You are on page 1of 45

‫مقدمة‬

‫الحمد ل‪ ،‬و الصلة والسلم على رسول ال‪ ،‬أما بعد؛ فإن دعوة الخوان المسلمين مليئة‬
‫بالخير‪ ،‬لنها تقتفي آثار الرسول صلى ال عليه وسلم فهمًا و عملً‪.‬‬
‫ولقحد تخرج فحي هذه الدعوة رجال بححق‪ ﴿ ،‬رجال صحدقوا محا عاهدوا ال عليحه فمنهحم محن‬
‫قضى نحبه ومنهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلً ﴾‪.‬‬
‫رجال حملوا أمانة الدعوة فنشروها بكل إخلص و تضحية‪.....‬‬
‫رجال حافظوا على راية الدعوة بيضاء نقية بكل عزم و حزم‪....‬‬
‫رجال شقوا للدعوة طريقًا وسط الصخور و العراقيل بكل صدق و صراحة ‪ ..‬فأغظم بهم‬
‫من رجال !!‪.‬‬
‫و محححن حقوق هذه الدعوة المباركحححة أن يدون تاريخهحححا محححن شتحححى الجوانحححب‪ ،‬و مختلف‬
‫النواحي ‪ ،‬لن في ذلك زاداً عظيماً للجيال ‪ ،‬ووصلً للحق بالسابق‪ ،...‬و تعميقاً لجذور‬
‫الدعوة في نفوس أبنائها ‪ ،‬فتؤتى الشجرة الطيبة أكلها كل حين بإذن ربها‪.‬‬
‫محن هذا المنطلق كانحت هذه المحاولة المتواضعحة التحي جمعحت فيهحا مائة موقحف محن حياة‬
‫المرشدين الصادقين الذين تولوا عبء و أمانة قيادة دعوة الخوان المسلمين‪.‬‬
‫و إن هذه المحاولة قطرة محححن بححححر ممحححا تذخحححر بحححه حياة أولئك العظماء و تلك الدعوة‬
‫المباركة‪.‬‬
‫و حقيححق على أهححل الفضححل ‪ ،‬و ذوي الصحححبة الطويلة الطيبححة أن يفيضوا على الجيال‬
‫المتعطشة من هذا البحر الزاخر المبارك‪.‬‬
‫ولقححد سححبق فححي هذا الباب السححتاذ المرشححد عمححر التلمسححاني رحمححه ال و السححتاذ عباس‬
‫السحححيسي ‪ ،‬و السحححتاذ جابر رزق رحمحححه ال ‪ ،‬وقدموا للجيال قبسحححًا محححن هذه الحياة‬
‫الطيبة‪....‬‬
‫و إن هذه المواقف شهادة عملية على مدى شمول وعمق واستقامة التربية الخوانية؟‬
‫إنها بحق زاد للجيال‪...‬‬
‫و لقد لمست عظيم التأثير بها في نفوس المستمعين إليها ‪...‬‬
‫إنها تنقل من عايشها نقلة عالية في مدارج السالكين ‪.‬‬
‫وفحي الختام أسحأل ال تبارك و تعالى أن يتقبحل أصححاب هذه المواقحف فحي الصحالحين ‪ ،‬و‬
‫يرفحع درجاتهحم فحي علييحن ‪ ،‬و أن يجمعنحا بهحم فحي جناتحه جنات النعيحم إخوانًا على سحرر‬
‫متقابلين ‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد ل رب العالمين ‪.‬‬
‫محمد عبد الحليم حامد‬
‫توثيق المواقف‬
‫هذه المواقحف مسحتقاة مباشرة ممحا دونحه و كتبحه ‪ ،‬و تحدث بحه مباشرة قادة الدعوة ‪ ،‬وكبار‬
‫مسؤوليها ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬المام الشهيد حسن البنا في ‪:‬‬
‫" مذكرات الدعمة و الداعية"‬
‫و الستاذ المرشد عمر التلمساني في ‪:‬‬
‫" ذكريات ‪ ..‬ل مذكرات "‬
‫" و الملهم الموهوب "‬
‫" و بعض ما علمني الخوان المسلمون "‬
‫" و أيام مع السادات "‬
‫و الستاذ أسعد سيد أحمد في ‪:‬‬
‫" السلم و الداعية "‬
‫و الستاذ محمود عبد الحليم في ‪:‬‬
‫" الخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ "‬
‫و الستاذ جابر رزق في ‪:‬‬
‫" المام الممتحن حسن الهضيبي "‬
‫و الحاديث المباشرةلفضيلة الشيخ محمد عبد ال الخطيب‬
‫و الستاذ المستشار محمد المأمون الهضيبي‬
‫و الستاذ الدكتور أحمد الملط‬
‫و غيرهم من الفاضل الكرام ‪.‬‬
‫و لقحد كان حظحي هحو جمحع هذه الدرر محن المواقحف ‪ ،‬و نظمهحا فحي عقحد فريحد ‪ ،‬لتتجلى‬
‫للناظرين بل تقديم و ل تعليق لنها تشع أضواءها بذاتها ‪.‬‬

‫مواقف للمام الشهيد حسن البنا‬

‫نبذة عن حياة المام الشهيد‬


‫‪‬ولد المام الشهيد حسن البنا بمدينة المحمودية بمحافظة البحيرة عاد ‪ 1906‬م‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬كان والده من العلماء العاملين ‪ ،‬المشتغلين بعلوم السنة النبوية ‪.‬‬
‫‪ ‬حفظ القرآن صغيراً ‪.‬‬
‫‪ ‬التححق بكليحة دار العلوم عام ‪ 1923‬م و تخرج فيهحا عام ‪ 1927‬م و كان‬
‫ترتيبه الول ‪.‬‬
‫‪ ‬عين مدرساً بمدينة السماعيلية ‪.‬‬
‫‪ ‬غرس أول نواة لجماعة الخوان المسلمين في ذي القعدة ‪ 1347‬هح ‪ -‬مارس‬
‫‪ 1928‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬انتقل إلى القاهرة عام ‪ 1932‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬اغتالته يد الغدر والخيانة في ‪ 14‬ربيع الثاني ‪ 1368‬هح ‪ 12 -‬فبراير ‪1949‬‬
‫م‪.‬‬

‫‪ - 1‬قيام الليل‬

‫ذهحب المام الشهيحد إلى مؤتمحر بالمنزلة دقهليحة وبعحد الفراغ محن المؤتمحر ‪ ،‬و الذهاب إلى‬
‫النوم ‪ ،‬توجه المام و في صحبته الستاذ عمر التلمساني إلى حجرة بها سريران ‪ ،‬ورقد‬
‫كل على سريره ‪.‬‬
‫وبعد دقائق قال الستاذ ‪ :‬أنمت يا عمر ؟ ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪.‬‬
‫وتكرر السؤال ‪.‬‬
‫وتكرر الرد‪.‬‬
‫وقال الخ عمر في نفسه إذا سأل فلن أرد ‪.‬‬
‫وظن الستاذ أن الخ عمر قد نام ‪.‬‬
‫فتسلل على أطراف أصابعه ‪ ،‬وخرج من الحجرة ‪ ،‬وأخذ نعليه في يده ‪ ،‬وذهب إلى دورة‬
‫المياه حافياً ‪ ،‬حيححث جدد وضوءه ‪ ،‬ثححم اتجححه إلى آخححر الصححالة ‪ ،‬وفرش سححجادة ‪ ،‬وأخححذ‬
‫يتهجد ‪.‬‬

‫‪ - 2‬إننا مجاهدون بأموالنا‬

‫جاء مبعوث من السفارة النجليزية إلى دار المركز العام وقابل المام الشهيد وقال له ‪:‬‬
‫إن المبراطوريححة مححن خططهححا مسححاعدة الجمعيات الدينيححة و الجتماعيححة ‪ ،‬وهححي تقدر‬
‫جهودكحم ونفقاتكحم ‪ ..‬لذلك فهحي تعرض عليكحم خدماتهحا بدون مقابحل وقحد قدمنحا مسحاعدات‬
‫لجمعية كذا وكذا ‪ ...‬ولفلن و فلن ‪ ..‬وهذا شيك بعشرة آلف جنيه معاونة للجماعة‪.‬‬
‫فتبسم المام الشهيد وقال ‪:‬‬
‫إنكم في حالة حرب وأنتم أكثر احتياجًا إلى هذه اللف‪.‬‬
‫فأخذ المبعوث يزيد في المبلغ و المام الشهيد يرفض ‪..‬‬
‫و كان بعض الخوة يتعجبون ويتهامسون ‪:‬‬
‫لم ل نأخذ المال و نستعين به عليهم ‪.‬‬
‫فكان جواب المام الشهيد ‪:‬‬
‫إن اليد التي تمتد ل تستطيع أن ترتد ‪.‬‬
‫و اليد التي تأخذ العطاء ل تستطيع أن تضرب ‪.‬‬
‫أننا مجاهدون بأموالنا ل بأموال غيرنا و بأنفسنا ل بأرواح غيرنا ‪.‬‬

‫‪ - 3‬أريدك معي في الوزارة‬

‫اتصل فؤاد سراج الدين في بداية بريقه بالمام الشهيد وقال له ‪ :‬أريدك في أمر هام ‪.‬‬
‫فقال المام ‪ :‬وما هو يا فؤاد باشا ؟‬
‫فقال الباشا ‪ :‬أريدك معي في وزارة الشؤون الجتماعية ‪.‬‬
‫فقال المام ‪ :‬أنا موظف أعمل بالحكومة في أي مكان أنتج فيه ‪ .‬و لكن لي شرط واحد يا‬
‫باشا ‪.‬‬
‫فقال الباشا ‪ :‬وما هو ؟‬
‫فقال المام ‪ :‬أن أنقل في نفس الدرجة و بنفس المرتب ‪.‬‬
‫فقال الباشا ‪ :‬مستحيل فسيكون تحت أمرك من هو بدرجة مدير عام ‪.‬‬
‫فقال المام ‪ :‬آسف يا باشا و أنا متمسك بشرطي ‪.‬‬
‫فقال الباشحا ‪ :‬أنحا ل أسحتشيرك فحي المحر ولكنحي أخحبرك وسحيصدر المرسحوم الملكحي بهذا‬
‫المر ‪.‬‬
‫فقال المام ‪ :‬سأعتذر ولن أحرج وسيكون الحرج لك والوزارة ‪.‬‬

‫‪ - 4‬تقدير المسؤول‬

‫بقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬


‫كان المام الشهيد يرفع من معنوياتنا ‪:‬‬
‫دعاه أحد الخوان إلى الغداء في عزبته على مقربة من شبين القناطر بلدتي ‪ ،‬ولم يدعني‬
‫الداعحي ‪ ،‬وأححب المرشحد أن يشعره بالتقصحير دون إحراج ‪ ...‬فجاء محن القاهرة و أرسحل‬
‫ل ‪ :‬اركب ‪.‬‬‫من يستدعيني من المحكمة ‪ ،‬فجئت مسرعاً ‪ ،‬فقال متعج ً‬
‫قلت ‪ :‬إلى أين ؟‬
‫قال ‪ :‬لنتناول الغداء عند فلن ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ولكني لم أدع ‪ ،‬وفضيلتك تعرف حساسيتي في هذا المجال ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬أعلم حقًا ‪ ،‬ولكنني ل أستطيع أن أمر من شبين القناطر دون الخ المسؤول عنها ‪.‬‬
‫فكيف تريدني أن أتخطاك ؟‬
‫قلت ‪ :‬و لكنك أنت المسؤول عنا جميعاً ‪ ،‬وتجب طاعتك على من عداك ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ذلك في الشؤون العامة ‪.‬‬
‫أمحا هذه المسحائل فمسحؤول المنطقحة هحو صحاحبها و الي فيهحا رأيحه و لئن لم يراع رئيحس‬
‫الجماعة وضعية المسؤولين في الجماعة كان المر إلى الفوضى أقرب منه إلى النظام ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬جزاك ال خيراً على هذا الدرس ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فإما أن تركب و إما أن أرسل إلى الداعي ليحضر ويدعوك معنا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬إذاً لركب ‪.‬‬

‫‪ - 5‬عاطفة ‪ ..‬وجندية‬

‫في معسكر الدخيلة كانت ذكريات ودروس وعظات من ذلك ‪:‬‬


‫أصحدر الخ مسحعود أبحو السحعود قائد المعسحكر قراراً بمعاقبحة أححد الخوة وذلك بصحرف‬
‫نصف رغيف فقط في وجبة الغداء ‪.‬‬
‫ونزل الخوان البححر وجاء وقحت الغداء وكانحت جلسحة الخ المعاقحب بجوار المام الشهيحد‬
‫وتزاحمت العاطفة والجندية‪.‬‬
‫فأخذ المام الشهيد يجمع من الخبز من أمامه لكي يعطيه للخ المعاقب ثم يضعه ثانية ‪.‬‬
‫وتكرر هذا المشهد عدة مرات ‪.‬‬
‫لقد دفعته العاطفة لجمع الخبز ‪..‬‬
‫ومنعته الجندية من تكسير المر ‪..‬‬
‫وقام المام و لم يذق لذة الطعام ‪.‬‬

‫‪ - 6‬الناظر والوافد الجديد‬

‫يقول الستاذ عمر التلمساني ‪:‬‬


‫كان المام الشهيد حللً للمشاكل في بساطة ويسر ناجحين ‪.‬‬
‫فحي مركحز محن المراكحز شعبحة يرأسحها ناظحر مدرسحة إلزاميحة وانتقحل إلى هذا المركحز أخ‬
‫أكثر علمًا من الناظر ‪.‬‬
‫وبعد أيام قلئل قال الناظر للوافد الجديد ‪ :‬يا أخي إنها أمانة فأنت أحق بحملها مني فاقبل‬
‫رئاسة الشعبة وارحمني يرحمك ال ‪.‬‬
‫فرفض الخ في إصرار قائلً ‪ :‬إن أهل مكة أدرى بشعابها ‪.‬‬
‫وصمم كل منهما على رأيه ‪ ،‬ورفع المر إلى فضيلة المرشد ‪.‬‬
‫فقال لنائب الشعبة ‪ :‬لماذا تصر على أن يكون أخوك هو نائب الشعبة ؟‬
‫قال ‪ :‬إنه أعلم مني ‪.‬‬
‫فقال المام ‪ :‬هب أنه قبل ‪ ،‬وزاول عمله فأخطأ فمن يصلح خطأه ؟‬
‫وأنحت كمحا تقول دونحه علماً ‪ ،‬فابحق فحي مكانحك فإن أخطأت أصحلح لك خطأك ‪ .‬أليحس هذا‬
‫صحيحاً ؟‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪.‬‬
‫وانتهى المر بهذه البساطة ‪ ،‬وهذه الحنكة ‪.‬‬
‫‪ - 7‬ل هتاف بالشخاص‬
‫في مؤتمر الطلب الذي انعقد بدار جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة عام ‪ 1938‬م خطب‬
‫المام الشهيححد فتحمححس أحححد الخوة مححن الطلب فهتححف بحياة حسححن البنححا – وبرغححم عدم‬
‫استجابة الحاضرين لهذا الهتاف – إل أن الستاذ المرشد وقف صامتاً ل يتحرك برهة ‪،‬‬
‫فاتجهت إليه النظار في تطلع ‪ ...‬ثم بدأ حديثه في غضب فقال ‪:‬‬
‫أيهححا الخوان ‪ ،‬إن اليوم الذي يهتححف فححي دعوتنححا بأشخاص لن يكون ولن يأتححي أبداً ‪ .‬إن‬
‫دعوتنا إسلمية ربانية قامت على عقيدة التوحيد ‪ ،‬فلن تحيد عنها ‪.‬‬
‫أيها الخوان ‪ ،‬ل تنسوا في غمرة الحماس الصول التي آمنا بها ‪ ،‬وهتفنا بها ‪ ( :‬الرسول‬
‫قدوتنا )‬
‫﴿ إن ل وملئكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾‬

‫‪ - 8‬أين نحن من تلمذة ‪ ..‬الرسول‬

‫فحي مدينحة رشيحد أقام الخوان حفلً بمناسحبة ذكرى السحراء و المعراج ‪ ،‬فتحدث أححد‬
‫الخوة المتحمسين فقال ‪:‬‬
‫إن مثلنا الن من الستاذ المرشد وهو يشير إليه كمثل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بين أصحابه ‪.‬‬
‫ومحا كاد السحتاذ المتحدث ينتهحي محن هذه العبارة حتحى قفحز المام الشهيحد إلى المنصحة‬
‫ل‪:‬‬‫ثم اتجه إلى الناس قائ ً‬
‫إيهحا الخوة ‪ ،‬معذرة إذا كان السحتاذ المتحدث قحد خانحه التعحبير فأيحن نححن محن تلمذة‬
‫تلمذة رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫ثم نزل إلى مكانه ‪.‬‬

‫‪ - 9‬الدعوة في المقاهي‬

‫يقول المام الشهيد في مذكراته ‪:‬‬


‫عرضحححت على زملئي و انحححا طالب بدار العلوم أن نخرج للوعحححظ فحححي المقاهحححي‬
‫فعارضوا ‪ ...‬و كنححت أخالفهحححم فححي هذه النظرة ‪ ،‬وكنحححت أعتقحححد أن كثيرًا محححن رواد‬
‫المقاهي فيهم خير ‪.‬‬
‫وقلت لزملئي ‪:‬‬
‫إن العبرة بحسن اختيار الموضوع فل نتعرض لما يجرح شعورهم ‪.‬‬
‫وبطريقة العرض فتعرض بأسلوب شائق جذاب ‪.‬‬
‫وبالوقت فل نطيل عليهم القول ‪.‬‬
‫وقمنا بالتجربة فألقيت في أول ليلة أكثر من عشرين خطبة تستغرق الواحدة منها ما‬
‫بين خمس دقائق إلى عشرة ‪.‬‬
‫ولقد كان شعور السامعين عجيباً ‪ ،‬وكانوا دائمًا بعد الخطبة يقسمون أن نشرب شيئاً ‪،‬‬
‫فنعتذر لهم بضيق الوقت وبأننا نذرنا هذا الوقت ل ‪.‬‬
‫وكان أسوتنا قول كل رسول ‪ ﴿ :‬قل ل أسألكم عليه أجراً ﴾ ‪.‬‬
‫ونجحت التجربة مائة في المائة بفضل ال وتوفيقه(‪. )1‬‬
‫وكرر المام الشهيد هذا السلوب وحده في السماعيلية عندما تخرج ‪ ،‬وعين مدرساً‬
‫هناك ‪ ،‬فنجح بفضل ال‪.‬‬

‫‪ -10‬تمثال على الشاطئ‬

‫يقول المام الشهيد في مذكراته ‪:‬‬


‫مررت ذات يوم على شاطئ النيل وأنا تلميذ ‪ ..‬فلحظت أن أحد أصحاب السفن قد علق‬
‫فححي سححاريتها تمثالً خشححبياً عاريًا على صححورة تتنافححى مححع الداب ‪ ،‬وبخاصححة و أن هذا‬
‫الجزء من الشاطئ يتردد عليه السيدات والفتيات يستقين منه الماء ‪.‬‬
‫فذهبححت فوراً إلى ضابححط النقطححة وذكرت له مححا رأيححت وأنححا غاضححب ‪ ..‬فقام الرجححل على‬
‫الفور ‪ ،‬وهدد صاحب السفينة ‪ ،‬وأمره بإنزال التمثال حالً ‪.‬‬
‫ولم يكتف الرجل بذلك بل ذهب في صباح اليوم التالي إلى المدرسة وأخبر الناظر الخبر‬
‫في إعجاب وسرور ‪.‬‬
‫فسر الناظر وأذاع الخبر على التلميذ في طابور الصباح‪.‬‬
‫فأين سلوك كثير من النظار والضباط اليوم ؟!‬

‫‪ -11‬إمام المسجد والتلميذ‬


‫يقول المام الشهيد في مذكراته ‪:‬‬
‫" ونححن طلب فحي المدرسحة العداديحة كنحا نصحلي الظهحر فحي المسحجد الصحغير المجاور‬
‫للمدرسة‪.‬‬

‫وذات يوم محر إمام المسحجد فرأى كثيراً محن التلميحذ يزيحد على ثلثحة صحفوف أو أربعحة ‪..‬‬
‫فخشي السراف في الماء ‪ ،‬والبلى للحصير‪.‬‬

‫فانتظحر حتحى أتحم المصحلون صحلتهم‪ ،‬ثحم فرقهحم بالقوة مهدداً ومنذرًا ومتوعداً ‪ ،‬فمنهحم محن‬
‫فر ومنهم من ثبت ‪.‬‬
‫وأوحت إلي خواطر التلمذة أن أقتص منه ول بد ‪.‬‬
‫فكتبت إليه خطابًا ليس فيه إل هذه الية ‪:‬‬
‫{ ول تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من‬
‫شىء ومن حسابك عليهم من شىء فتطردهم فتكون من الظالمين }‬
‫وبعثت الخطاب بالبريد‬
‫ثم عرف الشيخ ممن جاءته هذه الضربة ‪ ،‬فقابل الوالد شاكياً‪...‬‬
‫فأوصاه بالتلميذ خيراً‪.‬‬
‫وكانت له معنا مواقف طيبة بعد ذلك‪.‬‬
‫واشترط علينححا أن نمل صححهريج المسححجد بالماء قبححل انصححرافنا وأن نعاونححه فححي جمححع‬
‫تبرعات للحصر ‪.‬‬
‫فأعطيناه ما شرط‪.‬‬
‫‪ -12‬مناقشة من أجل أذان العصر‬
‫يقول المام الشهيد في مذكراته ‪:‬‬
‫"كنت أؤذن الظهر والعصر في مصلى المدرسة‪ ،‬وكنت أستأذن المدرس‪ -‬إذا كان وقت‬
‫العصر يصادف حصة من الحصص – لداء الذان‪...‬‬
‫وكان بعض الساتذة يسمح وهو مسرور وبعضهم يريد المحافظة على النظام‪ ،‬فأقول له‪:‬‬
‫ل طاعة لمخلوق في معصية الخالق ‪ ،‬وأناقشه مناقشة جادة ل يرى معها بداً من السماح‬
‫حتى يتخلص منها ومني "‬

‫‪ – 13‬تهادوا تحابوا‬
‫يقول المام الشهيد في مذكراته ‪:‬‬
‫نظمت درساً بالمسجد في السماعيلية بين المغرب والعشاء ‪ ،‬وأقبل الناس ‪ ،‬وكان له أثر‬
‫طيب ‪.‬‬
‫ولكحن أححد قدامحى المشايحخ المولعيحن بالجدل والحواشحي وإحراج الوعاظ حاول إحراجحي‬
‫ذات مرة وأنا أقص قصة الخليل إبراهيم عليه السلم ‪.‬‬
‫فسألني عن اسم أبيه ؟‬
‫فابتسحححمت ‪ .‬وقلت ‪ :‬إن اسحححمه (تارخ) وإن آزر عمحححه والقرآن يقول ‪ :‬إن آزر أبوه‪ ..‬ول‬
‫مانع من ذلك في لغة العرب ‪ ..‬ونطقت بكلمة تارخ بكسر الراء‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬لكن اسم أبيه تارُخ) بضم الراء ل كسرها‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬فليكن ‪ ،‬وهو اسم أعجمي على كل حال‪ ،‬وضبطه يتوقف على المعرفة بهذه اللغة ‪،‬‬
‫والمهم العظة والعبرة‪.‬‬
‫وأراد الشيححخ أن يسححتخدم هذا السححلوب فححي كححل درس ومعنححى هذا أب يهرب العامححة‬
‫والمستمعون ‪.‬‬
‫ففكرت فحي العلج ‪ :‬فدعوتحه إلى المنزل وأكرمتحه وأهديتحه كتابيحن ‪ ..‬فسُح ّر الشيحخ سحروراً‬
‫عظيماً‪.‬‬
‫وجعححل يواظححب على الدرس ‪ ،‬ويدعححو الناس إليححه بإلحاح وكححف عححن الجدال ‪ ،‬وصححدقت‬
‫الكلمة الطيبة ‪ " :‬تهادوا تحابوا"‪.‬‬
‫‪ – 14‬رؤيا صالحة‬
‫يقول المام الشهيد في مذكراته ‪:‬‬
‫" إن من فضل ال تبارك وتعالى أنه يطمئن ويسكن نفوس عباده ‪ ،‬وإذا أراد شيئًا هيأ له‬
‫السباب ‪.‬‬
‫فل زلت أذكححر أن ليلة اكتحان النحححو والصححرف لللتحاق بدار العلوم ‪ ،‬رأيححت فيمححا يرى‬
‫النائم أنني أركب زورقاً مع بعض العلماء الفضلء ‪ ..‬فتقدم أحدهم وقال لي ‪:‬‬
‫أين شرح اللفية لبن عقيل ؟‬
‫فقلت ‪ :‬ها هو ذا ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬تعال نراجع فيه بعض الموضوعات‪.‬‬
‫هات صفحة كذا ‪ ،‬وصفحة كذا ‪ ..‬وأخذت أراجع موضوعاتها‪.‬‬
‫وفي الصباح جاء الكثير من السئلة حول هذه الموضوعات‪.‬‬
‫فكان ذلك تيسيرًا من ال تبارك وتعالى‪.‬‬
‫والرؤيا الصالحة عاجل بشرى المؤمن والحمد ل رب العالمين"‪.‬‬

‫‪ – 15‬حقد ونجاة‬
‫حقحد أححد الزملء الطلب على المام الشهيحد لتفوقحه فحي الدراسحة ففكحر فحي حيلة يعيقحه بهحا‬
‫عن المتحان‪.‬‬
‫فانتهحز فرصحة نوم جميحع الطلب ‪ ،‬وأخحذ يصحب زجاجحة محن صحبغة اليود المركزة على‬
‫وجهحه وعنقحه ‪ ،‬ثحم تظاهحر بالنوم ولكحن المام ألهمحه ال أن يقوم مسحرعًا إلى دورة المياه‬
‫ليغسل وجهه وعنقه ‪.‬‬
‫وكان أذان الفجر ‪ ،‬فنزل مسرعًا إلى الصلة ‪ .‬وكان تحقيق في الصباح في هذه الكارثة‪.‬‬
‫واكتُشف الجاني واعترف بجريمته ‪....‬‬
‫فأخحذ عقابحه محن الزملء وهموا بتبليحغ النيابحة وإدارة المدرسحة ولكحن المام تذكحر أنحه قحد‬
‫نجا‪ ،‬وهذه نعمة تستحق الشكر وليس الشكر إل بالعفو والصفح {ومن عفا وأصلح فأجره‬
‫على ال}‪.‬‬
‫فجعحل ال هذه الحادثحة خيرا وبركحة إذ كانحت سحبباً لنتقال السحرة كلهحا محن المحموديحة إلى‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫‪ - 16‬الكلوب الخطر‬

‫دعي المام الشهيد إلى حفل في مدينة الزقازيق ‪.‬‬


‫وكانت الضاءة بواسطة الكلوبات ‪،‬‬
‫فهوى إلى الرض محشرجاً مدخناً ‪ ،‬يكاد ينفجحححر ‪ ،‬ولو انفجحححر لدمحححر السحححرادق ‪،‬ولكان‬
‫الحريق مروعاً ‪.‬‬
‫وهرول الناس مبتعدين عن هذا الكلوب الخطر ‪.‬‬
‫وفي كل بساطة ‪ ،‬وثقة ‪ ،‬وشجاعة ‪ ،‬وهدوء ‪ ،‬ترك المام المنصة ‪ ،‬وأخرج مدية الجوالة‬
‫محن جيبحه ‪ ،‬وتقدم إلى الكلوب فحي غيحر هرولة ‪ ،‬وفصحله عحن السحقف ‪ ،‬وحمله إلى خارج‬
‫السرادق ‪.‬‬
‫وعاد الهدوء والمن واستكمل الحفل على خير وجه‪.‬‬

‫‪ -17‬حرص الخوان على مصلحة البلد‬


‫حين صدر قرار بحل جماعة الخوان المسلمين في الثامن من ديسمبر عاد ‪ 1948‬م في‬
‫عهد النقراشي وكان ما كان من محنة وبلء واعتقال وإيذاء ‪.‬‬
‫حينئذ ذهب بعض الشباب إلى المام الشهيد ليستأذنوه في المقاومة حسب الطاقة ‪.‬‬
‫فنهاهم بشدة عن هذا المر ‪ ،‬وأوضح لهم عاقبته الوخيمة وذكرهم المام الشهيد بالقصة‬
‫المشهورة عن نبي ال سليمان حين اختمصت امرأتان على طفل وليد ‪ ...‬وادعت كلتاهما‬
‫بنوته ‪ ...‬فحكحم بشطره نصحفين بينهما ‪ ،‬وبينمحا وافقحت المرأة التي لم تلد على قسمته‪ ،‬عحز‬
‫ذلك على الم الحقيقيحة ‪ ،‬وآلمهحا قتحل فلذة كبدهحا ‪ ،‬فتنازلت عحن نصحيبها فيحه لقاء أن يظحل‬
‫الطفل متمتعاً بحياته ‪..‬‬
‫ثم قال لهم المام الشهيد ‪:‬‬
‫إننا نمثل نفس الدور مع هؤلء الحكام ‪.‬‬
‫ونحن أحرص منهم على مستقبل هذا الوطن وحرمته ‪.‬‬
‫فتحملوا المنحححة ومصححائبها ‪ ،‬وأسححلموا أكتافكححم للسححعديين ليقتلوا ويشردوا كيححف شاؤوا ‪،‬‬
‫حرصًا على مستقبل وطنكم ‪ ،‬وإبقا ًء على وحدته واستقلله ‪.‬‬

‫‪ - 18‬دعوتنا لكل الناس‬


‫زار المام الشهيححد محافظححة سححوهاج ‪ ،‬وبعححد انتهاء المؤتمححر دعححي إلى مائدة ‪ ،‬وجلس‬
‫بجواره أحد الخوة ‪.‬‬
‫وكان هذا الخ يتمنى أن تتاح له هذه الفرصة ليهمس في أذن المام الشهيد بأمر هام ‪.‬‬
‫فقال له ‪ :‬يا أستاذ ‪.‬‬
‫إن الدعوات ل تقاس بالكم وإنما بالكيف ‪.‬‬
‫فماذا لو وضعنا ضوابط للذين يريدون النتساب ‪...‬‬
‫كأن نحدد لهحم قدراً محن الثقافححة السحلمية يدرسحونه ‪ ،‬ويظلون زمناً فحي إطار النتسححاب‬
‫وتحت الختبار ‪ ،‬ثم ينقل الصالح منهم إلى العضوية العاملة ؟‬
‫فابتسم المام الشهيد ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫يا فلن ‪ ،‬هل تريدون مني ما لم يرده ال من أنبيائه ورسله وهم صفوة خلقه ‪.‬‬
‫إننا دعوة لكل الناس وليست لفئة محمودة ‪.‬‬
‫يتربحى فيهحا كحل محن يريحد أن يخدم السحلم مهمحا كانحت مكانتحه وثقافتحه ‪ ..‬وكحل ميسحر لمحا‬
‫خلق له ‪.‬‬
‫ومن يدري فلعل هذه الدعوة تواجه محناً عاتية ‪ ،‬تعدون فيها الرجال على الصابع ‪.‬‬
‫وجاءت المحن العاصفة ‪ ،‬وثبت كثير من الذين نحسبهم بسطاء في مكانتهم وثقافتهم ‪.‬‬
‫ولكنهم تخلقوا بمقومات الرجولة فصدقوا ما عاهدوا ال عليه ‪.‬‬
‫وسححقط آخرون مححن أصحححاب الثقافححة الواسححعة ‪ ،‬والشخصححيات اللمعححة ‪ ،‬ول فححي خلقححه‬
‫شؤون‪.‬‬

‫‪ - 19‬العدس بالحلبة‬
‫خرج المام الشهيد مرة في رحلة خلوية مع الجوالة ‪.‬‬
‫وقام الخوة المكلفون بإعداد الطعام بعملهم ‪.‬‬
‫ولكنهم أخطأوا بخلطهم العدس بالحلبة ‪.‬‬
‫فكان مذاق الطعام غير مألوف ‪.‬‬
‫ولكنحه خفحف الحرج عحن الكليحن والطهاة لتشجيحع الجوالة على تناول هذا الطعام الغريحب‬
‫فقال ‪:‬‬
‫أتعرفون ما اسم هذه الطبخة يا أحباب ؟‬
‫إنها الحلبة التي تسمعون عنها ‪،‬‬
‫وها أنتم قد رأيتموها وأكلتموها ‪ ،‬فبالهناء والشفاء ‪.‬‬

‫‪ - 20‬حفل مع الفتوات‬
‫دعي المام الشهيد مرة على إلى حفل بمناسبة المولد في بولق ‪.‬‬
‫وكان هذا الحي يشتهر في ذلك الوقت بالفتوات والقوياء ‪.‬‬
‫فكان حديثحه يدور عحن رسحول ال صحلى ال عليحه وسحلم وقوتحه وشجاعتحه وصحرعه لبحي‬
‫جهححل ‪ ،‬وركانححة أقوى أقوياء الجزيرة العربيححة وسححبقه لبححي بكححر وعمححر ‪ ..‬ذلك الحديححث‬
‫المحبب لولئك الفتوات ‪.‬‬
‫ثم انتقل بهم إلى القوة الروحية التي مصدرها طاعة ال والتزام أمره واجتناب نهيه ‪..‬‬
‫كذلك استخدام القوة في نصرة المظلوم ‪ ،‬ومجاهدة العداء ‪..‬‬
‫فما كان من أحد الفتوات إل أن صاح معجبًا ‪:‬‬
‫" اللهم صلي على أجدع نبي " ‪.‬‬
‫وانتهححى الحفححل ‪ ،‬وبايححع الكثيرون ‪ ،‬وعلى رأسححهم المرحوم إبراهيححم كروم أشهححر فتوات‬
‫بولق السبتية ‪.‬‬

‫‪ -21‬لو خرجنا بواحد لكفى‬


‫يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬
‫ذهبت مع المام الشهيد مرة إلى مدينة طوخ بالقليوبية ‪.‬‬
‫وكان الحفححل حاشداً ‪ ،‬والهتافات عاليححة ‪ ...‬وفححي الطريححق سححألني فضيلتححه ‪ :‬مححا رأيححك فححي‬
‫الحفل ؟‬
‫قلت ‪ :‬إن الصخب شديد ‪ ،‬والصوات العالية ل تطمئنني كالطبل الجوف ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬اسححمع ‪ ،‬نحححن على قدم رسححول ال صححلى ال عليححه وسححلم ‪ .‬كان يعرض نفسححه على‬
‫الناس في السواق ‪ ،‬فل يلقى إل السخرية واليذاء ‪.‬‬
‫فهل نصبر على بطء الستجابة‬
‫إننا لو خرجنا من هذه اللف بواحد فقط ‪ ،‬فذلك خير من الدنيا وما فيها ‪.‬‬

‫‪ -22‬أنا ل أؤلف كتبًا بل رجا ً‬


‫ل‬
‫طلب كثيححر مححن الناس الغيوريححن مححن المام الشهيححد أن يؤلف كتبًا يودعهححا مححا عنده مححن‬
‫معارف بهرت عقول كبار العلماء ‪.‬‬
‫فكان رده عليهم ‪ :‬أنا ل أؤلف كتباً ‪...‬‬
‫وإنما مهمتي أن أؤلف رجالً أقذف بالرجل منهم في بلد فيحييه ‪..‬‬
‫فالرجل منهم كتاب حي ينتقل إلى الناس‬
‫ويقتحم عليهم عقولهم وقلوبهم ‪ ،‬ويبثهم كل ما في قلبه ونفسه وعقله ‪ ،‬ويؤلف منهم رجالً‬
‫كما ألف هو من قبل ‪.‬‬

‫‪ -23‬أين المركز العام ؟‬


‫عرفحت السحماعيلية صحغيرها وكبيرهحا حسحن البنحا والخوان المسحلمين فلمحا انتقلت الدعوة‬
‫إلى القاهرة حدث المام الشهيد بهذه الطرفة فقال ‪:‬‬
‫جاء أحد إخوان السماعيلية في القاهرة لزيارتي ‪..‬‬
‫فلمحا نزل محن القطار فحي محطحة مصحر سحأل أول محن قابلهحم محن أهحل القاهرة عحن المركحز‬
‫العام للخوان المسححلمين ‪ ،‬وهححو يظححن أنححه يسححأل عححن أحححد معالم القاهرة ‪ ،‬فاعتقدوا أنححه‬
‫شخص ساذج ‪..‬‬
‫وقالوا له ‪ :‬اتجه من هذا الطريق ‪ ...‬ثم اسأل هناك فاتجه ثم سأل ‪ ...‬وهكذا‬
‫حتحى قابحل المام الشهيحد صحدفة وقحد جاوز المركحز العام بمسحافة فأخذه السحتاذ ورجحع بحه‬
‫المسافة ‪.‬‬
‫وقص على الستاذ القصة وقال ‪:‬‬
‫كل من سألته صدقني إل صاحب هذا المحل ( وأشار إلى محل على بعد أمتار ل تتجاوز‬
‫الخمسين متراً ) إذ قال لي ‪:‬‬
‫‪-‬امحش إلى نهايحة هذا الشارع ( شارع الناصحرية ) فسحتجد ميدان السحيدة زينحب‬
‫فاسأل هناك‪.‬‬
‫ضحك الستاذ المرشد ‪ ،‬وفهم أن الدعوة حتى بعد انتقالها إلى القاهرة بثلث سنوات‬
‫ل زالت مجهولة حتى أن الجيران ل يعرفونها ‪.‬‬

‫‪ -24‬حال الجامعة‬
‫كانحت الجامعحة فحي بدايحة عهدهحا خاليحة محن العلن بمظاهحر السحلم حتحى الصحلوات‬
‫كانت تؤدى تحت الرض ‪ ،‬وفي أماكن بالية وعلى استحياء ‪.‬‬
‫فقال المام لحد الطلب ‪ :‬أذن للظهر في مكان مرأى بأعلى صوتك ‪ ،‬واصبر ‪.‬‬
‫ففعل الطالب ‪ ،‬فدهش الطلب والفراشون ‪ ،‬والموظفون وكانت إحدى العجائب ‪...‬‬
‫فصلى السنة ‪ ،‬ثم أقام الصلة ‪ ،‬وصلى وحده ‪ ،‬والجموع حوله تتعجب ‪.‬‬
‫وفعل في اليوم التالي مثل ما فعل بالمس ‪.‬‬
‫وبعد أيام قلئل زاد العدد واحداً بعد الخر‬
‫وهكذا لما جاء الحق وصمد ‪ ،‬زهق الباطل وفر ‪.‬‬

‫‪ -25‬استعراض الجوالة رغم العقبات‬


‫أعلنحت الجوالة عحن القيام باسحتعراض فحي إحدى المناسحبات ‪ ،‬فاتخحذ البوليحس جميحع‬
‫وسائل المنع ‪ ،‬فحاصر المركز العام وجميع الشعب والميادين ‪.‬‬
‫ولكحن المام الشهيحد أعطحى أمراً سحرياً بأن يتجحه كحل فرد محن أفراد الجوالة إلى ميدان‬
‫محدد في لحظة محددة بملبسه الملكية ‪ ،‬وفي حقيبته ملبس الجوالة ‪.‬‬
‫حتححى إذا سححمع صححفارة معينححة ‪ ،‬خلع ملبسححه ‪ ،‬وارتدى ملبححس الجوالة ‪ ،‬ثححم تنتظححم‬
‫الصفوف ‪ ،‬ويبدأ الستعراض ‪.‬‬
‫فنفذت الخطة ‪ ،‬بكل دقة ‪ ،‬وعجزت الشرطة ‪.‬‬

‫‪ -26‬ننشئ له مدرسة‬
‫في مغاغة مدرسة خاصة تملكها جمعية قبطية ‪.‬‬
‫وكان ناظر المدرسة من الخوان ‪ ،‬وقد خدم في هذه المدرسة ثمانية عشر عاماً ‪.‬‬
‫ولكن الدارة بيتت أمراً خبيثاً ‪ ،‬فقد فاجأته بالستغناء عنه قبل انتهاء الجازة الصيفية‬
‫بقليل ‪ ،‬وقد استوفت كل المدارس حاجتها من المدرسين والنظار ‪....‬‬
‫فوصل الخبر للمام الشهيد ‪ ،‬فقال لخوان مغاغة وهو يبتسم بثقة وطمأنينة ‪:‬‬
‫" ل بأس ‪ ..‬إذن ننشئ له مدرسة يكون هو ناظرها وصاحبها "‬
‫فتعجب الناس إذ لم يبق على بدء الدراسة إل أقل من شهر ول يوجد رأس مال ‪....‬‬
‫فوضححع المام الشهيححد خطححة ‪ ،‬وأصححدر الوامححر ‪ ،‬ووزع العمال وتحقححق المححل ‪،‬‬
‫وأنشئت المدرسة بفضل ال وعونه ‪.‬‬

‫‪ -27‬نقد كتاب طه حسين‬


‫ألف الدكتور طه حسين كتاب " مستقبل الثقافة في مصر "‬
‫وقد أحدث دويًا ‪ ،‬واختلفت الراء بين مادح وقادح ‪.‬‬
‫وقححد دعححي السححتاذ المرشححد حسححن البنححا ليدلي بدلوه حول الكتاب وحدد الموعححد ‪،‬‬
‫ووزعت الدعوات ‪.‬‬
‫وقبححل الموعححد بخمسححة أيام ‪ ،‬قرأ السححتاذ الكتاب فححي التزام أثناء ذهابححه و إيابححه مححن‬
‫المدرسة ‪.‬‬
‫وذهب إلى دار الشبان المسلمين في الموعد المحدد ‪ ،‬فإذا بها ممتلئة برجالت العلم و‬
‫الدب والتربية‪..‬‬
‫ووقف المام على المنصة واستفتح بحمد ال والصلة والسلم على رسول ال ‪.‬‬
‫ثم بدأ ينتقد الكتاب بكلم من داخل الكتاب ‪.‬‬
‫فأخذ يأتي بفقرات ويشير إلى رقم الصفحات والحاضرون يتعجبون من هذه الذاكرة ‪،‬‬
‫وتلك العبقرية ‪.‬‬
‫وفحي الختام أبلغ السحكرتير العام للشبان المسحلمين السحتاذ المرشحد بوجود الدكتور طحه‬
‫حسين في مكان خفي ‪.‬‬
‫وفي اليوم التالي طلب الدكتور طه مقابلة الستاذ المرشد ‪...‬‬
‫فقابله ‪ ،‬ودار حديث أكبر فيه الدكتور طه الستاذ المرشد ‪ ،‬ثم قال الدكتور طه ‪ :‬ليت‬
‫أعدائي مثل حسن البنا إذن لمددت لهم يدي من أول يوم ‪.‬‬
‫يا أستاذ حسن ‪ ،‬لقد كنت أستمع إلى نقدك لي وأطرب ‪...‬‬
‫وهذا النوع من النقد ل يستطيعه غيرك ‪.‬‬

‫‪ -28‬من السفر إلى الحصة الولى‬


‫يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬
‫ذهبححت مححع المام الشهيححد مرة إلى محطححة طنطححا بدعوة مححن أحححد وجهائهححا لفتتاح‬
‫مسجد ‪ ،‬وقضينا ليلة طيبة مليئة بأعمال الخير و الدعوة إلى ال ‪.‬‬
‫وفي الصباح ذهبنا جميعاً إلى محطة طنطا لنأخذ القطار إلى القاهرة ‪ ،‬وصلينا الفجر‬
‫على رصيف المحطة ‪..‬‬
‫ووصلنا القاهرة ‪ ،‬وذهب كل منا إلى منزله ليستكمل راحته ‪.‬‬
‫ولكن المام الشهيد ذهب إلى مدرسته بالسبتيه ليلقي دروس الحصة الولى ‪.‬‬

‫‪ -29‬ل نشارك في معاصي الفراح‬


‫وجه علي باشا ماهر الدعوة للمرشد العام لحضور حفل زفاف ابنه بالسكندرية ‪.‬‬
‫فذهححب السححتاذ المرشححد إلى السححكندرية ونزل عنححد الخوان ‪ ،‬وكلف السححتاذ أحححد‬
‫الخوة الذين رافقوه بالذهاب إلى الحفل ‪ ،‬وقال له ‪:‬‬
‫إذا لم تجد أي مخالفة شرعية فاتصل بي تليفونياً حتى أحضر ‪ ،‬وإذا وجدت ما يسبب‬
‫أي حرج فقم أنت بالواجب ‪.‬‬
‫وانتظر الستاذ فترة ‪ ،‬ولم يتصل الخ ‪.‬‬
‫فقال الستاذ للخوان ‪ :‬أل توجد مناسبة عند أحد الخوة ؟‬
‫قالوا ‪ :‬بلى ‪ ،‬عند فلن عقد زواج ‪.‬‬
‫فذهبوا جميعاً ‪ ،‬وكانت مفاجأة سارة ‪ ،‬وعمت الفرحة والبهجة ‪.‬‬
‫‪ -30‬غضبة السبوع‬
‫يقول السحتاذ عمحر التلمسحاني عحن المام الشهيحد ‪ :‬كان يناقحش أعضاء مكتحب الرشاد‬
‫في جلسات النعقاد‪ ،‬وكان في بعضهم إلحاح مثير‪.‬‬
‫فإذا محا نفحد صحبره هحب خارجًا وصحك الباب فحي شد ٍة مردداً " أنتحم متعبون ول ينفحع‬
‫العمل معكم " ‪.‬‬
‫وكنا نظنها غضبة السبوع ‪.‬‬
‫فإذا به يطالعنا في اليوم الثاني بنفس إشراقة المس الزاهية ‪.‬‬
‫البسمة على وجهه المليح‪.‬‬

‫‪ – 31‬إلغاء الرحلة‬
‫أعلن المام الشهيد عن رحلة إلى السماعيلية ‪ .‬فجاء الخوان المشتركون في الموعد‬
‫المحدد‪ ،‬وجاء التوبيس ‪ ،‬وكان عدد الخوان أكثر من عدد المقاعد ‪.‬‬
‫فلما أذن الستاذ المرشد بصعود التوبيس ‪ ،‬إذا بمجموعة من الشباب تسارع وتزاحم‬
‫ليحجز كل واحد مقعداً يجلس عليه‪.‬‬
‫فلمححا رأى السححتاذ هذا المشهححد ألغححى الرحلة وكان درس حاً عملياً فححي مراعاة النظام ‪،‬‬
‫والتدريب على اليثار ‪ ،‬واحترام الكبار‪.‬‬

‫‪ – 32‬وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا‬

‫عقحد المام الشهيحد اجتماعًا محع بعحض الخوان والضيوف ‪ ،‬وأصحدر أمراً بتأجيحل أي‬
‫مقابلة حتححححى ينتهححححي الجتماع‪ .‬وفححححي أثناء الجتماع جاء شيخان أزهريان يريدان‬
‫الدخول للستاذ المرشد ‪ ،‬فأخبرهما الخوة بالجتماع وانشغال المرشد به ‪.‬‬
‫فعلت أصوات الشيخين ‪ ،‬وتكلما عن اعتزازهما بشخصيتهما ‪!!...‬‬
‫فأحححس السححتاذ بالصححخب وعلو الصححوت ‪ ،‬فخرج مححن الجتماع واحتوى الموقححف‬
‫فعاتحب الخوة ‪ ،‬واحتفحى بالشيخيحن وهحش وبحش وطلب لهمحا الشاي ‪ ...‬وهدأ الخواطحر‬
‫حتى انصرفا في رضى وإشباع للذات‪.‬‬
‫ثم قرأ المام الشهيد قوله تعالى ‪ { :‬وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم }‬

‫‪ – 33‬شاي بملح‬
‫ل كححبيراً فححي هذا اليوم ‪.‬‬
‫زار المام الشهيححد إحدى قرى الصححعيد ‪ ،‬وأقام الخوان احتفا ً‬
‫وبعحد انتهاء الحفحل ألح أححد الفلحيحن على المام الشهيحد أن يزوره فحي بيتحه ‪ ...‬وكان‬
‫عدد الخوان كثيراً‪ ...‬وكان هناك مواعيد ولقاءات ‪...‬‬
‫فقبل المام أمام الصرار الشديد الزيارة بشرط أن يكون وحده ‪ ،‬وأل تتجاوز الزيارة‬
‫فنجان شاي ‪.‬‬
‫وتوجهححا إلى البيححت ‪ ،‬وكانححت فرحححة ‪ ،‬وطلب الرجححل مححن زوجتححه إعداد فنجان شاي‬
‫بسرعة‪...‬‬
‫و سُر الرجل وجعل المام الشهيد يشرب الشاي وكلما أخذ رشقة تبسم وآنس الرجل‪،‬‬
‫ثمحا عاد إلى إخوانحه المنتظريحن وودعحه الرجحل بكحل حفاوة‪.‬ثحم رجحع إلى بيتحه سحريعاً ‪،‬‬
‫وتناول فنجان الشاي ليحظحى بسحؤره ومحا تبقحى منحه فلم يجحد سحوى الثحر ‪ ،‬ولكنحه وجحد‬
‫عجباً ‪ ،‬فوجئ بأن الشاي قد أضيف إليه الملح بدل السكر !!!‬

‫‪ – 34‬وكيل نيابة مسكين‬

‫أوصى بعض رجال الحكم الحاقدين أحد وكلء النيابة بإيجاد مسوغ قانوني للنيل من‬
‫جماعة الخوان المسلمين ‪.‬‬
‫فأخذ وكيل النيابة يخطط ويدبر ‪ ،‬ويفكر ويقدر ‪ ،‬ويبحث وينقب حتى وجد فريسته ‪.‬‬
‫فاستدعى المام الشهيد وخاطبه بلهجة الشامت المتمكن ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬اليوم ل فرار ‪.‬‬
‫المام ‪ :‬من أي شيء أفر ؟‬
‫النيابة ‪ :‬إنك تعمل على قيام ثورة في البلد ‪.‬‬
‫المام ‪ :‬وما دليلك على هذا ‪.‬‬
‫الوكيل ‪ :‬دليلي مكتوب بخط يدك ‪.‬‬
‫المام ‪ :‬وماذا يقول هذا الدليل ؟‬
‫الوكيل ‪ :‬إنك شكلت لجنتين ‪ :‬إحداهما ثورية والخرى لثارة الرأي العام ‪.‬‬
‫المام ‪ :‬وممن تتكون اللجنتان؟‬
‫الوكيل ‪ :‬أما الولى ‪ :‬فهي من الشيخ شلتوت ومعه آخرون‪ .‬وأما الثانية ‪ :‬فهي عزيز‬
‫المصري وآخرون ‪.‬‬
‫تبسحم المام وقال ‪ :‬يحا سحيادة الوكيحل الفضحل أن تغيحر الوضحع ‪ ،‬وتضحع إحداهمحا مكان‬
‫الخرى ‪.‬‬
‫انفعحل الوكيحل وقال ‪ :‬ل لزوم لهذا ‪ .‬أهذا خطحك ؟ فقال المام ‪ :‬ل لزوم لرؤيتهحا ‪ .‬فلن‬
‫أنكر ما في الورقة ‪ .‬ولكن أنكر قراءتك لها فاقرأ جيداً ‪...‬‬
‫أمحا الولى ‪ :‬فهحي لجنحة شوريحة وليسحت ثوريحة وأمحا الثانيحة ‪ :‬فهحي لنارة الرأي العام‬
‫وليست لثارة ‪.‬‬
‫اقرأ يا أخي بإمعان وأوصيك أل تتسرع وأنت رجل قانون ‪.‬‬
‫ول تعجحب إذا علمحت أن هذا الدليحل كان عبارة عحن ورقحة مكتوبحة بالقلم الرصحاص قحد‬
‫التقطها هذا الشخص وأعوانه من سلة المهملت ‪.‬‬

‫‪ – 35‬ل نستعين بمن يعصي ال‬


‫عندمحا قام الخوان بعمحل مظاهرات فحي البلد انتصحاراً لقضيحة فلسحطين عام ‪1936‬م‬
‫استدعى رئيس النيابة في القاهرة المام الشهيد للتحقيق معه ‪.‬‬
‫وقبححل أن يدخححل مكتححب النائب العام تقدم أحححد الخوة المحاميححن يطلب مححن السححتاذ‬
‫المرشد أن يدخل معه أثناء التحقيق ‪.‬‬
‫ولكحن السحتاذ لححظ أن المحامحي يمسحك ( بسحيجارة ) محع العلم بأن الوقحت فحي شهحر‬
‫رمضان المعظم ‪.‬‬
‫فقال له الستاذ المرشد ‪ :‬نحن ل نستعين بمن يعصي ال في طاعة ال تعالى ‪.‬‬

‫‪ – 36‬إحساس رقيق ‪ ...‬إهداء الورد‬

‫يقول السحتاذ عمحر التلمسحاني ‪ " :‬كان المام الشهيحد يتحسحس فحي رقحة ودقحة كحل محا‬
‫يرضححي الخوان فححي الحدود المشروعححة‪ .‬ففححي ذات يوم زاره الخ الشاعححر عمححر‬
‫الميري أححد قادة الخوان فحي سحوريا ليسحتأذنه فحي السحفر إلى السحكندية محع والده فحي‬
‫القطار الذي يغادر القاهرة غداً في السابعة صباحاً ‪.‬‬
‫وذهحب عمحر الميري محع والده ‪ ..‬وقبحل أن يتحرك القطار بدقيقحة أو دقيقتيحن إذ بعمحر‬
‫يرى المام الشهيحد وهحو يسحرع الخطحى على رصحيف القطار ‪ ،‬يحمحل باقحة محن الورود‬
‫الناضرة ‪ ،‬يقدمهحا تحيحة لوالد عمحر الميري ‪ .‬وكان لهذا الموقحف تأثيحر كحبير فحي نفحس‬
‫عمر الميري الشاعر الكبير "‬

‫‪ – 37‬عزاء والد الشهيد‬

‫يقول الستاذ عمر التلمساني ‪:‬‬

‫" لقد أحيا المام الشهيد روح الجهاد في نفوس أبناء هذا الجيل ‪ .‬وتأثر المام ‪ ،‬وتأثر‬
‫الشباب ‪ ،‬وتأثر آباؤهم وكانت مواقف رائعة ‪:‬‬
‫استشهد أحد أبناء الخوان في فلسطين ‪ ،‬فذهب المام إلى والد الشهيد ليعزيه ‪ ،‬فسمع‬
‫الناس ورأوا درساً باهراً ‪.‬‬
‫قال الوالد للمام ‪ :‬إن كنحت جئت معزياً فارجحع أنحت ومحن معحك ‪ .‬وأمحا ان كنحت جئت‬
‫لتهنئنحي فمرحبًا بحك وبمحن معحك ‪ .‬لقحد علمتنحا الجهاد وبينحت لنحا محا فيحه محن عزة ورفعحة‬
‫في الدنيا والخرة فجزاك ال خيراً ‪.‬‬
‫وإنحي لحريحص على مضاعفحة الجحر ‪ ،‬فهحا هحو ولدي الثانحي ‪ ،‬أقسحمت عليحك لتصححبنه‬
‫إلى مياديحن الجهاد ‪ .‬فانهمرت دموع ‪ ،‬وعل تشنحج ‪ ،‬وتصحاعدت زفرات وارتحج على‬
‫المام من روعة الموقف "‪.‬‬

‫‪ – 38‬يحمل الحذاء لضعيف البصر‬


‫تطوع أححد الخوان فحي كتائب المجاهديحن فحي فلسحطين ‪ ،‬فظحن والده أن المام الشهيحد‬
‫هححو الذي أثححر عليححه ‪ .‬فجاء إلى المركححز العام ثائرًا ‪ ،‬وكلم السححتاذ بحدة بالغححة ‪ .‬فقدر‬
‫السححتاذ مشاعححر البوة ‪ ،‬وتلطححف بالرجححل ‪ ...‬فلمححا هححم الرجححل بالنصححراف ‪ ،‬وكان‬
‫ضعيحف البصحر ‪ ،‬وقحد ترك حذاءه خارج الغرفحة ‪ ،‬إذا بحه يفاجحأ بالمام الشهيحد يحمحل‬
‫حذاءه إليحه ويضعحه تححت قدميحه ‪ .‬فقال الرجحل ‪ :‬كأنمحا ألقحى عليّح المرشحد بعحض الماء‬
‫البارد ‪.‬‬
‫يعني أن كل ما في نفسه قد زال ‪.‬‬

‫‪ - 39‬يا أستاذ عمر‬

‫يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬


‫كان المام الشهيد إذا آخذ يؤاخذك في رفق ‪ ،‬يشعرك بالخطأ دون أن يحرجك ‪.‬‬
‫في ساعات الرضى كان يناديني باسمي المجرد ‪ ....‬يا عمر ‪.‬‬
‫فإذا كان هناك ما يستدعي المؤاخذة ناداني ‪ ..‬يا أستاذ عمر ‪.‬‬
‫ل " ليه هو حصل حاجة؟ ما هو‬ ‫فأشعر على الفور بأن هناك ما ل يرضيه فأسرع قائ ً‬
‫أنحا عمحر برضحه"‪ .‬فتنفرج شفتاه عحن البسحمة التحي تسحترضي كحل غاضحب ‪ ،‬ويبدأ فحي‬
‫المؤاخذة بأسلوب العتاب المحبب إلى النفوس "‪.‬‬

‫‪ – 40‬جئنا لنتغدى عندك‬


‫يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬
‫غاضبححت المام الشهيححد مرة وانصححرفت‪ ...‬وشعرت بخطئي فعدت فححي اليوم التالي‬
‫معتذراً ‪ .‬فلم يقبل ‪ ،‬وأمرني بالرجوع من حيث أتيت !! ‪ ،‬فعدت كاسف البال ‪ ،‬ولكن‬
‫لست ناقماً ‪...‬‬
‫ومحا راعنحي إل أننحي بعحد عودتحي إلى منزلي ‪ ،‬أجحد باب المنزل يدق ‪ ،‬وإذا بحه المام‬
‫الشهيد ومعه أحد الخوان ‪ ،‬ويقول جئنا لنتغدى عندك!‬

‫مواقف للمام الصابر حسن الهضيبي‬

‫‪ – 41‬الدعوات ل تقوم على الرُخَص‬


‫أرسل أحد الخوان رسالة إلى الستاذ الهضيبي يستقتيه فيها عن أمر هام ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬هناك عدد محن الخوان يريدون أن يترخصحوا ويؤيدوا جمال عبحد الناصحر بُغيحة‬
‫الخروج من السجن ودرءًا للتعذيب و حفظًا للدعوة ‪.‬‬
‫فأجاب الستاذ بقوله ‪:‬‬
‫" إن الدعوات ل تقوم على الرخص ‪ ،‬وعلى أصحاب الدعوات أن يأخذوا بالعزائم ‪.‬‬
‫والرخحص يأخحذ بهحا صحغار الرجال‪ .‬وأنحا ل أقول بالخحذ بالرخحص ولكحن أقول لكحم ‪:‬‬
‫خذوا بالعزائم وتشبثوا بالعزائم "‬

‫‪ – 42‬أنا المرشد العام عالمياً‬


‫دخل الستاذ الهضيبي السجن ‪ ،‬فسأله شمس بدران ليمل استمارة السجن ‪.‬‬
‫ما اسمك ؟‬
‫قال ‪ :‬حسن الهضيبي‪..‬‬
‫شمس ‪ :‬ماذا تشتغل ؟‬
‫قال ‪ :‬المرشد العام للخوان المسلمين ‪.‬‬
‫فهب شمس بدران غاضبًا وصاح ‪ :‬ألم تحل الدولة جماعة الخوان المسلمين ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬لقحد حلت الدولة جماعحة الخوان المسحلمين فححي مصحر ‪ .‬أمحا أنححا فالمرشححد العام‬
‫للخوان في العالم ‪.‬‬
‫فبُهت شمس بدران‪.‬‬

‫‪ – 43‬أرواح الخوان في يد ال‬

‫كان زبانيححة السححجن الحربححي يأخذون الخوان يوميًا ويصححفونهم صححفوفاً ويجححبرونهم‬
‫على أن يغنوا أغنية أم كلثوم ‪:‬‬

‫أجمل أعيادنا الوطنية‬ ‫يا جمال يا مثال الوطنية‬


‫‪..........................‬‬ ‫بنجاتك يوم المنشية‬
‫وكان المحكوم عليهحم بالعدام عام ‪ 1954‬يقومون بدور ( المايسحترو ) وكان منهحم‬
‫الستاذ الهضيبي ‪.‬‬
‫وفي ذات مرة محر جلد السجن الحربحي حمزة البسيوني وكلبه الثلثة الشرسة وفي‬
‫يده ( كرباج ) يلهب به ظهور الخوان ‪.‬‬
‫حتى وصل إلى الستاذ الهضيبي ووقف أمامه وقال ‪ :‬عجبك هذا يا هضيبي ؟!‬
‫مبسوط من صوت الخوان يا هضيبي ؟! النغمة منتظمة يا هضيبي ؟!‬
‫فنظحر إليحه السحتاذ المرشحد بجنحب عينحه وقال له ‪ :‬اسحمع ‪ ...‬اذهحب إلى عبحد الناصحر‬
‫بتاعك وقل له ‪ :‬إن كل هؤلء الخوان أرواحهم في يد من خلقهم وليست في يده ‪..‬‬
‫وأنهم برءاء من دمه براءة الذئب من دم ابن يعقوب ‪!!..‬‬
‫إمشي ‪...‬‬
‫فانسحب حمزة وكلبه الثلثة دون أن ينبس بكلمة‪.‬‬
‫وعاد الستاذ إلى العمل ( المايسترو ) كأن لم يكن شيء ‪.‬‬
‫‪ – 44‬هل اشتكى أحد لك ؟‬
‫كان من عادة الستاذ الهضيبي أن يجلس في الزنزانة واضعاً رجلً على الخرى‪.‬‬
‫وفحي أححد اليام دخحل عليحه صحلح الدسحوقي الششتاوي أركان حرب وزارة الداخليحة‬
‫( وكان يومئذ عبد الناصر وزيرًا للداخلية ) ومحافظ القاهرة فيما بعد ‪.‬‬
‫فبقي الستاذ الهضيبي كما هو ‪ ...‬ولم يقم ‪ ،‬ولم يغير جلسته ‪.‬‬
‫فاشتاط الششتاوي غضباً ‪.‬‬
‫ثم قال ‪ :‬أيُعجبُك ما أنت فيه يا هضيبي ؟‬
‫فأجاب المرشد ‪ :‬نعم ‪ ...‬يُعجبني ما أنا فيه ‪.‬‬
‫الششتاوي ‪ :‬هححل يُعجبححك وضححع هؤلء ؟ وأشار إلى الخوان ‪ ..‬لقححد جئت بهححم إلى‬
‫السجن‪ ..‬وجررت عليهم البلء والتشريد ‪ ،‬وتسببت في ألم أهليهم وأسرهم ‪...‬‬
‫فقال المرشد ‪ :‬هل اشتكى أحد منهم لك ؟‬
‫عندما يشتكي أحد منهم لك تعال وأخبرني ‪..‬‬
‫اذهب إلى أي أحد منهم واسأله ( هو بيلعن مين ؟ )‪ .‬فبهت الششتاوي وأُفحم‪.‬‬

‫‪ – 45‬حرب أعصاب الظالم‬


‫كنت في سجن مصر ‪ ،‬ودخل علينا شخصية كبيرة من الحكومة إلى الزنزانة ‪.‬‬
‫فقمت تلبية لح ( شخطة ) العسكري ‪ :‬انتباه ‪.‬‬
‫أم الستاذ الهضيبي – رحمه ال – فلم يتحرك من مكانه ‪ ،‬وكأنه لم ير أحدًا ولم يسمع‬
‫صيحة الشاويش ‪.‬‬
‫فقال له رجل الحكومة ‪ :‬لو كنت على حق لنصرك ال علينا !!‬
‫فرد عليحه وهحو فحي جلسحته الهادئة ‪ :‬إن المسحلمين هزموا فحي موقعحة أُحُد ‪ ،‬وهحم على‬
‫الحق‪.‬‬
‫فلم يرد رجحل الحكومحة وانصحرف سحاكتاً‪ .‬وبعحد خروج هذا الشخحص لمنحي فضيلتحه‬
‫على قيامي وعلمني أن الظالم ل يحرق أعصابه إل عدم اهتمام الناس بمظهره وقوته‬
‫الجوفاء ‪.‬‬

‫‪ – 46‬تمرينات رياضية‬
‫كان السححتاذ حسححن الهضيححبي‪ -‬على كححبر سححنه‪ -‬يقضححي وقححت فسحححته فححي الحديقححة‬
‫المواجهة لمدير السجن‪ ،‬ويقوم بأداء تمرينات رياضية بملبس زاهية‪.‬‬
‫فأراد أن يعرف أحد الخوان سر ذلك‪.‬‬
‫فقال السحتاذ ‪ :‬دعهحم ل يرون منحا إل البشاشحة‪ ،‬وارتفاع المعنويات‪ ،‬حتحى يتحققوا أن‬
‫سهامهم طاشت‪ ،‬ولم يبلغوا منا ما يريدون‪.‬‬
‫ألم يبلغك قول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫"رحم ال امرأ أراهم من نفسه قوة"‪.‬‬
‫‪ – 47‬قذف المدفأة‬
‫عند عودة الستاذ الهضيبي من الفسحة اليومية في السجن ذات مرة فوجئ بدفء في‬
‫زنزانتحه‪ ،‬و كان الجحو بارداً فحي الشتاء‪ ،‬ثحم لمحح مدفأة فحي زاويحة محن الزنزانحة‪ ،‬فسحارع‬
‫إلى الباب يطرقحه بشدة حتحى سحمع الحارس‪ ،‬فسحارع إلى فتحح الباب‪ ،‬ليفاجحأ بنزيلهحا قحد‬
‫حمل المدفأة بيده‪ ،‬وقذف بها إلى الخارجثم أغلق الباب على نفسه دون ضوضاء‪.‬‬
‫وجاء مديحر السحجن يعاتبحه‪ ،‬بحجحة أنحه آثحر بهحا على نفسحه‪ ،‬وأن فحي هذا رداً لكرامتحه‪،‬‬
‫والمرشد ل يزيد على أن يدعو له‪.‬‬
‫ثم قال ‪ :‬يوم أن يستدفئ الخوان جمي ًع في المعتقل‪ ،‬حينئذ يمكن أن أقبل الهدية‪.‬‬

‫‪ – 48‬العودة لمصر لموجهة المحنة‬


‫اعتقل الخوان في يناير ‪ 1954‬م ثم أفرج عنهم في مارس ‪ 1954‬م ثم أعيد اعتقالهم‬
‫بعنف وقسوة بعد شهور قليلة ‪...‬‬
‫وشاءت أقدار ال أن يكون السحححتاذ الهضيحححبي خارج مصحححر فحححي زيارة للسحححعودية‪،‬‬
‫وسوريا‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫فما أن سمع بالمحنة حتى أمر بالتجهيز للعودة إلى مصر‪ ،‬وسارع بالرحلة إلى مصر‬
‫ليكون مححع إخوانححه وجنوده فححي محنتهححم يثبححت بعضهححم بعضاً بعون ال‪ ،‬ووفا ًء بتبعححة‬
‫القيادة‪.‬‬

‫‪ – 49‬الكرامة قبل الفراج‬


‫بعحد اعتقال الخوان فحي ينايحر ‪ 1954‬م دب شقاق بيحن رجال الحكحم العسحكري ‪...‬‬
‫وأصحححدروا قراراً بالفراج عحححن الخوان المعتقليحححن ‪ ...‬وأرسحححلوا اثنيحححن لحمحححل هذه‬
‫البشرى‪ ،‬وللحصول على تعهدات من الخوان لتأييد الثورة في مقابل ذلك‪.‬‬
‫فجاء البشيران‪ ،‬وعمت موجة من الفرح والسرور بين الخوان‪.‬‬
‫ولكن الستاذ الهضيبي أعلن أمرين ‪:‬‬
‫‪-1‬أنه لن يقبل الفراج‪.‬‬
‫‪-2‬أنه لن يتعهد بأي شيء في مقابله‪.‬‬
‫واشترط أن تعلن قيادة الثورة بطلن التهم الملفقة‪ ،‬وأن تعتذر عن العتقال‪.‬‬
‫حينئذ يمكن قبول الفراج‪.‬‬
‫وعاد المبعوثان بعحححد يوميحححن يحملن العتذار محححع الفراج‪ ،‬وتبحححع ذلك زيارة قيادة‬
‫الثورة للمرشد العام في بيته يعتذرون عما صدر‪ ،‬ويطلبون العفو والصفح عما بدر‪.‬‬

‫‪ – 50‬الشعور عند حكم العدام‬


‫سئل الستاذ الهضيبي ‪:‬‬
‫‪-‬ما شعورك عندما حكم عليك بالعدام؟‬
‫فأجاب ‪ :‬كأني أنتقل من غرفة الجلوس إلى غرفة النوم‪.‬‬

‫‪ – 51‬ل تغتروا بشهرة الشخاص‬


‫تقول الحاجة زينب الغزالي ‪:‬‬
‫رأيحت أنحا والشهيحد عبحد الفتاح إسحماعيل مواقحف ضعحف وخذلن محن كبار الخوان فحي‬
‫عام ‪ 1965‬م فذهبت إلى الستاذ الهضيبي لشكو له‪.‬‬
‫فقال لي ‪:‬‬
‫‪-‬قولي لعبححد الفتاح عبده إسححماعيل ‪ :‬ل تغتروا برسححوم الرجال‪ ،‬ول بشهرتهححم‪،‬‬
‫ول بأسمائهم‪.‬‬
‫ول تنظروا إلى الخلف‪ ،‬بل انظروا إلى المام ‪ ...‬إلى المستقبل ‪...‬‬
‫ثم قال ‪:‬‬
‫‪-‬ل تتحدثي معي مرة أخرى في مثل هذه المور‪.‬‬

‫‪ – 52‬تكسير تقاليد النحناء‬


‫كان من التقاليد المهينة أمام الحكم الملكي أن ينحني الشخص للملك عند حلف اليمين‬
‫القانونية‪.‬‬
‫وترقحى السحتاذ الهضيحبي إلى منصحب مسحتشار هحو وعشرة آخرون‪ .‬وكان عليهحم أن‬
‫يؤدوا اليمين أمام الملك‪.‬‬
‫ودخل العشرة‪ ،‬سبقه منهم خمسة لم يترددوا في النحناء‪...‬‬
‫وجاء دور الهضيححبي‪ ،‬ففاجححأ الجميححع بأن مححد يده لمصححافحة الملك‪ ،‬وأقسححم اليميححن‬
‫منتصب القامة مرفوع الجبين بصورة أنعشت الباء فيمن بعده‪ ،‬ففعلوا مثل ما فعل‪.‬‬
‫فكان الهضيبي أول من كسر تقاليد النحناء بين يدي الملك‪.‬‬

‫‪ – 53‬صورة الملك في دورة المياه‬


‫بعحد مقابلة الملك فاروق للسحتاذ المرشحد حسحن الهضيحبي بيوم حضحر مبعوث القصحر‬
‫إلى المركححز العام يحمححل صححورة فاخرة للملك فححي إطار فاخححر جدًا مهداة إلى حضرة‬
‫صحاحب العزة السحتاذ حسحن إسحماعيل الهضيحبي بحك المرشحد العام للخوان المسحلمين‬
‫وموقعة بتوقيع الملك‪.‬‬
‫واقترح المبعوث أن تعلق الصورة بمكتب المرشد‪.‬‬
‫وبهر الخوان بالصورة لفخامتها‪...‬‬
‫وطلب الستاذ المرشد أن يتركوا له اختيار مكان تعليقها‪.‬‬
‫ومرت أيام‪ ،‬ولم تعلق بالمركز العام‪.‬‬
‫فسئل الستاذ ‪:‬‬
‫‪-‬أين الصورة ؟‬
‫قال ‪:‬‬
‫‪-‬أخذتها إلى بيتي ؟‬
‫وزاره بعض الخوان ليروها فلم يجدوا لها أثراً‪..‬‬
‫وكانت المفاجأة عندما دخل دورة المياه فإذا بها ملقاة على الرض‪.‬‬
‫فحدث الستاذ بذلك‪ ،‬فقال الستاذ ‪:‬‬
‫‪-‬هذا هو مكانها اللئق بها‪.‬‬

‫‪ – 54‬لم أقصد الملك بزيارة رئيس الديوان‬


‫عامحل السحتاذ المرشحد الهضيحبي الملك فاروق بكحل عزة وإباء عندمحا كان فاروق فحي أوج‬
‫سطوته وسلطانه‪...‬‬
‫فلما خلع فاروق وطرد تبارت ألسنة وأقلم السلطة في الشتم والهجاء بعد أن كانت تكيل‬
‫المدح والثناء‪.‬‬
‫أمحا السحتاذ الهضيحبي فقحد عحف لسحانه‪ ،‬ولم يسحمح للخوان فحي المحافحل أو الصححف أن‬
‫ينزلقوا لحظة إلى مهاجمة شخص جرى القضاء على سلطانه بالزوال‪.‬‬
‫ثم قال ‪:‬‬
‫ليس من المروءة ول من الهدي النبوي اتباع المدبر‪ ،‬والجهاز على الجريح !!‪.‬‬

‫‪ – 56‬الخوان والقباط ومصلحة مصر‬


‫فحي أثناء حرب القنال عام ‪ 1951‬م حاول النجليحز اليقاع بيحن الخوان والقباط بشتحى‬
‫الوسائل‪.‬‬
‫فمحا كان محن السحتاذ الهضيحبي إل أن التقحى ببابحا القباط وتفاهحم معحه على كحل شيحء حتحى‬
‫يفوت الفرصة على أعداء ال‪.‬‬
‫وظهححر المرشححد العام للخوان المسححلمين فححي اليوم التالي فححي الجرائد المصححرية يصححافح‬
‫زعيم القباط ويعلن اتفاقهما على مصلحة مصر‪.‬‬

‫‪ – 57‬أحب أن أذهب للمعتقل‬


‫يقول الستاذ أحمد البس ‪:‬‬
‫التقيت بالستاذ الهضيبي عام ‪ 1968‬م وكان قد بقي له على انقضاء مدة الحكم ثلثة أيام‬
‫أو أربعة‪.‬‬
‫فقلت له ‪:‬‬
‫‪ -‬أتحب أن تذهب إلى بيتك بعد انقضاء مدة السجن أم إلى المعتقل بمزرعة طرة‪.‬‬
‫فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬أحب أن أذهب إلى المعتقل حيث الخوان أشاركهم أحوالهم‪.‬‬
‫‪ – 58‬أمرنا أن نحكم بما أنزل ال‬
‫سأل رئيس محكمة النقض الستاذ المرشد حسن الهضيبي فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬يا حسن‪ ،‬ألست معي في أن أكثر أحكام التشريع المدني الحديث تقابل أحكاماً مماثلة في‬
‫الفقه السلمي ؟‬
‫قال الستاذ المرشد ‪:‬‬
‫‪ -‬بلى‪.‬‬
‫قال الرئيس ‪:‬‬
‫‪-‬فما هو إذاً الساس الكبير و المطالبة الملحة من جانبك بالرجوع إلى الشريعة‬
‫السلمية وتطبيق أحكامها ؟‪.‬‬
‫قال المرشد ‪:‬‬
‫‪ -‬هو أن ال تعالى قال ‪﴿:‬وأن احكم بينهم بما أنزل ال﴾ ولم يقل ‪ :‬احكم بينهم‬
‫بمثل ما أنزل ال‪.‬‬
‫وإن تحكيهم شريعهة ال فهي عقيدة المسهلم عبادة تؤدى امتثالً لمهر ال‪ ،‬وذلك ههو‬
‫مصدر بركتها‪ ،‬وسر قوتها في نفوس المؤمنين بها وفي كيان الجماعة المؤمنة‪.‬‬

‫‪ – 59‬نصرة شريعة ال‬


‫د عى ال ستاذ الهض يبي عام ‪ 1945‬م إلى البرلمان للمشار كة في مناق شة مشروع‬
‫تنقيح القانون المدني‪.‬‬
‫فلبى الدعوة‪ ،‬ونصر شريعة ال‪.‬‬
‫ف سجل كتا بة أ نه ير فض مناق شة هذا المشروع من ح يث المبدأ ل نه لم ي قم أ ساسا‬
‫على الكاتاب والسنة‪.‬‬

‫‪ – 60‬احترام نظام الجماعة‬


‫عرض على الهيئة التأسيسية فصل خمسة من أعضائها وصدر القرار بالفصل‪.‬‬
‫فقال الستاذ الهضيبي ‪:‬‬
‫‪-‬إنهم لم يفصلوا لطعن في دينهم‪ ،‬فقد يكونون خيرا منا‪ .‬ولكن للجماعة نظم‬
‫يجب أن تراعى وأن تنفذ‪.‬‬
‫وقد خالفوها‪ ،‬ففصلوا حتى يلخذ الصف استقراره واستقامته‪.‬‬

‫‪ – 61‬الباقوري والوزارة‬
‫قبل الشيخ أحمد حسن الباقوري الوزارة في عهد عبد الناصر دون إذن من فضيلة‬
‫المرشد حسن الهضيبي‪.‬‬
‫فقال له المرشد ‪ :‬ما الموقف ؟‬
‫قال الباقوري ‪ :‬أستقيل من مكتب الرشاد‪.‬‬
‫قال المرشد ‪ :‬ثم ماذا ؟‬
‫قال ‪ :‬أستقيل من جماعة الخوان المسلمين‪.‬‬
‫فقال له المرشد ‪ :‬هذا هو الحل‪.‬‬
‫ثم ذهب فضيلة المرشد إليه في وزارة الوقاف وهنأه‪.‬‬

‫‪ – 62‬فتنة التكفير‬
‫عندما هبت ريح فتنة التكفير إثر محنة ‪ 1965‬م استبشر البعض بهذا الفكر لنهم‬
‫وجدوا فيه ضالتهم المنشودة‪.‬‬
‫وقالت شياطينهم ‪:‬‬
‫‪ -‬هذا الفكر سيمزق صفوف الخوان في الداخل‪ ،‬وسينفرمنهم الناس في الخارج‪.‬‬
‫فكان القرار ههو عزل أصهحاب هذا الفكهر ليتعمهق فهي نفوسههم ولئل يناقشههم‬
‫الخرون فيعودوا إلى صوابهم‪.‬‬
‫ثم صدر قرار بتشديد العقوبة الوالتعذيب لكل من يتحرك بين الخوان يحذرهم من‬
‫فكر التكفير ويفنده‪.‬‬
‫فكانت المحنة‪...‬‬
‫واشتد التعذيب‪...‬‬
‫فقال الستاذ المرشد ‪:‬‬
‫‪ -‬ل بد من مناقشة هذا الفكر المعوج وتفنيده‪.‬‬
‫فقال بعض الخوان ‪:‬‬
‫‪-‬لو أرجأنا ذلك خصوصا والظروف صعبة‪.‬‬
‫فقال الستاذ ‪:‬‬
‫‪-‬إن هذا الفكهر أشهد خطورة على الدعوة مهن سهياط وتعذيهب عبهد الناصهر‪.‬‬
‫فلنناقشه ولنفنده مهما كانت التكاليف‪.‬‬

‫‪ – 63‬ابحثوا عن لفتة أخرى‬


‫عند ما ثارت فت نة التكف ير إ ثر مح نة ‪ 1965‬م انزلق العد يد من ال سجناء في هذا‬
‫المنعطف تحت وطأة التعذيب الوحشي والضطهاد للدعوة السلمية‪...‬‬
‫وغيرها من السباب‪.‬‬
‫حينئذ بادر السهتاذ الهضيهبي وعلماء الخوان لخماد الفتنهة‪ ،‬وكانهت مناقشات‬
‫ومحاضرات‪ ...‬فرجع الكثير عن هذا الفكر‪ .‬ولم يبق إل قلة شاذة‪.‬‬
‫وجددت البيعة‪..‬‬
‫فقال بعض الشواذ ‪:‬‬
‫‪-‬نبا يع على كل ش يء في الجما عة ما عدا (م سألة التكف ير) فتترك للجتهاد‬
‫الشخصي‪.‬‬
‫‪-‬فأجاب الستاذ بحسم ‪:‬‬
‫‪ -‬بل كل شيء حتى مسألة التكفير‪.‬‬
‫ومن لم يبايع فليبحث له عن لفتة أخرى غير (الخوان المسلمين)‪.‬‬

‫‪ – 64‬ذكاء في حرب القنال‬


‫كانهت قوات الخوان تضرب القاعدة البريطانيهة فهي القنال عام ‪ 1951‬م وكانهت‬
‫الحزاب الخرى تدعي لنفسها ما يعمله الخوان‪.‬‬
‫حينئذ كان الستاذ الهضيبي يقف في المركز العام ليقول للخوان ‪:‬‬
‫"أيها الخوان‪ ،‬أوصيكم بتقوى ال‪ ،‬وقراءة القرآن‪ ،‬وعدم التدخل في السياسة" مع‬
‫ا نه في الحقي قة كان خلف جم يع تنظيمات الخوان في القنال‪ ،‬ويطلع بنف سه على‬
‫كل صغيرة وكبيرة من أعمالهم‪.‬‬
‫‪ – 65‬حذاري أن تعطوا الفرصة للطغاة‬
‫كان كثير من الخوان المتحمسين يقولون وهم في السجن يعذبون ‪:‬‬
‫‪ -‬نحن آلف‪ ..‬أل نستطيع أن نميل على الحراس ونخلص عليهم ونخلص أنفسنا‬
‫من هذا الجحيم الذي نحن فيه ؟!‬
‫وبلغ اليتاذ الهضيبي هذا الكلم‪...‬‬
‫فكان رده ‪:‬‬
‫‪-‬الذي يقوم بهذا الع مل ل يكون من الخوان‪ ،‬إن ظ فر أي وا حد من هؤلء‬
‫اللف أغلى علي من رقبة عبد الناصر نفسه‪.‬‬
‫حذاري أن يعطي واحد منكم الفرصة لهؤلء الكلب ليتخذوها فرصة للقضاء على‬
‫هذه الفئة المؤمنة‪.‬‬
‫احرصوا على أنفسكم‪ ...‬واصبروا وصابروا واثبتوا حتى يأتي ال بأمره‪.‬‬

‫‪ – 66‬تعفف عن الهدايا‬
‫في السنة التي حج فيها الستاذ الهضيبي منحه الملك سعود هدية‪.‬‬
‫قال لرجال القصر ‪:‬‬
‫‪ -‬ل أستطيع قبول مثل هذه المنح‪.‬‬
‫فألحوا عليه‪ ،‬وذكروا محاسن القبول‪ ،‬ومساوئ الرد‪.‬‬
‫فقبل أخيرا‪.‬‬
‫ولكنه أودع الهدية في خزانة الجماعة‪.‬‬
‫‪ – 67‬احذروا الغيبة‬
‫يقول الشيخ عبد البديع صقر رحمه ال ‪:‬‬
‫‪ -‬كان ال ستاذ الهض يبي ل ي صرح برأ يه في جمال ع بد النا صر‪ .‬وكان يح سب‬
‫للغيبة ألف حساب‪.‬‬
‫وكان يحذرنا من الخوض في أعراض الناس ويقول ‪:‬‬
‫‪-‬هل نسيتم أن الغيبة من الكبائر ؟‪.‬‬

‫‪ – 68‬الهضيبي ينام ببدلته على الرمل‬


‫يقول الستاذ عمر التلمسني رحمه ال ‪:‬‬
‫‪-‬خرجنها مهع فضيلة المرشهد الهضيهبي مرة فهي رحلة إلى صهحراء حلوان‬
‫ووادي حوف‪ .‬وأدركنها وقهت الغذاء‪ ،‬فأكلنها على الرض والرمهل‪ .‬وبعهد‬
‫الغذاء اضطجهع كمها ههو ببدلتهه على الرمهل فنام قليلً‪ .‬وحرصهت على أن‬
‫أصهوره على هذه الحالة الفريدة فهي عالم الزعماء‪ .‬ولمها أطلعتهه على‬
‫الصورة‪ ،‬واستأذنته في نشرها‪ ،‬أبى قائلً ‪:‬‬
‫‪ -‬ما بالم سلمين من حا جة إلى دعا ية‪ ،‬وح سبهم أن يعرف هم رب هم‪ ،‬و في ذلك‬
‫سعادتهم‪.‬‬

‫‪ – 69‬في كم تختم القرآن ؟‬


‫يقول الشيخ عبد البديع صقر رحمه ال ‪:‬‬
‫‪ -‬لقيني الستاذ الهضيبي في السجن الحربي ذات مرة أما دورة المياه‪.‬‬
‫فقال لي ‪:‬‬
‫‪-‬في كم تختم القرآن ؟‬
‫قلت ‪:‬‬
‫‪ -‬كل ‪ 15‬يوما‪.‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫‪-‬وما يمنعك أن تختم كل ثلثة أيام ؟ اقرأ جزئين بعد كل صلة وأنت على‬
‫وضوء‪ ،‬هذه فرصة لن تتكرر‪!!! .‬‬

‫‪ – 70‬كيف تصلحان غيركما‬


‫يقول السهتاذ الهضيهبي رحمهه ال صهارم المظههر يحملك على ترك اللجاج فهي‬
‫حضرته‪.‬‬
‫فإذا تخاصم لديه أخوان‪ ،‬بادرهما بعبارته المعروفة عنه ‪:‬‬
‫‪-‬إذا كنتمها عاجزان عهن إصهلح ذات بينكمها فكيهف تصهلحان ذات بيهن‬
‫الخرين‪.‬‬

‫‪ – 71‬انضباط في المواعيد‬
‫في عام ‪ 1953‬م زار الستاذ الهضيبي طهطا بسوهاج وكان في البرنامج زيارة‬
‫المعهد الديني‪.‬‬
‫وكان موعد حضور السيارة الساعة الثامنة صباحا‪ ،‬وفي تمام الثامنة كان الستاذ‬
‫المرشد على البوابة‪.‬‬
‫فقال الخوان ‪:‬‬
‫‪-‬إن السيارة لم تأت يا إستاذ‪.‬‬
‫فأجاب ‪:‬‬
‫‪-‬هيا إلى المعهد وسار على قدمه مع كبر سنه ليحضر في موعده‪.‬‬
‫وبعد زيارة المعهد اقترح بعض الخوان زيارة النصارى في مقرهم‪.‬‬
‫فسأل ‪:‬‬
‫‪-‬هل حضروا الحفل بالمس ؟‬
‫قالوا ‪:‬‬
‫‪-‬ل‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫‪-‬فلم نزورهم إذا ؟‪.‬‬

‫‪ – 72‬ويل للسلم من هذا الصفر الكذاب‬


‫لمها التقهى السهتاذ الهضيهبي بجمال عبهد الناصهر بعهد قيام الثورة وتحدث السهتاذ‬
‫مذكرا بوعود الضباط بالحكم بالشريعة‪...‬‬
‫وتحدث عبد الناصر باللف والدوران‪...‬‬
‫خرج الستاذ من اللقاء وهو يقول ‪:‬‬
‫‪ -‬ويل للسلم من هذا الصفر الكذاب‪.‬‬
‫وصدقت فراسة الستاذ المرشد الهضيبي‪.‬‬

‫‪ – 73‬ل نعرف الغدر والخيانة‬


‫أخلص الخوان في ن صحهم للثورة‪ ،‬ول كن رجال ها خانوا الما نة وغدروا وفجروا‬
‫وبطشوا بالخوان‪.‬‬
‫في هذه الظروف سارع أحد الخوان المقربين من الستاذ المرشد وفي الوقت ذاته‬
‫يحظهى بثقهة رجال الثورة‪ .‬سهارع إلى السهتاذ المرشهد‪ ،‬وأخهبره أن رجال الثورة‬
‫مجتمعون في مقر كذا‪ ،‬وأنه يريد الجهاز عليهم والتخلص منهم‪ ،‬انتصارا للدعوة‪،‬‬
‫وكفا للذى عن الجماعة‪.‬‬
‫فاكفهر وجه المرشد غضبا‪ ،‬وقال له ‪:‬‬
‫‪-‬لن يهلك الخوان عن آخر هم – وللدعوة رب يحمي ها – خ ير من أن نبلغ‬
‫قمة النصر عن طريق الغدر والخيانة‪.‬‬
‫إننها مسهلمون قبهل كهل شيهء‪ ،‬ولو ملكان الدنيها بإهدار الخلق السهلمي فنحهن‬
‫خاسرون‪.‬‬
‫وهذه الدماء من يتحملها يوم القيامة أمام ال ؟‪.‬‬

‫‪ – 74‬آمالنا أكبر من الدنيا‬


‫تقول الحاجة زينب الغزالي ‪:‬‬
‫‪-‬عند ما اشتر يت المنزل الذي أق يم ف يه‪ ،‬ذه بت إلى ال ستاذ الهض يبي ل خبره‬
‫لدخل السرور على قلبه‪.‬‬
‫فقال لي ‪:‬‬
‫‪-‬نحهن الن يجهب أل نشتري بيتا‪ ،‬ول ننشغهل بمثهل هذه المور لن آمالنها‬
‫أكبر من هذا‪.‬‬
‫تقول الحاجة زينب الغزالي ‪:‬‬
‫‪-‬ل قد كا نت القض ية ال سلمية هي شغله الشا غل ورجاءه وأمله‪ ،‬وكان يع تز‬
‫بكل من يجد فيه عزما وثباتا‪...‬‬

‫‪ – 75‬أين أُسر الخوان ؟‬


‫في عام ‪ 1953‬م قام ال ستاذ الهض يبي بجولة في أنحاء م صر‪ ،‬و في أثناء زيار ته‬
‫للجه القبلي (سوهاج‪ -‬طهطا) جعلت الجموع تحتشد‪ ،‬والوفود تتدفق‪....‬‬
‫وفي وسط هذه الضواء الزاهية كان الستاذ المرشد يقول ‪:‬‬
‫‪-‬أين الخوان ؟ كيف حال السر ؟ أريد اللقاء بالخوان العاملين‪.‬‬

‫مواقف للمام الصادق عمر التلمساني‬


‫نبذة عن حياة الستاذ عمر التلمساني‬
‫•ولد الستاذ عمر التلمساني في القاهرة عام ‪ 1904‬م‪ ،‬ثم رحلت أسرته إلى‬
‫شبين القناطر بالقليوبية‪.‬‬
‫•يرجهع أصهل العائلة إلى بلدة تلمسهان بالجزائر حيهث هاجهر جهد أبيهه عنهد‬
‫الحتلل الفرنسي للجزائر عام ‪ 1830‬م واستقر في القاهرة‪.‬‬
‫•ح صل جده على الباشو ية في ع هد ال سلطان ع بد الحم يد وتر بى في حياة‬
‫ناعمة‪.‬‬
‫•التحق بدعوة الخوان المسلمين والتقى بالمام الشهيد عام ‪ 1932‬م‪.‬‬
‫•حكم عليه بالسجن عام ‪ 1954‬م وأفرج عنه عام ‪ 1974‬م‪.‬‬
‫•وأعيد اعتقاله عام ‪ 1981‬م وأفرج عنه عاد ‪ 1982‬م‪.‬‬
‫•اختيهر مرشدا عاما للخوان المسهلمينن عقهب وفاة السهتاذ الهضيهبي عام‬
‫‪ 1973‬م‪.‬‬

‫‪ – 76‬لطف ال‪ ..‬وبركة الصدق‬


‫و صلت إشارة إلى اللواء‪ ...‬قائد فر قة تأد يب ال سجون بأن الخوان الم سلمين في‬
‫سجن الواحات قد تمردوا‪ ...‬فأعدت العدة للقمع والتأديب !!‬
‫وكان من عادة هذا القائد أن يجلد و يضرب ويدمر‪ ...‬لمدة ساعة ثم يستفسر !!‬
‫ولكههن شاءت إذرادة ال أن يعوق القطار بيههن قنهها والواحات بسههبب الرمال‬
‫والصخور على القضبان‪.‬‬
‫وذهب القائد وحده بسيارة أغاثته‪.‬‬
‫وطلب مهن مأمور السهجن أن يلتقهي باثنيهن مهن الخوان ليتحدث معهمها ويسهمع‬
‫منهما‪.‬‬
‫فكان المتحدثان الستاذ التلمساني والشيخ أحمد شريت رحمهما ال‪.‬‬
‫وفي نهاية اللقاء قال القائد ‪:‬‬
‫‪ -‬لقد كنت سأرتكب اليوم أسوأ ذنب في حياتي‪...‬‬
‫ثم قال لمأمور السجن ‪:‬‬
‫‪ -‬لم أر مثل صدق وصراحة هؤلء الرجال !!‬
‫ومرض القائد بالدوسنتاريا أثناء وجوده بالواحات فأسعفه الخوان المعتقلون !!‬

‫‪ – 77‬ندوة في السجن لم تتكرر‬


‫دعى الستاذ عمر التلمساني إلى ندوات ولقاءات بالشباب في السجن عام ‪ 1982‬م‬
‫نظمتها أجهزة الدولة‪.‬‬
‫زاتفقهت معهه هذه الجهزة على تكرار هذه الندوات‪ ،‬وكانهت هها مآرب‪ ،‬ولكهن مها‬
‫كان ل دام واتصل‪.‬‬
‫فعرض ال ستاذ المر شد ال مر على إخوا نه‪ ،‬فكان المؤ يد وكان المعارض‪ ،‬وانت هى‬
‫المر بالموافقة‪.‬‬
‫فذهب الستاذ عمر‪ ،‬وتحدث مع الشباب حوالي ساعتين على اختلف اتجاهاتهم‪.‬‬
‫وانتههى اللقاء بأمهر عجيهب فقهد أقبهل الشباب على فضيلة المرشهد مصهافحين‪،‬‬
‫ومعانقين‪ ،‬ومقبلين اليدي‪ ،‬وشاكرين النصيحة وكشف الغشاوة‪ .‬إنه توفيق ال‪.‬‬
‫فقطعت الجهزة هذه اللقاءات معه أبدا !!‬
‫لن الرياح جاءت بما ل يرضى الملح‪.‬‬

‫‪ – 78‬سفير الخوان في مشكلة وفدية‬


‫يقول الستاذ عمر التلمساني ‪:‬‬
‫‪ -‬كان المام الشه يد يغرس الث قة في نفوس الشباب‪ ،‬ليكون من هم القادة الذ ين‬
‫يحملون المانة بكفاءة‪.‬‬
‫فقد حدث في بور سعيد صدام عنيف بين الوفديين والخوان المسلمين‪ ،‬اعتدى فيه‬
‫الوفديون على دار الخوان في بور سعيد وأشعلوا فيها النيران‪ ،‬وتأزم الموقف‪....‬‬
‫وانتب ني المام الشه يد لل سفر إلى بور سعيد ل حل الز مة فلقي ته في المح طة أثناء‬
‫انتظار الديزل لمدة خمس دقائق فقال لي ‪:‬‬
‫‪-‬تصرف كما يملي عليك الموقف دون الرجوع إلى القاهرة في شيء ‪ ،‬وال‬
‫معك‪.‬‬
‫فكانهت أمانهة ثقيلة ‪ ،‬فاسهتعنت بال خصهوصا وأن الوفدييهن متمرسهون بمثهل هذه‬
‫المواقف ‪...‬‬
‫فبدأت بزيارة المحافظ وطلبت منه أن يُهيىء لي لقاءً مع الوفديين في بيت رئيسهم‬
‫!! فذهل المحافظ ! فقلت ‪:‬‬
‫‪-‬هذا مفتاح الحل بإذن ال ‪.‬‬
‫فتم اللقاء ‪ ..‬ورد بعض الوفديين الزيارة آخر النهار وتم احتواء الزمة بفضل ال‪.‬‬

‫‪ – 79‬مسافر درجة ثالثة‬


‫يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬
‫‪-‬كان المام الشهيد يدعوني إلى السفر معه في بعض رحلته داخل القطار‬
‫ويسألني ‪:‬‬
‫‪-‬هل السفر على حسابك أم على حسابنا ؟‬
‫فإن كنت ( متريشا ) من أتعاب قضية دسمة قلت ‪:‬‬
‫‪-‬السفر على حسابي ‪ ،‬وأقطع لهم التذاكر في الدرجة الثانية ‪...‬‬
‫أما إذا كنت ( مفرقع ) الجيب قلت ‪ :‬السفر على حسابكم ‪.‬‬
‫فكان يقطع التذاكر في الدرجة الثالثة ‪.‬‬
‫فكنهت أجلس ورأسهي إلى الرض حتهى ل يرانهي أحهد مهن معارفهي وأنها أركهب‬
‫الدرجة الثالثة ‪ ،‬التي كنت آنف ركوبها ‪ ،‬وكان الستاذ يبتسم لمنظري الخجل ‪.‬‬
‫ح تى إذا ما طالت عشر تي للخوان أ صبح ركوب الدر جة الثال ثة عندي كركوب‬
‫الولى الممتازة دون حساسية أو تحرّج ‪.‬‬
‫‪ – 80‬هل جئت بي إلى هنا لتجوعني‬
‫يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬
‫‪-‬ذهبت مع المام الشهيد يوما إلى شبين الكوم في حفل إخواني وبعد صلة‬
‫العشاء وجدت الخوان يجلسون كما يجلس الناس في سماط ‪.‬‬
‫وجاء الطعام فإذا به بيض مقلي ‪ ،‬وجبن قديم ‪.‬‬
‫فملت على أذنه قائلً ‪:‬‬
‫‪-‬هل جئت بي إلى هنا لتجوني ؟!‬
‫فقال هامسا ‪:‬‬
‫‪-‬اسكت ال يسترك ‪.‬‬
‫ونادى أخا فأحضر لي لحما مشويا ‪ ،‬وشيئا من العنب ‪.‬‬

‫‪ – 81‬رفضت أن أكون وكيلً للجماعة‬


‫يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬
‫‪-‬عرض علي المام الشه يد أن أكون وكيلً لجما عة الخوان الم سلمين ‪ ،‬فلم‬
‫أقبل مقسما له بأني لست أهلً لهذا المكان ‪ ،‬ول أستطيع أن أمل فراغه ‪.‬‬
‫وحرام عليّ أن أخدع المام بقبول تلك المكانة في الخوان المسلمين ‪.‬‬
‫‪ - 82‬مكتب محاماة بالقاهرة‬
‫يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬
‫عليه المام الشهيهد أن أتخهذ مكتبا فهي القاهرة ‪ ،‬فلم أقبهل مهبررا‬
‫ّ‬ ‫‪-‬عرض‬
‫رفضي بأني قد أنجح في القاهرة ويدر عليّ دخلً وفيرا ‪ ،‬فيقول البعض ‪:‬‬
‫‪-‬إن الخوان هم الذ ين أوجدوا لي كيانا في عالم المه نة ‪ ،‬وهذا ما تأباه علي‬
‫أخلقي ونشأتي وتربيتي ‪.‬‬
‫‪ – 83‬يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬
‫‪ -‬طلبت المملكة العربية السعودية مني عن طريق المرحوم السيد عمر نصيف أن‬
‫أعمل قاضيا بنجد لما تعرفه عن جدي رحمه ال وصلته بالمذهب الوهابي ‪.‬‬
‫فاعتذرت ‪ ،‬ل ني ل أف ضل على م صر مكانا أق يم ف يه ‪ ،‬أو أع مل به مه ما لق يت‬
‫فيها من عنت ‪.‬‬

‫‪ - 84‬الصلح بين عائلتين‬


‫انتد بت ال ستاذ ع مر التلم ساني لجراء صلح ب ين عائلت ين كبيرتين ‪ ،‬ببلدة دمهوج‬
‫بمركز قويسنا – منوفية ‪.‬‬
‫وكانت إحدى العائلتين من الخوان ‪ ،‬والخرى غير إخوانية ‪.‬‬
‫وبعد استعراض مسببات الخصام وأحداثه ‪ ،‬تبين بشكل قاطع أن الحق إلى جانب‬
‫العائلة الخوانية ‪.‬‬
‫وح سب توجيهات فضيلة المر شد ضرب مثلً عمليا لخلق ال سلم ال تي يعيش ها‬
‫الخوان ‪.‬‬
‫فطلب مهن العائلة الخوانيهة التنازل عهن كهل حقوقهها وأن يذههب رؤوس العائلة‬
‫الخوانية لزيارة العائلة الخرى في منازلهم ‪.‬‬
‫ليتعلم الناس ك يف يعالج ال سلم الخ صومات ب ين الناس { ول من صبر وغ فر إن‬
‫ذلك لمن عزم المور } ‪.‬‬
‫‪ – 85‬وزير مالية الخوان‬
‫يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬
‫عملت فترة وزير مالية الخوان ‪.‬‬
‫وكنت إذا وجدت في الخزانة مائة وخمسين قرشا كنت أرى وقتها أننا من الثرياء‬
‫!!‬
‫وكان الداعية إذا ذهب إلى لقاء إخواني ليتحدث في الدعوة ‪ ،‬أعطيه " ثلثة تعريفة‬
‫" ‪ :‬منها ستة مليمات للذهاب ‪ ،‬ومثلها للعودة ‪.‬‬
‫وثلثة مليمات يشتري بها ما يروقه من الترمس والفول السوداني ‪ ،‬واللب السمر‬
‫والبيض !!‬
‫‪ – 86‬تحويل شيك للمجاهدين الفغان‬
‫أرسهلت وزارة الثقافهة بدولة المارات دعوة للسهتاذ عمهر التلمسهاني عام ‪1982‬م‬
‫فلبى الدعوة ‪.‬‬
‫وأل قى محاضرة في النادي الثقا في بأ بي ظبي ح يث جاء ج مع غف ير مل القا عة‬
‫وخارج القاعة ولم يأت قبله مثله ‪.‬‬
‫وعقد التلفزيون عدة ندوات مع الستاذ المرشد وكذلك جريدة التحاد ‪...‬‬
‫و في نها ية الزيارة قد مت الوزارة تح ية لضيف ها ال كبير شيكا بخم سة وثلث ين ألف‬
‫درهم فشكر الستاذ عمر لهم هذا الصنيع الكريم ‪.‬‬
‫ثم قال للستاذ جابر رزق في الحال ‪:‬‬
‫‪-‬حول هذا الشيك إلى المجاهدين الفغان ‪.‬‬
‫‪ – 87‬هذا ل يأخذ أجرا‬
‫انتدب الزههر السهتاذ عمهر التلمسهاني للقاء بعهض المحاضرات فهي الشريعهة‬
‫والقانون بالجامعة ‪.‬‬
‫وكان ذلك أيام فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود ‪.‬‬
‫فلمها جاء كشهف صهرف المكافآت للسهادة السهاتذة المحاضريهن المنتدبيهن ‪ ،‬إذا‬
‫بالدكتور عبد الحليم محمود يجد اسم الستاذ عمر التلمساني مدرجا بالكشف فقال‬
‫للمسؤول ‪:‬‬
‫‪-‬ارفع اسم الستاذ عمر من الكشف ‪ ،‬هذا ل يأخذ أجرا ( ده مش بتاع كده )‬
‫ودار حوار ‪ ،‬ولم يرفع المسؤول اسم الستاذ عمر ‪.‬‬
‫ول ما حان و قت صرف المكافآت ‪ ،‬ذهب الم سؤول بالك شف لل ستاذ عمر ليو قع ‪،‬‬
‫فأبى ‪.‬‬
‫فذهب المسؤول للدكتور عبد الحليم محمود ‪ .‬فقال الدكتور عبد الحليم محمود ‪ :‬ألم‬
‫أقل لك أن الستاذ عمر " ده مش بتاع كده ‪"...‬‬

‫‪ – 88‬ندوة بل أجر‬
‫عقدت إحدى المجلت الدينيهة ندوة ودعهت إليهها السهتاذ عمهر التلمسهاني فلبهى‬
‫الدعوة‪.‬‬
‫ثم قدم إليه موظف ورقة وطلب منه التوقيع عليها ‪.‬‬
‫فقال الستاذ ‪ :‬ما هذا ؟‬
‫قال ‪ :‬هذا مقابل حضورك الندوة ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬لو كنت أعلم أن الدعوة إلى ال تدفعون لها مقابل لما حضرت ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬مصاريف الركوب والنتقال ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬عندي سيارة أعدها الخوان لمثل هذه المور ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ولكنهم جميعا يأخذون ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬أنا لست من هذا الجميع ‪ ،‬أنا رجل على باب ال ‪ ،‬وانصرف دون قبض أو‬
‫توقيع ‪.‬‬

‫‪ – 89‬تواضع ‪ ...‬ل تجاملني‬


‫يقول الشيخ محمد عبد ال الخطيب ‪:‬‬
‫‪-‬كان الستاذ عمر التلمساني رحمه ال إذا أراد مراجعة شيء مكتوب ‪ ،‬كان‬
‫يأتيني إلى مكتبي ويقول لي ‪:‬‬
‫‪-‬أقسمت عليك بال أن تراجع وتصحح ما تجد من خطأ ‪ ،‬ول تجاملني ‪...‬‬
‫يقول الشيخ الخطيب ‪:‬‬
‫‪-‬وكان هذا دأبه ‪ ،‬إذا أراد شيئا ذهب إلى الخ في مكتبه ‪ ،‬إل أن يكون عذر‬
‫من مرض أو إرهاق ‪...‬‬
‫‪ – 90‬أثاث متواضع‬
‫يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬
‫‪ -‬من ذكريا تي ل للمباهاة أو التفا خر أ نه كان يزور ني في منزلي كث ير من‬
‫المصريين والجانب ‪ ..‬والمسكن متواضع جدا ‪..‬‬
‫‪-‬والثاث منذ عام ‪1926‬م ‪ ،‬وقد تأثر البعض بهذا المظهر ‪...‬‬
‫‪-‬فرأى بعهض الحباب فهي الخارج أن يشتروا لي مسهكنا فهي المكان الذي‬
‫أتخيره ‪ ...‬وبالثاث الذي يعجب ني ‪ ..‬فرف ضت كل الر فض ‪ ...‬ل ني قا نع‬
‫بما أنا فيه ‪.‬‬

‫‪ – 91‬جئت داعيا ل جابيا‬


‫ذهب الستاذ عمر التلمساني لداء فريضة الحج ‪.‬‬
‫ولقيه أحد الخوة ‪ ،‬وقال له ‪ :‬إن شخصية كبيرة من السعودية تريد مقابلتك ‪.‬‬
‫فقبل الستاذ وتحدد الموعد ‪.‬‬
‫وأثناء اللقاء تحدث هذا ال كبير عن الدعوة ال سلمية وم ستقبلها ‪ ...‬ثم عرّج على‬
‫مجلة الدعوة ‪ ،‬وكانت لم تصدر بعد ‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬إنه يريد تدعيم ها ‪ ...‬فأدرك الستاذ هدفه ‪ ،‬وقال مقاطعا ‪ :‬سيادتكم طلبتم‬
‫مقابلتي كداعية ل كجابٍ فأنا جئت داعيا ل جابيا ‪.‬‬
‫ولو كنت أعلم أنك ستتحدذ معي في مسألة نقود لعتذرت ‪ ،‬ولذلك أرجو أن تسمح‬
‫لي سيادتكم بالنصراف ‪.‬‬
‫‪ - 92‬محاولة للرشوة‬
‫قا بل ال ستاذ عمر التلم ساني أ حد رؤ ساء الوزارات الم صرية في ع هد ال سادات ‪،‬‬
‫وتبادل الحديث ‪ ،‬وفي النهاية قال رئيس الوزراء ‪:‬‬
‫‪-‬كيف أحوالكم المالية ؟‬
‫فقال الستاذ المرشد ‪:‬‬
‫‪-‬بخير والحمد ل مستورة ‪.‬‬
‫فقال ‪:‬‬
‫‪-‬إن الدولة تدعهم كهل الصهحف والمجلت المصهرية ‪ ،‬ومجلة الدعوة كمجلة‬
‫إسلمية أحق بهذا الدعم ‪.‬‬
‫فقال الستاذ وهو يتمالك أعصابه ‪:‬‬
‫‪-‬يا شيخ ‪ ..‬سايق عليك النبي ما تكلمنيش في هذه الناحية ‪.‬‬

‫‪ – 93‬حالة عجيبة عند الفراج‬


‫عندمها أفرج عهن السهتاذ عمهر التلمسهاني فهي آخهر يونيهو ‪1971‬م جاءه ضابهط‬
‫المعسهكر وقال ‪ :‬لقهد أفرج عنهك ‪ ...‬فاجمهع حاجتهك لتخرج ‪ ،‬وكان الوقهت بعهد‬
‫العشاء ‪.‬‬
‫فقال للضابهط ‪ :‬أل يمكهن أن أبيهت الليلة هنها ‪ ،‬وأخرج صهباحا فإنهي قهد نسهيت‬
‫طرقات القاهرة ‪.‬‬
‫فدهش الضابط وقال ‪ :‬ماذا تقول ؟ ألم تضق بالسجن وتود الخروج منه فورا ؟‬
‫قال ‪ :‬بل أفضل أن أبيت هنا الليلة وأخرج صباحا ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬هذه مسؤولية ل أستطيع تحملها ‪ ،‬تفضل اخرج من السجن ‪ ،‬ونم على بابه‬
‫إلى أي وقت تشاء ‪.‬‬
‫فطلبت تاكسي فأحضره ‪.‬‬
‫وعاد الستاذ إلى منزله فيقول ‪ :‬والعجيب حقا أنني عندما التقيت بأهلي وأقاربي لم‬
‫أحس بتغير كبير في مشاعري ‪ ،‬وكأني لم أفارقهم إل بالمس ‪ ،‬ما السر في هذا ؟‬
‫لست أدري !!‬

‫‪ – 94‬العقب والكعب‬
‫يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬
‫‪-‬جاء يوم يتحدث فيه المام الشهيد عن الوضوء ‪ .‬فأخذ يتكلم عن العقب ‪.‬‬
‫فسبقني لساني إلى العتراض على فضيلته قائلً ‪:‬‬
‫‪-‬ل داعي لصرف الوقت في الحديث عن العضاء ‪ ،‬هل فينا من ل يعرف‬
‫العقب ؟!‬
‫‪-‬فابت سم ر ضي ال عنه وقال ‪ :‬اجلس ‪ ،‬لعلك غ ير متبين لمو قع الع قب منك‬
‫في قدمك ‪.‬‬
‫فواصلت لجاجتي وقلت ‪ :‬يا فضيلة الستاذ ‪ ،‬ها هو ذا عقبي ووضعت يدي على‬
‫كعبي ‪ ،‬فتعجب الخوان ‪.‬‬
‫ولكن فضيلته قال منقذا لي ‪ :‬لو رفعت يدك قليلً عن موضعك هذا ‪ ،‬لتبين العقب‬
‫منك ‪.‬‬

‫‪ – 95‬أخالف البروتوكول أولى‬


‫يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬
‫‪-‬فهي أكتوبر ‪1952‬م دعها رجال النقلب السهتاذ الهضيهبي رحمهه ال‬
‫وأعضاء مكتهب الرشاد إلى عشاء فهي سهلح المهندسهين فهي الحلميهة ‪،‬‬
‫فدعاهم فضيلته بعد ذلك إلى عشاء في بيته ‪.‬‬
‫وك نت أح ضر ذلك العشاء ‪ ،‬وجل ست كعاد تي على مقر بة من الباب ‪ .‬وجاء ع بد‬
‫الناصر وقدم لي التحية فقبلتها ‪ ،‬وكنت أضع رجلً على رجل ‪.‬‬
‫وكان منتهى اللياقة أن أقف وأن أنزل ساقي عن وضعها والرجُل يقفُ أمامي ‪.‬‬
‫وفي ثوان دارت معركة في خاطري ‪:‬‬
‫‪-‬إن ظللت جالسها ‪ ،‬فقهد خالفهت قواعهد البروتوكول ‪ .‬وإن وقفهت فقهد يظهن‬
‫البعض أني أقف لرئيس الوزراء نفاقا ل لياقة ‪.‬‬
‫فآثرت أن أكون مخالفا لقواعهد اللياقهة على أن يُظن ُه بهي أنهي منافهق وبقيهت على‬
‫حالتي ‪.‬‬
‫وما أظن عبد الناصر قد نسي ذلك ‪.‬‬

‫‪ – 96‬ل أنقذ حكومتي خارج وطني‬


‫يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬
‫‪-‬كان مراسلو الصحف والذاعات يأتون لجراء أحاديث ‪ ،‬والظاهرة العجيبة‬
‫في كل تلك الحاديث ‪ :‬أن المراسلين كانوا يحاصرونني بأسئلة دقيقة رغبة‬
‫منههم فهي أن يحصهلوا منهي على انتقاد أو هجوم على الحكومات القائمهة ‪،‬‬
‫فكنت أفسد عليهم هذه المحاولت ‪..‬‬
‫حتهى قال لي أحهد المراسهلين فهي لندن ‪ :‬إنهك تتهرب مهن الجابات عهن أسهئلة‬
‫واضحة ‪.‬‬
‫عليه أن أنقهد‬
‫ّ‬ ‫خلُقهي ‪ ،‬ولكهن طباعهي تأبهى‬
‫فكان جوابهي ‪ :‬إن التهرب ليهس مهن ُ‬
‫حكومتهي خارج وطنهي ‪ ،‬ول أُشنهع عليهها فهي الخارج ‪ ،‬بهل أوجهه مآخذي إليهها‬
‫مباشرة داخل مصر ‪ ،‬وهو مبدأ وليس سياسة ‪.‬‬

‫‪ – 97‬ما جئنا هنا لنشتم حكامنا‬


‫في إحدى الندوات التي عقدها الصحفيون بدولة المارات مع الستاذ المرشد عمر‬
‫التلم ساني عام ‪1982‬م ب عد حملة العتقالت اله ستيرية ال ساداتية ‪ ،‬و جه إل يه أ حد‬
‫الصحفيين هذا السؤال ‪:‬‬
‫‪-‬ما رأيكم في حكام مصر ‪ ،‬ومعاهدة كامب ديفيد ؟‬
‫فأجاب السهتاذ ‪ :‬أحهب أن أوجهه نظهر الخ السهائل إلى أننهي لم آت هنها لشتهم‬
‫حكامنا‪ ،‬ورأينا نعلنه بكل صراحة ووضوح أول ما نعلنه على‬
‫صفحات الجرائد والمجلت المصرية ‪.‬‬
‫فقد تعلمنا من السلم الصراحة مع عفة الل سان ‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ليس المؤمن بالطعّان ول اللّعان ول الفاحش ول البذيء "‪.‬‬

‫‪ - 98‬لم أر مثل هذا الرجل‬


‫سهأل بعهض الناس السهائق الذي صهحب السهتاذ عمهر التلمسهاني أثناء زيارتهه‬
‫للمارات بدعوة من وزارة الثقافة ‪:‬‬
‫فقال ال سائق ‪ :‬صحبت كثيرا من الشخ صيات ال كبيرة والوزراء ‪ .‬فلم أر م ثل هذا‬
‫خلُقه وتواضعه وحيائه وعفته وزهده وعطفه ‪.‬‬
‫الرجل في ُ‬
‫•لقد ركب إلى جواري واعتاد كبار الشخصيات أن يركبوا في الخلف ولكنه‬
‫التواضع ‪.‬‬
‫•وتعرف عليّ وسألني عن أسرتي وأولدي وأحوالنا بكل رقة وحنان ‪.‬‬
‫•وكان يصحبني معه ويجلسني بجواره في كل مأدبة طعام ‪.‬‬

‫‪ - 99‬ل رجل إذن ل حلقة‬


‫يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال ‪:‬‬
‫‪-‬عندي خجل شديد من النساء ‪ .‬ول أستطيع أن أنظر إلى امرأة في وجهها ‪.‬‬
‫وذات يوم كنت في فندق بمدينة كومو بإيطاليا ‪.‬‬
‫وحددت موعدا فهي صهالون الفندق للحلقهة ‪ ،‬فلمها دخلت لم أر إل السهيدات ‪...‬‬
‫فسألت ‪:‬‬
‫‪-‬من سيحلق لي ؟‬
‫فأشاروا إلى فتاة ‪.‬‬
‫فقلت ‪ :‬أليس من رجل ؟‬
‫فقالوا ‪ :‬ل يوجد رجال ‪.‬‬
‫فقلت ‪ :‬ل رجل إذن ل حلقة ‪.‬‬
‫وبات الفندق يتحدث عن هذه الواقعة ‪ .‬وب تُ أحمد ال على أني لم أعصه في بلد‬
‫المتحللين ‪.‬‬

‫‪ – 100‬الوفاء للزوجة‬
‫دُع يَ ال ستاذ ع مر التلم ساني إلى لقاءات بال سكندرية فل بى ‪ ،‬وكان ذلك في ش هر‬
‫رمضان المبارك ‪ .‬وأعهد الخوان مأدبهة إفطار احتفاء بالسهتاذ المرشهد ‪ ،‬وكان‬
‫على المأدبة شراب المانجو ‪.‬‬
‫فقدم أحهد الخوان كوب المانجهو للسهتاذ عمهر فاعتذر ولحهظ بعهض الخوان‬
‫علمات التأثر على وجه الستاذ ‪ ،‬فسألوه ‪ :‬هل يلحقك ضرر صحي من المانجو؟‬
‫فأجاب ‪ :‬ل ‪.‬‬
‫وبعهد النتهاء مهن الفطار أراد بعهض الخوة معرفهة سهر العتذار عهن شرب‬
‫المانجو ‪ ،‬وألحوا في الطلب ‪.‬‬
‫فقال السهتاذ ‪ :‬لقهد اعتدت كلمها رجعهت مهن العمهل متأخرا أن أجهد زوجتهي فهي‬
‫انتظاري وقد أعدت كوبين من المانجو فنشربهما سويا ‪.‬‬
‫فلما تُوفيت عزّ عليّ أن أشرب بدونها ‪.‬‬
‫وأسأل ال أن يجمعني بها في الجنة ‪ ،‬وأن نشرب سويا من خير الجنة ‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫بعد هذه الجولة الطيبة المباركة ‪ ،‬وتلك القطوف العطرة الزاهرة من رياض أولئك‬
‫الشهداء ال صابرين ال صادقين القانت ين ‪ – ..‬نح سبهم كذلك وال ح سبهم ول نز كي‬
‫على ال أحدا – ل يسعنا إل أن نقول ‪:‬‬
‫هذه أخلق الدعاة الصادقين‬
‫هذه صفات القيادة الحازمة‬
‫هذه حنكة الحكماء المخلصين‬
‫تلك هي دعوة الخوان المسلمين‬
‫ولمثل هذا فليعمل العاملون‬
‫وفي ذلك فليتنافس المتنافسون‬
‫وإلى لقاء آخهر مهع قبسهات مشرقهة مهن نور هذه الدعوة الصهادقة ‪ ،‬تكون زادا‬
‫للسائرين على سبيلها المباركة ‪.‬‬
‫سهبحان ربهك رب العزة عمها يصهفون ‪ ،‬وسهلم على المرسهلين والحمهد ل رب‬
‫العالمين ‪.‬‬
‫وال المعين ‪ ،‬وعلى ال قصد السبيل ‪.‬‬

You might also like