Professional Documents
Culture Documents
الحمد ل ،و الصلة والسلم على رسول ال ،أما بعد؛ فإن دعوة الخوان المسلمين مليئة
بالخير ،لنها تقتفي آثار الرسول صلى ال عليه وسلم فهمًا و عملً.
ولقحد تخرج فحي هذه الدعوة رجال بححق ﴿ ،رجال صحدقوا محا عاهدوا ال عليحه فمنهحم محن
قضى نحبه ومنهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلً ﴾.
رجال حملوا أمانة الدعوة فنشروها بكل إخلص و تضحية.....
رجال حافظوا على راية الدعوة بيضاء نقية بكل عزم و حزم....
رجال شقوا للدعوة طريقًا وسط الصخور و العراقيل بكل صدق و صراحة ..فأغظم بهم
من رجال !!.
و محححن حقوق هذه الدعوة المباركحححة أن يدون تاريخهحححا محححن شتحححى الجوانحححب ،و مختلف
النواحي ،لن في ذلك زاداً عظيماً للجيال ،ووصلً للحق بالسابق ،...و تعميقاً لجذور
الدعوة في نفوس أبنائها ،فتؤتى الشجرة الطيبة أكلها كل حين بإذن ربها.
محن هذا المنطلق كانحت هذه المحاولة المتواضعحة التحي جمعحت فيهحا مائة موقحف محن حياة
المرشدين الصادقين الذين تولوا عبء و أمانة قيادة دعوة الخوان المسلمين.
و إن هذه المحاولة قطرة محححن بححححر ممحححا تذخحححر بحححه حياة أولئك العظماء و تلك الدعوة
المباركة.
و حقيححق على أهححل الفضححل ،و ذوي الصحححبة الطويلة الطيبححة أن يفيضوا على الجيال
المتعطشة من هذا البحر الزاخر المبارك.
ولقححد سححبق فححي هذا الباب السححتاذ المرشححد عمححر التلمسححاني رحمححه ال و السححتاذ عباس
السحححيسي ،و السحححتاذ جابر رزق رحمحححه ال ،وقدموا للجيال قبسحححًا محححن هذه الحياة
الطيبة....
و إن هذه المواقف شهادة عملية على مدى شمول وعمق واستقامة التربية الخوانية؟
إنها بحق زاد للجيال...
و لقد لمست عظيم التأثير بها في نفوس المستمعين إليها ...
إنها تنقل من عايشها نقلة عالية في مدارج السالكين .
وفحي الختام أسحأل ال تبارك و تعالى أن يتقبحل أصححاب هذه المواقحف فحي الصحالحين ،و
يرفحع درجاتهحم فحي علييحن ،و أن يجمعنحا بهحم فحي جناتحه جنات النعيحم إخوانًا على سحرر
متقابلين .
وآخر دعوانا أن الحمد ل رب العالمين .
محمد عبد الحليم حامد
توثيق المواقف
هذه المواقحف مسحتقاة مباشرة ممحا دونحه و كتبحه ،و تحدث بحه مباشرة قادة الدعوة ،وكبار
مسؤوليها .
مثل :المام الشهيد حسن البنا في :
" مذكرات الدعمة و الداعية"
و الستاذ المرشد عمر التلمساني في :
" ذكريات ..ل مذكرات "
" و الملهم الموهوب "
" و بعض ما علمني الخوان المسلمون "
" و أيام مع السادات "
و الستاذ أسعد سيد أحمد في :
" السلم و الداعية "
و الستاذ محمود عبد الحليم في :
" الخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ "
و الستاذ جابر رزق في :
" المام الممتحن حسن الهضيبي "
و الحاديث المباشرةلفضيلة الشيخ محمد عبد ال الخطيب
و الستاذ المستشار محمد المأمون الهضيبي
و الستاذ الدكتور أحمد الملط
و غيرهم من الفاضل الكرام .
و لقحد كان حظحي هحو جمحع هذه الدرر محن المواقحف ،و نظمهحا فحي عقحد فريحد ،لتتجلى
للناظرين بل تقديم و ل تعليق لنها تشع أضواءها بذاتها .
- 1قيام الليل
ذهحب المام الشهيحد إلى مؤتمحر بالمنزلة دقهليحة وبعحد الفراغ محن المؤتمحر ،و الذهاب إلى
النوم ،توجه المام و في صحبته الستاذ عمر التلمساني إلى حجرة بها سريران ،ورقد
كل على سريره .
وبعد دقائق قال الستاذ :أنمت يا عمر ؟ .
قال :ل .
وتكرر السؤال .
وتكرر الرد.
وقال الخ عمر في نفسه إذا سأل فلن أرد .
وظن الستاذ أن الخ عمر قد نام .
فتسلل على أطراف أصابعه ،وخرج من الحجرة ،وأخذ نعليه في يده ،وذهب إلى دورة
المياه حافياً ،حيححث جدد وضوءه ،ثححم اتجححه إلى آخححر الصححالة ،وفرش سححجادة ،وأخححذ
يتهجد .
جاء مبعوث من السفارة النجليزية إلى دار المركز العام وقابل المام الشهيد وقال له :
إن المبراطوريححة مححن خططهححا مسححاعدة الجمعيات الدينيححة و الجتماعيححة ،وهححي تقدر
جهودكحم ونفقاتكحم ..لذلك فهحي تعرض عليكحم خدماتهحا بدون مقابحل وقحد قدمنحا مسحاعدات
لجمعية كذا وكذا ...ولفلن و فلن ..وهذا شيك بعشرة آلف جنيه معاونة للجماعة.
فتبسم المام الشهيد وقال :
إنكم في حالة حرب وأنتم أكثر احتياجًا إلى هذه اللف.
فأخذ المبعوث يزيد في المبلغ و المام الشهيد يرفض ..
و كان بعض الخوة يتعجبون ويتهامسون :
لم ل نأخذ المال و نستعين به عليهم .
فكان جواب المام الشهيد :
إن اليد التي تمتد ل تستطيع أن ترتد .
و اليد التي تأخذ العطاء ل تستطيع أن تضرب .
أننا مجاهدون بأموالنا ل بأموال غيرنا و بأنفسنا ل بأرواح غيرنا .
اتصل فؤاد سراج الدين في بداية بريقه بالمام الشهيد وقال له :أريدك في أمر هام .
فقال المام :وما هو يا فؤاد باشا ؟
فقال الباشا :أريدك معي في وزارة الشؤون الجتماعية .
فقال المام :أنا موظف أعمل بالحكومة في أي مكان أنتج فيه .و لكن لي شرط واحد يا
باشا .
فقال الباشا :وما هو ؟
فقال المام :أن أنقل في نفس الدرجة و بنفس المرتب .
فقال الباشا :مستحيل فسيكون تحت أمرك من هو بدرجة مدير عام .
فقال المام :آسف يا باشا و أنا متمسك بشرطي .
فقال الباشحا :أنحا ل أسحتشيرك فحي المحر ولكنحي أخحبرك وسحيصدر المرسحوم الملكحي بهذا
المر .
فقال المام :سأعتذر ولن أحرج وسيكون الحرج لك والوزارة .
- 4تقدير المسؤول
- 5عاطفة ..وجندية
فحي مدينحة رشيحد أقام الخوان حفلً بمناسحبة ذكرى السحراء و المعراج ،فتحدث أححد
الخوة المتحمسين فقال :
إن مثلنا الن من الستاذ المرشد وهو يشير إليه كمثل رسول ال صلى ال عليه وسلم
بين أصحابه .
ومحا كاد السحتاذ المتحدث ينتهحي محن هذه العبارة حتحى قفحز المام الشهيحد إلى المنصحة
ل:ثم اتجه إلى الناس قائ ً
إيهحا الخوة ،معذرة إذا كان السحتاذ المتحدث قحد خانحه التعحبير فأيحن نححن محن تلمذة
تلمذة رسول ال صلى ال عليه وسلم .
ثم نزل إلى مكانه .
- 9الدعوة في المقاهي
وذات يوم محر إمام المسحجد فرأى كثيراً محن التلميحذ يزيحد على ثلثحة صحفوف أو أربعحة ..
فخشي السراف في الماء ،والبلى للحصير.
فانتظحر حتحى أتحم المصحلون صحلتهم ،ثحم فرقهحم بالقوة مهدداً ومنذرًا ومتوعداً ،فمنهحم محن
فر ومنهم من ثبت .
وأوحت إلي خواطر التلمذة أن أقتص منه ول بد .
فكتبت إليه خطابًا ليس فيه إل هذه الية :
{ ول تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من
شىء ومن حسابك عليهم من شىء فتطردهم فتكون من الظالمين }
وبعثت الخطاب بالبريد
ثم عرف الشيخ ممن جاءته هذه الضربة ،فقابل الوالد شاكياً...
فأوصاه بالتلميذ خيراً.
وكانت له معنا مواقف طيبة بعد ذلك.
واشترط علينححا أن نمل صححهريج المسححجد بالماء قبححل انصححرافنا وأن نعاونححه فححي جمححع
تبرعات للحصر .
فأعطيناه ما شرط.
-12مناقشة من أجل أذان العصر
يقول المام الشهيد في مذكراته :
"كنت أؤذن الظهر والعصر في مصلى المدرسة ،وكنت أستأذن المدرس -إذا كان وقت
العصر يصادف حصة من الحصص – لداء الذان...
وكان بعض الساتذة يسمح وهو مسرور وبعضهم يريد المحافظة على النظام ،فأقول له:
ل طاعة لمخلوق في معصية الخالق ،وأناقشه مناقشة جادة ل يرى معها بداً من السماح
حتى يتخلص منها ومني "
– 13تهادوا تحابوا
يقول المام الشهيد في مذكراته :
نظمت درساً بالمسجد في السماعيلية بين المغرب والعشاء ،وأقبل الناس ،وكان له أثر
طيب .
ولكحن أححد قدامحى المشايحخ المولعيحن بالجدل والحواشحي وإحراج الوعاظ حاول إحراجحي
ذات مرة وأنا أقص قصة الخليل إبراهيم عليه السلم .
فسألني عن اسم أبيه ؟
فابتسحححمت .وقلت :إن اسحححمه (تارخ) وإن آزر عمحححه والقرآن يقول :إن آزر أبوه ..ول
مانع من ذلك في لغة العرب ..ونطقت بكلمة تارخ بكسر الراء.
فقال :لكن اسم أبيه تارُخ) بضم الراء ل كسرها.
فقلت :فليكن ،وهو اسم أعجمي على كل حال ،وضبطه يتوقف على المعرفة بهذه اللغة ،
والمهم العظة والعبرة.
وأراد الشيححخ أن يسححتخدم هذا السححلوب فححي كححل درس ومعنححى هذا أب يهرب العامححة
والمستمعون .
ففكرت فحي العلج :فدعوتحه إلى المنزل وأكرمتحه وأهديتحه كتابيحن ..فسُح ّر الشيحخ سحروراً
عظيماً.
وجعححل يواظححب على الدرس ،ويدعححو الناس إليححه بإلحاح وكححف عححن الجدال ،وصححدقت
الكلمة الطيبة " :تهادوا تحابوا".
– 14رؤيا صالحة
يقول المام الشهيد في مذكراته :
" إن من فضل ال تبارك وتعالى أنه يطمئن ويسكن نفوس عباده ،وإذا أراد شيئًا هيأ له
السباب .
فل زلت أذكححر أن ليلة اكتحان النحححو والصححرف لللتحاق بدار العلوم ،رأيححت فيمححا يرى
النائم أنني أركب زورقاً مع بعض العلماء الفضلء ..فتقدم أحدهم وقال لي :
أين شرح اللفية لبن عقيل ؟
فقلت :ها هو ذا .
فقال :تعال نراجع فيه بعض الموضوعات.
هات صفحة كذا ،وصفحة كذا ..وأخذت أراجع موضوعاتها.
وفي الصباح جاء الكثير من السئلة حول هذه الموضوعات.
فكان ذلك تيسيرًا من ال تبارك وتعالى.
والرؤيا الصالحة عاجل بشرى المؤمن والحمد ل رب العالمين".
– 15حقد ونجاة
حقحد أححد الزملء الطلب على المام الشهيحد لتفوقحه فحي الدراسحة ففكحر فحي حيلة يعيقحه بهحا
عن المتحان.
فانتهحز فرصحة نوم جميحع الطلب ،وأخحذ يصحب زجاجحة محن صحبغة اليود المركزة على
وجهحه وعنقحه ،ثحم تظاهحر بالنوم ولكحن المام ألهمحه ال أن يقوم مسحرعًا إلى دورة المياه
ليغسل وجهه وعنقه .
وكان أذان الفجر ،فنزل مسرعًا إلى الصلة .وكان تحقيق في الصباح في هذه الكارثة.
واكتُشف الجاني واعترف بجريمته ....
فأخحذ عقابحه محن الزملء وهموا بتبليحغ النيابحة وإدارة المدرسحة ولكحن المام تذكحر أنحه قحد
نجا ،وهذه نعمة تستحق الشكر وليس الشكر إل بالعفو والصفح {ومن عفا وأصلح فأجره
على ال}.
فجعحل ال هذه الحادثحة خيرا وبركحة إذ كانحت سحبباً لنتقال السحرة كلهحا محن المحموديحة إلى
القاهرة.
- 16الكلوب الخطر
- 19العدس بالحلبة
خرج المام الشهيد مرة في رحلة خلوية مع الجوالة .
وقام الخوة المكلفون بإعداد الطعام بعملهم .
ولكنهم أخطأوا بخلطهم العدس بالحلبة .
فكان مذاق الطعام غير مألوف .
ولكنحه خفحف الحرج عحن الكليحن والطهاة لتشجيحع الجوالة على تناول هذا الطعام الغريحب
فقال :
أتعرفون ما اسم هذه الطبخة يا أحباب ؟
إنها الحلبة التي تسمعون عنها ،
وها أنتم قد رأيتموها وأكلتموها ،فبالهناء والشفاء .
- 20حفل مع الفتوات
دعي المام الشهيد مرة على إلى حفل بمناسبة المولد في بولق .
وكان هذا الحي يشتهر في ذلك الوقت بالفتوات والقوياء .
فكان حديثحه يدور عحن رسحول ال صحلى ال عليحه وسحلم وقوتحه وشجاعتحه وصحرعه لبحي
جهححل ،وركانححة أقوى أقوياء الجزيرة العربيححة وسححبقه لبححي بكححر وعمححر ..ذلك الحديححث
المحبب لولئك الفتوات .
ثم انتقل بهم إلى القوة الروحية التي مصدرها طاعة ال والتزام أمره واجتناب نهيه ..
كذلك استخدام القوة في نصرة المظلوم ،ومجاهدة العداء ..
فما كان من أحد الفتوات إل أن صاح معجبًا :
" اللهم صلي على أجدع نبي " .
وانتهححى الحفححل ،وبايححع الكثيرون ،وعلى رأسححهم المرحوم إبراهيححم كروم أشهححر فتوات
بولق السبتية .
-24حال الجامعة
كانحت الجامعحة فحي بدايحة عهدهحا خاليحة محن العلن بمظاهحر السحلم حتحى الصحلوات
كانت تؤدى تحت الرض ،وفي أماكن بالية وعلى استحياء .
فقال المام لحد الطلب :أذن للظهر في مكان مرأى بأعلى صوتك ،واصبر .
ففعل الطالب ،فدهش الطلب والفراشون ،والموظفون وكانت إحدى العجائب ...
فصلى السنة ،ثم أقام الصلة ،وصلى وحده ،والجموع حوله تتعجب .
وفعل في اليوم التالي مثل ما فعل بالمس .
وبعد أيام قلئل زاد العدد واحداً بعد الخر
وهكذا لما جاء الحق وصمد ،زهق الباطل وفر .
-26ننشئ له مدرسة
في مغاغة مدرسة خاصة تملكها جمعية قبطية .
وكان ناظر المدرسة من الخوان ،وقد خدم في هذه المدرسة ثمانية عشر عاماً .
ولكن الدارة بيتت أمراً خبيثاً ،فقد فاجأته بالستغناء عنه قبل انتهاء الجازة الصيفية
بقليل ،وقد استوفت كل المدارس حاجتها من المدرسين والنظار ....
فوصل الخبر للمام الشهيد ،فقال لخوان مغاغة وهو يبتسم بثقة وطمأنينة :
" ل بأس ..إذن ننشئ له مدرسة يكون هو ناظرها وصاحبها "
فتعجب الناس إذ لم يبق على بدء الدراسة إل أقل من شهر ول يوجد رأس مال ....
فوضححع المام الشهيححد خطححة ،وأصححدر الوامححر ،ووزع العمال وتحقححق المححل ،
وأنشئت المدرسة بفضل ال وعونه .
– 31إلغاء الرحلة
أعلن المام الشهيد عن رحلة إلى السماعيلية .فجاء الخوان المشتركون في الموعد
المحدد ،وجاء التوبيس ،وكان عدد الخوان أكثر من عدد المقاعد .
فلما أذن الستاذ المرشد بصعود التوبيس ،إذا بمجموعة من الشباب تسارع وتزاحم
ليحجز كل واحد مقعداً يجلس عليه.
فلمححا رأى السححتاذ هذا المشهححد ألغححى الرحلة وكان درس حاً عملياً فححي مراعاة النظام ،
والتدريب على اليثار ،واحترام الكبار.
عقحد المام الشهيحد اجتماعًا محع بعحض الخوان والضيوف ،وأصحدر أمراً بتأجيحل أي
مقابلة حتححححى ينتهححححي الجتماع .وفححححي أثناء الجتماع جاء شيخان أزهريان يريدان
الدخول للستاذ المرشد ،فأخبرهما الخوة بالجتماع وانشغال المرشد به .
فعلت أصوات الشيخين ،وتكلما عن اعتزازهما بشخصيتهما !!...
فأحححس السححتاذ بالصححخب وعلو الصححوت ،فخرج مححن الجتماع واحتوى الموقححف
فعاتحب الخوة ،واحتفحى بالشيخيحن وهحش وبحش وطلب لهمحا الشاي ...وهدأ الخواطحر
حتى انصرفا في رضى وإشباع للذات.
ثم قرأ المام الشهيد قوله تعالى { :وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم }
– 33شاي بملح
ل كححبيراً فححي هذا اليوم .
زار المام الشهيححد إحدى قرى الصححعيد ،وأقام الخوان احتفا ً
وبعحد انتهاء الحفحل ألح أححد الفلحيحن على المام الشهيحد أن يزوره فحي بيتحه ...وكان
عدد الخوان كثيراً ...وكان هناك مواعيد ولقاءات ...
فقبل المام أمام الصرار الشديد الزيارة بشرط أن يكون وحده ،وأل تتجاوز الزيارة
فنجان شاي .
وتوجهححا إلى البيححت ،وكانححت فرحححة ،وطلب الرجححل مححن زوجتححه إعداد فنجان شاي
بسرعة...
و سُر الرجل وجعل المام الشهيد يشرب الشاي وكلما أخذ رشقة تبسم وآنس الرجل،
ثمحا عاد إلى إخوانحه المنتظريحن وودعحه الرجحل بكحل حفاوة.ثحم رجحع إلى بيتحه سحريعاً ،
وتناول فنجان الشاي ليحظحى بسحؤره ومحا تبقحى منحه فلم يجحد سحوى الثحر ،ولكنحه وجحد
عجباً ،فوجئ بأن الشاي قد أضيف إليه الملح بدل السكر !!!
أوصى بعض رجال الحكم الحاقدين أحد وكلء النيابة بإيجاد مسوغ قانوني للنيل من
جماعة الخوان المسلمين .
فأخذ وكيل النيابة يخطط ويدبر ،ويفكر ويقدر ،ويبحث وينقب حتى وجد فريسته .
فاستدعى المام الشهيد وخاطبه بلهجة الشامت المتمكن ،
فقال :اليوم ل فرار .
المام :من أي شيء أفر ؟
النيابة :إنك تعمل على قيام ثورة في البلد .
المام :وما دليلك على هذا .
الوكيل :دليلي مكتوب بخط يدك .
المام :وماذا يقول هذا الدليل ؟
الوكيل :إنك شكلت لجنتين :إحداهما ثورية والخرى لثارة الرأي العام .
المام :وممن تتكون اللجنتان؟
الوكيل :أما الولى :فهي من الشيخ شلتوت ومعه آخرون .وأما الثانية :فهي عزيز
المصري وآخرون .
تبسحم المام وقال :يحا سحيادة الوكيحل الفضحل أن تغيحر الوضحع ،وتضحع إحداهمحا مكان
الخرى .
انفعحل الوكيحل وقال :ل لزوم لهذا .أهذا خطحك ؟ فقال المام :ل لزوم لرؤيتهحا .فلن
أنكر ما في الورقة .ولكن أنكر قراءتك لها فاقرأ جيداً ...
أمحا الولى :فهحي لجنحة شوريحة وليسحت ثوريحة وأمحا الثانيحة :فهحي لنارة الرأي العام
وليست لثارة .
اقرأ يا أخي بإمعان وأوصيك أل تتسرع وأنت رجل قانون .
ول تعجحب إذا علمحت أن هذا الدليحل كان عبارة عحن ورقحة مكتوبحة بالقلم الرصحاص قحد
التقطها هذا الشخص وأعوانه من سلة المهملت .
يقول السحتاذ عمحر التلمسحاني " :كان المام الشهيحد يتحسحس فحي رقحة ودقحة كحل محا
يرضححي الخوان فححي الحدود المشروعححة .ففححي ذات يوم زاره الخ الشاعححر عمححر
الميري أححد قادة الخوان فحي سحوريا ليسحتأذنه فحي السحفر إلى السحكندية محع والده فحي
القطار الذي يغادر القاهرة غداً في السابعة صباحاً .
وذهحب عمحر الميري محع والده ..وقبحل أن يتحرك القطار بدقيقحة أو دقيقتيحن إذ بعمحر
يرى المام الشهيحد وهحو يسحرع الخطحى على رصحيف القطار ،يحمحل باقحة محن الورود
الناضرة ،يقدمهحا تحيحة لوالد عمحر الميري .وكان لهذا الموقحف تأثيحر كحبير فحي نفحس
عمر الميري الشاعر الكبير "
" لقد أحيا المام الشهيد روح الجهاد في نفوس أبناء هذا الجيل .وتأثر المام ،وتأثر
الشباب ،وتأثر آباؤهم وكانت مواقف رائعة :
استشهد أحد أبناء الخوان في فلسطين ،فذهب المام إلى والد الشهيد ليعزيه ،فسمع
الناس ورأوا درساً باهراً .
قال الوالد للمام :إن كنحت جئت معزياً فارجحع أنحت ومحن معحك .وأمحا ان كنحت جئت
لتهنئنحي فمرحبًا بحك وبمحن معحك .لقحد علمتنحا الجهاد وبينحت لنحا محا فيحه محن عزة ورفعحة
في الدنيا والخرة فجزاك ال خيراً .
وإنحي لحريحص على مضاعفحة الجحر ،فهحا هحو ولدي الثانحي ،أقسحمت عليحك لتصححبنه
إلى مياديحن الجهاد .فانهمرت دموع ،وعل تشنحج ،وتصحاعدت زفرات وارتحج على
المام من روعة الموقف ".
كان زبانيححة السححجن الحربححي يأخذون الخوان يوميًا ويصححفونهم صححفوفاً ويجححبرونهم
على أن يغنوا أغنية أم كلثوم :
– 46تمرينات رياضية
كان السححتاذ حسححن الهضيححبي -على كححبر سححنه -يقضححي وقححت فسحححته فححي الحديقححة
المواجهة لمدير السجن ،ويقوم بأداء تمرينات رياضية بملبس زاهية.
فأراد أن يعرف أحد الخوان سر ذلك.
فقال السحتاذ :دعهحم ل يرون منحا إل البشاشحة ،وارتفاع المعنويات ،حتحى يتحققوا أن
سهامهم طاشت ،ولم يبلغوا منا ما يريدون.
ألم يبلغك قول رسول ال صلى ال عليه وسلم :
"رحم ال امرأ أراهم من نفسه قوة".
– 47قذف المدفأة
عند عودة الستاذ الهضيبي من الفسحة اليومية في السجن ذات مرة فوجئ بدفء في
زنزانتحه ،و كان الجحو بارداً فحي الشتاء ،ثحم لمحح مدفأة فحي زاويحة محن الزنزانحة ،فسحارع
إلى الباب يطرقحه بشدة حتحى سحمع الحارس ،فسحارع إلى فتحح الباب ،ليفاجحأ بنزيلهحا قحد
حمل المدفأة بيده ،وقذف بها إلى الخارجثم أغلق الباب على نفسه دون ضوضاء.
وجاء مديحر السحجن يعاتبحه ،بحجحة أنحه آثحر بهحا على نفسحه ،وأن فحي هذا رداً لكرامتحه،
والمرشد ل يزيد على أن يدعو له.
ثم قال :يوم أن يستدفئ الخوان جمي ًع في المعتقل ،حينئذ يمكن أن أقبل الهدية.
– 61الباقوري والوزارة
قبل الشيخ أحمد حسن الباقوري الوزارة في عهد عبد الناصر دون إذن من فضيلة
المرشد حسن الهضيبي.
فقال له المرشد :ما الموقف ؟
قال الباقوري :أستقيل من مكتب الرشاد.
قال المرشد :ثم ماذا ؟
قال :أستقيل من جماعة الخوان المسلمين.
فقال له المرشد :هذا هو الحل.
ثم ذهب فضيلة المرشد إليه في وزارة الوقاف وهنأه.
– 62فتنة التكفير
عندما هبت ريح فتنة التكفير إثر محنة 1965م استبشر البعض بهذا الفكر لنهم
وجدوا فيه ضالتهم المنشودة.
وقالت شياطينهم :
-هذا الفكر سيمزق صفوف الخوان في الداخل ،وسينفرمنهم الناس في الخارج.
فكان القرار ههو عزل أصهحاب هذا الفكهر ليتعمهق فهي نفوسههم ولئل يناقشههم
الخرون فيعودوا إلى صوابهم.
ثم صدر قرار بتشديد العقوبة الوالتعذيب لكل من يتحرك بين الخوان يحذرهم من
فكر التكفير ويفنده.
فكانت المحنة...
واشتد التعذيب...
فقال الستاذ المرشد :
-ل بد من مناقشة هذا الفكر المعوج وتفنيده.
فقال بعض الخوان :
-لو أرجأنا ذلك خصوصا والظروف صعبة.
فقال الستاذ :
-إن هذا الفكهر أشهد خطورة على الدعوة مهن سهياط وتعذيهب عبهد الناصهر.
فلنناقشه ولنفنده مهما كانت التكاليف.
– 66تعفف عن الهدايا
في السنة التي حج فيها الستاذ الهضيبي منحه الملك سعود هدية.
قال لرجال القصر :
-ل أستطيع قبول مثل هذه المنح.
فألحوا عليه ،وذكروا محاسن القبول ،ومساوئ الرد.
فقبل أخيرا.
ولكنه أودع الهدية في خزانة الجماعة.
– 67احذروا الغيبة
يقول الشيخ عبد البديع صقر رحمه ال :
-كان ال ستاذ الهض يبي ل ي صرح برأ يه في جمال ع بد النا صر .وكان يح سب
للغيبة ألف حساب.
وكان يحذرنا من الخوض في أعراض الناس ويقول :
-هل نسيتم أن الغيبة من الكبائر ؟.
– 71انضباط في المواعيد
في عام 1953م زار الستاذ الهضيبي طهطا بسوهاج وكان في البرنامج زيارة
المعهد الديني.
وكان موعد حضور السيارة الساعة الثامنة صباحا ،وفي تمام الثامنة كان الستاذ
المرشد على البوابة.
فقال الخوان :
-إن السيارة لم تأت يا إستاذ.
فأجاب :
-هيا إلى المعهد وسار على قدمه مع كبر سنه ليحضر في موعده.
وبعد زيارة المعهد اقترح بعض الخوان زيارة النصارى في مقرهم.
فسأل :
-هل حضروا الحفل بالمس ؟
قالوا :
-ل.
قال:
-فلم نزورهم إذا ؟.
– 88ندوة بل أجر
عقدت إحدى المجلت الدينيهة ندوة ودعهت إليهها السهتاذ عمهر التلمسهاني فلبهى
الدعوة.
ثم قدم إليه موظف ورقة وطلب منه التوقيع عليها .
فقال الستاذ :ما هذا ؟
قال :هذا مقابل حضورك الندوة .
قال :لو كنت أعلم أن الدعوة إلى ال تدفعون لها مقابل لما حضرت .
قال :مصاريف الركوب والنتقال .
قال :عندي سيارة أعدها الخوان لمثل هذه المور .
قال :ولكنهم جميعا يأخذون .
قال :أنا لست من هذا الجميع ،أنا رجل على باب ال ،وانصرف دون قبض أو
توقيع .
– 94العقب والكعب
يقول الستاذ عمر التلمساني رحمه ال :
-جاء يوم يتحدث فيه المام الشهيد عن الوضوء .فأخذ يتكلم عن العقب .
فسبقني لساني إلى العتراض على فضيلته قائلً :
-ل داعي لصرف الوقت في الحديث عن العضاء ،هل فينا من ل يعرف
العقب ؟!
-فابت سم ر ضي ال عنه وقال :اجلس ،لعلك غ ير متبين لمو قع الع قب منك
في قدمك .
فواصلت لجاجتي وقلت :يا فضيلة الستاذ ،ها هو ذا عقبي ووضعت يدي على
كعبي ،فتعجب الخوان .
ولكن فضيلته قال منقذا لي :لو رفعت يدك قليلً عن موضعك هذا ،لتبين العقب
منك .
– 100الوفاء للزوجة
دُع يَ ال ستاذ ع مر التلم ساني إلى لقاءات بال سكندرية فل بى ،وكان ذلك في ش هر
رمضان المبارك .وأعهد الخوان مأدبهة إفطار احتفاء بالسهتاذ المرشهد ،وكان
على المأدبة شراب المانجو .
فقدم أحهد الخوان كوب المانجهو للسهتاذ عمهر فاعتذر ولحهظ بعهض الخوان
علمات التأثر على وجه الستاذ ،فسألوه :هل يلحقك ضرر صحي من المانجو؟
فأجاب :ل .
وبعهد النتهاء مهن الفطار أراد بعهض الخوة معرفهة سهر العتذار عهن شرب
المانجو ،وألحوا في الطلب .
فقال السهتاذ :لقهد اعتدت كلمها رجعهت مهن العمهل متأخرا أن أجهد زوجتهي فهي
انتظاري وقد أعدت كوبين من المانجو فنشربهما سويا .
فلما تُوفيت عزّ عليّ أن أشرب بدونها .
وأسأل ال أن يجمعني بها في الجنة ،وأن نشرب سويا من خير الجنة .
خاتمة
بعد هذه الجولة الطيبة المباركة ،وتلك القطوف العطرة الزاهرة من رياض أولئك
الشهداء ال صابرين ال صادقين القانت ين – ..نح سبهم كذلك وال ح سبهم ول نز كي
على ال أحدا – ل يسعنا إل أن نقول :
هذه أخلق الدعاة الصادقين
هذه صفات القيادة الحازمة
هذه حنكة الحكماء المخلصين
تلك هي دعوة الخوان المسلمين
ولمثل هذا فليعمل العاملون
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
وإلى لقاء آخهر مهع قبسهات مشرقهة مهن نور هذه الدعوة الصهادقة ،تكون زادا
للسائرين على سبيلها المباركة .
سهبحان ربهك رب العزة عمها يصهفون ،وسهلم على المرسهلين والحمهد ل رب
العالمين .
وال المعين ،وعلى ال قصد السبيل .