You are on page 1of 3

‫هندسة السماء في حديث حبيبنا محمد‬

‫د‪ .‬زيد قاسم محمد غزاوي‬

‫الموقع اللكتروني‪www.quran-miracle.com :‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يبين هذا البحث كيفية احتواء كلم الحبيب محمد عليه الصلة و السلم على علوم هندسية لم تكن‬
‫معروففة لدى البشفر ففي وقفت بعثتفه عليفه الصفلة و السفلم و هفي كمفا سفأبين هنفا غيفر معروففة‬
‫بالكامفل حتفى ففي زماننفا هذا ممفا يدل بالحجفة العلميفة و المنطقيفة على أنفه عليفه الصفلة و السفلم‬
‫رسول من الله للناس أجمعين و أن الله عز و جل هو الذي أوحى إليه القرآن و علمه عليه الصلة‬
‫و السلم‪.‬‬

‫هندسة الكواكب من حديث الحبيب محمد‪:‬‬

‫الحديث الذي سأتدبره في هذه المقالة هو التالي‪:‬‬

‫روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال‪" :‬النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت‬
‫النجوم أتى السماء ما توعد و أنا أمنة لصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي‬
‫أمنة لمتي فإذا ذهبت أصحابي أتى أمتي ما يوعدون"‪ .‬مسند المام أحمد‬

‫حيفث أن التفكفر فيمفا قال حبيبنفا محمفد هفو الطريقفة المثلى لمعرففة العلم الذي يحتويفه قول محمفد‬
‫صلّى الله عليه و سلم و ليس فقط سرد الحاديث بدون تدبر لها‪ ،‬حيث إذا تدبرنا قول حبيبنا محمد‬
‫في‪( :‬النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد)‪ ،‬نجد بأنه يخبرنا بأن‬
‫النجوم أمنة (أي أمان و حفظ) للسماء فيمكننا الستنتاج من هذا بأن النجوم تحفظ السماء و هذا‬
‫يعني بأن النجوم تحفظ اتزان السماء بحفظها لتزان الجسام في السماء‪.‬‬

‫لفهفم هذا المفر أكثفر يجفب علينفا أن نفهفم بأن النجوم (مثفل الشمفس) توّلد مجال جاذبيفة يؤثفر على‬
‫الجسفام ففي مجال النجمفة عفن طريفق توليفد قوة تجذب الكوكفب إلى الشمفس‪ ،‬كمفا هفو مفبين ففي‬
‫صورة (‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫صورة (‪ :)1‬جذب الشمس للرض نتيجة مجال جاذبيتها‪.‬‬

‫لتزان الجسفام ففي السفماء يجفب أن تكون هناك قوة مسفاوية بالمقدار و معاكسفة بالتجاه لقوة‬
‫جذب النجمفة للكوكفب و هذه القوة هفي قوة الطرد المركزيفة الناتجفة مفن دوران الكوكفب بسفرعة‬
‫دورانية حول الشمس كما هو مبين في صورة (‪.)2‬‬

‫صورة (‪ :)2‬اتزان الكوكب بفعل تساوي قوة الجذب و القوة الطاردة المركزية‪.‬‬

‫فنجفد صفدق قول حبيبنفا محمفد صفلّى الله عليفه و سفلم ففي أن النجوم أمان للسفماء‪ ،‬فلول وجود‬
‫النجوم لمفا اتزنفت الجسفام ففي السفماوات‪ .‬و إذا أكملنفا قول المصفطفى‪( :‬فإذا ذهببت النجوم‬
‫أتى السماء ما توعد)‪ ،‬نجد بأن المصطفى عليه السلم يخبرنا كيف سينتهي الكون و يخبرنا من‬
‫مشاهفد يوم القيامفة ففي أن النجوم سفتذهب (فإذا ذهببت النجوم) حيفث نتعلم مفن هذا بأن الله‬
‫عز و جل سيطفئ النجوم و ستذهب في آخر الزمان و عند اقتراب يوم القيامة و هذا من منظور‬
‫‪2‬‬
‫هندسفي يؤدي إلى بعثرت الكواكفب لن الشيفء الذي يحففظ اتزان الكواكفب الن هفو التوازن بيفن‬
‫قوة شفد النجمفة لهفا و قوتهفا الطاردة المركزيفة‪ ،‬فإذا ذهبفت قوة شفد النجمفة للكوكفب نتيجفة انطفاء‬
‫النجمة أي ذهابها ستنفلت الكواكب من أماكنها و تتبعثر في السماء كبعثرة الحجارة‪ ،‬كما هو مبين‬
‫في صورة (‪.)3‬‬

‫صورة (‪ :)3‬تبعثر الكواكب نتيجة طمس النجوم و ذهابها‪.‬‬

‫فإذا عندما يبعث الله البشر يوم القيامة و ينظرون إلى السماء سيجدوا فيها الكواكب مبعثرة مثل‬
‫ت) و‬
‫س ْ‬ ‫م طُ ِ‬
‫م َف‬ ‫الحجارة‪ ،‬و هذا الحال ذكره المولى ففي سفورة المرسفلت – اليفة (‪( :)8‬فَإِذ َا الن ُّ ُ‬
‫جو ُف‬
‫ت)‪ .‬و هذه المعرففة حول أحوال يوم القيامفة غيفر‬ ‫سفورة النفطار – آيفة (‪( :)2‬وَإِذ َا الْكَوَاك ِف ُ‬
‫ب انتَثََر ْف‬
‫معروفة بكافة علوم الناس في زماننا هذا‪.‬‬

‫فنلحففظ إخوانففي و أخواتففي المعرفففة المحتواة فففي حديففث محمففد صففلّى الله عليففه و سففلم و هذه‬
‫المعرفة تظهر بشكل جلي في زماننا هذا بحيث تتفوق على السمة الغالبة للناس في هذا الزمان و‬
‫هفي المعرففة بحيفث أن هذا العجاز ففي قول الحفبيب محمفد يُفهفم بالسفمة الغالبفة للناس و لكنفه‬
‫متفوق عليها مما يبين بالدليل العلمي بأن محمد عليه الصلة و السلم هو رسول الله و أن علمه‬
‫ن‬
‫ما يَنط ِفقُ عَف ِ‬
‫هفو وحفي مفن المولى كمفا يفبين لنفا ذلك الحفق ففي سفورة النجفم – اليات ( ‪( :)5-3‬وَف َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شدِيد ُ الْقُوَى)‪.‬‬
‫ه َ‬ ‫حى * عَل ّ َ‬
‫م ُ‬ ‫ي يُو َ‬ ‫ن هُوَ إ ِ ّل وَ ْ‬
‫ح ٌ‬ ‫ال ْ َهوَى * إ ِ ْ‬

‫زيد قاسم محمد غزاوي‬

‫الموقع اللكتروني‪www.quran-miracle.com :‬‬

‫‪3‬‬

You might also like