You are on page 1of 8

‫شيخ ابو الدهى ممحده اليعقوب السحن‬

‫المحعة ‪ 2‬مرحم ‪1430‬هـ الوافق لـ‪ 18 :‬كانون الوأل ‪2009‬م‬

‫‪1‬‬ ‫الهجـرة‬
‫ححككممها وأكححككاممكها‬

‫أيها الخإوة الؤممنون‪ ،‬هذه أيام نتذكرح فيها هجرحة النب صلى ال عليه وأسلم وأأصحابه الكرحام‬
‫من مكة الكرحمة إل الدهينة النورة‪ ،‬وأهي ذكرحى يسحتفيده منها الؤممن أحكاما وأححككمحا وأفوائكده‬
‫وأعظا ت‬
‫ت ينبغي أن ترحجع عليه بالنفع ف دينه وأدنياه‪ ،‬وأل يوز أن ترح هذه اليام‪ ،‬وأل أن تتصرحم‬
‫هذه العوام‪ ،‬وأل أن تنقضي هذه الذكرحيات‪ ،‬وأالرحء الرحء‪ ،‬كمحا هو ل يتغي‪ ،‬وأل يزدد قرحبا من ال‬
‫تبارك وأتعال‪ ،‬وأل حب ا ل عز وأجل‪ ،‬وأل اتباع ا لسحنة الصطفى عليه الصلة وأالسحلم‪ ..‬فاليام ل‬
‫تقصده للذات‪ ،‬وأإنا هي ظرحوأف لا يل فيها وأما يدهث فيها‪ ،‬وأالتاريخ إنا هو أحدهاث ظرحفها‬
‫اليام وأالشهور وأالسحنوكن وأالعوام‪ ،‬فإذا ما مضى عام وأانقضى‪ ،‬وأجاء عام جدهيده‪ ،‬فإنا هي حال‬
‫للعبده تتغي شيبة وأهرحماا‪ ،‬ضعف ا وأسناا‪ ،‬ازديادا ف العلم‪ ،‬أوأ أن يرحد إل أرذل العمحرح‪ ،‬أوأ أن يرحجع‬
‫بعده إيان إل كفرح‪ ،‬وأالعياكذ العياكذ بال تبارك وأتعال‪.‬‬

‫أحكام الجرحة ‪-‬أيها الخإوة‪ -‬وأححككم الجرحة أشياء ل تقدهر بوقت‪ ،‬وأل تسحاوأى بزمان‪ ،‬وأل‬
‫ص وأالخإبار‪ ،‬وأالسحي وأالكايا وأالثآار‪ ،‬كيف‬
‫تشتى بال‪ ،‬وأإنا يعرحف الناس من الجرحة الكقص ك‬
‫خإرحج الصطفى عليه الصلة وأالسحلم‪ ،‬وأماذا حدهث‪ ..‬وأل أظن أننا نتاج إل أن نعيده العاد وأل أن‬
‫نكرحر الكرحر‪ ،‬وأإن كان ف العادة إفادة‪ ،‬وأإن كان الكرحر يلو‪ ،‬لكن قصة الجرحة من القصص‬
‫الت يعرحفها الصغي وأالكبي‪ ،‬وأإنا أريده أن أقف بعض الواقف الشرحعية‪ ،‬وأأبي بعض الحكام‬
‫الفقهية الت يكن أن نسحتفيده منها وأنن نقيم ف بلد السلم‪ ،‬وأيسحتفيده منها من يقيم ف بلد‬
‫الكفرح‪.‬‬

‫وأأوأل ذلك ‪-‬أيها الخإوة‪ -‬أن الجرحة ف زمن النب صلى ال عليه وأسلم كانت من الفرحائض‬
‫وأالواجبات ف الدهين‪ ،‬فلم يكن ييقبل من الرحء إذا أسلم إل أن يهاجرح‪ ،‬وأل يرحخإص النب عليه‬
‫الصلة وأالسحلم ف ذلك لحده إل لمحاعة من العرحاب‪ ،‬كمحا ف السحنده الصحيح للمام مسحلم‪،‬‬
‫وأالكمحة ف ذلك أن السحلم إذا أراد أن يصلي وأيصوم‪ ،‬إذا أراد أن يعبده ربه‪ ،‬إذا أراد أن يعيش‬
‫حياة إسلمية‪ ..‬يعسحرح عليه ذلك بي الكفار‪ ،‬فهذا يهزأ به‪ ،‬وأذاك يسحخرح منه‪ ،‬وأهذا يسحأله ما ل‬
‫يعرحف الواب عنه‪ ،‬فتد عليه الشكوك وأالشبه‪ ،‬فرحبا يتدد ف التمحسحك بذا الدهين‪ ،‬وأربا يضعف‬
‫عن إقامة شرحائعه وأأحكامه‪ ،‬وأالؤممن قوي بإخإوانه‪ ،‬فلذلك ل يرحخإص النب عليه الصلة وأالسحلم ف‬
‫القامة بي الشرحكي لن دخإل ف السلم‪ ،‬فكانت الجرحة من الواجبات‪ ،‬وأالتخإيص لبعض‬
‫العرحاب لنأم يقيمحون ف مضارب‪ ،‬فإذا ما أسلم قوم من العرحاب وأرخإص لم النب عليه الصلة‬
‫وأالسحلم بذلك أن يقيمحوا ف مضاربم ف البادية فل ضي عليهم وأل ضرحر؛ لنأم جاعة من‬
‫السحلمحي ف مكان وأاحده‪ ،‬ل يتلطون بالكفار‪ ،‬وأل يتلط الكفار بم‪.‬‬

‫ع النب صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬لتعللم أحكام‬


‫إذا كان الغرحض من الجرحة مفارقةك الكفار وأاتبا ك‬
‫السلم منه‪ ،‬وأالستفادة من صحبته صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأهكذا كان شأن الجرحة‪ ،‬وأهكذا‬
‫شررحف ال تبارك وأتعال الهاجرحين الوألي من أصحابه صلى ال عليه وأسلم وأأثآن عليهم ف كتابه‬
‫العزيز‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬قده يقال‪ :‬إن الهاجرحين خإرحجوا من مكة فرحارا بالدهين‪ ،‬لكن ينبغي للنسحان إذا أراد أن‬
‫يصف النب عليه الصلة وأالسحلم أن يذر أشده الذر‪ ،‬فل يقال‪ :‬إن النب عليه الصلة وأالسحلم‬
‫خإرحج فرحارا بدهينه!؛ لنه كان على يقي من نصرحة ربه له‪ ،‬وأما كان يشك ف ذلك أبدهاا‪ ،‬وأإنا خإرحج‬
‫لقامة حكم ال عز وأجل‪ ،‬وأإنا خإرحج استجابة لمرح ال عز وأجل‪ ،‬وألذلك لا أخإب أبا بكرح قال‪:‬‬
‫إنه قده يأذن ل‪ .‬وأجاءه المرح وأالذن بالرحوأج‪ ،‬وأل يكن قده بقي إل هو وأأبو بكرح‪ ،‬فإذا خإرحوأج‬
‫أصحاب النب صلى ال عليه وأسلم كان بأمرح منه‪ ،‬وأالعرحض من النب عليه الصلة وأالسحلم يشبه‬
‫المرح‪.‬‬

‫وأخإرحوأج النب صلى ال عليه وأسلم كان إقامة لمرح هذا الدهين‪ ،‬وأقده جاء ف صفته عليه‬
‫الصلة وأالسحلم ف التوراة أنه يرحج من مكة إل طابة )الدهينة النورة(‪ ،‬وأيرحج معه أصحابه‪ ،‬وأأن‬
‫موطنه ببلده يسحمحى )طابة(‪ ،‬وأهو )يثرحب( كمحا كانت يتعرحف قبل السلم‪ ،‬ث صارت تعرحف بعده‬
‫ذلك بالدهينة النورة‪ ،‬وأهكذا كان شأن السحلمحي ف اللحاق بسحيدهنا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وأسلم وأالجرحة إليه‪ ،‬وأل تكن آنذاك للسلم أرض إل أرض الدهينة النورة‪ ،‬وأل تكن للمحسحلمحي دوألة‬
‫إل دوألة النب صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬إل أن افتتحت مكة‪.‬‬

‫فلمحا افتتحت مكة‪ ،‬وأرجع النب عليه الصلة وأالسحلم بعده فتح مكة إل الدهينة النورة ف السحنة‬
‫الثامنة للهجرحة‪ ،‬بدهأت قبائل العرحب تأت كزرافات وأوأحدهاناا‪ ،‬يتظهرح الطاعة للنب عليه الصلة‬
‫وأالسحلم‪ ،‬وأتدهخإل ف هذا الدهين‪ ،‬حت سي ذلك العام عام الوفود‪ ،‬وأكان النب عليه الصلة‬
‫وأالسحلم يسحتقبل قبائل العرحب ف مسحجدهه الشرحيف ف أسطوانة خإاصة‪ ،‬هي الن لصيقة بالجرحة‬
‫النبوية الشرحيفة‪ ،‬با يعرحف بالقصورة النبوية‪ ،‬يتعرحف بأسطوانة الوفود‪ ،‬كان النب عليه الصلة‬
‫وأالسحلم يلس عندهها‪ ،‬وأصارت للنب عليه الصلة وأالسحلم رسوم وأمرحاسم‪ ،‬فكان له خإطيب‬
‫يطب بي يدهيه‪ ،‬وأكان له شاعرح ينشده بي يدهيه‪ ،‬وأكان له حاجب يجب الناس عنه‪ ،‬وأكان له‬
‫معرحف يعرحف الناس به صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأكان له من يمحل العصا بي يدهيه يرحج يؤمذن الناس‬
‫بقرحب قدهوأمه صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأكان له من يمحل نعليه‪ ،‬وأكان له من يمحل سواكه‪ ،‬وأكان‬
‫عليه الصلة وأالسحلم يلكبس جبة خإاصة يتلقى با الوفود‪ ،‬تكرحي ا لوفود العرحب‪ ،‬تعرحف هذه البة‬
‫ببة الوفود‪ ،‬فقال النب عليه الصلة وأالسحلم بعده هذا العام عام الوفود‪) :‬ل هجرة بعد الفتح‪،‬‬
‫ولكن جهاد ونية( وأهو حدهيث صحيح أخإرحجه الشيخان‪ ،‬ل هجرحة بعده الفتح أي‪ :‬ل تب‬
‫الجرحة‪ ،‬فمحن أسلم وأبقي ف بلدهه وأمصرحه يقبل منه ذلك‪ ،‬وأل يب عليه أن يلحق بالنب صلى ال‬
‫عليه وأسلم‪) ،‬ل هجرحة بعده الفتح وألكن جهاد وأنية( أي‪ :‬يكفي للنسحان أن ينوي أن يلحق بالنب‬
‫صلى ال عليه وأسلم‪ ،‬وأيكفيه الهاد ف سبيل ال من الجرحة حيثمحا كان‪.‬‬

‫هذا هو حكم الجرحة إل النب عليه الصلة وأالسحلم‪ ،‬فمحاذا عن الجرحة بوجه عام من بلده إل‬
‫بلده؟ من قطرح إل قطرح؟ أتوز أوأ ل توز بعده عصرح النب عليه الصلة وأالسحلم؟‪ ..‬ما هي الحوال‬
‫وأالالت وأالحكام الشرحعية الت تسحتنبط؟‪ ..‬الجرحة ‪-‬أيها الخإوة‪ -‬قده تكون ‪-‬كمحا هو الصل‪-‬‬
‫من بلد الكفرح إل بلد السلم‪ ،‬وأقده تكون من بلد الكفرح إل بلد الكفرح‪ ،‬وأقده تكون من بلد‬
‫السلم إل بلد السلم‪ ،‬وأقده تكون ضده ذلك من بلد السلم إل بلد الكفرح‪ ،‬فهي أحوال‬
‫متعدهدة‪.‬‬

‫وأقده استنبط العلمحاء من وأجوب الجرحة من بلد الكفرح إل بلد السلم ف عصرح النب صلى‬
‫ال عليه وأسلم يحككمحا عاما ثآابتا ف كل عصرح وأزمان‪ ،‬ل يتغي على الطلق‪ ،‬وأهو أن من أسلم‬
‫ف بلد الكفرح وأجب عليه أن يهاجرح إل بلد السلم‪ ،‬ما الكمحة ف ذلك؟‪ ..‬ل شك وأل ريب‬
‫تعرحفون أن الذي يدهخإل ف السلم ف بلده كالوليات التحدهة المرحيكية ف هذه اليام‪ ،‬وأأهله‬
‫كفار‪ ،‬وأأصحابه كفار‪ ،‬وأجيانه كفار‪ ،‬وأزملؤاه ف الصفوف الدهراسية من الكفار‪ ..‬هذا يلقى‬
‫ت ف السلم‪ ،‬يقول له‪ :‬السلم دين الرهاب! لاذا‬
‫صاحبا له ف الصباح يبه يقول له‪ :‬دخإل ي‬
‫ت‬‫ت مسحلمحاا‪ ،‬يقول له‪ :‬كيف صرح ك‬
‫دخإلت ف السلم!‪ ..‬يلقى رفيق ا له ف السحاء يقول له‪ :‬صرح ي‬
‫مسحلمحا وأالسحلمحون كذا وأالسحلمحون كذا وأكذا وأكذا‪ ..‬ث يلقى ف اليوم الثان صاحبا له‪ ،‬فيقول له‪:‬‬
‫ت ف السلم‪ ،‬فيقول له‪ :‬السحلمحون عندههم كذا‪ ،‬السحلمحون عندههم كذا‪ ،‬وأهذا دخإل ف‬
‫دخإل ي‬
‫السلم أصلا حبا ف السلم‪ ،‬وأل يعرحف التفاصيل وأل يعرحف الجوبة‪ ،‬وأل يعرحف الرحدوأد‪ ،‬وأل‬
‫يسحتطيع أن يدهافع عن السلم‪ ،‬فرحبا ببعض اليرحادات وأالشبه وأالشكوك بعده يومي أوأ ثآلثآة إما‬
‫أنه يرحجع عن السلم الذي دخإل فيه‪ ،‬وأإما أنه يصي منحرحفاا‪ ،‬يصي مسحلمحا لكن من أهل‬
‫الضلل‪.‬‬

‫فهو يتاج أوأل المرح إل حاية وأوأقاية‪ ،‬كالرحيض إذا خإرحج من الرحض‪ ،‬يرح برححلة تعرحف‬
‫بالنقاهة‪ ،‬ف فتة النقاهة ل يوز له أن يتلط بالرحضى‪ ،‬وأل أن يتعرحض لا يكن أن يضرح بصحته‬
‫من الغأذية الباحة له وألغيه ف غأي ذلك الوقت‪ ،‬تباح الغأذية له كالطفل الرحضيع إذا وألده‪ ،‬ل‬
‫يأكل العسحل‪ ،‬يقول الطباء‪ :‬ل يصح إطعام الرحضيع العسحل حت يبلغ ستة أشهرح؛ لنه مضرح به‪،‬‬
‫مع أن العسحل كمحا أخإب تبارك وأتعال‪ :‬حفيحه حشكفاءء حللِننا ح‬
‫س‪]‬النحل‪ [69،‬وألكنه يضرح بالطفل الرحضيع‬
‫ل‪ ،‬إذن تنبغي الوقاية وأالمحاية لذا السحلم الدهيده‪ ،‬ينبغي أن يعرحض عليه ما‬ ‫الصغي أن يأكله مث ا‬
‫يقوي إيانه‪ ،‬ما يثبت يقينه‪ ،‬ما يعرحفه بالكم وأالحكام وأالدهلئل وأاليات وأالباهي وأالعجزات‪..‬‬
‫وأل يكون هذا إل إذا كان من حوله السحلمحون‪ ،‬إل إذا كان يسحتمحع إل أهل الرحأي وأالعلم وأالفضل‬
‫وأالتجرحبة‪ ،‬فمحن أجل ذلك نده ف الجرحة وأوأجوب الجرحة لن دخإل ف السلم ف بلد الكفرح إل‬
‫البلد السلمية الكمحة الواسعة‪.‬‬

‫كمحا نص السحلمحون أيضا على عدهم جواز الجرحة من بلد السلم إل بلد الكفرح‪ ،‬فالجرحة‬
‫من بلد السلم إل بلد الكفرح ل توز إل عنده الضرحوأرة‪ ،‬هذا الستثناء‪) :‬عنده الضرحوأرة(‪ ،‬يقول‬
‫الفقهاء‪) :‬الضرحوأرة تقدهر بقدهرها(‪ ،‬يعن‪ :‬ل يوز التوسع ف الضرحوأرة‪ ،‬فالبلد السلمية بلد‬
‫وأاسعة‪ ،‬اليوم عندهما أذن النب عليه الصلة وأالسحلم لصحابه بالجرحة إل البشة ‪-‬البشة بلد‬
‫غأي إسلمية‪ -‬ل تكن ثة أرض للسلم‪ ،‬وأل دوألة للمحسحلمحي‪ ،‬فل يوز الحتجاج بذه الجرحة‬
‫على جواز الجرحة إل بلد الكفرح ف هذه اليام‪ ،‬لتسحاع رقعة البلد السلمية‪.‬‬
‫فمحن اضطهده ف بلدهه وأل يتمحكن من العيش ف بلدهه وأخإاف على دينه أوأ على نفسحه أوأ على‬
‫ماله يوز له أن يهاجرح‪ ،‬وأقده يب عليه أن يهاجرح إن كان الوف على دينه‪ ،‬لكن يهاجرح إل‬
‫الوليات التحدهة المرحيكية!‪ ..‬لاذا؟‪ ..‬لاذا ل يت مثلا‪ :‬السحنغال‪ ،‬لاذا ل يت مال أوأ غأينيا أوأ‬
‫بلدها إسلميا آخإرح مثل‪ :‬ماليزيا أوأ ترحكيا‪ ..‬لاذا الوليات التحدهة المرحيكية!‪ .‬رغأبة ف الدهوألر؟!‪..‬‬
‫حت صار حلم الشباب من أبناء العشرحينات ف هذه اليام الجرحة إل الوليات التحدهة المرحيكية‬
‫وأالجرحة إل البلد الغرحبية!‪ .‬وأهاجرح الليي من البلد السلمية‪ ،‬ل يفكرحوأا ف دين وأل ف عبادة‬
‫وأل ف طاعة‪ ،‬حت مرحت عليهم اليام وأانقضت‪ ،‬وأبعدهوأا عن شرحيعة ال تبارك وأتعال‪ ،‬ث رجعوا‬
‫بعده غأيبة‪ ،‬وأصحوا بعده رقاد‪ ،‬فابتدهؤاوأا بإنشاء الرحاكز السلمية ف المحسحينات ف البلد الغرحبية‪،‬‬
‫وأابتدهؤاوأا يبحثون عن الئمحة وأالدهعاة‪.‬‬

‫المام الغزال رحه ال وأأئمحة الفقه عامة يقولون‪ :‬ل توز القامة ف مدهينة )من مدهن‬
‫السلم( إذا ل يكن فيها فقيه‪ ،‬إذا ل يكن ف البلده فقيه يفتيك ف أحكام الفقه ل يوز لك‬
‫القامة ف ذلك البلده‪ ،‬بل تنتقل إل بلده فيه فقيه‪ ،‬ل توز القامة ف بلده ليس فيه عال من علمحاء‬
‫العقيدهة السلمية يدهفع الشبه‪ ،‬حت إذا جاءك نصرحان بشبهة من الشبه تفزع إل العال‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫فلن يقول كذا وأكذا‪ ،‬فيجيبك‪ ،‬وأيثبت إيانك‪ ،‬وأيقوي يقينك‪ ..‬فكيف بالقامة ف بلده ما فيه‬
‫فقهاء وأل خإطباء وأل دعاة وأل مفتون!‪ ..‬قطع ا أيها الخإوة ل توز‪ ،‬نقول‪ :‬إل عنده الضرحوأرة‪ ،‬لكن‬
‫التوسع ف هذه الضرحوأرة هو بلء الناس ف هذه اليام‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬قده تسحتثن بعض الالت‪ ،‬من أراد أن يرحج للتجارة‪ ،‬أيوز له أن يتجرح ف بلد الكفار‬
‫وأأن يرحجع بالتجارة إل بلد السحلمحي؟!‪ ..‬الواب‪ :‬نعم‪ ،‬بل شك وأبل ريب‪ ،‬لكن أصلا ل يوز‬
‫أن يشتغل أحده بالتجارة‪ ،‬إذا ل يكن يعرحف أحكام العاملت‪ ،‬وأل يوز له أن يرحج إل بلد‬
‫الكفار‪ ،‬إن ل يكن دينه قوي ا راسخاا‪ ،‬هذا هو الصل‪ ،‬لن بلد الكفار فيها ما يعرحف اليوم‬
‫بالتبشي ‪-‬وأهو التنصي‪ -‬فيها حلت وأاسعة‪ ،‬وأهم يتقصدهوأن بيوت الطلبة‪ ،‬جاعات كالـ‪) :‬‬
‫‪ (Mormons‬أوأ )‪)(Jehovah's Witnesses‬شهود يهوه( يتقصدهوأن بيوت الطلبة‪،‬‬
‫وأقده ل يطمحعون أن يدهخإلوا الرحجل ف النصرحانية‪ ،‬لكن أدن ما يطمحعون به هو إدخإال الشك ف‬
‫السلم‪.‬‬

‫وأأوأل مرححلة من مرحاحل الكفرح أن يشك النسحان ف دينه‪ ،‬وألذلك إذا ل تسحتطع أن تدهخإل‬
‫نصرحانيا ف السلم دعه يشك ف أن عيسحى ابن ال‪ ،‬دعه يشك ف هذا الثالوث الذي يعدهوأنه‬
‫الثالوث القدهس‪ ،‬ألق عليه بعض الدلة‪ ،‬كيف يكن أن يكون عيسحى ابن ال تبارك وأتعال؟! وأال‬
‫تبارك وأتعال )ل يلده وأل يولده وأل يكن له كفوا أحده(‪ ..‬وأإن ل يقتنع ف السلم اليوم‪ ،‬وأإن ترحدد‬
‫ف السلم اليوم‪ ،‬لكنه سيجع وأيفكرح‪ ،‬وأهذا هو ما يصنعه دعاة التنصي‪ ،‬قده ل يطمحعون بإدخإال‬
‫السحلم ف النصرحانية‪ ،‬وألكن أدن ما يطمحعون به إدخإال الشك ف قلوب الناس‪.‬‬

‫لذلك أيها الخإوة‪ ،‬نقول للتاجرح إذا أراد السحفرح‪ :‬نعم‪ ،‬وألكن حصن دينك‪ ،‬وأهذا ما نقوله‬
‫للطلبة أيضاا‪ ،‬طلب العلم الذي ل يوجده ف بلد السحلمحي جائز بل وأاجب‪ ،‬وألكن ل نرحسل من‬
‫طلبتنا إل من وأثآقنا بدهينه‪ ،‬بعده أن ندهرسه أحكام العقيدهة‪ ،‬بعده أن نثق بإيانه وأتقواه‪ ،‬وأل نرحسل‬
‫الوألد هكذا كمحا قال بعض الدباء‪:‬‬

‫ألقاه ف اليم مكتوف ا وأقال له *** إياك إياك أن تبتل بالاء‬

‫ترحسل وألدهك وأفلذة كبدهك إل بلد الكفار‪ ،‬وأتسحلمحهم إياه لقمحة سائغة‪ ،‬وأل تاف على‬
‫دينه!‪ ..‬وأل يدهرس العقيدهة‪ ،‬وأل يقرحأ شيئ ا من القرحآن‪ ،‬وأل يعرحف أحكام الفقه‪ ،‬وأهو ل يواظب على‬
‫الصلوات المحس‪ ،‬ث ترحجو بعده ذلك أن يبقى وألدهك دينا تقيا صالا !‪.‬‬
‫أيها الخإوة‪ ..‬عندهما ترح أحكام الجرحة ينبغي لنا أن نسحتفيده منها العب وأالعظات الواسعة‪،‬‬
‫وأهذا أوأل الدهيث‪ ،‬وأللحدهيث بقية المحعة القادمة إن شاء ال‪ ،‬فأنا ل أريده أن أطيل‪ ،‬وألذلك‬
‫فقده رأيت أن أقسحم هذا الوضوع قسحمحي‪ ،‬فسحنتحدهث ف بقية أحكام الجرحة وأالقامة ف بلد‬
‫الكفرح ف المحعة القادمة إن شاء ال أوأ ما بعدهها‪ ،‬أسأل ال تبارك وأتعال أن يعلمحنا ما ينفعنا‪،‬‬
‫وأأن ينفعنا با يعلمحنا‪ ،‬إنه سيع قرحيب ميب‪ ،‬أقول قول هذا وأأستغفرح ل العظيم ل وألكم‪،‬‬
‫فاستغفرحوأه‪ ،‬فيا فوز السحتغفرحين‪ ،‬أستغفرح ال‪...‬‬

You might also like