Professional Documents
Culture Documents
هالل العدد
منرب الداعيات
التي من أهمها أنها حُتدث نُقلة هائلة في فهم اإلسالم من أن يكون مج ّرد طقوس وصور
إلى منهج للتعامل مع الله سبحانه وتعالى ومع الناس ،ومنهج في فهم احلياة ،ومنهج
يحكم مسار البشرية في األخالق والسياسة واالقتصاد واالجتماع وفي سائر الشؤون.
ول ��و أردن ��ا أن نقتص ��ر على ذكر أه ��م مقاصد احل ��ج ونعكس على مرآت ��ه واقع األمة
للمقارن ��ة ب�ي�ن ما يجب أن نس ��تفيده من العب ��ادات وبني ما هو واقعن ��ا ألمكننا ذلك أن
و�سيلة �إعالم ّية فعلوننقدر حجم النُّ قلة َ -س َع ًة وعمق ًا وارتفاع ًا -التي ميكن أن حتدث لو أن املسلمني ُي ِّ ِّ
دالالت الشعائر في ممارساتهم احلياتية:
لر�سالة دعو ّية أوال إعالء ذكر الله ،فاحلج يهدف أول ما يهدف إلى إعالء ذكر الله ليكون سبحانه ً
املقص ��د ورضاه هو أع ��ز املطالب ،ولي ��س الدنيا وال مناصبه ��ا وال زعماؤها وتعال ��ى ه ��و ِ
متم ّيزة التافهون وطواغيتُ ها املتك ِّبرون الذين يصرفون الناس عن الله ليستمتعوا بـتقديســـهــم
والدوران في فلك خدمتهم وطاعتهم.
فهتاف احلجاج (لبيك اللهم لبيك) املشفوع ثاني ًا االس ��تجابة ألمره وشرعهُ ،
منرب الداعيات بتوحيد الله ثم إسناد كل احلمد والنعم له سبحانه وتعالى وأن ا ُمللك والسلطة واألمر
والنه ��ي ل ��ه وح ��ده ال حل ��زب وال لس ��لطة وال لزعيم إال م ��ا كان صادر ًا م ��ن أمره ونهيه
سبحانه وتعالى .فأين تفعيل هذا الهتاف في حياة املسلمني باملقارنة مع الواقع ا ُملزْري
جملّة املر�أة غير شرعه من القوانني الوضعية من ا ِّتباع غير أمره في كثير من شؤون احلياة وحتكيم ِ
الوضيعة التي وضعها رسول الله [ هي وسائر أمور اجلاهلية حتت ق َد َم ْيه الشريفتني
في إعالنه السامي العظيم في ُخطبة الوداع يوم عرفة من عام 10هـ؟!
والأ�سرة ثالث ًا منابذة الش ��يطان وحزبه وأتباعه وما يدع ��و إليه من أفكار وأوضاع
وقوانني ومفاصلة من يدعو إلى طريقته من زعماء وأحزاب ،فما معنى (رمي
يركز في اجلم ��رات) م ��ع التك ��رار يوم العيد وأيام التش ��ريق؟ وم ��اذا يريد اإلس�ل�ام أن ِّ
يف �إطار احل ّجاج صورة ثم عادوا إلى بالدهم نفوس املسلمني من هذا (الرمي الرمزي) إذا أداه ُ
ومارسوا حقيقة اتّباع الشيطان واالنخراط في أحزابه وانبهروا بالدعوات التي تتعالى
نبينا [ -كما في الصحيح�ي�ن -فيما أخبر عنه من م ��ن أتباع ��ه الذين ح ��ذّ ر منهم ُّ
املنهج الإ�سالمي معالم الش ّر في عهود متر باملسلمني« :دعاةٌ على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه
يلخص حقيقة صفتهم ،فقال -كما في رواية صحيح مسلم: - فيها» ،فسئل [ أن ِّ
«جثمانُهم جثمانُ إنس وقلوبهم قلوب الشياطني»؟!! ُ
أال فلنراجع فهمنا لديننا واستفادتنا من العبادات ،والله املوفق والهاديl
منرب الداعيات
1 العدد -152ذو احلجة 1430
فهر�س العدد
ٌ
سقوط بامتياز ! االفتتاحية :امتحان ُ
الكرة... 4 جملة �إ�سالمية ن�سائية �شهرية
العدد -152ذو احلجة1430/هــ -كانون الأول2009 /م
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
2
�ص��ــاحــــــب االمتـــيــــــ��از:
جميــــــ��ل ّ
نخــــــــــ��ال 35 دوحة األسرة
املديـــــــــ��ر امل�س��ــــــــــ�ؤول:
حممــــــــ��د احللـــــــــــو
41 شباب ...بنات
مــــديـــ��رة التـــــحريــــــ��ر:
�س��هــــــــاد ِّ
عكيلـــــــــ��ة
44 ابتس ْم
ِ
�س��كـرتيـرة التحريـــــــــ��ر:
مــنــــ��ال املـــغــربـــــ��ي
48 ...و قالت الشريعة
مـــــديـــ��رة الــعــالقــــــ��ات:
هن��ادي ال�ش��يخ جنيب
50 تهانينا
minbar@itihad.org
56 على أمل اللقاء:
موعد مع احلبيب
CREATIVE ADVERTISING
منرب الداعيات
3 العدد -152ذو احلجة 1430
االفتتاحية
امتحان ال ُكرة� ..سقوط بامتياز!
بقلم :سهاد عكّ يلة
suhadakkilah@hotmail.com
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
4
وه ��ا َف ِإ َّن َها
(أي ضرب ��ه بيده عل ��ى قفاه)َ .ف َق ��ال َ « :د ُع َ النفوس وتهيئة األجواء للتأليف بني قلوب املتخاصمني
ُمن ِْتنَة» .صدق رسول الله الذي بذل اجلهود بتوجيهاته على ُ«كرة» ،قاموا بتأليب الناس على بعضهم ،وبش ��حن
القولية والفعلية ليدرأ عن أمته أسباب الفُ رقة ملا يعرف األج ��واء ،وبابت ��كار س ��يمفونية من الس ��باب والش ��تائم
م ��ن مآالته ��ا ،ويعلم بأنه م ��ا إن يفوح نتنه ��ا على األمة واالنتق ��اص م ��ن اآلخر ،وبإعداد امللف ��ات لتقدميها إلى
حت ��ى يصيبه ��ا في مقت ��ل؛ فيصب ��ح الغثاء م ��ن الناس «مجل ��س األم ��ن» وإل ��ى «االحت ��اد الدول ��ي لك ��رة الق ��دم
ِسلم ًا ألعداء الله ،حرب ًا على أوليائه! – فيف ��ا» ،كتل ��ك الت ��ي جُت َّه ��ز للتدلي ��ل عل ��ى جرائ ��م
إذاً ،هي ليس ��ت مس ��ألة كرة وفوز وهزمية ،إنها قضية الصهاين ��ة ...والله إنه ��ا لمَ هزلة ...فق ��د جعلونا ُ«فرجة»
جماهير وجدت في هذه املس ��رحية م َتنَفّ س� � ًا عن حياة ملزيد م ��ن تكريسمترص ��د يرق ��ص َط َرب� � ًا ٍ
ِّ ل ��كل ش ��امت
ضت عليها ،وتعويض� � ًا عن الهزائم التي الكب ��ت التي ُف ِر ْ الفُ رقة بني املس ��لمني ...وما كان ذلك يليق بأمة مت ّيزت
فط ِفقت تبحث ع ��ن نصر موهوم ،وتعبير ًا توال ��ت عليها َ قي أخالقه ��ا ،فجذبت بها القل ��وب الضالة إلى يوم� � ًا ُ
بر ّ
ع ��ن الف ��راغ الفك ��ري والروحي ال ��ذي تعيش ��ه! وحكام حظيرة اإلسالم!
يمُ ِعن ��ون في قتل الروح املعنوية لش ��عوبهم ،ويح ِّولونهم
ليحصل ��وا املزيد من ِّ �رحية صيغ ��ت
ٍ إل ��ى ُدم � ً�ى ف ��ي مس � ال َتفَ َّر ُقو ْايع ��ا َو َ
اع َت ِص ُم ��و ْا ِب َح ْب � ِ�ل الل ِّه َج ِم ً و ْ َ
ويعم ��وا أبصارهم وليلهوا الش ��عوب ُ
املصال ��ح اخلاص ��ةُ ، َّفنت ْم َأ ْع � َ�د ًاء َف َأل َ
َواذْ ُك � ُ�رو ْا ِن ْع َم � َ�ة الل ِّه َع َل ْي ُك � ْ�م ِإذْ ُك ُ
عما يفعلون .عندما ف ��از املتطرف الصهيوني (مناحيم وب ُك � ْ�م َف َأ ْص َب ْح ُت ��م ِب ِن ْع َم ِت ِه ِإ ْخ َوا ًن ��ا :...ولو َب�ْي�نْ َ ُق ُل ِ
بيغ ��ن) قبل أكث ��ر من ثالثني عام ًا برئاس ��ة ال ��وزراء في خص الله أدرك املتخاصمون حقيقة نعمة األخ ّوة التي ّ
الكيان الغاصب ،قال للمس ��ؤولني اجل ��دد في حكومته: تعال ��ى به ��ا ه ��ذه األمة ،ما س ��قطوا في ذلك املس ��تنقع،
«علين ��ا أن مننح العرب في إس ��رائيل الفرصة لتأس ��يس والستفادوا منها في التغلّب على هذه الفتنة ،ولخَ رجوا
(ف َرق كرة قدم) لكي ينشغلوا بذلك»!!! ِ منتصري ��ن ليس ف ��ي امتحان الكرة ،وإمن ��ا في امتحان
األخ ّوة في الله .ولكن هيهات ...فقد ابتعدت األمة كثير ًا
في ��ا أيتها اجلماهير الثائرة الغاضبةِ ،لنكن أكثر ع ��ن النب ��ع الرقراق األصيل الذي اس ��تقى منه الس ��لف
وعي� � ًا وح ��ذر ًا مما يد ّب ��ر من وراء ه ��ذه الفتن ��ة وغيرها، أقوام ما حفظوها ٌ فن َِعموا بأخ ّوة اإلسالم قرون ًا ،ثم جاء
فنصم آذاننا عن تلك األصوات النابحة املف ِّرقة بني أبناء ّ وكان ��وا لها مض ّيعني! وم ��ا حدث بني مصر واجلزائر في
ولنوجهها في االجتاهِّ األمة ،ولنق ِّوم مس ��ارات َغ ْضبتن ��ا، هذه املعركة املصيرية الفاصلة خير دليل :فال «املنتصر»
الصحيح نحو أعدائنا أينما كانوا :في فلسطني والعراق �كر لله وتواض ��ع ورحمة حتل ��ى ب ��آداب االنتص ��ار من ش � ٍ
ولندخر
وأفغانس ��ان وباكس ��تان وكش ��مير والشيش ��انّ ... وعقل يعترف ٍ باملهزوم ،وال «املنكس ��ر» حتلى بصدر واسع
طاقاتنا ،التي ُتهدر في غير موضعها ،حملاربتهم بش ��تى بأنّ األيا َم ُد َول.
الوس ��ائل املش ��روعة ُنص ��ر ًة لدي ��ن الله وس ��عي ًا لتحكيم
ش ��رعه ،لنرج ��ع كما أح � َّ�ب ُّربن ��ا أن نكون يحكم :هذا وال تنازعوا فتفشلوا وتذهب ِر ُ
خر َج � ْ�ت لــلن ��اس؛ خي� � َر أم � ٍ�ة ُأ ِ التوجي ��ه الرباني وع ��اه أعداؤنا ،وعلم ��وا أنّ ذهاب دولة
وإ ّال فــس� �نــبــقى أذَلّ األمــ ��م املس ��لمني وق ّوتهم وتهاوي حصونهم ال يكون إال بالنزاع
وأتفــَهــها ...وواأســــفـــــاه والفُ رقة ،فجعلوه من مق ِّومات َغ َلبتهم علينا...
حينئ � ٍ�ذ عل ��ى مج � ٍ�د
ض َّيعناه! اللهم أَبرم «دعوها إنها ُمنتنة» :جاء في صحيح البخاري أنّ
ألم ��ة حبيبك ْص ِار ّي: رجلني من املهاجرين واألنصار تشاجرا فقال َ
األن َ
أم� � َر ُرش � ٍ�د يرفع اكاج ِرينَ ! َف َس ِم َع َذ َ اج ِر ّيَ :يا َلل ُْم َه ِ ْصار! َو َق َ
ال المْ ُ َه ِ َيا َل َ
ألن َ
ش� �ــأنــهــا ويــــُع ّز جل ِاه ِل َّي ٍة؟»َ ،قا ُلوا َيا
ال َد ْع َوى ا َ «ما َب ُ
ول ال َّله فقالَ : َر ُس ُ
كرامتها l ْص ِار اج ِرينَ َر ُج ًال ِمنَ َ
األن َ َر ُس � َ
�ول ال َّل ِهَ :ك َس َع َر ُج ٌل ِمنَ المْ ُ َه ِ
منرب الداعيات
5 العدد -152ذو احلجة 1430
الداعية الصاحلة َو ِهيبة البقاعي
منوذج نسائي معاصر
إعداد :أحالم احلنفي
والعناي ��ة حت ��ى انغ ��رس في نفس ��ها حب كت ��اب الله مل تس � ِّ�طر أم ��ة م ��ن األمم م ��ن مآث ��ر نس ��ائها م ��ا
تعال ��ى ،وإذ باالبن ��ة النجيب ��ة حتف ��ظ نصف ��ه وه ��ي في س � ّ�طرته أمة اإلس�ل�ام ،فمنذ س ��طع نور فجره ��ا بدعوة
اليتم ما لبث أن خيم لكن ش ��بح ُ
السادس ��ة من عمرهاَّ .. الس ��يد املب ��ارك س ��يدنا محم ��د بن عب ��د الل ��ه نبي هذه
عل ��ى وهيب ��ة مبوت والدتها بعد خمس س ��نوات ،لتنتقل األم ��ة كان للم ��رأة دور الري ��ادة ال ��ذي ب ��دأ بإس�ل�ام
بعدها إلى رعاية جدها. ام ��رأة كان ��ت أول من ص � ّ�دق رس ��ول الل ��ه وآزره وات ّبع
دين ��ه ،هي :س ��يدة نس ��اء األم ��ة خديجة بن ��ت خويلد أم
املؤمن�ي�ن رض ��ي الله عنها ..وعلى دربها كان املس ��ير ،من
الصحابيات والتابعيات إلى نس ��اء عصور اإلسالم كافة،
وحتى عصرنا هذا ..الذي ،وإن ا ّدعى رجاله العلمانيون
والالديني ��ون أنهم موضوعيون ينادون بحرية املرأة التي
لم يعرفوها إال منذ عقود من السنني مع حتفظنا على
فهمهم للحرية ،فإنه س ��ينحني وال ش ��ك خج ًال عندما
يقرأ صفحات أمتنا املجيدة وما أعطى اإلس�ل�ام للمرأة
من قيمة وقدر ،وما قدمت نس ��اؤه من ش ��رف ونصر ،وما
مارسته لتوعية املرأة وتثقيفها من ريادة ودور.
مشهد عام ملدينة دمشق ومع امرأة من عصرنا نبدأ ..سيدة فاضلة صاحبة
زواجها تق ��ى وورع ،ومربية عاملة ،وداعية متفانية ..إنها الداعية
عندما بلغت مبلغ الشابات تزوجت الداعية وهيبة العالمِ ��ة وهيبة البقاعي من دمش ��ق الش ��ام ،ترجم لها
من األس ��تاذ عارف قنبازو ،غير أنها لم ُترزق منه بذرية، الدكت ��ور محمد مطيع حافظ ف ��ي كتابه «في ربوع
فم ��ا كان منه ��ا إال أن عرض ��ت علي ��ه أن يت ��زوج بأخرى، الشام دمشق»∗.
ولق ��د كان م ��ن رفعة نفس ��ها ودماثة خلقه ��ا أن خطبت
ل ��ه قريبة له تناس ��به ،وآثرتها على نفس ��ها حني لم ُت ِ
بق طفولتها ونشأتها
لنفس ��ها م ��ع زوجها إال يوم� � ًا واحد ًا في األس ��بوع ،كانت ول ��دت الس ��يدة وهيب ��ة بن ��ت محم ��د البقاعي عام
في ��ه مثا ًال للزوجة املدركة حلق ��وق زوجها القائمة على 1322ه� �ـ ،ألب في الثمان�ي�ن من عمره هو احلاج محمد
ش ��ؤونه ..ولم تقف مآثرها عند هذا احلد؛ َف َل َكم فرحت البقاع ��ي ،أما والدته ��ا فهي الس ��يدة الفاضلة نظيرة
عندم ��ا ُرزق زوجه ��ا مبولوده املنتظر ،فكانت تس ��ارع إلى العيت ��ي ،ولق ��د ترعرعت ف ��ي رحاب بيت يحفّ ��ه التقى
َض َّرتها تهنئها وتقوم على رعايتها. وال ��ورع ،وكانت والدتها تهتم بتربي ��ة الصغار وتعليمهم
إنه ��ا بح ��قٍّ ُع ْمل ��ة ن ��ادرة ناصع ��ة مش ��رقة بالطيب ��ة إذ عكفت -من خالل ُكتَّ اب لها -على تعليم أوالد احلي
واحملبة واإليثار! وبنات ��ه كتاب الله تعالى ،وتنش ��ئتهم النش ��أة الصاحلة،
ول ��م َيفُ تْها مع ذلك االعتن ��اء بابنتها وهيبة التي توفي
والدها وهي في الرابعة من عمرها ،فأخذتها بالرعاية
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
6
طلبها للعلم
كانت نفس األس ��تاذة وهيبة تهفو من ��ذ ِصغَرها إلى
طل ��ب العل ��م ،ول ��م َي ُحلْ ُيتْمه ��ا دون ذلك ودون نش ��أتها
الطيب ��ة على الص�ل�اح والتقوى والزه ��د ،وكانت تترقب
مجال ��س العلم لتنهل من َم ِعينها ،وقد تأثّ رت بالنهضة
للعالم الصالح الش ��يخ علي الدقر؛ فسارعت ِ العلمية
إل ��ى حض ��ور دروس ��ه ،ولق ��د كان ألول درس حضرته من
دروس ��ه أثر كبير في نفس ��ها ،دفعها إل ��ى التغيير ...ولم
املسجد األموي تف ِّوت مجالس ��ه بعد ذلك .وبعد ال ُبداءة مع الشيخ علي
الدق ��ر الزم ��ت دروس مح � ِّ�دث العصر الش ��يخ العالّ مة
دعوتها للنساء احل َسني رحمهما الله تعالى. بدر الدين َ
لق ��د كان ل ��دروس العالمِ ة الداعية وهيبة أثر واضح ت ّله ��م
وكان ��ت صلته ��ا طيب ��ة بعلم ��اء عصره ��ا ،جُ ِ
وتأثي ��ر كبي ��ر ف ��ي نف ��وس م ��ن َحضره ��ا ،ولق ��د متيزت وحتترمهم وتزورهم...
احلس ��ن ال ��ذي
َ وبس � ْ�م ِتها
بأس ��لوبها الطي ��ب الرقي ��ق َ
اس ��تطاعت أن تس ��تميل به قلوب النساء ،وبقدرتها على متيز ونبوغ
مخاطبة شتى الفئات. ،
ُّ
وعندم ��ا مل ��س منه ��ا الش ��يخ العالّ مة ب ��در الدين
أما عن جهادها في االلتزام بدروسها فقد كان كبيراً، والتمي ��ز والص ��دق والهم ��ة العالية، َ
احل َس ��ني النب ��وغ
ُّ
إذ نراها -حتى في أحوال البرد القارس والثلج النادف-
أوكل إليها أمرين جليلني:
تقط ��ع املس ��افات لكي ال تف� � ّوت على َم � ْ�ن ينتظرنها من
أحدهم ��ا :إدارة مدرس ��ة «روض ��ة احلي ��اء»
النساء فرصة لالستفادة من مجلس العلم.
لإلناث.
والثان ��ي :تدريس النس ��اء ف ��ي حلقات خاصة
بهن.
ّ
العالة ال�صاحلة وهيبة
مل يكن يوم هذه مِ
يعرف �شيئا ً ا�سمه «فراغ» ،ومل يكن َي ُحول في روضة احلياء
حائل دون التزامها ب�أورادها وعباداتها وس ��رعان ما ل ّبت الس ��يدة وهيبة دعوة شيخها؛ فهي
تنس نشأة الطفولة التي ارتوت فيها من َمعني كتاب لم َ
الله ،فها هي ُتقبل بكل ِه ّمة وعزمية على إدارة مدرس ��ة
عبادتها البن ��ات فتعطيه ��ا كل جهده ��ا واهتمامه ��ا وحياته ��ا..
ل ��م يك ��ن يوم ه ��ذه العالمِ ��ة الصاحل ��ة وهيب ��ة يعرف نع ��م حياتها ..س ��تون عام ًا من عمره ��ا املبارك أمضتها
ش ��يئ ًا اس ��مه «فراغ» ،ولم يكن َي ُحول حائل دون التزامها في إدارة املدرس ��ة ،بذل ��ت فيها علمها ووقته ��ا ،ولم تفتأ
بأورادها وعباداتها ،فتنظيمها لوقتها يبدأ ُقبيل الفجر أي وس ��يلة عصرية من ش ��أنها أن تس ��اهم في تس ��تخدم ّ
بس ��اعة حي ��ث تق ��وم اللي ��ل ،ثم تصل ��ي الفج ��ر جماعة والرقي بأداء طالباتها.ّ نهضة مدرستها
مع النس ��اء ف ��ي بيتها ،لتنتقل مع تباش ��ير الصباح إلى أحاطت الس ��يدة وهيبة تلميذاتها بالرعاية واحملبة،
مدرستها وتلميذاتها ،أما طريقها فيحلو اجتيازه بذكر وكانت تقيم لهن االحتفاالت في املناس ��بات اإلسالمية،
الل ��ه ...وقد أ ّدت رحمه ��ا الله فريضة احلج ثماني مرات نصيب كبير م ��ن الرعاية
ٌ وكان ملع ِّلم ��ات املدرس ��ة أيض� � ًا
في حياتها. واالهتمام.
منرب الداعيات
7 العدد -152ذو احلجة1430
تعالى واخلوف منه ،إذ أدركت ِع َظم املس ��ؤولية امللقاة واليتها عند الله سبحانه ُ
ولق ��د كان من واليتها ِورفعة مقامها عل ��ى عاتقها ،فلم تتردد ف ��ي خوض غمارها متفانية في
عن ��د ربها أن أكرمها الله بكرامات كثيرة س ��بيل دعوته ��ا متوكلة على الله عز وج ��ل ...فض ًال عن
مما يكرم به بفضله وقدرته الصاحلني ورعها في كل أمور حياتها.
م ��ن عب ��اده؛ ُروي عنه ��ا رحمه ��ا الل ��ه
تفارق الدنيا بغير متاع كرامات عديدة ،منها أنها كانت ترفض
متي ��زت ه ��ذه الداعي ��ة العاب ��دة الصاحل ��ة وهيب ��ة تسج َل دورسها على آالت التسجيل أن ِّ
وجوده ��ا ،فكان ��ت ُتنف ��ق راتبه ��ا كله في س ��بيل خش ��ية أن يس ��مع صوته ��ا األجان ��ب ،بزهده ��ا ُ
وحدث أن حاول أحد أقاربها تسجيل الل ��ه ..ولع ��ل غرفته ��ا خي ��ر دليل عل ��ى زهده ��ا ،فأثاثها
درس ��ها دون علمه ��ا ،فلما أراد س ��ماع س ��رير متواضع ،وصن ��دوق صغير ،وقاطع من اخلش ��ب،
وم ْدف ��أة عادي ��ة .ولقد تبرع ��ت قبل وفاته ��ا بقيمة دارها ما َس � ّ�جل ،فوج ��ىء بأنّ املس ��جلة لم ِ
وو ّزع ��ت ذلك عل ��ى الفقراء ..و َل ِقيت ربه ��ا وهي ال متلك تلتقط وال حرف ًا واحداً.
حال عامل � ٍ�ة فاضلة ،من متاع الدنيا شيئ ًا. ف ��إذا كان هذا ُ
األ ْولى أن تنصرف النساء أَ َوليس من َ
وفاتها ع ��ن لغ ��و ال ��كالم ورف ��ع أصواته ��ن
توفي ��ت رحمها الل ��ه تعالى في ربي ��ع األول من العام وضحكاته ��ن ف ��ي األماك ��ن العام ��ة؟
وم ��اذا نق ��ول بع ��د ذل ��ك ملن تس ��تخدم 1415ه� �ـ املواف ��ق ل ��ه ش ��هر آب م ��ن الع ��ام 1994م ،حي ��ث
مرضت مرض الش ��يخوخة ،وكانت قد جاوزت التس ��عني صوتها في غير رضا الله؟!
ومن كراماتها أنّ الله تعالى َح ِفظ من عمرها.
وصفحات حياتها حقّ ًا مرآة مش ��رقة ،ولقد اقتبس ��نا الك َب ��ر ،وق ��د امتدت
حواس ��ها عن ��د ِ
ّ له ��ا
�يرة ناصعة البي ��اض ،علها تكون لنس ��ائنا عزميته ��ا ف ��ي التعلي ��م إلى ف ��راش املوت،
م ��ن ضي ��اء س � ٍ
وم َث ًال ف ��ي العلم والعزم ،والصبر والطاعةُ ،
واجلود حي ��ث كانت تلميذاتها يق ��رأن إلى جانبها
قدوة َ
كتاب الله تعال ��ى ،ورمبا يظن البعض أنها والورع ،والعبادة والصالح.
رح ��م الل ��ه العالمِ ��ة العاب ��دة وهيبة ،وأس ��كنها فس ��يح في غيبوبة ،فإذا ما سمعت خطأ في القراءة
�اء م ��ن أمثاله ��ا؛ حيث حاج ��ة األمة بادرت إلى اإلشارة إليه وتصويبه.
جنات ��ه ،ورزقن ��ا نس � ً
لهن. كما لم ُيثنها مرضه ��ا عن عباداتها ،ف َل َكم
املاسة ّ
ّ
كان يرتعش جس ��دها وه ��ي على فراش املرض،
∗ يش ��تمل ه ��ذا الكت ��اب عل ��ى دراس ��ات وأبحاث عن ف ��إذا قام ��ت للصالة ذهب عنها م ��ا كان ،وصلّت
كصالتها التي كانت تصلّيها في حالة صحتها .دمش ��ق ف ��ي خططه ��ا وم ��ا ورد ف ��ي
ومن ُدفن بها من مدحها ووصفه ��اَ ،
أصح ��اب رس ��ول الل ��ه ،ووص ��ف وبصمات راسخة
دعوة ناجحة َ
َر ْبوته ��ا والفوائ ��د التاريخي ��ة ع ��ن مم ��ا ال ش ��ك في ��ه أنّ جن ��اح أي دع ��وة يرتكز
اجلامع األموي ،وعن دمش ��ق عامة، عل ��ى أس ��س عدي ��دة ،ولعلن ��ا نلتم ��س م ��ن خ�ل�ال
ومدارس ��ها وغوطته ��ا ،وفوائد عامة متيزها:
املس ��يرة الدعوي ��ة لهذه امل ��رأة الفذّ ة أس ��باب ُّ
فيم ��ا يتعل ��ق بدمش ��ق وأوقافه ��ا األجالّء تكتس ��ب م ��ن علمهم،فنراه ��ا ت�ل�ازم العلماء ِ
ومدارس ��ها وتراجم بع ��ض أعالمها، وتأخذ منهم أساليبهم في الدعوة والتعليم ،كما كانت
العالم
ِ ومنه ��ا ترجم ��ة للداعية وهيبة؛ فالش ��كر للكاتب مخلصة في طاعة الله
فضيلة الدكتور محمد مطيع احلافظ حفظه الله من
أس ��رة (منبر الداعيات) على إبرازه العنصر النسائي
في مجال القدوة l
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
8
معامل الـ�شـخـ�صية اليهودية
�شخ�صية قا�سية
بقلم :محمد علي دولة
دمشق -سوريا
من معالم الش ��خصية اليهودية :الق َْس ��وة الشديدة،
خصوص� � ًا م ��ع األع ��داء وم ��ع الضعف ��اء ،وق ��د ج ��اءت
ه ��ذه القس ��وة م ��ن تلك القل ��وب احلجرية التي س ��كنت
أجس ��ادهم؛ وح َّل ��ت مح � َّ�ل القلوب اآلدمية الت ��ي أودعها
الله فيهم.
لقد ُألبس ��وا قس ��وة القلب هذه من نقضهم املستمر
ملواثيقه ��م م ��ع الله عز وج ��ل ومع أنبيائه ،وم ��ن الغرور
املقدس الذي متكن فيهم حينما اعتقدوا أنَّهم الش ��عب َّ
يس ��مو على س ��ائر الش ��عوب ،الذي ُخلقت املمتاز ،الذي ْ
سائر الشعوب خلدمته.
َو َص َفتْهم األس ��فار بأنَّهم شَ ْعب قاسي الرقاب« ،وقال
يشقق فيخرج منه املاء، يتفجر منه األنهار ،وإن منها ملا ََّّ رأيت هذا الشعب ،فإذا هو شَ ْع ٌب قاسي الرب ملوس ��ى :قد ُ ُّ
وإنّ منها ملا يهبط من خش ��ية الله ،وما الله بغافل عما قاس ،ورقبتك ِع ْرق من حديد، ٍ «بأنك علمت قد الرقاب»
يعملون (البقرة.)74: وجبهت ��ك من نحاس»َ .و َو ْص � ُ�ف قلوبهم بأنها كاحلجارة
ولق ��د أورثتهم تلك القس ��و ُة املفرطة وه ��ذه القلوب �ط م ��ن إنس ��انيتهم ،و َيعي ��ب َو ْص � ٌ�ف ُمه�ي�ن ج ��داً ،يح � ُّ
احلجر َّي ��ة :وحش � ً
�ية منقطع ��ة النظي ��ر ف ��ي معاملته ��م بش ��ر َّيتهم؛ جاء في ِس ��فْ ر حزقيال على لس ��ان الرب عز
ألعدائه ��م ،وحت ��ى خلصومه ��م ومعارضيه ��م م ��ن بن ��ي وجل« :وأنزع من حلمهم َقل َْب احلجر وأعطيهم قلب ًا من
جلدتهم ،وحتى ألنبيائهم الذين جاؤوهم بالهدى ودين حلم».
احلق من الله عز وجل!! وص ��دق الله العظيم ،الذي يص ��ف قلوب اليهود في
املقدس ��ة كما
ظه ��رت قس ��وتهم في فتحهم ل�ل�أرض ّ كتاب ��ه املبني فيقول :ثم َق َس ��ت قلوبكم م ��ن بعد ذلك،
شهدوا هم على أنفسهم ،وهذا سفر يشوع يزخر باملذابح فه ��ي كاحلج ��ارة أو أش � ُّ�د قس ��وة ،وإنّ م ��ن احلج ��ارة مل ��ا
واملش ��انق واله ��دم والتدمي ��ر واحل ��رق لكل م ��ا في مدن
الكنعاني�ي�ن الذي ��ن افتتح ��وا بالدهم ،وأس ��وق للقارىء
م ��ا فعلوه فقط في مدينتني م ��ن مدن الكنعانيني ،هما
«أريحا» و«عاي»:
جاء في ِس ��فْ ر يش ��وع أنَّ الفاحتني من أس ��باط بني
إس ��رائيل «صع ��دوا إل ��ى أريح ��ا ،كل واح ��د عل ��ى وجهة،
واس ��تولوا على املدين ��ة ،وح ّرموا كل ما ف ��ي املدينة ،من
الرج ��ل وحت ��ى املرأة ،ومن الش ��اب وحتى الش ��يخ ،حتى
بحد السيف».
البقر والغنم واحلمير ،فقتلوهم ِّ
ثم هاجموا مدينة «عاي» «فاستولوا عليها ،وأسرعوا
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
10
لألنبي ��اء الك ��رام ،وهذه جرمية ل ��م تفعلها
َّأمة من األمم سواهم ،وقد وصمهم القرآن
وضربت الكرمي بهذا الفعل الشنيع فقالُ :
بغضب من ٍ واملس� � َك ُ
نة ،وب ��اؤوا عليهم الذل ُّة ْ
ُ
الله ،ذل ��ك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله،
ويقتل ��ون النبي�ي�ن بغي ��ر احل ��ق ،ذل ��ك مبا
َع َصوا وكانوا يعتدون(البقرة.)61:
وقد تنافس ملوكهم بقتلهم ملعارضيهم
متدن
ٍ وانحطوا إلى مستوى ُّ ومنافس ��يهم،
ج ��د ًا ف ��ي هذا املج ��ال ،ولق ��د كان ��ت نهاية
معظم مملكة الش ��مال (إس ��رائيل) القتل،
وكان الذي ��ن يقتلونه ��م ه ��م املل ��وك الذين
يحكمون من بعدهم!!
أم ��ا عن َق ْس ��وة قلوب جن ��راالت اليهود
املعاصري ��ن وقادته ��م العس ��كريني ،وكذلك
قادته ��م السياس ��يني ،فح � ِّ�دث وال َح� � َرج؛
لق ��د أراد ش ��يمون بيري ��ز -وه ��و م ��ن جيل
السياسيني املدنيني القدماء ويتسلم اآلن
منصب رئيس دولة إسرائيل -أراد أن يثبت إل ��ى إح ��راق املدينة بالن ��ار ،وقتل ��وا جميع الس ��كان في
وحشيته وقسوة قلبه وأنه جنرال ،وإن كان يلبس اللباس بحد الس ��يف احلق ��ول وفي البرية ،وس ��قطوا جميعهم ِّ
املدني ،فما كان منه إ ّال أن ارتكب عملية «عناقيد الغضب» جملة من س ��قط في ذل ��ك اليوم من ُ ع ��ن آخرهم ،وكان
في عام ،1996التي راح ضحيتها عش ��رات األنفس قت ًال رج ��ل وامرأة اثني عش ��ر ألف� � ًا ،جميع أهل (ع ��اي) .وأما
في (قانا) بعد أن التجأوا إلى قوات األمم املتحدة ،وكان ملك العاي فقد علّقوه على شجرة حتى املساء».
عدد كبير منهم من األطفال!! كانوا يطبق ��ون في حروبهم هذا املبدأ العنيف جداً:
يذك ��ر املج ��رم الش� � ّرير (أرئي ��ل ش ��ارون) أ ّن ��ه ف ��ي تقدم ��ت م ��ن مدين ��ة لتقاتله ��ا ،فا ْد ُعه ��ا أو ًال إل ��ى «وإذا َّ
ش ��بابه وف ��ي إح ��دى الق ��رى كان ��ا َي ْق ُن ��ص م ��ع زميل له فك ُّل القوم الذي فيها يكون الس� �لْم ،وفتحت لك أبوابها ُ ِّ
الفلس ��طينيني ،وكانا يقصدان إلى أن تكون اإلصابة في الس ْخرة ويخدمك ،وإن لم تساملك بل حاربتك، حتت لله
ُّ
عيون ضحاياهما!! �رب إله ��ك إلى ي ��دك ،فاضرب فحاصر َته ��ا ،وأس ��لمها ال � ُّ
�ودي ومش ��اعره قدم� � ًا َق ْل ��ب اليه � ّ يق ��ول شكس ��بير ُم ّ بحد الس ��يف ،وأما النس ��اء واألطف ��ال والبهائم كل ذكر ِّ
وعواطف ��ه بلس ��ان (أنطوني ��و) ال ��ذي ُيص � ُّ�ر (ش ��ايلوخ) وجمي ��ع ما في املدينة غنيمة فاغتنمها لنفس ��ك ...كما
اليه ��ودي ،عل ��ى الرغم من كل الوس ��اطات والش ��فاعات، الرب إلهك». أمرك ُّ
�هل عليك على اقتطاع ِر ْطل من حلم جس ��ده« :إ ّنًه ألس � ُ وغ َل � ِ�ظ أفئدته ��م قتلهم وم ��ن أبش ��ع صور قس ��وتهم ِ
تتوجه إلى الش ��اطىء لتأم َر ماء احمليط أن يخفّ ض َّ أن
م ��ن ارتفاع ��ه ،أو في وس ��عك أن تس ��أل الذئ ��بِ :ل َم أبكى
النعج ��ة بافت ��راس صغيرها؟ بل في مق ��دورك أيض ًا أن �أورثتهم تلك الق�سوة وح�شي ًة منقطعة
متن ��ع أش ��جار الصنوب ��ر اجلبل ّية من حتري ��ك أغصانها النظري يف معاملتهم لأعدائهم ،وحتى
العالي ��ة ،ف�ل�ا حُت ��دث صوت� � ًا إذا ه ّب ��ت عليه ��ا عواص ��ف
كل ش ��يء مهما الس ��ماء ...إذا كان في وس ��عك أن تفعل َّ
خل�صومهم ومعار�ضيهم من بني جلدتهم،
�ب اليهودي الذي ال َص ُع ��ب ،فإنّ في وس ��عك أن تلينِّ قل � َ
وحتى لأنبيائهم الذين جا�ؤوهم بالهدى
نظير له في قسوته» l ودين احلق من الله عز وجل!!
منرب الداعيات
11 العدد -152ذو احلجة 1430
حتقيق
ُ
قارئ القر�آنية الإلكرتونية...امل َ
ما لها وما عليها
إعداد :منال املغربي
ُعن � ��ي املس ��لمون عل ��ى َم� � ِّر العص ��ور بالقرآن
الك ��رمي حفظ� � ًا وتعليم� � ًا وخدم ��ة ،وم ��ع تط ّور
استخدام التقنيات املعاصرة -ومنها احلاسوب
مجاالت ش ��تى من حياتن ��ا اليومية ،كان ٍ -ف ��ي
ال ب � ّ�د م ��ن تطويعها خلدم ��ة مصدر تش ��ريعنا
اإلس�ل�امي األول :الق ��رآن الك ��رمي ،وعلوم ��ه
املختلف ��ة .فع ��دا ابت ��كار برام ��ج تخ ��دم القرآن
متخصصةّ الك ��رمي ،وإنش ��اء مواقع إلكتروني ��ة
هدفه ��ا خدم ��ة كتاب الل ��ه عز وج ��ل من خالل
واحلافظ ��ات في مدة ال تتجاوز 20يوم ًا للدورة الواحدة، املق ��االت والبح ��وث والدراس ��ات؛ فق ��د ظه ��رت
وإقام ��ة مجموع ��ة ضخم ��ة م ��ن ال ��دورات املصاحب ��ة في إل ��ى الوجود (مق ��ارىء إلكترونية) وهي عبارة عن مواقع
السنة.
تأهيل املشتركني حلفظ القرآن وحفظ ُّ متخصصة بتصحيح التالوة وحتفيظ القرآن ِّ ومنتديات
األس ��تاذ وليد عباس :مدي ��ر ُدور القرآن الكرمي الك ��رمي على اإلنترنت؛ فما هي س ��لبيات ه ��ذه الطريقة
اإلسالمي في لبنان.
التابعة جلمعية االحتاد❋ ❋ ❋ وما هي حس ��ناتها؟ وم ��ا اإلجنازات الت ��ي حققتها حتى
اآلن؟ وه ��ل أ ّدت إلى توس ��يع دائرة نش ��ر الق ��رآن الكرمي؟
البداي ��ة كان ��ت جول ��ة م ��ع آراء العديد م ��ن األخوات وملاذا ال تس ��تخدم التقنيات احلديث ��ة -ومنها اإلنترنت
املنتس ��بات ملواقع حتفيظ القرآن الكرمي على اإلنترنت؛ -حت ��ى اآلن إال ف ��ي أض َي ��ق نطاق لدى بع ��ض جمعيات
تق ��ول ه ��دى (عراقي ��ة مقيمة ف ��ي أبو ظبي) :اش � ُ
�تركت التحفيظ؟
املتخصصة بحفظ القرآن ّ ف ��ي أحد املواقع اإللكتروني ��ة
الك ��رمي ألن احلفظ بالنس ��بة لي أس ��هل بهذه الوس ��يلة، كل ه ��ذه احمل ��اور وغيره ��ا توقفن ��ا عندها في
وت ��زداد البرك ��ة بالوق ��ت أكث ��ر ألن ��ي ال أك ��ون مضط ��رة هذا التحقيق الذي استضفنا فيه:
للخ ��روج كل يوم؛ أما مرمي (جزائرية األصل مقيمة في الدكت ��ور محمد صاحلني :أس ��تاذ الفلسفة
نيوزلن ��دا -عندها طفالن) فتقول :زوجي َمن ش � ّ�جعني اإلس�ل�امية بكلي ��ة دار العل ��وم بجامع ��ة املني ��ا -
على االشتراك في هذه املواقع ألنه ال يوجد لدينا مراكز مصر ،واملش ��رف على «املدرسة القرآنية العاملية»
إسالمية ،وحتى لو كان لدينا فأعتقد أن حفظي بالبيت عل ��ى الش ��بكة ،وه ��ي موق ��ع إلكترون ��ي تعليمي
مري ��ح أكث ��ر ،وبفض ��ل الل ��ه تغي ��رت حيات ��ي كثي ��ر ًا ألني انطل ��ق في منتصف ،2009وهذه املدرس ��ة تابعة
أصبح ��ت أخص ��ص وقت ًا كبي ��ر ًا للحفظ ول ��م يعد هناك جلمعي ��ة تنمية املجتم ��ع ورعاية حفظة القرآن
اتص ��االت كثي ��رة أو خروج من املن ��زل إال للضرورة ،بينما الكرمي مبحافظة املنيا بصعيد مصر.
تق ��ول ُمني ��ة (متزوج ��ة وعنده ��ا ثالث ��ة أوالد -لبنانية الش ��يخ عل ��ي الربيع ��ي :خبي ��ر عامل ��ي ف ��ي
مقيمة في الس ��ويد) :انتس ��بت لهذه املواقع بس ��بب عدم تطوير املدارك العقلية ،ومشرف على «أكادميية
وجود مراكز إس�ل�امية في مكان إقامتي ،مضيفة :تغ ّيرت ُحفّ اظ الوح َيينْ العاملية» للتعليم عن ُبعد التي
حيات ��ي كثي ��ر ًا بفض ��ل الله؛ فلق ��د تع� � ّودت على احلفظ تأسست بداية عام 2004م ،وأهم اإلجنازات التي
كل ي ��وم ،حت ��ى ح ��ادث الس ��يارة ال ��ذي تع ّرضت ل ��ه وأثّ ر حققتها األكادميي ��ة تخريج 1867من احلفّ اظ
وظه ��ري ل ��م مينعني م ��ن ذل ��ك؛ باختصار، عل ��ى رأس ��ي َ
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
12
معظ ��م يومي ميضي في حفظ الق ��رآن ،كما أنّ عالقتي
باألخ ��وات ممت ��ازة؛ فنح ��ن نتواص ��ل م ��ع بعضن ��ا عب ��ر
املواق ��ع اإلس�ل�امية .أما ن ��ور الهدى (ليبي ��ة مقيمة في
سويس ��را ُ -أ ّم لول ��د وبنت) فعندما لم جت ��د في املنطقة
التي تعيش فيها أي مركز لتحفيظ القرآن ،اشتركت في
أَ َحد املواقع على اإلنترنت ،ومن وقتها أصبحت تس ��تغل
أوقات فراغها للحفظ ،وللس ��بب نفسه انتسبت أم أمين
(س ��ورية مقيمة في فرنس ��ا) ألكادميية حفّ اظ الوحيني،
ألنه ��ا كان ��ت تتمن ��ى أن جتد امل ��كان املناس ��ب لتراجع ما
�جعت أنا وابنتايحتفظ من القرآن ،وتضيف قائلة :تش � ُ
االثنت ��ان ،خصوص ًا أنه ال يوجد لدينا مراكز للتحفيظ تصمي ��م املوقع وحتميله وترجمته وصيانته ،التعقيدات
في جنوب فرنس ��ا ،أنا مس ��رورة جد ًا وأدع ��و ربي دائم ًا أن الروتيني ��ة ِم ��ن ِق َبل اجله ��ات احلكومية من حي ��ث َت َلقّ ي
رسوم الدارسني من خارج مصر؛ مما حدا بنا إلى التفكير صرت أعيش دائم ًا مع القرآن.ُ يتق ّبل مني ألني
ً
ف ��ي االنفص ��ال إدار ّيا ع ��ن اجلمعي ��ة لنك ��ون تابعني لها
عن الصعوبات الت ��ي تواجه املَقارىء اإللكترونية في فقط من حيث االلتزام بدستور املدارس األرضية ،ال من
حيث التبعية اإلدارية ،البطء الش ��ديد في التواصل مع ُ عملها يقول الشيخ علي الربيعي :تعترضنا مجموعة
من الصعوبات منها :كثرة املنتسبني؛ حيث وصل عددهم األفراد والهيئات اإلس�ل�امية لتقدمي اخلدمة األساسية
إل ��ى 56000من مختلف بقاع الدني ��ا ،وظهر عجزنا عن لغير الناطقني باللغة العربية.
اس ��تيعاب هذه األعداد الضخم ��ة؛ بحيث أصبح البعض
وبالنس ��بة ملس ��ألة مراع ��اة الضوابط الش ��رعية فيما ينتظ ��ر م ��دة طويل ��ة حت ��ى يأت ��ي دوره ،ارتف ��اع التكلفة
التش ��غيلية مما ضغط عل ��ى امليزانية بش ��كل كبير ،عدم يتع ّل ��ق باجلنس�ي�ن ،باإلضاف ��ة إل ��ى التق ّي ��د بالنظ ��ام
وبالبرنامج احملدد س ��واء للطالب والطالبات أو املقرئني
ق ��ال الش ��يخ علي الربيع ��ي :بالنس ��بة لنا ف ��ي «أكادميية
تتم الدراس ��ة بخصوصية تامة حفاظ الوح َيينْ العاملية» ّ
وبراحة كاملة؛ فالطالبة تدخل القاعة الدراسية عن ُبعد
باس ��تخدام الرقم الس ��ري ،وال ُيعطى لها إال بعد التأكّد
التام من شخصيتها ،وبأنها مقبولة ومت اختبارها وسماع
ويشترط على الطالبة صوتها من ِق َبل املشرفة املسؤولةُ ،
قبل َقبولها أن يكون معها مايك ( )mikeوس � ّ�ماعة أذن،
وال ُيس ��مح لها باستخدام الس � ّ�ماعات العادية في بيتها،
يسمع من حولها أصوات الطالبات وقت مشاركاتهن َ املؤهلني فقدوج ��ود الع ��دد الكافي م ��ن املعلم�ي�ن واملعلم ��ات َّ
قس ��م اليم�ي�ن عل ��ى ذلك قبل ِ ُ
ت �ا � ه أن �ا � م ك �ميعهن، � س ت أو ً
مقارنة بعدد املنتس ��بني م ��ن الطالب والطالبات ،أحيانا
تنقط ��ع القاع ��ات الدراس ��ية ألس ��باب فني ��ة ،وأحيان� � ًا دخولها القاع ��ة .أما عن التق ّيد بالنظام والبرنامج فهو
الس ��رفر( )serverنتيج ��ة للضغ ��ط الكبير من دقي ��ق ومحك ��م؛ عانينا كثي ��ر ًا حتى مت الوص ��ول به إلى يس ��قط ِ
املتقدمة ،وال زلنا حت ��ى اآلن نط ّور النظام ِّ الزوار أو ألس ��باب تقنية فتتأخر الدورات بعض الش ��يء .ه ��ذه املرحلة
ويضيف الدكتور محمد صاحلني :هي صعوبات َج ّمة ،كلّما دع ��ت احلاجة إلى ذلك .واعتب ��ر الدكتور محمد
األمية التقنية املتفش ��ية في أوس ��اط املسلمني إال صاحل�ي�ن أنّ املش ��كلة ف ��ي امل ��دارس التقليدي ��ة أكب ��ر؛ منهاُ :
القليل؛ مما جعل تق ّبل الفكرة غاية في الصعوبة س ��واء نظ ��ر ًا لالحتكاك املباش ��ر ومحدودية املس ��احات املتاحة،
م ��ن املعلمني أو الدارس�ي�ن ،التكالي ��ف املادية الكبيرة في أم ��ا بالنس ��بة للمواق ��ع اإللكترونية فمن اليس ��ير توفير
منرب الداعيات
13 العدد -152ذو احلجة 1430
�زء م ��ن الصوت والصورة م ��ع عدم املالحظ ��ة من ِق َبلمعلم ��ات للطالبات ومعلمني للطالب ،والغرفة القرآنية ج � ً
خاص ًا ،معلمة الس ��امع والرائي لهذه اخلس ��ارة التي حصلت ،فمن هنا ال ُيسمح بدخولها إال ملن يحمل تصريح ًا ّ
ميك ��ن أن مت ّر أمور دقيقة ومهم ��ة جد ًا من غير أن ينتبه كانت أو دارسة أو مشرفة.
إليها القارىء واملقرىء ،وهناك أمور أخرى منها :معرفة
الش ��يخ بأخ�ل�اق وس ��لوك وطب ��اع الطال ��ب ،وكذل ��ك م ��ا
يأخذه الطالب من شيخه من َس ْمت وأدب وعلم وتوجيه
وغيره ��ا ...كم ��ا كان الس ��لف الصالح رض ��وان الله عنهم
أجمعني.
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
14
داخ ��ل البل ��د وخارج ��ه ،وتت ��م م ��ن خالل ��ه احملم ��ول الصغي ��ر!!! ،تقلي ��ل نفق ��ات الدراس ��ة ،وتوفير
مناقشة أمور علمية هادفة ودقيقة واإلجابة أوقات التنقل.
ع ��ن أس ��ئلة الط�ل�اب وح ��لّ مش ��كالتهم عبر ويركّزمدير دور القرآن الكرمي في لبنان األستاذ وليد
التواص ��ل م ��ع ق� � ّراء العال ��م اإلس�ل�امي؛ عباس عل ��ى نقطة مهمة قائ�ل ً�ا :إنّ َمقارىء التحفيظ
باختصار نطمح أن يكون هذا املوقع ملتقى وتصحيح التالوة عن ُبعد جيدة بالنسبة للبلدان التي ال
للح ��وار والنق ��اش والتأصي ��ل ف ��ي املس ��ائل يوجد فيها مراكز وشيوخ بسبب ُبعد املسافة أو االنشغال
العلمي ��ة ب�ي�ن الش ��يوخ وطالبه ��م وجم ��ع التخصص ف ��ي هذا املجال ّ بأم ��ور ضرورية ،أم ��ا من أراد
مم ��ا يخ ��دم
األس ��انيد واإلج ��ازات وغيره ��ا ّ بد ل ��ه من القراءة فال ّ
مش ��روع القرآن الكرمي ،وأما مس ��ألة اإلقراء عل ��ى الش ��يوخ أه ��ل
ف�ل�ا مانع منها بحدود املصلحة التي ذكرناها س ��ابق ًا إن االختصاص بالتلقني
تقدر بقدرها.وجدنا حاجة ضرورية لها ،وهذه ّ املباش ��ر ،وننصح أن ال
❋❋❋ مقرىء الشبكة ُ ُيعطي
ختام� � ًا ،ال ش ��ك أن فك ��رة إقام ��ة حلق ��ات إلكترونية العنكبوتي ��ة أو الهاتف
لتحفيظ القرآن الكرمي وتصحيح تالوته تعتبر وس ��يلة إجاز ًة بالس ��ند املتصل
ومكملة لدور التحفي ��ظ؛ وقد القت ِّ �اعدة
تعليمي ��ة مس � ِ إلى حـــــضـ ��رة الــــنـبـي
ال َقب ��ول واالستحس ��ان م ��ن الكثير من الن ��اس خصوص ًا محمد ؛ وذلك ألنه
مل ��ن يفتقدون مراكز إس�ل�امية في بل ��دان إقامتهم ،ولكن لم يحقّ ق شروطها املعت َبرة عند أئمة الق ّراء.
وج ��ود بعض ِّ
املؤش ��رات والدالئل الت ��ي تط ّرقنا إليها في وف ��ي الوق ��ت ال ��ذي أ ّك ��د في ��ه الدكت ��ور محم ��د
التحقي ��ق يؤ ّك ��د عل ��ى أن هذه التجربة م ��ا زالت بحاجة صاحل�ي�ن عل ��ى أن املواقع األرضية س ��تبقى هي األصل،
ملزي ��د م ��ن الدراس ��ة حت ��ى حتقّ ��ق غاياته ��ا وأهدافه ��ا، مساعدة وليست بدي ًال ً
أبدا، ِ واملواقع اإللكترونية وس ��ائل
وتتويج ًا لهذه اجلهود البارزة في مجال العناية بالقرآن علّق الش ��يخ علي الربيعي قائ ًال :نرى أن هناك تكام ًال
الك ��رمي عل ��ى اإلنترن ��ت يت ��م تنظي ��م مؤمت ��رات وندوات بني املق ��ارئ التقليدي ��ة واإللكتروني ��ة فكل واحدة تؤدي
متخصص ��ة في مج ��ال الق ��رآن وعلومه ،آخره ��ا «ندوة ِّ وتقد ْم تقنيات ِّ دوره ��ا ،وما ل ��م تتطو ْر املقارئ التقليدي ��ة
الق ��رآن الك ��رمي والتقني ��ات املعاصرة » الت ��ي أقيمت وتتخل ع ��ن بعض الروتني َّ وإبداع ��ات ومه ��ارات مبتك ��رة
مبجم ��ع امللك فه ��د لطباعة املصحف الش ��ريف (26-24 ّ املعروف فيها ،فق ��د تطغى املَق ��ارئ اإللكترونية وتهيمن
ش ��وال 15-13 = 1430ت 2009 / 1م ) الت ��ي ُدعي ��ت إليه ��ا على الس ��احة ،لكن ال أظن أنها ستس ��حب البس ��اط من
املتخصصني في مجال احلاس ��وب واملعلومات()1؛ ّ ثلّة من املقارئ التقليدي ��ة بش ��كل كام ��ل؛ فل ��كل واح ��دة ر ّواده ��ا
آمل�ي�ن أن تنعك ��س نتائجه ��ا وم ��ا ي ��دور فيها م ��ن بحوث وم ِح ّبوها .
ُ
ومناقش ��ات لصالح خدمة القرآن الكرمي وأهله ،شاكرين وع ّل ��ل األس ��تاذ ولي ��د عب ��اس س ��بب ضي ��ق نطاق
ضيوفنا األكارم من حفّ اظ وحافظات وشيوخ ومسؤولني استخدام اإلنترنت لدى بعض جمعيات التحفيظ ِب َع َدم
عل ��ى هذه اإلفادة ،راجني الله أن تتكاتف اجلهود إلحياء رغب ��ة البعض ف ��ي اخلوض ف ��ي هذا اجلان ��ب لاللتباس
معاني القرآن الكرمي في األمة اإلسالمية فتعيه القلوب احلاص ��ل ف ��ي أهلي ��ة التلقني عب ��ر الش ��بكة العنكبوتية،
وتترجمه اجلوارح واقع ًا عملي ًا مشهوداً؛ إذ احلفظ ليس وإلى حالة الفوضى التي أصبحت تس ��ود منح اإلجازات
مطلوب ًا بذاته وإمنا هو وسيلة تعبدية ُتبقي الكلمات في عبر هذه الوس ��ائل من غير ضوابط حتى يس ��تبني األمر
الذاكرة حتى إذا ما اقتَرن بالتدبر استحالت الكلمات في وتصب ��ح الرؤي ��ة الش ��رعية واضحة فيه ،كم ��ا أنّ التكلفة
أصحابه ��ا قرآن ًا ميش ��ي على األرض ،كم ��ا كان الصحابة املادي ��ة والبش ��رية والتقني ��ة تقف حائ ًال؛ إذ أنّ مش ��روع ًا
رضوان الله عليهم l
كهذا يحتاج إلى تكلفة ليس ��ت بالقليلة ،مضيف ًا :ليست
لدين ��ا خطة لفت ��ح مواقع حتفيظ عب ��ر الغرف املعروفة
.1ملن يرغب في االطالع على عناوين األبحاث التي نوقشت للتواص ��ل ،ولك ��ن لدين ��ا خط ��ة لفت ��ح موقع حتت اس ��م
ميكنه ذلك على موقع جمعية االحتاد اإلسالمي www.itihad.org (ملتقى احلفّ اظ) يتم التعارف من خالله بني احلفّ اظ
منرب الداعيات
15 العدد -152ذو احلجة 1430
مَ
العال« ...فوتو�شوب» كبري
بقلم :د .دمية طارق طهبوب
األردن -عمان
كل ما يخطر وال يخطر بالبال من عمليات التجميل ال تقلق إذا كان بوجهك ندبة أو جتاعيد
اإللكترونية ميكن عمله بصورتك بالفوتوش ��وب لترضى طبيعية أو مرضية أو إجرامية.
عن نفس ��ك وحتصل على صورة ليس ��ت ل ��ك كما خلقك
الل ��ه ف ��ي أحس ��ن تق ��ومي ،ولك ��ن اتباع� � ًا ملعايي ��ر جم ��ال ال تقل ��ق إذا كان لون عينيك ال يعجبك،
وموض ��ات وتقاليع ق ��د ال تؤمن بها في حقيقة نفس ��ك، أو ش ��عرك كالعه ��ن املنف ��وش ،أو بطن ��ك
وقد ال يجلب تطبيقها لك الس ��عادة ،ولكنه خداع و َت ٍ
عام مكروش.
مقص ��ود ،واتب ��اع للقطي ��ع ،وسياس ��ة( :ض ��ع رأس ��ك بني
قطاع الرؤوس). الرؤوس وقل يا ّ فــبالـــفوتوش� �ـوب س ��تصــبــح دونــجـــوان ًا,
وس ��تصبحني ملك ��ة جم ��ال ،ال قل ��ق م ��ع
ولك ��ن م ��اذا ع ��ن الن ��اس الذي ��ن رأَ ْوك ص ��ور ًة قبل أن الفوتوش ��وب ال ��ذي «يجع ��ل م ��ن البوص ��ة
ي� � َر ْوك عيان ًا ،وعرفوك إطار ًا قب ��ل أن يعرفوا مضمونك، عروسة ،ومن اخلنفسا ست النسا» كما يقول
ورأوا دم ��وع عيني ��ك قب ��ل أن يعرف ��وا فداحة م ��ا اقترفْ تَه املث ��ل املصري؛ فه ��و العطار ال ��ذي يصلح ما
بيديك؟ هل أصبح اخلداع مستساغ ًا في دائرة التجميل أفس ��دته األي ��ام والس ��نون ،وهو «مغارة عل ��ي بابا» تدخله
والتحسني؟ بصورتك احلقيقية الطبيعية فتخرج منها وقد لبى لك
امل ��ارد كل أمنياتك باجلمال والصح ��ة؛ فتصبح صورتك
ولك ��ن ماذا عن اخلداع األكبر؟! عندما يصبح العالم صاحلة للتداول والنشر والتوزيع أو للتعليق كلوحة في
فتجم ��ل بع � ُ
�ض وس ��ائل اإلع�ل�ام ِّ كل ��ه فوتوش ��وب ًا كبي ��ر ًا متحف لو رآها الناس النعقدت ألس ��نتهم ومتتموا :هذا
الص ��ورة للخارج واملواطن مس ��فوح الدم ،مه ��دوم البيت، م َلك كرمي!
مهدور الكرامة في الداخل!
بالفوتوش ��وب الكبير يظهر احلاكم ميش ��ي في ماذا عن اخلداع الأكرب؟! عندما ي�صبح
األز ّق ��ة و«احل ��واري» يقاس ��مك ُفت ��ات العي ��ش ،وخارج
ِ العامل كله فوتو�شوبا ً كبرياً فتج ِّمل ُ
بـعـ�ض
اإلطار يحلبك حتى آخر َنفس ،ويتس� � ّول ويستجدي و�سائــــل الإعــــالم الــــ�صــــورة للــــخــــارج
العالم معونات على صورتك. واملــواطــن م�ســفوح الدم ،مهــدوم البــيت،
مهدور الكرامة يف الداخل!
بالفوتوشوب يبكي الرئيس على الضحايا ويو ّد
لو يحفر قب ��ر ًا بجانب قبورهم .وبدون جتميل يطعن
وم ��ن بقي م ��ن الضحايا األحياء ميكن ��ك بع ��د تعدي ��ل صورت ��ك بالفوتوش ��وب عل ��ى بذك ��رى الضحايا َ
الكمبيوت ��ر أن تصب ��غ ش ��عرك باللون الذي تريد حس ��ب في الظهر ويصم آذانه عن سماع آهاتهم من أجل كرسي
املوض ��ة ،وتل� � ِّون عيني ��ك وتضي ��ف لهم ��ا البري ��ق وتزي ��ل أو شبكة اتصاالت وما خَ في بالفوتوشوب أعظم.
البقع والبثور ،تضع خا ًال أو غمازات ،وتف ِّرق بني أسنانك
بالفوتوش ��وب امله ��م أن تظ ��ل ص ��ورة الكعبة ولو تره ��ل أو زاوية أو
وتب ّيضها ،وتش � ّ�د وجه ��ك وبطنك وكل ُّ
كان حوله ��ا جثث أمة محمد َج ْمعاء ،وال يهم أنّ انثناء ال تريده.
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
16
حرم ��ة دمائهم أعظم من حرمة الكعبة ،بالفوتوش ��وب ْ
امله ��م أن ��ا وم ��ن ورائ ��ي الطوف ��ان ،ول ��و ُأغ ��رق الوط ��ن
والقضية واإلنسان.
يسع ْون
بالفوتوشوب يظهر إخوة يوسف وهم َ
حلمايت ��ه واحتضان ��ه والتصال ��ح مع ��ه ،وبعيد ًا عن
أع�ي�ن الن ��اس ُيلقون ��ه ف ��ي ال ُـج � ّ�ب ويأت ��ون للم�ل�أ
بقميصه وأكاذيبهم.
منرب الداعيات
17 العدد -152ذو احلجة 1430
حوار
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
18
« .1منبر الداعيات»ُ :س ��ئل فولتير عمن س ��يقود
اجلن ��س البش ��ري ،فأج ��اب« :الذي ��ن يعرف ��ون كي ��ف
يق ��رؤون»؛ فه ��ل إغراق س ��وق اإلع�ل�ام العرب ��ي بهذا
الك ��م الوافر من املواد اإلعالمي ��ة الهابطة يقع ضمن
مخط ��ط تفريغ العقل اإلس�ل�امي العرب ��ي لتنحيته
عن قيادة البشرية؟
ال ري ��ب أن إغ ��راق اإلع�ل�ام العربي بنت ��اج وافر من
امل ��وا ِّد الهابط ��ة (فكر ّي ًا وأخالق ّي ًا) هو من وس ��ائل تفريغ
يعصمه من االنحدار َ كل ما ميك ��ن أن العقل املس ��لم من ِّ
والوق ��وع في براث ��ن التبع َّية الفكري ��ة والثقافية للغرب.
وللحص ��ول على املناعة الفاعل ��ة للحيلولة دون انحالل
الشخصية وحتلل الهوية ال بد من معرفة ما نقرأ وكيف
أمةنق ��رأ .وإن ل ��م نحص ��ل عل ��ى ه ��ذه املناعة فس ��نبقى ً
القوي
ِّ لألجنبي
ِّ ضعيفة منهزمة نفس� � ًّيا مطأطئة أب � ً�دا
يقرؤون ،وإذا قرؤوا ال يفهمون! حقيقي في ٌّ ولفكره وثقافته ،عاجز ًة عن أن يكونَ لها أثر
« .3منب ��ر الداعيات» :هل أزمة القراءة في العالم قي ��ادة البش ��رية؛ إذ القياد ُة ال تلقي ِعنا َنه ��ا إال لألقوياء
العربي :هي أزمة كاتب وكتاب؟ أم أزمة جيل ال يحب في ميادين احلياة َّ
كافة.
القراءة؟ قدم بها شيخ وأنصح مبطالعة الكلمة النفيسة التي َّ
مردها إل ��ى جيل غير أرى أن أزم ��ة الق ��راءة عندن ��ا ُّ محمد ش ��اكر كتابه العظيم َّ العربية العالّ مة محمود
شعره هشة لم ُت ِ
ضحية تربية َُّ محب للقراءة ،وهو في هذا ٍّ «املتنبي» التي جعل عنوانها« :رس ��الة في الطريق إلى
منذ طفولته بأهم َّية الكتاب واملطالعة ،ولم ُتز ِّينهما له، جدا أس ��ماه« :قصة ثقافتن ��ا»؛ فق ��د ذ َّيلها بفصل مهم ًّ
�باب القراءة اجل ��ا َّدة الواعي ��ة املنتجة! ول ��م ُته ِّي ��ئ له أس � َ التفري ��غ الثقافي» روى فيه كيف وصل حال املس ��لمني
بحاجة إلى مزيد م ��ن الكتَّاب ٍ وه ��ذا ال يعن ��ي أننا لس ��نا «فاألديب
ُ مفرغ م ��ن كل أصول ثقافة أمت ��ه، إل ��ى جي ��ل َّ
عرض األف ��كار اإلصالح َّية َ حس ��نوناملتم ِّيزي ��ن الذي ��ن ُي ِ مفك ٌر بعقل س ��واه، �وف ِّ مصو ٌر بقلم غيره ،والفيلس � ُ ِّ
يجتذب أبص ��ا َر القراء
ُ واإليجاب َّية بأس ��لوب ج ِّيد ش ��ائق غريب عن تاريخه، ٍ �ر
ٍ � ظ بن لألحداث ناقدٌ خ ُ �ؤر
وامل � ِّ
وبصائ َره ��م ،فاملي ��دانُ ما ي ��زال رح ًبا ينتظ ��ر الكثي َر من أجنبي عن ُتراث فنِّ ه». ٍّ بنبض
ٍ قلبهنابض ٌُ ان
والفنَّ ُ
الكتابات اجلا َّدة املثمرة. « .2منبر الداعيات» :ما االنعكاس ��ات اخلطيرة
« .4منب ��ر الداعي ��ات»« :أم ��ة اقرأ ال تق ��رأ» عبارة لظاه ��رة عزوف الش ��باب ع ��ن الق ��راءة على حاضر
تتحول َّ سماعها سنني طويلة ،كيف ميكن أن َ اعتدنا األمة اإلسالمية ومستقبلها؟
العب ��ارة إل ��ى« :أمة اقرأ حت ��ب أن تق ��رأ ،وتعرف كيف عزوف الشباب عن القراءة منذ ٌر بخطر حقيقي؛ َ إنَّ
التحول هذه؟
ُّ تقرأ»؟ ومبن ستُ ناط َّ
مهمة �يتعمق أثره في بدأن ��ا نبص � ُ�ر مظاه َره ف ��ي حاضرنا ،وس � َّ
عبارة (أمة اقرأ ال تقرأ) هي -ويا لألس ��ف -عبارةٌ يطالع ويقرأ يضيف إلى ُ املستقبل أكثر وأكثر؛ ألن الذي
صادقة تص ِّور واقع َّأمة العرب اليوم ،وال يتط َّلب الوقوف عم ��ره أعم ��ا ًرا ،وإلى خبرته خب ��رات ،ومن َث َّم ف ��إنَّ تراكم
املخجل سوى إلقاء نظرة َع ْجلى ِ على حقيقة هذا الواقع قراءات ��ه ومطالعات ��ه س ��يرتقي مبعرفت ��ه ووعي ��ه و َفهمه
عل ��ى تقاري ��ر بع ��ض املنظم ��ات الدولي ��ة ع ��ن إحصاءات لكل ما يجري حوله .أما َمن اس ��تدبر جا َّدة القراءة فإنه ِّ
القراءة ف ��ي بلدان العالم املختلفة ،لن ��رى ال َب ْونَ البعيد أبدا .وأمة ال تقرأ هي أمة -بال شك -ال س � ُ�يراوح مكانه ً
بني حالنا مع القراءة وأحوال األمم األخرى. تفهم ،ولن تفهم.
وتغيي ��ر هذا الواقع املخزي إل ��ى أن يصير( :أمة اقرأ أمثلة ألزَمات سياسية وهزائم عسكرية ٌ كل منا وعند ٍّ
ُتقب ��ل على الق ��راءة ،وتعرف كيف تق ��رأ) يتط َّلب تضاف َر وعدم
ُ �دم الق ��راءة، حاق ��ت بأمتن ��ا ،كان الس ��بب فيه ��ا ع � ُ
جهود املر ِّبني في املنزل واملدرس ��ة واملسجد والنادي ،وأول الكيان الوع ��ي مب ��ا نق ��رأ .وه ��ذا ما حم ��ل أح� � َد زعم ��اء ِ
م ��ا يجب فعله هو تربي ��ة النشء على الق ��راءة بالقدوة، العرب ال ُ الص ْهيوني على الس ��خرية من الع ��رب ،بقوله: ِّ
منرب الداعيات
19 العدد -152ذو احلجة 1430
حوار
بني حني وآخ َر إلى املكتبة ومعارض الكتب ،ومس ��اعد ُته وإنّ أس ��لوب التربية بالقدوة من أجنع أس ��اليب التربية،
في اختيار ما ُيناسب عم َره منها. يهتم فيها الوالدان األ َس ��ر التي ُّ مالحظ بينِّ ؛ فإن ُ َ وهذا
-تخصي ��ص ُجزء م ��ن مكتبة األس ��رة للطفل يضع قراء بالق ��راءة واملطالع ��ة جن ��د األوال َد فيها – غال ًب ��ا َّ -
مكتبة خاصةٌ فض ��ل أن يكون لهوي َّقصصه وكتبهُ ، َ فيه ��ا �زء ثابتً ��ا م ��ن نش ��اطهم ن َِهم�ي�ن ،ق ��د غ ��دت الق ��راءة ُج � ً
به في غرفته. اليومي.
-تعوي ��د الطف ��ل ا ِّدخ ��ا َر ج ��زء م ��ن مصروف ��ه ألجل املفكرون واملر ّبون غي َر ما س ��بب من أسباب ولقد ذكر ِّ
اقتناء القصص والكتب النافعة. اجلف ��اء القائ ��م بني أبنائن ��ا والكت ��اب ،واقترحوا لذلك
خصص ً
ثقافة منزلية ثابت ��ة ،بأن ُت َّ َ -ج ْع ��ل الق ��راءة �ض احلل ��ول العمل َّية ،بيد أن ��ي أرى أن خي َر من وقف بع � َ
س ��اعة يوم ًّيا تس ��مى س ��اعة القراءة ،يجلس فيها أفراد الداء ووضع العقَّ ار النافع له هو أس ��تاذنا عل ��ى حقيقة َّ
كل منهم ما يحب ،وفي أحد أيام األس ��بوع األس ��رة يقرأ ٌّ الكبي ��ر املربي د.عبد الله الدنَّ ��ان رائد تعليم العربية
�اعة القراءة جماعية ،تش ��ترك فيها األسرة في تكون س � ُ بالفطرة واملمارس ��ة ،إذ ذهب إلى أن أعظ َم ما َيحول بني
قراءة كتاب واحد. ويقيم ج ��دا ًرا عاز ًال بينهما ،هو أن لغ َة أبنائن ��ا والكتابُ ،
األم التي اكتس ��بوها في طفولتهم الكتاب ليس ��ت اللغ َة َّ
املختلف ��ة تلقَّ وا
ِ �اء الع ��رب ف ��ي أقطاره ��م األول ��ى ،فأبن � ُ
جميعا اللهجات العام َّية في بيئاتهم التي نش ��ؤوا فيها، ً
وح�ي�ن بلغوا الس ��ابع َة ودخل ��وا املدارس فوجئ ��وا أن لغ َة
باينة ملا أَ ِلفُ وه من لس ��ان آبائهم و َذويهم! ومن الكت ��اب ُم ٌ
هنا بدأت احلواجزُ النفس ��ية ُتش ��اد بينهم وبني الكتاب،
التقدم ف ��ي صفوف الدراس ��ة ازدادت ُّ وكلم ��ا أمعن ��وا في
اله � َّ�وة عمقً ا؛ فلغة الكتاب ال ُتس ��تخ َدم إال عند القراءة
لغة اخلطاب والتواصل في املدرسة والبيت والكتابة ،أما ُ
األم التي ُفطروا عليها! وكل مكان فهي لغتُ هم ُّ والشارع ِّ
�عة في هذا �تاذنا الدنان خطوات واس � ً وق ��د خطا أس � ُ
« .6منبر الداعيات» :هل برأيك هناك أس ��باب بتجربت ��ه الرائدة في إكس ��اب األطفال العرب ِ املضم ��ار،
اقتصادية لعزوف الشباب عن القراءة؟ -في ِس � ِ�نيهم األول ��ى -اللغ َة العربي ��ة الفصيحة* ،وقد
عموما في
ً ال َت ْع ��دو الظروف االقتصادي ��ة املتر ِّدية باهرا ف ��اق التوقعات ،وكان من جناحا ً ً جنح ��ت طريقته
عاملن ��ا العرب ��ي عن أن تكونَ س ��ب ًبا ثانو ًّيا لظاهرة عزوف نفعا:ُأول ��ى ثمرات هذا النجاح ومن أعظمه ��ا وأجداها ً
احملب للق ��راءة لن
َّ الش ��باب ع ��ن الق ��راءة؛ ألن اإلنس ��ان والرغبة الوثيقة لديهم ُ الشديد بالكتاب، ُ تعلقُ األطفال
يع ��د َم س ��بي ًال للحص ��ول عل ��ى كت ��اب ش ��هر ًّيا .حت ��ى لو في القراءة واملطالعة.
�واب املكتبات ُأغلق ��ت األب � ُ
�واب ف ��ي وجه ��ه ماد ًّيا ف ��إنّ أب � َ يتسن له تطبيق َّ ومن لم « .5منبر الداعيات»َ :
كل ما يرغب مفتوحة له ولغيره ،وس ��يجد فيها َّ ٌ العام ��ة
َّ طريق ��ة الدكت ��ور الدنانَ ،أما من س ��بيل لتنش ��ئة
نفس ��ه .إنّ األمر يتعل ��ق بالرغبة واإلرادة فيه وتش ��تهيه ُ أوالده على حب القراءة؟
حتول الظروف االقتصادية دون القراءة ،وقد نش ��أ َ ول ��ن َمن لم يتس � َّ�ن له تطبيق ه ��ذه الطريقة ،فعليه أن
وكثير من شيوخنا في ظروف عيش صعبة ٌ س ِّيدي الوالد أهمها: يع ِّوض بأمور ُأخرى ،من ِّ
قلة ذات الي ��د ،فلم مينعهم ذلك من يغل ��ب عليهم فيها ُ امللونة للطفل من نعومة توفير القصص اجلميلة َّ
ارتي ��اد قاع ��ات دار الكت ��ب الظاهري ��ة ،واس ��تعارة الكتب الغضتني ،ويتأم ��ل في صورها، َّ أظف ��اره ،يق ِّلبه ��ا بي َدي ��ه
العلمي ��ة النافعة من بعض املكتبات وقراءتها ونس ��خها وتقليب صفحاتها عادة له. ُ حتى يصي َر اإلمساك بها
كراسات للرجوع إليها متى شاؤوا. في َّ خصوص ��ا ُقبي ��ل النوم، ً -ق ��راءة القص ��ص لألبن ��اء،
ودو َنك ��م قص ��ة فيه ��ا دلي � ٌ�ل عل ��ى أن مش ��كلتنا ه ��ي التي غال ًبا ما يح ّبونها ويتع َّلقون بها.
�كلة وع � ٍ�ي بأهمي ��ة الق ��راءة وإدراك لضرورتها :كنت مش � ُ حس ��ن اصطحابه -وم ��ع تق � ُّ�دم الطفل ف ��ي العمر َي ُ
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
20
أما أثر مصادر املعرفة اإللكترونية في إقبال الش ��باب ف ��ي إح ��دى املكتب ��ات الكب ��رى بالري ��اض أتخ َّي ��ر لولدي
الناضج الواعي على الكتاب ،فهو فيما أرى إيجابي ،ألنها والد
�ض املجموع ��ات القصص َّي ��ة ،وكان إل ��ى ج ��واري ٌ بع � َ
تك ��ون حافزً ا لهم إلى مزيد م ��ن املطالعة واقتناء الكتب الولد واحد ًة نظر
ُ يبح � ُ�ث لول ��ده عن قصة ،وكلما اخت ��ار
وقفت على بعض الدراس ��ات ُ وتتب ��ع اجلدي ��د منها ،وق ��د ُّ األب ف ��ي ثمنها فاس ��تغاله! مع أنّ القص ��ة لم تكن تزيد
يذه ��ب فيها أصحابها إلى أنّ نش ��ر الكت ��ب إلكترون ًّيا لن عل ��ى 15ري ��ا ًال ( 4دوالرات)! وبع ��د تقلي � ٍ�ب للنظر وتفكُّ ر
ودعما
ً أبدا دون النش ��ر الورقي ،بل س ��يكون دعاية يحول ً وتدب ��ر اقتن ��ى قص � ً�ة جتارية زهي ��د َة الثم ��ن ال خي َر فيها ُّ
أميل إلى هذا الرأي ألنني أرى من نفس ��ي ومن ل ��ه ،وأن ��ا ُ مرةَّ بهما عَ أجتم أن �ه � ل ال ر وقد
َّ منها! �ى � جت ر ُ
ت �دة � ئ فا وال
كثير من إخواني احمليطني بي اقتنا َء الكتب واالحتفاظ أخرى عند احملاس ��ب ففوجئت به قد اشترى من صنوف
اخلاصة بع ��د مطالعة دراس ��ات عنها، َّ به ��ا ف ��ي مكتباتنا ال َبخ ��ور والعطور ما دفع قيمت ��ه أمامي أربعة آالف ريال
أو تعريف ��ات به ��ا ،أو موضوع ��ات تتص ��ل به ��ا ف ��ي مواقع (أي أكث ��ر من ألف دوالر)! فعجب � ُ�ت ملن َي ُجود بهذا املبلغ
إلكترونية. يبخل على ولده مبا يبقى ُ الكبير ملا ُيسته َلك و َيفنى ،ثم
« .8منب ��ر الداعي ��ات» :ه ��ل هن ��اك عالق ��ة بني نفعه!أثره ويدوم ُ ُ
بربه؟صلة املسلم بالكتاب وصلته ِّ لينفق ��ون م ��ن امل ��ال الكثي ��ر ثمنًا وإن ش ��بابنا الي ��وم ُ
أجل العالقة ِج ُّد وثيقة ،وكيف ال تكون كذلك ُ
وأول اجلوال واشتراكات الشابكة (اإلنترنت) ،فضالً َّ لبطاقات
قول احلقِّ سبحانــه: املعظم ُ ما نزل على قلب رسولنا َّ ع ��ن الكمال َّي ��ات وم ��ا ال طائ ��ل وراءه! فه ��ل ُيعجزه ��م أن
اق َرأ باس � ِ�م َر ِّب َك الَّذي خَ َلق ∗ خَ َلقَ اإلنسانَ من َع َلق ∗ ويثري ينهض مبعرفتهمُ ، ُ جزء من مصروفهم ملا يجعلوا ً
�ك األك َرم ∗ ا َّل ��ذي َع َّل َم بال َق َلم ∗ َع َّل َم اإلنس ��انَ اق� � َرأ و َر ُّب � َ ثقافتَهم ،ويسمو بوعيهم؟!
صريحة واضحة إلى ٌ ما ل ��م َي ْع َلم .إنّ هذه اآليات دعوةٌ
القراءة والتع ُّلم واالستزادة من املعرفة ً
أبدا.
املتأملة في شتَّ ى ِّ ومن جهة أخرى ،إنّ القراءة الواعية
جوان ��ب العل ��وم والفنون تكون س ��ب ًبا من أس ��باب الصلة
تزيد من وعي اإلنسان بنفسه ومبا بالله سبحانه؛ ألنها ُ
معرفة ازداد يقي ًن ��ا وإميانًا ً حول ��ه ،وكلم ��ا ازداد اإلنس ��انُ
خشى ودليل ذلك قوله سبحانه :إنمَّ ا َي َ ُ وعال، بالله َج َّل َ
املرء بش ��رف أن �اء ،وهل يحظى ُ الع َلم � ُ
الل� � َه من ِعب � ِ�اد ِه ُ
يكون عا ًملا إال مبداومة القراءة وصحبة الكتاب؟
***
ختام ًا ،نش ��كر ضيفنا الكرمي األستاذ أمين ذو الغنى
عل ��ى ه ��ذا احل ��وار الق ِّي ��م ،مش ��يرين إل ��ى أنّ املعرفة هي
أول ��ى مق ِّومات النهوض ،والقراءة اجل ��ا ّدة املثمرة إحدى « .7منبر الداعيات» :إلى أي مدى َّأثرت مصادر
وس ��ائلها؛ لذا ،فإنّ ش ��بابنا مدعوون اليوم لالختيار بني املعرفة اإللكترونية في اإلقبال على الكتاب؟
اإلبق ��اء على الواقع الذي يش ��هد على التقهقر الثقافي أرى أنه ��ا قد أثَّ رت أث � ً�را بعيد ال َغ ْور خطير النتائج،
واحلضاري لألمة اإلس�ل�امية ،أو السعي لتغذية عقولنا فعم ��وم ش ��بابنا الي ��وم اتخ ��ذوا م ��ن احلواس ��يب خَ دينًا،
وقلوبنا بروافد املعرفة املختلفة حملاربة أعدائنا بالسالح يقضون أمام شاش ��اتها س ��اعات طويلة ،ولي ��ت قلي ًال من
نفسه مضاف ًا إلى ذاك الذي ُتدار به املعارك l ه ��ذا الوق ��ت ُيص َرف ف ��ي مطالع ��ة مواق َع هادف ��ة نافعة!
_______________ فق ��د بين � ْ�ت بع ��ض اإلحص ��اءات أنّ أكث ��ر املواق ��ع إقبا ًال
�نخصص إن ش ��اء الله مساحة ∗ في العدد املقبل س � ّ عليه ��ا م ��ن فئات الش ��باب في عاملن ��ا العربي ه ��ي مواقع
ليش ��رح لنا األس ��تاذ أمي ��ن ذو الغن ��ى بالتفصيل طريقة األفالم األجنبية واملوسيقى ،واملواقع الرياضية ،واملواقع
د.عبد الله الدنَّ ان في تعليم اللغة العربية لألطفال. اإلخبارية ،واإلباحية!!
منرب الداعيات
21 العدد -152ذو احلجة 1430
لن َت ُهوين
مع ال�شعر
نظم :الشاعر عامر املانع
لبنان -طرابلس
وخ ّل ��وا خاط ��ري ي ��روي جفون ��ي ترام ��ت عزت ��ي ش ��رر ًا َد ُعون ��ي
املصون؟
ِ �اس في الش ��رف أم َ
األنف � ُ أعاش ��ت َغ ْيرت ��ي م ��ن بع ��د ٍ
موت
�روف م ��ن فنوني وق ��د َص ِدئت ح � ٌ فه ��ا قلم ��ي ع ��اود س � َّ�ل س ��يفي
ــهرها فـــ ��وق الــثــمــي ِــن
ولــيــل ��ى م ُ طلبي لليلى أضعت الش ��ع َر في ٍ ُ
القدس تدم ��ى في جفوني ِ �ن
وع�ي ُ الحب أسعى ِ حت تخبط ًا في فر ُ ُ
�ريف ،فدنَّسوني القدس الش � ُ ُ بكى والح ��واريَ َ
ة �ز � غ و �ا � ف حي �ت
ْ � ك ب
ويقط ��ع ش � ْ�جر ًة فيه ��ا ُغصون ��ي وش ��عري راق � ٌ�د يبغ ��ي الثُّ ري ��ا ِ
***
رت وخافقي يحكي ش ��جوني َس � ِ�ك ُ رت من الهوى وابتلّ ِشدقي َس � ِ�ك ُ
تراودن ��ي ألس ��ج َد ف ��ي جنون ��ي
ُ س� ُ
�كرت وم ��ا دري � ُ�ت ب ��أنّ ليل ��ى
***
خطب � ُ�ت حبيبت ��ي ُق � ْ�دس الق � ِ
�رون خطبت أنا عروس ��ي ُأ ْو َلى عمري ُ
ول ��م أل ��قَ عروس ��ي ف ��ي س ��نيني القدس طال وطال عمري ِ وعرس
�يت خطيبت ��ي أنا في س ��كوني نس � ُ المفدى َّ َ
�يت األهل والوط ��نَ نس � ُ
�ون َ ُ ونـــبــ � ُ
�ض عــروقـــهــ ��ا أ ْس � ُ�د املنــ � ِ فـــنـــادتـــنـــي عـــروســي فــي أنــي ٍــن
أغـــيـــثــــوا عــ ّزتـي ،ال تــحــــرقــونــي تنادين ��ي بفل � ِ�ق الصب � ِ�ح ده ��ر ًا
ضغني
ِ عل ��ى األمج � ِ�اد ف ��ي حل � ٍ�ن ُغ ِصب � ُ�ت وف � ٌ
�ارس َس� � َكر ًا ُيغ ّن ��ي
�ؤون م ��ن األن ��ذال م ��ن كل � ٍ�ب خَ � ِ عذاب ٍ ود ّك ِعرض ��ي في ُغصب � ُ�ت ُ
باملنون
ِ ليس ��كب جي ��ش (ليفن ��ي) �اح ُغصب � ُ�ت وم ��ا رآن ��ي م ��ن ص�ل ٍ
السالح على حصوني؟! ُ أما صدىء *** بات ُ
وجيش َي ْع ُر ٍب في ُس ٍ صبت ُغ ُ
أغيث ��وا ِعرضك ��م ،ال تتركون ��ي أال يـــــــا أيهـــــا األبط ُ
ــــــال ُهبـــــــوا
يه� � ّز جحاف�ل ً�ا ُتدم ��ي عيون ��ي فه ّب ��ت ُأ ْس � ُ�د غ ��زة ف ��ي زئي � ٍ�ر
فطاب ��ت ع ّزت ��ي ...أنا ف ��ي عريني �قمو َل َّبان ��ي ضمي ��ري بع ��د ُس � ٍ
***
�ون
�روح م ��ن قل � ٍ�ب حن � ِ
�داك ال � ُ
ِف � ِ �دس ُعمر ًا
�داك حبيبت ��ي يا ق � ُ ِف � ِ
ويرخ ��ص كل ذل ��ك فامنحون ��ي ُ المقل َت ْي � ِ�ن وروح ��ي مهر ًا
�اك ُفه � ِ
واعد ُموني!
وأحضنُ جن َد غزةِ ... ُ الم َح ّيا
لحظ ُالقدس في ِ َ أللقى
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
22
رو�ضة الزهرات
منرب الداعيات
23 العدد -152ذو احلجة 1430
رياضية؟
ّ بروح
ٍ هل تتمتَّ عني
عزيزتي...
حياتنا ِس ��باقات نخوضها في ميادين مختلفة :في البيت مع إخوتنا وأخواتنا ،في
احل ��ي مع بنات اجليران ،في املدرس ��ة مع زميالتنا ،ومس ��تقب ًال :في الن ��ادي ،واجلامعة،
نوفق به فنفوز ،أو يخطئنا احلظ فيه فنتعثر ونخسر ،وال مشكلة واملؤسسة ...منها ما َّ
ف ��ي اخلس ��ارة ،فهي تزيد من رصي ��د جتربتنا ،وتع ِّلمنا كيف يك ��ون انتصارنا متميز ًا في
ركزي على اجلوانب اإليجابية فيها ،وهي ال شك كثيرة ،منها: املرات املقبلة .فقط ِّ
نلت شرف احملاولة ولم تتراجعي. أنك ِ ِ
ً
ّمت شيئا جديدا أضفته إلى رصيدك من العلم واملعرفة. ً أنك تعل ِ
ِ
والضعف في � ِ�ك ،لكي تعملي في املس ��تقبل على أن � ِ�ك تعرف � ِ�ت عل ��ى جوانب الق ��وة َّ
تعزيز ق ّوتك ،وإزالة أسباب ضعفك.
وأقمت
ِ لك في الله أثناء خوضك هذه املنافس ��ة تعرفت على زميالت وأخوات ِ ِ أنك ِ
عالق ��ات ودي ��ة معهن ،وهذا التعارف ه ��و أحد أهداف اإلس�ل�ام االجتماعية ،قال تعالى:
وجعلناكم ش ��عوب ًا وقبائل لتعارفوا ،إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم .وهذا التعارف يتيح
نك وضعفهمِّ ،
وميك ِ ل � ِ�ك فرصة اكتش ��اف طبائع اآلخرين وش ��خصياتهم ونقاط ق ّوته ��م َ
م ��ن تع ّل ��م أش ��ياء كثيرة نافعة منه ��م؛ فتتعلمني م ��ن جناحاتهم وأس ��بابها ،وكذلك من
أخطائهم فتجتنبينها.
�تحضرتها بع ��د اخلس ��ارة ف ��ي أي منافس ��ة ،فإنها
ِ كل ه ��ذه النق ��اط املضيئ ��ة إن اس �
فعلك جتاه َمن كس َب ْت ِ �اعدك على تخطي قسوة الش ��عور بالهزمية ،وستضبط ردة ِ ستس �
السباق.
وه ��ذا ال يعني أ ّال حتزني ...ال ،فاحلزن مش ��اعر إنس ��انية فطري ��ة ،ولكن ال يدفعن ِّك
هذا الش ��عور إلى تخطي ح ��دود اللياقة واألدب والروح األخوي ��ة ...فتُ َحر َك ِك الغريز ُة ال
يدك بالضرب، �انك بالش ��تائم ،أو ِبك؛ كأن تطلقي لس � ِ العقل بتصرفات حمقاء ال تليق ِ
أو حتاول ��ي التقلي ��ل م ��ن أهمية فوزها والطعن ف ��ي قدرتها ،فقط لتنغِّ ص ��ي فرحتها...
فانتبه ��ي ،واحرص ��ي على تهنئ ��ة الفائزة ومصافحته ��ا والدعاء لها بالبرك ��ة ،وهذه هي
بك وبأمثالك ،وهي التي حت ِّول مرارة األخالق اإلس�ل�امية والروح الرياض ّية التي تليق ِ
وتآخ ،وإلى تصميم وعزمية على الفوز في املرات املقبلةl حتابب ٍ ٍ الهزمية إلى
�سهاد
دخلت أخت ��ي الصغيرة الغرفة باكية ش ��اكية كعادتها تتمتم ببعض ْ بينم � ��ا ُ
كنت منك ّبة على دروس ��ي
بك يا ُربى؟»؛ فأجابتني بكل صراح ��ة« :أنا ال أحب العمل وأمي الكلم ��ات غي ��ر املفهومة فس ��ألتها« :ما ِ
دائم� � ًا ُترغمن ��ي علي ��ه ،وتطل ��ب من ��ي أن أر ِّتب خزانتي وس ��ريري وأزيل الغب ��ار عن املكتب ��ة ...إنه عمل
فقلت لها« :اس ��معي يا عزيزتي :لقد وهبك الله س ��بحانه وتعالى الصحة والعقل ُ ش ��اق وأنا ال أحبه»؛
والعافية ويجب أن حتمديه دائم ًا وأبد ًا على هذه النعمة التي يتمناها الكثيرون من املرضى واملصابني
وأنت -ما شاء الله -ذكية ومجتهدة وتتمتعني بصحة جيدة ،كما أن رسولنا الكرمي بعاهات جسديةِ ،
كان يعم ��ل بنفس ��ه ف ��ي منزله في ش ��ؤونه ومهنة أهله؛ ل ��ذا ال يجوز أن يقعد امل ��رء بال عمل وبدون
نفع كيال يكون عالة على أحد ،والعمل ضروري جد ًا في حياتنا حتى نتد ّرب على حمل املسؤولية منذ
الصغ ��ر ،ونك ��ون جديري ��ن باحترام اآلخرين ،فكل فرد يعمل حس ��ب قدراته وإمكانات ��ه ليك ّون مجتمع ًا ِّ
يكمل بعضه بعضاً. ً
سليما ّ
فانظ ��ري إل ��ى ثوب � ِ�ك اجلمي ��ل هذاَ :م ��ن حاكه وزركش ��ه؟ وإل ��ى بيتنا اجلمي ��لَ :من ش� � ّيده؟ وذاك
والغس ��الة ...وغيرها الكثير من متطلبات احلياة، ّ الكمبيوت ��ر :م ��ن صنعه؟ والتلفاز واملذياع والثالجة
وال تنسي السيارات والطائرات والهاتف بكل أشكاله...
ول ��و كان اإلنس ��ان ال يحب العمل ملا أدهش ��نا بتلك االختراعات واإلبداعات ،حت ��ى األنبياء عليهم
السالم كانوا يعملون ل َيح َي ْوا حياة كرمية ،ومنهم سيدنا نوح عليه السالم الذي بنى السفينة املشهورة
بأمر من الله ،إلجناء املؤمنني من الطوفان». ٍ
ألنك ذكّرتني بأمور كانت غائبة عن ذهني ،وكنت غير مدركة لك ِ إلي ُربى وقالت لي« :شكر ًا ِ نظرت ّْ
وأعدك بأن أكون فتاة نافعة في املجتمع ،وأن أظفر مبحبة الله ورسوله ،وأحظى باحترام اآلخرين ِ لها،
لي»l
منرب الداعيات
25 العدد -152ذو احلجة 1430
هل تعلمني؟
� lأ ّن أش ��عة اللي ��زر أق ��وى م ��ن أش ��عة الش ��مس بأرب ��ع
مرات؟
«الدلفني» هو أذكى احليوانات الثَّ ْد ِي ّية؟
lأنّ ُّ
lأنّ اإلنس ��ان عندما يتكلم فإنه يس ��تعمل 44عضلة،
وعندم ��ا يغض ��ب يس ��تعمل 23عضل ��ة ،وعضلت�ي�ن فق ��ط
عندما يبتسم ،وأثناء النوم تسترخي 357عضلة؟
lأنّ امل � ّ�دة التي احتل فيها الصليبيون القدس هي 88
سنة؟
lوأنّ أول َم ��ن اكتش ��ف ال ��دورة الدموي ��ة الصغرى في
الشافعي عالء الدين
ّ اإلنس ��ان هو الطبيب املس ��لم الفقيه
ابن النفيس؟
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
26
�صغارَنا...
تعالَ ْوا نلعب
م ��ا اس ��م الس ��ورة التي ورد فيها ذكر املس ��جد األقص ��ى؟ إن أردت َ -طفلي احلبي ��ب -معرفة هذه املعجزة،
ما عليك إال أن تبحث عن أحرف اآلية الكرمية :س ��بحان الذي أس ��رى بعبده لي ًال من املس ��جد احلرام إلى
املسجد األقصىl
منرب الداعيات
27 العدد -152ذو احلجة 1430
الصبي املشاكس املعاكس
قصة :د .طارق البكري*
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
28
املجاور..
ِ رجل ِم ْن أَ ْعلى ِ
البنَاء صيف ُمت ََح ِّدي ًا ..صا َح ِبه ٌ الر ِ وسا َر َو َس َط َّ
السير ،وإ ْذ ِب َك ِّم ٍية ِمنَ
ِ أصر على
َّ الرصيف ..لكنَّهُ
ِ عن
ا ْبت َِع ْد يا َص ِب ّي ..ا ْبت َِع ْد ِ
ُ ٌ َ َ ً ُ
وي ْص ِب ُح شَ كْ لهُ ُم ْض ِحكا ..فق َْد كا َن ُهن َِالك ِر َجال َي ْطلونَ َ
األ ْل َو ِان َت ْسقُ ُط َع َل ْي ِه ُ
خل ِار ِج ِبأَ ْل َو ٍان ُم َت َع ِّد َد ٍة.
البنَا َء ِمنَ ا َِ
منرب الداعيات
31 العدد -152ذو احلجة1430
هل تعاين من �ضغط نف�سي؟! كنوز تربوية
ه ��ذه األح ��وال وأمثاله ��ا ،ق ��د يتع� � ّرض لها
اإلنس ��ان بني حني وآخر ،ويت ��راءى له أنه عاجز
إل ��ى توازنه ��م!! وهذا األس ��لوب خاطئ وخطي ��ر ،ففض ًال ع ��ن مواجهتها ،فماذا يفعل؟! إنه يختار واحدة
ع ��ن املضا ّر الصح ّي ��ة واالجتماعية للتدخ�ي�ن ،فإنّ مادة من ثالث ز َُمر من األساليب.
املدخن،
ّ النيكوت�ي�ن املوج ��ودة في التبغ تدخل إل ��ى رئتَي
�ارع في ضرب ��ات القلب، وتنح � ُّ�ل ف ��ي دمه ،وتؤدي إلى تس � ٍ الزمرة األولى التي يختارها ،أو يتورط فيها ،هي
وارتفاع في الضغط ...وهذه االضطرابات الصحية تزيد اله ��رب من األزمة ،وجتنُّ ب مواجهتها .ويظهر ذلك في
من األزمة النفسية وال تنقص منها. توه� � َم صاحبها
مجموع ��ة من التصرفات الس ��لبية ،وإن َّ
املدخن أنه خفّ ف من الضغط النفسي ّ أما ملاذا يشعر أنها مسالك إيجابية .فمن ذلك:
دخن لفافته ،فألن أعصابه أدمنت على النيكوتني عندما ّ
وهي تتطلب املزيد منه عند وجود قلق أو أزمة ،ولذا فهي يتوجه إلى املطبخ ،ليحل مشكلته عن طريق ّ أ -أن
تس ��بب لصاحبها توتر ًا إذا نقصت نسبة النيكوتني ،ولذّ ًة معدته! فيتناول كمية كبيرة من الطعام .وهذا األس ��لوب
املدخ ��ن إذ ًا بتخفيف
ّ إذا ارتفع ��ت هذه النس ��بة .فش ��عورال يلج ��أ إلي ��ه إال القليل من الن ��اس ،إذ يقترن التعرض
خف عنه هو التوتر الضغط النفسي شعور كاذب فالذي ّ ألزمة عاد ًة بضعف الشهية ،والعزوف عن الطعام.
الناشئ عن نقص النيكوتني. ويبق ��ى هذا األس ��لوب ،حني اللجوء إلي ��ه ،أقلّ ضرر ًا
من األس ��اليب األخرى .ولكنه بالتأكيد أس ��لوب ضا ّر؛ إذ
ج -أن يتعاط ��ى اخلمر أو املخ � ِّ�درات ،وهو نوع من يؤدي إلى مش ��كالت صحية ،تقود إلى مش ��كالت نفس ��ية
االنتحار؛ إنه يتعاطى س ��موم ًا ُتفسد عليه عقله وبدنه، وتعمقها!
ّ تعقِّ د األزمة
و ُتنس ��يه أزمته فيعيش في عال ��م األوهام إلى أن يصح َو،
ب -أن يلجأ إلى التدخني؛ وهذا األس ��لوب ال يلجأ فيج ��د نفس ��ه ف ��ي مكان ��ه األول م ��ن األزمة ،لكن ��ه يكون
إلي ��ه عادة إال املدمن ��ون عليه أص ًال ،فهم ي َر ْون أنّ تدخني أضعف قدرة على مواجهتها.
الهم والقهر ،ويعيدهم اللفافة (الس ��يجارة) يف ِّرج عنهم ّ
د -أن يتن ��اول احلب ��وب املهدئة ،وه ��ي -وإن كانت
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
32
أقلّ خطر ًا من اخلمر واملخدرات – ال تخلو من مخاطر،
ال س ��يما إذا ُأخ ��ذت من غير استش ��ارة طبي ��ب مختص.
�إذا تع َّر�ض لإهانة م��ن رئي�سه ف َّرغ ذلك ب�أن وهي غالب ًا ما تؤدي إلى اإلدمان وإلى مضاعفات عصبية
�صب جام غ�ضبه على بع�ض مر�ؤو�سيه� ،أو ح َّول َّ تدي شيئ ًا في التخلص من األزمة، ونفسية ،ثم إنها ال جُ ْ
غ�ضبه �إىل نكد مع بع�ض �أفراد �أ�سرته!! إمنا قد تعني على مترير الصدمة األولى.
ه� �ـ -أن ينتح ��ر؛ وه ��ذا غاي ��ة االنهزام واله ��رب ،كما
أن ��ه غاية اجلرمية في حق نفس ��ه وف ��ي حق املجتمع من
حوله .إنه تعبير عن اليأس التام و إنه ال َييأس من روح يج ��زي الصابري ��ن أجره ��م بغي ��ر حس ��اب ،وأن املصائب
َْ ْ
مهم ��ا تكاث ��رت ف ��إن الل ��ه رحي ��م َودود ،قاد ٌر عل ��ى تفريج الله إال القوم الكافرون (يوسف.)87: ِ
ال َك ْرب ،وكش ��ف الغم ،وإب ��دال املصاب خير ًا من مصيبته، ***
وبسط الرزق ،وسكب الطمأنينة في القلب...
فإذا تذكر هذه املعاني اس ��تعاد رباطة جأش ��ه ،وهدوء احل َيل النفس ��ية،
الزم ��رة الثانية هي أنواع من ِ
كالتفري ��غ والتحويل والتنفيس واإلس ��قاط .وليس هذا نفس ��ه ،فأمكن ��ه أن يفكّ ر بامل َ ْخرج األنس ��ب مم ��ا هو فيه،
مكان التفريق بني هذه املصطلحات ،لكن األمثلة توضح وأن يس ��تخير الل ��ه تعالى فيما يفعل ،وأن يستش ��ير أخ ًا
َصدوق ًا حكيم ًا ،وأن يحتس ��ب أجر مصيبته عند ربه ،بل املراد منها:
راضرب ،أنا عبدك ،وأنا ٍ صب جام يرض ��ى بقضاء الله ويقول :ي ��ا ِّ فرغ ذلك بأن َّ تعرض إلهانة من رئيسه َّ فإذا َّ
غضبه على بعض مرؤوسيه ،أو حول غضبه إلى نكد مع مبا تكتبه لي ،بيدك اخلير وأنت على كل شيء قدير.
َّ
احل َكم من كتاب الله تعالى، وهنا تتبادر إلى قلبه ُد َرر ِ بع ��ض أفراد أس ��رته ،أو نفَّ ��س ذلك على ش ��كل تص ّرفات
غير مس ��وغة؛ كأن يكس ��ر الصحون ،أو يش ��ق اجليوب أو ومن أحاديث نبيه ،ومن حكماء هذه األمة املباركة.
ِّ َّ
يلط ��م اخلدود (كال ��ذي كان يفعله أهل اجلاهلية األولى
ومن ال يزال يفعله على شاكلتهم) ،أو ُيسقط ذلك على
بع ��ض َمن حوله ،ممن ه ��م أضعف منه ،فيلقي بالالئمة
عليه ��م ،ويجعلهم الس ��بب وراء نكبته ،فيعلّق أزمته على
مشاجبهم!
***
منرب الداعيات
33 العدد -152ذو احلجة 1430
بها خطاياه» متفق عليه.
« -إنّ الل ��ه إذا أح � َّ�ب قوم� � ًا ابتاله ��م .فم ��ن رضي فله ففي كتاب الله تعالى:
الس ��خط» رواه الترمذي وابن -فعس ��ى أن تكره ��وا ش ��يئ ًا ويجع ��ل الله في ��ه خير ًا الرض ��ا ،ومن س � ِ�خ َط فل ��ه ُّ
ماجه. كثيرا(النساء.)19 :
الع ْسر ُي ْسر ًا ∗ إن مع العسر يسرا(الشرح: -إنّ مع ُ
وفي أقوال حكماء هذه األمة: .)6 - 5
عني وانتباهتها
غمضة ٍِ -ما بني يوفى الصابرون أج َرهم بغير حساب(الزمر: -إمنا ّ
حال
حال إلى ِ يغ ِّي ُر الله من ٍ .)10
-وقال ابن عطاء الله الس ��كندري :الصبر هو
بح ْسن األدب.الوقوف مع البالء ُ
-وق ��ال أيض ًا :الرضا س ��كون القلب إلى قدمي
اختي ��ار الله للعبد أنه اختار له األفضل ،فيرضى
به.
-ومن وصايا اإلمام احلارث احملاسبي :الرضا
عد ٌل في قضائه، هو علم القلب بأنّ الله عز وجل ْ
غي ��ر م َّت َهم فيم ��ا َح َكم ،وأنّ اختي ��ار الله عز وجل
خير من اختيار العبد لنفسه.
-وق ��ال التابع ��ي اجلليل مس ��روق :م ��ن َع َر َف
خَ ِف � َّ�ي لط ��ف الل ��ه تعالى ،رض ��ي بفعل ��ه على كل
حال.
***
ونختم الكالم مبالحظات ثالث: -ومن يت ِّق الل َه يجعلْ له َم ْخرج ًا ويرزقْ ه من حيث
.1األحمقُ الذي يفقد توازنه أمام الضغوط النفسية ومن يتوكل على الله فهو َح ْس ُبه ∗ إنّ الل َه
ال يحتسب ∗ َ
ويتص ��رف تصرف ��ات ت ��ؤذي وال تنفع ،يصير ف ��ي النهاية بال ��غ أمره ∗ قد جع ��ل اللهُ لكل ش ��يء قدرا(الطالق2:
غالب� � ًا -بعد أن تو ّرط ف ��ي احلماقات -إلى اخليار الذي .)3-
اختاره العاقل من الساعة األولى. -سيجعل الله بعد ُع ْسر يسراً(الطالق.)7 :
.2ال بد لإلنسان أن يتأثر لدى تع ّرضه ألزمة أو صدمة
أو مصيب ��ة ،لكن عودته إلى التوازن والصبر والرضا… قد وفي حديث رسول الله :
تك ��ون بعد حلظات ،أو بعد س ��اعات ،أو بع ��د أيام… وذلك « -عجب� � ًا ألم ��ر املؤم ��ن ،إنّ ْ
أم� � َره ك َّله ل ��ه خير ،وليس
بحس ��ب ق ��وة إميانه ويقين ��ه .فكلما كان ��ت معرفته بالله إن أصابته س ّر ُاء شَ َكر فكان خير ًا ذلك ألحد إال للمؤمنْ :
ولطفه وحكمته أعمق… كانت عودته أقرب. له ،وإن أصابته ض ّر ُاء صبر فكان خير ًا له» رواه مسلم.
.3هن ��اك أم ��راض نفس ��ية ُيب َتل ��ى بها بع ��ض الناس هم والَص ��ب وال َو َصب وال ٍّ يصيب املس ��ل َم من ن َ
ُ « -ما
جتعله ��م مييل ��ون إل ��ى إيق ��اع األذى عل ��ى اآلخري ��ن من ُ
غم ،حتى الش ��وكة يش ��اكها إال كفّ ر الله أذى وال ٍّ َحز ٍَِن وال ً
�اديون» ،أو إيقاع بط ��ش ولوم وض ��رب… وهؤالء ه ��م «الس � ُّ
األذى على أنفس ��هم م ��ن َل ْطم للخدود وش ��قٍّ للجيوب…
مهم��ا تكاث��رت امل�صائ��ب ف���إن الل��ه رحيم
«املازوشيون» .عافانا الله تعالى من امل َ َر َضينْ ،
ُّ وهؤالء هم
َودود ،ق��اد ٌر عل��ى تفريج ال َك�� ْرب ،وك�شف الغم،
ورزقنا العدل واإلنصاف ،والصبر لله ،والرضا عنه l
و�إبدال امل�صاب خرياً من م�صيبته،،،
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
34
دوحة األسرة
البركان زهور وأشواك :
ٌ
دفقة من قلبها قـــــلـــــــب أم:
تغذية األطفال واملراهقني احلياة الصحية:
املطبخ الصحي :البفتيك باخللطة املميزة
منرب الداعيات
35 العدد -152ذو احلجة 1430
زهور و�أ�شواك
الربكان
بقلم :أسماء عبد الرحمن الباني
اململكة العربية السعودية -أبها
م ��ن َق ْدرهم ،أو يش ��ير إليه ��م بال َع ْي ��ب ،أو يتحدث عنهم كانت مش ��كلة (إله ��ام) مع زوجه ��ا احتقاره الش ��ديد
باستخفاف! لوالديه ��ا؛ اس ��تهزاءه الدائ ��م بأمه ��ا ..تقليله من ش ��أن
كانت (إلهام) تش ��عر أنّ ذبحها أو س� � َّبها أه َون عندها والده ��ا رغم مكانته ...بس ��بب اختالفهما الطبقي؛ فهو
من أن يذكر س ��امي أباها الفاضل بس ��وء ..أو يش ��ير إلى إن تصريح ًا أو تلميح ًا. دائم الهمز واللمز لوالديها ْ
كان (س ��امي) م ��ن ُ
األ َس ��ر الثَّري ��ة ،أم (إله ��ام) فكانت
والدته ��ا احلبيبة بتهكم أو اس ��تهزاء ..كانت ُتلجم فمها
من أس ��رة عريقة ولكنها متوس ��طة احل ��ال ..طوفان من
عن الرد عليه ..وتزرع روحها بأشواك الصبر ..وسكاكني
الغض ��ب كان َي ْعت َِم � ُ�ل ف ��ي داخله ��ا في كل م ��رة يتعرض
الغضب تهوي على قلبه ��ا جيئة وذهاب ًا ...كانت (إلهام)
فيها سامي ألمها أو أبيها أو عائلتها عموم ًا ..أو ُينقص
تتعذب في صمت..
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
36
اجل ّدية.ملاذا تأخذين األمر بهذه ِ
ولكنها لم تر ّد ،وانخرطت في بكاء ُم ٍّر عنيف. م��ن بدهيات احلي��اة الزوجية ال�س��عيدة �أن
نداء إلى سامي :انتبه ...فأنت بهذه الطريقة جتتاز يح�ترم الرج��ل �أه��ل زوجت��ه عموما ً وخا�ص��ة
�وء باألش ��واك لتص ��ل إلى منطق ��ة مزروعة س ��ياج ًا ممل � ً والديها مهما كان م�ستواهما ب�سيطا ً
باأللغام...
يقول خبراء السعادة الزوجية:
م ��ن بدهيات احلي ��اة الزوجية الس ��عيدة أن حتترم وذات مس ��اء عزمت (إلهام) على املنافحة عن والديها
أهل زوجتك عموم ًا وخاصة والديها مهما كان مستواهما وليحدث ما يحدث ..وليكن ما يكون..
بسيط ًا ومهما كان الفارق بينك وبينهم كبيراً. وفي صباح اليوم التالي ،وبينما كان (سامي) و(إلهام)
كثي ��ر من األزواج يس ��تمرئ س ��كوت الط ��رف اآلخر يتن ��اوالن إفطارهم ��ا عاد (س ��امي) إلى س ��وء أدب ��ه وع َّير
ذل أو خنوع، عل ��ى هذه اإلهانات ويظن أن هذا الس ��كوت ٌ والدها ِبقلّة ذات يده..
حتط ��م كل م ��ا في �ورة ِّ واحلقيق ��ة أن الب ��ركان يته ّي ��أ لث � ٍ وهن ��ا ح ��دث انفج ��ار بركان ��ي هائ ��ل كان ��ت صخ ��وره
طريقها من محبة ومودة واحترام. املنصهرة تتجمع منذ فترة عند الف ّوهة ..واندلع طوفان
اعل ��م أن ��ك إن جت ��اوزت ه ��ذا اخل ��ط األحم ��ر فقد م ��ن الغضب جت ��اوز جميع الس ��دود والقي ��ود التي كانت
فق ��دتَ األم ��ل فيم ��ا بعد ف ��ي العيش معها حتت س ��قف (إلهام) حتاول أن تق ّيده بها..
وخاص ��ة الوالدين خط أحمر ّ واح ��د ..فاملس ��اس باألهل تراجع ��ت (إلهام) بقوة إلى اخللف ،وأزاحت كرس ��يها
إياك أن تتجاوزه حتت أي مبرر. م ��ن طريقها ،وصرخت ف ��ي عنف ودموعها تهطل كاملطر
إلى أمثال سامي: على خديها:
إن كان قد صدر منك مثل هذا اخلطأ فس ��ارع إلى ْ ∗ ل ��ن أبق ��ى ثاني ��ة واح ��دة هن ��ا ..ل ��ن أس ��مح ل ��ك
إصالحه بالثناء عليهم أمامهاِ ،وذكْر محاسنهم واإلكثار �دي ...أنت عدمي الذَّ وق واألخالق... باالنتقاص من وال � ّ
م ��ن تق ��دمي الهداي ��ا له ��م ألنها متح ��و الك ��در« :ته ��ا َد ْوا ّ
مجرمينْ فمن باب الذَّ ْوق أال تس ��يء َ والداي
َ حتى لو كان
حتابوا»l
ُّ ّ
إل � َّ�ي باحلدي ��ث عنهم ��ا ،ومن ب ��اب األخ�ل�اق أال تأخذني
وكل منهما جوهرة نفيسة بجريرتهما ..فكيف ٌّ
وأجنبا جوهرة نفيسة ،لوال نفاستُ ها ملا صب َر ْت
آملة منك أن تش ��عر بخطئك.. كل ه ��ذه املدة ً
ثالث س ��نني وأن ��ا أمضغ العلقم عل ��ى أمل أن
ُتصلح سريرتك ..ثالث سنني وأنا أجت ّرع هذه
اإلس ��اءات الفادح ��ة من ��ك ف ��ي حقِّ هم ��ا ،ومع
والتحمل..
ُّ ذلك كانت نفس ��ي تأمرني بالصبر
ومواجهتك بكل احترام وتقدير ..ال تستحق..
وبدأت تصيح في هيستيريا.. ْ ال تستحق..
ُصدم (سامي) وكساه اخلجل ...ولكنه جلأ
للمراوغة!!
-م ��اذا ح ��دث؟! لقد كنت أم ��زح ..ال أدري
منرب الداعيات
37 العدد -152ذو احلجة 1430
قلب �أم
ٌ
دفقة من قلبها
بقلم :أم حسان احللو
األردن -عمان
ّ
«جت� � � ّز�أ قلبه ��ا وس ��افرت أطراف ��ه ،لك ��ن
يخب ،وأنّى لهُ نبضه ل ��م يتوقف ووهجه لم
ذلك وقد ارتضى مهنة له لم تعرف البشرية
أعل ��ى منه ��ا مقام ًا س ��وى مقام النب ��وة؛ أال
وهي مهنة األمومة؟»* ،تلك الوظيفة التي
يج ��ب أن تراع ��ى متطلباته ��ا من ��ذ حلظات
تكوي ��ن اجلن�ي�ن األولى إلى آخ ��ر حلظة في
حي ��اة أمه ،مهنة ال تعرف االس ��تقالة إال إذا
اس ��تطعنا أن نفص ��ل ب�ي�ن وش ��ائج الصغير
وأم ��ه ،وهذه الوش ��ائج العظيم ��ة ال تنفصل
إال بي ��وم الفص ��ل ،فتلك الوش ��يجة َمنَحها
س ��بحانه قدره ��ا فس � ّ�جلها من أه ��وال ذلك
بصمت لشامخ البناء بنبض ٍ قلب األم هو الباني الي ��وم العصيب ،وم ��ن َر ْوع الزلزلة الرهيب؛
الدم ��اء ،م ��درك ًا أن ش ��ح العط ��اء يجف ��ف مناب ��ع احلياة حيث قال س ��بحانه في بداية س ��ورة احلج :ي ��وم ت َر ْونها
وميهد للدمار والفناء ،قلب ال يقف عند خدمة اجلس ��م ذات َح ْم � ٍ�لكل ِعم ��ا أرضع � ْ�ت وتض � ُ�ع ُّ
رضع � ٍ�ة ّ
كل ُم َِتذْ ه � ُ�ل ُّ
وتزويده باملأكل اللذيذ واللباس األنيق ،بل يحرص على عذاب
َ ولكن
ّ بسكارى الناس ُسكارى وما هم ُ َ حملها وترى
غ ��رس القيم والفضائل والعل ��م النافع مرحت ًال من دنيا الله شديد (احلج.)2 :
االبت�ل�اء إل ��ى عالم البق ��اء ،فا ّر ًا م ��ن نار الدني ��ا وعذاب وعلي ��ه ،فاألموم ��ة ح ��ال ال يع ��رف التوق ��ف
اآلخ ��رة ،مس ��تق ّر ًا ف ��ي ري ��اض اجلن ��ان ب ��إذن الل ��ه ،آم ًال كالتنفس متاماً ،لذا نراها جتاهد نفس ��ها لتغدو قدوة
بالفردوس األعل ��ى ولقاء املؤمنني وترديدهم :قالوا إنا حي ��ة صاحل ��ة طوال حياته ��ا في نظر صغاره ��ا ،وتغرس
فم َّن اللهُ علينا ووقانا عذاب أهلنا مشفقنيَ ، قبل في ِ كنا ُ الص�ل�اح بذور ًا ف ��ي أرض التربية ،لتقطف ثماره صالح ًا
السموم (الطور.)27 – 26 : َّ ف ��ي ش ��خصية أبنائه ��ا علّها تت ��رك عم ًال ُينتف ��ع به بعد
نَ
قل � ٌ�ب يبن ��ي أم ��ام الغ ��زاة أش � ّ�د احلص ��ون َم ع ��ة خروجها من دنياها ،إنها ذرية صاحلة تدعو لها.
فيصدق علي ��ه وصف نابلي ��ون« :إنّ أعتى احلصون التي ذاك قل � ٌ�ب يتق ّل ��ب في ري ��اض الطاع ��ات ،وينفث
واجهتني هو حصن املرأة الصاحلة». قدم ًا وتعود لقيادة لألجي ��ال َر ْوح ًا وريحان ًا ع ّله ��ا ترتقي ُ
طط ��ه ليوم النج ��اة ،وينقش على يرس ��م ُخ َ قلب ُ ٌ األمم ،إنها ترتقي ارتقاء احلرائر وتنعم بالعفة والطاعة
إن
صفح ��ة األي ��ام وم ��رأى األنام :ي ��ا أيها الذي ��ن آمنوا ْ كما تنعم بها السيدة مرمي رضي الله عنها.
ينصركم ويث ِّبت أقدامكم(محمدl)7 : ْ تنصروا الل َه ُ قل � ٌ�ب ُيغدق احل ��ب خمائل تدفئ األجي ��ال ،ويدرك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أن للحرمان العاطفي نصيب األس ��د في غابات الضياع،
❋ م ��ن كلم ��ات د.إبراهي ��م اخلليف ��ي ف ��ي «موس ��وعة فإفس ��اد األجي ��ال لم يك ��ن ليتحقق لوال ش ��باك اجلفوة
األسرة الفضائية». والغلظة التي يجدها بعض الصغار عند بعض الكبار.
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430 38
احلياة ال�صحية
التدخني امتثا ًال ألمر الله ثم حفاظ ًا على صحتهم. عندم ��ا يص ��اب امل ��رء بنزلة ب ��رد ،فإن أ ّول م ��ا يعمد
وتقلّ كمية الفيتامني عند تعرض الطعام للحرارة، إليه :تناول كوب من العصير للحصول على الفيتامني
ِ
كم ��ا أن طول املدة ما بني القطاف والتخزين يق ِّلل من «ج» أو « .»cفما مدى صحة هذه العادة؟ وهل صحيح أن
كميته ،لذلك ننصح بتناوله من مصادره الطازجة قدر الفيتامني «ج» مفيد في عالج النزالت البردية؟
اإلم ��كان .وننص ��ح أيض ًا بإضافة القلي ��ل من احلامض بداي ��ة لنع� � ِّرف بالفيتام�ي�ن «ج» وفائدت ��ه ،ومن أين
عن ��د تن ��اول اللح ��وم ،خاص ��ة ملرض ��ى َفق ��ر ال � ّ�دم ،ألن ميكن احلصول عليه.
الفيتام�ي�ن «ج» املوج ��ود ف ��ي احلمضي ��ات يس ��اعد على للفيتامني «ج» أدوار عديدة سنذكر بعضها:
امتصاص احلديد املوجود في اللحوم. .1يق ّوي مناعة اجلسم واألوعية الدموية.
.2له دوره في تكوين بروتني الكوالجني املوجود في
وإجابة على الس ��ؤال املطروح أق ��ول :إنّ تناول كمية األسنان والعظام واجللد.
يخفف م ��ن عوارض النزالت .3يعتبر عنصر ًا مضا ّد ًا لألكسدة التي تسبب الكثير كبيرة م ��ن الفيتامني «ج» ِّ
البردية ،غير أنّه ال مينع من حدوثها .لذلك فعلينا أن من األمراض.
نتناول كميات كافية منه ،وذلك س ��هل نظر ًا لتوفره في .4يدافع عن اجلسم ضد االلتهابات.
العديد من املصادر الغذائية.
نسأل الله لكم العافيةl وف ��ي حال نقص ه ��ذا الفيتامني ،فقد يصاب الفرد
بإحدى هذه األمراض أو بعضها،
َضع ��ف ف ��ي العظ ��ام واألس ��نان،
ب ��طء ف ��ي التئ ��ام اجل ��روح ،تو ُّرم
ف ��ي الل َث ��ة ون ��زف ال ��دم فيه ��ا،
وغيرها...
أم ��ا ع ��ن الكمي ��ة املطلوبة
يومي� � ًا م ��ن ه ��ذا الفيتام�ي�ن
فه ��ي 80 :مل ��غ ،ميك ��ن احلصول
عليه ��ا م ��ن اخلض ��ار الطازجة؛
كالبقدونس ،الفريز (الفراولة)،
البن ��دورة ،األنان ��اس ،الكي ��وي،
إضاف ��ة إل ��ى احلمضي ��ات م ��ن
ليم ��ون وبرتق ��ال .وبس ��بب تأثر
الفيتام�ي�ن «ج» بال ّتب ��غ ،ننص ��ح
املدخن�ي�ن بتناول كمي ��ة إضافية
لتصب ��ح 100مل ��غ بالي ��وم،
وننصحهم قبل ذلك باإلقالع عن
منرب الداعيات
39 العدد -152ذو احلجة 1430
املطبخ ال�صحي
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
40
حتديات
حتدِّيات
مِل َ ْن امل�ستقبل؟!
بج ّد ،والناظرين بإنصاف ،واملتكلمني والعاملني ِ بقلم :هنادي الشيخ جنيب
ثانية ،أال
ٍ بضمي ��ر -علين ��ا أن ننتقل إلى مرحل � ٍِ�ة hanadiminbar@hotmail.com
املنظم ،وذلك إلنش ��اء قاعدتني مرحلة العمل ّ ُ وه ��ي الدور العظيم نعم ،لم يكن يؤمن بأنّ لإلس�ل�ام هذا َّ
مهمتني: في بناء اإلنسان املتوازن الفاعل اإليجابي الذي يحمل
الصلب ��ة :م ��ن العامل�ي�ن املر ّب�ي�ن القاع ��دة ّ اخلي ��ر ف ��ي روحه وقلبه وعقله ،وينش ��ر النور في العالم
املجاهدين. حصته في اآلخرة... ُمصلح ًا نصيبه من الدنيا ّ
معمر ًا ّ
القاع ��دة الش ��عبية العام ��ة :م ��ن املناصري ��ن لق ��د ع ��اش س ��نوات م ��ن «العلمن ��ة» مظل ��م ال ��روح،
احمل ّبني الداعمني. يصعد في السماء، منقبض الصدر ،ض ّيق النفَس؛ كأنمّ ا ّ
فاألول ��ى لالنطالق في مي ��دان التوعية الش ��رعية مهتد جديد، ٍ كلمات خرجت من فم ٍ إلى أن س � ِ�مع بض َع
والفكري ��ة والسياس ��ية ،باالرت ��كاز عل ��ى مب ��دأ التربي ��ة يتح � ّ�دث -بلغ � ٍ�ة أجنبي ��ة -عن أف � ٍ�ق لطامل ��ا تطلّع إليه،
الصف األول من ّ املستمرة ،والتنمية املستدامة ،لتأمني ويرسم صورة لإلسالم متنّى وقتها لو أنّه جزء منها...
حاملي القضية في قلوبهم في سبيل ر ّبهم... كلمات فحس ��ب ،ب ��ل كانت الدواء الش ��افي ٍ ل ��م تك ��ن
وه ��ي أيض� � ًا لتكوي ��ن القي ��ادة الرش ��يدة اجلامع ��ة، والبلس ��م الرط ��ب ال ��ذي أنع ��ش روح ��ه ،وأع ��اد للحي � ِ�اة
الرك ��ب ،ونختار ل ��ه اخلطوة املناس ��بة، لنمس ��ك بزم ��ام َّ ولآلخرة قيمتها...
ِ طعمها
والتوقيت املناس ��ب إلجراء املكاس ��ب وصو ًال إلى النصر ل ��م ينتظ ��ر طوي�ل ً�ا؛ فبع ��د أن وج ��د نفس ��ه ،وعرف
الكامل... طريقه ،س ��ارع إلى لقاء أحد العلماء ال ّربانيني ،واضع ًا
نفس ��ه بني يديه ،س ��ائ ًال عن دوره في مسيرة استنهاض
أما القاعدة الثانية ،فهي لضمان االلتفاف العام األمة ،مطالب ًا -بحماسة وإقدام -بإجراء أوسع عملية
حول القضية ،ولتوس ��يع دائرة الدع ��م املعنوي واملادي، توعي ��ة ُتعي ��د الثق ��ة باإلس�ل�ام ،وته ِّي ��ئ الن ��اس للعودة
املبني على أس ��اس
ّ والتأييد التام ملش ��روع القيادة العليا ً
وشريعة ومنهج حياة... لدينهم :عقيد ًة
إمياني عقدي...
كبيرة ،تس ��بقها
ٍ إنه ��ا خطوةٌ حتت ��اج إلى تضحي � ٍ
�ات نع ��م ،ش ��بابنا ...إنه ��ا اخلط ��وة الثاني ��ة ف ��ي
متأجج ��ة م ��ن اإلخ�ل�اص لل ��ه والت ��وكل عليهِّ مش ��اعر حتدي «العلمانية» ،بعد إعطاء التص ّور مواجهة ِّ
وح ْس ��ن الظن ب ��ه واليقني بأنّ املس ��تقبل له ��ذا الدين: ُ الصحيح عن اإلس�ل�ام ...فبما أن ��ه دينُ :العلم
بوعود ر ّبانية ،وأحاديث نبوية...
ٍ الرباني الش ��مولي ،واحلركة املق ّررة احملترمة،
فل ��م يع ��د أمامن ��ا – ش ��باب الغ ��د – إال أن نحس� � َم واملساواة العادلة وحفظ احلقوق ،والعاملية،
خياراتن ��ا ،ونخت ��ار مش ��روعنا ،ونش � ّ�مر ع ��ن س ��واعدنا، والتع ��ارف واالنفت ��اح ،واألمان ��ة واألمان
ومنض ��ي ف ��ي طريقن ��ا :طريق الع� � ّز والس ��يادة ،والنصر واالس ��تقرار ،واحلض ��ارة والتج � ّ�دد
والريادة... والعط ��اء ،والس ��كينة والطمأنين ��ة
س ��أحتدث ف ��ي العدد القادم – ب ��إذن الله – عن آخر والس ��عادة ...مب ��ا أن ��ه كل ذل ��ك
التحديات املعاصرة التي تعيق مس ��يرة ش ��بابنا وكيفية -بش ��هادة املخلص�ي�ن لل ��ه،
مواجهتها ،فإلى اللقاء l واملــــُلـــ َهمــيــ ��ن الـــــحــــ ��ق،
منرب الداعيات
41 العدد -152ذو احلجة 1430
بقلم :وفاء مصطفى
الوقت هو احلياة
دبي
�إذا أردت أن تكون ناجح ًا في حياتك فعليك بتنظيم
وقت ��ك ،وإذا أردت أن تكون متميز ًا فعليك بتطوير ذاتك
واملوازنة بني أدوارك في احلياة ،كأن تكون طالب ًا ،وموظف ًا،
ناد ،أو جمعية ،وزوج ًا ..إلخ ...وحتى وابن� � ًا ،وعضو ًا ف ��ي ٍ
حتقق نوعية احلياة التي تريدها يجب أن حتاكي ِس �َ�ير
العظماء ،وتتعرف على عادات الناجحني.
وح ْس ��ن وم ��ا جن ��ح الناجح ��ون إال بتنظي ��م أوقاتهم ُ
اس ��تغاللهم له ��ا ،وال بلغ املتميزون املعال ��ي إال بتحقيق
أهدافهم.
خصائص الوقت
تس ��تيقظ ف ��ي الصب ��اح الباك ��ر ممتلئ ًا قو ًة ونش ��اط ًا
وحيوي ��ة ،وقبل أن تب ��دأ ببرنامجك اليوم ��ي تضع يدك
بد يوم القيامة حتى ُيسأل عن أربع :عن عمره ِف ْي َم َع ٍ لتتحسس الكنز الذي يوضع في جعبتك كل ّ في جيبك
أفناه ،وعن شبابه فيم أباله .»...أقسم تبارك وتعالى صباح ...إنه موجود كام ًال غير منقوص ،ولعلك تتساءل:
بالعصر للداللة على أهمية الوقت؛ فقال تعالى: ت ��رى ما هو ذلك الكنز؟ ه ��ل هو دوالرات؟ ال ...إنه أغلى
الوق ��ت هو أغل ��ى ما متل ��ك ،ثروة ال تع ��وض ميلكها م ��ن ذل ��ك .هل هو ذهب؟ ال ،إنه أغلى م ��ن الذهب ...إنه
وحس ��ن جمي ��ع البش ��ر حت ��دد جناح ��ك أو فش ��لكُ . أساس احلياة...
القمة، اس ��تغاللك لوقت ��ك ه ��و الذي يضع ��ك إما عل ��ى ِ إن ��ه الوق ��ت ال ��ذي لم يهب ��ه الل ��ه تعالى إي ��اك فقط
وف ��ي أعلى ِع ِّليني ،أو يهوي ب ��ك إلى القاع ،حيث اجلهل وإمنا وهبه جلميع البش ��ر بالتس ��اوي ،وهو عبارة عن
والتخل ��ف .وما بني حياتك وموتك يكمن حجم اإلجناز 24س ��اعة تفع ��ل فيها ما تش ��اء بإرادت ��ك واختيارك،
ال ��ذي أجنزته ،واألعمال التي قمتَ بها ،واألفكار املبدعة وف ��ي آخ ��ر الي ��وم تك ��ون ق ��د جمع ��ت حصيلت ��ك،
الت ��ي نفذته ��ا ،واالبتكارات الت ��ي ابتكرته ��ا ،واإلضافات وف ��زت بإجن ��ازك ...فالوق ��ت عملة نادرة ،س ��ريع
الت ��ي أضفته ��ا ف ��ي عمل ��ك ،والتأثي ��ر ال ��ذي أثرت ��ه في االنقض ��اء ،ال يع ��ود إذا ذه ��ب وال يع� � ّوض إذا
اآلخري ��ن ...وتب ��رز بصماتك على الدني ��ا واضحة َج ِلية ضاع ،ال ينتظرك...
للعي ��ان ،ش ��اهدة عل ��ى العصر ،يتح ��دث عنه ��ا التاريخ، ِ أهمية الوقت
مضحي ًا باملال
ِّ اجلد واالجتهاد ديدنك، شريطة أن يكون ِ والعصر ∗ إن اإلنسان لفي
والوقت واجلهد ،صابر ًا مثابر ًا محتس ��ب ًا األجر من الله ُخ ْسر ∗ إال الذين آمنوا وعملوا
حتى يأتيك الثمر!! وتواصوا باحلق
َ الصاحلات
يقول الشاعر: وتــواصـوا بــالــصــبر ،وقال
والوقت أنفس ما ُع ِنيتَ بحفظه رسول الله « :ال
وأراه أســه َ
ــل ما عــليــك يــَضــيــع تزول َق َدما
حكمة �أب
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
42
مهارات
إنّ إدارتن ��ا الصحيح ��ة للوقت قد تضيف
إل ��ى حياتن ��ا عم ��ر ًا أط ��ول إذا اس ��تطعنا أن نس ��تغل كل
دقيق ��ة ضائع ��ة م ��ن أوقاتن ��ا ،وإذا اس ��تطعنا أن نق ��وم
ال تؤجل وال باألعم ��ال الصاحلة بطريقة صحيح ��ة نكون بذلك قد
تسوف
ِّ حقّ قن ��ا اجل ��ودة ف ��ي جمي ��ع أعمالنا حت ��ى نتغلب على
إنّ الناجحني يعرفون كيف فنخفضِّ األزمات املالي ��ة التي حتيط بنا من كل مكان،
يخطط ��ون، ِّ يس ��تغلون أوقاته ��م، التكالي ��فِّ ،
ونوف ��ر اجله ��ود ،ونحف ��ظ الوق ��ت ،ونحق ��ق
وينف ��ذون ،وال يس� � ِّوفون وال يؤجلون، ِّ
األهداف.
يعرف ��ون كي ��ف يص ِّوب ��ون س ��هامهم نحو
أهدافهم ،ومتى يرمون في اللحظة املناسبة
وف ��ي املكان املناس ��ب ،لذلك فه ��م َي ِصلون إلى �إذا كن��ت تق�� ِّدر قيم��ة الوقت وتري��د حلياتك
واملؤجلون فالِّ غاياته ��م س ��ريع ًا ،أم ��ا املس� � ِّوفون جودة ونوعية ،وتريد �أن ت�صبح َعظيما ً ُي�شار �إليك
َي ِصلون أبداً.
بالبَن��ان ...فغيرِّ عاداتك واعرف كيف ت�س��تغ ّل
إذا كن ��ت تق � ِّ�در قيم ��ة الوق ��ت وتري ��د حليات ��ك
جودة ونوعية ،وتـــــريــد أن تصبح َعظيم ًا ُيش ��ار إليك وقتك الثمني يف الأعمال العظيمة.
بال َبنان فغ ِّير عاداتك واعرف كيف تستغلّ وقتك الثمني
في األعمال العظيمة. الشباب والوقت
كيف تستفيد من وقتك؟ يشكل للشباب حلم ًا بعيد إنّ ُح ْس ��ن استثمار الوقت ِّ
تع � ّ�رف عل ��ى األس ��باب الت ��ي ته ��در وقت ��ك املن ��ال ،وهاجس� � ًا ملن ال ُيحس ��ن منه ��م إدارة وقت ��ه ،وهم
واجتنبها ،وال تض ّيع وقتك الثمني مع قرناء الس ��وء أو ُكث ��ر؛ فمنهم م ��ن يجلس بصحبة رفاقه في اس ��تراحات
مع َمن ال يعرف قيمة وقته. اجلامعات يثرثرون ويتس ��امرون في حني أن احملاضرات
خطط ليومك اجلديد كل مساء. ِّ
قائمة ،والبعض اآلخر يتسكع في مراكز التسوق أو على
اكتب قائمة باألعمال التي ستقوم بها خالل الطرقات...
تؤجل ...وافعل كل شيء اليوم :ابدأ اآلن ،ال تس� � ِّوف ،وال ِّ قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمة الله :ونفسك إن
كما خططتَ له. لم تشغلها باحلق شغلتك بالباطل.
ال تس ��مح مبقاطع ��ات اآلخري ��ن ل ��ك ،واكت ��ب كثي ��ر ًا ما يردد الش ��باب عبارة :الوق ��ت قد فات ..ولم
املش ��كالت التي تش� �تِّت تركي ��زك وتق ِّلل م ��ن إنتاجيتك، يع ��د هن ��اك أم ��ل!! وأقول له ��م :إن الوقت ل ��م يفت ،وال
واعمل على حلّها ،وركز في عمل واحد حتى تنهيه. ي ��زال لدينا متس ��ع منه ،فكّ ��روا بالنجاح دائم� � ًا ،وكونوا
ضع أولويات حياتك؛ اعرف الهدف األسمى من متفائلني ،وحتكّ موا مبسار حياتكم.
بناء على ذلك. وجودك في احلياة وضع أولوياتك ً أيها الشباب :إذا كانت لديكم رغبة حارقة للوصول
ضع أهدافك حس ��ب أدوارك في احلياةِّ ،
حدد التطور َنام سريع
ُّ إلى غاياتكم وطموحاتكم في عصر ُمت ٍ
املهم والعاجل واألقل أهمية... والتغي ��ر ...فهي ��ا إلى العم ��ل لتحقيق اإلجن ��ازات التيُّ
ويعينك على اإلجناز. اتخذ صديق ًا يساندك ُ إليها تطمحون ،وكونواعلى قدر حتديات احلياة.
اس ��تعن ب ��أدوات تنظي ��م الوق ��ت ..كاملفكرة ،أو من هم مضيعو وقتك؟
تخططها بنفس ��ك ِّ برنام ��ج عل ��ى احلاس ��وب ،أو قوائ ��م ومن األس ��باب التي تض ِّيع الوقت :مشاهدة التلفاز،
ِّ
لتض ��ع خطط� � ًا وبرام ��ج تس ��ير عل ��ى هداه ��ا ،أو منظم األصدق ��اء ،املقاطع ��ات ،الهات ��ف ،الله ��و غي ��ر املرغ ��وب
للوقت ،أو دفتر مواعيد. في ��ه ،اخل ��روج إلى مراكز التس ��وق ،املش ��كالت اجلانبية،
واستعن بالله في جميع أموركl
املخصص على حس ��اب ّ مزاولة الهوايات أكثر من الوقت
األ ْو ِلو ّيات ،االنشغال ب َعالقة مع اجلنس اآلخر! َ
منرب الداعيات
43 العدد -152ذو احلجة 1430
ابتـ�سم
بقلم :األستاذ محمود القلعاوي
مصر
متوس ��ط دخله في األسابيع السابقة :فما الذي حدث؟ وم ْر َهم لألحزان؛ له ال�ضحك املعتدل َب ْلس � ٌ�م للهموم َ
التكش ��يرة وحده ��ا أصاب ��ت زبائ ��ن احملل بع ��دم الراحة قوة عجيبة في فرح الروح ونشاط القلب .والضحك ذروة
وم ��ن ثم لم يج ��دوا لديهم الرغبة في الش ��راء ..ويقول االنش ��راح وقمة الراحة ونهاية االنبساط ،ولكنه ضحك
والصلب( :لقد أكس ��بتني
مدير إحدى ش ��ركات احلديد ّ املعتدل دون إسراف .والبسمة :بوابة احلب ,وطريق املودة
ابتسامتي مليون دوالر سنوي ًا). والقرب ،ولوحة اجلمال ،وزينة النساء والرجال ،عمل ال
ُيستر ،وفعل ال ُينكر ،تلقى خصمك باالبتسامة فتُ شعل
في قلبه مصباح احلب لك بعد ظلمة ،وجتمل في عينه
مالمحك بعد غضبه ،قال تعالى في وصف أهل اجلنة:
{وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة}.
واحلي ��اة دون بس ��مة وضح ��ك معت ��دل ِحم ��ل ثقيل
جاف ��ة َملولة ..فعن طريق الضحك وع ��بء ال يحتملّ ..
ويلق ��ي ببع ��ض ينس ��ى اإلنس ��ان هموم ��ه ف ��ي احلي ��اةُ ..
أثقاله ��ا عن كاهله ،ويتحرر م ��ن قيودها وقت ًا قد يطول
وقد َي ْق ُصر.
بس ��ام ًا ،يحب السرور ويكره ّ
الهم وما يدفع وكان [ ّ
إليه من متاعب ..بل كان يس ��تعيذ من ش� � ِّره« :اللهم إني
دخل الإ�سالم ب�سبب الب�سمة حلزَن» ،ومما يروى عنه [ أنه كان أع ��وذ بك من ال َهم وا َ
ي ��روي هذه القصة الداعية املعروف الش ��يخ الداعية بس ��ام ًا وأحيان ًا يضحك حتى تبدو نواجذه وهو َض ِحك ّ
نبي ��ل ال َع َوض ��ي في محاض ��رة له بعن ��وان( :قصص من العق�ل�اء ال ُب َص ��راء ب ��داء النفس ودوائه ��ا ..وكان [ من
كنت في أمريكا ألقي إحدى احملاضرات، الواقع) .يقولُ : أفكه الناس.
علي حديثي وقال:وفي منتصفها قام أحد الناس وقطع ّ
يا ش ��يخ لقِّ ن فالن ًا الشهادتني ،ويشير لشخص أمريكي باب كبري للرزق
بجواره.
-فقلت :الله أكبر. والبسمة باب للرزق :فهناك م َثل صيني( :الشخص
-فاقت ��رب األمريكي مني أم ��ام الناس ،فقلت له :ما ال ��ذي ال يبتس ��م ال ينبغ ��ي له أن يفتح متج ��راً) ..ولقد
الذي ح ّببك في االسالم وأردت أن تدخله؟ �ب عم ��ال أحد احمل�ل�ات في باري ��س زيادة
أن طال � َ
ح ��دث ْ
-فقال :أنا أملك ثروة هائلة وعندي شركات وأموال، عماله إال
مرتباتهم ،فرفض صاحب احملل ،فما كان من ّ
ولكني لم أش ��عر بالس ��عادة يوم ًا من األيام ،وكان عندي أن جلؤوا إلى حيلة بسيطة وهي التكشير وعدم االبتسام
موظ ��ف هن ��دي مس ��لم يعم ��ل ف ��ي ش ��ركتي ،وكان راتبه ف ��ي وجه الزبائ ��ن ..ولقد أدى ذلك إلى انخفاض معدل
البيع في األسبوع األول لنسبة تصل حلوالي ( )٪ 60عن
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
44
احتما ًال للمس ��ؤولية وأصلح ملواجهة الشدائد ومعاجلة قلي�ل ً�ا ,وكلما دخل � ُ�ت عليه رأيتُ ��ه مبتس ��م ًا ،وأنا صاحب
الصعاب واإلتيان بعظائم األمور .وهناك نفوس تستطيع املالي�ي�ن لم أبتس ��م يوم� � ًا من األيام ,قلت في نفس ��ي :أنا
ِّ
أن تصنع من كل شيء شقاء ،ونفوس تستطيع أن تصنع عن ��دي األم ��وال وأنا صاحب الش ��ركة ,واملوظ ��ف الفقير
من كل ش ��يء س ��عادة ...احلياة ِفن ،و َفن ُيتعلم؛ فاجتهد فقلت له
ُ يبتس ��م وأنا ال أبتس ��م! فجئته يوم ًا م ��ن األيام
أن تتعل ��م هذا الفن .والنفس الباس ��مة ه ��ي التي جُتيد أريد اجللوس معك ،وسألته عن ابتسامته الدائمة.
أن تق ��وم بهذا الفن فت ��رى الصعاب مذلَّلة ميكن التغلب فق ��ال ل ��ي :ألنن ��ي مس ��لم أش ��هد أن ال إل ��ه إال الله
عليها ..ترى اجلبال الشاهقة وديان ًا سهلة ميكنها املشي وأشهد أن محمد ًا رسول الله.
عليها ..أما هذه النفس العابس ��ة فترى الصغائر عظائم -قلت له :هل يعني أن املسلم طوال أيامه سعيد؟
يصع ��ب جتاوزه ��ا ..ودائم� � ًا تتع ّل ��ل ب� �ـ :ل ��و وإذا وإن ...إنّ قال :نعم.
صاحب هذه النفس يو ّد أن ينجح في حياته ..أن يحقق -قلت :كيف ذلك?
أحالم ��ه وطموح ��ه وال يريد أن يدفع الثمن ..إنه ينتظر قال :ألننا س ��معنا حديث ًا عن النبي [ يقول فيه:
السماء حتى متطر ذهب ًا وفضة ،أو تنشقّ األرض فتُ خرج «عجب� � ًا ألمر املؤمن ,إن أمره كل ��ه خير ,إن إصابته َضراء
إصابته َس� � ّراء ش ��كر فكان خير ًا
له كنزاً!). صبر فكان خير ًا له ,وان َ
له» ،وأمورنا كلها بني الس ��راء والضراء ,أما الضراء فهي
صبر لله ,وأما السراء فهي شكر لله ،حياتنا كلها سعادة
فوائد �صحية في سعادة.
قلت له :أريد أن أدخل في هذا الدين.
وللبس ��مة فوائ ��د كثيرة ،فهي حُت ��دث تفاعالت بدنية -ق ��الِ :ا ْش� � َه ْد أن ال إل ��ه إال الل ��ه وأن محمد ًا رس ��ول
تساعد على جتديد النشاط احليوي ..و ُتو ِّلـد اإلحساس الله.
بالصح ��ة ..و ُتزيل االنقباض النفس ��ي ..وتس� � ِّبب الراحة
الذهني ��ة ..حت ��ى قال ��وا :إن م ��ا يفعل ��ه الضح ��ك ف ��ي ويكمل العوضي حديثه قائ ًال:
قلت لهذا األمريكي أمام الناس اش ��هد الشهادتني ،الضاحك كفعل الدواء في املرض. ُ -
وطالقة الوجه ..وانش ��راح فاحرصوا على البس ��مةَ .. فلقّ نت ��ه وق ��ال أم ��ام امل�ل�أ« :أش ��هد أن ال إل ��ه إال الله وأن
الصدر ..تعيشوا سعداء ..بل من أسعد الناسl محمد ًا رسول الله» ..ثم انفجر يبكي أمام
الناس ,فجاء من يريد التخفيف عنه.
-فقل ��ت له ��م :دعوه يبك ��ي .وملا انتهى
من البكاء ،قلت له :ما الذي أبكاك?
-ق ��ال :والله دخ ��ل في صدري فرح لم
أشعر به منذ سنوات.
احلياة فن
يق ��ول األس ��تاذ أحمد أمني ف ��ي كتابه
«فيض اخلاطر»( :ليس املبتسمون للحياة
أسعد حا ًال ألنفسهم فقط ..بل هم كذلك
أقدر عل ��ى العمل وأكثر
منرب الداعيات
45 العدد -152ذو احلجة 1430
�أوراق
�أدبية
�أدب الأطفال
يف حوار مع الفنانة عبري النحا�س
حاورتها :منال املغربي
على الرغم من اجلهود التي ُتبذل من أجل رفع مستوى أدب األطفال في العالم اإلسالمي على صعيد املؤسسات
التعليمي ��ة ،وعل ��ى الصعي ��د اإلعالم ��ي والفضائي والس ��ينمائي والتلفزيون ��ي ،إال أن الناظر يالح ��ظ أن تأثير أدب
األطفال في الساحة الثقافية ما زال ضعيف ًا ومتعثراً.
وحول واقع أدب األطفال كان للمجلة لقاء مع الفنانة عبير النحاس:
ولكنْ لنتع ّرف �أو ًال عليها يف هذه ال�سطور:
lهي من مواليد حمص – سوريا.
lفنانة تشكيلية ،وكاتبة سيناريو قصص للناشئة،
ص ��در له ��ا سلس ��لة منه ��ا بعن ��وان« :أبطال صغ ��ار من
فلسطني».
lمعلّمة ملادة الرسم.
lحاصل ��ة عل ��ى ش ��هادة املرك ��ز الكن ��دي للتنمية
عن دورات( :أس ��رار القوة الذاتية) – (قوة التحكّ م في
الذات).
lمش ��رفة «أدب األطفال» في موق ��ع رابطة ( ُرواء)
لألدب اإلسالمي.
ً
lنش ��رت قصص� �ا ورس ��ومات ف ��ي العدي ��د م ��ن
املجالت.
« .1نب ��ر ال ��داع » :كتب � ِ�ت قصص� � ًا للناش ��ئة منه ��ا:
سلس ��لة «أبطال صغار من فلسطني»« ،مغامرات بنات»،
lق ��د يكون هذا ال ��كالم صحيح� � ًا ،وأول ما يحتاجه «فضولي ��ات ولكن» ،وهناك أعمال قي ��د الطباعة فما
الق ��ادم نحو عال ��م الطفولة ،محبتهم والتعامل املباش ��ر الذي دفعك إلى الكتابة في هذا املجال؟
معهم وااللتصاق مبجتمعاتهم ،حينها س ��يعرف من أين lبداية أش ��كر مجلتكم الرائدة منبر الدا وأس ��أل
يغ ��رف كلماته وتعبيراته ،وس ��يتعرف على حاجاتهم وما الل ��ه أن يبارك هذه الهمم وه ��ذا العطاء ،ومن ثم فإن
يثي ��ر اهتمامه ��م ،وس ��يعرف كي ��ف يتس ��لل بفكرته نحو األمومة وحدها هي التي جذبت سنان القلم نحو أدب
عقوله ��م ،وس ��يفرض علي ��ه علم ��ه بطبائعه ��م االبتع ��اد الطف ��ل اجلميل املمتع ،رأيت فجوة ونقص ًا فيما َّ
يقدم
يغص به ��ا أدب الطفل العربي عن املباش ��رة املقيتة التي ّ له ��م؛ فقل � ُ�ت نرتقُ ه ��ذا الص ��دع ،لعلنا نرف ��ع في هذا
واملسلم. البناء بعض ال َّل ِبنات.
أن أدب األطفال اليوم في
تر ْين ّ
« .3م الداعيات» :وهل َ إن أصع ��ب الكتاب ��ة
« .2منب ��ر الداعي ��ات»ُ :يق ��ال ّ
عاملنا العربي واإلسالمي حقّ ق دوره باالرتقاء بشخصية تعليقك؟ وما الش ��روط
ِ ه ��ي تلك املوجه ��ة للطفل؛ فما
الطفل ورفع مستواه الفكري واألدبي؟ الالزمة ملن يريد الولوج في هذا الباب؟
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
46
�أوراق
الطفل نحو الورق هو الرس ��م واللون واجلمال ،ومن ثم
ف ��إن احلرف يبدأ عمل ��ه؛ ولكن املش ��كلة دائم ًا تكون في
�أدبية
املجتم ��ع الذي ال يق � ّ�در قيمة الرس ��ام الواعد فال جند
من يهتم ويش ��جع ولده املوهوب إال ما ندر .ومن واجب
الرس ��ام أخي ��ر ًا أن يراع ��ي حاجات الطفل وه ��واه ،وهذا
لي ��س م ��ن الترف في ش ��يء ،بل هو حاجة أساس ��ية من
حاجات التربية.
برأيك ما دور املناهج الدراس ��ية في
ِ « .6منبر الداع»:
تفعيل أدب األطفال ،والتشجيع على االرتباط بالقراءة
أو بأدب األطفال اإلسالمي؟
lإن للكت ��اب املدرس ��ي اجلمي ��ل املمتع ال ��ذي يراعي
اجل ��ودة املطلوب ��ة أش � ّ�د األث ��ر؛ فه ��و الكتاب ال ��ذي يالزم
الطفل ويتفاعل معه ش ��اء أم أَبى ،ومن ثم لو أحبه أحب
الكتب.
ً غيره من
« .7ن ر الدت» :من أهم وسائل انتشار أدب األطفال: lإنّ ألدب الطفولة الناجح فعل الس ��حر ،فهو بداية
الرس ��وم املتحرك ��ة ثالثي ��ة األبع ��اد ،فه ��ل اس ��تفاد ل ��و ُأ ِ
حس ��نَ اس ��تخدامه س ��يأتي لن ��ا بق ��ارئ َنه ��م يه ��وى
املتخصص ��ون من هذه التقني ��ات على الوجه املطلوب؟ lّ احلرف ،وهذا أمر نفتقده في هذا اجليل الذي سيطرت
في احلقيقة ما زال الطريق في أوله ،ورمبا تلعب الكلفة عليه الشاش ��ات واجلواالت ،ومن ثم فنحن نستطيع من
العالي ��ة دور ًا كبي ��راً؛ فرؤوس األموال املس ��تثمرة في هذا خالل ��ه أن نبني الش ��خصية التي نريد عب ��ر مثال يحبه
املج ��ال م ��ا تزال قليلة جداً ،وس ��بب هذا األم ��ر قناعاتنا ويتعاطف معه ،وم ��ن ثم يقلد فعله ،فيحمل ِق َيمه التي
اخلاطئ ��ة ،وع ��دم وع ��ي األمة ملا ف ��ي أدب الطفل من أثر مبدادنا.
نزرعها ِ
عظيم. يقدم للطفل املس ��لم فهو م ��ا يزال بغالبيته أم ��ا عما َّ
*** يدور حول فكرة الطفل املثالي ،والكاتب املثالي ،والنهاية
ف ��ي خت ��ام اللق ��اء نوج ��ه ش ��كرنا لألديب ��ة الرس ��امة وي ِّ
بش ��ر املرضي ��ة .ولك ��ن بالطبع هن ��اك ما ُيثلج الصدرُ ،
عبي ��ر النح ��اس مضيف�ي�ن أن ��ه ق ��د آن األوان لالهتم ��ام باخلير.
ب ��أدب األطفال اإلس�ل�امي م ��ن ناحية توجي ��ه االهتمام « .4منب ��ر ال ��داع»ُ :يواج ��ه أدب األطف ��ال اإلس�ل�امي
حتدي ��ات كبيرة تفرضها وس ��ائل اإلع�ل�ام التي جتذبهم
ل ��كل األجناس األدبي ��ة في صيغته ��ا الورقي ��ة والرقمية
إليها ،فهل األدباء العاملون في هذا املجال على مس ��توى
واإلذاعية والفضائية واملسموعة ،مع فتح باب املسابقات
هذه التحديات؟
وعقد املهرجانات ...وال ميكن بالتالي أن يتحقق النجاح
lهن ��اك اهتم ��ام ب ��دأ ب ��أدب الطفل تظهر ش ��عاعات
ف ��ي هذا املجال إال إذا أولينا اخلب ��راء واملتخصصني في
نوره من خالل املس ��ابقات الكثيرة التي توفر دعم ًا ورفد ًا
هذا املجال اهتمامنا l
جمي�ل ً�ا ألدب الطف ��ل ،ولكن ما يزال الكثي ��ر من األدباء
ُيحجمون عن الكتابة للطفل ،مع العلم أنه ليس كل َمن
نقدر قيمة من نكتب شمر عن ساعده جنح ...نحتاج أن ِّ ّ
لهم ونعرف مس ��توى الذكاء الذي يتمتعون به؛ فما عاد
ه ��ذا الطفل بس ��يط ًا كما كان أطفال األجيال الس ��ابقة،
وما عاد ُيقنعه ما كان ُيف َعل مع سابقيه.
« .5م ��ر الداعيا» :كونك مهتمة بالرس ��م ،ولك س ��ابق
جترب ��ة ف ��ي العدي ��د م ��ن القصص؛ فإل ��ى أي م ��دى تلعب
املؤثرات البصرية دور ًا في إقبال األطفال على القراءة؟ ِّ
lإن للصورة املرس ��ومة دور ًا كبي ��ر ًا في هذا النوع من
األدب وفي غيره أيض ًا ،فال يخفى علينا أنّ أول ما يجذب
منرب الداعيات
47 العدد -152ذو احلجة 1430
...وقالت ال�شريعة
فتاوى عن احلج
للفقيه الدكتور عجيل النَّشْمي*
طبيعية كالش ��جر واجلبال وكل ما ليس فيه روح. اإلعان ��هعل ��ىاملعصي ��ة
أم ��ا ع ��ن الصالة ف ��ي الثياب الت ��ي فيه ��ا التصاوير املعتبرة ملسألة اإلعانة
َ .1ما الضوابط الفقهية
احمل ّرم ��ة ،فإنه ��ا صحيح ��ة مع إث ��م ُل ْبس ه ��ذه الثياب. عل ��ى املعصي ��ة العم ��ل في خياط ��ة الثياب للنس ��اء
وأم ��ا عن لبس الثياب املزخرف ��ة وامللونة بألوان ناصعة الس ��افرات ،إص�ل�اح الس ��اتاليت أو التلف ��از ،وغيرها
()1للنظ ��ر ،فنق ��ول :إنه مكروه ولي ��س حرام ًا؛ ألن ُعرف مما يفوق احلصر؟ وش ��كراً.
الن ��اس العام أنه لب ��اس ملفت( )1للنظر فإنه ُيعد لباس lأم ��ا خياطة ثياب النس ��اء الس ��افرات فه ��و إعانة
عل ��ى املعصي ��ة ألن ��ك تعلم أن ه ��ذا النوع م ��ن املالبس
شهر الشخص بني الناس ش ��هرة أي من األلبسة التي ُت ِ
الش ��هرتني،ويش ��ار إلي ��ه ،وق ��د نهى رس ��ول الله عن ُّ تلبس ��ه الس ��افرات في الع ��ادة للخروج به أم ��ام الرجال
فقي ��ل :ي ��ا رس ��ول الل ��ه وما الش ��هرتان؟ ق ��ال « :رقة األجان ��ب ،ف ��إن كان مما ال تخرج به وإمن ��ا هي مالبس
ُتلبس عادة في البيت فال بأس بخياطتها .وأما إصالح
وق َصرها، الثياب وغلظها ،ولينها وخش ��ونتها ،وطولها ِ
الس ��تاليت والتلفزيون فال بأس به ألنه جهاز ُيستخدم
ولكن س ��داد ًا بني ذل ��ك واقتصاداً» ،ولباس الش ��هرة قد
للمب ��اح واحمل ّرم ،ما لم تعلم أن هذا الش ��خص بذاته ال
يك ��ون أنيق� � ًا أو مبت ��ذ ًال مقطع� � ًا فحكم ��ه واح ��د ألن ��ه
يس ��تخدمه إال للحرام فال ُتعينه على املعصية.
يلف ��ت نظر الن ��اس إليه .لكن ل ��و كان اللباس من عادة
الن ��اس كما هو في بعض البالد اإلفريقية مث ًال فإنه ال
األلبس ��ة التي عليها صور
يع ��د حينئذ لباس ش ��هرة ،وهذا كله بالنس ��بة للش ��باب .2كث ��رت ه ��ذه األي ��ام وخاص ��ة عند الش ��باب
ويتش � َّ�دد ف ��ي الكراه ��ة بالنس ��بة للنس ��اء،
أو الرج ��الُ ، والش ��ابات -لب ��س الفاني�ل�ات الت ��ي فيه ��ا ص ��ور
كما ُيتش � َّ�دد في ه ��ذا احلكم إذا كانت ه ��ذه الثياب مما ألش ��خاص أو حيوان ��ات أو غيره ��ا ،فم ��ا حكم لبس
اختُ ��ص به غير املس ��لمني م ��ن املش ��ركني وغيرهم ،فال مثل هذه الثي ��اب؟ وهل تصح الصالة بها؟ وما حكم
يج ��وز لبس ��ه بقصد التش ��به به ��م .ونرى أنه ��ا مكروهة لب ��س الثياب املزخرفة وذات األل ��وان امللفتة للنظر
كراه ��ةحت ��رميللكب ��ار،وه ��يللصغ ��ارمكروه ��ة. مما يلبس ��ه بعض الش ��باب والش ��ابات؟
رج ��ح بع ��ض الفقه ��اء الق ��ول بحرم ��ة لبس هذه ّ l
التصدق عن أبيها ّ امرأة تريد الثي ��اب الت ��ي عليه ��ا تصاوير إنس ��ان أو حي ��وان ملا رواه
.4ام ��رأة تريد أن ُتخ ��رج صدقة عبارة عن مبلغ أب ��و طلحة رضي الله عنه قال :س ��معت رس ��ول الله
م ��ن الدناني ��ر ،وتنوي ثوابه ��ا إلى أبيه ��ا ،فهل يصح يق ��ول« :ال تدخل املالئك ��ة بيت ًا فيه كل ��ب وال تصاوير»،
ذل ��ك؟وه ��ليحص ��لل ��هه ��ذاالث ��واب؟ واللب ��س فيه نوع احترام لهذه التصاوير ،فيكون حكمه
lنع ��م ،ه ��ذا الفع ��ل احلس ��ن جائ ��ز ،ويص ��ل ثوابه حك ��م تعليقها .لكن لو ُطمس ��ت هذه التصاوير أو أزيل
بتقدي ��ر الل ��ه إل ��ى وال ��دك .فق ��د اتف ��ق رأي احلنفية منها ما ال تبقى معه احلياة -كإزالة الرأس -فال بأس
واحلنابل ��ة في أن ثواب العبادة يصل إلى امليت ،س ��واء حينئ ��ذ ،وكذلك يجوز لبس الثي ��اب التي فيها تصاوير
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
48
هل تعرفني؟
يحررها
ِّ زاوية حديثية
الشيخ حسن قاطرجي
حدي ��ث « :149إمن ��ا ُجع ��ل الط ��واف بالبي ��ت ،وبني الصف ��ا واملروة،
ورمي اجلمار :إلقامة ذكر الله».
هذا حديث حسن ،رواه بهذا اللفظ اإلمام أبو داود في سننه ()1883
وس ��كت عليه ،وبنحوه رواه اإلمام الترمذي بالس ��ند نفسه عن السيدة
اجلليلة أم املؤمنني عائش ��ة رضي الله عنها عن زوجها س ��يدنا رس ��ول
الله [ ،ثم قال :وهذا حديث حسن صحيح.
كما رواه اإلمام ابن أبي شَ � � ْيبة في «املصنَّف» ( ،)15571واإلمام أحمد
ف ��ي املس ��ند ( 24351و ،)25080واحلافظ ابن اجل ��ارود في «املنتقى» -ح أكان ص�ل�اة أم صوم ًا أم َح ّج ًا أم قراءة
- 457واب ��ن ُخ َزيمْ ��ة في صحيح ��ه ( 2738و 2882و ،)2970واحلاكم في وح ّجتهم وذكر ًا أم صدقة أم غير ذلكُ .
الذهبي.
ّ «املستدرك» 459 :1وصححه ووافقه ف ��ي ه ��ذا قول ��ه تعال ��ى :واس ��تغفر
القداح وهو وفي س ��ند احلديث في كل ُط ُرقه ُعبيد الله بن أبي زياد ّ لذنب ��ك وللمؤمنني واملؤمنات ،وروي
مختلف فيه :من العلماء من وثّ قه ومنهم من ض ّ َعفه ،وخالصة الكالم أملحينْ
َ َ
بكبش�ْي�نْ ضحى أن النب ��ي ّ
أمره قريب 1.هـ.
احملدث محمد ع ّوامةُ :ِّ فيه كما قال شيخنا أحدهم ��ا عنه واآلخر عن أمته .وروى
ولذلك حديثه صحيح باجلملة حسن اصطالح ًا والله أعلم. عمرو بن ش ��عيب عن أبيه عن َج ّده أن
وثبت موقوف ًا من كالم الس ��يدة عائش ��ة رواه احلافظ ابن أبي شَ � � ْيبة
رس ��ول الله ق ��ال لعمرو بن العاص
ف ��ي املص َّن ��ف ( ،)15570و احلاف ��ظ عبد الرزاق في املص َّن ��ف ( )8961من
مل ��ا س ��أله ع ��ن أبي ��ه« :ل ��و كان مس ��لم ًا
طريقني عنها.
واحلاصل أن احلديث ورد مرفوع ًا وكذلك موقوف ًا من كالم الس ��يدة فأعتقت ��م عن ��ه ،أو تصدقت ��م عن ��ه ،أو
عائشة ،رضي الله عنها. حج ْجت ��م عنه بلغه ذل ��ك» أخرجه أبو َ
معنى احلديث داود ،302 : 3وقال ��وا :إن قول ��ه تعالى:
مقصد مناس ��ك احلج ِ(ذ ْكر الله) وإقامتُ ه في ِ يدل احلديث على أنّ وأن لي ��س لإلنس ��ان إال م ��ا س ��عى ْ
القلوب وواقع احلياة ،وفي هذا فائدة عظيمة في بيان (مرتبة ذكر الله) معناه :ال يجب لإلنس ��ان إال ما سعى.
لذكْ ري} وله أجل ِه ُش ��رعت العب ��ادات {وأقم الص�ل�ا َة ِ في اإلس�ل�ام :فمن ِ وعن ��د املالكية يجوز فيما عدا الصالة
وإلرضائ ِه ينبغي أن َيصرف اإلنسانُ ُع ُمره. ِ سبحانه وتعالى والصي ��ام ،وعن ��د الش ��افعية فيما عدا
والذكر هو ذكر اللس ��ان بالثناء واحلمد ،وبالداللة عليه س ��بحانه الص�ل�اة ،وف ��ي الصيام وق ��راءة القرآن
وتعالى وهداية الناس إليه والتعريف بش ��رعه ،وذكر القلب بالتعظيم خ�ل�اف .وم ��ن ه ��ذا يتب�ي�ن أن ث ��واب
والتقدي ��س واالمت�ل�اء ُح ّب� � ًا له -تق � ّ�دس وتعالى -ورض ًا عنه وتس ��ليم ًا يصل إلى والدك عند جمهور الصدقة ِ
وإعالء
ً طاعة له وعم ًال بش ��رعه
ً بقضائ ��ه وأمره ونهي ��ه ،وذكر اجلوارح الفقه ��اء ،فقومي بهذا العمل الطيب،
ألوامره ونواهيه فوق كل أوامره ونواهي غيره. فه ��ذا بع ��ض ح ��ق وال ��دك علي ��ك ،أن
احلاج أو غير احلاج بلس ��انه ّ ولي ��س م ��ن (إقامة ذكر الل ��ه) أن ُ
يذك َره حُتس ��ني إليه حي ًا وميت ًا l
وثناء
ً ثم في حياته العملية هو أش � ُّ�د ِذكر ًا للدنيا وأكثر مدح ًا وتعظيم ًا
ويعلون في ممارستهم احلياتية أو السياسية أو على من ُيخالفون أم َره ُ * www. dr-nashmi. com
االجتماعية :التقاليد اجلاهلية أو القوانني الوضعية!!
حقيقة دينكم ومقاص َد ً احلجاج وافْ ق َُهوا أيها املسلمونّ فانتبهوا أيها
عباداتك ��م وكون ��وا منس ��جمني م ��ع أنفس ��كم :حال ��ة أدائك ��م للعب ��ادات
:ملفت ��ة خط ��أ لغ ��وي .1
وتوجهاتكم الفكرية والس ��لوكية والسياس ��ية �يرت ُكم احلياتي ��ة ُّ وف ��ي ِس � ِ
واالجتماعي ��ة ،واطلبوا الهداية والثبات عليها من الله فإن ذلك أعظم ش ��ائع ،و الص ��واب :الف ��ت؛ ألن املاضي
املطالب وأنفس الرغائب {ر َّبنا ال ُتزغْ قلو َبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من ( َلفتَ ) وليس (ألفتَ ).
لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} l
منرب الداعيات
49 العدد -152ذو احلجة 1430
مبارك حجابك ي ب ال ط ل ا ى يهنئ املنتد
تهانينا
لورا األبيض
وزكي� �ة ال� �راوي وفاطم� �ة -ق�سم الطالبات
ق
ض ��اة مبناس� � حلج ��اب ،كما
ا
بة ارتدائه� �ن م ال � � � �
س ق ك ار � � ب ي
نا�شئات لزين� � حس� �كوك ل
بسهما احلجاب .وتبارك نا ب وخديجة
هد الش� �يخ التزا
مها باحلجاب .نس ��أل الله ونوس حلياة
تعال من فضله.
ى أن يزيده ّن
عقد قران
ي ب ال ط ل ا ى يبارك املنتد
لعمر عب منال هالل،
على
ال عقد ِقرانه ا ي ز و ف و
حلمصي لسل ومحمد ال
عشي مبناسبة عقد ِقرانه َ وى احلمصي
ما ،و يوسف ال
فاط قادري لألخ محمد العاص يبارك الشيخ
يع مة ص
ياصنة نسأل الله تعالى قد ِقرانه على
أن
يرزق اجلميع حياة
زوجية هانئة.
زفوا العرو�س
ق ��ادري ال ل ا ف � � س و ي
يه
ال ن� �ىء الش� �يخ
ق ��ادري مب
ناس � بة زواجه .وتبارك متا ش� �يخ محم� �د
ي ز ر د ض� �ر م م ه ج وا ز رعد درزي
ن ب ال روة ن
املصالوي ،ن
ها
عا ت ه لل ا ل �أ � س ي خ ي ف ما ه ن أن يجمع بي
لى ر.
لود و مل ا يف م ك ل ك ر و ب يب� �ار
ي ئ �ا � س ن ك القس� �م ال
�ا � حت ال ا ة � � ي جمعي � ف
نا ل ا ة � � ع و ر اإلس�ل�امي ل
د بلس� �
م ح م خ ي � � ش ي و زوجها ال ز م ح ما ه د بشاشة مولو
د ة ،ك
ه ز ل ي ص عا العاص� �ي وزوجه ��ا زاه� �ر ما يبارك آل ال
ة ر أبو حش� �م
ج ما �ا � م ه د و ل و م ة
ب
َينْ و ه و مل ا ي ب� �ورك لكم ف� �
د، وش� �ك وبلغا أ َ
ه ر بِ م � ت ق ز ر
ُ رمت الواهب و ُش ّدهما l
ّ ما
منرب الداعيات
العدد -151ذو القعدة 1430
50
أنشطة
منرب الداعيات
51 العدد -152ذو احلجة 1430
أنشطة
جمعية االحتاد الإ�سالمي ت�شارك يف حملة ائتالف اخلري لن�صرة امل�سجد الأق�صى
انطالق� � ًا م ��ن الواجب الش ��رعي في نُصرة املس ��جد
األقص ��ى وأهله املرابطني احملاصرين ،ش ��اركت جمعية
االحت ��اد اإلس�ل�امي ف ��ي حمل ��ة ائت�ل�اف اخلي ��ر لدعم
املس ��جد األقص ��ى ،وذل ��ك يوم ��ا اجلمعة ف ��ي 4و 18ذي
القعدة 1430/هـ = /23تش ��رين األول و 6تشرين الثاني
وش ��بان ًا
2009؛ حي ��ث ق ��ام إخ ��وة م ��ن اجلمعي ��ة ِش ��يب ًا ُ
وأشــبا ًال ِب َح ّث املسلمني على اإلنفاق ،وذلك على أبواب
مس ��اجد بي ��روت ،مع توزي ��ع مطوي ��ة بعنوان ع ��دد م ��ن َ
(أغيث ��وا أقصاك ��م) صادرة ع ��ن ائتالف اخلي ��ر ،وأخرى
بعن ��وان( :األقص ��ى ف ��ي خط ��ر ...أرق ��ام ومخططات)
أعدتها اجلمعيات واحلركات اإلسالمية في بيروتl ّ
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
52
أنشطة
منرب الداعيات
53 العدد -152ذو احلجة 1430
واحة القارئات
ثقافة إعالمية
األرقام تتحدث:
خسائر البنوك األوربية بسبب األزمة املالية
في أحدث تقرير خلس ��ائر البنوك األوروبية بس ��بب األزمة املالية ،قال البنك
املركزي األوروبي :أن البنوك في منطقة اليورو التي تش ��مل 16دولة أوروبية قد
تتعرض خلسائر تصل إلى ( )283مليار دوالر إضافية بحلول نهاية ،2010وأوضح
البن ��ك ف ��ي التقري ��ر الذي أص ��دره أن األزمة املالي ��ة قد تكلّف البن ��وك األوروبية
( )649مليار دوالر بني عامي 2007و 2010بسبب شطب الديون املتعثرة.
املختصر لألخبار
روائع األخبار:
منرب الداعيات
العدد -152ذو احلجة 1430
54
قالوا عن اللغة العربية
�ألعاب
اقرئي متاهة
اقرئي األلوان (ال الكلمات) في هذه الصورة. حاولي الدخول واخلروج من هذه املتاهة.
ِ
منرب الداعيات
55 العدد -152ذو احلجة 1430
على أمل اللقاء
موعد مع احلبيب
بقلم :أحالم احلنفي
منرب الداعيات
العدد -152ذو القعدة 1430
56