Professional Documents
Culture Documents
1
صلة المسافر
اتفق العلماء على مشروعية قصر الرباعية في السفر إلى ركعتين
واختلفوا فى حكم القصر فقال البعض بالوجوب و قال البعض
بالستحباب و قال القليل بل التمام أفضل و هو قول ضعيف جدا ً لمر
رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالقصر كما سيأتي و مواظبته
صلى الله عليه و آله و سلم عليه و من البعيد أن يواظب طوال حياته
على المفضول و يترك الفاضل و الراجح أنها واجبة كما سيأتي ,و قال
ابن المنذر وقد أجمعوا على أنه ل يقصر في الصبح ول في المغرب .أما
من ذهب إلى الوجوب فعمر بن الخطاب و ابنه عبد الله و بن عباس و أم
المؤمنين عائشة رضي الله عنها وا لحنفية و الهادوية و عمر بن عبد
العزيز و قتادة و الحسن و حماد بن سليمان وقال حماد بن سليمان يعيد
من يصلي في السفر أربعا و استدلوا بأربعة أحاديث موقوفة على من
قالها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :
الدليل الول :
قال عبد الرازق في مصنفه عن الثوري عن زبيد عن عبد الرحمن ابن
أبي ليلى عن عمر بن الخطاب قال ) صلة الضحى ركعتان وصلة
الفطر ركعتان وصلة المسافر ركعتان تمام وليس بقصر على لسان
النبي صلى الله عليه وسلم (
و رواه النسائي في السنن الكبرى و أبي يعلى و الطيالسي و أحمد ,
قال محمد بن عبد الواحد في الحاديث المختارة رواه أصحاب الثوري و
ذكر جملة منهم ثم قال و غيرهم عن الثوري عن زبيد عن ابن أبي ليلى
عن عمر لم يذكروا بينهما أحدا إسناده صحيح .و قال أيضا ً و سئل
الدارقطني عنه فقال رواه يزيد بن أبي الجعد عن زبيد عن عبدالرحمن
بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن عمر و خرجه بهذا السند بن ماجه و
للنسائي روايه بهذا السند في السنن الكبرى و قال الشوكاني في النيل
و يزيد ابن أبي الجعد وثقه أحمد و بن معين
الدليل الثاني :
عن بن عمر رضي الله عنه قال ) صحبت رسول الله صلى الله عليه
وسلم في السفر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله وصحبت أبا بكر
فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله وصحبت عمر فلم يزد على ركعتين
حتى قبضه الله ثم صحبت عثمان فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله
وقد قال الله لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ( روه البخاري و
مسلم و اللفظ لمسلم
وفي رواية لمسلم عن ابن عمر أنه قال ) ومع عثمان صدرا من خلفته
ثم أتم ( و تأولوا له التأويلت أحسنها أنه كان قد تزوج بمكة فقد روى
المام أحمد بسند ضعيف عن عثمان أنه صلى بمنى أربع ركعات فأنكر
الناس عليه فقال ) يا أيها الناس إني تأهلت بمكة منذ قدمت وإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تأهل في بلد فليصل
صلة المقيم (
الدليل الثالث :
رررر ررررررر *
2
عن بن عباس قال ) فرض الله الصلة على لسان نبيكم صلى الله عليه
وسلم في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة (
رواه مسلم
الدليل الرابع :
وعن ابن عمر قال ) إن رسول الله أتانا ونحن ضلل فعلمنا فكان فيما
علمنا أن الله عز وجل أمرنا أن نصلي ركعتين في السفر (
رواه النسائي و صححه اللباني في صحيح النسائي .
الدليل الخامس :
و عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت ) فرضت الصلة
ركعتين فأقرت صلة السفر وأتمت صلة الحضر( متفق عليه .زاد أحمد
إل ) المغرب فإنها وتر النهار وإل الصبح فإنها تطول فيها القراءة (
و أما من قال بالستحباب مثل المام أحمد و الشافعى و مالك و
استدلوا على ذلك بأدلة جاز الستدلل باثنان منها و قالوا لو أنه ل يصح
التمام لما جاز أن يصلي المسافر خلف المقيم أربعا ً كما انه ل يصح ان
يصلي المقيم خلف المسافر إثنان فقط أما ,و قولهم هذا قوي إل أن
وجوب صلة الرباعية مثنى في السفر ل يعني كونه شرطا ً بل تصح
لسترجاع الصحابة و إستجابتهم و قول بن مسعود الخلف شر كله ,إل
أنه يأثم المتعمد ,أما أدلتهم على الجواز :
الدليل الول :
وعن يعلى بن أمية قال قلت لعمر بن الخطاب فليس عليكم جناح أن
تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا فقد أمن الناس
قال عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
عن ذلك فقال ) :صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ( رواه
الجماعة إل البخاري قوله وكان ل يزيد في السفر على ركعتين قوله
صلى الله عليه وسلم ) صدقة تصدق الله بها عليكم ( فإن الظاهر من
قوله صدقة أن القصر رخصة فقط وأجيب بأن المر بقبولها يدل على
أنه ل محيص عنها وهو المطلوب
الدليل الثاني :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
)إ ن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته( رواه أحمد
وصححه ابن خزيمة وابن حبان وفي رواية كما يحب أن تؤتى عزائمه ,و
يجاب بأنه ما الدليل على أن صلة المسافر مثنى رخصة و ليست فرض
و لم يثبت شئ يدل على ذلك بل ثبت قول عمر بن الخطاب رضي الله
عنه ) تمام ليس بقصر ( ,و ثبت أمره صلى الله عليه و آله و سلم بها
لقول بن عباس قال ) فرض الله الصلة على لسان نبيكم صلى الله
عليه وسلم في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة (
رواه مسلم ,و قوله صلى الله عليه و آله و سلم ) فاقبلوها ( فأمره مع
مداومته صلى الله عليه و آله و سلم عليها و عدم و جود قرينة تصرف
المر للستحباب دل على الوجوب .
و استدلوا أيضا ً بحديثين لم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أحدهما
منكر و استبعد صحته الحافظ في التلخيص و الخر باطل نص عليه شيخ
السلم بن تيمية و نقله عنه بن القيم في الهدي كما نقل تكذيبه
رررر ررررررر *
3
للحديث الول أيضا ً ,و استدلوا بآية ليس ذلك موضع الستدلل بها ,أما
الية :
فقول الله تعالى ) فليس عليكم جناح أن تقصروا من −
الصلة ( النساء و هذه الية و ردت في قصر الصفة في صلة
الخوف ل في قصر العدد لما علم من تقدم شرعية قصر العدد قال
في الهدى وما أحسن ما قال وقد يقال إن الية اقتضت قصرا
يتناول قصر الركان بالتخفيف وقصر العدد بنقصان ذلك بأمرين
الضرب في الرض والخوف فإذا وجد المر أن أبيح القصران
فيصلون صلة خوف مقصورا عددها وأركانها وإن انتفى المران
وكانوا آمنين مقيمين انتفى القصران فيصلون صلة تامة كاملة
وإن وجد أحد السببين ترتب عليه قصره وحده فإن وجد الخوف
والقامة قصرت الركان واستوفى العدد وهذا نوع قصر وليس
بالقصر المطلق في الية وإن وجد السفر والمن قصر العدد
واستوفيت الركان وصليت صلة أمن وهذا أيضا نوع قصر وليس
بالقصر المطلق وقد تسمى هذه الصلة مقصورة باعتبار نقصان
العدد وقد تسمى تامة باعتبار تمام أركانها وإن لم تدخل في الية
,و فى موطأ مالك أنه قال حدثني يحيى عن مالك عن بن شهاب
عن رجل من آل خالد بن أسيد ثم أنه سأل عبد الله بن عمر فقال
يا أبا عبد الرحمن إنا نجد صلة الخوف وصلة الحضر في القرآن
ول نجد صلة السفر فقال بن عمر ) يا بن أخي إن الله عز وجل
بعث إلينا محمدا صلى الله عليه وسلم ول نعلم شيئا فإنما نفعل
كما رأيناه يفعل ( و هذا دليل على أن هذه الية ليست دالة على
صلة المسافر .
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ) −
كان يقصر في السفر ويتم ويصوم ويفطر( رواه الدارقطني و
قال إسناده صحيح و رواه البيهقي في السنن الصغرى من طريق
عمرو بن سعيد عن عطاء و هذا السناد صحيح و رواه الدارقطني
بسند آخر من طريق المغيرة عن عطاء عن عائشة ل يصح السند
الثاني قال الدارقطني و المغيرة ليس بالقوي ,و الحديث من
طريق عمرو بن سعيد عن عطاء عن عائشة تكلم العلماء فيه من
ناحية المتن قال السيوطي في الجامع الصغير وارتضاه الذهبي
وقال البيهقي في السنن له شواهد عد جملة منها ,و قال قال
ابن حجر رجاله ثقات انتهى إل أن الحافظ قال في التلخيص وقد
استنكره أحمد وصحته بعيدة فإن عائشة كانت تتم وذكر عروة أنها
تأولت كما تأول عثمان كما في الصحيح فلو كان عندها عن النبي
صلى الله عليه وسلم رواية لم يقل عروة عنها أنها تأولت وقد
ثبت في الصحيحين خلف ذلك .و قال بن القيم في الهدي أن
شيخ السلم بن تيمية قال هو كذب .
و خرج الدارقطني و البيهقي عن عطاء عن عائشة أنها −
اعتمرت معه صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة حتى إذا
قدمت مكة قالت ) يا رسول الله بأبي أنت وأمي أتممت وقصرت
رررر ررررررر *
4
وأفطرت وصمت فقال أحسنت يا عائشة وما عاب علي ( قال ابن
القيم في الهدي و قال شيخنا ابن تيمية وهذا باطل ما كانت أم
المؤمنين لتخالف رسول الله صلى الله عليه أصحابه فتصلي خلف
صلتهم وفي الصحيح عنها إن الله فرض الصلة ركعتين ركعتين
فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة زيد في
صلة الحضر وأقرت صلة السفر فكيف يظن بها مع ذلك أنها
تصلي خلف صلته وصلة المسلمين معه قلت وقد أتمت عائشة
بعد موته صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس وغيره إنها تأولت
كما تأول عثمان اه .و قال اللباني في ضعيف النسائي أنه
منكر .
قال النووي في شرح مسلم ) و ما في صحيح مسلم وغيره −
أن الصحابة كانوا يسافرون مع رسول الله فمنهم القاصر ومنهم
المتم ومنهم الصائم ومنهم المفطر ل يعيب بعضهم على بعض (
قال القاضي الشوكاني في النيل ولم نجد في صحيح مسلم قوله
) فمنهم القاصر ومنهم المتم ( وليس فيه إل أحاديث الصوم
والفطار و تابعه صاحب تحفة الحوذي على عدم و رود ذلك اللفظ
في مسلم
مسائل فى النية
* ل يعيد من قصر ثم عزف عن السفر إلى قريته لن المعتبر نية
المسافر ل حقيقتها
* من صلى بالطائرة قبل أن تتحرك أتم فإذا صعدت به و هو يصلى أتم
لم يقصر على الرجح .و إذا كان عائدا ً فى الطائرة فخاف أن يذهب
الوقت فصلى فى الطائرة فيصلى بنية القصر فإن دخلت به الطائرة
المطار أنهى صلته قصرا ً و لم يتم على الرجح و إن خالف تلك القوال
فاختلف العلماء فى صحة صلته و الرجح أنها صحيحة .و إن إستطاع
القيام فعيه أن يقوم و إن خاف أن يفوت الوقت فيصلى فى مجلسه
رررر ررررررر *
6
لنه من أهل العذار .أما إذا كان سيصل قبل إنتهاء الوقت فله أن ينتظر
حتى يصل ثم يصلي .
* و من صلى خلف من يتم أتم و لو صلى معه ركعة و احدة أو أقل .و
سئل بن عباس ما بال المسافر يصلى ركعتين حال النفراد و أربعا ً إذا
ائتم بمقيم ؟ فقال :تلك السنة .رواه أحمد قال اللباني صحيح
* أما إذا كان المام مسافر فيقصر هو و ل يأمر المأمومين المقيمين
بإستحضار نية إتمامهم بعده قبل أن يبدأ في الصلة و قد أجمع أهل
العلم على أن المقيم إذا ائتم بالمسافر وسلم المسافر من ركعتين أن
على المقيم إتمام الصلة وقد روي عن عمران بن حصين قال شهدت
الفتح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام بمكة ثماني عشرة ليلة
ل يصلي إل ركعتين ثم يقول لهل البلد صلوا أربعا فأنا سفر رواه أبو
داود ولن الصلة واجبة عليه أربعا فلم يكن له ترك شيء من ركعاتها
كما لو لم يأتم بمسافر
الله عنه انه كان يقول اذا اجمع على اقامة خمسة عشر يوما اتم الصلة
فهؤلء احق ان ناخذ بقولهم من سعيد بن المسيب و هذه رواياة ضعيفة
ل يحتج بها .بأنه من مسائل الجتهاد