You are on page 1of 17

‫متناقضات الفيزياء الحديثة بعد مئة عام على ظهور النسبية الخاصة‬

‫الدكتور نزار حمدان‬


‫مدرس في قسم الفيزياء‪-‬كلية العلوم – جامعة حلب‪ -‬سورية‬
‫‪nhamdan59@hotmail.com‬‬
‫‪nhamdan2@lycos.com‬‬

‫ألقيت هذه المحاضرة في المركز الثقافي بدمشق بتاريخ ‪ 23/11‬ضمن برنامج نشاطات‬
‫الجمعية الكونية السورية للعام ‪ 2005/2006‬وبمناسبة مرور مئة عام على ظهور النسبية‬
‫الخاصة‬

‫الملخص‬

‫اعتمدت النظرية النسبية الخاصة على تحويلت لورنتز ونتائجها والتي تدعى بالفعال‬
‫الكينماتيكية وهما فرضيتي تقلص الطوال النسبية وتمدد الزمن‪ .‬فقد اتخذ آينشتاين من هذه‬
‫التحويلت المعيار للقوانين الفيزيائية وللعلقات الدينامكية لكل من الفوتون والجسيم فإذا أطاعت‬
‫علقة رياضية ما تحويلت لورنتز فهي قانون فيزيائي أما العلقات الدينامكية للفوتون والجسيم‬
‫فيجب تعديها لكي تتوافق مع هذه التحويلت‪ .‬وبظهور النظرية النسبية الخاصة أصبح لدينا مبدأ‬
‫نسبية جديد يختلف عن مبدأ نسبية جاليلو هو مبدأ النسبية الخاص " القوانين الفيزيائية يجب أن‬
‫تكون لمتغيرة تحت تحويلت لورنتز"‪ .‬لقد كان آينشتاين من المؤسسيين الوائل لنظرية التوحيد‬
‫بين القوتين الكهرطسية والجاذبية وبعد ذلك تبع خطاه كثير من الفيزيائين لتوحيد القوى الربعة‬
‫وكانت النتيجة أن مفهوم الجسيم ومبدأي النسبية الخاص والعام قد أنتجا المتناهيات الشهيرة‬
‫في النظريات المعيارية ولم يكن هناك حل لهذه المشكلة إل باستخدام طرق رياضية هي غاية في‬
‫التعقيد وتدعى بإعادة الستنظام‪ .‬ومع ذلك فشلت النظريات المعيارية في إيجاد نظرية واحدة‬
‫تشمل القوى الربعة ولم يتم ذلك إل بنبذ فكرة الجسيم واعتبار الجسيم وتر أو فقاعة)غشاء(‬
‫وهنا ظهرت إلى الوجود نظرية الوتار الفائقة و نظرية الغشية‪ .‬في تسعينات القرن الماضي‬
‫تنبه كثير من علماء نظرية الوتار الفائقة و نظرية الغشية أن الخلل ليس في هذه النظريات‬
‫بقدر ماهو كامن في أسس فيزياء القرن العشرين وفي مفاهيمها الساسية‪ .‬ولذلك عاد كبار‬
‫العلماء إلى دراسة هذه السس مرة أخرى‪ .‬ونجد اليوم أن هناك كثير من المجلت العالمية‬
‫جندت أبحاثها فقط لجل هذه الغاية‪ .‬بالطبع لقد وجد العلماء الكثير من الفرضيات التي كان أولها‬
‫فرضيات النظرية النسبية ثم عشر فرضيات للنظرية المعيارية وهناك الكثير من التجارب الذهنية‬
‫وطرق التقريب وعلى الخص أن الراصد في الفيزياء الحديثة ليس محايد كما يجب أن يكون‬
‫وهذا كله ل يؤدي إلى وصف الكون وجميع ظواهرة وصفا كما هو كائن وإنما كما نحن نريد‪.‬‬
‫وهذا هو خلل أساسي في الفيزياء الحديثة التي أهملت القوانين الفيزيائية وانطلقت من‬
‫فرضيات‪ .‬فإذا اننطلقنا من قوانين الفيزياء التقليدية وبحثنا عن الخلل لكي تعطي هذه القوانين‬
‫علقات النسبية والطبيعة الموجية للمادة‪ .‬فان هذا هو أحد الطرق لزالة المتناقضات التي‬
‫تحويها الفيزياء الحديثة‪ .‬بهذه الطريقة تم نشر عدد من الورقات البحثية في المجلت العالمية‬
‫المتخصصة في هذا الموضوع]‪ [ ,43 ,12,139,‬حيث تم استنتاج جميع علقات النظرية‬
‫النسبية الخاصة التي تخص الجسيم المشحون و الجسيم العطالي انطلقا من القوانين الفيزيائية‬
‫ودون استخدام النظرية النسبية الخاصة أو أي نوع من التحويلت الحداثية للزمكان وبالتالي‬
‫توصلنا إلى الحصول على الطبيعة الموجية للمادة‪.‬‬

‫المحاضرة‬

‫تمتد جذور النظرية النسبية إلى مؤسسيها الوائل جاليلو ونيوتن‪ ,‬حيث تم تأسيس فكرة‬
‫تكافؤ الجمل العطالية‪ .‬والجملة العطالية هي الجملة التي يتحقق فيها قانون نيوتن الول وأي جملة‬
‫عطالية أخرى ولتكن ) ‪ ( S‬متحركة بسرعة مستقيمة منتظمة بالنسبة للجملة العطالية) ‪ ( S ′‬ستكون‬
‫مكافئة للجملة العطالية ) ‪ ,( S ′‬وحيث ترتبط هذه الجمل بعضها ببعض بواسطة تحويلت جاليلو‪.‬‬
‫فلقد تم منذ عهد جاليلو ونيوتن تبيان أن قوانين أي ظاهرة ميكانيكية تبقى نفسها في الجمل العطالية‬
‫المختلفة‪ .‬فقد برهن نيوتن أن قوانين الميكانيك لمتغيرة تحت تحويلت جاليلو وهذه التحويلت‬
‫تعبر عن خواص المكان والزمان‪ .‬وتعتبر خواص المكان والزمان من أساسيات علم الفيزياء‬
‫التقليدي والحديث ‪ ,‬والتي أخذت قرونا‪ F‬عديدة حتى تبلورت في صورتها الحالية على يد آينشتاين‪.‬‬
‫فقد تطور مفهوم الزمان والمكان منذ القرن السابع عشر الميلدي والذي كان فيه نيوتن يعتبر‬
‫الزمان ظاهرة مطلقة‪ ،‬وعلم الحركة الذي صاغه نيوتن كانت الفترة الزمانية بين أي حدثين ذا‬
‫قيمة واحدة لجميع الجمل العطالية‪ ،‬وبغض النظر عن حركة بعضها بالنسبة لبعض‪ .‬ولنذكر الن‬
‫الصيغة الرياضية لتحويلت جاليلو والتي تربط جملتين عطاليتين ) ‪ ( S‬و) ‪ .( S ′‬ولنفرض الن أن‬
‫الجملة ) ‪ ( S‬متحركة بالنسبة للجملة الساكنة ) ‪ ( S ′‬بسرعة ‪ ، u‬بحيث ‪ u ox‬فنجد أن لتحويلت‬
‫جاليلو الصيغة التية‪:‬‬
‫) ‪x ′ = x − u t (a ) , t ′ = t (b) , y ′ = y (c) , z ′ = z (d‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫نلحظ الن من التحويلت كيف أن الزمان له القيمة نفسها في جميع الجمل العطالية وهذا بسبب‬
‫فكرة نيوتن أن تبادل التأثير بين الظواهر الفيزيائية ينتقل بصورة أنية‪ ,‬أي أن تبادل التأثير ينتقل‬
‫بسرعة لنهائية‪ .‬وفق قوانين نيوتن وخواص المكان والزمان انبثقت الفيزياء التقليدية في نهاية‬
‫القرن السابع عشر‪ .‬فقد اكتشف قوانين الحركة والجاذبية وطبقها بنجاح في وصف الحركة‬
‫التفصيلية للكواكب والقمر وفي خلل القرن الذي تل اكتشافات نيوتن ظهر تفسير جديد للكون‪:‬‬
‫هو الحتمية‪ .‬فطبقا للحتمية يمكن النظر إلى الكون على انه آلة زمنية ضخمة وأدارتها يد إلهية‬
‫عند بدء الزمن و تركت بدون أي اضطراب و فيما بين حركتها القصوى وحركتها الصغرى‬
‫يتحرك الخلق المادي كله بطريقة يمكن التنبؤ بها بدقة مطلقة بواسطة قوانين نيوتن ـ فلم يترك‬
‫أي شيء للصدفة‪ .‬فمن الممكن تعيين المستقبل من الماضي بالدقة نفسها التي تعين بها حركة‬
‫الساعة في تقدمها‪ .‬ومما يبدو غريبا اليوم أن الحتمية التامة كانت النتيجة الوحيدة الممكن‬
‫استخلصها منطقيا من الفيزياء التقليدية‪ .‬وحتى منجزات القرن التاسع عشر العلمية العظيمةـ‬
‫مثل نظرية الحرارة والترموديناميك و نظرية الضوء بوصفه موجة كهرطيسية وتطور الكهرباء‬
‫والمغناطيسية وبالتالي ظهور معادلت مكسويل ـ أحرزت كلها في إطار الفيزياء التقليدية المبنية‬
‫‪.‬على الحتمية‬
‫وتعتبر هذه النظريات من آخر انتصارات الفيزياء التقليدية ول يزال ينظر إليها حاليا على أنها‬
‫إنجازات كبيرة عدا أن التصور المبنى على الحتمية للعالم ‪ ،‬ذلك التصور الذي ساندته هذه‬
‫النجازات انهار‪ .‬ول يعزى سقوطه إلى نظرية جديدة‪ ،‬وإنما لن الفيزيائيين التجريبيين مسوا في‬
‫نهاية القرن التاسع عشر التركيب الذرى للمادة‪ .‬وكان ما اكتشفوه هو أن الوحدات الذرية للمادة‬
‫تتصرف بطرق عشوائية ليمكن التحكم فيها وعجز ت الفيزياء التقليدية المبنية على الحتمية عن‬
‫تفسيرها‪ .‬وقد ظل مفهوم الزمان والمكان وفق تحويلت جاليلو سائدا‪ F‬لفترة طويلة حتى عام‬
‫‪ 1905.‬ولم يتجرأ أحد على المساس بهذا المفهوم والذي له أساس لهوتي متعلق بالحتمية‬
‫ولنبين الن الظواهرالنظرية والتجريبية التي تشير إلى عدم استمرار مفهوم الزمان والمكان‬
‫وفق تحويلت جاليلو‪.‬‬
‫فقد كان هناك أول ظاهرة دوبلر للصوت والتي عند تطبيقها للضوء أنتجت معضلة غير مفهومة‬
‫وتتلخص ظاهرة دوبلر الضوئية بما يلي ‪:‬‬
‫إن لون الشعاع الضوئي القادم من منبع متحرك مقتربا باتجاه الراصد يميل إلى اللون‬
‫الزرق )أي تردد عالي(‪ ،‬في حين أن الشعاع القادم من منبع متحرك مبتعدا‪ F‬عن الراصد يميل إلى‬
‫اللون الحمر )تردد منخفض(‪ .‬وعلى الرغم من تشع\ب الحتمالت مع وجود الثير بين المنبع‬
‫والراصد إلى أربع احتمالت موض\حة كما يلي‪:‬‬
‫إذا كان الراصد ساكن والمنبع يقترب منه‪/‬يبتعد عنه ‪ ,‬فإن التردد الم^قاس ي]عطى بالعلقات ‪1-‬‬
‫‪f0‬‬ ‫‪f0‬‬
‫=‪f′‬‬ ‫‪,‬‬ ‫=‪f′‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫)‪1 + (u c‬‬ ‫) ‪1 − (u c‬‬
‫إذا كان المنبع ساكن والراصد يقترب منه‪/‬يبتعد عنه ‪ ,‬فإن التردد الم^قاس ي]عطى بالعلقات ‪2-‬‬
‫) ‪f ′ = f 0 (1 + u / c‬‬ ‫‪,‬‬ ‫) ‪f ′ = f 0 (1 − u / c‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫لقد تبين أن العلقات)‪ ,(2,3‬والتي تم اشتقاقها باستخدام تحويلت جاليلو‪ ,‬تحقق مبدأ النسبية لكنها‬
‫ل تحقق مبدأ ثبات سرعة الضوء والذي دعمته في تلك الفترة تجارب تثبت أن سرعة الضوء‬
‫ثابتة دائما‪ F‬بالنسبة للمنبع الذي يصدر عنه ومن هذه التجارب كانت تجربة فيزو‪ .‬كذلك تبين أن‬
‫العلقات )‪ (2,3‬ل تتوافق مع القياسات التجريبية لطيوف النجوم المقتربة‪/‬المبتعدة من الرض‪.‬‬
‫وكان هناك ثانيا نتائج نظرية مكسويل في الكهرطيسية فبعد ظهور نظرية مكسويل في‬
‫الكهرطيسية كان من نتائج هذه النظرية أن حلولها في الخلء عبارة عن أمواج كهرطيسية‬
‫تنتشر بسرعة الضوء وأسوة بالظواهر الميكانيكية الخرى ) أنتقال الصوت –وأمواج الماء(‪.‬‬
‫فكر الفيزيائيون بضرورة وجود وسط مادي لنقل هذه المواج وقد دعي هذا الوسط بالثير‪.‬‬
‫وافترض أنة يملئ كافة أرجاء الفضاء كما يجب أن يكون شفافا وعديم الكتلة ‪ ,‬وأن يتمتع‬
‫بخاصة المرونة والصلبة العالية )وقد أعطي هذا الوسط كثيرا من الخواص التي تلزم لدراسة‬
‫جملة فيزيائية ما (‪.‬‬
‫في عام ‪ 1887‬فكر مايكسون و مورلي بإمكانية أثبات وجود جملة الثير إذا استطعنا قياس‬
‫سرعة الرض الل نسحابية بالنسبة لهذه الجملة الساكنة‪ .‬لذلك افترضا أن الثير ساكن وإن‬
‫الشارات الضوئية تتحرك بسرعة ثابتة ‪ c‬بالنسبة للثير وبالتالي فإن سرعة الضوء بالنسبة‬
‫للرض المتحركة بالنسبة للثير تختلف عن ‪ c‬ويتعلق هذا الختلف بسرعة الرض ‪ u‬بالنسبة‬
‫للثير‪ .‬صمم مايكسون ومورلي جهاز دقيق قدر المستطاع يعتمد على تداخل المواج الضوئية‪.‬‬
‫وكان من نتائج هذه التجربة أنه ليمكن قياس السرعة المطلقة للرض بالنسبة للجملة المطلقة‬
‫المسماة الثير‪ .‬ثم تلتها عدة محاولت للحصول على نتائج إيجابية لكن النتيجة كانت دائما‪F‬‬
‫نفسها‪ .‬هذه النتيجة دعيت بالنتيجة السلبية لهذه التجربة؟ إن الفشل في الستدلل على وجود‬
‫الثير يمكن تفسيره طبعا‪ F‬بأن الثير غير موجود‪ ،‬و لكن ضرورة وجود الثير كانت أكبر‬
‫تأصل‪ F‬في التفكير العلمي من أن تهمل‪ ،‬ولذلك قدم عدد من التفسيرات المحتملة لفشل العلماء في‬
‫الستدلل على وجود الثير‪ .‬وأبسط هذه التفسيرات أن الرض ثابتة في الثير وأن ما عداها‬
‫في الكون يتحرك بالنسبة للرض والثير‪ .‬وعلى هذا لن نشعر على الرض بأي ريح للثير‪ ،‬و‬
‫بالتالي يصبح الستدلل على وجود الثير مستحيل‪ .F‬ولكن هذا التفسير لم يؤخذ مأخذ الجد‪.‬‬
‫كذلك طرحت فرضية أن تجر الرض الثير الملصق لها معها‪ ،‬وهذا أيضا‪ F‬يجعل الكشف عن‬
‫وجود ريح الثير مستحيل‪ .F‬ولكن هناك عقبة ليمكن التغلب عليها إذا قبلنا بهذا التعليل وهي أن‬
‫هذه الفرضية تخالف تجارب الزيغ الضوئي والتي اكتشفها برادلي‪.‬‬

‫التعليل الذي حاز أكبر قبول للنتيجة السلبية لتجربة مايكسون‪-‬مورلي هو تقلص فتزجرالد ففي سنة‬
‫‪ 1893‬اقترح فتزجرالد أن كل الجسام تتقلص في اتجاه حركتها في الثير‪ .‬و قـد بنى تفكيره‬
‫على أنه إذا كانت الجسام العادية يتغير شكلها عند اصطدامها بالجسام الخرى‪ ،‬كما يحدث مثل‪F‬‬
‫عند اصطدام كرة من المطاط بالحائط أو الطماطم الناضجة بالرض‪ ،‬إذن لماذا ل يكـون ممكنا‪F‬‬
‫أن الجسام التي تتحرك في الثير تعاني منه ضغطا‪ F‬يجعلها تتقلص‪ .‬وحصل فتزجرالد على‬
‫المعادلة التي تعطي مقدار التقلص الضروري لذراع الجهازالذي يتحرك باتجاه الثير أما الذراع‬
‫الخر للجهاز فيكون في اتجاه عمودي على اتجاه ريح الثير ل يعاني أي تقلص‪ .‬وبعد عامين‬
‫جاء سند جديد لفرضية التقلص عندما أعلن لورنتز في سنة ‪ 1895‬النظرية اللكترونية لتفسير‬
‫تكوين المادة وفحوى هذه النظرية أن المادة تتكون من شحنات كهربائية تتولد عنها حقول‬
‫كهرطيسية‪ ,‬وهذه الحقول تكمن في الثير‪ ،‬فإذا تحرك جسم في الثير فإنه يؤثر في الحقول الناتجة‬
‫من الشحنات الكهربائية التي يتكون منها الجسم‪ ،‬مما يؤدي إلى تحرك هذه الشحنات‪ ،‬وبالتالي إلى‬
‫تقلص الجسم بنفس القيمة التي تنبأت بها معادلة فتزجرالد )و من هنا جاءت التسمية تقلص‬
‫لورنتز‪ -‬فتزجرالد(‪ .‬وكان هناك ثالثا وفي مطلع القرن العشرين مشكلة نظرية كبرى تتعلق‬
‫بكيفية استنتاج قوانين الحركة الميكانيكية للجسيمات المشحونة كهربائيا باستخدام النظرية‬
‫الكهرطيسية‪ .‬فلم يستطع ابراهام اشتقاق علقة الكتلة للجسيم المشحون المتحرك عند ربط قوانين‬
‫الميكانيك وقوانين النظرية الكهرطيسية‪ ,‬لكن لورنتز ]‪ [1‬وفي عام ‪ 1902‬تمكن باستخدام‬
‫"النظرية اللكترونية لتفسير تكوين المادة" من اشتقاق علقة الكتلة للجسيم المشحون المتحرك‬
‫وذلك بعد استبعاد قوانين الميكانيك فحصل على العلقة الشهيرة‪:‬‬
‫‪3 U0 / c2‬‬
‫=‪m‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪v2‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫‪1− 2‬‬
‫‪c‬‬

‫وحيث ‪ m0 = U 0 / c 2‬كتلة الجسيم المشحون وهو ساكن‪ .‬وبهذه الطريقة للشتقاق اعتبر لورنتز أن‬
‫الكتلة كهرطيسية المنشأ‪ ,‬حيث لم يستطع لورنتز ول أي فيزيائي نظري في تلك الفترة اشتقاق‬
‫علقة الكتلة للجسيم المشحون المتحرك من قوانين الميكانيك مثل قانون نيوتن الثاني‪.‬‬

‫عند دراسة النتيجة السلبية لتجربة مايكسون ‪ -‬مورلي لدى لورنتز تبين له أنه يمكن تفسير‬
‫النتيجة السلبية إذا فرضنا أن سرعة الضوء ثابتة في كل الجمل العطالية‪ .‬وأن الجسام تتقلص‬
‫عند حركتها وأن هذا التقلص يحدث فقط في اتجاه الحركة‪ .‬هذا يعني أن القضيب الذي طوله‬
‫يساوي ‪ L‬عندما يكون ساكنا‪ F‬فإن طوله يصبح ‪ `L‬عندما يتحرك بسرعة ‪ u‬موازية لطوله بحيث‬
‫يكون‪:‬‬
‫‪u2‬‬
‫‪L′ = L 1 −‬‬ ‫)‪( 5‬‬
‫‪c2‬‬

‫لقد تنبه لورنتز )أثناء دراستة للنتيجة السلبية لتجربة مايكسون – مورلي( وعند استخدامه لمبدأ‬
‫ثبات سرعة الضوء في جميع الجمل العطالية أن ذلك يناقض تحويلت جاليلو ويناقض أيضا فكرة‬
‫نيوتن أن تبادل التأثير بين الظواهر الفيزيائية ينتقل بصورة أنية‪ ,‬أي أن تبادل التأثير ينتقل بسرعة‬
‫لنهائية لكن كل من التجارب ومعادلت ماكسويل تقتضي أن سرعة تبادل التأثير بين الظواهر‬
‫الفيزيائية ينتقل بصورة محدودة‪ ,‬وليس أنية‪ ,‬وهي سرعة انتشار الضوء في الخلء‪ .‬وهنا أراد‬
‫لورنتز أن يتحقق من معادلت ماكسويل هل هي لمتغيرة تحت تحويلت جاليلو مثل قوانين‬
‫الميكانيك ؟ لحل هذه المسألة قام لورنتز باشتقاق تحويلت لورنتز)عام ‪ (1904‬وفق الطريقة‬
‫التية‪:‬‬

‫لقد أوضح لورنتز أنه عند النتقال من الجملة العطالية ) ‪ , ( S ′‬وهي جملة ساكنة مطلقة‬
‫‪‬‬
‫وتدعى جملة الثير‪ ,‬إلى جملة عطالية أخرى ‪ S‬والتي تتحرك حركة مستقيمة منتظمة بسرعة ‪u‬‬
‫‪‬‬
‫موازية للمحور ‪ ،( u // ox ) ، ox‬بالنسبة لجملة الثير‪ ,‬فإن معادلت ماكسويل في الخلء تصبح‬
‫متغيرة تحت تحويلت جاليلو وذلك نتيجة لظهور حدود إضافية من المرتبة الولى والثانية في‬
‫‪u‬‬
‫‪ .‬فقد تبين له أن حدود المرتبة الولى من الممكن حذفها إذا عدلنا الجزء الزماني من‬ ‫النسبة‬
‫‪c‬‬
‫‪u‬‬
‫→ ‪t′ = t‬‬ ‫‪t′ = t −‬‬ ‫‪x‬‬ ‫تحويلت جاليلو بالشكل‪:‬‬
‫‪c2‬‬
‫‪u‬‬
‫استخدم لورنتز فرضية تقلص لورنتز –‬ ‫لزالة الحدود من المرتبة الثانية في النسبة‬
‫‪c‬‬
‫فترجرالد‪ .‬وهكذا حصل لورنتز على تحويلته عند دمج التعديل الول مع فرضية تقلص لورنتز‬
‫– فترجرالد‪ ,‬أي ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪u ‬‬


‫)‪t ′ = γ (t − u x‬‬ ‫‪, x′ = γ  x − 2 t ‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪y′ = y‬‬ ‫)‪, z ′ = z (6‬‬
‫‪‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫‪−‬‬

‫‪ γ =  1 − u 2 ‬معامل التقلص الشهير‪ .‬و ‪ u‬هي السرعة النسبية المنتظمة بين‬
‫‪2‬‬
‫حيث‬
‫‪2‬‬

‫‪‬‬ ‫‪c ‬‬


‫الجملتين العطالتين ‪ S‬و ‪. S ′‬‬
‫ومن ثم تم للورنتز اشتقاق علقات تحويل الحقول الكهرطيسية من لتغير معادلت‬
‫ماكسويل تحت تحويلت لورنتز‪ ,‬أي‪:‬‬
‫‪B x = B x′‬‬
‫‪E x = E x′‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪u‬‬ ‫‪‬‬
‫‪B y = γ  B ′y −‬‬ ‫‪E z′ ‬‬
‫) ‪E y = γ ( E ′y + u B z′‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪‬‬ ‫)‪……(7‬‬
‫) ‪E z = γ ( E z′ − u B ′y‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪u‬‬ ‫‪‬‬
‫‪B z = γ  B z′ +‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪E ′y ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪‬‬

‫في الوقت الذي اشتق لورنتز تحويلت لورنتز بوجود مفهوم الثير‪ ،‬اتبع آينشتاين طريقة‬
‫مختلفة لشتقاق هذه التحويلت‪ ،‬وذلك باستبعاد فكرة الثير‪.‬‬
‫ففي مقاله الشهير ]‪) [2‬عام ‪ (1905‬والمدعو بالنسبية الخاصة ابتدأ آينشتاين مقاله بإعطاء‬
‫أمثلة في اللكتروديناميك توضح أن الثير غير موجود‪ ،‬وإن جميع الحركات في اللكتروديناميك‬
‫والميكانيك هي حركات نسبية‪ .‬وقد كان هذا فرضه الول) كل الحركات المنتظمة حركات نسبية‬
‫بالنسبة لبعضها البعض‪ ,‬أي نسبية الحركة واستحالة اكتشاف الحركة المطلقة(‪ .‬أما فرضه الثاني‬
‫فكان اعتماد آينشتاين مبدأ ثبات سرعة الضوء بين الجملتين العطاليتين‪ .‬والتي منها اشتق آينشتاين‬
‫تحويلت لورنتز لـ الزمان‪-‬المكان )الزمكان(‪ .‬إن اعتماد آينشتاين مبدأ ثبات سرعة الضوء بين‬
‫الجملتين العطاليتين كان أساسا‪ F‬لستنتاج تحويلت لورنتز ]‪ .[2‬إذ تم اعتبار إحداثيات نقطة‬
‫هندسية في الجملة العطالية ) ‪ ( S‬للحصول على إحداثيات النقطة نفسها في الجملة العطالية ) ‪( S ′‬‬
‫‪‬‬
‫والتي تتحرك حركة مستقيمة منتظمة وبسرعة ‪ u // ox‬بالنسبة للجملة ) ‪ ، ( S‬وذلك بشرط ثبات‬
‫سرعة الضوء لحركة هذه النقطة في كل الجملتين‪ .‬وبذلك حصل آينشتاين على تحويلت لورنتز‬
‫بطريقة مختلفة عن طريقة لورنتز‪ ،‬إذ حول آينشتاين الهتمام من الثير إلى تحويلت لورنتز‬
‫وأفعالها الكينماتيكية وهما فرضية تقلص الطوال النسبية وتمدد الزمن ‪ .‬فقد اعتبر أينشتاين هذه‬
‫التحويلت كميات فيزيائية )مخالفا‪ F‬بذلك لورنتز الذي اعتبرها تحويلت إحداثية( ومؤكدا‪ F‬على أنه‬
‫من الممكن الكشف عن فرضية تقلص الطوال النسبية وتمدد الزمن تجريبيا‪ .F‬وهكذا بين آينشتاين‬
‫أن النظرية النسبية لم تحقق فرضية تقلص فتزجرالد‪ -‬لورنتز وفق العلقة )‪ ( 5‬فحسب بل إنها‬
‫ظهرت كنتيجة منطقية للنظرية النسبية الخاصة‪ .‬كذلك كان من النتائج الجديدة لهذه النظرية فكرة‬
‫تمدد الزمن أي ‪. t ′ = γ t 0‬‬
‫إن آينشتاين من أهم الشخصيات النتقالية في تاريخ الفيزياء ‪ ،‬مثله في ذلك مثل نيوتن الذي سبقه‬
‫بقرنين‪ .‬فإذا كان نيوتن قد أكمل النتقال الذي بدأه جاليليو من فيزياء القرون الوسطى إلى الفيزياء‬
‫التقليدية فان آينشتاين رائد النتقال من الفيزياء النيوتونية إلى فيزياء جديدة ل نيوتونية‪ .‬فالنظرية‬
‫الخاصة للنسبية غيرت طريقتنا في التفكير عن العلقة بين المكان و الزمان‪ ،‬اللذين كرس لهما‬
‫العلماء و الفلسفة جزءا كبيرا من تفكيرهم على مر العصور‪ .‬اعتقد البعض أن الحيز )المكان(‬
‫مادة هي الثير ـ تعم كل شيء ‪ .‬و تصور البعض الخر مرور الزمن كسريان النهر أو كرمل‬
‫متساقط في ساعة زجاجية‪ .‬وبينما هذه الصور تروق لمشاعرنا ‪ ،‬فصلتها بمفهوم الزمن في‬
‫الفيزياء بعيدة ‪.‬‬
‫فيتطلب فهم المكان و الزمان في الفيزياء ‪ ،‬أن نميز بين خبرتنا الشخصية عن المكان الزمان و‬
‫بين ما يمكننا قياسه فعل يشأنهما ‪ .‬ولكن آينشتاين قال إن ذلك بسيط جدا ‪ ،‬فالفضاء)المكان( هو‬
‫ما يمكننا قياسه بقضيب قياس‪ ،‬والزمن هو ما يمكن قياسه بالساعة‪ .‬إن هذا الوضوح في التعريفات‬
‫يكشف عن عقلية ترمى إلى هدف عظيم‪.‬‬
‫بعد أن سلح آينشتاين نفسه بهذه التعريفات تساءل عن الطريقة التي يتغير بها قياس المكان والزمن‬
‫بين راصدين متحركين بسرعة ثابتة أحدهم بالنسبة للخر‪ .‬فلنفترض أن أحد الراصدين راكب‬
‫قطار متحرك ويحمل معه قضيب القياس والساعة بينما صديقه الراصد الخر واقف على المحطة‬
‫حامل معه أيضا قضيب قياس وساعة‪ .‬ويقيس كل من الراكب في القطار طول إحدى النوافذ على‬
‫جانب القطار‪ ،‬وبالمثل يقوم الواقف على المحطة بقياس نفس النافذة أثناء حركتها‪ .‬وهنا نتساءل‬
‫كيف يمكن مقارنة قراءتي الراصدين ؟ ولكن من شأننا أن نعتقد أنه ل بد أن يتفقا ـ فإن ما‬
‫قيست كانت هي النافذة نفسها على أية حال‪.‬‬
‫و مع ذلك فقد أوضح آينشتاين بأن هذا غير صحيح وذلك بعد أن حلل بعناية طريقة القياس‪.‬‬
‫فالشخص الواقف على الرصيف ومعه قضيب قياسه يجب أن يكون الضوء الحامل لمعلومات‬
‫قياس النافذة المتحركة قد انتقل إلى الشخص الواقف على المحطة وإل فإن القياس لن يتم مطلقا‪.‬‬
‫والن وقد تدخلت خصائص الضوء في مقارنة قراءتي القياس فيجب علينا أن نفحص أول ما‬
‫يفعله الضوء‪.‬‬
‫بعد أن عرف الفيزيائيون أن سرعة الضوء محدودة اعتقد آينشتاين أن سرعة الضوء تتميز بشيء‬
‫ما أكثر من كونها محدودة‪ .‬فمهما تكن السرعة التي تستطيع التحرك بها‪ ،‬فإن سرعة الضوء تظل‬
‫ثابتة‪ ،‬ول يمكنك اللحاق بشعاع ضوئي مطلقا‪ .‬ولكي تعلم مدى شذوذ ذلك عن المألوف‪ ،‬تخيل‬
‫بندقية أطلقت مقذوفا بسرعة عالية‪ ،‬ونظرا لن سرعة هذا المقذوف ليست مطلقة فيمكنك أن‬
‫تنطلق على صاروخ في أثر هذه القذيفة وتلحق بها حتى تبدو على حركتها ساكنة بالنسبة لك‪ .‬فل‬
‫يوجد معنى مطلق لسرعة القذيفة لنها نسبية دائما وتتوقف على سرعتك ولكن الحال ليس كذلك‬
‫بالنسبة للضوء فسرعته هي نفسها دائما ومستقلة تماما عن سرعتك‪ .‬هذه هي الخاصية الغريبة‬
‫للضوء التي تجعل سرعته ذات خاصية مختلفة كيفيا عن سرعة أي شيء آخر‪ .‬وعلى ذلك فإن‬
‫التفاعل بين نسبية الحركة فيما يتعلق بجميع الجسام المادية وكون سرعة الضوء ثابتة ثبوتا مطلقا‬
‫هو‪ ،‬طبقا للنسبية الخاصة‪ ،‬أساس جميع ملمح العالم غير المألوفة‪.‬‬
‫و باستخدام هذه الفروض‪ ،‬استنتج آينشتاين القوانين التي ربطت قياسات الزمان والمكان التي‬
‫‪.‬يجريها راصد بالقياسات المماثلة التي يقوم بها راصد آخر يتحرك بحركة منتظمة بالنسبة للول‬
‫وأوضح أن الشخص الواقف على رصيف المحطة سيجد أن طول نافذة القطار المتحرك أقصر‬
‫من الطول الذي يقيسه راكب القطار وكلما زادت سرعة القطار كلما قصر طول النافذة الذي‬
‫يقيسه الواقف على رصيف المحطة ويصبح أقصر فأقصر كلما زادت السرعة حتى تقترب سرعة‬
‫هذا القطار الوهمي من سرعة الضوء فإن طول النافذة ينكمش إلى الصفر‪.‬‬
‫كذلك أوضح آينشتاين أن الساعة المتحركة تؤخر بالمقارنة بمثيلتها الساكنة‪ .‬فالشخص الواقف‬
‫على رصيف المحطة يرى الساعة في معصم الراكب تؤخر ـ أي يبطأ وقع الزمن‪ .‬وإذ ا تحرك‬
‫القطار بسرعة تقترب من سرعة الضوء‪ ،‬فإن التغيرات في الزمن تصغر حتى تقترب من الصفر‪.‬‬
‫وحتى تكون سرعة الضوء ثابتة مهما اختلفت سرعة المصدر وسرعة الراصد يترتب على ذلك‬
‫إلغاء مفهوم أن الزمان مطلق وإفراغ مفهوم "النية" من معناه‪ ،‬فل يوجد حسب النسبية الخاصة‬
‫حدثان متزامنان ما دام يفصل بينهما مسافة‪ .‬فما يحدث "الن" بالنسبة لك يحدث "بعد حين" أو "قبل‬
‫حين" بالنسبة لغيرك‪.‬‬
‫يبدو أن نسبية الزمن تظهر تناقصا ولتأكيد هذا التناقص يجب أن نتذكر متناقضة التوائم والتي ل‬
‫حل لها في اطار النسبية الخاصة حتى الن‪ .‬ونسبية المكان و الزمان تزعجنا لنها تتعارض مع‬
‫بديهياتنا‪ .‬فلم نلحظ في حياتنا اليومية أن المكان ينكمش و الزمان يتمدد‪ .‬وقد نميل إلى الظن بأن‬
‫هذه التأثيرات الشاذة للمكان والزمان هي من قبيل الخيال الرياضي‪ .‬ولقد اكتشف عالم الرياضيات‬
‫بوانكاريه‪ ،‬مستقل‪ ،‬قوانين التحويل الخاصة بالزمان و المكان في ‪ )19054‬تحويلت لورنتز(‪،‬‬
‫ولكنه اعتقد بأنها من المسلمات وليس لها أي معنى فيزيائي‪ .‬وكان آينشتاين أول من فهم‬
‫المضامين الفيزيائية لهذه القوانين‪ ،‬ولهذا السبب يعتبر هو مخترع النسبية ‪ .‬وبالطبع أثبتت‬
‫التجارب فرضية تمدد الزمن‪ ,‬ولكن جميع التجارب فشلت في كشف فرضية تقلص الطوال‬
‫النسبية‪.‬‬
‫كانت الخطوة التالية في عمل آينشتاين هي البرهان على أن معادلت ماكسويل لمتغيرة‬
‫تحت تحويلت لورنتز وبذلك اشتق آينشتاين تحويلت الحقول الكهرطيسية النسبية وهي العلقات‬
‫)‪ (7‬نفسها‪.‬‬
‫ولكي تتوافق قوانين النظرية الكهرطيسية واللمتغيرة تحت تحويلت لورنتز مع قوانين الميكانيك‬
‫التقليدي والمتغيرة تحت تحويلت لورنتز‪ ,‬شرع آينشتاين بتعديل الميكانيك التقليدي لينسجم مع‬
‫تحويلت لورنتز‪ ,‬لكن آينشتاين لم ينطلق من القوانين الفيزيائية مثل قانون نيوتن الثاني أو قانون‬
‫لورنتز‪.‬‬
‫في ألية اشتقاق تحويلت لورنتز استخدم آينشتاين تعريف السرعة للنقطة الهندسية في‬
‫الجملتين العطالتين ‪ S‬و ‪ S ′‬على أنه قسمة مسافة على زمن وفق العلقات ‪:‬‬
‫‪dx‬‬ ‫‪dx ′‬‬
‫= ‪vx‬‬ ‫= ‪, v ′x‬‬ ‫)‪(8‬‬
‫‪dt‬‬ ‫‪dt ′‬‬
‫بعد ذلك طبق العلقات)‪ ( 8‬على فوتون الضوء‪ ,‬أي‪:‬‬
‫‪dx dx ′‬‬
‫=‪c‬‬ ‫=‬
‫‪dt dt ′‬‬
‫‪ c = λ v = λ ′v ′‬فكانت النتيجة أن الزمان‬ ‫بدل من استخدام العلقة الفيزيائية‬
‫يستجيب للحركة النسبية بالتمدد والمكان يستجيب للحركة النسبية بالتقلص لكي نجد الثابت الشهير‬
‫‪ . c‬ومع أن ‪ c‬كمية فيزيائية تخص قوانين اللكتروديناميك ولعلقة لها بتحويلت لورنتز ول‬
‫بتحويلت جاليلو كما أوضحنا ذلك في العمل ]‪ .[3‬بعد ذلك استبدل آينشتاين الفوتون بجسيم‬
‫متحرك بسرعة ‪ v‬وطبق العلقات)‪ (8‬لهذا الجسيم وهنا نجح آينشتاين‪ ,‬حيث فشل لورنتز و‬
‫بوانكاريه‪ ,‬في تعميم علقة الطاقة الكلية للفوتون ‪ ε = mc 2‬واشتقاقها من أجل الجسيم المتحرك‬
‫بسرعة ‪, v‬أي‪:‬‬
‫‪ε = mc 2‬‬ ‫)‪(9‬‬
‫وهي علقة تكافؤ الكتلة النسبية ‪ m‬بطاقته النسبية ‪ . ε‬لقد أزال آينشتاين الحاجز المطلق بين‬
‫المادة والطاقة والذي كان قائما في الميكانيك التقليدي وذلك عندما أصبحت الطاقة الكلية للجسيم‬
‫المتحرك تحقق مبدأ تكافؤ الكتلة بالطاقة وفق العلقة )‪ (9‬بعد أن كانت العلقة )‪ (9‬محققة حصرا‪F‬‬
‫للحقل الكهرطيسي فقط‪.‬‬
‫ونجح آينشتاين أيضا‪ ,‬حيث فشل لورنتز و ابراهام‪ ,‬في اشتقاق علقة الكتلة النسبية‬
‫للجسيم المتحرك بسرعة ‪, v‬أي‪:‬‬
‫‪m0‬‬
‫=‪m‬‬
‫‪v2‬‬ ‫)‪(10‬‬
‫‪1−‬‬
‫‪c2‬‬
‫حيث ‪ m‬الكتلة النسبية للجسيم المتحرك بسرعة ‪ v‬و ‪ m0‬الكتلة السكونية للجسيم‪ .‬وقد‬
‫أثبتت التجارب صحة العلقة)‪ (10‬وليس العلقة) ‪ .(4‬لكن آينشتاين اعتبر العلقة)‪ (10‬صالحة‬
‫للجسيم المشحون ومن المعروف بأنه بعد ظهور عمل آينشتاين الشهير)النسبية الخاصة( ]‪ [2‬تم‬
‫اشتقاق جميع علقات النسبية المتعلقة بجسيم مشحون يتحرك في حقل كهرطيسي خارجي انطلقا‬
‫من الميكانيك النسبي ولم يتم ذلك من اللكترودناميك ) قانون لورنتز مثل(‪ .‬أما لورنتز وكثير من‬
‫الفيزيائين فقد حاولو مرة أخرى اشتقاق العلقة) ‪ (4‬بدون الحد ‪ 4/3‬انطلقا من نظرية الثير‬
‫وذلك لكي تتوافق العلقتين)‪ (10‬و) ‪ (4‬لكن ذلك لم يتحقق لهم ولذلك عرفت هذه المسألة تناقض‬
‫‪ 4/3‬للكترون في نظرية الثير‪ .‬فالنسبية الخاصة لنشتين وإن كانت نقطة انطلقها هي خواص‬
‫وقوانين الحقل الكهرطيسي فإن العلقات )‪ (9,10‬للجسيم المشحون تم اشتقاقها من الميكانيك‬
‫النسبي‪ .‬ولم يتم اشتقاقها من قانون لورنتز إل في فترة متأخرة جدا )‪.[4] ( 2003‬‬
‫بعد ذلك نجح آينشتاين في معالجة ظاهرة دوبلر واستنتج العلقات التي تحقق مبدأي ثبات‬
‫سرعة الضوء ومبدأ النسبية‪ .‬فاسبتعاد فكرة الثير لدى آينشتاين في النظرية النسبية الخاصة قد‬
‫خف}ض الحتمالت الربعة في النظرية الجاليلية إلى احتمالين فقط‪ ،‬وهما ‪:‬‬
‫أن يكون المنبع والراصد أحدهم مقتربا‪ F‬من‪ ،‬أو مبتعدا‪ F‬عن الخر‪ .‬ومبدأ النسبية ي]سه\ل لنا المر‬
‫أكثر‪ ،‬حيث يعتبر أن هذين الحتمالين هما في الواقع احتمال واحد فقط‪ ،‬حيث نحصل على‬
‫الحتمال الثاني وذلك بأن نعكس إشارة السرعة في الحتمال الول‪.‬‬
‫وهكذا فقد اشتق آينشتاين علقة دوبلر النسبي باستخدام تحويلت لورنتز‪ ،‬أي‪:‬‬
‫) ‪1 − (u 2 c 2‬‬
‫‪f ′ = f0‬‬ ‫)‪(11‬‬
‫‪1 + ( u c ) cos θ‬‬
‫وهذه العلقة صالحة فقط لحالة المنبع متحرك والراصد ساكن ‪.‬‬
‫ومن العلقة )‪ ( 11‬وجد آينشتاين علقات دوبلر الطولي والعرضي وفق التي‪:‬‬
‫من أجل ‪ ، θ = 0‬وحيث الراصد ساكن ‪ ،‬أما المنبع فيبتعد عن الراصد بسرعة ثابتة ‪ u‬على خط‬
‫النظر بين الراصد والمنبع‪ ،‬وبالتالي فإن‪:‬‬

‫‪f0‬‬ ‫) ‪1 − (u 2 c 2‬‬
‫=‪f′‬‬
‫)‪1 + (u c‬‬
‫) ‪1 − (u c‬‬
‫‪= f0‬‬ ‫)‪(12‬‬
‫) ‪1 + (u c‬‬
‫أما من أجل ‪ ، θ = 180 °‬فإن المنبع يقترب من الراصد الساكن‪ ،‬وبالتالي فإن‪:‬‬
‫‪f0‬‬ ‫) ‪1 − (u 2 c 2‬‬
‫=‪f′‬‬
‫)‪1 − (u c‬‬
‫) ‪1 + (u c‬‬
‫‪= f0‬‬ ‫)‪(13‬‬
‫) ‪1 − (u c‬‬
‫وأخيرا‪ F‬من أجل ‪ ، θ = 90 °‬فإن العلقة )‪ (11‬تصبح بالشكل‪:‬‬
‫‪f0‬‬
‫‪f ′ = f0‬‬ ‫= ) ‪1 − (u 2 c 2‬‬ ‫)‪(14‬‬
‫‪γ‬‬
‫العلقات )‪ (12‬و )‪ (13‬هي علقات دوبلر الطولي النسبي ‪ ،‬وحيث العلقة )‪ (12‬ت~عطي النزياح‬
‫نحو الحمر‪ ،‬وذلك لن ‪ f ′ 〈 f 0‬أما العلقة )‪ (13‬فتعطي دوبلر طولي نسبي بانزياح نحو الزرق‬
‫وذلك لن ‪ . f ′ 〉 f 0‬وأخيرا‪ F‬فإن العلقة )‪ (14‬ت~دعى بعلقة دوبلر العرضي وهي ناتجة عن تمدد‬
‫الزمن للمنبع المتحرك‪ ,‬كما أوضح ذلك آينشتاين في مقاله‪.‬‬
‫العلقات )‪ (12‬و )‪ (13‬تؤول في الحالة اللنسبية ‪ ،‬أي من أجل ‪ γ → 1‬إلى علقات دوبلر‬
‫التقليدي‪ ،‬وفق العلقات) ‪.(2‬ول توجد علقة دوبلر عرضي في نظرية الثير ‪ ،‬لن العلقة )‪(14‬‬
‫تصبح ‪ . f ′ = f 0‬لقد كان لمفعول دوبلر أهمية كبيرة عند آينشتاين‪ ،‬إذ بواسطة مفعول دوبلر‬
‫النسبي توصل آينشتاين إلى أهمية تمدد الزمن وعلقته بمفعول دوبلر النسبي‪ ،‬وهذا لم يكن ليبلغه‬
‫آينشتاين لول استخدامه تحويلت لورنتز‪ ،‬والتي من نتائجها تمدد الزمن‪ ،‬فالعلقة) ‪ ( 14‬هي‬
‫نتيجة مباشرة لتمدد الزمن‪ .‬وقد أثبتت التجارب وجود دوبلر العرضي وفق العلقة )‪ (14‬وكذلك‬
‫توافق العلقات )‪ (12‬و )‪ (13‬مع التجربة‪ .‬وعلى الرغم من النجاح الذي حققته النظرية النسبية‬
‫الخاصة في وصف اللكتروديناميك والميكانيك النسبويين فقد ظهرت فيما بعد انتقادات وتناقضات‬
‫لهذه النظرية ل يكمن التغاضي عنها]‪ [5‬مما جعل بعض الباحثين يعود مرة أخرى إلى فكرة‬
‫الثير]‪ [6‬والبعض الخر أعادوا صياغة النسبية الخاصة مرة أخرى باستخدام فرضية واحدة فقط‬
‫وهي مبدأ النسبية]‪ .[7‬ودأب بعض الباحثين على إيجاد طرق أخرى مختلفة المنهج مثل جفمنكو ]‬
‫‪ [8‬الذي استنتج جميع علقات النسبية الخاصة واللكتروديناميك النسبي بدون استخدام فرضيتي‬
‫آينشتاين منطلقا بذلك من نظرية الكمونات السلمية والشعاعية المتأخرة في اللكتروديناميك‬
‫بالضافة إلى معادلت ماكسويل‪.‬وقد تم لنا في العمل ]‪ [9‬اشتقاق علقات دوبلر النسبي دون‬
‫استخدام تحويلت لورنتز ‪ .‬وهنا يبرز السؤال عن علقة مفعول دوبلر النسبي بتحويلت لورنتز‪.‬‬
‫في عملنا ]‪ [9‬أوضحنا أن هذه العلقة هي علقة تناقض ‪ ،‬ومن ثم بي\نا كيفية إزالة هذا التناقض‪.‬‬
‫لعبت تحويلت لورنتز منذ أن اشتقها آينشتاين وفق طريقته دورا‪ F‬مهما‪ F‬في الفيزياء‬
‫الحديثة ‪ ،‬حيث أراد آينشتاين من طريقته هذه أن يبرهن أن تحويلت لورنتز وأفعالها الكينماتيكية‬
‫)تقلص الطوال ‪ ،‬تمدد الزمن( هي كميات فيزيائية قابلة للقياس وأن الفرضيتين الشهيرتين هي‬
‫قوانين فيزيائية طبيعية‪ .‬فقد تم باستخدام تحويلت لورنتز و تمدد الزمن من تعميم الطبيعة الموجية‬
‫للفوتون الى اللكترون على يد دوبري‪ .‬وهنا وضح التناقض بين النظرية النسبية والفيزياء‬
‫الحديثة‪ .‬فمند ظهور نظرية ديبروي والتي تم صياغتها اعتمادا على النظرية النسبية الخاصة تبين‬
‫تناقض أسس النسبية الخاصة وهي أن ل الجسيم ول الطاقة تستطيع أن‬ ‫أن العلقة ‪v p v = c 2‬‬

‫‪ . c‬ولكن كما يلحظ من العلقة أن سرعة الطور للجسيم‬ ‫تتحرك بسرعة أكبر من‬
‫‪ , v p 〉 c‬بينما تكون سرعة الجسيم ‪ v‬دوما أصغر من ‪ c‬لكي تتحقق العلقة ‪. v p v = c‬‬
‫‪2‬‬

‫ومع أن سرعة الطور ‪ v p‬اعتبرت ل معنى فيزيائي لها ]‪ [10‬إل أنها استخدمت في كثير من‬
‫الحيان مثل تم استخدامها عند اشتقاق علقات التحويل النسبية لكل من متجهتين العدد الموجي‬
‫والتردد الزاوي‪ ,‬أي‪:‬‬

‫‪uw‬‬ ‫‪u w‬‬ ‫‪uk‬‬


‫‪k ′ = γ (k −‬‬ ‫‪2‬‬
‫) ‪) = γ k (1 − 2‬‬ ‫‪, w′ = γ ( w − uk ) = γ w(1 −‬‬ ‫)‬
‫‪c‬‬ ‫‪c k‬‬ ‫‪w‬‬
‫‪c2‬‬
‫= ‪ v p‬فان العلقات السابقة تصبح بالشكل‪:‬‬ ‫وبما أن سرعة انتشار الموجة الطورية‬
‫‪v‬‬

‫‪u‬‬ ‫‪uv p‬‬


‫‪w′ = γ w(1 −‬‬
‫‪vp‬‬
‫)‬ ‫‪, (15b) k ′ = γ k (1 −‬‬ ‫)‬ ‫)‪(15a‬‬
‫‪c2‬‬

‫وهنا يتضح بصورة أفضل التناقض بين نظرية دوبري والنظرية النسبية‪ .‬فالعلقات )‪(15‬‬
‫والتي تم اشتقاقها باستخدام تحويلت لورنتز تؤدي إلى النتيجة التية‪ :‬العلقة )‪ ( 15a‬هي علقة‬
‫دوبلر الطولي من أجل الضوء ‪ v = c‬بينما من أجل جسيم فان العلقة المذكورة ليست علقة‬
‫‪c2‬‬
‫= ‪ v p‬والتي‬ ‫‪ R. Ferber‬أن الموجة الطورية‬ ‫دوبلر‪ .‬في مقاله الشهير]‪ , [11‬أوضح‬
‫‪v‬‬
‫أدخلها دوبري في نظريته ليست فرضية وإنما هي نتيجة لستخدام تحويلت لورنتز‪ .‬في العمل]‬
‫‪ [12‬تم التخلص من تحويلت لورنتز ومن ثم تم حل التناقض للعلقة )‪. ( 15a‬‬
‫النظرية النسبية التي وضعها العالم آينشتاين في عام ‪ 1905‬وسماها النظرية النسبية الخاصة ]‪,[1‬‬
‫وفي العام ‪ 1916‬سماها النظريه النسبية العامة هما في الواقع نظرية واحدة ولكن النظرية النسبية‬
‫الخاصة تتعامل مع الجسام المتحركة بسرعة منتظمة )بدون تسارع(‪ ،‬والنظرية النسبية العامة‬
‫تعالج حركة الجسام المتسارعة وهي تشمل حركة كافة مكونات الكون من نجوم ومجرات ولهذا‬
‫فإن النظرية النسبية العامة أشمل‪.‬‬
‫وبهــاتين النظريتين أقام آينشتاين الدنيا ولم يقعدهــا‪ .‬فقد أحدثت هاتان النظريتان انقلب•ا كبير•ا‬
‫ليس في مفاهيم علماء الفيزياء فحسب؛ ولكن في مفاهيم الفلسفة والمفكرين‪ ،‬بل وفي مفاهيم عامة‬
‫الناس ممن قرأ عنهما‪ .‬ونتج عن هذا النقلب ذهول وحيرة وشعور بعدم الرتياح ل يزال حتى‬
‫يومنا هذا يغشى كل من يحاول أن يدرك أبعاد ودللت ما تقوله هاتان النظريتان‪ .‬ولم يكن السبب‬
‫وراء هذا الذهول والحيرة صعوبة في الصياغة الرياضية؛ بل كان السبب وراءه هذا التعارض‬
‫الجلي بين ما تمليه التجربة العلمية وبين ما استقر في أذهان الناس؛ سواء• العلماء منهم أو‬
‫البسطاء من مفاهيم وتصورات أصبحت على مر الزمان من المسل•مات‪ .‬ول زال الناس متعجبين‬
‫حتى الن كيف استطاع آينشتاين اعتبار الزمان والمكان ظاهرتين نسبيتين رغم تعارض هذه‬
‫النسبية مع تجاربنا اليومية وإحساسنا المباشر‪.‬‬
‫لقد قيل دوما‬
‫هذا هو آينشتاين الذي خرج للناس بمفاهيم جديدة لم يستطيع احد أن ينفيها ول أن يبطلها ول أن‬
‫يصدقها‪.‬‬
‫‪.‬لكن هذا القول قد انتهى زمانه وأصبحت هناك نظريات بديلة للنسبية‬
‫فمنذ ظهور النظرية النسبية برز سؤال مهم ‪ :‬هل المادة )الطاقة( وقوانينها هي الفاعلة‪ ،‬أم أن‬
‫الطار الحاوي للمادة )الطاقة( هو الفاعل ؟ ‪ ،‬وبصيغة أخرى ‪ :‬هل النظرية النسبية ترجع إلى‬
‫خواص المادة )الطاقة( ‪ ،‬أم أنها خاصة ت~فرض على المادة وديناميكها‪.‬‬
‫في الواقع لقد تبنى آينشتاين فرضية أن الطار الحاوي للمادة )الطاقة( هو الفاعل ‪ ،‬وتم بناء‬
‫المتصل الرباعي الزمكان والم]عب‚ر عنه بتحويلت لورنتز‪ .‬وأصبح هذا المتصل كميات فيزيائية‪,‬‬
‫حيث يستجيب الزمان للحركة النسبية بالتمدد)تمدد الزمان( ويستجيب المكان للحركة النسبية‬
‫بالتقلص)تقلص الطوال(‪.‬‬
‫ومن خلل تحويلت لورنتز وأفعالها الكينماتيكية تم لينشتاين بناء نظرية بلغة رياضية متكاملة‬
‫وبديعة‪ ,‬بحيث أن هذه النظرية أصبحت شيئا‪ F‬عظيما‪ F‬ي]حسد عليها صاحبها ‪.‬‬
‫لكن عددا‪ F‬قليل‪ F‬من الفيزيائيين ظل}وا ينظرون نظرة ريبة إلى النظريةالنسبية ويرون أن هناك شيء‬
‫عظيم فيها ل يستقيم معه المنطق والحساس العام‪ .‬فقد استبدلت النظرية النسبية الثير الوهمي‬
‫بشيء يشبه تماما وهو "الزمكان ‪ ."Space-time‬نعم هذه النظرية قد حررتنا من خرافة الثير‪،‬‬
‫ولكنها ألقت بنا في غياهب المتصل الرباعي الزمكان‪ ،‬وأصبحت خصائص المادة مرتبطة‬
‫بخصائص هذا المتصل‪ .‬ولقد تم تقديم النظرية النسبية على أنها الحل الفريد ‪ ،‬ومع أننا نرى اليوم‬
‫أن هناك عشرات النظريات البديلة لما يسمى بالنظرية النسبية ‪ ،‬لكن أكثر الفيزيائيين يرون أن‬
‫هذه النظريات البديلة للنسبية ل جديد فيها وذلك لنها فاقدة للبريق والشهرة التي امتلكتها النظرية‬
‫النسبية ‪ ،‬وهذا يعود لسببين أساسيين ‪ -1 :‬أن الذي يفصل فاعلية المادة عن فاعلية الطار‬
‫الحاوي لها ليس إل خيط رفيع‪.‬‬
‫ع]رفت النظرية النسبية منذ ظهورها على أنها نظرية توحيدية ‪ ،‬فقد وح‚دت بين ‪2-‬‬
‫المكان والزمان وبين المادة والطاقة وأصبحت فيما بعد المنطلق الساسي لنظريات‬
‫التوحيد ‪ .‬وبالتالي أصبح على النظريات البديلة للنسبية أن تركز على عيوب النظرية النسبية‬
‫باختيارها القفز المباشر لخواص " الزمان – المكان " واعتبار هذا الحل هو الحل الوحيد‪ .‬وأن‬
‫تكون النظريات البديلة نظريات توحيدية ‪ ،‬وأن ت~برز من عيوب النظرية النسبية هي أنها لم تكن‬
‫‪ .‬يوما‪ F‬نظرية توحيدية‬
‫نعم لقد أزالت النظرية النسبية الجدار الفاصل بين المادة والطاقة ‪ ،‬إل أنها أوجدت جدارا‪F‬‬
‫جديدا‪ F‬ل يمكن تجاوزه وفق هذه النظرية ‪ .‬هذا الجدار فصل بين ما يسمى بالحالة اللنسبية‬
‫ فقوانين الفيزياء الصالحة للحالة اللنسبية ل تستطيع تخطي هذا الجدار مشكلة‬. ‫والحالة النسبية‬
‫ أما قوانين الفيزياء الصالحة للحالة النسبية فهي تغطي مجال الحالة‬. ‫بذلك الفيزياء التقليدية‬
‫ والطريقة‬.‫اللنسبية وفق التقريب المعروف بحيث تؤول تحويلت لورنتز إلى تحويلت جاليلو‬
، ‫الفضل من ذلك هي أن ننطلق من قوانين الفيزياء التقليدية ونجعلها صالحة لجميع سرع الجسيم‬
‫ وهذا ل يتحقق‬. ‫أي أن نمدد مجال صلحية هذه القوانين من الحالة اللنسبية إلى الحالة النسبية‬
‫إل بالعودة إلى مبدأ نسبية جديد وهو" ل تغير القوانين الفيزيائية بين الجمل العطالية دون النظر‬
‫ وهذا ما قدمناه كأحد النظريات البديلة للنسبية والتي قبلت ضمن عدد‬."‫إلى التحويلت الحداثية‬
,134,]‫من الورقات البحثية والمنشورة في المجلت العالمية المتخصصة في هذا الموضوع‬
.[3 , ,12,9

References
[1]- H.A. Lorentz, The Theory of Electron, Leipzig (1916)
[2] - A. Einstein, Ann. Phys. 17, pp. 891 (1905).
[3]- N. Hamdan, “On the Invariance of Maxwell’s Field
Equations under Lorentz Transformations”, to appear in
Galilean Electrodynamics (2006).
[4] - a) N. Hamdan, “Abandoning the Ideas of Length
Contraction and Time Dilation”, Galilean Electrodynamics 14,
83-88 (2003),
- b) N. Hamdan, “Abandoning the Idea of Relativistic
Length Contraction in Relativistic Electrodynamics”, Galilean
Electrodynamics, 15, 71-75 (2004).
[5]- G. P. SASTRY., "Is Length Contraction Really Paradoxical",
Am. J. Phys., 55 (10), 943-946 (1987).
- ROSSI B. and HALL D. B., "Variation of the Rate of
Decay of Mesotrons with Momentum", Phys. Rev., 59, 223
(1941).
-TERRELL J., "Invisibility of the Lorentz Contraction",
Phys. Rev., 116, 1041–1045 (1959).
- SORENSEN R. A., "Lorentz Contraction, a Real Change of
Shape", Am. J. Phys. 63, 413-415 (1995).
- HARDA M. and SACHS M.,"Reinterpretation of the
Fitzgerald - Lorentz Contraction", Phys. Ess. 11, 521-523 (1998).
-GOLDEN S., "Non-Kinematicity of the Dilation of – time
Relation of Einstein for Time-intervals", Z. Naturforsch. 55a,
563-569 (2000).
-NERAD Ludek, "A Critical Analysis of Special Relativity
Theory", Galilean Electrodynamics, 8, 103-107 (1997).
[6] - PROKHOVNIK S. J.,, "The Physical Interpretation of
Special Relativity-a Vindication of Hendrik Lorentz", Z.
Naturforsch. 48a, 925-931 (1993).
WILHELM H. E., "Physical Problematic of Einstein's
Relativity Theories", Hadronic J. 19, pp. 1-39 (1996).

[7] - a - N. D. Mermine, Am. J. Phys. 52, 119-124(1984)


-b - S. Singh, Am. J. Phys. 54, 183-184 (1986).
[8]- JEFIMENKO O. D., "On the Experimental Proofs of
Relativistic Length Contraction and Time Dilation", Z.
Naturforsch., 53a, 977 – 982 (1998).
[ 9] -N. Hamdan, “Derivation of the Relativistic Doppler Effect
from the Lorentz Force", Apeiron, Vol 12, No. 1, Jan.(2005).
[10]-P. Bergman, Introduction to the Theory of Relativity:
Dover, New York, p.145, (1976).
[11]- R. Ferber, “A Missing Link: What is behind de Broglie’s
periodic phenomenon”?, Foundation of physics Letters, Vol. 9, No.
6, 575 – 586 (1996).
[12] -N. Hamdan, " A Dynamical Approach to De Broglie
Theory" , Apeiron, Vol 12, No. 3, Apr.(2005).

[13]- N. Hamdan, “Newton’s Second Law is a Relativistic law


without Einstein’s Relativity”, Galilean Electrodynamics Vol. 16,
No. 4, pp. 71-75 (2005).

Dr. Nizar- Hamdan


Departmen of physics
University of Aleppo –Aleppo –Syria
nhamdan59@hotmail.com
nhamdan2@lycos.com

You might also like