You are on page 1of 49

40

‫‪3‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬


‫المشاكل‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫المقدمة‬
‫الحمصصد ل ص رب العصصالمين‪ ،‬والصصصلة والسصصلم علصصى نبينصصا محمصصد‪ ،‬وعلصصى آلصصه وصصصحبه‬

‫أجمعين‪..‬‬

‫وبعد‪:‬‬

‫في هذه الدنيا سهام المصائب مشرعة‪،‬‬


‫ورمففاح البلء معففدة مرسففلة‪ ،‬فإننففا فففي دار‬
‫ابتلء وامتحفففان‪ ،‬ونكفففد وأحفففزان‪ ،‬وهمفففوم‬
‫وغمففوم‪ ،‬تطرقنففا حينففا فففي فقففد حففبيب أو‬
‫ضياع مال أو سوء معاملفة أو فففراق إخفوان‬
‫أو شجار أبناء وغيرها!‬
‫والبلء الذي يصيب العبففد ل يخففرج عففن‬
‫أربعة أقسام‪ :‬إمففا أن يكففون فففي نفسففه‪ ،‬أو‬
‫في ماله‪ ،‬أو في عرضه‪ ،‬أو فففي أهلففه ومففن‬
‫يحب‪ .‬والناس مشتركون فففي حصففولها مففن‬
‫مسلم وكافر وبر وفاجر كما هو مشاهد‪.‬‬
‫ونظففرا لفجففاءة تلففك المشففاكل وعففدم‬
‫الستعداد لها أحيانا‪ ،‬جعلت قواعففد أساسففية‬
‫في علجها‪ ،‬وهففي إطففار عففام لكففل النففاس‪،‬‬
‫وكل حالة بحسبها‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫أسأل الله العون والتوفيق‪.‬‬


‫‪5‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫المدخل‬
‫فففي هففذه الففدنيا‪ ،‬الكففل يبحففث عففن‬
‫السففعادة ويسففعى إليهففا المسففلم والكففافر‬
‫والففبر والفففاجر‪ ،‬قففال تعففالى عففن الكفففار‬
‫دا‬‫هههو ً‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫قاُلوا ُ‬ ‫و َ‬‫وطلبهم السعادة‪َ } :‬‬
‫م‬ ‫مل ّ َ‬ ‫ل بَ ْ‬
‫ق ْ‬ ‫دوا ُ‬ ‫َ‬
‫هي َ‬ ‫ة إ ِب َْرا ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫هت َ ُ‬
‫صاَرى ت َ ْ‬ ‫و نَ َ‬ ‫أ ْ‬
‫ن‪‬‬ ‫كي َ‬ ‫ر ِ‬‫شهه ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫مهه َ‬‫ن ِ‬ ‫كهها َ‬ ‫مهها َ‬ ‫و َ‬
‫فهها َ‬‫حِني ً‬ ‫َ‬
‫]البقفففرة‪ [135 :‬لن ظنهفففم أن مفففن اتبفففع‬
‫اليهودية أو النصرانية فقد اهتدى وسعد بففل‬
‫الحيوانات تبحث عن السعادة فففإذا أصففابتها‬
‫الشمس بحرارتها في نهار مشمس‪ ،‬تركففت‬
‫مكانها وقامت لتبحث عففن شففجرة أو جففدار‬
‫لتسعد بالظل تحته‪.‬‬
‫وحففال النسففان فففي هففذه الففدنيا‪ ،‬كمففا‬
‫قن َهها‬ ‫خل َ ْ‬‫قد ْ َ‬ ‫وصفها الله عز وجل بقوله‪} :‬ل َ َ‬
‫د ‪] ‬البلففد‪ [4 :‬قففال ابففن‬ ‫في ك َب َ ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫سا َ‬‫اْل ِن ْ َ‬
‫كثير رحمه الله‪ :‬يكابد أمرا مففن أمففر الففدنيا‪،‬‬
‫وأمرا من أمففر الخففرة ‪ ،‬وفففي روايففة يكابففد‬
‫مضايق الدنيا وشدائد الخرة‪.‬‬
‫فإذا نزلت المصيبة وادلهمففت الخطففوب‬
‫وضاقت الدروب فففإن علج المشففكلت قففد‬
‫‪6‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫يحتاج إلى زمففن وإلففى جهففد ورأي‪ ،‬وسففوف‬


‫أذكففر بعففض النقففاط اليجابيففة الففتي تسففاعد‬
‫على حل المشاكل وتخفيففف وقعهففا ولربمففا‬
‫إنهائها ول يظن أن من قرأ هذه النقاط يجد‬
‫مباشفففرة حل ً كفففامل ً ينهفففي مشفففكلته ففففي‬
‫اللحظففة‪ ،‬بففل الحففال مثففل عمففارة كففبيرة‬
‫تصدعت أو سقطت ونحاول جميعا ترميمهففا‬
‫وإخراج من فيها‪ ،‬والمحافظة على مففا بقففي‬
‫ما ثم معاودة البناء وهكذا‪ ..‬والبناء ليس‬ ‫سلي ً‬
‫كالهدم فالمر يحتاج إلى جهد وصبر وطففول‬
‫نفس حتى نقضي على المشكلة بففإذن اللففه‬
‫عز وجل‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫‪ -1‬السترجاع عند المصيبة‬


‫إذا نزلففت بففالمرء المصففيبة؛ فففإن أول‬
‫علج لحلها أن يسترجع ويقففول‪} :‬إ ِّنا ِللهه ِ‬
‫ه‬
‫ن ‪ ‬والسففترجاع مففن‬ ‫عههو َ‬‫ج ُ‬‫ه َرا ِ‬‫وإ ِن ّهها إ ِل َي ْه ِ‬‫َ‬
‫الدب النبففوي العظيففم‪ ،‬وهففو ينففزل علففى‬
‫النففففس الطمأنينفففة والسفففكينة‪ ،‬فقفففد روى‬
‫مسففلم فففي صففحيحه مففن حففديث أم سففلمة‬
‫رضي الله عنها‪ ،‬قال سمعت رسول الله ‪‬‬
‫يقول‪" :‬ما من مسههلم تصههيبه مصههيبة‪،‬‬
‫وإ ِن ّهها‬ ‫فيقول ما أمههر اللههه‪} :‬إ ِن ّهها ِلل ه ِ‬
‫ه َ‬
‫ن ‪ ‬اللهههم أجرنههي فههي‬ ‫عههو َ‬ ‫ج ُ‬‫ه َرا ِ‬ ‫إ ِل َي ْ ه ِ‬
‫مصههيبتي وأخلههف لههي خيههرا منههها إل‬
‫أخلف الله له خيرا منها‪"...‬‬
‫وتأمل فففي حففال أم سففلمة رضففي اللففه‬
‫عنها وقد استرجعت عند موت أبففي سففلمة‪،‬‬
‫فعوضها الله عز وجل في مصيبتها‪ ،‬وأكرمها‬
‫بزواج النبي ‪ ‬منها‪ ،‬وقد يكون الخلف فففي‬
‫الدنيا‪ ،‬أو في الخرة‪ ،‬أو بهما معا‪.‬‬
‫‪ -2‬التأني وعدم العجلة‬
‫‪8‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫كثيرا ما تقع مشاكل بين السر أو الزواج أو المعارف والصحاب؛ ولهذا إذا وقعصصت‬

‫المشكلة‪ ،‬فإن الجزء الكبر والعامل المساعد في حلها‪ :‬هو التأني والتفكير فصصي أمرهصصا‬

‫وعدم العجلة في اتخاذ القرار‪.‬‬

‫والقرار بيدك‪ ،‬فإن كففان لففك رأي اليففوم‬


‫فهو لك غدا‪ ،‬ولن يضيرك التففأخير شففيئا بمففا‬
‫ربما تغير رأيك غدا وهكذا‪ ،‬خاصة مع هففدوء‬
‫النفس وانطفاء غضبها وهيجانها‪ ،‬وقففد قففال‬
‫‪ ‬وهو يخففاطب عائشففة رضففي اللففه عنهففا‪:‬‬
‫"عليهههك بهههالرفق وإيهههاك والعنهههف‬
‫والفحش‪ ،‬فهإن الرفهق ل يكهون فهي‬
‫شيء إل زانه‪ ،‬ول ينزع من شههيء إل‬
‫شانه" ]رواه مسلم[ والخطاب من بعففد أم‬
‫المؤمنين يتوجه لسائر المؤمنين‪.‬‬
‫وما رأينا الحدة والغضب تأتي بخير‪ ،‬ولو‬
‫حدثتك المحاكم عن نتائج لحظات الغضففب‪،‬‬
‫لعجبت من كثرة من اتخذه مطيففة‪ :‬فتفففرق‬
‫البناء‪ ،‬وضاعت العشرة وامتلت السجون‪..‬‬
‫وكل ذلك بسبب لحظة غضب‪.‬‬
‫فمففا أجمففل الففرأي وقففد زانففه الرفففق‬
‫وجملته الناة‪.‬‬
‫‪ -3‬الصبر‬
‫‪9‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫ما إن يطرق سمعك كلمففة المصففيبة‪،‬‬


‫إل ويأتي فففي الكفففة الخففرى كلمففة الصففبر‪،‬‬
‫ولول ذلك لتفففاقمت المشففاكل ودب اليففأس‬
‫والقنففوط‪ ،‬ولكففن اللففه عزوجففل رحمففة منففه‬
‫بعبففاده سففخر لهففم أمففر معالجففة المصففائب‬
‫بالصبر‪.‬‬
‫والصبر مقام من مقامات الدين ومنزل‬
‫من منازل السالكين والصبر كنز مففن كنففوز‬
‫الجنة‪ ،‬وقففد أعففد اللففه عففز وجففل للصففابرين‬
‫ن‬
‫صههاب ُِرو َ‬ ‫و ّ‬
‫فى ال ّ‬ ‫ما ي ُه َ‬‫أجففرا عظيمففا ‪‬إ ِن ّ َ‬
‫ب ‪] ‬الزمر‪.[10 :‬‬ ‫َ‬
‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ر ِ‬
‫غي ْ ِ‬
‫م بِ َ‬
‫ه ْ‬‫جَر ُ‬
‫أ ْ‬
‫قال الوزاعي‪ :‬ليس يوزن لهم ول يكال‬
‫لهم‪ ،‬وإنما يغرف لهم غرفا‪.‬‬
‫وقففال ‪" :‬عجبهها لمههر المههؤمن إن‬
‫أمره كله له خير‪ ،‬وليس ذلك لحد إل‬
‫للمههؤمن‪ ،‬إن أصههابته سههراء شههكر‪،‬‬
‫فكههان خيههرا لههه‪ ،‬وإن أصههابته ضههراء‬
‫صههبر‪ ،‬فكههان خيههرا لههه" ]رواه مسففلم[‬
‫والصبر هو الوقوف مع البلء بحسن الدب‪.‬‬
‫ول يظفففن أن المصفففائب ففففي المفففور‬
‫العظيمة كالموت والطلق مثل‪ ،‬بل كففل مففا‬
‫‪10‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫أهمك فهو مصيبة؛ انقطع شسففع نعففل عمففر‬


‫بن الخطاب رضي الله عنه فاسترجع وقففال‬
‫كل ما ساءك مصيبة‪.‬‬
‫وإذا لم يصبر المسلم ويحتسففب مضففت‬
‫اليام بالمصيبة وفاته الجر والمثوبة‪.‬‬
‫وأعظم من الصبر منزلة الرضا بما قدر‬
‫الله وقضى‪ ،‬فارض بقضاء اللففه وقففدره‪} :‬‬
‫ه ل ََنهها ‪‬‬
‫ب الل ُ‬ ‫صيب ََنا إ ِّل َ‬
‫ما ك َت َ َ‬ ‫ل لَ ْ‬
‫ن يُ ِ‬ ‫ُ‬
‫ق ْ‬
‫]التوبة‪.[51 :‬‬
‫قال ابن رجب رحمه الله‪ :‬والفففرق بيففن‬
‫الرضا والصبر‪.‬‬
‫أن الصففبر‪ :‬كفففر النفففس وحبسففها عففن‬
‫السخط مع وجود اللففم وتمنففي زوال ذلففك‪،‬‬
‫وكف الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع‪.‬‬
‫والرضففففا‪ :‬انشففففراح الصففففدر وسففففعته‬
‫بالقضاء؛ وترك تمنففي زوال اللففم وإن وجففد‬
‫الحسففاس بففاللم لكففن الرضففا يخففففه مففا‬
‫يباشففر القلففب مففن روح اليقيففن والمعرفففة‪،‬‬
‫وإذا قوي الرضا فقد يزيل الحساس بففاللم‬
‫بالكلية‪.‬‬
‫قال ابن الجوزي رحمه اللففه‪ :‬ولففول أن‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫الففدنيا دار ابتلء لففم تعتففور فيهففا المففراض‬


‫والكدار‪ ،‬ولم يضق العيش فيها على النبياء‬
‫والخيار‪.‬‬
‫فآدم يعاني من المحن إلى أن خرج من‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫ونوح بكى ثلثمائة عام‪.‬‬
‫وإبراهيم‪ :‬يكابد النار وذبح الولد‪.‬‬
‫ويعقوب بكى حتى ذهب بصره‪.‬‬
‫وموسى يقاسففي مففن فرعففون‪ ..‬ويلقففى‬
‫من قومه المحن‪.‬‬
‫وعيسففى ابففن مريففم ل مففأوى لففه‪ ،‬إل‬
‫البراري في العيش الضنك‪.‬‬
‫ومحمد صلى الله عليففه وعليهففم يصففابر‬
‫الفقففر‪ ،‬وقتففل عمففه حمففزة وهففو مففن أحففب‬
‫أقربائه إليه ونفور قومه عنه‪.‬‬
‫وغيففر هفؤلء مفن النبيفاء والوليفاء ممفا‬
‫يطول ذكره‪ ،‬ولو خلقت الدنيا للذة لم يكففن‬
‫حظ للمؤمن منها‪.‬‬
‫وصدق الشاعر‪:‬‬
‫صفوا من القذاء‬ ‫طبعت على كدر‪،‬‬
‫والكدار‬ ‫وأنت تريدها‬
‫والصفففبر هنفففا ل يتوقفففف علفففى تحمفففل‬
‫‪12‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫المصيبة وتجرع آلمها وغصصها‪ ،‬بففل الصففبر‬


‫على معالجتها وإعادة ترتيب المور‪ ،‬فلربمففا‬
‫كان صبر المعالجة‪ :‬دعوة إلى الله عز وجل‬
‫ولربما كففان صففبر المعالجففة‪ :‬تربيففة وحسففن‬
‫عشرة‪ ،‬ولربما كان‪ :‬عففودة زوج واسففتقامته‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫‪ -4‬حسن الظن‬
‫ل بد من حسن الظففن بففالله عففز وجففل‬
‫وأن الفففرج قريففب‪ ،‬وأن مففع العسففر يسففرا‪،‬‬
‫وكذلك الظن بالشخص المقابففل أو صففاحب‬
‫المشكلة‪ ،‬فقد يكون لففديه تصففور معيففن‪ ،‬أو‬
‫فهم خاطئ‪ ،‬أو بلغه أمر غير صففحيح‪ ،‬ولهففذا‬
‫إحسان الظن بالمسففلم ممففا يريففح النفففس‪،‬‬
‫وتلمس العذار مما يهون المصففيبة‪ ،‬ويعيففن‬
‫علففى حلهففا برويففة وحسففن تفكيففر‪ ،‬وبعففض‬
‫المشاكل قد يبنففي علففى سففوء الظففن‪ ،‬بنففاء‬
‫على أوهام وخيالت أو تصور قاصر‪.‬‬
‫وأذكففر أن رجل كففان لففديه مشففكلة مففع‬
‫آخر‪ ،‬واستشاط غضبا وبدأ يهدد أبناء خصمه‬
‫وزوجته‪ ،‬وكان الرجل مسافرا وأرسل قبففل‬
‫مغففادرته ورقففة بهففا اعتففذار وطلففب عفففو‬
‫‪13‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫ومسامحة وتنففازل عففن حقففه‪ ،‬ولكففن حامففل‬


‫الورقة هذه تففأخر فففي إيصففالها حففتى ثففارت‬
‫ثائرة الخصم‪.‬‬
‫فانظر إلى مففا أحففدث الرجففل مففن كلم‬
‫غيففر طيففب فففي حففق صففاحبه‪ ،‬ورفففع صففوته‬
‫وتعداد معايبه هل يا ترى تعود الصففحبة كمففا‬
‫كانت؟‬
‫وتأمففل فففي واقعففة أخففرى‪ :‬لمففا تففأيمت‬
‫حفصة بنت عمر رضي اللففه عنهمففا عرضففها‬
‫أبوهففا علففى أبففي بكففر فلففم يجبففه بشففيء‪،‬‬
‫وعرضففها علففى عثمففان فقففال‪ :‬بففدا لففي أل‬
‫أتزوج اليوم فوجد عليهمففا وأنكففر )أي دخلففه‬
‫حزن وكدر( وشكا حاله إلى النبي ‪ ‬فقال‪:‬‬
‫"يههتزوج حفصههة مههن هههو خيههر مههن‬
‫عثمان‪ ،‬ويتزوج عثمان من هههي خيههر‬
‫من حفصة" ثم خطبها فزوجه عمر‪ ،‬وزوج‬
‫رسول اللففه عثمففان بففابنته رقيففة بعففد وفففاة‬
‫أختها‪.‬‬
‫ولمففا أن زوجهففا عمففر‪ ،‬لقيففه أبففو بكففر‬
‫فاعتذر وقال‪ :‬ل تجد علي‪ ،‬فإن رسول اللففه‬
‫‪14‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫‪ ‬كان قففد ذكففر حفصففة فلففم أكففن لفشففي‬


‫سره‪ ،‬ولو تركها لتزوجتها‪...‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫‪ -5‬كتمانها وعدم التحدث بها‬


‫من توجيه النبي ‪" :‬من البر كتمان‬
‫المصههائب والمههراض والصههدقة" وإذا‬
‫كانت المصيبة مما يمكففن كتمانهففا فكتمانهففا‬
‫من نعم الله عز وجل الخفية‪ ،‬وهذا سر من‬
‫أسرار الرضا وعدم التضجر والنزعاج‪.‬‬
‫قففال الحنههف‪ :‬لقففد ذهبففت عينففي منففذ‬
‫أربعين سنة ما ذكرتها لحد‪.‬‬
‫ولما نزل الماء في إحدى عيني عطههاء‬
‫رحمه الله مكث عشرين سففنة‪ ،‬ل يعلففم بففه‬
‫أهله‪.‬‬
‫قال شقيق البلخي‪ :‬من شكا مصففيبة‬
‫به إلى غير الله‪ ،‬لم يجففد فففي قلبففه لطاعففة‬
‫الله حلوة أبدا‪.‬‬
‫وقال ‪" :‬من إجلل الله‪ ،‬ومعرفة‬
‫حقههه‪ :‬أن ل تشههكو وجعههك ول تههذكر‬
‫مصيبتك"‪.‬‬
‫والملحففظ أن النسففان إذا زالففت عنففه‬
‫المشكلة‪ ،‬نففدم أنففه أخففبر فلنففا بهففا‪ ،‬أو أنهففا‬
‫أخففبرت فلنففة بهففا‪ ،‬فففإذا كففان المففر كففذلك‬
‫فليكتم النسان مشاكله ول يظهرها ‪ ،‬ومففن‬
‫‪16‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫أسوأ المشففاكل ظهففورا‪ ،‬المشففاكل العائليففة‬


‫فتجد الزوجة إذا وقع بينها وبين زوجهففا أمففر‬
‫من المور‪ ،‬اشتكت إلى أهلها وذمت الففزوج‬
‫بأمور ل دخففل لهففا فففي المشففكلة‪ ،‬وعففددت‬
‫معايبه القديمة والجديدة حتى يكرهففه أهلهففا‬
‫وإخوانهففا‪ ،‬وعنففدئذ تكففون حبففال الوصففال‬
‫مقطوعة‪ ،‬والنفففرة حاصففلة حففتى وإن وجففد‬
‫حل للمشففكلة‪ ،‬لكففن تبقففى تلففك الترسففبات‬
‫التي نطق بها اللسففان تففؤثر علففى مسففتقبل‬
‫العلقة مع الزوج‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫‪ -6‬أخذها على مقدارها وعدم‬


‫تكبيرها‬
‫بعففض النففاس إذا نزلففت بففه قضففية ‪ ،‬أو‬
‫ألمت بففه مصففيبة أظلمففت الففدنيا فففي عينففه‬
‫وظن أنها نهاية الففدنيا‪ ،‬وقففد يكففره النسففان‬
‫أمففرا ويجعففل اللففه فيففه خيففرا كففثيرا‪} :‬‬
‫ن ت َك َْر ُ‬ ‫َ‬
‫خي ْهٌر‬
‫و َ‬
‫هه َ‬ ‫ش هي ًْئا َ‬
‫و ُ‬ ‫هههوا َ‬ ‫سههى أ ْ‬
‫ع َ‬ ‫و َ‬‫َ‬
‫م ‪] ‬البقرة‪.[216 :‬‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫وأذكففر أنففا شففابا مصففريا أجريففت معففه‬
‫مقابلة‪ ،‬وقد حدث في قريتهم قلقففل وفتففن‬
‫وقتل‪ ،‬قففال‪ :‬رحمنففي اللففه أن سففجنت قبففل‬
‫الحادثة بأيام‪ ،‬وخرجففت بعففد أسففبوع سففليما‬
‫معافى فإذا بي أجد من زملئي حال عجيبة‪،‬‬
‫فهذا قففد مففات‪ ،‬وذاك سففجن سففجنا طففويل‪،‬‬
‫وآخر قد شل جسمه‪ ،‬وآخر‪..‬‬
‫فحمففدت اللففه عففز وجففل وعلمففت أن‬
‫السجن كان أرحم لي مما جففرى لغيففري لففو‬
‫كنت معهم‪.‬‬
‫وحكي عن شريح أنه قال‪ :‬إنففي لصففاب‬
‫بالمصففيبة فأحمففد اللففه عليهففا أربففع مففرات‪،‬‬
‫وأشففكره‪ ،‬إذ لففم تكففن أعظففم ممففا هففي وإذ‬
‫‪18‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫رزقني اللففه الصففبر عليهففا‪ ،‬وإذ وفقنففي إلففى‬


‫السترجاع لما أرجوه فيففه مففن الثففواب‪ .‬وإذ‬
‫لم يجعلها في ديني‪.‬‬
‫‪ -7‬الدفع بالتي هي أحسن‬
‫جاء رجل إلففى النففبي ‪ ‬فقففال أوصففني‬
‫قال‪" :‬ل تغضب" رددهففا مففرارا‪ ،‬وقففال ‪:‬‬
‫"ليس الشديد بالصرعة‪ ،‬إنما الشههديد‬
‫الذي يملك نفسه عند الغضب" متففففق‬
‫عليه‪.‬‬
‫والغضب يحجب التفكير السففليم ويقففود‬
‫إلفففى تفكيفففر أهفففوج عاصفففف تتحكفففم فيفففه‬
‫العاطفة‪ ،‬ولهذا يحسن الهدوء والدفع بففالتي‬
‫هي أحسن وعففدم تصففعيد المواقففف ‪ ،‬وكففم‬
‫من امرأة عاقلففة عففاملت زوجهففا المغضففب‬
‫بالحسان والهدوء فإذا به يرجع إليها‪.‬‬
‫وتجارب الناس فففي هففذا كففثيرة‪ ،‬ولهففذا‬
‫أمر الله عز وجل نبيه الكريم ‪ ‬بقففوله‪} :‬‬
‫َ‬
‫ذي‬ ‫ذا ال ّه ِ‬ ‫ن َ‬
‫ف هإ ِ َ‬ ‫سه ُ‬‫ح َ‬ ‫يأ ْ‬‫هه َ‬ ‫ع ب ِههال ِّتي ِ‬ ‫ف ْ‬‫ادْ َ‬
‫َ‬
‫م‪‬‬ ‫ميهه ٌ‬‫ح ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ول ِ ّ‬ ‫وةٌ ك َأن ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫دا َ‬
‫ع َ‬‫ه َ‬‫وب َي ْن َ ُ‬
‫ك َ‬‫ب َي ْن َ َ‬
‫]فصلت‪.[34 :‬‬
‫وبعض الناس ممن تخشى عداوتهم من‬
‫‪19‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫الزملء في العمففل أو مففن القففارب يحسففن‬


‫أن يتقدم النسان إليهم بهففدايا‪ ،‬ويليففن لهففم‬
‫الحففديث اتقففاء لشففرهم‪ ،‬وقبففل أن تتحففول‬
‫عفداواتهم إلفى فعفل‪ ،‬مثفل ‪ :‬تفأليب المفدير‬
‫على موظف لديه‪ ،‬أو الزوج على زوجتففه أو‬
‫غير ذلففك‪ ،‬وهففذا حففل وقففائي قففد يفيففد فففي‬
‫تخفيف حدة التوتر‪.‬‬
‫‪ -8‬ينظر النسان في مدى نهاية‬
‫هذه المشكلة‬
‫حتى يرى أنها ليست بذاك‪...‬‬
‫المشاكل تتفاوت والقلوب أيضا تتفاوت قوة وتحمل وصبرا وجلصصدا‪ ،‬فمصصا يكصصون عنصصدك‬

‫مشكلة قد ل يكون عند غيرك مشكلة‪ ،‬ولهصصذا حصصتى يكصصون التصصصور واضصصحا للمشصصكلة‪،‬‬

‫لينظر المرء إلى نهاية المصيبة‪ ،‬وأعلى ضرر يصيبه منها‪ ،‬فصصإذا طلقصصت الزوجصصة فقصصد‬

‫يرزقها ال برجل خير من الول‪ ،‬وإذا مصصات الب أو الم‪ ،‬فصصإن هصصذه مزرعصصة الخصصرة‬

‫فليسصتعد وليحمصد الص أن أمهلصه ليسصتدرك‪ ،‬وهكصذا تعطصي كصل مشصكلة مقصدارها وعصدم‬

‫تضخيمها وتكبيرها‪ ،‬وكأنها نهاية الدنيا وليس بعدها إل الخراب والدمار‪.‬‬

‫ولو تأمل صاحب المشكلة في مشففاكل‬


‫وأحداث مففرت فيمففا سففبق‪ ،‬وكيففف فرجففت‬
‫وانتهففت؟ لعلففم أن اليففام أخففذت دورتهففا‪،‬‬
‫ونسي تلك المصائب وكأنها الن لم تكن‪.‬‬
‫‪ -9‬كثرة الستغفار‬
‫‪20‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫اللتجاء إلى الله عز وجل وطلب العون‬


‫والتوفيق من أعظففم أسففباب انفففراج ضففيق‬
‫الصدر وحل المففور‪ ،‬ومففن فففوائد المصففائب‬
‫لمففن ابتله اللففه عففز وجففل بففذلك انكسففاره‬
‫والتجاؤه إلى ربه يدعوه ويتففذلل بيففن يففديه‪،‬‬
‫ومففن صففور اللتجففاء إلففى عففز وجففل كففثرة‬
‫السففتغفار فقففد قففال ‪" :‬من أكههثر مههن‬
‫الستغفار‪ ،‬جعل الله عز وجل له من‬
‫كل هم فرجا‪ ،‬ومن كل ضيق مخرجا‪،‬‬
‫ورزقه من حيث ل يحتسب" ]رواه أبففو‬
‫داود[‪.‬‬
‫ومن نعم الله عز وجل علينففا أن حركففة‬
‫اللسان من أخف حركات الجسم‪ ،‬ول تكلف‬
‫النفس مشقة وجهدا‪.‬‬
‫‪ -10‬الدعاء بالدعية المأثورة‬
‫علمنا الرسول ‪ ‬عند نففزول المصففائب‬
‫وحلففول المشففاكل أدعيففة لففذهاب الهمففوم‬
‫والغموم‪ ،‬فقد كان إذا كان كربففه أمففر قففال‪:‬‬
‫"يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث"‪.‬‬
‫وفي الحففديث الصففحيح الخففر‪ :‬كففان إذا‬
‫‪21‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫نزل به هم أو غم قال‪" :‬يا حي يا قيههوم‪،‬‬


‫برحمتك أستغيث ‪ ،‬الله ربي ل أشرك‬
‫به" ]صحيح الجامع‪.[4791 :‬‬
‫وفي دعاء الهم والغم الحديث العظيففم‪:‬‬
‫"اللهم إني عبدك‪ ،‬وابن عبدك‪ ،‬وابههن‬
‫أمتههك ناصههيتي بيههدك‪ ،‬مههاض فههي‬
‫حكمههك‪ ،‬عههدل فههي قضههاؤك‪ ،‬أسههألك‬
‫بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو‬
‫أنزلته في كتابك‪ ،‬أو علمته أحدا مههن‬
‫خلقك أو استأثرت به في علم الغيب‬
‫عندك‪ ،‬أن تجعل القرآن ربيههع قلههبي‪،‬‬
‫ونهور صهدري‪ ،‬وجلء حزنهي‪ ،‬وذههاب‬
‫همي" ]رواه المام أحمد[‪.‬‬
‫وفي دعاء قضاء الدين ما ورد عن النبي‬
‫‪" :‬اللهم اكفني بحللك عن حرامك‬
‫وأغنني بفضههلك عمههن سههواك" ]رواه‬
‫الترمذي[‪.‬‬
‫وقال ‪" :‬اللهم إني أعوذ بك مههن‬
‫الههههم والحهههزن والعجهههز والكسهههل‪،‬‬
‫والبخل والجبن‪ ،‬وضلع الههدين وغلبههة‬
‫‪22‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫الرجال" ]رواه مسلم‪.[1729 /4 :‬‬


‫وأيضا دعففاء مففن استصففعب عليففه أمففر‪:‬‬
‫"اللهم ل سهل‪ ،‬إل مهها جعلتههه سهههل‬
‫وأنت تجعل الحههزن إذا شههئت سهههل"‬
‫]رواه أبو داود[‪.‬‬
‫والدعاء ينفففع ممففا نففزل ومففا لفم ينففزل‪،‬‬
‫"فل يههرد القضههاء إل الههدعاء" ]صففحيح‬
‫الجامع‪.[7564 :‬‬
‫‪ -11‬التوكل على الله عز وجل‬
‫من نعم الله عز وجل حيففن نففزول البلء‬
‫والمصففائب‪ ،‬أن نهففرع إلففى طففاعته وعبففادته‬
‫ونجد لذة حين دعائه وطلففب تيسففير المففور‬
‫وتسفففهيلها‪ ،‬وأعظفففم الطاعفففات والقربفففات‬
‫منزلة منزلفة التوكفل علفى اللفه عفز وجفل‪،‬‬
‫وتفويض المر إليه وفي التوكل ثبات نفففس‬
‫وشجاعة قلفب وطمأنينفة وراحفة واللفه عفز‬
‫وجل يحففب أصففحاب هففذه الصفففة العظيمففة‬
‫وك ِّلي َ‬
‫ن‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫مَته َ‬ ‫حه ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫قال تعالى‪} :‬إ ِ ّ‬
‫ن الل َ‬
‫‪] ‬آل عمفففران‪ [159 :‬ففففإن المحبفففوب ل‬
‫يعذب ول يبعد ول يحجب‬
‫عل َههى‬‫ل َ‬‫وك ّه ْ‬ ‫ن ي َت َ َ‬
‫م ْ‬‫و َ‬‫وقففال تعففالى‪َ } :‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫ه ‪] ‬الطلق‪ [3 :‬فيه دليل‬ ‫سب ُ ُ‬


‫ح ْ‬‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬
‫ف ُ‬ ‫الل ِ‬
‫على فضل التوكل‪ ،‬وأنه أعظم السباب في‬
‫جلب المنافع ودفع المضار‪.‬‬
‫والله عز وجل يدبر المر ويصرفه كيففف‬
‫َ‬
‫ما‬‫مَر َ‬‫يشاء؛ بيده مقاليد المور ‪‬ي ُدَب ُّر اْل ْ‬
‫ه ‪] ‬يففونس‪:‬‬ ‫د إ ِذْن ِه ِ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬‫ع إ ِّل ِ‬‫في ٍ‬ ‫ش ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫‪.[3‬‬
‫وليففوقن أن مففا يفعلففه مففن سففعي لحففل‬
‫مشفففاكله‪ ،‬إنمفففا هفففي أسفففباب وأدوات وأن‬
‫المصرف لهذا الكون هو الله عز وجففل فمففا‬
‫شاء كان وما لمن يشأ لم يكن‪ ،‬وتأمففل فففي‬
‫هففذا الحففديث العظيففم فقففد قففال ‪.." :‬‬
‫واعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوك‬
‫بشيء لم ينفعوك إل بشففيء قففد كتبففه اللففه‬
‫لك‪ ،‬ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم‬
‫يضففروك إل بشففيء قففد كتبففه اللففه عليففك‪،‬‬
‫رفعففففت القلم وجفففففت الصففففحف" ]رواه‬
‫الترمذي[‪.‬‬
‫‪ -12‬الحسان إلى الخلق‬
‫بالقول والفعل وأنواع المعروف‬
‫‪24‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫من السباب التي تزيل الهموم والغموم‬


‫والقلق‪ :‬الحسان إلى الخلق بالقول والفعل‬
‫خي ْهَر‬ ‫وأنففواع المعففروف قففال تعففالى‪َ} :‬ل َ‬
‫َ‬
‫م هَر‬‫نأ َ‬ ‫مه ْ‬ ‫م إ ِّل َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وا ُ‬ ‫جه َ‬
‫ن نَ ْ‬‫مه ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫فههي ك َِثي ه ٍ‬ ‫ِ‬
‫و إِ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ق َ‬
‫ن‬‫ح ب َْيهه َ‬ ‫صههل ٍ‬ ‫فأ ْ‬ ‫عههُرو ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫صههدَ َ ٍ‬‫بِ َ‬
‫ة‬
‫ضهها ِ‬ ‫مْر َ‬ ‫غاءَ َ‬ ‫ك اب ْت ِ َ‬ ‫ل ذَل ِ َ‬ ‫ع ْ‬‫ف َ‬‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫س َ‬ ‫الّنا ِ‬
‫ؤِتي َ‬ ‫ه َ‬
‫مهها ‪‬‬ ‫ظي ً‬‫ع ِ‬ ‫ج هًرا َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ف ن ُه ْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫سه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫الل ه ِ‬
‫]النساء‪.[114 :‬‬
‫قففال الشففيخ عبففد الرحمففن السففعدي‪:‬‬
‫فأخبر تعالى أن هذه المور كلها خيففر ممففن‬
‫صففدرت منففه‪ ،‬والخيففر يجلففب الخيففر ويففدفع‬
‫الشففر‪ ،‬وأن المففؤمن المحتسففب يففؤتيه اللففه‬
‫أجففرا عظيمففا‪ ،‬ومففن جملففة الجففر العظيففم‪،‬‬
‫زوال الهم والغم والكدار ونحوها‪.‬‬
‫وقال الشيخ رحمه الله‪ :‬عنففوان سففعادة‬
‫العبففد إخلصففه للمعبففود وسففعيه فففي نفففع‬
‫الخلق‪.‬‬
‫‪ -13‬الكثار من ذكر الله عز‬
‫وجل‬
‫من السباب التي تشرح الصدر وتزيففل‬
‫‪25‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫الهم خاصة عند نزول المصائب الكثففار مففن‬


‫ذكر الله عز وجل في كل وقت وحين‪ ،‬فففإن‬
‫لففذلك تففأثيرا عجيبففا فففي انشففراح الصففدر‬
‫َ‬
‫ن‬‫مئ ِ ّ‬‫ه ت َطْ َ‬ ‫ر اللههه ِ‬ ‫ذك ْ ِ‬‫وطمفففأنينته‪} :‬أَل ب ِههه ِ‬
‫ب ‪] ‬الرعد‪.[28 :‬‬ ‫قُلو ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫كيهه ُ‬
‫ل‬ ‫و ِ‬‫م ال ْ َ‬ ‫ع َ‬‫ون ِ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سب َُنا الل ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫كقول‪َ } :‬‬
‫‪] ‬آل عمران‪ [173 :‬قالهففا إبراهيففم حيففن‬
‫ألقي في النار‪ ،‬وقالها محمففد ‪ ‬حيففن قيففل‬
‫م‬ ‫عههوا ل َ ُ‬
‫كهه ْ‬ ‫م ُ‬‫ج َ‬ ‫قههدْ َ‬ ‫س َ‬‫ن الّنهها َ‬ ‫لفففه‪} :‬إ ِ ّ‬
‫قههاُلوا‬ ‫و َ‬ ‫ماًنهها َ‬ ‫م ِإي َ‬ ‫ههه ْ‬‫فَزادَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫و ُ‬‫شهه ْ‬ ‫خ َ‬
‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫ل ‪] ‬رواه‬ ‫كيهه ُ‬ ‫و ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫عهه َ‬ ‫ون ِ ْ‬‫ه َ‬ ‫سههب َُنا اللهه ُ‬‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫البخاري[ و"ل حول ول قوة إل بالله"‪.‬‬
‫فلففذكر اللففه أثففر عظيففم فففي حصففول‬
‫المطلوب ‪ ،‬لخاصيته ولما يرجوه العبففد فففي‬
‫ثوابه وأجره‪.‬‬
‫‪ -14‬عدم اللجوء إلى أمور‬
‫محرمة‬
‫إذا أصابت المرء مصيبة وعلم المتسبب بها سواء من طلق أو فراق أو غيرهصصا‪ ،‬فقصصد‬

‫يفكر في حلول لهذا المر الجديد الصصذي وقصصع‪ ،‬وقصصد تكصصون الطصصرق صصصعبة ومغلقصصة مصصع‬

‫ضعف وخوف‪ ،‬فيساور البعض نية القيام بأعمال ل تجوز مثصل الصصذهاب إلصى السصحرة‬
‫‪26‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫والكهان والعرافين‪ ،‬وقد يتشفى البعض برد الضرر كما يظن إلى صاحبه بأن يفعل له‬

‫السحرة عمل يضره وينكد عليه حياته‪ ،‬ردا على فعلته‪ ،‬وهذا ل يجوز‪.‬‬

‫أما أنت يففا مففن وقعففت عليففه المصففيبة‪،‬‬


‫فأجرك على الله‪ ،‬ول تفسد حياتك بمعصففية‬
‫الله عز وجل من سحر أو أذية أو غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -15‬وعسى أن تكرهوا شيئا‬
‫وهو خير لكم‬
‫نظر العبففد محففدود وعلمففه قاصففر‪ ،‬ومففا‬
‫يراه اليوم مصيبة وبلية قد يكون غدا منحففة‬
‫ن ت َك َْر ُ‬ ‫َ‬
‫هوا‬ ‫سى أ ْ‬ ‫ع َ‬‫و َ‬ ‫وعطية قال تعالى‪َ } :‬‬
‫َ‬
‫حّبههوا‬ ‫ن تُ ِ‬
‫سى أ ْ‬ ‫ع َ‬‫و َ‬‫م َ‬ ‫خي ٌْر ل َك ُ ْ‬
‫و َ‬‫ه َ‬‫و ُ‬‫شي ًْئا َ‬ ‫َ‬
‫شر ل َك ُم والله يعل َهم َ‬
‫م‬‫وأن ْت ُه ْ‬‫ُ َ ْ ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫و َ ّ‬ ‫ه َ‬‫و ُ‬‫شي ًْئا َ‬ ‫َ‬
‫ن ‪] ‬البقرة‪.[216 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫َل ت َ ْ‬
‫وفففي هففذه اليففة عففدة حكففم وأسففرار‬
‫ومصالح للعبد‪ ،‬فإذا علم العبففد أن المكففروه‬
‫قففد يففأتي بففالمحبوب‪ ،‬والمحبففوب قففد يففأتي‬
‫بالمكروه‪ ،‬لففم يففأمن أن تففأتيه المضففرة مففن‬
‫جانب المسرة‪ ،‬ولم ييأس أن تأتيه المسففرة‬
‫من جانب المضففرة لعففدم علمففه بففالعواقب‪،‬‬
‫فإن اللفه جفل وعل يعلفم منهفا مفا ل يعلمفه‬
‫العبد‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫وكففم مففن امففرأة طلقففت وكففان طلقهففا‬


‫خيففرا لهففا‪ :‬أجففرا ومثوبففة وصففبرا واحتسففابا‬
‫وعبادة وقربة ‪ ،‬ولربما جاءهففا مففن هففو خيففر‬
‫من الول‪ ،‬وكم مففن أب ظهففر لففه مففا يكففدر‬
‫خفاطره مفن أولده فكففان هففذا المففر بدايفة‬
‫مراجعة وتصحيح لمر التربيففة فكففانت خيففرا‬
‫له‪ ،‬وكم من امرئ جرى له ما جرى‪ ،‬فكففان‬
‫ذلففك عاجلففة إلففى حففزن‪ ،‬وآجلففة إلففى فففرح‬
‫وسرور‪.‬‬
‫‪ -16‬تذكر الموت والقبر‬
‫والحساب والصراط وأهوال‬
‫الخرة‬
‫محاسبة النفس غفل عنها غالب الناس اليوم‪ ،‬وإذا نزلصت المصصيبة وتصوجه المصرء إلصى‬

‫ال عز وجل بقلبه علم أنه فرط في هصصذا الجصصانب‪ ..‬والعاقصصل يعلصصم أن حيصصاته الصصصحيحة‬

‫حياة السصصعادة والطمأنينصصة وأنهصصا قصصصيرة جصصدا‪ ،‬وإذا عظمصصت المصصصائب وكصصبرت فإنهصصا‬

‫صغيرة جدا عند مصيبة الموت وسكراته‪ ،‬فإن ذكر الموت‪ :‬يهون المور ويزهصصد فصصي‬

‫الدنيا ويهون مصائبها ويجعل المرء يستشعر ما يصصصيبه مصصن الهصصوال والفزعصصات فصصي‬

‫يوم العرض على ال عز وجل‪:‬‬

‫والمؤمنون هم أصبر الناس على البلء‪،‬‬


‫وأثبتهم في الشففدائد‪ ،‬وأرضففاهم نفسففا فففي‬
‫‪28‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫الملمات‪ :‬عرفوا قصر عمففر الففدنيا بالنسففبة‬


‫لعمر الخلود‪ ،‬فلم يطمعوا أن تكففون دنيففاهم‬
‫جنة قبل الجنة‪...‬‬
‫‪ -17‬التماس رضا الله عز وجل‬
‫وهذا المر عظيم‪ ،‬ويغفل عنففه البعففض‪،‬‬
‫فقد تأتي بعض الحلول وفيها أمر مشففتبه أو‬
‫مكروه‪ ،‬أو هففي أصففل ل تجففوز فيقففدم رضففا‬
‫مففديره المباشففر مثل فففي أمففر محففرم أو‬
‫ترضى الزوجة لزوجها أمرا محرما فتسخط‬
‫الله عز وجل لرضففا ابففن آدم وقففد قففال ‪:‬‬
‫"من التمس رضا الله بسخط النههاس‬
‫كفاه الله مؤونة الناس ومن التمههس‬
‫رضا النههاس بسههخط اللههه وكلههه اللههه‬
‫إلى الناس" ]رواه الترمذي[‪.‬‬
‫ولهففذا يجففب الحففرص علففى أن تكففون‬
‫الحلول والراء ليس فيها حرام‪ ،‬سففواء مففن‬
‫ظلم العبد نفسه أو من التعدي على محارم‬
‫الله‪ ،‬أو ظلم غيره وبخسففهم حقففوقهم فمففا‬
‫عرفت السعادة في معصية الله عزوجل‪.‬‬
‫‪ -18‬البعد من إدخال الجهات‬
‫الرسمية‬
‫‪29‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫كالمحاكم والشرط قدر‬


‫المستطاع‬
‫مشففاكل النسففان متنوعففة‪ ،‬والمعاملففة‬
‫الطيبة والصبر والتففأني كفيلففة بحففل المففور‬
‫بقدر‪ ،‬ولهذا يؤجل النظففر فففي الففترافع إلففى‬
‫المحاكم والشرط قدر المسففتطاع‪ ،‬حففتى ل‬
‫تشفففح النففففس وتضفففيق الصفففدور وتزيفففد‬
‫الشحناء‪ ،‬ولربمففا تكففبر المشففكلة ويسففتطير‬
‫شففررها ويطففول أمففدها ولتجعففل الجهففات‬
‫الرسمية آخر المطاف‪ ،‬بعد إدخال الوسطاء‬
‫والتذكير بالله عز وجل‪ ،‬وبعض القضففايا قففد‬
‫يكون حلهفا عففن طريففق الشففرع فيفه حفففظ‬
‫للحقففوق؛ خاصففة إذا كففان الطففرف الخففر‬
‫مكابرا أو جاهل معاندا أو حاقدا وحاسدا‪.‬‬
‫‪ -19‬طيب المقال وحسن الدب‬
‫في الخذ والعطاء‬
‫غالب المشففاكل مففع حسففن المعالجففة‪،‬‬
‫تخففف أحففداثها وتهبففط ثورتهففا‪ ،‬وينظففر كففل‬
‫طرف فيها بعين الواقع مع إظهار الحسنات‬
‫والتغافففل عففن السففلبيات‪ ،‬وهففذا الجففانب‬
‫مطلوب بين الزواج‪ ،‬وفي علقات القففارب‬
‫‪30‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫والمعففارف والجيففران‪ ،‬لنهففا علقففة طويلففة‬


‫مستمرة ل تخففدش بسففوء فعففال ول بكلمففة‬
‫جارحة‪ ،‬بل يجففب المحافظففة عليهففا‪ ،‬وتأمففل‬
‫ن‬‫مي َ‬‫كاظِ ِ‬‫وال ْ َ‬
‫في قففول اللففه عففز وجففل‪َ } :‬‬
‫ه‬
‫والل ه ُ‬‫س َ‬
‫ن الن ّهها ِ‬‫عه ِ‬
‫ن َ‬
‫في َ‬‫عهها ِ‬‫وال ْ َ‬‫ظ َ‬ ‫غي ْ ه َ‬
‫ال ْ َ‬
‫ن ‪] ‬آل عمففران‪[134 :‬‬ ‫س هِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫م ْ‬‫ب ال ْ ُ‬
‫حه ّ‬ ‫يُ ِ‬
‫فتدرج المر من كظم الغيظ إلى العفففو بففل‬
‫وصعد إلى الحسان‪ ،‬ومن فعل واحففدة مففن‬
‫هففذه الخصففال الحميففدة وجففد أثففرا عظيمففا‬
‫فكيف بمن وفقه الله تعالى إلففى الخففذ بهففا‬
‫جميعا؟!‬
‫‪ -20‬زيادة المعلومات لحل‬
‫المشكلة‬
‫إذا وقع الفأس في الرأس كما يقال يسعى المرء إلى إصلح مييا فييات وذهييب‪ ،‬وخييير‬

‫أميير يزيييد علمييه وعملييه؛ اللجييوء إلييى كتيياب ال ي وسيينة نييبيه و ‪ ‬وفييي الكتييب‬

‫السلمية والشرطة النافعة دواء ناجع بإذن ال في حل كثير من المشكلت‪ ،‬ومحلت‬

‫التسييجيلت والمكتبييات ول ي الحمييد مليئة بمثييل ذلييك فييي مواضيييع شييتى وعنيياوين‬

‫مختلفة‪ ،‬مثل المعاملت الزوجية أو تربية البناء أو معاملة القارب وغيرها كثير‪.‬‬

‫‪ -31‬الدعاء وكثرة التضرع إلى‬


‫الله عز وجل‬
‫‪31‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫خْذَنا ِبَذْنِبِه َفِمْنُهْم َم ْ‬


‫ن‬ ‫فما أصابنا من هموم وغموم إل بسبب الذنوب‪ ،‬قال عز وجل‪َ} :‬فُك ّ‬
‫ل َأ َ‬

‫غَرْقَنا َوَمصصا‬
‫ن َأ ْ‬
‫ض َوِمْنُهْم َم ْ‬
‫لْر َ‬
‫سْفَنا ِبِه ا َْ‬
‫خَ‬
‫ن َ‬
‫حُة َوِمْنُهْم َم ْ‬
‫صْي َ‬
‫خَذْتُه ال ّ‬
‫ن َأ َ‬
‫صًبا َوِمْنُهْم َم ْ‬
‫حا ِ‬
‫عَلْيِه َ‬
‫سْلَنا َ‬
‫َأْر َ‬

‫ن ‪] ‬العنكبوت‪.[40 :‬‬
‫ظِلُمو َ‬
‫سُهْم َي ْ‬
‫ن َكاُنوا َأْنُف َ‬
‫ظِلَمُهْم َوَلِك ْ‬
‫ل ِلَي ْ‬
‫نا ُ‬
‫َكا َ‬

‫ن َكِثيصٍر ‪‬‬
‫عص ْ‬
‫ت َأْيصِديُكْم َوَيْعُفصو َ‬
‫سصَب ْ‬
‫صصيَبٍة َفِبَمصا َك َ‬
‫ن ُم ِ‬ ‫وقال تعييالى‪َ} :‬وَمصا َأ َ‬
‫صصاَبُكْم ِمص ْ‬

‫]الشورى‪.[30 :‬‬

‫وهذا محمد بن سيرين يقول لما ركبه الدين واغتم لذلك‪ :‬إني لعرف هذا الغييم بييذنب‬

‫أحدثته‪ ،‬منذ أربعين سنة‪.‬‬

‫كم فرطنا في جنب ال‪ ،‬وكم اقترفنا من اليذنوب والثيام ولكين الي رحييم بنيا يعفيو عين‬

‫كثير‪ ،‬ولتكن حالت الضعف حين نزول المصائب باب عييودة وأوبيية فييإن الي عييز وجييل‬

‫يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات‪" ،‬ما نزل بلء إل بذنب‪ ،‬ول رفع إل بتوبة"‪.‬‬

‫‪ -22‬عدم المبالة بأذية الناس‬


‫المسلم يعصرف أن أذيصصة النصاس وخصوصصا القصصوال السصيئة والتهصصم الباطلصصة‪ ،‬ل تضصره‬

‫كثيرا‪ ،‬بل تضرهم خاصة إذا علمت كلمصصا جميل للمصصام الشصصافعي‪ ،‬رحمصصه الص حيصصث‬

‫قال‪ :‬من ظن أنه يسلم من كلم الناس فهو مجنون‪ ،‬قصصالوا‪ :‬إن الص ثصصالث ثلثصصة‪ ،‬وقصصالوا‬

‫عن محمد ‪ :‬ساحر ومجنون فما ظنك بمن هو دونهما؟‬

‫فهذه منزلة الربوبية ولم تسلم‪ ،‬ومنزلة النبوة‪ ،‬فما ظنصك بحصصديث النصاس عنصك‪ ،‬وعليصك‬

‫بالدعاء‪" :‬اللهم اكفينهم بما شئت"‪.‬‬

‫ومن حفظ لسانه أكرمه ال عز وجل بالجر والمثوبة خاصة ما كان فيها مصصن سصصخرية‬

‫أو استهزاء أو هتك أسرار أو غير ذلك‪ ،‬وأبشر بحسصصنات تهصصدى إليصصك وأنصصت غافصصل ل‬

‫تعلم عنها شيئا‪ ،‬إل يوم تنشر الصحف في ذلك الموقف العظيم‪ ،‬قصصال ‪ ‬فصصي تصصوجيه‬

‫عظيم‪" :‬أمسك عليك لسانك‪ ،‬وليسعك بيتك‪ ،‬وابك على خطيبتك" ]رواه الترمذي[‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫‪ -23‬الفزع إلى الصلة‬


‫في الصلة راحة للنفس‬
‫وطمأنينة للخاطر وهي من‬
‫أبواب الستعانة على نوائب‬
‫الدنيا ولوائها قال تعالى‪} :‬‬
‫ها‬
‫وإ ِن ّ َ‬
‫ة َ‬‫صَل ِ‬‫وال ّ‬‫ر َ‬ ‫صب ْ ِ‬
‫عيُنوا ِبال ّ‬ ‫ست َ ِ‬
‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫ن‪‬‬ ‫عي َ‬‫ش ِ‬
‫خا ِ‬‫عَلى ال ْ َ‬ ‫ل َك َِبيَرةٌ إ ِّل َ‬
‫]البقرة‪.[45 :‬‬
‫وكان ‪ ‬يقول‪" :‬أرحنا بالصلة يا بلل"‪.‬‬
‫وفي الصلة نبث الشكوى والحزن إلففى‬
‫الله عز وجل في السجود‪ ،‬وإظهار الذل لففه‬
‫والنكسففار بيففن يففديه فففوالله إنهففا لنعمففة‬
‫عظيمة تتوضأ وتصلي وقد خلي بينففك وبيففن‬
‫ربك ل حاجز ول حاجب‪ ،‬إنهففا نعمفة عظيمففة‬
‫فففي وسففط المشففاكل والحففزان‪ ،‬سففعادة‬
‫وسرور بمناجاة الرب جففل وعل فففي خضففم‬
‫هذه الحياة الصعبة‪.‬‬
‫‪ -24‬أبشر بالجر العظيم‬
‫أعد الله عز وجل الجر والمثوبففة ورفففع‬
‫الدرجات وتكفير السيئات‪ ،‬لمن أصففابه هففم‬
‫وغم وحزن ونكد قففال عففز وجففل عففن أهففل‬
‫‪33‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫ن‬
‫صههاب ُِرو َ‬
‫فى ال ّ‬ ‫و ّ‬ ‫المصففائب‪} :‬إ ِن ّ َ‬
‫مهها ُيهه َ‬
‫ب‪‬‬ ‫َ‬
‫سههههههها ٍ‬
‫ح َ‬‫ر ِ‬ ‫غْيههههههه ِ‬
‫م بِ َ‬ ‫هههههههه ْ‬‫جَر ُ‬
‫أ ْ‬
‫]الزمر‪.[10 :‬‬
‫وقال ‪" :‬مهها يصههيب المههؤمن مههن‬
‫وصب ول نصب ول هم ول حههزن ول‬
‫غم ول أذى حتى الشوكة يشههاكها إل‬
‫كفههر اللههه بههها مههن خطايههاه" ]متفففق‬
‫عليه[‪.‬‬
‫وحين ضففربت أم إبراهيففم العابففدة دابففة‬
‫فكسرت رجلها فأتاها قوم يعزونها فقففالت‪:‬‬
‫لول مصائب الدنيا‪ ،‬وردنا مفاليس‪.‬‬
‫وحيففن انقطففع شسففع نعففل عمففر بففن‬
‫الخطاب رضي الله عنه استرجع وقال‪ :‬كففل‬
‫ما ساءك مصيبة‪.‬‬
‫وقال ابن أبي الدنيا‪ :‬كففانوا يرجففون فففي‬
‫حمى ليلة‪ ،‬كفارة ما مضى من الذنوب‪.‬‬
‫وقففال المففام النففووي رحمففه اللففه فففي‬
‫شففففففففرح مسففففففففلم عنففففففففد قففففففففول‬
‫النبي ‪" :‬ما من مسلم يشاك بشوكة‬
‫فمهها فوقههها‪ ،‬إل كتههب لههه بههها درجههة‬
‫ومحيت عنه بههها خطيئة" وفففي روايففة‪:‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫"إل رفعه الله بها درجة‪ ،‬أو حط عنههه‬


‫خطيئة"‪.‬‬
‫قال‪ :‬وفي هذه الحاديث بشارة عظيمة‬
‫للمسلمين‪ ،‬فإنه قل أن ينفك الواحففد منهففم‬
‫سففاعة مففن شففيء مففن هففذه المففور‪ ،‬وفيففه‬
‫تكفيففففر‪ ،‬الخطايففففا بففففالمراض والسففففقام‬
‫ومصففففائب الففففدنيا وهمومهففففا‪ ،‬وإن قلففففت‬
‫مشقتها‪.‬‬
‫‪ -25‬معرفة أنها ليست بأعظم‬
‫منها‬
‫فالمصائب تتفاوت وكففل حالففة بقففدرها؛‬
‫ولكففن أعظمهففا المصففيبة فففي الففدين‪ ،‬فهففي‬
‫أعظفففم مصفففائب الفففدنيا‪ ،‬والخفففرة‪ ،‬وهفففي‬
‫الخسران الذي ل ربح بعده‪ ،‬والحرمان الذي‬
‫ل طمع معه وتعجب حين تجد امرأة تصففيبها‬
‫الهموم والغمففوم لن زوجهففا تففزوج بففأخرى؛‬
‫وقبففل شففهور أدخففل فففي منزلهففا الففدش‬
‫والمنكر‪ ،‬ولم يصففبها مففن الهمففوم والغمففوم‬
‫مثل تزوجه بأخرى‪ ،‬وهو أمففر شففرعي مبففاح‬
‫فسبحان الله العظيم من انتكاس الفطر‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫فما فاته منها‬ ‫إذا أبقت الدنيا‬


‫فليس بضائر‬ ‫على المرء دينه‬
‫‪ -26‬مراعاة نعم الله عز وجل‬
‫الخرى‬
‫من أعظم ما يهون المصيبة‪ ،‬أن يستشعر النسان نعم ال عز وجل عليه فهصا هصو حصي‬

‫يصلي ويستغفر ويصوم‪ ،‬وها هو يمشي على رجلين وغيره مقعد‪ ،‬وهصصا هصصو لصصه يصصدان‬

‫وعينان وغيره مشلول أو كفيف وهكذا‪.‬‬

‫قال بعففض السففلف‪ :‬ذكففر النعففم يففورث‬


‫الحب للففه‪ ،‬ولمففا رأى رجففل قرحففة فففي يففد‬
‫محمد بن واسع فزع منها‪ ،‬قففال لففه‪ :‬الحمففد‬
‫لله أنها ليست في لساني‪ ،‬ول علففى طففرف‬
‫عيني‪.‬‬
‫جاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه‬
‫ضففيقا مففن حففاله ومعاشففه واغتمامففا بففذلك‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أيسرك ببصرك مائة ألففف؟ قففال‪ :‬ل‪،‬‬
‫قففال فبسففمعك؟ قففال‪ :‬ل‪ ،‬قففال فبلسففانك؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فبعقلك؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬وذكره نعففم‬
‫الله عليففه‪ ،‬ثففم قففال يففونس‪ :‬أرى لففك مئيففن‬
‫ألوفا وأنت تشكو الحاجة‪.‬‬
‫فإن النسان إذا تذكر نعم الله عز وجل‬
‫في جنففب مففا نففزل بفه مففن مصفائب‪ ،‬يهفون‬
‫المر ويدفعه ذلك إلى شكر المنعففم وهفوان‬
‫‪36‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫المصيبة‪.‬‬
‫‪ -27‬عند اتخاذ قرار هناك‬
‫حساب جيد للمسألة‬
‫وهي ضم مجموعة من الحلول‪ ،‬ونجعففل‬
‫لكل حل إيجابيففات وسففلبيات‪ ،‬ويكتففب ذلففك‬
‫علفى ورقفة‪ ،‬ولتكفن الدرجفة )‪ (100‬تقسفم‬
‫بين اليجابيات والسلبيات في كل حففل‪ ،‬ثففم‬
‫نوازن بين تلفك الفدرجات ونقلفل السفلبيات‬
‫قفففدر المسفففتطاع لن أثرهفففا قفففد يكفففون‬
‫مستقبليا‪ ،‬ونخرج بحففل مثففالي فيففه الدرجففة‬
‫العلى لليجابيات‪.‬‬
‫وأمثل لففذلك مثل أسففريا‪ ،‬امففرأة حصففل‬
‫بينهففا وبيففن زوجهففا مشففكلة وخرجففت بعففدة‬
‫حلول منها‪:‬‬
‫سلبيات‬ ‫إيجابيات‬ ‫الحلول‬
‫أن تخرج‬
‫من بيتها‬
‫‪30‬‬ ‫‪70‬‬ ‫وتذهب‬ ‫‪1‬‬
‫إلى‬
‫أهلها‬
‫‪50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫أن تخبر‬ ‫‪2‬‬
‫عمها‬
‫مثل‪ ،‬أو‬
‫‪37‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫إمام‬
‫المسجد‬
‫عن‬
‫طريق‬
‫زوجته‬
‫أن تصبر‬
‫وتستعين‬
‫على حل‬
‫‪20‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪3‬‬
‫المشكلة‬
‫بأمور‬
‫أخرى‬
‫عند هذا الحل يتضح أن الحل الثالث هو‬
‫أقل الحلول ضررا عليها فتأخذ به‪.‬‬
‫‪ -28‬إدخال أطراف أخرى في‬
‫القضية‬
‫بعففض الحففداث والمشففاكل تحتففاج إلففى‬
‫إدخففال أطففراف مهمففة فففي علج القضففية‪،‬‬
‫فمثل امرأة زوجهففا ل يصففلي فففي المسففجد‪،‬‬
‫من الحلول المطروحة لمعالجففة هففذا المففر‬
‫العظيم أن يتدخل إمام المسجد عن طريق‬
‫زوجتففه‪ ،‬فففي حففل مشففكلة الففزوج الففذي ل‬
‫يصففلي‪ ،‬وذلففك بففأن يففزوره ويسففلم عليففه‬
‫ويتففابعه فففي أمففر الصففلة‪ ،‬وربمففا كففان فففي‬
‫‪38‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫تربيفففة البنفففاء إدخفففال بعفففض القفففارب أو‬


‫المدرسين وهكذا‪.‬‬
‫ويتنبففه إلففى أن مففن يتففم إدخالهففا فففي‬
‫المشففكلة يكففون الحففديث معهففم فففي أصففل‬
‫المشفففكلة فحسفففب‪ ،‬بمعنفففى أن ل يتعفففدى‬
‫الحديث إلى أمففور أخففرى ومشففاكل قديمففة‬
‫وهكففذا‪ ..‬بففل يففذكر اليجابيففات حففتى تكففون‬
‫مدخل وبابا يلج منه الوسيط‪.‬‬
‫‪ -29‬البحث في أسباب المشكلة‬
‫غففالب المشففاكل ل تولففد فجففأة بففل لهففا‬
‫مسببات وعوامففل تففذكيها حففتى تقففع‪ ،‬ففففي‬
‫جفففانب التربيفففة مثل ل ينحفففرف الشفففاب أو‬
‫الفتاة هكذا في يففوم وليلففة‪ ،‬بففل فففي تففدرج‬
‫يطول أو يقصر‪ ،‬مع وجود عوامفل مسفاعدة‬
‫للنحراف‪ ،‬كصففديق السففوء مثل أو القنففوات‬
‫أو الهاتف أو غيرها‪ ،‬ولهذا فإن مففن عوامففل‬
‫علج المشكلة‪ ،‬معرفة جففذورها‪ ،‬ومعالجتهففا‬
‫معالجة تامة وليست آنية ووقتية فقط‪ ،‬وقد‬
‫يطفففول العلج بحسفففب الهمفففال السفففابق‬
‫وبحسففب العامففل المففؤثر وقففوته‪ ،‬وكففذلك‬
‫بحسب شخصية المنحرف وغيرها‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫‪ -30‬حفظ اللسان‬
‫بعض المشاكل يكفون وقودهفا اللسفان‪،‬‬
‫فقد ينقل كلم إلى الطرف الخففر‪ ،‬والمففور‬
‫متيسرة‪ ،‬فإذا بها تتعسفر؛ ولهفذا فففإن صفور‬
‫اللسفففان عفففن الغيبفففة والنميمفففة والكفففذب‬
‫والبهتفففان والسفففتهزاء والتحقيفففر والشفففتم‬
‫والسب واللعان‪ ،‬يؤجر عليففه المسففلم‪ ،‬فمففا‬
‫بالك إذا كففان ذلففك فففي معمعففة المشففاكل‪،‬‬
‫والصدور قففد امتلت؟ ول يضففرك أن يكففون‬
‫الطففرف الخففر قففد أخففذ بهففذه المففراض‬
‫وأجراها على لسففانه فخيففر لففك أن ل تتبعففه‬
‫فففي ذلففك‪ ،‬وتوكففل علففى اللففه‪ ،‬واسففأله أن‬
‫يكفيك الشر‪ ،‬وأن يصرفه عنك‪.‬‬
‫‪ -31‬علج المشاكل‬
‫ليس معناه القضاء عليها‬
‫وإنهاءها تماما‬
‫ولكففن إذا وقعففت مصففيبة كففالطلق مثل‬
‫يكفي من الحلول إيقافها عند حدها‪ ،‬حتى ل‬
‫تنتشففر فتضفففر‪ ،‬وتسفففوء عشففرة مفففا بعفففد‬
‫الطلق‪،‬وخاصة إذا كان هناك أبناء‪ ،‬ثففم هففي‬
‫أيضا قد تعالج ما بعد مشكلة الطلق فيعففود‬
‫‪40‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫الزوج إلى زوجته والم إلففى بيتهففا أو البنففاء‬


‫إلى دارهم‪ ،‬ويكفي من العلج عففدم انتشففار‬
‫المشكلة وشيوعها وتصاعد حففدتها‪ ،‬ولففو أن‬
‫مريضففا انكسففرت يففده وأتففى للطففبيب فففإن‬
‫العلة موجودة‪ ،‬لكنففه يجعففل لهففا جبففارة مففن‬
‫جبس حتى تتعافى رويدا رويففدا‪ ،‬ثففم يعطففى‬
‫مسففكنات حففتى تسففتمر عمليففة الجففبر فففي‬
‫الطريق الصحيح‪.‬‬
‫‪ -22‬ل تجعل المشكلة تأخذ كل‬
‫وقتك‬
‫ل شك أن المشكلة الففتي وقعففت فيهففا‪،‬‬
‫كبيرة وعظيمة كما تظففن لكففن ليسففت هففي‬
‫كل شيء‪ ،‬فل تأخذ منك كل شيء‪ ،‬ول تأخذ‬
‫جففل وقتففك وتفكيففرك‪ ،‬ممففا يففؤدي بففك إلففى‬
‫مشكلة أخرى‪ ،‬وهي تعطيففل أعمففال أخففرى‬
‫وزيادة القلق والضففطراب‪ ،‬بففل أنففزل هففذه‬
‫المشففكلة منزلتهففا‪ ،‬وأد أعمالففك كمففا كنففت‬
‫تعمففل‪ ،‬بففل واجعففل لففك زيففادة وقففت‪ ،‬فففي‬
‫الترويفففح عفففن النففففس ولقفففاء المعفففارف‬
‫والصففدقاء حففتى تعففوض مففا فقففدته مففن‬
‫انشراح وسرور‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫‪ -33‬معرفة شخصية الطرف‬


‫الخر‬
‫بعض المشاكل يوجد فيها طرف آخر أو أطراف أخرى‪ ،‬ولنمثل بصصالزوج وزوجتصصه أو‬

‫البن وأهله‪ ،‬ولمعرفصصة شخصصصية الطصصرف الخصصر أهميصصة فصصي اتخصصاذ القصصرار المناسصصب‪،‬‬

‫فبعضهم مزاجي الشخصية‪ ،‬والخر عطوف وحنون‪ ،‬والثالث يندم ويثوب إلى رشصصده‬

‫سريعا‪ ،‬والرابع إذا خوف بال عز وجل يخاف وهكذا‪.‬‬

‫وقد ينطلق الحفل مفن معرففة المفدخل‬


‫الصحيح لشخصيته‪.‬‬
‫‪ -34‬البيئة المحيطة‬
‫لكل مشففكلة أو قضففية بيئة تنشففأ فيهففا‪،‬‬
‫فل بد من معرفة هففذا الوسففط‪ ،‬ومففن يففؤثر‬
‫علففى الطففرف الخففر فففي هففذا الوسففط‪،‬‬
‫وبالمكففان إرسففال رسففائل مففع الوسففيط‬
‫لمعرفة آليففة تفكيففره ومففاذا يريففد أن يفعففل‬
‫وكيف يتصرف؟ وهكففذا وبعفض النفاس لهففم‬
‫أشخاص يعتبرون مرجعا لهم في كل شففيء‬
‫فيحسن معرفة من يستشير؟ ولمن يرجففع؟‬
‫فلربما تم اتخاذ القرار عن طريق من يففؤثر‬
‫عليه من وسطه من القارب أو الصدقاء أو‬
‫المعارف أو غيرهم‪.‬‬
‫‪ -35‬الطلع على أحوال الناس‬
‫‪42‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫في بعض المجففالس‪ ،‬يسففتطيع النسففان‬


‫أن يفففثير قضفففية مشفففابهة لقضفففيته‪ ،‬فيفففدع‬
‫الحضور يتحدثون ويلقون بففالراء والحلففول‪،‬‬
‫وأنت تستمع إلففى الحلففول وتختففار أجودهففا‪،‬‬
‫ولسوف ترى كيف هي أحوال الناس وكيف‬
‫مرت بهم الزمات؟ بل وقد تكون أشد مففن‬
‫أزمتك‪ ..‬وفي حديث النففاس تسففلية لقلبففك‪،‬‬
‫وأنك لست في المشاكل لوحففدك ول يخلففو‬
‫بيففت مففن مشففكلة‪ ،‬لكففن الحففوال مسففتورة‬
‫والففبيوت معمففورة والمطلففع هففو اللففه عففز‬
‫وجل‪..‬‬
‫‪ -36‬الستعانة بالمراكز‬
‫الستشارية المتخصصة‬
‫نشفففأت ففففي الففففترة الخيفففرة‪ ،‬بعفففض‬
‫المراكز الستشارية؛ خاصة فيما يتعلق بأمر‬
‫المعاملت الزوجية‪ ،‬وكيفية حففل الخلفففات‪،‬‬
‫وكذلك الستشففارة فففي أمففر تربيففة البنففاء‪،‬‬
‫وأفضل الطرق لتربيتهم ومن تلففك المراكففز‬
‫مففا هففو تففابع لمؤسسففات خيريففة كمشففروع‬
‫الشففيخ عبففد العزيففز بففن بففاز رحمففه اللففه‬
‫‪43‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫لمساعدة الشباب على الزواج‪ ،‬ومنها ما هو‬


‫مرتبففط بجهففات أخففرى‪ ،‬ولعففل فيهففا بعففض‬
‫التجارب والراء النافعة‪.‬‬
‫‪ -37‬الستشارة‬
‫إذا وقع النسان في أمر من أمور الدنيا‪ ،‬فإنه يحتاج لحله وتجاوزه‪ ،‬إلصصى رأي صصصائب‬

‫وفكر مستنير‪ ،‬يستعين به بعد ال عز وجل؛ وهنا يبرز السؤال الهام في هذه المرحلة‪:‬‬

‫من يستشير؟ وإلى من يبث شكواه وهمه؟‬

‫قففال عمر بههن الخطههاب رضففي اللففه‬


‫عنه‪ :‬ل تكلم فيما ل يعنيففك واعففرف عففدوك‬
‫واحذر صديقك إل الميففن‪ ،‬ول أميففن إل مففن‬
‫يخشى الله‪ ،‬ول تمش مففع الفففاجر فيعلمففك‬
‫مففن فجففوره ول تطلعففه علففى سففرك‪ ،‬ول‬
‫تشاوره في أمرك‪ ،‬إل الففذين يخشففون اللففه‬
‫عز وجل‪.‬‬
‫ومن تأمل فففي أحففوال المستشففار يجففد‬
‫العجففب‪ ،‬فبعضففهم ليففس لففديه تجربففة حففتى‬
‫نقول‪ :‬إنه صاحب خبرة‪ ،‬والخر ليففس لففديه‬
‫علم شففرعي؛ حففتى يسففتهدى بففه‪ ،‬والخففرى‬
‫من النساء تجدها حين تستشففار عجلففة فففي‬
‫التففوجيه بففترك الففزوج‪ ،‬وأنففه ل فففائدة فففي‬
‫الجلفففوس معفففه‪ ،‬ثفففم هفففي بعفففد أن تنهفففي‬
‫‪44‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫المكالمة‪ ،‬تذهب لزوجهففا وتففترك المسففكينة‬


‫تتجففرع مففرارة استشففارتها طلقففا وفراقففا‪،‬‬
‫وهنففاك مففن قففد يستشففيرهم المففرء وفففي‬
‫قلوبهم مراتع من الحقد والحسد‪.‬‬
‫فههالمقترح الول‪ :‬أن يستشففير مففن‬
‫هففم بعيففدون عنففه‪ ،‬حففتى يحتفففظ بأسففراره‬
‫ومشاكله‪ ،‬بعيدا عن نشرها وإذاعتها‪.‬‬
‫والمقهههههترح الخهههههر‪ :‬أن مففففففن‬
‫يستشيرهم ‪ :‬أهففل العلففم والفضففل‪ ،‬فيجمففع‬
‫بين أمرين‪ :‬عدم إفشاء أسراره لحد لكثرة‬
‫من يتصل على العلمففاء والمشففايخ‪ ،‬والخففر‬
‫أنهم أهل فضل وورع‪ ،‬يدلونك على حل فيه‬
‫العلم والنفور بفإذن اللفه ول يمنففع أن يتصفل‬
‫علففى أكففثر مففن طففالب علففم‪ ،‬فالمشففاكل‬
‫ليست مثل الفتاوى‪.‬‬
‫ولطبيعففة المشففكلت وطففول شففرحها‪،‬‬
‫ففففالمقترح أن يهفففاتف طلبفففة العلفففم دون‬
‫المشايخ الكبار‪ ،‬لضيق أوقففاتهم وانشففغالهم‬
‫بأمور الفتيا‪ ،‬مففع الدقففة فففي اختيففار عناصففر‬
‫المشففكلة مففن وجهففة نظففر منصفففة‪ ،‬أي أن‬
‫يذكر وجهة نظر الطففرف الخففر أيضففا حففتى‬
‫‪45‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫يكون الحل إيجابيا‪.‬‬


‫‪ -38‬الستخارة‬
‫تطففرق سففمعك وتففدور بخلففدك بعففض‬
‫الحلففول‪ ،‬فعليففك بعففد الستشففارة وسففماع‬
‫الراء لحل المشففكلة؛ السففتخارة الشففرعية‬
‫التي دل عليها النففبي ‪ ‬كمففا فففي الحففديث‪:‬‬
‫"إذا ههههم أحهههدكم بهههالمر فليركهههع‬
‫ركعتين من غير الفريضة ثههم ليقههل‪:‬‬
‫اللهههههم إنههههي أسههههتخيرك بعلمههههك‪،‬‬
‫وأسههتقدرك بقههدرتك‪ ،‬وأسههألك مههن‬
‫فضلك العظيم‪ ،‬فإنك تقدر ول أقدر‪،‬‬
‫وتعلم ول أعلم وأنههت علم الغيههوب‪،‬‬
‫اللهههم فههإن كنههت تعلههم هههذا المههر‬
‫وتسميه باسمه‪ ،‬خيهر لهي فهي دينهي‬
‫ومعاشهههي وعاقبهههة أمهههري فاقهههدره‬
‫ويسره لي ثم بارك لههي فيههه؛ اللهههم‬
‫وإن كنت تعلمه شهًرا لههي فههي دينههي‬
‫ومعاشي وعاقبههة أمههري‪ ،‬فاصههرفني‬
‫عنه واصرفه عني‪ ،‬واقدر لههي الخيههر‬
‫حيث كان‪ ،‬ثم رضني به ول حههول ول‬
‫قوة إل بالله"]أخرجه الطبراني عففن ابففن‬
‫‪46‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫عمر[‪.‬‬
‫‪ -39‬الوقت والزمن‬
‫الوقت جزء من العلج‪ ،‬بل قد يكون لوحده علجا فاليام تمر مصصر السصصحاب‪ ،‬والليصصالي‬

‫تجري ول تقف‪ ،‬فينسى الميصصت‪ ،‬وتصصتزوج المطلقصصة ويكصبر الصصصغير‪ ،‬وتسصلى الم عصن‬

‫رضيعها‪ ،‬وال المستعان‪.‬‬

‫فدع اليام تمففر‪ ،‬واكسففب عمل صففالحا‪،‬‬


‫يقربففك إلففى اللففه زلفففى‪ ،‬فففإن اليففام تأخففذ‬
‫دورتها‪ ،‬والنفاس إلى أجلها‪ ،‬ثم يففأتي هففاذم‬
‫اللذات ليحمل قلبا حمففل همففا‪ ،‬وعقل تعففب‬
‫تفكيرا‪ ،‬ثم الجزاء والحساب‪ ،‬فإنففا للففه وإنففا‬
‫إليه راجعون‪.‬‬
‫‪ -40‬تفويض المر إلى الله‬
‫النسان يكد ويكدح في هذه الدنيا‪ ،‬وليس له منها إل ما كتبصصه ال ص عصصز وجصصل فصصإذا بصصذل‬

‫السباب واستشار واستخار‪ ،‬فإن المر كله ل يدبر المر كيصف يشصاء‪ ،‬فلتطصب نفسصك‬

‫بحكم ال وقضائه‪ ،‬خاصة أنك بذلت ما في وسعك‪ ،‬فالحمد لص مقصصدر المصصور‪ ،‬وعليصصك‬

‫بالفرح والسعادة وأنت تلجأ إلى ركن شديد ورب غفور رحيم‪.‬‬

‫وتأمل في حففال النففبي ‪ ‬وهففو يتحسففر‬


‫على إعراض قومه بعد أن بذل وسففعه فففي‬
‫دعوتهم‪ ،‬فخاطبه المففولى جففل وعل بقففوله‪:‬‬
‫ت‬‫سههَرا ٍ‬
‫ح َ‬
‫م َ‬
‫ههه ْ‬ ‫ك َ َ‬
‫س َ‬ ‫ب نَ ْ‬ ‫فَل ت َذْ َ‬
‫} َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ه ْ‬
‫‪] ‬فاطر‪.[8 :‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫الخاتمة‬
‫أخي المسلم‪:‬‬

‫إذا فجعتفففك المصفففائب‪ ،‬ونزلفففت بفففك‬


‫الهمففوم‪ ،‬وادلهمففت بففك الطففرق‪ ،‬وأظلمففت‬
‫عليك الدروب‪ ،‬من حففوادث الففدنيا المقففدرة‬
‫فعليك بمنزلة الرضا لما قففدر اللففه وقضففى‪،‬‬
‫فإنهففا المنزلففة الولففى‪ ،‬فففارض بقضففاء اللففه‬
‫ب‬ ‫صههيب ََنا إ ِّل َ‬
‫مهها ك َت َه َ‬ ‫ل ل َه ْ‬
‫ن يُ ِ‬ ‫وقدره‪ُ } :‬‬
‫ق ْ‬
‫ه ل ََنا ‪] ‬التوبة‪.[51 :‬‬
‫الل ُ‬
‫والدرجففة الثانيففة‪ :‬الصففبر علففى البلء‪،‬‬
‫وهففذه لمففن لففم يسففتطع الرضففا بالقضففاء‪،‬‬
‫فالرضا فعل مندوب إليه مستحب‪ ،‬والصففبر‬
‫واجب على المؤمن حتم‪.‬‬
‫واعلم أنه متى أصابك مكروه فاعلم أن‬
‫الففذي قففدره حكيففم عليففم يفعففل مففا يشففاء‬
‫ويحكففم مففا يريففد‪ ،‬وأنففه تعففالى قففد تنففوعت‬
‫رحمتففه علففى عبففده‪ ،‬يرحمففه فيعطيففه‪ ،‬ثففم‬
‫يرحمه فيوفقه للشكر‪ ،‬ويرحمه فيبتليه‪ ،‬ثففم‬
‫يرحمه فيففوفقه للصففبر‪ ،‬فرضففا اللففه متقففدم‬
‫علففى التففدابير السففارة‪ ،‬والضففارة متففأخرة‬
‫‪48‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫عنها‪ ،‬ويرحمففه أيضففا بففأن يجعففل ذلففك البلء‬


‫مكفرا لذنوبه وآثامه ومنميا لحسناته ورافعا‬
‫لدرجاته‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫الفهرس‬
‫‪2.................................................................................................40‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‪3.........................................................................‬‬
‫المقدمة‪3............................................................................................‬‬
‫المدخل‪5.............................................................................................‬‬
‫‪ -1‬السترجاع عند المصيبة‪7...................................................................‬‬
‫‪ -2‬التأني وعدم العجلة‪7.........................................................................‬‬
‫‪ -3‬الصبر‪8........................................................................................‬‬
‫‪ -4‬حسن الظن‪12..................................................................................‬‬
‫‪ -5‬كتمانها وعدم التحدث بها‪15.................................................................‬‬
‫‪ -6‬أخذها على مقدارها وعدم تكبيرها‪17......................................................‬‬
‫‪ -7‬الدفع بالتي هي أحسن‪18....................................................................‬‬
‫‪ -8‬ينظر النسان في مدى نهاية هذه المشكلة‪19............................................‬‬
‫حتى يرى أنها ليست بذاك‪19....................................................................‬‬
‫‪ -9‬كثرة الستغفار‪19............................................................................‬‬
‫‪ -10‬الدعاء بالدعية المأثورة‪20..............................................................‬‬
‫‪ -11‬التوكل على ال عز وجل‪22..............................................................‬‬
‫‪ -12‬الحسان إلى الخلق‪23.....................................................................‬‬
‫بالقول والفعل وأنواع المعروف‪23.............................................................‬‬
‫‪ -13‬الكثار من ذكر ال عز وجل‪24.........................................................‬‬
‫‪ -14‬عدم اللجوء إلى أمور محرمة‪25........................................................‬‬
‫‪ -15‬وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم‪26...............................................‬‬
‫‪ -16‬تذكر الموت والقبر‪27.....................................................................‬‬
‫والحساب والصراط وأهوال الخرة‪27........................................................‬‬
‫‪ -17‬التماس رضا ال عز وجل‪28............................................................‬‬
‫‪ -18‬البعد من إدخال الجهات الرسمية‪28.....................................................‬‬
‫كالمحاكم والشرط قدر المستطاع‪29............................................................‬‬
‫‪ -19‬طيب المقال وحسن الدب في الخذ والعطاء‪29......................................‬‬
‫‪ -20‬زيادة المعلومات لحل المشكلة‪30........................................................‬‬
‫‪ -31‬الدعاء وكثرة التضرع إلى ال عز وجل‪30............................................‬‬
‫‪ -22‬عدم المبالة بأذية الناس‪31...............................................................‬‬
‫‪ -23‬الفزع إلى الصلة‪32........................................................................‬‬
‫في الصلة راحة للنفس وطمأنينة للخاطر وهي من أبواب الستعانة على نوائب الدنيا‬
‫شِعي َ‬
‫ن‬ ‫خا ِ‬
‫عَلى اْل َ‬
‫ل َ‬
‫لِة َوِإّنَها َلَكِبيَرٌة ِإ ّ‬
‫صَ‬‫صْبِر َوال ّ‬ ‫ولوائها قال تعالى‪َ} :‬وا ْ‬
‫سَتِعيُنوا ِبال ّ‬
‫‪] ‬البقرة‪32...............................................................................[45 :‬‬
‫‪ -24‬أبشر بالجر العظيم‪32.....................................................................‬‬
‫‪ -25‬معرفة أنها ليست بأعظم منها‪34.........................................................‬‬
‫‪ -26‬مراعاة نعم ال عز وجل الخرى‪35....................................................‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪ 40‬قاعدة في حل‬
‫المشاكل‬

‫‪ -27‬عند اتخاذ قرار هناك حساب جيد للمسألة‪36...........................................‬‬


‫‪ -28‬إدخال أطراف أخرى في القضية‪37....................................................‬‬
‫‪ -29‬البحث في أسباب المشكلة‪38..............................................................‬‬
‫‪ -30‬حفظ اللسان‪39..............................................................................‬‬
‫‪ -31‬علج المشاكل‪39..........................................................................‬‬
‫ليس معناه القضاء عليها وإنهاءها تماما‪39....................................................‬‬
‫‪ -22‬ل تجعل المشكلة تأخذ كل وقتك‪40......................................................‬‬
‫‪ -33‬معرفة شخصية الطرف الخر‪41.......................................................‬‬
‫‪ -34‬البيئة المحيطة‪41...........................................................................‬‬
‫‪ -35‬الطلع على أحوال الناس‪41............................................................‬‬
‫‪ -36‬الستعانة بالمراكز الستشارية المتخصصة‪42.......................................‬‬
‫‪ -37‬الستشارة‪43................................................................................‬‬
‫‪ -38‬الستخارة‪45................................................................................‬‬
‫‪ -39‬الوقت والزمن‪46............................................................................‬‬
‫‪ -40‬تفويض المر إلى ال‪46..................................................................‬‬
‫الخاتمة‪47...........................................................................................‬‬
‫الفهرس‪49..........................................................................................‬‬

You might also like