Professional Documents
Culture Documents
التي تحدث بسبب إبرام و تنفيذ عقود التجارة المبرمة بين الدول
بعضها البعض أو بين الدول و الشركات التجارية الدولية أو الفراد ،و إسناد حل هذه المنازعات إلى أشخاص خواص يتم اختيارهم بصفة إرادية من قبل الطراف المتعاقدة .
ن ما يميز التحكيم التجاري الدولي إذن هو أنه " عدالة خاصة " " " c’est une justice privéeيقوم بها أشخاص عاديون من اختيار أطراف المنازعة أطراف المنازعة أنفسهم إّ
و تتوفر فيهم عادة خصائص معينة تتعلق أساسا بكونهم يحوزون أو يتمتعون بخبرة أكيدة في مجال الممارسة التجارية الدولية .
إن حيازة المحكمين الدوليين لثقة أطراف المنازعة تجعلهم -حسب رأي كثير من الكتاب -في مركز أحسن من مركز القاضي العادي الذي ل يتمتع بمثل هذه الثقة المسبقة من قبل أطراف
المنازعة المعروضة ،مما يسهل عمله و يعطيه مصداقية لدى الطراف تمكن من تنفيذ قرار التحكيم بسرعة و سهولة .
و يرجع معظم الكتاب في هذا المجال أسباب اختيار هذا النظام لحل منازعات التجارة الدولية إلى أسباب عملية و قانونية و نفسية .
-قاما السباب العملية فتتعلق بأهمية المبادلت التجارية الدولية في العصر الحديث .هذه الهمية فرضت التفكير في إيجاد إطار قضائي خارج إطار قضاء الدولة ،يتمثل في استحداث
ن تماشيا مع متطلبات التجارة الدولية .و لسيما فيما يتعلق بسرعة الفصل في هذه المنازعات ،عن طريق إخراجها من دائرة القضاء الوطني الذي يعاب هيئات قضائية دولية تكون أ ّ
عليه ثقله و طول إجراءاته إضافة إلى تكلفته البلهضة .فالتحكيم التجاري الدولي إذن هو وسيلة سريعة و سهلة و غير مكلفة لحل منازعات التجارة الدولية .
)« ... C’est une méthode rapide , facile , bon marché , alors que la procédure judiciaire est lente , complexe et chère » (1
هذا زيادة عن أسباب مادية نظرا لكون المنازعة التجارية الدولية تتعلق بأطراف يسكنون عادة أقاليم متباعدة بما تشكله من انعكاسات على الكلفة النهائية للفصل في المنازعة .
-أّما السباب القانونية فتتمثل في وجود عائق أو حاجز قانوني أساسي handicap juridiqueهو جهد
المتعاملين في التجارة الدولية للقوانين الوطنية المختلفة و إجراءاتها.
________________________________________________________
ن التحكيم الدولي يمكن من تجاوز مسألة تنازع القوانين في إطار ما يسمى بالقانون الدولي الخاص ،الذي يشكل لوحده حسب " فيليب فولتار " عقبة قانونية كآراء ، هذا بالضافة إلى أ ّ
ن هذا الحل يكون في النهاية لصالح و حتى إذا تم تجاوزها بالعتماد على قواعد السناد الوطنية التي تنص عليها أحكام القوانين المدنية المعالجة لتوزيع الختصاص في هذا المجال ،فإ ّ
تطبيق قانون وطني على حساب قانون وطني آخر ،مع المشاكل الموضوعية و الجرائية التي يطرحها اللجوء إلى القانون الوطني في وجه المتعاملين التجاريين الدوليين .
ـ و أخيرا يرجع البعض سبب اختيار نظام التحكيم التجاري الدولي استنادا إلى اعتبارات نفسية تتمثل في رفض أطراف التجارة الدولية لقبول محاكم " الجنبي " و تخوفهم من معاملة
متحيزة .
كل هذه العوامل مجتمعة إلى جانب وجود خلفية سياسية في بعض الحيان دفعت بالمتعاملين بشكل مستمر كل من جانبه لي رفض اختيار القاضي الوطني " أو الطبيعي " للمتعامل معه .
فالتحكيم في النهاية بدا أنه يشكل الطار المثل لحل خلفات المتعاملين التجاريين الدوليين دون قيام خطر تدهور نهائي لعلقاتهم .
ن أهمية التحكيم التجاري الدولي ستزداد ل محالة في المرحلة الحالية المتميزة بازدياد وتيرة التجارة الدولية لسيما في ظل ما يسمى " بالعمولة " التي تهدف إلى القضاء على كثير من إّ
العراقيل الدارية و القانونية التي تفرضها الدول في قوانينها الداخلية للحد من حرية تبادل السلع و الخدمات ...يستنتج ذلك من أحكام منظمة التجارة الدولية الداعية إلى التخلي عن
الحماية القانونية للتجارة الوطنية عن طريق تحريرها التدريجي من كل القيود القانونية الحمائية .
غير أنه حتى يلعب هذا النموذج لحل المنازعات ،يجب أن ل يكتفي برفض الطار القانوني الوطني ،و إنما تجاوزه إلى وضع ميكانيزمات دولية لحل المنازعات التجارية الدولية ،و هو
ما يتطلب إلى جانب وجود هيئات للتحكيم التجاري الدولي قانون مرجعي خاص بالمحكمين ،و قواعد خاصة يحتكم إليها و إمكانيات خاصة تتجاوز الطار لوطني ـ أن اكتفى الخر ذلك ـ
لتنفيذ أحكام التحكيم الدولية .
توضيح كل هذه الجوانب اقتضى منا تقسيم الموضوع إلى :
ـ قســــــــم أول :تتناول فيه تحديد مفهوم التحكيم التجاري الدولي تتعرض فيه للشكاليات التي يطرحها هذا المفهوم عن طريق تعريفه ،و تمييزه عن بعض التقنيات القانونية المشابهة
له ،و تحديد طبيعته القانونية و موقعه في النظام القانوني و أنواعه ...إلخ و تطوره دوليا و داخليا .
ـ قســـم ثـــانــي :نتناول فيه الجراءات العملية للتحكيم التجاري الدولي أو تنظيم التحكيم التجاري الدولي .نتعرض فيه لتفاقية التحكيم التجاري الدولي ،و كيفية اختيار المحكمين
الدوليين و طرق عملهم ،و القوة التنفيذية لقرارات التحكيم التجاري الدولي ...إلخ .
قـــــائمــة المراجـــــع
/ 1الدكتور /عبد الحميد المنشاوي « :التحكيم الدولي و الداخلي في المواد المدنية و التجارية و الدارية "
منشأة المعارف السكندرية »
3ـ /الدكتور /نار يمان عبد القادر « :اتفاق التحكيم وفقا لقانون التحكيم في المواد المدنية و التجارية »
دار النهضة العربية ،الطبقة الولى .1996
Volume II
Librairie Dalloz. Paris 1965
: Terki Noureddine -
.L’arbitrage Commercial international en Algérie
O. P .U Alger 1999
Tome I
L’arbitrage juridictionnel et arbitrage contractuel
L.G.D.J Paris 1987
القســـم الول
مفهــوم التحكيم التجاري الدولي و تطوره التاريخي .
ن التحكيم التجاري الدولي يشكل نوعا من العدالة الخاصة " تخضع في تشكيلها إجراءاتها لرادة أطراف النزاع التجاري الدولي . سبق القول أ ّ
ن الهدف البعيد لهذا الفرع من القانون هو سحب موضوع
و حتى و إن كانت قوانين الجراءات المدنية الوطنية ل تزال تنظم جوانب هامة من إجراءات التحكيم التجاري الدولي ،إّل أ ّ
منازعات التجارة الدولية من اختصاص القضاء الوطني أو انفصاله عن كل إطار للدولة
» (Dans sa forme la plus achevée, en effet l’arbitrage international est celui qui s’est détaché de tout cadre étatique... » (1
انطلقا من هذه الشكالية وجب تحديد و تعريف التحكيم التجاري الدولي من الناحية التاريخية على المستوى الدولي و على مستوى القانون الداخلي ) في فصــل ثــــانـــي (.
حتى لو كان هذا الهدف ل يزال بعيد المنال حسب الكاتب لسباب عديدة منها :
ـ مناهضات الدول ) ل سيما الحديثة الستقلل منها باعتبارها تمس من سيادتها (.
ـ عدم كفاية الهياكل التحكيمية الدولية بمعنى الكلمة .
ـ استحالة أبعاد الدولة كلية عن موضوع التحكيم على القل في المرحلة الحالية ـ سواء أثناء إجراء التحكيم أو أثناء تنفيذ أحكامه.
و مع ذلك فإنه سوف تكون لنظام العمولة "أثارا "في اتجاه السراع في تحقيق هذا الهدف .
_____________________________________
الفصــــــل الول
يتضمن تحديد مفهوم التجاري الدولي تعريفه و تبيان خصائصه و تحديد مصادره وأنواعه.
يعرف التحكيم الدولي و لو بصفة تقريبية من طرف معظم الكتاب المهتمين بهذا الفرع من القانون بأنه يشكل عدالة خاصة موضوعة من قبل أطراف النزاع خارج الطار اللزامي لقضاء
الدولة الوطني
و في هذا السياق يعرفه أنطوان كاسيس » « Antoine Kassisبأنه " حل للنزاع من طرف شخص أو عدة أشخاص اختارهم بمحض إرادتهم للرجوع إليهم لحل النزاع الذي قد
ن القانون الداخلي لغلب الدول يعرف تنظيم هذا المفهوم و تنظم كيفية اللجوء إليه ،بداية باتفاقية التحكيم
يقوم من جراء إبرام و تنفيذ عقود تجارة دولية " ). (1و يضيف الكاتب أ ّ
مرورا بالجراءات المطبقة على المحكمين و تنظيم قرارات التحكيم الفاصلة في النزاع و تبيان طرق الطعن فيها و شروطها و منها موضع التطبيق.
كما يعرفه الستاذ تركي نور الدين ) ( TARKI NOUREDDINEبأنه " إجراء خاص لحل
الخلفات ،فهو نظام لعدالة خاصة يسمح بسحب الختصاص في حل نزاع معين من محاكم الدولة لعطائه إلى أشخاص خواص ،يختارهم من حيث المبدأ الطراف أنفسهم أو يتم
اختيارهم بمساعدتهم ".
» D’une manière générale, l’arbitrage peut être défini comme un procès é privé de règlement de différends. Il s’agit d’un
système peut banal de justice dans lequel un litige est sous trait on ravi à la compétence de tribunaux de l’état pour être
(confié à des personnes privées, de surcroit choisies en principe par les parties on avec leur concours » (1
_________________________________________
(Antoine Kassis : « Problèmes de base de l’arbitrage en droit comparé et en droit international » (1
.L’arbitrage juridictionnel et l’arbitrage contractuel
L.G.D.J Paris 1987 P13
ن قانون الجراءات المدنية ) المر ( 66- 154المعدل و المتمم ،كان إلى وقت قريب يرفض هذا ن تبني القانون الوضعي الجزائري لنظام التحكيم الدولي جاء في مرحلة متأخرة .إذ أ ّ إّ
النظام و يمكن ملحظة من خلل المادة 442من قانون الجراءات المدنية القديمة التي تحرم على الشخاص العمومية اللجوء إلى هذا الجراء " :يجوز لكل شخص أن يطلب التحكيم
في حقوق له مطلق التعرف فيها ،و ل يجوز التحكيم في اللتزام بالنفقة و ل في حقوق الرث و الحقوق المتعلقة بالمسكن و الملبس و ل في المسائل المتعلقة بالنظام العام أو حالة
الشخاص و أهليتهم ،و ل يجوز للدولة و ل للشخاص العتباريين العموميين أن يطلبوا التحكيم ".
ن الفقرة الخيرة من هذه المادة خضعت إلى التعديل بمقتضى المرسوم التشريعي رقم 09/93الصادر في ، 1993/04/25حيث أصبحت صياغتها الجديدة " ...و ل يجوز غير أ ّ
للشخاص المعنويين التابعين للقانون العام أن يطلبوا التحكيم ماعدا في علقاتهم التجارية الدولية ".
ن السلطات العمومية الجزائرية عدلت و بشكل جدري عن الموقف المانع للتحكيم التجاري الدولي على الدولة و أشخاص القانون العام الخرى .و ذلك يلحظ إذن من خلل هذا التعديل أ ّ
حينما تبث بشكل صريح إمكانية لجوء هذه الشخاص العمومية إلى نظام التحكيم التجاري الدولي في المنازعات الخاصة بعلقاتها التجارية الدولية .
كما أضافت المادة الثانية ) (02من المرسوم التشريعي 09/93فصل كامل ) النص الرابع ( للكتاب الثامن من المر 154/66المتضمن قانون الجراءات المدنية تحت عنوان " في
الحكام الخاصة بالتحكيم التجاري الدولي " يتضمن ) (29مادة ) المواد من 458مكرر من 458مكرر .(28
و قد حدد المشرع الوطني مفهوم التحكيم التجاري الدولي في المادة 458مكرر التي تنص على أنه
" يعتبر دوليا ،مفهوم هذا الفصل التحكيم الذي يخص النزاعات المتعلقة بالمصالح التجارية الدولية و الذي يكون فيه مقر أو موطن أحد الطرفين على القل في الخارج ".
ن القانون الجزائري يشترط شرطين أساسيين من أجل السماح بلجوء الشخاص العمومية إلى نظام التحكيم التجاري الدولي و هما : و يلحظ من خلل هذا التعريف أ ّ
الشـــرط الول :لبد أن يتعلق التحكيم بمصالح تجارية دولية للشخاص العمومية و يرجع في تحديد الطبيعة التجارية للنزاع إلى أحكام القانون الداخلي ) الوطني ( تماشيا مع النظرة
الحضرية المستخلصة من اتفاقية نيويورك في 58/06/10المتعلقة بالعتراف بقرارات التحكيم التجاري الدولي و تنفيذها من قبل الدول الموقفة من طرف الجزائر ...و التي تنص في
مادتها الولى الفقرة الثالثة )مادة (3/1على أنه " يمكن للدولة كذلك أن تصرح بأنها تطبق نصوص التفاقية فقط على النزاعات الناتجة عن العلقات القانونية ،التعاقدية أو غير
التعاقدية ،المعتبرة ،ذات طبيعة تجارية بمقتضى قانونها الوطني " ). (1
الشــرط الثانـــي :إضافة إلى الطابع التجاري للنزاع تشترط المادة 458مكرر من قانون الجراءات المدنية الجزائري شرطا آخر .وهو وجوب كون أحد الطراف على القل يوجد
موطنها أو مقرها بالخارج سواء كان هذا الطرف شخصا طبيعيا أو شخصا معنويا .
و النتيجة المترتبة على هذا الشرط أنه إذا كان طرفي النزاع يقيمان في الجزائر فإنه يستبعد تطبيق التحكيم التجاري الدولي ،حتى و لو كان موضوع النزاع تجاريا .
المبحث الثاني :خصائص التحكيم التجاري الدولي و التفرقة بينه و بين بعض المفاهيم المتشابهة له.
من خلل التعريفات الفقهية و التشريعية السابقة يمكن استخلص خصائص التحكيم التجاري الدولي من جهة و تفرقته عن بعض المفاهيم القانونية المشابهة من جهة أخرى .
ن أي تعريف للتحكيم التجاري الدولي يعتبر تعريفا تقريبيا يتأثر بموقف كل فقيه و لموقف المشرع الوطني من هذا النظام
المطلب الول :خصائص التحكيم التجاري الدولي :رغم أ ّ
ن التعريفات المشار إليها في المبحث الول تعطينا صورة عن خصائص تتمثل أساسا فيما يلي : القانوني و مع ذلك فإ ّ
______________________________________
ثـــــالثـــــا :الطابع " التحكيمي " أو " الرضائي " للتحكيم التجاري الدولي :أي قبول الطراف بخضوعهم في حل منازعاتهم إلى قضاة خواص من اختيارهم هم أنفسهم .بعبارة أخرى
التفاق على سحب الختصاص من القضاء العادي للدول أو الشخاص الطبيعية و المعنوية الخاصة و العامة الخرى الموقعة على التفاق و إسناده إلى جهة خاص ) أفراد خواص (
يفصلون فيه حسب قواعد موضوعية ) تتمثل في أحكام التفاقية ( و إجرائية متفق عليها التفاقية المبرمة بين الطراف .
و بناءا على ذلك يتمتع " المحكمين الدوليين " بسلطة الفصل في النزاع أي تحديد التزامات الطراف ،بإدانة طرف أو طرف آخر و الحكم و الحكم عليه بتنفيذ أحكام التفاقية وفقا لتفسير
هؤلء المحكمين أو الحكم بالتعويض أن اقتضى المر ذلك ، ،هذه الخاصية تجعل المحكمين الدوليين يقومون بنفس المهمة التي يقوم بها القاضي
ل سيما وأن الطراف تعترف سبقا في هذه التفاقيات بالقوة التنفيذية للحكام أو القرارات الصادرة عن الجهات التحكيمية .أي أن هذه القرارات تكون قابلة للتنفيذ حسب الجراءات
القانونية العادية على إقليم الدول الموقعة للتفاق .وهو ما يميز هذا النظام عن الخبرة أو الصلح اللذين ل يتوفران على هذه الميزة تكون نتائجهما تتميز بكونها مجرد رأي فني غير
ملزم للطراف .
غير أنهما يختلفان في كون القائمين بالصلح الذين يسمون في بعض الحيان بالوسطاء ) ( les médiateursفي العلقات الدولية ل يزيد دورهم عن اقتراح الحلول التي تحتاج لكي
تصبح نافذة تجاه الطراف التي قبولها من طرفهم بصفة إرادية وصريحة .
في حين أن قرارات التحكيم هي قرارات مفترض أنها ملزمة للطراف .ومع ذلك فإن نوعا من التداخل والتكامل يمكن أن يلحظ بين هذين النظامين في الواقع العملي .حيث يحصل في
كثير من الحيان اللجوء إلى الصلح كمرحلة تحضيرية أولية سابقة عن وضع إجراءات التحكيم موضع التطبيق .
كما قد تأخذ هذه التفاقيات شكل اتفاقات متعددة الطراف تضم جمعيات مختلفة
) ( les accords inter- coopératifsتتضمن » عقود -نموذجية « أو تضع شروطا عامة خاصة لكل عقد من عقود التجارة الدولية .
ثانيا :تنظيمات مؤسسات التحكيم ( les règlements des institutions d’arbitrage ) :
هذه التنظيمات يتم وضعها من طرف مراكز دائمة للتحكيم التجاري الدولي التي تختص بالفصل في منازعات التجارة الدولية .
هذه القرارات تشكل ما يشبه نوع من السوابق القضائية في مجال التجارة الدولية والتي يمكن الرجوع إليها بتطبيق مضمونها على نزاعات مشابهة معروضة على جهات التحكيم
التجاري الدولي .
لذلك فإن نظام التحكيم يوصف عادة بأنه يهدف إلى خلق جماعة تجارية دولية على حد تعبير البعض Tend à créer une communauté internationale de
commerçant
يرى بعض الكتاب ) (1أنه يمكن تقسيم التحكيم التجاري الدولي إلى نوعين :
الول :قضائي » : « Juridictionnelوهو المنصوص عليه عادة في قوانين الجراءات المدنية .مهمة الحكام في ظله تشبه مهمة القضاة ،على القل من حيث تنظيمها مسبقا في
القانون الجرائي.
الثاني :تعاقدي » « Contractuelويتمثل في تطبيق قواعد اللتزامات والعقود من طرف حكم متفق عليه مسبقا .ويعطي رأيه الجباري في حل منازعة ما استنادا إلى الحكام
التعاقدية ،وباستقلل تام عن القاضي الوطني والقانون الجرائي الوطني .ويستمد هذا الرأي قوته من الطابع اللزامي للعقد وليس من القوة التنفيذية للحكم .
__________________________
) (1أنظر : ANTOINE KASSIS :
» « Problème de base de l’arbitrage en droit comparé et en droit internationnel
» Arbitrage juridictionnel et arbitrage contractuel » L.G.D.J Paris 1987
ويلحظ هنا أن كثير من الكتاب يرون بأن المهمة ـ في كلتا الحالتين ـ هي مهمة متشابهة تتفق في سحب الختصاص من القاضي الوطني .بل أن البعض يرفض هذا التقسيم من أساسه
حيث أن التحكيم الوحيد الموجود ـ في نظرهم ـ هو التحكيم القضائي المنظم بمقتضى قانون الجراءات المدنية .
ومع ذلك فإن نظام العولمة سيترك أثره بدون أي شك في اتجاه تبني وبشكل شبه كلي للنوع التعاقدي كأساس كل الخلفات التجارية الدولية .
المبحث الول :تطور تنظيم التحكيم التجاري على المستوى الدولي .
ظهرت عدة اتفاقيات متعددة الطراف منذ أوائل هذا القرن كان موضوعها تنظيم التحكيم التجاري الدولي .ومن بين هذه التفاقيات على سبيل المثال ل العصر :
ـ اتفاقيات جنيف ) البروتوكول الخاص بأحكام التحكيم الموقع بجنيف في ( 1923/09/24
ـ التفاقية الخاصة بتنفيذ أحكام المحكمين الجانب الموقعة في جنيف كذلك في . 1927/09/26
وفي الفترة التي تلت أو أعقبت الحرب العالمية الثانية جسدت مفهوم التحكيم التجاري الدولي نصوص دولية هامة منها على سبيل المثال :
ـ اتفاقية نيويورك الموقعة في 10جوان 1958في ختام الندوة التي نظمتها المم المتحدة بخصوص التحكيم التجاري الدولي في الفترة الممتدة بين 20جوان 1958التي توجت
أشغالها بالتوقيع على هذه التفاقية التي تتضمن العتراف وتنفيذ أحكام التحكيم الجنبية والتي أصبحت سارية المفعول في . 1959/09/24
وقد نصت هذه التفاقية في المادة 2/7على إنهاء العمل ببروتوكول جنيف لسنة 1923الخاص بأحكام التحكيم الدولية وباتفاقية جنيف لسنة 1927الخاصة بتنفيذ قرارات التحكيم
الجنبية بالنسبة للدول الموقعة على هذه التفاقية أو المرتبطة بها .كما نصت المادة 1/7من اتفاقية نيويورك كذلك على عدم مساس أحكام هذه التفاقية بصحة التفاقات الثنائية أو
المتعددة الطراف الموقعة بين الدول في مجال العتراف بالقرارات التحكيمية أو تنفيذها ...
ـ اتفاقية واشنطن ) 18مارس ( 1965التي أسست المركز الدولي لتسوية الخلفات في مجال الستثمارات
) ( C.I.R.D.Iوعلى المستوى القليمي ظهرت كذلك بعض التفاقيات التي تبنت نظام التحكيم التجاري الدولي منها
ـ التفاقية الوروبية حول التحكيم التجاري الدولي الموقعة في جنيف في . 1961/04/21
ـ التحاد العربي للتحكيم التجاري الذي أنشئ بعد الجتماع الذي عقد في بيروت في ماي 1999قسم مراكز التحكيم العربية.
هذا التحاد سيحل محل مراكز التحكيم العربية ،وذلك بهدف تحقيق مزايد من التكامل العربي ولمواجهة التكتلت العالمية الكبرى .كما يهدف التحاد إلى التنسيق وتقريب الفوارق بين
النظم القانونية العربية فيما يتعلق بالتحكيم ...
المطلب الول :أسباب رفض هذا النظام :تعدد أسباب هذا الرفض إلى نوعين من السباب :سياسية وقانونية .
الفرع الول :السباب السياسية :
تم فهم هذا النظام في بداية المر من طرف الدول الحديثة العهد بالستقلل ومنها الجزائر على أنه يمس بسيادة الدولة ،نظرا لكونه يقوم أساسا على استبعاد محاكم الدولة من الفصل في
المنازعات التجارية الدولية .
هذا التخوف ناتج أساسا من الحكام القانونية التي تتضمنها التفاقيات الدولية للتحكيم الدولي والتي يرى فيها كثير من الكتاب أنها تحد فعل ببعض جوانب سيادة الدول .وتتمثل هذه في
نظر) (LUCIEN SIORA ) (1في تخلي الدولة عن اختصاصها الحصري والمطلق في إقامة عدالتها بنفسها وذلك بقبولها للقيود التي تحد من هذه السيادة بمقتضى تنازلها من جانب
واحد على ممارسة حقوق السيادة ،أو بمقتضى التفاقيات متعددة الطراف التي توقعها .
ونفس الرأي يسلكه الستاذ » نور الدين تركي « ) (1الذي يرى أن الجزائر ليست لها في نهاية المر كغيرها من دول العالم الثالث إل سيادتها التي يمكن أن تقف بها في وجه القوة
القتصادية والمالية للشركات المتعددة الجنسيات ،العاملة فوق إقليمها .
يضاف إلى السباب السياسية الماسة بسيادة الدولة الكافئة وراء رفض هذا النظام تجارب بعض الدول غير المشجعة في هذا الطار ) حسب الستاذ تركي نور الدين .المرجع السابق ص
( 06حيث أن أحكام التحكيم جاءت ليست خالية من أي إنتقاذ نظرا لتماشي هذا النوع من الفصل في المنازعات مع اهتمامات الدول الصناعية أكثر منه مع اهتمامات دول العالم الثالث
ومن هذه التجارب ) :قرارات التحكيم الخاصة بــ أبو ظبي ـ أرامكو أو تكساكو ـ كلسياتيك Texaco - calasiaticأو ( Liamco et British Petrolium
____________________________
بدت ملمح هذا التقدم في توقيع الجزائر لبعض التفاقيات الثنائية في هذا الطار من جهة وفي توقيعها لبعض التفاقيات الدولية من جهة ثانية قبل ترسيم التحكيم التجاري الدولي في
القانون الداخلي .
الفرع الول :توقيع الجزائر لبعض التفاقيات الثنائية .
هذه التفاقيات تشير فيها الجزائر صراحة على العمل بنظام التحكيم من هذه التفاقيات :
ـ اتفاقية التحكيم الجزائرية ـ الفرنسية الموقفة في . 1983/03/27
ـ مجموعة المراسيم الرئاسية الصادرة تتويجا لجملة من التفاقات الخاصة لحماية وتطوير الستثمارات الجنبية الموقعة من طرف الجزائر ومنها :
ـ المرسوم الرئاسي 319/90الصادر في 1990/10/17المتضمن المصادقة على الجزائر والوليات المتحدة المريكية ) جريدة رسمية . ( 1990/10/24
ـ المرسوم الرئاسي رقم 345/91الصادر في ) 1991/10/05جريدة رسمية 1991/10/06المتضمنة المصادقة على التفاقية بين الجزائر واتحاد بلجيكا واللوكسنبورغ ( .
ـ المرسوم الرئاسي رقم 346/91الصادر في ) 1991/10/05جريدة رسمية ( 1991/10/06بين الجزائر وإيطاليا .
_________________________________________
) (1تنص المادة 442مكرر من قانون الجراءات المدنية " عندما تتعلق هذه النزاعات بشركتين وطنيتين أو أكثر أو مؤسسات عمومية تابعة لسلطة الوصاية نفسها فتتولى هذه الخيرة
التحكيم .وعندما تتعلق النزاعات بشركتين وطنيتين أو أكثر أو مؤسسات عمومية تابعة لسلطات وصاية مختلفة فتعين كل من هذه الشركات أو المؤسسات حكما عنها " .
كما تحدد المواد من 443إلى 451إجراءات التحكيم والمواد من 452 - 453تنفيذ أحكام التحكيم ،والمواد من 455 - 458طرق القصف في أحكام المحكمين .
إلى جانب مراسيم أخرى كثيرة بين الجزائر ودول أخرى وحتى وأن كانت هذه التفاقيات قد أحدثت تقدما في مجال اللجوء إلى التحكيم الدولي .إل أنها حسب الستاذ ) نور الدين تركي (
تتميز بأنها أحدثت إجراءات معقدة نوعا ما ،لنها فضلت أن تتم العملية أول بالطرق الديبلوماسية بعد فشل هذه الطرق الديبلوماسية يتم اللجوء إلى تعيين المحكمين الممثلين لكل دولة
بالضافة إلى حكم يمثل دولة ثالثة يتفق عليه الطرفان تعود إليه رئاسة المحكمة الدولية
أما بخصوص القانون الواجب التطبيق فإن معظم هذه التفاقات تحيل إلى تطبيق أحكام القانون الدولي أو أحكام التفاقية المبرمة .
النوع الثاني :انضمام الجزائر لبعض التفاقيات الدولية المتضمنة التحكيم التجاري الدولي .
ويلحظ ذلك أساسا من خلل توقيع الجزائر ولو بتخفيظ في بعض الحيان على كل من :
ـ اتفاقية نيويورك ) 10جوان ( 1988للعتراف وتنفيذ أحكام التحكيم الجنبية بمقتضى القانون 88/88الصادر في . 1988/07/12وكذلك المرسوم رقم 233/88الصادر في
. 1988/11/05
ـ المصادقة على اتفاقية واشنطن ) 18مارس ( 1965التي أسست المركز الدولي لتسوية الخلفات في مجال الستثمارات بمقتضى المر 05/95الصادر في ) 95/01/21جريدة
رسمية ص ( ( 05
ـ المصادقة على التفاقية الخاصة بالمركز العربي لضمان الستثمارات بمقتضى ) المر .( 16/72
الفرع الثالث :ترسيم التحكيم التجاري الدولي في القانون الداخلي الجزائري .
جاء هذا الترسم بصفة تدريجية وكانت بدائية الحكام التي تضمنها القانون 01/88الصادر في 1988/01/12الخاص بالمؤسسة القتصادية العمومية .
هذه الحكام التي رفعت عن أملك هذه المؤسسة العمومية الحماية القانونية التي كانت مقررة لها قبل ذلك والمتمثلة في عدم قابليتها للتعرف والحجز ...الخ .إذ بمقتضى المادة 20من
هذا القانون أصبحت أموال المؤسسة القتصادية العمومية تخضع لحكام القانون التجاري ومن ثمة قابلية أموالها للحجز ...
وقد تجلى بوضوح جنوح المشرع الجزائري لنظام التحكيم التجاري الدولي بشكل نهائي بصدور المرسوم التشريعي رقم 09/93في . 1993/04/25
ل سيما وأن الطراف تعترف سبقا في هذه التفاقيات بالقوة التنفيذية للحكام أو القرارات الصادرة عن الجهات التحكيمية .أي أن هذه القرارات تكون قابلة للتنفيذ حسب الجراءات
القانونية العادية على إقليم الدول الموقعة للتفاق .
وهو ما يميز هذا النظام عن الخبرة أو الصلح اللذين ل يتوفران على هذه الميزة تكون نتائجهما تتميز بكونها مجرد رأي فني غير ملزم للطراف .
المطلب الثاني :التفرقة بين مفهوم التحكيم التجاري الدولي وبعض المفاهيم المشابهة .
يجب هنا رفع اللتباس الذي قد يهمل بين مفهوم التحكيم التجاري الدولي وبعض المفاهيم القريبة منه ول سيما :نظام الجزة » « L’expertiseونظام الصلح » la conciliation
«.
المطلب الول :المصادر ذات الصل العمومي » « Les sources d’origine publique
وهي تنقسم بدورها إلى نوعين :
المطلب الثاني :المصادر ذات الصل الخاص : Les sources d’origine privée
الخاصية التي تجمع هذا النوع من المصادر هي كونها من إنشاء الممارسين التجاريين الدوليين ) أجهزة دولية ومحكمين دوليين ( خارج أي إطار للدولة .ويمكن حصر هذه المصادر فيما
يلي :
ثانيا :تنظيمات مؤسسات التحكيم ( les règlements des institutions d’arbitrage ) :
هذه التنظيمات يتم وضعها من طرف مراكز دائمة للتحكيم التجاري الدولي التي تختص بالفصل في منازعات التجارة الدولية .
ثالثا :القرارات الفاصلة في النزاعات التجارية الدولية الصادرة عن المحكمين الدوليين والسلطات الجمعوية .
. les décisions contentieuses des arbitres et des autorités corporatives
هذه القرارات تشكل ما يشبه نوع من السوابق القضائية في مجال التجارة الدولية والتي يمكن الرجوع إليها بتطبيق مضمونها على نزاعات مشابهة معروضة على جهات التحكيم
التجاري الدولي .
____________________________
المبحث الول :تطور تنظيم التحكيم التجاري على المستوى الدولي .
ظهرت عدة اتفاقيات متعددة الطراف منذ أوائل هذا القرن كان موضوعها تنظيم التحكيم التجاري الدولي .
ومن بين هذه التفاقيات على سبيل المثال ل العصر :
ـ اتفاقيات جنيف ) البروتوكول الخاص بأحكام التحكيم الموقع بجنيف في ( 1923/09/24
ـ التفاقية الخاصة بتنفيذ أحكام المحكمين الجانب الموقعة في جنيف كذلك في . 1927/09/26
وفي الفترة التي تلت أو أعقبت الحرب العالمية الثانية جسدت مفهوم التحكيم التجاري الدولي نصوص دولية هامة منها على سبيل المثال :
ـ اتفاقية نيويورك الموقعة في 10جوان 1958في ختام الندوة التي نظمتها المم المتحدة بخصوص التحكيم التجاري الدولي في الفترة الممتدة بين 20جوان 1958التي توجت
أشغالها بالتوقيع على هذه التفاقية التي تتضمن العتراف وتنفيذ أحكام التحكيم الجنبية والتي أصبحت سارية المفعول في . 1959/09/24
وقد نصت هذه التفاقية في المادة 2/7على إنهاء العمل ببروتوكول جنيف لسنة 1923الخاص بأحكام التحكيم الدولية وباتفاقية جنيف لسنة 1927الخاصة بتنفيذ قرارات التحكيم
الجنبية بالنسبة للدول الموقعة على هذه التفاقية أو المرتبطة بها .
كما نصت المادة 1/7من اتفاقية نيويورك كذلك على عدم مساس أحكام هذه التفاقية بصحة التفاقات الثنائية أو المتعددة الطراف الموقعة بين الدول في مجال العتراف بالقرارات
التحكيمية أو تنفيذها ...
ـ اتفاقية واشنطن ) 18مارس ( 1965التي أسست المركز الدولي لتسوية الخلفات في مجال الستثمارات
) ( C.I.R.D.Iوعلى المستوى القليمي ظهرت كذلك بعض التفاقيات التي تبنت نظام التحكيم التجاري الدولي منها :
ـ التفاقية الوروبية حول التحكيم التجاري الدولي الموقعة في جنيف في . 1961/04/21
ـ التحاد العربي للتحكيم التجاري الذي أنشئ بعد الجتماع الذي عقد في بيروت في ماي 1999قسم مراكز التحكيم العربية .هذا التحاد سيحل محل مراكز التحكيم العربية ،وذلك بهدف
تحقيق مزايد من التكامل العربي ولمواجهة التكتلت العالمية الكبرى .كما يهدف التحاد إلى التنسيق وتقريب الفوارق بين النظم القانونية العربية فيما يتعلق بالتحكيم ...
____________________________
وقد لوحظ أن المشرع الوطني لين نوعا ما من موقفه بمقتضى التعديل الذي طرأ على هذه المادة بمقتضى المر 71 - 80القاضي بتنظيم التحكيم بين شركات القطاع العام آنذاك ) م
442مكرر ( ). (1
إل أنه من الواضح أن المشرع الوطني سكت عن تنظيم إجراءات التحكيم الدولي وهو ما أدى إلى عدم اللجوء إليه .رغم بعض المحاولت المحتشمة في سنوات الثمانينات بعد بداية إتباع
سياسة النفتاح القتصادي .
وقد استمر هذا الوضع القانوني المانع للتحكيم التجاري الدولي حتى صدور المرسوم التشريعي 09/93الصادر في . 1993/04/25
المطلب الثاني :ملمح أو معالم التقدم في اللجوء إلى التحكيم التجاري الدولي .
بدت ملمح هذا التقدم في توقيع الجزائر لبعض التفاقيات الثنائية في هذا الطار من جهة وفي توقيعها لبعض التفاقيات الدولية من جهة ثانية قبل ترسيم التحكيم التجاري الدولي في
القانون الداخلي .
الفرع الول :توقيع الجزائر لبعض التفاقيات الثنائية .
هذه التفاقيات تشير فيها الجزائر صراحة على العمل بنظام التحكيم من هذه التفاقيات :
ـ اتفاقية التحكيم الجزائرية ـ الفرنسية الموقفة في . 1983/03/27
ـ مجموعة المراسيم الرئاسية الصادرة تتويجا لجملة من التفاقات الخاصة لحماية وتطوير الستثمارات الجنبية الموقعة من طرف الجزائر ومنها :ـ المرسوم الرئاسي 319/90الصادر
في 1990/10/17المتضمن المصادقة على الجزائر والوليات المتحدة المريكية ) جريدة رسمية . ( 1990/10/24
ـ المرسوم الرئاسي رقم 345/91الصادر في ) 1991/10/05جريدة رسمية 1991/10/06المتضمنة المصادقة على التفاقية بين الجزائر واتحاد بلجيكا واللوكسنبورغ ( .
ـ المرسوم الرئاسي رقم 346/91الصادر في ) 1991/10/05جريدة رسمية ( 1991/10/06بين الجزائر وإيطاليا .
إلى جانب مراسيم أخرى كثيرة بين الجزائر ودول أخرى وحتى وأن كانت هذه التفاقيات قد أحدثت تقدما في مجال اللجوء إلى التحكيم الدولي .إل أنها حسب الستاذ ) نور الدين تركي (
تتميز بأنها أحدثت إجراءات معقدة نوعا ما ،لنها فضلت أن تتم العملية أول بالطرق الديبلوماسية بعد فشل هذه الطرق الديبلوماسية يتم اللجوء إلى تعيين المحكمين الممثلين لكل دولة
بالضافة إلى حكم يمثل دولة ثالثة يتفق عليه الطرفان تعود إليه رئاسة المحكمة الدولية
______________________
) (1تنص المادة 442مكرر من قانون الجراءات المدنية " عندما تتعلق هذه النزاعات بشركتين وطنيتين أو أكثر أو مؤسسات عمومية تابعة لسلطة الوصاية نفسها فتتولى هذه الخيرة
التحكيم .وعندما تتعلق النزاعات بشركتين وطنيتين أو أكثر أو مؤسسات عمومية تابعة لسلطات وصاية مختلفة فتعين كل من هذه الشركات أو المؤسسات حكما عنها " .
كما تحدد المواد من 443إلى 451إجراءات التحكيم والمواد من 452 - 453تنفيذ أحكام التحكيم ،والمواد من 455 - 458طرق القصف في أحكام المحكمين .
.
أما بخصوص القانون الواجب التطبيق فإن معظم هذه التفاقات تحيل إلى تطبيق أحكام القانون الدولي أو أحكام التفاقية المبرمة .
النوع الثاني :انضمام الجزائر لبعض التفاقيات الدولية المتضمنة التحكيم التجاري الدولي .
ويلحظ ذلك أساسا من خلل توقيع الجزائر ولو بتخفيظ في بعض الحيان على كل من :
ـ اتفاقية نيويورك ) 10جوان ( 1988للعتراف وتنفيذ أحكام التحكيم الجنبية بمقتضى القانون 88/88الصادر في . 1988/07/12وكذلك المرسوم رقم 233/88الصادر في
. 1988/11/05
ـ المصادقة على اتفاقية واشنطن ) 18مارس ( 1965التي أسست المركز الدولي لتسوية الخلفات في مجال الستثمارات بمقتضى المر 05/95الصادر في ) 95/01/21جريدة
رسمية ص ( ( 05
ـ المصادقة على التفاقية الخاصة بالمركز العربي لضمان الستثمارات بمقتضى ) المر . ( 16/72
الفرع الثالث :ترسيم التحكيم التجاري الدولي في القانون الداخلي الجزائري .
جاء هذا الترسيم بصفة تدريجية وكانت بدائية الحكام التي تضمنها القانون 01/88الصادر في 1988/01/12الخاص بالمؤسسة القتصادية العمومية .هذه الحكام التي رفعت عن
أملك هذه المؤسسة العمومية الحماية القانونية التي كانت مقررة لها قبل ذلك والمتمثلة في عدم قابليتها للتعرف والحجز ...الخ .إذ بمقتضى المادة 20من هذا القانون أصبحت أموال
المؤسسة القتصادية العمومية تخضع لحكام القانون التجاري ومن ثمة قابلية أموالها للحجز ...
وقد تجلى بوضوح جنوح المشرع الجزائري لنظام التحكيم التجاري الدولي بشكل نهائي بصدور المرسوم التشريعي رقم 09/93في . 1993/04/25