Professional Documents
Culture Documents
1
لقد رسخت إدارة الجودة الشاملة في المصارف فلسفة التحسين المستمر للخدمات
والجودة ،وجعلته مبدأً مهما لتطوير أعمالها من خلل ما يأتي :
.1التركيز على حاجات الزبائن وبما يمكنها من تلبية متطلباتهم .
.2تحقيق الداء العالي للجودة في جميع مواقع العمل وعدم اقتصارها على
الخدمات المقدمة للزبون .
.3الفحص المستمر لعمليات تقديم الخدمة المصرفية واستبعاد العمليات
الثانوية في تقديمها .
.4تطوير أسلوب فريق العمل مدخلً لحل المشاكل وتحسين العمليات بدلً
من العتماد على المقدرة والخبرة الفردية .
.5تطوير إجراءات التصال لنجاز العمل بصورة جيدة ومتميزة
والستفادة من تقنيات المعلومات والتصالت الحديثة .
2
أن الهتمام بالزبون الداخلي بوصفه الموظف الذي يعتمد على
مخرجات الموظفين الذي سبقوه في إنجاز جزء من الخدمة ،يعد ضرورة
من ضرورات عمل الجودة الشاملة ،مما يتطلب التأكيد على تهيئة
مستلزمات عمله بما يمكنه من تحقيق الهداف المخططة ،فضلً عن إدامة
التصال بالزبون الخارجي ( النهائي ) للطلع على آرائه ومقترحاته عند
تصميم الخدمة ( تصميم البطاقة البلستيكية مثلً ) لمعرفة الحاجات التي
يرغب بتحقيقها في خدمات المصرف بدقة متناهية .
أن القيمة المادية والمعنوية التي يقدمها المصرف للزبون تعد
الساس المهم لتلبية متطلبات إدارة الجودة الشاملة لنها تمكن مجلس إدارة
المصرف ومديره العام أو المفوض من صياغة القرارات المهمة التي تركز
على متطلبات الزبون في الخدمات المقدمة له .
أن رضا الزبون يتحقق بالستناد إلى مجموعة من العوامل اليجابية
التي يتلمسها الزبون في الخدمات المقدمة إليه ،وهذا يتطلب الفهم الصحيح
لحاجاته ،وتوظيف قدرات الموظفين داخل المصرف لتبني الساليب الحديثة
وبشكل خاص المكننة وتبسيط الجراءات وتنويع الخدمات ،مع مراعاة
الجوانب التية :
.1تقليل وقت انتظار الزبون عند تقديم الخدمة له .
.2الهتمام بالتسليم في الموعد المحدد للزبون .
.3إنجاز العمليات المطلوبة بشكل كامل .
.4الهتمام بالزبائن والترحيب بهم .
.5المساواة في التعامل مع الزبائن وعدم التمييز بينهم .
.6إنجاز الخدمة المصرفية بصورة صحيحة ومن المرّة الولى .
.7التعامل مع الزبائن لحل المشاكل غير المتوقعة وطلباتهم الخاصة
.
3
.2مشاركة الموظفين :
تركز فلسفة إدارة الجودة الشاملة على مشاركة الموظفين في
المصرف ،الذي يبتدأ بمعرفة كل موظف في المصرف لدوره في تحقيق
هذه الفلسفة بنجاح .فوضوح خطط الجودة وسياساتها وأهدافها يعطي
الموظفين النطباع بأن العمل الذي يقومون به مهم وفعال في تحقيق أهداف
المصرف .
أن ذلك يتطلب من مصارفنا أن تغير النمط التقليدي للموظفين .
لقد واجهت المصارف العالمية مقاومة كبيرة في تغيير القيم والمعتقدات السابقة
نتيجة التغيرات التي أحدثتها إدارة الجودة الشاملة في نمط عملها الروتيني من
حيث طريقة أدائهم له أو وجهة نظرهم بشأنه ،مما فتح الباب واسعا لمناقشة
الموضوع مع زملئهم والدارة العليا ليجاد الحلول المناسبة .وقد نتج عن
هذه المناقشات إجراء تحسينات متعددة على عمليات تقديم الخدمات
المصرفية ،فضلً عن منح الموظفين الثقة بأن عملهم أصبح ذا أهمية.
أن المسؤولية التي ألقتها إدارة الجودة الشاملة على عاتق الموظفين
تتطلب من إدارة المصرف دعم الموظفين بأسلوب فعال وأن ل تعد الدارة
الحوافز المادية هي الدافع الوحيد أمام تميزهم ،بل أن للحوافز المعنوية دورها
،لن الموظف يسعى لتحقيق مكانة وظيفية مميزة بين أقرانه ،كما إن
الموظفين يحتاجون إلى الثناء والتقدير للعمال المميزة التي يقدمونها .أن
مشاركة الموظفين أضافت دورا جديدا للمدراء تمثل في إحداث تغيير في
أدوارهم ومهماتهم ،حتى أصبحت صفات المدراء الجدد هو دعم تشكيل فرق
العمل وتخويل الصلحيات مما حول المدراء إلى مدراء لفرق أعمالهم
وعمليات تقديم الخدمات المصرفية ،وبذلك أصبحوا قادة من طراز جديد ،
منح الموظفين بموجبها نوعا من الستقلل الذاتي في قراراتهم وجعلهم اكثر
قدرة في :
.1التعامل المباشر مع مشكلت الزبون ومتطلباته .
4
.2تخطيط ومراجعة العمل المنجز يوميا .
.3السعي لتحسين الداء .
.4اختيار أعضاء جدد لعملهم .
مما أضاف أدوار جديدة للمدراء كالتخطيط الستراتيجي والتدريب وإجراء
التحسين المستمر للجودة إلى جانب وظائفهم الدارية التقليدية .
5
.2تشكيل فرق عمل للتحسين يشارك الموظفين فيها .
.3تطوير وعي مستخدمي التكنولوجيا بشأن عملية تقديم
الخدمة المصرفية التي يكون مسؤولً عنها .
6
متطلبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة في
المصارف العراقية :
أن تفهم مصارفنا لمبادئ إدارة الجودة الشاملة يتطلب منها القيام بتهيئة
مستلزمات التطبيق الناجح والفعال لهذه الفلسفة الهادفة للرتقاء بمستوى جودة
الخدمة المصرفية في السوق العراقية لحراز رضا الزبون وهذا الهدف الساس
الذي أنشأت المصارف الحكومية والخاصة من أجله .
أن هذه المتطلبات تعد العمدة الساسية التي تستند عليها هياكل المصارف
التي طبقت إدارة الجودة الشاملة ،وهذه المتطلبات هي كما يأتي :
7
.5التركيز على كيفية قياس كلف الجودة وتأثيرها في
تحقيق الرباح المطلوبة .
.6تشكيل فرق العمل وتدريبها بالشكل الذي ينمي مهاراتها
.
أن مدراء المصارف المؤمنين بالجودة الشاملة هم القادة الذين عليهم تطوير
إمكانياتهم التخطيطية ليتم وضع خطط الجودة واللتزام بها فضلً عن قيامهم
بصياغة بيان رسالة الجودة في المصرف بما يتلءم وطبيعة العمل المصرفي .
.2التزام الدارة العليا والموظفين بتطبيق فلسفة إدارة الجودة الشاملة :
أن تطبيق هذه الفلسفة يتطلب من قادة المصارف اعتماد أحد بيوت
الخبرة العراقية في الجامعات والمعاهد العراقية أو غيرها من المراكز،
للتدريب على مفاهيم ومبادئ هذه الفلسفة بما يحقق الستفادة من مزاياها .
والسعي لتشكيل هيئة في كل مصرف تضم المدراء التنفيذيين المهتمين
بقضايا جودة الخدمة المصرفية يكون هدفها التخطيط الستراتيجي لمهام
الجودة .
كما أن التزام الموظفين واستعدادهم على تقبل أنماط العمل الجديدة
والمركزة على الرقابة الذاتية للعمل ومشاركتهم في عمليات تحسين جودة
الخدمة المصرفية بالشكل الذي يحقق جميع المتطلبات والمواصفات التي
يرغب الزبون الحصول عليها .
أن قيادات العمل المصرفي مطالبة بأن تمتلك الوقت لزيارة
المصارف العربية والعالمية التي طبقت فلسفة إدارة الجودة الشاملة
والطلع على تجاربهم التي يفتخرون ويعتزون بها وبالنجازات التي
حققوها من وراء تطبيقهم فلسفة الجودة الشاملة .
8
أن العمل الجماعي هو السلوب الجديد الذي تعتمده فلسفة الجودة
الشاملة .وفرق العمل هي مجاميع صغيرة من الموظفين تكون مهماتهم
متممة بعضها البعض ،فيمكن تشكيل فريق الحسابات الجارية ،وفريق
لحسابات التوفير ،وفريق للوساطة المالية .... ،وهكذا ،يلتزموا بمحاسبة
أنفسهم ويكونون ملتزمين بالهداف العامة للمصرف التي توجه أدائهم
لتحقيقها .
أن فرق العمل تساعد على ترسيخ فكرة العمل الجماعي ووضع
التحسينات إضافة إلى ما يحققه من ارتفاع في كفاءة وفاعلية الداء ،مما
يستدعي تشجيع الدارات العليا في المصارف لدعم هذا التوجه والمساهمة
في تدريب أعضاء الفرق اختيار قادتها بعناية وتوفير مستلزمات نجاحها ،
واعتماد آلية لمتابعة عمل هذه الفرق .يمكن تشكيل عدة فرق عمل في
مصارفنا وكالتي :
•فرق تحسين خدمة معينة :وتكون مسؤوليتها تحسين
جودة الخدمة المقدمة وتخفيض الكلف والوقت المستغرق
في تقديمها .
•فرق خاصة :وتكون أهدافها وضع حلول لمشكلة معينة
.
9
أن نجاح تصميم الخدمة المصرفية يعتمد على التغذية العكسية وعلى
التفاعل مع الزبون ،كما أن كلفة تصميم الخدمة له تأثير كبير على جودة
تقديمها وعلى المصارف العراقية أن توازن دائما بين جودة الخدمة وكلفة
تقديمها حيث ل يمكن الفصل بين هذه العنصرين ،وتفضيل أحدهما على الخر
يؤدي إلى نتائج سلبية على سمعة المصرف وثقة الزبون فيه أو على مستوى
أرباحه .
خاتمــة
أن امتلك المصارف بشكل عام والتجارية منها على وجه الخصوص
لنظمة فعالة للجودة سيؤدي إلى زيادة حصتها السوقية لشك ،وقد سعت
المصارف في العالم في السنوات الخيرة للحصول على شهادة مطابقة الجودة
العالمية ISO 9000باعتبارها الخطوة الولى لتحقيق إدارة الجودة الشاملة .
والمصارف العراقية إذا كانت راغبة في تحقيق إدارة الجودة الشاملة
بالستناد على متطلبات سلسلة المعايير العالمية ISOيتوجب عليها تكييف
نظمها من خلل التوجه نحو التحسين المستمر لجودة خدماتها .
لقد أصبح التحالف والتلحم بين اليزو وإدارة الجودة الشاملة ضرورة
ملحة لتحسين جودة الخدمة المصرفية والرتقاء بها وصولً إلى المواصفات
العالمية ومصارفنا العراقية قادرة لشك على تحقيق ذلك .
10