You are on page 1of 9

‫سيد العمام العباس بن عبد المطلب رضي ال عنه ساقي الحرمين‬

‫من موقع المانة العامة لنساب السادة العباسيين‬


‫‪www.bani-alabbas.com‬‬

‫اسمه ونسبه‬

‫العباس بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن‬
‫النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان‪ .‬وأم العباس نتيلة بنت جناب بن كليب‬
‫بن مالك بن عمرو بن عامر‪ ،‬بن زيد مناة بن عامر‪ ،‬وهو الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم ال بن النمر بن قاسط بن‬
‫هنب ابن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان‪ .‬وكان العباس يكنى أبا الفضل‪.‬‬

‫قال ابن سعد في طبقاته عن شعبة مولى ابن عباس قال‪ :‬سمعت عبد ال بن عباس يقول‪ :‬ولد أبي العباس بن عبد المطلب‬
‫قبل قدوم أصحاب الفيل بثلث سنين‪ ،‬وكان أسن من رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬بثلث سنين وقيل للعباس أنت أكبر أم‬
‫رسول ال‪ ،‬فقال‪ :‬هو أكبر مني وأنا ولدت قبله‪.‬‬

‫صفته‪:‬‬

‫قال البلذري أقبل العباس بن عبد المطلب وعليه حلة وهو أبيض له ضفيرتان‪ ،‬فلما رآه النبي صلى ال عليه وسلم تبسم‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬يا رسول ال مم تبسمت؟ قال‪ " :‬من جمالك يا عم‪ " ،‬قال‪ :‬وما الجمال في الرجل بأبي أنت وأمي قال‪ :‬اللسان‪ .‬قال‬
‫أبو جعفر‪ ،‬يقول‪ :‬أعجب من بيانك ولسنك‪.‬جاء في السير قال الكلبي‪ :‬كان العباس شريفا‪ ،‬مهيبا‪ ،‬عاقل‪ ،‬جميل‪ ،‬أبيضا ‪ ،‬له‬
‫ضفيرتان‪ ،‬معتدل القامة‪.‬ولد قبل عام الفيل بثلث سنين‪.‬قال الذهبي‪ :‬بل كان من أطول الرجال‪ ،‬وأحسنهم صورة‪،‬‬
‫وأبهاهم‪،‬وأجهرهم صوتا‪ ،‬مع الحلم الوافر‪ ،‬والسؤدد‪.‬قال الزبير بن بكار‪ :‬كان العباس ثوب لعاري بني هاشم‪ ،‬وجفنة‬
‫لجائعهم‪ ،‬ومنظرة لجاهلهم‪.‬وكان يمنع الجار‪ ،‬ويبذل المال‪ ،‬ويعطي في النوائب‪.‬كان رضي ال عنه جهوري الصوت قال‬
‫الضحاك بن عثمان الجزامي‪ :‬كان يكون للعباس الحاجة إلى غلمانه وهم بالغابة‪ ،‬فيقف على سلع‪ ،‬وذلك في آخر الليل‪،‬‬
‫فيناديهم فيسمعهم‪.‬والغابة نحو من تسعة أميال‪.‬قلت‪ :‬كان تام الشكل‪ ،‬جهوري الصوت جدا‪ ،‬وهو الذي أمره النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم أن يهتف يوم حنين‪ :‬يا أصحاب الشجرة‪.‬قال القاضي أبو محمد‪ :‬كان للعباس راع يرعى له على مسيرة ثلثة‬
‫أميال‪ ،‬فإذا أراد منه شيئا صاح به‪ ،‬فأسمعه حاجته‪.‬‬

‫أبنائه‪:‬‬

‫كان للعباس بن عبد المطلب رضي ال عنه من الولد الفضل وكان أكبر ولده وبه كان يكنى‪ ،‬وكان جميل‪ ،‬وأردفه رسول ال‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬في حجته ومات بالشأم في طاعون عمواس‪ .‬وعبد ال وهو الحبر دعا له رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬ومات بالطائف ‪ ،‬وعبيد ال كان جوادا سخيا ذا مال مات بالمدينة ‪ ،‬وعبد الرحمن مات بالشأم ‪ ،‬وقثم وكان يشبه‬
‫بالنبي‪ ،‬صلى ال عليه وآله وسلم‪ ،‬وكان خرج إلى خراسان مجاهدا فمات بسمرقند ‪ ،‬ومعبد قتل بإفريقية شهيدا ‪ ،‬وأم حبيبة‬
‫بنت العباس‪ ،‬وأمهم جميعا أم الفضل وهى لبابة الكبرى بنت الحارث بن خزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد ال بن‬
‫هلل بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلن بن مضر‪ ,‬وأم‬
‫الفضل رضي ال عنها أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي ال عنها ولبابة الصغرى بنت الحارث أم خالد بن الوليد‬
‫رضي ال عنه‪ .‬وفي ولد أم الفضل هؤلء من العباس يقول عبد ال بن يزيد الهللي‪:‬‬

‫ما ولدت نجيبة من فحل ‪ ...‬بجبل تعلمه أو سهل‬


‫كستة من بطن أم الفضل ‪ ...‬أكرم بها من كهلة وكهل‬

‫أخبر هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال‪ :‬كان يقال‪ :‬ما رأينا بني أب وأم قط أبعد قبورا من بني العباس بن عبد‬
‫المطلب من أم الفضل‪ .‬وكان للعباس أيضا من الولد من غير أم الفضل كثير بن العباس ابن عبد المطلب‪ ،‬وكان فقيها محدثا‪،‬‬
‫وتمام بن العباس وكان من أشد أهل زمانه‪ ،‬وصفية وأميمة وأمهم أم ولد‪ ،‬والحارث بن العباس وأمه حجيلة بنت جندب بن‬
‫الربيع بن عامر بن كعب بن عمرو بن الحارث ابن كعب بن عمرو بن سعد بن مالك بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل ابن‬
‫مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار‪.‬‬

‫موقفه في بيعة العقبة‬

‫‪ :‬أخبرنا بمحمد بن عمر قال‪ :‬حدثني عبد ال بن يزيد الهذلي عن أبي البداح بن عاصم بن عدي بن عبد الرحمن بن عويم بن‬
‫ساعدة عن أبيه قال‪ :‬لما قدمنا مكة قال لي سعد بن خيثمة ومعن بن عدي وعبد ال ابن جبير‪ :‬يا عويم انطلق بنا حتى نأتي‬
‫رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فنسلم عليه فإنا لم نره قط وقد آمنا به‪ .‬فخرجت معهم فقيل لي هو في منزل العباس بن‬
‫عبد المطلب فرحلنا عليه فسلمنا وقلنا له‪ :‬متى نلتقي؟ فقال العباس بن عبد المطلب‪ :‬إن معكم من قومكم من هو مخالف لكم‬
‫فأخفوا أمركم حتى ينصدع هذا الحاج ونلتقي نحن وأنتم فنوضح لكم المر فتدخلون على أمر بين‪ .‬فوعدهم رسول ال‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬الليلة التي في صبحها النفر الخر أن يوافيهم أسفل العقبة حيث المسجد اليوم وأمرهم أن ل ينبهوا نائما ول‬
‫ينتظروا غائبا‪.‬‬

‫عن معاذ بن رفاعة بن رافع قال‪ :‬فخرج القوم تلك الليلة ليلة النفر الول بعد هذه يتسللون وقد سبقهم رسول ال‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬إلى ذلك الموضوع ومعه العباس بن عبد المطلب ليس معه أحد من الناس غيره‪ ،‬وكان يثق به في أمره كله‪،‬‬
‫فلما اجتمعوا كان أول من تكلم العباس بن عبد المطلب فقال‪ :‬يا معشر الخزرج‪ ،‬وكانت الوس والخزرج تدعى الخزرج‪ .‬أنكم‬
‫قد دعوتم محمدا إلى ما دعوتموه إليه ومحمد من أعز الناس في عشيرته يمنعه وال من كان منا على قوله ومن لم يكن منا‬
‫على قوله منعة للحسب والشرف‪ ،‬وقد أبى محمدا الناس كلهم غيركم فإن كنتم أهل قوة وجلد وبصر بالحرب واستقلل بعداوة‬
‫العرب قاطبة فإنها سترميكم عن قوس واحدة فارتؤوا رأيكم وأتمروا أمركم ول تتفرقوا إل عن مل منكم واجتماع فإن أحسن‬
‫الحديث أصدقه‪ ،‬وأخرى‪ ،‬صفوا لي الحرب كيف تقاتلون عدوكم‪ .‬قال فأسكت القوم وتكلم عبد ال بن عمرو بن حرام فقال‪:‬‬
‫نحن وال أهل الحرب غذينابها ومرنا عليها وورثناها عن آبائنا كابرا فكابرا‪ ،‬نرمي بالنبل حتى تفنى‪ ،‬ثم نطاعن بالرماح‬
‫حتى تكسر الرماح‪ ،‬ثم نمشي بالسيوف فنضارب بها حتى يموت العجل منا أو من عدونا‪ .‬فقال العباس بن عبد المطلب‪ :‬أنتم‬
‫أصحاب حرب فهل فيكم دروع؟ قالوا‪ :‬نعم شاملة؛ وقال البراء ابن معرور‪ :‬قد سمعنا ما قلت‪ ،‬إنا وال لو كان في أنفسنا غير‬
‫ما ينطق به لقلناه ولكنا نريد الوفاء والصدق وبذل مهج أنفسنا دون رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ .‬قال وتل رسول ال‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬القران ثم دعاهم إلى ال ورغبهم في السلم وذكر الذي اجتمعوا له فأجابه البراء ابن معرور باليمان‬
‫والتصديق فبايعهم رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬على ذلك‪ ،‬والعباس بن عبد المطلب أخذ بيد رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬يؤكد له البيعة تلك الليلة على النصار‪.‬‬

‫و عن الحارث بن الفضل عن سفيان بن أبي العوجاء قال‪ :‬حدثني من حضرهم تلك الليلة والعباس بن عبد المطلب أخذ بيد‬
‫رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهو يقول‪ :‬يا معشر النصار أخفوا جرسكم فإن علينا عيونا‪ ،‬وقدموا ذوى أسنانكم‬
‫فيكونون الذين يلون كلمنا منكم فإنا نخاف قومكم عليكم‪ ،‬ثم إذا بايعتم فتفرقوا إلى مجالكم واكتموا أمركم فإن طويتم هذا‬
‫المر حتى ينصدع هذا الموسم فأنتم الرجال وأنتم لما بعد اليوم‪ .‬فقال البراء بن معرور‪ :‬يا أبا الفضل اسمع‪ .‬منا فسكت‬
‫العباس فقال البراء‪ :‬لك وال عندنا كتمان ما تحب أن نكتم وإظهار ماتحب أن نظهر وبذل مهج أنفسنا ورضا ربنا عنا‪ ،‬إنا‬
‫أهل حلقة وافرة وأهل منعة وعز‪ ،‬وقد كنا على ما كنا عليه من عبادة حجر ونحن كذا فكيف بنا اليوم حين بصرنا ال ما‬
‫أعمى على غيرنا وأيدنا بمحمد‪ ،‬صلى ال عليه وسلم؟ ابسط يدك‪ .‬فكان أول من ضرب على يد رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬البراء بن معرور‪ ،‬ويقال بو الهيثم بن التيهان‪ ،‬ويقال أسعد بن زرارة‪.‬‬

‫وعن سليمان بن سحيم قال‪ :‬تفاخرت الوس والخزرج فيمن ضرب على يد رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ليلة العقبة أول‬
‫الناس فقالوا‪ :‬ل أحد أعلم به من العباس بن عبد المطلب‪ ،‬فسألوا العباس فقال‪ :‬ما أحد أعلم بهذا مني‪ ،‬أول من ضرب على‬
‫يد النبي‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬من تلك الليلة أسعد بن زرارة ثم البراء بن معرور ثم أسيد بن الحضير‪.‬‬

‫و عن عامر الشعبي قال‪ :‬انطلق النبي‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬بالعباس بن عبد المطلب‪ ،‬وكان العباس ذا رأي‪ ،‬إلى السبعين من‬
‫النصار عند العقبة تحت الشجرة فقال العباس‪ :‬ليتكلم متكلمكم ول يطل الخطبة فإن عليكم من المشركين عينا وان يعلموا بكم‬
‫يفضحوكم‪ .‬فقال قائلهم وهو أبو أمامة أسعد بن زرارة‪ :‬يا محمد سل لربك ما شئت ثم سل لنفسك ولصحابك ما شئت ثم‬
‫أخبرنا ما لنا من الثواب على ال وعليكم إذا فعلنا ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬أسألكم لربي أن تعبده ول تشركوا به شيئا‪ ،‬وأسألكم لي‬
‫ولصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما تمنعون أنفسكم‪ ،‬قال‪ :‬فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال‪ :‬الجنة‪ ،‬قال‪ :‬فلك ذلك‪ .‬قال‬
‫إسحاق بن يوسف في حديثه‪ :‬فكان الشعبي إذا حدث هذا الحديث يقول ما سمع الشيب والشبان بخطبة أقصر ول أبلغ منها‪.‬‬

‫إسلمه‪:‬‬

‫عن أبي صالح عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬قد كان من كان منا بمكة من بني هاشم قد أسلموا فكانوا يكتمون‬
‫اسلمهم ويخافون يظهرون ذلك فرقا من أن يثب عليهم أبو لهب وقريش فيوثقوا كما أوثقت بنو مخزوم سلمة بن هشام‬
‫وعباس ابن أبي ربيعة وغيرهما فلذلك قال النبي‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬لصحابه يوم بدر‪ :‬من لقي منكم العباس وطالبا‬
‫وعقيل ونوفل وأبا سفيان فل تقتلوهم فإنهم أخرجوا مكرهين‪.‬‬
‫وعن حسين بن عبد ال بن عبيد ال بن العباس بن عبد المطلب عن عكرمة قال‪ :‬قال أبو رافع مولى رسول ال‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬كنت غلما للعباس بن عبد المطلب وكان السلم قد دخلنا أهل البيت فأسلم العباس وأسلمت أم الفضل وأسلمت‪،‬‬
‫فكان العباس يهاب قومه ويكره خلفهم فكان يكتم إسلمه‪ ،‬وكان ذا مال متفرق في قومه فخرج معهم إلى بدر وهو على ذلك‪.‬‬

‫وعن العباس بن عبد ال بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس أن النبي‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬قال لصحابه يوم بدر‪ :‬إني عرفت‬
‫أن رجال من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها ل حاجة لهم بقتالنا‪ ،‬فمن ي منكم من بني هاشم فل يقتله‪ ،‬من لقي العباس‬
‫بن عبد المطلب عم النبي‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فل يقتله فإنما أخرج مستكرها‪ .‬قال فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة‪ :‬نقتل‬
‫آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشائرنا ونترك العباس؟ وال لئن لقيته للحمنه السيف‪ .‬قال فبلغت مقالته رسول ال‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فقال لعمر بن الخطاب‪ :‬يا أبا حفص‪ ،‬قال عمر‪ :‬وال إنه لول يوم كناني فيه رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫بأبي حفص‪ ،‬أيضرب عم رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬بالسيف؟ فقال عمر‪ :‬دعني ولضرب عنق أبي حذيفة بالسيف‪،‬‬
‫فوال لقد نافق‪ .‬قال وندم أبو حذيفة على مقالته فكان يقول‪ :‬وال ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ول أزال منها‬
‫خائفا إل أن يكفرها ال‪ ،‬عز وجل‪ ،‬عني بالشهادة‪ .‬فقتل يوم اليمامة شهيدا‪.‬‬

‫و عن ابن عباس قال‪ :‬كان رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬حين لقي المشركين يوم بدر قال‪ :‬من لقي أحدا من بني هاشم‬
‫فل يقتله فإنهم أخرجوا كرها‪ .‬فقال أبو حذيفة ابن عتبة بن ربيعة‪ :‬وال ل ألقى رجل منهم إل قتلته فبلغ ذلك رسول ال‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬أنت القائل كذا وكذا؟ قال‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬شق علي إذا رأيت أبي وعمي وأخي مقتلين فقلت‬
‫الذي قلت‪ .‬فقال له رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬إن أباك وعمك وأخاك خرجوا جادين في قتالنا طائعين غير مكرهين‬
‫وان هؤلء أخرجوا مكرهين غير طائعين لقتالنا‪.‬‬
‫وعبد ال بن الحارث قال‪ :‬لما كان يوم بدر جمعت قريش بني هاشم وحلفاءهم في قبة وخافوهم فوكلوا بهم من يحفظهم‬
‫ويشدد عليهم‪ ،‬منهم حكيم بن حزام‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخبرنا محمد بن عمر قال‪ :‬أخبرنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال‪ :‬حدثنا عبيد بن‬
‫أوس مقرن من بني ظفر قال‪ :‬لما كان يوم بدر أسرت العباس بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وحليفا للعباس فهريا‬
‫فقرنت العباس وعقيل‪ ،‬فلما نظر إليهما رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬سماني مقرنًا وقال‪ :‬أعانك عليهما ملك كريم‪.‬‬
‫و عن ابن عباس قال‪ :‬كان الذي أسر العباس أبو اليسر كعب بن عمرو أخو بني سلمة‪ ،‬وكان أبو اليسر رجل مجموعا وكان‬
‫العباس رجل جسيما‪ ،‬فقال رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬لبي اليسر‪ :‬كيف أسرت العباس يا أبا اليسر؟ فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ول بعد‪ ،‬هيئته كذا وهيئته كذا‪ ،‬فقال رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬لقد أعانك عليه‬
‫ملك كريم‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬وقال غير محمد بن إسحاق في حديثه‪ :‬انتهى أبو اليسر إلى العباس بن عبد المطلب يوم بدر وهو قائم كأنه صنم فقال‬
‫له‪ :‬جزتك الجوازي‪ ،‬أنقتل ابن أخيك؟ فقال العباس‪ :‬ما فعل محمد أما به القتل‪ ،‬قال أبو اليسر‪ :‬ال أعز وأنصر‪ ،‬فقال العباس‪:‬‬
‫كل شيء ما خل محمدا خلل فما تريد؟ قال إن رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬نهى عن قتلك‪ ،‬فقال العباس‪ :‬ليس بأول‬
‫صلته وبره‪.‬‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬لما أمسى القوم يوم بدر والسارى محبوسون في الوثاق فبات رسول ال‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ساهرا أول ليله فقال له أصحابه‪ :‬يا رسول ال ما لك ل تنام؟ فقال‪ :‬سمعت أنين العباس في وثاقه‪ .‬فقاموا إلى‬
‫العباس فأطلقوه فنام رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وعن يزيد بن الصم قال‪ :‬لما كانت أسارى بدر كان فيهم العباس عم رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فسهر النبي‪ ،‬صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬ليلته فقال له بعض أصحابه‪ :‬ما أسهرك يا نبي ال؟ فقال‪ :‬أنين العباس‪ .‬فقام رجل فأرخى من وثاقه فقال‬
‫رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما لي ل أسمع أنين العباس؟ فقال رجل من القوم‪ :‬أني أرخيت من وثاقه شيئا‪ ،‬قال‪ :‬فافعل‬
‫ذلك بالسارى كلهم‪.‬‬

‫استسقاء عمر بالعباس رضي ال عنهما‪:‬‬

‫و عن أبي صالح قال‪ :‬أجدبت الرض على عهد عمر حتى التقت الرعاء وألقيت العصي وعطلت النعم‪ ،‬فقال كعب‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين إن بني اسرائيل كانوا إذا أصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة النبياء‪ ،‬فاستسقى عمر بالعباس فجعل عمر يدعو‬
‫والعباس يدعو‪.‬‬
‫و عن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬استسقى عمر بن الخطاب بالعباس عام الرمادة فقال‪ :‬اللهم إن هؤلء عبادك وبنو‬
‫إمائك أتوك راغبين متوسلين إليك بعم نبيك‪ ،‬فاسقنا سقيا نافعة تعم البلد وتحي العباد‪ ،‬اللهم إنا نستسقيك بعم نبيك‬
‫ونستشفع إليك بشيبته‪ ،‬فسقوا‪ ،‬فقال في ذلك الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب‪:‬‬
‫بعمي سقى ال الحجاز وأهله ‪ ...‬عشية يستسقي بشيبته عمر‬
‫توجه بالعباس في الجدب راغبا ‪ ...‬إليه فما أن رام حتى أتى المطر‬
‫ومنا رسول ال فينا تراثه ‪ ...‬فهل فوق هذا للمفاخر مفتخر‬

‫وقال ابن عفيف النضري‪:‬‬


‫ما زال عباس بن شيبة عائل ‪ ...‬للناس عند تنكر اليام‬
‫رجل تفتحت السماء لصوته ‪ ...‬لما دعا بفضيلة السلم‬
‫عرفت قريش يوم قام مقامه ‪ ...‬فبه له فضل على القوام‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫رسول ال والشهداء منا ‪ ...‬وعباس الذي فتق الغماما‬

‫وقال الواقدي في روايته‪ :‬لما كان عام الرمادة‪ ،‬وهو عام الجدب سنة ثماني عشرة‪ ،‬استسقى عمر بن الخطاب بالعباس‬
‫وقال‪ :‬اللهم إنا كنا نستسقيك بنبينا إذا قحطنا‪ ،‬وهذا عمه بين أظهرنا ونحن نستسقيك به‪ ،‬فلم ينصرف حتى أطبق السحاب‪،‬‬
‫قال‪ :‬وسقوا بعد ثلثة أيام‪ ،‬وكان عام الرمادة الذي كان فيه طاعون عمواس بالشام‪.‬‬
‫المطلب أن عمر خرج يستسقى به فقال اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك وبقية آبائه وكبر رجاله فإنك تقول وقولك الحق وأما‬
‫الجدار فكان لغلمين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فحفظتهما لصلح أبيهما فاحفظ اللهم نبيك‬
‫في عمه فقد دلونا به إليك مستشفعين ومستغفرين ثم أقبل على الناس فقال " استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء‬
‫عليكم مدرارا ويمددكم " إلى قوله " أنهارا "قال ورأيت العباس وقد طال عمر وعيناه ينضحان وسبائبه تجول على صدره‬
‫وهو يقول اللهم أنت الراعي ل تهمل الضالة ول تدع الكسير بدار مضيعة فقد ضرع الصغير ورق الكبير وارتفعت الشكوى‬
‫وأنت تعلم السر وأخفى اللهم فاغثهم بغياثك من قبل أن يقنطوا فيهلكوا فإنه ل ييأس من روحك إل القوم الكافرون فنشأت‬
‫طريرة من سحاب فقال الناس ترون ترون ثم تلمت واستتمت ونشب فيها ريح ثم هدرت ودرت فوال ما برحوا حتى اعتلقوا‬
‫الحذاء وقلصوا المآزر وطف الناس بالعباس يمسحون أركانه ويقولون هنيئا لك ساقي الحرمين‬

‫روايته للحديث‪:‬‬

‫قال الذهبي‪:‬وله عدة أحاديث‪ ،‬منها خمسة وثلثون في مسند بقي وفي البخاري حديث‪ ،‬وفي مسلم ثلثة أحاديث ‪.‬روى عنه‬
‫ابناه‪ :‬عبدال‪ ،‬وكثير ; والحنف بن قيس‪ ،‬و عبدال بن الحارث بن نوفل‪ ،‬وجابر بن عبدال‪ ،‬وأم كلثوم بنت العباس‪ ،‬و‬
‫عبدال بن عميرة‪ ،‬وعامر بن سعد‪ ،‬وإسحاق بن عبدال بن نوفل‪ ،‬ومالك بن أوس بن الحدثان‪ ،‬ونافع بن جبير بن مطعم‪،‬‬
‫وابنه عبيد ل بن العباس‪ ،‬وآخرون‪,‬قلت ومما جاء في الصحاح ما ورد في صحيح مسلم عن العباس بن عبدالمطلب ؛ أنه‬
‫قال ‪ :‬يا رسول ال ! هل نفعت أبا طالب بشيء ‪ ،‬فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال " نعم ‪ .‬هو في ضحضاح من نار ‪ .‬ولول‬
‫أنا لكان في الدرك السفل من النار " ‪.‬وفي صحيح مسلم عن العباس رضي ال عنه قال‪ :‬إذا سجد العبد سجد معه سبعة‬
‫أطراف ‪ :‬وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه "‬
‫وله في صحيح مسلم‪:‬ذاق طعم اليمان ‪ ،‬من رضي بال ربا وبالسلم دينا وبمحمد رسول "‬

‫موقفه يوم حنين‪:‬‬

‫قال الذهبي رحمه ال وثبت أن العباس كان يوم حنين‪ ،‬وقت الهزيمة‪ ،‬آخذا بلجام بغلة النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وثبت معه‬
‫حتى نزل النصر‪.‬‬
‫وجاء في صحيح مسلم عن العباس بن عبد المطلب رضي ال عنه قال‪:‬‬

‫شهدت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم حنين ‪ .‬فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ .‬فلم نفارقه ‪ .‬ورسول ال صلى ال عليه وسلم على بغلة له ‪ ،‬بيضاء ‪ .‬أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي ‪ .‬فلما‬
‫التقى المسلمون والكفار ‪ ،‬ولى المسلمون مدبرين ‪ .‬فطفق رسول ال صلى ال عليه وسلم يركض على بغلته قبل الكفار ‪ .‬قال‬
‫عباس ‪ :‬وأنا آخذ بلجام بغلة رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬أكفها إرادة أن ل تسرع ‪ .‬وأبو سفيان آخذ بركاب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) أي عباس ! ناد أصحاب السمرة ( ‪ .‬فقال عباس ) وكان رجل‬
‫صيتا ( ‪ :‬فقلت بأعلى صوتي ‪ :‬أين أصحاب السمرة ؟ قال ‪ :‬فوال ! لكأن عطفتهم ‪ ،‬حين سمعوا صوتي ‪ ،‬عطفة البقر على‬
‫أولدها ‪ .‬فقالوا ‪ :‬يا لبيك ! يا لبيك ! قال ‪ :‬فاقتتلوا والكفار ‪ .‬والدعوة في النصار ‪ .‬يقولون ‪ :‬يا معشر النصار ! يا معشر‬
‫النصار ! قال ‪ :‬ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج ‪ .‬فقالوا ‪ :‬يا بني الحارث بن الخزرج ! يا بني الحارث بن‬
‫الخزرج ! فنظر رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو على بغلته ‪ ،‬كالمتطاول عليها ‪ ،‬إلى قتالهم ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ) هذا حين حمي الوطيس ( ‪ .‬قال ‪ :‬ثم أخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ‪ .‬ثم‬
‫قال ) انهزموا ‪ .‬ورب محمد ! ( قال ‪ :‬فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى ‪ .‬قال ‪ :‬فوال ! ما هو إل أن رماهم‬
‫بحصياته ‪ .‬فما زلت أرى حدهم كليل وأمرهم مدبرا ‪ .‬وفي رواية ‪ :‬نحوه ‪ .‬غير أنه قال ‪ :‬فروة بن نعامة الجذامي ‪ .‬وقال‬
‫) انهزموا ‪ .‬ورب الكعبة ! انهزموا ‪ .‬ورب الكعبة ! ( وزاد في الحديث ‪ :‬حتى هزمهم ال ‪ .‬قال ‪ :‬وكأني أنظر إلى النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته ‪.‬‬

‫سقاية زمزم‪:‬‬

‫عن عبد ال بن أبي رزين عن علي قال‪ :‬قلت للعباس سل لنا رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬الحجابة‪ .‬قال فسأله فقال‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬أعطيكم ما هو خير لكما منها‪ ،‬السقاية بروائكم ول تزروا بها‪.‬و عن ابن عمر قال‪ :‬استأذن العباس بن‬
‫عبد المطلب النبي‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أن يبيت ليالي منى بمكة من أجل سقايته فأذن له‪.‬‬
‫وعن مجاهد قال‪ :‬طاف رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬على ناقته بالبيت معه محجن يستلم به الحجر كلما مر عليه‪ ،‬ثم‬
‫أتى السقاية يستشفي‪ ،‬قال فقال العباس‪ :‬يا رسول ال إل نأتيك بماء لم تمسه اليدي؟ قال‪ :‬بلى فاسقوني‪ ،‬فسقوه ثم أتى‬
‫زمزم فقال‪ :‬استقوا لي منها دلوا‪ .‬فأخرجوا منها دلوا فمضمض منه ثم مجه من فيه ثم قال‪ :‬أعيدوه فيها‪ ،‬ثم قال‪ :‬إنكم لعلي‬
‫عمل صالح‪ ،‬ثم قال‪ :‬لول أن تغلبوا عليه لنزلت فنزعت معكم‪.‬‬
‫و عن حسين ابن عبد ال بن عبيد ال بن عباس قال‪ :‬حدثني جعفر بن تمام قال‪ :‬جاء رجل إلى ابن عباس فقال‪ :‬أرأيت ما‬
‫تسقون الناس من نبيذ هذا الزبيب‪ ،‬أسنة تتبعونها أم تجدون هذا أهون عليكم من اللبن والعسل؟ فقال ابن عباس‪ :‬إن رسول‬
‫ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أتى العباس وهو يسقي الناس فقال اسقني‪ ،‬فدعا العباس بعساس من نبيذ فتناول رسول ال‪،‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬عسا منها فشرب ثم قال‪ :‬أحسنتم‪ ،‬هكذا اصنعوا‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬فما يسرني أن سقايتها جرت علي‬
‫لبنا وعسل مكان قول رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أحسنتم هكذا افعلوا‪.‬و عن مجاهد قال‪ :‬اشرب من سقاية آل العباس‬
‫فإنها من السنة‪.‬‬

‫وفاتـــه‪:‬‬

‫توفي العباس رضي ال عنه يوم الجمعة لربع عشرة خلت من رجب سنة اثنتين وثلثين في خلفة عثمان بن عفان وهو‬
‫ابن ثمان وثمانين سنة‪ ،‬ودفن بالبقيع في مقبرة بني هاشم‪.‬‬
‫وعن عباس ابن عبد ال بن سعيد قال‪ :‬لما مات العباس أرسل إليهم عثمان إن رأيتم أن أحضر غسله فعلتم‪ ،‬فأذنوا له‪،‬‬
‫فحضر فكان جالسا ناحية البيت‪ ،‬وغسله علي بن أبي طالب‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬وعبد ال وعبيد ال وقثم بنو العباس‪ ،‬وحدث‬
‫نساء بني هاشم سنة‪.‬و عن ابن عباس قال‪ :‬أوصى العباس أن يكفن في برد حبرة وقال‪ :‬إن رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬كفن فيه‪.‬قال‪ :‬أخبرنا محمد بن عمر قال‪ :‬حدثنا ابن أبي سبرة عن عبد المجيد ابن سهيل عن عيسى بن طلحة قال‪:‬‬
‫رأيت عثمان يكبر على العباس بالبقيع وما يقدر من لفظ الناس‪ ،‬ولقد بلغ الناس الحشان وما تخلف أحد من الرجال والنساء‬
‫والصبيان‪.‬‬
‫وقال الواقدي وغيره‪ :‬توفي العباس في شهر رمضان سنة اثنتين وثلثين‪ ،‬وهو ابن ثمان وثمانين سنة‪ ،‬وكان معتدل القناة‪،‬‬
‫ودفن بالمدينة بالبقيع‪ ،‬وصلى عليه عثمان بن عفان‪ ،‬وكان يقول حين نشب الناس في أمر عثمان‪ :‬اللهم اسبق بي أمرا ل‬
‫أحب أن أدركه‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬ونزل في حفرة العباس‪ :‬علي بن أبي طالب‪ ،‬وعبد ال وعبيد ال ابنا العباس‪ ،‬والحسن والحسين ابنا علي‪ ،‬وقثم بن‬
‫العباس‪ ،‬ويقال إن عثمان بن عفان نزل في قبره‪ ،‬وقال عبد ال بن العباس‪ :‬لقد كنا محتاجين إلى نزول أكثر منا لبدنه‬
‫وعظمه‪,‬وعن علي بن عبد ال بن عباس قال أعتق العباس عند موته سبعين مملوكا‪.‬‬
‫رضي ال عنه وعن صحابة رسول ال أجمعين وجمعنا بهم في جنات النعيم‬

‫المصادر‪:‬‬
‫‪ -‬طبقات ابن سعد‪.‬‬
‫‪ -‬أنساب الشراف للبلذري‬
‫‪ -‬السير للذهبي‬
‫‪ -‬تاريخ دمشق‬
‫‪ -‬تاريخ البغدادي‬
‫‪ -‬تاريخ السلم للذهبي‪.‬‬

‫أحاديث في فضل سيدنا العباس بن عبد المطلب رضي ال عنه وذريته المباركة‬

‫)‪ (1‬عن سيدنا العباس بن عبدالمطلب رضي ال عنه قال‪:‬‬


‫كنت عند النبي صلى ال عليه وسلم ذات ليلة فقال ‪)) :‬انظر هل ترى في السماء من نجم(( قال ‪ :‬قلت نعم قال ‪)) :‬ما ترى((‬
‫قال ‪ :‬قلت أرى الثريا قال ‪)) :‬أما إنه يلي هذه المة بعددها من صلبك اثنين في فتنة(( حديث صحيح أخرجه المام أحمد في‬
‫مسنده ‪(2)3217‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم‪)) :‬يا أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني ‪ ،‬فإنما عم الرجل صنو أبيه (( حديث‬
‫صحيح‪,‬رواه عبدالمطلب بن ربيعة و العباس بن عبدالمطلب‪,‬حدث به اللباني صحيح الجامع ‪7087‬‬

‫)‪ (3‬قال صلى ال عليه وآله وسلم‪)):‬من آذى العباس فقد آذاني ‪ ،‬إنما عم الرجل صنو أبيه((حديث حسن‪,‬صحيح الجامع‬
‫‪5922‬‬
‫)‪ (4‬وجاء في سنن الترمذي مارواه عبدالمطلب بن ربيعه بن الحارث قال أن العباس بن عبد المطلب رضي ال عنه‪ ،‬دخل‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم مغضبا وأنا عنده ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما أغضبك ؟ قال ‪ :‬يا رسول ال ! ما لنا ولقريش ! إذا تلقوا‬
‫بينهم ‪ ،‬تلقوا بوجوه مبشرة ‪ ،‬وإذا لقونا ‪ ،‬لقونا بغير ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬فغضب رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى احمر وجهه ‪،‬‬
‫ثم قال )) والذي نفسي بيده ‪ ،‬ل يدخل قلب رجل اليمان حتى يحبكم ل ولرسوله ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا أيها الناس ! من آذى عمي فقد‬
‫آذاني ‪ ،‬فإنما عم الرجل صنو أبيه((‬
‫حديث حسن صحيح جاء في سنن الترمذي ‪3758‬‬

‫)‪ (5‬وجاء أيضا في سنن الترمذي حديث رقم ‪ 3762‬وقد ورد كذلك الحديث عند المام الذهبي في سير أعلم النبلء المجلد‬
‫الثاني صــ ‪89‬ــ‬
‫عن سيدنا الحبر عبدال بن عباس رضي ال عنهماقال ‪:‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم للعباس ‪)) :‬إذا كان غداة الثنين‬
‫فأتني أنت وولدك حتى أدعو لهم بدعوة ينفعك ال بها وولدك((‬
‫فغدا وغدونا معه فألبسنا كساء ثم قال ))اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة ل تغادر ذنبا اللهم احفظه في ولده((‬
‫حديث حسن‪-‬الترمذي حديث رقم ‪ 3762‬حدث به اللباني رحمه ال‬

‫)‪ (6‬عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب أّنه ذهب هو والفضل بن العباس بن عبدالمطلب إلى رسول ال‬
‫صدقِة لُيصيَبا ِمن المال ما يتزّوجان به‪ ،‬فقال لهما صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫صلى ال عليه وسلم يطلبان منه أن ُيوّليهما على ال ّ‬
‫خ الناس((‪ ،‬ثّم أمر بتزويجهما وإصداقهما من الخمس‪.‬حديث صحيح أخرجه‬ ‫صدقة ل تنبغي لل محمد؛ إّنما هي أوسا ُ‬‫ن ال ّ‬
‫))إ ّ‬
‫المام مسلم في صحيحه )‪(1072‬‬

‫)‪ (7‬وروي عن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬منا السفاح ‪ ،‬ومنا المنصور ومنا المهدي‬
‫إسناده جيد‪,‬حدث به المام الذهبي رحمه ال في سير أعلم النبلء ‪84/ 7‬‬
‫وحدث به المام ابن كثير في البداية والنهاية ‪6/251‬‬

‫والسفاح لقب أمير المؤمنين أبي العباس لقب به لكثرة سفحه المال وإعطاءه العطايا جاء في معجم لسان العرب لبن منظور‬
‫سّفاح‪ :‬لقب عبد ال بن محمد َأّول خليفة من بني العباس‪.‬‬
‫ح‪ِ ،‬مْعطاء وال ّ‬
‫سّفا ٌ‬
‫‪ 2649‬ورجل َ‬
‫جاء في مسند المام أحمد‪:‬‬

‫حدثنا عثمان‪ ،‬وسمعته انا من‪ ،‬عثمان حدثنا جرير‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن عطية العوفي‪ ،‬عن ابي سعيد الخدري‪ ،‬قال قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم))يخرج عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له السفاح فيكون اعطاؤه المال‬
‫حثيا))‪.‬مسند المام أحمد‪,‬المجلد الثالث حديث رقم ‪11333‬‬

‫)‪ (8‬وعن أبي هريرة رضي ال عنه قال أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالصدقة ‪ ،‬فقيل ‪ :‬منع ابن جميل ‪ ،‬وخالد بن‬
‫الوليد ‪ ،‬وعباس بن عبد المطلب ‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وسلم ‪)) :‬ما ينقم ابن جميل إل أنه كان فقيرا فأغناه ال‬
‫ورسوله ‪ ،‬وأما خالد ‪ :‬فإنكم تظلمون خالدا ‪ ،‬فقد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل ال ‪ ،‬وأما العباس ابن عبد المطلب ‪ :‬فعم‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فهي عليه صدقة ومثلها معها((‪ ,‬حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه ‪1468‬‬

‫)‪ (9‬عن عبدال بن الحارث قال‪:‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصف عبد ال وعبيد ال وكثير بني العباس ويقول من‬
‫سبق إلي فله كذا وكذا فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيلتزمهم ويقبلهم ‪ ,‬إسناده حسن‪,‬المحدث‪ :‬الهيثمي ‪ -‬مجمع‬
‫الزوائد ‪9/288‬‬

‫)‪ (10‬عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم))عمي و صنو أبي‬
‫العباس(( حديث صحيح‪,‬المحدث‪ :‬اللباني صحيح الجامع ‪4104‬‬

‫)‪ (11‬عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي ال عنه أن النبي صلى ال عليه وسلم قال لعمر في العباس ))إن عم الرجل صنو‬
‫أبيه(( وكان عمر كلمه في صدقته‪ ,‬حديث حسن صحيح‪-,‬سنن الترمذي ‪ 3760‬وحدث به أيضا ابن حجر العسقلني في هداية‬
‫الرواة ‪5/453‬‬

‫)‪ (12‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم )) العباس عم رسول ال ‪ ،‬و إن عم الرجل صنو أبيه((‬
‫حديث صحيح‪,‬رواه‪ :‬أبو هريرة و عمر بن الخطاب و الحسن بن مسلم المكي و علي بن أبي طالب و عبدالمطلب بن ربيعة بن‬
‫الحارث‪,‬السلسلة الصحيحة لللباني‪806 -‬‬
‫(‪)13‬عن أبي أسيد الساعادي قال‪:‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم للعباس بن عبد المطلب ل ترم منزلك وبنوك غدا‬
‫حتى آتيكم فإن لي فيكم حاجة فانتظروه حتى بعدما أضحى فدخل عليهم فقال السلم عليكم قالوا عليكم السلم ورحمة ال‬
‫وبركاته قال كيف أصبحتم قالوا نحمد ال قال تقاربوا بزحف بعضكم إلى بعض حتى إذا أمكنوه اشتمل عليهم بملءته ثم قال‬
‫))يا رب هذا عمي وصنو أبي وهؤلء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم بملءتي هذه(( فأمنت أسكفة الباب وحوائط‬
‫البيت فقالت آمين آمين آمين‬
‫إسناده حسن الهيثمي ‪ -‬مجمع الزوائد ‪9/273‬‬

‫)‪ (14‬وعن زيد بن أرقم رضي ال عنه قال ‪ :‬قام رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما فينا خطيبا ‪ .‬بماء يدعى خما ‪ .‬بين‬
‫مكة والمدينة ‪ .‬فحمد ال وأثنى عليه ‪ .‬ووعظ وذكر ‪ .‬ثم قال " أما بعد ‪ .‬أل أيها الناس ! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول‬
‫ربي فأجيب ‪ .‬وأنا تارك فيكم ثقلين ‪ :‬أولهما كتاب ال فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب ال ‪ .‬واستمسكوا به " فحث على كتاب‬
‫ال ورغب فيه ‪ .‬ثم قال " وأهل بيتي ‪ .‬أذكركم ال في أهل بيتي ‪ .‬أذكركم ال في أهل بيتي ‪ .‬أذكركم ال في أهل بيتي " ‪ .‬فقال‬
‫له حصين ‪ :‬ومن أهل بيته ؟ يا زيد ! أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال ‪ :‬نساؤه من أهل بيته ‪ .‬ولكن أهل بيته من حرم الصدقة‬
‫بعده ‪ .‬قال ‪ :‬وهم ؟ قال ‪ :‬هم آل علي ‪ ،‬وآل عقيل ‪ ،‬وآل جعفر ‪ ،‬وآل عباس ‪ .‬قال ‪ :‬كل هؤلء حرم الصدقة ؟ قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫حديث صحيح‪-‬رواه مسلم في صحيحه‪2408-‬‬

You might also like