You are on page 1of 12

‫المملكة العربية السعودية‬

‫جامعة أم القرى‬
‫كلية العلوم الجتماعية‬

‫بحث بعنوان‬
‫الخدمة الجتماعية بمجال رعاية المسنين‬
‫مقدم لـ‬
‫‪..‬‬

‫من الطالبة‬
‫‪..‬‬

‫الرقم الجامعي‬
‫‪..‬‬

‫الشعبة‬
‫‪..‬‬
‫المقدمة ‪:‬‬

‫تظل الشريعة السلمية السمحة والمعتقد السليم لبناء هذا البلد الكريم هي الباعث‬
‫على توطين فعل الخير في القلوب‪ ،‬وهي المحرك الدافع لبذل الخير الذي تحوطه‬
‫الرحمة ولين الجانب‪ ،‬كل ذلك عبر منظومة متجانسة ومتكاملة من الوامر والنواهي‬
‫المستمدة من القرآن الكريم والسنة المطهرة‪ ،‬وقد سبقت الشارة إلى أن من أهم‬
‫الثوابت التي يقوم عليها كيان المملكة العربية السعودية إيمانها الراسخ بال سبحانه‬
‫وتعالى وتحكيم شرعه والتقرب إليه بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه‪ ،‬وهذا ما‬
‫جبل عليه قادة هذا البلد ويحرصون على تثبيت دعائمه‪.‬‬

‫ومن مخرجات اليمان الراسخ بهذه الثوابت اللتفات إلى توقير كبار السن والعجزة‬
‫وصرف أقصى اهتمام وأبلغ عناية بهم لتكريمهم في شيخوختهم بعد أن ترجلوا عن‬
‫صهوة الشباب والقوة وأضحوا بحاجة إلى من يكرمهم ويأخذ بأيديهم في ضعفهم‪ ،‬وقد‬
‫صح عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال } إن من إجلل ال إكرام ذي الشيبة‬
‫المسلم‪ { ..‬أخرجه البخاري‪ ،‬كما أخرج الترمذي عن أنس رضي ال عنه قال‪ :‬جاء‬
‫شيخ يريد النبي صلى ال عليه وسلم فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له فقال النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم } ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا }‬

‫نشأة دور المسنين‪:‬‬


‫ولما كان اهتمام خادم الحرمين الشريفين وهاجسه ‪ -‬حفظه ال ‪ -‬تكريس العمل بتعاليم‬
‫ل وعمل‪ ،‬وهو بذلك يتعاهد‬ ‫السلم الخالدة فقد أرسى ‪ -‬أيده ال ‪ -‬تلك القواعد قو ً‬
‫الغرس الذي زرعه والده الملك عبدا لعزيز ‪ -‬طيب ال ثراه ‪ -‬فلقد أولت المملكة‬
‫العربية السعودية برامج رعاية المسنين اهتمامًا خاصًا‪ ،‬فبدأت خدمات رعايتهم‬
‫وتأمين سبل الحياة الكريمة لهم في عهد جللة الملك عبدا لعزيز آل سعود ‪ -‬رحمه‬
‫ال ‪ -‬فأولى العجزة والمسنين عناية خاصة وأمر بصرف المخصصات لهم وإنشاء‬
‫الدور الخاصة بالعناية بهم وكانت تتبع الخاصة الملكية‪ ،‬وحين أنشئت الرئاسة العامة‬
‫لدور اليتام في عام ‪1375‬هـ تولت الشراف على خدمات رعاية المسنين‪ ،‬ثم ضمت‬
‫الرئاسة العامة لدور اليتام إلى وزارة العمل والشؤون الجتماعية في عام ‪1380‬هـ‬
‫حيث تولت الوزارة مسؤولية خدمات رعاية المسنين وتطويرها وأصدرت اللوائح‬
‫الخاصة بدور الرعاية الجتماعية الخاصة برعاية المسنين‪ ،‬وفي عهد الخير والنماء‬
‫خلل العقدين المضيئين في عهد خادم الحرمين الشـريفين بدأت الخدمات المقدمة‬
‫لكبـار السـن تنتهج أسلوبًا متمـيزًا وفريدًا يخضـع دائمًا للتقويم والتطوير مستنـيرة في‬
‫ذلك بالتوجيهات الكريمة السـامية الدائمة من لدنه ‪ -‬حفظه ال ‪.-‬‬

‫‪2‬‬
‫و فيما يلي استعراض لبرز الملمح المضيئة للخدمات التي تقدمها دور الرعاية‬
‫الجتماعية تحت إشراف إدارة رعاية المسنين التي تهتم بالعمل من أجل تحقيق‬
‫خدمات الرعاية السليمة لفئة المسنين ممن ل يوجد لديهم أقارب يمكن أن يعتنوا بهم‪،‬‬
‫وذلك وفقًا لحدث الساليب العلمية وبما يضمن عملية التكاتف والتكافل الجتماعي‬
‫بين أفراد المجتمع عن طريق دور الرعاية الجتماعية‪.‬‬

‫دور الرعاية الجتماعية‪:‬ـ‬


‫تستقبل هذه الدور كبار السن ‪ -‬من الجنسين ‪ -‬الذين أعجزتهم الشيخوخة عن العمل أو‬
‫الذين يعجزون عن القيام بشؤون أنفسهم أو المرضى الذين بلغوا العشرين من‬
‫المصابين بعجز بدني أو عقلي أفقدهم القدرة على العمل أو رعاية أنفسهم بشرط‬
‫خلوهم من المراض المعدية أو المراض العقلية‪ ،‬ومن أهم شروط القبول بتلك‬
‫الدور عدم وجود أقارب يمكن أن يعتنوا بتلك الفئات‪ ،‬ولقد روعي عند إعداد هذه‬
‫الدور أن تكون قريبة إلى حياة السرة الطبيعية يتمتع فيها المسن بنوع من الستقلل‬
‫ويشعر فيها بالراحة والمن والسكينة‪ ،‬وتوفر لهم داخل تلك الدور العاشة الكاملة‬
‫والرعاية الجتماعية والصحية والنفسية وخدمات العلج الطبيعي وبرامج العناية‬
‫الشخصية‪ ،‬كما تتيح للمسنين مزاولة بعض العمال اليدوية والعمال الفنية بغرض‬
‫شغل أوقات الفراغ‪ ،‬كما يتمتع المقيمون من كبار السن داخل دور الرعاية بالبرامج‬
‫الدينية والثقافية والترفيهية المناسبة‪ ،‬ويصرف لكل مقيم بدور الرعاية الجتماعية‬
‫ل (‪..‬‬
‫مصروف جيب شهري قدره ) ‪ 150‬ريا ً‬

‫برنامج الستضافة المؤقتة للمسنين ‪:‬ـ‬


‫وحرصًا على إبقاء المسن في محيط أسرته الطبيعية فقد شرعت الدور بتطبيق‬
‫برنامج الستضافة المؤقتة‪ ،‬وهو قائم على استضافة المسن أو المسنة بالدار‪ ،‬وذلك‬
‫في الفترة الصباحية وحتى المساء ثم تأتي أسرته لخذه من الدار‪ ،‬ويحصل المسن‬
‫أثناء وجوده على كافة الخدمات المقدمة للمقيمين من رعاية طبية واجتماعية ونفسية‪.‬‬
‫أما البرامج التي تقدم لهؤلء خارج الدور فتتمثل في الزيارات والرحلت السبوعية‬
‫والنزهات التي تتم بانتظام للقادرين منهم بغية ربطهم بالمجتمع الخارجي والقضاء‬
‫على إحساسهم بالعزلة‪.‬‬
‫ومواكبة لتطلعات خادم الحرمين الشريفين وتكريسه لمبدأ التكافل الجتماعي فقد تم‬
‫الحد من مسألة القبول في هذه الدور‪ ،‬إذ يأتي أهم شرط من شروط القبول بتلك الدور‬
‫أن ل يوجد للمسن أو المسنة أقارب يمكن أن يعتنوا بهم‪ .‬والجدير بالذكر أن أكثر من‬
‫‪ %90‬من نزلء ونزيلت دور رعاية المسنين هم من الشخاص الذين ل يوجد لهم‬
‫أبناء أو أقارب وأرحام‪ ،‬وهؤلء ل يمثلون نسبة كبيرة قياسًا بنسبة السكان في هذا‬
‫المجتمع المترابط والذي ينطلق في تماسكه السري من تعليمات ديننا السلمي‬
‫الحنيف الذي يحث على البر بالوالدين والحسان إليهما‪.‬‬
‫وتوجد حاليًا عشر دور لرعاية المسنين والمسنات موزعة على أرجاء المملكة في كل‬

‫‪3‬‬
‫من )الرياض للذكور ‪ -‬الرياض للناث ‪ -‬عنيزة ‪ -‬وادي الدواسر ‪ -‬الدمام ‪ -‬الجوف ‪-‬‬
‫المدينة المنورة ‪ -‬أبها ‪ -‬مكة المكرمة – الطائف(‪.‬‬

‫مفهوم الشيخوخة ‪:‬‬


‫الشيخوخة عملية بيولوجية حتمية وهي تمثل ظاهرة من ظواهر التطور أو النمو التي‬
‫يمر بها النسان‪ ،‬إذ أنها تعني مجموعة من التغيرات المعقدة في النمو والتي تؤدي‬
‫مع مرور الزمن إلى تلف التركيب العضوي في الكائن الحي وبالنهاية إلى موته‪.‬‬
‫وتتخذ الحصائيات سن الخامسة والستين قاعدة الشيخوخة‪ ،‬حيث تفترض ان معظم‬
‫جماعة المسنين توجد فوق هذه السن ول يوجد تحتها‪ .‬ولكن الشيخوخة ل يمكن ان‬
‫تقاس ببساطة بحسب السن أو بالتغيرات الفيزيولوجية فقط‪ ،‬حيث ان العوامل النفسية‬
‫والجتماعية تدخل أيضا في الصورة‪ ،‬ولذلك فإن مشكلة الشيخوخة ليست مشكلة‬
‫جسيمة صحية فقط ولكنها مجموعة من المشكلت الصحية والنفسية والذهنية‬
‫والجتماعية‪.‬‬
‫إذًا فالشيخوخة مصطلح نسبي من نواح عديدة‪ ،‬وربما يجب ان نفهمها ل بتعداد‬
‫السنين وإنما بمدى الستهلك إذ أن ظهور بداية الشيخوخة يختلف باختلف‬
‫الشخاص وليس مقيدا بالعمر‪ ،‬ولذلك فّرق الطباء بين العمر الزمني وبين العمر‬
‫البيولوجي‪.‬‬
‫ن الرجل إذا كبر‪ ،‬وفي‬ ‫وكلمة المسن في اللغة تعني الرجل الكبير ولذلك يقال أس ّ‬
‫الصطلح هو كل فرد أصبح عاجزًا عن رعاية وخدمة نفسه إثر تقدمه في العمر‬
‫وليس بسبب إعاقة أو شبهها وإن كانت بعض المنظمات الدولية تعرفه تعريفا إجرائيا‬
‫تسهيل للتعامل فتقول المسن هو )من تجاوز عمره الستين عاما(‪.‬‬
‫وإذا كان من المتفق عليه بأن الشيخوخة هي آخر مرحلة من مراحل النمو للنسان‪،‬‬
‫فإنه ل يوجد اتفاق محدد حول متى تبدأ هذه المرحلة‪ ،‬وفي أي عمر تبدو الخصائص‬
‫الجسمية والمظاهر المميزة لهذه المرحلة؟‬
‫وتختلف المصطلحات المستخدمة لوصف كبار السن اختلفا كبيرا‪ ،‬حتى في الوثائق‬
‫الدولية‪ .‬فهي تشمل ‪) :‬كبار السن( و )المسنين(‪ ،‬و)الكبر سنا(‪ .‬و)فئة العمر الثالثة(‬
‫و )الشيخوخة(‪ ،‬كما أطلق مصطلح )فئة العمر الرابعة( للدللة على الشخاص الذين‬
‫يزيد عمرهم على ‪ 80‬عاما‪ .‬وتستخدم المم المتحدة مصطلح )كبار السن( وهو‬
‫التعبير الذي استخدم في قراري الجمعية العامة ‪ 47/5‬و ‪ .48/98‬ووفقا للممارسة‬
‫المتبعة في الدارات الحصائية للمم المتحدة‪ ،‬تشمل هذه المصطلحات الشخاص‬
‫البالغين من العمر ‪ 60‬سنة فأكثر‪) ،‬تعتبر إدارة الحصاءات التابعة للتحاد الوروبي‬
‫ان )كبار السن( هم الذين بلغوا من العمر ‪ 65‬سنة أو أكثر‪ ،‬حيث ان سن الـ ‪ 65‬هي‬
‫السن الكثر شيوعا للتقاعد(‪.‬‬
‫وأشار تقرير السكرتير العام للمم المتحدة عن المسنين ‪1973‬م والذي وضع بناء‬
‫على قرار الجمعية العمومية للمم المتحدة رقم ‪ 2842‬إلى وجود اختلف في الفراد‬
‫بالنسبة لشيخوختهم‪ ،‬فالبعض تبدأ عليه مظاهر الشيخوخة في سن ‪ 45‬سنة بينما تبدو‬
‫لدى البعض في سن ‪ 75‬ويبقى أغلب الناس فوق سن ‪ 65‬سنة في بيوتهم ويعتبرون‬
‫قادرين نسبيا على رعاية أنفسهم بالرغم من تناقص قدراتهم‪ ،‬ويشير التقرير إلى ان‬

‫‪4‬‬
‫الكثير من المسنين يعيش في حالة جسمية ممتازة ليس فيها أي اضطراب أو عجز‬
‫ذهني أو عقلي‪ .‬وفي بعض الدول اعتبرت السن من ‪ 65-60‬سنة سن الشيخوخة‬
‫وصرف المستحقات‪ ،‬بينما حدد سن ‪ 60‬لصرف الستحقاقات للرجل وسن ‪ 45‬للمرأة‬
‫في دول أخرى‪.‬‬
‫ول يجب النظر للشيخوخة كمرض ولكن كعملية طبيعية تشمل التغير التدريجي في‬
‫الشكل والوظيفة والقدرة على تحمل الضغوط‪ ،‬وهو يبدأ من التدهور المتدرج الذي‬
‫يحدث من قمة النضج البدني والصحي في العقد الثالث من العمر حيث تبدأ التغيرات‬
‫الفسيولوجية المتعلقة بالسن مبكرا جدا عما نتصور‪.‬‬

‫مظاهر الشيخوخة‪:‬‬
‫وعلمات الشيخوخة كما هي معروفة تتمثل في قصر القامة‪ ،‬وانخفاض في المحتوى‬
‫العضلي للجسم‪ ،‬والشعر البيض‪ .‬وتجاعيد البشرة‪ ،‬وضعف التناسق العضلي‬
‫الحركي‪ ،‬وسن اليأس عند النساء ونقص الخصوبة للرجال وفقد السنان‪ ،‬ويصاحب‬
‫ذلك عوامل نفسية واجتماعية مثل ضعف التقدير للذات وضعف الرغبة في العمل‬
‫والكتئاب والوحدة وضعف المصادر المالية‪.‬‬
‫ويبدأ قوام المسن وانحناءات ظهره الطبيعية في التدهور مع تقدم السن‪ ،‬حيث تتحرك‬
‫الرأس للمام ويزيد انحناء الفقرات الصدرية ويختفي النحناء المامي للفقرات‬
‫القطنية ويصبح العمود الفقري مثل حرف ‪ c‬بدل من انحناءاته الطبيعية‪ ،‬وتبدأ‬
‫الركبتان في النثناء‪ ،‬وكل هذه الوضاع تغير من ميكانيكية أجزاء الجسم وتؤدي إلى‬
‫آلم واستهلك زائد للطاقة‪.‬‬
‫ويبدأ الشخص بعد سن الثلثين في فقد من ‪ ٪5-3‬من المحتوى العضلي كل عشر‬
‫سنوات مع زيادة أكبر ما بعد الستين‪ ،‬ويمكن ان تصل إلى ‪ ٪30‬كل عشر سنوات بعد‬
‫السبعين‪ ،‬وأكثر الضعف يكون في عضلت الجذع والساقين وهي عضلت الهامة‬
‫لكل النشطة الحركية‪.‬‬
‫وتزداد الروابط البينية في الكولجين بشكل مكثف وهو البروتين الموجود في‬
‫النسجة ويسمح باستطالتها مما يعيق قابلية النسيج للتمدد والستطالة‪ ،‬وهناك أيضا‬
‫نقص في بروتين اللستين مما يؤدي إلى ضعف خاصية رجوع النسجة لوضعها‬
‫الطبيعي بعد الشد‪ ،‬وعامل آخر يضاف إلى ذلك وهو قلة حركة المسن مما يزيد من‬
‫نقص المرونة‪ .‬كل هذه العوامل تؤثر على حركة المريض‪ ،‬وتعوقها خاصة في‬
‫منطقة الرقبة والجذع والحوض ويؤدي أيضا إلى تهديد توازنه‪ ،‬ومع تقدم السن يقل‬
‫سمك غضاريف المفاصل وتتآكل وتصبح حركتها مؤلمة‪.‬‬
‫أما التغيرات الجسمية غير المرئية فمنها ارتفاع ضغط الدم والصابة بمرض السكر‬
‫والضعف الجنسي‪ ،‬وغير ذلك من المراض غير المرئية‪ ،‬والتغيرات الجتماعية‬
‫منها ضيف دائرة العلقات الجتماعية حيث تقتصر هذه العلقات على الصدقاء‬
‫والقريبين من المسكن وقد يرجع بذلك إلى صعوبة التنقل‪ ،‬ومنها أيضا الفراغ ول‬
‫يخفى على احد آثاره السيئة المعروفة‪.‬‬
‫وأما التغيرات النفسية فهي ناتجة عن التغيرات الجتماعية إن صح التعبير ومن أهم‬

‫‪5‬‬
‫مظاهرها‪ ،‬القلق والخوف والكتئاب وتوهم المرض والعجاب بالماضي وتزعزع‬
‫الثقة في الخرين‪.‬‬
‫ومن أبرز مظاهر التغيرات العقلية‪ ،‬النسيان وضعف الذاكرة وضعف القدرة على‬
‫الدراك والتعلم‪ .‬وتتمثل التغيرات القتصادية في انخفاض الدخل نتيجة للتقاعد‬
‫ولصعوبة النتاج وكذلك نتيجة لزيادة النفاق وخصوصا على الناحية الصحية غالبًا‪.‬‬

‫أهمية رعاية المسنين ‪:‬‬


‫إن رعاية المسنين تعد ضرورة تفرضها طبيعة العصر الحديث الذي يتميز بارتفاع‬
‫متوسط العمار نتيجة للتقدم الصحي وما يتضمنه ذلك من إجراءات وقائية وعلجية‪.‬‬
‫مما أدى إلى تميز هذا القرن بظاهرة تزايد فئة المسنين بين سكان المجتمعات‪.‬‬

‫وقد لخص أحد الباحثين جوانب الهتمام التي يجب ان تسخر لخدمة قضية المسنين‬
‫في البعاد النسانية والجتماعية والقتصادية كالتالي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ ان التنمية القتصادية والجتماعية لكافة البلدان النامية لن تتحقق لها إل إذا وجدت‬
‫الصيغة التنموية التي تستفيد من مشاركة هذه الثروة الهائلة من مسنيها في قوى‬
‫العمل‪ ،‬بعد أن أدى التقدم العلمي إلى استمرار الصحة البدنية والعقلية للنسان‬
‫لمراحل عمرية متقدمة‪ ،‬وبعد ان تراجعت أعراض الشيخوخة سنوات طويلة إلى‬
‫الوراء‪.‬‬

‫‪2‬ـ إن متوسط طول العمر المتوقع يتزايد بشكل خاص ممن يبلغون سن الستين مع‬
‫تقدم ملحوظ في الحالة الصحية والبدنية والنفسية والعقلية‪ ،‬مما يؤكد على أهمية‬
‫رعاية هذه الفئة‪.‬‬

‫‪3‬ـ المسنون يؤدون وظيفة اجتماعية حيوية‪ .‬تتمثل في أبسط صورها في تقديم‬
‫خبراتهم وإرشادهم لمن حولهم في كافة جوانب الحياة‪ ،‬ومن ثم فهم ثروة بشرية ل‬
‫غنى عنها لي مجتمع يسعى إلى النمو‪.‬‬

‫‪4‬ـ إن الواجب الديني والخلقي والقيمي يلزم علينا ان نقدم مساعدتنا لمن أفنوا‬
‫عمرهم في خدمة المجتمع‪ ،‬وبالتالي فهم في حاجة إلى ان نوليهم رعايتنا واهتمامنا‪.‬‬

‫‪5‬ـ إن الهتمام بالمسنين ورعايتهم إنما هو بعد إنساني فل يصح اعتبارهم كمًا مهمل‬
‫ويتعين قدما في العتزاز بهم كأفراد شاركوا في مراحل التقدم والنجازات التي‬
‫أحرزها المجتمع من خلل جهودهم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مفهوم الخدمة الجتماعية في مجال رعاية المسنين‪:‬‬
‫والخدمة الجتماعية هي علم من العلوم الجتماعية المتخصصة في فنون توفير‬
‫الرعاية الجتماعية لكبار السن بما يقوم به الخصائي الجتماعي والخصائية‬
‫الجتماعية من ترجمه لمبادئ وقيم تعاليم الشريعه السلمية في توقير واحترام كبير‬
‫السن ورعايته والهتمام بشؤونه كواجب مهني انساني بالعتماد على الممارسة‬
‫المهنية للخدمة الجتماعية ‪.‬المعايشه للواقع وصعوبات الميدان والتعايش القريب‬
‫والتطبيق العملي الناتج عن بحث ميداني هادف لتحسين الخدمة ‪.‬‬

‫الخصائي الجتماعي بمجال رعاية المسنين‪:‬‬

‫من الصفات الواجب توافرها لدى الخصائي بمجال رعاية المسنين‪:‬‬

‫‪1‬ـ أن يكون على قدر كبير من التعقل والحكمة والخلق السامية‪.‬‬

‫‪2‬ـ أن ينال قدرا متوسطا من المعرفة والعلم وأن يكون على القل متوسط الذكاء كي‬
‫ل يجد صعوبة كبيرة في مساعدة المسنين وفي التفاهم مع المرضى ومعرفة انواع‬
‫العلجات المختلفة التي ياخذونها‪.‬‬

‫‪3‬ـ أن يكون سريع البديهة فالذي تتوافر فيه هذه الصفة ينال التقدير من المسن ومن‬
‫أسرته ومن الطباء المتابعين لحالته‪.‬‬

‫‪4‬ـ أن يتصف بالصبر وقوة الحتمال والكياسة والقدرة على ضبط النفس ومواساة‬
‫الغير‪.‬‬

‫‪5‬ـ الحزم مع المسن مع التفرقة بين الحزم والعنف وسرعة الغضب من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪6‬ـ الخلص للمرضى المسنين والحتفاظ بأسرارهم الخاصة التي قد يسردونها‬


‫للخصائي وعدم مناقشة هذه الشياء مع أي شخص خلف الهيئة المعالجة‪.‬‬

‫‪7‬ـ المواظبة والقدرة على تحمل المسئوليات‪.‬‬

‫‪8‬ـ أن يكون لديه الميل لدراسة الطبيعة البشرية وفهم تصرفات النسان مما يساعد‬
‫على فهم المسن وظروفه‪.‬‬

‫‪9‬ـ أن يكون في صحة نفسية وجسمية جيدة فإن الشخص الذي تكون صحته النفسية‬
‫والجسمية معتلة يكون دائما سريع الغضب ول يمكنه تحمل مسئوليات القيام بواجبه‬
‫على الوجه الكمل‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫دور الخصائي الجتماعي بمجال رعاية المسنين‪:‬‬

‫‪1‬ـ اهمية مراعاة التجاهات الفكرية لدى المسن التي نمت وتطورت عبر السنين‬

‫‪2‬ـ مساعدة المسن للوصول به الى رجة التوافق النفسي والجتماعي والتكيف مع‬
‫البيئة التي يتعايش معها ‪.‬‬
‫‪3‬ـ توطيد التقارب الفكري بين الجيال وردم الهوة بتوفير الرشاد الجتماعي‬
‫والنفسي للستفاده من خدمات مؤسسات المجتمع المحلية ‪.‬‬

‫‪4‬ـ استثمار قدرات المسن مهما كانت قليله او ضعيفه ومحاولة توظيفها في تقديم‬
‫العلج التأهيلي الشامل وتدعيم التوافق لكبار السن ‪,‬ومن اوتي الحكمه فقد اوتي خيرا‬
‫كثيرا وكبير السن لديه من الحكمه والخبره بالحياه مالم نجده في مذكراتنا الجامعية ‪.‬‬

‫‪5‬ـ الرتقاء الى اقصى د ممكن بالداء الجتماعي للمسنين بحيث يعكس تقديم الرعاية‬
‫والعناية كواجب انساني وحق للمسن في ظل مجتمع متكافل مسلم ‪...‬يطبق تعاليم‬
‫الشريعه السلمية الصالحه في كل زمان وفي كل وقت هذه الخدمات تأخذ اساليب‬
‫الخدمة الجتماعية الوقائية والعلجية والنمائية بالضافة الى اتاحة ادوار نشيطه‬
‫ومفيده لكبار السن ‪.‬‬

‫أهداف دار رعاية المسنين ‪:‬ـ‬


‫‪1‬ـ مساعدة المسنين على العيش في مساكنهم ومع أسرهم لطول فترة ممكنة‪.‬‬
‫‪2‬ـ إيواء حالت المسنين وتأمين القامة اللئقة لهم من مأكل وملبس ومشرب‬
‫بالضافة الى تقديم كافة أوجه الرعاية الجتماعية والنفسية والثقافية والتعليمية‬
‫والصحية والترفيهية التي تتيح لهم التوافق النفسي وتساعدهم على التكيف‬
‫الجتماعي‪ ،‬مما يشعرهم بإنسانيتهم ويوفر لهم الراحة والطمأنينة على حياتهم ويوثق‬
‫الصلة بينهم وبين أسرهم والبيئة الخارجية‪.‬‬
‫‪3‬ـ العمل على إدماج المسنين في الحياة الجتماعية العامة‪.‬‬
‫‪4‬ـ مساعدة المسنين على مواجهة المشكلت الناتجة عن كبر السن‪.‬‬
‫‪5‬ـ وقاية المسنين من أمراض الشيخوخة بالتعاون مع وزارة الصحة‪.‬‬
‫‪6‬ـ إقامة معارض لتصريف منتجات المسنين وتخصيص أرباحهم لهم‪.‬‬

‫الخدمات التي تقدمها المؤسسة ‪:‬‬


‫ـ خدمات مباشرة ‪:‬ـ‬
‫هي مجموعة الخدمات المادية الملموسة التي تقدم للمسن لتحقيق أفضل إستقرار لهم‬
‫في حدود امكانيات المؤسسة وتوفير جميع احتياجات وحاجاتهم الشخصية والقضاء‬
‫على الكثير من المراض النفسية التي تصاحب مرحلة الشيخوخة من خلل البرامج‬
‫والنشطة التي تسهم في اشباع احتياجتهم وشغل اوقات فراغهم بطريقة ايجابية‬
‫وتشمل النشاط الثقافي والديني والمهني والرياضي والديني‬

‫‪8‬‬
‫ـ خدمات غير مباشرة ‪:‬ـ‬
‫وتتمثل في تعديل اتجاهاات اقارب المسن وذويهم واقناعهم بضرورة زيارتهم بالدار‬
‫وعدم اغفال اصطحابه الى المنزل بين فترة واخرى‬
‫الرعاية النفسية‬
‫ان كثير من النحرافات العقلية والنفسية التي قد تصيب المسنين عندنا ترجع إلى ما‬
‫قد يصاب به المخ من ضمور او تلف وفي بعض حالت الشيخوخة المتأخرة يصاب‬
‫المسن بضعف عقلي فيتحول إلى طفل تستثيره ابسط المور قد يترك بسببها سلوك‬
‫مشابه لسلوك الطفل ورعاية المسنين بدور الرعاية الجتماعية نفسيا تتطلب جهود‬
‫كبيرة يتم من خللها وضع الخطط العلجية اللزمة للتقليل من المراض النفسية‬
‫التي قد تصاحب مرحلة الشيخوخة‪.‬‬
‫الرعاية الصحية ‪:‬ـ‬
‫ان الرعاية الصحية المقدمة من دور الرعاية تهدف إلى منه تدهور الشخص المسن‬
‫ومحاولة جعل ما تبقى من عمره أكثر حيوية ويقوم الطبيب ومساعديه من‬
‫الممرضين مع اخصائي العلج الطبيعي والخصائي الجتماعي بعمل كفريق واحد‬
‫من اجل تقديم الرعاية الصحية لكل مسن وتترتكز الرعاية الصحية بدور الرعاية‬
‫على اساسين هما‪:‬‬
‫ـ الساس العلجي ‪.‬‬
‫ـ الساس الوقائي‪.‬‬
‫وتشمل اوجه الرعاية الصحية بدور الرعاية الجتماعية على مايلي‪:‬ـ‬
‫‪1‬ـ الفحص الدوري الشامل‪.‬‬
‫‪2‬ـ العلج الطبيعي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ العلج الطبي‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الجراءات الوقائية لمنع تدهور حالة المقيم الصحية او تعرضه للحوادث‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫ورعاية كبار السن في فلسفة الخدمة الجتماعية كمهنة يقوم بدورها الخصائي‬
‫الجتماعي ان تكون الرعاية على حساب رعاية فئة اخرى ولكن المطلوب التوازن‬
‫وعدم الدمج لن كل فئة عمرية او نوع اعاقتها تختلف في تعاملها واحتياجاتها عن‬
‫الفئة الخرى فمسألة رعاية المسنين ل بد ان تأخذ بعدة ابعاد اجتماعية ونفسية‬
‫واقتصادية بجانب البعد الخلقي في تقديم الخدمات ‪....‬‬

‫ويهدف الخصائي او الخصائية كتطبيق للتدخل المهني في ضوء الممارسة الميدانية‬


‫الى الرتقاء الى اقصى د ممكن بالداء الجتماعي للمسنين بحيث يعكس تقديم‬
‫الرعاية والعناية كواجب انساني وحق للمسن في ظل مجتمع متكافل مسلم ‪...‬يطبق‬
‫تعاليم الشريعه السلمية الصالحه في كل زمان وفي كل وقت هذه الخدمات تأخذ‬
‫اساليب الخدمة الجتماعية الوقائية والعلجية والنمائية بالضافة الى اتاحة ادوار‬
‫نشيطه ومفيده لكبار السن ‪....‬‬

‫‪10‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫الرعاية الجتماعية لكبار السن ‪ :‬د‪ .‬محمد سيد فهمي‪.‬‬
‫الرعاية الجتماعية للفئات الخاصة تربويا ونفسيا ورياضيا وتأهيل ‪ :‬د‪ .‬مروان‬
‫عبدالمجيد ابراهيم‪.‬‬
‫منتديات مجلة العلوم الجتماعية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفهرس‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪2‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪2‬‬ ‫نشاة دور المسنين‬
‫‪3‬‬ ‫دور الرعاية الجتماعية‬
‫‪3‬‬ ‫برنامج الستضافة المؤقتة للمسنين‬
‫‪4‬‬ ‫مفهوم الشيخوخة‬
‫‪5‬‬ ‫مظاهر الشيخوخة‬
‫‪6‬‬ ‫أهمية رعاية المسنين‬
‫‪7‬‬ ‫مفهوم الخدمة الجتماعية في مجال رعاية المسنين‬
‫‪7‬‬ ‫الخصائي الجتماعي بمجال رعاية المسنين‬
‫‪8‬‬ ‫دور الخصائي الجتماعي بمجال رعاية المسنين‬
‫‪9‬‬ ‫أهداف دار رعاية المسنين‬
‫‪9‬‬ ‫الخدمات التي تقدمها المؤسسة‬
‫‪10‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪11‬‬ ‫المراجع‬

‫‪12‬‬

You might also like