You are on page 1of 4

‫الدكتور ‪ :‬فارس فرح مدانات‬

‫اختصاصي طب الطفال‬

‫السرطان عند الطفال‬

‫من سكان العالم والبالغ عددهم ‪%680‬‬

‫بليين نسمة يعيشون في ما يسمى دول العالم النامي وخمسة‬


‫وأربعون بالمائة من هؤلء هم أطفال دون سن الخامسة عشر من‬
‫العمر ‪ ،‬هذا بالمقارنة مع دول الغرب حيث ل تتجاوز نسبة الطفال‬
‫العشرون بالمائة ‪.‬‬
‫نظرا لهذه الحقائق فإن عدد الصابات بالسرطان عند الطفال‬
‫مرتفع نسبيا مقارنة بالغرب إذا ما اعتبرنا أن نسب الصابة بأنواع‬
‫السرطان المختلفة متقارب في العالم ‪.‬‬

‫إن الوفاة الناتجة عن السرطان أصبحت أهم أسباب الوفيات عند‬


‫الطفال في دول الغرب ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أما في دول العالم النامي فإن أمراض مثل نقص التغذية‬
‫واللتهابات المعدية والتنفسية ل تزال تحتل الصدارة من حيث‬
‫اهتمامات الدول الصحية وتخصيص الميزانيات ‪.‬‬

‫الوضع في الردن ‪:‬‬


‫إن تحديد الرقام الدقيقة لعداد حالت السرطان وأنواعها يحتاج‬
‫إلى وجود سجل وطني وهذا المر غير متوفر في معظم دول العالم‬
‫النامي أما في الردن فقد تعاونت المؤسسات الكبيرة التي تعالج‬
‫سرطانات الطفال لتسجيل الحالت التي تردها وتبين ان نسبة‬
‫السرطان عند الطفال في الردن تقارب مائة وسبعة عشر إصابة‬
‫لكل مليون طفل دون سن الخامسة عشر من العمر وهي نسبة‬
‫مقاربة جدا للنسب في الغرب حيث تبلغ مثل في الوليات المتحدة‬
‫المريكية مائة وعشرون إصابة لكل مليون طفل ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للنواع وتعتبر لوكيميا الدم وسرطانات الجهاز العصبي )‬
‫الدماغ ( وسرطانات الغدد اللمفاوية أهم أنواع السرطانات عند‬
‫الطفال وتشكل هذه النواع الثلثة ما نسبة خمسة وسبعون بالمائة‬
‫من مجمل حالت السرطان عند الطفال ‪.‬‬
‫لقد أصبح من المعروف ألن أن السبب الرئيسي لسرطان الطفال‬
‫هو خلل تعود إلى عوامل تسبق الولدة ول تشكل الوراثة إل عامل‬
‫محدودا ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للطفال في دول العالم الثالث فإن التغذية والمراض‬
‫المعدية لها علقة مباشرة بنشوء السرطان فأمراض البلهارسيا‬
‫تؤدي إلى نشوء سرطان المثانة بعد عشرين سنة عند نسبة صغيرة‬
‫من المرضى وكذلك فإن فيروس الكبد يؤدي إلى الصابة بسرطان‬
‫الكبد أما فيروس أبشتين بار فإن علقته بورم بركيت اللمفاوي‬
‫مؤكد وكذلك فإن زيادة نسبة الصابة بأورام الغدد اللمفاوية مثل‬
‫تناذر هوجكن وسرطانات الغدد اللمفاوية التي تصيب المعاء قد‬
‫‪2‬‬
‫تكون لها علقة مباشرة باللتهابات وخصوصا اللتهابات المعوية عند‬
‫الطفال ‪.‬‬

‫ومن المور الخرى والمؤكد علقتها بنشوء السرطان التعرض‬


‫للشعاع وتناول الم بأنواع محددة من الهرمونات وأما الغذاء‬
‫والمواد الكيماوية وحافظات الطعمة بسرطانات الطفال فأمور‬
‫غير مؤكدة علميا وان كان هنالك اشتباه بوجود علقة ‪.‬‬
‫إن هذه العوامل تجعل من العلج الفعال والمبكر هو الستراتيجية‬
‫المقبولة لمكافحة السرطان عند الطفال حيث إن سبل منعة غير‬
‫متوفرة في الوقت الحاضر ‪.‬‬

‫إن شح الموارد تجعل من علج السرطان عند الطفال في دول‬


‫العالم النامي مسألة صعبة خصوصا وان أدوية السرطان‬
‫والمضادات الحيوية مرتفعة الثمن بسبب استيراد معظمها من‬
‫الخارج وكذلك فإن مكونات الدم الضرورية لعلج هذه المراض غير‬
‫متوفرة بشكل مستمر ‪.‬‬

‫حققت الدول الغربية نتائج باهرة في علج سرطانات الطفال حيث‬


‫ارتفعت نسبة الشفاء الكامل من أقل عشرة بالمائة في الستينات‬
‫إلى أكثر من ستين‪ %‬في التسعينات أما الوضع في الردن فقد‬
‫تحسن بشكل ملموس حيث تقوم الدولة بتحمل العبء الكبر في‬
‫علج السرطان وتوفير جميع إمكانيات إل أنة وفي أحيان كثيرة‬
‫تفوق الطلبات المكانيات ويحدث خلل في متابعة العلج ورغم ذلك‬
‫فإن نسب الشفاء الكامل في أمراض مثل لوكيميا الدم قد أصبحت‬
‫تقارب المستويات الدولية خصوصا في الحالت الغير متقدمة إما‬
‫الحالت الصعبة والمتقدمة فإن المل في انجاز المركز الوطني‬
‫‪3‬‬
‫الذي نرجو أن تتوفر فيه جميع الخدمات الساسية والمساندة والتي‬
‫يحتاجها المريض ‪.‬‬

‫‪4‬‬

You might also like