You are on page 1of 56

‫ب�سم الله الرحمن الرحيم‬

‫احلمد لله وال�صالة و ال�سالم على ر�سول الله‬

‫هالل العدد‬

‫العدد ‪152‬‬ ‫الأمة‪ ...‬ومقا�صد احل ّج‬


‫ذو احلجة ‪ 1430 -‬هـ‬
‫احلج عبادة عظيمة تشتمل على خالصة مركَّ زة لسائر مقاصد العبادات في اإلسالم‬

‫منرب الداعيات‬
‫التي من أهمها أنها حُتدث نُقلة هائلة في فهم اإلسالم من أن يكون مج ّرد طقوس وصور‬
‫إلى منهج للتعامل مع الله سبحانه وتعالى ومع الناس‪ ،‬ومنهج في فهم احلياة‪ ،‬ومنهج‬
‫يحكم مسار البشرية في األخالق والسياسة واالقتصاد واالجتماع وفي سائر الشؤون‪.‬‬
‫ول ��و أردن ��ا أن نقتص ��ر على ذكر أه ��م مقاصد احل ��ج ونعكس على مرآت ��ه واقع األمة‬
‫للمقارن ��ة ب�ي�ن ما يجب أن نس ��تفيده من العب ��ادات وبني ما هو واقعن ��ا ألمكننا ذلك أن‬
‫و�سيلة �إعالم ّية‬ ‫فعلون‬‫نقدر حجم النُّ قلة ‪َ -‬س َع ًة وعمق ًا وارتفاع ًا ‪ -‬التي ميكن أن حتدث لو أن املسلمني ُي ِّ‬ ‫ِّ‬
‫دالالت الشعائر في ممارساتهم احلياتية‪:‬‬
‫لر�سالة دعو ّية‬ ‫أوال إعالء ذكر الله‪ ،‬فاحلج يهدف أول ما يهدف إلى إعالء ذكر الله ليكون سبحانه‬ ‫ً‬
‫املقص ��د ورضاه هو أع ��ز املطالب‪ ،‬ولي ��س الدنيا وال مناصبه ��ا وال زعماؤها‬ ‫وتعال ��ى ه ��و ِ‬
‫متم ّيزة‬ ‫التافهون وطواغيتُ ها املتك ِّبرون الذين يصرفون الناس عن الله ليستمتعوا بـتقديســـهــم‬
‫والدوران في فلك خدمتهم وطاعتهم‪.‬‬
‫فهتاف احلجاج (لبيك اللهم لبيك) املشفوع‬ ‫ثاني ًا االس ��تجابة ألمره وشرعه‪ُ ،‬‬

‫منرب الداعيات‬ ‫بتوحيد الله ثم إسناد كل احلمد والنعم له سبحانه وتعالى وأن ا ُمللك والسلطة واألمر‬
‫والنه ��ي ل ��ه وح ��ده ال حل ��زب وال لس ��لطة وال لزعيم إال م ��ا كان صادر ًا م ��ن أمره ونهيه‬
‫سبحانه وتعالى‪ .‬فأين تفعيل هذا الهتاف في حياة املسلمني باملقارنة مع الواقع ا ُملزْري‬

‫جملّة املر�أة‬ ‫غير شرعه من القوانني الوضعية‬ ‫من ا ِّتباع غير أمره في كثير من شؤون احلياة وحتكيم ِ‬
‫الوضيعة التي وضعها رسول الله [ هي وسائر أمور اجلاهلية حتت ق َد َم ْيه الشريفتني‬
‫في إعالنه السامي العظيم في ُخطبة الوداع يوم عرفة من عام ‪ 10‬هـ؟!‬

‫والأ�سرة‬ ‫ثالث ًا منابذة الش ��يطان وحزبه وأتباعه وما يدع ��و إليه من أفكار وأوضاع‬
‫وقوانني ومفاصلة من يدعو إلى طريقته من زعماء وأحزاب‪ ،‬فما معنى (رمي‬
‫يركز في‬ ‫اجلم ��رات) م ��ع التك ��رار يوم العيد وأيام التش ��ريق؟ وم ��اذا يريد اإلس�ل�ام أن ِّ‬
‫يف �إطار‬ ‫احل ّجاج صورة ثم عادوا إلى بالدهم‬ ‫نفوس املسلمني من هذا (الرمي الرمزي) إذا أداه ُ‬
‫ومارسوا حقيقة اتّباع الشيطان واالنخراط في أحزابه وانبهروا بالدعوات التي تتعالى‬
‫نبينا [ ‪ -‬كما في الصحيح�ي�ن ‪ -‬فيما أخبر عنه من‬ ‫م ��ن أتباع ��ه الذين ح ��ذّ ر منهم ُّ‬
‫املنهج الإ�سالمي‬ ‫معالم الش ّر في عهود متر باملسلمني‪« :‬دعاةٌ على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه‬
‫يلخص حقيقة صفتهم‪ ،‬فقال ‪ -‬كما في رواية صحيح مسلم‪: -‬‬ ‫فيها»‪ ،‬فسئل [ أن ِّ‬
‫«جثمانُهم جثمانُ إنس وقلوبهم قلوب الشياطني»؟!!‬ ‫ُ‬
‫أال فلنراجع فهمنا لديننا واستفادتنا من العبادات‪ ،‬والله املوفق والهادي‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪1‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫فهر�س العدد‬

‫ٌ‬
‫سقوط بامتياز !‬ ‫االفتتاحية‪ :‬امتحان ُ‬
‫الكرة‪...‬‬ ‫‪4‬‬ ‫جملة �إ�سالمية ن�سائية �شهرية‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة‪1430/‬هــ ‪-‬كانون الأول‪2009 /‬م‬

‫الداعية الصاحلة َوهيبة البقاعي‪...‬‬


‫منوذج نسائي معاصر‬ ‫‪6‬‬ ‫لتحويل اال�شرتاكات من خارج لبنان �أو‬
‫للتربع للمجلة‪:‬‬
‫بيت التمويل العربي‪ -‬لبنان‬
‫معالم الشخصية اليهودية‪:‬‬
‫شخصية قاسية‬ ‫‪10‬‬ ‫رقم احل�ساب ‪.‬‬
‫بالدوالر‬
‫‪�( 100000001033‬سبعة �أ�صفار)‬
‫‪.‬‬
‫‪SWIFT.AFHOLBBE‬‬
‫املقارئ القرآنية اإللكترونية‪...‬‬
‫مالها وما عليها‬
‫حتقيق‪:‬‬
‫‪12‬‬ ‫�أو بنك الربكة‪-‬لبنان ‪ -‬منربالداعيات‬
‫رقم احل�ساب بالدوالر‬
‫‪1795‬‬
‫حوار‪ :‬الشباب والقراءة الهادفة‬
‫في حوار مع األديب أمين ذو الغنى‬ ‫‪18‬‬ ‫‪BANK OF NEW YORK N.Y‬‬
‫‪A/C NO.. 8900067675‬‬

‫لن َت ُهوني‬ ‫مع الشعر‪:‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ثمن العدد يف لبنان ‪ 2000‬ل‪.‬ل‪.‬‬


‫فاك�س‪+961 /1/652880 :‬‬
‫روضة الزهرات‬
‫‪23‬‬ ‫هاتف‪+961/1/651990 :‬‬
‫‪+961/1/664634‬‬
‫‪+961/1/644660‬‬
‫كنوز تربوية‪ :‬هل تعاني من ضغط نفسي؟‬
‫‪32‬‬ ‫للمرا�سالت‪:‬‬
‫لبنان ‪ -‬بريوت‬
‫�ص‪.‬ب‪11/7947 :‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪2‬‬
‫�ص��ــاحــــــب االمتـــيــــــ��از‪:‬‬
‫جميــــــ��ل ّ‬
‫نخــــــــــ��ال‬ ‫‪35‬‬ ‫دوحة األسرة‬
‫املديـــــــــ��ر امل�س��ــــــــــ�ؤول‪:‬‬
‫حممــــــــ��د احللـــــــــــو‬
‫‪41‬‬ ‫شباب‪ ...‬بنات‬

‫مــــديـــ��رة التـــــحريــــــ��ر‪:‬‬
‫�س��هــــــــاد ِّ‬
‫عكيلـــــــــ��ة‬
‫‪44‬‬ ‫ابتس ْم‬
‫ِ‬

‫�س��كـرتيـرة التحريـــــــــ��ر‪:‬‬
‫مــنــــ��ال املـــغــربـــــ��ي‬
‫‪48‬‬ ‫‪ ...‬و قالت الشريعة‬

‫مـــــديـــ��رة الــعــالقــــــ��ات‪:‬‬
‫هن��ادي ال�ش��يخ جنيب‬
‫‪50‬‬ ‫تهانينا‬

‫الربيد على الإنرتنت‪:‬‬


‫‪51‬‬ ‫أنشطة‬

‫‪minbar@itihad.org‬‬
‫‪56‬‬ ‫على أمل اللقاء‪:‬‬
‫موعد مع احلبيب‬

‫مركـز ال�صـف والإخـراج‪:‬‬

‫‪CREATIVE ADVERTISING‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪3‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫االفتتاحية‬
‫امتحان ال ُكرة‪� ..‬سقوط بامتياز!‬
‫بقلم‪ :‬سهاد عكّ يلة‬
‫‪suhadakkilah@hotmail.com‬‬

‫ما ح ��دث ف ��ي معرك ��ة «أم درمان» كش ��ف عن‬


‫مق ��دار النخر املتجذّ ر في عم ��ق البنية الثقافية‬
‫واالجتماعية والعقائدية لألمة اإلسالمية؛ فقد‬
‫سقطت اجلماهير في امتحان األخالق لتضيف‬
‫إلى رصيدها انحدار ًا آخر!‬

‫فمب ��اراة الكرة ب�ي�ن مص ��ر واجلزائر فضحت‬


‫احل ��كام واحملكوم�ي�ن وم ��ا بينهم ��ا م ��ن أجه ��زة‬
‫ليوم كهذا؛‬‫ومؤسس ��ات‪ ...‬فاحلكام َد ّجنوا شعوب ًا ٍ‬
‫يوم ينسى فيه الش ��عب كل املآسي املرت َكبة بحقِّ ِه‬
‫وكل الظل ��م والظ�ل�ام الذي يتس ��ربل به‪ ،‬ينس ��ى‬
‫املتحكم�ي�ن وأجهزته ��م‪ ،‬ينس ��ى سياس ��ات‬ ‫ِّ‬ ‫فس ��اد‬
‫التفقي ��ر والتجوي ��ع والتجهيل‪ ...‬ينس ��ى عذاب‬
‫والسجان‪ ...‬لتطفو على صفحة الذاكرة‬ ‫َّ‬ ‫السجن‬
‫وأخواتنا وأطفالنا في غزة‪...‬‬ ‫فقط‪« :‬عصبية اجلاهلية» فيهتف باسم الرئيس‬
‫وه ��ذا يد ِّل ��ل على مق ��دار النجاح ��ات الت ��ي حققها‬ ‫وأبناء الرئيس‪ ،‬وتط ِّبل معه الوس ��ائل اإلعالمية التابعة‬
‫أع ��داء ه ��ذه األمة من خ�ل�ال اخلطط قصي ��رة وطويلة‬ ‫«للس ��يد» الرئيس‪ ،‬لتذكره مبواقف الرئي ��س البطولية‪،‬‬
‫األم ��د لتفريغ العق ��ل العربي‪ ،‬ولزرع ال ��روح االنهزامية‬ ‫َ‬ ‫وبس ��عة ص ��دره‪ ،‬وبصب ��ره‪ ...‬وتق ��وم‬ ‫وبحكم ��ة الرئي ��س‪َ ،‬‬
‫فيه‪ ،‬ولتحكّ م النعرات القومية ثم الوطنية ثم املناطقية‬ ‫بتجيي ��ش املش ��اعر‪ ،‬وبتحري ��ك الغرائز‪ ،‬فتص ��ب الزيت‬
‫ثم العشائرية‪ ...‬وكل هذا قد حتقق‪ ،‬في َغ ْي ٍبة من األمة‪،‬‬ ‫عل ��ى الن ��ار‪ ،‬فتنس ��ى الش ��عوب العربي ��ة أن بينها عالئق‬
‫أيد ارتض ��ى أصحابه ��ا أن يكونوا أزالم� � ًا للمحتل‬ ‫عل ��ى ٍ‬ ‫أس ��مى بكثير من فوز مبباراة‪ ،‬وأس ��مى بكثير من حدود‬
‫أذناب� � ًا ل ��ه‪ ،‬كالعجين ��ة ف ��ي أيديه ��م يش � ِّ�كلونها كيفم ��ا‬ ‫الوطنية الض ِّيقة املصطنعة‪ ...‬تنس ��ى أنّ رباط العقيدة‬
‫ليعيدوا األمة إلى املر ّبع األول‪ ...‬إلى‬ ‫يش ��اؤون‪ ...‬حَتَقَّ قَ ُ‬ ‫ه ��و الذي يجمعه ��ا أو ًال وآخ ��راً‪ ،‬فتدعو بالوي ��ل والثبور‬
‫اجلاهلي ��ة األول ��ى‪ ...‬إل ��ى حرب داح ��س والغب ��راء التي‬ ‫وعظائ ��م األمور‪ ،‬وتتمنى لو تخوض معركة ضد عد ّوها‬
‫دام ��ت أربعني س ��نة من أجل س ��بق فرس! حَتَقَّ ��قَ يوم أن‬ ‫«القومي» لتنتقم وتسترجع كرامتها املهدورة!‬
‫خلّفت األمة املنهج اإللهي وراء ظهورها‪:‬‬ ‫تأججت ي ��وم انتُ ِهكت حرمة‬ ‫وي ��ا ليت ه ��ذه ا َ‬
‫حل ِم ّي ��ة ّ‬
‫األقص ��ى باألم ��س القري ��ب‪ ،‬فل ��م جن ��د وقته ��ا سياس ��ة‬
‫ إمنا املؤمنون إخوة فأصلحوا بني َأ َخ َو ْيكم‪،‬‬ ‫إعالمي ��ة رس ��مية ممنهجة حت� � ِّرك الش ��ارع العربي ضد‬
‫اقت َتل ��وا فأصلح ��وا‬
‫{وإن طائفت ��ان م ��ن املؤمن�ي�ن َ‬ ‫ْ‬ ‫الصهاينة وما يفعلون‪ ،‬ولم يتحرك الش ��ارع نفسه غيرة‬
‫بينهم ��ا؛ فالله يدعو أرباب العقول من املس ��لمني إلى‬ ‫عراجه إلى الس ��ماوات‬ ‫وم ِ‬ ‫املعظم  ِ‬‫على مس ��رى نب ّين ��ا َّ‬
‫اإلص�ل�اح‪ ،‬وبدل أن تلعب الوس ��ائل اإلعالمية وكذا قادة‬ ‫العال! ويا ليت تلك الوس ��ائل احتش ��دت وطالبت أولياء‬ ‫ُ‬
‫ال ��رأي ومن ُي َس � َّ�م ْون بالنُّ خَ ��ب الثقافي ��ة َدور ًا في تهدئة‬ ‫نعمته ��ا بفتح معبر رفح‪ ،‬وتخفي ��ف املعاناة عن إخواننا‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪4‬‬
‫وه ��ا َف ِإ َّن َها‬
‫(أي ضرب ��ه بيده عل ��ى قفاه)‪َ .‬ف َق ��ال ‪َ « :‬د ُع َ‬ ‫النفوس وتهيئة األجواء للتأليف بني قلوب املتخاصمني‬
‫ُمن ِْتنَة»‪ .‬صدق رسول الله الذي بذل اجلهود بتوجيهاته‬ ‫على ُ«كرة»‪ ،‬قاموا بتأليب الناس على بعضهم‪ ،‬وبش ��حن‬
‫القولية والفعلية ليدرأ عن أمته أسباب الفُ رقة ملا يعرف‬ ‫األج ��واء‪ ،‬وبابت ��كار س ��يمفونية من الس ��باب والش ��تائم‬
‫م ��ن مآالته ��ا‪ ،‬ويعلم بأنه م ��ا إن يفوح نتنه ��ا على األمة‬ ‫واالنتق ��اص م ��ن اآلخر‪ ،‬وبإعداد امللف ��ات لتقدميها إلى‬
‫حت ��ى يصيبه ��ا في مقت ��ل؛ فيصب ��ح الغثاء م ��ن الناس‬ ‫«مجل ��س األم ��ن» وإل ��ى «االحت ��اد الدول ��ي لك ��رة الق ��دم‬
‫ِسلم ًا ألعداء الله‪ ،‬حرب ًا على أوليائه!‬ ‫– فيف ��ا»‪ ،‬كتل ��ك الت ��ي جُت َّه ��ز للتدلي ��ل عل ��ى جرائ ��م‬
‫إذاً‪ ،‬هي ليس ��ت مس ��ألة كرة وفوز وهزمية‪ ،‬إنها قضية‬ ‫الصهاين ��ة‪ ...‬والله إنه ��ا لمَ هزلة‪ ...‬فق ��د جعلونا ُ«فرجة»‬
‫جماهير وجدت في هذه املس ��رحية م َتنَفّ س� � ًا عن حياة‬ ‫ملزيد م ��ن تكريس‬‫مترص ��د يرق ��ص َط َرب� � ًا ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ل ��كل ش ��امت‬
‫ضت عليها‪ ،‬وتعويض� � ًا عن الهزائم التي‬ ‫الكب ��ت التي ُف ِر ْ‬ ‫الفُ رقة بني املس ��لمني‪ ...‬وما كان ذلك يليق بأمة مت ّيزت‬
‫فط ِفقت تبحث ع ��ن نصر موهوم‪ ،‬وتعبير ًا‬ ‫توال ��ت عليها َ‬ ‫قي أخالقه ��ا‪ ،‬فجذبت بها القل ��وب الضالة إلى‬ ‫يوم� � ًا ُ‬
‫بر ّ‬
‫ع ��ن الف ��راغ الفك ��ري والروحي ال ��ذي تعيش ��ه! وحكام‬ ‫حظيرة اإلسالم!‬
‫يمُ ِعن ��ون في قتل الروح املعنوية لش ��عوبهم‪ ،‬ويح ِّولونهم‬
‫ليحصل ��وا املزيد من‬ ‫ِّ‬ ‫�رحية صيغ ��ت‬
‫ٍ‬ ‫إل ��ى ُدم � ً�ى ف ��ي مس �‬ ‫ال َتفَ َّر ُقو ْا‬‫يع ��ا َو َ‬
‫اع َت ِص ُم ��و ْا ِب َح ْب � ِ�ل الل ِّه َج ِم ً‬ ‫و ْ‬ ‫ َ‬
‫ويعم ��وا أبصارهم‬ ‫وليلهوا الش ��عوب ُ‬
‫املصال ��ح اخلاص ��ة‪ُ ،‬‬ ‫َّف‬‫نت ْم َأ ْع � َ�د ًاء َف َأل َ‬
‫َواذْ ُك � ُ�رو ْا ِن ْع َم � َ�ة الل ِّه َع َل ْي ُك � ْ�م ِإذْ ُك ُ‬
‫عما يفعلون‪ .‬عندما ف ��از املتطرف الصهيوني (مناحيم‬ ‫وب ُك � ْ�م َف َأ ْص َب ْح ُت ��م ِب ِن ْع َم ِت ِه ِإ ْخ َوا ًن ��ا‪ :...‬ولو‬ ‫َب�ْي�نْ َ ُق ُل ِ‬
‫بيغ ��ن) قبل أكث ��ر من ثالثني عام ًا برئاس ��ة ال ��وزراء في‬ ‫خص الله‬ ‫أدرك املتخاصمون حقيقة نعمة األخ ّوة التي ّ‬
‫الكيان الغاصب‪ ،‬قال للمس ��ؤولني اجل ��دد في حكومته‪:‬‬ ‫تعال ��ى به ��ا ه ��ذه األمة‪ ،‬ما س ��قطوا في ذلك املس ��تنقع‪،‬‬
‫«علين ��ا أن مننح العرب في إس ��رائيل الفرصة لتأس ��يس‬ ‫والستفادوا منها في التغلّب على هذه الفتنة‪ ،‬ولخَ رجوا‬
‫(ف َرق كرة قدم) لكي ينشغلوا بذلك»!!!‬ ‫ِ‬ ‫منتصري ��ن ليس ف ��ي امتحان الكرة‪ ،‬وإمن ��ا في امتحان‬
‫األخ ّوة في الله‪ .‬ولكن هيهات‪ ...‬فقد ابتعدت األمة كثير ًا‬
‫في ��ا أيتها اجلماهير الثائرة الغاضبة‪ِ ،‬لنكن أكثر‬ ‫ع ��ن النب ��ع الرقراق األصيل الذي اس ��تقى منه الس ��لف‬
‫وعي� � ًا وح ��ذر ًا مما يد ّب ��ر من وراء ه ��ذه الفتن ��ة وغيرها‪،‬‬ ‫أقوام ما حفظوها‬ ‫ٌ‬ ‫فن َِعموا بأخ ّوة اإلسالم قرون ًا‪ ،‬ثم جاء‬
‫فنصم آذاننا عن تلك األصوات النابحة املف ِّرقة بني أبناء‬ ‫ّ‬ ‫وكان ��وا لها مض ّيعني! وم ��ا حدث بني مصر واجلزائر في‬
‫ولنوجهها في االجتاه‬‫ِّ‬ ‫األمة‪ ،‬ولنق ِّوم مس ��ارات َغ ْضبتن ��ا‪،‬‬ ‫هذه املعركة املصيرية الفاصلة خير دليل‪ :‬فال «املنتصر»‬
‫الصحيح نحو أعدائنا أينما كانوا‪ :‬في فلسطني والعراق‬ ‫�كر لله وتواض ��ع ورحمة‬ ‫حتل ��ى ب ��آداب االنتص ��ار من ش � ٍ‬
‫ولندخر‬
‫وأفغانس ��ان وباكس ��تان وكش ��مير والشيش ��ان‪ّ ...‬‬ ‫وعقل يعترف‬ ‫ٍ‬ ‫باملهزوم‪ ،‬وال «املنكس ��ر» حتلى بصدر واسع‬
‫طاقاتنا‪ ،‬التي ُتهدر في غير موضعها‪ ،‬حملاربتهم بش ��تى‬ ‫بأنّ األيا َم ُد َول‪.‬‬
‫الوس ��ائل املش ��روعة ُنص ��ر ًة لدي ��ن الله وس ��عي ًا لتحكيم‬
‫ش ��رعه‪ ،‬لنرج ��ع كما أح � َّ�ب ُّربن ��ا أن نكون‬ ‫يحكم‪ :‬هذا‬ ‫ وال تنازعوا فتفشلوا وتذهب ِر ُ‬
‫خر َج � ْ�ت لــلن ��اس؛‬ ‫خي� � َر أم � ٍ�ة ُأ ِ‬ ‫التوجي ��ه الرباني وع ��اه أعداؤنا‪ ،‬وعلم ��وا أنّ ذهاب دولة‬
‫وإ ّال فــس� �نــبــقى أذَلّ األمــ ��م‬ ‫املس ��لمني وق ّوتهم وتهاوي حصونهم ال يكون إال بالنزاع‬
‫وأتفــَهــها‪ ...‬وواأســــفـــــاه‬ ‫والفُ رقة‪ ،‬فجعلوه من مق ِّومات َغ َلبتهم علينا‪...‬‬
‫حينئ � ٍ�ذ عل ��ى مج � ٍ�د‬
‫ض َّيعناه! اللهم أَبرم‬ ‫ «دعوها إنها ُمنتنة»‪ :‬جاء في صحيح البخاري أنّ‬
‫ألم ��ة حبيبك ‬ ‫ْص ِار ّي‪:‬‬ ‫رجلني من املهاجرين واألنصار تشاجرا فقال َ‬
‫األن َ‬
‫أم� � َر ُرش � ٍ�د يرفع‬ ‫اك‬‫اج ِرينَ ! َف َس ِم َع َذ َ‬ ‫اج ِر ّي‪َ :‬يا َلل ُْم َه ِ‬ ‫ْصار! َو َق َ‬
‫ال المْ ُ َه ِ‬ ‫َيا َل َ‬
‫ألن َ‬
‫ش� �ــأنــهــا ويــــُع ّز‬ ‫جل ِاه ِل َّي ٍة؟»‪َ ،‬قا ُلوا َيا‬
‫ال َد ْع َوى ا َ‬ ‫«ما َب ُ‬
‫ول ال َّله  فقال‪َ :‬‬ ‫َر ُس ُ‬
‫كرامتها ‪l‬‬ ‫ْص ِار‬ ‫اج ِرينَ َر ُج ًال ِمنَ َ‬
‫األن َ‬ ‫َر ُس � َ‬
‫�ول ال َّل ِه‪َ :‬ك َس َع َر ُج ٌل ِمنَ المْ ُ َه ِ‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪5‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫الداعية الصاحلة َو ِهيبة البقاعي‬
‫منوذج نسائي معاصر‬
‫إعداد‪ :‬أحالم احلنفي‬
‫والعناي ��ة حت ��ى انغ ��رس في نفس ��ها حب كت ��اب الله‬ ‫مل تس � ِّ�طر أم ��ة م ��ن األمم م ��ن مآث ��ر نس ��ائها م ��ا‬
‫تعال ��ى‪ ،‬وإذ باالبن ��ة النجيب ��ة حتف ��ظ نصف ��ه وه ��ي في‬ ‫س � ّ�طرته أمة اإلس�ل�ام‪ ،‬فمنذ س ��طع نور فجره ��ا بدعوة‬
‫اليتم ما لبث أن خيم‬ ‫لكن ش ��بح ُ‬
‫السادس ��ة من عمرها‪َّ ..‬‬ ‫الس ��يد املب ��ارك س ��يدنا محم ��د بن عب ��د الل ��ه نبي هذه‬
‫عل ��ى وهيب ��ة مبوت والدتها بعد خمس س ��نوات‪ ،‬لتنتقل‬ ‫األم ��ة  كان للم ��رأة دور الري ��ادة ال ��ذي ب ��دأ بإس�ل�ام‬
‫بعدها إلى رعاية جدها‪.‬‬ ‫ام ��رأة كان ��ت أول من ص � ّ�دق رس ��ول الل ��ه  وآزره وات ّبع‬
‫دين ��ه‪ ،‬هي‪ :‬س ��يدة نس ��اء األم ��ة خديجة بن ��ت خويلد أم‬
‫املؤمن�ي�ن رض ��ي الله عنها‪ ..‬وعلى دربها كان املس ��ير‪ ،‬من‬
‫الصحابيات والتابعيات إلى نس ��اء عصور اإلسالم كافة‪،‬‬
‫وحتى عصرنا هذا‪ ..‬الذي‪ ،‬وإن ا ّدعى رجاله العلمانيون‬
‫والالديني ��ون أنهم موضوعيون ينادون بحرية املرأة التي‬
‫لم يعرفوها إال منذ عقود من السنني مع حتفظنا على‬
‫فهمهم للحرية‪ ،‬فإنه س ��ينحني وال ش ��ك خج ًال عندما‬
‫يقرأ صفحات أمتنا املجيدة وما أعطى اإلس�ل�ام للمرأة‬
‫من قيمة وقدر‪ ،‬وما قدمت نس ��اؤه من ش ��رف ونصر‪ ،‬وما‬
‫مارسته لتوعية املرأة وتثقيفها من ريادة ودور‪.‬‬
‫مشهد عام ملدينة دمشق‬ ‫ومع امرأة من عصرنا نبدأ‪ ..‬سيدة فاضلة صاحبة‬
‫زواجها‬ ‫تق ��ى وورع‪ ،‬ومربية عاملة‪ ،‬وداعية متفانية‪ ..‬إنها الداعية‬
‫عندما بلغت مبلغ الشابات تزوجت الداعية وهيبة‬ ‫العالمِ ��ة وهيبة البقاعي من دمش ��ق الش ��ام‪ ،‬ترجم لها‬
‫من األس ��تاذ عارف قنبازو‪ ،‬غير أنها لم ُترزق منه بذرية‪،‬‬ ‫الدكت ��ور محمد مطيع حافظ ف ��ي كتابه «في ربوع‬
‫فم ��ا كان منه ��ا إال أن عرض ��ت علي ��ه أن يت ��زوج بأخرى‪،‬‬ ‫الشام دمشق»∗‪.‬‬
‫ولق ��د كان م ��ن رفعة نفس ��ها ودماثة خلقه ��ا أن خطبت‬
‫ل ��ه قريبة له تناس ��به‪ ،‬وآثرتها على نفس ��ها حني لم ُت ِ‬
‫بق‬ ‫طفولتها ونشأتها‬
‫لنفس ��ها م ��ع زوجها إال يوم� � ًا واحد ًا في األس ��بوع‪ ،‬كانت‬ ‫ول ��دت الس ��يدة وهيب ��ة بن ��ت محم ��د البقاعي عام‬
‫في ��ه مثا ًال للزوجة املدركة حلق ��وق زوجها القائمة على‬ ‫‪1322‬ه� �ـ‪ ،‬ألب في الثمان�ي�ن من عمره هو احلاج محمد‬
‫ش ��ؤونه‪ ..‬ولم تقف مآثرها عند هذا احلد؛ َف َل َكم فرحت‬ ‫البقاع ��ي‪ ،‬أما والدته ��ا فهي الس ��يدة الفاضلة نظيرة‬
‫عندم ��ا ُرزق زوجه ��ا مبولوده املنتظر‪ ،‬فكانت تس ��ارع إلى‬ ‫العيت ��ي‪ ،‬ولق ��د ترعرعت ف ��ي رحاب بيت يحفّ ��ه التقى‬
‫َض َّرتها تهنئها وتقوم على رعايتها‪.‬‬ ‫وال ��ورع‪ ،‬وكانت والدتها تهتم بتربي ��ة الصغار وتعليمهم‬
‫إنه ��ا بح ��قٍّ ُع ْمل ��ة ن ��ادرة ناصع ��ة مش ��رقة بالطيب ��ة‬ ‫إذ عكفت ‪ -‬من خالل ُكتَّ اب لها ‪ -‬على تعليم أوالد احلي‬
‫واحملبة واإليثار!‬ ‫وبنات ��ه كتاب الله تعالى‪ ،‬وتنش ��ئتهم النش ��أة الصاحلة‪،‬‬
‫ول ��م َيفُ تْها مع ذلك االعتن ��اء بابنتها وهيبة التي توفي‬
‫والدها وهي في الرابعة من عمرها‪ ،‬فأخذتها بالرعاية‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪6‬‬
‫طلبها للعلم‬
‫كانت نفس األس ��تاذة وهيبة تهفو من ��ذ ِصغَرها إلى‬
‫طل ��ب العل ��م‪ ،‬ول ��م َي ُحلْ ُيتْمه ��ا دون ذلك ودون نش ��أتها‬
‫الطيب ��ة على الص�ل�اح والتقوى والزه ��د‪ ،‬وكانت تترقب‬
‫مجال ��س العلم لتنهل من َم ِعينها‪ ،‬وقد تأثّ رت بالنهضة‬
‫للعالم الصالح الش ��يخ علي الدقر؛ فسارعت‬ ‫ِ‬ ‫العلمية‬
‫إل ��ى حض ��ور دروس ��ه‪ ،‬ولق ��د كان ألول درس حضرته من‬
‫دروس ��ه أثر كبير في نفس ��ها‪ ،‬دفعها إل ��ى التغيير‪ ...‬ولم‬
‫املسجد األموي‬ ‫تف ِّوت مجالس ��ه بعد ذلك‪ .‬وبعد ال ُبداءة مع الشيخ علي‬
‫الدق ��ر الزم ��ت دروس مح � ِّ�دث العصر الش ��يخ العالّ مة‬
‫دعوتها للنساء‬ ‫احل َسني رحمهما الله تعالى‪.‬‬ ‫بدر الدين َ‬
‫لق ��د كان ل ��دروس العالمِ ة الداعية وهيبة أثر واضح‬ ‫ت ّله ��م‬
‫وكان ��ت صلته ��ا طيب ��ة بعلم ��اء عصره ��ا‪ ،‬جُ ِ‬
‫وتأثي ��ر كبي ��ر ف ��ي نف ��وس م ��ن َحضره ��ا‪ ،‬ولق ��د متيزت‬ ‫وحتترمهم وتزورهم‪...‬‬
‫احلس ��ن ال ��ذي‬
‫َ‬ ‫وبس � ْ�م ِتها‬
‫بأس ��لوبها الطي ��ب الرقي ��ق َ‬
‫اس ��تطاعت أن تس ��تميل به قلوب النساء‪ ،‬وبقدرتها على‬ ‫متيز ونبوغ‬
‫مخاطبة شتى الفئات‪. ،‬‬
‫ُّ‬
‫وعندم ��ا مل ��س منه ��ا الش ��يخ العالّ مة ب ��در الدين‬
‫أما عن جهادها في االلتزام بدروسها فقد كان كبيراً‪،‬‬ ‫والتمي ��ز والص ��دق والهم ��ة العالية‪،‬‬ ‫َ‬
‫احل َس ��ني النب ��وغ‬
‫ُّ‬
‫إذ نراها ‪ -‬حتى في أحوال البرد القارس والثلج النادف‪-‬‬
‫أوكل إليها أمرين جليلني‪:‬‬
‫تقط ��ع املس ��افات لكي ال تف� � ّوت على َم � ْ�ن ينتظرنها من‬
‫ أحدهم ��ا‪ :‬إدارة مدرس ��ة «روض ��ة احلي ��اء»‬
‫النساء فرصة لالستفادة من مجلس العلم‪.‬‬
‫لإلناث‪.‬‬
‫ والثان ��ي‪ :‬تدريس النس ��اء ف ��ي حلقات خاصة‬
‫بهن‪.‬‬
‫ّ‬
‫العالة ال�صاحلة وهيبة‬
‫مل يكن يوم هذه مِ‬
‫يعرف �شيئا ً ا�سمه «فراغ»‪ ،‬ومل يكن َي ُحول‬ ‫في روضة احلياء‬
‫حائل دون التزامها ب�أورادها وعباداتها‬ ‫وس ��رعان ما ل ّبت الس ��يدة وهيبة دعوة شيخها؛ فهي‬
‫تنس نشأة الطفولة التي ارتوت فيها من َمعني كتاب‬ ‫لم َ‬
‫الله‪ ،‬فها هي ُتقبل بكل ِه ّمة وعزمية على إدارة مدرس ��ة‬
‫عبادتها‬ ‫البن ��ات فتعطيه ��ا كل جهده ��ا واهتمامه ��ا وحياته ��ا‪..‬‬
‫ل ��م يك ��ن يوم ه ��ذه العالمِ ��ة الصاحل ��ة وهيب ��ة يعرف‬ ‫نع ��م حياتها‪ ..‬س ��تون عام ًا من عمره ��ا املبارك أمضتها‬
‫ش ��يئ ًا اس ��مه «فراغ»‪ ،‬ولم يكن َي ُحول حائل دون التزامها‬ ‫في إدارة املدرس ��ة‪ ،‬بذل ��ت فيها علمها ووقته ��ا‪ ،‬ولم تفتأ‬
‫بأورادها وعباداتها‪ ،‬فتنظيمها لوقتها يبدأ ُقبيل الفجر‬ ‫أي وس ��يلة عصرية من ش ��أنها أن تس ��اهم في‬ ‫تس ��تخدم ّ‬
‫بس ��اعة حي ��ث تق ��وم اللي ��ل‪ ،‬ثم تصل ��ي الفج ��ر جماعة‬ ‫والرقي بأداء طالباتها‪.‬‬‫ّ‬ ‫نهضة مدرستها‬
‫مع النس ��اء ف ��ي بيتها‪ ،‬لتنتقل مع تباش ��ير الصباح إلى‬ ‫أحاطت الس ��يدة وهيبة تلميذاتها بالرعاية واحملبة‪،‬‬
‫مدرستها وتلميذاتها‪ ،‬أما طريقها فيحلو اجتيازه بذكر‬ ‫وكانت تقيم لهن االحتفاالت في املناس ��بات اإلسالمية‪،‬‬
‫الل ��ه‪ ...‬وقد أ ّدت رحمه ��ا الله فريضة احلج ثماني مرات‬ ‫نصيب كبير م ��ن الرعاية‬
‫ٌ‬ ‫وكان ملع ِّلم ��ات املدرس ��ة أيض� � ًا‬
‫في حياتها‪.‬‬ ‫واالهتمام‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪7‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة‪1430‬‬
‫تعالى واخلوف منه‪ ،‬إذ أدركت ِع َظم املس ��ؤولية امللقاة‬ ‫واليتها عند الله سبحانه‬ ‫ُ‬
‫ولق ��د كان من واليتها ِورفعة مقامها عل ��ى عاتقها‪ ،‬فلم تتردد ف ��ي خوض غمارها متفانية في‬
‫عن ��د ربها أن أكرمها الله بكرامات كثيرة س ��بيل دعوته ��ا متوكلة على الله عز وج ��ل‪ ...‬فض ًال عن‬
‫مما يكرم به بفضله وقدرته الصاحلني ورعها في كل أمور حياتها‪.‬‬
‫م ��ن عب ��اده؛ ُروي عنه ��ا رحمه ��ا الل ��ه‬
‫تفارق الدنيا بغير متاع‬ ‫كرامات عديدة‪ ،‬منها أنها كانت ترفض‬
‫متي ��زت ه ��ذه الداعي ��ة العاب ��دة الصاحل ��ة وهيب ��ة‬ ‫تسج َل دورسها على آالت التسجيل‬ ‫أن ِّ‬
‫وجوده ��ا‪ ،‬فكان ��ت ُتنف ��ق راتبه ��ا كله في س ��بيل‬ ‫خش ��ية أن يس ��مع صوته ��ا األجان ��ب‪ ،‬بزهده ��ا ُ‬
‫وحدث أن حاول أحد أقاربها تسجيل الل ��ه‪ ..‬ولع ��ل غرفته ��ا خي ��ر دليل عل ��ى زهده ��ا‪ ،‬فأثاثها‬
‫درس ��ها دون علمه ��ا‪ ،‬فلما أراد س ��ماع س ��رير متواضع‪ ،‬وصن ��دوق صغير‪ ،‬وقاطع من اخلش ��ب‪،‬‬
‫وم ْدف ��أة عادي ��ة‪ .‬ولقد تبرع ��ت قبل وفاته ��ا بقيمة دارها‬ ‫ما َس � ّ�جل‪ ،‬فوج ��ىء بأنّ املس ��جلة لم ِ‬
‫وو ّزع ��ت ذلك عل ��ى الفقراء‪ ..‬و َل ِقيت ربه ��ا وهي ال متلك‬ ‫تلتقط وال حرف ًا واحداً‪.‬‬
‫حال عامل � ٍ�ة فاضلة‪ ،‬من متاع الدنيا شيئ ًا‪.‬‬ ‫ف ��إذا كان هذا ُ‬
‫األ ْولى أن تنصرف النساء‬ ‫أَ َوليس من َ‬
‫وفاتها‬ ‫ع ��ن لغ ��و ال ��كالم ورف ��ع أصواته ��ن‬
‫توفي ��ت رحمها الل ��ه تعالى في ربي ��ع األول من العام‬ ‫وضحكاته ��ن ف ��ي األماك ��ن العام ��ة؟‬
‫وم ��اذا نق ��ول بع ��د ذل ��ك ملن تس ��تخدم ‪1415‬ه� �ـ املواف ��ق ل ��ه ش ��هر آب م ��ن الع ��ام ‪1994‬م‪ ،‬حي ��ث‬
‫مرضت مرض الش ��يخوخة‪ ،‬وكانت قد جاوزت التس ��عني‬ ‫صوتها في غير رضا الله؟!‬
‫ومن كراماتها أنّ الله تعالى َح ِفظ من عمرها‪.‬‬
‫وصفحات حياتها حقّ ًا مرآة مش ��رقة‪ ،‬ولقد اقتبس ��نا‬ ‫الك َب ��ر‪ ،‬وق ��د امتدت‬
‫حواس ��ها عن ��د ِ‬
‫ّ‬ ‫له ��ا‬
‫�يرة ناصعة البي ��اض‪ ،‬علها تكون لنس ��ائنا‬ ‫عزميته ��ا ف ��ي التعلي ��م إلى ف ��راش املوت‪،‬‬
‫م ��ن ضي ��اء س � ٍ‬
‫وم َث ًال ف ��ي العلم والعزم‪ ،‬والصبر والطاعة‪ُ ،‬‬
‫واجلود‬ ‫حي ��ث كانت تلميذاتها يق ��رأن إلى جانبها‬
‫قدوة َ‬
‫كتاب الله تعال ��ى‪ ،‬ورمبا يظن البعض أنها والورع‪ ،‬والعبادة والصالح‪.‬‬
‫رح ��م الل ��ه العالمِ ��ة العاب ��دة وهيبة‪ ،‬وأس ��كنها فس ��يح‬ ‫في غيبوبة‪ ،‬فإذا ما سمعت خطأ في القراءة‬
‫�اء م ��ن أمثاله ��ا؛ حيث حاج ��ة األمة‬ ‫بادرت إلى اإلشارة إليه وتصويبه‪.‬‬
‫جنات ��ه‪ ،‬ورزقن ��ا نس � ً‬
‫لهن‪.‬‬ ‫كما لم ُيثنها مرضه ��ا عن عباداتها‪ ،‬ف َل َكم‬
‫املاسة ّ‬
‫ّ‬
‫كان يرتعش جس ��دها وه ��ي على فراش املرض‪،‬‬
‫∗ يش ��تمل ه ��ذا الكت ��اب عل ��ى دراس ��ات وأبحاث عن‬ ‫ف ��إذا قام ��ت للصالة ذهب عنها م ��ا كان‪ ،‬وصلّت‬
‫كصالتها التي كانت تصلّيها في حالة صحتها‪ .‬دمش ��ق ف ��ي خططه ��ا وم ��ا ورد ف ��ي‬
‫ومن ُدفن بها من‬ ‫مدحها ووصفه ��ا‪َ ،‬‬
‫أصح ��اب رس ��ول الل ��ه ‪ ،‬ووص ��ف‬ ‫وبصمات راسخة‬
‫دعوة ناجحة َ‬
‫َر ْبوته ��ا والفوائ ��د التاريخي ��ة ع ��ن‬ ‫مم ��ا ال ش ��ك في ��ه أنّ جن ��اح أي دع ��وة يرتكز‬
‫اجلامع األموي‪ ،‬وعن دمش ��ق عامة‪،‬‬ ‫عل ��ى أس ��س عدي ��دة‪ ،‬ولعلن ��ا نلتم ��س م ��ن خ�ل�ال‬
‫ومدارس ��ها وغوطته ��ا‪ ،‬وفوائد عامة‬ ‫متيزها‪:‬‬
‫املس ��يرة الدعوي ��ة لهذه امل ��رأة الفذّ ة أس ��باب ُّ‬
‫فيم ��ا يتعل ��ق بدمش ��ق وأوقافه ��ا‬ ‫األجالّء تكتس ��ب م ��ن علمهم‪،‬‬‫فنراه ��ا ت�ل�ازم العلماء ِ‬
‫ومدارس ��ها وتراجم بع ��ض أعالمها‪،‬‬ ‫وتأخذ منهم أساليبهم في الدعوة والتعليم‪ ،‬كما كانت‬
‫العالم‬
‫ِ‬ ‫ومنه ��ا ترجم ��ة للداعية وهيبة؛ فالش ��كر للكاتب‬ ‫مخلصة في طاعة الله‬
‫فضيلة الدكتور محمد مطيع احلافظ حفظه الله من‬
‫أس ��رة (منبر الداعيات) على إبرازه العنصر النسائي‬
‫في مجال القدوة ‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪8‬‬
‫معامل الـ�شـخـ�صية اليهودية‬
‫�شخ�صية قا�سية‬
‫بقلم‪ :‬محمد علي دولة‬
‫دمشق ‪ -‬سوريا‬
‫من معالم الش ��خصية اليهودية‪ :‬الق َْس ��وة الشديدة‪،‬‬
‫خصوص� � ًا م ��ع األع ��داء وم ��ع الضعف ��اء‪ ،‬وق ��د ج ��اءت‬
‫ه ��ذه القس ��وة م ��ن تلك القل ��وب احلجرية التي س ��كنت‬
‫أجس ��ادهم؛ وح َّل ��ت مح � َّ�ل القلوب اآلدمية الت ��ي أودعها‬
‫الله فيهم‪.‬‬
‫لقد ُألبس ��وا قس ��وة القلب هذه من نقضهم املستمر‬
‫ملواثيقه ��م م ��ع الله عز وج ��ل ومع أنبيائه‪ ،‬وم ��ن الغرور‬
‫املقدس‬ ‫الذي متكن فيهم حينما اعتقدوا أنَّهم الش ��عب َّ‬
‫يس ��مو على س ��ائر الش ��عوب‪ ،‬الذي ُخلقت‬ ‫املمتاز‪ ،‬الذي ْ‬
‫سائر الشعوب خلدمته‪.‬‬
‫َو َص َفتْهم األس ��فار بأنَّهم شَ ْعب قاسي الرقاب‪« ،‬وقال‬
‫يشقق فيخرج منه املاء‪،‬‬ ‫يتفجر منه األنهار‪ ،‬وإن منها ملا َّ‬‫َّ‬ ‫رأيت هذا الشعب‪ ،‬فإذا هو شَ ْع ٌب قاسي‬ ‫الرب ملوس ��ى‪ :‬قد ُ‬ ‫ُّ‬
‫وإنّ منها ملا يهبط من خش ��ية الله‪ ،‬وما الله بغافل عما‬ ‫قاس‪ ،‬ورقبتك ِع ْرق من حديد‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫«بأنك‬ ‫علمت‬ ‫قد‬ ‫الرقاب»‬
‫يعملون (البقرة‪.)74:‬‬ ‫وجبهت ��ك من نحاس»‪َ .‬و َو ْص � ُ�ف قلوبهم بأنها كاحلجارة‬
‫ولق ��د أورثتهم تلك القس ��و ُة املفرطة وه ��ذه القلوب‬ ‫�ط م ��ن إنس ��انيتهم‪ ،‬و َيعي ��ب‬ ‫َو ْص � ٌ�ف ُمه�ي�ن ج ��داً‪ ،‬يح � ُّ‬
‫احلجر َّي ��ة‪ :‬وحش � ً‬
‫�ية منقطع ��ة النظي ��ر ف ��ي معاملته ��م‬ ‫بش ��ر َّيتهم؛ جاء في ِس ��فْ ر حزقيال على لس ��ان الرب عز‬
‫ألعدائه ��م‪ ،‬وحت ��ى خلصومه ��م ومعارضيه ��م م ��ن بن ��ي‬ ‫وجل‪« :‬وأنزع من حلمهم َقل َْب احلجر وأعطيهم قلب ًا من‬
‫جلدتهم‪ ،‬وحتى ألنبيائهم الذين جاؤوهم بالهدى ودين‬ ‫حلم»‪.‬‬
‫احلق من الله عز وجل!!‬ ‫وص ��دق الله العظيم‪ ،‬الذي يص ��ف قلوب اليهود في‬
‫املقدس ��ة كما‬
‫ظه ��رت قس ��وتهم في فتحهم ل�ل�أرض ّ‬ ‫كتاب ��ه املبني فيقول‪ :‬ثم َق َس ��ت قلوبكم م ��ن بعد ذلك‪،‬‬
‫شهدوا هم على أنفسهم‪ ،‬وهذا سفر يشوع يزخر باملذابح‬ ‫فه ��ي كاحلج ��ارة أو أش � ُّ�د قس ��وة‪ ،‬وإنّ م ��ن احلج ��ارة مل ��ا‬
‫واملش ��انق واله ��دم والتدمي ��ر واحل ��رق لكل م ��ا في مدن‬
‫الكنعاني�ي�ن الذي ��ن افتتح ��وا بالدهم‪ ،‬وأس ��وق للقارىء‬
‫م ��ا فعلوه فقط في مدينتني م ��ن مدن الكنعانيني‪ ،‬هما‬
‫«أريحا» و«عاي»‪:‬‬
‫جاء في ِس ��فْ ر يش ��وع أنَّ الفاحتني من أس ��باط بني‬
‫إس ��رائيل «صع ��دوا إل ��ى أريح ��ا‪ ،‬كل واح ��د عل ��ى وجهة‪،‬‬
‫واس ��تولوا على املدين ��ة‪ ،‬وح ّرموا كل ما ف ��ي املدينة‪ ،‬من‬
‫الرج ��ل وحت ��ى املرأة‪ ،‬ومن الش ��اب وحتى الش ��يخ‪ ،‬حتى‬
‫بحد السيف»‪.‬‬
‫البقر والغنم واحلمير‪ ،‬فقتلوهم ِّ‬
‫ثم هاجموا مدينة «عاي» «فاستولوا عليها‪ ،‬وأسرعوا‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪10‬‬
‫لألنبي ��اء الك ��رام‪ ،‬وهذه جرمية ل ��م تفعلها‬
‫َّأمة من األمم سواهم‪ ،‬وقد وصمهم القرآن‬
‫وضربت‬ ‫الكرمي بهذا الفعل الشنيع فقال‪ُ :‬‬
‫بغضب من‬ ‫ٍ‬ ‫واملس� � َك ُ‬
‫نة‪ ،‬وب ��اؤوا‬ ‫عليهم الذل ُّة ْ‬
‫ُ‬
‫الله‪ ،‬ذل ��ك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله‪،‬‬
‫ويقتل ��ون النبي�ي�ن بغي ��ر احل ��ق‪ ،‬ذل ��ك مبا‬
‫َع َصوا وكانوا يعتدون(البقرة‪.)61:‬‬
‫وقد تنافس ملوكهم بقتلهم ملعارضيهم‬
‫متدن‬
‫ٍ‬ ‫وانحطوا إلى مستوى‬ ‫ُّ‬ ‫ومنافس ��يهم‪،‬‬
‫ج ��د ًا ف ��ي هذا املج ��ال‪ ،‬ولق ��د كان ��ت نهاية‬
‫معظم مملكة الش ��مال (إس ��رائيل) القتل‪،‬‬
‫وكان الذي ��ن يقتلونه ��م ه ��م املل ��وك الذين‬
‫يحكمون من بعدهم!!‬
‫أم ��ا عن َق ْس ��وة قلوب جن ��راالت اليهود‬
‫املعاصري ��ن وقادته ��م العس ��كريني‪ ،‬وكذلك‬
‫قادته ��م السياس ��يني‪ ،‬فح � ِّ�دث وال َح� � َرج؛‬
‫لق ��د أراد ش ��يمون بيري ��ز ‪ -‬وه ��و م ��ن جيل‬
‫السياسيني املدنيني القدماء ويتسلم اآلن‬
‫منصب رئيس دولة إسرائيل ‪ -‬أراد أن يثبت‬ ‫إل ��ى إح ��راق املدينة بالن ��ار‪ ،‬وقتل ��وا جميع الس ��كان في‬
‫وحشيته وقسوة قلبه وأنه جنرال‪ ،‬وإن كان يلبس اللباس‬ ‫بحد الس ��يف‬ ‫احلق ��ول وفي البرية‪ ،‬وس ��قطوا جميعهم ِّ‬
‫املدني‪ ،‬فما كان منه إ ّال أن ارتكب عملية «عناقيد الغضب»‬ ‫جملة من س ��قط في ذل ��ك اليوم من‬ ‫ُ‬ ‫ع ��ن آخرهم‪ ،‬وكان‬
‫في عام ‪ ،1996‬التي راح ضحيتها عش ��رات األنفس قت ًال‬ ‫رج ��ل وامرأة اثني عش ��ر ألف� � ًا‪ ،‬جميع أهل (ع ��اي)‪ .‬وأما‬
‫في (قانا) بعد أن التجأوا إلى قوات األمم املتحدة‪ ،‬وكان‬ ‫ملك العاي فقد علّقوه على شجرة حتى املساء»‪.‬‬
‫عدد كبير منهم من األطفال!!‬ ‫كانوا يطبق ��ون في حروبهم هذا املبدأ العنيف جداً‪:‬‬
‫يذك ��ر املج ��رم الش� � ّرير (أرئي ��ل ش ��ارون) أ ّن ��ه ف ��ي‬ ‫تقدم ��ت م ��ن مدين ��ة لتقاتله ��ا‪ ،‬فا ْد ُعه ��ا أو ًال إل ��ى‬ ‫«وإذا َّ‬
‫ش ��بابه وف ��ي إح ��دى الق ��رى كان ��ا َي ْق ُن ��ص م ��ع زميل له‬ ‫فك ُّل القوم الذي فيها يكون‬ ‫الس� �لْم‪ ،‬وفتحت لك أبوابها ُ‬ ‫ِّ‬
‫الفلس ��طينيني‪ ،‬وكانا يقصدان إلى أن تكون اإلصابة في‬ ‫الس ْخرة ويخدمك‪ ،‬وإن لم تساملك بل حاربتك‪،‬‬ ‫حتت‬ ‫لله‬
‫ُّ‬
‫عيون ضحاياهما!!‬ ‫�رب إله ��ك إلى ي ��دك‪ ،‬فاضرب‬ ‫فحاصر َته ��ا‪ ،‬وأس ��لمها ال � ُّ‬
‫�ودي ومش ��اعره‬ ‫قدم� � ًا َق ْل ��ب اليه � ّ‬ ‫يق ��ول شكس ��بير ُم ّ‬ ‫بحد الس ��يف‪ ،‬وأما النس ��اء واألطف ��ال والبهائم‬ ‫كل ذكر ِّ‬
‫وعواطف ��ه بلس ��ان (أنطوني ��و) ال ��ذي ُيص � ُّ�ر (ش ��ايلوخ)‬ ‫وجمي ��ع ما في املدينة غنيمة فاغتنمها لنفس ��ك‪ ...‬كما‬
‫اليه ��ودي‪ ،‬عل ��ى الرغم من كل الوس ��اطات والش ��فاعات‪،‬‬ ‫الرب إلهك»‪.‬‬ ‫أمرك ُّ‬
‫�هل عليك‬ ‫على اقتطاع ِر ْطل من حلم جس ��ده‪« :‬إ ّنًه ألس � ُ‬ ‫وغ َل � ِ�ظ أفئدته ��م قتلهم‬ ‫وم ��ن أبش ��ع صور قس ��وتهم ِ‬
‫تتوجه إلى الش ��اطىء لتأم َر ماء احمليط أن يخفّ ض‬ ‫َّ‬ ‫أن‬
‫م ��ن ارتفاع ��ه‪ ،‬أو في وس ��عك أن تس ��أل الذئ ��ب‪ِ :‬ل َم أبكى‬
‫النعج ��ة بافت ��راس صغيرها؟ بل في مق ��دورك أيض ًا أن‬ ‫�أورثتهم تلك الق�سوة وح�شي ًة منقطعة‬
‫متن ��ع أش ��جار الصنوب ��ر اجلبل ّية من حتري ��ك أغصانها‬ ‫النظري يف معاملتهم لأعدائهم‪ ،‬وحتى‬
‫العالي ��ة‪ ،‬ف�ل�ا حُت ��دث صوت� � ًا إذا ه ّب ��ت عليه ��ا عواص ��ف‬
‫كل ش ��يء مهما‬ ‫الس ��ماء‪ ...‬إذا كان في وس ��عك أن تفعل َّ‬
‫خل�صومهم ومعار�ضيهم من بني جلدتهم‪،‬‬
‫�ب اليهودي الذي ال‬ ‫َص ُع ��ب‪ ،‬فإنّ في وس ��عك أن تلينِّ قل � َ‬
‫وحتى لأنبيائهم الذين جا�ؤوهم بالهدى‬
‫نظير له في قسوته» ‪l‬‬ ‫ودين احلق من الله عز وجل!!‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪11‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫حتقيق‬

‫ُ‬
‫قارئ القر�آنية الإلكرتونية‪...‬‬‫امل َ‬
‫ما لها وما عليها‬
‫إعداد‪ :‬منال املغربي‬
‫ُعن � ��ي املس ��لمون عل ��ى َم� � ِّر العص ��ور بالقرآن‬
‫الك ��رمي حفظ� � ًا وتعليم� � ًا وخدم ��ة‪ ،‬وم ��ع تط ّور‬
‫استخدام التقنيات املعاصرة ‪ -‬ومنها احلاسوب‬
‫مجاالت ش ��تى من حياتن ��ا اليومية‪ ،‬كان‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -‬ف ��ي‬
‫ال ب � ّ�د م ��ن تطويعها خلدم ��ة مصدر تش ��ريعنا‬
‫اإلس�ل�امي األول‪ :‬الق ��رآن الك ��رمي‪ ،‬وعلوم ��ه‬
‫املختلف ��ة‪ .‬فع ��دا ابت ��كار برام ��ج تخ ��دم القرآن‬
‫متخصصة‬‫ّ‬ ‫الك ��رمي‪ ،‬وإنش ��اء مواقع إلكتروني ��ة‬
‫هدفه ��ا خدم ��ة كتاب الل ��ه عز وج ��ل من خالل‬
‫واحلافظ ��ات في مدة ال تتجاوز ‪ 20‬يوم ًا للدورة الواحدة‪،‬‬ ‫املق ��االت والبح ��وث والدراس ��ات؛ فق ��د ظه ��رت‬
‫وإقام ��ة مجموع ��ة ضخم ��ة م ��ن ال ��دورات املصاحب ��ة في‬ ‫إل ��ى الوجود (مق ��ارىء إلكترونية) وهي عبارة عن مواقع‬
‫السنة‪.‬‬
‫تأهيل املشتركني حلفظ القرآن وحفظ ُّ‬ ‫متخصصة بتصحيح التالوة وحتفيظ القرآن‬ ‫ِّ‬ ‫ومنتديات‬
‫ األس ��تاذ وليد عباس‪ :‬مدي ��ر ُدور القرآن الكرمي‬ ‫الك ��رمي على اإلنترنت؛ فما هي س ��لبيات ه ��ذه الطريقة‬
‫اإلسالمي في لبنان‪.‬‬
‫التابعة جلمعية االحتاد❋ ❋ ❋‬ ‫وما هي حس ��ناتها؟ وم ��ا اإلجنازات الت ��ي حققتها حتى‬
‫اآلن؟ وه ��ل أ ّدت إلى توس ��يع دائرة نش ��ر الق ��رآن الكرمي؟‬
‫البداي ��ة كان ��ت جول ��ة م ��ع آراء العديد م ��ن األخوات‬ ‫وملاذا ال تس ��تخدم التقنيات احلديث ��ة ‪ -‬ومنها اإلنترنت‬
‫املنتس ��بات ملواقع حتفيظ القرآن الكرمي على اإلنترنت؛‬ ‫‪ -‬حت ��ى اآلن إال ف ��ي أض َي ��ق نطاق لدى بع ��ض جمعيات‬
‫تق ��ول ه ��دى (عراقي ��ة مقيمة ف ��ي أبو ظبي)‪ :‬اش � ُ‬
‫�تركت‬ ‫التحفيظ؟‬
‫املتخصصة بحفظ القرآن‬ ‫ّ‬ ‫ف ��ي أحد املواقع اإللكتروني ��ة‬
‫الك ��رمي ألن احلفظ بالنس ��بة لي أس ��هل بهذه الوس ��يلة‪،‬‬ ‫كل ه ��ذه احمل ��اور وغيره ��ا توقفن ��ا عندها في‬
‫وت ��زداد البرك ��ة بالوق ��ت أكث ��ر ألن ��ي ال أك ��ون مضط ��رة‬ ‫هذا التحقيق الذي استضفنا فيه‪:‬‬
‫للخ ��روج كل يوم؛ أما مرمي (جزائرية األصل مقيمة في‬ ‫ الدكت ��ور محمد صاحلني‪ :‬أس ��تاذ الفلسفة‬
‫نيوزلن ��دا ‪ -‬عندها طفالن) فتقول‪ :‬زوجي َمن ش � ّ�جعني‬ ‫اإلس�ل�امية بكلي ��ة دار العل ��وم بجامع ��ة املني ��ا ‪-‬‬
‫على االشتراك في هذه املواقع ألنه ال يوجد لدينا مراكز‬ ‫مصر‪ ،‬واملش ��رف على «املدرسة القرآنية العاملية»‬
‫إسالمية‪ ،‬وحتى لو كان لدينا فأعتقد أن حفظي بالبيت‬ ‫عل ��ى الش ��بكة‪ ،‬وه ��ي موق ��ع إلكترون ��ي تعليمي‬
‫مري ��ح أكث ��ر‪ ،‬وبفض ��ل الل ��ه تغي ��رت حيات ��ي كثي ��ر ًا ألني‬ ‫انطل ��ق في منتصف ‪ ،2009‬وهذه املدرس ��ة تابعة‬
‫أصبح ��ت أخص ��ص وقت ًا كبي ��ر ًا للحفظ ول ��م يعد هناك‬ ‫جلمعي ��ة تنمية املجتم ��ع ورعاية حفظة القرآن‬
‫اتص ��االت كثي ��رة أو خروج من املن ��زل إال للضرورة‪ ،‬بينما‬ ‫الكرمي مبحافظة املنيا بصعيد مصر‪.‬‬
‫تق ��ول ُمني ��ة (متزوج ��ة وعنده ��ا ثالث ��ة أوالد‪ -‬لبنانية‬ ‫ الش ��يخ عل ��ي الربيع ��ي‪ :‬خبي ��ر عامل ��ي ف ��ي‬
‫مقيمة في الس ��ويد)‪ :‬انتس ��بت لهذه املواقع بس ��بب عدم‬ ‫تطوير املدارك العقلية‪ ،‬ومشرف على «أكادميية‬
‫وجود مراكز إس�ل�امية في مكان إقامتي‪ ،‬مضيفة‪ :‬تغ ّيرت‬ ‫ُحفّ اظ الوح َيينْ العاملية» للتعليم عن ُبعد التي‬
‫حيات ��ي كثي ��ر ًا بفض ��ل الله؛ فلق ��د تع� � ّودت على احلفظ‬ ‫تأسست بداية عام ‪2004‬م‪ ،‬وأهم اإلجنازات التي‬
‫كل ي ��وم‪ ،‬حت ��ى ح ��ادث الس ��يارة ال ��ذي تع ّرضت ل ��ه وأثّ ر‬ ‫حققتها األكادميي ��ة تخريج ‪ 1867‬من احلفّ اظ‬
‫وظه ��ري ل ��م مينعني م ��ن ذل ��ك؛ باختصار‪،‬‬ ‫عل ��ى رأس ��ي َ‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪12‬‬
‫معظ ��م يومي ميضي في حفظ الق ��رآن‪ ،‬كما أنّ عالقتي‬
‫باألخ ��وات ممت ��ازة؛ فنح ��ن نتواص ��ل م ��ع بعضن ��ا عب ��ر‬
‫املواق ��ع اإلس�ل�امية‪ .‬أما ن ��ور الهدى (ليبي ��ة مقيمة في‬
‫سويس ��را ‪ُ -‬أ ّم لول ��د وبنت) فعندما لم جت ��د في املنطقة‬
‫التي تعيش فيها أي مركز لتحفيظ القرآن‪ ،‬اشتركت في‬
‫أَ َحد املواقع على اإلنترنت‪ ،‬ومن وقتها أصبحت تس ��تغل‬
‫أوقات فراغها للحفظ‪ ،‬وللس ��بب نفسه انتسبت أم أمين‬
‫(س ��ورية مقيمة في فرنس ��ا) ألكادميية حفّ اظ الوحيني‪،‬‬
‫ألنه ��ا كان ��ت تتمن ��ى أن جتد امل ��كان املناس ��ب لتراجع ما‬
‫�جعت أنا وابنتاي‬‫حتفظ من القرآن‪ ،‬وتضيف قائلة‪ :‬تش � ُ‬
‫االثنت ��ان‪ ،‬خصوص ًا أنه ال يوجد لدينا مراكز للتحفيظ تصمي ��م املوقع وحتميله وترجمته وصيانته‪ ،‬التعقيدات‬
‫في جنوب فرنس ��ا‪ ،‬أنا مس ��رورة جد ًا وأدع ��و ربي دائم ًا أن الروتيني ��ة ِم ��ن ِق َبل اجله ��ات احلكومية من حي ��ث َت َلقّ ي‬
‫رسوم الدارسني من خارج مصر؛ مما حدا بنا إلى التفكير‬ ‫صرت أعيش دائم ًا مع القرآن‪.‬‬‫ُ‬ ‫يتق ّبل مني ألني‬
‫ً‬
‫ف ��ي االنفص ��ال إدار ّيا ع ��ن اجلمعي ��ة لنك ��ون تابعني لها‬
‫عن الصعوبات الت ��ي تواجه املَقارىء اإللكترونية في فقط من حيث االلتزام بدستور املدارس األرضية‪ ،‬ال من‬
‫حيث التبعية اإلدارية‪ ،‬البطء الش ��ديد في التواصل مع‬ ‫ُ‬ ‫عملها يقول الشيخ علي الربيعي‪ :‬تعترضنا مجموعة‬
‫من الصعوبات منها‪ :‬كثرة املنتسبني؛ حيث وصل عددهم األفراد والهيئات اإلس�ل�امية لتقدمي اخلدمة األساسية‬
‫إل ��ى ‪ 56000‬من مختلف بقاع الدني ��ا‪ ،‬وظهر عجزنا عن لغير الناطقني باللغة العربية‪.‬‬
‫اس ��تيعاب هذه األعداد الضخم ��ة؛ بحيث أصبح البعض‬
‫وبالنس ��بة ملس ��ألة مراع ��اة الضوابط الش ��رعية فيما‬ ‫ينتظ ��ر م ��دة طويل ��ة حت ��ى يأت ��ي دوره‪ ،‬ارتف ��اع التكلفة‬
‫التش ��غيلية مما ضغط عل ��ى امليزانية بش ��كل كبير‪ ،‬عدم يتع ّل ��ق باجلنس�ي�ن‪ ،‬باإلضاف ��ة إل ��ى التق ّي ��د بالنظ ��ام‬
‫وبالبرنامج احملدد س ��واء للطالب والطالبات أو املقرئني‬
‫ق ��ال الش ��يخ علي الربيع ��ي‪ :‬بالنس ��بة لنا ف ��ي «أكادميية‬
‫تتم الدراس ��ة بخصوصية تامة‬ ‫حفاظ الوح َيينْ العاملية» ّ‬
‫وبراحة كاملة؛ فالطالبة تدخل القاعة الدراسية عن ُبعد‬
‫باس ��تخدام الرقم الس ��ري‪ ،‬وال ُيعطى لها إال بعد التأكّد‬
‫التام من شخصيتها‪ ،‬وبأنها مقبولة ومت اختبارها وسماع‬
‫ويشترط على الطالبة‬ ‫صوتها من ِق َبل املشرفة املسؤولة‪ُ ،‬‬
‫قبل َقبولها أن يكون معها مايك (‪ )mike‬وس � ّ�ماعة أذن‪،‬‬
‫وال ُيس ��مح لها باستخدام الس � ّ�ماعات العادية في بيتها‪،‬‬
‫يسمع من حولها أصوات الطالبات وقت مشاركاتهن‬ ‫َ‬ ‫املؤهلني فقد‬‫وج ��ود الع ��دد الكافي م ��ن  املعلم�ي�ن واملعلم ��ات َّ‬
‫قس ��م اليم�ي�ن عل ��ى ذلك قبل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫�ميعهن‪،‬‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫أو‬ ‫ً‬
‫مقارنة بعدد املنتس ��بني م ��ن الطالب والطالبات‪ ،‬أحيانا‬
‫تنقط ��ع القاع ��ات الدراس ��ية ألس ��باب فني ��ة‪ ،‬وأحيان� � ًا دخولها القاع ��ة‪ .‬أما عن التق ّيد بالنظام والبرنامج فهو‬
‫الس ��رفر(‪ )server‬نتيج ��ة للضغ ��ط الكبير من دقي ��ق ومحك ��م؛ عانينا كثي ��ر ًا حتى مت الوص ��ول به إلى‬ ‫يس ��قط ِ‬
‫املتقدمة‪ ،‬وال زلنا حت ��ى اآلن نط ّور النظام‬ ‫ِّ‬ ‫الزوار أو ألس ��باب تقنية فتتأخر الدورات بعض الش ��يء‪ .‬ه ��ذه املرحلة‬
‫ويضيف الدكتور محمد صاحلني‪ :‬هي صعوبات َج ّمة‪ ،‬كلّما دع ��ت احلاجة إلى ذلك‪ .‬واعتب ��ر الدكتور محمد‬
‫األمية التقنية املتفش ��ية في أوس ��اط املسلمني إال صاحل�ي�ن أنّ املش ��كلة ف ��ي امل ��دارس التقليدي ��ة أكب ��ر؛‬ ‫منها‪ُ :‬‬
‫القليل؛ مما جعل تق ّبل الفكرة غاية في الصعوبة س ��واء نظ ��ر ًا لالحتكاك املباش ��ر ومحدودية املس ��احات املتاحة‪،‬‬
‫م ��ن املعلمني أو الدارس�ي�ن‪ ،‬التكالي ��ف املادية الكبيرة في أم ��ا بالنس ��بة للمواق ��ع اإللكترونية فمن اليس ��ير توفير‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪13‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫�زء م ��ن الصوت والصورة م ��ع عدم املالحظ ��ة من ِق َبل‬‫معلم ��ات للطالبات ومعلمني للطالب‪ ،‬والغرفة القرآنية ج � ً‬
‫خاص ًا‪ ،‬معلمة الس ��امع والرائي لهذه اخلس ��ارة التي حصلت‪ ،‬فمن هنا‬ ‫ال ُيسمح بدخولها إال ملن يحمل تصريح ًا ّ‬
‫ميك ��ن أن مت ّر أمور دقيقة ومهم ��ة جد ًا من غير أن ينتبه‬ ‫كانت أو دارسة أو مشرفة‪.‬‬
‫إليها القارىء واملقرىء‪ ،‬وهناك أمور أخرى منها‪ :‬معرفة‬
‫الش ��يخ بأخ�ل�اق وس ��لوك وطب ��اع الطال ��ب‪ ،‬وكذل ��ك م ��ا‬
‫يأخذه الطالب من شيخه من َس ْمت وأدب وعلم وتوجيه‬
‫وغيره ��ا‪ ...‬كم ��ا كان الس ��لف الصالح رض ��وان الله عنهم‬
‫أجمعني‪.‬‬

‫وقصرت‬‫م ��ا الذي حقّ قته املقارىء اإللكترونية ّ‬


‫في ��ه املق ��ارىء التقليدي ��ة املوجودة ف ��ي كل أنحاء‬
‫العالم؟ يجيب الشيخ علي الربيعي قائ ًال‪:‬‬
‫املَقارئ عن ُبعد لها مميزات عدة ال توجد في  املقارئ‬
‫الواقعية‪ ،‬منها‪ :‬سهولة التواصل بني الطالب واملع ِّلم ٌّ‬
‫كل‬
‫ف ��ي بيت ��ه‪ ،‬س ��هولة التعل ��م والتواصل م ��ع املتخصصني‬
‫واملؤهل�ي�ن والبارع�ي�ن م ��ن بل ��دان ش ��تى‪ ،‬رفع احلرج عن‬
‫امل ��رأة؛ فه ��ي تتعلم وهي في بيتها وب�ي�ن أهلها وال حتتاج‬ ‫وح ��ول إن كان ��ت املَق ��رأة اإللكتروني ��ة (التحفي ��ظ‬
‫ حترج الرجال والنس ��اء من‬ ‫للخ ��روج م ��ن منزلها‪ ،‬ع ��دم ُّ‬ ‫وتصحي ��ح التالوة عن ُبعد) جُتزىء عن التلقني املباش ��ر‬
‫الذه ��اب إل ��ى حلق ��ات التحفيظ‪ ،‬بس ��بب م ��ا انطبع في‬ ‫يق ��ول الش ��يخ عل ��ي الربيعي‪ :‬ال ت ��كاد توج ��د فروقات‬
‫أذهان الكثي ��ر أن التحفيظ خاص باألطفال فيمتنعون‬ ‫ُتذك ��ر ب�ي�ن التعلي ��م عن ُبع ��د والتعلي ��م الواقع ��ي؛ فأهم‬
‫م ��ن الذه ��اب إلى املس ��جد أو إل ��ى دور التحفي ��ظ‪ .‬ولقد‬ ‫جانب في مسألة التلقني هي السماع‪ ،‬والسماع عن ُبعد‬
‫وافق الدكت ��ور محم ��د صاحل�ي�ن على كثي ��ر مما ذكره‬ ‫كالس ��ماع الواقعي متام� � ًا؛ فاملعل ��م يس ��تمع حيثما كان‪،‬‬
‫وكأن ��ه بجانب طالبه وال ُتش ��ترط الرؤي ��ة؛ إذ من املعلوم‬
‫أن بعض علماء القرآن من املكفوفني ويؤ ّدون رس ��التهم‬
‫عل ��ى أكمل وجه؛ إذن الس ��ماع هو أه ��م جزء بني املتلقي‬
‫واملعلم؛ ولذلك َف ُهو ُيجزىء متام ًا عن التلقني الواقعي‪،‬‬
‫ورغ ��م أن إمكانية الرؤية ع ��ن ُبعد متاحة لدينا‪ ،‬لكننا ال‬
‫نحتاج إليه ��ا‪ .‬ويعلّق الدكتور محمد صاحلني بقوله‪:‬‬
‫مواز للطريق ��ة التقليدية‪ ،‬ثم إنّ‬
‫خط ٍ‬ ‫إن ه ��ذه الطريقة ٌّ‬
‫التلقي التقني ليس عن ُبعد باملعنى احلرفي للكلمة؛ إذ‬
‫م ��ن املمكن التواص ��ل بني املعلمة والطالب ��ات بالكاميرا‪،‬‬
‫وبالتال ��ي يك ��ون التلق�ي�ن مباش ��ر ًا بالص ��وت والص ��ورة؛‬
‫يس ��رنا لطالبة في ش ��يكاغو أن تتلق ��ى عن معلمة‬ ‫فق ��د ّ‬
‫الش ��يخ عل ��ي الربيع ��ي مضيف� � ًا‪ :‬التغ ّل ��ب عل ��ى تض ��ارب‬ ‫مج ��ازة في دمش ��ق‪ ،‬وهذا خير عظيم م ��ن وجهة نظري‪.‬‬
‫املواعي ��د بني األنش ��طة احليوية اليومية وب�ي�ن التوفيق‬ ‫مغاير‪ ،‬فقال‪:‬‬‫ولك ��ن األس ��تاذ وليد عباس كان ل ��ه رأي ِ‬
‫ف ��ي املواظب ��ة على مواعي ��د نهارية أو مس ��ائية للحلقات‬ ‫املَق ��رأة اإللكتروني ��ة ال جُت ��زىء ع ��ن التلق�ي�ن املباش ��ر‪،‬‬
‫األرضي ��ة‪ ،‬وإمكانية التعلم في أي وق ��ت على مدار اليوم‬ ‫وذل ��ك ألس ��باب عدي ��دة أبرزها يعلمه أه ��ل االختصاص‬
‫والليل ��ة طوال أيام األس ��بوع‪ ،‬ذوبان الف ��وارق اجلغرافية‬ ‫ف ��ي الش ��بكة العنكبوتي ��ة؛ فتلقائي� � ًا حُت ��ذف كميات من‬
‫املتباع ��دة؛ فالك ��ون املع ��روف لن ��ا أصب ��ح بحج ��م مر َّب ��ع‬ ‫الص ��وت والص ��ورة أثناء عملي ��ة النقل وذلك لتس ��هيلها‬
‫احل ��وار ال ��ذي يش ��غل ح ِّيز ًا قلي ًال من شاش ��ة احلاس ��وب‬ ‫من جهة ولتسريعها من جهة أخرى؛ وبهذا نخسر نحن‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪14‬‬
‫داخ ��ل البل ��د وخارج ��ه‪ ،‬وتت ��م م ��ن خالل ��ه‬ ‫احملم ��ول الصغي ��ر!!!‪ ،‬تقلي ��ل نفق ��ات الدراس ��ة‪ ،‬وتوفير‬
‫مناقشة أمور علمية هادفة ودقيقة واإلجابة‬ ‫أوقات التنقل‪.‬‬
‫ع ��ن أس ��ئلة الط�ل�اب وح ��لّ مش ��كالتهم عبر‬ ‫ويركّزمدير دور القرآن الكرمي في لبنان األستاذ وليد‬
‫التواص ��ل م ��ع ق� � ّراء العال ��م اإلس�ل�امي؛‬ ‫عباس عل ��ى نقطة مهمة قائ�ل ً�ا‪ :‬إنّ َمقارىء التحفيظ‬
‫باختصار نطمح أن يكون هذا املوقع ملتقى‬ ‫وتصحيح التالوة عن ُبعد جيدة بالنسبة للبلدان التي ال‬
‫للح ��وار والنق ��اش والتأصي ��ل ف ��ي املس ��ائل‬ ‫يوجد فيها مراكز وشيوخ بسبب ُبعد املسافة أو االنشغال‬
‫العلمي ��ة ب�ي�ن الش ��يوخ وطالبه ��م وجم ��ع‬ ‫التخصص ف ��ي هذا املجال‬ ‫ّ‬ ‫بأم ��ور ضرورية‪ ،‬أم ��ا من أراد‬
‫مم ��ا يخ ��دم‬
‫األس ��انيد واإلج ��ازات وغيره ��ا ّ‬ ‫بد ل ��ه من القراءة‬ ‫فال ّ‬
‫مش ��روع القرآن الكرمي‪ ،‬وأما مس ��ألة اإلقراء‬ ‫عل ��ى الش ��يوخ أه ��ل‬
‫ف�ل�ا مانع منها بحدود املصلحة التي ذكرناها س ��ابق ًا إن‬ ‫االختصاص بالتلقني‬
‫تقدر بقدرها‪.‬‬‫وجدنا حاجة ضرورية لها‪ ،‬وهذه ّ‬ ‫املباش ��ر‪ ،‬وننصح أن ال‬
‫❋❋❋‬ ‫مقرىء الشبكة‬ ‫ُ‬ ‫ُيعطي‬
‫ختام� � ًا‪ ،‬ال ش ��ك أن فك ��رة إقام ��ة حلق ��ات إلكترونية‬ ‫العنكبوتي ��ة أو الهاتف‬
‫لتحفيظ القرآن الكرمي وتصحيح تالوته تعتبر وس ��يلة‬ ‫إجاز ًة بالس ��ند املتصل‬
‫ومكملة لدور التحفي ��ظ؛ وقد القت‬ ‫ِّ‬ ‫�اعدة‬
‫تعليمي ��ة مس � ِ‬ ‫إلى حـــــضـ ��رة الــــنـبـي‬
‫ال َقب ��ول واالستحس ��ان م ��ن الكثير من الن ��اس خصوص ًا‬ ‫محمد ؛ وذلك ألنه‬
‫مل ��ن يفتقدون مراكز إس�ل�امية في بل ��دان إقامتهم‪ ،‬ولكن‬ ‫لم يحقّ ق شروطها املعت َبرة عند أئمة الق ّراء‪.‬‬
‫وج ��ود بعض ِّ‬
‫املؤش ��رات والدالئل الت ��ي تط ّرقنا إليها في‬ ‫وف ��ي الوق ��ت ال ��ذي أ ّك ��د في ��ه الدكت ��ور محم ��د‬
‫التحقي ��ق يؤ ّك ��د عل ��ى أن هذه التجربة م ��ا زالت بحاجة‬ ‫صاحل�ي�ن عل ��ى أن املواقع األرضية س ��تبقى هي األصل‪،‬‬
‫ملزي ��د م ��ن الدراس ��ة حت ��ى حتقّ ��ق غاياته ��ا وأهدافه ��ا‪،‬‬ ‫مساعدة وليست بدي ًال ً‬
‫أبدا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫واملواقع اإللكترونية وس ��ائل‬
‫وتتويج ًا لهذه اجلهود البارزة في مجال العناية بالقرآن‬ ‫علّق الش ��يخ علي الربيعي قائ ًال‪ :‬نرى أن هناك تكام ًال‬
‫الك ��رمي عل ��ى اإلنترن ��ت يت ��م تنظي ��م مؤمت ��رات وندوات‬ ‫بني املق ��ارئ التقليدي ��ة واإللكتروني ��ة فكل واحدة تؤدي‬
‫متخصص ��ة في مج ��ال الق ��رآن وعلومه‪ ،‬آخره ��ا «ندوة‬ ‫ِّ‬ ‫وتقد ْم تقنيات‬ ‫ِّ‬ ‫دوره ��ا‪ ،‬وما ل ��م تتطو ْر املقارئ التقليدي ��ة‬
‫الق ��رآن الك ��رمي والتقني ��ات املعاصرة » الت ��ي أقيمت‬ ‫وتتخل ع ��ن بعض الروتني‬ ‫َّ‬ ‫وإبداع ��ات ومه ��ارات مبتك ��رة‬
‫مبجم ��ع امللك فه ��د لطباعة املصحف الش ��ريف (‪26-24‬‬ ‫ّ‬ ‫املعروف فيها‪ ،‬فق ��د تطغى املَق ��ارئ اإللكترونية وتهيمن‬
‫ش ��وال ‪ 15-13 = 1430‬ت‪ 2009 / 1‬م ) الت ��ي ُدعي ��ت إليه ��ا‬ ‫على الس ��احة‪ ،‬لكن ال أظن أنها ستس ��حب البس ��اط من‬
‫املتخصصني في مجال احلاس ��وب واملعلومات(‪)1‬؛‬ ‫ّ‬ ‫ثلّة من‬ ‫املقارئ التقليدي ��ة بش ��كل كام ��ل؛ فل ��كل واح ��دة ر ّواده ��ا‬
‫آمل�ي�ن أن تنعك ��س نتائجه ��ا وم ��ا ي ��دور فيها م ��ن بحوث‬ ‫وم ِح ّبوها‪ .‬‬
‫ُ‬
‫ومناقش ��ات لصالح خدمة القرآن الكرمي وأهله‪ ،‬شاكرين‬ ‫وع ّل ��ل األس ��تاذ ولي ��د عب ��اس س ��بب ضي ��ق نطاق‬
‫ضيوفنا األكارم من حفّ اظ وحافظات وشيوخ ومسؤولني‬ ‫استخدام اإلنترنت لدى بعض جمعيات التحفيظ ِب َع َدم‬
‫عل ��ى هذه اإلفادة‪ ،‬راجني الله أن تتكاتف اجلهود إلحياء‬ ‫رغب ��ة البعض ف ��ي اخلوض ف ��ي هذا اجلان ��ب لاللتباس‬
‫معاني القرآن الكرمي في األمة اإلسالمية فتعيه القلوب‬ ‫احلاص ��ل ف ��ي أهلي ��ة التلقني عب ��ر الش ��بكة العنكبوتية‪،‬‬
‫وتترجمه اجلوارح واقع ًا عملي ًا مشهوداً؛ إذ احلفظ ليس‬ ‫وإلى حالة الفوضى التي أصبحت تس ��ود منح اإلجازات‬
‫مطلوب ًا بذاته وإمنا هو وسيلة تعبدية ُتبقي الكلمات في‬ ‫عبر هذه الوس ��ائل من غير ضوابط حتى يس ��تبني األمر‬
‫الذاكرة حتى إذا ما اقتَرن بالتدبر استحالت الكلمات في‬ ‫وتصب ��ح الرؤي ��ة الش ��رعية واضحة فيه‪ ،‬كم ��ا أنّ التكلفة‬
‫أصحابه ��ا قرآن ًا ميش ��ي على األرض‪ ،‬كم ��ا كان الصحابة‬ ‫املادي ��ة والبش ��رية والتقني ��ة تقف حائ ًال؛ إذ أنّ مش ��روع ًا‬
‫رضوان الله عليهم ‪l‬‬
‫كهذا يحتاج إلى تكلفة ليس ��ت بالقليلة‪ ،‬مضيف ًا‪ :‬ليست‬
‫لدين ��ا خطة لفت ��ح مواقع حتفيظ عب ��ر الغرف املعروفة‬
‫‪ .1‬ملن يرغب في االطالع على عناوين األبحاث التي نوقشت‬ ‫للتواص ��ل‪ ،‬ولك ��ن لدين ��ا خط ��ة لفت ��ح موقع حتت اس ��م‬
‫ميكنه ذلك على موقع جمعية االحتاد اإلسالمي ‪www.itihad.org‬‬ ‫(ملتقى احلفّ اظ) يتم التعارف من خالله بني احلفّ اظ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪15‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫مَ‬
‫العال‪« ...‬فوتو�شوب» كبري‬
‫بقلم‪ :‬د‪ .‬دمية طارق طهبوب‬
‫األردن ‪ -‬عمان‬
‫كل ما يخطر وال يخطر بالبال من عمليات التجميل‬ ‫ال تقلق إذا كان بوجهك ندبة أو جتاعيد‬
‫اإللكترونية ميكن عمله بصورتك بالفوتوش ��وب لترضى‬ ‫طبيعية أو مرضية أو إجرامية‪.‬‬
‫عن نفس ��ك وحتصل على صورة ليس ��ت ل ��ك كما خلقك‬
‫الل ��ه ف ��ي أحس ��ن تق ��ومي‪ ،‬ولك ��ن اتباع� � ًا ملعايي ��ر جم ��ال‬ ‫ال تقل ��ق إذا كان لون عينيك ال يعجبك‪،‬‬
‫وموض ��ات وتقاليع ق ��د ال تؤمن بها في حقيقة نفس ��ك‪،‬‬ ‫أو ش ��عرك كالعه ��ن املنف ��وش‪ ،‬أو بطن ��ك‬
‫وقد ال يجلب تطبيقها لك الس ��عادة‪ ،‬ولكنه خداع و َت ٍ‬
‫عام‬ ‫مكروش‪.‬‬
‫مقص ��ود‪ ،‬واتب ��اع للقطي ��ع‪ ،‬وسياس ��ة‪( :‬ض ��ع رأس ��ك بني‬
‫قطاع الرؤوس)‪.‬‬ ‫الرؤوس وقل يا ّ‬ ‫فــبالـــفوتوش� �ـوب س ��تصــبــح دونــجـــوان ًا‪,‬‬
‫وس ��تصبحني ملك ��ة جم ��ال‪ ،‬ال قل ��ق م ��ع‬
‫ولك ��ن م ��اذا ع ��ن الن ��اس الذي ��ن رأَ ْوك ص ��ور ًة قبل أن‬ ‫الفوتوش ��وب ال ��ذي «يجع ��ل م ��ن البوص ��ة‬
‫ي� � َر ْوك عيان ًا‪ ،‬وعرفوك إطار ًا قب ��ل أن يعرفوا مضمونك‪،‬‬ ‫عروسة‪ ،‬ومن اخلنفسا ست النسا» كما يقول‬
‫ورأوا دم ��وع عيني ��ك قب ��ل أن يعرف ��وا فداحة م ��ا اقترفْ تَه‬ ‫املث ��ل املصري؛ فه ��و العطار ال ��ذي يصلح ما‬
‫بيديك؟ هل أصبح اخلداع مستساغ ًا في دائرة التجميل‬ ‫أفس ��دته األي ��ام والس ��نون‪ ،‬وهو «مغارة عل ��ي بابا» تدخله‬
‫والتحسني؟‬ ‫بصورتك احلقيقية الطبيعية فتخرج منها وقد لبى لك‬
‫امل ��ارد كل أمنياتك باجلمال والصح ��ة؛ فتصبح صورتك‬
‫ولك ��ن ماذا عن اخلداع األكبر؟! عندما يصبح العالم‬ ‫صاحلة للتداول والنشر والتوزيع أو للتعليق كلوحة في‬
‫فتجم ��ل بع � ُ‬
‫�ض وس ��ائل اإلع�ل�ام‬ ‫ِّ‬ ‫كل ��ه فوتوش ��وب ًا كبي ��ر ًا‬ ‫متحف لو رآها الناس النعقدت ألس ��نتهم ومتتموا‪ :‬هذا‬
‫الص ��ورة للخارج واملواطن مس ��فوح الدم‪ ،‬مه ��دوم البيت‪،‬‬ ‫م َلك كرمي!‬
‫مهدور الكرامة في الداخل!‬

‫بالفوتوش ��وب الكبير يظهر احلاكم ميش ��ي في‬ ‫ماذا عن اخلداع الأكرب؟! عندما ي�صبح‬
‫األز ّق ��ة و«احل ��واري» يقاس ��مك ُفت ��ات العي ��ش‪ ،‬وخارج‬
‫ِ‬ ‫العامل كله فوتو�شوبا ً كبرياً فتج ِّمل ُ‬
‫بـعـ�ض‬
‫اإلطار يحلبك حتى آخر َنفس‪ ،‬ويتس� � ّول ويستجدي‬ ‫و�سائــــل الإعــــالم الــــ�صــــورة للــــخــــارج‬
‫العالم معونات على صورتك‪.‬‬ ‫واملــواطــن م�ســفوح الدم‪ ،‬مهــدوم البــيت‪،‬‬
‫مهدور الكرامة يف الداخل!‬
‫بالفوتوشوب يبكي الرئيس على الضحايا ويو ّد‬
‫لو يحفر قب ��ر ًا بجانب قبورهم‪ .‬وبدون جتميل يطعن‬
‫وم ��ن بقي م ��ن الضحايا األحياء‬ ‫ميكن ��ك بع ��د تعدي ��ل صورت ��ك بالفوتوش ��وب عل ��ى بذك ��رى الضحايا َ‬
‫الكمبيوت ��ر أن تصب ��غ ش ��عرك باللون الذي تريد حس ��ب في الظهر ويصم آذانه عن سماع آهاتهم من أجل كرسي‬
‫املوض ��ة‪ ،‬وتل� � ِّون عيني ��ك وتضي ��ف لهم ��ا البري ��ق وتزي ��ل أو شبكة اتصاالت وما خَ في بالفوتوشوب أعظم‪.‬‬
‫البقع والبثور‪ ،‬تضع خا ًال أو غمازات‪ ،‬وتف ِّرق بني أسنانك‬
‫بالفوتوش ��وب امله ��م أن تظ ��ل ص ��ورة الكعبة ولو‬ ‫تره ��ل أو زاوية أو‬
‫وتب ّيضها‪ ،‬وتش � ّ�د وجه ��ك وبطنك وكل ُّ‬
‫كان حوله ��ا جثث أمة محمد  َج ْمعاء‪ ،‬وال يهم أنّ‬ ‫انثناء ال تريده‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪16‬‬
‫حرم ��ة دمائهم أعظم من حرمة الكعبة‪ ،‬بالفوتوش ��وب‬ ‫ْ‬
‫امله ��م أن ��ا وم ��ن ورائ ��ي الطوف ��ان‪ ،‬ول ��و ُأغ ��رق الوط ��ن‬
‫والقضية واإلنسان‪.‬‬

‫يسع ْون‬
‫بالفوتوشوب يظهر إخوة يوسف وهم َ‬
‫حلمايت ��ه واحتضان ��ه والتصال ��ح مع ��ه‪ ،‬وبعيد ًا عن‬
‫أع�ي�ن الن ��اس ُيلقون ��ه ف ��ي ال ُـج � ّ�ب ويأت ��ون للم�ل�أ‬
‫بقميصه وأكاذيبهم‪.‬‬

‫جنم ��ل أنفس ��نا لآلخرين؟ قد‬


‫ه ��ل ه ��ي خطيئة أن ِّ‬
‫ال لعربي وال أعجمي‪ ،‬وال أس ��ود وال أبيض‪ ،‬والتقوى في‬
‫نختلف على اإلجابة‪...‬‬
‫القلب جمال ال يعرفه إال الله‪.‬‬
‫ه ��ل تدخ ��ل التغيي ��رات ف ��ي ب ��اب الك ��ذب واخلديعة‬
‫ف ��ي غي ��ر زم ��ان الفوتوش ��وب كان إعالميو ذاك‬
‫وشهادة الزور؟‬
‫فتنون بالتزوي ��ق واملكياج‬ ‫الزم ��ان م ��ن الش ��عراء ال ُي َ‬
‫ً‬
‫ملاذا نقبل ألنفسنا شيئا من اخلداع البسيط والكذب‬
‫ويص ّرحون‪:‬‬
‫األبيض ونستنكر على والة أمرنا أن يعاملونا باملثل؟‬
‫ومهما تكن عند امرىء من خليقة   ‬
‫ألم تقل احلكمة‪ :‬مثلما تكونون ُي َولّى عليكم؟‬
‫وإن خالها تخفى على الناس ُتعلم‬ ‫ْ‬
‫أل ��م ُيح ِّرم الدين التدليس ولو كان بإخفاء بقعة من‬
‫فؤاده‬
‫ونصف ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫نصف‬ ‫لسان الفتى‬
‫(تغير لون اجللد) عن اآلخرين؟‬ ‫بهاق ُّ‬
‫  فلم يبقَ إال صورة اللحم والدم‬
‫وكان ��وا يقول ��ون‪ :‬إن األجس ��ام ق ��د تب ��دو‬
‫لق ��د أصبحن ��ا ننظ ��ر إلى اخل ��داع باعتب ��اره «فلهوة»‬
‫كال ِـــبـــغــ ��ال‪ ،‬ولــــكـ ��ن األحلـ ��ام والطــمـوحات‬
‫و«ش ��طارة» و«س ��رعة بديهة»‪ ،‬وأصبحنا نتداول أمثلة من‬
‫احل ْس ��ن لي ��س الدليل على‬ ‫كالعصافير؛ وإنّ ُ‬
‫«اكذ ْب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس»‪،‬‬ ‫ش ��اكلة ِ‬
‫الفت ��ى كم ��ا ليس ��ت كل الس ��يوف املصقول ��ة‬
‫ونسينا التحذيرات من الكذب وحت ّريه الذي يجعل املرء‬
‫سيوف ًا ميانية‪.‬‬
‫ُيكتب في سجل الكذّ ابني عند الله‪.‬‬
‫في زمن عمر الفاروق كانت الصورة ال تأبه‬
‫إنّ «الفوتوش ��وب» و«الصورة» و«البرس ��تيج» لم يكونوا‬
‫لعي ��ون الناس التي تنام وع�ي�ن الله لم تنم‪،‬‬
‫موجودي ��ن في الزم ��ن الذي ذهب فيه ب�ل�ال بن رباح مع‬
‫فراقبت الفتاة من رعيته عني الله فحفظت‬
‫أخ له في جاهته‪ ،‬واجلاهة في فوتوش ��وب زماننا ال تقول‬
‫األمانة ولم تخلط اللنب باملاء‪ ،‬وس ّ��وى عمر‬
‫ولكن بال ًال‬
‫ّ‬ ‫إال خير ًا وفض ًال ولو عرفت من الشر صنوف ًا‪،‬‬
‫الطري ��ق لداب ��ة ف ��ي الع ��راق‪ ،‬وه ��ي بهيم ��ة‬
‫كان يض ��ع نفس ��ه في إطار الصدق فق ��ال ألهل العروس‪:‬‬
‫وليس ��ت بش ��راً‪ ،‬ف ��ي بل ��د بعيد ع ��ن عاصمة‬
‫اخل ُلق والدين‪ ،‬فإن ش ��ئتم‬
‫هذا أخي‪ ،‬وهو امرؤ س ��وء في ُ‬
‫اخلالفة ومركز احلكم حيث ال حس ��يب وال‬
‫أن تز ِّوجوه وإن ش ��ئتم أن ت َدعوا فدعوا؛ فقالوا من تكون‬
‫رقيب إال الله‪ ..‬في زماننا أصبح الفوتوشوب‬
‫أخاه نز ِّوجه! فز َّوجوه‪.‬‬
‫عن ��وان احلياة وش ��عار كل املتعاملني به‪« :‬أنا‬
‫ال أكذب ولكني أجتمل» ‪l‬‬
‫في غير زمان الفوتوشوب كان اجلمال للتقوى‪،‬‬
‫ ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪17‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫حوار‬

‫الشباب والقراءة الهادفة‬


‫في حوار مع األديب أميـن ذوالغـنى‬
‫احلائز على جائزة (القارئ النَّ ِهم)‬
‫حاورته‪ :‬سهاد عكيلة‬
‫آذار ‪ 2007‬أنّ مع ��دل الق ��راءة للف ��رد في العال ��م العربي‬ ‫وضياء للبصيرة إن‬
‫ٌ‬ ‫غذاء للفكر وال ��روح‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫القراءة‪...‬‬
‫ف ��ي الع ��ام الواحد يبل ��غ ‪ 6‬دقائق مقابل ‪ 200‬س ��اعة في‬ ‫كان ��ت هادفة ذات مضمون يرتقي بالقارئ وال يهبط به‪.‬‬
‫أوروبا وأمريكا‪ .‬ونش ��رت صحيفة الرأي األردنية دراس ��ة‬ ‫ولق ��د عاش ��ت األمة اإلس�ل�امية وما زال ��ت مرحلة عز َ‬
‫َف‬
‫ح ��ول مع ��دالت القراءة ف ��ي الوطن العرب ��ي‪ ،‬أظهرت أن‬ ‫أكث ��ر أبناؤها عن الق ��راءة الق ِّيمة‪ ،‬أو عكف بعضهم على‬
‫الق ��ارئ العرب ��ي يقرأ ف ��ي كل عام نحو رب ��ع صفحة‪ ،‬في‬ ‫جوع للعلم الصحيح‬ ‫تل ��ك التي ال ُتس ��من وال ُتغني من ٍ‬
‫الوق ��ت ال ��ذي تبني في ��ه أن مع ��دل ق ��راءة األمريكي ‪11‬‬ ‫وللمعرفة التي تس ��ير بصاحبها نح ��و أهدافه؛ فقد ذكر‬
‫كتاب� � ًا‪ ،‬والبريطاني ‪ 7‬كتب في الع ��ام! وهذا واقع يحتاج‬ ‫التقري ��ر العرب ��ي األول للتنمي ��ة الثقافي ��ة لع ��ام ‪2007‬‬
‫إل ��ى خطط تربوي ��ة عملي ��ة لتغييره‪ .‬وملعرف ��ة خلفيات‬ ‫ال ��ذي صدر عن مؤسس ��ة الفكر العرب ��ي أنّ ‪ :‬هناك كتاب‬
‫التراجع الثقافي لدى األمة وأس ��بابه وانعكاس ��اته على‬ ‫يصدر لكل ‪ 12‬ألف مواطن عربي‪ ،‬بينما هناك كتاب لكل‬
‫واقعن ��ا‪ ،‬والقت ��راح األس ��اليب الت ��ي جت ��ذب ش ��باب هذا‬ ‫‪ 500‬إجنلي ��زي‪ ،‬ول ��كل ‪ 900‬أملان ��ي؛ أي أنّ مع ��دل القراءة‬
‫اجليل إلى الش ��غف بالقراءة‪ ،‬كان لنا حوار مع األديب‬ ‫ف ��ي العال ��م العربي ال يتجاوز ‪ %4‬منه ف ��ي إجنلترا على‬
‫الش ��اب األس ��تاذ أمي ��ن ذو الغنى الذي نع� � ِّرف القراء‬ ‫سبيل املثال‪ .‬وأوردت جريدة القبس الكويتية بتاريخ ‪11‬‬
‫والقارئات عليه في السطور اآلتية‪:‬‬
‫ من مواليد دمشق ‪1974‬م‪.‬‬
‫ باحث وكاتب ومح ِّرر ومشرف لغوي‪.‬‬
‫معتمد من رائد تعليم الفصحى‬ ‫َ‬ ‫ م ��د ِّرب عل ��ى احملادثة باللغة العرب َّية الفصحى‪،‬‬
‫في العالم العربي د‪ .‬عبدالله الدنَّان‪.‬‬
‫ عضو عامل برابطة األدب اإلسالمي العاملية‪.‬‬
‫ حاص ��ل على اإلج ��ازة في اللغة العرب َّية وآدابها من قس ��م اللغة العرب َّية‪ ،‬في كلية‬
‫اآلداب بجامعة دمشق‪.‬‬
‫الشرعي للعلوم اإلسالمية (األمين َّية) بدمشق‪ ،‬لسنوات‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ َد َّرس في املعهد‬
‫ملؤسسة بيت الرياض‪.‬‬ ‫مديرا لتحرير موقع (األلوكة) اإللكتروني التابع َّ‬ ‫ً‬ ‫ عمل‬
‫ً‬
‫ومشرفا لغو ًّيا في العديد من دور‬ ‫ً‬
‫وباحثا‬ ‫ً‬
‫باحثا ومحقِّ قً ا ومستش ��ار ًا للنش ��ر‬ ‫ عمل‬
‫النشر واملؤسسات التربوية‪.‬‬
‫ تلقى العديد من الدورات في اخلط العربي‪ ،‬وفي تأهيل املعلمني‪ ،‬وفي التدريب على احملادثة بالفصحى‪ ،‬فض ًال‬
‫عن دورات تنمية املهارات والقدرات الذاتية‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪18‬‬
‫‪« .1‬منبر الداعيات»‪ُ :‬س ��ئل فولتير عمن س ��يقود‬
‫اجلن ��س البش ��ري‪ ،‬فأج ��اب‪« :‬الذي ��ن يعرف ��ون كي ��ف‬
‫يق ��رؤون»؛ فه ��ل إغراق س ��وق اإلع�ل�ام العرب ��ي بهذا‬
‫الك ��م الوافر من املواد اإلعالمي ��ة الهابطة يقع ضمن‬
‫مخط ��ط تفريغ العقل اإلس�ل�امي العرب ��ي لتنحيته‬
‫عن قيادة البشرية؟‬
‫ ال ري ��ب أن إغ ��راق اإلع�ل�ام العربي بنت ��اج وافر من‬
‫امل ��وا ِّد الهابط ��ة (فكر ّي ًا وأخالق ّي ًا) هو من وس ��ائل تفريغ‬
‫يعصمه من االنحدار‬ ‫َ‬ ‫كل ما ميك ��ن أن‬ ‫العقل املس ��لم من ِّ‬
‫والوق ��وع في براث ��ن التبع َّية الفكري ��ة والثقافية للغرب‪.‬‬
‫وللحص ��ول على املناعة الفاعل ��ة للحيلولة دون انحالل‬
‫الشخصية وحتلل الهوية ال بد من معرفة ما نقرأ وكيف‬
‫أمة‬‫نق ��رأ‪ .‬وإن ل ��م نحص ��ل عل ��ى ه ��ذه املناعة فس ��نبقى ً‬
‫القوي‬
‫ِّ‬ ‫لألجنبي‬
‫ِّ‬ ‫ضعيفة منهزمة نفس� � ًّيا مطأطئة أب � ً�دا‬
‫يقرؤون‪ ،‬وإذا قرؤوا ال يفهمون!‬ ‫حقيقي في‬ ‫ٌّ‬ ‫ولفكره وثقافته‪ ،‬عاجز ًة عن أن يكونَ لها أثر‬
‫‪« .3‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬هل أزمة القراءة في العالم‬ ‫قي ��ادة البش ��رية؛ إذ القياد ُة ال تلقي ِعنا َنه ��ا إال لألقوياء‬
‫العربي‪ :‬هي أزمة كاتب وكتاب؟ أم أزمة جيل ال يحب‬ ‫في ميادين احلياة َّ‬
‫كافة‪.‬‬
‫القراءة؟‬ ‫قدم بها شيخ‬ ‫وأنصح مبطالعة الكلمة النفيسة التي َّ‬
‫مردها إل ��ى جيل غير‬ ‫ أرى أن أزم ��ة الق ��راءة عندن ��ا ُّ‬ ‫محمد ش ��اكر كتابه العظيم‬ ‫َّ‬ ‫العربية العالّ مة محمود‬
‫شعره‬ ‫هشة لم ُت ِ‬
‫ضحية تربية َّ‬‫ُ‬ ‫محب للقراءة‪ ،‬وهو في هذا‬ ‫ٍّ‬ ‫«املتنبي» التي جعل عنوانها‪« :‬رس ��الة في الطريق إلى‬
‫منذ طفولته بأهم َّية الكتاب واملطالعة‪ ،‬ولم ُتز ِّينهما له‪،‬‬ ‫جدا أس ��ماه‪« :‬قصة‬ ‫ثقافتن ��ا»؛ فق ��د ذ َّيلها بفصل مهم ًّ‬
‫�باب القراءة اجل ��ا َّدة الواعي ��ة املنتجة!‬ ‫ول ��م ُته ِّي ��ئ له أس � َ‬ ‫التفري ��غ الثقافي» روى فيه كيف وصل حال املس ��لمني‬
‫بحاجة إلى مزيد م ��ن الكتَّاب‬ ‫ٍ‬ ‫وه ��ذا ال يعن ��ي أننا لس ��نا‬ ‫«فاألديب‬
‫ُ‬ ‫مفرغ م ��ن كل أصول ثقافة أمت ��ه‪،‬‬ ‫إل ��ى جي ��ل َّ‬
‫عرض األف ��كار اإلصالح َّية‬ ‫َ‬ ‫حس ��نون‬‫املتم ِّيزي ��ن الذي ��ن ُي ِ‬ ‫مفك ٌر بعقل س ��واه‪،‬‬ ‫�وف ِّ‬ ‫مصو ٌر بقلم غيره‪ ،‬والفيلس � ُ‬ ‫ِّ‬
‫يجتذب أبص ��ا َر القراء‬
‫ُ‬ ‫واإليجاب َّية بأس ��لوب ج ِّيد ش ��ائق‬ ‫غريب عن تاريخه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫�ر‬
‫ٍ‬ ‫�‬ ‫ظ‬ ‫بن‬ ‫لألحداث‬ ‫ناقد‬‫ٌ‬ ‫خ‬ ‫ُ‬ ‫�ؤر‬
‫وامل � ِّ‬
‫وبصائ َره ��م‪ ،‬فاملي ��دانُ ما ي ��زال رح ًبا ينتظ ��ر الكثي َر من‬ ‫أجنبي عن ُتراث فنِّ ه»‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫بنبض‬
‫ٍ‬ ‫قلبه‬‫نابض ُ‬‫ٌ‬ ‫ان‬
‫والفنَّ ُ‬
‫الكتابات اجلا َّدة املثمرة‪.‬‬ ‫‪« .2‬منبر الداعيات»‪ :‬ما االنعكاس ��ات اخلطيرة‬
‫‪« .4‬منب ��ر الداعي ��ات»‪« :‬أم ��ة اقرأ ال تق ��رأ» عبارة‬ ‫لظاه ��رة عزوف الش ��باب ع ��ن الق ��راءة على حاضر‬
‫تتحول‬ ‫َّ‬ ‫سماعها سنني طويلة‪ ،‬كيف ميكن أن‬ ‫َ‬ ‫اعتدنا‬ ‫األمة اإلسالمية ومستقبلها؟‬
‫العب ��ارة إل ��ى‪« :‬أمة اقرأ حت ��ب أن تق ��رأ‪ ،‬وتعرف كيف‬ ‫عزوف الشباب عن القراءة منذ ٌر بخطر حقيقي؛‬ ‫َ‬ ‫ إنَّ‬
‫التحول هذه؟‬
‫ُّ‬ ‫تقرأ»؟ ومبن ستُ ناط َّ‬
‫مهمة‬ ‫�يتعمق أثره في‬ ‫بدأن ��ا نبص � ُ�ر مظاه َره ف ��ي حاضرنا‪ ،‬وس � َّ‬
‫ عبارة (أمة اقرأ ال تقرأ) هي ‪ -‬ويا لألس ��ف ‪ -‬عبارةٌ‬ ‫يطالع ويقرأ يضيف إلى‬ ‫ُ‬ ‫املستقبل أكثر وأكثر؛ ألن الذي‬
‫صادقة تص ِّور واقع َّأمة العرب اليوم‪ ،‬وال يتط َّلب الوقوف‬ ‫عم ��ره أعم ��ا ًرا‪ ،‬وإلى خبرته خب ��رات‪ ،‬ومن َث َّم ف ��إنَّ تراكم‬
‫املخجل سوى إلقاء نظرة َع ْجلى‬ ‫ِ‬ ‫على حقيقة هذا الواقع‬ ‫قراءات ��ه ومطالعات ��ه س ��يرتقي مبعرفت ��ه ووعي ��ه و َفهمه‬
‫عل ��ى تقاري ��ر بع ��ض املنظم ��ات الدولي ��ة ع ��ن إحصاءات‬ ‫لكل ما يجري حوله‪ .‬أما َمن اس ��تدبر جا َّدة القراءة فإنه‬ ‫ِّ‬
‫القراءة ف ��ي بلدان العالم املختلفة‪ ،‬لن ��رى ال َب ْونَ البعيد‬ ‫أبدا‪ .‬وأمة ال تقرأ هي أمة ‪ -‬بال شك ‪ -‬ال‬ ‫س � ُ�يراوح مكانه ً‬
‫بني حالنا مع القراءة وأحوال األمم األخرى‪.‬‬ ‫تفهم‪ ،‬ولن تفهم‪.‬‬
‫وتغيي ��ر هذا الواقع املخزي إل ��ى أن يصير‪( :‬أمة اقرأ‬ ‫أمثلة ألزَمات سياسية وهزائم عسكرية‬ ‫ٌ‬ ‫كل منا‬ ‫وعند ٍّ‬
‫ُتقب ��ل على الق ��راءة‪ ،‬وتعرف كيف تق ��رأ) يتط َّلب تضاف َر‬ ‫وعدم‬
‫ُ‬ ‫�دم الق ��راءة‪،‬‬ ‫حاق ��ت بأمتن ��ا‪ ،‬كان الس ��بب فيه ��ا ع � ُ‬
‫جهود املر ِّبني في املنزل واملدرس ��ة واملسجد والنادي‪ ،‬وأول‬ ‫الكيان‬ ‫الوع ��ي مب ��ا نق ��رأ‪ .‬وه ��ذا ما حم ��ل أح� � َد زعم ��اء ِ‬
‫م ��ا يجب فعله هو تربي ��ة النشء على الق ��راءة بالقدوة‪،‬‬ ‫العرب ال‬ ‫ُ‬ ‫الص ْهيوني على الس ��خرية من الع ��رب‪ ،‬بقوله‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪19‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫حوار‬
‫بني حني وآخ َر إلى املكتبة ومعارض الكتب‪ ،‬ومس ��اعد ُته‬ ‫وإنّ أس ��لوب التربية بالقدوة من أجنع أس ��اليب التربية‪،‬‬
‫في اختيار ما ُيناسب عم َره منها‪.‬‬ ‫يهتم فيها الوالدان‬ ‫األ َس ��ر التي ُّ‬ ‫مالحظ بينِّ ؛ فإن ُ‬ ‫َ‬ ‫وهذا‬
‫‪ -‬تخصي ��ص ُجزء م ��ن مكتبة األس ��رة للطفل يضع‬ ‫قراء‬ ‫بالق ��راءة واملطالع ��ة جن ��د األوال َد فيها – غال ًب ��ا ‪َّ -‬‬
‫مكتبة خاصة‬‫ٌ‬ ‫فض ��ل أن يكون له‬‫وي َّ‬‫قصصه وكتبه‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫فيه ��ا‬ ‫�زء ثابتً ��ا م ��ن نش ��اطهم‬ ‫ن َِهم�ي�ن‪ ،‬ق ��د غ ��دت الق ��راءة ُج � ً‬
‫به في غرفته‪.‬‬ ‫اليومي‪.‬‬
‫‪ -‬تعوي ��د الطف ��ل ا ِّدخ ��ا َر ج ��زء م ��ن مصروف ��ه ألجل‬ ‫املفكرون واملر ّبون غي َر ما س ��بب من أسباب‬ ‫ولقد ذكر ِّ‬
‫اقتناء القصص والكتب النافعة‪.‬‬ ‫اجلف ��اء القائ ��م بني أبنائن ��ا والكت ��اب‪ ،‬واقترحوا لذلك‬
‫خصص‬ ‫ً‬
‫ثقافة منزلية ثابت ��ة‪ ،‬بأن ُت َّ‬ ‫‪َ -‬ج ْع ��ل الق ��راءة‬ ‫�ض احلل ��ول العمل َّية‪ ،‬بيد أن ��ي أرى أن خي َر من وقف‬ ‫بع � َ‬
‫س ��اعة يوم ًّيا تس ��مى س ��اعة القراءة‪ ،‬يجلس فيها أفراد‬ ‫الداء ووضع العقَّ ار النافع له هو أس ��تاذنا‬ ‫عل ��ى حقيقة َّ‬
‫كل منهم ما يحب‪ ،‬وفي أحد أيام األس ��بوع‬ ‫األس ��رة يقرأ ٌّ‬ ‫الكبي ��ر املربي د‪.‬عبد الله الدنَّ ��ان رائد تعليم العربية‬
‫�اعة القراءة جماعية‪ ،‬تش ��ترك فيها األسرة في‬ ‫تكون س � ُ‬ ‫بالفطرة واملمارس ��ة‪ ،‬إذ ذهب إلى أن أعظ َم ما َيحول بني‬
‫قراءة كتاب واحد‪.‬‬ ‫ويقيم ج ��دا ًرا عاز ًال بينهما‪ ،‬هو أن لغ َة‬ ‫أبنائن ��ا والكتاب‪ُ ،‬‬
‫األم التي اكتس ��بوها في طفولتهم‬ ‫الكتاب ليس ��ت اللغ َة َّ‬
‫املختلف ��ة تلقَّ وا‬
‫ِ‬ ‫�اء الع ��رب ف ��ي أقطاره ��م‬ ‫األول ��ى‪ ،‬فأبن � ُ‬
‫جميعا اللهجات العام َّية في بيئاتهم التي نش ��ؤوا فيها‪،‬‬ ‫ً‬
‫وح�ي�ن بلغوا الس ��ابع َة ودخل ��وا املدارس فوجئ ��وا أن لغ َة‬
‫باينة ملا أَ ِلفُ وه من لس ��ان آبائهم و َذويهم! ومن‬ ‫الكت ��اب ُم ٌ‬
‫هنا بدأت احلواجزُ النفس ��ية ُتش ��اد بينهم وبني الكتاب‪،‬‬
‫التقدم ف ��ي صفوف الدراس ��ة ازدادت‬ ‫ُّ‬ ‫وكلم ��ا أمعن ��وا في‬
‫اله � َّ�وة عمقً ا؛ فلغة الكتاب ال ُتس ��تخ َدم إال عند القراءة‬
‫لغة اخلطاب والتواصل في املدرسة والبيت‬ ‫والكتابة‪ ،‬أما ُ‬
‫األم التي ُفطروا عليها!‬ ‫وكل مكان فهي لغتُ هم ُّ‬ ‫والشارع ِّ‬
‫�عة في هذا‬ ‫�تاذنا الدنان خطوات واس � ً‬ ‫وق ��د خطا أس � ُ‬
‫‪« .6‬منبر الداعيات»‪ :‬هل برأيك هناك أس ��باب‬ ‫بتجربت ��ه الرائدة في إكس ��اب األطفال العرب‬ ‫ِ‬ ‫املضم ��ار‪،‬‬
‫اقتصادية لعزوف الشباب عن القراءة؟‬ ‫‪ -‬في ِس � ِ�نيهم األول ��ى‪ -‬اللغ َة العربي ��ة الفصيحة*‪ ،‬وقد‬
‫عموما في‬
‫ً‬ ‫ ال َت ْع ��دو الظروف االقتصادي ��ة املتر ِّدية‬ ‫باهرا ف ��اق التوقعات‪ ،‬وكان من‬ ‫جناحا ً‬ ‫ً‬ ‫جنح ��ت طريقته‬
‫عاملن ��ا العرب ��ي عن أن تكونَ س ��ب ًبا ثانو ًّيا لظاهرة عزوف‬ ‫نفعا‪:‬‬‫ُأول ��ى ثمرات هذا النجاح ومن أعظمه ��ا وأجداها ً‬
‫احملب للق ��راءة لن‬
‫َّ‬ ‫الش ��باب ع ��ن الق ��راءة؛ ألن اإلنس ��ان‬ ‫والرغبة الوثيقة لديهم‬ ‫ُ‬ ‫الشديد بالكتاب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تعلقُ األطفال‬
‫يع ��د َم س ��بي ًال للحص ��ول عل ��ى كت ��اب ش ��هر ًّيا‪ .‬حت ��ى لو‬ ‫في القراءة واملطالعة‪.‬‬
‫�واب املكتبات‬ ‫ُأغلق ��ت األب � ُ‬
‫�واب ف ��ي وجه ��ه ماد ًّيا ف ��إنّ أب � َ‬ ‫يتسن له تطبيق‬ ‫َّ‬ ‫ومن لم‬ ‫‪« .5‬منبر الداعيات»‪َ :‬‬
‫كل ما يرغب‬ ‫مفتوحة له ولغيره‪ ،‬وس ��يجد فيها َّ‬ ‫ٌ‬ ‫العام ��ة‬
‫َّ‬ ‫طريق ��ة الدكت ��ور الدنان‪َ ،‬أما من س ��بيل لتنش ��ئة‬
‫نفس ��ه‪ .‬إنّ األمر يتعل ��ق بالرغبة واإلرادة‬ ‫فيه وتش ��تهيه ُ‬ ‫أوالده على حب القراءة؟‬
‫حتول الظروف االقتصادية دون القراءة‪ ،‬وقد نش ��أ‬ ‫َ‬ ‫ول ��ن‬ ‫ َمن لم يتس � َّ�ن له تطبيق ه ��ذه الطريقة‪ ،‬فعليه أن‬
‫وكثير من شيوخنا في ظروف عيش صعبة‬ ‫ٌ‬ ‫س ِّيدي الوالد‬ ‫أهمها‪:‬‬ ‫يع ِّوض بأمور ُأخرى‪ ،‬من ِّ‬
‫قلة ذات الي ��د‪ ،‬فلم مينعهم ذلك من‬ ‫يغل ��ب عليهم فيها ُ‬ ‫امللونة للطفل من نعومة‬ ‫ توفير القصص اجلميلة َّ‬
‫ارتي ��اد قاع ��ات دار الكت ��ب الظاهري ��ة‪ ،‬واس ��تعارة الكتب‬ ‫الغضتني‪ ،‬ويتأم ��ل في صورها‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫أظف ��اره‪ ،‬يق ِّلبه ��ا بي َدي ��ه‬
‫العلمي ��ة النافعة من بعض املكتبات وقراءتها ونس ��خها‬ ‫وتقليب صفحاتها عادة له‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حتى يصي َر اإلمساك بها‬
‫كراسات للرجوع إليها متى شاؤوا‪.‬‬ ‫في َّ‬ ‫خصوص ��ا ُقبي ��ل النوم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫‪ -‬ق ��راءة القص ��ص لألبن ��اء‪،‬‬
‫ودو َنك ��م قص ��ة فيه ��ا دلي � ٌ�ل عل ��ى أن مش ��كلتنا ه ��ي‬ ‫التي غال ًبا ما يح ّبونها ويتع َّلقون بها‪.‬‬
‫�كلة وع � ٍ�ي بأهمي ��ة الق ��راءة وإدراك لضرورتها‪ :‬كنت‬ ‫مش � ُ‬ ‫حس ��ن اصطحابه‬ ‫‪ -‬وم ��ع تق � ُّ�دم الطفل ف ��ي العمر َي ُ‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪20‬‬
‫أما أثر مصادر املعرفة اإللكترونية في إقبال الش ��باب‬ ‫ف ��ي إح ��دى املكتب ��ات الكب ��رى بالري ��اض أتخ َّي ��ر لولدي‬
‫الناضج الواعي على الكتاب‪ ،‬فهو فيما أرى إيجابي‪ ،‬ألنها‬ ‫والد‬
‫�ض املجموع ��ات القصص َّي ��ة‪ ،‬وكان إل ��ى ج ��واري ٌ‬ ‫بع � َ‬
‫تك ��ون حافزً ا لهم إلى مزيد م ��ن املطالعة واقتناء الكتب‬ ‫الولد واحد ًة نظر‬
‫ُ‬ ‫يبح � ُ�ث لول ��ده عن قصة‪ ،‬وكلما اخت ��ار‬
‫وقفت على بعض الدراس ��ات‬ ‫ُ‬ ‫وتتب ��ع اجلدي ��د منها‪ ،‬وق ��د‬ ‫ُّ‬ ‫األب ف ��ي ثمنها فاس ��تغاله! مع أنّ القص ��ة لم تكن تزيد‬
‫يذه ��ب فيها أصحابها إلى أنّ نش ��ر الكت ��ب إلكترون ًّيا لن‬ ‫عل ��ى ‪ 15‬ري ��ا ًال (‪ 4‬دوالرات)! وبع ��د تقلي � ٍ�ب للنظر وتفكُّ ر‬
‫ودعما‬
‫ً‬ ‫أبدا دون النش ��ر الورقي‪ ،‬بل س ��يكون دعاية‬ ‫يحول ً‬ ‫وتدب ��ر اقتن ��ى قص � ً�ة جتارية زهي ��د َة الثم ��ن ال خي َر فيها‬ ‫ُّ‬
‫أميل إلى هذا الرأي ألنني أرى من نفس ��ي ومن‬ ‫ل ��ه‪ ،‬وأن ��ا ُ‬ ‫مرة‬‫َّ‬ ‫بهما‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫أجتم‬ ‫أن‬ ‫�ه‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫وقد‬
‫َّ‬ ‫منها!‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫جت‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫�دة‬ ‫�‬ ‫ئ‬ ‫فا‬ ‫وال‬
‫كثير من إخواني احمليطني بي اقتنا َء الكتب واالحتفاظ‬ ‫أخرى عند احملاس ��ب ففوجئت به قد اشترى من صنوف‬
‫اخلاصة بع ��د مطالعة دراس ��ات عنها‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫به ��ا ف ��ي مكتباتنا‬ ‫ال َبخ ��ور والعطور ما دفع قيمت ��ه أمامي أربعة آالف ريال‬
‫أو تعريف ��ات به ��ا‪ ،‬أو موضوع ��ات تتص ��ل به ��ا ف ��ي مواقع‬ ‫(أي أكث ��ر من ألف دوالر)! فعجب � ُ�ت ملن َي ُجود بهذا املبلغ‬
‫إلكترونية‪.‬‬ ‫يبخل على ولده مبا يبقى‬ ‫ُ‬ ‫الكبير ملا ُيسته َلك و َيفنى‪ ،‬ثم‬
‫‪« .8‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬ه ��ل هن ��اك عالق ��ة بني‬ ‫نفعه!‬‫أثره ويدوم ُ‬ ‫ُ‬
‫بربه؟‬‫صلة املسلم بالكتاب وصلته ِّ‬ ‫لينفق ��ون م ��ن امل ��ال الكثي ��ر ثمنًا‬ ‫وإن ش ��بابنا الي ��وم ُ‬
‫ أجل العالقة ِج ُّد وثيقة‪ ،‬وكيف ال تكون كذلك ُ‬
‫وأول‬ ‫اجلوال واشتراكات الشابكة (اإلنترنت)‪ ،‬فضالً‬ ‫َّ‬ ‫لبطاقات‬
‫قول احلقِّ سبحانــه‪:‬‬ ‫املعظم  ُ‬ ‫ما نزل على قلب رسولنا َّ‬ ‫ع ��ن الكمال َّي ��ات وم ��ا ال طائ ��ل وراءه! فه ��ل ُيعجزه ��م أن‬
‫اق َرأ باس � ِ�م َر ِّب َك الَّذي خَ َلق ∗ خَ َلقَ اإلنسانَ من َع َلق ∗‬ ‫ويثري‬ ‫ينهض مبعرفتهم‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫جزء من مصروفهم ملا‬ ‫يجعلوا ً‬
‫�ك األك َرم ∗ ا َّل ��ذي َع َّل َم بال َق َلم ∗ َع َّل َم اإلنس ��انَ‬ ‫اق� � َرأ و َر ُّب � َ‬ ‫ثقافتَهم‪ ،‬ويسمو بوعيهم؟!‬
‫صريحة واضحة إلى‬ ‫ٌ‬ ‫ما ل ��م َي ْع َلم‪ .‬إنّ هذه اآليات دعوةٌ‬
‫القراءة والتع ُّلم واالستزادة من املعرفة ً‬
‫أبدا‪.‬‬
‫املتأملة في شتَّ ى‬ ‫ِّ‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬إنّ القراءة الواعية‬
‫جوان ��ب العل ��وم والفنون تكون س ��ب ًبا من أس ��باب الصلة‬
‫تزيد من وعي اإلنسان بنفسه ومبا‬ ‫بالله سبحانه؛ ألنها ُ‬
‫معرفة ازداد يقي ًن ��ا وإميانًا‬ ‫ً‬ ‫حول ��ه‪ ،‬وكلم ��ا ازداد اإلنس ��انُ‬
‫خشى‬ ‫ودليل ذلك قوله سبحانه‪ :‬إنمَّ ا َي َ‬ ‫ُ‬ ‫وعال‪،‬‬ ‫بالله َج َّل َ‬
‫املرء بش ��رف أن‬ ‫�اء‪ ،‬وهل يحظى ُ‬ ‫الع َلم � ُ‬
‫الل� � َه من ِعب � ِ�اد ِه ُ‬
‫يكون عا ًملا إال مبداومة القراءة وصحبة الكتاب؟‬

‫***‬
‫ختام ًا‪ ،‬نش ��كر ضيفنا الكرمي األستاذ أمين ذو الغنى‬
‫عل ��ى ه ��ذا احل ��وار الق ِّي ��م‪ ،‬مش ��يرين إل ��ى أنّ املعرفة هي‬
‫أول ��ى مق ِّومات النهوض‪ ،‬والقراءة اجل ��ا ّدة املثمرة إحدى‬ ‫‪« .7‬منبر الداعيات»‪ :‬إلى أي مدى َّأثرت مصادر‬
‫وس ��ائلها؛ لذا‪ ،‬فإنّ ش ��بابنا مدعوون اليوم لالختيار بني‬ ‫املعرفة اإللكترونية في اإلقبال على الكتاب؟‬
‫اإلبق ��اء على الواقع الذي يش ��هد على التقهقر الثقافي‬ ‫ أرى أنه ��ا قد أثَّ رت أث � ً�را بعيد ال َغ ْور خطير النتائج‪،‬‬
‫واحلضاري لألمة اإلس�ل�امية‪ ،‬أو السعي لتغذية عقولنا‬ ‫فعم ��وم ش ��بابنا الي ��وم اتخ ��ذوا م ��ن احلواس ��يب خَ دينًا‪،‬‬
‫وقلوبنا بروافد املعرفة املختلفة حملاربة أعدائنا بالسالح‬ ‫يقضون أمام شاش ��اتها س ��اعات طويلة‪ ،‬ولي ��ت قلي ًال من‬
‫نفسه مضاف ًا إلى ذاك الذي ُتدار به املعارك ‪l‬‬ ‫ه ��ذا الوق ��ت ُيص َرف ف ��ي مطالع ��ة مواق َع هادف ��ة نافعة!‬
‫_______________‬ ‫فق ��د بين � ْ�ت بع ��ض اإلحص ��اءات أنّ أكث ��ر املواق ��ع إقبا ًال‬
‫�نخصص إن ش ��اء الله مساحة‬ ‫∗ في العدد املقبل س � ّ‬ ‫عليه ��ا م ��ن فئات الش ��باب في عاملن ��ا العربي ه ��ي مواقع‬
‫ليش ��رح لنا األس ��تاذ أمي ��ن ذو الغن ��ى بالتفصيل طريقة‬ ‫األفالم األجنبية واملوسيقى‪ ،‬واملواقع الرياضية‪ ،‬واملواقع‬
‫د‪.‬عبد الله الدنَّ ان في تعليم اللغة العربية لألطفال‪.‬‬ ‫اإلخبارية‪ ،‬واإلباحية!!‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪21‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫لن َت ُهوين‬
‫مع ال�شعر‬
‫نظم‪ :‬الشاعر عامر املانع‬
‫لبنان ‪ -‬طرابلس‬

‫وخ ّل ��وا خاط ��ري ي ��روي جفون ��ي‬ ‫ترام ��ت عزت ��ي ش ��رر ًا َد ُعون ��ي‬
‫املصون؟‬
‫ِ‬ ‫�اس في الش ��رف‬ ‫أم َ‬
‫األنف � ُ‬ ‫أعاش ��ت َغ ْيرت ��ي م ��ن بع ��د ٍ‬
‫موت‬
‫�روف م ��ن فنوني‬ ‫وق ��د َص ِدئت ح � ٌ‬ ‫فه ��ا قلم ��ي ع ��اود س � َّ�ل س ��يفي‬
‫ــهرها فـــ ��وق الــثــمــي ِــن‬
‫ولــيــل ��ى م ُ‬ ‫طلبي لليلى‬ ‫أضعت الش ��ع َر في ٍ‬ ‫ُ‬
‫القدس تدم ��ى في جفوني‬ ‫ِ‬ ‫�ن‬
‫وع�ي ُ‬ ‫الحب أسعى‬ ‫ِ‬ ‫حت تخبط ًا في‬ ‫فر ُ‬ ‫ُ‬
‫�ريف‪ ،‬فدنَّسوني‬ ‫القدس الش � ُ‬ ‫ُ‬ ‫بكى‬ ‫والح ��واري‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫�ز‬ ‫�‬ ‫غ‬ ‫و‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫حي‬ ‫�ت‬
‫ْ‬ ‫�‬ ‫ك‬ ‫ب‬
‫ويقط ��ع ش � ْ�جر ًة فيه ��ا ُغصون ��ي‬ ‫وش ��عري راق � ٌ�د يبغ ��ي الثُّ ري ��ا‬ ‫ِ‬
‫***‬
‫رت وخافقي يحكي ش ��جوني‬ ‫َس � ِ�ك ُ‬ ‫رت من الهوى وابتلّ ِشدقي‬ ‫َس � ِ�ك ُ‬
‫تراودن ��ي ألس ��ج َد ف ��ي جنون ��ي‬
‫ُ‬ ‫س� ُ‬
‫�كرت وم ��ا دري � ُ�ت ب ��أنّ ليل ��ى‬
‫***‬
‫خطب � ُ�ت حبيبت ��ي ُق � ْ�دس الق � ِ‬
‫�رون‬ ‫خطبت أنا عروس ��ي ُأ ْو َلى عمري‬ ‫ُ‬
‫ول ��م أل ��قَ عروس ��ي ف ��ي س ��نيني‬ ‫القدس طال وطال عمري‬ ‫ِ‬ ‫وعرس‬
‫�يت خطيبت ��ي أنا في س ��كوني‬ ‫نس � ُ‬ ‫المفدى‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫�يت األهل والوط ��نَ‬ ‫نس � ُ‬
‫�ون‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ونـــبــ � ُ‬
‫�ض عــروقـــهــ ��ا أ ْس � ُ�د املنــ � ِ‬ ‫فـــنـــادتـــنـــي عـــروســي فــي أنــي ٍــن‬
‫أغـــيـــثــــوا عــ ّزتـي‪ ،‬ال تــحــــرقــونــي‬ ‫تنادين ��ي بفل � ِ�ق الصب � ِ�ح ده ��ر ًا‬
‫ضغني‬
‫ِ‬ ‫عل ��ى األمج � ِ�اد ف ��ي حل � ٍ�ن‬ ‫ُغ ِصب � ُ�ت وف � ٌ‬
‫�ارس َس� � َكر ًا ُيغ ّن ��ي‬
‫�ؤون‬ ‫م ��ن األن ��ذال م ��ن كل � ٍ�ب خَ � ِ‬ ‫عذاب‬ ‫ٍ‬ ‫ود ّك ِعرض ��ي في‬ ‫ُغصب � ُ�ت ُ‬
‫باملنون‬
‫ِ‬ ‫ليس ��كب جي ��ش (ليفن ��ي)‬ ‫�اح‬ ‫ُغصب � ُ�ت وم ��ا رآن ��ي م ��ن ص�ل ٍ‬
‫السالح على حصوني؟!‬ ‫ُ‬ ‫أما صدىء‬ ‫***‬ ‫بات‬ ‫ُ‬
‫وجيش َي ْع ُر ٍب في ُس ٍ‬ ‫صبت‬ ‫ُغ ُ‬
‫أغيث ��وا ِعرضك ��م‪ ،‬ال تتركون ��ي‬ ‫أال يـــــــا أيهـــــا األبط ُ‬
‫ــــــال ُهبـــــــوا‬
‫يه� � ّز جحاف�ل ً�ا ُتدم ��ي عيون ��ي‬ ‫فه ّب ��ت ُأ ْس � ُ�د غ ��زة ف ��ي زئي � ٍ�ر‬
‫فطاب ��ت ع ّزت ��ي‪ ...‬أنا ف ��ي عريني‬ ‫�قم‬‫و َل َّبان ��ي ضمي ��ري بع ��د ُس � ٍ‬
‫***‬
‫�ون‬
‫�روح م ��ن قل � ٍ�ب حن � ِ‬
‫�داك ال � ُ‬
‫ِف � ِ‬ ‫�دس ُعمر ًا‬
‫�داك حبيبت ��ي يا ق � ُ‬ ‫ِف � ِ‬
‫ويرخ ��ص كل ذل ��ك فامنحون ��ي‬ ‫ُ‬ ‫المقل َت ْي � ِ�ن وروح ��ي مهر ًا‬
‫�اك ُ‬‫فه � ِ‬
‫واعد ُموني!‬
‫وأحضنُ جن َد غزة‪ِ ...‬‬ ‫ُ‬ ‫الم َح ّيا‬
‫لحظ ُ‬‫القدس في ِ‬ ‫َ‬ ‫أللقى‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪22‬‬
‫رو�ضة الزهرات‬

‫هل تتمتعني بروح ريا�ضيّة؟‬


‫العمل عبادة‬
‫ال�صبي امل�شاك�س املعاك�س‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪23‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫رياضية؟‬
‫ّ‬ ‫بروح‬
‫ٍ‬ ‫هل تتمتَّ عني‬
‫عزيزتي‪...‬‬
‫حياتنا ِس ��باقات نخوضها في ميادين مختلفة‪ :‬في البيت مع إخوتنا وأخواتنا‪ ،‬في‬
‫احل ��ي مع بنات اجليران‪ ،‬في املدرس ��ة مع زميالتنا‪ ،‬ومس ��تقب ًال‪ :‬في الن ��ادي‪ ،‬واجلامعة‪،‬‬
‫نوفق به فنفوز‪ ،‬أو يخطئنا احلظ فيه فنتعثر ونخسر‪ ،‬وال مشكلة‬ ‫واملؤسسة‪ ...‬منها ما َّ‬
‫ف ��ي اخلس ��ارة‪ ،‬فهي تزيد من رصي ��د جتربتنا‪ ،‬وتع ِّلمنا كيف يك ��ون انتصارنا متميز ًا في‬
‫ركزي على اجلوانب اإليجابية فيها‪ ،‬وهي ال شك كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫املرات املقبلة‪ .‬فقط ِّ‬
‫نلت شرف احملاولة ولم تتراجعي‪.‬‬ ‫أنك ِ‬ ‫ ِ‬
‫ً‬
‫ّمت شيئا جديدا أضفته إلى رصيدك من العلم واملعرفة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أنك تعل ِ‬
‫ ِ‬
‫والضعف في � ِ�ك‪ ،‬لكي تعملي في املس ��تقبل على‬ ‫ أن � ِ�ك تعرف � ِ�ت عل ��ى جوانب الق ��وة َّ‬
‫تعزيز ق ّوتك‪ ،‬وإزالة أسباب ضعفك‪.‬‬
‫وأقمت‬
‫ِ‬ ‫لك في الله أثناء خوضك هذه املنافس ��ة‬ ‫تعرفت على زميالت وأخوات ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنك‬‫ ِ‬
‫عالق ��ات ودي ��ة معهن‪ ،‬وهذا التعارف ه ��و أحد أهداف اإلس�ل�ام االجتماعية‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫وجعلناكم ش ��عوب ًا وقبائل لتعارفوا‪ ،‬إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم‪ .‬وهذا التعارف يتيح‬
‫نك‬ ‫وضعفهم‪ِّ ،‬‬
‫وميك ِ‬ ‫ل � ِ�ك فرصة اكتش ��اف طبائع اآلخرين وش ��خصياتهم ونقاط ق ّوته ��م َ‬
‫م ��ن تع ّل ��م أش ��ياء كثيرة نافعة منه ��م؛ فتتعلمني م ��ن جناحاتهم وأس ��بابها‪ ،‬وكذلك من‬
‫أخطائهم فتجتنبينها‪.‬‬
‫�تحضرتها بع ��د اخلس ��ارة ف ��ي أي منافس ��ة‪ ،‬فإنها‬
‫ِ‬ ‫كل ه ��ذه النق ��اط املضيئ ��ة إن اس �‬
‫فعلك جتاه َمن كس َب ْت‬ ‫ِ‬ ‫�اعدك على تخطي قسوة الش ��عور بالهزمية‪ ،‬وستضبط ردة‬ ‫ِ‬ ‫ستس �‬
‫السباق‪.‬‬
‫وه ��ذا ال يعني أ ّال حتزني‪ ...‬ال‪ ،‬فاحلزن مش ��اعر إنس ��انية فطري ��ة‪ ،‬ولكن ال يدفعن ِّك‬
‫هذا الش ��عور إلى تخطي ح ��دود اللياقة واألدب والروح األخوي ��ة‪ ...‬فتُ َحر َك ِك الغريز ُة ال‬
‫يدك بالضرب‪،‬‬ ‫�انك بالش ��تائم‪ ،‬أو ِ‬‫بك؛ كأن تطلقي لس � ِ‬ ‫العقل بتصرفات حمقاء ال تليق ِ‬
‫أو حتاول ��ي التقلي ��ل م ��ن أهمية فوزها والطعن ف ��ي قدرتها‪ ،‬فقط لتنغِّ ص ��ي فرحتها‪...‬‬
‫فانتبه ��ي‪ ،‬واحرص ��ي على تهنئ ��ة الفائزة ومصافحته ��ا والدعاء لها بالبرك ��ة‪ ،‬وهذه هي‬
‫بك وبأمثالك‪ ،‬وهي التي حت ِّول مرارة‬ ‫األخالق اإلس�ل�امية والروح الرياض ّية التي تليق ِ‬
‫وتآخ‪ ،‬وإلى تصميم وعزمية على الفوز في املرات املقبلة‪l‬‬ ‫حتابب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الهزمية إلى‬
‫�سهاد‬

‫منرب الداعيات‬ ‫‪24‬‬


‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪24‬‬
‫العمل عبادة‬
‫بقلم‪ :‬إنصاف درزي‬

‫دخلت أخت ��ي الصغيرة الغرفة باكية ش ��اكية كعادتها تتمتم ببعض‬ ‫ْ‬ ‫بينم � ��ا ُ‬
‫كنت منك ّبة على دروس ��ي‬
‫بك يا ُربى؟»؛ فأجابتني بكل صراح ��ة‪« :‬أنا ال أحب العمل وأمي‬ ‫الكلم ��ات غي ��ر املفهومة فس ��ألتها‪« :‬ما ِ‬
‫دائم� � ًا ُترغمن ��ي علي ��ه‪ ،‬وتطل ��ب من ��ي أن أر ِّتب خزانتي وس ��ريري وأزيل الغب ��ار عن املكتب ��ة‪ ...‬إنه عمل‬
‫فقلت لها‪« :‬اس ��معي يا عزيزتي‪ :‬لقد وهبك الله س ��بحانه وتعالى الصحة والعقل‬ ‫ُ‬ ‫ش ��اق وأنا ال أحبه»؛‬
‫والعافية ويجب أن حتمديه دائم ًا وأبد ًا على هذه النعمة التي يتمناها الكثيرون من املرضى واملصابني‬
‫وأنت ‪ -‬ما شاء الله ‪ -‬ذكية ومجتهدة وتتمتعني بصحة جيدة‪ ،‬كما أن رسولنا الكرمي‬ ‫بعاهات جسدية‪ِ ،‬‬
‫ كان يعم ��ل بنفس ��ه ف ��ي منزله في ش ��ؤونه ومهنة أهله؛ ل ��ذا ال يجوز أن يقعد امل ��رء بال عمل وبدون‬
‫نفع كيال يكون عالة على أحد‪ ،‬والعمل ضروري جد ًا في حياتنا حتى نتد ّرب على حمل املسؤولية منذ‬
‫الصغ ��ر‪ ،‬ونك ��ون جديري ��ن باحترام اآلخرين‪ ،‬فكل فرد يعمل حس ��ب قدراته وإمكانات ��ه ليك ّون مجتمع ًا‬ ‫ِّ‬
‫يكمل بعضه بعضا‪ً.‬‬ ‫ً‬
‫سليما ّ‬
‫فانظ ��ري إل ��ى ثوب � ِ�ك اجلمي ��ل هذا‪َ :‬م ��ن حاكه وزركش ��ه؟ وإل ��ى بيتنا اجلمي ��ل‪َ :‬من ش� � ّيده؟ وذاك‬
‫والغس ��الة‪ ...‬وغيرها الكثير من متطلبات احلياة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الكمبيوت ��ر‪ :‬م ��ن صنعه؟ والتلفاز واملذياع والثالجة‬
‫وال تنسي السيارات والطائرات والهاتف بكل أشكاله‪...‬‬
‫ول ��و كان اإلنس ��ان ال يحب العمل ملا أدهش ��نا بتلك االختراعات واإلبداعات‪ ،‬حت ��ى األنبياء عليهم‬
‫السالم كانوا يعملون ل َيح َي ْوا حياة كرمية‪ ،‬ومنهم سيدنا نوح عليه السالم الذي بنى السفينة املشهورة‬
‫بأمر من الله‪ ،‬إلجناء املؤمنني من الطوفان»‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ألنك ذكّرتني بأمور كانت غائبة عن ذهني‪ ،‬وكنت غير مدركة‬ ‫لك ِ‬ ‫إلي ُربى وقالت لي‪« :‬شكر ًا ِ‬ ‫نظرت ّ‬‫ْ‬
‫وأعدك بأن أكون فتاة نافعة في املجتمع‪ ،‬وأن أظفر مبحبة الله ورسوله‪ ،‬وأحظى باحترام اآلخرين‬ ‫ِ‬ ‫لها‪،‬‬
‫لي»‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪25‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫هل تعلمني؟‬
‫‪� l‬أ ّن أش ��عة اللي ��زر أق ��وى م ��ن أش ��عة الش ��مس بأرب ��ع‬
‫مرات؟‬
‫«الدلفني» هو أذكى احليوانات الثَّ ْد ِي ّية؟‬
‫‪ l‬أنّ ُّ‬
‫‪ l‬أنّ اإلنس ��ان عندما يتكلم فإنه يس ��تعمل ‪ 44‬عضلة‪،‬‬
‫وعندم ��ا يغض ��ب يس ��تعمل ‪ 23‬عضل ��ة‪ ،‬وعضلت�ي�ن فق ��ط‬
‫عندما يبتسم‪ ،‬وأثناء النوم تسترخي ‪ 357‬عضلة؟‬
‫‪ l‬أنّ امل � ّ�دة التي احتل فيها الصليبيون القدس هي ‪88‬‬
‫سنة؟‬
‫‪ l‬وأنّ أول َم ��ن اكتش ��ف ال ��دورة الدموي ��ة الصغرى في‬
‫الشافعي عالء الدين‬
‫ّ‬ ‫اإلنس ��ان هو الطبيب املس ��لم الفقيه‬
‫ابن النفيس؟‬

‫اختتام دورات الفرقان اإلسالمية لإلناث‬


‫انطالق‬
‫ئ‬ ‫ش‬ ‫ت النا‬ ‫ة لقاءا‬
‫بي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ا‬
‫رو‬ ‫بع� �‬
‫ت وصيدا‬ ‫ت‬ ‫ئا‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫نا‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫ءا‬ ‫د انطالق� �ة لق ��ا‬
‫في‬
‫ط‬ ‫ان‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫طرابل� �س كان امل‬
‫القة لقاءات‬ ‫ت‬ ‫رو‬ ‫الناشئات في بي‬
‫ب‬ ‫دا‬ ‫صي‬ ‫و‬
‫تاريخ ‪ 12‬ذي‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫القعدة ‪1430‬هـ =‬
‫ا‬ ‫ن‬ ‫ري‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ت‬
‫ألول ‪2009‬م‪،‬‬
‫ن‬ ‫كا‬ ‫ث‬ ‫حي‬ ‫؛‬‫مي‬ ‫كر‬ ‫ال‬ ‫وذلك في دار القر�آن‬
‫بانتظار‬ ‫الناشئات بر‬
‫نامج من ّوع‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪26‬‬
‫�صغارَنا‪...‬‬
‫تعالَ ْوا نلعب‬

‫م ��ا اس ��م الس ��ورة التي ورد فيها ذكر املس ��جد األقص ��ى؟ إن أردت َ‪ -‬طفلي احلبي ��ب ‪ -‬معرفة هذه املعجزة‪،‬‬
‫ما عليك إال أن تبحث عن أحرف اآلية الكرمية‪ :‬س ��بحان الذي أس ��رى بعبده لي ًال من املس ��جد احلرام إلى‬
‫املسجد األقصى‪l‬‬

‫أ‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ا‬


‫س‬ ‫هـ‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫إ‬ ‫اً‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ل‬
‫ى‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ح‬
‫إ‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫ل‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫ى‬ ‫ء‬ ‫ى‬ ‫ص‬ ‫ق‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪27‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫الصبي املشاكس املعاكس‬
‫قصة‪ :‬د‪ .‬طارق البكري*‬

‫يحب أَ ْن يمُ ْ ِل َي‬


‫غير ال ُّ‬‫ما�ضي َص ِب ٌّي َص ٌ‬
‫َع َل ْي ِه أَ َح ٌد ما الَّذي َي ِجب أَ ْن يفعل‪.‬‬

‫س‪َ ..‬ذ َه َب‬ ‫َ‬


‫تعال ِلت َْد ُر َ‬ ‫قالت َلهُ ُأ ُّمهُ ‪:‬‬‫ْ‬ ‫إذا‬
‫َ‬
‫وجلس أم��ا َم التلفاز‪ ..‬وإذا ق��ال ل��هُ أبو ُه‪:‬‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ض صوتَ التلفاز َرف َع الصوتَ عالي ًا‪..‬‬ ‫اخ ِف ْ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫وظيفتك غد ًا‬ ‫أريد‬
‫سة‪ُ :‬‬ ‫قالت لهُ املد ِّر ُ‬ ‫ْ‬ ‫وإذا‬
‫إنسان‬
‫ٍ‬ ‫أي‬
‫طلب منهُ ُّ‬ ‫َ‬ ‫يقوم بها‪ ..‬وإذا‬ ‫ُ‬ ‫فال‬
‫ويشاك ُسهُ ‪ ..‬فه َو ال‬ ‫ِ‬ ‫يعاك ُسهُ‬‫ِ‬ ‫طلب ًا ما ك��انَ‬
‫أحد افْ َعلْ أَ ْو ال تفعلْ ‪..‬‬ ‫يقول لهُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫يحب ْ‬‫ُّ‬

‫وأم ِه‬ ‫جري ِصراع ًا َدائم ًا َم َع ِ‬


‫أبيه ّ‬ ‫وكانَ ُي ْ‬
‫كانت‬‫ْ‬ ‫وم��د ِّرس�ي��ه‪َ ..‬ل ِكنَّهُ َي ْبقى ُم� ِ�ص � ًّرا مهما‬
‫َ‬
‫ولذلك كانوا يتجنّبو َنهُ‬ ‫وبات أو ا ُملغْ ُ‬
‫ريات‪..‬‬ ‫العقُ ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫يع ِم� ْ�ن َح ْو ِل ِه َي َت َن َّبهُ ِل َهذا األ ْم� ِ�ر عن َد‬ ‫وا َ‬
‫جل ِم ُ‬
‫احلديث َم َعهُ ‪.‬‬
‫ِ‬

‫�ذه احل� � ��ال ال‬ ‫وظ� � � َّ�ل م ��اض ��ي ع��ل��ى ه� � � ِ‬


‫�وم‪ ،‬فيما‬ ‫ُي ِح ُّب أَ ْن َي ْأ ُمر ُه أَ َح� ٌ�د بشيءٍ ‪ .‬وفي ي� ٍ‬
‫ُ‬
‫تقول‬ ‫ك��انَ ع��ائ��د ًا ِم��نَ امل َ� ْ�د َر َس � ِ�ة‪ ..‬رأى َل � ْوح� ً�ة‬
‫�اء‪ ..‬ال مت � ِ�ش ع�ل��ى ه ��ذا ال � َّ�ر ِص� �ي � ِ�ف»‪..‬‬ ‫«رج� � � ً‬
‫�ض� ٍ�ب‪ ..‬فه َو ال‬ ‫�ظ� َر ماضي إل��ى ال� َّل��وح� ِ�ة ِب� َغ� َ‬ ‫َن� َ‬
‫ُي ِح ُّب األوام َر‪..‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪28‬‬
‫املجاور‪..‬‬
‫ِ‬ ‫رجل ِم ْن أَ ْعلى ِ‬
‫البنَاء‬ ‫صيف ُمت ََح ِّدي ًا‪ ..‬صا َح ِبه ٌ‬ ‫الر ِ‬ ‫وسا َر َو َس َط َّ‬
‫السير‪ ،‬وإ ْذ ِب َك ِّم ٍية ِمنَ‬
‫ِ‬ ‫أصر على‬
‫َّ‬ ‫الرصيف‪ ..‬لكنَّهُ‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫ا ْبت َِع ْد يا َص ِب ّي‪ ..‬ا ْبت َِع ْد ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫وي ْص ِب ُح شَ كْ لهُ ُم ْض ِحكا‪ ..‬فق َْد كا َن ُهن َِالك ِر َجال َي ْطلونَ‬ ‫َ‬
‫األ ْل َو ِان َت ْسقُ ُط َع َل ْي ِه ُ‬
‫خل ِار ِج ِبأَ ْل َو ٍان ُم َت َع ِّد َد ٍة‪.‬‬
‫البنَا َء ِمنَ ا َ‬‫ِ‬

‫�ح � ُ�ك ��ونَ ‪..‬‬ ‫�ح� ُ�ك�� ْو َن َو َي � ْ‬


‫�ض � َ‬ ‫�ض� َ‬ ‫اح� � ��وا َي� ْ‬ ‫�اه � � َد ُه امل َ� � ��ا ُّرونَ ِب� � َه ��ذا املَ�� ْن� َ‬
‫�ظ� ِ�ر و َر ُ‬ ‫َوشَ � � َ‬
‫عاقب َة َم ْن ال َي ْست َِم ُع لنصائح‬ ‫وأدرك ِ‬‫َ‬ ‫احلال‪..‬‬
‫ِ‬ ‫عا َد ماضي إلى َب ْي ِت ِه على َه ِذ ِه‬
‫مة َتق َُع‬
‫القاد ِ‬‫ِ‬ ‫نفس ِه‪ :‬ما أَ ْدراني‪ ..‬ربمَّ ا في َّ‬
‫املر ِة‬ ‫وقال في ِ‬ ‫َ‬ ‫وتوجيهات اآلخرين‪..‬‬
‫لي ِح َجا َرةٌ َث ِقي َل ٌة!‬ ‫َع َّ‬
‫ثان َي ًة‪.‬‬ ‫َال َلهُ من مح ِّبيه َم َّر ًة ِ‬ ‫س ما ُيق ُ‬ ‫ولم َي ُع ْد ماضي َيفْ َع ُل َعكْ َ‬ ‫ْ‬

‫* كاتب متخصص في قصص األطفال‪.‬‬


‫منرب الداعيات‬
‫‪29‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫عمرها ‪ 7‬سنوات‪.‬‬ ‫حنني‬
‫في صف‪ :‬الثاني األساسي‪.‬‬ ‫عيسى‬
‫ا‬
‫في مدرسة‪ :‬عمر بن اخلطاب (املقاصد)‪.‬‬ ‫لغربي‬
‫هوايتها‪ :‬اللعب على الكمبيوتر‪.‬‬

‫ريان‬ ‫عمرها ‪ 8‬سنوات‪.‬‬


‫حمد‬
‫أ سني‬
‫في الصف‪ :‬الثالث األساسي‪.‬‬
‫ح‬ ‫في مدرسة‪ :‬األونروا ‪ -‬سبلني‪.‬‬
‫هوايتها‪ :‬املطالعة والرسم‪.‬‬

‫عمرها‪ 9 :‬سنوات‪.‬‬ ‫الرا‬


‫في الصف‪ :‬الرابع األساسي‪  .‬‬ ‫جواد‬
‫دب‬
‫في مدرسة‪ :‬اإلصالح – طرابلس‪.‬‬ ‫وسي‬
‫هوايتها‪ :‬السباحة‬

‫حمد‬ ‫عمره‪ 11 :‬سنة‪.‬‬


‫أ‬ ‫في الصف السادس األساسي‪.‬‬
‫مين‬
‫في مدرسة أضواء الهداية األهلية ‪ -‬الرياض‪ .‬أ لغنى‬
‫هوايات ��ه‪ :‬املطالع ��ة‪ ،‬إلق ��اء الش ��عر‪ ،‬الرس ��م‪ ،‬ذو ا‬
‫السباحة‪..‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪30‬‬
‫«النور» و «م�ؤمنة»‬
‫جملتان يف واحدة‬
‫من أبواب النور‪:‬‬
‫‪ l‬قبس من التنزيل‪:‬‬
‫د‪ .‬يوسف القرضاوي‪.‬‬
‫‪ l‬مع املصطفى [‪:‬‬
‫من أبواب «مؤمنة»‬ ‫د‪ .‬نور الدين عتر‪.‬‬
‫‪ l‬الفتوى‪.‬‬
‫‪ l‬أحاديث املرأة في الصحيحني‪.‬‬ ‫‪ l‬مهارات‪.‬‬
‫‪ l‬الزوجة املطيعة (لورا دويل)‪.‬‬ ‫‪ l‬لغتنا اجلميلة‪.‬‬
‫‪ l‬األسرة املسلمة‪.‬‬ ‫‪ l‬منا اخلبر ومنكم التعليق‪.‬‬
‫‪ l‬قضايا حواء في الصحافة‪.‬‬ ‫‪ l‬داء ودواء‬
‫‪ l‬العافية‪.‬‬ ‫‪ l‬من ثمرات املطابع‪.‬‬
‫‪ l‬للرجال والنساء (عشر صفحات‬ ‫‪ l‬استراحة القارىء‪.‬‬
‫يحررها محمد رشيد العويد)‪.‬‬ ‫‪ ....‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ l‬االختالفات السبعة‪.‬‬

‫لالشتراك في «النور» و«مؤمنة»‪:‬‬


‫يرجى إرسال شيك أو حوالة مببلغ ‪ 12‬دينار ًا كويتي ًا باسم «مجلة النور»‬
‫أو حتويل املبلغ إلى حساب املجلة في بيت التمويل الكويتي (‪)0110174520‬‬
‫(يحصل املشترك على هدايا ثمينة)‪.‬‬
‫ص‪.‬ب‪ – 4228:‬الساملية ‪ -‬دولة الكويت‪.‬‬
‫العنوان اإللكتروني‪alnoor_mag@hotmail.com :‬‬
‫أو ‪alnoormag@kfh.com‬‬
‫الفاكس‪00965 -4729016:‬‬
‫الهاتف‪00965 -4749052 :‬‬
‫رئيس التحرير‪ :‬د‪.‬عبد الله املال‪.‬‬
‫مدير التحرير‪ :‬محمد رشيد العو ّيد‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪31‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة‪1430‬‬
‫هل تعاين من �ضغط نف�سي؟!‬ ‫كنوز تربوية‬

‫بقلم‪ :‬األستاذ املربي محمد عادل فارس‬


‫األردن ‪ -‬عمان‬
‫يحس خاللها‬ ‫ّ‬ ‫متر باإلنسان ظروف ومواقف‬ ‫ُّ‬
‫بضغط نفسي شديد‪ ،‬مبعنى أنه يرى نفسه في‬
‫مواجه ��ة أزم ��ة خانق ��ة ال قدرة له عل ��ى اخلروج‬
‫يؤمل فيه خير ًا‬‫كأن يفقد عزيز ًا عليه كانَ ّ‬ ‫منها؛ ْ‬
‫ً‬
‫كثيراً‪ ،‬أو كان َي ْش� �غَل في حياته ح ّيزا كبيراً‪ ...‬أو‬
‫أن يتعرض خلسارة هائلة في جتارته‪ ،‬أو لسرقة‬
‫مدخراته‪ ،‬أو إلخفاق‬ ‫واحتيال يذهب ��ان بجميع ّ‬
‫ف ��ي دراس ��ته‪ ،‬أو لتوتُّر ف ��ي العالق ��ات مع بعض‬
‫أفراد أسرته‪ ،‬أو لتهديد من بعض املجرمني‪...‬‬

‫ه ��ذه األح ��وال وأمثاله ��ا‪ ،‬ق ��د يتع� � ّرض لها‬
‫اإلنس ��ان بني حني وآخر‪ ،‬ويت ��راءى له أنه عاجز‬
‫إل ��ى توازنه ��م!! وهذا األس ��لوب خاطئ وخطي ��ر‪ ،‬ففض ًال‬ ‫ع ��ن مواجهتها‪ ،‬فماذا يفعل؟! إنه يختار واحدة‬
‫ع ��ن املضا ّر الصح ّي ��ة واالجتماعية للتدخ�ي�ن‪ ،‬فإنّ مادة‬ ‫من ثالث ز َُمر من األساليب‪.‬‬
‫املدخن‪،‬‬
‫ّ‬ ‫النيكوت�ي�ن املوج ��ودة في التبغ تدخل إل ��ى رئتَي‬
‫�ارع في ضرب ��ات القلب‪،‬‬ ‫وتنح � ُّ�ل ف ��ي دمه‪ ،‬وتؤدي إلى تس � ٍ‬ ‫ الزمرة األولى التي يختارها‪ ،‬أو يتورط فيها‪ ،‬هي‬
‫وارتفاع في الضغط‪ ...‬وهذه االضطرابات الصحية تزيد‬ ‫اله ��رب من األزمة‪ ،‬وجتنُّ ب مواجهتها‪ .‬ويظهر ذلك في‬
‫من األزمة النفسية وال تنقص منها‪.‬‬ ‫توه� � َم صاحبها‬
‫مجموع ��ة من التصرفات الس ��لبية‪ ،‬وإن َّ‬
‫املدخن أنه خفّ ف من الضغط النفسي‬ ‫ّ‬ ‫أما ملاذا يشعر‬ ‫أنها مسالك إيجابية‪ .‬فمن ذلك‪:‬‬
‫دخن لفافته‪ ،‬فألن أعصابه أدمنت على النيكوتني‬ ‫عندما ّ‬
‫وهي تتطلب املزيد منه عند وجود قلق أو أزمة‪ ،‬ولذا فهي‬ ‫يتوجه إلى املطبخ‪ ،‬ليحل مشكلته عن طريق‬ ‫ّ‬ ‫أ‪ -‬أن‬
‫تس ��بب لصاحبها توتر ًا إذا نقصت نسبة النيكوتني‪ ،‬ولذّ ًة‬ ‫معدته! فيتناول كمية كبيرة من الطعام‪ .‬وهذا األس ��لوب‬
‫املدخ ��ن إذ ًا بتخفيف‬
‫ّ‬ ‫إذا ارتفع ��ت هذه النس ��بة‪ .‬فش ��عور‬‫ال يلج ��أ إلي ��ه إال القليل من الن ��اس‪ ،‬إذ يقترن التعرض‬
‫خف عنه هو التوتر‬ ‫الضغط النفسي شعور كاذب فالذي ّ‬ ‫ألزمة عاد ًة بضعف الشهية‪ ،‬والعزوف عن الطعام‪.‬‬
‫الناشئ عن نقص النيكوتني‪.‬‬ ‫ويبق ��ى هذا األس ��لوب‪ ،‬حني اللجوء إلي ��ه‪ ،‬أقلّ ضرر ًا‬
‫من األس ��اليب األخرى‪ .‬ولكنه بالتأكيد أس ��لوب ضا ّر؛ إذ‬
‫ج‪ -‬أن يتعاط ��ى اخلمر أو املخ � ِّ�درات‪ ،‬وهو نوع من‬ ‫يؤدي إلى مش ��كالت صحية‪ ،‬تقود إلى مش ��كالت نفس ��ية‬
‫االنتحار؛ إنه يتعاطى س ��موم ًا ُتفسد عليه عقله وبدنه‪،‬‬ ‫وتعمقها!‬
‫ّ‬ ‫تعقِّ د األزمة‬
‫و ُتنس ��يه أزمته فيعيش في عال ��م األوهام إلى أن يصح َو‪،‬‬
‫ب‪ -‬أن يلجأ إلى التدخني؛ وهذا األس ��لوب ال يلجأ فيج ��د نفس ��ه ف ��ي مكان ��ه األول م ��ن األزمة‪ ،‬لكن ��ه يكون‬
‫إلي ��ه عادة إال املدمن ��ون عليه أص ًال‪ ،‬فهم ي َر ْون أنّ تدخني أضعف قدرة على مواجهتها‪.‬‬
‫الهم والقهر‪ ،‬ويعيدهم‬ ‫اللفافة (الس ��يجارة) يف ِّرج عنهم ّ‬
‫د‪ -‬أن يتن ��اول احلب ��وب املهدئة‪ ،‬وه ��ي ‪ -‬وإن كانت‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪32‬‬
‫أقلّ خطر ًا من اخلمر واملخدرات – ال تخلو من مخاطر‪،‬‬
‫ال س ��يما إذا ُأخ ��ذت من غير استش ��ارة طبي ��ب مختص‪.‬‬
‫�إذا تع َّر�ض لإهانة م��ن رئي�سه ف َّرغ ذلك ب�أن‬ ‫وهي غالب ًا ما تؤدي إلى اإلدمان وإلى مضاعفات عصبية‬
‫�صب جام غ�ضبه على بع�ض مر�ؤو�سيه‪� ،‬أو ح َّول‬ ‫َّ‬ ‫تدي شيئ ًا في التخلص من األزمة‪،‬‬ ‫ونفسية‪ ،‬ثم إنها ال جُ ْ‬
‫غ�ضبه �إىل نكد مع بع�ض �أفراد �أ�سرته!!‬ ‫إمنا قد تعني على مترير الصدمة األولى‪.‬‬
‫ه� �ـ‪ -‬أن ينتح ��ر؛ وه ��ذا غاي ��ة االنهزام واله ��رب‪ ،‬كما‬
‫أن ��ه غاية اجلرمية في حق نفس ��ه وف ��ي حق املجتمع من‬
‫حوله‪ .‬إنه تعبير عن اليأس التام و إنه ال َييأس من روح يج ��زي الصابري ��ن أجره ��م بغي ��ر حس ��اب‪ ،‬وأن املصائب‬
‫َْ‬ ‫ْ‬
‫مهم ��ا تكاث ��رت ف ��إن الل ��ه رحي ��م َودود‪ ،‬قاد ٌر عل ��ى تفريج‬ ‫الله إال القوم الكافرون (يوسف‪.)87:‬‬ ‫ِ‬
‫ال َك ْرب‪ ،‬وكش ��ف الغم‪ ،‬وإب ��دال املصاب خير ًا من مصيبته‪،‬‬ ‫***‬
‫وبسط الرزق‪ ،‬وسكب الطمأنينة في القلب‪...‬‬
‫فإذا تذكر هذه املعاني اس ��تعاد رباطة جأش ��ه‪ ،‬وهدوء‬ ‫احل َيل النفس ��ية‪،‬‬
‫ الزم ��رة الثانية هي أنواع من ِ‬
‫كالتفري ��غ والتحويل والتنفيس واإلس ��قاط‪ .‬وليس هذا نفس ��ه‪ ،‬فأمكن ��ه أن يفكّ ر بامل َ ْخرج األنس ��ب مم ��ا هو فيه‪،‬‬
‫مكان التفريق بني هذه املصطلحات‪ ،‬لكن األمثلة توضح وأن يس ��تخير الل ��ه تعالى فيما يفعل‪ ،‬وأن يستش ��ير أخ ًا‬
‫َصدوق ًا حكيم ًا‪ ،‬وأن يحتس ��ب أجر مصيبته عند ربه‪ ،‬بل‬ ‫املراد منها‪:‬‬
‫راض‬‫رب‪ ،‬أنا عبدك‪ ،‬وأنا ٍ‬ ‫صب جام يرض ��ى بقضاء الله ويقول‪ :‬ي ��ا ِّ‬ ‫فرغ ذلك بأن َّ‬ ‫تعرض إلهانة من رئيسه َّ‬ ‫فإذا َّ‬
‫غضبه على بعض مرؤوسيه‪ ،‬أو حول غضبه إلى نكد مع مبا تكتبه لي‪ ،‬بيدك اخلير وأنت على كل شيء قدير‪.‬‬
‫َّ‬
‫احل َكم من كتاب الله تعالى‪،‬‬ ‫وهنا تتبادر إلى قلبه ُد َرر ِ‬ ‫بع ��ض أفراد أس ��رته‪ ،‬أو نفَّ ��س ذلك على ش ��كل تص ّرفات‬
‫غير مس ��وغة؛ كأن يكس ��ر الصحون‪ ،‬أو يش ��ق اجليوب أو ومن أحاديث نبيه ‪ ،‬ومن حكماء هذه األمة املباركة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫يلط ��م اخلدود (كال ��ذي كان يفعله أهل اجلاهلية األولى‬
‫ومن ال يزال يفعله على شاكلتهم)‪ ،‬أو ُيسقط ذلك على‬
‫بع ��ض َمن حوله‪ ،‬ممن ه ��م أضعف منه‪ ،‬فيلقي بالالئمة‬
‫عليه ��م‪ ،‬ويجعلهم الس ��بب وراء نكبته‪ ،‬فيعلّق أزمته على‬
‫مشاجبهم!‬
‫***‬

‫ الزم ��رة الثالثة‪ :‬أن يتخذ موقف� � ًا واقعي ًا إيجابي ًا‬


‫والتقبل والصبر واالحتس ��اب‪ ...‬بل قد‬ ‫ُّ‬ ‫بالتكيف‬
‫ُّ‬ ‫يوصف‬‫َ‬
‫يرتقي إلى مرتبة الرضا!‬

‫إنها خيارات املؤمن العاقل املتّ زن‪.‬‬


‫لق ��د تلقّ ى الصدم ��ة األولى‪ ،‬ولعلّ الهم قد مأل قلبه‪،‬‬
‫قدره الله‬
‫والدنيا قد اس ��و ّدت في عينيه‪ ،‬لكنه علم أن ما ّ‬
‫ني بقدر الله على قدر‬ ‫ال ب ��د أن يق ��ع‪ ،‬وأنّ عليه أن يس ��تع َ‬
‫الله‪ ،‬وأن يوقن أنّ مع العسر يسراً‪ ،‬وأن الدنيا دار ابتالء‪،‬‬
‫وأنّ أحواله ��ا ال ت ��دوم‪ ،‬وهي بني س� � ّراء وض� � ّراء‪ ،‬وأنّ الله‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪33‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫بها خطاياه» متفق عليه‪.‬‬
‫‪« -‬إنّ الل ��ه إذا أح � َّ�ب قوم� � ًا ابتاله ��م‪ .‬فم ��ن رضي فله‬ ‫ ففي كتاب الله تعالى‪:‬‬
‫الس ��خط» رواه الترمذي وابن‬ ‫‪ -‬فعس ��ى أن تكره ��وا ش ��يئ ًا ويجع ��ل الله في ��ه خير ًا الرض ��ا‪ ،‬ومن س � ِ�خ َط فل ��ه ُّ‬
‫ماجه‪.‬‬ ‫كثيرا(النساء‪.)19 :‬‬
‫الع ْسر ُي ْسر ًا ∗ إن مع العسر يسرا(الشرح‪:‬‬ ‫‪ -‬إنّ مع ُ‬
‫ وفي أقوال حكماء هذه األمة‪:‬‬ ‫‪.)6 - 5‬‬
‫عني وانتباهتها‬
‫غمضة ٍ‬‫ِ‬ ‫‪ -‬ما بني‬ ‫يوفى الصابرون أج َرهم بغير حساب(الزمر‪:‬‬ ‫‪ -‬إمنا ّ‬
‫حال‬
‫حال إلى ِ‬ ‫يغ ِّي ُر الله من ٍ‬ ‫‪.)10‬‬
‫‪ -‬وقال ابن عطاء الله الس ��كندري‪ :‬الصبر هو‬
‫بح ْسن األدب‪.‬‬‫الوقوف مع البالء ُ‬
‫‪ -‬وق ��ال أيض ًا‪ :‬الرضا س ��كون القلب إلى قدمي‬
‫اختي ��ار الله للعبد أنه اختار له األفضل‪ ،‬فيرضى‬
‫به‪.‬‬
‫‪ -‬ومن وصايا اإلمام احلارث احملاسبي‪ :‬الرضا‬
‫عد ٌل في قضائه‪،‬‬ ‫هو علم القلب بأنّ الله عز وجل ْ‬
‫غي ��ر م َّت َهم فيم ��ا َح َكم‪ ،‬وأنّ اختي ��ار الله عز وجل‬
‫خير من اختيار العبد لنفسه‪.‬‬
‫‪ -‬وق ��ال التابع ��ي اجلليل مس ��روق‪ :‬م ��ن َع َر َف‬
‫خَ ِف � َّ�ي لط ��ف الل ��ه تعالى‪ ،‬رض ��ي بفعل ��ه على كل‬
‫حال‪.‬‬
‫***‬

‫ ونختم الكالم مبالحظات ثالث‪:‬‬ ‫‪ -‬ومن يت ِّق الل َه يجعلْ له َم ْخرج ًا ويرزقْ ه من حيث‬
‫‪ .1‬األحمقُ الذي يفقد توازنه أمام الضغوط النفسية‬ ‫ومن يتوكل على الله فهو َح ْس ُبه ∗ إنّ الل َه‬
‫ال يحتسب ∗ َ‬
‫ويتص ��رف تصرف ��ات ت ��ؤذي وال تنفع‪ ،‬يصير ف ��ي النهاية‬ ‫بال ��غ أمره ∗ قد جع ��ل اللهُ لكل ش ��يء قدرا(الطالق‪2:‬‬
‫غالب� � ًا ‪ -‬بعد أن تو ّرط ف ��ي احلماقات ‪ -‬إلى اخليار الذي‬ ‫‪.)3-‬‬
‫اختاره العاقل من الساعة األولى‪.‬‬ ‫‪ -‬سيجعل الله بعد ُع ْسر يسراً(الطالق‪.)7 :‬‬
‫‪ .2‬ال بد لإلنسان أن يتأثر لدى تع ّرضه ألزمة أو صدمة‬
‫أو مصيب ��ة‪ ،‬لكن عودته إلى التوازن والصبر والرضا… قد‬ ‫ وفي حديث رسول الله ‪:‬‬
‫تك ��ون بعد حلظات‪ ،‬أو بعد س ��اعات‪ ،‬أو بع ��د أيام… وذلك‬ ‫‪« -‬عجب� � ًا ألم ��ر املؤم ��ن‪ ،‬إنّ ْ‬
‫أم� � َره ك َّله ل ��ه خير‪ ،‬وليس‬
‫بحس ��ب ق ��وة إميانه ويقين ��ه‪ .‬فكلما كان ��ت معرفته بالله‬ ‫إن أصابته س ّر ُاء شَ َكر فكان خير ًا‬ ‫ذلك ألحد إال للمؤمن‪ْ :‬‬
‫ولطفه وحكمته أعمق… كانت عودته أقرب‪.‬‬ ‫له‪ ،‬وإن أصابته ض ّر ُاء صبر فكان خير ًا له» رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ .3‬هن ��اك أم ��راض نفس ��ية ُيب َتل ��ى بها بع ��ض الناس‬ ‫هم وال‬‫َص ��ب وال َو َصب وال ٍّ‬ ‫يصيب املس ��ل َم من ن َ‬
‫ُ‬ ‫‪« -‬ما‬
‫جتعله ��م مييل ��ون إل ��ى إيق ��اع األذى عل ��ى اآلخري ��ن من‬ ‫ُ‬
‫غم‪ ،‬حتى الش ��وكة يش ��اكها إال كفّ ر الله‬ ‫أذى وال ٍّ‬ ‫َحز ٍَِن وال ً‬
‫�اديون»‪ ،‬أو إيقاع‬ ‫بط ��ش ولوم وض ��رب… وهؤالء ه ��م «الس � ُّ‬
‫األذى على أنفس ��هم م ��ن َل ْطم للخدود وش ��قٍّ للجيوب…‬
‫مهم��ا تكاث��رت امل�صائ��ب ف���إن الل��ه رحيم‬
‫«املازوشيون»‪ .‬عافانا الله تعالى من امل َ َر َضينْ ‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫وهؤالء هم‬
‫َودود‪ ،‬ق��اد ٌر عل��ى تفريج ال َك�� ْرب‪ ،‬وك�شف الغم‪،‬‬
‫ورزقنا العدل واإلنصاف‪ ،‬والصبر لله‪ ،‬والرضا عنه ‪l‬‬
‫و�إبدال امل�صاب خرياً من م�صيبته‪،،،‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪34‬‬
‫دوحة األسرة‬
‫البركان‬ ‫زهور وأشواك ‪:‬‬
‫ٌ‬
‫دفقة من قلبها‬ ‫قـــــلـــــــب أم‪:‬‬
‫تغذية األطفال واملراهقني‬ ‫احلياة الصحية‪:‬‬
‫املطبخ الصحي‪ :‬البفتيك باخللطة املميزة‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪35‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫زهور و�أ�شواك‬

‫الربكان‬
‫بقلم‪ :‬أسماء عبد الرحمن الباني‬
‫اململكة العربية السعودية ‪ -‬أبها‬

‫م ��ن َق ْدرهم‪ ،‬أو يش ��ير إليه ��م بال َع ْي ��ب‪ ،‬أو يتحدث عنهم‬ ‫كانت مش ��كلة (إله ��ام) مع زوجه ��ا احتقاره الش ��ديد‬
‫باستخفاف!‬ ‫لوالديه ��ا؛ اس ��تهزاءه الدائ ��م بأمه ��ا‪ ..‬تقليله من ش ��أن‬
‫كانت (إلهام) تش ��عر أنّ ذبحها أو س� � َّبها أه َون عندها‬ ‫والده ��ا رغم مكانته‪ ...‬بس ��بب اختالفهما الطبقي؛ فهو‬
‫من أن يذكر س ��امي أباها الفاضل بس ��وء‪ ..‬أو يش ��ير إلى‬ ‫إن تصريح ًا أو تلميح ًا‪.‬‬ ‫دائم الهمز واللمز لوالديها ْ‬
‫كان (س ��امي) م ��ن ُ‬
‫األ َس ��ر الثَّري ��ة‪ ،‬أم (إله ��ام) فكانت‬
‫والدته ��ا احلبيبة بتهكم أو اس ��تهزاء‪ ..‬كانت ُتلجم فمها‬
‫من أس ��رة عريقة ولكنها متوس ��طة احل ��ال‪ ..‬طوفان من‬
‫عن الرد عليه‪ ..‬وتزرع روحها بأشواك الصبر‪ ..‬وسكاكني‬
‫الغض ��ب كان َي ْعت َِم � ُ�ل ف ��ي داخله ��ا في كل م ��رة يتعرض‬
‫الغضب تهوي على قلبه ��ا جيئة وذهاب ًا‪ ...‬كانت (إلهام)‬
‫فيها سامي ألمها أو أبيها أو عائلتها عموم ًا‪ ..‬أو ُينقص‬
‫تتعذب في صمت‪..‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪36‬‬
‫اجل ّدية‪.‬‬‫ملاذا تأخذين األمر بهذه ِ‬
‫ولكنها لم تر ّد‪ ،‬وانخرطت في بكاء ُم ٍّر عنيف‪.‬‬ ‫م��ن بدهيات احلي��اة الزوجية ال�س��عيدة �أن‬
‫نداء إلى سامي‪ :‬انتبه‪ ...‬فأنت بهذه الطريقة جتتاز‬ ‫يح�ترم الرج��ل �أه��ل زوجت��ه عموما ً وخا�ص��ة‬
‫�وء باألش ��واك لتص ��ل إلى منطق ��ة مزروعة‬ ‫س ��ياج ًا ممل � ً‬ ‫والديها مهما كان م�ستواهما ب�سيطا ً‬
‫باأللغام‪...‬‬
‫يقول خبراء السعادة الزوجية‪:‬‬
‫ م ��ن بدهيات احلي ��اة الزوجية الس ��عيدة أن حتترم‬ ‫وذات مس ��اء عزمت (إلهام) على املنافحة عن والديها‬
‫أهل زوجتك عموم ًا وخاصة والديها مهما كان مستواهما‬ ‫وليحدث ما يحدث‪ ..‬وليكن ما يكون‪..‬‬
‫بسيط ًا ومهما كان الفارق بينك وبينهم كبيراً‪.‬‬ ‫وفي صباح اليوم التالي‪ ،‬وبينما كان (سامي) و(إلهام)‬
‫ كثي ��ر من األزواج يس ��تمرئ س ��كوت الط ��رف اآلخر‬ ‫يتن ��اوالن إفطارهم ��ا عاد (س ��امي) إلى س ��وء أدب ��ه وع َّير‬
‫ذل أو خنوع‪،‬‬ ‫عل ��ى هذه اإلهانات ويظن أن هذا الس ��كوت ٌ‬ ‫والدها ِبقلّة ذات يده‪..‬‬
‫حتط ��م كل م ��ا في‬ ‫�ورة ِّ‬ ‫واحلقيق ��ة أن الب ��ركان يته ّي ��أ لث � ٍ‬ ‫وهن ��ا ح ��دث انفج ��ار بركان ��ي هائ ��ل كان ��ت صخ ��وره‬
‫طريقها من محبة ومودة واحترام‪.‬‬ ‫املنصهرة تتجمع منذ فترة عند الف ّوهة‪ ..‬واندلع طوفان‬
‫ اعل ��م أن ��ك إن جت ��اوزت ه ��ذا اخل ��ط األحم ��ر فقد‬ ‫م ��ن الغضب جت ��اوز جميع الس ��دود والقي ��ود التي كانت‬
‫فق ��دتَ األم ��ل فيم ��ا بعد ف ��ي العيش معها حتت س ��قف‬ ‫(إلهام) حتاول أن تق ّيده بها‪..‬‬
‫وخاص ��ة الوالدين خط أحمر‬ ‫ّ‬ ‫واح ��د‪ ..‬فاملس ��اس باألهل‬ ‫تراجع ��ت (إلهام) بقوة إلى اخللف‪ ،‬وأزاحت كرس ��يها‬
‫إياك أن تتجاوزه حتت أي مبرر‪.‬‬ ‫م ��ن طريقها‪ ،‬وصرخت ف ��ي عنف ودموعها تهطل كاملطر‬
‫إلى أمثال سامي‪:‬‬ ‫على خديها‪:‬‬
‫إن كان قد صدر منك مثل هذا اخلطأ فس ��ارع إلى‬ ‫ ْ‬ ‫∗ ل ��ن أبق ��ى ثاني ��ة واح ��دة هن ��ا‪ ..‬ل ��ن أس ��مح ل ��ك‬
‫إصالحه بالثناء عليهم أمامها‪ِ ،‬وذكْر محاسنهم واإلكثار‬ ‫�دي‪ ...‬أنت عدمي الذَّ وق واألخالق‪...‬‬ ‫باالنتقاص من وال � ّ‬
‫م ��ن تق ��دمي الهداي ��ا له ��م ألنها متح ��و الك ��در‪« :‬ته ��ا َد ْوا‬ ‫ّ‬
‫مجرمينْ فمن باب الذَّ ْوق أال تس ��يء‬ ‫َ‬ ‫والداي‬
‫َ‬ ‫حتى لو كان‬
‫حتابوا»‪l‬‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫إل � َّ�ي باحلدي ��ث عنهم ��ا‪ ،‬ومن ب ��اب األخ�ل�اق أال تأخذني‬
‫وكل منهما جوهرة نفيسة‬ ‫بجريرتهما‪ ..‬فكيف ٌّ‬
‫وأجنبا جوهرة نفيسة‪ ،‬لوال نفاستُ ها ملا صب َر ْت‬
‫آملة منك أن تش ��عر بخطئك‪..‬‬ ‫كل ه ��ذه املدة ً‬
‫ثالث س ��نني وأن ��ا أمضغ العلقم عل ��ى أمل أن‬
‫ُتصلح سريرتك‪ ..‬ثالث سنني وأنا أجت ّرع هذه‬
‫اإلس ��اءات الفادح ��ة من ��ك ف ��ي حقِّ هم ��ا‪ ،‬ومع‬
‫والتحمل‪..‬‬
‫ُّ‬ ‫ذلك كانت نفس ��ي تأمرني بالصبر‬
‫ومواجهتك بكل احترام وتقدير‪ ..‬ال تستحق‪..‬‬
‫وبدأت تصيح في هيستيريا‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ال تستحق‪..‬‬
‫ُصدم (سامي) وكساه اخلجل‪ ...‬ولكنه جلأ‬
‫للمراوغة!!‬
‫‪ -‬م ��اذا ح ��دث؟! لقد كنت أم ��زح‪ ..‬ال أدري‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪37‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫قلب �أم‬

‫ٌ‬
‫دفقة من قلبها‬
‫بقلم‪ :‬أم حسان احللو‬
‫األردن ‪ -‬عمان‬
‫ّ‬
‫«جت� � � ّز�أ قلبه ��ا وس ��افرت أطراف ��ه‪ ،‬لك ��ن‬
‫يخب‪ ،‬وأنّى له‬‫ُ‬ ‫نبضه ل ��م يتوقف ووهجه لم‬
‫ذلك وقد ارتضى مهنة له لم تعرف البشرية‬
‫أعل ��ى منه ��ا مقام ًا س ��وى مقام النب ��وة؛ أال‬
‫وهي مهنة األمومة؟»*‪ ،‬تلك الوظيفة التي‬
‫يج ��ب أن تراع ��ى متطلباته ��ا من ��ذ حلظات‬
‫تكوي ��ن اجلن�ي�ن األولى إلى آخ ��ر حلظة في‬
‫حي ��اة أمه‪ ،‬مهنة ال تعرف االس ��تقالة إال إذا‬
‫اس ��تطعنا أن نفص ��ل ب�ي�ن وش ��ائج الصغير‬
‫وأم ��ه‪ ،‬وهذه الوش ��ائج العظيم ��ة ال تنفصل‬
‫إال بي ��وم الفص ��ل‪ ،‬فتلك الوش ��يجة َمنَحها‬
‫س ��بحانه قدره ��ا فس � ّ�جلها من أه ��وال ذلك‬
‫بصمت لشامخ البناء بنبض‬ ‫ٍ‬ ‫قلب األم هو الباني‬ ‫الي ��وم العصيب‪ ،‬وم ��ن َر ْوع الزلزلة الرهيب؛‬
‫الدم ��اء‪ ،‬م ��درك ًا أن ش ��ح العط ��اء يجف ��ف مناب ��ع احلياة‬ ‫حيث قال س ��بحانه في بداية س ��ورة احلج‪ :‬ي ��وم ت َر ْونها‬
‫وميهد للدمار والفناء‪ ،‬قلب ال يقف عند خدمة اجلس ��م‬ ‫ذات َح ْم � ٍ�ل‬‫كل ِ‬‫عم ��ا أرضع � ْ�ت وتض � ُ�ع ُّ‬
‫رضع � ٍ�ة ّ‬
‫كل ُم ِ‬‫َتذْ ه � ُ�ل ُّ‬
‫وتزويده باملأكل اللذيذ واللباس األنيق‪ ،‬بل يحرص على‬ ‫عذاب‬
‫َ‬ ‫ولكن‬
‫ّ‬ ‫بسكارى‬ ‫الناس ُسكارى وما هم ُ‬ ‫َ‬ ‫حملها وترى‬
‫غ ��رس القيم والفضائل والعل ��م النافع مرحت ًال من دنيا‬ ‫الله شديد (احلج‪.)2 :‬‬
‫االبت�ل�اء إل ��ى عالم البق ��اء‪ ،‬فا ّر ًا م ��ن نار الدني ��ا وعذاب‬ ‫وعلي ��ه‪ ،‬فاألموم ��ة ح ��ال ال يع ��رف التوق ��ف‬
‫اآلخ ��رة‪ ،‬مس ��تق ّر ًا ف ��ي ري ��اض اجلن ��ان ب ��إذن الل ��ه‪ ،‬آم ًال‬ ‫كالتنفس متاماً‪ ،‬لذا نراها جتاهد نفس ��ها لتغدو قدوة‬
‫بالفردوس األعل ��ى ولقاء املؤمنني وترديدهم‪ :‬قالوا إنا‬ ‫حي ��ة صاحل ��ة طوال حياته ��ا في نظر صغاره ��ا‪ ،‬وتغرس‬
‫فم َّن اللهُ علينا ووقانا عذاب‬ ‫أهلنا مشفقني‪َ ،‬‬ ‫قبل في ِ‬ ‫كنا ُ‬ ‫الص�ل�اح بذور ًا ف ��ي أرض التربية‪ ،‬لتقطف ثماره صالح ًا‬
‫السموم (الطور‪.)27 – 26 :‬‬ ‫َّ‬ ‫ف ��ي ش ��خصية أبنائه ��ا علّها تت ��رك عم ًال ُينتف ��ع به بعد‬
‫نَ‬
‫قل � ٌ�ب يبن ��ي أم ��ام الغ ��زاة أش � ّ�د احلص ��ون َم ع ��ة‬ ‫خروجها من دنياها‪ ،‬إنها ذرية صاحلة تدعو لها‪.‬‬
‫فيصدق علي ��ه وصف نابلي ��ون‪« :‬إنّ أعتى احلصون التي‬ ‫ذاك قل � ٌ�ب يتق ّل ��ب في ري ��اض الطاع ��ات‪ ،‬وينفث‬
‫واجهتني هو حصن املرأة الصاحلة»‪.‬‬ ‫قدم ًا وتعود لقيادة‬ ‫لألجي ��ال َر ْوح ًا وريحان ًا ع ّله ��ا ترتقي ُ‬
‫طط ��ه ليوم النج ��اة‪ ،‬وينقش على‬ ‫يرس ��م ُخ َ‬ ‫قلب ُ‬ ‫ٌ‬ ‫األمم‪ ،‬إنها ترتقي ارتقاء احلرائر وتنعم بالعفة والطاعة‬
‫إن‬
‫صفح ��ة األي ��ام وم ��رأى األنام‪ :‬ي ��ا أيها الذي ��ن آمنوا ْ‬ ‫كما تنعم بها السيدة مرمي رضي الله عنها‪.‬‬
‫ينصركم ويث ِّبت أقدامكم(محمد‪l)7 :‬‬ ‫ْ‬ ‫تنصروا الل َه‬ ‫ُ‬ ‫قل � ٌ�ب ُيغدق احل ��ب خمائل تدفئ األجي ��ال‪ ،‬ويدرك‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫أن للحرمان العاطفي نصيب األس ��د في غابات الضياع‪،‬‬
‫❋ م ��ن كلم ��ات د‪.‬إبراهي ��م اخلليف ��ي ف ��ي «موس ��وعة‬ ‫فإفس ��اد األجي ��ال لم يك ��ن ليتحقق لوال ش ��باك اجلفوة‬
‫األسرة الفضائية»‪.‬‬ ‫والغلظة التي يجدها بعض الصغار عند بعض الكبار‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬ ‫‪38‬‬
‫احلياة ال�صحية‬

‫الر�شح والفيتامني «ج»‬


‫بقلم‪ :‬عزيزة ياسني‬
‫متخصصة في التغذية‬

‫التدخني امتثا ًال ألمر الله ثم حفاظ ًا على صحتهم‪.‬‬ ‫عندم ��ا يص ��اب امل ��رء بنزلة ب ��رد‪ ،‬فإن أ ّول م ��ا يعمد‬
‫وتقلّ كمية الفيتامني عند تعرض الطعام للحرارة‪،‬‬ ‫إليه‪ :‬تناول كوب من العصير للحصول على الفيتامني‬
‫ِ‬
‫كم ��ا أن طول املدة ما بني القطاف والتخزين يق ِّلل من‬ ‫«ج» أو «‪ .»c‬فما مدى صحة هذه العادة؟ وهل صحيح أن‬
‫كميته‪ ،‬لذلك ننصح بتناوله من مصادره الطازجة قدر‬ ‫الفيتامني «ج» مفيد في عالج النزالت البردية؟‬
‫اإلم ��كان‪ .‬وننص ��ح أيض ًا بإضافة القلي ��ل من احلامض‬ ‫بداي ��ة لنع� � ِّرف بالفيتام�ي�ن «ج» وفائدت ��ه‪ ،‬ومن أين‬
‫عن ��د تن ��اول اللح ��وم‪ ،‬خاص ��ة ملرض ��ى َفق ��ر ال � ّ�دم‪ ،‬ألن‬ ‫ميكن احلصول عليه‪.‬‬
‫الفيتام�ي�ن «ج» املوج ��ود ف ��ي احلمضي ��ات يس ��اعد على‬ ‫للفيتامني «ج» أدوار عديدة سنذكر بعضها‪:‬‬
‫امتصاص احلديد املوجود في اللحوم‪.‬‬ ‫‪ .1‬يق ّوي مناعة اجلسم واألوعية الدموية‪.‬‬
‫‪ .2‬له دوره في تكوين بروتني الكوالجني املوجود في‬
‫وإجابة على الس ��ؤال املطروح أق ��ول‪ :‬إنّ تناول كمية‬ ‫األسنان والعظام واجللد‪.‬‬
‫يخفف م ��ن عوارض النزالت‬ ‫‪ .3‬يعتبر عنصر ًا مضا ّد ًا لألكسدة التي تسبب الكثير كبيرة م ��ن الفيتامني «ج» ِّ‬
‫البردية‪ ،‬غير أنّه ال مينع من حدوثها‪ .‬لذلك فعلينا أن‬ ‫من األمراض‪.‬‬
‫نتناول كميات كافية منه‪ ،‬وذلك س ��هل نظر ًا لتوفره في‬ ‫‪ .4‬يدافع عن اجلسم ضد االلتهابات‪.‬‬
‫العديد من املصادر الغذائية‪.‬‬
‫نسأل الله لكم العافية‪l‬‬ ‫وف ��ي حال نقص ه ��ذا الفيتامني‪ ،‬فقد يصاب الفرد‬
‫بإحدى هذه األمراض أو بعضها‪،‬‬
‫َضع ��ف ف ��ي العظ ��ام واألس ��نان‪،‬‬
‫ب ��طء ف ��ي التئ ��ام اجل ��روح‪ ،‬تو ُّرم‬
‫ف ��ي الل َث ��ة ون ��زف ال ��دم فيه ��ا‪،‬‬
‫وغيرها‪...‬‬
‫أم ��ا ع ��ن الكمي ��ة املطلوبة‬
‫يومي� � ًا م ��ن ه ��ذا الفيتام�ي�ن‬
‫فه ��ي‪ 80 :‬مل ��غ‪ ،‬ميك ��ن احلصول‬
‫عليه ��ا م ��ن اخلض ��ار الطازجة؛‬
‫كالبقدونس‪ ،‬الفريز (الفراولة)‪،‬‬
‫البن ��دورة‪ ،‬األنان ��اس‪ ،‬الكي ��وي‪،‬‬
‫إضاف ��ة إل ��ى احلمضي ��ات م ��ن‬
‫ليم ��ون وبرتق ��ال‪ .‬وبس ��بب تأثر‬
‫الفيتام�ي�ن «ج» بال ّتب ��غ‪ ،‬ننص ��ح‬
‫املدخن�ي�ن بتناول كمي ��ة إضافية‬
‫لتصب ��ح ‪ 100‬مل ��غ بالي ��وم‪،‬‬
‫وننصحهم قبل ذلك باإلقالع عن‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪39‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫املطبخ ال�صحي‬

‫طبق البفتيك باخللطة املميزة*‬


‫إعداد‪ :‬أمل حلواني‬
‫‪ l‬املكونات‪:‬‬
‫‪ -‬كيلو من البفتيك البقري‪.‬‬
‫ّ‬
‫املقطع‬ ‫‪ 5 -‬حبات من اجلزر ّ‬
‫املقشر‬
‫إلى شرحات نصف مستديرة‪.‬‬
‫املقطع إلى شرائح‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬فصوص من الثوم‬
‫‪ 8 -‬فصوص من الثوم املدقوق‪.‬‬
‫‪ -‬عصير حامضتني‪.‬‬
‫‪ 3 -‬حبات كبيرة من الفليفلة اخلضراء‪،‬‬
‫مقطعة إلى مر ّبعات صغيرة جداً‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬علبة ذرة‪.‬‬
‫‪ -‬علبة فطر‪.‬‬
‫‪ -‬نصف فنجان صغير من اخلل‪.‬‬
‫‪ l‬طريقة التحضير‪:‬‬ ‫‪ -‬نصف فنجان صغير من زيت الذرة‪.‬‬
‫‪ .1‬اسلقي اجلزر ّ‬
‫املقطع‪.‬‬ ‫‪ -‬ملعقة كبيرة من الزبدة‪.‬‬
‫‪ .2‬انقع ��ي البفتي ��ك باحلامض والث ��وم املدقوق ّ‬
‫املقط ��ع والزيت واخلل‬ ‫‪ -‬ملعقة صغيرة من نشاء الذرة ‪corn‬‬
‫والبهارات والفليفلة وامللح‪.‬‬ ‫‪.flour‬‬
‫‪ .3‬ضعي البفتيك في املقالة على النار وأضيفي الزبدة واخلردل والفطر‬ ‫‪ -‬ملعقتان كبيرتان من اخلردل‪.‬‬
‫وكوب املاء واتركيها مغطاة مع التقليب املس ��تمر‪ ،‬عندما ينضج اللحم‬ ‫‪ -‬ملح حسب الرغبة‪.‬‬
‫أضيفي نشاء الذرة أو أي مادة أخرى جتعل اخلليط كثيف ًا‪ ،‬ثم أضيفي‬ ‫‪ -‬بهار أسود ‪ -‬بهار أبيض ‪-‬‬
‫الذرة‪.‬‬
‫بهار عادي ‪ -‬زجنبيل ‪-‬‬
‫‪ .4‬ضع ��ي ف ��ي صحن التقدمي اجلزر املس ��لوق وفوقه البفتيك‪ ،‬وقدميه‬
‫جوزة الطيب‪ :‬ربع ملعقة من‬
‫س ��اخن ًا م ��ع البطاط ��ا املقلي ��ة‪ ..‬أو البطاط ��ا البوري ��ه م ��ع الس ��لطة‬
‫اخلضراء‪.‬‬ ‫كل نوع من هذه البهارات‪.‬‬
‫ هذة الكمية تكفي ألربعة أشخاص‪.‬‬ ‫‪ -‬كوب من املاء‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫ تمَ َّ سلق اجلزر وحده كي ال يغ ِّير طعم خلطة البفتيك‪.‬‬
‫ من املمكن إضافة الفلفل األحمر احلا ّر إلى الطبق‪.‬‬
‫إنّ احلصة الواحدة من هذا الطبق يحتوي على ما يقارب من ‪ 920‬وحدة حرارية‪ ،‬هذا إن استغنينا عن استخدام‬
‫قلي البفتيك‪ .‬ويفضل أن يتناول مع البطاطا البوريه بد ًال من البطاطا املقلية وذلك للتخفيف من عدد‬ ‫الزبدة في ِ‬
‫الس ��عرات احلرارية‪ .‬ويعتبر هذا الطبق غني ًا باحلديد‪ ،‬الفوس ��فور‪ ،‬الثيامني ((‪ ،B1‬ريبوفالفني (‪ ،)B2‬بيرودوكسني‬
‫ُّ‬
‫الدم خاصة‪ ،‬ومن يرغب في تخفيف وزنه بتناوله ‪l‬‬ ‫(‪ .)B6‬وينصح مرضى فقر ّ‬

‫* اإلشراف الصحي للمتخصصة في التغذية عزيزة ياسني‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪40‬‬
‫حتديات‬
‫حتدِّيات‬

‫مِل َ ْن امل�ستقبل؟!‬
‫بج ّد‪ ،‬والناظرين بإنصاف‪ ،‬واملتكلمني‬ ‫والعاملني ِ‬ ‫بقلم‪ :‬هنادي الشيخ جنيب‬
‫ثانية‪ ،‬أال‬
‫ٍ‬ ‫بضمي ��ر ‪ -‬علين ��ا أن ننتقل إلى مرحل � ٍِ�ة‬ ‫‪hanadiminbar@hotmail.com‬‬
‫املنظم‪ ،‬وذلك إلنش ��اء قاعدتني‬ ‫مرحلة العمل ّ‬ ‫ُ‬ ‫وه ��ي‬ ‫الدور العظيم‬ ‫نعم‪ ،‬لم يكن يؤمن بأنّ لإلس�ل�ام هذا َّ‬
‫مهمتني‪:‬‬ ‫في بناء اإلنسان املتوازن الفاعل اإليجابي الذي يحمل‬
‫الصلب ��ة‪ :‬م ��ن العامل�ي�ن املر ّب�ي�ن‬ ‫ القاع ��دة ّ‬ ‫اخلي ��ر ف ��ي روحه وقلبه وعقله‪ ،‬وينش ��ر النور في العالم‬
‫املجاهدين‪.‬‬ ‫حصته في اآلخرة‪...‬‬ ‫ُمصلح ًا نصيبه من الدنيا ّ‬
‫معمر ًا ّ‬
‫ القاع ��دة الش ��عبية العام ��ة‪ :‬م ��ن املناصري ��ن‬ ‫لق ��د ع ��اش س ��نوات م ��ن «العلمن ��ة» مظل ��م ال ��روح‪،‬‬
‫احمل ّبني الداعمني‪.‬‬ ‫يصعد في السماء‪،‬‬ ‫منقبض الصدر‪ ،‬ض ّيق النفَس؛ كأنمّ ا ّ‬
‫فاألول ��ى لالنطالق في مي ��دان التوعية الش ��رعية‬ ‫مهتد جديد‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫كلمات خرجت من فم‬ ‫ٍ‬ ‫إلى أن س � ِ�مع بض َع‬
‫والفكري ��ة والسياس ��ية‪ ،‬باالرت ��كاز عل ��ى مب ��دأ التربي ��ة‬ ‫يتح � ّ�دث ‪ -‬بلغ � ٍ�ة أجنبي ��ة ‪ -‬عن أف � ٍ�ق لطامل ��ا تطلّع إليه‪،‬‬
‫الصف األول من‬ ‫ّ‬ ‫املستمرة‪ ،‬والتنمية املستدامة‪ ،‬لتأمني‬ ‫ويرسم صورة لإلسالم متنّى وقتها لو أنّه جزء منها‪...‬‬
‫حاملي القضية في قلوبهم في سبيل ر ّبهم‪...‬‬ ‫كلمات فحس ��ب‪ ،‬ب ��ل كانت الدواء الش ��افي‬ ‫ٍ‬ ‫ل ��م تك ��ن‬
‫وه ��ي أيض� � ًا لتكوي ��ن القي ��ادة الرش ��يدة اجلامع ��ة‪،‬‬ ‫والبلس ��م الرط ��ب ال ��ذي أنع ��ش روح ��ه‪ ،‬وأع ��اد للحي � ِ�اة‬
‫الرك ��ب‪ ،‬ونختار ل ��ه اخلطوة املناس ��بة‪،‬‬ ‫لنمس ��ك بزم ��ام َّ‬ ‫ولآلخرة قيمتها‪...‬‬
‫ِ‬ ‫طعمها‬
‫والتوقيت املناس ��ب إلجراء املكاس ��ب وصو ًال إلى النصر‬ ‫ل ��م ينتظ ��ر طوي�ل ً�ا؛ فبع ��د أن وج ��د نفس ��ه‪ ،‬وعرف‬
‫الكامل‪...‬‬ ‫طريقه‪ ،‬س ��ارع إلى لقاء أحد العلماء ال ّربانيني‪ ،‬واضع ًا‬
‫نفس ��ه بني يديه‪ ،‬س ��ائ ًال عن دوره في مسيرة استنهاض‬
‫أما القاعدة الثانية‪ ،‬فهي لضمان االلتفاف العام‬ ‫األمة‪ ،‬مطالب ًا ‪ -‬بحماسة وإقدام ‪ -‬بإجراء أوسع عملية‬
‫حول القضية‪ ،‬ولتوس ��يع دائرة الدع ��م املعنوي واملادي‪،‬‬ ‫توعي ��ة ُتعي ��د الثق ��ة باإلس�ل�ام‪ ،‬وته ِّي ��ئ الن ��اس للعودة‬
‫املبني على أس ��اس‬
‫ّ‬ ‫والتأييد التام ملش ��روع القيادة العليا‬ ‫ً‬
‫وشريعة ومنهج حياة‪...‬‬ ‫لدينهم‪ :‬عقيد ًة‬
‫إمياني عقدي‪...‬‬
‫كبيرة‪ ،‬تس ��بقها‬
‫ٍ‬ ‫إنه ��ا خطوةٌ حتت ��اج إلى تضحي � ٍ‬
‫�ات‬ ‫نع ��م‪ ،‬ش ��بابنا‪ ...‬إنه ��ا اخلط ��وة الثاني ��ة ف ��ي‬
‫متأجج ��ة م ��ن اإلخ�ل�اص لل ��ه والت ��وكل عليه‬‫ِّ‬ ‫مش ��اعر‬ ‫حتدي «العلمانية»‪ ،‬بعد إعطاء التص ّور‬ ‫مواجهة ِّ‬
‫وح ْس ��ن الظن ب ��ه واليقني بأنّ املس ��تقبل له ��ذا الدين‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫الصحيح عن اإلس�ل�ام‪ ...‬فبما أن ��ه دينُ ‪ :‬العلم‬
‫بوعود ر ّبانية‪ ،‬وأحاديث نبوية‪...‬‬
‫ٍ‬ ‫الرباني الش ��مولي‪ ،‬واحلركة املق ّررة احملترمة‪،‬‬
‫فل ��م يع ��د أمامن ��ا – ش ��باب الغ ��د – إال أن نحس� � َم‬ ‫واملساواة العادلة وحفظ احلقوق‪ ،‬والعاملية‪،‬‬
‫خياراتن ��ا‪ ،‬ونخت ��ار مش ��روعنا‪ ،‬ونش � ّ�مر ع ��ن س ��واعدنا‪،‬‬ ‫والتع ��ارف واالنفت ��اح‪ ،‬واألمان ��ة واألمان‬
‫ومنض ��ي ف ��ي طريقن ��ا‪ :‬طريق الع� � ّز والس ��يادة‪ ،‬والنصر‬ ‫واالس ��تقرار‪ ،‬واحلض ��ارة والتج � ّ�دد‬
‫والريادة‪...‬‬ ‫والعط ��اء‪ ،‬والس ��كينة والطمأنين ��ة‬
‫س ��أحتدث ف ��ي العدد القادم – ب ��إذن الله – عن آخر‬ ‫والس ��عادة‪ ...‬مب ��ا أن ��ه كل ذل ��ك‬
‫التحديات املعاصرة التي تعيق مس ��يرة ش ��بابنا وكيفية‬ ‫‪ -‬بش ��هادة املخلص�ي�ن لل ��ه‪،‬‬
‫مواجهتها‪ ،‬فإلى اللقاء ‪l‬‬ ‫واملــــُلـــ َهمــيــ ��ن الـــــحــــ ��ق‪،‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪41‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫بقلم‪ :‬وفاء مصطفى‬
‫الوقت هو احلياة‬
‫دبي‬
‫�إذا أردت أن تكون ناجح ًا في حياتك فعليك بتنظيم‬
‫وقت ��ك‪ ،‬وإذا أردت أن تكون متميز ًا فعليك بتطوير ذاتك‬
‫واملوازنة بني أدوارك في احلياة‪ ،‬كأن تكون طالب ًا‪ ،‬وموظف ًا‪،‬‬
‫ناد‪ ،‬أو جمعية‪ ،‬وزوج ًا‪ ..‬إلخ ‪ ...‬وحتى‬ ‫وابن� � ًا‪ ،‬وعضو ًا ف ��ي ٍ‬
‫حتقق نوعية احلياة التي تريدها يجب أن حتاكي ِس �َ�ير‬
‫العظماء‪ ،‬وتتعرف على عادات الناجحني‪.‬‬
‫وح ْس ��ن‬ ‫وم ��ا جن ��ح الناجح ��ون إال بتنظي ��م أوقاتهم ُ‬
‫اس ��تغاللهم له ��ا‪ ،‬وال بلغ املتميزون املعال ��ي إال بتحقيق‬
‫أهدافهم‪.‬‬
‫خصائص الوقت‬
‫تس ��تيقظ ف ��ي الصب ��اح الباك ��ر ممتلئ ًا قو ًة ونش ��اط ًا‬
‫وحيوي ��ة‪ ،‬وقبل أن تب ��دأ ببرنامجك اليوم ��ي تضع يدك‬
‫بد يوم القيامة حتى ُيسأل عن أربع‪ :‬عن عمره ِف ْي َم‬ ‫َع ٍ‬ ‫لتتحسس الكنز الذي يوضع في جعبتك كل‬ ‫ّ‬ ‫في جيبك‬
‫أفناه‪ ،‬وعن شبابه فيم أباله‪ .»...‬أقسم تبارك وتعالى‬ ‫صباح‪ ...‬إنه موجود كام ًال غير منقوص‪ ،‬ولعلك تتساءل‪:‬‬
‫بالعصر للداللة على أهمية الوقت؛ فقال تعالى‪:‬‬ ‫ت ��رى ما هو ذلك الكنز؟ ه ��ل هو دوالرات؟ ال‪ ...‬إنه أغلى‬
‫الوق ��ت هو أغل ��ى ما متل ��ك‪ ،‬ثروة ال تع ��وض ميلكها‬ ‫م ��ن ذل ��ك‪ .‬هل هو ذهب؟ ال‪ ،‬إنه أغلى م ��ن الذهب‪ ...‬إنه‬
‫وحس ��ن‬ ‫جمي ��ع البش ��ر حت ��دد جناح ��ك أو فش ��لك‪ُ .‬‬ ‫أساس احلياة‪...‬‬
‫القمة‪،‬‬ ‫اس ��تغاللك لوقت ��ك ه ��و الذي يضع ��ك إما عل ��ى ِ‬ ‫إن ��ه الوق ��ت ال ��ذي لم يهب ��ه الل ��ه تعالى إي ��اك فقط‬
‫وف ��ي أعلى ِع ِّليني‪ ،‬أو يهوي ب ��ك إلى القاع‪ ،‬حيث اجلهل‬ ‫وإمنا وهبه جلميع البش ��ر بالتس ��اوي‪ ،‬وهو عبارة عن‬
‫والتخل ��ف‪ .‬وما بني حياتك وموتك يكمن حجم اإلجناز‬ ‫‪ 24‬س ��اعة تفع ��ل فيها ما تش ��اء بإرادت ��ك واختيارك‪،‬‬
‫ال ��ذي أجنزته‪ ،‬واألعمال التي قمتَ بها‪ ،‬واألفكار املبدعة‬ ‫وف ��ي آخ ��ر الي ��وم تك ��ون ق ��د جمع ��ت حصيلت ��ك‪،‬‬
‫الت ��ي نفذته ��ا‪ ،‬واالبتكارات الت ��ي ابتكرته ��ا‪ ،‬واإلضافات‬ ‫وف ��زت بإجن ��ازك‪ ...‬فالوق ��ت عملة نادرة‪ ،‬س ��ريع‬
‫الت ��ي أضفته ��ا ف ��ي عمل ��ك‪ ،‬والتأثي ��ر ال ��ذي أثرت ��ه في‬ ‫االنقض ��اء‪ ،‬ال يع ��ود إذا ذه ��ب وال يع� � ّوض إذا‬
‫اآلخري ��ن‪ ...‬وتب ��رز بصماتك على الدني ��ا واضحة َج ِلية‬ ‫ضاع‪ ،‬ال ينتظرك‪...‬‬
‫للعي ��ان‪ ،‬ش ��اهدة عل ��ى العصر‪ ،‬يتح ��دث عنه ��ا التاريخ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أهمية الوقت‬
‫مضحي ًا باملال‬
‫ِّ‬ ‫اجلد واالجتهاد ديدنك‪،‬‬ ‫شريطة أن يكون ِ‬ ‫والعصر ∗ إن اإلنسان لفي‬
‫والوقت واجلهد‪ ،‬صابر ًا مثابر ًا محتس ��ب ًا األجر من الله‬ ‫ُخ ْسر ∗ إال الذين آمنوا وعملوا‬
‫حتى يأتيك الثمر!!‬ ‫وتواصوا باحلق‬
‫َ‬ ‫الصاحلات‬
‫يقول الشاعر‪:‬‬ ‫وتــواصـوا بــالــصــبر‪ ،‬وقال‬
‫والوقت أنفس ما ُع ِنيتَ بحفظه ‬ ‫رسول الله ‪« :‬ال‬
‫وأراه أســه َ‬
‫ــل ما عــليــك يــَضــيــع‬ ‫تزول َق َدما‬

‫حكمة �أب‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪42‬‬
‫مهارات‬
‫إنّ إدارتن ��ا الصحيح ��ة للوقت قد تضيف‬
‫إل ��ى حياتن ��ا عم ��ر ًا أط ��ول إذا اس ��تطعنا أن نس ��تغل كل‬
‫دقيق ��ة ضائع ��ة م ��ن أوقاتن ��ا‪ ،‬وإذا اس ��تطعنا أن نق ��وم‬
‫ال تؤجل وال‬ ‫باألعم ��ال الصاحلة بطريقة صحيح ��ة نكون بذلك قد‬
‫تسوف‬
‫ِّ‬ ‫حقّ قن ��ا اجل ��ودة ف ��ي جمي ��ع أعمالنا حت ��ى نتغلب على‬
‫إنّ الناجحني يعرفون كيف‬ ‫فنخفض‬‫ِّ‬ ‫األزمات املالي ��ة التي حتيط بنا من كل مكان‪،‬‬
‫يخطط ��ون‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫يس ��تغلون أوقاته ��م‪،‬‬ ‫التكالي ��ف‪ِّ ،‬‬
‫ونوف ��ر اجله ��ود‪ ،‬ونحف ��ظ الوق ��ت‪ ،‬ونحق ��ق‬
‫وينف ��ذون‪ ،‬وال يس� � ِّوفون وال يؤجلون‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫األهداف‪.‬‬
‫يعرف ��ون كي ��ف يص ِّوب ��ون س ��هامهم نحو‬
‫أهدافهم‪ ،‬ومتى يرمون في اللحظة املناسبة‬
‫وف ��ي املكان املناس ��ب‪ ،‬لذلك فه ��م َي ِصلون إلى‬ ‫�إذا كن��ت تق�� ِّدر قيم��ة الوقت وتري��د حلياتك‬
‫واملؤجلون فال‬‫ِّ‬ ‫غاياته ��م س ��ريع ًا‪ ،‬أم ��ا املس� � ِّوفون‬ ‫جودة ونوعية‪ ،‬وتريد �أن ت�صبح َعظيما ً ُي�شار �إليك‬
‫َي ِصلون أبداً‪.‬‬
‫بالبَن��ان‪ ...‬فغيرِّ عاداتك واعرف كيف ت�س��تغ ّل‬
‫إذا كن ��ت تق � ِّ�در قيم ��ة الوق ��ت وتري ��د حليات ��ك‬
‫جودة ونوعية‪ ،‬وتـــــريــد أن تصبح َعظيم ًا ُيش ��ار إليك‬ ‫وقتك الثمني يف الأعمال العظيمة‪.‬‬
‫بال َبنان فغ ِّير عاداتك واعرف كيف تستغلّ وقتك الثمني‬
‫في األعمال العظيمة‪.‬‬ ‫الشباب والوقت‬
‫كيف تستفيد من وقتك؟‬ ‫يشكل للشباب حلم ًا بعيد‬ ‫إنّ ُح ْس ��ن استثمار الوقت ِّ‬
‫ تع � ّ�رف عل ��ى األس ��باب الت ��ي ته ��در وقت ��ك‬ ‫املن ��ال‪ ،‬وهاجس� � ًا ملن ال ُيحس ��ن منه ��م إدارة وقت ��ه‪ ،‬وهم‬
‫واجتنبها‪ ،‬وال تض ّيع وقتك الثمني مع قرناء الس ��وء أو‬ ‫ُكث ��ر؛ فمنهم م ��ن يجلس بصحبة رفاقه في اس ��تراحات‬
‫مع َمن ال يعرف قيمة وقته‪.‬‬ ‫اجلامعات يثرثرون ويتس ��امرون في حني أن احملاضرات‬
‫خطط ليومك اجلديد كل مساء‪.‬‬ ‫ ِّ‬
‫قائمة‪ ،‬والبعض اآلخر يتسكع في مراكز التسوق أو على‬
‫ اكتب قائمة باألعمال التي ستقوم بها خالل‬ ‫الطرقات‪...‬‬
‫تؤجل‪ ...‬وافعل كل شيء‬ ‫اليوم‪ :‬ابدأ اآلن‪ ،‬ال تس� � ِّوف‪ ،‬وال ِّ‬ ‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمة الله‪ :‬ونفسك إن‬
‫كما خططتَ له‪.‬‬ ‫لم تشغلها باحلق شغلتك بالباطل‪.‬‬
‫ ال تس ��مح مبقاطع ��ات اآلخري ��ن ل ��ك‪ ،‬واكت ��ب‬ ‫كثي ��ر ًا ما يردد الش ��باب عبارة‪ :‬الوق ��ت قد فات‪ ..‬ولم‬
‫املش ��كالت التي تش� �تِّت تركي ��زك وتق ِّلل م ��ن إنتاجيتك‪،‬‬ ‫يع ��د هن ��اك أم ��ل!! وأقول له ��م‪ :‬إن الوقت ل ��م يفت‪ ،‬وال‬
‫واعمل على حلّها‪ ،‬وركز في عمل واحد حتى تنهيه‪.‬‬ ‫ي ��زال لدينا متس ��ع منه‪ ،‬فكّ ��روا بالنجاح دائم� � ًا‪ ،‬وكونوا‬
‫ ضع أولويات حياتك؛ اعرف الهدف األسمى من‬ ‫متفائلني‪ ،‬وحتكّ موا مبسار حياتكم‪.‬‬
‫بناء على ذلك‪.‬‬ ‫وجودك في احلياة وضع أولوياتك ً‬ ‫أيها الشباب‪ :‬إذا كانت لديكم رغبة حارقة للوصول‬
‫ ضع أهدافك حس ��ب أدوارك في احلياة‪ِّ ،‬‬
‫حدد‬ ‫التطور‬ ‫َنام سريع‬
‫ُّ‬ ‫إلى غاياتكم وطموحاتكم في عصر ُمت ٍ‬
‫املهم والعاجل واألقل أهمية‪...‬‬ ‫والتغي ��ر‪ ...‬فهي ��ا إلى العم ��ل لتحقيق اإلجن ��ازات التي‬‫ُّ‬
‫ويعينك على اإلجناز‪.‬‬ ‫ اتخذ صديق ًا يساندك ُ‬ ‫إليها تطمحون‪ ،‬وكونواعلى قدر حتديات احلياة‪.‬‬
‫ اس ��تعن ب ��أدوات تنظي ��م الوق ��ت‪ ..‬كاملفكرة‪ ،‬أو‬ ‫من هم مضيعو وقتك؟‬
‫تخططها بنفس ��ك‬ ‫ِّ‬ ‫برنام ��ج عل ��ى احلاس ��وب‪ ،‬أو قوائ ��م‬ ‫ومن األس ��باب التي تض ِّيع الوقت‪ :‬مشاهدة التلفاز‪،‬‬
‫ِّ‬
‫لتض ��ع خطط� � ًا وبرام ��ج تس ��ير عل ��ى هداه ��ا‪ ،‬أو منظم‬ ‫األصدق ��اء‪ ،‬املقاطع ��ات‪ ،‬الهات ��ف‪ ،‬الله ��و غي ��ر املرغ ��وب‬
‫للوقت‪ ،‬أو دفتر مواعيد‪.‬‬ ‫في ��ه‪ ،‬اخل ��روج إلى مراكز التس ��وق‪ ،‬املش ��كالت اجلانبية‪،‬‬
‫ واستعن بالله في جميع أمورك‪l‬‬
‫املخصص على حس ��اب‬ ‫ّ‬ ‫مزاولة الهوايات أكثر من الوقت‬
‫األ ْو ِلو ّيات‪ ،‬االنشغال ب َعالقة مع اجلنس اآلخر!‬ ‫َ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪43‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫ابتـ�سم‬
‫بقلم‪ :‬األستاذ محمود القلعاوي‬
‫مصر‬
‫متوس ��ط دخله في األسابيع السابقة‪ :‬فما الذي حدث؟‬ ‫وم ْر َهم لألحزان؛ له‬ ‫ال�ضحك املعتدل َب ْلس � ٌ�م للهموم َ‬
‫التكش ��يرة وحده ��ا أصاب ��ت زبائ ��ن احملل بع ��دم الراحة‬ ‫قوة عجيبة في فرح الروح ونشاط القلب‪ .‬والضحك ذروة‬
‫وم ��ن ثم لم يج ��دوا لديهم الرغبة في الش ��راء‪ ..‬ويقول‬ ‫االنش ��راح وقمة الراحة ونهاية االنبساط‪ ،‬ولكنه ضحك‬
‫والصلب‪( :‬لقد أكس ��بتني‬
‫مدير إحدى ش ��ركات احلديد ّ‬ ‫املعتدل دون إسراف‪ .‬والبسمة‪ :‬بوابة احلب‪ ,‬وطريق املودة‬
‫ابتسامتي مليون دوالر سنوي ًا)‪.‬‬ ‫والقرب‪ ،‬ولوحة اجلمال‪ ،‬وزينة النساء والرجال‪ ،‬عمل ال‬
‫ُيستر‪ ،‬وفعل ال ُينكر‪ ،‬تلقى خصمك باالبتسامة فتُ شعل‬
‫في قلبه مصباح احلب لك بعد ظلمة‪ ،‬وجتمل في عينه‬
‫مالمحك بعد غضبه‪ ،‬قال تعالى في وصف أهل اجلنة‪:‬‬
‫{وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة}‪.‬‬
‫واحلي ��اة دون بس ��مة وضح ��ك معت ��دل ِحم ��ل ثقيل‬
‫جاف ��ة َملولة‪ ..‬فعن طريق الضحك‬ ‫وع ��بء ال يحتمل‪ّ ..‬‬
‫ويلق ��ي ببع ��ض‬ ‫ينس ��ى اإلنس ��ان هموم ��ه ف ��ي احلي ��اة‪ُ ..‬‬
‫أثقاله ��ا عن كاهله‪ ،‬ويتحرر م ��ن قيودها وقت ًا قد يطول‬
‫وقد َي ْق ُصر‪.‬‬
‫بس ��ام ًا‪ ،‬يحب السرور ويكره ّ‬
‫الهم وما يدفع‬ ‫وكان [ ّ‬
‫إليه من متاعب‪ ..‬بل كان يس ��تعيذ من ش� � ِّره‪« :‬اللهم إني‬
‫دخل الإ�سالم ب�سبب الب�سمة‬ ‫حلزَن»‪ ،‬ومما يروى عنه [ أنه كان‬ ‫أع ��وذ بك من ال َهم وا َ‬
‫ي ��روي هذه القصة الداعية املعروف الش ��يخ الداعية‬ ‫بس ��ام ًا وأحيان ًا يضحك حتى تبدو نواجذه وهو َض ِحك‬ ‫ّ‬
‫نبي ��ل ال َع َوض ��ي في محاض ��رة له بعن ��وان‪( :‬قصص من‬ ‫العق�ل�اء ال ُب َص ��راء ب ��داء النفس ودوائه ��ا‪ ..‬وكان [ من‬
‫كنت في أمريكا ألقي إحدى احملاضرات‪،‬‬ ‫الواقع)‪ .‬يقول‪ُ :‬‬ ‫أفكه الناس‪.‬‬
‫علي حديثي وقال‪:‬‬‫وفي منتصفها قام أحد الناس وقطع ّ‬
‫يا ش ��يخ لقِّ ن فالن ًا الشهادتني‪ ،‬ويشير لشخص أمريكي‬ ‫باب كبري للرزق‬
‫بجواره‪.‬‬
‫‪ -‬فقلت‪ :‬الله أكبر‪.‬‬ ‫والبسمة باب للرزق‪ :‬فهناك م َثل صيني‪( :‬الشخص‬
‫‪ -‬فاقت ��رب األمريكي مني أم ��ام الناس‪ ،‬فقلت له‪ :‬ما‬ ‫ال ��ذي ال يبتس ��م ال ينبغ ��ي له أن يفتح متج ��راً)‪ ..‬ولقد‬
‫الذي ح ّببك في االسالم وأردت أن تدخله؟‬ ‫�ب عم ��ال أحد احمل�ل�ات في باري ��س زيادة‬
‫أن طال � َ‬
‫ح ��دث ْ‬
‫‪ -‬فقال‪ :‬أنا أملك ثروة هائلة وعندي شركات وأموال‪،‬‬ ‫عماله إال‬
‫مرتباتهم‪ ،‬فرفض صاحب احملل‪ ،‬فما كان من ّ‬
‫ولكني لم أش ��عر بالس ��عادة يوم ًا من األيام‪ ،‬وكان عندي‬ ‫أن جلؤوا إلى حيلة بسيطة وهي التكشير وعدم االبتسام‬
‫موظ ��ف هن ��دي مس ��لم يعم ��ل ف ��ي ش ��ركتي‪ ،‬وكان راتبه‬ ‫ف ��ي وجه الزبائ ��ن‪ ..‬ولقد أدى ذلك إلى انخفاض معدل‬
‫البيع في األسبوع األول لنسبة تصل حلوالي (‪ )٪ 60‬عن‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪44‬‬
‫احتما ًال للمس ��ؤولية وأصلح ملواجهة الشدائد ومعاجلة‬ ‫قلي�ل ً�ا‪ ,‬وكلما دخل � ُ�ت عليه رأيتُ ��ه مبتس ��م ًا‪ ،‬وأنا صاحب‬
‫الصعاب واإلتيان بعظائم األمور‪ .‬وهناك نفوس تستطيع‬ ‫املالي�ي�ن لم أبتس ��م يوم� � ًا من األيام‪ ,‬قلت في نفس ��ي‪ :‬أنا‬
‫ِّ‬
‫أن تصنع من كل شيء شقاء‪ ،‬ونفوس تستطيع أن تصنع‬ ‫عن ��دي األم ��وال وأنا صاحب الش ��ركة‪ ,‬واملوظ ��ف الفقير‬
‫من كل ش ��يء س ��عادة‪ ...‬احلياة ِفن‪ ،‬و َفن ُيتعلم؛ فاجتهد‬ ‫فقلت له‬
‫ُ‬ ‫يبتس ��م وأنا ال أبتس ��م! فجئته يوم ًا م ��ن األيام‬
‫أن تتعل ��م هذا الفن‪ .‬والنفس الباس ��مة ه ��ي التي جُتيد‬ ‫أريد اجللوس معك‪ ،‬وسألته عن ابتسامته الدائمة‪.‬‬
‫أن تق ��وم بهذا الفن فت ��رى الصعاب مذلَّلة ميكن التغلب‬ ‫ فق ��ال ل ��ي‪ :‬ألنن ��ي مس ��لم أش ��هد أن ال إل ��ه إال الله‬
‫عليها‪ ..‬ترى اجلبال الشاهقة وديان ًا سهلة ميكنها املشي‬ ‫وأشهد أن محمد ًا رسول الله‪.‬‬
‫عليها‪ ..‬أما هذه النفس العابس ��ة فترى الصغائر عظائم‬ ‫‪ -‬قلت له‪ :‬هل يعني أن املسلم طوال أيامه سعيد؟‬
‫يصع ��ب جتاوزه ��ا‪ ..‬ودائم� � ًا تتع ّل ��ل ب� �ـ‪ :‬ل ��و وإذا وإن‪ ...‬إنّ‬ ‫ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫صاحب هذه النفس يو ّد أن ينجح في حياته‪ ..‬أن يحقق‬ ‫‪ -‬قلت‪ :‬كيف ذلك?‬
‫أحالم ��ه وطموح ��ه وال يريد أن يدفع الثمن‪ ..‬إنه ينتظر‬ ‫ قال‪ :‬ألننا س ��معنا حديث ًا عن النبي [ يقول فيه‪:‬‬
‫السماء حتى متطر ذهب ًا وفضة‪ ،‬أو تنشقّ األرض فتُ خرج‬ ‫«عجب� � ًا ألمر املؤمن‪ ,‬إن أمره كل ��ه خير‪ ,‬إن إصابته َضراء‬
‫إصابته َس� � ّراء ش ��كر فكان خير ًا‬
‫له كنزاً!)‪.‬‬ ‫صبر فكان خير ًا له‪ ,‬وان َ‬
‫له»‪ ،‬وأمورنا كلها بني الس ��راء والضراء‪ ,‬أما الضراء فهي‬
‫صبر لله‪ ,‬وأما السراء فهي شكر لله‪ ،‬حياتنا كلها سعادة‬
‫فوائد �صحية‬ ‫في سعادة‪.‬‬
‫ قلت له‪ :‬أريد أن أدخل في هذا الدين‪.‬‬
‫وللبس ��مة فوائ ��د كثيرة‪ ،‬فهي حُت ��دث تفاعالت بدنية‬ ‫‪ -‬ق ��ال‪ِ :‬ا ْش� � َه ْد أن ال إل ��ه إال الل ��ه وأن محمد ًا رس ��ول‬
‫تساعد على جتديد النشاط احليوي‪ ..‬و ُتو ِّلـد اإلحساس‬ ‫الله‪.‬‬
‫بالصح ��ة‪ ..‬و ُتزيل االنقباض النفس ��ي‪ ..‬وتس� � ِّبب الراحة‬
‫الذهني ��ة‪ ..‬حت ��ى قال ��وا‪ :‬إن م ��ا يفعل ��ه الضح ��ك ف ��ي‬ ‫ويكمل العوضي حديثه قائ ًال‪:‬‬
‫قلت لهذا األمريكي أمام الناس اش ��هد الشهادتني‪ ،‬الضاحك كفعل الدواء في املرض‪.‬‬ ‫‪ُ -‬‬
‫وطالقة الوجه‪ ..‬وانش ��راح‬ ‫فاحرصوا على البس ��مة‪َ ..‬‬ ‫فلقّ نت ��ه وق ��ال أم ��ام امل�ل�أ‪« :‬أش ��هد أن ال إل ��ه إال الله وأن‬
‫الصدر‪ ..‬تعيشوا سعداء‪ ..‬بل من أسعد الناس‪l‬‬ ‫محمد ًا رسول الله»‪ ..‬ثم انفجر يبكي أمام‬
‫الناس‪ ,‬فجاء من يريد التخفيف عنه‪.‬‬
‫‪ -‬فقل ��ت له ��م‪ :‬دعوه يبك ��ي‪ .‬وملا انتهى‬
‫من البكاء‪ ،‬قلت له‪ :‬ما الذي أبكاك?‬
‫‪ -‬ق ��ال‪ :‬والله دخ ��ل في صدري فرح لم‬
‫أشعر به منذ سنوات‪.‬‬

‫احلياة فن‬
‫يق ��ول األس ��تاذ أحمد أمني ف ��ي كتابه‬
‫«فيض اخلاطر»‪( :‬ليس املبتسمون للحياة‬
‫أسعد حا ًال ألنفسهم فقط‪ ..‬بل هم كذلك‬
‫أقدر عل ��ى العمل وأكثر‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪45‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫�أوراق‬
‫�أدبية‬
‫�أدب الأطفال‬
‫يف حوار مع الفنانة عبري النحا�س‬
‫حاورتها‪ :‬منال املغربي‬
‫على الرغم من اجلهود التي ُتبذل من أجل رفع مستوى أدب األطفال في العالم اإلسالمي على صعيد املؤسسات‬
‫التعليمي ��ة‪ ،‬وعل ��ى الصعي ��د اإلعالم ��ي والفضائي والس ��ينمائي والتلفزيون ��ي‪ ،‬إال أن الناظر يالح ��ظ أن تأثير أدب‬
‫األطفال في الساحة الثقافية ما زال ضعيف ًا ومتعثراً‪.‬‬
‫وحول واقع أدب األطفال كان للمجلة لقاء مع الفنانة عبير النحاس‪:‬‬
‫ولكنْ لنتع ّرف �أو ًال عليها يف هذه ال�سطور‪:‬‬
‫‪ l‬هي من مواليد حمص – سوريا‪.‬‬
‫‪ l‬فنانة تشكيلية‪ ،‬وكاتبة سيناريو قصص للناشئة‪،‬‬
‫ص ��در له ��ا سلس ��لة منه ��ا بعن ��وان‪« :‬أبطال صغ ��ار من‬
‫فلسطني»‪.‬‬
‫‪ l‬معلّمة ملادة الرسم‪.‬‬
‫‪ l‬حاصل ��ة عل ��ى ش ��هادة املرك ��ز الكن ��دي للتنمية‬
‫عن دورات‪( :‬أس ��رار القوة الذاتية) – (قوة التحكّ م في‬
‫الذات)‪.‬‬
‫‪ l‬مش ��رفة «أدب األطفال» في موق ��ع رابطة ( ُرواء)‬
‫لألدب اإلسالمي‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ l‬نش ��رت قصص� �ا ورس ��ومات ف ��ي العدي ��د م ��ن‬
‫املجالت‪.‬‬

‫‪« .1‬نب ��ر ال ��داع »‪ :‬كتب � ِ�ت قصص� � ًا للناش ��ئة منه ��ا‪:‬‬
‫سلس ��لة «أبطال صغار من فلسطني»‪« ،‬مغامرات بنات»‪،‬‬
‫‪ l‬ق ��د يكون هذا ال ��كالم صحيح� � ًا‪ ،‬وأول ما يحتاجه‬ ‫«فضولي ��ات ولكن»‪ ،‬وهناك أعمال قي ��د الطباعة فما‬
‫الق ��ادم نحو عال ��م الطفولة‪ ،‬محبتهم والتعامل املباش ��ر‬ ‫الذي دفعك إلى الكتابة في هذا املجال؟‬
‫معهم وااللتصاق مبجتمعاتهم‪ ،‬حينها س ��يعرف من أين‬ ‫‪ l‬بداية أش ��كر مجلتكم الرائدة منبر الدا وأس ��أل‬
‫يغ ��رف كلماته وتعبيراته‪ ،‬وس ��يتعرف على حاجاتهم وما‬ ‫الل ��ه أن يبارك هذه الهمم وه ��ذا العطاء‪ ،‬ومن ثم فإن‬
‫يثي ��ر اهتمامه ��م‪ ،‬وس ��يعرف كي ��ف يتس ��لل بفكرته نحو‬ ‫األمومة وحدها هي التي جذبت سنان القلم نحو أدب‬
‫عقوله ��م‪ ،‬وس ��يفرض علي ��ه علم ��ه بطبائعه ��م االبتع ��اد‬ ‫الطف ��ل اجلميل املمتع‪ ،‬رأيت فجوة ونقص ًا فيما َّ‬
‫يقدم‬
‫يغص به ��ا أدب الطفل العربي‬ ‫عن املباش ��رة املقيتة التي ّ‬ ‫له ��م؛ فقل � ُ�ت نرتقُ ه ��ذا الص ��دع‪ ،‬لعلنا نرف ��ع في هذا‬
‫واملسلم‪.‬‬ ‫البناء بعض ال َّل ِبنات‪.‬‬
‫أن أدب األطفال اليوم في‬
‫تر ْين ّ‬
‫‪« .3‬م الداعيات»‪ :‬وهل َ‬ ‫إن أصع ��ب الكتاب ��ة‬
‫‪« .2‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ُ :‬يق ��ال ّ‬
‫عاملنا العربي واإلسالمي حقّ ق دوره باالرتقاء بشخصية‬ ‫تعليقك؟ وما الش ��روط‬
‫ِ‬ ‫ه ��ي تلك املوجه ��ة للطفل؛ فما‬
‫الطفل ورفع مستواه الفكري واألدبي؟‬ ‫الالزمة ملن يريد الولوج في هذا الباب؟‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪46‬‬
‫�أوراق‬
‫الطفل نحو الورق هو الرس ��م واللون واجلمال‪ ،‬ومن ثم‬
‫ف ��إن احلرف يبدأ عمل ��ه؛ ولكن املش ��كلة دائم ًا تكون في‬
‫�أدبية‬
‫املجتم ��ع الذي ال يق � ّ�در قيمة الرس ��ام الواعد فال جند‬
‫من يهتم ويش ��جع ولده املوهوب إال ما ندر‪ .‬ومن واجب‬
‫الرس ��ام أخي ��ر ًا أن يراع ��ي حاجات الطفل وه ��واه‪ ،‬وهذا‬
‫لي ��س م ��ن الترف في ش ��يء‪ ،‬بل هو حاجة أساس ��ية من‬
‫حاجات التربية‪.‬‬
‫برأيك ما دور املناهج الدراس ��ية في‬
‫ِ‬ ‫‪« .6‬منبر الداع»‪:‬‬
‫تفعيل أدب األطفال‪ ،‬والتشجيع على االرتباط بالقراءة‬
‫أو بأدب األطفال اإلسالمي؟‬
‫‪ l‬إن للكت ��اب املدرس ��ي اجلمي ��ل املمتع ال ��ذي يراعي‬
‫اجل ��ودة املطلوب ��ة أش � ّ�د األث ��ر؛ فه ��و الكتاب ال ��ذي يالزم‬
‫الطفل ويتفاعل معه ش ��اء أم أَبى‪ ،‬ومن ثم لو أحبه أحب‬
‫الكتب‪.‬‬
‫ً‬ ‫غيره من‬
‫‪« .7‬ن ر الدت»‪ :‬من أهم وسائل انتشار أدب األطفال‪:‬‬ ‫‪ l‬إنّ ألدب الطفولة الناجح فعل الس ��حر‪ ،‬فهو بداية‬
‫الرس ��وم املتحرك ��ة ثالثي ��ة األبع ��اد‪ ،‬فه ��ل اس ��تفاد‬ ‫ل ��و ُأ ِ‬
‫حس ��نَ اس ��تخدامه س ��يأتي لن ��ا بق ��ارئ َنه ��م يه ��وى‬
‫املتخصص ��ون من هذه التقني ��ات على الوجه املطلوب؟ ‪l‬‬‫ّ‬ ‫احلرف‪ ،‬وهذا أمر نفتقده في هذا اجليل الذي سيطرت‬
‫في احلقيقة ما زال الطريق في أوله‪ ،‬ورمبا تلعب الكلفة‬ ‫عليه الشاش ��ات واجلواالت‪ ،‬ومن ثم فنحن نستطيع من‬
‫العالي ��ة دور ًا كبي ��راً؛ فرؤوس األموال املس ��تثمرة في هذا‬ ‫خالل ��ه أن نبني الش ��خصية التي نريد عب ��ر مثال يحبه‬
‫املج ��ال م ��ا تزال قليلة جداً‪ ،‬وس ��بب هذا األم ��ر قناعاتنا‬ ‫ويتعاطف معه‪ ،‬وم ��ن ثم يقلد فعله‪ ،‬فيحمل ِق َيمه التي‬
‫اخلاطئ ��ة‪ ،‬وع ��دم وع ��ي األمة ملا ف ��ي أدب الطفل من أثر‬ ‫مبدادنا‪.‬‬
‫نزرعها ِ‬
‫عظيم‪.‬‬ ‫يقدم للطفل املس ��لم فهو م ��ا يزال بغالبيته‬ ‫أم ��ا عما َّ‬
‫***‬ ‫يدور حول فكرة الطفل املثالي‪ ،‬والكاتب املثالي‪ ،‬والنهاية‬
‫ف ��ي خت ��ام اللق ��اء نوج ��ه ش ��كرنا لألديب ��ة الرس ��امة‬ ‫وي ِّ‬
‫بش ��ر‬ ‫املرضي ��ة‪ .‬ولك ��ن بالطبع هن ��اك ما ُيثلج الصدر‪ُ ،‬‬
‫عبي ��ر النح ��اس مضيف�ي�ن أن ��ه ق ��د آن األوان لالهتم ��ام‬ ‫باخلير‪.‬‬
‫ب ��أدب األطفال اإلس�ل�امي م ��ن ناحية توجي ��ه االهتمام‬ ‫‪« .4‬منب ��ر ال ��داع»‪ُ :‬يواج ��ه أدب األطف ��ال اإلس�ل�امي‬
‫حتدي ��ات كبيرة تفرضها وس ��ائل اإلع�ل�ام التي جتذبهم‬
‫ل ��كل األجناس األدبي ��ة في صيغته ��ا الورقي ��ة والرقمية‬
‫إليها‪ ،‬فهل األدباء العاملون في هذا املجال على مس ��توى‬
‫واإلذاعية والفضائية واملسموعة‪ ،‬مع فتح باب املسابقات‬
‫هذه التحديات؟‬
‫وعقد املهرجانات‪ ...‬وال ميكن بالتالي أن يتحقق النجاح‬
‫‪ l‬هن ��اك اهتم ��ام ب ��دأ ب ��أدب الطفل تظهر ش ��عاعات‬
‫ف ��ي هذا املجال إال إذا أولينا اخلب ��راء واملتخصصني في‬
‫نوره من خالل املس ��ابقات الكثيرة التي توفر دعم ًا ورفد ًا‬
‫هذا املجال اهتمامنا ‪l‬‬
‫جمي�ل ً�ا ألدب الطف ��ل‪ ،‬ولكن ما يزال الكثي ��ر من األدباء‬
‫ُيحجمون عن الكتابة للطفل‪ ،‬مع العلم أنه ليس كل َمن‬
‫نقدر قيمة من نكتب‬ ‫شمر عن ساعده جنح‪ ...‬نحتاج أن ِّ‬ ‫ّ‬
‫لهم ونعرف مس ��توى الذكاء الذي يتمتعون به؛ فما عاد‬
‫ه ��ذا الطفل بس ��يط ًا كما كان أطفال األجيال الس ��ابقة‪،‬‬
‫وما عاد ُيقنعه ما كان ُيف َعل مع سابقيه‪.‬‬
‫‪« .5‬م ��ر الداعيا»‪ :‬كونك مهتمة بالرس ��م‪ ،‬ولك س ��ابق‬
‫جترب ��ة ف ��ي العدي ��د م ��ن القصص؛ فإل ��ى أي م ��دى تلعب‬
‫املؤثرات البصرية دور ًا في إقبال األطفال على القراءة؟‬ ‫ِّ‬
‫‪ l‬إن للصورة املرس ��ومة دور ًا كبي ��ر ًا في هذا النوع من‬
‫األدب وفي غيره أيض ًا‪ ،‬فال يخفى علينا أنّ أول ما يجذب‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪47‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪ ...‬وقالت ال�شريعة‬
‫فتاوى عن احلج‬
‫للفقيه الدكتور عجيل النَّشْمي*‬

‫طبيعية كالش ��جر واجلبال وكل ما ليس فيه روح‪.‬‬ ‫اإلعان ��هعل ��ىاملعصي ��ة‬
‫أم ��ا ع ��ن الصالة ف ��ي الثياب الت ��ي فيه ��ا التصاوير‬ ‫املعتبرة ملسألة اإلعانة‬
‫َ‬ ‫‪ .1‬ما الضوابط الفقهية‬
‫احمل ّرم ��ة‪ ،‬فإنه ��ا صحيح ��ة مع إث ��م ُل ْبس ه ��ذه الثياب‪.‬‬ ‫عل ��ى املعصي ��ة العم ��ل في خياط ��ة الثياب للنس ��اء‬
‫وأم ��ا عن لبس الثياب املزخرف ��ة وامللونة بألوان ناصعة‬ ‫الس ��افرات‪ ،‬إص�ل�اح الس ��اتاليت أو التلف ��از‪ ،‬وغيرها‬
‫(‪)1‬للنظ ��ر‪ ،‬فنق ��ول‪ :‬إنه مكروه ولي ��س حرام ًا؛ ألن ُعرف‬ ‫مما يفوق احلصر؟ وش ��كراً‪.‬‬
‫الن ��اس العام أنه لب ��اس ملفت(‪ )1‬للنظر فإنه ُيعد لباس‬ ‫‪ l‬أم ��ا خياطة ثياب النس ��اء الس ��افرات فه ��و إعانة‬
‫عل ��ى املعصي ��ة ألن ��ك تعلم أن ه ��ذا النوع م ��ن املالبس‬
‫شهر الشخص بني الناس‬ ‫ش ��هرة أي من األلبسة التي ُت ِ‬
‫الش ��هرتني‪،‬‬‫ويش ��ار إلي ��ه‪ ،‬وق ��د نهى رس ��ول الله  عن ُّ‬ ‫تلبس ��ه الس ��افرات في الع ��ادة للخروج به أم ��ام الرجال‬
‫فقي ��ل‪ :‬ي ��ا رس ��ول الل ��ه وما الش ��هرتان؟ ق ��ال ‪« :‬رقة‬ ‫األجان ��ب‪ ،‬ف ��إن كان مما ال تخرج به وإمن ��ا هي مالبس‬
‫ُتلبس عادة في البيت فال بأس بخياطتها‪ .‬وأما إصالح‬
‫وق َصرها‪،‬‬ ‫الثياب وغلظها‪ ،‬ولينها وخش ��ونتها‪ ،‬وطولها ِ‬
‫الس ��تاليت والتلفزيون فال بأس به ألنه جهاز ُيستخدم‬
‫ولكن س ��داد ًا بني ذل ��ك واقتصاداً»‪ ،‬ولباس الش ��هرة قد‬
‫للمب ��اح واحمل ّرم‪ ،‬ما لم تعلم أن هذا الش ��خص بذاته ال‬
‫يك ��ون أنيق� � ًا أو مبت ��ذ ًال مقطع� � ًا فحكم ��ه واح ��د ألن ��ه‬
‫يس ��تخدمه إال للحرام فال ُتعينه على املعصية‪.‬‬
‫يلف ��ت نظر الن ��اس إليه‪ .‬لكن ل ��و كان اللباس من عادة‬
‫الن ��اس كما هو في بعض البالد اإلفريقية مث ًال فإنه ال‬
‫األلبس ��ة التي عليها صور‬
‫يع ��د حينئذ لباس ش ��هرة‪ ،‬وهذا كله بالنس ��بة للش ��باب‬ ‫‪ .2‬كث ��رت ه ��ذه األي ��ام وخاص ��ة عند الش ��باب‬
‫ويتش � َّ�دد ف ��ي الكراه ��ة بالنس ��بة للنس ��اء‪،‬‬
‫أو الرج ��ال‪ُ ،‬‬ ‫والش ��ابات ‪ -‬لب ��س الفاني�ل�ات الت ��ي فيه ��ا ص ��ور‬
‫كما ُيتش � َّ�دد في ه ��ذا احلكم إذا كانت ه ��ذه الثياب مما‬ ‫ألش ��خاص أو حيوان ��ات أو غيره ��ا‪ ،‬فم ��ا حكم لبس‬
‫اختُ ��ص به غير املس ��لمني م ��ن املش ��ركني وغيرهم‪ ،‬فال‬ ‫مثل هذه الثي ��اب؟ وهل تصح الصالة بها؟ وما حكم‬
‫يج ��وز لبس ��ه بقصد التش ��به به ��م‪ .‬ونرى أنه ��ا مكروهة‬ ‫لب ��س الثياب املزخرفة وذات األل ��وان امللفتة للنظر‬
‫كراه ��ةحت ��رميللكب ��ار‪،‬وه ��يللصغ ��ارمكروه ��ة‪.‬‬ ‫مما يلبس ��ه بعض الش ��باب والش ��ابات؟‬
‫رج ��ح بع ��ض الفقه ��اء الق ��ول بحرم ��ة لبس هذه‬ ‫‪ّ l‬‬
‫التصدق عن أبيها‬ ‫ّ‬ ‫امرأة تريد‬ ‫الثي ��اب الت ��ي عليه ��ا تصاوير إنس ��ان أو حي ��وان ملا رواه‬
‫‪ .4‬ام ��رأة تريد أن ُتخ ��رج صدقة عبارة عن مبلغ‬ ‫أب ��و طلحة رضي الله عنه قال‪ :‬س ��معت رس ��ول الله ‬
‫م ��ن الدناني ��ر‪ ،‬وتنوي ثوابه ��ا إلى أبيه ��ا‪ ،‬فهل يصح‬ ‫يق ��ول‪« :‬ال تدخل املالئك ��ة بيت ًا فيه كل ��ب وال تصاوير»‪،‬‬
‫ذل ��ك؟وه ��ليحص ��لل ��هه ��ذاالث ��واب؟‬ ‫واللب ��س فيه نوع احترام لهذه التصاوير‪ ،‬فيكون حكمه‬
‫‪ l‬نع ��م‪ ،‬ه ��ذا الفع ��ل احلس ��ن جائ ��ز‪ ،‬ويص ��ل ثوابه‬ ‫حك ��م تعليقها‪ .‬لكن لو ُطمس ��ت هذه التصاوير أو أزيل‬
‫بتقدي ��ر الل ��ه إل ��ى وال ��دك‪ .‬فق ��د اتف ��ق رأي احلنفية‬ ‫منها ما ال تبقى معه احلياة ‪ -‬كإزالة الرأس ‪ -‬فال بأس‬
‫واحلنابل ��ة في أن ثواب العبادة يصل إلى امليت‪ ،‬س ��واء‬ ‫حينئ ��ذ‪ ،‬وكذلك يجوز لبس الثي ��اب التي فيها تصاوير‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪48‬‬
‫هل تعرفني؟‬
‫يحررها‬
‫ِّ‬ ‫زاوية حديثية‬
‫الشيخ حسن قاطرجي‬
‫حدي ��ث ‪« :149‬إمن ��ا ُجع ��ل الط ��واف بالبي ��ت‪ ،‬وبني الصف ��ا واملروة‪،‬‬
‫ورمي اجلمار‪ :‬إلقامة ذكر الله»‪.‬‬
‫هذا حديث حسن‪ ،‬رواه بهذا اللفظ اإلمام أبو داود في سننه (‪)1883‬‬
‫وس ��كت عليه‪ ،‬وبنحوه رواه اإلمام الترمذي بالس ��ند نفسه عن السيدة‬
‫اجلليلة أم املؤمنني عائش ��ة رضي الله عنها عن زوجها س ��يدنا رس ��ول‬
‫الله [‪ ،‬ثم قال‪ :‬وهذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫كما رواه اإلمام ابن أبي شَ � � ْيبة في «املصنَّف» (‪ ،)15571‬واإلمام أحمد‬
‫ف ��ي املس ��ند (‪ 24351‬و ‪ ،)25080‬واحلافظ ابن اجل ��ارود في «املنتقى» ‪ -‬ح‬ ‫أكان ص�ل�اة أم صوم ًا أم َح ّج ًا أم قراءة‬
‫‪ - 457‬واب ��ن ُخ َزيمْ ��ة في صحيح ��ه (‪ 2738‬و ‪ 2882‬و ‪ ،)2970‬واحلاكم في‬ ‫وح ّجتهم‬ ‫وذكر ًا أم صدقة أم غير ذلك‪ُ .‬‬
‫الذهبي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫«املستدرك» ‪ 459 :1‬وصححه ووافقه‬ ‫ف ��ي ه ��ذا قول ��ه تعال ��ى‪ :‬واس ��تغفر‬
‫القداح وهو‬ ‫وفي س ��ند احلديث في كل ُط ُرقه ُعبيد الله بن أبي زياد ّ‬ ‫لذنب ��ك وللمؤمنني واملؤمنات‪ ،‬وروي‬
‫مختلف فيه‪ :‬من العلماء من وثّ قه ومنهم من ض ّ َعفه‪ ،‬وخالصة الكالم‬ ‫أملحينْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بكبش�ْي�نْ‬ ‫ضحى‬ ‫أن النب ��ي  ّ‬
‫أمره قريب ‪1.‬هـ‪.‬‬
‫احملدث محمد ع ّوامة‪ُ :‬‬‫ِّ‬ ‫فيه كما قال شيخنا‬ ‫أحدهم ��ا عنه واآلخر عن أمته‪ .‬وروى‬
‫ولذلك حديثه صحيح باجلملة حسن اصطالح ًا والله أعلم‪.‬‬ ‫عمرو بن ش ��عيب عن أبيه عن َج ّده أن‬
‫وثبت موقوف ًا من كالم الس ��يدة عائش ��ة رواه احلافظ ابن أبي شَ � � ْيبة‬
‫رس ��ول الله  ق ��ال لعمرو بن العاص‬
‫ف ��ي املص َّن ��ف (‪ ،)15570‬و احلاف ��ظ عبد الرزاق في املص َّن ��ف (‪ )8961‬من‬
‫مل ��ا س ��أله ع ��ن أبي ��ه‪« :‬ل ��و كان مس ��لم ًا‬
‫طريقني عنها‪.‬‬
‫واحلاصل أن احلديث ورد مرفوع ًا وكذلك موقوف ًا من كالم الس ��يدة‬ ‫فأعتقت ��م عن ��ه‪ ،‬أو تصدقت ��م عن ��ه‪ ،‬أو‬
‫عائشة‪ ،‬رضي الله عنها‪.‬‬ ‫حج ْجت ��م عنه بلغه ذل ��ك» أخرجه أبو‬ ‫َ‬
‫معنى احلديث‬ ‫داود ‪ ،302 : 3‬وقال ��وا‪ :‬إن قول ��ه تعالى‪:‬‬
‫مقصد مناس ��ك احلج ِ(ذ ْكر الله) وإقامتُ ه في‬ ‫ِ‬ ‫يدل احلديث على أنّ‬ ‫وأن لي ��س لإلنس ��ان إال م ��ا س ��عى‬ ‫ْ‬
‫القلوب وواقع احلياة‪ ،‬وفي هذا فائدة عظيمة في بيان (مرتبة ذكر الله)‬ ‫معناه‪ :‬ال يجب لإلنس ��ان إال ما سعى‪.‬‬
‫لذكْ ري} وله‬ ‫أجل ِه ُش ��رعت العب ��ادات {وأقم الص�ل�ا َة ِ‬ ‫في اإلس�ل�ام‪ :‬فمن ِ‬ ‫وعن ��د املالكية يجوز فيما عدا الصالة‬
‫وإلرضائ ِه ينبغي أن َيصرف اإلنسانُ ُع ُمره‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫سبحانه وتعالى‬ ‫والصي ��ام‪ ،‬وعن ��د الش ��افعية فيما عدا‬
‫والذكر هو ذكر اللس ��ان بالثناء واحلمد‪ ،‬وبالداللة عليه س ��بحانه‬ ‫الص�ل�اة‪ ،‬وف ��ي الصيام وق ��راءة القرآن‬
‫وتعالى وهداية الناس إليه والتعريف بش ��رعه‪ ،‬وذكر القلب بالتعظيم‬ ‫خ�ل�اف‪ .‬وم ��ن ه ��ذا يتب�ي�ن أن ث ��واب‬
‫والتقدي ��س واالمت�ل�اء ُح ّب� � ًا له ‪ -‬تق � ّ�دس وتعالى‪ -‬ورض ًا عنه وتس ��ليم ًا‬ ‫يصل إلى والدك عند جمهور‬ ‫الصدقة ِ‬
‫وإعالء‬
‫ً‬ ‫طاعة له وعم ًال بش ��رعه‬
‫ً‬ ‫بقضائ ��ه وأمره ونهي ��ه‪ ،‬وذكر اجلوارح‬ ‫الفقه ��اء‪ ،‬فقومي بهذا العمل الطيب‪،‬‬
‫ألوامره ونواهيه فوق كل أوامره ونواهي غيره‪.‬‬ ‫فه ��ذا بع ��ض ح ��ق وال ��دك علي ��ك‪ ،‬أن‬
‫احلاج أو غير احلاج بلس ��انه‬ ‫ّ‬ ‫ولي ��س م ��ن (إقامة ذكر الل ��ه) أن ُ‬
‫يذك َره‬ ‫حُتس ��ني إليه حي ًا وميت ًا ‪l‬‬
‫وثناء‬
‫ً‬ ‫ثم في حياته العملية هو أش � ُّ�د ِذكر ًا للدنيا وأكثر مدح ًا وتعظيم ًا‬
‫ويعلون في ممارستهم احلياتية أو السياسية أو‬ ‫على من ُيخالفون أم َره ُ‬ ‫* ‪www. dr-nashmi. com‬‬
‫االجتماعية‪ :‬التقاليد اجلاهلية أو القوانني الوضعية!!‬
‫حقيقة دينكم ومقاص َد‬ ‫ً‬ ‫احلجاج وافْ ق َُهوا أيها املسلمون‬‫ّ‬ ‫فانتبهوا أيها‬
‫عباداتك ��م وكون ��وا منس ��جمني م ��ع أنفس ��كم‪ :‬حال ��ة أدائك ��م للعب ��ادات‬
‫‪ :‬ملفت ��ة خط ��أ لغ ��وي‬ ‫‪.1‬‬
‫وتوجهاتكم الفكرية والس ��لوكية والسياس ��ية‬ ‫�يرت ُكم احلياتي ��ة ُّ‬ ‫وف ��ي ِس � ِ‬
‫واالجتماعي ��ة‪ ،‬واطلبوا الهداية والثبات عليها من الله فإن ذلك أعظم‬ ‫ش ��ائع‪ ،‬و الص ��واب‪ :‬الف ��ت؛ ألن املاضي‬
‫املطالب وأنفس الرغائب {ر َّبنا ال ُتزغْ قلو َبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من‬ ‫( َلفتَ ) وليس (ألفتَ )‪.‬‬
‫لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} ‪l‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪49‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫مبارك حجابك‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ط‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫يهنئ املنتد‬
‫تهانينا‬
‫لورا األبيض‬
‫وزكي� �ة ال� �راوي وفاطم� �ة ‪ -‬ق�سم الطالبات‬
‫ق‬
‫ض ��اة مبناس� �‬ ‫حلج ��اب‪ ،‬كما‬
‫ا‬
‫بة ارتدائه� �ن‬ ‫م ال‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬
‫س‬ ‫ق‬ ‫ك‬ ‫ار‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ي‬
‫نا�شئات لزين� �‬ ‫حس� �كوك ل‬
‫بسهما احلجاب‪ .‬وتبارك نا ب وخديجة‬
‫هد‬ ‫الش� �يخ التزا‬
‫مها باحلجاب‪ .‬نس ��أل الله ونوس حلياة‬
‫تعال‬ ‫من فضله‪.‬‬
‫ى أن يزيده ّن‬

‫عقد قران‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ط‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫يبارك املنتد‬
‫لعمر عب‬ ‫منال هالل‪،‬‬
‫على‬
‫ال عقد ِقرانه‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫و‬
‫حلمصي لسل‬ ‫ومحمد ال‬
‫عشي مبناسبة عقد ِقرانه َ وى احلمصي‬
‫ما‪ ،‬و‬ ‫يوسف ال‬
‫فاط قادري لألخ محمد العاص يبارك الشيخ‬
‫يع‬ ‫مة ص‬
‫ياصنة نسأل الله تعالى قد ِقرانه على‬
‫أن‬
‫يرزق اجلميع‬ ‫حياة‬
‫زوجية هانئة‪.‬‬

‫زفوا العرو�س‬
‫ق ��ادري ال‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ي‬
‫يه‬
‫ال ن� �ىء الش� �يخ‬
‫ق ��ادري مب‬
‫ناس � بة زواجه‪ .‬وتبارك متا ش� �يخ محم� �د‬
‫ي‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ض� �ر‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫وا‬ ‫ز‬ ‫رعد درزي‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫روة‬ ‫ن‬
‫املصالوي‪ ،‬ن‬
‫ها‬
‫عا‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫لل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫�أ‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أن يجمع بي‬
‫لى‬ ‫ر‪.‬‬

‫لود‬ ‫و‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫يف‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫يب� �ار‬
‫ي‬ ‫ئ‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ك القس� �م ال‬
‫�ا‬ ‫�‬ ‫حت‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ي جمعي‬ ‫�‬ ‫ف‬
‫نا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫اإلس�ل�امي ل‬
‫د‬ ‫بلس� �‬
‫م‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ي و زوجها ال‬ ‫ز‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫بشاشة مولو‬
‫د‬ ‫ة‪ ،‬ك‬
‫ه‬ ‫ز‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫عا‬ ‫العاص� �ي وزوجه ��ا زاه� �ر ما يبارك آل ال‬
‫ة‬ ‫ر‬ ‫أبو حش� �م‬
‫ج‬ ‫ما‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ب‬
‫َينْ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ب� �ورك لكم ف� �‬
‫د‪،‬‬ ‫وش� �ك‬ ‫وبلغا أ َ‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫رمت الواهب و‬ ‫ُش ّدهما ‪l‬‬
‫ّ ما‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -151‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪50‬‬
‫أنشطة‬

‫لقاء مع امل�شرتكات يف ملتقى ال�شبان امل�سلمني للحوار‬


‫نظم املنتدى الطالبي – قسم الطالبات ‪ -‬لقاء‬ ‫بنا ًء على رغبة املنتسبات مللتقى الشبان املسلمني للحوار ّ‬
‫اجلنان» بتاريخ ‪ 27‬ذي القعدة‪1430/‬‬‫تعارفي ًا لطالبات ملتقى الشبان املسلمني بعنوان‪َ « :‬ر ْو ٌح ور ْيحان‪ ..‬وأخ ّوةٌ في ِ‬
‫وبرنامج مميزٌ اش ��تمل على‪ :‬ترحيب من‬
‫ٌ‬ ‫= ‪ 15‬تش ��رين الثان ��ي‪ 2009 /‬ف ��ي بلدة القلمون؛ تخل ��ل اللقاء ترويقة‬
‫األخ ��ت أح�ل�ام احلنف ��ي‪ ،‬ت�ل�اه دعاء من الطالب ��ة عائش ��ة معرباني‪ ،‬وأدارت األخت س ��هى ش ��بلي فقرة تعارف‬
‫تخللته ��ا مناقش ��ة العديد من‬
‫الــعـــنـــاويــنالـشـبــابــيــة‪،‬ع ّرفــت‬
‫بعده ��ا الطالبة نس ��رين دالل‬
‫بإجن ��ازات املنت ��دى الطالب ��ي‪،‬‬
‫ثم ع ّرف ��ت الطالب ��ة عال عبال‬ ‫ّ‬
‫باألخ ��وات املنتس ��بات مللتق ��ى‬
‫الشبان املسلمني للحوار‪ .‬وكان‬
‫مس ��ك اخلت ��ام بإلق ��اء أح�ل�ام‬
‫احلنف ��ي قصيدتني في األخ ّوة‬
‫واحل ��ب ف ��ي الل ��ه‪ .‬واش ��تمل‬
‫اللق ��اء عل ��ى تكرمي الش ��ا ّبتني‬
‫ل ��ورا األبي ��ض وفاطم ��ة قضاة‬
‫مبناس ��بة ارتدائهم ��ا احلجاب‪،‬‬
‫وانتهى بتناول طعام الفطور‪.‬‬

‫لقاء تعاريف يف دار القر�آن الكرمي‪-‬طرابل�س‬


‫نظ ��م املنت ��دى الطالب ��ي ‪ -‬قس ��م الطالبات‬ ‫ّ‬
‫ضم ثلة م ��ن الطالبات الثانويات‬ ‫�اء تعارفي ًا ّ‬‫لق � ً‬
‫واجلامعي ��ات الالتي يرت � ْ�دنَ دار الق ��رآن الكرمي‬
‫حلف ��ظ كت ��اب الل ��ه باإلضافة إل ��ى طالبات من‬
‫مختل ��ف اجلامع ��ات‪ ،‬وذل ��ك ف ��ي ‪ 12‬تش ��رين‬
‫الثاني‪2009/‬م في دار القرآن الكرمي ‪ -‬طرابلس؛‬
‫قدمت‬‫واشتمل اللقاء على برنامج من ّوع؛ حيث ّ‬
‫عريف ��ة اللق ��اء الطالب ��ة صب ��اح محم ��د لكلمة‬
‫األخ ��ت إلفانا بش ��ير التي ر ّك ��زت فيها على دور‬
‫الطالبة ف ��ي جامعتها‪ ،‬بعدها توقفت مس ��ؤولة‬
‫قس ��م الطالب ��ات في املنت ��دى الطالب ��ي األخت‬
‫رمي ��ا حلوان ��ي عند إجن ��ازات املنت ��دى الطالبي‬
‫في طرابلس وبيروت وصيدا‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪51‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫أنشطة‬

‫حما�ضرة بعنوان‪ :‬انفلونزا اخلنازير بني الواقع والتهويل‬


‫ضم ��ن سلس ��لة احملاضرات الش ��هرية في كلي ��ة العل ��وم ‪ -‬طرابلس‪،‬‬
‫استضاف املنتدى الطالبي الطبيب رامي ديابي يوم اخلميس الواقع في‬
‫‪ 24‬ذي القعدة ‪ 12 =  ،1430 /‬ت‪ 2009/ 2‬إللقاء محاضرة بعنوان‪« :‬إنفلونزا‬
‫طالب وطالبة‪ ،‬بينّ‬
‫ٍ‬ ‫اخلنازي ��ر بني الواقع والتهوي ��ل»‪ ،‬وقد حضرها ‪140‬‬
‫احملاضر فيها مصدر املرض واملخاطر املتوقعة من اللقاحات التي ير ّوج لها‪.‬‬
‫وف ��ي نهاي ��ة احملاضرة أج ��اب عن أس ��ئلة احلضور الذين اس ��تمعوا إلى‬
‫مداخل ��ة صوتية للطبي ��ب عبد املجي ��د القطمة (خبي ��ر باألمراض‬
‫املعدية واللقاحات)‪ .‬‬

‫لقاء طالبي مبنا�سبة انطالقة العام الدرا�سي‬


‫ثل ��ة م ��ن الط�ل�اب من مختل ��ف اجلامع ��ات ش ��اركوا في‬
‫اللق ��اء الذي نظمه املنت ��دى الطالبي في بيروت مبناس ��بة‬
‫بداي ��ة العام الدراس ��ي‪ ،‬وذلك يوم األحد ف ��ي ‪ 13‬ذي القعدة‬
‫‪1430‬هـ = ‪ 1‬ت‪2009 / 2‬م في دار الدعوة – شارع حمد‪ .‬اشتمل‬
‫اللقاء على عرض مصور لنشاطات املنتدى الطالبي تاله‬
‫تق ��دمي عري ��ف اللق ��اء األخ جه ��اد فت ��ح الل ��ه لكلمة األخ‬
‫أحمد ُش ��عيب من وحي املناس ��بة‪ .‬بعد الكلمة جرى سحب‬
‫قرعة على جوائز ثقافية متنوعة‪ ،‬وفي اخلتام ُدعي اجلميع‬
‫لتناول طعام العشاء‪.‬‬

‫جمعية االحتاد الإ�سالمي ت�شارك يف حملة ائتالف اخلري لن�صرة امل�سجد الأق�صى‬
‫انطالق� � ًا م ��ن الواجب الش ��رعي في نُصرة املس ��جد‬
‫األقص ��ى وأهله املرابطني احملاصرين‪ ،‬ش ��اركت جمعية‬
‫االحت ��اد اإلس�ل�امي ف ��ي حمل ��ة ائت�ل�اف اخلي ��ر لدعم‬
‫املس ��جد األقص ��ى‪ ،‬وذل ��ك يوم ��ا اجلمعة ف ��ي ‪ 4‬و‪ 18‬ذي‬
‫القعدة ‪1430/‬هـ = ‪ /23‬تش ��رين األول و‪ 6‬تشرين الثاني‬
‫وش ��بان ًا‬
‫‪2009‬؛ حي ��ث ق ��ام إخ ��وة م ��ن اجلمعي ��ة ِش ��يب ًا ُ‬
‫وأشــبا ًال ِب َح ّث املسلمني على اإلنفاق‪ ،‬وذلك على أبواب‬
‫مس ��اجد بي ��روت‪ ،‬مع توزي ��ع مطوي ��ة بعنوان‬ ‫ع ��دد م ��ن َ‬
‫(أغيث ��وا أقصاك ��م) صادرة ع ��ن ائتالف اخلي ��ر‪ ،‬وأخرى‬
‫بعن ��وان‪( :‬األقص ��ى ف ��ي خط ��ر‪ ...‬أرق ��ام ومخططات)‬
‫أعدتها اجلمعيات واحلركات اإلسالمية في بيروت‪l‬‬ ‫ّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪52‬‬
‫أنشطة‬

‫بيان �صادر عن اجلمعيات الإ�سالمية‪« :‬الأق�صى يف خطر»‬

‫عنوان البي ��ان الذي أصدرته اجلمعيات واحلركات اإلس�ل�امية‬


‫ف ��ي بي ��روت‪ ،‬ال ��ذي يعطي نب ��ذة مهم ��ة عن املأس ��اة التي تعيش ��ها‬
‫املدينة املقدس ��ة مبس ��جدها ومعاملها وأهله ��ا‪ ،‬واألخطار واألطماع‬
‫اليهودي ��ة احملدق ��ة مبس ��جدنا األقص ��ى املب ��ارك كونه املس ��تهدف‬
‫األول ف ��ي املش ��روع الصهيون ��ي‪ ،‬فتم في ��ه فضح أطم ��اع الصهاينة‬
‫في املس ��جد األقصى‪ ،‬والتعريف بحقيقة التهويد‪ ،‬وذكر اخلطوات‬
‫اليهودي ��ة للس ��يطرة على القدس واملس ��جد األقص ��ى‪ ،‬كما مت ذكر‬
‫خطوات عملية لنصرة املسجد األقصى‪.‬‬

‫ا�ستئناف املحا�ضرات الأ�سبوعية يف دار الدعوة‬


‫‪ -1‬استأنف َْت جمعية االحتاد اإلسالمي في دار الدعوة سلسلة احملاضرات‬
‫التي كانت ُتنظمها أس ��بوعي ًا؛ وكان عنوان احملاضرة األولىالتي ألقاها الشيخ‬
‫حسن قاطرجي بتاريخ‪ 19 :‬ذي احلجة ‪1430 /‬هـ = ‪ 7‬تشرين الثاني ‪2009 /‬م‬
‫«املس ��جد األقص ��ى‪ ...‬ب�ي�ن الصخ ��ب اإلعالمي والتكلي ��ف الربان ��ي»‪ ،‬بينّ فيها‬
‫قدم بعض وس ��ائل نصرة‬ ‫أنّ الدف ��اع ع ��ن األقصى أمان ��ة ووراثة ومس ��ؤولية‪ ،‬ثم ّ‬
‫املس ��جد األقصى‪ :‬غرس حب فلس ��طني عموم ًا واملس ��جد األقصى خصوص ًا في‬
‫القلوب‪ ،‬نشر ُبغْ ض اليهود املجرمني بني الناس‪ ،‬التق ّرب إلى الله ب ُبغض احلكام‬
‫املتخاذل�ي�ن‪ ،‬إع ��ادة الثق ��ة بطري ��ق اجلهاد وبأن ��ه الطريق الوحي ��د للتحرير ووج ��وب اإلعداد له‪ ،‬تربي ��ة اجليل على‬
‫ربط اإلميان بالعمل الصالح‪ .‬وبعد احملاضرة ألقى الش ��اب الش ��اعر عامر املانع قصيدة مؤثرة بعنوان «لن َت ُهوني»‬
‫‪ -‬منش ��ورة ف ��ي صفحة (مع الش ��عر) ‪ -‬ثم‬
‫ُعرض ��ت مش ��اهد ع ��ن فلس ��طني والقدس‬
‫وجموع الش ��باب املس ��لم املرابطني للدفاع‬
‫عن املسجد األقصى‪.‬‬
‫‪ -2‬أما احملاضرة الثانية فكانت بتاريخ‬
‫‪ 26‬ذي القعدة ‪1430/‬هـ = ‪ 14‬تشرين الثاني‬
‫‪2009 /‬م‪ ،‬بعـنــوان‪« :‬استــثـــمــــار مــربــح‪...‬‬
‫جتارة مع الله في األيام املقبلة »‪ ،‬توقف فيها الشيخ حسن قاطرجي عند فضل األيام العشرة من ذي احلجة‪،‬‬
‫وفصل في شرح أنواعها‪.‬‬ ‫وبينّ كيفية استثمارها باألعمال الصاحلة ّ‬
‫‪ -3‬وكانت احملاضرة الثالثة في ‪ 4‬ذي احلجة ‪ 1430/‬بعنوان‪« :‬االستبدال‪ ...‬سنّة شرعية واجتماعية وحكمة‬
‫(بدلها) وهي حملة تهدف إل ��ى تبديل العادات‬ ‫تربوي ��ة» كان ��ت متهيد ًا لتعري ��ف الدكتور رامي ديابي بحمل ��ة ِّ‬
‫احلسنة والسنن الشرعية بالعادات السيئة واألعمال الفاسدة‪ ،‬ومن أمثلتها تبديل (السواك) بـ(السيجارة)‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪53‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫واحة القارئات‬
‫ثقافة إعالمية‬

‫رابطة رواء لألدب اإلسالمي‬


‫منت ��دى أدب ��ي يضم ب�ي�ن ثناي ��اه نخبة م ��ن األقالم‬
‫األدبي ��ة املتألقة وباقة م ��ن الكتابات اللغوي ��ة املتميزة‪،‬‬
‫متخصص في األدب اإلسالمي واللغة‪ ،‬ويشمل املنتدى‬
‫أبواب� � ًا متعددة مث ��ل‪ :‬الواحة الش ��عرية ‪ -‬وحي القلم ‪-‬‬
‫واحة القصة ‪ -‬فضاء اللغة ‪ -‬البالغة ‪ -‬مجالس السمر‬
‫‪ -‬النحو ‪ -‬آفاق أدبية‪.‬‬

‫األرقام تتحدث‪:‬‬
‫خسائر البنوك األوربية بسبب األزمة املالية‬
‫في أحدث تقرير خلس ��ائر البنوك األوروبية بس ��بب األزمة املالية‪ ،‬قال البنك‬
‫املركزي األوروبي‪ :‬أن البنوك في منطقة اليورو التي تش ��مل ‪ 16‬دولة أوروبية قد‬
‫تتعرض خلسائر تصل إلى (‪ )283‬مليار دوالر إضافية بحلول نهاية ‪ ،2010‬وأوضح‬
‫البن ��ك ف ��ي التقري ��ر الذي أص ��دره أن األزمة املالي ��ة قد تكلّف البن ��وك األوروبية‬
‫(‪ )649‬مليار دوالر بني عامي ‪ 2007‬و‪ 2010‬بسبب شطب الديون املتعثرة‪.‬‬
‫املختصر لألخبار‬

‫روائع األخبار‪:‬‬

‫حب اإلسالم وأهله‬


‫الصحابي اجلليل أبو ذر رضي الله عنه‪ :‬أَ ِح َّب اإلس�ل�ام وأهله‪ ،‬وأَحب‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫قال‬
‫الفق ��راء‪ ،‬وأَحب الغريب م ��ن كل قلبك‪ .‬وادخل في غموم الدنيا‪ ،‬واخرج منها‬
‫بالصبر‪ .‬وال تأمن لرجل أن يكون على خير‪ ،‬فيرجع إلى شر فيموت بشر‪ ،‬وال‬
‫تي ��أس من رجل يكون على ش ��ر‪ ،‬فيرجع إلى خي ��ر فيموت بخير‪ .‬ولير ّدك عن‬
‫الناس ما تعرف من نفسك‪.‬‬

‫الزهد الكبير للبيهقي برقم (‪)365‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫‪54‬‬
‫قالوا عن اللغة العربية‬

‫أوغست فيشر واللغة العربية‬

‫قال املستش ��رق األملاني أوغس ��ت فيشر‪« :‬إذا استثنينا‬


‫بوفرة‬
‫ِ‬ ‫�عب آخ � ُ�ر يحقّ ل ��ه ال َفخ ��ا ُر‬
‫يوجد ش � ٌ‬
‫ُ‬ ‫الص�ي�ن ف�ل�ا‬
‫�يق‬‫املبكر بحاجته إلى تنس � ِ‬ ‫ِ‬ ‫�عوره‬
‫لغت ��ه‪ ،‬وبش � ِ‬
‫علوم ِ‬
‫كت � ِ�ب ِ‬
‫أصول وقواع َد غي َر العرب»‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بح ْس ِب‬
‫مفرداتها‪َ ،‬‬
‫مقدم ��ة املعج ��م اللغ ��وي التاريخ ��ي‪ :‬للمستش ��رق‬
‫أوغست فيشر‪.‬‬

‫�ألعاب‬
‫اقرئي‬ ‫متاهة‬
‫اقرئي األلوان (ال الكلمات) في هذه الصورة‪.‬‬ ‫حاولي الدخول واخلروج من هذه املتاهة‪.‬‬
‫ِ‬

‫خارج املألوف‬ ‫ألغاز هندسية‬


‫بع ��ض األلغاز يحل بطريقة غير اعتيادية كما في األلغاز‬ ‫ارسمي عشرة خطوط مستقيمة لتمر من‬
‫اآلتية‪:‬‬ ‫جميع النقاط دون رفع القلم عن الورقة‪.‬‬
‫‪ .1‬لديك عش ��رون برتقالة وكيس ��ان‪ :‬كيف جتعلني في كل‬
‫كيس عشرين برتقالة؟‬
‫‪ .2‬لدي ��ك تس ��عة ِخرفان وأربع حظائ ��ر‪ :‬كيف جتعلني في‬
‫كل حظيرة عدد ًا فردي ًا من ِ‬
‫اخلرفان؟‬
‫‪ .3‬كي ��ف تذبح�ي�ن مئ ��ة خ ��روف في خمس ��ة أي ��ام على أن‬
‫اخلرفان؟ ‪l‬‬ ‫تذبحي في كل يوم عدد ًا فردي ًا من ِ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪55‬‬ ‫العدد ‪ -152‬ذو احلجة ‪1430‬‬
‫على أمل اللقاء‬
‫موعد مع احلبيب‬
‫بقلم‪ :‬أحالم احلنفي‬

‫ُتقيل عثرتي‪...‬‬ ‫معذرة يا حبيب القلب‪ ..‬ثالث س ��نوات مرت‬


‫�مت ال أفارق ��ك‪..‬‬ ‫لكن ��ي اآلن مع ��ك‪ ..‬أقس � ُ‬ ‫وأنت تنتظرني‪ ..‬لن أقول على أح ِّر من اجلمر‪،‬‬
‫س ��أحيا ب ��ك‪ ..‬وسأرس ��م بصحبتك أجم ��ل أيام‬ ‫كنت‬ ‫ب ��ل بصب ��رك ورحمتك وش ��فقتك عل � ّ�ي‪ُ ..‬‬
‫حيات ��ي‪ ،‬س ��أطبع عل ��ى جبين ��ك ُقبل ��ة الرض ��ا‪،‬‬ ‫أوفك حقك‪..‬‬ ‫أدرك أنني طوال هذه السنوات لم ِّ‬
‫لقلب‬
‫وسأحفر كلماتك في سويداء قلبي‪ .‬وأنَّى ٍ‬ ‫لطامل ��ا ضربتَ لي موعد ًا فتخ َّلفت عنه‪ ..‬لطاملا‬
‫بح � ِّ�ب أمثال ��ك إال أن يك ُب ��ر فيك؟!‬ ‫أن يحظ ��ى ُ‬ ‫فكنت‬‫ُ‬ ‫إلي يدك لتنتش ��لني م ��ن َضعفي‪،‬‬ ‫م َددتَ ّ‬
‫وصحبت ��ك أمني ��ة‬ ‫فمحبتُ ��ك غاي ��ة احمل ّب�ي�ن‪ُ ،‬‬ ‫أقوى بك حين ًا‪ ،‬وتخذلني نفسي حين ًا آخر‪...‬‬
‫العاشقني‪ ..‬فللّه د ُّرك من حبيب‪..‬‬ ‫أقدر قيمتك! ِرفعتك! وشموخك!‬ ‫ُتراني لم ِّ‬
‫ه ��ا أن ��ا اآلن أم � ّ�د إلي ��ك ي ��دي الت ��ي طامل ��ا‬ ‫كنت أعرف متام ًا َمن أنت؛ أنت‬ ‫بلى يا حبيبي‪ُ ..‬‬
‫ابتع ��دت‪ ..‬أصافح ��ك ألتابع معك املس ��ير‪ ،‬ولن‬ ‫الن ��ور ال ��ذي يضيء ل ��ي طريق ��ي ف َيهديني إلى‬
‫أفارق ��ك‪ ..‬حت ��ى عند املمات؛ س ��تظل الصاحب‬ ‫الص ��واب‪ ..‬أن ��تَ احلض ��ن الدافىء ال ��ذي يزيل‬
‫واحلبيب‪.‬‬ ‫عني نك ��د العيش ومنغِّ صات احلي ��اة‪ ..‬أنت نبع‬
‫العطاء الذي لم ولن ينضب‪.‬‬
‫أنظر إلى األحباب‪ :‬ينتظرون موعد الفرح؛‬
‫فل� � َم أجافي ��ك؟ وملاذا طال االنتظ ��ار؟ وأنتَ‬ ‫ِ‬
‫ذل ��ك املوع ��د ال ��ذي ط ��ال ألجل ��ه االنتظ ��ار‪..‬‬
‫حلم ��ي الكبي ��ر! فمعك س ��تحلو احلي ��اة‪ ،‬فأنتَ‬
‫تراه ��م يفرح ��ون ألجل ��ي‪ ،‬أم ألجل ��ك؟ أم ألنهم‬
‫زينته ��ا‪ ،‬وم ��ن دون ��ك ال قيم ��ة له ��ا‪ ..‬وصاي ��اك‬
‫وحقَّ أن‬‫سيقتبسون ومضات من سناك الباهر؟ ُ‬ ‫خ َّبأ ُته ��ا في قلبي‪ ..‬كلما ُتك تس ��ري في كياني‪..‬‬
‫يح َّبك كل من يسمع كلماتك ويراك‪ ..‬وصدقني‬
‫أس ��معها تناديني‪ ..‬توقظني من غفلتي‪ ..‬يدك‬
‫لن أغار‪..‬‬ ‫�تد‬
‫احلانية متس ��ح رأس ��ي وتواس ��يني‪ ..‬وإذا اش � ّ‬
‫والل� � َه أس ��أل أن يغف ��ر تقصي ��ري جُتاه ��ك؛‬ ‫أمل ��ي‪ ..‬فلقاؤك دوائ ��ي‪ ،‬كي ��ف ال؟ وأنت احلبيب‬
‫�ك قلي ��ل‪ ..‬آيات ��ك خبأ ُته ��ا وا َّد ُ‬
‫عيت‬ ‫ف ��زادي من � َ‬ ‫الطبيب!‬
‫علمتُ ه ��ا ول ��م أعم ��ل بها‪..‬‬
‫حفظه ��ا‪ ..‬وصاي ��اك ِ‬ ‫رسمت معك أحالم ًا وأحالم ًا‪ ..‬لطاملا‬ ‫ُ‬ ‫لطاملا‬
‫أوفيك حقك ما استطعت‪.‬‬ ‫لكني أَ ِعدك أن ِّ‬ ‫ذرف � ُ�ت الدم ��وع الغالي ��ة أللقاك‪ ..‬لتك ��ون معي‬
‫فهاك يدي فصافحني‪ ،‬ول ِْنس ��ر مع ًا في درب‬ ‫مت‬ ‫قد ُ‬ ‫إل ��ى جانبي‪ ..‬وعندم ��ا م َددتَ َّ‬
‫إلي ي ��دك ّ‬
‫احلياة‪ ،‬وم ��ا بعد احلياة‪ ..‬لتني ��ر دربي‪ ،‬وتؤنس‬ ‫األع ��ذار تل ��و األع ��ذار‪ ..‬ال تلمن ��ي ي ��ا حبيبي‪..‬‬
‫قب ��ري‪ ،‬وتش ��فع لي عند رب ��ي‪ ،‬فأن ��ت احلبيب‪..‬‬ ‫حبك ليس وهم ًا‪ ..‬لكن أعذاري كانت تناديني‪..‬‬ ‫ُّ‬
‫كتاب ربي‪l...‬‬ ‫واألي ��ادي تتجاذبن ��ي‪ .‬لكنك ظ َللْتَ تواس ��يني‪..‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -152‬ذو القعدة ‪1430‬‬
‫‪56‬‬

You might also like