Professional Documents
Culture Documents
/http://slaaby.com
الهداء
إلى كل مسلم حريص علللى
إعللزاز ديللن الللله ونصللرته
أهللدى هللذا الكتللاب سللائل ً
المللولى عللز وجللل بأسللمائه
الحسنى وصفاته العلللى أن
يكون خالصا ً لوجه الكلريم
قلللال تعلللالى )) فمببببن كببببان يرجببببوا لقبببباء ربببببه
فليعمببببببببل عمل ً صببببببببالحا ً وليشببببببببرك بعبببببببببادة
ربه أحدا ً (( ) الكهف ( 110 :
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله
فل مضل له ومن يضلل فل هادي له ،وأشهد أن ل إله إل
الله وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله
ن) (102 َ َ
مو َ
سل ِ ُ
م ْ ن إ ِل ّ وَأن ْت ُ ْ
م ُ قات ِهِ وَل َ ت َ ُ
موت ُ ّ حق ّ ت ُ َ قوا الل ّ َ
ه َ مُنوا ات ّ ُ
نآ َ َياأي َّها ال ّ ِ
ذي َ
)آل عمران،أية(102:
خل َ َ َ
ح بد َةٍ س َوا ِ فب ٍ ن نَ ْ م ْ
م ِ قك ُ ْ ذي َ م ال ّ ِ قوا َرب ّك ُ ْ س ات ّ ُ َ ياأي َّها الّنا ُ
قببوا سبباًء َوات ّ ُ جببال ً ك َِثي بًرا وَن ِ َ مببا رِ َ من ْهُ َث ِ جَها وَب َ ّ من َْها َزوْ َ خل َقَ ِ وَ َ
م َرِقيًبببا) ن ع َل َي ْك ُ ْ كا َه َ ن الل ّ َ م إِ ّ حا َ ن ب ِهِ َوالْر َ ساَءُلو َ ذي ت َ َ ه ال ّ ِ الل ّ َ
) (1النساء،الية(1:
قوا الل ّه وُقوُلوا قَول ً سديدا) (70يصل ِح ل َك ُ َ َ
مال َك ُ ْ
م م أع ْ َْ ُ ْ ْ َ ِ ً ْ َ َ مُنوا ات ّ ُنآ َ ذي َ َ ياأي َّها ال ّ ِ
ظيًما) (71 قد ْ َفاَز فَوًْزا ع َ ِ ه فَ َ سول َ ُ ه وََر ُ ن ي ُط ِعْ الل ّ َ م ْم وَ َم ذ ُُنوب َك ُ ْ فْر ل َك ُ ْوَي َغْ ِ
)الحزاب،الية.( 71-70:
ييي
ييي
ييي يييي يييي ييي
/13ننننن1422 /نن
الفصل الول
عمر رضي الله عنه بمكة
المبحث الول :اسمه ونسبه وكنيته وصفته وأسرته وحياته
في الجاهلية:
أو ً
ل :اسمه ونسبه وكنيته وألقابه:
عّزى بنهو عمر بن الخطاب بن ُنفيل بن عبد ال ُ
رياح بن عبد الله بن قُرط بن َرزاح بن عدي بن
كعب بن لؤي) ،(10بن غالب القرشي العدوي)،(11
يجتمع نسبه مع رسول الله في كعب بن لؤي
بن غالب) ،(12ويكنى أبا حفص) ،(13ولقب
بالفاروق) ،(14لنه أظهر السلم بمكة ففّرق الله
به بين الكفر واليمان).(15
خْلقية:
ثانيًا :مولده وصفته ال َ
ولد عمر رضي الله عنه بعد عام الفيل بثلث
خْلقية ،فكان رضي عشرة سنة) (16وأما صفته ال َ
الله عنه ،أبيض أمهق ،تعلوه حمرة ،حسن
الخدين والنف والعينين ،غليظ القدمين
والكفين ،مجدول اللحم ،وكان طويل ً جسيما ً
أصلع ،قد فرع الناس ،كأنه راكب على دابة،
).(1/131
)( نفس المصدر ).(1/131 12
ص . 15
)( نفس المصدر ص . 15 14
)( السبلة :طرف الشارب وكان إذا غضب أو حزنه أمر يمسك 18
بها ويفتلها.
)( تهذيب السماء ) (2/14للنووي ،أوليات الفاروق للقرشي 19
ص . 24
)( نسب قريش للزبيري ص . 347 20
سلمي ص . 7
ّ لل عمر خلفة والنهاية ترتيب وتهذيب البداية )( 25
)( الشيخان أبو بكر وعمر برواية البلذري تحقيق الدكتور 31
مجدلوي ص . 90
مع عمللر بللن الخطللاب بضللجنان) ،(34فقللال :كنللت
أرعى للخطاب بهذا المكللان ،فكللان فظ لا ً غليظ لا ً
فكنت أرعى أحيانا ً وأحتطب أحيانًا (35) ..ولن هذه
الفترة كانت قاسللية فللي حيللاة عمللر ،فللإنه كللان
يكثر من ذكرها فيحدثنا سعيد بن المسيب رحملله
ج عمر ،فلمللا كللان بضللجنان قللال :ل الله قائ ً
ل :ح ّ
إله إل الله العلي العظيم ،المعطي ما شاء ،لمللن
شاء .كنت أرعى إبل الخطاب بهللذا الللوادي ،فللي
مدرعللة صللوف ،وكللان فظ لًا ،يتعبنللي إذا عملللت،
ويضربني إذا قصللرت ،وقللد أمسلليت ليللس بينللي
وبين الله أحد ،ثم تمثل:
يبقللى الللله وي ُللردى ل شلليء ممللا تللرى
المللللللال والولللللللد تبقللللى بشاشللللته
والخلللد قللد حللاولت لم ُتغن عللن هرمللز
عاد فما خلدوا يومللللللا ً خزائنلللللله
والنس والجن فيما ول سللللللللليمان إذ
بينهللللللللا بللللللللردُ تجللري الريللاح للله
مللن كللل أوب إليهللا أيللن الملللوك الللتي
راكللللللللب يفللللللللد كلللللانت نواهلهلللللا
لبد مللن ورده يوم لا ً حوضلللللا ً هناللللللك،
)(36
كملللللللللللا وردوا مللللورود بل كللللذب
)( ضجنان جبل على مسيرة بريد من مكة وقيل على مسافة 34
25كم.
)( أخرجه ابن عساكر في تاريخه ) ،(52/268حلقات ابن سعد 35
عساكر ).(52/269
)( الطبقات الكبرى لبن سعد ) (3/293وله شواهد تقويه. 37
ول شك أن هذه الحرفة – الرعللي – الللتي لزمللت
عمر بن الخطاب في مكة قبل أن يدخل السلللم
قد أكسبته صفات جميلة كقللوة التحمللل ،والجلللد
وشدة البأس ،ولم يكن رعي الغنم هو شغل ابللن
الخطاب في جاهليته) ،(38بل حذق من أول شبابه
ألوانللا ً مللن رياضللة البللدن ،فحللذق المصللارعة،
وركلللوب الخيلللل والفروسلللية ،وتلللذوق الشلللعر
ورواه) ،(39وكللان يهتللم بتاريللخ قللومه وشللؤونهم،
وحرص على الحضور في أسواق العرب الكللبرى،
كل ))عكاظ(( و))مجنة(( و))ذي المجاز(( واستفاد
منها في التجارة ومعرفة تاريخ العرب وما حللدث
بيللن القبللائل مللن وقللائع ومفللاخرات ومنللافرات
حيث تعرض تلللك الحللداث فللي إطللار آثللار أدبيللة
يتناولها كبار الدباء بالنقللد علللى مللرأى ومسللمع
مللن ملللء القبللائل وأعيانهللا ممللا جعللل التاريللخ
العربي عرضا ً دائم الحركة ل ينسدل عليلله سللتار
النسلليان ،وربمللا تطللاير شللرر الحللوادث فكللانت
الحرب وكانت عكاظ – بالذات – سببا ً مباشرا ً في
حروب أربع سميت حروب الفجار).(40
واشتغل عمر رضي الله عنه بالتجارة وربح منهللا
ما جعله من أغنياء مكة ،وكسب معللارف متعللددة
من البلد التي زارها للتجارة ،فرحل إلى الشللام
صيفا ً وإلى اليمللن شللتاءً) (41واحتللل مكانل ً
ة بللارزة
فللي المجتمللع المكللي الجللاهلي ،وأسللهم بشللكل
)( الفاروق مع النبي ص . 6 38
ص . 153
)( عمر بن الخطاب ،د .محمد أحمد أبو النصر ص . 17 41
عال في أحداثه ،وساعده تاريخ أجداده المجيللد، ف ّ
فقد كان جللده نفيللل بللن عبللدالعزى تحتكللم إليلله
قريللش فللي خصللوماتها) ،(42فضللل ً عللن أن جللده
العلى كعب بن لؤي كان عظيللم القللدر والشللأن
عند العللرب ،فقللد أّرخللوا بسللنة وفللاته إلللى عللام
الفيل) ،(43وتوارث عمر عن أجللداده هللذه المكانللة
المهمللة الللتي أكسللبته خللبرة ودرايللة ومعرفللة
بللأحوال العللرب وحيللاتهم ،فضللل ً عللن فطنتلله
وذكائه ،فلجأوا إليه في فض خصللوماتهم ،يقللول
ابن سعد )) إن عمر كان يقضي بين العللرب فللي
خصوماتهم قبل السلم (( ).(44
وكان رضي الله عنه ،رجل ً حكيمًا ،بليغًا ،حصلليفًا،
قويًا ،حليمًا ،شريفًا ،قوي الحجة ،واضللح البيللان،
ممللا أهللله لن يكللون سللفيرا ً لقريللش ،ومفللاخرا ً
ومنافرا ً لها مللع القبللائل) ،(45قللال ابللن الجللوزي:
كانت السفارة إلى عمر بن الخطللاب ،إن وقعللت
حللرب بيللن قريللش وغيرهللم بعثللوه سللفيرًا ،أو
نافرهم منافر ،أو فاخرهم مفاخر ،بعثوه منللافرا ً
ومفاخرًا ،ورضوا به رضي الله عنه).(46
وكان يدافع عن كل ما ألفته قريللش مللن عللادات
وعبادات ونظم وكانت له طبيعللة مخلصللة تجعللله
يتفانى في الدفاع عما يؤمن به ،وبهذه الطبيعللة
التي جعلته يشتد في الدفاع عما يؤمن به ،قللاوم
عمر السلم فللي أول الللدعوة ،وخشللي عمللر أن
(1/341إسناد حسن.
)( الفاروق عمر ص . 9 52
رسول الله ،فقد كانت السبب الساسلي فلي
إسلمه فقد دعا للله بقللوله :اللهللم أع لّز السلللم
بأحب الرجلين إليللك :بللأبي جهللل بللن هشللام ،أو
بعمللر بللن الخطللاب ،قللال :وكللان أحبهمللا إليلله
عمللر) ،(53وقلد سللاق الللله السلباب لسلللم عملر
رضي الله عنه ،فعن عبد الله بن عمر رضي الللله
عنهما قال :ما سمعت عمر لشلليء قللط يقللول:
إنللي لظنلله كللذا إل كللان كمللا يظللن ،بينمللا عمللر
جالس إذ مّر بلله رجللل جميللل ،فقللال عمللر :لقللد
أخطأ ظني ،أو إن هذا على دينه في الجاهلية ،أو
دعي له ،فقللال ي بالرجل ،ف ُ لقد كان كاهنهم .عل ّ
له ذلك .فقال :ما رأيت كاليوم اسُتقبل به رجلل ٌ
ل
مسلم .قال :فإني أعزم عليك إل ما أخبرتني.
قال :كنت كاهنهم في الجاهلية.
قال :فما أعجب ما جاءتك به جن ّي ُّتك؟ قال :بينمللا
أنا يوما ً في السوق جللاءتني أعللرف فيهللا الفللزع
فقالت :ألم تللر الجللن وإبلسللها) ،(54ويأسللها مللن
بعد إنكاسها) ،(55ولحوقها بالقلص ،وأحلسها).(56
قال عمر :صدق ،بينمللا أنللا نللائم عنللد آلهتهللم ،إذ
جاء رجل بعجل فذبح ،فصرخ به صارخ ،لم أسللمع
صارخا ً قط أشد صوتا ً منه يقول :يا جليح) ،(57أمللر
نجيح ،رجل فصيح ،يقول :ل إله إل الله .فقمللت،
. 2907
)( إبلسها :المراد به اليأس ضد الرجاء. 54
قُلص ،وهي الفتية من النياق ،والحلس ما )( القلص جمع ُ 56
)( فما نشبنا :أي لم نتعلق بشيء من الشياء حتى سمعنا أن 58
النبي قد خرج.
)( البخاري رقم . 3866 59
.(5/332
أن عمر قد أسلم ،فتفرق أصحاب رسول الللله
من مكانهم وقد عّزوا في أنفسهم حين أسلم
عمر مع إسلم حمزة بن عبد المطلب ،وعرفوا
أنهما سيمنعان رسول الللله ،وينتصللفون بهمللا
من عدوهم).(66
)( عنزته :العنزة عصا في قدر نصف الرمح وهي أطول من 81
. 30
أبي خللولى ،حليفللان لهللم مللن بنللي عجللل وبنللو
البكير ،وإياس وخالد ،وعاقل ،وعامر ،وحلفاؤهم
من بني سعد بن ليللث ،فنزلللوا علللى رفاعللة بللن
عبد المنذر في بني عمرو بن عوف بقباء).(84
يقول البراء بن عازب رضللي الللله عنلله :أول مللن
وابللن أبللي قدم علينا مصعب بللن عميللر،
مكتللوم ،وكللانوا ُيقللرئون النللاس ،فقللدم بلل،
وسعد ،وعمار بن ياسر ،ثم قدم عمر بن الخطاب
في عشرين نفرا ً من اصحاب النبي ،ثللم قللدم
النبي ،فما رأيت أهل المدينللة فرحللوا بشلليء
فرحهم برسول الله .(85)
وهكذا ظل عمر بن الخطاب رضي الله عنلله فللي
خدمة دينه وعقيدته بالقوال والفعال ل يخشللى
في الله لومة لئم وكللان رضللي الللله عنلله سللندا ً
ومعينا ً لمن أراد الهجرة ملن مسللمي مكلة حلتى
خرج ،ومعه هذا الوفد الكبير من أقاربه وحلفائه،
وساعد عمر رضللي الللله عنلله غيللره مللن أصللحابه
الذين يريدون الهجرة وخشي عليهم مللن الفتنللة
والبتلء في أنفسهم) ،(86ونللتركه يحللدثنا بنفسلله
عن ذلك حيث قال :اتعدت لما أردنا الهجللرة إلللى
المدينة أنا وعياش بللن أبللي ربيعللة ،وهشللام بللن
العللاص بللن وائل السللهمي ،التناضللب) ،(87مللن
رف) ،(89وقلنللا :أينللاسل ِ
بني غفار ،فللوق َ
)(88
أضاءة
)( فتح الباري ) (7/261نقل ً عن صحيح التوثيق ص . 31 84
ص . 31
)( التناضب :جمع تنضيب وهو شجر. 87
)( الهجرة النبوية المباركة ،عبد الرحمن عبد البر ص . 129 90
.512
يرى رأي العين المصير المشللؤوم الللذي سللينزل
بعياش لو عاد إلى مكة ،وحين عجللز عللن إقنللاعه
أعطاه ناقته اللذلول النجيبلة ،وحلدث لعيلاش ملا
توقعه عمر من غدر المشركين).(98
وساد في الصف المسلم أن الله تعللالى ل يقبللل
صرفا ً ول عدل ً من هللؤلء الللذين فتنللوا فللافتتنوا
وتعايشوا مع المجتمع الجاهلي فنللزل قللول الللله
م لَه ْ
سل ِ عل َللى أ َن ْ ُ
ف ِ فوا َ سلَر ُ َ
نأ ْ عَباِدي ال ّل ِ
ذي َ ل َيا ِ تعالىُ :
ق ْ
ه … ومللا أن نزلللت هللذه ة الّللل ِ
ملل ِ
ح َ
ن َر ْ
ملل ْ قن َ ُ
طللوا ِ تَ ْ
اليات حتى سارع الفاروق رضي الله عنه فبعللث
بها إلى أخويه الحميميللن عيللاش وهشللام ليجللددا
محاولتهما في مغادرة معسكر الكفللر .أي سللمو
عظيم عنللد ابللن الخطللاب رضللي الللله عنلله .لقللد
حاول مع أخيه عياش ،أعطاه نصف ماله على أن
ل يغادر المدينة ،وأعطاه ناقته ليفللر عليهللا ومللع
ف منله لنللههذا كله ،فلم يشمت بأخيه ،ولم يتش ّ
خللالفه ،ورفللض نصلليحته ،وألقللى برأيلله خلللف
ظهره ،إنما كان شعور الحب والوفللاء لخيلله هللو
الللذي يسلليطر عليلله ،فمللا أن نزلللت اليللة حللتى
سللارع ببعثهللا إلللى أخللويه مللن مكللة وإلللى كللل
المستضللعفين هنللاك ليقومللوا بمحللاولت جديللدة
للنضمام إلى المعسكر السلمي).(99
هذا وقد نزل عمر بالمدينللة ،وأصللبح وزيللر صللدق
لرسول الله ،وآخى النبي بينه وبين عللويم
بللن سللاعدة) ،(100وقيللل بينلله وبيللن عتبللان بللن
خذة سميت بذلك لنها على شكل بيضة النعام. () 115البيضة :ال ُ
-4موافقته في الستئذان:
أرسل النبي غلما ً من النصار إلى عمر بلن
وه ،فللدخل عليللهالخطاب .وقت الظهيرة ليللدع َ
وكان نائما ً وقد انكشف بعللض جسللده ،فقللال:
اللهم حّرم الدخول علينا في وقت نومنا وفي
)رواية( قال :يا رسول الللله وددت لللو أن الللله
فنزلت )(117
أمرنا ونهانا في حال الستئذان
َ ْ َ
م مللان ُك ُ ْت أي ْ َ مل َك َل ْ
ن َ ذي َ م ال ّل ِ س لت َأِذن ْك ُ ْ من ُللوا ل ِي َ ْ نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ َياأي ّ َ
ل قب ْل ِ ن َ مل ْ ت ِ م لّرا ٍ ث َ م ث َل َ َ من ْك ُل ْ م ِ حل ُل َغوا ال ْ ُ م ي َب ْل ُ ُ ن لَ ْ ذي َ وال ّ ِ َ
ن
ْ ل
مل ِ و
َ ة
ِ ر ل
هيل
ِ َ ّ ظ ال نْ م
ِ مْ ُ كَ بيا
َ ِ ث ن
َ عوُ ضَ َ ت ن
َ حي
ِ و
ِ َ ر ج
ْ َ
ف ْ ل ا ة
ِ َ ل صَ
.
)(118
ء ) النور،آية(58: عشا ِ َ ْ
ة ال ِ صل َِ د َ ع ِ بَ ْ
() 124الفتاوى ).(28/10
() 125وفي رواية :أمن الناس.
() 126إسناده صحيح على شرط مسلم ،مسند أحمد رقم 174
الموسوعة الحديثية.
فقال رسول الله :إن الله عز وجل إذا خلق
العبد للجنة استعمله بعمللل أهللل الجنللة ،حللتى
ل مللن أعمللال أهللل الجنللة، يمللوت علللى عملل ٍ
فيدخله به الجنة ،وإذا خلق العبد للنار استعمله
بعمل أهل النار ،حللتى يمللوت علللى عمللل مللن
أعمال أهل النار ،فيدخله به النار).(127
ع
مل ُ م ال ْ َ
ج ْ هَز ُ ولما نلزل قلول اللله تعللالىَ :
س لي ُ ْ
ن الدّب َُر)) (45القمر،آية .(45:قال عمر :أي وّلو َ
وي ُ َ
َ
جمع يهزم؟ أي جمع يغلللب؟ قللال عمللر :فلمللا
كان يوم بدر رأيللت رسللول الللله يثبللت فللي
نول ّللو َ
وي ُ َع َمل ُ ج ْ م ال ْ َ
هَز ُ الدرع وهو يقللولَ :
سلي ُ ْ
. )(128
الدّب َُر فعرفت تأويلها يومئذ
-1غزوة بدر:
شارك عمللر رضللي الللله عنلله فللي غللزوة بللدر،
وعندما استشار رسللول الللله أصللحابه قبللل
المعركة ،تكلم أبو بكر رضي الله عنه أول مللن
تكللللم ،فأحسلللن الكلم ،ودعلللا إللللى قتلللال
الكافرين ،ثللم الفللاروق عمللر رضللي الللله عنلله
فأحسن الكلم ،ودعا إلى قتللال الكللافرين)،(155
وكان أول من استشهد من المسلمين يوم بدر
مهجع) (156مولى عمر رضي الله عنه) ،(157وقتل ِ
عمر بن الخطاب رضي الله عنلله خللاله العللاص
بن هشللام) (158ضللاربا ً بالقرابللة عللرض الحللائط
أمام رابطة العقيدة ،بل كان يفخر بذلك تأكيدا ً
.
فلو كانوا أحياء لجابوا .فلم يملك عمللر رضللي
الله عنه نفسه فقال :كذبت يا عدو الله ،أبقى
الله عليك ما يخزيللك .قللال أبللو سللفيان :أعللل
هبللل) ،(168فقللال النللبي أجيبللوه .قللالوا مللا
تقول؟ قال :قولوا الله أعلى وأجل .قللال أبللو
سفيان :لنا العزى ول عزى لكم .فقللال النللبي
:أجيبوه قالوا :ما نقول؟ قال :قولللوا :الللله
مولنا ول مللولى لكللم ،قللال أبللو سللفيان يللوم
مثلللة لللم
بيوم بدر ،والحللرب سللجال ،وتجللدون ُ
سللؤني) ، (169وفللي روايللة قللال
آمللر بهللا ولللم ت َ ُ
عمر ) :ل سواء قتلنا في الجنة وقتلكللم فللي
النار) .(170فجاءه ،فقال له أبو سفيان :أنشللدك
الله يا عمر ،أقتلنا محمدًا؟ قال عمر :اللهم ل،
وإنلله ليسللمع كلمللك الن ،قللال :أنللت أصللدق
عنللدي مللن ابللن قمئة وأبللر ،لقللول ابللن قمئة
لهم :إني قد قتلت محمدا ً) . (171كان في سؤال
أبي سفيان عن رسول الللله وأبللي بكللر وعمللر
دللة واضحة علللى اهتمللام المشللركين بهللؤلء
دون غيرهم لنه في علمهم أنهم أهل السلم
وبهللم قللام صللرحه وأركللان دولتلله وأعمللدة
نظامه ،ففللي مللوتهم يعتقللد المشللركون أنلله
ل يقوم السلم بعللدهم ،وكللان السللكوت عللن
إجابللة أبللي سللفيان أول تصللغيرا ً للله حللتى إذا
-12حذره من البتداع:
)(260
،وعبد الرحمللن بللن عن المسور بن مخرمة
ي أنهمللا سللمعا عمللر بللن الخطللاب عبللد القللار ّ
يقول :سمعت هشام بن حكيم بن حللزام يقللرأ
سللورة الفرقللان ،فللي حيللاة رسللول الللله
فاسللتمعت لقراءتلله ،فللإذا هللو يقر ُ
ؤهللا علللى
حللروف كللثيرة ،لللم ُيقرئنيهللا رسللول الللله
فكدت ُأساوره) (261في الصلة ،فانتظرته حللتى
()270أي :فغضبت.
رسول الله منك -يريد
عائشة :-قال وكان لي جار من النصار ،وكّنا
نتناوب الّنزول إلى رسول الله ،فينزل يوماً،
وأنزل يومًا ،فيأتيني بخبر الوحي وغيره ،وآتيه
سان ت ُْنع ُ
ل بمثل ذلك ،قال :وكنا نتحدث أن غ ّ
الخيل لتغزونا ،فنزل صاحبي يومًا ،ثم أتاني
عشاءً فضرب بابي ،ثم ناداني فخرجت إليه،
فقال :حدث أمر عظيم .فقلت :وماذا ،أجاءت
غسان؟ قال :ل بل أعظم من ذلك وأطول ،طلق
الّرسول نساءه .فقلت :قد خابت حفصة
وخسرت ،قد كنت أظن هذا كائنًا .حتى إذا صليت
الصبح شددت علي ثيابي ،ثم نزلت فدخلت على
حفصة وهي تبكي ،فقلت أطلقكن رسول الله؟
فقالت :ل أدري ،هو هذا معتزل في هذه
المشربة :فأتيت غلما ً له أسود ،فقلت :استأذن
ي ،فقال :قد لعمر ،فدخل الغلم ثم خرج إل ّ
ت ،فانطلقت حتى أتيت المنبر، صم َ
ذكرُتك له ف َ
فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم ،فجلست
ل ،ثم غلبني ما أجد ،فأتيت الغلم فقلت: قلي ً
ي ،فقال :قد استأذن لعمر فدخل ثم خرج إل ّ
ذكرتك له فصمت ،فوليت مدبرًا ،فإذا الغلم
يدعوني ،فقال :ادخل ،فقد أذن لك .فدخلت،
فسلمت على رسول الله ،فإذا هو متكئ على
رمل حصير قد أثر في جنبه ،فقلت :أطلقت يا
رسول الله نساءك؟ فرفع رأسه إلي وقال؟ ل.
فقلت :الله أكبر ،لو رأيتنا يا رسول الله ،وكنا
معشر قريش قوما ً نغلب النساء ،فلما قدمنا
المدينة وجدنا قوما ً تغلبهم نساؤهم ،فطفق
نساؤنا يتعلمن من نسائهم ،فتغضبت على
امرأتي يوما ً فإذا هي تراجعني ،فأنكرت أن
تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن
أزواج رسول الله لُيراجعنه ،وتهجره إحداهن
اليوم إلى الليل .فقلت :قد خاب من فعل ذلك
منهن وخسر ،أفتأمن إحداهن أن يغضب الله
عليها لغضب رسوله ،فإذا هي قد هلكت؟ فتبسم
رسول الله ،فقلت:
يا رسول الله ،فدخلت على حفصة ،فقلت :ل
ب إلى يغّرنك إن كانت جارتك هي أوسم وأح ّ
رسول الله منك ،فتبسم أخرى ،فقلت:
أستأنس يا رسول الله؟ قال :نعم .فجلست،
فرفعت رأسي في البيت ،فوالله ما رأيت فيه
شيئا ً يُردّ البصَر إل أهبة) (271ثلثة ،فقلت :ادع يا
سع على و ّ رسول الله أن يوسع على أمتك فقد ُ
فارس والروم ،وهم ل يعبدون الله .فاستوى
جالسًا ،ثم قال :أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟
جلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا ع ّ
أولئك قوم ُ
فقلت :استغفر لي يا رسول الله .وكان أقسم
أن
ً
ل يدخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن
حتى عاتبه الله عز وجل).(272
هذا ما تيسر جمعه وترتيبه من حياة الفاروق في
المجتمع المدني ولقد نال عمللر رضللي الللله عنلله
أوسمة رفيعللة مللن رسللول الللله بينللت فضللله
-1نفقات الخليفة:
لما كانت الخلفة دينا وقربة يتقرب بها إلى
الله تعالى ،فإن من يتولها ويحسن فيها فإنه
يرجى له مثوبته ،وجزاؤه عند الله سبحانه
وتعالى ،فإنه يجازي المحسن ،بإحسانه،
ن
م ْ والمسيء بإساءته) ،(526قال تعالىَ :
ف َ
ه
عي ِ ِ
س ْ
ن لِ َ فل َ ك ُ ْ
فَرا َ ن َ
م ٌ م ْ
ؤ ِ و ُ
ه َ
و ُ
ت َ
حا ِ
صال ِ َن ال ّ م ْل ِ م ْ
ع َ يَ ْ
ن)) (94النبياء،آية (94:ذلك بالنسبة ه َ
كات ُِبو َ وإ ِّنا ل َ َُ
للجزاء الخروي ،وأما بالنسبة للجزاء الدنيوي
-4حلمه:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال :قدم عيينة
بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحر
بن قيس) ،(612وكان من النفر الذين يدنيهم
عمر ،وكان القراء أصحاب مجالس عمر
ومشاورته ،كهول كانوا أو شبانا ،فقال عيينة
لبن أخيه :يا ابن أخي هل لك أو قال :لك وجه
عند المير ،فاستأذن لي عليه قال :سأستأذن
لك عليه قال ابن عباس :فاستأذن الحر
لعيينة ،فأذن له عمر ،فلما دخل عليه قال:
إيه ،أو هي يا بن الخطاب ،فوالله ما تعطينا
الجزل) ،(613ول تحكم فينا بالعدل ،فغضب عمر
حتى هم أن يوقع به ،فقال له الحر :يا أمير
و
ف َع ْخذ ْ ا ل ْ َ
المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيهُ :
)العراف: ن
هِلي َ ن ال ْ َ
جا ِ ع ْ
ض َ
ر ْ وأ َ ْ
ع ِ ف َ مْر ِبال ْ ُ
عْر ِ
ْ
وأ َُ
()611نفس المصدر ص .144،145
()612الحر بن قيس الفزاري ،صحابي أسلم مع وفد بني فزارة.
()613الجزل :الجزيل العظيم :وأجزلت له العطاء أي أكثرت.
.(199وإن هذا من الجاهلين ،والله ما جاوزها
عمر حين تلها عليه ،وكان وقافا ً عند كتاب
الله) ،(614فعندما سمع رضي الله عنه الية
الكريمة هدأت ثائرته ،وأعرض عن الرجل الذي
أساء إليه في خلقه عندما اتهمه بالبخل ،وفي
دينه عندما اتهمه بالجور في القسم ،وتلك
التي يهتم لها عمر وينصب ،ومن منا يملك
نفسه عند الغضب؟ وخاصة إذا كان للغضب ما
يحمل عليه ،كثيرون ل أظن ول قليلون ،متى
نتجمل بهذه التعاليم لنكون مثل ً قرآنيا ً نتحرك
وفق ما نقرأ في كتاب الله الكريم؟ متى
يكون خلقنا القرآن)(615؟ وعندما خطب عمر
بالجابية في الشام تحدث عن الموال وكيفية
القسمة وعن أمور ذكر منها… وإني أعتذر
إليكم عن خالد بن الوليد فإني أمرته أن
يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين
فأعطى ذا البأس ،وذا الشرف ،وذا اللسان
فنزعته وأمرت أبا عبيدة بن الجراح ،فقام أبو
عمرو بن حفص بن المغيرة) ،(616فقال :والله
ما اعتذرت يا عمر ،ولقد نزعت عامل ً استعمله
رسول الله وأغمدت سيفا ً سله رسول الله
ووضعت أمرا ً نصبه رسول الله ،وقطعت
رحمًا ،وحسدت ابن العم .فقال عمر رضي
الله عنه :إنك قريب القرابة ،حديث السن،
تغضب في ابن عمك).(617
البخاري ،رقم .4366 ،6856 ()614
شهيد المحراب ص .181 ()615
المخزومي. ()616
محض الصواب ).(602 /2 ()617
هذه بعض صللفاته الللتي كللانت ثمللارا ً لتوحيللده
وإيمللانه بللالله واسللتعداده للقللدوم علللى الللله
تعللالى وقللد تحللدث العلمللاء والبللاحثون عللن
صللفاته الشخصللية والللتي مللن أهمهللا :القللوة
الدينية ،والشجاعة ،واليمان القللوي ،والعللدل،
والعلم ،والخبرة ،وسعة الطلع ،والهيبة وقوة
الشخصللية ،والفراسللة والفطنللة وبعللد النظللر
والكرم ،والقدوة الحسللنة ،والرحمللة ،والشللدة
والحزم ،والغلظة ،والتقللوى والللورع ،وتكلمللوا
عن سمات السلوك القيادي عند الخليفة عمللر
بن الخطاب والللتي مللن أهمهللا؛ سللماع النقللد،
والقللدرة علللى تفعيللل النللاس وإيجللاد العمللل،
والمشللاركة فللي اتخللاذ القللرارات بالشللورى،
والقللدرة علللى إحللداث التغييللر والتقلللب فللي
المواقللف الطللارئة ،وشللدة مراقبتلله للللولة
والمللراء وفللي ثنايللا البحللث سللوف يلحللظ
القارئ الكريللم هللذه الصللفات وأكللثر ول أريللد
حصرها في هذا المبحث خوفا ً من التكرار.
-1المرافق العامة:
منع عمر رضي الله عنه أهله من الستفادة
من المرافق العامة التي رصدتها الدولة لفئة
من الناس ،خوفا ً من أن يحابي أهله به ،قال
عبد الله بن عمر :اشتريت إبل ً أنجعتها الحمى
فلما سمنت قدمت بها ،قال :فدخل عمر
السوق فرأى إبل ً سمانًا ،فقال :لمن هذه
البل؟ قيل :لعبد الله بن عمر ،قال ،فجعل
يقول :يا عبد الله بن عمر بخ … بخ … ابن
أمير المؤمنين ،قال :ما هذه البل؟ قال،
قلت :إبل اشتريتها وبعثت بها إلى الحمى
ابتغى ما يبتغي المسلمون ،قال :فقال:
فيقولون ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين،
اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين ،يا عبد الله بن
-1تعيين القضاة:
يصدر تعيين القضللاة مللن الخليفللة رأس لا ً فقللد
عيللن عمللر بللن الخطللاب شللريحا ً بالكوفللة ،أو
يكون التعيين من الوالي بتفويض من الخليفة،
كما عّين عمرو بن العللاص واللي مصلر عثملان
بن قيس بن أبي العاص قاضيا ً بها فحق تعيين
القاضي إلى الخليفللة ،إن شللاء عينلله بنفسلله،
وضلله إلللى واليلله ولللم يكللن تعييللن
وإن شللاء ف ّ
القضاة مانعا ً مللن أن يتللولى الخليفللة القضللاء
بنفسه ،لن القضاء مللن سلللطاته ،وهللو الللذي
يتعهد بالقضللاء إلللى غيللره ،فللالحق الول فللي
القضلللاء إليللله ول يكتسلللب القاضلللي الصلللفة
القضلللائية إل إذا عّينللله الخليفلللة بنفسللله ،أو
وليات الفاروق ص
)( الموال لبي عبيد ص ،125رقم ،267أ ّ
930
.435
()931نباذًا :صانع النبيذ.
()932الطرق الحكيمة :ص .16 ،15
()933الودج :عرق في العنق.
-24من طلق زوجته يمنعها من الميراث:
عن سللالم عللن أبيلله أن غيلن الثقفللي أسلللم
وتحته عشر نسوة فقال النللبي اخللتر منهللن
أربعًا ،فلما كان في عهد عمر رضي الللله عنلله
طلق نساءه وقسم ماله بيللن بنيلله ،فبلللغ ذلللك
عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،فأرسللل إليلله
عمللر فقللدم عليلله ،فقللال للله :إنللي أظهللر أن
الشيطان فيمللا يسللترق السللمع سللمع بموتللك
فقذف في قلبك أنللك تمللوت ،فحملللك مبللادرة
ذلك على ما صنعت ،وإني والله لظنك ل تلبث
بعد أن تقوم عن حضري هذا حتى تموت ،وايم
الللله لئن مللت قبللل أن تراجللع نسللاءك وترجللع
مالك لورثللن نسللاءك مللن مالللك ،ثللم لرجمللن
قللبرك حللتى أجعللل عليلله مثللل مللا علللى قللبر
أبللي رغللال ،فراجللع نسللاءه – ولللم يكللن بللت
طلقهن – وارتجع ماله الذي قسللم بيللن بنيلله،
ثم ما لبث أن مات).(935
-25أقل مدة الحمل وأكثره:
رفعللت إلللى عمللر امللرأة ولللدت لسللتة أشللهر،
ي
فأراد عمر أن يرجمها ،فجاءت أختها إلى عل ل ّ
م برجم أختي ،فأنشدك الله فقالت :إن عمر ه ّ
إن كنت تعلم لها عذرا ً لما أخللبرتي بلله ،فقللال
علي :إن لها عذرًا ،فكبرت تكبيرة سمعها عمر
ومن عنللده ،فللانطلقت إلللى عمللر فقللالت :إن
عليا ً زعم أن لختي عللذرًا ،فأرسللل عمللر إلللى
()961أي يتمتع بها ،فحذف بها لدللة الكلم عليه ،أو أوقع يتمتع
موقع يباشر أي يباشرها وحذف المفعول.
()962مسلم ك النكاح رقم . 1406
()963مسلم ك النكاح _ (2/1027رقم . 1407
إن الفاروق رضي الللله عنلله لللم يبتللدع تحريللم
نكاح المتعللة مللن عنللد نفسلله ،بللل كللان متبعلا ً
لرسول الله حيث حرمها عام الفتح فللي
السنة الثامنة من الهجللرة تحريم لا ً مؤبللدًا ،بعللد
أن حرمها في خيبر سنة ست من الهجرة ،ثللم
أحلها عام الفتح فمكث النللاس خمسللة عشللرة
يوما ً وهم يستمتعون ،ثم حرمهللا إلللى يللوم
القيامة).(964
عاشرًا :من اختيارات عمر رضي الله عنه الفقهية:
أّثر عمر رضي الله عنه في المؤسسللة القضللائية
باجتهلللاداته فلللي مجلللال القصلللاص والحلللدود
والجنايللات والتعزيللر ،كمللا أنلله رضللي الللله عنلله
ساهم في تطوير المللدارس الفقهيللة السلللمية
باجتهاداته الدالة على سعة اطلعه وغزارة علمه
وعمق فقهه وفهمه واستيعابه لمقاصد الشريعة
الغّراء وله مسللائل كللثيرة فللي الفقلله السلللمي
اختارها ومال إليها وإليك بعضها:
-1اختار عمر رضي الله عنه أن جلد الميتة يطهر
بالدباغ إذا كانت طاهرة في حال الحياة.
-2اختار عمر رضي الله عنه كراهللة الصلللة فللي
جلود الثعالب.
-3اختيار عمر رضللي الللله عنلله ل يكللره السللواك
للصائم بعد الزوال بل يستحب.
-4اختيار عمر رضللي الللله عنلله أن المسللح علللى
الخفين وما أشبهها موقت بيوم وليلة للمقيم،
وثلثة أيام ولياليهن للمسافر.
-1القوة والمانة:
-7حقوقهم المادية:
أما عن الناحية المادية فقد كان للولة حقللوق
وعلى رأسها مرتباتهم الللتي يعيشللون عليهللا،
ول شك أن الصحابة رضللي الللله عنهللم وعلللى
رأسهم الخلفاء الراشدون قللد أحسللوا بأهميللة
الرزاق بالنسلللبة للعملللال ،وأنهلللا حلللق ملللن
حقوقهم إضافة إلىاستغنائهم بهللا عللن النللاس
وبالتلللالي علللدم التلللأثير عليهلللم أو محاوللللة
رشللوتهم) ،(1096وقللد كللان عمللر بللن الخطللاب
حريصا ً على نزاهة عماله وعفتهم عللن أمللوال
• إقامة الصلة:
كان عمر بللن الخطللاب رضللي الللله عنلله يكتللب
لللولته :إن أهللم أمركللم عنللدي الصلللة فمللن
()1108أعلم الموقعين ).(2/247
()1109سير أعلم النبلء ).(2/247
()1110السياسة الشرعية ص . 150
()1111نصيحة الملوك للماوردي ص ، 72الولية على البلدان )
.(2/65
حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ومللن ضلليعها
فهو لما سواها أشد إضاعة) ،(1112كما كان عمر
يؤكد لولته أهميللة إقامللة الصلللة فللي النللاس
بقوله :وإنما نوليكم لتقيموا الصلة وتعلموهم
العلم والقرآن) ،(1113وكان عمر رضي الله عنلله
ينص في قرار التعييللن أن فلن لا ً أميللر الصلللة
والحرب كالقرار الذي عين فيه عمار بن ياسللر
على الصلللة والحللرب وعبللد الللله بللن مسللعود
علللى القضللاء وبيللت المللال) ،(1114وقللد تحللدث
الفقهاء الذين كتبللوا فللي السياسللة الشللرعية
عللللن أهميللللة الصلللللة بالنسللللبة للميللللر
وما يتضمنه ذلك المر من معان عظيمة دنيوية
وأخروية).(1115
-1الترجمة في الوليات:
إن عملية الترجمة تعتبر من الوظائف
المساعدة لولة البلدان في عصر الخلفاء
الراشدين ،والحاجة ماسة إليها ،في كثير من
الحيان ،وقد طلب عمر من ولته في العراق
أن يبعثوا إليه في المدينة بدهاقين من فارس
ليتفاهم معهم حول قضايا الخراج ،فبعثوا إليه
بالدهاقين وبترجمان معهم) ،(1157وقد ذكر عن
دون غيرهم.
()1208تاريخ المدينة ) (818 ،3/817الولية على البلدان ).(2/130
()1209الولية على البلدان ).(2/130
وكان تطبيق هذا النظام أمرا ً احتياطيا ً في
زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،حيث
شعر عمر بنمو الموال لدى بعض الولة
فخشي أن يكون الولة قد اكتسبوا شيئا ً من
هذه الموال بسبب وليتهم) (1210وقد علق ابن
تيمية على فعل عمر هذا فقال :وكذلك محاباة
الولة في المعاملة من المبايعة ،والمؤاجرة
والمضاربة ،والمساقات والمزارعة ،ونحو ذلك
هو من نوع الهدية ،ولهذا شاطر عمر بن
الخطاب -رضي الله عنه -من عماله من كان
له فضل ودين ،ل يتهم بخيانة وإنما شاطرهم
لما كانوا خصوا به لجل الولية من محاباة
وغيرها ،وكان المر يقتضي ذلك ،لنه كان
إمام عدل ،يقسم بالسوية ) (1211وقد قام عمر
رضي الله عنه بمشاطرة أموال عماله منهم،
سعد بن أبي وقاص ،وأبو هريرة وعمرو بن
العاص رضي الله عنهم ،وكان رضي الله عنه
يكتب أموال عماله ،إذا ولهم ثم يقاسمهم ما
زاد على ذلك ،وربما أخذه منهم) (1212وقد قام
أيضا بمشاطرة بعض أقارب الولة لموالهم،
إذا
ما رأى مبررا ً لذلك ،فقد أخذ من أبي بكرة
ل :إني لمنصف ماله ،فاعترض أبو بكرة قائ ً
ل؟ فقال عمر :ولكن أخاك على بيت ل لك عم ً
آ ِ
-2معركة باُرو ْ
سما سنة 13هب :
سقاطية يقال س َ
كر وال ّ ثم التقوا بمكان بين ك َ ْ
له باُروسما ،وعلى ميمنة ن َْرسي وميسرته ابنا
خاله ،بندويه وبيرويه وكان رستم قد جهز
الجيوش مع الجالينوس فلما بلغ أبا عبيد ذلك
أعجل نْرسي بالقتال قبل وصولهم فاقتتلوا
قتال ً شديدا ً فانهزمت الفرس وهرب نرسي،
فبعث أبو عبيد ،المثنى بن حارثة وسرايا أخر
إلى متاخم تلك الناحية كنهر جور ونحوها
ففتحها صلحا ً وقهرًا ،وضربوا الجزية والخراج
وغنموا الموال الجزيلة ولله الحمد وكسروا
الجالينوس الذي جاء لنصرة جابان وغنموا
جيشه وأمواله وفّر هاربا ً إلى قومه حقيرا ً
ذليل ً).(1285
وهكذا تم القضاء على ثلثة جيوش للفرس
في مدة وجيزة وكان بإمكان الفرس أن
يوحدوا هذه الجيوش وأن يأتوا المسلمين من
أمامهم وخلفهم وعن يمينهم وشمالهم،
لكثرة عددهم ،ولكن الله أعمى بصائرهم
وكانوا لشدة خوفهم من المسلمين يتمنى كل
قائد أن يكفيه الخر مهمة المواجهة وإضعاف
المسلمين ليظفر بالنصر عليهم بعد ذلك ،وقد
. 89
أفاد المسلمين سرعة تحركهم وبطء حركة
جيوش العداء).(1286
-2وصية أخرى:
ثم إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي
الله عنه أوصى سعد بن أبي وقاص مرة أخرى
لما أراد أن يبعثه بقوله :إني قد وليتك حرب
العراق فاحفظ وصيتي ،فإنك تقدم على أمر
شديد كريه ل ُيخّلص منه إل الحق ،فع ّ
ود
()1371يعني :الخيول.
ابتليتم بالوفاء بها ،كما ابتلوا بالصبر عليها،
فما صبروا لكم فوفوا لهم،
ول تنتصروا على أهل الحرب بظلم أهل
الصلح ،وإذا وطئت أدنى أرض العدو فأذك
العيون بينك وبينهم ،ول يخف عليك أمرهم،
وليكن عندك من العرب أو من أهل الرض من
تطمئن إلى نصحه وصدقه ،فإن الكذوب ل
ينفعك خبره وإن صدق في بعض ،والغاش
عين عليك وليس عينا ً لك ،وليكن منك عند
ثدنوك من أرض العدو أن تكثر الطلئع ،وتب ّ
السرايا بينك وبينهم ،فتقطع السرايا أمدادهم
ومرافقهم ،وتتبع الطلئع عورتهم ،وانتق
الطلئع أهل الرأي والبأس من أصحابك،
وتخير لهم سوابق الخيل ،فإن لقوا عدوا كان
أول من تلقاهم القوة من رأيك ،واجعل أمر
السرايا إلى أهل الجهاد ،والصبر على
الجلد،لعلها )ول تخص أحدا ً بهوى( فيضيع من
رأيك وأمرك أكثر مما حابيت به أهل خاصتك،
ول تبعث طليعة ول سرية في وجه تتخوف
فيه ضيعة ونكاية ،فإذا عاينت العدو فاضمم
إليك أقاصيك وطلئعك وسراياك ،واجمع إليك
مكيدتك وقوتك ،ثم ل تعالجهم المناجزة ما لم
يستكرهك قتال ،حتى تبصر عورة عدوك
ومقاتله ،وتعرف الرض كلها كمعرفة أهلها،
فتصنع بعدوك كصنيعته بك ثم أذك حراسك
على عسكرك ،وتحفظ من البيات جهدك ،ول
تؤتى بأسير ليس له عهد إل ضربت عنقه
لترهب بذلك عدوك وعدو الله ،والله ولي
أمرك ومن معك وولي النصر لكم على عدوكم
والله المستعان) ،(1372فهذا خطاب عظيم
يشتمل على وصايا نافعة ،يوضح لنا جانبا ً
مهما ً من عظمة عمر رضي الله عنه وهو
خبرته العالية في التخطيط الحربي ،وقد كان
التوفيق اللهي واضحا ً في كل توجيهاته
ووصاياه) ،(1373ويمكننا أن نستخلص بعض
المبادئ الهامة التي اشتملت عليها تلك
الوصية منها:
-9سعد رضي الله عنه يصف موقع القادسية لعمر رضي الله
عنه ورد عمر عليه:
كتب سعد إلى عمر رضي الله عنهما :يصف له
البلدان التي يتوقع أن تكون ميدانا ً للمعركة
الفاصلة ،إلى أن قال :وأن جميع من صالح
ب لهلالمسلمين من أهل السواد قبلي إل ٌ
فارس قد خضعوا لهم واستعدوا لنا ،وإن الذي
أعدوا لمصادمتنا رستم في أمثال له منهم،
فهم يحاولون إنغاضنا وإقحامنا ،ونحن نحاول
إنغاضهم وإبرازهم ،وأمر الله بعد ماض،
-1يوم أرماث:
يطلق يوم أرماث على اليوم الول من أيام
القادسية وقد وجه سعد رضي الله عنه بيانه
ل :الزموا مواقفكم ل تحركوا إلى الجيش قائ ً
شيئا ً حتى تصّلوا الظهر ،فإذا صليتم الظهر
فإني مكّبر تكبيرة فكبروا واستعدوا ،واعلموا
عطه أحد قبلكم ،واعلموا أّنما أن التكبير لم ي ُ ْ
ُأعطيتموه تأييدا ً لكم ،ثم إذا سمعتم الثانية
دتكم ،ثم إذا كبرت الثالثةع َ
فكبروا ،ولتسثتم ُ
فكبروا ،ولينشط فرسانكم الناس ليبرزوا
()1428تاريخ الطبري ).(4/359
()1429تاريخ الطبري ).(4/360
وليطاردوا ،فإذا كبرت الرابعة فازحفوا جميعا ً
حتى تخالطوا عدوكم وقولوا:
ل حول ول قوة إل بالله).(1430
ولما صلى سعد الظهر أمر الغلم الذي كان
ألزمه إياه عمر وكان من القراء أن يقرأ
سورة الجهاد )يعني النفال( فقرأ على
الكتيبة الذي يلونه سورة الجهاد ،فقرئت في
كل كتيبة ،فهشت قلوب الناس وعيونهم
وعرفوا السكينة مع قراءتها) ،(1431ولما فرغ
القراء كّبر سعد ،فكّبر الذين يلونه بتكبيرة،
وكبر بعض الناس بتكبير بعض ،فتحشحش
م الناس، الناس )يعني تحركوا( ثم نّنى فاستت ّ
ثم ثلث فبرز أهل النجدات فأنشبوا القتال،
وخرج من أهل فارس أمثالهم فاعتوروا
الطعن والضرب) ،(1432وكان لبطال المسلمين
من أمثال غالب بن عبد الله السدي ،وعاصم
بن عمرو التميمي وعمرو بن معديكرب
الزبيدي وطليحة بن خويلد السدي أثر ظاهر
في النكاية بالعدو حيث قتلوا وأسروا عددا ً
من أبطالهم ولم يقتل من المسلمين أحد
ذكر أثناء المبارزة ،والمبارزة في عسير فيما ُ
من فنون الحرب
ل يتقنه إل البطال من الرجال ،وهي ترفع
من شأن المنتصرين وتزيد من حماسهم،
وتخفض من شأن المنهزمين وتحط من
معنوياتهم ،والمسلمون الوائل متفوقون في
()1430نفس المصدر ).(4/361
()1431نفس المصدر ).(4/362
()1432نفس المصدر ).(4/362
هذا الفن على غيرهم دائمًا ،ولذلك هم
المستفيدون من المبارزة) ،(1433وبينما الناس
ينتظرون التكبيرة الرابعة إذ قام صاحب
رجالة بني نهد قيس بن حذيم بن جرثومة،
فقال :يا بني نهد انهدوا فإنما سميتم نهدا ً
ن
لتفعلوا ،فبعث خالد بن عرفطة ،والله لتكف ّ
ف).(1434
أو لولّين عملك غيرك ،فك ّ
()1439الحلوم :العقول.
()1440نلفه :نجده أو نتركه ،فهي من الضداد.
()1441مجلجات :هاجمات.
()1442سلم مكفهر :سلم ساخن ،كناية عن الستعداد للمعركة،
القروم اللحم المكوم.
المهمات الخشنة ،ولكن الرجال كانوا مشغولين
قم النساء بمهمتهم عند الضرورة، بالجهاد ،فلت ُ
ن أهل لذلك لما يتصفن به من اليمان وه ّ
)(1443
،وقد تم نقل الشهداء إلى وادي والصبر
مشّرف بين العذيب وعين الشمس في جانبيه
جميعا ً) ،(1444وكان التحاجز بين المسلمين
وأعدائهم تلك الليلة فرصة لزيارة بعض
المجاهدين لهلهم في العذيب).(1445
و -الخنساء بنت عمرو تحرض بنيها على القتال ليلة الهدأة:
في مضارب نساء المسلمين بالعذيب جلست
الخنساء بنت عمرو شاعرة بني سليم
المخضرمة ومعها بنوها أربعة رجال تعظهم
وتحرضهم على القتال قالت :إنكم أسلمتم
د
طائعين وهاجرتم مختارين وقد تعلمون ما أع ّ
الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب
الكافرين واعلموا أن الدار الباقية خير من
َ
ن ها ال ّ ِ
ذي َ الدار الفانية يقول الله تعالىَ :ياأي ّ َ
هقوا الل ّ َ
وات ّ ُ وَراب ِ ُ
طوا َ صاب ُِروا َ
و َ
صب ُِروا َمُنوا ا ْ آ َ
ن)) (200آل عمران،آية .(200:فإن حو َ عل ّك ُ ْ
م تُ ْ
فل ِ ُ لَ َ
أصبحتم غدا ً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى
قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه
مستنصرين ،فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن
ساقها واضطرمت لظى على سياقها وحللت
تفجرت نار على أرواقها جوانبها فتيمموا
وطيسها وسطها وجالدوا رئيسها عند احتدام
()1443التاريخ السلمي ).(10/451
()1444التاريخ السلمي ).(10/452
()1445التاريخ السلمي ).(10/452
خميسها جيشها تظفروا بالغنم والكرامة في
دار الخلد والمقامة ،فخرج بنوها قابلين
لنصحها عازمين على قولها فلما أضاء الصبح
باكروا مراكزهم).(1446
-2يوم أغواث:
()1581الصحابي المشهور.
()1582تاريخ الطبري )(142 ،5/141
()1583الباب :مدينة عظيمة على بحر طبرستان وهو بحر الخزر
ملك أرمينية وهو من بيت الملك الذي قتللل بنللي
إسرائيل وغزا الشللام فللي قللديم الزمللان فكتللب
شللهر بللراز لعبللد الرحمللن واسللتأمنه فللأمّنه عبللد
ك ،فأنهى إليلله مل ِ
الرحمن بن ربيعة فقدم عليه ال َ
وه) (1584إللللى المسللللمين وأنللله مناصلللح غ َصللل ْ
أن ُ
للمسلللمين فقللال للله :إن فللوقي رجل ً فللاذهب
إليه ،فبعثه إلى سراقة بن عمرو أميللر الجيللش ،
ن سراقة المللان فكتللب كتابلا ً بللذلك ثللم م ْفسأل ِ
بعث سراقة بكير بن عبدالله الليثي ،وحللبيب بللن
مسلمة وحذيفة بن أسيد ،وسلمان بن ربيعة إلى
لن،أهل تلك الجبال المحيطللة بأرمينيللة جبللال ال ّ
موقللان ،وكتللب قان ،فافتتح بكير ُ مو َ
فليسس ،و ُ ت ِ
لهم كتاب أمللان ،ومللات فللي غضللون ذلللك أميللر
المسلمين هنللاك سللراقة بللن عمللرو ،واسللتخلف
بعده عبد الرحمن بن ربيعة ،فلما بلغ عمللر ذلللك
أقره وأمره بغزو الترك).(1585
سادسًا :أول غزو الترك:
لما جاء كتاب عمر إلللى عبللد الرحمللن بللن ربيعللة
يأمره بأن يغزو الللترك ،سللار حللتى قطللع البللاب
قاصدا ً لما أمره عمر ،فقال للله شللهر بللراز :أيللن
جر ،فقال له شهر تريد؟ قال :أريد ملك الترك ب َل َن ْ َ
براز :إّنا لنرضى منهم بالموادعة ،نحللن مللن وراء
الباب ل فقال عبللد الرحمللن :إن الللله بعللث إ لينللا
رسول ً ووعدنا على لسانه بالنصر والظفر ونحللن
ل نزال منصورين ،فقاتل الللترك وسللار فللي بلد
بلنجللر مللائتي فرسللخ وغللزا مللرات متعللددة ،ثللم
()1584صغوه :أي ميله
()1585تاريخ الطبري ).(5/145
كانت له وقائع هائلة في زمن عثمان رضي الللله
عنه).(1586
سابعًا :غزو ُ
خراسان سنة 22هب :
كان الحنف بن قيس قللد أشلار عللى عملر بلأن
يتوسع المسلللمون بالفتوحللات فللي بلد العجللم،
وُيضيقوا على كسللرى يزدجللرد ،فللإنه هللو الللذي
يحث الفرس والجنود على قتال المسلمين فأذن
مر الحنف عمر بن الخطاب في ذلك عن رأيه ،وأ ّ
وأمره بغزو بلد خراسللان ،فركللب الحنللف فللي
جيش كثيف إلى خراسللان قاصللدا ً حللرب يزدجللرد
فدخل خراسلان فافتتلح هلراة عنلوة ،واسلتخلف
مللرو
دي ،ثم سللار إلللى َ حار بن فلن العب ِ ص َعليه ُ
)(1587
وفيها بزدجرد وبعث الحنللف بيللن الشهجان
خير إلللى مطللّرف بللن عبللدالله بللن الشلل ّ يللديه ُ
)(1588
،والحللللارث بللللن حسللللان إلللللى نيسللللابور
)(1589
ولمللا اقللترب الحنللف مللن مللرو خس سللْر َ
َ
الشلللاهجان ،ترحلللل منهلللا يزدجلللرد إللللى ملللرو
الللروذ) ،(1590فافتتللح الحنللف مللرو الشللاهجان
فنزلها ،وكتب يزدجرد حين نزل مرو الللروذ إلللى
ده ،وكتللب إلللى ملللك خاقللان ملللك الللترك يسللتم ّ
ده ،وكتب إلى ملك الصين يستعينه ، الصغد يستم ّ
وقصده الحنف بلن قيلس إلللى ملرو اللروذ وقللد
الفصل السابع
فتوح الشام ومصر وليبيا
• القوات الرومية:
-القائد العام ،هرقل.
-أمير دمشق ،نسطاس بن نسطورس.
-قائد قوات دمشق ،باهان الذي اشترك
باليرموك وهرب منها واسمه ورديان.
-القوات العمومية للقوات الرومية في
دمشق ) (60000ستون ألف مقاتل ،مع
احتمال وصول تعزيزات إضافية من حمص )
(20000عشرين ألف مقاتل لخط الدفاع و)
(40000وأربعين ألف مقاتل للتعرض فالروم
أقاموا في دمشق للستفادة من البنية
وحصونها وسورها وربما كانوا ينتظرون المدد
ليقوموا بالتعرض.
-القوة الرومية في )فحل( تتألف من
حاميتها ومن فلول جيش اليرموك الذي أثرت
على معنوياتهم معركتها وفشلهم وهروبهم
منها ،فهم في فزع آخذ بنفوسهم.
• قوات المسلمين:
-القائد العام للقوات السلمية ،عمر بن
الخطاب رضي الله عنه.
-1فتح الفرما:
تقدم عمرو غربا ً ولم يلق جيشا ً رومانيا ً إل
في )الفرما( أما قبل ذلك فقد قابله
المصريون بالترحاب والتهليل ،فكان أول
موضع قوتل فيه كان في )الفرما( فقد
تحصن الروم في المدينة لمواجهة المسلمين،
()1746دراسات في عهد النبوة والخلفة الراسدة ص . 357،358
()1747عمرو بن العاص القائد والسياسي ،د .عبد الرحيم محمد
ص . 79
واثقين من قدراتهم على الذود عنها ورد
المسلمين بعد أن علموا أن المسلمين الذين
جاءوا مع عمرو قلة في العدد والعدة وليس
معهم عدة للحصار ،عرف عمرو عدد الروم،
واستعداداتهم وأنهم يزيدون على جنده
أضعافًا ،فكانت خطته في الستيلء على
الفرما هي المهاجمة وفتح البواب أو الصبر
عليها إلى أن يضطر الجوع أهلها فينزلوا
إليها ،واشتد حصار المسلمين للمدينة واشتد
عناد الروم ودام الحصار شهورًا ،وكانت بعض
القوات الرومانية تنزل إلى المسلمين بين
الحين والخر لقتالهم فيجهز عليهم
المسلمون وكان عمرو يشد أزر المسلمين
بكلماته القوية ،فمن قوله لهم :يا أهل
السلم واليمان ،يا حملة القرآن ،يا
أصحاب محمد اصبروا صبر الرجال واثبتوا
بأقدامكم
ول تزايلوا صفوفكم ،واشرعوا الرماح
واستتروا بالدرق ،والزموا الصمت إل من ذكر
الله ،ول تحدثوا حدثا ً حتى آمركم) (1748وذات
يوم خرجت فرقة من الرومان من القرية إلى
المسلمين ليقاتلوهم وكانت الغلبة للمسلمين
والدائرة على الروم فلذوا بالفرار إلى
القرية ،وتبعهم المسلمون ،وكانوا أسرع
منهم ،فملكوا الباب قبل أن يقتحمه الرومان،
وكان أول من اقتحم المدينة من المسلمين
هو )أسميقع( فكان الفتح المبين ،ومما هو
-2فتح بلبيس:
وعند بلبيس برز الروم في قوة كبيرة
قاصدين صدّ عمرو عن التوجه نحو حصن
بابليون وأرادوا منازلة المسلمين ،فقال لهم
عمرو رضي الله عنه ل تعجلونا حتى نعذر
ي أبو مريم وأبو مريام ،وعندئذ إليكم وليبرز إل ّ
كفوا عن القتال ،وخرج إليه الرجلن،
فدعاهما إلى السلم أو الجزية ،وأخبرهما
بوصية النبي بأهل مصر ،بسبب هاجر أم
اسماعيل :روى مسلم في صحيحه أن رسول
الله قال :إّنكم ستفتحون مصر ،وهي أرض
يسمى فيها القيراط) ،(1752فإذا فتحتموها
مة ورحمًا؛ أوفأحسنوا إلى أهلها ،فإن لهم ذ ّ
قال :ذمة وصهرا ً) ،(1753فقال :قرابة بعيدة ل
مّنا حتى نرجع إليك. يصل مثلها إل النبياء ،آ ِ
-3معركة أم دنين:
ذكر ابن عبد الحكم في روايته أن عمرا ً مضى
بجيشه حتى فتح ))بلبيس(( بعد قتال دام نحوا ً
من شهر ،ثم مضى حتى أتى ))أم دنين((
وتسمى المقسس وهي واقعة على النيل
فقاتل المسلمون حولها قتال ً شديدا ً وأرسل
عمرو إلى أمير المؤمنين يستمده فأمده أمير
المؤمنين بأربعة آلف رجل على كل ألف
منهم رجل يقوم مقام اللف ،وهم الزبير بن
العوام ،والمقداد بن السود ،وعبادة بن
مخّلد ،وقيل الرابع
الصامت ،ومسلمة بن ُ
خارجة بن حذافة ،وقال عمر في كتابه له:
اعلم أن معك اثني عشر ألفًا ،ولن تغلب اثنا
عشر ألفا ً من قّلة) ،(1759وقد خرج الروم مع
القباط لمواجهة المسلمين ،وجرت بينهم
معركة حامية استعمل فيها عمرو بن العاص
دهاءه الحربي كما صنع خالد بن الوليد في
حروب العراق ،وذلك أنه جعل جيشه ثلثة
أقسام ،حيث أقام كمينا ً للعداء في الجبل
الحمر ،وأقام كمينا ً آخر على النيل قريبا ً من
()1757فتح مصر ،صبحي ندا ص . 24
()1758نفس المصدر ص . 24
()1759الدولة السلمية في عصر الخلفاء الراشدين ص .218
أم دنين ،وقابل أعداءه ببقية الجيش ،ولما
نشب القتال بين الفريقين خرج الكمين الذي
ض على الروم فاختل في الجبل الحمر وانق ّ
نظامهم وانهزموا إلى أم دنين فقابلهم
الكمين الذي بقربها فأصبحوا بين جيوش
المسلمين الثلثة وانهزموا وتفرق جيشهم
)(1760
، ولجأ بعضهم إلى حصن بابليون الحصين
وهكذا كسب المسلمون هذه المعركة ووقاهم
الله شر أعدائهم بفضله تعالى وذلك بتوفيق
قائدهم المحّنك إلى هذه الخطة المحكمة
التي شتت بها قوات العداء).(1761
-1الحرب النفسية:
عندما أمر المقوقس النساء أن يقمن على
ن إلى داخله، سور بابليون مقبلت بوجوهه ّ
وأقام الرجال بالسلح مقبلين بوجههم إلى
المسلمين ليرهبوهم بذلك ،فأرسل إليه
عمرو .. :إنا قد رأينا ما صنعت ،وما بالكثرة
كم فكان من ملك َ ُ
غلْبنا من علينا ،فقد لقينا ِ
أمره ما كان فقال المقوقس لصحابه :صدق
هؤلء القوم ،أخرجوا ملكنا من دار مملكته
حتى أدخلوه القسطنطينية ،فنحن أولى
بالذعان) ،(1787فقد كان عمرو من القادة
الذين يستخدمون الحرب النفسية لرهاب
عدوه وإحباط روح القتال لديه ،وكان يعتمد
في الحرب على الله ثم على العقل والسيف
لتحقيق هدف واحد هو تحقيق النصر الحاسم
في نهاية المعركة).(1788
مارس عمرو أسلوب المباغتة بالكمائن في وقعة عين شمس ،فقد أعدّ
هذه الكمائن إعدادًا محكمًا مما يسر له سبل النجاح الكامل فهو قد أرسلها
لتخاذ مواقع معينة من الليل ،فأحسن اختيار تلك المواقع ،وعّين ساعة
ل بمجابهته ،فباغتته تلك انطلق كل منها في وقت يكون العدو منشغ ً
الكمائن في ميمنته وميسرته ،فأحسن بذلك اختيار التوقيت ،وساعة
الصفر ونقاط الصدام مع العدو .وهكذا تعتبر عملية عمرو )المباغتة
)(1789
. بالكمائن( في هذه الوقعة من أكثر عمليات المباغتة نجاحًا وإتقانًا
()1806الفاروق ص . 247
المبحث الرابع :أهم الدروس والعبر والفوائد في فتوحببات
الفاروق:
أو ً
ل :طبيعة الفتح السلمي:
حللللاول بعللللض المللللؤرخين مللللن النصللللارى
والمستشللرقين تشللويه الفتللح السلللمي فللي
العصللر الراشللدي وزعمللوا أن الفتوحللات كللانت
حروبلللا ً دينيلللة وقلللالوا :إن المسللللمين أصلللحاب
عقيلللدة ،ولكنهلللم توسللللوا بالتعصلللب العملللى،
وأخضللعوا النللاس لمبللادئهم بللالقهر والرغللام،
وخاضوا إلللى ذلللك بحللار الللدم والقسللوة ،وأنهللم
كانوا يحملللون القللرآن بإحللدى يللديهم ،والسلليف
باليد الخرى) ،(1807وممللن ركللز منهللم علللى هللذه
الفكللرة) ،سلليديو( و)ميللور( و)نيبللور( .إذ ينقللل
)ميللور( عللن نيبللور قللوله :وكللان مللن الضللروري
لدوام السلللم أن يسللتمر فللي خطتلله العدوانيللة
وأن ينفذ بحد السيف مللا يطللالب بلله مللن دخللول
النللاس فللي السلللم كافللة ،أو بسللط سلليطرته
ي مللنالعالمية على القل ،غيللر أنلله ل منللاص ل ّ
الديان أن يجنح أتباعه للحرب في إحدى مراحللل
حيلاته ،وكلذلك كلان الحلال فلي السللم ،ولكلن
الزعللم أن المسلللمين هللدفوا إلللى بللث الللدعوة
بالقوة ،أو أنهم كانوا أكللثر عللدوانا ً مللن غيرهللم،
زعم يجب إنكاره إنكللارا ً تاملا ً) ،(1808وقللد ردّ بعللض
المستشرقين علللى هللذه التهللم ووصللفوا الفتللح
السلمي بالمثل العالية والخلق الكريمللة فهللذا
فون كريمر يقول :وكان العرب المسلللمون فللي
()1807تاريخ العرب العام ،سيديو ص . 133
()1808فتح مصر بين الرؤية السلمية والرؤية النصرانية ص . 126
حروبهللم مثللال الخلللق الكريللم ،فحللرم عليهللم
الرسول) ،(1809قتل الرهبان ،والنساء ،والطفللال،
والمكفوفين ،كمللا حللرم عليهللم تللدمير المللزارع،
وقطللع الشللجار ،وقللد اتبللع المسلللمون فللي
حروبهم هذه الوامر بدقة متناهية ،فلم ينتهكللوا
الحرمات ،ول أفسدوا الزروع ،وبينما كان الللروم
يرمونهم بالسهام المسمومة ،فإنهم لللم يبللادلوا
أعداءهم جرما ً بجرم ،وكان نهب القرى وإشللعال
النار قللد درجللت عليهللا الجيللوش الرومانيللة فللي
تقدمها وتراجعها ،أما المسلمون فقللد احتفظللوا
بأخلقهم المثلى فلم يحاولوا من هذا شيئا ً)،(1810
وقللال روزنتللال :وقللد نمللت المدينللة السلللمية
بالتوسع ل بالتعمق داعية إلى العقيللدة ،مناقشللة
لتلك الحركات الفكرية الموجودة وفوق كل ذلللك
تقدم السلم فتهاوت الحواجز القديمة من اللغة
والعادات ،وتوفرت فرصة نادرة لجميللع الشللعوب
والمدنيات لتبدأ حياة فكرية جديللدة علللى أسللاس
المساواة المطلقة ،وبروح المنافسة الحرة).(1811
إن الحقيقة التاريخية تقللول بللأن المسلللمين لللم
يكرهللوا أحللدا ً علللى اعتنللاق السلللم لنهللم قللد
د
قل ْن َ
دي ِ التزموا بقول الله تعالى :ل َ إ ِك َْراهَ ِ
في ال ّ
ن ِبالل ّ ِ
ه م ْ
ؤ ِوي ُ ْ
ت َ غو ِطا ُفْر ِبال ّن ي َك ْ ُم ْف َي َغ ّ ن ال َ م ْ
شد ُ ِ ن الّر ْ ت َب َي ّ َ
ه ّ
واللل ُ هللا َ َ
مل َ صلا َف َ َ
قى ل ان ِ وث ْ َ ْ
ة الل ُ و ِعْر َ ْ َ
سلك ِبلال ُ م َ ست َ ْ
قلدْ ا ْ ف َ َ
م)) (256البقرة،آية.(256: عِلي ٌ ع َ
مي ٌ س ِ َ
َ
نيأ ْ مللا ك َللا َ
ن ل ِن َب ِ ل ّ و َ -3أداء المانة :قللال تعللالىَ :
فى ك ُ ّ و ّ م ال ْ ِ ما َ غل ُ ْ ْ
ل م تُ َ ة ثُ ّ
م ِ
قَيا َ و َ
ل يَ ْغ ّ ت بِ َ
ل ي َأ ِ ن يَ ْ
م ْو َ غ ّ
ل َ يَ ُ
ن)(161 مللو َ م ل َ ي ُظْل َ ُ هلل ْ
و ُت َ مللا ك َ َ
سللب َ ْ س َ فلل ٍنَ ْ
)آل عمران،آية .(161:فمن وصللايا الفللاروق رضللي
اللله عنله للقلادة والعسلكر فلي علدم الغللول
قوله) :إذا لقيتم العدو فل تفللروا ،وإذا غنمتللم
فل تغلوا().(1827
-4عدم الممالة والمحاباة في نصللرة ديللن الللله:
ومن مشهور قول عمر بن الخطاب رضي الله
عنه في المحاباة والمودة :مللن اسللتعمل رجل ً
لمودة أو قرابة ل يستعمله إل لذلك فقد خللان
الله ورسوله ،ومن استعمل فاجرا ً وهللو يعلللم
أنه فاجر فهو مثله).(1828
()1840الفتاوى ).(22/609
()1841نهاية الرب ).(6/168
ول أعلمللن مللا أتللى رجللل قللد أسللمن جسللمه
وأهللزل فرسلله واعلمللوا إنللي معللرض الخيللل
كاعتراض الرجال فمن أهزل فرسلله مللن غيللر
علللة حططللت مللن فريضللته قللدر ذلللك)،(1842
وعندما لقي معاوية عمر رضي الله عنهما عند
قدومه الشام وجد أبهة الملك وزيه من العديللد
والعدة فاستنكر عليه ذلك وقال للله :أكسلروية
يا معاوية؟ قال :يا أمير المؤمنين أنا فللي ثغللر
تجاه العدو وبنللا إلللى مباهللاتهم بزينللة الحللرب
والجهاد حاجة فسكت ولللم يخطئه لمللا اجتمللع
عليه بمقصد من مقاصد الحق والدين).(1843
-2الرفق بالجند في السير :وقللد كتللب الفللاروق
إلى سللعد بللن أبللي وقللاص رضللي الللله عنهمللا
ل :وترفللق بالمسلللمين فللي مسلليرهم ول قللائ ً
تجشمهم مسلليرا ً يتعبهللم ول تقصللر بهللم عللن
منزل يرفق بهم ،حتى يبلغوا عدوهم والسللفر
لم ينقص قللوتهم ،فللإنهم سللائرون إلللى عللدو
مقيم حامي النفس والكراع ،وأقم بمن معللك
في كل جمعة يوما ً وليلة حتى تكون لهم راحة
يحيلللون فيهلللا أنفسلللهم ويرملللون أسللللحتهم
وأمتعتهلللم ونلللح منلللازلهم علللن قلللرى أهلللل
الصلح) ،..(1844وحين بعث الخليفللة عمللر رضللي
الله عنه بمدد إلى جند الشللام حمللل ضللعيفهم
وزودهم وأمر عليهم سعيد بللن عللامر ،وعنللدما
هللم بالمسللير قللال عمللر علللى رسلللك حللتى
فيروز.
مصيبة قبللل يللومئذ ،فلُأتي بنبيللذ) (1937فشللربه،
م أتي بلبللن فشللربه فخللرج فخرج من جوفه ،ث ّ
جْرحلله ،فعلمللوا أنلله ميللت ،فللدخلنا عليلله، مللن ُ
وجاء الناس فجعلوا يثنون عليه ..وقال :يا عبد
دين، ي مللن اللل ّالللله بللن عمللر انظللر ،مللا عللل ّ
ً
فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألف لا أو نحللوه،
ده مللن قللال :إن وفللى للله مللال آل عمللر ،فللأ ّ
أموالهم ،وإل فسل فللي بنللي عللدي بللن كعللب
فإن لم تف أمللوالهم ،فسللل فللي قريللش ،ول
تعللدهم إلللى غيرهللم ،فللأدّ عنللي هللذا المللال،
وانطلق إلى عائشة أم المللؤمنين فقللل ،يقللرأ
عليلللللللللللللك عملللللللللللللر السللللللللللللللم،
ول تقللل أميللر المللؤمنين ،فللإني لسللت اليللوم
للمللؤمنين أميللرًا ،وقللل يسللتأذن عمللر بللن
الخطاب أن يبقى مع صاحبيه ..فسّلم عبد الله
بللن عمللر ،واسللتأذن ثللم دخللل عليهللا فوجللدها
قاعللدة تبكللي ،فقللال :يقللرأ عليللك عمللر بللن
سللللم ،ويسلللتأذن أن يلللدفن ملللع الخطلللاب ال ّ
صاحبيه ،فقالت :كنت أريده لنفسي ،ولوثرّنه
به اليوم على نفسي ،فلمللا أقبللل ،قيللل :هللذا
عبلد اللله بلن عملر قلد جلاء ،قلال :ارفعلوني،
فأسنده رجل إليه فقال :ما لديك؟ قال :الللذي
تحب يا أمير المؤمنين ،أذنت ،قال :الحمد لللله،
ي من ذلللك ..فللإذا أنللا م إل ّ
ما كان من شيء أه ّ
قضيت فاحملني ثم سلم فقل :يسللتأذن عمللر
بللن الخطللاب فللإن أذن لللي فللأدخلوني ،وإن
ردتنللي ردونللي إلللى مقللابر المسلللمين .قللال:
()1937المراد بالنبيذ المذكور ،تمرة نبذت في ماء ،أي نقعت فيه.
كانوا يفعلون ذلك ،لستعذاب الماء.
فلما قبض خرجنا به ،فانطلقنا نمشي ،فسللّلم
عبللد الللله بللن عمللر ،قللال :يسللتأذن عمللر بللن
الخطاب ،قالت عائشة :أدخلوه ،فأدخل ،فوضع
هنالك مع صاحبيه) ،(1938وجاءت روايللات أخللرى
فصلت بعض الحداث الللتي لللم تللذكرها روايللة
عمرو بن ميمون قللال ابللن عبللاس رضللي الللله
طعللن فللي عنهمللا :إن عمللر رضللي الللله عنلله ُ
السلللللللللللللللللللللللحر ،طعنللللللللللللللللللللللله
أبللو لؤلللؤة غلم المغيللرة بللن شللعبة ،وكللان
مجوسيا ً) .(1939وقال أبو رافع رضي الللله عنلله:
كان أبو لؤلؤة عبللدا ً للمغيللرة بللن شللعبة وكللان
يصنع الرحاء) ،(1940وكان المغيلرة يسلتغله كلل
يللوم أربعللة دراهللم ،فلقللي أبللو لؤلللؤة عمللر،
فقال :يا أمير المؤمنين ،إن المغيرة قد أثقللل
ي غلللتي ،فكّلملله أن يخفللف عنللي .فقللال عل ل ّ
عمر :اتق الله ،وأحسن إلى مللولك ،ومللن نيللة
عمللر أن يلقللى المغيللرة فيكلملله يخفللف عنلله،
؟!فغضب العبد ،وقال :وسع كلهم عدله غيري
فأضمر على قتله ،فاصطنع خنجرا ً له رأسللان،
مللزان ،فقللال: هْر ُ
مه ،ثم أتى به ال ُوشحذه ،وس ّ
كيف تللرى هللذا؟ قللال :أرى أنللك ل تضللرب بلله
أحدا ً إل قتلته .قللال :فتحيللن أبللو لؤلللؤة عمللر،
فجاءه في صلة الغللداة حللتى قللام وراء عمللر،
وكللان عمللر إذا أقيمللت الصلللة يتكلللم يقللول:
أقيموا صفوفكم ،فقال كما كان يقللول :فلمللا
ص ّ
لبي علي محمد محمد ال ّ