You are on page 1of 16

‫نشرة غير دورية تصدر عن مركز الدراسات االشتراكية‪ ،‬صوت التيار االشتراكي الثوري في مصر‪www.e-socialists.

net ،‬‬
‫السعر‪ 1 :‬جنيه‬ ‫العدد (‪ )40‬يناير ‪2010‬‬

‫الطائفية ‪ ..‬الجدار ‪ ..‬التوريث‬

‫وحدة المضطهدين‬ ‫استقبلت مصر العام الجديد بمصادمات عنف طائفي‬


‫في نجع حمادي‪ ،‬وبحملة حكومية لتبرير الجدار الفوالذي‬
‫لتشديد الحصار على أهالي غزة‪ ،‬أم أحاديث التوريث و‬

‫طريقنا لمواجهة الطائفية‬


‫مستقبل النظام فهو الحديث المتواصل‪ ،‬الذي لم ينقطع‬
‫منذ فترة طويلة في الشارع السياسي في مصر‪.‬‬
‫خطورة ما حدث في نجع حمادي تكمن فأنه قمة جبل‬
‫الثلج‪ ،‬فحوادث العنف الطائفي بلغت في العام الماضي‬
‫أرقاما قياسية‪ ،‬تأتي تلك الحوادث كنتيجة لمجمل‬
‫سياسات النظام‪ ،‬من خصخصة و رفع لدعم‪ ،‬وانحياز‬
‫الدولة لرجال األعمال‪ ،‬وسوء الخدمات‪ .‬هكذا أصبح‬
‫الفقر‪ ،‬والبطالة‪ ،‬وفقدان األمل واألمان في المستقبل‪ ،‬هو‬
‫الهم المشترك للسواد األعظم من المصريين‪.‬‬
‫يجب النظر للطائفية باعتبارها مؤشر لمدى الغضب‬
‫المتراكم عند الطبقات الشعبية‪ ،‬لكن لألسف في االتجاه‬
‫الخطأ‪ ،‬في اتجاه أصحاب الديانات األخرى‪ ،‬ولن تخدم‬
‫الطائفية إال الطبقات الحاكمة‪ .‬لقد لعب السادات من‬
‫قبل بالورقة الطائفية‪ ،‬وهاهو مبارك يكرسها‪ ،‬ويحافظ‬
‫على مسبباتها‪.‬‬
‫ليس عجيباً أن يشهد عهد م��ب��ارك ه��ذا السعي‬
‫المحموم نحو الهجرة‪ ،‬من كل أطياف الشعب المصري‪،‬‬
‫مسلمين ومسيحيين‪ ،‬حتى لو كان الموت في عرض‬
‫البحر ثمن ذلك‪ .‬حيث ال أمل لهؤالء المهاجرين في‬
‫حياة كريمة‪ ،‬في ظل هذا النظام‪ ،‬الذي تكلس أو أصابه‬
‫الجمود منذ سنين‪ ،‬ورغم ذلك ظل متشبثا بالسلطة ‪،‬‬
‫طوال ‪ 28‬عام‪ ،‬و يرغب في توريثها إن أمكن‪ ،‬وأدواته في‬
‫ذلك جيش ضخم من أفراد األمن‪ ،‬وكذلك إعالم فاشل‪،‬‬
‫ال يتورع عن الكذب آناء الليل وأطراف النهار‪.‬‬
‫لكن أهم ما يعول عليه نظام مبارك في االستمرار هو‬
‫تقديم خدماته لإلمبريالية األمريكية و لحليفتها الكيان‬
‫الصهيوني‪ ،‬ال يمكن فهم إصرار مبارك وعصابته على‬
‫حصار الشعب الفلسطيني‪ ،‬في قطاع غزة‪ ،‬على مدار‬
‫الثالث سنوات الماضية‪ ،‬إال في هذا السياق‪.‬‬
‫لما تحايل الشعب الفلسطيني البطل على الحصار‬
‫باألنفاق‪ ،‬فكر األمريكيون و الصهاينة‪ ،‬بتقنية جديدة‪،‬‬
‫جدار فوالذي‪ ،‬يصنعه األمريكيون‪ ،‬ويشرفون على تركيبه‪،‬‬
‫تضمن لهم الحصار الكامل‪ ،‬وجاء األمر لمبارك بالتنفيذ‪.‬‬
‫كان البد أن يفتعل نظام مبارك أزمة مع قافلة شريان‬
‫الحياة‪ ،‬حتى يبرر أنه لن يسمح بأي قافلة بالمرور في‬
‫المستقبل‪ .‬لقد ق��رروا معاقبة أهالي غزة‪ ،‬الحتضانهم‬

‫معاً ضد‬
‫المقاومة‪ ،‬حتى يدفعوا أهل غزة لثورة على حماس‪،‬‬
‫عندما يشتد الجوع والمرض‪ ،‬هذا هو المخطط األمريكي‬
‫الصهيوني‪ ،‬الذي يسهر على تنفيذه نظام مبارك‪.‬‬
‫رغم أن تلك السياسة تزيد من سخط المصريين‬
‫على النظام‪ ،‬لكنه ال يهمه س��وى ال��رض��ا األمريكي‬

‫جدار التجويع والتوريث‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬فبدون رضاءهما لن يتمكن من البقاء في‬


‫السلطة‪ .‬لما كان مبارك خادما مطيعا‪ ،‬نفذ كل ما هو‬
‫مطلوب منه‪ ،‬جاءته إشارات واضحة من السيد األمريكي‬
‫أنه لن يتدخل فيما يخص االنتخابات البرلمانية أو‬
‫الرئاسية القادمة‪ ،‬وهذا ما كان يتمناه مبارك‪.‬‬
‫ربما تثلج تلك اإلشارات قلب مبارك باألمل بأنه قادر‬
‫اقرأ أيضا‪ :‬حال الصحة في مصر (ص‪،)12-10‬‬ ‫على االستمرار‪ ،‬أو أن نجله يمكن أن يرثه‪ ،‬أما تزايد‬
‫الغضب الشعبي فالقمع والبطش كفيل بردعه‪ ،‬و الطائفية‬
‫حوار مع المفكر جلبير األشقر (ص‪ ،)15‬أكراد تركيا (ص‪)13‬‬ ‫فكفيله بتوجيه الوجهة الخطأ‪ .‬هكذا يبدو أن مبارك ال‬
‫يقرأ التاريخ‪ ،‬ألنه لو فعل ألدرك أن ما يفعله اليوم هو ما‬
‫كان يفعله شاه إيران‪ ،‬قبل أن يطيح به الشعب‪ ،‬لكن أين‬
‫هو اآلن؟ إنه في مزبلة التاريخ‪.‬‬
‫من أشعار الشاعر الفلسطيني‬
‫معين بسيسو‬
‫الحملة المصرية لمناهضة الجدار الفوالزي‬

‫اجتمعت عدد من القوى الوطنية‪ ،‬األربعاء‪ 6 ،‬يناير‬ ‫في الطريق إلى الزنزانة‬
‫‪ ،2009‬لتعلن عن حملة شعبية ضد الجدار الفوالذي‪،‬‬
‫هذا الجدار الذي يبنيه النظام املصري‪ ،‬خدمة ملصالح‬ ‫ِ‬
‫الكيان الصهيوني‪ ،‬وبدعم فني ومادي من الواليات‬ ‫ولكنني رغم بطش الجنودْ‬ ‫هناكَ‪ ...‬هناكَ‪ ...‬بعيد اً بعيدْ‪...‬‬
‫املتحدة‪ ،‬بهدف تشديد الحصار على الشعب‬ ‫رفعتُ يدًا أثقلتها القيودْ‬ ‫سيحملني يا رفاقي‪ ...‬الجنودْ‪...‬‬
‫الفلسطيني على قطاع غزة‪ ،‬وبهدف حصار املقاومة‪.‬‬ ‫وصحتُ بهم‪ :‬إنني عائدٌ‬ ‫الظالم الرهيب‬
‫ِ‬ ‫سيُلقون بي في‬
‫ورأت القوى املجتمعة ضرورة مقاومة الجدار بتدشني‬ ‫بجيش الرعودْ‬
‫ِ‬ ‫الرفاق ‪...‬‬
‫ِ‬ ‫بجيش‬
‫ِ‬ ‫جحيم القيودْ‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫سيُلقون بي‬
‫حملة ضد هذا الجدار‪ ،‬أو ًال بالعمل على فضح أمر‬
‫الجدار‪ ،‬والنضال من أجل وقفه‪ ،‬وإزالة ما تم منه‬ ‫الطريق‬
‫ِ‬ ‫هناكَ أرى عامالً في‬ ‫لقد فتشوا غرفتي يا أخي‬
‫بالفعل‪ ،‬وتفنيد األكاذيب الواهية‪ ،‬التي يروجها النظام‬ ‫أرى قائد الثورةِ المنتصرهْ‬ ‫بعض الكتبْ‬
‫فما وجدوا غيرَ ِ‬
‫يُلوِّحُ لي بيَدٍ من حديدْ‬ ‫عظم همو‪ ...‬إخوتي‬ ‫وأكوام‬
‫ِ‬
‫املصري تربيراً ملا ارتكبه‪ ،‬ومليارات الدوالرات التي‬ ‫وأخرى تطاير منها الشررْ‬ ‫يئنُّون ما ٍبين أمٍّ‪ ...‬وأبْ‬
‫تُنفق لخنق املقاومة‪.‬‬
‫الرفاق‬
‫ِ‬ ‫أنا اآلن بين مئات‬ ‫لقد أيقظوهم‪ ...‬بركالتهمْ‬
‫رأى املجتمعون أن الجدار الفوالذي ما هو إال خطوة‬ ‫أشدُّ لقبضاتهم‪ ...‬قبضتي‬ ‫لقد أشعلوا في العيونِ الغضبْ‬
‫سيليها املزيد من اإلجراءات لتأمني حدود العدو‬ ‫أنا اآلن أشعرُ أني قويٌّ‬
‫الصهيوني من الجانب املصري‪ ،‬حيث سيلي ذلك‬ ‫وأني سأهزمُ‪ ...‬زنزانتي‬ ‫أنا اآلن بين جنودِ الطغاةِ‬
‫إنشاء جدار خرساني فوق األرض‪ ،‬وإخالء مدينة‬ ‫ْ‬
‫للمعتقل‬ ‫أنا اآلن أُ سحبُ‬
‫نعم لنْ نموتَ‪ ،‬نعم سوف نحيا‬
‫رفح من سكانها‪ ،‬والذي بدأه األمن املصري بتضييق‬ ‫ولو َ‬
‫أكل القيدُ من عظمِنا‬ ‫وما زال وجهُ أبي ماثالً‬
‫الخناق عليهم‪ ،‬وشن حملة اعتقاالت واسعة بينهم‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ولو مزقتنا سياط الطغاة‬ ‫أمامي‪ ...‬يُسلِّحُني باألملْ‬
‫وقد أصدرت الحملة بيانها التأسيسي وحمل توقيع‬ ‫ولو أشعلوا النارَ في جسمِنا‬
‫ال من‪ :‬األخوان املسلمني‪ ،‬حزب الكرامة‪ ،‬حزب‬ ‫كً‬ ‫ْ‬
‫طويل‬ ‫وأمي‪ ...‬وأمي‪ ...‬أنينٌ‬
‫العمل‪ ،‬االشرتاكيني الثوريني‪.‬‬ ‫نعم لنْ نموتَ‪ ،‬ولكننا‬ ‫يصرخون‬
‫ْ‬ ‫ومن حولها أخوتي‬
‫سنقتلعُ الموتَ من أرضنا‬ ‫ومن حولهم‪ ...‬بعضُ جيراننا‬
‫السجون‬
‫ْ‬ ‫ٌّ‬
‫وكل له‪ ...‬ولدٌ في‬

‫ندوة اللجنة التحضيرية للعمال ‪« :‬حصاد الحركة العمالية في عام ‪»2009‬‬

‫النجار‪ :‬الحكومة تدعم رجال األعمال وتتجاهل الكادحين‬


‫إيمان إبراهيم‬
‫المعاشات سيبدأ في اإلع�لان عن‬ ‫النامية لو تسببت في إحداث هزة‬ ‫فضال عن قيامهم بتخصيص قيمة‬
‫نقابته المستقلة خالل األيام القليلة‬ ‫اقتصادية بسيطة سنجد صندوق‬ ‫‪ 4‬مليارات جنيه إعانة للمصدرين دون‬
‫المقبلة‪ ،‬متخذا نفس الطريق‪ ،‬الذي‬ ‫النقد الدولي والبنك الدولي يفرضون‬ ‫تحديد أي نوع من اللوائح التنفيذية‪،‬‬ ‫نظمت لجنة الحريات واللجنة‬
‫سلكه زمالئهم بمأموريات الضرائب‬ ‫روشتة قاسية إلحكام السيطرة على‬ ‫يخضع لها المصدرون المصريين‪،‬‬ ‫التحضيرية للعمال ملتقى عمالي‬
‫العقارية المختلفة‪.‬‬ ‫اقتصاديات الدول النامية‪.‬‬ ‫في حين تصرف الحكومة المنحازة‬ ‫بعنوان «حصاد الحركة العمالية لعام‬
‫في حين طالب صابر بركات عضو‬ ‫اقترح القيادي االشتراكي كمال‬ ‫لرجال األعمال ما قيمته ‪1.8‬مليار‬ ‫‪ « 2009‬بمقر نقابة الصحفيين‪ ،‬يوم ‪25‬‬
‫اللجنة التنسيقية‪ ،‬بضرورة التخلي‬ ‫خليل عمل عريضة جماعية لتوضيح‬ ‫جنيه تصرف لــ‪ 8.5‬مليون موظف‬ ‫ديسمبر الماضي‪.‬‬
‫ع��ن ف��ك��رة اإلض����راب ع��ن الطعام‪،‬‬ ‫المشاكل العمالة‪ ،‬التي يعانى منها‬ ‫يعمل بالقطاع العام‪.‬‬ ‫لسرد أخر األوضاع العمالية لمواقع‬
‫التي شاعت مؤخرا بين اإلضرابات‬ ‫ع��م��ال ال��م��ض��اري��ن م��ن سياسات‬ ‫وأض����اف ال��ن��ج��ار أن الحكومة‬ ‫عمالية مختلفة قدر عددها بثمان‬
‫واالحتجاجات المختلفة‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫الخصخصة‪ ،‬والتسريح الجماعي‪،‬‬ ‫المصرية لديها من البدائل ما يمكنها‬ ‫مواقع عمالية مشتعلة حتى كتابة‬
‫وج��ود طرق اكثر إجبارًا للسلطات‬ ‫والمعاش المبكر‪ ،‬وإج��راءات العزل‬ ‫من تحسين أوض��اع األج��ور‪ ،‬وترفع‬ ‫س��ط��ور ال��خ��ب��ر‪ :‬تتضمنت «عمال‬
‫الحكومية لنزع الحقوق العمالية‪،‬‬ ‫والنقل التعسفي‪ ،‬موضحًا ضرورة‬ ‫من قيمة العائدات الداعمة للموازنة‬ ‫الضرائب العقارية و رابطة سائقي‬
‫وأش����ار إل���ى ض����رورة االب��ت��ع��اد عن‬ ‫توحد الحركة العمالية حتى يتحقق‬ ‫ال��ع��ام��ة منها على سبيل المثال‬ ‫اإلس��ك��ن��دري��ة‪ ،‬ووف���د م��ن تمريض‬
‫اتفاقيات «‪90‬ش��ارع الجالء» –قاصدا‬ ‫لها النجاح‪ ،‬هذا النجاح هو التمهيد‬ ‫«فرض رسوم محاجر على شركات‬ ‫المنصورة‪ ،‬و عمال طنطا للكتان‪،‬‬
‫بها اتفاقات اتحاد العمل‪ ،‬التي تتم‬ ‫لبناء ح��زب عمالي يتشكل جميع‬ ‫األسمنت الموجودة بمصر‪ ،‬والتي‬ ‫وعمال شركة النصر للسيارات‪ ،‬و‬
‫بمباركة عائشة عبد الهادي وزير‬ ‫أركانه من الطبقة العاملة‪ ،‬عندها تبرز‬ ‫يمتلكها األج��ان��ب‪ ،‬وف��رض ضريبة‬ ‫عمال الشركة االقتصادية «المصبغة»‪،‬‬
‫القوى العاملة والهجرة‪ -‬ألنها بمثابة‬ ‫الطبقة العاملة قوى سياسية فاعلة‪.‬‬ ‫تعامالت على مستثمري البورصة‬ ‫وأعضاء نقابة البريد‪ ،‬وعمال شركة‬
‫مصيبة وك��ارث��ة‪ ،‬تضر ال��ع��م��ال وال‬ ‫ش��دد ك��م��ال اب��و عيطة‪ ،‬رئيس‬ ‫من األجانب والعرب بنسبة «نصف‬ ‫إسكندرية للصلب‪.‬‬
‫تنفعهم‪.‬‬ ‫النقابة المستقلة للضرائب العقارية‪،‬‬ ‫في المائة»‪ ،‬والتي ستوفر حوالي ‪4‬‬ ‫أوض��ح الخبير االق��ت��ص��ادي احمد‬
‫ردد العمال من مختلف المواقع‬ ‫على أن السبب وراء ظهور اإلضرابات‬ ‫مليارات جنيه‪ ،‬في السنة‪ ،‬ومضاعفه‬ ‫النجار مدير تحرير التقرير االقتصادي‬
‫العديد من الهتافات منها « اللي قاعد‬ ‫العمالية بكثافة راجع الن التنظيم‬ ‫أسعار تصدير الغاز‪.‬‬ ‫االستراتيجي‪ :‬أن الجزء األكبر من‬
‫في الجالء هو رمز للبالء‪ ،‬و اتحاد‬ ‫النقابي الحكومي باع العمال وتخلى‬ ‫كما المح النجار لخطورة التداول‬ ‫الدعم ال��ذي تستقطعه الحكومة‬
‫نقابة مستقل ضد مجاور المستغل‪،‬‬ ‫ع��ن دوره ف��ي المفاوضة العمالية‬ ‫بنظام «س��وق المشتقات»‪ ،‬والذي‬ ‫المصرية يخصص للطبقة العليا‪،‬‬
‫و اللي في شارع الجالء دول لصوص‬ ‫الشريفة‪ ،‬وتحوله للسان حال الدولة‬ ‫يعد بمثابة التجارة بسلع وخدمات‬ ‫لشركات الغاز‪ ،‬واألسمنت‪ ،‬والحديد‪،‬‬
‫وعمالء‪.‬‬ ‫والمستثمر‪ ،‬وقال «مصر بلد خال من‬ ‫لم تنتج بعد مشيرًا إلى أن صندوق‬ ‫واألسمدة‪ ،‬والمقدر نسبته بحوالي‬
‫النقابات‪ ،‬فهيا نقوم إلى فجر‪ ،‬ننصرف‬ ‫البنك الدولي والنقد الدولي لم يسأال‬ ‫‪ % 6.2‬من أجمال الناتج المحلي‪،‬‬
‫فيه عن نقابات مالنا فيها صديق‪».‬‬ ‫ال��والي��ات المتحدة األمريكية عن‬ ‫يستقطع منه نسبه «ربع في المائة‬
‫وأع���ل���ن أب����و ع��ي��ط��ة أن ات��ح��اد‬ ‫سياساتها الفاسدة‪ ،‬رغم أن الدول‬ ‫« لدعم الخبز‪.‬‬

‫االشتراكي يناير ‪2010‬‬ ‫¯¯‪2‬‬


‫اشتباك‬
‫هل يتوقف قطار العنف الطائفي عند نجع حمادي؟‬
‫األديان المختلفة‪ ،‬هكذا يخدم الصراع‬ ‫الخدمات الصحية والتعليمية‪ ،‬وغيرها‪،‬‬ ‫بشكل خاص‪ ،‬ففي عام ‪ 2007‬شهدنا‬ ‫خيم الحزن على قلوب األقباط في‬
‫الطائفي الطبقات الحاكمة‪.‬‬ ‫وتخليها ع��ن ت��وف��ي��ر ف���رص عمل‪،‬‬ ‫ح��وادث طائفية في العياط بالجيزة‪،‬‬ ‫مصر هذا العام في يوم عيد الميالد‬
‫ليس معنى ه��ذا أن السلطة في‬ ‫وانحياز الدولة الواضح لرجال األعمال‪.‬‬ ‫و في سمالوط بالمنيا‪ ،‬وف��ي إسنا‬ ‫المجيد‪ ،‬بعد ح��ادث االع��ت��داء على‬
‫مصر وراء المصادمات الطائفية بشكل‬ ‫هذه السياسات التي جاءت بنتائج‬ ‫بمحفظة قنا‪ ،‬وفي عام ‪ 2008‬قام ثالث‬ ‫عدد من المسيحيين‪ ،‬أمام مطرانية‬
‫مباشر‪ ،‬لكن الممارسات التي تقوم بها‬ ‫كارثية على مجموع الفقراء في مصر‪،‬‬ ‫من البدو بخطف ‪ 3‬رهبان من دير‬ ‫نجع حمادي‪ ،‬في محافظة قنا‪ ،‬بعد‬
‫أجهزة الدولة‪ ،‬والحزب الحاكم‪ ،‬وجهاز‬ ‫ولهذا تفجرت حركات االحتجاج وزادت‬ ‫أب��و ف��ان��ا‪ ،‬كما ش��ه��دت نفس العام‬ ‫خروجهم من قداس العيد‪ ،‬مساء يوم‬
‫أمن الدولة‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق ببناء أو‬ ‫وتيرة التحركات العمالية‪.‬‬ ‫مصادمات طائفية ف��ي قرية النزلة‬ ‫‪ 6‬يناير‪ ،‬هذا االعتداء اآلثم الذي أسفر‬
‫ترميم الكنائس‪ ،‬أو فيما يتعلق بتغيير‬ ‫لكن الغضب االجتماعي يمكن أن‬ ‫بمحافظة الفيوم‪ .‬أما عام ‪ 2009‬ففاق‬ ‫عن مقتل سبعة مسيحيين‪ ،‬ومجند‬
‫بعض المواطنين للديانة‪ ،‬تلعب دورًا‬ ‫يوجه أيضاً في االتجاه الخاطئ‪ ،‬في‬ ‫عدد المصادمات الطائفية أكثر من ‪14‬‬ ‫مسلم كان متواجد في نفس المكان‪،‬‬
‫واضح في تزايد حدة المصادمات‪ ،‬وفي‬ ‫تجاه المختلف في الدين‪ ،‬في شكل‬ ‫حادث‪.‬‬ ‫ووفقا لشهود عيان قام ثالثة أشخاص‬
‫هذا اإلطار يمكن اإلشارة إلى تصريح‬ ‫مصادمات طائفية‪ ،‬لهذا ال يجب أن‬ ‫هكذا يمكن أن نالحظ أنه خالل تلك‬ ‫بإطالق النار من سيارة مالكي‪ .‬وأثناء‬
‫أسقف نجع حمادي لوكالة الصحافة‬ ‫نرى حوادث العنف الطائفي في مصر‪،‬‬ ‫الفترة‪ ،‬التي تزايدت فيها المصادمات‬ ‫تشيع الجنازات حدثت مصادمات بين‬
‫الفرنسية ‪ ،‬في أعقاب الحادث األخير‪،‬‬ ‫التي بدأت بشكل واضح أيام السادات‪،‬‬ ‫الطائفية‪ ،‬شهدت مصر تزايد في حدة‬ ‫المسلمين والمسيحيين‪ .‬وكالعادة‬
‫حيث ق��ال أن المتهم ف��ي الحادث‬ ‫بمعزل عن مجمل سياسات النظام‬ ‫ال��ص��راع االجتماعي‪ ،‬ال��ذي عبر عن‬ ‫سارعت وزارة الداخلية إل��ى إصدار‬
‫معروف «وهو مسجل خطر مشهور‪،‬‬ ‫الحاكم‪ ،‬الذي تبنى سياسات االنفتاح‪،‬‬ ‫نفسه في تصاعد لحركات االحتجاج‬ ‫بيان يزيد الوضع توتراً‪ ،‬حيث ربط‬
‫وكان يفترض أن يكون موقوفا‪ ،‬ولكن‬ ‫والتبعية الكاملة ل�لإرادة األمريكية‪،‬‬ ‫االجتماعي على سوء الخدمات‪ ،‬وعلى‬ ‫البيان بين تلك الجريمة‪ ،‬وجريمة‬
‫الشرطة تركته ح��را‪ ،‬بتحريض من‬ ‫والتطبيع مع الكيان الصهيوني‪ ،‬وفي‬ ‫حوادث المرور على الطرق السريعة‪،‬‬ ‫اغتصاب طفلة مسلمة ات��ه��م فيها‬
‫نواب نافذين في الحزب الوطني ا!‬ ‫الوقت نفسه أطلق العنان للتيارات‬ ‫وع��ل��ى ه��ج��وم ال��دول��ة على سكان‬ ‫ش��خ��ص مسيحي‪ ،‬ك��أن��ه ن���وع من‬
‫ال أمل في توقف حوادث المصادمات‬ ‫والجماعات اإلسالمية في إطار صراعه‬ ‫العشوائيات‪ ،‬وترافق أيضاً مع زيادة في‬ ‫التبرير للجناة‪.‬‬
‫الطائفية‪ ،‬وال ف��ي ت��وق��ف اضطهاد‬ ‫السياسي مع اليسار‪.‬‬ ‫حركة إضرابات واعتصامات العمالية‪،‬‬ ‫ه��ذا الحادث ال��م��روع‪ ،‬ال��ذي حول‬
‫األقباط في مصر‪ ،‬إال بنضال المشترك‬ ‫تكمن خطورة العنف والمصادمات‬ ‫بشكل غير مسبوق منذ أربعينيات‬ ‫أف���راح المسيحيين ف��ي مصر بعيد‬
‫بين الكادحين من أبناء مصر من‬ ‫الطائفية‪ ،‬كما ذكرنا‪ ،‬في أنها قادرة‬ ‫القرن الماضي‪.‬‬ ‫الميالد إلى مآتم‪ ،‬يجب أن نفهمه‬
‫المسلمين والمسيحيين معاً في‬ ‫على تحويل الغضب الشعبي ضد‬ ‫ه���ذا التزامن يشير إلى ترابط‬ ‫باعتباره جزءا من سلسلة طويلة من‬
‫مواجهة النظام الذي يضطهد عموم‬ ‫سياسات الفقر واإلفقار‪ ،‬التي تتبناها‬ ‫م���ا ي��ج��م��ع بين الظاهرتين‪ ،‬الواضح‬ ‫حوادث العنف الموجهة ضد األقباط‬
‫الفقراء ف��ي ه��ذا البلد‪ ،‬وهنا يجب‬ ‫األن��ظ��م��ة‪ ،‬ف��ي ات��ج��اه المختلف في‬ ‫أن ح��رك��ات االح��ت��ج��اج‪ ،‬والحركات‬ ‫في مصر‪ ،‬منذ حادث الخانكة ‪،1972‬‬
‫اإلشارة إلى التراجع السياسي لليسار‪،‬‬ ‫الدين‪ ،‬هذا التحويل قادر على تفتيت‬ ‫العمالية كانت مواجهة أساساً ضد‬ ‫مروراً بأحداث الزاوية الحمراء ‪،1981‬‬
‫الذي كان من المفترض أن يلعب هذا‬ ‫الحركات الشعبية‪ ،‬حيث ال يمكن‬ ‫سياسات النظام‪ ،‬الذي تبنى سياسات‬ ‫ثم الكشح ‪ ،1998‬والكشح ‪ ،2000‬التي‬
‫الدور‪ ،‬وترك الساحة خالية أمام األفكار‬ ‫توحيد الفقراء في حركة واحدة‪ ،‬قادرة‬ ‫الليبرالية الجديدة‪ ،‬حيث خصخصة‬ ‫قتل فيها ‪ 22‬مواطناً منهم ‪ 21‬مسيحيا‪.‬‬
‫الطائفية والعنصرية‪ ،‬لتهيمن وتسود‪.‬‬ ‫على زعزعة المنظومة الحاكمة‪ ،‬في‬ ‫القطاعات اإلنتاجية المملوكة للدولة‪،‬‬ ‫بينما بلغت أحداث العنف الطائفي‬
‫ظل أجواء الصراع الطائفي بين أتباع‬ ‫وتخلى الدولة عن دورها في تقديم‬ ‫ذروتها خالل الثالث أعوام الماضية‪،‬‬

‫ظهور العدرا ‪ ..‬و االضطهاد الطائفي‬


‫نرمين خفاجي‬
‫واالقتصادية‪ ،‬كما تبارك الشعب المصري كافة‬
‫خاصة ف��ي ظ��ل انتشار األوب��ئ��ة مثل أنفلونزا‬ ‫في وسط مجموعة من البيوت أشبه بالجحور‪،‬‬
‫الخنازير‪ ،‬ومن قبلها الطيور‪ ،‬فالعدرا هي المنقذ‬ ‫يسكن فيها الفقراء من األقباط والمسلمين‪ ،‬تقع‬
‫لشعب مصر ! ودائما ما تظهر في األزمات مثلما‬ ‫كنيسة العذرا والمالك ميخائيل‪ ،‬بمنطقة الوراق‪.‬‬
‫حدث في ‪ 1968‬بعد النكسة لتعدنا بالنصر‪ ،‬وفى‬ ‫تلك الكنيسة طوقت بجيش من جنود وعربات‬
‫‪ 1986‬ظهرت لتطمئن األقباط‪ ،‬الذين عانوا كثيرا‬ ‫وضباط األمن المركزي‪ ،‬بعد انتشار خبر ظهور‬
‫من اضطهاد الجماعات اإلسالمية‪ ،‬خاصة في‬ ‫العذرا‪ ،‬حيث سبق ذلك تجمهر أكثر من عشرة‬
‫الصعيد‪ ،‬وتؤكد لهم اقتراب وقت الخالص»‪.‬‬ ‫آالف مواطن‪ .‬من السكان المجاورين للكنيسة‬
‫أما أيهاب فقد قال‪« :‬ظهور العدرا يحدث من‬ ‫من مسلمين ومسيحيين‪ ،‬رافعين رؤوسهم إلى‬
‫وقت ألخر خاصة في األزمات ليثبت المؤمنين‬ ‫ال‬
‫ال منهم يحمل رجاءه وآماله‪ ،‬مبته ً‬ ‫السماء‪ ،‬ك ً‬
‫على أيمانهم‪ ،‬ويمنح األم��ل للشعب ويبارك‬ ‫للعذرا أن تباركهم‪ ،‬وتمنحهم عزاء الغرباء‪ ،‬وستر‬
‫مصر»‪.‬‬ ‫المقهورين‪ ،‬في واقع منهار تحت أقدام الجميع‪،‬‬
‫إن كان الحديث عن ظهور العذراء قد أدى إلى‬ ‫حيث توارى األمل في حياة كريمة لجموع فقراء‬
‫بروز كافة مشاكل األقباط على السطح‪ ،‬بداية‬ ‫مصر منذ سنوات طويلة‪ ،‬واصبح عرض البحر‬
‫من الصراع بين الكنيسة اإلنجيلية والكنيسة‬ ‫ملجًأ ومالذا لكثير من شباب مصر‪ ،‬الذي فضل‬
‫األرثوذكسية‪ ،‬وص �ولاً إل��ى االحتقان الطائفي‪،‬‬ ‫أن يقدم نفسه وليمة ألسماك البحر المتوسط‪،‬‬
‫الذي يشهده المجتمع المصري‪ ،‬منذ سبعينيات‬ ‫لكن الفرحة لم تدم طويالً‪ ،‬فكما تحكى شابه‬ ‫في حال فشله في الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا‪.‬‬
‫القرن الماضي‪ .‬أما السخرية من األقباط‪ ،‬ووصمهم‬ ‫تدعى جاكلين‪« :‬أنه مع تعالى الهتافات للعذرا‪ ،‬في‬ ‫فالحياة في مصر في عيون هؤالء الشباب أصبحت‬
‫بالتخريف والجهل‪ ،‬ال يمكن فهمه إال في سياق هذا‬ ‫جو من الفرح والبهجة‪ ،‬ظهرت هتافات أخرى معادية‪،‬‬ ‫مرادفا للفقر األبدي‪ ،‬والبطالة‪ ،‬والعنوسة‪ ،‬ولقانون‬
‫االحتقان‪ ،‬حيث ينظر األقباط اليوم إلى حمالت‬ ‫تصم المسيحيين بالجهل والكفر‪ ،‬واتباع الخرافات‪،‬‬ ‫الطوارئ‪ ،‬وأم��ا المستقبل فملون باللون الرمادي‬
‫التشكيك في المعجزات‪ ،‬ومنها ظهور العدرا باعتباره‬ ‫ووصل األمر إلى إطالق ألفاظ نابية‪ ،‬مما جعل والدي‬ ‫القاتم والكئيب‪.‬‬
‫تعصبا وعدم احترام لعقيدتهم‪.‬‬ ‫يصر على عودتنا إلى المنزل‪ ،‬ونحن نبكى لتركنا‬ ‫في شهر كيهك‪ ،‬الذي حملت فيه السيدة العذراء‬
‫نعم ق��د يقول بعض‪ ،‬وه��و محق أن حديث‬ ‫ساحة ظهور العدرا»‪ .‬كما بدأ التواجد األمني يزداد‬ ‫بالمسيح‪ ،‬والذي تقام فيه التسبيحة للعذرا‪ ،‬في كل‬
‫المعجزات ال يتسق والمنهج العلمي‪ ،‬لكن التعالي‬ ‫حول الكنيسة‪ .‬خوفا من حدوث اشتباكات أو هجوم‬ ‫كنائس مصر‪ ،‬كان كيهك عام ‪ ،2009‬بمنطقة الوراق‪،‬‬
‫والسخرية من معتقدات الناس دون فهم دورها‬ ‫على الكنيسة‪.‬‬ ‫على موعد مع ظهور العذرا‪ ،‬حيث وقف الجميع‬
‫المحوري في حياتهم هو الجهل بعينه‪ .‬فإذا كنا‬ ‫بعد هذا تردد كالم أن العذرا ذهبت إلى كنائس‬ ‫ينتظر العذرا‪ ،‬ورأسه مرفوعة إلى السماء‪ ،‬واألعين‬
‫مخلصين للعلم بحق فيجب أن ن��س��أل لماذا‬ ‫أخرى‪ ،‬مخلفة وراءها ليالي باردة وحزينة‪ ،‬كباقية أيام‬ ‫مرشوقة بقباب الكنيسة ‪ .‬واستمر توافد الناس‬
‫طافت الجماهير وراء العذرا من الوراق إلى كنائس‬ ‫المصريين‪ ،‬بعد أن كان ظهورها لحظة بهجة في‬ ‫إلى موقع الكنيسة‪ ،‬وكلما توغل الليل زاد الزحام‪،‬‬
‫المسرة والعمرانية؟ لماذا يبحث الجميع مسلمين‬ ‫زمن كئيب‪.‬‬ ‫لم يمنع هذا الجو الروحاني‪ ،‬الممتلئ بالتهليل‬
‫ومسيحيين عن الخالص عبر السماء؟‬ ‫في هذا السياق تقول مرفت‪« :‬أن العدرا لم‬ ‫والفرح بالعّذرا‪ ،‬البعض من استغالل الموقف‪ ،‬وقام‬
‫تكمن اإلجابة في الواقع المأساوي‪ ،‬الذي نعيشه‬ ‫تظهر فحسب على قباب الكنيسة‪ ،‬ولكن ظهرت‬ ‫بتأجير الكراسي‪ ،‬وأماكن الجلوس على الرصيف‪،‬‬
‫في مصر‪ ،‬من فقر وقهر‪ ،‬وفي فقدان األمل‪ ،‬وغياب‬ ‫في السماء ورآه��ا الكثيرين من مناطق مختلفة‬ ‫حيث وصل ثمن الجلوس على كرسي في مواجهة‬
‫القوى السياسية القادرة على تنظيم الجماهير في‬ ‫في القاهرة‪ ،‬وهى تمد ذراعيها لتطمئن الشعب‬ ‫الكنيسة إلى ‪ 25‬جنيه‪ ،‬وثمن الجلوس على حجر‬
‫مواجهة هذا الواقع‪ ،‬هكذا تظهر المعجزات لتكون‬ ‫القبطي بصفة خاصة‪ ،‬الذي بات يعانى كثيرًا في‬ ‫الرصيف إلى ‪ 5‬جنيهات‪ .‬تم دفعهم بنفس راضية‬
‫«قلب في عالم بال قلب‪ ،‬وروح في عالم بال روح»‪.‬‬ ‫الفترة األخيرة من الطائفية‪ ،‬واألزم��ات االجتماعية‬ ‫في مقابل نوال بركة العذرا أم المخلص‪.‬‬

‫‪¯¯3‬‬ ‫االشتراكي يناير ‪2010‬‬


‫تقارير وأخبار‬

‫عمال أمونسيتو يواجهون خطر التصفية‬


‫عصام محمد عبد الحميد‬
‫بجميع المصانع نهائياً على مدى‬ ‫بتاريخ‪ ،2006/10/16‬والمؤيد بحكم محكمة‬ ‫فقمنا باستشارة زمالئنا‪ ،‬الذين وافقوا‬
‫أربعين يوماً‪.‬‬ ‫جنايات القاهرة‪ ،‬بجلسة‪ ،2006/7/20‬بمنع‬ ‫على فض االعتصام‪ ،‬على أم��ل حل‬
‫في‪2008/6/22‬فوجئنا بانقطاع الكهرباء‪،‬‬ ‫ع��ادل أغا من إدارة الشركة‪ ،‬وتعيين‬ ‫هذه المشكالت‪.‬‬ ‫«فوجئنا بعدم صرف اإلعانة‪ ،‬ورفع‬
‫وكذلك عمل إج��ازات لجميع العمال‪،‬‬ ‫المهندس جمال فايد كمفوض إلدارة‬ ‫ب�������دأ ع��������ادل أغ�������ا م��ن��ذ‬ ‫ ‬ ‫ي��د النقابة ع��نّ��ا‪ ،‬مشيرين إل��ى أن‬
‫فاعترضنا‪ ،‬لكنهم أكدوا لنا أن البنك‬ ‫الشركة‪ ،‬وتم تشغيل المجمع‪ ،‬رغم‬ ‫عام‪2000‬بالضغط على العمال‪ ،‬وحرمانهم‬ ‫مشكلتنا أكبر من النقابة‪ ،‬ومن الوزارة‪،‬‬
‫سيقوم بضخ أموال لتشغيل المجمع‪،‬‬ ‫األع��ب��اء الكثيرة التي كانت تعوقه‪،‬‬ ‫م��ن المكافآت‪ ،‬التي كانت تصرف‬ ‫وأن��ه��ا ل��ن تُ��ح��ل إال ب��ق��رار سيادي‪.‬‬
‫بعد الفصل في قضية عادل أغا‪ ،‬وأن‬ ‫وأهمها ديون عادل أغا المتراكمة‪ ،‬كما‬ ‫ف��ي المناسبات‪ ،‬ك��األع��ي��اد‪ ،‬ودخ��ول‬ ‫ورأينا من بعض المسئولين إشارة‬
‫البنك ملتزم بصرف مرتبات العمال‬ ‫تدهورت صناعة الغزل والنسيج على‬ ‫المدارس‪ ،‬كما بدأ في إيقاف جزئي‪،‬‬ ‫بأن يقوم جميع العمال برفع دعاوى‬
‫لحين الفصل في القضية‪ .‬وبالفعل‪ ،‬تم‬ ‫مستوى جمهورية مصر العربية‪ .‬لقد‬ ‫وال��ت�لاع��ب بالقوانين‪ ،‬وأص��ب��ح من‬ ‫قضائية إلثبات حقوقنا‪ ،‬لكننا كان‬
‫الحكم على عادل أغا بخمسة عشر‬ ‫كانت الشركة كبيرة‪ ،‬تضم العديد من‬ ‫الواضح أنه يهدف إلى إغالق المصانع‪،‬‬ ‫أمامنا عبرة من زمالئنا في الشركة‬
‫عامًا‪ ،‬ورد الدين‪ ،‬ومنذ ذلك الحين‪،‬‬ ‫المصانع‪ ،‬وكنا نعمل بنظام المصنعية‪،‬‬ ‫وعدم صرف مستحقات العمال‪ ،‬حتى‬ ‫العربية‪ ،‬الذين رفعوا دعاوى قضائية‬
‫امتنع المفوضون عن الحضور للشركة‪،‬‬ ‫وهو ما زاد من أعبائنا‪ ،‬ومن الديون‪.‬‬ ‫قام العمال بمظاهرات لوقف مخططه‪،‬‬ ‫منذ ‪ ،2000‬حتى اآلن‪ ،‬مازالت الدعاوى‬
‫واقتصرت عالقتهم بها على التليفون‪.‬‬ ‫فوجئنا بعد ذلك‪ ،‬بتعب المهندس‬ ‫حتى تدخل مسئولين من الحكومة‪،‬‬ ‫مستمرة ‪10‬أع��وام‪ ،‬ونجح بذلك عادل‬
‫وهكذا اتضحت النوايا السيئة‪ ،‬لتشريد‬ ‫جمال فايد‪ ،‬وانقطع عن العمل‪ ،‬فأصبح‬ ‫وتم تشغيل المصنع وصرف المرتبات‪،‬‬ ‫طالب أغا في تشريد‪600‬عامل‪ ،‬وذلك‬
‫‪1200‬عامل‪ ،‬حين امتنع البنك عن صرف‬ ‫المجمع بدون مسئول‪ ،‬لكن تم تشكيل‬ ‫لكن العمل في تدهور متواصل‪ ،‬بسبب‬ ‫بسبب إهدار المسئولين في الحكومة‬
‫مرتبات العمال‪ ،‬وعدم رد المفوضين‪،‬‬ ‫مجلس إدارة للشركة‪ ،‬بتكاتف عدد‬ ‫تعليمات عادل أغا بوقف العمل وإهدار‬ ‫حقوق العمال‪ ،‬لكن عمال أمونسيتو‬
‫حتى على التليفون‪.‬‬ ‫من المهندسين‪ ،‬وبقيادة المهندس‬ ‫الغزل‪ ،‬وامتناعه عن سداد التأمينات‬ ‫أص��روا على مطالبة الحكومة بكامل‬
‫قمنا برفع شكاوى لوزيرة القوى‬ ‫عصمت فتحي‪ ،‬فتم تشغيل تشغيل‬ ‫والضرائب‪ ،‬وفواتير الكهرباء‪.‬‬ ‫ال‬
‫حقوقهم‪ ،‬وعزمنا على أن نكون رج ً‬
‫العاملة‪ ،‬التي اعتمدت أساسي المرتب‬ ‫المجمع لفترة أخ��رى‪ ،‬ولكن بسبب‬ ‫وف��ي‪ ،2001‬فوجئنا بالحكم بالحبس‬ ‫واحدًا‪ ،‬مطالبين الحكومة بحل جميع‬
‫من صندوق اإلعانة لحين حل مشكلة‬ ‫كثرة األعباء‪ ،‬ترك المهندس عصمت‬ ‫على عادل أغا‪ ،‬في قضية وزير المالية‬ ‫مشكالتنا‪ ،‬وتوجهنا إلى مقر مجلس‬
‫العمال سواء من عادل أغا‪ ،‬الذي هرب‬ ‫المجمع‪ ،‬وترك المدير المالي المجمع‪،‬‬ ‫السابق‪ ،‬محي الدين الغريب‪ ،‬وانقطع‬ ‫ال��ش��ورى‪ ،‬رافعين ال ف��ت��ات‪ ،‬تحمل‬
‫وترك المجمع‪ ،‬بما سحبه من قروض‪،‬‬ ‫فعاد المجمع‪ ،‬بدون مسئولين‪.‬‬ ‫المهندس محسن الجيالني‪ ،‬وقام‬ ‫مطالبنا‪ ،‬وأبسط حقوقنا‪ ،‬وهي تشغيل‬
‫أو المفوضين المأجورين‪ ،‬الذي قاموا‬ ‫رجعنا‪ ،‬من جديد‪ ،‬ل��ل��وزارة‪ ،‬لعض‬ ‫بتفويض المهندس ع���ادل النجار‬ ‫مصانعنا‪ ،‬وصرف مرتباتنا‪ ،‬ومستحقاتنا‬
‫ب��وق��ف التشغيل وغ��ل��ق المجمع‪.‬‬ ‫المشكلة‪ ،‬فتم تعيين المفوضين‪،‬‬ ‫لتشغيل المجمع‪ ،‬لكن ع���ادل أغا‬ ‫المتأخرة‪ ،‬وتعويضنا عن سنوات عملنا‬
‫هذه هي مشكلة‪1200‬عامل معرضون‬ ‫المهندس أحمد ال��ص��اوي‪ ،‬واألستاذ‬ ‫أثناء وجوده في الحبس كان يضغط‬ ‫في الشركة‪ ،‬وأصبحنا اآلن بال وظيفة‪،‬‬
‫للتشريد‪ ،‬ولم يقترفوا ذنبا‪ .‬فمن يقف‬ ‫حامد ندا‪ ،‬وكمال المال‪ ،‬وحضروا إلى‬ ‫من أج��ل وق��ف العمل في المجمع‪،‬‬ ‫وبال مرتب وال ناصف‪ ،‬ولذلك قمنا‬
‫لحمايتهم‪.‬‬ ‫المجمع‪ ،‬وش��اه��دوا جميع المصانع‬ ‫حتى اضطر المهندس ع��ادل النجار‬ ‫جميعا‪ ،‬أمام مجلس الشورى‪ ،‬بالهتاف‪،‬‬
‫وخطوط اإلنتاج‪ ،‬وأك��دوا أن المجمع‬ ‫لالستقالة‪ ،‬وأص��ب��ح المجمع بدون‬ ‫أين الحكومة؟!‪ ،‬وأين حقوقنا؟! ونمنا‬
‫وال��م��ص��ان��ع ب��ح��ال��ة ج��ي��دة‪ ،‬وصالح‬ ‫مدير‪.‬‬ ‫في العراء‪ ،‬برغم البرد‪ ،‬حتى قامت‬
‫نائب رئيس اللجنة النقابية‬ ‫للتشغيل‪ ،‬كما أعلنوا أن هذا الصرح‬ ‫لجأنا إلى وزيرة القوى العاملة‪ ،‬إليجاد‬ ‫وزي��رة القوى العاملة بالتعهد بحل‬
‫العظيم يجب تشغيله لحسابنا‪،‬‬ ‫مسئول ع��ن المجمع‪ ،‬وت��م عرض‬ ‫جميع مشكاتنا‪ ،‬وقالت أن هذا تكليف‪،‬‬
‫ول��ي��س لحساب ال��غ��ي��ر‪،‬وع��ل��ى هذا‬ ‫األمر على النائب العام‪ ،‬لألمر مؤقتًا‪،‬‬ ‫من رئيس مجلس الشورى‪ ،‬وطلبت‬
‫األساس‪ ،‬قاموا بتصفية جميع العمالء‬ ‫بتعديل نطاق أمر المنع‪ ،‬الذي أصدره‬ ‫فرصة ال تزيد عن خمسة عشر يومًا‪،‬‬

‫في أول ندوة للجنة التحضيرية باإلسكندرية‬


‫هجوم على الخصخصة ودعوات لتوحيد الجهود العمالية‬
‫تنظيم اإلض���راب هو حقوق العمال‬ ‫ب��دأت في نهاية ‪ 2007‬عندما توقف‬ ‫باإلسكندرية تسعى لتوحيد أيدي‬ ‫في حضور عدد من القادة العماليين‪،‬‬
‫المشروعة‪-‬على حد قوله‪.‬‬ ‫العمل بالمصنع‪ ،‬هذا المصنع الذي تم‬ ‫العمال والموظفين للعمل سويا حتى‬ ‫وع���دد م��ن النشطاء السياسيين‪،‬‬
‫وقال اشرف خميس رئيس رابطة‬ ‫إشهار إفالسه في عام ‪ 2001‬مع هروب‬ ‫حصولهم على حقوقهم المشروعة‪.‬‬ ‫وأع���ض���اء م���ن م��ج��ل��س الشعب‪،‬‬
‫السائقين باإلسكندرية أن مشاكلنا‬ ‫رجل األعمال حاتم الهواري‪ ،‬متسائال‬ ‫قال كمال خليل المناضل االشتراكي‪:‬‬ ‫نظمت اللجنة التحضيرية للعمال‪،‬‬
‫تخص جميع سائقي الجمهورية‪،‬‬ ‫ع��ن م��ن ه��و المستفيد م��ن توقف‬ ‫أن العمال يملكون ثالث أسلحة في‬ ‫ب��اإلس��ك��ن��دري��ة‪ ،‬ع��ق��دت اللجنة أول‬
‫وهى مشاكل مع قوانين مثل قانون‬ ‫مصنع ينتج الصلب في مصر؟‪.‬‬ ‫مواجهة االستغالل الواقع عليهم‪ :‬هي‬ ‫ندواتها باإلسكندرية‪ ،‬خالل الندوة‬
‫التأمينات‪ ،‬حيث أننا مشتركين فيها‪،‬‬ ‫أما عن مشكلة أمن مستشفيات‬ ‫حق اإلض���راب‪ ،‬وح��ق تكوين النقابة‬ ‫ت��ح��دث م��ح��ب ع��ب��ود‪ ،‬م��م��ث�لا عن‬
‫وليس لنا أي حقوق‪ ،‬وان السائق‬ ‫جامعة اإلسكندرية ق��ال عمر طاهر‬ ‫وأخ��ي��را تكوين حزبهم السياسي‪،‬‬ ‫مركز ضحايا‪ ،‬الذي استضاف الندوة‪،‬‬
‫بعد ‪ 40‬سنة خدمة يتسلم معاش‬ ‫بدأنا العمل في يناير ‪ ،2001‬وكانت‬ ‫وأش��ار خليل إلى أن العمال هم من‬ ‫أن اإلسكندرية تحوى ثلث الطبقة‬
‫قدرة ‪ 140‬جنية‪ .‬أما النقابة فليس لنا‬ ‫مرتباتنا ‪ 230‬جنية بعقد مؤقت يجدد‬ ‫يدفعون ثمن االستغالل دائما‪،‬‬ ‫العاملة المصرية‪ ،‬وان الحركة العمالية‬
‫بها أي حقوق‪ .‬كما أشار إلى أن من‬ ‫سنويا‪ ،‬وبعد مرور ‪ 10‬سنوات‪ ،‬ترفض‬ ‫وأضاف خليل أن اللجنة التحضيرية‬ ‫باإلسكندرية كانت باستمرار قائدا‬
‫المشاكل ال��ب��ارزة‪ ،‬التي دفعتنا إلى‬ ‫اإلدارة برئاسة عماد درويش تثبيتنا‪،‬‬ ‫في القاهرة تكونت من ‪ 14‬موقع عمالي‬ ‫للحركة العمالية في مصر‪ ،‬مؤكدا على‬
‫إضرابنا األخير هي مشكلة الحضانة‪،‬‬ ‫بحجة انه يريد شركة أمن ونظافة‬ ‫من العقارية والبريد وطنطا للكتان‪،‬‬ ‫أهمية اللجنة باإلسكندرية لتقديم‬
‫قائال أن الميكروباص يدخل الحضانة‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫وت��م تكوين لجنة إعالمية وأيضا‬ ‫اك��ب��ر دع��م للعمال‪ ،‬حتى ال يكون‬
‫كل أسبوع للكشف على الغرامات‬ ‫وق��ال عم رش��اد المناضل العمالي‬ ‫لجنة قانونية من المحامين‪ ،‬وأعضاء‬ ‫الدعم مجرد مساعدات فردية تنتهي‬
‫والمخالفات‪ ،‬وال نستطيع استرداده‬ ‫والعامل بشركة العامرية للغزل أن‬ ‫مجلس الشعب مؤكدا على ضرورة‬ ‫بانتهاء المشكلة‪ ،‬وعن األسباب التي‬
‫إلى بعد توقيع المحافظ على استمارة‬ ‫العمال في حاجة غلى تنظيم أنفسهم‬ ‫وج��ود لجنة باإلسكندرية‪ ،‬وأخرى‬ ‫أدت إلى تشكيل اللجنة قال احمد‬
‫المخالفات‪.‬‬ ‫وان مصلحتنا في توحيد طاقات العمال‬ ‫بالغربية‪ ،‬وفى كل مكان في مصر وان‬ ‫ممدوح أحد أعضاء الدعم القانوني‬
‫وف���ى ن��ه��اي��ة ال��ي��وم اخ��ت��ت��م ن��واب‬ ‫م��ؤك��دا على ض���رورة تكوين حزب‬ ‫تساعد كل منهما األخرى‪.‬‬ ‫باللجنة أن فكرة اللجنة ب��دأت بعد‬
‫مجلس الشعب زكريا الجناينى وعبد‬ ‫يعبر عن الطبقة العاملة قائال «مش‬ ‫في إطار فعاليات أولى اجتماعات‬ ‫أن بدأت قطاعات كثيرة في المجتمع‬
‫الحليم زغلول الحديث بان الشعب‬ ‫حيمسح دمعتك غير أيدك»‪ .‬وأضاف‬ ‫اللجنة‪ ،‬عقدت جلسة استماع إلى‬ ‫في النضال سواء عمال مفصولين أو‬
‫لن يأخذ حقوقه إال انتزاعا‪ ،‬ولن يعيد‬ ‫رش��اد ب��ان إدارة العامرية قد قامت‬ ‫المشاكل العمالية للمواقع التي‬ ‫مصانع متوقفة‪ ،‬وأشار إلى أن مشاكل‬
‫ثروات مصر إال عمال مصر‪ ،‬والطبقة‬ ‫بفصله هو وعم على بحجة انهم‬ ‫حضر منها ممثلين‪ ،‬وب��دأه��ا احمد‬ ‫عمال مصر واحدة‪ ،‬في جميع القطاعات‪،‬‬
‫الكادحة‪.‬‬ ‫يحرضون العمال على تنظيم إضراب‬ ‫صالح رئيس اللجنة النقابية بشركة‬ ‫وانه من غير المجدي أن يبقى العمال‬
‫في حين أن المحرض الرئيسي على‬ ‫إسكندرية للصلب قائال بان المشكلة‬ ‫في متفتتين‪ ،‬مؤكدا على أن اللجنة‬

‫االشتراكي يناير ‪2010‬‬ ‫¯¯‪4‬‬


‫متابعات‬
‫حملة «مش هنخاف» تواصل تحركاتها من أجل عودة المفصولين والمنقولين‬

‫وه���ك���ذا ل���م يكتفي‬ ‫نظمت حملة مش هنخاف «ال لفصل‬


‫أص����ح����اب األع���م���ال‬ ‫وتشريد العمال « وقفة احتجاجية‬
‫والحكومة بما يقترفونه‬ ‫أم��ام االتحاد العام لعمال مصر‪ ،‬يوم‬
‫ف��ي ح��ق العمال من‬ ‫‪ 26‬ديسمبر الماضي‪ ،‬بشكل متزامن‬
‫تحميلهم ثمن أزمتهم‬ ‫مع انعقاد الجمعية العمومية لإلتحاد‬
‫االقتصادية‪ ،‬بل قرروا‬ ‫‪ .‬هتفت القيادات العمالية والنشطاء‬
‫كذلك أن يظهروا لهم‬ ‫ال��س��ي��اس��ي��ي��ن»‪ ،‬اإلض����راب مشروع‬
‫“العين الحمرا”‪ ،‬حتى‬ ‫م��ش��روع ض��د الفقر وض��د الجوع»‪،‬‬
‫يمنعوهم من‬ ‫«عايزين نقابة حرة دي العيشة بقت‬
‫حقهم في المقاومة‪.‬‬ ‫مرة»‪ .‬رفع العمال مطالبهم بالتشغيل‬
‫وه����ك����ذا أص��ب��ح��ت‬ ‫‪ .‬أو صرف إعانات شهرية لكل عامل‬
‫ال��ن��ت��ي��ج��ة المعتادة‬ ‫تعرض للفصل ‪.‬‬
‫ألي ت��ح��رك عمالي‬ ‫شارك في الوقفة قيادات عمالية من‬
‫ه����ي ح��م��ل��ة فصل‬ ‫الضرائب العقارية‪ ،‬والنصر للسيارات‪،‬‬
‫ونقل وتشريد تطال‬ ‫وطنطا للكتان‪ ،‬وغزل المحلة‪ ،‬وغزل‬
‫ال��ق��ي��ادات العمالية‪،‬‬ ‫شبين‪ ،‬والعامرية‪ ،‬والمطاحن‪ ،‬باإلضافة‬
‫التي تقود التحرك أو‬ ‫إلى عدد من النشطاء السياسيين‪.‬‬
‫تشارك فيه‪.‬‬ ‫ح��اول��ت األج��ه��زة األمنية عرقلت‬
‫واألمثلة على ذلك‬ ‫الوقفة في البداية‪ ،‬ولكن سمحت بها‬
‫ك��ث��ي��رة ق���د يصعب‬ ‫إزاء إصرار العمال‪ .‬يذكر أن الجمعية‬
‫ح��ص��ره��ا‪ ،‬م��ن عمال‬ ‫العمومية لالتحاد األصفر‪ ،‬قد أصدرت‬
‫غزل المحلة إلى غزل‬ ‫ق��رارا بإنشاء النقابة العامة رقم ‪،24‬‬
‫ش��ب��ي��ن إل����ى طنطا‬ ‫ف��ي م��ح��اول��ة لسحب ال��ب��س��اط من‬
‫ل��ل��ك��ت��ان‪ ،‬والقائمة‬ ‫تحت أق��دام نقابة الضرائب العقارية‬
‫تطول ‪.‬‬ ‫المستقلة‪.‬‬
‫إذا ك���ان���ت ه���ذه‬ ‫هذا وقد أصدرت الحملة بيانا جاء فيه‬
‫ال��س��ي��اس��ة مفهومة‪،‬‬ ‫‪»:‬واهلل لنخرب بيتكم ونعلمكم األدب‬
‫م��ن ق��ب��ل الحكومة‬ ‫علشان‪ ،‬تبطلوا تفتحوا بقكم‪ ،‬وتقولوا‬
‫وأص��ح��اب المصانع‪،‬‬ ‫ع��اوزي��ن حقنا”‪ ..‬يبدو أن ه��ذه هي‬
‫يرغب في إيقاف نضال العمال “مش‬ ‫التحرك للضغط بجدية إلعادة حقوق‬ ‫فهي ال مفهومة وال مقبولة من قبل‬ ‫الفكرة‪ ،‬التي تدور في أذهان الحكومة‪،‬‬
‫هنخاف”‪ ،‬لن ترهبنا سياستكم ولن‬ ‫العمال المضطهدين فمن الواضح أن‬ ‫اتحاد العمال الذي يقف موقف المتفرج‬ ‫وأصحاب األعمال للقضاء على أشكال‬
‫نتوقف عن المطالبة بحقوقنا‪ .‬وأول‬ ‫هذا أمر غير مطروح عليه‪ .‬ففي واقع‬ ‫من هذه الحملة الشرسة‪ ،‬التي تطال‬ ‫المقاومة العمالية التي زادت وتيرتها‬
‫خطوة في نضالنا ستكون من أجل‬ ‫األمر االتحاد ال يمثل المصالح الحقيقية‬ ‫مئات العمال الذين يفترض أن يكون‬ ‫م��ؤخ��راً‪ .‬فأمام ما يتعرضون له من‬
‫عودة زمالئنا المفصولين والمنقولين‪،‬‬ ‫لهؤالء العمال‪ ،‬وكل ما يفعله هو االدعاء‬ ‫االتحاد المدافع األول عن حقوقهم‪.‬‬ ‫استغالل وظروف عمل سيئة‪ ،‬يحاول‬
‫ف��ه��ي ليست معركتهم وحدهم‪،‬‬ ‫بأنه يحافظ على حقوق العمال‪ ،‬من‬ ‫فعلى الرغم من الزيارات المتكررة‬ ‫العمال المقاومة من أج��ل الحصول‬
‫وخسارتهم لها خسارة لنا جميعاً‪.‬‬ ‫أج��ل أن تكتمل ص��ورة الديمقراطية‬ ‫ل�لات��ح��اد‪ ،‬واالل��ت��ق��اء ببعض قياداته‬ ‫على أبسط حقوقهم‪ ،‬والحفاظ على‬
‫نحن سنناضل وسندعو كل عامل‬ ‫الزائفة في مصر‪.‬‬ ‫لشرح مشكلة العمال المضطهدين‪ ،‬لم‬ ‫لقمة العيش‪.‬‬
‫وك��ل طالب وك��ل سياسي شريف‪،‬‬ ‫تجيب ال��ح��رك��ة ع��ل��ى س���ؤال ما‬ ‫يتحرك االتحاد التخاذ موقف حاسم‬ ‫ه��ذه المقاومة ال ت��رض��ي السادة‬
‫للتضامن معنا لنقول ألصحاب األعمال‬ ‫العمل إذن؟ كيف نستطيع إيقاف هذه‬ ‫ضد ما يتعرض له العمال الذين لجأوا‬ ‫أصحاب النفوذ واألمالك‪ ،‬فهم يريدون‬
‫وحكومتهم‪ ،‬لن ترهبونا ولن تكسرونا‬ ‫الهجمة الشرسة على العمال؟ بأن‬ ‫إليه‪ .‬وأقصى ما قدمه االتحاد هو إعانة‬ ‫من العمال الخضوع ‪،‬والتسليم باألمر‬
‫فال يضيع حق وراءه مُطالب‬ ‫الحل واضح‪ .‬الحل أن نقول لكل من‬ ‫شهرية لعدد محدود من العمال‪ ،‬أما‬ ‫الواقع بغض النظر عن مدى ترديه‪.‬‬

‫عمال المحلة في مواجهة هجوم جديد‬


‫واستمرت سياسات التنكيل بالقيادات‬ ‫ال زال عمال وعامالت المحلة هم الشغل‬
‫إلره���اب العمال بفصل القائد العمالي‬ ‫الشاغل لحكومة رجال األعمال‪ ،‬فلم تدخر‬
‫مصطفى فوده بتهم ملفقة من أمن الشركة‪،‬‬ ‫الحكومة جهدا ولم تترك وسيله إال واتبعتها‬
‫ولكن هيهات لما يخططون‪ ،‬فعمال المحلة‬ ‫مع عمال المحلة‪ ،‬حتى ال يثوروا ضد سياسات‬
‫هم البركان الخامد الذي سينفجر‪ ،‬بأذن‬ ‫الخصخصة‪ ،‬التي كادت أن تأكل األخضر‬
‫اهلل‪ ،‬ضد سياسات المفوض العام وأعوانه‪،‬‬ ‫واليابس من كل شركات القطاع العام‪،‬‬
‫من تخسير متعمد للشركة‪ ،‬وتحقيق أكثر‬ ‫وخاصة في قطاع الغزل والنسيج‪ .‬وغزل‬
‫من ‪ 275‬مليون جنيه خسائر في عامين‪،‬‬ ‫شبين وكتان طنطا خير دليل على ذلك فمره‬
‫فى سابقة لم تحدث في تاريخ الشركة‪،‬‬ ‫يحاولوا إطفاء بركان المحلة الثائر بإعطاء‬
‫من قبل فعمال المحلة ضد انفراد المفوض‬ ‫العمال شهر منحة من السيد وزي��ر البيع‪،‬‬
‫باتخاذ اإلج���راءات لتخريبية بالشركة‪،‬‬ ‫عفوا وزير االستثمار‪ ،‬ومرات يحاولوا إجهاض‬
‫وب��ال��ت��ع��اون‪ ،‬وب��ال��ن��ادي‪ ،‬وك��ف��ان��ا خسائر‬ ‫إضراب واعتصام العمال‪ ،‬خشية من انفجار‬
‫وتخريب وتشريد للعمال‪ ،‬وليعلم عمال‬ ‫العمال في المحلة‪ ،‬بل في مصر كلها‪ ،‬وذلك‬
‫المحلة أن تخسير الشركة يهدد مرتباتهم‬ ‫بالتنكيل بقيادات عمال المحلة‪ ،‬بالجزاءات‬
‫ورزق أوالدهم للخطر‪ ،‬فهيا يا عمال لنترك‬ ‫التعسفية الظالمة‪ ،‬والنقل خ��ارج المصنع‬
‫خالفتنا ولنتحد حول مطالبنا الشرعية‬ ‫للعامالت‪ ،‬وخارج المدينة‪ ،‬بل خارج المحافظة‬
‫وليكن شعارنا القادم‪ « :‬بالروح بالدم رزق‬ ‫بأكملها بالمخالفة الصريحة لقوانين العمل‪،‬‬
‫عيالنا أهم”‪.‬‬ ‫كما حدث في ‪ 30‬أكتوبر عام ‪.2008‬‬

‫‪¯¯5‬‬ ‫االشتراكي يناير ‪2010‬‬


‫تقارير‬
‫عودة طنطا للكتان لإلضراب مرة أخرى‬
‫احتشد ما يقرب من ‪ 200‬عامل من عمال الوردية األولي‪.‬‬ ‫عاد عمال طنطا للكتان لإلضراب عن العمل‪ ،‬بعد أقل من ثالث شهور‬
‫مشيرا إلى أن العمال يرفعون اليوم شعار ‪»:‬يا أحنا ‪..‬يا هما»‪ .‬ولفت إلى‬ ‫من انتهاء إضرابهم الطويل‪ ،‬عقب تدخل القوى العاملة‪ ،‬وخيانة التنظيم‬
‫أن قطاع من العمال يفضلون الخروج على المعاش المبكر من االستمرار‬ ‫النقابي األصفر‪ ،‬وفرضهما اتفاقية مجحفة‪ ،‬ضد مصالح العمال‪.‬‬
‫في العمل مع هذا المستثمر السعودي‪.‬‬ ‫وكان فصل رئيس اللجنة النقابية بالشركة صالح مسلم‪ ،‬هو الشرارة‬
‫يذكر أن عمال طنطا للكتان نظموا إضرابا طويال العام الماضي‪ ،‬لمدة ‪6‬‬ ‫التي فجرت الغضب العمالي‪ ،‬من جديد ‪.‬ويطالب العمال بعودة كافة‬
‫شهور‪ ،‬انتهى بالتوقيع على اتفاقية مجحفة‪ ،‬وهو ما يعتبره العمال بأنه‬ ‫المفصولين ورفع بدل الوجبة الــ ‪ 90‬جنيه‪ ،‬وصرف األرباح‪ ،‬ورفع الحافز‪.‬‬
‫ذبح للكتان برعاية الغيالن‪ .‬وطالب العمال أثناء إضرابهم الطويل بعودة‬ ‫وقال قيادي عمالي بالشركة‪« :‬لن نفض اإلضراب إال بعد عودة المفصولين‪،‬‬
‫الشركة لقطاع األعمال‪ ،‬بعد أن تم خصخصتها وبيعها للمستثمر السعودي‪،‬‬ ‫فاليوم هم‪ ..‬وغدا يأتي الدور علينا»‪ ،‬مشيرا إلى أن وائل عالم‪ ،‬وكيل وزارة‬
‫الذي يسعى إلى تصفيتها‪ ،‬وعمل خالل الفترة الماضية على إخراج كافة‬ ‫القوى العاملة‪ ،‬يسعى إلى إقناع العمال بفض اإلضراب‪ .‬وأضاف لم يتم‬
‫المنتجات من الشركة‪ ،‬وسعى بقوة إلى التخلص من القيادات العمالية‪.‬‬ ‫إرسال األتوبيسات للعمال حتى ال يتمكنوا من الحضور‪ ،‬وبالرغم من ذلك‬

‫‪ ..‬و بيان من اللجنة التحضيرية للعمال‬


‫وائ��ل ع�لام‪ ،‬ووعدهم بعودة زميلهم‬ ‫أص��رت على فصل ‪ 30‬قيادي عمالي‪،‬‬ ‫كافة الوسائل االحتجاجية‪ ،‬من أجل‬ ‫تعلن اللجنة التحضيرية للعمال‬
‫للعمل‪ ،‬وه��و ما لم يتم رغ��م مرور‬ ‫أرغمتهم على تقديم استقالتهم‪ ،‬بعد‬ ‫إعادة رئيس لجنتهم النقابية للعمل‬ ‫عن إدانتها الكاملة لقرار فصل صالح‬
‫شهرين على هذه الواقعة‪.‬‬ ‫أن منحتهم بمساعدة وزارة القوى‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬مؤكدين أن شعارهم هذه‬ ‫مسلم‪ ،‬رئيس اللجنة النقابية بشركة‬
‫ويعاني العمال من االتفاقية الجائرة‪،‬‬ ‫العاملة مكافأة هزيلة قدرها ‪ 25‬ألف‬ ‫المرة سيصبح «يا أحنا ‪..‬يا هما»‪.‬‬ ‫طنطا للكتان‪ ،‬بزعم قيامه بتحريض‬
‫التي أرغمتهم على توقيعها وزارة‬ ‫جنيه لكل فرد منهم ‪.‬‬ ‫يذكر إن إدارة الشركة منذ أن أبرمت‬ ‫العمال على التجمهر وسب وقذف‬
‫القوى العاملة‪ ،‬والنقابة العامة للغزل‬ ‫وفي مواجهة هذا الوضع الجائر قام‬ ‫اتفاقاً جائرا مع وزارة القوى العاملة‪ ،‬التي‬ ‫اللواء محسن العياط ممثل صاحب‬
‫والنسيج‪ ،‬التي لم تستجب أليا من‬ ‫العمال بتنظيم وقفتين احتجاجيتين‪،‬‬ ‫باعت مصالح العمال‪ ،‬يقضي بفض‬ ‫العمل‪ ،‬ورفضه االمتثال للتحقيق معه‬
‫مطالبهم‪:‬وهي ع��ودة المفصولين‬ ‫حيث قطعوا الطريق المقابل للشركة‬ ‫إض��راب طنطا للكتان ال��ذي استمر‬ ‫‪.‬‬
‫التسعة‪ ،‬ورفع بدل الوجبة الغذائية إلى‬ ‫في المرة األولى لعدة ساعات احتجاجا‬ ‫لمدة ستة شهور‪ ،‬تمارس ضغوطا‬ ‫وتسود الشركة حالة من السخط‬
‫‪ 90‬جنيه‪ ،‬ورفع الحافز وصرف األرباح ‪.‬‬ ‫على غلق إدارة الشركة ألبوابها أمام‬ ‫كبيرة من أجل حل اللجنة النقابية‬ ‫الشديد بعد صدور قرار الفصل‪ ،‬التي‬
‫واللجنة التحضيرية تؤكد مساندتها‬ ‫العمال بالجنازير‪ ،‬ولم يفضوا الوقفة إال‬ ‫والتخلص من أعضائها وإجبار القيادات‬ ‫تعمدت اإلدارة إع�لان��ه عصر أمس‬
‫للعمال في كافة تحركاتهم من أجل‬ ‫بعد أن تم فتح األب��واب وعاد العمال‬ ‫النقابية على تقديم استقالتهم ومن‬ ‫األربعاء بعد مواعيد العمل الرسمية‪،‬‬
‫ان��ت��زاع مطالبهم المشروعة وإع��ادة‬ ‫إلى شركتهم مرة أخرى‪.‬و المرة الثانية‬ ‫بين من تقدموا باستقالتهم بالفعل‬ ‫خاصة أن يومي الخميس والجمعة‬
‫زم�لائ��ه��م المفصولين للعمل مرة‬ ‫عندما صدر قرار وقف العامل محمد‬ ‫رجب عمارة عضو النقابة‪ ،‬كما أوقفت‬ ‫إجازة‪ ،‬وذلك خوفا من رد فعل العمال‪،‬‬
‫أخرى‪.‬‬ ‫سعد‪ ،‬ولم يفضها العمال إال بعد أن‬ ‫العامل محمد سعد عن العمل بتهمة‬ ‫الذين أكدوا إنهم لن يقفوا متفرجين‬
‫تالعب بهم وكيل وزارة القوى العاملة‬ ‫التجمهر‪ .‬وبعد انتهاء اإلضراب مباشرة‬ ‫على زميلهم المفصول‪ ،‬وسيلجأوا إلى‬

‫اجبروا األمن على اإلفراج عن زمالئهم‬


‫مخطط لتشريد‬
‫رابطة سائقي الميكروباص في اإلسكندرية تواصل النضال‬
‫موظفي أمن المستشفيات‬
‫وف��ي إط��ار التعسف ال��واق��ع على‬ ‫بشدة من تعنت ضباط المرور‪،‬‬ ‫ن���ظ���م���ت راب����ط����ة س��ائ��ق��ي‬
‫بجامعة اإلسكندرية‬ ‫السائقين نظمت الرابطة إضراب‬ ‫س��واء على مستوى المخالفات‬ ‫السرفيس إض��راب��ا ع��ام��ا أصاب‬
‫عام أصاب المدينة بالشلل التام‬ ‫المجحفة‪ ،‬أو من ق��رار الحضانة‬ ‫مدينة اإلسكندرية بالشلل التام‪،‬‬
‫في هجمة جديدة على العمالة المؤقتة‪،‬‬ ‫ع��ام ‪ ،2008‬مطالبين بالنظر في‬ ‫المطبق حديثا‪ ،‬لذلك كانت هناك‬ ‫الشهر الماضي‪ ،‬احتجاجا على‬
‫قامت إدارة جامعة اإلسكندرية‪ ،‬باالتفاق‬ ‫أمر المخالفات‪ ،‬وصيانة حقوقهم‬ ‫رغبة عارمة لدى السائقين لوجود‬ ‫احتجاز السيارات لمدة أسبوع في‬
‫مع شركة أم��ن خاصة‪ ،‬تابعة ألح��د ضباط‬ ‫في مواجهة ضباط المرور‪ ،‬الذين‬ ‫شكل يدافع عنهم‪ ،‬خاصة في ظل‬ ‫جراج واسع يطلق عله (الحضانة)‪،‬‬
‫القوات المسلحة‪ ،‬لكي يحلوا محل موظفي‬ ‫يتعاملون معهم بمنتهى الوحشية‪.‬‬ ‫تخاذل النقابة العامة لسائقي النقل‬ ‫ودف���ع غ��رام��ات تصل ف��ي بعض‬
‫أم���ن مستشفيات ال��ج��ام��ع��ة‪ ،‬المعينين‬ ‫ون��ج��ح اإلض����راب ف��ي أن يكون‬ ‫البري التي يتبعها السائقين‪.‬‬ ‫األحيان إلى ‪ 2000‬جنيه ‪.‬‬
‫بعقود مؤقتة‪ ،‬والذين يخضعون إلى قانون‬ ‫رادع مؤقت لذلك‪ ،‬وشكلت لجنة‬ ‫ل��ق��د نجحت راب��ط��ة سائقي‬ ‫وعلى إثر اإلض��راب تم القبض‬
‫الموظفين المدنيين بالدولة‪ .‬ويبلغ عدد‬ ‫عقدت اجتماع مع المحافظ الذي‬ ‫الميكروباص باإلسكندرية في‬ ‫على ‪ 14‬س��ائ��ق‪ ،‬موجهين لهم‬
‫ه���ؤالء الموظفين ‪ 400‬م��وظ��ف‪ ،‬يعملون‬ ‫وعد بالنظر في األمر واالستجابة‬ ‫القيام بعدد من األنشطة المهمة‪،‬‬ ‫اتهامات متعددة‪ ،‬باالمتناع بقصد‬
‫في ‪ 7‬مستشفيات متنوعة التخصصات‪،‬‬ ‫لمطالبهم‪.‬‬ ‫م��ن��ه��ا إن��ش��اء م��واق��ف ج��دي��دة‪،‬‬ ‫اإلضرار بمصالح البالد واإلضراب‬
‫وتابعة لجامعة اإلسكندرية‪ .‬وتطالبهم إدارة‬ ‫وعمل صندوق تكافل للسائقين‪.‬‬ ‫غ��ي��ر ال���م���ش���روع‪ ،‬وال��ت��ج��م��ه��ر ‪،‬‬
‫المستشفى بإبرام عقود مع تلك الشركة‬ ‫واالن���ض���م���ام إل����ى راب���ط���ة غير‬
‫دون أي مسئولية لها عن ذلك‪.‬‬ ‫مشروعة‪.‬‬
‫علما ب��أن الشركة تضع ش��روط��ا خاصة‬ ‫واتهم اشرف خميس مؤسس‬
‫للعمل لديها مثل شرط السن‪ ،‬مما يجعل‬ ‫الرابطة بالتحريض على اإلضراب‪،‬‬
‫بعض الموظفين خارج الئحة القبول‪ .‬غير‬ ‫واعتباره متهم أول في القضية‪.‬‬
‫إن موظفي األمن رغم تهديدهم من قبل‬ ‫وع��ل��ى ال��ف��ور تحركت الرابطة‬
‫أمن الدولة‪ ،‬وكذلك رغم رواتبهم المتدنية‬ ‫على عدة محاور‪ ،‬فقامت باتخاذ‬
‫يتمسكون بكونهم موظفين لدى الدولة‪،‬‬ ‫اإلجراءات القانونية‪ ،‬ونظمت أكثر‬
‫ويرفضون إجبارهم على االنضمام للشركة‬ ‫من ‪ 5‬وقفات احتجاجية‪ ،‬منددين‬
‫الخاصة‪ ،‬التي لن تضمن حقوقهم التي‬ ‫ب���ق���رارات ال��م��ح��اف��ظ‪ ،‬وشرعية‬
‫يحفظها لهم قانون العاملين المدنيين‬ ‫اإلضراب‪ ،‬و أسفر هذا الضغط عن‬
‫بالدولة‪.‬‬ ‫إخ�لاء سبيل السائقين جميعا‪،‬‬
‫ويتمسكون بعقودهم ويطالبون بتثبيتهم‬ ‫كما أدى إلى نقل رئيس مباحث‬
‫‪.‬وي��ع��ت��زم��ون ال��ل��ج��وء إل���ى ك��ل األشكال‬ ‫المرور‪.‬‬
‫االحتجاجية دفاعا عن حقوقهم التي تهدرها‬ ‫يذكر أن سائقي الميكروباص‬
‫إدارة الجامعة‪.‬‬ ‫يعدون من أكثر الفئات تعرضا‬
‫للقمع واإلهانة اليومية ‪ ،‬ويعانون‬
‫االشتراكي يناير ‪2010‬‬ ‫¯¯‪6‬‬
‫ملف‬

‫جدار العار مقابل الرضا األمريكي‬


‫نور منصور‬
‫وك��م��ا ه���ي ال��ع��ادة‬
‫عندما يرغب النظام‬
‫ال��م��ص��ري ف��ي اتخاذ‬ ‫في هذا الوقت من العام الماضي‪ ،‬عندما كانت‬
‫إجراء من شأنه إيذاء‬ ‫ال��ط��ائ��رات اإلسرائيلية تقصف م��ن��ازل وم��دارس‬
‫الشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫ومستشفيات قطاع غزة‪ ،‬وتوقع اآلالف من القتلى‬
‫يقوم برفع راية السيادة‬ ‫وال��ج��رح��ى م��ن المدنيين الفلسطينيين‪ ،‬أصر‬
‫واألم��ن القومي‪ ،‬كما‬ ‫النظام المصري على االستمرار في حصار الشعب‬
‫لو أن الفلسطينيين‬ ‫الفلسطيني عبر إغالق معبر رفح‪ ،‬وذلك بدعوى‬
‫ق��د أص��ب��ح��وا مصدر‬ ‫حماية األمن القومي المصري والحيلولة دون تنفيذ‬
‫ال���ت���ه���دي���د ل�لأم��ن‬ ‫الخطة اإلسرائيلية بترحيل فلسطينيي القطاع إلى‬
‫ال��ق��وم��ي المصري‪،‬‬ ‫سيناء! ومن ذلك الحين وحتى يومنا هذا‪ ،‬تواصل‬
‫ال االعتداءات‬ ‫متجاه ً‬ ‫مصر إغ�لاق المعبر بحجة أن إسرائيل‪ ،‬ال مصر‪،‬‬
‫اإلسرائيلية المتواصلة‬ ‫هي من يجب أن يتحمل المسئولية عن القطاع‪،‬‬
‫على منطقة الحدود‪،‬‬ ‫وأنه ال يجب إعطاء إسرائيل الفرصة للتخلي عن‬
‫وهي االعتداءات التي‬ ‫مسئولياتها كقوة احتالل وتحميل هذه المسئولية‬
‫توقع ضحايا وتسبب‬ ‫لمصر‪ .‬والنتيجة أن الفلسطينيين يموتون كل يوم‬
‫أضرارًا للمنازل الواقعة‬ ‫بسبب نقص األدوي��ة والعجز عن السفر للخارج‬
‫ف��ي ت��ل��ك المنطقة‪،‬‬ ‫للعالج‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬يعيش مئات اآلالف من‬
‫وال��ت��ي يبدي النظام‬ ‫الفلسطينيين ممن تهدمت بيوتهم في الحرب‬
‫ال���م���ص���ري تجاهها‬ ‫في خيام ال تحميهم من البرد القارس‪ ،‬بسبب‬
‫تسامحًا ال يٌحسد‬ ‫عدم توفر مواد البناء‪ .‬وقد دفع هذا اإلصرار من قبل‬
‫نالحظ أنه في الوقت الذي يرفض فيه نظام مبارك‬ ‫عليه‪ .‬ويجب هنا التذكير بأن أكثر من خمسين‬ ‫النظام المصري على حصار الشعب الفلسطيني‬
‫السماح بعبور قوافل اإلغاثة والنشطاء‪ ،‬الذين جاءوا‬ ‫مصري‪ ،‬بينهم أطفال‪ ،‬قتلتهم القوات اإلسرائيلية على‬ ‫شخصيات وهيئات دولية عدة‪ ،‬حتى تلك التي ال‬
‫من مناطق العالم المختلفة‪ ،‬لمساندة أهالي غزة‪،‬‬ ‫الحدود المصرية‪ ،‬منذ توقيع «معاهدة االستسالم»‬ ‫تعادي إسرائيل‪ ،‬إلى اتهام النظام المصري بالتعاون‬
‫عبر ميناء نويبع‪ ،‬وقد طالب النظام من تلك القوافل‬ ‫وحتى اآلن‪.‬‬ ‫مع اإلسرائيليين في تجويع الشعب الفلسطيني‪.‬‬
‫العودة إلى سوريا‪ ،‬وفي نفس الوقت يقوم مبارك‬ ‫تتمثل الحجة الرئيسية التي يطرحها النظام‬ ‫واليوم‪ ،‬يجري بناء جدار فوالذي‪ ،‬بسمك نصف‬
‫باستقبال بنيامين نتنياهو في القاهرة‪ ،‬ويبدي مبارك‬ ‫المصري ف��ي أن األن��ف��اق تستخدم ف��ي تهريب‬ ‫متر‪ ،‬على عمق ‪ 30-20‬مترًا تحت األرض‪ ،‬بتمويل‬
‫استعداده للتدخل ـ أو باألحرى ممارسة الضغط ـ‬ ‫األسلحة والمخدرات‪ ،‬وك��أن السالح والمخدرات‬ ‫وتصميم أمريكي‪ .‬وأشارت وكاالت األنباء إلى أن‬
‫من أج��ل إقناع السلطة الفلسطينية باستئناف‬ ‫ال يدخل مصر من أماكن أخرى‪ ،‬الجميع يعلم إن‬ ‫أفرادًا من سالح المهندسين األمريكيين متواجدون‬
‫مفاوضات السالم مع إسرائيل بينما تواصل األخيرة‬ ‫الهدف الرئيسي من حفر األنفاق هو نقل الغذاء‬ ‫في مصر بالفعل من أجل المساعدة في بناء الجدار‪.‬‬
‫بناء المستوطنات‪.‬‬ ‫والدواء إلى الشعب الفلسطيني‪ .‬كما أن التوسع في‬ ‫وتقوم هذه العملية على تثبيت ألواح عمالقة تحت‬
‫يبدو أن مساعي النظام المصري لنيل رضا‬ ‫حفر األنفاق جاء نتيجة إصرار مصر على إغالق معبر‬ ‫األرض‪ ،‬أسفل الحدود من مصر وقطاع غزة‪ ،‬وهو‬
‫السيد األمريكي بدأت تأتي بثمارها‪ ،‬حيث خرجت‬ ‫رفح‪ ،‬وتشديد الحصار تنفيذاً للتعليمات األمريكية‬ ‫ما ي��ؤدي إل��ى إغ�لاق األنفاق التي تمثل شريان‬
‫تصريحات المسئولين األمريكيين مؤخرًا بأن‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬الهادفة للقضاء على المقاومة‪.‬‬ ‫الحياة الرئيسي بالنسبة للمليون ونصف المليون‬
‫تعديل الدستور في مصر مسألة تخص الشأن‬ ‫في الحقيقة‪ ،‬يأتي بناء الجدار في إط��ار عدة‬ ‫المحاصرين في القطاع‪ .‬ويقول مسئولون مصريون‬
‫الداخلي المصري‪ ،‬وال دخل للواليات المتحدة بها‪.‬‬ ‫خطوات يقوم النظام المصري بتقديمها اآلن من‬ ‫إن الجدار الفوالزي يأتي في إطار مشروع أمني‬
‫لكن الكارثة هذه المرة أن ما يجري اإلعداد له من‬ ‫أجل الحصول على الرضا األمريكي‪ ،‬كي تغمض‬ ‫أوسع يتضمن تركيب كاشفات أنفاق أمريكية على‬
‫شأنه أن يؤدي إلى خنق القطاع بشكل تام‪ .‬بل أن‬ ‫واشنطن عينيها عما سيحدث خ�لال العامين‬ ‫الحدود‪.‬‬
‫الجدار سوف يهدد المخزون الجوفي للقطاع‪ ،‬أي‬ ‫القادمين‪ .‬ذل��ك أن االنتخابات البرلمانية التي‬ ‫وتجدر اإلش��ارة هنا إلى ق��وات االحتالل كانت‬
‫أية إضافة إلى التجويع‪ ،‬سوف يخنق الفلسطينيين‬ ‫ستجري العام القادم من المتوقع أن تشهد العديد‬ ‫ق��د طرحت ع��ط��ا ًء إلن��ش��اء ق��ن��اةٍ مائيةٍ ف��ي ممر‬
‫مائيًا‪ .‬وف��ي ظل ه��ذا ال��وض��ع‪ ،‬يبقى األم��ر برمته‬ ‫من االنتهاكات من أجل منع تكرار تجربة ‪ ،2005‬عندما‬ ‫«فيالدلفيا» على طول الحدود بين رفح المصرية‬
‫في أيدي الشعب المصري‪ ،‬ألنه وحده القادر على‬ ‫حصل اإلخوان المسلمون على نحو ثلثي مقاعد‬ ‫ورفح الفلسطينية‪ ،‬حيث كان من المفترض أن يتم‬
‫الضغط على النظام من أجل وقف ممارساته ضد‬ ‫مجلس الشعب‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬فإن النظام لن‬ ‫إنشاء هذه القناة بعرض ‪ 100 - 50‬متر وعمق ‪15 - 10‬‬
‫الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫يكون قادرًا على تمرير السيناريو الذي يريده بشأن‬ ‫مترًا‪ ،‬على أن يتم ملء هذه القناة بمياه البحر‪ ،‬إال‬
‫االنتخابات الرئاسية ـ سواء كان التمديد أو التوريث‬ ‫أن هذا المشروع لم ير النور آنذاك بفعل صعوبات‬
‫ـ من دون الموافقة األمريكية‪ .‬وفي ضوء ذلك‪ ،‬فإننا‬ ‫فنية وسياسية‪.‬‬

‫كالم و معاني‬
‫شعبان‪« :‬إن ما حدث جاء على أيدى آثمة برصاصة ليست‬ ‫تلك الحملة‪ ،‬رغم سقوط المئات من الفلسطينيين‪ ،‬كما‬

‫طائشة خرجت من إنسان عربى فلسطينى! فلعنة اهلل على‬ ‫أحمد أبو الغيط ‪ -‬في واشنطن‪ -‬إن «مصر لن تسمح انه منع التحرك لصالح الفلسطينيين خالل الحرب‪... ،‬‬

‫وفي بعض الحاالت قتل جنود مصريين‪ ،‬وجدوا بالقرب من من ارتكب‪ ،‬وخطط‪ ،‬وأمر ووافق على تلك الجريمة‪ ... ،‬وعلى‬ ‫بأي نوع من القوافل بعبور أراضيها مجددا مهما يكن مصدرها‬

‫كل غبي غير فاهم‪ ،‬وغير واع‪ ،‬عبأه على الحقد والكراهية‬ ‫الشريط الحدودي (مع الكيان الصهيوني)‪ ،‬لكن الحكومة‬ ‫أو نوعية القائمين عليها» الشروق ‪ 9‬يناير ‪2010‬‬
‫والضغينة ضد مصر‪ ،‬ألنه لوال مصر لكانت القضية نسياً‬ ‫عاموس جلبوع‪ ،‬رئيس قسم األبحاث األسبق‪ ،‬في المصرية لم تقم بأي أجراء»‬

‫منسيًّا»‪ .‬اليوم السابع ‪ 9‬يناير ‪2010‬‬ ‫نقالً عن فهمي هويدي‪ :‬الشروق ‪ 10‬يناير ‪2010‬‬ ‫االستخبارات العسكرية اإلسرائيلية‪ ،‬في ندوة بثها راديو‬

‫صفوت الشريف ‪ »:‬أنه لن يسمح بتكرار فوضى القوافل‬ ‫تل أبيب‪ ،‬بتاريخ ‪ 18‬نوفمبر ‪ « ،2009‬أن النظام المصري‬
‫جورج جاالوي‪:‬‬
‫المنفلتة‪ ،‬حتى ال تعطى الفرصة لمن يتعمدون اإلخالل‬ ‫خرج عن طوره بسبب نتيجة المباراة مع الجزائر‪ ،‬في حين‬
‫«إنه وسـام شرف أن ترحلــني الديكتاتورية الصغيرة»‪.‬‬
‫أنه التزم الصمت‪ ،‬عندما قمنا بحملة «الرصاص الصبوب»‪ -‬باألمن وانتهاك القانون»‪ .‬اليوم السابع ‪ 9‬يناير ‪2010‬‬
‫التليجراف البريطانية‪ ،‬في ‪ 9‬يناير ‪2010‬‬
‫صفوت الشريف حول حادث مقتل الجندي أحمد‬ ‫(يقصد الحرب األخيرة)‪ -‬في غزة‪ ،‬ووفر األجواء لمواصلة‬

‫‪¯¯7‬‬ ‫االشتراكي يناير ‪2010‬‬


‫ملف‬

‫السيادة المصرية وحماية أمن إسرائيل‬


‫سيد عبد الرحمن‬

‫وظف اإلعالم الحكومي كل طاقته‪ ،‬خالل األيام‬


‫الماضية‪ ،‬بحديث ال ينقطع عن «السيادة المصرية»‪،‬‬
‫وضرورة احترامها‪ ،‬ظهر هذا الحديث عندما كشف‬
‫النقاب عن «الجدار الفوالذي»‪ ،‬الذي يزرع الحدود‬
‫بين مصر وقطاع غزة‪ ،‬وزاد وتيرة هذا الكالم عند‬
‫محاولة قافلة شريان الحياة العبور إل��ى القطاع‬
‫بعد وصولها معبر نويبع‪ ،‬ورف��ض حكومة مبارك‬
‫لمرورها‪ ،‬إصرارها على العودة إلى دمشق‪ ،‬ومنه إلى‬
‫ميناء العريش‪ ،‬وبعد أن وصلت القافلة زادت نغمة‬
‫«السيادة» مع زيادة تعنت الحكومة المصرية‪ ،‬ووضعها‬
‫لعدد من القيود على القافلة‪ ،‬قيود على األفراد‪ ،‬وعلى‬
‫السيارات التي يجب أن تمر إلى غزة‪.‬‬
‫الحكومة وخطاب السيادة‬
‫لكن الخطاب الحكومي عن السيادة بلغ الذروة‬
‫بعد مقتل الجندي المصري «أحمد شعبان» على‬
‫الحدود‪ ،‬وقالت الحكومة أنه قتل برصاص قناص‬
‫من حماس! جاء هذا الحادث بعد اعتصام شارك‬
‫فيه فلسطينيين غاضبين على استمرار الحصار‬
‫من الجانب المصري‪ ،‬حيث وقعت مصادمات بين‬
‫الفلسطينيين الغاضبين والقوات المصرية عقب‬
‫انتهاء االعتصام‪ ،‬قام المتظاهرين برشق القوات‬
‫المصرية بالحجارة وقامت القوات بإطالق النار على‬
‫المتظاهرين‪ ،‬مما أدى إلى إصابة أكثر من ثالثين‬
‫فلسطيني‪ ،‬وفي هذه األج��واء تم إط�لاق رصاصة‬
‫السيادة ومعاهدة السالم‬ ‫على المجند المصري‪.‬‬
‫في أرض محتلة‪ ،‬فإنه البد لسلطة االحتالل أن‬ ‫هذا الحديث المكرر عن السيادة المصرية‪ ،‬سبق‬
‫تراقب ما يدخل وما يخرج»‪ .‬وأع��رب مبارك عن‬ ‫هذه التناقضات تجعلنا نطرح السؤال التالي‪ ،‬ما‬ ‫أن سمعناه في يناير عام ‪ 2008‬عندما حطم الشعب‬
‫تضامنه مع إسرائيل‪ ،‬بقوله‪ ،‬أنه يمنع فتح معبر‬ ‫معنى السيادة المصرية‪ ،‬في ظل شروط معاهدة‬ ‫الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة جزء من الحائط‬
‫رفح «حتى ال يدخل سالح»‪ .‬هكذا يتعامل مبارك‬ ‫السالم بين مصر وإس��رائ��ي��ل؟ التي تجعل من‬ ‫الفوالذي العازل بين مصر والقطاع‪ ،‬وخرج عدة اآلالف‬
‫مع االحتالل باعتباره شرعياً‪ ،‬في تناقض واضح‬ ‫السيادة المصرية على سيناء مسألة رمزية فحسب‪.‬‬ ‫من الفلسطينيين أليام قليلة من هذا السجن‪ ،‬الذي‬
‫مع القانون واألعراف الدولية‪ ،‬التي تعتبر االحتالل‬ ‫حيث تفرض تلك االتفاقية قيود على عدد أفراد‬ ‫يقف النظام المصري حارس على بابه‪ ،‬وكلنا يتذكر‬
‫أمراً غير شرعي‪ ،‬وأن مقاومته هي األمر الشرعي‬ ‫القوات المسلحة في سيناء‪ ،‬وكذلك تسليحهم‪،‬‬ ‫الحملة اإلعالمية الضخمة التي نفذها اإلعالم‬
‫الوحيد‪ .‬كما أن القوانين الدولية ال تعطي أي حقوق‬ ‫وق��ي��ود على ن��وع التسليح‪ ،‬م��ن يطلع على هذه‬ ‫الحكومي بعد مقتل الضابط مصري ياسر فريج‪ ،‬في‬
‫للمحتل‪ ،‬بل تلزمه بواجبات‪ ،‬منها حماية المدنيين‬ ‫االتفاقية يدرك أن ما يقرب من ثلثي سيناء خالي‬ ‫‪ 28‬ديسمبر ‪ ،2008‬حيث سارعت الحكومة كعادتها‬
‫والممتلكات‪ .‬هذا القوانين‪ ،‬ال وجود لها في الواقع‬ ‫من أي قدرات دفاعية‪ .‬ووفق هذه المعاهدة ال وجود‬ ‫بالقول بأن حماس هي من قتلته! هذه الحملة لم‬
‫الفعلي‪ ،‬خاصة عندما نتحدث عن حقوق الشعب‬ ‫سوى للشرطة المصرية في الشريط الحدودي‬ ‫تشمل التشهير وتشويه صورة حماس فحسب‪،‬‬
‫الفلسطيني‪ .‬ونعتقد أن مبارك ال يستطيع أن يقول‬ ‫مع فلسطين المحتلة‪ ،‬هذه الشرطة المتواضعة‬ ‫بل امتدت لتشمل الشعب الفلسطيني وقضيته‬
‫السبب الحقيقي لغلق معبر رفح‪ ،‬و هو يحاول تبرير‬ ‫التسليح ال تستطيع أن تحمي ح��دود مصر‪ ،‬في‬ ‫الوطنية‪.‬‬
‫موقفه بكالم متناقض‪ ،‬ألنه بالفعل يشارك إسرائيل‬ ‫حالة أي اجتياح إسرائيلي‪ .‬دفع هذا بعض المحللين‬ ‫التهاون في السيادة‬
‫الرغبة في القضاء على المقاومة‪.‬‬ ‫العسكريين المصرين للقول بأن إسرائيل تستطيع‬
‫إن السيادة المصرية على أرض سيناء ليس لها‬ ‫احتالل سيناء في ساعات معدود‪ .‬هكذا يصبح‬ ‫لكن في المقابل رغم أن القوات اإلسرائيلية قتلت‬
‫وجود‪ ،‬في واقع األمر‪ ،‬إنما يتم استحضارها فحسب‬ ‫دور القوات المصرية على الشريط الحدودي هو‬ ‫ما ال يقل عن ‪ 13‬جنديا وضابطا مصريا على الحدود‪،‬‬
‫عندما تكون في خدمة أمريكا وإسرائيل فحسب‪.‬‬ ‫منع التسلل عبر الحدود‪ .‬بمعنى أن الدور الفعلي‬ ‫على فترات متباعدة‪ ،‬فإننا لم نشاهد جنازات‬
‫فالسيادة المصرية على سيناء منقوصة‪ ،‬في األساس‪،‬‬ ‫لقوات حرس الحدود (الشرطة) هو منع المصريين‬ ‫عسكرية لهؤالء الشهداء‪ ،‬وال حمالت إعالمية‬
‫بحكم معاهدة السالم بين مصر وإسرائيل‪ .‬إن‬ ‫أو الفلسطينيين أو أفارقة من العبور إلى فلسطين‬ ‫للتشهير بإسرائيل‪ ،‬بل كل ما رأيناه صمت مريب‪ ،‬أو‬
‫حديث الحكومة المصرية عن انتهاك السيادة ال‬ ‫المحتلة‪ ،‬أي حماية أمن إسرائيل!‬ ‫تصريحات تخرج على استحياء‪.‬‬
‫يظهر إال في مواجهة الشعب الفلسطيني فحسب‪،‬‬ ‫م��ن م��ن��ظ��ور ال��ح��ك��وم��ة ال��م��ص��ري��ة ي��ع��د عبور‬
‫ومن هنا يتضح أن هذه الرطانة حول السيادة لها‬ ‫حماية أمن إسرائيل‬ ‫الفلسطينيين‪ ،‬الفارين من جحيم غزة ‪ ،‬اعتداءاً‬
‫هدف واحد فحسب ‪ ،‬وهو تشويه صورة المقاومة‬ ‫على السيادة المصرية‪ ،‬وتعد األنفاق تخريب لألمن‬
‫الفلسطينية‪ ،‬حتى تحد من تضامن المصرين معها‪،‬‬ ‫لقد حدث تحول نوعي في دور القوات المصرية‬ ‫القومي المصري‪ ،‬لكن تلك األبواق لم نسمع لها‬
‫لكن هيهات‪ .‬‬ ‫على الحدود‪ ،‬بعد الصدام بين حماس وفتح‪ ،‬وهروب‬ ‫أي صوت‪ ،‬رغم أن القوات اإلسرائيلية قتلت ‪59‬‬
‫وأخيراً يجب أن النظر إلى مقتل المجند المصري‬ ‫فتح من غزة‪ ،‬وانفراد حماس بحكم القطاع‪ ،‬حيث‬ ‫مصرياً‪ ،‬خالل الثالثين عام الماضية‪ ،‬منهم ‪ 18‬مصريا‬
‫أحمد شعبان‪ ،‬يناير ‪ 2009‬و كذلك الضابط ياسر‬ ‫أصبح دور القوات المصرية هو إحكام الحصار على‬ ‫خالل عامين‪ 2007‬و ‪ .2008‬الحكومة المصرية كعادتها‬
‫فريج‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2008‬باعتبارها جريمة بحق‪ ،‬لكن‬ ‫الشعب الفلسطيني ف��ي غ���زة‪ .‬وال��ت��ص��دي ألي‬ ‫ظلت تتكتم على تلك الحوادث‪ ،‬و ظلت عالقتها‬
‫أرتكبها من جعل منهما ومن غيرهما من أفراد‬ ‫محاولة لكسر الحصار‪ ،‬من قبل الشعب الفلسطيني‬ ‫بإسرائيل بنفس القوة‪.‬‬
‫األمن المصري أداة لحماية أمن إسرائيل‪ ،‬وسجان‬ ‫المحاصر‪ ،‬ال��ذي عاني من نقص الغذاء وال��دواء‬ ‫هناك العديد من المفارقات تتعلق بالسيادة‬
‫يحاصر الشعب الفلسطيني‪ ،‬ويقوم بدوره في منع‬ ‫والكهرباء‪ ،‬األمر الذي أدى إلى وفاة مئات المرضى‪،‬‬ ‫المصرية على سيناء‪ ،‬منها على سبيل المثال أنه‬
‫الدواء والغذاء‪ ،‬والغاز‪ .‬في الوقت الذي تمد فيه مصر‬ ‫نظراً لنقص الدواء و لعدم السماح لهم بتلقي العالج‬ ‫عقب تفجيرات طابا‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2004‬تدفقت القوات‬
‫إسرائيل بالغاز واألسمنت‪ ،‬وبأرخص األسعار‪ .‬أن‬ ‫خارج القطاع‪.‬‬ ‫اإلسرائيلية مخترقة الحدود‪ ،‬لنقل القتلى والجرحى‬
‫المجرم الحقيقي هو نظام مبارك‪ ،‬الذي حول تلك‬ ‫دور مصر في حماية أمن إسرائيل يمكن فهمه‬ ‫اإلسرائيليين‪ ،‬حتى قبل الحصول على أذن من‬
‫السيادة المزعومة إلى أداة لحماية أمن إسرائيل‪.‬‬ ‫من خالل تصريحات مبارك ‪ ،‬في اليوم الخامس‬ ‫الحكومة المصرية! لكن عندما نجح الفلسطينيين‬
‫من الحرب اإلسرائيلية على قطاع غزة‪ ،‬في العام‬ ‫المحاصرين في غزة من اجتياز معبر رفح لعدة أيام‪،‬‬
‫الماضي‪ ،‬حيث قال ما نصه ‪« :‬طالما معبر رفح‪،‬‬ ‫في يناير ‪ ،2008‬قامت الدنيا ولم تقعد‪.‬‬

‫االشتراكي يناير ‪2010‬‬ ‫¯¯‪8‬‬


‫ملف‬

‫جاالوي ‪ :‬األمن المصري صادر ربع محتويات القافلة‬


‫قافلة شريان الحياة تواجه أعداء الحياة في مصر وتل أبيب‬
‫محمد حسني‬
‫نيوبع‪ ،‬بدون سبب واضح‪ ،‬ورضخت‬
‫القافلة إل��ى ش��روط نظام مبارك‪،‬‬
‫واضطرت إلى العودة إلى دمشق‬ ‫أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ‪،‬‬
‫لتبحر إلى ميناء العريش‪ ،‬مما زاد‬ ‫في تصريحات أدلى بها في واشنطن أن «مصر لن‬
‫تكلفت القافلة بنصف مليون دوالر‪،‬‬ ‫تسمح بأي نوع من القوافل بعبور أراضيها مجددا‬
‫اشترطت الحكومة ‪ ،‬التي تخشى‬ ‫مهما يكن مصدرها‪ ،‬أو نوعية القائمين عليها»‪.‬‬
‫من شعبها‪ ،‬من أن يجد الشعب‬ ‫وأاضاف أابو الغيط أن «أعضاء قافلة شريان الحياة‬
‫المصري المقهور‪ ،‬القافلة ليسارع‬ ‫‪ ،3‬التي نظمها النائب البريطاني جورج جاالوي‪،‬‬
‫بتقديم ال��ع��ون إل��ى أهالينا في‬ ‫قاموا بأفعال عدوانية بل إجرامية على ارض مصر»‪.‬‬
‫غزة‪ ،‬فاشترطت على القافلة عدم‬ ‫كانت السلطات المصرية قد أعلنت أمس الجمعة‪،‬‬
‫التنسيق أو اشتراك مصريين في‬ ‫أن النائب البريطاني جورج جاالوي «شخص غير‬
‫القافلة‪ ،‬وبالفعل وافق أعضاء القافلة‪،‬‬ ‫مرغوب فيه في مصر»‪.‬‬
‫لكن بعد ك��ل ه��ذا وج��د منظمو‬ ‫وأكد بيان أعلنه منظمو القافلة في أن السلطات‬
‫القافلة أن حكومة مبارك تضع‬ ‫المصرية «طردت» جاالوي‪ ،‬بعد إجباره على الدخول‬
‫شروطا غير منطقية‪ ،‬أقل ما توصف‬‫ً‬ ‫إلى حافلة كانت في انتظاره بمجرد دخوله من معبر‬
‫بأنها شروط إسرائيلية‪ ،‬منها رفض‬ ‫رفح الحدودي‪ ،‬بين مصر وقطاع غزة‪ ،‬ثم نقله إلى‬
‫م��رور عدد من أعضاء القافلة إلى‬ ‫مطار القاهرة‪ ،‬هو محاط بعناصر أمنية‪ .‬وأفاد مسؤول‬
‫ويطنطن بمصطلحات «الكرامة» والسيادة» و»دم‬ ‫غزة‪ ،‬والسؤال لماذا؟ ثانيا اشتراط الحكومة أن عدد‬ ‫أمني أن ست آليات للشرطة صاحبته إلى القاهرة‪.‬‬
‫الشهيد»‪ ،‬فالكرامة والسيادة ال تُهدر‪ ،‬في راي النظام‪،‬‬ ‫من الحافالت البد من أن تحصل على الموافقة من‬ ‫وأعلنت الخارجية المصرية أن النائب بات «شخصا‬
‫بارجل األمريكان والصهاينة‪ ،‬لكنها تهدر‪ ،‬بدخول‬ ‫إسرائيل‪ ،‬و كما صرح جالوي بأن مايقرب من ربع‬ ‫غير مرغوب فيه» وان��ه «لن يسمح له مستقبال‬
‫الفلسطينيين الالجئين‪ ،‬أو بمرورو المساعادات‪ ،‬كما‬ ‫ماتحتويه القافلة قد تم مصادرته من قبل األمن‬ ‫بالدخول إلى مصر»‪ .‬كما اتهمت اجهزة االعالم‬
‫أن دم الشهيد يكون غالي فحسب في المواقف‪،‬‬ ‫المصري دون مبرر‪.‬‬ ‫الحكومية ‪ ،‬أو تلك الموالية للنظام‪ ،‬جورج جالوي‬
‫التي يحتمل أن يكون الجاني فلسطيني‪ ،‬فما‬ ‫اعتصم أعضاء القافلة في ميناء العريش‪ ،‬وأصروا‬ ‫بأنه عميل إلسرائيل!‪ .‬ونقلت صحيفة «التليجراف»‬
‫أسرع أن يطلق النظام التهم لحماس‪ ،‬أما إذا كان‬ ‫على دخول القافلة بكاملها‪ ،‬وعندها حدثت احتكاكات‬ ‫البريطانية عن جاالوي قوله فور وصوله مطار هيثرو‬
‫برصاص إسرائيلي‪ ،‬فقد ال نسمع بالمرة بأن هناك‬ ‫من قبل رجال األمن بأعضاء القافلة‪ ،‬وأصيب عدد‬ ‫لندن «إنه وسام شرف أن ترحلني الديكتاتورية‬
‫من قتل على الحدود‪ ،‬ومن ماتوا في العبارة‪ ،‬والقطار‪،‬‬ ‫منهم‪ .‬وأخيرًا دخلت المساعدات‪.‬‬ ‫الصغيرة»‪.‬‬
‫فال ثمن لهم‪ ،‬ومن ماتوا على السواحل األوروبية‪،‬‬ ‫إن القضية ليست ف��ي ترحيل ج���االوي‪ ،‬وفي‬ ‫ليست قافلة «شريان الحياة‪ »3‬القافلة األولى‪،‬‬
‫من شباب مصر‪ ،‬فبمنتهى السهولة خرجت الفتاوى‬ ‫التعامل الغير الئق مع أعضاء القافلة‪ ،‬التي جاءوا من‬ ‫التي يعرقل األمن المصري دخولها إلى الشعب‬
‫الحكومية‪ ،‬تنزع عنهم‪ ،‬حتى حق الشهادة‪ ،‬في‬ ‫أقصى بقاع األرض‪ ،‬بغرض كسر الحصار المفروض‪،‬‬ ‫الفلسطيني المحاصر‪ ،‬فقد تكرر األمر‪ ،‬وكلنا يتذكر‬
‫صك حرمان مشين‪ .‬أخيرا فإن الجلبة المبتذلة‬ ‫على أخوتنا في فلسطين‪ ،‬لكن القضية واضحة‬ ‫رفض حكومة مبارك دخ��ول قوافل اإلغاثة‪ ،‬أثناء‬
‫التي يفتعلها النظام‪ ،‬على غرار»خدوهم بالصوت‪،‬‬ ‫وضوح الشمس‪ ،‬فالنظام المصري‪ ،‬الذي يشارك‬ ‫ال��ع��دوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة‪،‬‬
‫ال يغلبوكم»‪ ،‬من أجل التغطية على ما يحدث‪ ،‬وما‬ ‫بكلتا يديه‪ ،‬في خنق المقاومة‪ ،‬وحصارها‪ ،‬وغرق‬ ‫ديسمبر‪-2008‬يناير‪ ،2009‬ووافق بعد ضغوط عدة‪ ،‬وبعد‬
‫سيحدث على الحدود‪.‬‬ ‫حتى أذنيه في تنفيذ أوامر األمريكان والصهاينة‪،‬‬ ‫أن أتفضح تواطؤه أمام أعين الجميع‪.‬‬
‫وآخرها إنشاء الجدار الفوالزي‪ ،‬والتمهيد إلخالء‬ ‫أما فيما يخص قافلة شريان الحياة‪ ،‬فقد وضعت‬
‫المدن الحدودية‪ .‬ال يجد إال الساحة اإلعالمية‪،‬‬ ‫الحكومة الكثير من الشروط والقيود التعجيزية‬
‫المحلية الصنع واالستهالك‪ ،‬ليبرر مواقفه المشينة‪،‬‬ ‫عليها‪ ،‬حيث رفضت حكومة مبارك دخولها من معبر‬

‫جدار العار جزء من االتفاق األمني بين ليفني ورايس‬


‫ال��س�لاح إل��ى قطاع غ��زة‪ ،‬عبر األن��ف��اق‪ ،‬كما ذكر‬ ‫القضاء على المقاومة الفلسطينية على مدى زمني‬ ‫حسن العرابي‬
‫االتفاق إن شركاء من دوال الناتو‪ ،‬سيساعدون في‬ ‫الطويل نسبياً‪ ،‬الخطة تتضمن تعاون من السلطة‬
‫هذه المهمة‪ ،‬وأن القوات األمريكية المتواجدة في‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬والنظام المصري‪ ،‬بعض دول الجوار‪.‬‬ ‫في يناير من العام الماضي‪ ،‬شن الكيان الصهيوني‬
‫البحر األحمر ‪ ،‬والبحر المتوسط‪ ،‬ستعمل على‬ ‫لهذه الخطة مالمح عدة‪ ،‬أولها استمرار سياسة‬ ‫حربه إجرامية على قطاع غ��زة‪ ،‬المحاصر منذ ما‬
‫مراقبة حركة المالحة وستقوم بمالحقة واعتراض‬ ‫الحصار والتجويع ضد قطاع غزة‪ ،‬بهدف أن يثور‬ ‫يزيد على ثالث سنوات‪ ،‬كانت الحرب اإلسرائيلية‬
‫شحنات األسلحة القادمة إلى غزة ‪ ،‬هذا ما أعلنته‬ ‫أه��ل قطاع غ��زة ضد حماس‪ ،‬وه��و ما لم يحدث‬ ‫تهدف إلى القضاء على حماس‪ ،‬وكان هناك توافق‬
‫الصحف األمريكية وقتئذ‪ ،‬باإلضافة لذكرها موافقة‬ ‫ط��وال الثالث سنوات الماضية‪ .‬الخطة تتطلب‬ ‫أمريكي‪-‬إسرائيلي مع محور ما يسمى «باالعتدال‬
‫فرنسا وبريطانيا وألمانيا على تقديم مساعدات‬ ‫أيضاً تأجيل المصالحة الفلسطينية بأن تصر مصر‬ ‫عربي» حول هذا الهدف‪ ،‬لكن خاب ظنهم جميعاً‬
‫في هذا الشأن‪ ،‬لكن وقتها خرج علينا أبو الغيط‬ ‫والسلطة الفلسطينية على شروط معروف مسبقاً أن‬ ‫حيث لم يكن الهدف سهالً‪ ،‬واإلنجاز الوحيد الذي‬
‫وزير الخارجي المصري بقوله «إن مصر غير معنية‬ ‫حماس لن تقبلها‪ ،‬حتى يمكن توظيف هذا الرفض‬ ‫حققته إسرائيل هو التدمير والقتل الوحشي ألكثر‬
‫بهذا االتفاق»‪ ،‬و قال أيضاً «ليس لدينا التزام بهذه‬ ‫في الهجوم اإلعالمي على حماس‪ ،‬باعتبارها هي‬ ‫من ‪ 1300‬شهيد‪ ،‬بينهم أكثر من أربعمائة طفل‪،‬‬
‫المذكرة على اإلطالق»‪.‬‬ ‫المسئولة عن عدم توقيع اتفاق المصالحة‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى الجرحى‪ ،‬الذين زاد عددهم عن ‪5400‬‬
‫لكن يتضح اليوم بعد مرور عام على االتفاق أن‬ ‫توجد في الخطة اإلسرائيلية األمريكية أبعاد أخرى‬ ‫شخص‪ ،‬ونجحت إسرائيل بالفعل في تدمير ‪20‬‬
‫الموافقة المصرية على االتفاق تحصيل حاصل‪،‬‬ ‫لم يتم اإلفصاح عنها بعد‪ .‬لكن أهم مراحل الخطة‬ ‫ألف مبنى‪ ،‬وتشريد أكثر من ‪ 62‬ألف فلسطيني من‬
‫بمعنى أن النظام المصري لم يكن شريكا في‬ ‫وهو ما يتم تنفيذه حالياً على الحدود المصرية مع‬ ‫منازلهم‪.‬‬
‫توقيع المذكرة‪ ،‬لكنه سيضطر إلى الموافقة عليها‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬بهدف تشديد الحصار ببناء جدار فوالذي‬ ‫هذا هو اإلنجاز اإلسرائيلي الوحيد‪ ،‬أما المقاومة‬
‫عندما يحين وقت التنفيذ‪ ،‬أما كالم «أبو الغيط» أو‬ ‫بعمق ثالثين متر تحت األرض وبسمك نصف‬ ‫الفلسطينية فأثبت أنها في وضع أفضل من ذي‬
‫أي مسئول مصري فهو مجرد كالم ألغراض إعالمية‬ ‫متر على طول الحدود‪ ،‬بهدف تدمير وإغالق األنفاق‬ ‫قبل‪ ،‬حيث تمكنت م��ن عرقلت تقدم القوات‬
‫فحسب‪ ،‬واليوم يتم بناء جدار فوالذي‪.‬‬ ‫بشكل نهائي‪ ،‬التي هي المنفذ الوحيد لحياة مليون‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬طول الحرب التي استمرت ‪ 22‬يوماً‪،‬‬
‫يقوم الخبراء األمريكيون بتقديم الدعم الفني‬ ‫ونصف فلسطيني‪.‬‬ ‫و لم تتوقف صواريخ المقاومة طول فترة الحرب‪،‬‬
‫المطلوب وف��ق مذكرة التفاهم بتركيب الجدار‬ ‫هذا الجدار جزء من مذكرة التفاهم التي وقعتها‬ ‫وأظهرت المقاومة إسرائيل بمظهر العاجز عن إيقاف‬
‫الفوالذي‪ ،‬الذي صنع خصيصاً في الواليات المتحدة‬ ‫تسفي ليفني وزي��رة خارجية الكيان الصهيوني‬ ‫الصواريخ‪ ،‬وهي التي أعلنت أن إيقافها أهم أهداف‬
‫بمواصفات خاصة حتى يكون مقاوم للمتفجرات‪.‬‬ ‫ووزيرة الخارجية األمريكية كونداليزا ريس في ‪16‬‬ ‫الحرب‪.‬‬
‫نعم تلك هي السيادة المصرية التي يطنطن بها‬ ‫يناير ‪ 2009‬قبل وقف إطالق النار في الحرب على‬ ‫اضطرت العسكرية الصهيونية إلى وقف الحرب‪،‬‬
‫إعالم مبارك ليل نهار‪ ،‬أنها السيادة في خدمة السيد‬ ‫غ��زة بيومين‪ .‬ه��ذا االت��ف��اق ينص على أن تقدم‬ ‫رغم فشلها في أي من أهدافها باستثناء التدمير‪،‬‬
‫األمريكي‪ ،‬وطفله المدلل الكيان الصهيوني‪.‬‬ ‫الواليات المتحدة الدعم الفني الالزم لمنع دخول‬ ‫لكنها وضعت مع الواليات المتحدة خطة بهدف‬

‫‪¯¯9‬‬ ‫االشتراكي يناير ‪2010‬‬


‫ملف‬
‫تحدو األمن والبرد والتعسف‬
‫تعليق أطول اعتصام نسائي في تاريخ مصر‬
‫واألدوي���ة والبطاطين بالدخول‪ ،‬كما‬ ‫قررت أخصائيات التمريض بجامعة‬
‫تمت إعادة الكهرباء والمياه‪ ،‬كما قام‬ ‫المنصورة المنصورة‪ ،،‬الآلتي أعتصمن‬
‫نائبا من الحزب الوطني بالتفاوض‬ ‫مدة شهر كامل‪ ،‬تعليق اعتصامهن‪،‬‬
‫مع المعتصمات بغرض حثهن على‬ ‫لفتح الطريق أمام المفاوضات الجارية‪،‬‬
‫فض االعتصام‪ ،‬وكان ردهن الرفض‬ ‫من أجل التوصل إلى صيغة تضمن‬
‫القاطع‪.‬‬ ‫ندب األخصائيات إلى مراكز تدريب‬
‫وأم��ام مجلس الشعب تم عمل‬ ‫بالمستشفيات‪ ،‬م��ع الحفاظ على‬
‫وقفة احتجاجيه لألهالي والمتضامنين‬ ‫وضعهن األدبي والمادي‪ .‬وقد التقى وفد‬
‫من عدد من القوي الوطنية‪ ،‬والمراكز‬ ‫من األخصائيات بنائب رئيس جامعة‬
‫الحقوقية يوم ‪ ،2009 -12-21‬في وقت‬ ‫المنصورة‪ ،‬ال��ذي تعهد باالستجابة‬
‫انعقاد جلسة لجنة التعليم‪ ،‬حيث‬ ‫لكافة مطالب المعتصمات ‪.‬وقد شهدت‬
‫دخل وفد من المعتصمات للتفاوض‬ ‫جامعة المنصورة أحداث مؤسفة بحق‬
‫مع اللجنة‪ ،‬ولكن ما حدث هو أنه تم‬ ‫‪ 107‬من بناتها النابغات‪ ،‬هم أخصائيات‬
‫تأجيل الجلسة‪ ،‬وبعد ذلك توجهوا مع‬ ‫هذه الكلية بميزانية كبيرة منفصلة‬ ‫العمل داخ��ل المبنى‪ ،‬ومنع محاولة‬ ‫تمريض يقومن بتدريب والتدريس‬
‫أعضاء مجلس الشعب المتضامنين‬ ‫عن ميزانية الجامعة‪ ،‬وان ما يحدث‬ ‫تمت م��ن طالبات كلية التمريض‬ ‫لطالبات كلية التمريض‪ ،‬بجامعة‬
‫إلى مبني وزارة التعليم العالي للقاء‬ ‫هو عقاب لهن علي تجاوزهن وتقديم‬ ‫لالعتصام داخ��ل المبنى تضامناً مع‬ ‫المنصورة منذ يوم ‪ ،2009-12-7‬رفضًا‬
‫وزير التعليم العالي‪ ،‬وهناك وعدهم‬ ‫إحداهن بالغ للمركزي للمحاسبات‬ ‫أساتذتهن‪ ،‬وقام باحتجاز المعتصمات‬ ‫لقرار عميدة الكلية دكتورة فردوس‬
‫الوزير بمراكز تدريب ينتدبوا إليها في‬ ‫عن الفساد بهذه الميزانية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫داخل كردون حديدي‪ ،‬وعزلهن تماما‬ ‫عبد الفتاح ‪ ،‬وبالتعاون مع رئيس‬
‫حال فضوا االعتصام‪ .‬وبعض فترة من‬ ‫إل���ي اس��ت��ث��ن��اء ‪ 45‬منهن م��ن هذه‬ ‫ع��ن الجامعة‪ ،‬واغ��ل��ق ف��ي وجههن‬ ‫الجامعة الدكتور أحمد بيومي شهاب‪،‬‬
‫المفاوضات قررن تعليق االعتصام‪.‬‬ ‫الميزانية‪ ،‬رغم وجودهن داخل أحد‬ ‫دورات المياه المجاورة‪ ،‬وأم��ر حرس‬ ‫بندبهن للعمل بمستشفيات الجامعة‬
‫وقالت إح��دى المعتصمات الذين‬ ‫اللجان بهذا المشروع‪ ،‬وتوزيع الفتات‬ ‫الجامعة بمنع دخول األغذية واألدوية‬ ‫(الباطنة‪ -‬األورام‪-‬األطفال‪-‬مستشفي‬
‫نظموا أطول اعتصام نسائي في مصر‪،‬‬ ‫علي الباقيات (ما بين‪ 25‬و ‪ 325‬جنيه‬ ‫والبطاطين‪ ،‬رغم وجود ‪ 10‬أخصائيات‬ ‫الجامعة)‪ ،‬للعمل كفنيين تمريض‪ ،‬بعد‬
‫ل��م نستطع إرغ���ام رئيس الجامعة‬ ‫ش��ه��ريً��ا ) ف��ي ح��ي��ن وص���ل الدخل‬ ‫ح��وام��ل‪ ،‬وك��ذل��ك ه��ن��اك ع��دد منهن‬ ‫كانوا جزء من أعضاء هيئة التدريس‪.‬‬
‫المتعجرف ع��ن التراجع ع��ن قراره‬ ‫الشهري للموظفين ما بين( ‪ 5000‬جنية‬ ‫لديه أط��ف��ال رض��ع‪ ،‬كما أم��ر رئيس‬ ‫ب��دا األم��ر ب��ق��رار رئيس الجامعة‪،‬‬
‫بنقلنا‪ ،‬ولكننا على األقل ناضلنا من‬ ‫و ‪ 18000‬جنية)‪ ،‬وما خفي كان اعظم‪،‬‬ ‫الجامعة بقطع الكهرباء والمياه عن‬ ‫ب��ت��اري��خ ‪ ،2009-6-23‬وال���ذي ل��م يدر‬
‫أج��ل الحصول على ات��ف��اق مكتوب‬ ‫كل هذا دفعهن للمطالبة بحقوقهن‬ ‫مقر اعتصامهن‪ ،‬واغرق ارض المكان‬ ‫عنه األخصائيات شيئا‪ ،‬حتى تم‬
‫يضمن كافة حقوقنا‪ ،‬ويمنع التالعب‬ ‫المادية‪ ،‬فكان قرار العقاب‪.‬‬ ‫بالمياه‪ ،‬في تصرفات اقل ما توصف به‬ ‫تفعيله يوم ‪ ،2009-11-23‬حينها حاولت‬
‫بوضعنا الوظيفي ‪.‬‬ ‫وق���د ت��ف��اع��ل��ت ع���دد م���ن القوي‬ ‫بأنها ممارسات بوليسية‪ ،‬ال تصدر من‬ ‫األخصائيات مقابلة عميدة الكلية عدة‬
‫وأضافت أخرى إذا لم يلتزم رئيس‬ ‫السياسية بالمنصورة مع االعتصام‪،‬‬ ‫أستاذ جامعي‪ ،‬مما أدي إلي إجهاض‬ ‫مرات‪ ،‬وقوبل طلبهن بالتعالي والرفض‪،‬‬
‫الجامعة بتعهداته لنا فقد عرفنا‬ ‫وقدم نائبان طلب إحاطة بمجلس‬ ‫إح��داه��ن ب��اإلض��اف��ة‪ ،‬تعرضهن إلي‬ ‫وكذلك كان الحال حين حاولن مقابلة‬
‫طريق انتزاع الحقوق‪ ،‬ولن نستسلم‬ ‫الشعب‪ ،‬وتحركت الجمعيات الحقوقية‬ ‫األلفاظ النابية‪ ،‬من قبل األمن‪ ،‬الذي‬ ‫رئيس الجامعة ‪ ،‬مما دفعهن إلى‬
‫بل سنعود أكثر إص��رارا على انتزاع‬ ‫لفضح ما يحدث للمعتصمات داخل‬ ‫تصدى لمحاوالت األهالي لتسريب‬ ‫إرسال فاكسات للجهتين السابقتين‪،‬‬
‫حقوقنا‪.‬‬ ‫الجامعة‪ ،‬وتجمع األهالي عدة مرات‬ ‫بعض الطعام والدواء إليهن‪.‬‬ ‫لكن بال ج��دوى‪ ،‬ث��م ق��ررن إرسال‬
‫يذكر أن األخصائيات قد نظمن وقفة‬ ‫أمام بوابة الجامعة الرئيسية‪ ،‬رافعين‬ ‫وحين سألنا المعتصمات‪ :‬لماذا‬ ‫فاكسات إلى كل الجهات الحكومية‪،‬‬
‫احتجاجية يوم الثالثاء ‪ 5‬يناير‪ ،‬والتقى‬ ‫الشعارات المنددة بالقرار وبرئيس‬ ‫جامعة المنصورة بالذات‪ ،‬في حين أن‬ ‫وحتى مؤسسة الرئاسة‪ ،‬ول��م تبد‬
‫وفد منهن مع لجنة التعليم بمجلس‬ ‫الجامعة‪ ،‬وهتفوا بسقوط رئيس‬ ‫كل األخصائيات بالجامعات األخرى‬ ‫الجامعة أو الكلية أي استجابة‪ ،‬فلجئوا‬
‫الشعب‪ ،‬بحضور وزير التعليم العالي‪،‬‬ ‫الجامعة‪ ،‬وك��ل مستبد بهذه البلد‪،‬‬ ‫لم يتم انتدابهن ورغم اقرار الجميع‬ ‫إلى االعتصام‪.‬‬
‫و بحضور ذويهم‪ ،‬وع��دد من ممثلي‬ ‫وتشكلت لجنة لإلعاشة‪.‬‬ ‫بحاجة الكلية إلي جهودهن؟‬ ‫بدا االعتصام بشكل سلمي أمام‬
‫القوى السياسية واللجان العمالية‪.‬‬ ‫دف��ع��ت ت��ل��ك ال��ت��ح��رك��ات رئيس‬ ‫كان الرد (برنامج الجودة واالعتماد)‪،‬‬ ‫مبنى كلية ال��ت��م��ري��ض الجديدة‪،‬‬
‫الجامعة إلي تخفيف التضييق األمني‬ ‫حيث سبق وطالبت األخصائيات بحقها‬ ‫ولكن ه��ذا الشكل الديمقراطي لم‬
‫علي المعتصمات‪ ،‬والسماح للطعام‬ ‫في حافز «الجودة»‪ ،‬الذي يطبق علي‬ ‫يعجب رئيس الجامعة‪ ،‬فقام بإيقاف‬

‫كفاح ممرضات مصر ضد االستغالل‬


‫سيدة فايد‬
‫ف��ق��ام��وا بتنظيم‬ ‫ولعلم بأن قرار وزير الصحة كان قد صدر‬
‫أنفسهم‪ ،‬وتشكيل‬ ‫منذ أربع سنوات بهذا الشأن‪ ،‬لكنه لم‬ ‫هل بذرة الكفاح والنضال موجودة‪،‬‬
‫مجموعات‪ ،‬األولى‬ ‫يُطبق داخل مستشفى قصر العيني‬ ‫فقط‪ ،‬داخ��ل أعضاء هيئة التدريس‬
‫ذه��ب��ت إل���ى مقر‬ ‫التعليمي الجديد(القصر الفرنساوي)‪،‬‬ ‫بجامعة المنصورة‪ ،‬بكلية التمريض‪،‬‬
‫النقابة‪ ،‬والثانية إلى‬ ‫طوال هذه المدة‪ ،‬وكان المستشفى‬ ‫أو ب��داخ��ل م��م��رض��ات المستشفى‬
‫مجلس الشعب‪،‬‬ ‫يقوم بتعيين جميع الخريجات من‬ ‫التعليمي بشبين الكوم‪ ،‬منوفية‪(،‬قصر‬
‫والثالثة إل��ى وزارة‬ ‫نظام الثالث سنوات‪ ،‬طوال تلك الفترة‪،‬‬ ‫شبين)كما يقولون‪ ،‬أو ممرضات الفيوم‬
‫ال��ص��ح��ة‪ ،‬والرابعة‬ ‫حتى آخر دفعة في اكتوبر‪ ،2008‬وإنه ال‬ ‫العام‪ ،‬الذين قاموا باإلضراب‪ ،‬وكافحوا‪،‬‬
‫إل��ى الجامعة التي‬ ‫بد أن تقوم الطالبات بتقديم أوراقهن‬ ‫حتى استطاعوا رفع أجر النوبتجية من‬
‫وتعيينهم بالمستشفى بعد إتمام‬ ‫تتبعها المستشفى‪ .‬في الوقت نفسه‬ ‫في أحد المعاهد الستكمال دراستهم‬ ‫جنيه وربع‪ ،‬إلى عشرة جنيهات‪ .‬ال‪ ،‬بل‬
‫دراستهم‪ ،‬لكنهم سيكونوا آخر دفعة‬ ‫قاموا باالتصال بالمذيع محمود سعد‪،‬‬ ‫لمدة سنتين‪ ،‬إلتمام خمس سنوات‬ ‫إن هذه البذرة موجود أيضا داخل طلبة‬
‫سيتم تعيينها‪ .‬وبالفعل تم إبالغ طلبة‬ ‫الذي وعدهم بتقصي المشكلة‪ .‬ترك‬ ‫دراس��ي��ة‪ ،‬ومعهد األورام‪ ،‬هو المعهد‬ ‫التمريض بكليات وم��دارس الخاصة‬
‫الفرقة األولى بأنه لن يتم تعيينهم‪،‬‬ ‫الطلبة المستشفى‪،‬‬ ‫الوحيد الذي أبدى استعدادا لقبولهم‪،‬‬ ‫بالتمريض‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬قامت‬
‫وإن��ه إذا أرادوا العمل بالمستشفى‬ ‫لم يحضر التدريب العملي في هذا‬ ‫ولكنهم‪ ،‬حتى بعد القيام بذلك لن يتم‬ ‫طلبة بالفرقة الثالثة‪-‬حاليًا بالفرقة‬
‫فسيعملون عن طريق التعاقد فقط‪،‬‬ ‫اليوم‪ ،‬سوى أربعة منهم‪ .‬وجاء أولياء‬ ‫تعيينهم‪ ،‬بحجة أنه ال توجد تعيينات‬ ‫ال��راب��ع��ة‪-‬ف��ي ي��ون��ي��و‪ ،2009‬باإلضراب‪،‬‬
‫وأنه ال يوجد تعيين بالحكومة‪ .‬فهل‬ ‫األمور للتفاهم ومعرفة ما يجري داخل‬ ‫بالدولة‪ ،‬ولم تعد موجودة اآلن‪ ،‬وإن‬ ‫للمحافظة على حقوقهم بداخل‬
‫يعقل أن��ه بينما ف��ي ع��ز االحتياج‬ ‫إدارة المدرسة‪ ،‬وم��ا ينوون فعله مع‬ ‫أرادوا العمل بالمستشفى فعليهم‬ ‫المستشفى‪ ،‬وإدارة المدرسة‪ ،‬عندما‬
‫لممرضات‪ ،‬أن يتوقف تعيينهم داخل‬ ‫أبنائهم‪ .‬وتحت هذه الضغوط‪ ،‬صدرت‬ ‫العمل بعقد مؤقت‪ .‬وقد ثار الطلبة‬ ‫فوجئوا ب���اإلدارة تخبرهم أنهم غير‬
‫المستشفيات‪.‬‬ ‫ال��ق��رارات التالية‪ :‬استكمال الطلبة‬ ‫وحاولوا مناقشة اإلدارة والتفاهم معها‪،‬‬ ‫معترف بهم من وزارة الصحة‪ ،‬ألنه لم‬
‫دراستهم بالمدرسة م��دة سنتين‪،‬‬ ‫لكن اإلدارة رفضت االستماع إليهم‪،‬‬ ‫يطبق عليهم نظام الخمس سنوات‪،‬‬
‫االشتراكي يناير ‪2010‬‬ ‫¯¯‪10‬‬
‫ملف‬
‫وزير البيزنس ‪ ..‬عندما يصبح مسئو ً‬
‫ال عن صحة الفقراء‬
‫إلهامي المرغني‬
‫سرير‪ .‬هامشي أزاي في الممر‪ ،‬وكأني‬ ‫الحزب الوطني استطاع أن يشغل‬ ‫نائب رئيس مجلس اإلدارة و العضو‬
‫ماشي في زنقة الستات؟»‪.‬‬ ‫مناصب مثل رئيس غرفة مقدمي‬ ‫المنتدب‪ ،‬و يبلغ رأس��م��ال الشركة‬
‫كما حكي د‪ .‬أيمن عبد الحارس‬ ‫خ��دم��ات ال��رع��اي��ة الصحية بالقطاع‬ ‫حوالي ‪ 300‬مليون جنيه‪ ،‬و حصلت على‬ ‫منذ جاء الدكتور حاتم الجبلي إلي‬
‫استشاري النساء « إحنا في مبني‬ ‫الخاص‪ ،‬باتحاد الصناعات المصرية‪،‬‬ ‫تسهيالت بنكية بحوالي ‪ 900‬مليون‬ ‫وزارة الصحة وهو يتعرض لحمالت‬
‫قديم مافيهوش أسانسير‪ ،‬ولما ييجي‬ ‫منذ يوليو ‪ ،2002‬رئ��ي��س المجلس‬ ‫جنيه‪ ،‬معظمها قروض طويلة األجل‪( ،‬‬ ‫متتالية بسبب ت��ده��ور األوض���اع‬
‫راج��ل مكسور ف��ي ح��ادث��ة بيطلعوه‬ ‫السلعي للخدمات الصحية والسياحة‬ ‫أي ثالث أضعاف رأس المال)‪ ،‬و تقول‬ ‫الصحية‪ .‬والدكتور الجبلي رغم انه‬
‫للدور التالت متشال‪ ،‬والمباني القديمة‬ ‫العالجية منذ نوفمبر ‪ .2003‬انها الهيئات‬ ‫الميزانية المجمعة للشركة أنها شركة‬ ‫أستاذ أشعة بالقصر العيني‪ ،‬أال أنه‬
‫ساللمها عالية‪ ،‬وغالبا بيقع المصابين‬ ‫التي حولت صحة المصريين إلي‬ ‫تابعة لشركة بولي سيرف لألسمدة‬ ‫هجر الجامعة‪ ،‬والطب منذ سنوات‪،‬‬
‫بيقعوا من علي التروللي وتتدهور‬ ‫تجارة لتحقيق أعلي األرباح‪.‬‬ ‫و الكيماويات ( شركة قابضة )‪ ،‬و التي‬ ‫حيث أخ��ذه البيزنس إل��ي مجاالت‬
‫حالتهم»‪.‬‬ ‫يرأسها أيضا السيدان شريف الجبلي‬ ‫متنوعة عمل فيها‪ ،‬باستخدام قوانين‬
‫هذه نماذج من أحسن وزارة صحة‬ ‫أعظم وزارة في العالم‬ ‫و عبد السالم الجبلي‪ ،‬و لكنها في‬ ‫ال��س��وق ال��ح��رة‪ ،‬وقيمة األرب���اح قبل‬
‫يقودها وزير البيزنس‪.‬‬ ‫نفس الوقت تمتلك ‪ % 70‬من أسهم‬ ‫البشر‪ ،‬كشعار لمرحلة انهارت في‬
‫ـ‬ ‫وخ�لال ح��واره مع األستاذ مجدي‬ ‫شركة أسوان لألسمدة و الصناعات‬ ‫الواليات المتحدة أول من روج لها‪.‬‬
‫ال عزاء للفقراء‬ ‫الكيماوية ‪ .‬هل الجبلي المستثمر الجالد قال الوزير‪« :‬أستطيع أن أقول‬ ‫ح��ص��ل ال��دك��ت��ور ال��ج��ب��ل��ي علي‬
‫الصناعي يمكن أن يكون أمين علي لدينا أحسن وزارة صحة في الكرة‬ ‫بكالوريوس الطب و الجراحة عام‬
‫أص��در وزي��ر الصحة ق��رار بتحويل‬ ‫األرضية‪( .‬المصري اليوم ‪.) 2009/5/19‬‬ ‫صحة المصريين الفقراء؟!!‬ ‫‪ ،1975‬وانهي الجزء األول من زمالة‬
‫ثلثي مستشفيات الحميات إلي‬ ‫إذا كانت وزارة الصحة المصرية هي‬ ‫األشعة البريطانية ( لندن )‪ ،1981‬ثم‬
‫أقسام أو وحدات تابعة للمستشفيات‬ ‫أحسن وزارة في الكرة األرضية فمن‬ ‫استثماراته في الصحة‬ ‫عين أستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة‬
‫العامة‏‪ ،‬ك��ان لدينا‏ ‪ 107‬‏ مستشفي‬ ‫عندما دخل الدكتور الجبلي مجال المؤكد أن وزير الصحة المصري هو‬ ‫‪ ،‬قسم» األشعة التشخيصية « منذ‬
‫سينخفض عددها إلي‏‪36‬‏ مستشفي‬ ‫االستثمار الطبي لم يقف عند مشروع أحسن وزير صحة في الكرة! تري ما‬ ‫مايو ‪ . 2001‬مارس الدكتور الجبلي أنواع‬
‫فقط‪ ،‬بمعدل مستشفي واحد أو اثنين‬ ‫واح��د وحسب المنشور علي موقع هو وضع الصحة في ظل إدارته ؟!‬ ‫متعددة من البيزنس ‪.‬‬
‫بكل محافظة أو مدينة كبري‪ ،‬فهل‬ ‫اإلج���اب���ة ت��ك��م��ن ف��ي تصريحات‬ ‫وزارة الصحة قبل تغييره‪ ،‬فقد شارك‬ ‫الدكتور الجبلي له باع في مجال‬
‫تم ذلك وفق دراسة لعبء المرضى‬ ‫في تأسيس خمس شركات مساهمة الجبلي نفسه‪ :‬مستشفى « ناصر‬ ‫السياحة والفندقة فهو عضو مجلس‬
‫وانتشار األوبئة في مصر‪ .‬أم أن وزير‬ ‫خاضعة لقانون االستثمار أو القانون العام» أسوأ مستشفي في مصر‪ ،‬كما‬ ‫إدارة شركة نوفوتيل السادس أكتوبر ‪،‬‬
‫البيزنس ال يهتم سوي بالبيع؟! وهل‬ ‫‪ ،159‬تعمل هذه الشركات في القطاع وصف لمستشفي األقصر العام في‬ ‫منذ ‪ ،1997‬وهو الذي أقام فندق نوفوتيل‬
‫يتم تخريب القطاع الصحي الحكومي‬ ‫الطبي‪ ،‬وتبلغ إجمالي استثماراتها ‪ ٢٠٠٨ /١٠ /١٥‬بقوله‪ « :‬اللي أنا شايفة ده‬ ‫بمدينة ‪ 6‬أكتوبر بطاقة ‪ 220‬حجرة‪ .‬ولم‬
‫لصالح ال��ق��ط��اع ال��خ��اص‪ ،‬وشركات‬ ‫مليار جنية مصري‪ ،‬وهى مركز القاهرة مش مستشفي»‪ .‬وقال عن حميات‬ ‫يقف االستثمار السياحي للدكتور‬
‫التامين الصحي المتربصة‪ ،‬من مصر‬ ‫ل�لأش��ع��ة» ك��اي��روس��ك��ان « ‪ « ،1983‬العباسية‪ ،‬في ‪ « ،2009/9/27‬تجهيزات‬ ‫الجبلي عند النوفتيل‪ ،‬بل أنه كذلك‬
‫والعالم؟!‬ ‫مستشفى دار الفؤاد» ‪ ،1995‬معمل « حميات العباسية زبالة‪ ،‬ونحتاج لتدريب‬ ‫عضو» مجلس أم��ن��اء» قرية مارينا‬
‫إذا كان الدكتور الجبلي ال يفتخر‬ ‫البرج « ‪ ، 1990‬مركز القاهرة للقسطرة الممرضات علي غسل األيدي»‪.‬‬ ‫بالساحل الشمالي‪ ( .‬هذه المعلومات‬
‫في سيرته الذاتية باكتشاف علمي‬ ‫ويمكن إدراك حقيقة الوضع الصحي‬ ‫‪ ، 1994‬المجموعة االستشارية الطبية‬ ‫مستقاة من موقع وزارة الصحة علي‬
‫حققه وهو أستاذ جامعي في الطب‬ ‫العربية ‪ .1995‬كما قام ببناء أكبر مركز في مصر من خالل بعض ما نشرته‬ ‫اإلنترنت‬
‫بل يفتخر بأنه أقام برج األطباء فهو‬ ‫للخدمة الطبية المجمعة في الشرق الصحف‪:‬‬ ‫‪http://www.mohp.gov.eg/‬‬
‫م��ق��اول الصحة ف��ي م��ص��ر‪ ،‬والصحة‬ ‫ك��ش��ف ح��ري��ق ق��ص��ر ث��ق��اف��ة بني‬ ‫األوس��ط‪ ،‬وهو» برج القاهرة الطبي»‪،‬‬ ‫‪MinisterCV.asp‬‬
‫بالنسبة له أراضي ومباني‪ ،‬وليست‬ ‫الذي يحتوى على ‪ 104‬عيادة‪ ،‬و مركز سويف عام ‪ 2005‬عن مخالفات جسيمة‬
‫م��رض��ي وأم����راض‪ .‬يكفي أن نعود‬ ‫لألشعة و اك��ب��ر معمل خ��اص في في مستشفي بني سويف العام األمر‬ ‫استثماراته في الصناعة‬
‫لتصريحاته حول بيع ارض إسعاف‬ ‫الذي أدي الرتفاع عدد حاالت الوفاة ‪.‬‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫ما في المجال الصناعي فقد كان‬
‫القاهرة‪ ،‬وارض مستشفي معهد ناصر‪،‬‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ ،2007‬ارت��ف��ع ملحوظ في‬ ‫ك��م��ا ق���ام ب��ب��ن��اء أك��ب��ر مستشفى‬ ‫عضو مجلس اإلدارة لشركة بولي‬
‫وحميات إمبابة‪ ،‬ومستشفي العجوزة‪،‬‬ ‫متخصص في جراحة القلب و المخ و نسبة الوفيات نتيجة ح��دوث وقائع‬ ‫سيرف لألسمدة والكيماويات منذ‬
‫لالستفادة منها كأرض‪ ،‬لنعرف كيف‬ ‫زراعة األعضاء في مدينة ‪ 6‬أكتوبر « إهمال داخ��ل غرف العناية المركزة‪،‬‬ ‫مارس ‪ .2001‬أما رئيس مجلس اإلدارة‬
‫يفكر وزير الصحة؟!‬ ‫مستشفى دار الفؤاد»‪ ،‬باالشتراك مع وأثناء‪ ،‬وبعد العمليات الجراحية‪.‬‬ ‫فهو األستاذ شريف الجبلي شقيق‬
‫كما أن قراره األخير بتسعير األدوية‬ ‫ـ حدوث وفيات عديدة حدثت في‬ ‫مستشفى كليفالند كلينيك بالواليات‬ ‫الوزير‪ .‬كانت بولي سيرف في األصل‬
‫وف��ق�اً للسعر العالمي ف��ي ‪ 36‬دولة‪،‬‬ ‫المتحدة األمريكية ‪ .‬إضافة إلي إدارة قسم الرعاية المركزة بمستشفي‬ ‫شركة تضامن يملكها المهندس عبد‬
‫واستخدام أقل سعر مع خصم ‪ %10‬في‬ ‫عدد من المراكز الطبية‪ ،‬داخل مصر الفيوم في فبراير عام ‪ ،2009‬وقال وزير‬ ‫السالم شقيق الوزير‪ ،‬وتأسست عام‬
‫مصر ليدعم وك�لاء شركات األدوية‬ ‫وخ��ارج��ه��ا بفلسطين و ليبيا‪ ،‬من الصحة أنه أرسل الدكتور ناصر رسمي‬ ‫‪ 1993‬لتعمل في االستيـراد والتصديــر‬
‫العالمية‪ .‬وكذلك ق��رار تغير مساحة‬ ‫خالل المجموعة االستشارية الطبية مساعد الوزير للمستشفى على رأس‬ ‫في أنشطة مختلفة‪ ،‬وتقوم بالتجارة‬
‫الصيدليات‪ ،‬لصالح شركات الصيدلة‬ ‫فريق فني فوجد أن أجهزة الرعاية‬ ‫العربية‬ ‫ال��دول��ي��ة ف���ي م��ن��ت��ج��ات األس��م��دة‬
‫العربية واألجنبية‪ ،‬القادمة لغزو السوق‬ ‫كما بشغل الجبلي منصب نائب «المونيتور» غير موصلة بالمرضى‪،‬‬ ‫نيتروجين وفوسفور وأسمدة سائلة‪،‬‬
‫المصري أكبر األس��واق العربية‪ ،‬من‬ ‫الرئيس و المدير العام « للمجموعة وأن رئ��ي��س ال��رع��اي��ة أخ��ذ األجهزة‬ ‫وتقـوم بتصدير الجبس والرمل ومواد‬
‫حيث عدد السكان‪ ،‬وع��دد المرضي‪،‬‬ ‫االستشارية الطبية العربية»‪ ،‬عضو وأخفاها كما وض��ع ك��ودا على جهاز‬ ‫خام مختلفة من مصر ‪.‬‬
‫ومن حيث اإلنفاق علي الدواء‪.‬‬ ‫مجلس إدارة في شركة ستار كير األشعة الصوتية حتى ال يستخدمه‬ ‫استطاع المهندس عبد السالم‬
‫إن رفضه ومقاومته لتحسين أجور‬ ‫الطبية بالمملكة العربية السعودية أحد‪ ،‬واتصل بوسائل اإلعالم لتأليبها‬ ‫وأخ��وت��ه تنمية الشركة وتطويرها‪،‬‬
‫األط��ب��اء‪ ،‬واس��ت��م��راره��م ف��ي السعي‬ ‫ي��ول��ي��و‪ ،2005‬ورئ��ي��س مجلس إدارة على المستشفى والوزارة ‪.‬‬ ‫والدخول في أنشطة مختلفة خالل‬
‫خلف لقمة العيش‪ ،‬بما يقود النهيار‬ ‫ـ يونيو ‪ 2008‬انقطاع التيار الكهربائي‬ ‫الشركة العربية لالستثمارات الطبية‬ ‫التسعينات‪ ،‬وم��ع ري��اح الخصخصة‬
‫ال��م��ن��ظ��وم��ة ال��ص��ح��ي��ة‪ ،‬وتحميلهم‬ ‫دول��ة اإلم��ارات العربية المتحدة منذ عن مستشفي المطرية التعليمي‪،‬‬ ‫ركب أبناء الجبلي الموجة من أبوابها‬
‫مسئولية ذل��ك‪ .‬كمبرر للخصخصة‬ ‫وعدم وجود مولدات احتياطية‪ ،‬مما أدي‬ ‫أبريل ‪. 2003‬‬ ‫المفتوحة ب��ش��راء شركة أب��و زعبل‬
‫وللتدليل علي سوء الخدمة الصحية‪.‬‬ ‫عندما أسس دار الفؤاد برأسمال لعدة وفيات في الحضانات والرعاية‬ ‫للكيماويات‪ ،‬وه��ي ال��ش��رك��ة التي‬
‫إن سجل الدكتور الجبلي حافل‬ ‫‪ 500‬مليون جنيه من ك��ان شركاؤه ‪ :‬المركزة‪.‬‬ ‫تأسست بموجب م��رس��وم ملكي‬
‫ومثير‪ ،‬ولكنه يؤدي دوره ببراعة يحسد‬ ‫ـ قال د‪ .‬عصمت النمر استشاري‬ ‫شركة احمد حسن فتيحي المحدودة‬ ‫رقم ‪ 6‬لسنة لعام ‪ ( 1947‬أي قبل ثورة‬
‫عليها‪ .‬فهو يفعل كل ما يستطيع كوزير‬ ‫للمجوهرات بالسعودية‪ ،‬المجموعة الجراحة بمستشفي الزقازيق العام «‬ ‫يوليو )‪ ،‬و تم تأميمها في ‪ ،1961‬ثم‬
‫بيزنس‪ ،‬يبحث عن األرباح‪ ،‬وال يهتم‬ ‫االس��ت��ث��م��اري��ة ال��ع��ق��اري��ة الكويتية‪ ،‬المكان ما ينفعش يبقي مستشفي ‪...‬‬ ‫تمت خصخصتها في ‪ 26‬أبريل ‪، 2004‬‬
‫بالبشر وصحتهم‪ .‬وعندما تداهمنا‬ ‫شركة الملتقى العربي لالستثمارات تلت المستشفي انهار‪ ،‬والتلت صدر‬ ‫بالتقسيط بموجب خطاب ضمان‬
‫األوبئة يبشرنا بأنه حدد أماكن للمقابر‬ ‫بالكويت‪ ،‬د‪ .‬فهد خاطر إضافة لشركاء له قرار إزال��ة‪ ...‬والمستشفي بيعالج‬ ‫بنكي صادر من بنك مصر‪ ،‬و توكيل‬
‫الجماعية‪ ،‬فهي أفضل حل لصحة فقراء‬ ‫آخرين بينهم البنك األهلي المصري ‪ 7‬مليون شرقاوي‪ ،‬وهو الوحيد في‬ ‫بالرهن العقاري للممتلكات العقارية‬
‫هذا الوطن‪ .‬ومن حقنا أن نفخر بأن‬ ‫الزقازيق‪ ،‬وأوضح إنهم يضطرون لوضع‬ ‫وبنك القاهرة‪.‬‬ ‫للشركة ذاتها‪ ،‬ويرأس السيد شريف‬
‫لدينا وزير مثل الدكتور حاتم الجبلي!‬ ‫لقد صعد نجم الدكتور الجبلي اثنين من المرضي علي سرير واحد‪.‬‬ ‫الجبلي مجلس اإلدارة‪ ،‬بينما يقوم‬
‫منذ التسعينات‪ ،‬ونتيجة عضويته في ويقول‪ « :‬هعالج أزاي أتنين علي كل‬ ‫السيد عبد السالم الجبلي بمهام‬

‫‪¯¯11‬‬ ‫االشتراكي يناير ‪2010‬‬


‫ملف‬
‫قصة نقيب األطباء مع العالج الطبيعي‬
‫د‪.‬خالد عبد الرحمن‬
‫واختصار كل مشاكل األطباء في البلد‬ ‫أخصائيي العالج الطبيعي فيمكن‬
‫في أزمة شريحة صغيرة من أخصائيي‬ ‫النظر إليها عبر ثالث مستويات ‪:‬‬ ‫مع كل معركة جديدة يثبت الدكتور‬
‫الروماتيزم والتأهيل‪.‬‬ ‫األول‪ :‬كما ذكرنا كان لسيادة هذه‬ ‫حمدي السيد‪ ،‬نقيب األطباء‪ ،‬طبيعته‬
‫الثالث حول مدي قانونية ما يحدث‪،‬‬ ‫التركيبة الطبقية داخل النقابة دورًا‬ ‫التوافقيه‪ ،‬حيث يمثل الرجل قمة‬
‫ووفقا لقانون رقم ‪ 415‬لسنه ‪ 1954‬في‬ ‫هامًا‪ ،‬فحتى اآلن يزاحم أخصائيي‬ ‫جبل الثلج‪ ،‬فعضوية النقابة تتكون‬
‫شأن مزاولة مهنة الطب البشري‪،‬‬ ‫العالج الطبيعي األط��ب��اء أخصائيي‬ ‫في األغلب من أطباء ينتمون إلى‬
‫فوفقا لمواده ‪1‬و‪ 10‬و‪ 11‬أن من شروط‬ ‫الروماتيزم والتأهيل‪ ،‬وكان هناك فتره‬ ‫البرجوازية المتوسطة والصغيرة‪ ،‬تلك‬
‫ممارسة المهنة أن يكون الشخص‬ ‫م��ن ال��ص��راع ح��ول ترخيص مراكز‬ ‫التركيبة االجتماعية تتسم بالتردد‬
‫مقيداً كطبيب بكل من كشوف وزارة‬ ‫الروماتيزم والتأهيل‪ ،‬أو العالج الطبيعي‬ ‫وتخشى ال��ح��ل��ول ال��ج��ذري��ة‪ ،‬نظراً‬
‫الصحة‪ ،‬ونقابة األطباء‪ ،‬ويعاقب من‬ ‫والتأهيل (وق��د تم إغ�لاق أح��د هذه‬ ‫لوقوعها في المنطقة الدافئة ما بين‬
‫يزاول هذه المهنة بغير هذه الشروط‪،‬‬ ‫المراكز منذ عامين بمصر الجديدة‪،‬‬ ‫البرجوازية الكبيرة والطبقة العاملة‪،‬‬
‫بعقوبات تصل إلي حد الحبس لمدة‬ ‫وكان تابعا ألخت النقيب وابنها‪ ،‬بسبب‬ ‫فهي تستطيع تصدير أزماتها المختلفة‬
‫عامين‪ ،‬كما تنص المادة الثامنة من‬ ‫قيامهما بفتح قسم للعالج الطبيعي‬ ‫إلى أسفل‪ ،‬وكان لسيادة هذه التركيبة‬
‫قانون تنظيم مهنة العالج الطبيعي‬ ‫والتأهيل‪ ،‬رغم عدم حصولهما على‬ ‫االجتماعية في النقابة دوراً مهمًا في‬
‫رقم ‪ 3‬لسنه ‪ « 1985‬على من يزاول‬ ‫المؤهل الالزم لهذا التخصص‪ ،‬ويرجع‬ ‫تحديد رؤي��ة النقابة‪ ،‬وف��ي سيطرة‬
‫العالج الطبيعي وضع وتنفيذ برنامج‬ ‫البعض حماسة النقيب الشديدة لهذا‬ ‫اإلخوان المسلمين‪ ،‬و في سيادة الحل‬
‫من المعارك الجزئية ما بين أعضاء‬ ‫العالج الطبيعي بناء على التقرير‬ ‫السبب الشخصي‪.‬‬ ‫النقابي‪ ،‬والتغيير من داخل النظام‪،‬‬
‫المجتمع الطبي الواحد‪ ،‬واالنصراف‬ ‫الطبي الصادر من الطبيب المعالج‪،‬‬ ‫الثاني والمرتبط بالضغط اإلعالمي‬ ‫واعتبار النقابة أداة تكافلية‪ ،‬وليست‬
‫عن معركة اكبر واكثر عمقا من اجل‬ ‫وان يكون على اتصال دائ��م به في‬ ‫الدائم عليه‪ ،‬والمطالب بتفعيل دور‬ ‫أداة من أدوات النضال داخل المجتمع‪.‬‬
‫الدفاع عن هذه المهنة السامية‪ ،‬في‬ ‫شان استمرار العالج الطبيعي‪ ،‬ويكون‬ ‫النقابة كأداة للدفاع عن حقوق األطباء‬ ‫ففي الوقت الذي يدخل فيها النقيب‬
‫وقت نسمع يوميا عن أخطاء األطباء‪،‬‬ ‫االتصال فوريا إذا ظهرت على المريض‬ ‫والمطالب الدائمة من قبل حركات‬ ‫حمدي السيد معركة تلو األخرى‬
‫ووصل فيه عدد العاملين بالمهنة ثلث‬ ‫إع����راض ج��دي��دة غ��ي��ر ال��ت��ي أثبتها‬ ‫مختلفة‪( ،‬ح��رك��ة أط��ب��اء ب�لا حقوق‪،‬‬ ‫دفاعا عن مصالح تلك الشريحة ذات‬
‫المسجلين بالنقابة حوالي ‪ 60‬ألف من‬ ‫الفحص للطبيب المعالج من قبل‪،‬‬ ‫حركة شباب أطباء مصر)‪ ،‬مثل مطلب‬ ‫الثقل األك��ب��ر ف��ي النقابة (المعركة‬
‫أصل ‪ 200‬ألف طبيب‪ ،‬واستقال فيه ما‬ ‫وال يجوز لمن يزاول العالج الطبيعي‬ ‫ال��ك��ادر ال��خ��اص‪ ،‬وتفعيل دور لجنة‬ ‫ضد تمرير قانون المنشات الطبية‬
‫يزيد عن ‪ 10‬آالف طبيب تكليف من‬ ‫تشخيص الحاالت ‪ ،‬أو إعطاء وصفات‬ ‫آداب المهنة‪ ،‬في وق��ت وص��ل دخول‬ ‫الجديد‪ ،‬والذي يضرب مصالح أصحاب‬
‫وزارة الصحة في ال‪ 10‬سنوات القادمة‬ ‫أو شهادات طبية أو دوائية ‪ ،‬أو طلب‬ ‫معظم األطباء إلي ما دون خط الفقر‬ ‫المستشفيات المتوسطة والصغيرة‪،‬‬
‫هرباً من أوضاعهم السيئة بالوزارة ‪.‬‬ ‫فحوص معملية أو إشعاعية أو غيرها‬ ‫هذا باإلضافة إلي الهجمة الشرسة‬ ‫وانتهاء بمعركته المفتعلة إلي حد بعيد‬
‫فاألزمة هنا أزمة مجلس نقابة شاخ‬ ‫« فليس من حق أخصائيي العالج‬ ‫من قبل لنظام علي دخولهم‪ ،‬وحتى‬ ‫ضد أخصائيي العالج الطبيعي)‪ ،‬يعلن‬
‫فوق كراسيه‪ ،‬وانفصل بشكل كبير عن‬ ‫الطبيعي ال التشخيص وال وصف‬ ‫األب���واب الجانبية للدخل (عيادات‪،‬‬ ‫يومياً والئه للنظام‪ ،‬فيعلق قرار الجمعية‬
‫معاناة األطباء الحقيقية‪ ،‬وبالتالي صار‬ ‫األدوية‪ ،‬وتقتصر مهمتهم علي تنفيذ‬ ‫ومستشفيات خاصة صغيره وغيرها)‬ ‫العمومية باإلضراب في مارس ‪،2008‬‬
‫دفاعه عن شريحة ضيقة من األطباء‬ ‫خطة العالج‪.‬‬ ‫يتعرض فيها األطباء لإلهانة من قبل‬ ‫ويعلن رفضه الدائم لفكرة اإلضراب‪،‬‬
‫ومحاولة تحييد النقابة عن أداء دور‬ ‫أخ��ي��را رغ��م حاجة ه��ذا الموضوع‬ ‫أمناء الشرطة كما حدث‪ ،‬مؤخراً‪ ،‬في‬ ‫ويطالب بشطبها من قاموس المهنة‪،‬‬
‫اكثر جذرية في خدمة األطباء‪ ،‬ويظل‬ ‫إلع��ادة النظر من قبل الجميع‪ ،‬إال‬ ‫القاهرة واإلسكندرية‪ ،‬ويحكم عليهم‬ ‫ويبرر للحكومة تراجعها عن وعودها‬
‫األطباء أصحاب المعاناة الحقيقية دون‬ ‫أن ذلك كان ممكن دون افتعال هذه‬ ‫بالحبس كما ح��دث في بورسعيد‪،‬‬ ‫بالمرحلة الثانية والثالثة من حافز‬
‫نقابة تحميهم‪.‬‬ ‫المعركة اإلعالمية الشرسة‪ ،‬والتي‬ ‫فكان البد من خلق فقاعة إعالمية‬ ‫الطبيب بحجة األزمة المالية‪ ،‬وأخيراً‬
‫غطت علي أحداث أخرى‪ ،‬ومطالبات‬ ‫كبيرة تصور حمدي السيد كمدافع عن‬ ‫يقف مدافعا ع��ن م��ش��روع التامين‬
‫عضو بحركة أطباء بال حقوق‬ ‫اكثر عمقا وإلحاحا‪ ،‬وتخص شريحة‬ ‫حقوق األطباء‪ ،‬وذلك دون المساس‬ ‫الصحي الجديد‪ ،‬والذي يضر بمصالح‬
‫اك��ب��ر م��ن األط���ب���اء ح���ول ال��دخ��ول‬ ‫طبعا بأسس ه��ذا النظام‪ ،‬بافتعال‬ ‫األطباء‪ ،‬والمرضي‪.‬‬
‫والتدريب‪ ،‬فما نريده ليس مجموعة‬ ‫أزمة مع أخصائيي العالج الطبيعي‪،‬‬ ‫وأما عن معركة حمدي السيد مع‬

‫أعطى من ال يملك لمن ال يستحق‬


‫التنظيم النقابي األصفر يبايع مبارك باسم العمال‬
‫على المعاش»‪ ،‬يلوحون بسياسات‬ ‫ايمان حمدي‬
‫الحكومة ويبطشون بها ف��ي وجه‬ ‫في تحدى سافر أعلن كلاً من وزيرة‬
‫الحقوق والحريات النقابية‪.‬‬ ‫القوى العاملة والهجرة‪ ،‬عائشة عبد‬
‫ف��ي ال��وق��ت نفسه تفضلت علينا‬ ‫الهادي‪ ،‬ورئيس االتحاد العام لنقابات‬
‫عائشة عبد الهادي بتصريح أنه هناك‬ ‫عمال مصر‪ ،‬حسين مجاور‪ ،‬تأييدهما‬
‫م��ف��اوض��ات ب��ش��أن «ت��ع��دي��ل األج��ور‬ ‫الكامل لمبايعة حسنى مبارك إثناء‬
‫وال��ع�لاوات»‪ ،‬المنصوص عليها في‬ ‫انعقاد الجمعية العمومية التحاد‬
‫القانون رقم ‪ 47‬لسنه ‪ ،1978‬والخاص‬ ‫العمال‪ ،‬وذل��ك باسم ك��ل العاملين‬
‫بشأن نظام العاملين المدنيين بالدولة‬ ‫المنضمين لنقابات االت��ح��اد‪ ،‬وذلك‬
‫‪،‬وزي���ادة بداية ونهاية رب��ط مختلف‬ ‫بدعوته للترشح لفترة رئاسة جديدة‪.‬‬
‫الدرجات المالية‪ ،‬وتقرير عالوات دورية‬ ‫كما أعلنا تأيدهما ال��ك��ام��ل لقراره‬
‫«مناسبة»‪ ،‬تكفل تحقيق التوازن‬ ‫الخاص ببناء ج��دار العار الفوالذي‪،‬‬
‫بين األجور واألسعار‪ ،‬لتقليل الفجوة‬ ‫لتشييد الحصار والخناق على الشعب‬
‫في مستويات األجور والعالوات بين‬ ‫بدعوى عدم تأسيسها على أساس‬ ‫في حين شدد مجاور على خطورة‬ ‫الفلسطيني في قطاع غزة‪ ،‬المحاصر‬
‫العاملين بمختلف القطاعات بالدولة‪،‬‬ ‫شرعي‪ ،‬وبالمخالفة ألحكام القوانين‪،‬‬ ‫استمرار مد األنفاق بين مصر وقطاع‬ ‫منذ ما يزيد على عامين‪.‬‬
‫كالعادة تبدو تلك التصريحات كنوع‬ ‫وال��ل��وائ��ح المنظمة للعمل النقابي‬ ‫غ��زة‪ ،‬وك��رر نفس الكالم الحكومي‬ ‫عللت عائشة عبد الهادي ذلك‪ ،‬في‬
‫من المسكنات اعتاد النظام المصري‬ ‫بمصر‪ ،‬ويبدو أن السبب الحقيقي‬ ‫حول استخدام األنفاق لتهريب السالح‬ ‫أن «الحدود المصرية تعد قضية أمن‬
‫إطالقها بهدف خلق وهم أن إصالح‬ ‫للهجوم على النقابة المستقلة‪ ،‬هو‬ ‫والهيروين‪..‬‬ ‫قومي‪ ،‬وبمثابة خط احمر ال يمكن‬
‫الحال بات وشيكًا‪ ،‬رغم أن تصريحات‬ ‫شرعيتها المستمدة من عضويتها‬ ‫في الوقت نفسه أدان��ت عمومية‬ ‫التجاوز فيه‪ ،‬أو التالعب بها‪ ،‬أو التنازل‬
‫المجلس القومي لألجور الخاصة برفع‬ ‫ال��م��ت��زاي��دة‪ ،‬وليس شرعية «اتحاد‬ ‫اتحاد النقابات مواقف االتحاد الدولي‬ ‫عنه»‪ ،‬مؤكدة أن «الحدود الممتدة بين‬
‫الحد األدنى لألجور منذ فبراير ‪،2008‬‬ ‫مجاور» القائم على التزوير‪ ،‬والذي‬ ‫لنقابات الخدمات العامة العترافها‬ ‫مصر وفلسطين تستخدم في تهريب‬
‫لم يتحقق منها شيء حنى اليوم‪.‬‬ ‫اصبح كل رؤساء اللجان فيه «موظفين‬ ‫بالنقابة المستقلة للضرائب العقارية‪،‬‬ ‫مئات «الموبؤات» ( تقصد الموبقات)‪.‬‬

‫االشتراكي يناير ‪2010‬‬ ‫¯¯‪12‬‬


‫عربى ودولي‬
‫أكراد تركيا بين االستئصال والتهميش‬
‫أحمد زكريا‬
‫شمالي كردستان‪ ،‬حاملين معهم ملفاً يحتوي على‬
‫مطالب الشعب الكردي‪ ،‬ليسلموا نسخة منه إلى‬ ‫يشهد الشارع الكردي‪ ،‬في تركيا‪ ،‬حالة احتقان‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬ونسخة إلى رئيس مجلس‬ ‫واس��ع‪ ،‬وغضب ضد الحكومة التركية‪ ،‬بعد صدور‬
‫الوزراء‪ ،‬وثالثة إلى البرلمان التركي‪ .‬وأثناء مسير‬ ‫حكم المحكمة الدستورية العليا‪ ،‬بحظر حزب‬
‫الوفد المذكور من جنوب شرق تركيا‪ ،‬إلى أنقرة‪،‬‬ ‫«المجتمع الديموقراطي»‪ ،‬في ‪ ،2009/12/11‬وهو‬
‫حيث يلتقي بالوفد الثالث‪ ،‬القادم من أوروبا‪ ،‬والذي‬ ‫ال��ح��زب ال��ذي يعد النافذة السياسية الوحيدة‬
‫منعته الحكومة التركية‪ ،‬الحقاً‪ ،‬من دخول البالد‪،.‬‬ ‫المتاحة‪ ،‬لألكراد في تركيا‪ ،‬و يُعَد كذلك جز ًءاً مما‬
‫أحتشد مئات اآلالف من األك��راد‪ ،‬وبحضور قادة‬ ‫يسمى «منظومة المجتمع الكـُردستاني»‪ ،‬وهي‬
‫حزب المجتمع الديموقراطي‪ ،‬ونوابه البرلمانيين‪،‬‬ ‫الهيئة السياسية الجامعة‪ ،‬لمجمل التشكيالت‬
‫وجماهيره‪ ،‬في استقبال الوفد المذكور‪ ،‬ترحيباً به‪،‬‬ ‫السياسية‪ ،‬والعسكرية‪ ،‬والجماهيرية الكردية‪،‬‬
‫وتعبيراً عن دعمهم لتلك المبادرة السلمية‪ ،‬العملية‪،‬‬ ‫في عموم كردستان‪ ،‬والتي يشكل «حزب العمال‬
‫من حركة التحرر الكـُردية‪ .‬األمر الذي أثار حفيظة‬ ‫الكردستاني»‪ ،‬الدعامة الرئيسية لها‪.‬‬
‫السيد رجب طيب أردوغان‪ ،‬رئيس الوزراء التركي‪،‬‬ ‫قامت الشرطة التركية‪ ،‬بأعمال عنف واسعة‬
‫حيث اعتبره استعراضاً للقوة الجماهيرية لحزب‬ ‫النطاق‪ ،‬في مواجهة المظاهرات الكردية‪ ،‬التي‬
‫العمال‪ ،‬فعمدت الحكومة التركية‪ ،‬إلى التحذير‬ ‫اندلعت في أعقاب ه��ذا الحظر‪ ،‬اعتراضاً عليه‪،‬‬
‫من مغبة االستمرار في ذلك المسلك االحتفالي‪،‬‬ ‫حيث قتلت ثالث مدنيين أكراد‪ ،‬أثناء قمعها لتلك‬
‫وقامت بالتضييق عليه‪ ،‬ومنعه‪.‬‬ ‫ال عن اعتقال العشرات من قادة‬ ‫االحتجاجات‪ ،‬فض ً‬
‫الحزب‪ .‬وال يمكن فهم هذا التطور األخير‪ ،‬إال في‬
‫تشديد الخناق‬ ‫ضوء العنف الذي اعتادت أن تمارسه الدولة التركية‪،‬‬
‫ومنذ عقودٍ طويلة‪ ،‬ضد الشعب الكردي‪ ،‬وتنظيماته‬
‫كثفت الحكومة التركية من نشاطها الدبلوماسي‬ ‫السياسية‪ ،‬الساعية لتحقيق حقوقه المشروعة‪.‬‬
‫في الفترة األخيرة‪ ،‬في أعقاب األحداث سالفة الذكر‪،‬‬
‫هذا النشاط الذي بدأ بشكل ملحوظ في أواسط‬ ‫الحرب التركية ضد حزب العمال الكردستاني‬
‫عام ‪ ،2008‬لتليين عالقاتها الخارجية مع دول الجوار‪،‬‬
‫والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬لفتح مجال للعالقات‬ ‫ف��ي ه��ذا السياق الب��د م��ن التذكير بالحملة‬
‫االق��ت��ص��ادي��ة م��ع تلك ال���دول‪ ،‬ولحشد تأييدها‪،‬‬ ‫العسكرية‪ ،‬التي شنها الجيش التركي‪ ،‬في الفترة‬
‫لسياسات «العدالة والتنمية»‪ ،‬الهادفة لحصار‪،‬‬ ‫من ‪ 2/21‬وحتى ‪ ،2008/2/29‬على معاقل قوات «الدفاع‬
‫وضرب «حزب العمال الكردستاني»‪ ،‬فتعددت زيارات‬ ‫تجد لذلك مجيباً‪ ،‬حيث أعلن الزعيم الكردي «عبد‬ ‫الشعبي الكـُردستاني» (ال��ذراع العسكري‪ ،‬لحزب‬
‫رئيس الوزراء التركي‪ ،‬وعدد كبير من وزرائه‪ ،‬للدول‬ ‫اهلل أوج�لان»‪ ،‬منتصف إبريل‪ /‬نيسان ‪ ،2009‬عبر‬ ‫العمال الكـُردستاني)‪ ،‬في جنوبي ش��رق تركيا‪،‬‬
‫المحيطة‪ ،‬وتوقيع ع��دد كبير من البروتوكوالت‪،‬‬ ‫محاميه‪ ،‬ومن داخل السجن‪ ،‬بأنه يعد خارطة طريق‪،‬‬ ‫والتي نفذها أكثر من ثالثين ألف جندي‪ ،‬معززين‬
‫واالتفاقات االقتصادية‪ ،‬واألمنية معها‪ ،‬ومن أهمها‬ ‫لحل مقترح للمشكلة الكردية‪ ،‬سيطلقها في‬‫أفق ٍ‬‫لفتح ٍ‬ ‫بالمدرعات‪ ،‬والمدفعية‪ ،‬وطائرات األباشي‪ ،‬والكوبرا‪،‬‬
‫اجتماعات التنسيقات األمنية‪ ،‬التي تنعقد بشكل‬ ‫‪ ،2009/8/15‬األمر الذي دفع حزب «العدالة والتنمية»‬ ‫واإلف ‪ ،16‬وبتنسيق كامل مع البعثة العسكرية‬
‫شبه دوري‪ ،‬ويحضرها مسؤولون رفيعو المستوى‪،‬‬ ‫الحاكم‪ ،‬للمسارعة بإعالنه‪ ،‬ما أسماه «سياسة‬ ‫اإلسرائيلية الدائمة‪ ،‬والمتمركزة في مدينة باتمان‬
‫من وزارات الداخلية اإليرانية‪ ،‬والتركية‪ ،‬والعراقية‪،‬‬ ‫االنفتاح على األكراد»‪ ،‬فأعلنت الحكومة أنها بصدد‬ ‫التركية‪ ،‬منذ منتصف عام ‪ ،2007‬لمعاونة الجيش‬
‫وممثلون أمنيين عن الفيدرالية الكـُردية بشمال‬ ‫إعداد خطة لحل الصراع في المناطق الكردية‪ ،‬إال‬ ‫التركي في ضرب المقاتلين األكراد‪ ،‬في إطار االتفاق‬
‫العراق‪ ،‬وبمباركة أمريكية‪.‬‬ ‫أن الحكومة التركية لم تعلن عن تلك الخطة‪،‬‬ ‫العسكري االستراتيجي المبرم‪ ،‬بين تركيا وإسرائيل‬
‫على م��دار العامين الماضيين‪ ،‬وحتى اآلن‪ ،‬لم‬ ‫ولم تحدد لها أي بنود‪ ،‬أو مالمح‪ ،‬منذ ذلك التاريخ‪،‬‬ ‫منذ ع��ام ‪ ،1996‬فمنيت تلك الحملة العسكرية‪،‬‬
‫تكف الحمالت التمشيطية‪ ،‬التي يقوم بها الجيش‬ ‫وحتى اآلن‪ ،‬في حين سلَّمَ محامو أوجالن «خارطة‬ ‫بهزيمة عنيفة للجيش التركي‪ ،‬ول��م تحقق أياً‬
‫التركي‪ ،‬على المناطق الكردية‪ ،‬والتي سقط خاللها‬ ‫الطريق»‪ ،‬سالفة الذكر‪ ،‬في ‪ ،2009/9/15‬إلى سلطات‬ ‫من مستهدفاتها‪ ،‬ما أضعف الوزن النسبي لتأثير‬
‫م��ا يزيد ع��ن خمسة وتسعين م��ن المقاتلين‪،‬‬ ‫السجن‪ ،‬لتسليمها إلى الحكومة‪ ،‬التي تجاهلت‬ ‫الجيش‪ ،‬في الحياة السياسية التركية‪ ،‬جزئياً‪.‬‬
‫والمدنيين األكراد‪ ،‬على حدٍ سواء‪ ،‬ومنهم عدد من‬ ‫مضمون تلك الخارطة‪ ،‬ومحتوياتها‪ ،‬وعتمت عليها‪.‬‬ ‫في أعقاب تلك الحرب جنحت «منظومة المجتمع‬
‫ال‬
‫األطفال دون الخامسة عشر من أعمارهم‪ ،‬فض ً‬ ‫بشكل مناقض إلعالن حكومة «العدالة والتنمية»‬ ‫الكـُردستاني» إلعالن وقفاً أحادياً إلطالق النار‪ ،‬من‬
‫عن استخدام الشرطة للعنف المفرط‪ ،‬في مواجهة‬ ‫عن «سياسة االنفتاح على األكراد»‪ ،‬تقدمت تلك‬ ‫جانبها‪ ،‬إلتاحة الفرصة‪ ،‬لتنشيط المساعي السلمية‪،‬‬
‫التظاهرات السلمية‪ ،‬للجماهير الكردية‪ ،‬الداعمة‬ ‫الحكومة إلى مجلس النواب بمذكرة‪ ،‬في ‪،2009/10/6‬‬ ‫التي تقدمت بها حركة التحرر الكـُردية‪ ،‬لحل الصراع‬
‫لمبادرات الحل السلمي‪ ،‬والمطالِبة باإلفراج عن‬ ‫لمد تفويض‪ ،‬يجيز للجيش التركي‪ ،‬شن الحرب‪،‬‬ ‫الدائر بين تلك الحركة‪ ،‬والحكومة التركية‪ ،‬منذ ‪15‬‬
‫عبد اهلل أوجالن‪ ،‬أو تحسين شروط اعتقاله‪ ،‬حيث‬ ‫والعمليات العسكرية‪ ،‬خارج الحدود‪ ،‬لمدة عام إضافي‪،‬‬ ‫أغسطس ‪ ،1984‬وحتى اآلن‪ ،‬ثم جددت تلك الحركة‪،‬‬
‫قامت الحكومة التركية‪ ،‬وفي إطار برنامجها المزعوم‪،‬‬ ‫إلتاحة الفرصة للجيش‪ ،‬لضرب المناطق الكـُردية‪،‬‬ ‫الهدنة عدة مرات متتالية‪ ،‬منادية بالحل السلمي‬
‫وعقاباً‬
‫ٍ‬ ‫وغير المعلن عن بنوده‪ ،‬لحل القضية الكـُردية‪،‬‬ ‫بدعوى مطاردة قوات «حزب العمال الكـُردستاني»‪،‬‬ ‫للصراع‪ ،‬عبر م��ب��ادرات من ال��ن��واب البرلمانيين‬
‫منها ألوجالن على مبادراته‪ ،‬ونداءاته المتكررة للحل‬ ‫فجاءت نتيجة التصويت لصالح منح التفويض‬ ‫لـ»حزب المجتمع الديموقراطي» (‪ ،).D.T.P‬بطلب‬
‫السلمي‪ ،‬بالتضييق‪ ،‬وتشديد العزلة عليه‪ ،‬بنقله من‬ ‫بأغلبية المجلس‪.‬‬ ‫بحث مطالب األكراد‪ ،‬داخل البرلمان‪ ،‬قوبل بتجاهل‬
‫زنزانته‪ ،‬ذات الثمانية عشر متراً مسطحاً‪ ،‬إلى زنزانة‬ ‫تام‪ ،‬من جانب حكومة «حزب العدالة والتنمية»‪.‬‬
‫جديدة سيئة التهوية‪ ،‬مساحتها ستة أمتار‪ ،‬فقط‪.‬‬ ‫مبادرة أوجالن‬
‫إن اإلج��راء األخير بنزع شرعية‪ ،‬وحظر «حزب‬ ‫الحسم العسكري والدعوات السلمية‬
‫المجتمع الديموقراطي»‪ ،‬النافذة السياسية الوحيدة‬ ‫فبادر عبد اهلل أوج�لان‪ ،‬من داخ��ل سجنه‪ ،‬في‬
‫المتاحة لألكراد‪ ،‬إنما يـُقـَوِّض‪ ،‬تماماً‪ ،‬الثقة في‬ ‫‪ ،2009/10/15‬إل��ى الدعوة إلرس��ال‪ ،‬وفدين كرديين‪،‬‬ ‫تخلل تلك الفترة‪ ،‬إج��راء انتخابات المجالس‬
‫العملية الديموقراطية‪ ،‬التي تدَّعيها حكومة «العدالة‬ ‫أحدهما من أوروب��ا‪ ،‬والثاني من مخيم «مخمور»‬ ‫البلدية‪ ،‬في تركيا‪ ،‬في ‪ ،2009/3/29‬والتي فاز فيها‬
‫والتنمية»‪ ،‬كما يزعزع الثقة بمصداقية االدعاء‬ ‫لالجئين الكـُرد‪ ،‬إلى تركيا‪ ،‬من أجل عرض المطالب‬ ‫«حزب المجتمع الديموقراطي»‪ ،‬فوزاً ساحقاً‪ ،‬في‬
‫باالنفتاح على الملف الكردي‪ .‬ويعني‪ ،‬عملياً‪ ،‬حرمان‬ ‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫الكـُردية‪ ،‬والتباحث في حل القضية الكردية‪،‬‬ ‫كافة الواليات الكـُردية‪ ،‬فحاز على رئاسة ‪ 98‬بلدية‬
‫الشعب الكردي‪ ،‬من ممارسة حريته السياسية‪،‬‬ ‫ديمقراطي ع���ادل‪ ،‬ف��ب��ادرت «منظومة المجتمع‬ ‫كاملة‪ ،‬رافعاً بذلك رصيده السابق‪ ،‬والذي كان يحوز‬
‫ودفعه إلى مزيد من اإلقصاء‪ ،‬والتهميش‪ .‬ويمثل‬ ‫الكـُردستاني»‪ ،‬إلى تنفيذ تلك الدعوة‪ ،‬بتشكيل‬ ‫فيه على رئاسة ‪ 56‬بلدية‪ ،‬فقط‪ ،‬ما ع��زز موقفه‬
‫تصعيداً مؤكداً‪ ،‬من جانب «العدالة والتنمية»‪ ،‬والدولة‬ ‫ثالثة وفود كـُردية للسالم‪ ،‬فانطلق وفدٌ مكون من‬ ‫السياسي‪ ،‬على الساحة السياسية التركية‪ ،‬كممثل‬
‫التركية‪ ،‬والقوى العلمانية‪ ،‬لن يفضي‪ ،‬بكل تأكيد‪،‬‬ ‫ثمانية من مقاتلي ومقاتالت «قوات الدفاع الشعبي‬ ‫سياسي‪ ،‬يحمل مطالب الشعب الكـُردي‪ ،‬وتطلعاته‪،‬‬
‫إلى حل سلمي لقضية الصراع التركي ‪ -‬الكردي‪ ،‬بل‬ ‫الكـُردستاني»‪ ،‬من معقل جبال قنديل‪ ،‬بدون‬ ‫في مناطق شمالي كـُردستان‪ ،‬ذلك الحزب‪ ،‬الذي‬
‫إلى تعقيد الوضع‪ ،‬ودفع األمور إلى مزيد من التوتر‪،‬‬ ‫أسلحتهم‪ ،‬وانضموا إلى وفدٍ من ستةٍ وعشرين‬ ‫يحوز أعضاءه‪ ،‬واحداً وعشرين مقعداً‪ ،‬في البرلمان‬
‫والصدام‪.‬‬ ‫شخصاً‪ ،‬من المدنيين الكـُرد‪ ،‬من أهالي مخيم‬ ‫التركي‪ ،‬المكون من ‪ 550‬نائباً‪.‬‬
‫«مخمور» لالجئين‪ ،‬تشكل وفدهم من تسعة نساء‪،‬‬ ‫دعت «منظومة المجتمع الكـُردستاني»‪ ،‬الحكومة‬
‫باحث في الشؤون الكردية‬ ‫وأربعة أطفال‪ ،‬وثالثة عشر رجالً‪ ،‬حيث اجتازوا في‬ ‫التركية‪ ،‬لفتح حوار مباشر‪ ،‬مع ممثلي حركة التحرر‬
‫‪ ،2009/10/19‬معبر الخابور الحدودي‪ ،‬ودخلوا أراضي‬ ‫الكـُردية‪ ،‬لحل المشكلة الكردية في تركيا‪ ،‬دون أن‬

‫‪¯¯13‬‬ ‫االشتراكي يناير ‪2010‬‬


‫عروض كتب‬

‫الحداثة واإلمبريالية‬
‫عرض‪ :‬محمد حسني‬
‫ينتهي إل��ى القول ب��أن مهام البعثة‬ ‫العثماني‪ ،‬حتى لمعاير العصور السابقة‬
‫العلمية ك��ان��ت ج��زء ال يتجزأ من‬ ‫له‪ ،‬في مصر والشام واألندلس‪ ،‬بدال‬
‫مهمة الحملة العسكرية‪ ،‬ول��م يكن‬ ‫عن معاير العصر الحديث‪ ،‬ال يشكل‬ ‫«ليس هذا كتابا في تاريخ الحملة‬
‫الهدف منها «تنوير» المصريين‪ .‬وال‬ ‫هذا لحكم نقلة لألمام‪ ،‬إن لم يكن‬ ‫الفرنسية على مصر(‪ )1801-1798‬لكنه‬
‫شك في أن الحملة الفرنسية كانت‬ ‫العكس‪ .‬إن نظام ملكية األراض��ي‪،‬‬ ‫محاولة لمناقشة قضية فكرية في‬
‫حملة استعمارية في االس���اس‪ ،‬إال‬ ‫وال��ط��وائ��ف ال��ح��رف��ي��ة‪ ،‬وك���ذا البناء‬ ‫تاريخ مصر الحديث‪ ،‬تتعلق بإشكالية‬
‫أن تحديث المستعمرات‪ ،‬كان يظهر‬ ‫االجتماعي‪ ،‬في العهد العثماني‪ ،‬يحمل‬ ‫النهضة والحداثة‪...‬فينطلق من سؤال‬
‫كنتيجة ثانوية‪ ،‬تعد إيجابية‪ ،‬بالنسبة‬ ‫نفس صورة المجتمعات الشرقية في‬ ‫هل يمكن ان تأتي النهضة والحداثة‬
‫لدول المتخلفة‪ ،‬وهو مالم يكن من‬ ‫العصور الوسطى‪ ،‬دون تغير ملموس‪.‬‬ ‫في ركاب الغزاة؟ كيف ذلك‪ ،‬وإلى أي‬
‫الممكن لمسه مع الحملة الفرنسية‪،‬‬ ‫مدى؟»يستهل المؤلف كتابه بالعبارة‬
‫التي استمرت ث�لاث سنوات تقف‬ ‫السابقة‪ ،‬وه��و ي��رى أن اإلشكالية‬
‫على الجمر‪.‬‬ ‫المشار إليها تنبع من رؤيتين‪ ،‬األولى‬
‫ترى أن نهضة مصر وتحديثها بدءا مع‬
‫المقاومة المصرية‬ ‫الغزو الفرنسي‪ ،‬وبسببه‪ ،‬مثل طرح‬
‫ي���ت���ن���اول ال���ف���ص���ل ال���خ���ام���س‪:‬‬ ‫الكاتب والمفكر كامل زهيري شعار‬
‫«المقاومة المصرية وفشل المشروع‬ ‫«ذه���ب المدفع وبقيت المطبعة»‪،‬‬
‫االستعماري»‪ :‬حيث ب��دأت مقاومة‬ ‫كناية ع��ن المطبعة ال��ت��ي صحبها‬
‫االحتالل منذ اليوم األول‪ ،‬والتي بلغت‬ ‫بونابرت معه إلى مصر‪ ،‬وفي الواقع‪،‬‬
‫ذروتها في ثورتي القاهرة‪ ،‬األولى‪-20،‬‬ ‫فالحملة الفرنسية لم تترك المطبعة‪.‬‬
‫‪23‬أكتوبر‪ ،1798‬والثانية في‪20‬مارس‪،1800‬‬ ‫وأصحاب هذه الرؤية‪ ،‬في رأي «الشلق»‪،‬‬
‫ت��دخ��ل ض��م��ن دف����اع ال��م��ؤل��ف عن‬ ‫والتي ك��ان السبب فيها اإلج��راءات‬ ‫ينطلقون من فكرة استشراقية تدعو‬
‫العثمانيين‪ ،‬أكثر منه انتقادا لحملة‬ ‫والممارسات الفرنسية من ضرائب‬ ‫إل��ى تكريس المركزية األوروب��ي��ة‪...‬‬
‫الفرنسية‪.‬‬ ‫وغيرها‪ ،‬إلى جانب المساس بالدين‬ ‫ويبحثون في التاريخ لينتقوا ما يؤكد‬
‫أخيرًا‪ ،‬جاءت الخاتمة‪ ،‬كأفضل جزء‬ ‫والتقاليد المصرية‪ .‬وهنا يجب أن‬ ‫ذل��ك‪ .‬وه��و ما فعله المؤلف نفسه‪،‬‬
‫ف��ي الكتاب‪ ،‬حيث يعرض الكاتب‬ ‫نختلف مع إطالق ال��رأي القائل بأن‬ ‫إلثبات عكس وجهة النظر تلك‪ ،‬في‬
‫ف��ك��رت��ه ع��ن ال��ح��م��ل��ة‪ ،‬بموضوعية‬ ‫الحملة الفرنسية أيقظت الوعي‬ ‫الفصل األول من الكتاب‪.‬‬
‫شديدة‪ ،‬ويضعها في حجمها‪ ،‬وبأبعادها‪،‬‬ ‫القومي المصري‪ ،‬فالثابت أن حركة‬ ‫أم���ا ال��رؤي��ة ال��ث��ان��ي��ة‪ ،‬ال��ق��وم��ي��ة أو‬
‫الحقيقيين‪ .‬وانتهى المؤلف إلى عدد‬ ‫الشعب المصري لم تهدأ في عصر‬ ‫المتحفظة‪ ،‬على حد اصطالح المؤلف‬
‫من االستنتاجات منها « أن الحملة‬ ‫المماليك المتأخر‪ .‬ثم ينتقل الكتاب‬ ‫‪ ،‬فهي ترى الحملة كفترة مظلمة ذات‬
‫الفرنسية على مصر واحتاللها كانت‬ ‫إل��ى حملة نابليون على سوريا‪،‬‬ ‫تأثير سلبي على الشرق العربي كله‬
‫بمثابة ص��دم��ة اط��ل��ع��ت المجتمع‬ ‫وفشلها‪ ،‬الذي كان بداية العد التنازلي‬ ‫وأنها جلبت المطامع االستعمارية‬
‫ال��م��ص��ري ‪ ...‬ع��ل��ى أن��م��اط جديدة‬ ‫للحملة‪ ،‬ث��م انتقال ق��ي��ادة الحملة‬ ‫والعادات والتقاليد الغربية‪-‬وهي األقرب‬
‫من المدنية الغربية‪ ،‬القائمة على‬ ‫من بونابرت إل��ى كليبر‪ ،‬ثم مينو‪.‬‬ ‫ل��رؤي��ة اإلس�لام��ي��ي��ن‪......-‬وأن مصر‬
‫العقل والعلم‪ ،‬واآللة‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬فرأى‬ ‫والظروف الدولية واإلقليمية التي أدت‬ ‫دخلت العصر الحديث مع «الفتح»‬
‫المصريون عناصر مختلفة من هذه‬ ‫إلى رحيل الفرنسيين‪.‬‬ ‫العثماني في أوائ��ل القرن السادس‬
‫الحضارة ومكوناتها العلمية ‪ ...‬انتقلت‬ ‫عشر‪-‬التنصيص في المصدر‪-‬‬
‫إلى بالدهم عنوة وفي ركاب إمبريالية‬ ‫ماذا تبقى؟‬ ‫البحث عن الحداثة‬
‫غازية‪ ،‬وفي الوقت لذي كان مجتمعهم‬ ‫ف��ي ال��ف��ص��ل ال���س���ادس واألخ��ي��ر‪،‬‬ ‫لذا كان «البحث عن الحداثة في‬
‫ي��ع��ان��ي م��ن ح��ال��ة م��ن االض��ط��راب‬ ‫وع��ن��وان��ه «ال���ذي بقى م��ن تحديث‬ ‫الولع بمصر‬ ‫مصر العثمانية»‪ ،‬هو عنوان الفصل‬
‫والفوضى أدت إل��ى جموده وضعفه‪،‬‬ ‫ال��غ��زاة»‪ ،‬يستعرض الكاتب نتائج‬ ‫ف��ي الفصل ال��ث��ان��ي‪»،‬ول��ع فرنسي‬ ‫األول م��ن ال��ك��ت��اب‪ .‬وف��ي��ه يحاول‬
‫باستثناء ومضات علمية وثقافية»‬ ‫الحملة الفرنسية التي استمرت ثالثة‬ ‫ب��اح��ت�لال م��ص��ر»‪ ،‬ي��ذك��رن��ا المؤلف‬ ‫«الشلق» أن يفند الفكرة الراسخة عن‬
‫وينبه الشلق إل��ى ض���رورة عدم‬ ‫سنوات وثالثة أشهر‪ ،‬أدت إلى لفت‬ ‫ف��ي البداية بحملة لويس التاسع‬ ‫الحكم العثماني لمصر‪ ،‬الذي استمر‬
‫المبالغة في اإلشادة بالحملة الفرنسية‪،‬‬ ‫انتباه الدول األوروبية إلى أهمية مصر‬ ‫ع��ش��ر(‪ ،)1250-1249‬وال مجال‪ ،‬في رأيي‬ ‫ثالثة قرون‪ ،‬باعتباره عصر اضمحالل‬
‫كما يفعل البعض‪ ،‬نظرًا «ألن االتصال‬ ‫وظهور اصطالح «المسألة المصرية»‪.‬‬ ‫لهذا الربط‪ .‬ثم يذكر بعد ذلك أسباب‬ ‫وركود‪ ،‬مستندا إلى دراسات لمؤرخين‬
‫الذي تم قسرًا في إطار حملة عسكرية‬ ‫لكن ذل��ك يناقض حقائق تاريخية‪،‬‬ ‫قيام الحملة الفرنسية على مصر‪،‬‬ ‫وباحثين‪ ،‬أجانب ومصريين‪ ،‬بدأت‬
‫غازية» وواجهها المصريون بمقاومة‬ ‫من بينها حملة لويس التاسع‪ ،‬قبل‬ ‫وفكرة نابليون في تحويل مصر إلى‬ ‫منذ سبعينيات القرن العشرين‪ ،‬مثل‬
‫مستمرة طوال الثالث سنوات‪ ،‬هذه‬ ‫ستة قرون من حملة نابليون‪ ،‬التي‬ ‫مستعمرة فرنسية‪ ،‬تكون بمقام الهند‬ ‫أندريه ريمون‪ ،‬مؤلف ( المصريون‬
‫السنوات فترة قصيرة‪ ،‬تجعل التأثر‬ ‫استشهد بها المؤلف نفسه‪ ،‬وتبرهن‬ ‫بالنسبة لبريطانيا‪ ،‬ولهذا السبب‬ ‫والفرنسيون في القاهرة ‪)1801-1798‬‬
‫والتواصل بالفرنسيين الغزاة‪ ،‬أمر لم‬ ‫ع��ل��ى إدراك االس��ت��ع��م��ار األوروب����ي‬ ‫اصطحب نابليون ع��دد كبير من‬ ‫و(الحرفيون والتجار في القاهرة في‬
‫يكن ذا أهمية كبيرة في المجالين‬ ‫لمحورية مصر استراتيجيا‪ .‬ومن نتائج‬ ‫العلماء والفنانيين‪ ،‬بكل ما يحتاجونه‬ ‫القرن الثامن عشر‪ .‬وبيتر جران‪ ،‬مؤلف‬
‫االجتماعي والثقافي‪..‬‬ ‫الحملة‪ ،‬كذلك‪ ،‬كما ي��رى المؤلف‪:‬‬ ‫من أدوات ومراجع‪.‬‬ ‫كتاب(الجذور اإلسالمية للرأسمالية‬
‫أنه كتاب هام يعرض لوجهات نظر‬ ‫«إذكاء الشعور القومي»‪ ،‬والغرض منه‪،‬‬ ‫ينتقل الشلق إل��ى وص��ف رحلة‬ ‫في مصر ‪ ،)1840-1760‬كينيث كونو‬
‫متبانية في الحملة الفرنسية على‬ ‫في رأي «الشلق»‪ ،‬دف��ع المصريين‬ ‫نابليون حتى إتمام احتالل مصر‪،‬‬ ‫مؤلف كتاب (فالحو الباشا‪ ..‬األرض‬
‫مصر‪ ،‬ويقيمها من منظور تاريخي‪ .‬أنه‬ ‫إلى الشعور باالختالف عن حكامهم‪،‬‬ ‫وينتهي الفصل بعبارة «ه��ل يحق‬ ‫والمجتمع واالقتصاد في الوجه البحري‬
‫حقـاً كتاب بستحق القراءة‪.‬‬ ‫العثمانيين والمماليك‪ .‬وم��ن نتائج‬ ‫لنا أن نقتنع أن الغزو االستعماري‬ ‫‪ ،)1858-1740‬ودان��ي��ال كريسيليوس‬
‫الحملة‪ ،‬كذلك‪ ،‬تحديث الدوواين‬ ‫م��ب��ررات أخالقية تتعلق بخياالت‬ ‫مؤلف كتاب (جذور مصر الحديثة‪-1760‬‬
‫وتمصيرها‪ ،‬وه��و م��ا ل��م يكن من‬ ‫فلسفة التنوير بشأن تصدير الحضارة‬ ‫‪ )1775‬ومؤلفات نيللي حنا‪ ،‬مثل «ثقافة‬
‫الكتاب‪ :‬الحداثة واإلمبريالية‬ ‫أجل تدريب المصريين على الحكم‬ ‫الغربية(ص‪.)66‬‬ ‫الطبقة الوسطى في مصر العثمانية»‪،‬‬
‫الذاتي‪ ،‬ولكن الستخدامها كأدوات‬ ‫وغيرها‪ .‬وقد تناول المؤلف مجاالت‬
‫الغزو الفرنسي‬ ‫للسيطرة‪ .‬كما أن من آث��ار الحملة‪،‬‬ ‫االحتالل الفرنسي لمصر‬ ‫متنوعة من النظام القضائي‪ ،‬ونظام‬
‫المجمع العلمي المصري‪ ،‬والصناعات‬ ‫في الفصل الثالث‪ ،‬وعنوانه «الحداثة‬ ‫ملكية األرض‪ ،‬وال��ط��وائ��ف الحرفية‬
‫وإشكالية نهضة مصر‬ ‫التي تخدم االحتالل‪ ،‬والمستشفيات‬ ‫والحكم الفرنسي لمصر» يتناول‬ ‫والتجارة والثقافة‪ ،‬والبناء االجتماعي‪.‬‬
‫الحديثة‪ ،‬وهنا يستدرك المؤلف‬ ‫السياسة الفرنسية تجاه المصريين‪،‬‬ ‫وحتى لو اتفقنا مع المؤلف في أن‬
‫تأليف ‪ :‬أحمد زكريا الشلق‬ ‫ليشير إل��ى وج��ود مستشفيات في‬ ‫وم��ح��اول��ة استمالتهم‪ ،‬والكثير ن‬ ‫القرون الثالثة للحكم العثماني‪ ،‬لم‬
‫مصر في العصر العثماني‪ .‬والواقع أن‬ ‫التفاصيل حول النظام اإلداري الجديد‬ ‫تكن قرون من االضمحالل التام‪ ،‬فال‬
‫الناشر‪ :‬دار الشروق (طبعة أولى)‬ ‫وجود المستشفيات في مصر يرجع‬ ‫للبالد‪ .‬أم��ا الفصل ال��راب��ع‪ ،‬وعنوانه‪:‬‬ ‫نستطيع أن ندعي أن العكس هو‬
‫إلى عصور أقدم‪ ،‬كالفاطمي واأليوبي‪،‬‬ ‫«اآلثار العلمية والثقافية للفرنسيين‬ ‫الصحيح‪ ،‬فكيف نرى تلك الفترة بداية‬
‫مكتبة األسرة ‪( 2008‬طبعة ثانية)‬ ‫مثال‪ ،‬وربما أسبق‪ ،‬ولعل هذه اإلشارة‪،‬‬ ‫ف��ي م��ص��ر‪ ،‬وب��ع��د ع��رض تلك اآلث��ار‬ ‫للحداثة‪ ،‬حيث أن إخ��ض��اع الحكم‬
‫االشتراكي يناير ‪2010‬‬ ‫¯¯‪14‬‬
‫حوار‬
‫المفكر جلبير األشقر ل «االشتراكي»‪:‬‬
‫مقاومة اإلمبريالية تبدأ بإسقاط األنظمة العربية العميلة‬
‫أوباما ظاهرة صوتية ينفخ فيها الحكام العرب‬

‫وأفغانستان‪ ،‬ولكن هناك اليوم أصوات‬ ‫حاوره ‪ :‬هشام فؤاد‬


‫أمريكية متزايدة ترى أن الحرب في‬
‫أفغانستان ال جدوى منها‪ ،‬وإن األفضل‬
‫إب��ق��اء ق��واع��د عسكرية واالنسحاب‬ ‫بصف جلبير األشقر‪ ،‬المفكر اليساري‬
‫وشراء قوى محلية‪.‬‬ ‫المعروف‪ ،‬أوباما بأنه ظاهرة صوتية‬
‫تنفخ فيها الطبقات الحاكمة العربية‬
‫عفواً ‪..‬هل يمكن أن تلقى الضوء‬ ‫م��ن أج��ل ال��ح��ف��اظ على مصالحها‪،‬‬
‫بدرجة أكبر على الدور األمريكي‬ ‫لكن أوباما ‪،‬على حد تعبيره‪ ،‬متكيف‬
‫في عملية تغيير األنظمة في عهد‬ ‫تماما مع مصالح الرأسمالية األمريكية‬
‫أوباما ؟‬ ‫الكبيرة‪ ،‬ولن يصطدم معها‪ .‬حيث لم‬
‫· إدارة أوباما تعتمد على شراء‬ ‫و ل��ن ي��م��ارس أي ض��غ��وط حقيقية‬
‫األنصار من قبائل أو أحزاب سياسية‪،‬‬ ‫على الدولة الصهيونية‪ ،‬ألن الواليات‬
‫ع��م�لاء م��ب��اش��رون‪ ،‬ي��ت��م دعمهم‪،‬‬ ‫المتحدة في مآزق تاريخي في العراق‬
‫وتلميعهم‪ ،‬بل وتسليحهم‪ ،‬وهذا يجرى‬ ‫وأفغانستان‪ ،‬وتحتاج ب��ش��دة إلى‬
‫في المنطقة العربية‪ ،‬وفي أفغانستان‪،‬‬ ‫الدعم الصهيوني في المنطقة العربية‪.‬‬
‫حتى يكونوا جاهزين للحكم‪ ،‬ولضرب‬ ‫اعتبر األشقر أن الوجود األمريكي في‬
‫القوى الوطنية والتقدمية‪ .‬وفي العراق‬ ‫أفغانستان يهدف إلى فرض حصار‬
‫على سبيل المثال اشترت واشنطن‬ ‫على كل من الصين وروسيا األوربية‬
‫قوى محلية (قبائل ) كاملة أطلقت عليها‬ ‫ومنع التقارب بينهما‪.‬‬
‫اسم «قبائل الصحوة»‪ ،‬ولكي تظهر‬
‫· استبعد ذل��ك تماما ‪ ،‬بسبب هي في شكل العراب أو ‪godfather‬‬ ‫المسلح»‪ ،‬ال��ذي سماه األمريكيون‬ ‫ول��د جلبير األش��ق��ر في السنغال‬
‫المشاكل التي تواجهها واشنطن‪ ،‬على طريقة المافيا‪.‬‬ ‫«إره���اب»‪ ،‬فهل يوجد انحطاط أكثر‬ ‫ع��ام ‪ 1951‬ألب��وي��ن لبنانيين‪ ،‬و هو‬
‫ف��ه��م غ��ي��ر ق��ادري��ن ع��ل��ى االنتصار‬ ‫من ذل��ك‪ ،‬كما إن هناك بيروقراطية‬ ‫أستاذ في دراسات التنمية والعالقات‬
‫ماذا عن أوباما‪ ،‬لقد سمعنا‪ ،‬طوال‬ ‫ف��ي أفغانستان فما ب��ال��ك بإيران‪،‬‬ ‫فلسطينية تربت وترعرعت بالدوالرات‬ ‫الدولية في كلية الدراسات الشرقية‬
‫وأعتقد أن المطروح أمريكيا هو مد العام الماضي‪ ،‬ضجيجًا كثير دون‬ ‫النفطية‪ ،‬التي أغدقت عليها‪ ،‬وبالتالي‬ ‫واألف��ري��ق��ي��ة‪ ،‬ف��ي ل��ن��دن‪ .‬وم��ن أبرز‬
‫الجسور بين حكومة الدولتين‪ ،‬ولكن طحين‪ ،‬هل ستشهد الفترة المقبلة‬ ‫بات هدف بيروقراطية منظمة التحرير‬ ‫مؤلفاته (سلطة محفوفة بالمخاطر)‬
‫االحتجاجات الجماهيرية الواسعة تغييرات مهمة في سياسته؟‬ ‫الفلسطينية الحصول على قطعة‬ ‫مع نعوم تشومسكي ‪( ،2007‬حرب الـ‬
‫التي شهدتها إيران بعد االنتخابات‬ ‫أرض يقيمون عليها «البيزنس»‪،‬‬ ‫‪ 33‬ي��وم) ‪( ،2007‬ص��دام الهمجيات) ‪،:‬‬
‫· أوباما متصالح ومتكيف تماما‬ ‫أجلت ذلك‪ ،‬فأوباما ال ير يد إغضاب‬ ‫ويسمونها دولة‪ ،‬ولكن الرياح آتت بما‬ ‫اإلره��اب‪ ،‬اإلرهاب المقابل‪ ،‬والفوضى‬
‫ال��رأي العام األمريكي‪ .‬وليس سرا م��ع الرأسمالية األمريكية الكبيرة‪،‬‬ ‫ال تشتهي السفن‪ ،‬فرفضت إسرائيل‬ ‫العالمية قبل ‪ 11‬أيلول وبعده» (المعضلة‬
‫أن إي����ران اس��ت��ف��ادت م��ن إسقاط نعم هو أسود اللون‪ ،‬وقادم من جذور‬ ‫حتى منحهم الدويلة‪ ،‬مما دفع عرفات‬ ‫اإلسرائيلية) ‪ ،2006‬وإلى جانب إنتاجه‬
‫واشنطن لنظامين‪ ،‬كانت تضعهما أفريقية‪ ،‬ولكنه لم يكن يوما مرتبطا‬ ‫لكي يتمرد‪ ،‬واليوم يقف عباس‪ ،‬تلميذ‬ ‫األكاديمي يلعب دورا مهما في حمالت‬
‫في خانة األعداء ‪:‬النظام البعثي في بالحركة الشعبية أو الجماهيرية‪ ،‬فلم‬ ‫عرفات ومفاوض أوسلو‪ ،‬لكي يعلن‬ ‫مناهضة العولمة والحرب والصهيونية‬
‫العراق‪ ،‬وحركة طالبان في أفغانستان‪ ،‬يكن مارتن لوثر كنج أو حتى القس‬ ‫عدم قدرته حتى ولو ظاهريا على عدم‬ ‫واإلمبريالية‪ ،‬وحمالت دعم االنتفاضة‬
‫والحكومة العراقية الداعمة لالحتالل جاكسون‪ ،‬لكي نعول عليه للتغيير ‪،‬‬ ‫االستمرار‪.‬‬ ‫والمقاومة في إنجلترا‪.‬‬
‫لها سندين في الواقع هما الواليات هو موظف محترف برجماتي‪ ،‬يتميز‬ ‫قد أجرت جريدة االشتراكي الحوار‬
‫بمهارات فائقة في العالقات العامة‪،‬‬ ‫المتحدة وإيران‪.‬‬ ‫لكن على م��اذا تراهن أمريكا‬ ‫التالي معه حول اإلمبريالية والمنطقة‬
‫ومن ناحية أخرى فإن االستخبارات وليس أكثر من ذلك‪ .‬ولذلك فقد تلقى‬ ‫وإسرائيل؟‬ ‫العربية‪.‬‬
‫األم��ري��ك��ي��ة ت���درك ج��ي��دا إن إي��ران دعما هائال من الرأسمالية األمريكية‬ ‫· تراهن على «عرب أمريكا» أولاً‬ ‫يروج كثيرون للسالم القادم على‬
‫ليست على أبواب إنتاج قنبلة نووية‪ ،‬الكبيرة أثناء حكمه‪ ،‬والتي كانت هي‬ ‫‪ ،‬وأقصد مصر والتعاون الخليجي‪،‬‬ ‫يد الرئيس األمريكي أوباما‪ ،‬و كذلك‬
‫وإال لكانت إسرائيل وجهت ضربات األخرى في أمس الحاجة للتغيير بعد‬ ‫وإال ردن‪ ،‬وثانيا على بروز شخصية‬ ‫التناقضات بين نتنياهو واإلدارة‬
‫عسكرية لطهران على ال��ف��ور‪ .‬وما كارثة إدارة بوش‪ ،‬فجاءت بأوباما الذي‬ ‫فلسطينية تكون عميلة بشكل مباشر‬ ‫األمريكية‪ ،‬فكيف ترى األمر؟‬
‫تراهن عليه إدارة أوب��ام��ا أن تؤدي ال يشكل بالنسبة لها خطرا مطلقا‪.‬‬ ‫لها‪ ،‬مثل محمد دحالن‪ .‬على مثل تلك‬ ‫ال��م��وق��ف األم��ري��ك��ي طيلة‬ ‫· ‬
‫التناقضات الداخلية في إي��ران إلى‬ ‫الشخصيات و األنظمة تراهن الواليات‬ ‫الشهور التي قضاها أوباما في السلطة‬
‫أخيرا ‪...‬الليبرالية الجديدة تتلقى‬ ‫اإلطاحة بالنظام كما تم في االتحاد‬ ‫المتحدة وإسرائيل‪ ،‬فالمنطقة العربية‬ ‫توضح بجالء استمرارية السياسة‬
‫ضربات كبيرة‪..‬والمقاومة الوطنية‬ ‫السوفيتي‪.‬‬ ‫أص��ب��ح��ت أك��ب��ر تجمع لالستبداد‬ ‫االستعمارية األمريكية في لمنطقة‪.‬‬
‫واالجتماعية تتصاعد‪..‬هل يحق أن‬ ‫والديكتاتورية في العالم‪.‬‬ ‫فالمهم هو المصالح االستراتيجية‬
‫ي�لاح��ظ االه��ت��م��ام األمريكي نتفاءل ؟‬ ‫األمريكية‪ .‬وال��ي��وم المصاعب التي‬
‫بأفغانستان‪ ،‬رغم الخسائر الكبيرة‬ ‫كيف يمكن للشعوب العربية في‬ ‫تواجها أمريكا في المنطقة العربية‬
‫· نعم ‪..‬فتكفينا ثالثون عاماً من‬ ‫في صفوف الجيش األمريكي‪ ،‬ما هو‬ ‫رأيك تحدى الهيمنة األمريكية في‬ ‫وب��األخ��ص ف��ي ال��ع��راق وأي��ض��ا في‬
‫التشاؤم‪ ...‬هناك بصيص من الضوء‪.‬‬ ‫تفسيرك ؟‬ ‫المنطقة؟‬ ‫أفغانستان زادت من أهمية إسرائيل‪،‬‬
‫· استراتيجيا ترغب أمريكا في األص��ول��ي��ات ال��ت��ي ص��ع��دت مدفوعة‬ ‫· أوال وثانيا وثالثا‪ ..‬بالنضال من‬ ‫وبالتالي أستطيع أن أؤكد إن اوباما‬
‫ال��ت��غ��ل��غ��ل في أسيا الوسطي‪ ،‬والغاية بهزيمة ال��م��ش��روع ال��ن��اص��ري‪ ،‬تبدو‬ ‫أجل إسقاط األنظمة العربية الموالية‬ ‫لن يضغط على إسرائيل‪ ،‬في هذا‬
‫األمريكية هي انتشار عسكري في اليوم قابلة للتراجع‪ ،‬السيما في ضوء‬ ‫ألمريكا‪ ،‬وعلى رأسها النظام المصري‪،‬‬ ‫ال��وق��ت‪ ،‬لتقديم أي تنازل جوهري‪،‬‬
‫تلك المنطقة‪ ،‬ألنها واقعة بين الصين األح��داث اإليرانية األخيرة‪ .‬األنظمة‬ ‫وأن��ا أواف��ق تماما على شعار عشان‬ ‫واإلسرائيليون من جهتهم واعون‬
‫وروس��ي��ا األورب��ي��ة‪ ،‬وأمريكا تخشى االستبدادية تمر أيضاً بأزمات شديدة‪،‬‬ ‫ت��ح��رر ال��ق��دس الزم ن��ح��رر مصر‪،‬‬ ‫لذلك تماما ‪..‬‬
‫ال��ت��ع��اون ال��روس��ي الصيني‪ ،‬الذي ونشهد ظهور حركات عمّالية صاعدة‬ ‫واألردن‪ ،‬والسعودية‪ ،‬وك��ل األنظمة‬ ‫كيف تنظر ال��ي��وم للسلطة‬
‫تطور بقوة منذ بداية التسعينيات‪ .‬في بعض دول المنطقة‪ ،‬وخصوصاً في‬ ‫التي تتحالف مع اإلمبريالية األمريكية‬ ‫الفلسطينية؟‬
‫هذا باإلضافة إلى تخوف أمريكا من مصر‪ ،‬مما يفتح الطريق لبناء تجربة‬ ‫وتحاصر الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫بداية‪ ..‬يجب أن ال ننسى أن‬ ‫· ‬
‫وقوع السلطة في باكستان النووية على الطريقة البرازيلية في منطقتنا‪...‬‬ ‫طريق االستسالم بدأ على يد عرفات‬
‫في يد أعدائها‪ ،‬كما لم ي��رد أوباما هذا احتمال وارد‪.‬‬ ‫اآلن ‪..‬إذا انتقلنا للملف اإليراني‪،‬‬ ‫عام ‪ ،1988‬عندما استخدم االنتفاضة‬
‫الظهور كذلك بصورة الرجل الضعيف‪،‬‬ ‫هل تتوقع عدوانا أمريكيا على‬ ‫األول��ى كبوابة للتفاوض مع أمريكا‪،‬‬
‫الذي ينسحب على الفور من العراق‬ ‫إيران؟‬ ‫ووافق على إعالن تخليه عن «الكفاح‬

‫‪¯¯15‬‬ ‫االشتراكي يناير ‪2010‬‬


‫نشرة غير دورية يصدرها‬
‫يناير ‪2010‬‬ ‫مركز الدراسات االشتراكية‬

‫الرأسمالية ‪ ..‬ال الصناعة‬ ‫صوت التيار االشتراكي الثوري‬


‫ف����ي م���ص���ر‪ ،‬ت��ت��ل��خ��ص أس���س‬
‫االشتراكية التي نتبناها في‪:‬‬
‫ال��م��وارد يمكن ل�لأج��ي��ال القادمة‬ ‫ستختفي العديد من القرى‪ .،‬وعلى‬ ‫سيد عبد الرحمن‬
‫االستفادة منه‪ ،‬كما ال تعبأ الرأسمالية‬ ‫المستوى االقتصادي سيحدث ضرر‬ ‫• النظام الرأسمالي مبني على‬
‫بصحة البشر‪ ،‬فعلى مدى سنوات‬ ‫بالغ ب��ال��زراع��ة‪ ،‬المرتبطة بشكل‬ ‫سيتزايد عدد األعاصير االستوائية‪،‬‬ ‫االس��ت��غ�لال‪ :‬ث���روة الرأسماليين‬
‫طويلة ظلت الرأسمالية تستخدم‬ ‫أساسي بالتقلبات الجوية‪.‬‬ ‫وك��ذل��ك ش��دت��ه��ا‪ ،‬وس���ت���زداد شدة‬ ‫م��ص��دره��ا ع���رق ال��ع��م��ال‪ ،‬والفقر‬
‫المواد الحافظة‪ ،‬مكسبات الطعم‬ ‫من المسئول ؟‬ ‫الفيضانات‪ ،‬في الوقت الذي ستزداد‬ ‫مصدره سيطرة النظام القائم على‬
‫والرائحة‪ ،‬واألل���وان الصناعية‪ ،‬في‬ ‫ه���ل ال��ص��ن��اع��ة ف���ي ذات���ه���ا هي‬ ‫فيه المناطق التي تصاب بالجفاف‪،‬‬ ‫أولوية األرباح على البشر‪.‬‬
‫المنتجات الغذائية‪ ،‬وكذلك استخدام‬ ‫المسئولة؟ وبالتالي يكمن الحل في‬ ‫وسيحدث انصهار وس��اع النطاق‬
‫ال��م��ب��ي��دات على ن��ط��اق واس���ع في‬ ‫العودة إلى أشكال ما قبل الصناعة‬ ‫للجليد ف��ي ال��ق��ط��ب الشمالي‪،‬‬ ‫• إصالح الرأسمالية مستحيل‪:‬‬
‫مجال ال��زراع��ة‪ ،‬وتبين الحقا اآلثار‬ ‫ف��ي اإلن��ت��اج‪ ،‬اإلج��اب��ة باختصار ال‬ ‫وس��ت��رت��ف��ع درج����ة ح����رارة البحار‬ ‫الليبرالية الجديدة قضت على‬
‫الكارثية لتلك المواد‪ ،‬التي تسبب‬ ‫ليست المشكلة في التصنيع‪ ،‬إنما‬ ‫والمحيطات‪ .‬تلك هي بعض مالمح‬ ‫إم��ك��ان��ي��ة اإلص���ل��اح ال��ج��زئ��ي‪،‬‬
‫السرطان‪ ،‬عندها ظهرت شركات‬ ‫في النظام الحالي إلدارة إلنتاج‪.‬‬ ‫تغير المناخ‪ ،‬التي يحذر منها علماء‬ ‫والرأسمالية المعاصرة المأزومة ال‬
‫رأسمالية تنتج ما هو حيوي‪ ،‬وخالي‬ ‫نعم لقد أحدثت الثورة الصناعية‬ ‫المناخ‪ ،‬التي يجري الحديث بشأنه‬ ‫تقدم إصالحات بل ترفع معدالت‬
‫من تلك المواد‪ ،‬لكن بأسعار ال يقدر‬ ‫طفرة في معدالت اإلنتاج‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫هذه األيام‪ ،‬هذه التغيرات سيترتب‬ ‫النهب‪.‬‬
‫عليها سوى األغنياء ‪ ،‬كما أن التلوث‬ ‫اختراع محركات االحتراق الداخلي‪،‬‬ ‫عليها نتائج كارثية على مظاهر‬
‫الذي رافق الصناعة‪ ،‬أدى إلى تدمير‬ ‫منذ ما يقارب ‪ 150‬عام‪ ،‬وتم استخدام‬ ‫الحياة على كوكب األرض‪ ،‬و ربما‬ ‫• الثورة الجماهيرية ضرورية‪:‬‬
‫صحة العاملين في تلك الصناعات‪،‬‬ ‫الفحم ثم البترول في إدارة اآلالت‪،‬‬ ‫تتغير أو تختفي الكثير مظاهر الحياة‬ ‫التغيير المنشود ال يمكن أن يتم‬
‫وكذلك سكان المدن القريبة من‬ ‫وبالفعل حدثت طفرات متتالية في‬ ‫من على سطح األرض‪ ،‬إن استمرت‬ ‫بيد أقلية‪ ،‬بل بالنضال الجماهيري‬
‫تلك المصانع‪ ،‬كما ترتب انبعاث‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬لكن تلك الزيادة في اإلنتاج‬ ‫تلك التغيرات بنفس المعدل‪ ،‬لفترة‬ ‫الجماعي الديمقراطي‪.‬‬
‫تلك ال��م��ل��وث��ات ت��أث��ي��رات ضخمة‬ ‫لم يترتب عليها اختفاء الجوع والفقر‬ ‫زمنية طويلة نسبيًا‪.‬‬ ‫• الطبقة العاملة ه��ي الطبقة‬
‫على مستوى كوكب األرض‪ ،‬كثقب‬ ‫من العالم‪ ،‬بل تزايد‪ ،‬وفي الوقت‬ ‫تأثيرات كارثية‬ ‫القائدة‪ :‬الطبقة الوحيدة القادرة‬
‫األوزون‪.‬‬ ‫نفسه تم ضخ كميات ضخمة من‬ ‫إذا كان مناخ األرض في حالة من‬ ‫على قيادة المظلومين إلى النصر‬
‫فوضى االنتاج‬ ‫الملوثات‪ ،‬وثاني نسبة ثاني أكسيد‬ ‫التغير مستمرة منذ بداية تكون‬ ‫هي الطبقة العاملة‪ ،‬التي تضم‬
‫ل��ي��س��ت ال���ص���ن���اع���ة وال���ت���ق���دم‬ ‫الكربون في الجو‪ ،‬الذي يعد سبب‬ ‫الغالف الجوي‪ ،‬منذ ما يزيد على‬ ‫ك��ل العاملين ب��أج��ر الخاضعين‬
‫التكنولوجي هي المسئول الرئيسي‬ ‫رئ��ي��س��ي ف��ي ظ��اه��رة االحتباس‬ ‫‪ 3.5‬بليون عام‪ ،‬فإن التغيرات التي‬ ‫الستغالل وسلطة رأس المال‪.‬‬
‫عن التغير السريع للمناخ و ال عن‬ ‫الحراري‪ ،‬هذه بعض مالمح النظام‬ ‫حدثت خالل ‪ 150‬عام الماضية‪ ،‬من‬
‫التلوث البيئي‪ ،‬إنما تقع المسئولية‬ ‫الرأسمالي‪ ،‬المليء بالتناقضات‪.‬‬ ‫عمر ال��ث��ورة الصناعية‪ ،‬تفوق في‬ ‫• الدولة العمالية هي الهدف‪:‬‬
‫على الرأسمالية‪ ،‬هذا النظام الساعي‬ ‫ط���وال ت��ل��ك ال��ف��ت��رة استخدمت‬ ‫سرعتها التغيرات التي حدثت في‬ ‫ال��دول��ة ال��ت��ي نرتضيها دول���ة ال‬
‫نحو الربح فحسب‪ ،‬بغض النظر‬ ‫الرأسمالية الموارد الطبيعية‪ ،‬من‬ ‫آالف السنين‪ ،‬إذا كانت التغيرات‬ ‫يحكمها الرأسماليون أو ممثلوهم‪،‬‬
‫عن احتياجات البشر‪ ،‬هذا النظام‬ ‫مواد خام‪ ،‬مصادر للطاقة‪ ،‬كانت في‬ ‫الكبرى في المناخ يستغرق حدوثها‬ ‫وإنما دول��ة يقرر فيها الكادحون‪،‬‬
‫الذي تعمه فوضى اإلنتاج‪ ،‬في إطار‬ ‫معظمها‪ ،‬مصادر غير قابلة للتعويض‬ ‫ع��ش��رات اآلالف أو م��ئ��ات اآلالف‬ ‫م��ن خ�لال مجالسهم القاعدية‬
‫منافسة ال ترحم‪ ،‬حيث نجد سنوياً‬ ‫أو التجديد‪ ،‬تم استخدامها بدون‬ ‫من السنوات‪ ،‬كاالنتقال من عصور‬ ‫المنتخبة‪ ،‬مصيرهم ومستقبلهم‪.‬‬
‫ماليين األطنان من المنتجات تنتج‬ ‫إي رؤية الحتياجات األجيال التالية‬ ‫الجليد إل��ى ال��ف��ت��رات ال��داف��ئ��ة‪ ،‬أو‬
‫وال تستهلك‪ ،‬بل تفسد في المخازن‪،‬‬ ‫من البشر‪ .‬حيث السعي الحثيث‬ ‫العكس‪ ،‬وهذا المدى الزمني الطويل‬ ‫• الثورة تحرر كل المضطهدين‪:‬‬
‫أو تلقى في البحر‪ ،‬حتى ال تنخفض‬ ‫للرأسمالية وراء األرب���اح‪ ،‬في ظل‬ ‫يسمح للكائنات الحية المختلفة‬ ‫الثورة العمالية تحرير شامل من‬
‫أس��ع��اره��ا‪ ،‬تلك المنتجات سواء‬ ‫نظام من التنافس ال يرحم‪ ،‬جعل‬ ‫بالتكيف مع تلك التغيرات‪ ،‬دون‬ ‫االضطهاد القومي والعرقي والديني‬
‫زراعية أو صناعية‪ ،‬تم استغالل آالف‬ ‫الرأسماليين ال يعبئون بأي معايير‬ ‫التعرض النقراض واسع النطاق‪ ،‬أما‬ ‫والجنسي‪.‬‬
‫األطنان من الموارد الطبيعة إلنتاجها‪،‬‬ ‫سوى الربح السريع‪.‬‬ ‫التغيير المناخي الذي يدور الحديث‬
‫من مصادر طاقة ومواد خام‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إن قضية التغير المناخي لها‬ ‫عنه ال��ي��وم ف��ي األوس���اط العلمية‪،‬‬ ‫• ال ت��وج��د اشتراكية ف��ي بلد‬
‫إل��ى التلوث ال��ذي صاحب العملية‬ ‫ع�لاق��ة ب��ت��ن��اق��ض��ات الرأسمالية‪،‬‬ ‫وعبر وسائل اإلعالم فهو تغير سريع‬ ‫واحد‪ :‬النظام الرأسمالي سلسلة‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬كل هذا بالتأكيد بال معنى‬ ‫ذلك أنه بالرغم من توافر مصادر‬ ‫للغاية‪ ،‬يصعب معه تكيف الكثير‬ ‫واح��دة الب��د من تحطيمها كلها‪،‬‬
‫إذا كانت تلك المنتجات لن يستفاد‬ ‫طاقة نظيفة‪ ،‬غير ملوثة للبيئة‪ ،‬وال‬ ‫من الكائنات الحية‪ ،‬بل سيكون‬ ‫واألممية الثورية هي ال��رد على‬
‫منها‪ ،‬أو إذا كانت منتجات غير ذات‬ ‫تسبب االنحباس الحراري‪ ،‬متجددة‬ ‫ال بالنسبة‬ ‫التكيف أم��را مستحي ً‬ ‫مخططات مجالس إدارة العالم‬
‫أهمية‪ ،‬أو منتجات ال يستفاد منها‬ ‫باستمرار‪ ،‬مثل الطاقة الشمسية‬ ‫لبعض الكائنات‪ ،‬مما سيترتب عليه‬ ‫في قمة الثمانية ومنظمة التجارة‬
‫غير شريحة ضيقة من األثرياء‪ ،‬أو‬ ‫وطاقة الرياح‪ ،‬فإن هناك إصرار من‬ ‫انقراضها‪.‬‬ ‫العالمية‪.‬‬
‫إذا كان من الممكن إنتاجها بطرق ال‬ ‫الرأسمالية على االس��ت��م��رار على‬ ‫م��ا سيعانيه ال��ب��ش��ر ف��ل��ن يقل‬
‫تخل بالتوازن البيئي‪.‬‬ ‫استخدام المصادر الغير متجددة‪،‬‬ ‫خطورة‪ ،‬حيث من المتوقع أن تزيد‬ ‫• الحزب العمالي ضروري‪ :‬تحتاج‬
‫لو استطعنا نحن البشر أن نخلق‬ ‫مثل البترول والفحم‪ ،‬التي يؤدي‬ ‫وتيرة موجات الحر‪ ،‬تلك الموجات‬ ‫المعركة ضد الظلم إل��ى توحيد‬
‫نظام أخرى لإلنتاج يهدف إلى تلبية‬ ‫استخدامها إلى تلوث واسع النطاق‪،‬‬ ‫التي تؤدي وفيات على نطاق واسع‪،‬‬ ‫الطبقة العاملة في ح��زب ثوري‬
‫االحتياجات‪ ،‬وليس تحقيق األرباح‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى انبعاث ثاني أكسيد‬ ‫ففي أورب��ا في عام ‪ 2003‬توفى أكثر‬ ‫يقودها إلى النصر‪.‬‬
‫ف��ي ظ��ل نظام تعاوني قائم على‬ ‫الكربون‪ ،‬مما ترتب عليه تغيرات في‬ ‫من ‪ 35‬ألف شخص نتيجة موجة‬
‫التنسيق بين المنتجين‪ ،‬فإنه من‬ ‫مناخ األرض‪ ،‬هذا التغيرات التي ربما‬ ‫من موجات الحر‪ ،‬كما أن تزايد وتيرة‬
‫السهل أن نراعي التوازن بين تلبية‬ ‫تتسارع في السنوات القادمة بشكل‬ ‫وشدة األعاصير االستوائية‪ ،‬ستلحق‬ ‫شارك يف حلقات نقاش‬
‫االحتياجات والبيئة‪ ،‬بين االستفادة‬ ‫درامي‪ ،‬قد يفوق كل التوقعات‪.‬‬ ‫دمار واسع بكثير من المدن والقرى‪،‬‬ ‫مركز الدراسات االشرتاكية‬
‫من الموارد المتاحة والحفاظ عليها‬ ‫ال تعبأ الرأسمالية بصحة البشر أو‬ ‫وستحصد حياة اآلالف من البشر‬ ‫‪ 7‬شارع مراد‪ ،‬ميدان الجيزة‪.‬‬
‫من أجل مستقبل األجيال القادمة‪،‬‬ ‫ال بمستقبل األجيال القادمة‪ ،‬حيث‬ ‫كل عام‪ .‬ستشهد بعض السواحل‬
‫طالما أن ال��رب��ح ليس ه��و الدافع‬ ‫أنها مدفوع نحو الربح السريع‪ ،‬أما‬ ‫ارتفاع منسوب البحر والمحيطات‪،‬‬ ‫موقع املركز على االنرتنت‬
‫لإلنتاج‪ ،‬طالما كانت سعادة البشر‬ ‫النظرة طويلة المدى فال يمكن أن‬ ‫مما سيترتب عليه غمر أجزاء واسعة‬ ‫‪www.e-socialists.net‬‬
‫هي الهدف‪ ،‬فعندئذ لن تستخدم‬ ‫تتوفر في ظل المنافسة المحمومة‬ ‫من تلك السواحل‪ ،‬وستختفي مدن‬
‫مواد صناعية إال بعد التأكد من أنها‬ ‫بين الشركات بهدف االستحواذ‬ ‫وقرى عديدة‪ ،‬من على خريطة العالم‪،‬‬ ‫تابع أخبار ونشاطات املركز‪:‬‬
‫لن تضر باإلنسان وال بالبيئة‪ .‬في‬ ‫على السوق‪ ،‬في ظل هذه المنافسة‬ ‫وعلى سبيل المثال من المتوقع أن‬ ‫‪www.twitter.com/esocialists‬‬
‫ظل االشتراكية فحسب يمكن أن‬ ‫ال مجال للحديث عن االستخدام‬ ‫تغرق أج��زاء كبيرة من الدلتا في‬ ‫‪www.diigo.com/profile/esocialists‬‬
‫توظف الصناعة والتكنولوجيا من‬ ‫المفرط ل��ل��م��وارد الطبيعية الغير‬ ‫مصر‪ ،‬مما سيترتب عليه فقدان‬ ‫‪www.flickr.com/photos/esocialists‬‬
‫أجل حياة أفضل‪.‬‬ ‫متجددة من فحم وبترول‪ ،‬ومعادن‪،‬‬ ‫مئات اآلالف من االفدنة الصالحة‬ ‫‪www.youtube.com/user/esocialists1‬‬
‫حتى لو لم يبقي ش��يء من تلك‬ ‫للزارعة‪ ،‬التي يصعب تعويضها‪ ،‬كما‬ ‫‪www.facebook.com/ishteraky.thawry‬‬
‫رقم اإليداع ‪2006 /21670‬‬ ‫‪www.scribd.com/esocialists‬‬

You might also like