :وكان قد حاصر تونس
مدة سنة ونصف ثم عاد إلى المغرب في أساطيل بلغ عددها ( )600فيها من كبار العلماء
-دار السكة :تطبع كل المصوغات قبل عرضها على البيع (لوتورنو :فاس قبل
-دار السلعة :متجر يشغله تاجر واحد فإذا تعدد التجار يصير فندقا أو قيسارية.
ويحتوي بالنسبة لكبار التجار بالجملة على مكتب ومخزن وربما مستودع.
ـة
ـنع الحذيـ
ـالحا لصـ
ـه وجعله صـ
ـغ الجلد لتشذيبـ
ـو الذي يدبـ
-الدباغ :وهـ
1316هــ أن عدد الدباغيـن بفاس وحدهـا بلغ ثمانمائة .بينمـا أوصـلهم (رونـي لوكليـر
عهد الموحدين لم يتجاوز ستة وثمانين (زهرة الس ص .)82 :وقد بلغ عدد (دور الدبغ)
في سل والرباط الربعين أواخر عهد المولى عبد الرحمان .وقد ثار الدباغون عام 1290
بإزالة الم كس .وب عد دخول ال سلطان عام 1291ه ـ إلى فاس ع فا عن هم .ول كن تطاولوا
الم ين بن يس .و صعدوا لمنار المدر سة العنان ية وأخذوا بالر مي بالر صاص م صيبين من
كان بأ بي الجلود .فطا فت ب هم الع ساكر ورموه بالقنا بل .واقتح مت طائ فة من الج ند سور
29
فاس وبعـث السـلطان إليهـم وزيره محمدا الصـفار فأذعنوا وتابوا فانطفأت نار الفتنـة
-الدراعات الصطفر :كانـت ثياب أهـل الباديـة بالمغرب حسـب ( اليفرنـي ) ،
والذي أكد أن محمدا الشيخ السعدي دخل هو وجنده مدينة فاس (عام 956هـ 1549/م)
" -الدللة " ( هي البيع بالمزاد في السوق ) يعقد سوق خاصة في المدن الكبرى
للدللة التـي هـي عبارة عـن بيـع بالمزاد العلنـي بواسـطة دلل ( لعـل أصـله دال ويكون
معناها الدللة على الثمن ) .وتعرض في السوق منتجات ومصنوعات المدينة من أحذية
وجلود مدبوغـة ومنسـوجات ومصـنوعات نحاسـية .وهذه الدللة تجري يوميـا بالنسـبة
للحذية بين العصر والمغرب في الحواضر الكبرى .وينعقد طول مدة ما بعد الظهر في
سوق جلد بالن سبة للجلود ،وتش مل الدللة ب عض المواد الغذائ ية كالزب يب ( فندق الزب يب
بفاس ) والحبوب ( سـوق الصـفاح ورحبـة الزرع ) والزبـد والزيـت والبيـض والحناء
30
والصوف ويرتفع ثمن المزايدة بنسب تختلف حسب السواق وحسب العصور وحسب نوع
وقيمة البضاعة .و الثمن " النازل " يخصم منه ثمن الدللة والضريبة وما يسمى " التقلية "
مبيعات المخازن ال كبرى و لك نه كان يقدر بن سبة زيادة أو زيادت ين من الزيادات الخيرة
على النبي ) والواقع أنها منهي عنها شرعا في سبع حالت منها شهرة البيع والعراس
العرب هـم الذيـن نقلوا دودة القـز إلى إسـبانيا ومنهـا إلى المغرب ( أعراف
J. Juan Rosende Casas, informe sobre el cultivo del gusano de
seda en Marruecos, Tetuan, 5.5.1904, publié in “Mauritania”, 1944
(p133).
الكتب بالذهب المطرق وكلهم مسلمون ويندرج الذهابون ضمن الصاغة الذين بلغ عددهم
31
بفاس وحدها نحو السبعين ،وكانت لهم دكاكين داخل الملح وخارجه .وكانوا يرصعون
الذهب باليواقيت وأنواع الحجار الكريمة ،كما كانت المجوهرات والحلي يختم عليها من
بالمدينة وقد ذكر ( ياقوت في مـعجمه ( ج 6ص ) 331أنه كان بفاس في القرن السابع
( توفـي ياقوت عام 626هــ 1228 /م) .سـتمائة رحـى " ل تبطـل ليل ول نهارا "
وكانت حارة الجذمى ( ربض الكيفان ) مقر الصفايحية والنجارين والبنائين .
في الشرق بالف سيفساء ) والتر صيع هو التكف يت ( كل مة ترك ية ) وهنالك مرادفات ح سب
البلد والعصور منها التلبيس العباسي ( التطبيق ) ،وفن الترصيع ما أدخل إلى المغرب
-الرقاص :حامل البريد وقد استعمله ( ابن القطان ) في العهد الموحدي ( نظم
وكان الرقاصـة ينتقلون بيـن المدن ،لهـم مكتـب بفاس عليـه أميـن الرقاصـة "
وخلفاؤه .وكانوا دائمـا على اسـتعداد للسـفر لحمـل رسـائل باسـتعجال مـع نقـل الجواب ،
وذلك بتعويض قدره عشرة مثاقيل أي نحو خمسين ريال حسنيا .ويكون الثمن أقل بكثير
32
( 8موزونات ) إذا كان وقت البراد غير محدد .
وكان الرقاصة يشكلون حنطة عليها أمين أصبح مكتبه بفاس هو المكتب البريدي
ش به الر سمي .وكانوا في الغالب صحراويين يمتازون بطول القا مة والنحا فة والمرو نة ،
والقدرة على ال سير ،وعلى مقاو مة ال حر والبرد ومتا عب الطر يق .و قد و صف سياح
كتابـه ،un crépuscule d’Islamالذي نشـر بفاس عام 1905وتحدد طبعـه للمرة
الخام سة ببار يس عام ، 1923ح يث ذ كر ( ص ) 59أن هم كانوا يقطعون أحيا نا الم سافة
كانوا يواصلون الليل بالنهار في خطى حثيثة قاطعين ما بين خمسة كيلومترات في الساعة
خلل فترة مو صولة تبلغ ما ب ين الربع ين والخم سين ساعة ،ودون أن يحملوا أي سلح
ولهذا كا نت تكل فة أتعاب هم تتراوح ما ب ين ال ستين إلى مائة ب سيطة ح سب الم سافة .و قد
تحدث "بنصال " في كتابه " المغرب كما هو "Bonsal, Morocco as it is, London,
1894عن أحد هؤلء الرقاصة وصل عام 1892من فاس إلى طنجة في يومين ونصف
يوم وبقـي عشـر سـاعات بطنجـة ثـم عاد إلى فاس اليوم السـادس .ولحـظ ( كامبـو ) أن
البر يد كان يق طع مثل الم سافة ب ين فاس وطن جة ( أي حوالي مائ تي كيلوم تر ) في أرب عة
أيام .وكان هؤلء الرقاصون يواصلون السير عشرة أيام متوالية بسرعة خمسين كيلومتر
في اليوم ،بل يحكون عن رقاص ق طع خلل أز مة دبلوما سية الم سافة ب ين فاس وطن جة
ذهابـا وإيابـا ( أي 400كـم فـي ثلثـة أيام ( كامبـو – مملكـة تنهار ص . ) 99وكان
الرقا صة يتعرضون أحيا نا لهجمات قطاع الطرق ،فيكون رد ف عل المخزن تع قب الجناة .
33
و قد ذ كر " لوطور نو " في كتا به حول فاس (ص )407أن قطاع الطرق لم يكونوا دائ ما
ينتجعون النهـب والغصـب ،بـل كانـت أعمالهـم تسـتهدف مجرد الهجوم على الجانـب
وتجريدهم من رسائل يمزقونها بعد ذلك .وإذا أراد الرجل إبراد رسالة عادية ،فإن المر
لن يكفله أكثر من درهم ين (أو ثمانية أوجه) ،بل كان هنالك اشتراك بالن سبة لكبار التجار
الذ ين كا نت ل هم علقات مو صولة بالخارج ،ح يث يؤدون للم ين مبل غا جزاف يا كل ش هر
يتراوح بين عشر وخمسة عشر بسيطة ،وتؤخذ منهم الرسائل أو ترجع إليهم الجوبة في
مخازنهـم ،بينمـا كان الزبناء العاديون يسـلمون طرودهـم إلى دكان "سـاحة النجاريـن"
بخصـوص فاس ،ويتسـلمون الجوبـة مـن نفـس المكان وكان ذهاب الرقاصـة فـي يوميـن
-الرماية :كانت للصناع بفاس جمعيات للرماية يتدربون عليها (باب الجيسة) أو
فـي الصـيد بآيـت سـادن ،فكانوا يكونون المليشيـة الحضريـة أو حماة المدينـة (مدرسـة
الرماية).
-زخرفة :فن يشمل كثيرا من فروع الصناعة التقليدية مثل الطرز والنقش على
الخ شب (و هو التر صيع) والت جبيس (أي الن قش على الج بس) وتتجلى ب عض مظا هر هذا
الفـن فـي التخاريـم الخشبيـة على البواب والنوافـذ والسـقوف ممـا كاد يبـذ فـي الترصـيع
الدمشقي كما بلغ فن تفضيض الخزف أي صنع الزليجي درجة من الدقة والروعة أضفت
ولم تحـل روح التقشـف التـي أظهرهـا بعـض ملوك الموحديـن دون ازدهار فـن
34
الزخرفـة فقـد أمـر المنصـور بقطـع اللباس الغالي مـن الحريـر والجتزاء بالرسـم الدقيـق
الصغير ومنع النساء من الطرز الحفيل وأمر بالكتفاء منه بالساذج القليل وأمر بإخراج ما
كان في المخزن من ضروب ثياب الحرير والديباج المذهب فبيعت منه ذخائر ل تحصى
بأثمان لم توف ولم تسـتقص (البيان لبـن عذاري ج 4صـك ( .)81الفـن المغربـي -عبـد
-زرزايطة :حمالة برابرة بفاس .أقدمهـم مـن أولد جرار بسـوس ،ولعـل أصـل
الكلمة را جع إلى أحد قٌصور هذه القبيلة .ويعت قد أهل فاس أن هؤلء استقروا في المدينة
منذ تاسيسها .وقد أكد الحسن بن محمد الوزان (اليون الفريقي) وجودهم في القرن العاشر
-الكرابة والزرزاية
وتدعـى جماعات زرزايـة تربيعات تختار امينهـا لمدة سـتة أشهـر ويختار المناء
رئيسـا لمدة سـنة ويكون معترفـا بـه مـن المخزن كرئيـس للحنطـة للزرزازيـن أو الحمالة
-الزرقطون câpre :أ صله بزرقطو نا أو بزرقبار ،و هو زهرة ال كبر تك بس في
35
النحل وتتبل بها الطعمة .وتوجد عائلة الزرقطوني وهو بائع الزرقطون.
-الزز :عرفـه الونشريسـي فـي المعيار (ج 2ص )398بأنـه مـا جرى بـه عمـل
القضاة في التعز ير من (ضرب الق فا مجردا من ساتر بال كف) و قد عده الونشري سي من
الجهل.
بالندلس نوع مـن المفضـض المعروف فـي الشرق بالفسـيفساء ونوع يبسـط بـه قاعات
وقد سمي 0في المغرب والندلس بالزليجي بدل الزليج (السلوة ج 3ص /133ج
الرياض ج 1ص )46ويعرف بمصر بالزليزلي (السلوة ج 3ص /533ج 3ص .)355
والزلي جي أو الزل يج إذن نوع من الف سيفساء مدهون ملون كالقاشا ني (م تن الل غة
والزلي جي الفا سي نوع من التر صيع الخز في الندل سي ال صل وهذا النوع من
وقد جلب الحكم الموي الفسيفساء ( عام 354هـ ) من ملك الروم اقتداء بالوليد
في بناء م سجد دم شق فر جع و فد الح كم بال صانع وم عه من الف سيفساء 320قنطار هد ية
فر تب جملة من الممال يك لتعلم ال صناعة فأبدعوا و أربوا على ال صانع الذي صدر راج عا
36
-الزليطج ( نماذج منـه قديمـة فـي وليلي الرومانيـة ) مجلة هسـبريس ص276 :
(عام 1285هـ 1868 /م ) بباريس مع معلمين يباشرون ترصيعه ومثل المغرب آنذاك
محمـد بـن العربــي القبــاج الفاسـي المعروف بالفرنسـوي لمعرفتـه اللغـة الفرنسـية
(الستقصا ج 4ص ) 232الساباط سقيفة بين حائطين تحتها ممر نافذ وسوق السباط
بالمغرب هو الذي تباع فيه غالبا الحذية و البلغي وكلمة sabotالفرنسية معناها الخف
وقد أطلقت كلمة ( ساباط ) أول ما أطلقت على قنطرة والقاضي عام 447هـ 1055 /م
(تتمة ( )Huici, Historia p : 200/والقاضي الذي تنسب إليه هو علي بن ثوبة الذي
بالمخصف وهي صناعة لم يكن بعض كبار العلماء يانفون من ممارستها فالمام الخصاف
أحمد بن عمر بن مهير كان يؤلف للمهتدى بال (كتاب الخراج) ويصنف كتبه القيمة في
37
-السكر :كان السكر يصنع في شقي العروبة بإفريقيا :المغرب ومصر .وقد
حدثنا المقريزى أنه كان بسمهود سبعة عشر حجرا لعصر القصب ،كما كان بملوى عدة
أحجار ( الخطـط ج 1ص ) 203وكذلك فـي قابـس وجلول ( البكري فـي المسـالك جزء
عن إذن والده إلى ملك فرنسا مؤرخة من قصر الدار البيضاء ( فاس الجديد ) في رجب
968هــ( مارس 1591م ) حول اسـتعداد المغرب للسـماح للملك شارل التاسـع باحتكار
سكر المغرب بشرط دفع ثمنه بالسعر المغربي مع زيادة نسبة في المائة ،وكذلك إصدار
النحاس لفرنسـا طبقـا لرغبـة ملكهـا بشرط دفـع ثمنـه سـلحا وعتادا ( السـلسلة الولى –
-ال سوق :تمتاز كل منا طق المغرب بأ سواق بعض ها متخ صص وبعض ها في
سوس خاص بالنساء ولكل منطقة سوق في أحد أيام السبوع توجد داخل المدينة أسواق
-سوق العطار ين بفاس :احترق عام 723ه ـ 1323 /م فجدده ال سلطان أبو
-سوق المرقطاني ين :ي سميه ( ا بن صاحب ال صلة ) بالن سبة للندلس سوق
38
)P Ricard-France, Maroc n° 1 (1917
الموشية في ذكر الخبار المراكشية نشر علوش 1936ص )16وقد ألفت الحلل في 12
-شاش قرية بالري( :معجم البلدان ج 5ص )212 :وربما نسبت إليها الشاشية
المغربية ،وهي طاقية (أصلها تقية تقي الرأس من الحرارة والبرد) خفيفة.
-الشعرة :خيوط ال صوف الممزو جة بخيوط الحر ير ي صنع من ها الن سيج الرف يع
-الشمسية أو الشماسة :نافذة مغلقة بترخيمات من الجبص لها ثقوب ينفذ منها
النور ،ولعلها هي المسماة بالقمرية في الشام .وهي نوافذ من بلور ممسوك بجبص محكم
على قدر النافذة (الجذوة ص /42قاموس الصـناعات الشاميـة لجمال الديـن القاسـمي ج 2
ص .)363
-الشوار :مـا تقدمـه العروس لزوجهـا لتجهيـز البيـت .وقـد وقـف المحسـنون
رباعا لمساعدة المعوزين على قضاء أسبوع الزفاف في بيت حبسي إذا لم يكونوا قادرين
39
على تجهيز البيت الجديد .
أربع وثائق ( ظهائر ) علوية ضد بدع الشورة والفراح للستاذ محمد المنوني
وهـو مـا يعرف بجهاز العروس وكان بسـيطا أول المـر خاصـة فـي الباديـة ثـم
تنافس الناس في تطويره وقد استقدم المنصور الموحدي إلى مراكش ابن اللجام محمد بن
أح مد اللخ مى التلم ساني وكل فه بال سهر على تجه يز ضعيفات البنات ( بغ ية الرواد م / 27
تعر يف الخلف ج 2ص ) 352وكا نت بفاس دار خاصـة مجهزة رهـن إشارة المعوز ين
-الصطابون :بلغ عدد دور الصـابون بفاس سـبعا وأربعيـن فـي عهـد المنصـور
وكانـت ( بنـو مزكلدة ) تعتـبر مختصـة فـي صـنع الصـابون فـي القرن العاشـر
وقـد خول ثلثـة مـن اليهود احتكار صـنع الصـابون وبيعـه فـي كـل مـن تطوان
وطنجـة عام 1267هــ ( وثيقـة محمـد المكـي القباج مبعوث السـلطان لجمـع تركـة آل
أشعاش (تاريـخ تطوان ج 3م ) 313وفـي عام 1891أسـس مواطـن فرنسـي مصـنعا
40
في حين كان يشرف بالمغرب على الصياغين ومعظمهم يهود في بعض المدن .
-الصباغ :هو الصانع الذي يحترف الصباغة وهي مهنة الدهانين ،وكان نفس
ال سم ي ستعمل في الندلس ( إ سبانيا الم سلمة ص . ) 189و قد بلغ عدد دور ال صباغين
كما بلغ عدد هذه الدور عشرة في سل والرباط في عهد المولى عبد الرحمان .
-الصداق :وهو المهر أي ما يدفعه الزوج لزوجته ليحل الزفاف .وقد حدد في
ال سعودية وكان يعقوب المن صور يؤم الناس و قد أقام مناد ين يدعون في ال سواق طالب ين
من الناس المبادرة إلى ال صلة جما عة (المع جب ـ ع بد الوا حد المراك شي ص 175 :ـ
41
طب عة سل /ال ستفصا ج 2ص )178 :وذلك في نطاق العنا ية بال سنة و في ضمن ها سنة
إعذار الطفال وقد أمر المنصور به (عام 595هـ 1198/م) بمراكش وأن يجعل في يد
كل واحد منهم دينارا من الذهب ودرهما من الفضة وحبة من الفاكهة الخضراء ليشتغل به
-الطباعطة :أول مـا عرف منهـا بالمغرب الطباعـة الحجريـة بفاس أيام المولى
محمد بن عبد الرحمن وروى ابن البار أن عبد الرحمن بدر من وزراء أو الناصر كان
ينفرد بالوليات بإفريق ية فيك تب ال سجلت في داره ثم يبعث ها للط بع فتط بع وتخرج إل يه
-الغنباز حسب دوزي صنف مر الملبوس غليظ يستر العنق وذكر جيرمانو أنه
نوع كسـاء يختلف عنـه فـي المغرب والندلس والواقـع أن الغنباز المغربـي أسـلوب فـي
رسـوم السـتيزار (أي توليـة الوزارة) فـي بغداد تبدأ بخلع الوزارة وهـي قميـص أطلس
وحسين موسى ص 163 :ـ القاهرة ـ 1925وقد لحظ القلقشندي في صبح العشى ج
42
4ص )42 :أنهـا ملبوس القضاة والعلماء بمصـر وكانـت مسـتعملة بكثرة خاصـة عنـد
-قيسارية :مجموع دكاكين لبيع نوع واحد من السلع أو أنواع مختلفة كما يقع
اليوم وكا نت مغطاة من خ شب م ما كان سببا في الحرائق ف في عام ( 607ه ـ1210 /م)
شب حريق بقيسارية مراكش وما اتصل بها فتمكنت النيران بيابس العيدان وشفوف الثياب
وأسـرعت كالشهاب عنهـا شهاب فـي سـقف السـواق فخرج الناصـر مسـرعا مـن قصـره
وتخ طى إلى ال صعود ب صومعة الجا مع المت صل به أي الكتب ية وأ كد النا صر في جبر هذه
وجه القصر ( البيان لبن عذاري ج 3ص 235طبعة الرباط .) 1960
ـة
ـة وأغطيـ
ـن أحزمـ
ـج الحرائر مـ
طة الزردخان نول خاص بفاس لنسـ
-مرمط
-مروج القصارين :مكان بضفتي وادي فاس أشار إليه أبو السعود الفاسي في
نوازله ( ج 2ص ) 101ملحظـا أنهـا لم تكـن ملكـا لحـد وأنهـا مـن الشياء التـي فيهـا
-المزهري :نوع من الزل يج المغربـي أشار إلى وجوده فضـل ال العمري فـي
حديثه عن فاس أيام أبى الحسن المريني (راجع المسالك في ترجمة ابن فضل ال العمري)
الهجري في عهد السلطان ابي الربيع سليمان بن أبي عامرعبد ال ابن يوسف بن يعقوب
43
المرينـي الذي دخـل مدينـة فاس ( عام 708هــ 1308 /م) .وقـد وقـع الغلء آنذاك ،
وانتف حت للناس أبواب المعاش والترف ،وتغالوا في أثمان العقار فبيعت الدار بفاس بألف
دينار مـن الذهـب العيـن .وتنافـس الناس فـي البناء ونأنقوا فيهـا بالزليـج والرخام وأنواع
النقوش ،وتناغوا في لبس الحرير وركوب الفار وأكل الطيب واقتناء الحلي (الستقصا ج
2ص .)48
كانت مختلف الحرف والصنائع محتاجة إلى مواد أولية معظمها موجود بالمغرب
كالرخام والر صاص والف ضة والق طن والكتان والنحاس وق صب ال سكر ولكن ها كا نت أ قل
منها اليوم فقد عثر عام 1977على معدن للرصاص في إقليم تطوان كما عثر نفس السنة
على معدن الف ضة بمنط قة واد لو ( بوحا مد ) والمنط قة الواق عة ب ين الح سيمة والشاو ية
وتعرف بخميس الدواهلية وقد بلغ عدد دور النحاس والحديد بفاس أيام المنصور والناصر
الموحدي ين اث ني ع شر م صنعا ( زهرة الس م ) 33أ ما الكتان فكان موجودا في الب صرة
سوق الربعاء وكذلك القطن الذي توافر في تادلة وسل وماسينة على بعد مرحلة من فاس
-الن سيج :بلغ عدد أطرزة الن سيج بفاس في عهدالنا صر والمنت صر الموحدي ين
ثلثـة آلف وأربعـة وتسـعين طرازا ( زهرة الس ص ) 33وكانـت ناحيـة فاس تجلب
النسـجة الغليظـة المصـنوعة فـي الهبـط والريـف وتازة وكذلك صـوفيات زرهون وبنـي
44
برباط الف تح ف ـي ع ـهد الح سـن الول ال ـذي كان يشج عه باقتناء منتجا ته من ها 3000
قطعـة كلف المحتسـب بتوزيعهـا على سـكان الرباط عام 1892ولحـظ الحسـن الوزان
ج 2ص ) 108أن صناعة النسيج الكبرى في القرن العاشر الهجري كانت مركزة بفاس
حول قنوات ساقية م صمودة ووادي فاس ح يث قام 520معمل للن سيج ( درازة ) ت ستخدم
الن سيج بفاس (ه سبريس ( Hesperis 1950مجلد /)2-1( )37الن سيج بالندلس
رحلة أ بي عنان الم سماة "ف يض العباب" لبراه يم بن ع بد ال حول الناعورة ال كبرى بفاس
45
ع ثر عام 1983في أرٍمين ية على مخطوط ير جع تاري خه إلى ألف سنة مكتوب
على الورق ،مما يدل على أن هذه المادة استعملت في هذه المنطقة منذ ذلك التاريخ.
Goutier-Moeurs … p : 249
وقد اشتهر أيضا كل من الورق الفاسي والورق الشطبي (نسبـة علـى شاطبـة
)Casiriباليسـكور كتـب أوائل القرن الحادي عشـر الميلدي ممـا يدل على أن العرب
الحاكم العبيدي وتوفي بدمشق عام 404هـ1013/م كان مالكيا معتزا قال فيه المقري في
(نفـح الطيـب ج 1ص " :)638مـا سـمعت بمالكـي معتزلي غيـر هذا ولعله كان مالكيـا
46
بالمغرب فل دخل في خدمته الشيعة حصل منه ما حصل".
ابن البار رشح لقضاء تطوان دون أن يتوله بالفعل وع ين محتسبا بتطوان (عام
1331هــ) ولم تكـن له أجرة معينـة فـي ذلك العهـد وكذلك غيره مـن المحتسـبين (ص:
, )130
-ابطن زاكور الحاج محمطد :محتسـب فاس عام 1212هــ أمـر المولى سـليمان
بإعانة الطلبة على حفظ مختصر خليل فعرضهم المختصر وأعطى لكل طالب ( )100ر
-أ بو الرب يع سليمان الزرهو ني :محت سب شرا قة والمحت سب كان يطلق أي ضا
47
على ر جل ال سلطة عمو ما أو الش يخ الرئ يس وكان سليمان بن مح مد الشر يف الزرهو ني
محتسـبا على شراقـة حوالي ( 1020هــ) وهـو الذي ثار بفاس ضـد السـلطان زيدان
و سكانه بالضا فة إلى مهام الح سبة فا صطدم مع قا ضي فاس فع ين قاضا هم ب سل (تار يخ
الضعيف)
1960م).
-أبطو المكارم منديطل بطن زنبطق :كان يحرض الناس على الصـلة فـي أوقاتهـا
ويضربهم بالسياط والمقارع بأمر السلطان ابي عنان المريني) (بيوتات فاس الكبرى ص:
)150
العزيزي ثـم بديوانتـي أسـفي ومليليـة ثـم محتسـبا وناظـر الحباس بتطوان كان على رأس
عمدة الراوين ج 3ص 21و /55وثائق الحركة الوطنية ابن عزوز حكيم)
48
أجا نا مح مد بن العر بي أم ين ال صائر بمكناس أوا سط عام 1294ه ـ 1877 /م
أقام خطة الحسبة على قواعدها وأعرافها وقد أسس روضا يحمل اسمه (رياض
أجا نا) تحول إلى مدر سة ابتدائ ية في حي ال صباغين كان بإحدى حجرات ها (الن عل النبوي
الذي أهداه إلى المولى عبـد العزيـز (المنزع اللطيـف لبـن زيدان (خـع 595ج /الزيانـي:
جمهرة التيجان ( خع 1220ك /خ طة الح سبة في المغرب (المنا هل عدد 14ص -209
)230
-أحمطد بطن سطعيد التونسطي محتسـب درعـة كان حيـا آخـر القرن العاشـر (درة
-أحمد بنعبد ال تولى الحسبة بالرباط نيابة عن محتسبها الحاج عبد الخالق فرج
تول ها بعده أخوه الحاج العر بي أوائل القرن الثالث ع شر الميلدي و في عام 1328ه ـ
أع فى ال سيد ع بد الخالق فرج من ها ل كبر سنه"( .مجالس النب ساط ص )203 :وكان من
ال صدارة عام 1341ه وخل فه على الح سبة سيدي مح مد ا بن
49
ص.)141 :
-احمطد بطن محمطد المختار بطن عمطر التاشفي ني الفاسطي الفق يه
سليمان
-أح مد بن الم كي بن الحاج الح سين التراب مارس خ طة الح سبة أوائل الع هد
اليو سفي (تو في عام 1365ه ـ )1945/و قد خل فه ولده ال كبر مح مد في خ طة الح سبة
ومـا معهـا إلى أن توفـي بمكناس عام 1378هــ 1958/م وكذلك أخوه محمـد المنزع
اللطيف لبن زيدان ـ طبعة الدار البيضاء ص/214 :العز والصولة ج 1ص.24:
-أحمطد الشرايطبي الفاسطي ولي الحسـبة بالرباط عام 1329هــ ثـم أعفـي عام
-أشعاش محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن عين محتسبا بتطوان عام
1934فن ظم ال سواق وحارب ال غش والتطف يف والتدل يس ورا قب ال سلع وال سعار و في
عام 1937أعفـي مـن الحسـبة وعيـن باشـا تطوان وعزل لمواقفـه الوطنيـة عام 1951
حارب الغـش وغيـر المنكـر وشدد الخناق على العابثيـن بالموال والعراض والرواح
حتى سئم الناس جده وضجوا منه فأعفي من وظيفة الحسبة وقد امتحن بالسجن والتعذيب
50
بسبب لطمه لمحتسب تطوان محمد السراج توفي عام 1912م1331/هـ (عمدة الراوين
ج 7ص)13:
-حسن بكريم له كتاب اسمه "الحسبة" :تطورها قديما وحديثا طبعة المحمدية مطبعة
(محمد الطالب ابن الحاج ،الشراف على بعض بفاس من مشاهير الشراف)
وقـد عينـه تلميذة المولى سـليمان فأشتهـر بالشدة فـي الحـق والمبالغـة بالمـر
بالمعروف والنهـي عـن المنكـر وقـد جمـع بيـن التدريـس فـي القروييـن والتجارة فـي
قيسارية فاس.
ادريـس بـن أحمـد ثـم تحولت الحسـبة إلى الطيـب غريـط ثـم
وبادو جبـل فـي كتامـة بالريـف يمتاز بغابـة الرز وبادو أيضـا جبـل وسـط
الطلس الكـبير حيـث بدأت المقاومـة عام 1914بقيادة مبارك بـن حسـن التوز نينـي
51
القاوى تافيللت ثم ج بل صاغرو عام 1933وأعالي مكو نة وا ستمرت المقاو مة إلى
عام .1936
-رضوان بن الحاج محمد بلفريج ولي الحسبة عام 1334هـ واعفي في
لومـة لئم فحاول قاضـي مراكـش عزوز بـن حمزة التشويـه بـه لعزله فناصـر أهـل
مراكـش محتسـبهم طلبـة وصـناعا وفقراء فتنازل القاضـي وأتباعـه مؤقتـا ثـم سـجن
المحتسب لتواصل الدسائس ضده وتوفي بمكناسة (تاريخ الضعيف ص.)190 :
الضعيـف ص )258 :عزله السـلطان عام ( 1209هــ) وولى مكانـه الحاج الجيللي
على مطاردة المدخنين فقطع ممارسة الدخان في عهد السعديين ومنع بيع آلت الطرب
-الطيب الريحاني محتسب فاس عزله المولى محمد بن عبد ال (عام 1174
هـ) وولى مكانه ،المدعو الحاج عبد ال وكانت قيمة الدرهم الشرعي في عهده أربع
وقد كان لفاس محتسبان أحدهما بفاس البالي والخر بفاس الجديد
52
-الطاهر بادو محتسب مكناس عينه المولى سليمان أميرا لركب
لنه أكل مال الحجاج وجمع منهم مال كثيرا (تاريخ الضعيف
ص )305 :ثـم بدا للسـلطان أن يبقـى بادو على صـائر داره
-ع بد الرحمان الفا سي :له خ طة الح سبة في الن ظر والت طبيق
.
ت صدر في ديوان النشاء ( الشر في ن سبة الى ج بل الشرف الم طل على اشبيل ية
53
-ع بد الرحمان المتو كي محت سب مرا كش كان نائ به هو اح مد
)149
54
(الغتباط لبي جندار ص ) 307
) 260
نفورا منها وقد قدم إليه أعيان المدينة ووجهاؤها هدية بمناسبة
55
غالب على بن محمد اللخمي أبو تمام طبيب :من أهل غرناطة حج وقرأ الطب
بالقاهرة وزاول العلج عام 741هــ 1340/م وولي الحسـبة بفاس توفـي بسـبتة عنـد
حركة مخدومه أبي الحسن المريني (الجذوة ص )313له تآليف قيمة في الطب لم ينص
.)243
-فرج عبطد الخالق بطن الحاج محمطد بطن العربطي الرباططي (1332هــ) دفيـن
الزاو ية النا صرية تقلب في وظائف كالما نة بمر سى الرباط والح سبة بالرباط
ووليـة النيابـة عـن الغرباء واليتام بالرباط والوقوف على بناء البرج الكـبير
والصائر عليه ونظارة الحباس كانت العامة تهابه لصرامته في الحكم (مجالس
النبساط ص .)310
وأعفـي عام 1334هــ وخلفـه رضوان بـن الحاج أحمـد بلفريـج (مجالس
النبساط ص .)203
-فرج المكطي بطن العربطي كان محت سبا بالرباط عام 1206ه ـ) قام إلى جا نب
المولى مسـلمة ضـد المولى سـليمان فانهزم جيـش مسـلمة الذي كان يقوده محمـد الزعري
-الفندوشطي :محتسـب فاس عام 1211هــ بعـد تسـريحه مـن السـجن (تاريـخ
الضعيف ص )294
56
محمد فتحا بناني 1327(:هـ 1909/م) محتسب مكناس (محمد المنونى معلمة
المغرب ج 5ص )1186و قد أشار سكيرج إلى مح مد فت حا بنا ني جد ال سيد أح مد بنا ني
-محمد بن العباس الرباطي :محتسب الرباط خلف لمحمد بناني عام 1266ه/
1851وقد ظل في الحسبة ستا وعشرين سنة إلى عام ( 1875مجالس النبساط دينية)
-محمطد بطن محمطد الزهنطي اليازغطي :محتسـب مراكـش فـي عهـد المولى عبـد
الرحمن (العلم ج 5ص 293 :ـ الطبعة الولى /ج 6ص 289ـ ط .الرباط).
-محمد الحمير :محتسب الرباط 1224هـ (مقدمة الفتح أبو جندار ص )188
-محمطد لحيمطر :تولى الحسـبة فـي رباط الفتـح عام 1219هــ) مكان محمـد
57
-مح مد الشاط ( :ويقال المشاط) محت سب فاس حوالي ( 1279ه ـ )1862/و قد
أسندت إليه أيضا نظارة المساكين بفاس (راجع كتاب الناظر في الندلس المؤرخ الفرنسي
-محمطد العتروسطي :تولى الحسـبة بفاس عام ( 1179هــ) فـي عهـد المولى
-محمـد العفيانـي التلمسـاني :له (جهـة المطـر وعتبـة الذاكـر فـي حفـظ الشعائر
وتغيير المناكر) تحقيق غلي الشنوفي (مجلة معهد الدراسات الشرقية بدمشق .)1967
ه ـ) (تار يخ الضع يف ص )347و هو الذي أمره المولى سليمان بن قل النق ير" (الحا جز
النحاسي) الذي كان على ضريح والده المولى محمد بن عبد ال بأكدال إلى شالة على قبر
السلطان عبد الحق المريني ملحظا أن النقير ليس بسنة (تاريخ الضعيف ص .)307
راجـع كتاب محمـد العقبانـي التلمسـاني (تحفـة الناظـر وغنيـة الذاكـر فـي حفـظ
الشعائر وتغي ير المنا كر)تحق يق على الشنو في ـ مجلة مع هد الدرا سات الشرق ية بدم شق (
.)1967
-محمطد الطالب الوجانطي :محتسـب فاس فـي عهـد المولى عبـد ال بـن المولى
-محمد المغراوي :له( ملحظات حول مسألة الحسبة في الدولة الموحدية (مجلة
58
-مروان بن عبد المالك :الفقيه القائد اللمنوني المتوفي بمراكش عام 571هـ/
-مصطفى بن الحاج والزهرا :تولى حسبة الرباط عام 1344هـ بدل مصطفى
-المع طي بو عبدلي :محت سب مرا كش عام 1211في الع هد ال سليماني (تار يخ
الضعيف ص )285
-مفضل العذري :قاضي الجماعة بفاس وله أبو يوسف بن عبد الحق المريني،
وجعل له النظر على صاحبي الشرطة مع الحسبة وهو أول من سن بناء المدارس بفاس
(الجذوة ص )220وهو تلميذ عز الدين بن عبد السلم سلطان العلماء وابن عساكر وابن
-المهدي بن مح مد بنا ني :محت سب فاس ق ضى في الح سبة ثلث ين سنة ض بط
خللها أسواق فاس وقاوم الغش والتدليس قلده الحسبة المولى عبد الرحمان بن هشام (عام
محمد بن محمد ابن الحفيد الشامي (إتحاف المطالع لبن سودة ص.)305 :
59
المع هد الم صري للدرا سات ال سلمية بمدر يد عرد 4عام 1956وهكذا نشا هد وحدة في
الف كر والت طبيق ب ين مختلف مدن المغرب وبواد يه في ن صوص مه مة المحت سب وإن كان
هنالك مز يد من الم سؤولية ت سند إلى المحت سب كمنظارة أحباس الم ساكين والفراد بال مر
بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك ولنقارن هنا بين هذه المراكز.
-يعقوب بن عبد ال الخافاني الفاسي كلف بمهمة المر بالمعروف والن هي عن
الزكي (بين 1266و )1292والجيلني العدلني إلى عام 1398هـ) ثم عبد الخالق فرج
وأحمد بنعبد ال وأخوه العربي إلى عام 1328هـ ثم العربي الزبدي إلى 1329ثم محمد
بن محمد المريني إلى 332هـ ثم أحمد فرج 1334هـ ثم رضوان بل فريج.
أما الحسبة في الصويرة ،فقد كان التجار الجانب يخضعون لقوانين السوق تحت
إشراف المحتسب ،في جميع المراسي حتى في مدينة الصويرة التي كان اليهود بها يمثلون
داخـل الملح مكان المحتسـب ممارسـا نفـس السـلطة التـي يمارسـها المحتسـب بالنسـبة
وأ صلهم من واد زاد ب سجلماسة و قد اشت هر من ها محت سبان بمرا كش ه ما مولي ابراه يم
60
البوكيلي وابنه مولي عبد ال
والسـلطان المولى عبـد الرحمـن بـن هشام هـو الذي أسـند مهمـة الحسـبة لمولي
ابراه يم المل قب بال سوارت (المفات يح) حوالي 1260ه ـ) مع الهتمام بإ سعاف المنكور ين
بالصـويرة والوقوف على إصـلح جامـع الكتـبيين بمراكـش عام 1269وهذا يدل على أن
خطة الحسبة كانت تشمل كثيرا من الخدمات الجتماعية يقوم بها نفس الشخص في مناطق
مختل فة ك ما يتشرف على كل العمال المال ية والتجار ية للمخزن ح يث اشرف مولي ع بد
إلى ولي صوفي كبير م ثل محت سب أ سفي الفق يه ابراه يم بن عبد ال الح سني ال سفي (ت
الدريسـي وابـن الخطيـب السـليماني أبـو الضياء منيـر بـن أحمـد الجزيري نزيـل آسـفي
وعبد ال بن محمد بنهيمة محتسب أسفي عام 1337هـ 1913/م وهو منتسب
1256ه ـ 1840/م على يد الشيخ مح مد المختار بلعمش عالم تجكا نت وتلميذ مح مد بن
المختار الكنتـي مـا لبثـت تيندوف أن أصـبحت بورصـة التسـعير (علوة على رسـالتها
كعاصمة دينية) للصحراء فقد أبرز المؤرخ كاميل دولس Camille Doulsصلحية كل
من المحتسب والقاضي في المنطقة على دعم المستوى التجاري بها وضمان قدرة تيندوف
61
على التحزين كأول مستودع جهوي وقد زار دولس المدينة عام 1887فلحظ قيام التجار
عدل بالرباط ،آخر القرن الثاني عشر (مقدمة الفتح لبي جندار (.)1880
إلى الحاج الطيـب غريـط عنـد وفاة المحتسـب أحمـد بادو أعيدت إلى ولده المختار عام
.1298
المكاييل والوزان
كانـت المكاييـل مسـتعملة فـي مجموع المغرب وخاصـة مدينـة فاس .وكان أهـل
الصحراء يستعملون المكاييل خاصة لتقدير مياه السقي ،فكانوا في البداية يعيرون بالعين
دون مكيال خاص ولول مرة فـي عهـد السـلطان مولي الرشيـد العلوي جاء الجابـي
الم سؤول عن إح صاء مقاد ير المياه من أ جل تحد يد الزكوات والعشار بلو حة من نحاس
لتقدير المياه .وكانت هذه اللوحة مستعملة في مناطق أخرى من المغرب وهذا هو أصل
ما يسمى بالكيل الصفر .ووحدة الكيل في هذا النظام هي الحبة أو الصبع أي كمية الماء
التـي تمـر خلل يومـه وليلة مـن ثقـب فـي اللوحـة النحاسـية له مقاس محدد تقريبـا بحجـم
البهام .غيـر أن أطوال هذا الثقـب تختلف باختلف الدوائر مـن تسـعة ميليمتـر فــي
62
(تامست) ومن سبعة وعشرين ميليمتر في ( سلى ) .وبعضهم استعمل مصطلحات أخرى
غير الحبة مثل كلمة قيراط في ( تيمى ) ،وأصبع في ( تصابيت ) وغيرها ،وخرق (أي
ويمكن تقدير معدل صبيب الحب بثلثة لترات ونصف في الدقيقة ،والحبة تعادل
-الذراع :قام ملوك بني مرين بوضع مقاس رسمي للطرزة والنسيج ،فسجلوا
طول الذراع في صفحتين من المر مر خت مت أحداه ما في سيدي فرج بفاس قرب مك تب
حريـق شـب عام 1323هــ 1905 /م وآخـر عام . 1945ثـم مدد السـلطان المولى
سليمان عام 1234هـ 1819 /م طول " القالة " بالنسبة للمنسوجات المستوردة وسجلها
الر طل :كا نت قيم ته تختلف باختلف المنا طق فالر طل البقالي كان ي ساوي بفاس
759جرام وفي صفرو 955جرام وكان للرطل الجزاري وكذلك الرطل الخضاري نفس
الوزن بفاس وهو كيلو واحد و 12جرام بينما كان الرطل الجزاري يعادل بصفرو كيلو و
145جرام كمـا يسـاوي الرطـل الخضاري بهـا كيلو و 210جرام فكان مـن اللزم القيام
الصطاع :مكيال مـن أربعـة أمداد وفـي عام 693هــ 1293 /م أمـر السـلطان
يوسـف المرينـي بتبديـل الصـيعان وجعلهـا على مـد الرسـول عليـه السـلم وكان ذلك عام
63
المجاعة بفاس على يد الفقيه عبد العزيز الملزوزي الشاعر ( الستقصا ج 2ص .) 44
الصطروف :هـي الصـنجات فـي لهجـة المغرب .كانـت توزن بحضور الشهود
ومعاينة الر طل الذي يصنعه المحت سب من الحد يد مطبوعا ،ويكون أم ين المعتمر ين من
بقالة أو خضارة حاضرا للموافقة .وقد نشر ابن زيدان نماذج لذلك في ( العز والصولة ج
أحدهما خاص لها للمستوردات وضعه السلطان المولى سليمان عام 1234هـ 1819 /م
فالقالة الدرازيـة أو القالة الدريسـية ( قالة مولى إدريـس ) أو المعروفـة بالذراع و ( وإن
كانـت العادة أصـبحت تخصـص الذراع للنسـجة المحليـة ) فقالة التجارة طولهـا سـتة
وأربعون سنتيما وقالة الدرازة أطول بقل يل و هي تنق سم إلى ن صف ذراع ر بع ذراع وث من
ذراع وتقاس الن سجة الم ستوردة بالقالة الكتان ية المعرو فة أي ضا بالقالة ال سوسية وطول ها
وقالة الملف والبز والحرير ،تقاس بـ 55سنتيم وقالة الطراز خاصة بالنسيج بها
64
51سنتيم وقد تركت ولم يبق إلى المتر .
القامة :هي طول الرجل قائما أو طول ذراع يه ممدودت ين كما كان الحال بفاس
فكا نت البناءات والجبال تقاس بالقا مة وكان الح بل مقيا سا لع مق البئر أو علو البناء وقياس
القا مة يبلغ معدله مترا واحدا و 65س أ ما الذراع فطوله خم سة وخم سون سنتيما وال شبر
65
العملة المغربية عبر العصور
ويجد الباحث نتفا مبعثرة من تاريخ النقود المغربية في جملة المصنفات التاريخية
والرحلت والتراجـم إل أن هنالك كتبـا أفاضـت فـي هذا الباب كرحلة الحسـن ابـن محمـد
الوزان المعروف بليون الفريقي وإذا أضفنا إلى ذلك ما أورده ابـن بطوطة في رحلته
(ج 4ص ) 336والمقريزي وابـن فضـل ال العمري والزيانـي ثـم مـا جاء فـي مصـادر
وكذلك النماذج المحفوظـة فـي المتاحـف ودور الثار يمكننـا أن نرسـم صـورة عـن النقود
المغربية وتطورها وشكليتها وقيمتها خلل العصور وقد ذكر الستاذ ماسينيون في التعليق
الذي حرره حول رحلة ليون الفريقــي بعنوان ( المغرب فــي الســنوات الولى للقرن
السـادس عشـر ) ( ص ) 100لئحـة لدور السـكة فـي المغرب أيام الحسـن الوزان أي
أواخر القرن العاشر مشيرا إلى وجودها بفاس ( لسك الذهب والفضة ) ومراكش (كذلك)
وتزنيت (الفضة) وتيوت بسوس (الحديد) وهسكورة ( الذهب ) وأزمور (الذهب) والفضة
وسل (الذهب والفضة كذلك) ونون وسبتة (ما بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر
الميلدييـن) وسـجلماسة (الذهـب والفضـة مـا بيـن القرنيـن الحادي عشـر والخامـس عشـر
الميلديين ) .
العمل جاريا بها وقد ذكر الحسن بن محمد الوزان أن الفضة لم تكن تستعمل في عصره
66
وكان هنالك نوعان مـن النقود ،نقود حقيقيـة مسـكوكة كالدينار الذهـبي والدرهـم
الف ضي والفلس الم صنوع من معدن البليون ونقود معظم ها غ ير موجود وإن ما تت خذ أ سسا
ومقيا سا لغير ها من النقود الموجودة مثال ذلك المثقال العر بي الذي كان ي ساوي في القرن
الثاني ما بين 10و 15أوقية وما بين 40و 60موزنة ورغم أزمة الوفرة أو القلة التي
طرأت على التتابـع بخصـوص الذهـب والفضـة بعـد القرون الوسـطى فإن قيمـة الفضـة
المعدن ين كادت قيمته ما تتعادل بل تجاوزت قي مة الذ هب على إ ثر اكتشاف معادن البر يز
ون قص وز نه أيام المرابط ين فأ صبح 3 , 960غرام ثم ارت فع وز نه أيام الموحد ين الذ ين
حاولوا العودة إلى الوزن السـلفي وبتقليـد الوائل حتـى فـي العهـد العمري وظـل الدينار
الموحدي مربعا طوال قرن كامل ثم تغير شكله إلى التدوير أيام المرينيين دون أن ينقص
من وزنه وورد في (البيان المعرب) ( ج 3ص 154ط .الرباط " )1960أن المنصور
الموحدي رأي " أن الدينار القديم يصغر عن مرأى ما ظهر في المملكة من المنازع العالية
وأن جرمـه يقـل عمـا عارضـه مـن المناظـر الفخمـة الجاريـة فعظـم جرمـه ورفـع قدره
بالتضعيـف وسـومه فجأة مـن النتائج الملوكيـة والختراعات السـرية جامعـا بيـن الفخامـة
وكا نت بباب من صور العلج أيام ال سعديين بمكنا سة أرب عة ع شر مطر قة تضرب
الدينار " دون ما هو معد لغير ذلك من صوغ القراص والحلي " ( النزهة ص ،) 95وقد
عثر في أبي الجعد على اثنين وثمانين دينارا ذهبيا 28منها تزن 3 ، 80جرام ( ترجع
67
إلى ع هد مولي مح مد الم سلوخ ) و 55قط عة من وزن ( 4 ، 91ع هد مولي زيدان )
أي أكثـر مـن الوزن الشرعـي الذي أوصـله البعـض إلى 4 ، 414غرام ( راجـع كتاب
Berthesحول النميات ) .وقـد أصـبح للدينار بعـد ( وقعـة وادي الخازن ) نفاق لدى
التجار والنجليز الذين اغتنموا هزيمة البرتغاليين لبيع منسوجاتهم بالذهب ومبادلتها كذلك
بال سكر والجلود المدبو غة وملح البارود و في أيام العلوي ين بلغ وزن الدينار ثل ثة غرامات
ومند عهد المولى إسماعيل أبطل التعامل بالدينار الذهبي اللهم إل ذلك النوع الصغير التابع
الذي ضرب بالرباط عام ( 1202هــ 1787 /م ) والذي كانـت قيمتـه تعادل أربعيـن
( موزونة ) وهكذا انتهى عهد المغرب بالمثاقيل الذهبية التي استعيض عنها بمثاقيل قياسية
مـن فضة فكان الدينار الفضي يزن 28غراما ما بين سنتي ( 1174هـ 1202 /هـ )
( 1760و ) 1787ويـساوي ريـال عام ( 1266هـ 1849 /م ) ويـزن 26غراما
( 1317ه ـ 1899 /م ) و صار وزن المثقال القيا سي يتنا قص ح تى بلغ 1 ، 78غر ما
ما ب ين سنتي ( 1321ه ـ 1323 /م ( ،) 1905 – 1903أ ما بالن سبة للدر هم ف قد كان
الدينار ي ساوي في ال صدر الول عشرة درا هم و ستمائة فلس وأيام المرابط ين والموحد ين
مثقال وعشرة دراهـم وأيام المرينييـن والسـعديين والعلوييـن 15درهمـا .ولكـن فقهاء
المذهب المالكي يشيرون إلى اختلف قيمة سعر الدينار تبعا لموضوع الصرف حيث قال
شاعرهم :
والنكحة والقسم ويظهر أن اختلف قيمة الدينار راجع لخلوص هده العملة أوزيفها ويقدر
اليوم الدينار بن صف ليرة فرن سية ذه با أو ن حو العشرة فرنكات ذهب ية وجاء في ( الخ طط
68
التوفيقية لعلي مبارك باشا ( ج 4ص ) 46أن قيمة الدينار خمسة عشر فرنكا ذهبيا .
-الدينار اليوسطفي ( :المن سوب إلى الخلي فة يو سف الموحدي ) (ال من بالما مة
-الدينار المريني :تتجلى قيمته في قوته الشرائية حيث حج الشيخ زروق بمائة
-دينار ابن الطالب هو الدينار الفاسي المنسوب لحمد بن محمد بن الطالب أمين
دار السكة بمراكش المتوفي عام ( 1011هـ 1602 /م ) ( العلم للمراكشي ج 2ص
. ) 45
69
الدينار الندل سي عام 1861م 1278 /ه ـ ذ كر دوزي في كتا به Hist .
أن مسيحيي قرطبة أدوا يوما من اليام ضريبة فوق العادة بلغت مائة ألف دينار
( 464طبعـة بيروت ) /البيان لبـن عذارى ج 3ص 412ط الرباط ) /نزهـة الحادي
ص .95
أما الدرهم فهو عملة فضية أصلها يوناني ( الدراخمة ) وقد استعملها الفرس قي
ثل ثة أنواع من ها البغل ية وضرب الحجاج بن يو سف الثق في درا هم بالعراق وكان الدر هم
الغلب في التعامل فحددت قيمة وسطى وهي ستة دوانق والبغلية نسبة إلى بغل وهو اسم
70
يهودي ضرب تلك الدراهم ( راجع البرهان القاطع ومجمع البحرين ) .
الحجاج بيـن البصـرة والكوفـة ) عام ( 95هــ 713 /م ) ودراهـم ضربـت فـي مدينـة
ال سلم عام ( 157ه ـ 773 /م ) وأخرى على نوع ين ضر بت عام ( 171ه ـ 787/م)
ودر هم سكت با سم خلف بن الما ظي عام ( 175ه ـ 791 /م ) وأخ ـرى ضر بت في
(وليلي) نفسـها باسـم المولى إدريـس الثانـي عام ( 181هــ 797 /م ) وأخرى باسـم
(ج 23عام ) 1936وبالعثور على درهم إدريسي يتأكد أن المغرب القصى هو أول بلد
في المغرب العر بي والندلس سك الدرا هم خل فا ل ما ورد في تار يخ الذ هبي من أن أول
من ضرب الدراهم في بلد المغرب هو عبد الرحمن بن الحكم الموي القائم بالندلس في
القرن الثالث وإن ما كانوا يتعاملون ب ما يح مل إلي هم من درا هم المشرق ( الحاوي للفتاوى
وقد أمر المنصور السعدي بضرب السكة منحسة وسميت دراهم ( تاريخ الدولة
وأول من أعاد تدوير الدرهم بالمغرب المأمون الموحدي عام 626هـ 1228 /
م وكان المهدي قد ضربه من بعد( العلم للمراكشي ج 6ص 386خ ) .وكان الدرهم
يعادل جزءا من عشرة أو خمسة عشر من الدينار الذهبي تبعا لخلوصها أو زيفها ( راجع
71
) 179أن درا هم المغرب صغيرة وفوائد ها كثيرة ( أي أن ل ها قوة اقتنائ ية كبرى (ك ما
يقول رجال القتصاد) وإذا تأملت أسعار المغرب مع أسعار ديار مصر والشام لح فضل
بلد المغرب فالدر هم الف ضي بم صر كان ي ساوي إذ ذاك ستة درا هم من درا هم المغرب
ومع ذلك فإن نفس العدد من الوقيات من اللحم مثل كان يباع بمصر بدرهم وفي المغرب
بدرهمين ..والفواكه أكثرها مجلوب من الشام وهي كثيرة إل أنها ببلد المغرب أرخص
وقد كان الفلس المصري يساوي ثمن الدرهم المغربي والرطل هناك بثلثة أرطال مغربية
وقـد ذكـر ( الحضيكـي ) فـي رحلتـه أنـه كان على الحاج أن يصـرف دراهمـه
بالذهـب لنـه يروج فـي كـل بلد " بخلف هذه الدراهـم السـماعيلية فرواجهـا فـي عمالة
وقد أمر المولى محمد بن عبد الرحمان بضرب الدرهم الشرعي عام 1285هـ
1868 /م والعتماد عل يه وحده فـي المعاملت والنكحـة والعقود و قد أرجعهـا بذلك إلى
أصلها الذي أسسه سلفه عام 1180هـ 1766 /م وقيمته عشرة دراهم في المثقال ويعاقب
و( الدر هم الح سني ) أو ( الح سني ) ف قط كان ي ساوي الع شر الوا حد من الر (
) 1 / 10و قد أضاف المولى ع بد العز يز إلى الدر هم أرب عة نقود من ( البرو نز ) هي
وكان الدرهـم الفضـي الصـحراوي مربعـا فـي العهـد الموحدي يتعامـل بـه فـي
الصحراء ولكنه في الغالب مدور الشكل يحمل في أحد وجهيه اسم مكان السك أو الضرب
72
( تطوان أو الرباط أو مراكش أو فاس ) وفي الوجه الخر قيمته وقد سك الدرهم المغربي
الصحراوي في عهد السلطان مولي الرشيد والمولى سليمان وزيف وزنه من الفضة الذي
انخفض إلى جرام ونصف بدل جرامين وربع وكان الدرهم يحمل اسم السلطان الذي سكه
وقد استمر هذا النظام إلى عهد السلطان الحسن الول الذي ضرب العملة في أروبا ورفع
الوزن الشرعي للدرهم إلى جرامين وربع أي 30سنتيم فرنسية ،وقد ذكر ( ابن حوقل )
أن دار السـكة كانـت تضرب بالندلس كـل سـنة مـا قيمتـه مائتـا ألف دينار وكان الدرهـم
كما كان الدرهم يطلق أيضا على ثوب من الحرير والقطن ( رسالة الحسبة لبن
حكـم صـناعة دينار الذهـب والفضـة " ألفـة أحمـد حمدون الجزنائي فـي دار السـكة أحمـد
الذهـبي وصـف عمليـة سـبك الذهـب بهذه الــدار وأحكام السـكاكيـن ( نسـخة بالمكتبـة
73
ص ) 328
-الدرهطم الشرعطي فـي عهـد السـلطان سـيدي محمـد بـن عبـد الرحمان العلوي
وفـي عام 1899صـار الر يعادل عشريـن قرشـا و 3 ، 120مـن الفلوس وفـي عام
1788ضربت في أسبانيا سلسلة من النقود المغربية وكانت هنالك نقود نسمى بالزلغي
وكان الدوبـل ( وهـو تكـبير دبلون عنـد السـبان ) يسـتعمل فـي فاس وهسـكورة
وتونس وتساوي قيمته عند كل من المرينيين والحفصيين وبني الحمر في غرناطة ما
يعادل 13 ، 50فرنكا .أما العملة التي كانت أساس التعامل بالمغرب في العهد الحسني
ح يث ذ كر أن أ ساس نظام العملة كان هو المثقال الم ستعمل مثل في المعاملت العقار ية
والبيوع بالمزايدة والذي كا نت قيم ته تعادل 30سنتيما فرن سيا بال صرف الوق تي إذ ذاك
74
10أوقيات = المثقال
6فلوس الموزونة =
غ ير أن هذه النقود كا نت مجرد عملة تقدير ية للح ساب أ ما العملة الرائ جة ف هي:
النقود الفضية:
قرش )
75
موزونة واحد تساوي أقل من سنتيم
وقـد عثـر فـي الفنيدق عام ( ( ) 1955قرب باب سـبتة ) على مجموعـة مـن
النقود الموحدية المربعة الشكل وتشير وثائق مدينة ( مافرة ) Mafraبالبرتغال إلى هذه
النقود .
الكافي من العملة الحسنية الفضية للتعامل وأدى ارتفاع ثمن معدن الفضة عام 1919إلى
ارتفاع السعر والمساواة في البنك المخزني بين " الحسني " والفرنك الفرنسي .
الدول ية و في ( 21يون يه) من ن فس ال سنة أل غت سلطات الحما ية (الح سني) وأقرت مكا نه
(الفر نك الفرن سي) فد خل المغرب لول مرة في تاري خه ض من عملة أجنب ية و هي عملة
استعمارية موحدة بين أقطار ما وراء البحار الخاضعة للنفوذ الفرنسي .
ثلثة قرون والسباب التي دعت إلى كثير من التغيير في هذا المجال ففي آخر السعديين
السـياسي وانحلل الحياة الحضريـة والحروب والوبئة عـن تأزم الوضـع المالي فتقلص
الرصيد المعدني الذي كان في خزائن المخزن السعدي مما أدى إلى انهيار العملة وغياب
الدينار الذهبي والدرهم الفضي من السوق نظرا لنعدام المعدنين وبذلك انهارت الحركة
التجارية التي كانت مزدهرة في البحر البيض المتوسط وتحللت معها أسباب الرواج في
76
المغرب فاسـتحالت العملة إلى فلوس نحاسـية مزيفـة وأصـبحت تركـة بيـت المال مثقلة
بالمشاكـل ع ند ظهور الدولة العلويـة فهـب المولى الرشيـد ( 1082 – 1075هــ ) إلى
إنعاش الخزينـة الماليـة العامـة بسـك عملة متماسـكة ومراجعـة النظام الجبائي وحذف
للقضاء على المقايضات التي أصبحت أداة التبادل في السوق ثم عمد السلطان الشاب إلى
مساعدة تجار الحواضر ومن بينها عاصمة فاس بسلف من ماله الخاص بلغ قدره خمسين
طنا من الفضة المسكوكة فأسفر هذا الصلح الولى عن نوع من النطلق بدل الجمود
الذي سـاد الحركـة التجاريـة وعـم النطلق سـك العملة الصـالحة فـي مضارب فاس
وسجلماسة ومراكش والرباط ضمن لمركزية أعطت لكل إقليم استقلل في ضرب النقود
لتشجيع التجارة الجهوية وبعد ذلك بأربع سنوات ( عام ) 1670بدأ سك العملة النحاسية
الجديدة لل ستعاضة عن الفلوس الرائ جة وإقرار قيمت ها بالقضاء على التغييرات المحل ية
وبذلك انت عش الر صيد الذ هبي المتم ثل في الدينار والذي أ صبحت تزخر به بيوت المال
وانخفضت المعادلة بين الدينار والذهب إلى نصف السدس ( ) 1 / 12بدل العشر ( 10
والصفقات هي الدية والعقود والنكحة والقسم كما يقول شاعر الفقهاء :
77
في دية عقد نكاح قسم
ولكنها عممت لمحو كل عوامل الفوضي والمضاربة وبوفاة المولى الرشيد عام
إ سماعيل ( 1082ه ـ – 1139ه ـ ) خلل زهاء ن صف قرن لتقو يم بقا يا الخلل الذي
كان ينخـر دواليـب الدارة المخزنيـة ووسـائل الرواج القتصـادي حيـث شعـر بأن إقرار
عملة قوبـة صـحيحة خاليـة مـن كـل زيـف هـي الذريعـة الوحيدة لضمان حيويـة التجارة
واستقرار مدا خيل بيت المال فسك ( البندقي ) كأول دينار علوي مقتبس من البندقية التي
كان للمغرب معها منذ قرون صلت تجارية عبر البحر البيض المتوسط فأصبح البندقي
عملة ذات قيمة في هذا المجال الحيوي من المبادلت المتوسطية وبدأ سك البندقي الذهبي
بمكناس العاصمة ثم فاس ومراكش بينما بقيت فلوس النحاس ودرهم الفضة تضرب في
كل الحوا ضر م ثل الرباط وأ سفي فازد هر بذلك القت صاد المغر بي في روا جه الداخلي
وتبادله مـع الخارج وبالرغم عن الزمة السياسية التي أعقبت وفاة المولى إسماعيل عام
(1139هـ) بتناحر المراء حول العرش فإن الوضع المالي لم يعرف خلل ول اضطرابا
وبعد نحو ثلثين سنة خلع خللها السلطان المولى عبد ال بن المولى إسماعيل
هـ 1204 /هـ ) فتعددت النقود وتوافرت معامل سك العملة واتجه المير الشاب نحو
تقليص النقود الجنبية الرائجة في المغرب وذلك بتقويم جديد للنقد الذهبي وتعزيز عملة
( البند قي ) دون الم ساس بالموزو نة الذهب ية ولك نه أعاد للدر هم الف ضي وز نه الشر عي
(وهـو 2 ، 93غرام ) أي مـا يقارب ثلثـة غرامات و( المثقال ) الذي أصـبح يسـاوي
78
ن صف البند قي غ ير أن الرواج لم ينت عش لن الثرياء عمدوا إلى خزن الذ هب والف ضة
نظرا لقيمت ها فاض طر ال سلطان إلى توف ير كميات الم سكوكات ا ستعانة بمعا مل ال سك في
مدريـد ولكنـه عاد إلى القتصـار على السـك المحلي لموجهـة تيار المبادلت الخارجيـة
أول اتفاقيـة تتجدد كـل تصـف قرن وكان العدول إلى القتصـار على معامـل الضرب
المغربي راجعا إلى ثقل وطأة الر على اقتصاد البلد .
عبد ال بدأ يتقلص بسبب اضطرابات جرفت بمختلف القبائل التي شجعها تناحر المراء
على العرش على التمرد ضد السلطة المخزنية فاضطر المولى سليمان بن المولى محمد
هـ ) إلى بذل جهد كبير لقرار المن وتطوير التجارة والمبادلت فسك صنفا جديدا من
( البندقـي ) مـع درهـم أقـل وزنـا وظـل معدن الذهـب والفضـة المسـكوك مخزونـا فـي
ال صناديق الخا صة ولم ت كن تروج في ال سواق سوى الفلوس غ ير الم سكوكة و ما لب ثت
التجارة المغرب ية ب عد وفاة المولى إ سماعيل أن أ صبحت ضح ية لتهالك العملت الجنب ية
على المراسي المغربية وخصوصا منها الر السباني والدينار الفرنسي( )écuالذين ما
وكان الخرج في عهد المولى محمد عبد ال عبارة دول أروبا ل سيما بعد وقعة
( إي سلي ) و سطو فرن سا على الجزائر على غ ير سماط الذ هب يحتوي على ألف جرح
ي ضم ألف ين من الدنان ير (ال ستقصا ج 4ص )93وه نا تجرأت دول أور با ل سيما ب عد
79
وق عة (إي سلي) و سطو فرن سا على الجزائر على اختلق دوا عي الخلف والمناوشات في
حدود ما ب ين المغرب والجزائر خا صة بوجدة ومدن وقرى ال صحراء الشرق ية المغرب ية
فانش غل المغرب في الدفاع عن كيا نه ل سيما ب عد إجباره على التخلي عن أ سطوله في
العهـد السـليماني ومـع ذلك فإن المغرب عرف اسـتقرا فـي عهـد السـلطان المولى عبـد
الرحمان بـن هشام الذي قام بإصـلحات جذريـة وجدد نظام الجيـش وأنعـش الزراعـة
والصـناعة بآلت عصـرية وقـد بلغ عدد رؤوس الغنام والبقار فـي آخـر عهده ( ) 48
مليون رأس في حين ل يتجاوز هذا العدد في مجموع الشمال الفريقي ( ) 25مليون.
بعراقيل مختلفة داخل وخارجا فتت في عضده ل سيما بعد حرب تطوان ( 1276هـ –
) 1859التـي لم تنفرج بانسـحاب العدو منهـا إل بعـد اللتزام بمـا سـمي آنذاك بنفقات
وإفراغ بيـت المال لمواجهـة نهـم السـبان وأطماعهـم فكان فـي ذلك انهيار محقـق
لقت صاديات المغرب الذي كف عن سك النقود عدا فلوس النحاس ال تي ظلت نحوا من
عشرين سنة هي عملة المبادلت الوحيدة فقيض ال للمغرب أميرا شابا عرف كيف يدافع
بيـن الدول ظـل عرشـه فوق صـهوة جواده نحـو العقديـن مـن السـنين ضمـن " حركات "
لتمهيد البلد وإعادة الطمأنينة والمن وهذا الشاب هو ( المولى الحسن الول ) ( 1290
فكان وزن هذا الخيـر ( ) 27غرامـا بينمـا بلغ وزن المثقال المغربـي ( ) 29, 11
غراما.
80
بنقود فرعية تبلغ نصف الر وربعه وعشره ونصف عشره ثم توالت التفريعات في العهد
العزيزي إلى أول القرن العشر ين ( ) 1900 – 1318وكان الق صد من ر فع وزن الر
المغربي بالنسبة للر السباني الفضي أن ينافسه بسهولة وأن تستعيد العملة المغربية ما
كان لها من ثقل ونفوذ بين العملت الجنبية ولكن الوضع السياسي المتردي في المغرب
جعل الريالين يروجان في مستوى واحد قبل أن يتفوق الر الجنبي على العملة الوطنية
فكثرت المضاربات وبيع الر المغربي بأبخس الثمان ليذوب ويسك من جديد في أسبانيا
قبل أن يعود إلى المغرب وقد خفف وزنه ببعضة من الغرامات وهنا اضطروا (أبا حماد)
الذي كان و صيا على العرش إلى التفك ير في و سيلة إ صلح هذا الحال ف تم خ فض وزن
الر المغر بي إلى ( ) 25غرام على ن سق الوحدة ال تي كا نت أ ساس العملة اللتين ية ب ين
دول البحر البيض المتوسط فظهر ( الر العزيزي ) بفلوسه الفرعية التي سكت بباريس
وبرليـن وبيرمانغام وهنـا سـيطرت الدسـاس السـتعمارية على الوضـع القتصـادي فـي
المغرب الذي ازداد انهيارا بالتفاقات السرية التي أبرمت بين الدول الستعمارية لتقسيم
إفريقيا الشمالية (وفي ضمنها مصر) ومع ذلك ظل الر الحسني رائجا إبان الحماية إلى
أن ألغـي ليقوم مقامـه الفرنـك الفرنسـي بعـد فترة قصـيرة ظهـر فيهـا عام ( )1920الر
اليوسفي وموزونات النحاس فبلغ عدد النقود المسكوكة بين الحسن الول والمولى يوسف
وكان الدخل الفردي وهو ما يتقاضاه كل فرد من أفراد المجتمع المغربي شهريا
أو سنويا يعلو ويسفل حسب العصور وتبعا لطبقات المة وقد اتضح من تحقيقات قام بها
(دوكامبـو) صـاحب كتاب ( المغرب – مملكـة تنهار ) ( صـدر عام 1886م 1304/م)
أن أسرة مغربية مركبة من الولدين وستة أطفال كان دخلها يبلغ آنذاك ( ) 24فرنكا في
81
الشهر تنفق منها على كل حاجاتها ( ) 19وتقتصد خمسة.
ح سني ) ل كل ح مل في خ صوص المواد الم صنوعة و ( ب سيطة واحدة ) للمواد الفلح ية
و( ن صف ب سيطة ) للمزروعات وثل ثة أرباع للحل فا وال سبيب النبا تي والفوا كه الطر ية
و قد أعفى المخزن من هذه المكوس مواد كالع شب والتبن والف حم والخشب والخضروات
الطرية وقد صدر ظهير شريف لضبط المكوس بتاريخ ( 10جمادى الثانية 1306هـ /
12فبراير 1889م ) فيبلغ ( )%10إلي أوائل هذا القرن بالن سبة للبضائع المجلو بة من
أروبا غير أنها تراوحت بالنسبة للسلع الخرى بين ( ) 5%لنسجة الصوف والبلغي
وكانت المكوس تؤجر أي يباع حق جمعها بعد عرضها للمزاد العلني ويمضي
المشتري عقدا يلتزم ف يه بالشروط ال تي قرر ها المخزن كاحترام قوان ين المكوس وأ سعار
وقبول مراجعـة التقاعـد عنـد ظهور منافـس وأداء القدر الملتزم بـه كامل دون ادعاء
الخ سارة وتولى الم ين مراق بة وا ستخلص الواجبات ( را جع ر سالة سلطانية إلى أمناء
تطوان يدفع إلى السلطان مولي إسماعيل حوالي( )120قنطارا من الفضة أو ()40.000
ليرة ذهبية ( راجع تاريخ المستربريت وايت الضابط النجليزي ص 42عام 1139هـ
82
وفي عام ( 1171هـ 1757 /م) وظف سيدي محمد بن عبد ال مكوسا على
المواز ين في قاعات ال سمن والز يت وقدر ها بخ صوص فاس ( 300مثقال) في الش هر
)169
خصوص الجلد ثم البهائم واستـفحل فـي عهد ولده سيدي محمـد بـن عبد الرحمان
ـ1861/م)
ـث فرض على البواب ( عام 1288هــ
ـتقصا ج 4ص ) 201حيـ
(السـ
وتعميمه ( عام 1299ه ـ 1881/م) وبعدما سدد المغرب ديو نه إزاء ا سبانيا إ ثر حرب
تطوان أوا خر ( 1303ه ـ1885/م) حذف مكوس البواب و هو ما سماه النا صري في
محمد السمللي ( 1311هـ 1893 /م ) نسخة بخزافة دار المخزن بفاس( لسلوة ج 3
ص .)51
المانة والمناء
83
الميطن :اسـم يطلق على رئيـس الحرفـة فـي المغرب العربـي والندلس يقابله
العريف في الشرق وإن كانت هذه الكلمة تستعمل عندنا أيضا بمعنى أمين بعض الحرف
كعر يف الجزارة وكان ل كل حن طة أمين ها يختاره أعضاؤ ها من بين هم فيف صل بين هم في
النزاعات وير فع أحكا مه للمحت سب للت صديق علي ها وإضفاء الطا بع التنفيذي علي ها ك ما
يضمن العامل إذا كان من خارج المدينة إذ بدون هذه الضمانة يعتذر عليه ممارسة مهنته
-أميطن المناء :لم يكـن وزيرا للماليـة وإنمـا كان يسـهر على تعييـن
يكون مودعا عنده وتحت إشرافه وكان أمين المناء عام ( 1283هـ 1866/م) في عهد
-أمين بيت المال :مثل عبد العزيز بن عبد ال الدمناتي السكتاني في
المال ) وأميـن بيـت مال مراكـش قبله سـليمان بـن إبراهيـم قاضـي
84
ـ 1514/م) ( الدرة ص
ـش المولود عام ( 920هــ
ـبة مراكـ
قصـ
.) 479
-أم ين الث غر :ا ستعمل هذا الل فظ أوا سط الدولة العلو ية بمع نى جا بي
ــــذ القرارات
ونظار الحباس ووكلء الغياب ويشرف على تنفيـ
مـن ماشيـة فهـو يشرف إذن على الحسـابات العامـة لدخـل الدولة
ومصروفاتها .
ـيل
ـة على المحاصـ
ـة الموظفـ
ـر الزكوات والعشار الشرعيـ
لتقديـ
مـن اجـل إطلع السـلطان عليهـا والخرى تحال على أميـن المناء
85
الذي كان عبارة عـن وزيـر الماليـة ويتولى الميـن دفـع هذا الدخـل
-أمين الشكارة :هو أمين العتبة المكلف بالنفاق على القصر الملكي
وتنفيذا لمر سوم سلطاني وأداء مرتبات الموظف ين وأجور الج ند ب عد
-أميطن الصطرة :هـو المؤتمـن على صـرة المال التـي يوجههـا الباب
العالي إلى الحرمين وقد أمر السلطان سيدي محمد بن عبد ال ركب
الصـرة العثمانـي ولم يكـن ذلك عاديـا وإنمـا فعله السـلطان حتـى ل
يتعرض ولده (اليزيـد) هذا الركـب وينتزع منهـم المال فبعثهـم بحرا
86
العثمانية وجدوا أمين الصرة قد ذهب فأقاموا إلى العام المقبل.
-أمين العتبة :هو أمين الصائر المكلف بالنفاق على القصر الملكي
فـي إحدى بنائق القصـر الملكـي يقوم بتنفيـذ النفقات عندمـا يتلقـى
على مـا يطرأ مـن تغييرات على مواد القصـور السـلطانية وتسـجيل
للعلف .
-أميطن القاضطي :كان عمله عنـد العباسـيين هـو حفـظ أموال اليتام
والعناية بها وكان يسمى أيضا أمين الحكام أو أمين الحكم وهذا عمل
خليفته .
الخيول والبغال والجمال التـي هـي ملك الدولة ويقوم بتعويـض مـا
87
هلك منها والسهر على تجهيزها وصيانتها .
الفلحية .
أسمائهم بالنسبة لعهد محمد الثالث في كناشة الوزير محمد الطيب بن
اليماني (أبي عشرين) ومن المناء العلمة عبد الرحمان بن عبد ال
لبريس كان أمينا بمرسى الدار البيضاء وهذا المين هو حامي حقوق
أمناء العتاب الشريفة بالقصر الملكي يدفعها لهم مقابل وصل يعين
مبالغ ماليـة معينـة بأمـر السـلطان وهؤلء المناء هـم الذيـن يقدمون
-أميطن المسطتفاد :ظـل هذا المنصـب قائمـا إبان الحمايـة منـه محمـد
تيمية
-أ بو سالم العيا شي ( 1090ه ـ 1979 /م ) له " معو نة المكت سب
وبغيـة التاجـر المحتسـب " ارجوزة مـع الشرح المذكور " ارشاد
88
المنتسب " خع 1957د ( 193ص ) /خم . 6513
-أحمـد بـن خالد الناصـري صـاحب " السـتقصا " له رسـالة صـغيرة
)8
ج 3م ) 206له التيسـير فـي أحكام التسـعيرة" تكلم فيـه عـن خطـة
ـش
ـه يزال غـ
ـبة :علم بـ
283د) ومطلع الرجوزة يعرف بالحسـ
89
عمر بن عبد ال الفاسي له ( الجواب عن نازلة سعر الحليب ) خع-
. ) 97 – 96 د (م
ــن
مـ303 ــحيفة و
صـ258 ويحتوي الكتاب علىParis1974
.الصور
-Amedroz, H.F.,
90
-Colin un manuel hispanique de hisba, glossaire, 61
esp.mus 189/gs ; un document nouveau sur l’arabe
dialectal d’Occident au XIIème s., 14
91
- G Marçais : (considération sur la ville musulmanie et
notamment sur la fonction du Mohtasib, in Pecueils de la Société
Jean Bodin, VI, Bruxelles 1954.
) عنوانه (بين الحرف والصنائع بفاس1923 (نقل عن تقرير لمحتسب فاس عام
- Mohammed Belmahjoub
92
النظـام القـضـائـي
"يرجع اهتمامي بالقضاء وتاريخ القضاء بالمغرب اعقد كامل قبل الستقلل حيث
نكببت بعد إنهاء دراستي القانونية في كلية الحقوق بالجزائر على درس فقه القضاء على
قضاء جهابذة أمثال السيد عبدالرحمن الشفشاوني ومولي أحمد بن اليزيد البدراوي
عضوي مجلس الستيناف الشرعي العلى ورئيسه السيد محمد المدني بن الحسني ووزير
العدلية السيد محمد الرندة .وقد انصبت قد حفظت عن ظهر قلب في الكتاب -منذ أواخر
الثلثينات على نسق النظام القديم – معظم المتون المتعلقة بالعلوم السلمية ولغة القرآن
وقد لحظت أن البون كان شاسعا بين القضاء كما عرفته من خلل هذه الدروس والقضاء
كما عايشته في المغرب تحت الحماية حيث تقلصت أبعاد اختصاصات القضاء الشرعي
وخضع لتوجيهات ومراقبات استعمارية .وما كاد المغرب يستقل عام 1956حتى هب
صاحب الجللة المرحوم محمد الخامس وسمو ولي عهده آنذاك جللة الحسن الثاني
لصلح أول جهاز حضاري اجتماعي اقتصادي هو جهاز القضاء لوضع البنية الساسية
والتفريعات العملية في نطاق معرب يستمد مسطرته من أصالة المغرب العربية السلمية
مع تطعيمات اقتضاها تطور الفكر القانوني ضمن النساق الدولية .وكانت تجربة جريئة
93
رائدة حققت هدفين اثنين أولهما اقتباس الصلح مما عرفته العدوتان (المغرب والندلس)
منذ عهد الموحدين وثانيهما توحيد القضاء بالنسبة لشعب موحد حاول الستعمار تمزيقه
هو الشعب المغربي في صحرائه وجباله وسهوله.
وقد جرؤ الستعمار على هذا التمزيق منذ أوائل الثلثينات عندما اضطرت
المقاومة المغربية على وضع السلح بعد عام 1933ممهدا لذلك بالظهير البربري عام
1930بدعوى غلبة (العرف) أو (إزرف) في معظم البلد مما حداه إلى إقامة (محاكم
عرفية) قضت نهائيا على الحكام الشرعية.
فالعرف إذن قانون قبلي يتخلف من ناحية لخرى ويندرج الكثير منه في العادات
المحكمة من طرف الشرع طبقا لقاعدة (تكيم العرف) ومبدأ (المصالح المرسلة) عند المام
مالك.
94
وقد استغلت فرنسا هذا الوضع فأدرجت هذه العراف ضمن قوانين مفتعلة كونت
محاكم عرفية تحكم بمقتضاها وتساوق عمل إسبانيا – طبقا لتفاقات سرية مع فرنسا -
فنشر السبان تجربة ما سموه بالعرف الصحراوي في كل من (الساقية الحراء) و(وادي
الذهب) قبل محاولة إعطائه المبغة القانونية بتقديم مشروع في الموضوع لمجلس
(الكورطيس) عام .1960
ول يخالف أحد في مشروعية (العرف الصحيح) لنه كما قال (الونشريسي) في
(المعيار)(ج 3ص " )36كالشرط يقضي به لمن طلبه".
ففي خصوص الصحراء صنف الشيخ محمد يحيى بن محمد الشنقيطي الولتي
المتوفى عام (1329هـ1911/م) كتابا اشترط فيه عدم معارضة العراف للشرع سماه
(حسام العدل ولنصاف القاطع لكل مبتدع باتباع العراف) بين فيه حقيقة العرف وتقسيمه
وكيفية استعماله عند الفقهاء في الحكام الشرعية (توجد نسخة من ه\ا الكتاب في مكتبة
حسن حسني عبدالوهاب بتونس (رقم )17 986كما صنف في نفس السياق العلمة أحمد
بن أحمد بابا السوداني المتوفى عام (1036هـ1627/م) أجوبته في شان القوانين العرفية
(توجد نسخة في الخزانة الحسنية رقم .)5813وممن أيد العراف من الفقهاء في نطاقها
الشرعي (كما وصفه الوزان) الشيخ الحسن بن عثمان التملي الجزولي تلميذ الشيح أحمد
الونشريسي والشيخ ابن غازي المتوفى عام 933هـ) وعمر بن أحمد بن زكريا البعقيلي
المعروف بمعرو المفتي تلميذ الونشريسي أيضا .وقد أصدر منشورا بخط يده
(عام 964هـ) يعد نموذجا لعراف (سوس) راجع (ألواح جزولة) (ص )106ثم محمد
بن إبراهيم بن عمرو بن طلحة التمنارتي (المتوفى عام 971هـ) وعبدال بن مبارك
القاوي (1015هـ) وعبدالواحد بن احمد مفتي مراكش ،وقد وضع محمد البوعقيلي
الهللي لوح حصن زاوية سيدي يعقوب وله كتاب في العراف.
وهذا التأييد كله راجع لعدم مخالفة الكثير من العراف للشريعة على ان هنالك
95
ما يخالف الشريعة (كما هو الحال في بعض مناطق الطلس الوسط) حدا ثلة من العلماء
إلى انكار (العرف) مثل الشيخ عبدالرحمن الجزولي ومحمد الهتشوكي وعبدالرحمن
التمنارتي.
وقد لحظ ذلك (ربير مونطاني) (البربر والمخزن ص )98موضحا انه منذ
أربعة قرون قام الشرع مقام العرف بالجنوب.
وأول ما قام به المرابطون البرابرة "رد احكام البلد على القضاة واسقاط ما دون
الحكام الشرعية (ابن أبي زرع ج 2ص )37بل "عدم القطع في أي امر دون مشاورة
القضاء "الذين هم ممثلوا الشريعة (المعجب للمراكشي ص )102وقد لحظ (طيراس)
Terrasseفي (تاريخ المغرب) أن المرابطين والموحدين قضوا على بقايا رواسب
الوطنية في الطلس والريف والسهول البربرية وقطعوا أشواطا كبرى في بث الروح
السلمية في النفوس والتمسك بالشريعة".
ومنذ عهد الموحدين (أي القرن السادس الهجري) أصبح لكل حاضرة كبرى
قاض للجماعة يتولى اختيار نوابه في المراكز المحلية وكان الخليفة هو الذي يعين قضاة
الجماعة وذلك في المغرب والندلس دون ادنى تدخل من الولة دعما لستقلل القضاء مع
رعاية نوع من فضل السلط.
ولم يكن عدد قضاة المغرب يتجاوز (الخمسة عشر) وإن كانت فاس ومراكش
يتوفر كل منهما على ثلثة قضاة مع نواب عنهم في القبائل وكذلك رباط الفتح في عهد
السلطان سيدي محمد بن عبدال.
96
وكان اختصاص القضاة يشمل كل الحوال الشخصية والمرافق الجتماعية
والقتصادية والثقافية مع رعاية أموال اليتامى ومراقبة العدول ورجال التوثيق والعلماء
ونظار الحباس وحتى التعليم حيث كان قاضي (السماط) بفاس يشرف على تراتيب
العلماء وجامعة القرويين فكان للقاضي بذلك دور سياسي هام لهذا كان تعيين القضاة يحاط
بعناية خاصة ولم يكن حكم التظلم خاضعا لمراجعة محكمة استئنافية عدا رفع التظلم إلى
السلطان بواسطة (وزير الشكايات) لجمع العلماء والنظر في قيمة التظلم فقط دون إصدار
حكم جديد وكان القاضي يتسم في غالب الحيان بالنزاهة والعدل يحرزه إيمانه كما يكبحه
الرأي العام.
وقضاء الجماعة بالمغرب يوازي منصب (قاضي القضاة) بالمشرق ولم يطلق
المغرب وصف القضاة على غير الحكام الشرعيين ومنذ عصر المرابطين كانت زعامة
القضاء راجعة لقاضي الحضرة (أي مراكش) الذي أصبحت له سلطة كبرى على قضاة
المغرب والندلس وكانت هذه المشيخة تعطى أحيانا لقاضي سبتة وطنجة أو قرطبة وكان
القضاة إبان وحدة المغرب الكبير في عهد الموحدين يأتون لتونس من مراكش في حين
كان قضاة المغرب يختارون من سوس أيام السعديين (تاريخ الدولة السعدية ص .)25
وكان للقضاء منذ القرن الخامس الهجري مستشارون -كما يجري به المر في العصر
الحديث ل يصدر القاضي حكما إل بموافقتهم تحريا للحق والعدالة ومن مظاهر التحري
في عهد الموحدين أنهم كانوا ل يولون القضاة في منطقة ما (من تونس إلى مراكش) أكثر
من عامين عمل بوصية الخليفة عمر بن الخطاب (تاريخ الدولتين ص )44وقد عرف
المغرب منذ ذاك مظاهر للعدول والنصاف بين الماس مما كان يعطل القضاء فتظل
(مقصورات القضاة) فارغة لحتكام الناس إلى أنفسهم ،ولن القاضي كان يقضي غالبا
باحد أمرين إما الصلح أو انزال شر عقاب بالظالم وكان للقاضي نفوذ واسع يستخدم لتنفيذ
أحكامه كل القوى المتوفرة فكان قضاة الرباط مثل يخضعون لوامرهم جنود الطبجية أي
المدفعية في عهد السلطان سيدي محمد بن عبدال الذي شعر -مع استفحال تدخل
97
المستعمرين الجانب في الجيوب الساحلية -بنوع من الخلل والهلهلة في المسطرة
القضائية فأصدر ظهيرا امر فيه القضاة بكتابة الحكام في كل قضية في رسمين "يأخذ
المحكوم له رسما يبقى بيده حجة على خصمه والمحكوم عليه رسما ومن حكم ولم يكتب
حكمه ولم يشهد عليه العدول فهو معزول "كما في نص الظهير وكان المخزن يرسل على
كل قبيلة من يقوم باختيار قضاة البادية قبل تعيينهم حتى ل يتولى سياسة الرعية غير ذوي
الكفاءة وتسجل نتائج المتحان في تقارير وبيانات ترفع إلى السلطان ليمدر امره بالتعيين
(من ذلك ظهير صدر عام 1294هـ1877/م) اعتمد على تقييد لختبار عمال (دكالة)
وقضاتهم وأشياخهم (الغر والصولة لبن زيدان ج 2ص .)8الذين تهافتوا على الخطة
وقد كان المولى محمد بن عبدال بادرات قانونية ذات طابع دولي أشار إليها (كايي)
Cailléفي كتابه حول العقود والمعاهدات في عهد السلطان سيدي محمد بن عبدال،
فقضى على الرق وحاربة القرصنة في (البحر المتوسط) وسبق الغربيين إلى وضع مبادئ
في القانون الدولي العام الذي كان (كايي) أستاذي فيه كما أرجع القضاء إلى مفهومه
السلفي بتقليص مسطرته وضمان فعاليته.
وقد لحظ المولى إسماعيل جهل الكثير من رجال القضاء الذين تهافتوا على
الخطة فأمر بحبس بعضهم ممن امتحنوا فتأكد جهلهم وسجنهم في مشور فاس الجديد حتى
تعلموا ضروريات الحكام .ولم يكن العلم وحد كافيا في اختيار القضاة بل عن النزاهة
والخبرة والفطنة كانت أهم الصفات في ميزان الختيار فعندما ترجم (ابن القاضي) في
(درة الحجال ج )1/39لحمد بن محمد الطرون الفاسي ذكر أنه كان قاضيا بفاس وأنه لم
يكن من أهل العلم وإنما ولي لنهم كانوا يولون القضاء من يكون مليا (أي ذا مال) وإن لم
يكن ذا علم لينكف بماله عن أموال الناس وعن الرشوة لسيما وان القاضي كان محاطا
بمستشارين من كبار العلماء والمفتين.
وكانت مجالت القضاء وأصنافه مختلفة منها قضاء الحواضر وقضاء العساكر
وقضاء الحجيج وقضاء النساء وقضاء السوق (وهو الحسبة) فكان المحتسب مثل يشرف
98
بصفته قاضيا شرعيا على الشؤون القتصادية والحرف التقليدية ومختلف الحناطي
التجارية والصناعية وقد لحظ (باليز) في (النشرة القتصادية والجتماعية) (عدد 49ص
)5ان هذا النوع من النظام القضائي كان يتسم في جميع العصور بالحرية لن المخزن
كان يحترم مبدأ الحرية التجارية قبل صدور ظهير (1336هـ1917/م) وحرية هذا النظام
لم يفسدها .كما يقول (باليز) إل الحتكاك بالغربيين على ان القضاء في مجموعة كان
يحظى بثقة الشعب نظرا لنزاهة رجاله وحسن أحدوثتهم وقد تحدث (جان موكي) "
J.Mocquet" (1601-1609م) عن قضاة المغرب فنوه "بسرعة وعدالة المسطرة
القضائية عندهم".
وقد تعزز القضاء المغربي بمراجع تعد بالمآت تحلل المبادئ القضائية
والمجريات المتجددة في نطاق الصالة المالكية والطابع المغربي الذي تتسم به الصلة
الجتماعية في معاملت الفراد والجماعات وقد برع علماؤنا في إيجاد الحلول المواتية
لهذه القضايا دون تنطع ول تعصب علماء لن الشريعة السلمية صالحة لكل زمان
تتطور حسب مقتضيات العصور متشبثة بروح التشريع مع الحتفاظ بالصالة الفكرية
والروحية ويكفي أن نشير إلى ثلثة من هذه الكتب هي (حديقة القضاء) للعربي بن عبدال
المستاري رئيس البحر في عهد المولى محمد بن عبدال (نسخة منه في خع 1862د) و
(قلدة التسجيلت والعقود وتصرف القاضي والشهود) كلهما لموسى بن عيسى العقيلي
السوسي ( 791هـ) و(رسالة اصلح القضاء) أيام المولى محمد بن عبدال (خع 330د)
99
إلخ.
وكان الملوك يشجعون الكفاءة من الشباب على اعتلء ارفع المناصب القضائية
حيث استقضي الفقيه عمر بن عبدال ابن محمد الغماتي بفاس وهو ابن عشرين سنة
وكذلك الفقيه عمر بن محمد بن حم كردس الدمناتي الذي استقضي بقصبة مراكش وهو
ابن عشرين سنة أيضا ومحمد السعيد بن محمد بن عمر بن العياش قاضي الجماعة
بمراكش استقضاه المولى سليمان بسجلماسة وهو ابن خمس وعشرين سنة( .العلم
للمراكشي ج 7ص 5طبعة )1976والواقع ان خطة الفتاء كانت تعتبر فير الغالب سندا
قويا لتعزيز القضاة ولحملهم على التحري خشية الصطدام بآراء مخالفة تستند إلى
نصوص فقهية أقوى وأعلق بالموضوع ،وقد ظهر الفتاء بالمغرب في عهد (محمد الشيخ
السعدي) اقتباسا من (التراك) وإن كان المغرب قد توفر قبل ذلك مفتين ولكن دون صبغة
رسمية وأصبح الفتاء من أسمى الوظائف ل يرخص فيه إل لذوي المروءة والدين فضل
عن الضلعة في العلم وكان العزل والعقاب والتنكيل مآل من "طرأ عليه أو ظهر منه ما
يخالف ذلك" وقد صدرت ظهائر شريفة في الموضوع أمر فيها المولى عبدالرحمن بن
هشام برفع يد المفتين عن الفتوى بطنجة نظرا لفساد الحكام والتلبيس على العوام وذلك
في 25رمضان 1274د.
100
للحضارة والسياسي وقد سانده (ماسينبون) ملحظا "أن استمرار حياة اللغة العربية دوليا
– لمن يعرفها طبعا ويدرك عمقها -يعد عنصر أساسيا لمستقبل السلم بين المم" .وكان
(مجلس المفتين) ،بالمغرب يعمل تارة كمحكمة عليا للنقض والبرام وأخرى كهيئة
استينافية وهذا المجلس يجمعه السلطان عند الحاجة للنظر في قضية فقهية قبل إحالتها
على محكمة جديدة .وكان السلطان يصدر الحكام مرة في الشهر ويتلقى طلبات الستيناف
ويتقاضى أمامه الجانب أكثر من رعاياه وقد سقط آنذاك في أيدي بعض القناصلة
الجانب الذين كانوا يطالبون بحرية التقاضي ضمن امتيازات capitulationفي
خصوص الجانب والمحميين من المغاربة.
وكان لكل حاضرة أو إقليم رجل مكلف بالفتاء من طرف السلطان وأول قاض
بعد السلطان هو المفتي الذي يتلقى طلبات الستياف وكان هنالك ثلثة مفتين بمراكش
وفاس وتاروادانت .وقد شلمت عناية ملوكنا العلويين (رجالت الفتاء) في سائر أنحاء
العالم السلمي وخاصة في الحرمين الشريفين حيث حبس السلطان سيدي محمد ابن
عبدال أموال طائلة على (رجال الفتاء) في المذاهب الربعة وطلبتهم بالمدينة المنورة.
وهذه الحرية في التصور والحكم كانت هي الطابع الذي امتاز به العمل الفاسي
والعمل السجلماسي والعمل الرباطي إذهي مجموعة (نوازل) أشبه بما يعرف اليوم بـ(
)Jurispridenceأي بما جرى به العمل وقد كتبت فيها مآت المجلدات أسهم في إعدادها
فقهاء من حواضر المغرب وبواديه فتبلورت فيها آراء جريئة لفض نزاعات ومشاكل
طريفة أغنت الفكر الفقهي السلمي وقد نشرنا نماذج لصحاب هذه النوازل في كتابنا
101
(معلمة الفقه المالكي) الذي نشرته (دار الغرب السلمي بيروت عام 1403هـ1983/م)
وقد اثارت هذه النوازل إعجاب فقهاء العالم السلمي بما اتسمت به من جراة وحرية ل
يحيدان عن (الشرع الصحيح والعقل الصريح) كما يقول الحافظ ابن تيمية) وقد حفلت
(المكتبة العامة والمكتبة الحسنية بالرباط بالقيم النادر من هذه النوازل التي هي عبارة عن
فسيفساء من الماجريات المتجددة) في جبال المغرب وسهوله وصحرائه من المحيط
وسجلماسة إلى رسموكة إلى شتوكة ودرعة وورزازات ودكالة إلى زرهون وطنجة وفاس
ومراكش ومكناس ووزان حسب مسقط رأس أصحابها.
وما قلناه في كتب (النوازل) نقوله في كتب (الوثائق) وهي عقود يسجلها العدول
وقد عرف ابن الخطيب الوثيقة في كتابه (مثلي الطريقة في ذم الوثيقة) أي وثيقة العدول
غير النزهاء الذين كان العلماء لهم بالمرصاد حتى قال بعضهم (كل العدول غل العدول
ولعل هنالك نسخة في خزانة زميلينا الستاذ محمد ابراهيم الكتاني وقد حفلت كذلك
المكتبات العامة والخاصة في المغرب بعشرات المخطوطات الطريفة في الموضوع تعد
هي ومخطوطات (النوازل) مراجع لتاريخ الحياة الجتماعية والقتصادية بالمغرب.
ول أريد أن أطيل بسرد نماذج من هذه المخطوطات لن ذلك يتطلب مني إعطاء
بطاقة هوية عن هذه المخطوطات مع بيان كيفية تطور الفكر الفقهي عبر العصور من
أزيد من ألف عام تبعا لمحتوى كل مخطوط.
ولن نختم هذا البحث دون أن نشير إلى نموذجين من الدراسات حول علم يندرج
في فقه القضاء المسؤول عن المواريث والهلة لنتبين مدى شمولية الفقه بالضافة على
علم منفصل يعد من فروعه هم علم التوقيت والفلك وكذلك الفرائض يشكل كلهما علما
يدخل في الفقه والحساب برع فيه كثير من علماء المغرب نظرا لصلته الوثيقة بجانب هام
من الشريعة السلمية وقد تحدث عنه ابن خلدون (ج 1 1ص )810ومن العلماء الذين
برزوا فيه) ابن البناء احمد بن محمد الزدي المراكشي الرياضي الحيسوبي صاحب
102
(الفصول في الفرائض) الذي شرحه يعقوب نب أيوب بن عبد الواحد الموحدي
(خع .)539
ابن رشد الحفيد محمد بن احمد الفيلسوف الطيب صاحب (المقدمة في الفرائض)
على عقيدة المام (توجد نسخة في الجزائر 598و(الفاتكان )1416عليها عدة شروح
منها شرح محمد بن ابراهيم التناني (المتحف البريطاني 827باريز .)1061-1057
تلك فذلكة مقتضبة تعطينا صورة عن مدى ثراء ثراثنا الفقهي الذي عرف العالم
قيمته النسانية وهو تراث يعطي للفقه السلمي بعدا دوليا أبرزه المؤتمر العالمي للقانون
المقارن Droit comparéعام 1651ملحظا صلحيته لكل متجدد من مفاهيم وتقنيات
واستجابته لمتطلبات الحياة المعاصرة.
-2قضائيات وفقهيات
الجازة :
شهادة علمية تصدر عن عالم لخر وهي ان يقول المحدث لطالبه اجزت لك
رواية لك رواية كذا عني وأخذ عن فلن وفلن مع بيان ما يجاز له به بدقة ومعارضة
النسخة المجازة بأصلها.
فهي إذن عبارة عن وثيقة مكتوبة يشهد موقعها من كبار العلماء بكفاءة حاملها
وقد توافرت خاصة في حواضر كالرباط وتطوان والدار البيضاء ،وأسفي إلخ أي المدن
التي ل توجد فيها جامعة لجامعة القرويين بفاس وكلية ابن يوسف بمراكش فكان العلماء
المشرقون على الدراسات السلمية والعربية في هذه الحواضر يصدون من حصل على
ملكة عملية بارزة من الطلبة بمكتوب قد يعزز بإجازات صادرة عن علماء حواضر
أخرى أو حتى بعض مناطق العالم السلمي.
103
":أجاز المسند السيد التهامي بن المالكي بن رحمون في جميع ما تجوز له وعنده روايته
أو تنسب إليه معرفته ودرايته من مقروء ومسموع ومفرق ومجموع وإجازة ووجادة
ورحلة ومشيخة وإفادة ومروج ومناول وغريب ومداول من سائر المؤلفات والمجموعات
بالجمع والشتات"...
كتاب "الوجازة في صحة القول باحكام الجازة" لبي العباس الوليد بن بكر رد
فيه على من نسب للشافعي قوله بعدم جواز الرواية عن طريق الجازة بدون سماع العلم
مباشر من المدرس والوليد المذكور هو أبو العباس الغمري من اهل سرقسطة سمع بصر
الحسن أبي رشيق وسافر في طلب العلم إلى الشام والعراق وخراسات وما وراء النهر
(جذوة المقتبس – طبعة 1952ص )339إجازات السماع في المخطوطات القديمة للمنجد
في ( Rimaج 1ص 232عام ( )1955وفيها أيضا لعبد العزيز الهواني كتب برامج
العلماء بالندلس ص .)91
لبن الصابوني قاسم بن ابراهيم حاكم لبلة (446هـ 1054م) كتاب المناولة
والجازة (الصلة ص )460انموذج للجازة المغربية في خع 2091د (م = - 109
.)113
104
صاحب الديباج فاجازه مادحا إيبال بقصيدة ذكرها صاحب الستقصا (ج 3ص .)55
105