Professional Documents
Culture Documents
الحمد ل الذى رفع منار دين السلم ،وأعز جنده وجعلهم منصورين على مر
الدهور واليـام ،تبصرة وذكـرى لولى النهى والفهام .وأشهد أن ل إله إل ال
العزيـز العلم ،ذو العزة والبقاء ،والجلل والكرام .
ً عبده ورسوله المبعوث بأحكم شرائع الحكام ،والماحى
وأشهد أن محمد ا
بنبوته معالم الوثان والزلم ،صلى ال عليه صلة دائمة مقرونة بالبقاء
والدوام ،وعلى آله وصحبه البررة الكرام .
وبعد ..
فإنى لما طالعت كتاب )) فضائل الشام (( للحافظ أبى عبد ال
الصحاح والحسان مما ُيستغنى بها عما ل ُيحمد ذكره وتستغرب روايته ،
فضل عن نسبته للصادق المصدوق صّلى ال عليه وسّلم ،سيما وهـو
وأضعفها :
) أول ( حديث عبد ال بن عمر مرفوعاً )) دخل إبليس العراق فقضى بها
حاجته ،ثم جاء الشام فطردوه حتى بلغ بشاق ،ثم دخل مصر فباض فيها
من طرق عن ابن وهب أخبرنى يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عقيل بن
خالد عن الزهرى عن يعقوب بن عتبة عن ابن عمر مرفوعا به .
قلت :هذا حديث منكر ،أعاذ ال عّز وجّل الزهرى أن يحّدث بمثله ،تفرد
به عنه عقيل ابن خالد اليلى ،لم يروه عنه غير يحيى بن أيوب وابن لهيعة .
وموقوفا .
فقد أخرجه ابن عساكر ) (1/318من طريق عباد بن كثير الثقفى البصرى
عن سعيد بن بشير عن قتادة عن سالم بن عبد ال عن ابن عمر مرفوعاً بنحوه .
وأخرجه ) (1/318من طريق عباس بن أبى شملة عن موسى بـن يعقوب
الزمعى عـن زيد ابن أبى عتاب عن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
عن ابن عمر قال :نزل الشيطان بالمشرق فقضى قضاءه ،ثم خرج يريد الرض
المقدسة الشام فمنع ،فخرج على بشاق حتى جاء المغرب ،فباض بيضة
وبسط بها عبقريه .
قلت :فأما المرفوع ،ففيه عباد بن كثير البصرى متروك الحديث ذاهب
الحديث .قال أحمد :روى أحاديث كذب .وقال يحيى بن معين :ليس
بش ٍ
ئ ل يكتب حديثه .وقال البخارى :تركوه .
ولعل الموقوف أشبه بالصواب ،رجاله موثقون خل عباس بن أبى شملة
المدنى مولى طلحة ابن عمر بن عبيد ال ابن معمر التيمى ؛ ذكره ابن حبان
علي بن أبي طالب وهو بالعراق فقالوا :العنهم يا أمير المؤمنين َ ،قاَل :ل
ن سّلَم يَُقوُل )) :الَْبَداُل يَ ُ
كوُنو َ ِ ل َّ سِمْع ُ ّ
صلى ال َعل َْيه َو َ سوَل ا ِ
ت رَ ُ ِإني َ
جلً ُ ،يْسَقى
كانَُه رَ ُ
ل َم َ كّلَما َماَت رَ ُ
جٌل َأْبَدَل ا ُ جلً ُ ،
ن رَ ُ
هْم َأْربَُعو َ ِبالّشا ِ
م َ ،و ُ
ب ء ،ويْصرُف عْن َأْهِل الّشا ِ ِ ِ بِ ِ
م بِهُم ا ْلَعَذا ُ َ صُر بِهْم َعَلى الَْعَدا ِ َ ُ َ
ث َوُي ْنَت َ
هُم ا ْلَغْي ُ
(( .
وقال أبو عبد ال الحافظ :لم أر فى ذكر البدال حديثا متصلً أحسن من
وهذا السناد منقطع ،فإن شريح بن عبيد الشامى لم يسمع من على بن
البدال ،قال )) :هم ستون رجل (( ،قــلت :يا رسول ال جلهم لي ؟ ،
بكثرة صيام ،ول صلة ،ول صدقة ،ولكن بسخاء النفس وسلمة القلوب
والنصيحه لئمتهم ،إنهم يا علي من أمتي أقل من الكبريت الحمر (( .
وهذا حديث كذب من وضع مجاشع بن عمرو ،فإنه أحد الكذابين .قال
ابن حبان :كان ممن يضع الحديث على الثقات ويروي الموضوعات عن
أقوام ثقات ل يحل ذكره في الكتب إل على سبيل القدح فيه ول الرواية
عنه إل على سبيل العتبار للخواص .
فتنة يحّصل فيها الناس كما يحّصل الذهب في المعدن ،فل تسبوا أهل
الشام ولكن سّبوا شرارهم ،فان فيهم البدال ،يوشك أن ُيرسل على أهل
هم خمسة عشر ألفاً ،والمقل يقول هم اثنا عشر ألفاً ،أمارتهم :أمت أمت ،
يلقون سبع رايات ،تحت كل راية منها رجل يطلب الملك ،فيقتلهم ال
أخرجه ابن عساكر ) (1/335من طريـق أحمد بن منصور الرمادى نا عبد ال
بن يزيد ثنى عبد ال بن زرير أنه سمع على بن أبى طالب يقول :ل تسبوا
أهل الشام ،فإن فيهم البدال .
وما صّح من أسانيده موقوفا على على بن أبى طالب ،ليس فيه ذكر
عددهم ول أوصافهم وهو بها أشبه بالصحة منه مرفوعا .
فقد أخرج ابن المبارك )) الجهاد (() (192عن معمر عن الزهري قال أخبرني
صفوان بن عبد ال بن صفوان أن رجل قال يوم صفين :اللهم العن أهل الشام
،فقال علي :ل تسبوا أهل الشام جما غفيرا ،فإن فيهم قوما كارهون لما
ترون ،وإن فيهم البدال .
)) نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول (()ص )) : (127ومن ذلك
أحاديث البدال والقطاب والغواث والنقباء والنجباء والوتاد كلها باطلة
على رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وأقرب ما فيها حديث )) ل تسبوا
أهل الشام ،فإن فيهم البدلء ،كلما مات رجل منهم أبدل ال مكانه رجل
آخر (( ذكره أحمد ،ول يصح أيضا فإنه :منقطع (( اهـ .
عما دون ذلك ،وإن شئت قلت متواتر .وقد أفردته بتأليف استوعبت فيه
طرق الحاديث الواردة في ذلك (( فمن مراكب العتساف ،والمباعدة عن
مواقع النصاف ،إذ ليس فيما ذكره حديثا واحدا ً تنتهض به الحجة لما
ادعاه .
برنسه ،ثم قال :يا أهل مصر ،أنا عوف بن مالك ل تسبوا أهل الشام ،فإني
سمعت رسـول ال صلى ال عليه وسلم يقول )) :فيهم البدال ،وبهم
حفص الدمشقى ؛ مولى بنى أمية ،وهو هالك تالف .قال أبو مسهر على
بن مسهر :ليس بشيء كان يكذب .وقال البخارى والترمذى :منكر
الحديث .وقال أبو حاتم :ضعيف الحديث منكر الحديث .وقال يعقوب بن
سفيان عن دحيم :لم يكن شيوخنا يحدثون عنه .قال :وكأنه لم يشك أنه
الترك .
عن معاذ بن جبل عن النبي صّلى ال عليه وسّلم قال )) :من أطعم مؤمنا
حتى يشبعه من سغب أدخله ال بابا من أبواب الجنة ،ل يدخله إل من كان
مثله (( .
قال ابن أبى حاتم )) علل الحديث (() )) : (2/179/2031سألت أبي عن
حديث رواه هشام بن عمار عن عمرو بن واقد ثنا يونس بن ميسرة بن حليس
عن أبي ادريس عن معاذ بن جبل قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :
)) من أشبع جائعا (( الحديث بنحوه .قال أبي :هـذا حديث كأنه
موضوع .
ول أعلم روى أبو إدريس عن معاذ إل حديثا واحدا ،وعمرو ضعيف الحديث ((
اهـ .
قلت :وهذا حديث منكر كما قال المام أحمد ،وله ثلث آفات :
) الولى ( عبد الواحد بن قيس ،وإن وثقه ابن معين والعجلى وأبو زرعة
الدمشقى ،لكنه ل ُيعتبر برواية الضعفاء عنه .قال أبو حاتم :يكتب حديثه
وليس بالقوى .قال البخارى :عبد الواحد بن قيس قال يحيى القطان :كان
) الثانية ( النقطاع ،فإن عبد الواحد بن قيس إنما أدرك عروة ونافع ،وروايته
عن أبى هريرة مرسلة ،كما قال البخارى وابن حبان .فعلى هذا فهو لم
قال يحيى القطان وعلى بن المدينى والبخارى .وقال ابن معين :كان
صاحب أوابد .وقال الثرم )) :قـلت لبى عبد ال أحمد بن حنبل :ما تقول
فى الحسن بن ذكوان ؟ ،قال :أحاديثه أباطيل ! يروى عن حبيب بن أبى
ثابت ولم يسمع من حبيب ،إنما هذه أحاديث عمرو بن خالد الواسطى (( .
ولما كان الحسن بـن ذكوان موسوماً بالتدليس مشهورا ً به ،فـقد أورد له
بنفى ثبوته فضل عن صحته ،ومنه تعلم أن قول الحافظ الهيثمى )) مجمع
الزوائد (() )) : (10/62رواه أحمد ،ورجاله رجال الصحيح غير عبد الواحد بن
قيس ،وقد وثقه العجلي وأبو زرعة وضعفه غيرهما (( ،وأقره السيوطى
والمناوى وغيرهما ،أبعد ش ٍ
ئ عن الصواب !! ،وذلك لما ذكرناه آنفاً .
وأما قوله الحسن بن ذكوان من رجال الصحيح ،فالجواب عنه ما وصفه به
المام أحمد من التدليس عن الكذابين ورواية الباطيل .فإن قيل :قد أخرج
السارى (( بقوله )) :والحسن بن ذكوان تكلم فيه أحمد وابن معين وغيرهما ،
وليس له فى البخارى سوى هذا الحديث برواية القطان عنه مع تعنته فى
) (2أن كون الحديث من رواية يحيى القطان عنه ،وهو أعرف الناس بما
عدى )) :أن يحيى القطان حّدث عنه بأحرٍف ،ولم يكن عنده بالقوى (( .
ومما يفيده هذا التوجيه :أن انتقاء الصحيح من أحاديث الضعفاء
والمجروحين هو مما توافرت عليه همم الجهابذة النقاد أمثال :يحيى بن
سعيد القطان ،وعبد الرحمن بـن مهدى ،ويحيى بـن معين ،والبخارى ،
قال :حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن جرير بن يزيد حدثنا
أبو معاذ نهار بن عثمان الليثي أخبرنا زيد بن الحباب أخبرني عمرو البزار عن
في أمتي ثلثون ،بهم ترزقون ،وبهم تمطرون ،وبهم تنصرون (( ،قال
قتادة إني لرجو أن يكون الحسن منهم .
الصحيح (( .
قلت :ومع جهالة رواته عن قتادة ،فقد خولفوا على رفعه .رواه عبد
الوهاب بن عطاء الخفاف نا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة قال :لن تخلو
الرض مـن أربعين ،بهم يغاث الناس ،وبهم تنصرون ،كلما مات منهم أحد
ل.
أبدل ال مكانه رج ً
أخرجه هكذا ابن عساكر )) التاريخ (() (1/298من طريق عمران بن محمد
عن النبي صلى ال عليه وسلم قال )) :البدلء أربعون اثنان وعشرون
بالشام ،وثمانية عشر بالعراق ،كلما مات منهم واحد بدل ال مكانه آخر ،
فإذا جاء المر قبضوا كلهم ،فعند ذلك تقوم الساعة (( .
وأخرجه كذلك ابن عساكر )) التاريخ (() ، (1/291وابن الجوزى
روى عن أنس بن مالك كنيته أبو محمد تالف .قال ابن المديني :كان يضع
الحديث .وقال أبو حاتم والدارقطني :متروك الحديث .وقال البخاري
وغيره :منكر الحديث .وقال ابن حبان :يروي عن أنس بن مالك بنسخة
موضوعة ل يحل ذكره في الكتب إل على سبيل التعجب (( .وذكر هذا
الدينوري ثنا عثمان بن الهيثم ثنا عوف عن الحسن عن أنس قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم )) :إن بدلء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلة
ول صيام ،ولكن بسخاء النفس وسلمة الصدور (( .
قال أبو أحمد )) :وهذا الحديث بهذا السناد ليس يعرف إل بابن عبد
ويأتى بالبليا والطامات ،كأنه المتعمد لها .وهذا الحديث رواه جماعة من
الضعفاء عن الحسن البصرى ،واختلفوا عليه ،فمرة عـن أنس ،وثانـية عن
أبى سعيد الخدرى ،وثالثة عن الحسن مرسلً ،ول يصح منها كبير ش ٍ
ئ.
] الطريق الثالثة [ أخرجها ابن الجوزى )) الموضوعات (() (3/152من طريق
أبى عمر الغدانى عن أبى سلمة الحرانى عن عطاء عن أنس قال قال رسول
رجل بدل ال مكانه رجلً ،وكلما ماتت امأرة أبدل ال مكانها امرأة (( .
قال أبو الفرج )) :وفى إسناده مجاهيل (( يعنى أبا سلمة وأبا عمر ل
يعرفان !! .
] الطريق الرابعة [ أخرجها ابن عساكر )) التاريخ (() (1/292من طريق نوح بن
عبد ال بن معقل بصري عن يزيد الرقاشي .ل يدرى مـن ذا ؟! .روى عنه
نوح بن قيس فقط (( .وأما يزيد بن أبان الرقاشى فمتروك الحديث ذاهب
الحديث .قال ابن حبان )) :كان يقلب كلم الحسن فيجعله عن أنس عن
ي صّلى ال عليه وسّلم وهو ل يعلم ،فلما كثر في روايته ما ليس من
الّنب ّ
حديث أنس وغيره من الثقات بطل الحتجاج به ،فل تحل الرواية عنه إل على
أخـرجه أبو نعيم )) الحلية (() ، (1/8وابـن عساكر)) تاريخ دمشق (()
، (1/303،302وابن الجوزى )) الموضوعات (( ) (3/151سعيد بن أبي زيدون ثنا
مكانهم (( ،قالوا :يا رسول ال دلنا على أعمالهم ؟ ،قال )) :يعفون عمن
ظلمهم ،ويحسنون إلى من أساءهم ،ويتواسون فيما آتاهم ال (( .
قال أبو الفرج )) :موضوع ،وفيه مجاهيل (( ،يعنى الصورى ،وابن أبى
زيدون ل يعرفان .
أبو عوف ؛ شيخ كان بطرسوس يضع الحديث ل يحل ذكره إل علي سبيل
القدح فيه (( .
عمران بن أبي ليلى أنا سلمه بن رجاء عن صالح المري عن الحسن عن أبي
سعيد الخدري أو غيره قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم )) :أبدال
ثقات أحاديث مناكير .قـال أحمد :كان صاحب قصص يقص ليس هو
صاحب آثار وحديث ول يعرف الحديث .وقال عمرو بن علي الفلس :هو
رجل صالح منكر الحديث جدا ً ،يحدث عن الثقات بالباطيل والمنكرات .
وقال البخاري :منكر الحديث ذاهب الحديث .وقال السعدي :واهي
الحافظ أبو سعيد العلئى )) جامع التحصيل (() )) : (1/163قال علي بن
المديني :رأى الحسن أم سلمة ،ولم يسمع منها ،ول من أبي موسى
الشعري ،ول من السود بن سريع ،ول من الضحاك بن سفيان ،ول من جابر ،
ول من أبي سعيد الخدري ،ول من ابن عباس ،ول من عبد ال بن عمر ،ول من
عمرو بن تغلب ،ولم يسمع مـن أبي برزة السلمي ،ول من عمران بن حصين ،
ط الّساَعِة َأْن ُتَقاتُِلوا َقْوًما ي صّلى الّله عل َيِه وسّلم ِ )) :إّن ِمْن َأْشرا ِ
َ َ ْ َ َ َ َ الّنِب ّ
جوِه ، ط الّساَعِة َأْن ُتَقاتُِلوا َقْوًما ِعَرا َ
ض ا ْلُو ُ
ن نِعاَل الّشعِر ،وِإّن ِمْن َأْشرا ِ
َ َ َ
ِ
يَ ْنَتعُلو َ َ
جاّن ا ْلُمْطَرَقُة (( .هُم ا ْلَم َ
ه ُ
جو َ كأَّن ُو ُ
َ
) الثالثة ( المخالفة ،فقد رواه جماعة عن صالح المرى عن الحسن مرسل ،
وسلمة بن رجاء التيمي الكوفي صدوق يغرب ،ويتفرد بما ل يتابع عليه .
فقد أخرجه البيهقى )) شعب اليمان (() (7/439من طريق يحيى بن
يحيى أنا صالح المري عن الحسن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :
)) إن بدلء أمتي (( ..بنحوه ،هكذا مرسلً .
سبعة ،قلوبهم على قلب ابراهيم عليه السلم ،ول تعالى في الخلق
،قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلم ،ول تعالى في الخلق واحد ،
قلبه على قلب إسرافيل عليه السلم ،فاذا مات الواحد أبدل ال عز وجل
مكانه من الثلثة ،وإذا مات من الثلثة أبدل ال تعالى مكانه من الخمسة ،
وإذا مات من الخمسة أبدل ال تعالى مكانه من السبعة ،وإذا مات من
السبعة أبدل ال تعالى مكانه من الربعين ،وإذا مات من الربعين أبدل ال
تعالى مكانه من الثلثمائة ،وإذا مات من الثلثمائة أبدل ال تعالى مكانه
من العامة ،فبهم يحيي ويميت ،ويمطر وينبت ،ويدفع البلء (( ،قيل لعبد
ال بن مسعود :كيف بهم يحيي ويميت ؟ ،قال )) :لنهم يسألون ال عز
قال أبو الفرج )) :إسناده مظلم ،كثير من رجاله مجاهيل ليس فيهم
معروف (( .
قلت :وبقية أحاديث البدال مراسيل ل تنتهض بمثلها الحجة ،كيف وقد بان
أن المرفوعات كلها واهية بمرة .
والباطيل ،بل والضعاف المستغنى عنها بما هو أصّح منها .ومن أمثلة ذلك
مما أودعه كتابه :
صفوته من عباده ،فمن خرج من الشام إلى غيرها فبسخطه ،ومن دخلها
المجروحين ،حتى قال أبو حاتم الرازى )) :يكثر الرواية عن سليم بن عامر
وقال أبو حاتم بن حبان )) :ممن يروي المناكير عن أقوام مشاهير ،فلما كثر
ذلك في روايته بطل الحتجاج بأخباره (( .
وسلم قال )) :ل تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما
حوله ،وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله ،ل يضرهم خذلن من خذلهم
ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة (( ،ولم يعّلق عليها بش ٍ
ئ.
وقد أخـرجها أبو يعلى ) ، (11/302/6417والطبرانى )) الوسط (()
ولكنى مثٍن عليه بما أبداه من جميل الهتمام ،وساٍع فى استنجاز ما بدأه
والستتمام ،وال المعين بتوفيقه على بلوغ المرام .وقد اقتصرت فى ذا
المختصر على الحاديث الصحاح ،وسميته بعد الفراغ منه والتمام :
ب ،هاكها :
وبنيته على عشرة أبوا ٍ
) الباب الول ( بيان أن أهل الشام ل يزالون على الحق ظاهرين حتى تقوم
الساعة .
) الباب الثالث ( بيان ابتلء أهل الشام بالطاعون ليكون لهم شهادة
ورحمة .
) الباب الرابع ( بيان اختصاص الشام بما يبسط عليها من أجنحة ملئكة
الرحمن .
) الباب الخامس ( بيان أن الشام تكون دار اليمان والسلم عند وقوع الفتن
والملحم العظام.
) الباب السادس ( بيان أن عقر دار المؤمنين فى آخر الزمان الشام .
) الباب السابع ( بيان أن الشام فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى .
) الباب الثامن ( بيان أن خير الجناد فى آخر الزمان بالشام وأن ال تكفل
بهم .
) الباب التاسع ( بيان أن هلك الدجال فى آخر الزمان يكون بالشام .
) الباب العاشر ( بيان أن الشام هى أرض المحشر والمنشر .
وأعقبت ذلك بذكر تخريجه فى المصنفات الخرى على وجه القتضاب ،
من غير إخلل ول إسهاب .
وقد وقع فى ثنايا أسانيد هذه الحاديث ؛ جماعة من مشاهير رواة الشاميين
الرفعاء ،الذين ل يسئل عن أمثالهم ،لستفاضة شهرتهم وشيوع معرفتهم ،
ولربما ذكرت تراجم موجزات لبعضهم ،ولم أطل فى ذكر مناقبهم .
قال أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي :أخبرنا عبد الصمد بن سعيد
لقيني هشيم بن بشير ،فقال لي :يا أبا عتبة جزاك ال عن السلم خيرا ،
سمعت أشياخنا يقولون :صالحوكم خير من صالحينا ،وطالحوكم خير من
طالحينا .
وال تعالى أرجو فى قبول صالح العمال ،والتجاوز عما يسوء المرء من
الحميدي ثنا الوليد ـ يعنى ابن مسلم ـ قال حدثني ابن جابر
ت الّنِب ّ
ي سِمْع ُ
حدثني عمير بن هانئ أنه سمع معاوية يقول َ :
سّلَم يَُقوُل )) :ل يََزاُل ِمْن ُأّمِتي ُأّمٌة َقاِئمٌة بِأَْمِر ِ َّ
صلى ال َعل َْيه َو َ
َ
قال أبو محمد :هذا حديث صحيح مشهور ،يروى من غير وجٍه
عن معاوية .وهو مشهور مستفيض عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن
عمير بن هان ٍ
ئ عن معاوية ،رواه عنه :الوليد بن مسلم ،ويحيى بن
حمزة بن واقد ،والوليد بن مزيد البيروتى ،وبشر بن بكر التنيسى ،
) (3قال الترمذى ) : (2192حدثنا محمود بن غيلن ثنا أبو داود ثنا
صّلى الّله
ل َ
سوُل ا ِ
شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال َ :قاَل رَ ُ
طاِئَفٌة خْيَر ِفي ُ
كْم ،ل تََزاُل َ سَد َأْهُل الّشا ِ
م َفل َ عل َيِه و ّ
سلَم ِ )) :إَذا َف َ
َ ْ َ َ
م الّساَعُة (( . هْم ّ
حتى تَُقو َ
َ خَذل َ ُ
هْم َمْن َ
ضّر ُ
ن ل يَ ُ ِمْن ُأّمِتي َمْن ُ
صوِري َ
نص ِ
حيٌح (( . س ٌ َ
ح َ حِدي ٌ
ث َ هَذا َ
سى َ )) : ِ
َقاَل َأبو عي َ
قال أبو محمد :وهو حديث مستفيض مشهور عن شعبة ،رواه عنه
إياس .وقد رواه أبو عتبة إسماعيل ابن عياش العنسي الحمصي ،وهو
من أقران شعبة ،عن رجل عن شعبة (( .
)(1
قلت :بل رواه كذلك إياس بن معاوية بن قرة عن أبيه عن جده .
ــــــــ
) (1أخرجه أبو نعيم )) الحلية (() (7/230من طريق إسماعيل بن يحيى عن
مسعر عن إياس بن معاوية عن أبيه عن جده قال قال رسول ال صّلى ال عليه
وسّلم )) :إذا فسد أهل الشام فل (( .
وأما حديث إسماعيل بن عياش ،فقد حّدثه عمران بن إسحاق أبو هارون
البصرى عن شعبة به .
أخرجه هكذا بيبى بنت عبد الصمد الهرثمية )) جزء بيبى (()، (44
ومن طريقها ابن عساكر )) تاريخ دمشق (() (1/308:305من طريق بشر
ابن عياش .وذكره ابن حبان فى )) كتاب الثقات (() (8/497/14646وقال :
)) شيخ مستقيم الحديث (( .
ـــــــــ
قال ابن حبان :يروي الموضوعات عن الثقات وما ل أصل له عن الثبات ،ل
تحل الرواية عنه بحال .وقال ابن عدى :عامة ما يرويه أباطيل .وقال
شاِمَنا ،
هّم َبارِْك ل ََنا ِفي َ
ذكر النبي صّلى ال عليه وسّلم )) :الّل ُ
ن الّشْي َ
طاِن (( . يَْطلُُع َقْر ُ
) (5وقال الترمذى ) : (3953حدثنا بشر بن آدم ابن ابنة أزهر
السمان حدثني جدي أزهر السمان عن ابن عون عن نافع عـن ابن
ن الّشْي َ
طاِن (( . ج َقْر ُ
يَْخُر ُ
ب نص ِ
حيٌح َغِري ٌ س ٌ َ
ح َ حِدي ٌ
ث َ هَذا َ
سى الترمذى َ )) : ِ
قال َأبو عي َ
هَذا ا ْلوجِه ِمْن حِديـ ِ
ث اْبِن َعْوٍن (( . ِمْن َ
َ َ ْ
وأخرجه كذلك أحمد )) المسند (() (2/118و)) فضائل الصحابة (()
الفتن (() ، (46والذهبى )) تذكرة الحفاظ (() (3/836و)) سير العلم ((
) (12/524من طرق عن أزهر بن سعد السمان عن ابن عون به مثله .
قال أبو محمد :حديث ابن عون أصح ش ٍ
ئ فيه وأجود ،ولهذا
أخرجه إمام المحدثين ،ولكن لم يتـفرد ابن عون عن نافع ،فقد رواه
) (6قال المام أحمد ) : (2/90ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا سعيد
ـ يعنى ابن أبى أيوب ـ ثنا عبد الرحمن بن عطاء عن نافع عن
طريق ابن وهب ثنى سعيد بن أبى أيوب به نحوه ،وزاد )) وبه الداء
العضال (( .
وقال أبو القاسم )) :لم يـرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عطاء
أيوب .
) (7قال المام أحمد ) : (5/81حدثنا يزيد ـ يعنى ابن هارون ـ ثنا
مسلم بن عبيد أبو نصيرة سمعت أبا عسيب مولى رسول ال
الواسطى ثقة .رأى أنساً وأبا عسيب ،وروى عنه يزيد بن هارون ،وهشيم .
وغيره أيضا :فتح الراء والمشهور إسكانها ،ويجوز صرفه وتركه ،وهى
قرية فى طرف الشام مما يلى الحجاز .والمراد بالجناد هنا مدن الشام
فتى ،ومن آل الوليد بن المغيرة عشرون فتى .وممن مات فيه من الصحابة :
أبو عبيدة بن الجراح ،ومعاذ بن جبل ،والفضل بن العباس بن عبد المطلب ،
الصحابة .
وقال بعض بنى المغيرة فيمن مات منهم فى طواعين الشام وقتذاك :
ب
م إن لم ُيـفننا كـار ُ
س به فالـشا ُم ويعر ُ
من ينزُل الشا َ
ب
أفنى بنى ريطة فرسـانهم عشرين لم يقصص لهم شار ُ
ب
ومن بنى أعمامهم مثـلهم لمثل هـذا يعجـب العاجـ ُ
ب هُم ذلك مـا خـّط لنـا الكاتـ ُ ن منـايا ُ ن وطاعـو ٌ طع ٌ
مش ٍها ِ سِعيٍد َمْوَلى بَِني َ حّدَثَنا َأُبو َ ) (9وقال أحمد )َ : (5/240
ب َقاَل : ب الَْحَد ِ صٌم َعْن َأِبي ُمِني ٍ ن يِزيد حّدَثَنا عا ِ
َ ت ْب ُ َ َ َ حّدَثَنا َثابِ ُ
َ
كْم ، ها رَْحَمُة رَّب ُ ن َفَقاَل ِ )) :إّن َ كَر الّطاُعو َ م َفَذ َ ب ُمَعاٌذ ِبالّشا ِ ط َ خ َ َ
خ ْل َعَلى آِل هّم َأد ِ كُم ،الّل ُ
ن َقْبل َ ُ
حي َض الّصال ِ ِ كْم َ ،وَقْب ُ
َوَدْعَوُة نَِبّي ُ
ْ
قال أبو محمد :رجال هذا السناد ثقات كلهم غير أبى سعيد
مولى بنى هاشم ،فإنه صدوق ربما أخطأ .ولكنه لم يتفرد ،فقد
إسحاق التستري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن عاصم بن
سليمان به نحوه .
صّلى
ل َ ن ِعْنَد رَ ُ
سوِل ا ِ شماسة أخبره أن زيد بن ثابت قال :بَْيَنا نَْح ُ
طوَبى ِللّشا ِ
م ن ِم َ
ن الّرَقاِع ِ ،إْذ َقاَل ُ )) : سّلَم ُنَؤّلُف ا ْلُقْرآ َ ِ
ال َعل َْيه َو َ
الحارث وذكر آخر معه عن يزيد ابـن أبي حبيب عـن ابن شماسة
سّلَم ِ ل َّ
صلى ال َعل َْيه َو َ سوِل ا ِ أنه سمع زيد بن ثابت يقول :قال رَ ُ
طٌة ِ م ِ ،إّن َملِئ َطوَبى ِللّشا ِ
ن ِعْنَده ُ )) :
كَة الّرْحَمِن لَباس َ َيوَماً َونَْح ُ
ها (( .
ها َعل َْي َ َأْجِنح َ
ـَت َ
قال أبو محمد :هذا حديث صحيح ،وهو حديث عبد الرحمن بن
شماسة المهرى عن زيد بن ثابت .رواه عنه :عمرو بن الحارث ،ويحيى بن
أيوب الغافقى ،وعبد ال بن لهيعة .وعبد الرحمن بن شماسة أبو عمرو
المهرى ؛ مصرى تابعى ثقة ،سمع جّلة من الصحابة :عمرو بـن العاص ،
وعقبة بن عامر ،وزيد بـن ثابت ،وعبد ال بن عمرو ،وغيرهم .
السجزي سمعت الحاكم أبا عبد ال يقول :سعيد بن عبد العزيز لهل
الشام كمالك بن أنس لهل المدينة في التقدم والفضل والفقه والمانة
)(1
.
) (1ترجمته وافية بما ل مزيد عليها فى )) تاريخ دمشق ((). (21/213:193
) (15وقال المام أحمد )) المسند (() (5/198و)) فضائل الصحابة ((
) : (1717ثنا إسحاق بن عيسى ثنا يحيى بن حمزة عـن زيد بـن
واقد حدثني بسر بن عبيد ال حدثني أبو إدريس الخولني عن
عن زيد بن واقد عـن بسر بن عبيد ال الحضرمى عن أبى إدريس عن
البخارى ومسلم .وزيد بن واقد أبو عمرو الدمشقى ،فما فوقه أثبات
)(1
ثقات رفعاء رجال البخارى .
) (1فقد أخرج البخارى فى )) المناقب (( حديث زيد بن واقد عن بسر بن
سا ِع ْنَد ِ
جال ً ت َ ك ْن ُعبيد ال عن عائذ ال أبي إدريس عن أبي الدرداء قال ُ :
حّتى ِ ِ ِ سّلَم ِإْذ َأْقَبَل َأُبو بَ ْ ِ ي َّ الّنِب ّ
طَرف َثْوبِه َ ، كٍر آخًذا بِ َ صلى ال َعل َْيه َو َ
ي صّلى ال عل َيِه وسّلم َ )) :أّما صا ِ َأبدى عْن ُر ْ ِ ِ
كْم َفَقْد حُب ُ َ َ ْ َ َ َ كَبته َ ،فَقاَل الّنِب ّ َ َ ْ َ
صّلى ال َعل َْيِه ي َ سّلَم ...فذكر القصة إلى أن قال َ :فَقاَل الّنِب ّ َغاَمَر (( َ ،ف َ
صَدَق ، كٍر َ ت َ ،وَقاَل َأُبو بَ ْ كَذْب َكْم َ ،فُق ْلُتْم َ سّلَم ِ )) :إّن الّلَه بََعَثِني ِإل َْي ُ َو َ
ـما حِبي (( َمّرتَْيِن ،ف َ كوا ِلي صا ِ سِه َوَمال ِِه َ ،ف َ
ه ْل َأ ْنُتْم َتارِ ُ وواساِني بَِنْف ِ
َ َ َ َ َ
ها . ُأوِذَي بَْعَد َ
الباب السادس
بيان أن عقر دار المؤمنين فى آخر الزمان
الشام
وهو ابن محمد ثنا خالد بن يزيد بن صالح بـن صبيح المري ثـنا
إبراهيم بـن أبي عبلة عـن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن
وخالفهم داود بـن رشيد ،فرواه عنه )) عن ابن مهاجر عن الوليد بن
عبد الرحمن الجرشى عن جبير عن النواس بن سمعان (( ،فجعله من
نفير عـن النواس بـن سمعان مرفوعا بنحو رواية سلمة ابـن نفيل .
الباب السابع
بيان أن الشام فسطاط المسلمين يوم
الملحمة الكبرى
) (19قال المام أحمد ) : (6/25حدثنا أبو المغيرة ثـنا صفوان بن
حّتى ِإّن كْم َ ض ا ْلَماُل ِفي ُ سُة يَِفي ُ ها ُ ،ق ْل َ :أربًعا ،وا ْل َ ِ
خام َ َ ْ َ َوَعّظَم َ
ِ سّخ ُ ِ
سُة سا َ ،والّساد َ خْم ً ها ُ ،قـ ْل َ : ط َ طى ا ْلِماَئَة ديَنارٍ َفَيَت َ جَل ل َُيْع َ الّر ُ
كْم َعَلى ن ِإل َْي ُسيُرو َ ن بِني الَْصـَفِر َ ،في ِ
َ كْم َوبَْي َ َ ن بَْيَن ُ كو ُ هْدنٌَة تَ ُ ُ
كّل َرايٍَة اْثَنا ت ُ ت َ :وَمـا ا ْلَغايَُة ؟ َ ،قاَل :الّرايَُة ،تَْح َ ن َغايًَة ُ ،ق ْل ُ َثَماِني َ
طُة ، ها ا ْلُغو َ ض ُيَقاُل ل َ َ ن يَْوَمِئٍذ ِفي َأْر ٍ ط ا ْلُمْسلِِمي َ طا ُ شَر َأ ْلًفا ُ ،فْس َ َع َ
قال أبو محمد :هذا حديث صحيح ،رجاله كلهم شاميون ثقات .
ــــــــ
سندى ( قال :حدثنا الحميدي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد ال بن
العلء بن زبر سمعت بسر بن عبيد ال أنه سمع أبا إدريس قال سمعت
صدقة بـن خالد حدثني خالد بن دهقان عـن زيـد بن أرطاة عن
ل صّلى ال عليه وسّلم
جبير عن أبي الدرداء سمعت رسوَل ا ِ
يقول )) :يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها الغوطة ،فيها
س يومئٍذ (( .كِن النا ِ ْ َ َ َ َمِديَنة ُيَقاُل ل َ َ
ها ِدمْشُق ،فهي خيُر مسا ِ
قال أبو محمد :هذا حديث ثابت صحيح مشهور ،بل أصح
قال أبو محمد :هذا حديث صحيح ثابت مستفيض عن عبد ال بن
حوالة الزدى ،رواه عنه جمع من ثقات أهل الشام :أبو قتيلة مرثد بن
وداعة ،والحارث بن الحارث الزدى ،وكلهما له صحبة ،وأبو إدريس
ورواه الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة ومكحول معاً .
وأخرجه بهذه الطرق كلها ابن عساكر )) التاريخ (() (1/62:56خل
صّلى ال َعل َْيِه نفير عن عبد ال بن حوالة قال :كّنا عند الّنب ّ
ي َ
سّلَم ،فشكونا إليه الفقر والعري وقلة الشيء ،فقال )) :
َو َ
أبشروا ،فوال لنا من كثرة الشيء أخوف عليكم من قلته ،
وال ل يزال هذا حتى تفتح لكم أرض فارس والروم وأرض حمير ؛
السود منكم المحلوق ،ما يأمرهم فعلوا ،وإن بها اليوم لرجال ،
لنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز البل (( ،قال ابن
الباب التاسع
بيان أن هلك الدجال فى آخر الزمان يكون
بالشام
حدثني زهير ابن حرب ثنا معلى بـن منصور ثنا سليمان بن بلل
صّلى ال َعل َْيِه
ل َ ثنا سهيل عن أبيه عـن أبي هريرة َأّن رَ ُ
سوَل ا ِ
ق َأْو وسّلم َقاَل )) :ل تَُقوم الّساعُة حّتى يْنِزَل الّروم ِبالَعما ِ
ْ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ
ض يَْوَمِئٍذ ن ا ْلمِديَنِة ِمْن ِ
خَيارِ َأْهِل الَْر ِ ش ِم جْي ٌ ِ ٍ
َ َ ج ِإل َْيهْم َبَِدابِق َ ،فَيْخُر ُ
هْم سَبْوا ِمّنا ُنَقاتِ ْل ُ
ن َ ن اّلِذي َ
خّلوا بَْيَنَنا َوبَْي َمَ : ِ
صاّفوا َقال َت الّرو ُ َ ،فِإَذا تَ َ
ن ِإْخَوانَِنا ، ن :ل َوالّلِه ل ُن َ
خّلي بَْيَن ُ
كْم َوبَْي َ َ ،فَيُقوُل ا ْلُمْسلُِمو َ
هْم هْم َأبًَدا َ ،وُيْقَتُل ُثلُُث ُ ل عل َي ِ َفُيَقاتُِلونَ ُ
با ُ َ ْ ث ل يَُتو ُ م ُثلُ ٌ هِز ُهْم َفَيْن َ
ن
حو َ ن َأبًَدا َ ،فَيْفَتِت ُ
ث ل ُيْفَتُنو َ ل َ ،ويَْفَتِتُح الّثلُ ُ ء ِعْنَد ا ِ هَدا ِ ضُل الّش َ َأْف َ
حّتى يَْهلِ َ
ك، ب َ
كُه لْنَذا َ ب ا ْلِم ْلُح ِفي ا ْلما ِ
ء َ ،فل َْو تََر َ َ كَما يَُذو ُ
ب َ
َذا َ
ـ 59ـ تنسيق النصوص بواسطة احمد عبدربه )ابو امين(
حْربَِتِه (( . ِ ِ ِ ِ ّ ِ
َول َكْن يَْقُتلُُه اللُه بَِيده َ ،فُيِريهْم َدَمُه في َ
وأخرجه الحاكم ) ، (4/529والدانى )) السنن الواردة فى الفتن (()
فى الدجال .وهو حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ،رواه عنه :
) (29وقال المام أحمد ) : (6/75ثنا سليمان بن داود ثـنا حرب بن
قال أبو محمد :وهذا حديث صحيح غريب ،لم يروه عن حضرمى
بـن لحق عن أبى صالح عن عائشة غير يحيى بن أبى كثير اليمامى
.وهو ثقة جليل وإنما يخشى تدليسه ،وقد صّرح بسماعه وزالت
تهمته .والحضرمى بن لحق يمامى ل بأس به قليل الحديث .قال
عكرمة بن عمار :كان فقيهاً وخرجت معه سنة مائة إلى مكة .
وذكره ابـن حبان فى )) الثقات ((). (6/249
الباب العاشر
) (30قال المام أحمد ) : (5/3ثنا عفان ثـنا حماد بن سلمة أخبرنا
سوَل
ت رَ ُأبو قزعة الباهلي عن حكيم بن معاوية عن أبيه قال َ :أتَْي ُ
ت َعَدَد حل َْف ُ ك ّ سّلَم َفُق ْل ُ ِ ل َّ
حتى َ ت َ :ما َأتَْيُت َ َ صلى ال َعل َْيه َو َ ا ِ
كّفْيِه ـ َفِباّلِذي طّبَق َ ن َو َ ك ـ َأَراَنا َعّفا ُ هِذِه َأْن ل آِتَي َ
صابِِعي َ َأ َ
م َ ،قاَل َ :وَما ك بِِه ؟ َ ،قاَل :ا ِ
لْسل ُ حّق َما اّلِذي بََعَث َك ِبا ْل َ
بََعَث َ
ك
ه َل تََعاَلى َ ،وَأْن ُتَوّجَه َوْج َ ك ِ م ؟ َ ،قاَل َ )) :أْن ُيْسلَِم َق ْلُب َ لْسل ُ ا ِ
حكيم بن معاوية بن حيدة القشيرى عن أبيه ،وقد رواه عنه :أبو قزعة سويد
بن حجير الباهلى ،وبهز بن حكيم .وقد أتقن حماد بن سلمة متنه وسياقته
يونس ثنا ثور بن يزيد عن زياد بن أبى سودة عن أخيه عثمان عن ميمونة
بنت سعد به مثله .
قال أبو محمد :وهذا إسـناد رجاله ثقات كلهم .قال مروان بن
) (32قال المام أحمد ) : (2/53ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا علي بن
مبارك عن يحيى بـن أبي كثير حدثني أبو قلبة حدثني سالم
سوُل ا ِ
ل بن عبد ال حدثني عبد ال بن عمر قـال َ :قاَل ل ََنا رَ ُ
م ا ْلِقَياَمِة ِمْن بَْحِر
ج َنارٌ َقْبَل يَْو ِ
سَتْخُر ُ صّلى ال عل َيِه و ّ
سلَم َ )) :
َ ْ َ َ َ
س (( َ ،قاُلوا َ :فِبَم تَ ْأُمُرَنا َيا ّ ِ
شُر النا َ حْضَرَمْوَت تَْح ُ حْضَرَمْوَت َأْو مْن ََ
م (( . كْم ِبالّش ْأ ِ
ل ؟ َ ،قاَل َ )) :عل َْي ُ
سوَل ا ِرَ ُ
وأخرجه ابن أبى شيبة ) ، (7/471/37320وأحمد )، (2/119،99،69،8
والترمذى ) (2217وأبو يعلى ) ، (9/405/5551وابن حبان ) ، (7305وابن
كثير اليمامى ،وقد تفرد به عن أبى قلبة ،وصّرح بسماعه منه ،
معاذ العنبري ثنا أبي ثنا شعبة عن النعمان بن سالم قال سمعت
يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول سمعت عبد
ث بِِه
حّد ُ هَذا ا ْلحِدي ُ ّ ِ
ث الذي ُت َ َ ال بن عمرو ،وجاءه رجل ،فقال َ :ما َ
ن الّلِه َأْو ل
حا َ
سْب َ
كَذا ؟ َ ،فَقاَل ُ :
كَذا َو َ ،تَُقوُل ِإّن الّساَعَة تَُقو ُ
م ِإَلى َ
شْيًئا حًدا َ ث َأ َ حّد َت َأْن ل ُأ َهمم ُ ل أو كلِمة نحوهما ،لقد ِإل ََه ِإل ا ُ
َْ َ َ ً َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ َ ْ
ت، حّرُق ا ْلَبْي ُ ِ ِ ت ِ :إّن ُ َأبًَدا ِ ،إّنما ُق ْل ُ
ن بَْعَد َقليٍل َأْمًرا َعظيًما ُ ،ي َ
سَتَرْو َ
كْم َ َ
سّلَم : ِ ل َّ
صلى ال َعل َْيه َو َ سوُل ا ِ ن ُ ،ثّم َقاَل َ :قاَل رَ ُكو ُن َويَ ُ كو َُويَ ُ
ن يَْوًما َأْو ن ل َأْدِري َأْربَِعي َ ث َأْربَِعي َ ك ُ ج الّدّجاُل ِفي ُأّمِتي َفَيْم ُ )) يَْخُر ُ
كأَّنُهن َمْريََم َ سى ْب َ ثا ُ ِ شْهًرا َأْو َأْربَِعي َ َأْربَِعي َ
ل عي َ ن َعاًما َ ،فَيْبَع ُ ن َ
سِني َ
ن س سبع ِ
ث النا ُ َ ْ َ
ك ُ ّ كُه ُ ،ثّم يَْم ُ ن َمْسُعوٍد َفَيْطلُُبُه َفُيْهلِ ُ ُعْرَوُة ْب ُ
م َ ،فل حا َبارَِدًة ِمْن ِقَبِل الّش ْأ ِ ل ِري ً سُل ا ُ ن اْثَنيِن عداوٌة ُ ،ثّم ير ِ
ُْ َ َ َ س بَْي َ ْ ل َْي َ
خْيٍر َأْو ِإيماٍن
َ حٌد ِفي َق ْلِبِه ِمْثَقاُل َذّرٍة ِمْن َ ض َأ َ يَْبَقى َعَلى َوْجِه اْلَْر ِ
ث
جوا بَْع َ
ن (( َ ،قاَل ُ )) :ثّم ُيَقاُل َ :أْخِر ُ
هْم َمْسُئوُلو َ َوِقُفو ُ
هْم ِإّن ُ
كّل َأ ْلٍف ِتْسَع ِماَئٍة َوِتْسَعًة
كْم ؟ َ ،فُيَقاُل ِ :مْن ُ
الّنارِ َ ،فُيَقاُل ِ :مْن َ
م شيًبا (( َوَذل ِ َ
ك )) يَْو َ
ن ِ
م )) يَْجَعُل ا ْلِو ْلَدا َ
ك يَْو َ َوِتْسِعي َ
ن َ ،قاَل َ :فَذا َ
ق (( . شُف عْن سا ٍ ك َ
ُي ْ
َ َ
وأخرجه كذلك أحمد ) ، (2/166والنسائى )) الكبرى (()
، (6/501/11629وابن حبان ) ، (7353وابن منده )) اليمان (()، (1061
كذب .....................................
3
3 ) السادس ( حديث أبى سعيد الخدرى ،وبيان
5 أبواب دمشق وما حوله ،وعلى أبواب بيت المقدس (( ،
3
59 وبيان ضعفه ..........................................
الشرط فى هذا التصنيف ذكر أصح ما ورد فى فضائل
الرحمن ......................
الباب الخامس :
الشام .......................................
الباب السابع :
بهم .......................
الباب التاسع :
والمنشر ..............................................
فهرس الموضوعات