You are on page 1of 44

‫المقـدمـة‬

‫الحمد لله الذي رضي لنا السلم دينًا‪ .‬والصلة والسسسلم‬


‫على حبيب العظم خاتم النبياء والمرسسلين المبعسوث رحمسة‬
‫للعالمين بشيرا ونذيرا‪ ،‬وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬

‫أما بعد‪،‬‬

‫فلقد رأينا في يومنسسا هسسذا كسسثرة المعتقسسدات والنظريسسات‬


‫إلى حد بعيد‪ .‬فنرى بعض الناس يعبسسدون بمسسا تهسسوى أنفسسسهم‪.‬‬
‫فمنهم من يعبد الصنام ومنهم مسسن يعبسسد الشسسمس‪ ،‬والغسسرب‬
‫ل بالدين‪ .‬فل يسسؤمن بسسالله ول‬ ‫من ذلك‪ ،‬منهم من يلحد ولم يبا ِ‬
‫بالسسدين ول بسسالخلق ول بسسأي شسسيء فسسي حيسساته‪ .‬فحيسساته مجسسرد‬
‫العمل و الترفيه والكسسل والشسسرب والراحسسة‪ .‬فيعيسسش عبث سا ً بل‬
‫هدف‪.‬‬

‫وقد سبقت السلم الديان الكثيرة كالهندوسية والبوذية‬


‫وغير ذلك‪ .‬ثم بعث اللسسه رسسسوله ليخسسرج النسساس مسسن ظلمسسات‬
‫هذه الديان المزيفة إلى نور السلم‪ .‬فالسلم ليسسس للعسسرب‬
‫فقط‪ ،‬والنبي صّلى الله عليه وسلم ل يبعث لمة فسسي جزيسسرة‬
‫العرب وحدها‪ ،‬بل للعالم كله وفي كل زمان‪.‬‬

‫ففي هذا البحث أحسساول أن أوضسسح بعضسسا مسسن معتقسسدات‬


‫الهندوسية لنها من أكسسبر الديسسان المنتشسسرة فسسي ماليزيسسا‪ .‬ثسسم‬
‫أقارن بينها وبين معتقدات السلم‪.‬‬

‫وفي هذا العسسرض المتواضسسع‪ ،‬أحسساول أن أسسستطرد بعضسسا‬


‫مسسن مفسساهيم الهندوسسسية مقسسسمة هسسذا البحسسث إلسسى عشسسرة‬
‫فصول‪:‬‬

‫الفصل الول ‪ :‬تعريف الهندوسّية‬

‫‪ :‬نشأة الهندوسّية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ :‬الله عند الهندوسّية‬ ‫الفصل الثالث‬


‫‪1‬‬
‫‪ :‬دورة الحياة وتناسخ الرواح عند‬ ‫الفصل الرابع‬
‫الهندوسّية‬

‫الفصل الخامس ‪ :‬الطقوس والعبادات‬

‫الفصل السادس ‪ :‬كتب الهندوسّية‬

‫‪ :‬تقسيم الطبقات عند الهندوسّية‬ ‫الفصل السابع‬

‫‪ :‬العياد عند الهندوسّية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫‪ :‬الهندوسّية في ماليزيا وتاريخها‬ ‫الفصل التاسع‬


‫ويشمل هذا الفصل على مبحثين ‪:‬‬
‫‪ :‬حياتهم الواقعية في ماليزيا‬ ‫المبحث الول‬
‫‪ :‬تأثير الهندوسية في المجتمع الماليزي‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪ :‬الردود على الهندوسّية‬ ‫الفصل العاشر‬

‫وأخيرا خاتمة المطاف‪.‬‬

‫تلكم هي الخطوط التي وضعتها لسسسير عليهسسا فسسي بيسسان‬


‫موضوع الديانة الهندوسية‪.‬‬

‫والله أسأل أن يجعل عملي هسسذا خالصسسا لسسوجهه الكريسسم‬


‫وأن يتقبله مني في ميزان خيراتي يوم ل ينفع مال ول بنسسون‪.‬‬
‫وأن يجعل هذا البحسث أداة نفسع لمسن يطلسع عليسه‪ ،‬وهسو ولسي‬
‫التوفيق‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ن‬
ِ ‫م‬
َ ‫ح‬
ْ ‫ه الّر‬ِ ‫سم ِ الل‬
ْ ِ‫ب‬
ِ ‫حيم‬
ِ ‫الّر‬

      ﴿


   
     
   
    
  
 
 
 

{19 : ‫}سورة آل عمران‬

3
‫الفصل الول‪ :‬تعريف ومفهوم‬
‫الهندوسّية‬

‫دو( بكسسسر الهسساء وهسسي‬‫هن س ُ‬


‫الهندوسية من أصل الكلمسسة ) ِ‬
‫كلمة فارسسسية الصسسل‪ .‬ولكسسن فسسي البدايسسة لسسم تسسستخدم هسسذه‬
‫الكلمسسة لتصسسف الديانسسة الهندوسسسية‪ ،‬بسسل اسسستخدمها الفسسرس‬
‫ليشيروا للقوم السسذين يسسسكنون مسسا وراء نهسسر السسسند‪ .‬وأطلسسق‬
‫المصطلح في البداية علسسى تلسسك المفسساهيم الدينيسسة للهنسسدوس‬
‫عرفت تلك المفاهيم بالتالي بالهندوسية ‪ -‬ديانسسة الهنسسدوس‪) .‬‬ ‫و ُ‬
‫‪(1‬‬

‫والهندوس سّية هسسي ديانسسة هندي ّسسة قديمسسة‪ .‬ول ُتنسسسب إلسسى‬
‫صلء‪ ،‬وشسسعائر‬ ‫ُ‬
‫شخص بعينه بل هي مزيج من شعائر الهنود ال َ‬
‫دة قسسرون‪،‬‬ ‫القبائل الرية التي أغارت على الهند قبل الميلد بع ّ‬
‫وقد كانت هذه القبائل الرّية ُتقيم على البقاع الوسسسطى بيسسن‬
‫الهند ووادي النهرين‪ ،‬فسساتجهت طائفسسة منهسسا غرب ًسسا إلسسى أوربسسا‪،‬‬
‫واتجهت منهسسا شسسرًقا إلسسى القسساليم الهندي ّسسة مسسن شسسمالها إلسسى‬
‫جنوبها‪ .‬وقد اشتملت الديانة الهندية القديمة على أنواع شسسّتى‬
‫من اللهة‪ ،‬ففيها آلهة تمّثل قوى الطبيعة وُتنسسسب إليهسسا؛ كسسإله‬
‫المطر‪ ،‬وإله النار‪ ،‬وإله النور والريح)‪(2‬‬

‫_________________________‬
‫‪ -1‬الهالي ‪ :‬ص ‪ ،17‬العدد ‪ ،294‬يوم الربعاء ‪ 11‬مارس ‪2009‬‬
‫‪ -2‬الله‪ ،‬لعباس العقاد‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬ص ‪44‬‬

‫‪4‬‬
‫وتسمى الهندوسية أيضا ً باسم البرهمية وهي ديانة‬
‫وثنية يعتنقها معظم أهل الهند‪ ،‬وليس في الهندوسية دعوة‬
‫إلى التوحيد‪ ،‬بل إنهم يقولون بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة‬
‫إليها يعبد‪ ،‬ثم قالوا بوجود آلهة ثلثة من عبد أحدها فقد عبدها‬
‫جميعا ً وهي براهما وفشنو وسيفا)‪(1‬‬

‫_________________________‬
‫‪)-1‬انظسسر‪ :‬الموسسسوعة الميسسسرة فسسي الديسسان والمسسذاهب والحسسزاب‬
‫المعاصرة‪ .‬الندوة العالمية للشباب السلمي ص ‪(737‬‬

‫)انظر‪ :‬الديان الوضعية في مصادرها المقدسة وموقسسف السسلم منهسسا‪،‬‬


‫لدكتور إبراهيم محمد إبراهيم‪ ،‬مطبعة المانة‪ ،‬ط ‪ (1985) 1‬ص ‪(83‬‬

‫)انظر‪ :‬أديان الهند الكبرى‪ ،‬الهندوسية‪-‬الجينية‪ -‬البوذية‪ ،‬مع ملحسسق عسسن‬


‫قضية ألوهية كنمسسوذج للمقارنسسة بيسسن الديسسان‪ ،‬للسسدكتور أحمسسد الشسسلبي‪.‬‬
‫مكتبة النهضة المصرية ‪ ،‬ط ‪ ،11‬ص ‪(37‬‬

‫)انظر‪ :‬السلم والديان دراسة مقارنة لدكتور مصطفى حلمي‪ ،‬ط ‪) 1‬‬
‫‪ (1990‬دار الدعوة ص ‪(48‬‬

‫)انظر‪ :‬مقا رنة الديان‪-‬دراسة فسسي عقسسائد ومصسسادر الديسسان السسسماوية‪:‬‬


‫اليهودية والمسيحية والسلم‪ .‬والديسسان الوضسسعية‪ :‬الهندوسسسية والجينيسسة‬
‫والبوذيسسة لسسدكتور طسسارة خليسسل السسسعدي‪ ،‬دار العلسسوم العربيسسة‪ .‬ط ‪) 1‬‬
‫‪ (2005‬ص ‪(226‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬نشأة الهندوسّية‬

‫نشسسأت الهندوسسسية فسسي شسسبه القسساّرة الهنديسسة ونسسسبة‬


‫الهندوس هناك ‪ %96‬في العسسالم‪ .‬وتعسسود نشسسأتها إلسسى القسسرن‬
‫الخامس عشر قبل الميلد أي قبل مجيسسء السسسلم‪ .‬ولكسسن ل‬
‫يمكن لنا أن نحدد التاريخ بالسسذات لعسسدم وجسسود مصسسدر معتمسسد‬
‫يستطيع الرجوع إليه لمعرفة تاريخ نشسسأة الهندوسسسية‪ .‬وسسسبب‬
‫آخر لن الهندوسية ليست من صنع الواحد‪ ،‬بل هي ناشئة من‬
‫مجموعة عادات القوم وتقاليدهم ومعتقداتهم‪(1) .‬‬

‫ويقال أيضا ً أن الهندوسية نشأت من خلل الوفسسود السستي‬


‫جاءت إلى الهند واستقرت فيها‪ ،‬فخلطوا ثقافتهم بثقافة أبنسساء‬
‫البلد‪ ،‬فدّونوا وكتبوا كل ما لديهم ولدى غيرهم حسستى أصسسبحت‬
‫دستورا ً ودينا ً جديدًا‪.‬‬

‫_________________________‬
‫‪) -1‬انظسسر‪ :‬الموسسسوعة الميسسسرة فسسي الديسسان والمسسذاهب والحسسزاب‬
‫المعاصرة‪ :‬ص ‪(752‬‬

‫)انظر‪ :‬أديان الهند الكبرى‪ ،‬الهندوسية‪-‬الجينية‪ -‬البوذية‪ ،‬مع ملحق عسسن‬


‫قضية ألوهية كنموذج للمقارنة بين الديان‪ ،‬ص ‪ 37‬وما بعدها(‬

‫)انظر‪ :‬مقا رنة الديان‪-‬دراسة في عقسسائد ومصسسادر الديسسان السسسماوية‪:‬‬


‫اليهودية والمسيحية والسلم‪ .‬والديسسان الوضسسعية‪ :‬الهندوسسسية والجينيسسة‬
‫والبوذية ص ‪(226‬‬

‫‪6‬‬
‫وأرى الخلل الكبير في عدم معرفة نشأة الهندوسية هسسو‬
‫أبرز الحجة على أنها دين باطل‪ .‬وكيف تكون دينا مع أنها مسسن‬
‫صسنع النسسان السذي يملسك عقل محسدودا وعساجزا‪ ،‬ول يعسرف‬
‫نشأته وأصوله؟‬

‫كيسسف لسسك أن تتسسدّين بالسسدين السسذي ل ُيعسسرف أصسسله؟‬


‫وبالعكس فإن كل من يطلع على السلم ويقرأه ويبحث عنسسه‬
‫سيعرف بالتأكيد أنه نزل من عند الله إلى رسوله محمد صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ .‬وسيعرف أيضسا ً تاريسسخ نشسسأة السسسلم كاملسسة‬
‫وتفصيلية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الله عند الهندوسّية‬

‫مة الغرابة والعجب‪،‬‬‫وللهندوسية معتقدات وأفكار في ق ّ‬


‫وتدل على السفاهة ول يستطيع العقل أن يقبلها‪.‬‬

‫يعتقد الهندوس أن لديهم أكسسثر مسسن إلسسه واحسسد‪ .‬وآلهتهسسم‬


‫كثيرة إلى حد يصعب علينا أن نحصسسيها‪ .‬وقسسد اتخسسذ الهنسسدوس‬
‫مسسن قسسوى الطبيعسسة آلهسسة‪ ،‬حسسسب زعمهسسم‪ .‬فللمطسسر إلسسه‪،‬‬
‫وللشمس إله‪ ،‬وللعواصف إله‪ ،‬وللرعد إله‪ ،‬وللنار إله‪ ،‬وللمسساء‬
‫إله وما إلى ذلك‪ .‬وكل آلهتهم لها قسسوة خاصسسة بهسسم‪ .‬فيعبسسدون‬
‫كسسل هسسذه اللهسسة ويهسسدون القرابيسسن إليهسسم عنسسد حسساجتهم إلسسى‬
‫قوتهم‪(1) .‬‬

‫فحينما يحتاجون إلى الماء من أجل قحط شسسديد ينسسادون‬


‫إله الماء ويقدمون إليه القرابين حتى ينزل عليهم المطر مسسن‬
‫عنده‪.‬‬

‫_________________________‬
‫‪) -1‬انظر‪ :‬الديان الوضعية في مصسسادرها المقدسسة وموقسف السسلم‬
‫منها‪ ،‬ص ‪(80‬‬

‫)انظر‪ :‬مقارنات الديان‪ ،‬الديان القديمة‪ ،‬ص ‪ 27‬وما بعدها(‬

‫)انظر‪ :‬مقا رنة الديان‪-‬دراسة في عقسسائد ومصسسادر الديسسان السسسماوية‪:‬‬


‫اليهودية والمسيحية والسلم‪ .‬والديسسان الوضسسعية‪ :‬الهندوسسسية والجينيسسة‬
‫والبوذية ص ‪(227‬‬

‫)انظر‪ :‬أديان الهند الكبرى‪ ،‬الهندوسية‪-‬الجينية‪ -‬البوذية‪ ،‬مع ملحق عسسن‬


‫قضية ألوهية كنموذج للمقارنة بين الديان‪ ،‬ص ‪(45‬‬

‫‪8‬‬
‫و ينحتون آلهتهم تلك من حجر أو خشب‪ .‬وآلهتهم ليست‬
‫في كنيستهم فحسب‪ ،‬بل كثيرا ً ما نرى أنهم يبنون بيتا ً صغيرا ً‬
‫للهتهم أمام البيوت‪.‬‬

‫سسسأبّين لكسسم بعسسض اللهسسة الرئيسسسّية والمشسسهورة فسسي‬


‫الهندوسية‪.‬‬

‫‪ -1‬برهما‪ :‬هو الله الكبر في معتقدات الهندوسسسية‪ ،‬لنسسه‬


‫يخلق الطبيعة‪.‬‬

‫‪ -2‬فيشسسنو‪ :‬هسسو اللسسه السسذي يحسسافظ العسسالم والطبيعسسة‬


‫ويساعد النسان في المصاعب ‪ .‬ويقال أنه إله الحب والخير‪.‬‬
‫ور الهندوس صورة هذا الله بصورة النسان‪.‬‬ ‫وقد يص ّ‬

‫‪ -3‬سيفا‪ :‬وهو إله مختلف تماما ً من إله فشنو بحيث أنسسه‬


‫إله الهلك والدمار)‪(1‬‬

‫وهذه اللهة الثلثة هي أكبرها وأشهرها‪ ،‬وهناك المزيد‬


‫في صور مختلفة تستطيع أن تراها في بيوتهم أو في‬
‫كنيستهم‪.‬‬
‫_________________________‬
‫‪ )-1‬انظسسسر‪ :‬معتقسسسدات السسسسوية العسسسراق‪ ،‬فسسسارس‪ -‬الهنسسسد‪ -‬الصسسسين‪-‬‬
‫اليابان‪.‬لدكتور كامل سعفان ‪ .‬دار النسدى‪ ،‬ط ‪(1999) 1‬ص ‪ 174‬ومسا‬
‫بعدها(‬

‫)انظر‪ :‬الديان الوضعية في مصادرها المقدسة وموقسسف السسلم منهسسا‪،‬‬


‫لدكتور إبراهيم محمد إبراهيم‪ ،‬ص ‪ 110‬وما بعدها(‬

‫)انظر‪ :‬مقارنات الديان‪ ،‬الديان القديمة‪ ، ،‬ص ‪ 27‬وما بعدها(‬

‫)انظسسسر‪ :‬الموسسسسوعة الميسسسسرة فسسسي الديسسسان والمسسسذاهب والحسسسزاب‬


‫المعاصرة‪ ،‬ص ‪ 754‬وما بعدها(‬

‫) انظر‪ :‬السلم والديان دراسة مقارنة‪ ،‬ص ‪ 47‬وما بعدها(‬

‫‪9‬‬
‫وهسسم أيضسسا يعبسسدون البقسسرة ويقدسسسونها ويحترمونهسسا‬
‫ويعطفونها أكثر مسسن والسسديهم وأبنسسائهم وهسسم ل يبسسالون إذا لسسم‬
‫يكن عندهم مسكن أو بيت‪ ،‬المهم أن للبقرة بيتًا‪.‬‬

‫حتى ورد في كلم مهاتما غاندي المشهور‪:‬‬


‫" وأمي البقسسرة تفضسسل أمسسي الحقيقيسسة‪ .‬فسسالم الحقيقيسسة‬
‫ترضعنا مدة عام أو عامين وتتطلب منا خدمات طسسول العمسسر‬
‫نظير هذا ‪ ،‬ولكن أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائمسسا ‪ ،‬ول تتطلسسب‬
‫منا شيئا مقابل ذلك سوى الطعام العادي ‪.‬‬
‫وعنسسدما تمسسرض الم الحقيقيسسة تكلفنسسا نفقسسات باهظسسة ‪،‬‬
‫ولكن أمنا البقرة ل نخسر لهسسا شسسيئا ذا بسسال ‪ ،‬وعنسسدما تمسسوت‬
‫الم الحقيقية تتكلف جنازتها مبالغ طائلة ‪ ،‬وعندما تموت أمنا‬
‫البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل وهي حية لننسسا ننتفسسع‬
‫بكل جزء من جسمها حتى العظم والجلد والقرون "‪(1).‬‬

‫وأقول لغانجي كلمة واحدة فقط‪:‬‬

‫مل وتصسسبر علسسى الضسسعف عنسسد حملسسك فسسي‬ ‫من التي تتح ّ‬
‫مدة تسعة أشهر واللم الشسسديد عنسسد ولدتسسك؟ أم البقسسرة أم‬
‫أمسك الحقيقيسة؟ وكيسف لسك أن تفضسل أم البقسرة علسى أمسك‬
‫الحقيقية التي تضحي لك شيئا مسسن أموالهسسا وقسسدرتها وأوقاتهسسا‬
‫وحياتها؟‬

‫وكيف لك أن تقارن بين أم البقرة وأمك الحقيقيسسة السستي‬


‫هي سبب وجودك في هذا العالم و تربيك حتى أصبحت إنسانا‬
‫مشهورا في هذا العالم؟‬

‫_________________________‬
‫‪)-1‬السلم والديان دراسسسة مقارنسسة لسسدكتور مصسسطفى حلمسسي‪ ،‬ط ‪) 1‬‬
‫‪ (1990‬دار الدعوة ص ‪(55‬‬

‫‪10‬‬
‫وهل بعد كل هذه التضحية من أمك‪ ،‬ل تسسستطيع أن تسسرد‬
‫عليها حسناتها وتهتسم بهسا‪ ،‬وأشسد مسن ذلسك‪ ،‬فسأنت تفضسل أن‬
‫تعتني بأمك البقرة أكثر من أمك الحقيقية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دورة الحياة وتناسخ‬
‫الرواح عند الهندوسّية‬

‫إن للهندوسسسية أفكسسارا وعقسسائد خاصسسة بهسسم‪ .‬ومسسن هسسذه‬


‫المعتقسسسدات دورة الحيسسساة‪ .‬وهسسسي فكسسسرة مشسسسهورة لسسسدى‬
‫الهندوسيين في العالم‪.‬‬

‫يعتقد الهندوس أن النسان ل يفنى بسسالموت بسسل وينتقسسل‬


‫روحه إلى جسم آخسسر سسسواء كسسان جسسسم إنسسسان أو حيسسوان أو‬
‫إله ‪ .‬وهذا يدل على أنهم ل يؤمنون بالنار والجنة والجزاء فسسي‬
‫يوم القيامة‪.‬‬

‫ويؤمن الهندوس بأن من مات منهم وهسسو صسسالح‪ ،‬ينتقسسل‬


‫روحه إلى نفس أرقى في ولدة جديدة‪ .‬وإن مات مسسرة ثانيسسة‬
‫ينتقل روحه إلى نفس أكرم حتى يولد روحه بصورة البراهمة‪.‬‬
‫وهذا هو أعلى المقام للنفس‪ .‬ويقول إن هذا لن يحصل إل إذا‬
‫تخلص من الشهوات والرغبات السيئة‪(1).‬‬
‫_________________________‬
‫‪) -1‬انظر‪:‬السلم والديان دراسة مقارنة‪ ،‬ص ‪(56‬‬

‫)انظر‪ :‬مقارنات الديان‪ ،‬الديان القديمة‪ ،‬لمحمد أبسسو زهسسرة‪ ،‬دار الفكسسر‬
‫العربي‪ ،‬ص ‪ 43‬وما بعدها(‬

‫)انظر‪ :‬أديان الهند الكبرى‪ ،‬الهندوسية‪-‬الجينية‪ -‬البوذية‪ ،‬مع ملحسسق عسسن‬


‫قضية ألوهية كنموذج للمقارنة بين الديان‪ ،‬ص ‪ 61‬وما بعدها(‬

‫)انظر‪ :‬الديان الوضعية في مصادرها المقدسة وموقسسف السسلم منهسسا‪،‬‬


‫ص ‪ 92‬وما بعدها(‬

‫)انظر‪ :‬مقا رنة الديان‪-‬دراسة فسسي عقسسائد ومصسسادر الديسسان السسسماوية‪:‬‬


‫اليهودية والمسيحية والسلم‪ .‬والديسسان الوضسسعية‪ :‬الهندوسسسية والجينيسسة‬
‫والبوذية‪ ،‬ص ‪(232‬‬

‫‪12‬‬
‫يء طالسسح‪ ،‬فسسسينتقل‬ ‫وكذلك إن مسسات النسسسان وهسسو س س ّ‬
‫روحه إلى جسم الحيوان كالعقرب والفعى ويعسسذب فسسي هسسذا‬
‫الشسسكل‪ .‬وإن مسسات ميتسسة ثانيسسة وهسسو مسسا زال سسسيئًا‪ ،‬فسسسيولد‬
‫بصورة الحيوان السوأ كالبعوضة‪.‬‬

‫وكل هذه المرحلة اعتبروها جزاء لما فعلوا فسسي السسولدة‬


‫القديمة‪ .‬إن كان صالحا ً ترتفع منزلته حتى يولد بجسم برهما‪،‬‬
‫وإن كسان سسيئا ً فسسينزل إلسى أدنسى رتبسة حستى يولسد بصسورة‬
‫الحيوان‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬العبادات عند‬
‫الهندوسّية‬

‫هناك أنواع من العبادات السستي يقسسوم بهسسا الهنسسدوس فسسي‬


‫حياتهم‪ .‬ولكن يجب النتبساه إلسى أن هنساك اختلفسا كسبيرا ً فسي‬
‫شكل وطريقة عبادتهم بين الفرق والدول أخرى‪ .‬فالهنسسدوس‬
‫في ماليزيا مثل ً يعبسسدون أصسسنامهم علسسى طريقتهسسم وشسسكلهم‪.‬‬
‫والهندوس في الهند يعبدون أصنامهم المختلفة حسب فهمهم‬
‫لهذا الدين‪ .‬وهذا أمر عجيب‪ .‬وهناك أيضا أعياد موجسسودة فسسي‬
‫ماليزيا لم تكن موجودة في الهند وغيرها من البلد‪.‬‬

‫ومن العبادات التي يفعلها الهندوس‪:‬‬


‫‪ -1‬الطهارة عند الهندوس نوعان ‪ :‬طهارة حسية بالماء‪،‬‬
‫فيوجبون الغسل على من مس حائضا أو منبوذا أو أنزل منيا‪.‬‬
‫وطهسسارة معنويسسة‪ ،‬وهسسي طهسسارة القلسسب والسسروح بسسالعلوم‬
‫والمعارف والتأمل‪(1) .‬‬

‫‪ -2‬الصلة ‪ :‬وهي من أهم الشسسعائر عنسسدهم وتسسؤدى كسسل‬


‫يوم مرتين‪ ،‬في الصباح عند طلوع الفجر إلى الشسسراق وفسسي‬
‫المساء إلسسى ظهسسور النجسسوم‪ .‬وتصسسلى فسسرادى وتختلسسف صسسلة‬
‫المرأة عن صلة الرجسسل‪ .‬وتسسؤّدى فسسي المعابسسد وفسسي السسبيوت‬
‫والغابات وعلى ضفاف النهار‪ .‬ولكن من العجسسب أن ل يقسسوم‬
‫بعض الهندوس بالصلة ول يعرف عنها‪ ،‬فليس كلهم متمسسسكا‬
‫بدينه‪ ،‬وهذا أيضا ً ما يحدث في كثير من الديان‪.‬‬

‫_________________________‬

‫‪14‬‬
‫‪)-1‬انظر‪ :‬معتقدات السوية العراق‪ ،‬فارس‪ -‬الهند‪ -‬الصين‪-‬اليابان‪.‬‬
‫ص ‪ 184‬وما بعدها(‬

‫‪ -3‬اليوجسسا ‪ :‬وهسسي مسسن الشسسعائر التعبديسسة المهمسسة لسسدى‬


‫الهنسسدوس وهسسي طريقسسة رياضسسية روحيسسة وجسسسدية يتبعونهسسا‬
‫لتسهيل اتحادهم بالله وفق زعمهسسم‪ ،‬وللسسسف الشسسديد فقسسد‬
‫انتشسسرت هسسذه العبسسادة الهندوسسسية ‪ -‬اليوجسسا ‪ -‬بيسسن شسسباب‬
‫المسسسلمين تحسست غطسساء الرياضسسة جهل بجسسذورها الفلسسسفية‬
‫الكفرية والله المستعان ‪(1) .‬‬

‫‪ -4‬الحج عند الهندوس ‪ :‬بالذهاب إلى نهر الغانسسج سسسنويا‬


‫والغتسال فيه للتطهر من آثامهم وكسسذلك يلقسسون فيهسسا رمسساد‬
‫موتاهم ‪.‬‬

‫‪ -5‬إحسسسراق المسسسوتى ‪ :‬فالجسسسساد ل قيمسسسة لهسسسا وفسسسق‬


‫معتقداتهم‪ ،‬فهسسي مركسسب السسروح فسسإذا فارقتهسسا الرواح كسسانت‬
‫أولى بالحراق‪ ،‬وبعد حرقها تتلى عليها التعاويذ الهندوسية ثم‬
‫توضع في أنبوب لترمى بعد ذلك في النهار أو البحار‪.‬‬

‫‪ -6‬سسسرادة ‪ :‬ومعناهسسا الوضسسيمة وتطلسسق ‪ -‬كمسسا يسسذكر‬


‫البستاني في معارفه ‪ -‬على احتفال يجريه الهندوس لموتاهم‬
‫ليصسسال أرواحهسسم إلسسى السسسماء وتسسسهيل قبولهسسا بيسسن الرواح‬
‫الخالصة ‪ ،‬وإن لم يقومسسوا بهسسذا الحتفسسال تبقسسي السسروح تائهسسة‬
‫ن السسذي يتسسأخر فسسي‬ ‫على وجه الرض مسسع الرواح النجسسسة‪ ،‬وأ ّ‬
‫أداء هذه الفروض نحسسو أقربسسائه تلعنسسه اللهسسة والبشسسر وتبقسسى‬
‫دة سسسنوات معلومسسة مسسن وليمسسة‬ ‫أرواح أقربسسائه محرومسسة مسس ّ‬
‫مم بعده‬ ‫الرواح الخالصة‪ ،‬والذي يموت بدون أن يترك ابنا ً ليت ّ‬
‫الفروض المأتمية يكون سببا ً لطرد أرواح سسسلفائه مسسن الجن ّسسة‬
‫إلى الجحيم‪.‬‬

‫_________________________‬
‫‪15‬‬
‫‪) -1‬انظسسر‪ :‬معتقسسدات السسسوية العسسراق‪ ،‬فسسارس‪ -‬الهنسسد‪ -‬الصسسين‪-‬‬
‫اليابان‪ .‬ص ‪ 240‬وما بعدها(‬

‫‪16‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬كتب الهندوسّية‬

‫إن لمعظسم الديسان كتبهسا الخاصسة الستي تكسون دسستورا ً‬


‫لمعتنقيهم‪ ،‬ويرجعسسون إليهسسا لحسسل مشسسكلتهم الحياتيسسة حسسسب‬
‫دينهم‪.‬‬

‫وهذه الكتب بعضها نزلت مسسن عنسسد اللسسه وبعضسسها كتبسست‬


‫باليادي‪ .‬والتي نزلت من عند الله تطرأت للتحريسسف كسسالتوراة‬
‫والنجيل‪ ،‬وما كتبت بأيادي الناس والله بريئ منها ل علقة لها‬
‫بالسسماء‪ .‬وإنهسسا أيضسا وضسسعت وفقسا لمصسالحهم وتختلسف مسع‬
‫تطور الزمان فغيروا كتبهم حتى تكون مناسبة لناس في ذاك‬
‫الزمان‪ .‬ثم أتى من بعدهم وأضافوا أو نقصسسوا لمسسسايرة أبنسساء‬
‫زمانهم‪ .‬انطلقا من ذلك أصبحت لديهم كتب كثيرة ومتضسسادة‬
‫مع بعضها كما حدث في التوراة والنجيل‪.‬‬

‫وكل هذه الكتب مختلفة تماما عن القسسرآن الكريسسم لنسسه‬


‫حقيقة نزل من عند الله‪ .‬وأظهر الدلة على ذلسسك‪ ،‬أن القسسرآن‬
‫الكريم ل يختلف أبدا ً ولو كلمة واحدة ممسسا نسسزل علسسى محمسسد‬
‫صلى الله عليه وسلم ولو مرت القرون‪.‬‬

‫وكذلك الهندوسية‪ ،‬لهم كثير من الكتب المقدسة حتى ل‬


‫يفهمسسون مسسا المسسراد منهسسا ومسسا ُ‬
‫كتبسست فيهسسا‪ .‬وكيسسف ل واللغسسة‬
‫المستعملة فيها ثقيلة صعبة‪ .‬فمن أجسسل ذلسسك‪ ،‬حسساول بعضسسهم‬
‫تيسير فهمها بتأليف شروح لكتبهم المقدسة‪ .‬ثم جاء أبنسساؤهم‬
‫ورأوا هذه الشروح طويلة‪ ،‬ففكروا في تلخيصسسها واختصسسارها‪.‬‬
‫حتى أّلفوا كتبا جديدة وأصسسبح لسسديهم عسسدد هسائل مسسن الكتسسب‪،‬‬
‫وكلها مقدسة في معتقداتهم‪.‬‬

‫ومن أهم وأكبر هذه الكتب المقدسة هي‪:‬‬


‫‪ -1‬الفيدا‪ :‬و)الفيدا( وهسسي كلمسسة سنسسسكريتّية بمعنسسى‬
‫الحكمسسة والمعرفسسة‪ .‬هسسذا الكتسسب يتكلسسم عسسن الحيسساة الرييسسن‬
‫ومدارج الرتقسساء للحيسساة العقلي ّسسة مسسن السسسذاجة إلسسى الشسسعور‬
‫الفلسفي‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وهذا الكتاب ليس كتابا ً واحدًا‪ ،‬بل مؤلفا من أربعة كتسسب‬
‫أخرى‪) .‬رج فيدا( و)بجور فيسسدا( و)سسسم فيسسدا( و)أثسسروا فيسسدا(‪.‬‬
‫وهذه الكتب الربعة أيضا ً مؤلفة من عدد كتب أجرى‪.‬‬
‫فكتاب )رج فيدا( هو كتاب قديم جدًا‪ .‬يقال أنه يعود إلى‬
‫‪ 3000‬سنة قبل الميلد‪ .‬كلمة )رج فيدا( تعني الفيدا الملكية‪،‬‬
‫ويذكر في هذا الكتاب إلها كثيرة عند الهندوسية‪.‬‬
‫وكتاب )بجور فيدا( هو الكتسساب السسذي يسسستعمله الرهبسسان‬
‫ويقرأه عند تقديم القرابين‪.‬‬
‫م ِفيدا( فيحتوي على كثير من الدعية في‬
‫س َ‬
‫وأما كتاب ) َ‬
‫الهندوسية والناشيد التي ينشدونها في صلواتهم‪.‬‬
‫وفسسي كتسساب )أثسسروا فيسسدا( الرقسسى والكلمسسات لمحرابسسة‬
‫الشياطين والروح السيئة والسحر والشياء مثل ذلك‪(1) .‬‬

‫‪ -‌2‬يوجا‪ :‬كتبه مجموعة من الناس منذ القرن‬


‫السادس‪ .‬فيه أمور فلسفية ولهوتية ويحتوي أيضا ً على‬
‫أربعة وستين ألف بيت‪.‬‬

‫‪ -3‬رامايانا‪ :‬يحتوي على خطب الملك الهندوسية‬


‫)راما(‪ .‬وفيه أيضا ً كثير من أفكار السياسية والدستورية‬
‫للهندوسية‬

‫_________________________‬
‫‪) -1‬انظسسر‪ :‬مقسسا رنسسة الديسسان‪-‬دراسسسة فسسي عقسسائد ومصسسادر الديسسان‬
‫السسسسماوية‪ :‬اليهوديسسسة والمسسسسيحية والسسسسلم‪ .‬والديسسسان الوضسسسعية‪:‬‬
‫الهندوسية والجينية والبوذية‪ ،‬ص ‪(227‬‬

‫)انظر‪ :‬أديان الهند الكبرى‪ ،‬الهندوسية‪-‬الجينية‪ -‬البوذية‪ ،‬مع ملحسسق عسسن‬


‫قضية ألوهية كنموذج للمقارنة بين الديان‪ ،‬ص ‪ 39‬وما بعدها(‬

‫)انظر‪ :‬مقارنات الديان‪ ،‬الديان القديمة‪ ،‬ص ‪ 50‬وما بعدها(‬

‫‪18‬‬
‫‪ -4‬قوانين منــو‪ :‬هسسذا الكتسساب يشسسرح للكتسسب معسسالم‬
‫الهندوسّية ومبادئها وأسسها الكثيرة‪ .‬يقال أن هذا الكتاب قسسد‬
‫أّلف في عصر انتصار الهندوسّية على اللحاد الذي تمث ّسسل فسسي‬
‫البوذّية والجينية أي القرن الثالث قبل الميلد‪.‬‬

‫‪-5‬كيتا‪ :‬منسوب إلى كرشسسنا يقسسص عسسن الحسسروب السستي‬


‫جرت بين أمراء من أسرة ملكية واحدة‪(1) .‬‬

‫_________________________‬
‫‪) -1‬انظسسر‪ :‬الموسسسوعة الميسسسرة فسسي الديسسان والمسسذاهب والحسسزاب‬
‫المعاصرة ص ‪ 753‬وما بعدها(‬

‫)انظر‪ :‬السلم والديان دراسة مقارنة‪ ،‬ص ‪ 52‬وما بعدها(‬

‫)انظر‪ :‬الديان الوضعية في مصادرها المقدسة وموقسسف السسلم منهسسا‪،‬‬


‫ص ‪ 84‬وما بعدها(‬

‫‪19‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬تقسيم الطبقات عند‬
‫الهندوسّية‬

‫إن من اعتقادات الهندوسية القديمة أن يقسم المجتمسسع‬


‫إلى طبقات‪ .‬فمنهم من اعتبرتهم الهندوسية في قمسسة العسسزة‪،‬‬
‫ومنهم من اعتبرتهم في الذلة حسب ظنهسم‪ .‬وهسسذه الطبقسات‬
‫مسسا زالسست موجسسودة حسستى الن‪ .‬فيمكسسن لسسك أن تسسرى بعسسض‬
‫الهندوس في الغنى والعزة‪ ،‬بيسد أن فسي مكسان آخسر هنسدوس‬
‫في الذلة ول أحد يأبه به‪.‬‬

‫ونرى أن تقسيم طبقسسات المجتمسسع فسسي الهندوسسسية أمسسر‬


‫سيئ بحيث أن النسان يخذل أخاه النسان وينظر إليه بنظرة‬
‫رذيلة‪ .‬وهذا المر مذموم في نظر السسسلم لنسسه ل فسسرق بيسسن‬
‫النسان في هذا العالم إل بالتقوى‪.‬‬

‫فالسلم ل يعز الغنياء بسسسبب مسساله‪ ،‬ول يكسسره الفقسسراء‬


‫بسبب ضعفه‪ .‬وإنما ميزان العزة والذلة هو التقوى‪.‬‬

‫وطبقات المجتمع عند الهندوسية هي‪:‬‬


‫‪ -1‬البراهمة‪ :‬زعم الهندوسية أن البراهمة هي أعلى‬
‫مراتب المجتمع بحيث أنهم قسسالوا أن البراهمسسة خلسسق‬
‫من فم الله‪ .‬وهم ملجأ المجتمع في أكسسثر المجسسالت‬
‫مثل الزواج‪ ،‬والتعلم والوفاة‪ .‬وهم القاضي والمعلسسم‬
‫والكاهن‪ .‬ول يجوز تقديم القرابين إل في حضرتهم‪.‬‬

‫دموا‬
‫‪ -2‬الكاشــتريا‪ :‬وهسسسم أنسسساس متعلمسسسون ومقسسس ّ‬
‫القّرابيسسن والمسسدافعون السسذين يحمسون البلد‪ .‬وزعمسوا‬
‫أنهم خلقوا من ذراع الله‪.‬‬

‫‪ -3‬الويش‪ :‬هم التجار والمزارعون حيث أنهسسم خلقسسوا‬


‫مسسن فخسسذ اللسسه‪ .‬ويجسسب عليهسسم أن يحفظسسوا علسسى‬
‫أعمسسالهم و يجمعسسوا المسسوال ثسسم يسسستعملونها لفسسائدة‬
‫الدين‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -4‬الشوادر‪ :‬وهم فسسي أدنسسى مراتسسب المجتمسسع حسستى‬
‫زعم البعض أنهم أذل من الكلب والبهائم لن عملهم‬
‫محصور على خدمة أناس فسسي مرتبسسة العلسسى منهسسم‪.‬‬
‫فيعملون في التنظيف والخدمة‪ .‬وزعسسم الهنسسدوس أن‬
‫الشوادر خلقوا من رجل الله‪ ،‬ومن أجل ذلك يكونون‬
‫أناسا مظلومين‪(1) .‬‬

‫_________________________‬
‫‪) -1‬انظر‪ :‬معتقدات السوية العراق‪ ،‬فارس‪ -‬الهند‪ -‬الصين‪-‬اليابان‪ .‬ص‬
‫‪ 186‬وما بعدها(‬

‫)انظر‪ :‬مقارنات الديان‪ ،‬الديان القديمة‪ ،‬ص ‪ 45‬وما بعدها(‬

‫)انظر‪ :‬أديان الهند الكبرى‪ ،‬الهندوسية‪-‬الجينية‪ -‬البوذية‪ ،‬مع ملحسسق عسسن‬


‫قضية ألوهية كنموذج للمقارنة بين الديان‪ ،‬ص ‪(52‬‬

‫)انظر‪ :‬السلم والديان دراسة مقارنة‪ ،‬ص ‪(48‬‬

‫)انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة في الديان والمذاهب والحزاب‪ ،‬ص‬


‫‪ 755‬وما بعدها(‬

‫)انظر‪ :‬الديان الوضعية في مصادرها المقدسة وموقسسف السسلم منهسسا‪،‬‬


‫ص ‪ 100‬وما بعدها(‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬العياد عند الهندوسّية‬

‫تختسسص الهندوسسسية بأعيسساد دينيسسة كسسثيرة وغريبسسة‪ .‬ولكسسل‬


‫مناسباتها‪.‬‬

‫ولكن هناك أمر قد نسي بعض منسسا‪ ،‬أنسسه ل يجسسوز لنسسا أن‬
‫حب بهسم فسي هسسذه العيساد‪ ،‬لنسه عيسد دينسسي‪ ،‬وهسسم‬ ‫نحتفل ونر ّ‬
‫يفرحون ويحتفلون من أجل ربهم‪ .‬وإذا كنا نشسسترك أيضسسا فسسي‬
‫فرحتهسسم وأعيسسادهم‪ ،‬فهسسذا يسسدل علسسى أننسسا نرضسسى بسسدينهم‬
‫وعقيدتهم‪ ،‬وهذا يؤدي إلسسى الشسسرك بسسالله عزوجسسل‪ .‬وهسسذا مسسا‬
‫يفعله العوام في يومنا هذا بحيسسث أنهسسم يحتفلسسون ويشسستركون‬
‫في أعياد أديان أخرى بدون إدراك أنهم قد تسببوا في إبطسسال‬
‫عقيدتهم السلمية‪.‬‬

‫ومن العياد الهندوسية المشهورة التي يحتفلون بها فسسي‬


‫ماليزيا وفي بعض دول العالم هي‪:‬‬
‫عيد الديفاوالي‪ :‬ويقع هسسذا العيسسد فسسي التاريسسخ‬ ‫‪-1‬‬
‫الهندوسي في الشهر )أيفاسسي(‪ ،‬وغالبسا ً مسا يكسون‬
‫في الشهر أوكتوبر ونوفمبر‪ .‬و)الديفاوالي( بمعنسسى‬
‫النسسور‪ ،‬ويسسدل أيضسسا ً علسسى النتصسسار بعسسد الهزيمسسة‬
‫والجهل على الحكمة والنور على الظلم‪.‬‬

‫ويبدأ هذا العيد بالصلة أمسسام الصسسنام‪ .‬ثسسم يسسذهبون‬


‫لزيارة القارب والصسسدقاء والجيسسران‪ .‬وفسسي الليسسل‬
‫يشعلون الشمعة ليدل على الفرحة والحفلة‪.‬‬

‫عيد تايفوسسسام‪ :‬يحتفسسل الهنسسدوس بهسسذا العيسسد‬ ‫‪-2‬‬


‫فسسي الشسسهر العاشسسر مسسن تسساريخهم أي فسسي الشسسهر‬
‫يناير‪ .‬ويسمى الشهر )تسساي(‪ .‬يقسسوم الهنسسدوس بهسسذا‬
‫العيد لحترام ربهسسم السسذي يسسسمى ب)مروجسسان( أو‬
‫)سوبرامانيام(‬

‫وفسسي هسسذا العيسسد يقضسسون نسسذورهم وحاجسساتهم و‬


‫يطلبون العفو مسسن عنسسد ربهسسم بمسسا قسسد فعلسسوا مسسن‬
‫‪22‬‬
‫الخطاء‪ .‬فالرجال يبدأون يومهم بحلق الرأس كلسسه‬
‫ونسسسونه بسسساللون البرتقسسسالي‪ .‬ثسسسم يسسسذهبون إلسسسى‬
‫ويل ّ‬
‫معابدهم‪ .‬ومنهم من يحمل الحليب في القارورة‪.‬‬

‫وفي المعبد يبسدأون بمجلسس طلسب المغفسرة‬


‫والعفو من عنسسد ربهسسم‪ .‬وذلسسك مسسن طريسسق تعسسذيب‬
‫أجسادهم بعسسدة الطسسرق‪ .‬فمنهسسم مسسن يحمسسل مثسسل‬
‫الخسسودج الثقيسسل والكسسبير علسسى رؤوسسسهم وعلسسى‬
‫أكتافهم‪ .‬وعليه أصنامهم بحجسسم كسسبير‪ .‬ومنهسسم مسسن‬
‫يدس المسسسامير فسسي أرجلهسسم‪ .‬ومنهسسم مسسن يطعسسن‬
‫صسسدره وظهسسره بسسالخنجر والسسسكين‪ .‬فكسسل الصسسغير‬
‫ذبون أنفسسسهم ليسسدلوا‬‫والكبير والنساء والعجسسوز يع س ّ‬
‫على أنهم يطلبون العفو والمغفرة من الله‪.‬‬

‫والمنظر في هذه الحالة مملوء بالدخان من البخار‬


‫وصوت الغاني الهندوسية الصخبة والضجة‪.‬‬

‫ويمكن أن تنظر هذه الحتفال فسسي معابسسدهم حسستى‬


‫في ماليزيا‪ ،‬وخاصة في معبد )باتو كسسافس( بكسسوال‬
‫لومفور‪.‬‬

‫العيد )دورجسسا فوجسسا(‪ :‬يحتفسسل الهنسسدوس بهسسذا‬ ‫‪-3‬‬


‫العيسسد بمناسسسنة ربهسسم النسسثى )السسدورجا( السستي قسسد‬
‫تغلبت على الروح السيء‪.‬‬

‫فيحتفلون في هذا العيد بتجهيز كثير من الحلويات‪.‬‬


‫وفي اليسسوم الخسسامس مسسن العيسسد )السسدورجا فوجسسا(‪،‬‬
‫صنم )الدورجا( في داخل البحر أو النهر‪.‬‬

‫وقد رأينا أن كل أعيادهم يتعلق بآلهتهم‪ ،‬لذلك ل نشترك‬


‫ول نحييهم في أعيادهم لنه أمر يتعلق بالعقيدة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل التاسع‪ :‬الهندوسّية في‬
‫ماليزيا وتاريخها‬
‫ونسسون مسسن شسسعوب‬
‫ماليزيا بلد مشهور بسكانه السسذين يتك ّ‬
‫وأديان مختلفة‪ ،‬منها السلم والبوذية والهندوسية‪ .‬رغم ذلسسك‪،‬‬
‫ما زالوا يعيشسسون فسسي المسسن والسسسكينة مسسن دون حسسرب منسسذ‬
‫استقلل ماليزيا في السنة ‪1957‬م‪.‬‬

‫ولسسو كسسان السسسلم هسسو السسدين الرسسسمي والرئيسسسي فسسي‬


‫ماليزيا‪ ،‬لكن المعتنعقين لديان أخرى ما زالوا يسسستطيعون أن‬
‫يمارسسسوا أديسسانهم بحريسسة واسسسعة‪ .‬ومعابسسدهم أيض سا ً موجسسودة‬
‫ي السسذي‬‫وكثيرة في أنحاء ماليزيا‪ .‬وأنا شخصيا ً أسكن في الح س ّ‬
‫فيه كثير من الهنود والصنيين‪ .‬والجيران حول بيتي من الهنسسود‬
‫والصينيين‪.‬‬

‫والختلط بيسسن هسسذه الشسسعوب والديسسان يجعسسل بعضسسهم‬


‫يتأثرون بأديان أخرى‪ .‬فهناك من يدخل إلى السلم بهدي من‬
‫الله من الهنود والصينيين‪.‬‬

‫ولكن في الحقيقة‪ ،‬الهندوسية قد دخلت إلى ماليزيا قبل‬


‫السلم‪ .‬ويعود تاريخ دخولها حينما دخسسل )فاراميسسسوارا( وهسسو‬
‫واحد من أبناء الملك من فاليمبانج إلى ملقا‪ .‬وهسسو هندوسسسي‪.‬‬
‫فأسسسس دولتسسه فسسي ملقسسا حسسوالي سسسنة ‪ 1394‬وعمسسل بجهسسد‬
‫لتطوير ملقا حتى ذاع صيته إلى الهند والصين وجاوا ومليا‪.‬‬

‫ثسسم أتسسى التجسسار الكسسثيرون مسسن الهنسسد ومسسن بلد أخسسرى‬


‫دة سسسسنتين نجسسسح‬
‫للتجسسسارة وسسسسّروا بملقسسسا فسسسسكنوها‪ .‬ولمسسس ّ‬
‫فاراميسوارا في نشأة ملقا وأصبح عدد سكانهم ألفي نسمة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وحينها دخلسست الهندوسسسية إلسى ماليزيسسا ومسسا زالست حسستى‬
‫الن‪ .‬ولكن ل ينبغي لنا أن ننسى أن فاراميسسسوارا قسسد اعتنسسق‬
‫السسسلم فسسي سسسنة ‪ 1409‬وغي ّسسر اسسسمه باسسسم )فاراميسسسوارا‬
‫اسكاندار شاه(‪(1).‬‬

‫واستمر وجودهم فسسي ماليزيسسا إلسسى يومنسسا هسسذا وأصسسبحوا‬


‫شعبها ولهم جنسسسية ماليزيسسة وبطاقسسة شخصسسية ماليزيسسة السستي‬
‫تؤدي إلى حصولهم على مميزات خاصة‪.‬‬

‫_________________________‬
‫‪Nik Hassan Shuhaimi bin Nik‬‬ ‫) انظر‪ :‬كتاب التاريخ )‪ ،(Sejarah‬للمؤلف‬ ‫‪-1‬‬
‫‪.Abdul Rahman‬‬
‫وما بعدها(‬ ‫لطباعة ‪Dewan Bahasa Dan Pustaka, Malaysia‬ص ‪84‬‬

‫‪25‬‬
‫المبحث الول‪ :‬حياتهم الواقعية في‬
‫ماليزيا‬

‫لقسد عساش الهنسدوس فسي ماليزيسا أكسثر مسن ‪ 600‬سسنة‬


‫بهدوء وسكينة‪ .‬وفي هذا اليوم يكون عددهم ‪ %10‬من نسسسبة‬
‫سكان ماليزيا أي الثالث بعد مليو والصينيين‪.‬‬

‫ولهم مميزات كثيرة كسسسكان ماليزيسسا‪ .‬فلهسسم أن يعيشسسوا‬


‫في ماليزيا من دون إزعسساج‪ .‬ول أحسسد يسسستطيع أن يضسسربهم أو‬
‫وش عليهم‪ .‬ولهم أيضا ً حق في التصسسويت والشسستراك فسسي‬ ‫يش ّ‬
‫النتخابات‪.‬‬

‫وحسستى أصسسبح بعضسسهم رؤسسساء المنطقسسة ووزراءهسسا فسسي‬


‫الحكومسسة الماليزيسسة‪ .‬وبعضسسهم يعيشسسون كالس س ّ‬
‫كان العسساديين‪.‬‬
‫درسا ً وغير ذلك‪.‬‬
‫فيكون تاجرا ً أو مزارعا ً أو م ّ‬

‫وكذلك أطفالهم لهسسم حسسق فسسي الدراسسسة فسسي المدرسسسة‬


‫الحكوميسسة والجامعسسات فسسي ماليزيسسا‪ ،‬بسسل توجسسد المدرسسسة‬
‫الحكومية الخاصة للهندوس فقط في ماليزيا‪.‬‬

‫وللهندوس في ماليزيا أيضا حرية في ممارسسسة أديسسانهم‪.‬‬


‫وخصت الحكومة لهسسم أرضسسا لبنسساء المعبسسد فسسي أنحسساء ماليزيسسا‬
‫ومعابدهم كثيرة ومنتشرة‪.‬‬

‫ومسسن أكسسبر المعابسسد الهندوسسسية فسسي ماليزيسسا تقسسع فسسي‬


‫باتوكافس بمحافظة سلنجور‪ .‬وهي مشسسهورة بيسسن الهنسسدوس‬
‫في أرجاء العالم‪ .‬وهسسي داخلسسة الكهسسف‪ .‬فيسسأتون إليسسه فسسي أي‬
‫وقت يحبون‪ ،‬وخاصة في عيد تايفوسام حيث يسسأتي أكسسثر مسسن‬
‫‪ 800‬ألسسف الهنسسدوس مسسن أرجسساء العسسالم ليحتفلسسوا بأعيسسادهم‬
‫ويطهروا أنفسهم في هذا المعبد‪ .‬وفي هذا المكان أيضا ً يضسسع‬
‫الهندوس كثيرا ً من أصنام وتماثيل‪.‬‬

‫وللهندوس في ماليزيا أيضا حرية في احتفال بأعيسسادهم‪،‬‬


‫بل وقد منحت الحكومة إجازة رسمية في عديد مسسن أعيسسادهم‬
‫كعيد تايفوسام وديفاوالي‪.‬‬
‫‪26‬‬
27
‫المبحث الثاني‪ :‬تأثير الهندوسية في‬
‫المجتمع الماليزي‬

‫إن دخسسول الهندوسسسية فسسي ماليزيسسا قسسد تسسرك الثسسار فسسي‬


‫مجتمعها وخاصة في المجتمع السلمي‪ .‬وكيف ل وهم عاشوا‬
‫معنا منذ زمن بعيد‪ .‬حتى أستطيع أن أقول أنسسه ل توجسسد وليسسة‬
‫في ماليزيا إل ويوجد فيه الهندوس‪.‬‬

‫وهسسذا مسسا يكسسون عسسادة فسسي البلد ذات شسسعوب وأديسسان‬


‫مختلفة‪ ،‬فتختلط ثقافة بعضسسهم ببعسسض وتسسأثر بعضسسهم ببعسسض‪.‬‬
‫وهذا التأثر قد يكون سلبيا ً وقد يكون إيجابيًا‪ ،‬محرمسسا أو جسسائزا‬
‫في السلم‪.‬‬

‫ومسسن تسسأثر الهندوسسسية اليجسسابي والمبسساح فسسي ماليزيسسا‬


‫كالطعسسام‪ ،‬حيسسث أن طعسسامهم أصسسبح منتشسسرا ومعروفسسا لسسدى‬
‫الماليزيين مثل )توسسساي( و)فوتسسو مايسسام( و)كسساري( و )واداي(‬
‫وغير ذلك‪ .‬وحتى نحسسن نسسستعمل البحسسارات السستي يسسستعملونها‬
‫في طبخنا‪ .‬ولكن بشرط أن يكون حلل عند السلم‪.‬‬

‫ونستطيع أيضا أن نرى كثيرا ً من أثر الهندوسية السسسلبية‬


‫والمحرمسسة فسسي مجتمسسع السسسلم بماليزيسسا‪ .‬وذلسسك يتمثسسل فسسي‬
‫اللبسساس‪ ،‬والفيلسسم‪ ،‬وعقيسسدتهم و معبسسدهم وأخلقهسسم ونمسسط‬
‫حياتهم‪.‬‬

‫وأفلمهم التي تبث في القناة التلفازية تركت أثرا ً سلبيا ً فسسي‬


‫مجتمع السلم بماليزيا‪.‬‬

‫وهسسي تعسسرض لنسسا عقيسسدتهم بسسوجه يليسسق للعتنسساق بهسسا‪.‬‬


‫فنستطيع أن نرى في أفلمهم كيف أنهم يذهبون إلى معبدهم‬
‫ويطلبون العون من أصنامهم عند المشسسقة‪ .‬وهسسذا يسسؤدي إلسسى‬
‫خلق الريب في قلب المسلم بحيث أن الطفسسال قسسد يقلسسدون‬
‫طريقة عبادتهم من دون الوعي‪ .‬وكذلك الشباب الذين يحبون‬
‫التقليد ويبحثون عن أشياء جديدة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وخاصة أن الفتيات المسسسلمات معجبسسات برجسسالهم حسستى‬
‫ارتدت بعضها عن السلم بسبب الحب أو الزواج‪.‬‬

‫والهندوس أيضا ً دائم سا ً يعرضسسون أنسسواع الخيانسسة والكسسذب‬


‫والقتال والضرب والرشوة في أفلمهسسم ممسسا يجعسسل المجتمسسع‬
‫الماليزي يتأثرون بهم ويجعل مجتمعنا يشعرون باللمبسسالة ول‬
‫يفكسسرون بسسالثم فسسي القيسسام بهسسذه الخلق الرذيلسسة‪ .‬فتنتشسسر‬
‫الرشوة والخيانة والكذب وكثر القتال والهرج كمسسا حسسدث فسسي‬
‫عصرنا الحالي‪.‬‬

‫والشد مسسن ذلسسك كلسسه‪ ،‬تسسأثر المجتمسسع المسساليزي بعقيسسدة‬


‫الهندوسسسية الخسساطئة‪ .‬فارتسسدوا عسسن السسسلم ودخلسسوا فسسي‬
‫الهندوسسسية لتعجبهسسم بتقاليسسدها أو مسسن وقسسوعهم للحسسب مسسع‬
‫رجالهم كما أسلفت ومن حبهسسم للفنسسان والممثسسل الهنسسدوس‪.‬‬
‫وهذا المر ليس مجرد مزحسسة‪ ،‬إنمسسا هسسو مسسا وقسسع فسسي مجتمسسع‬
‫السلم في ماليزيا‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل العاشر‪ :‬الردود على الهندوسّية‬

‫بعد أن تكّلمنا عن الهندوسية بالتفصيل‪ ،‬كان من الهمية‬


‫أيضا ً أن نعرض لمعتقداتها نقدا وتقويما حسستى ل نكسسون كمسسن‬
‫يعرض بضاعة أهل الباطل ويدل عليها‪.‬‬

‫وهذا النقد ليس مسسن أجسسل السسستهزاء بالديسسان الخسسرى‪،‬‬


‫ن الله علينا بميزة العقل الذي به‬‫إنما هو بيان للحق‪ .‬ولقد م ّ‬
‫نسسستطيع أن نمي ّسسز بيسسن الحسسق والباطسسل‪ .‬والسسسلم قسسد أتسسى‬
‫كر به العقل‪.‬‬‫وي الحق الذي ف ّ‬ ‫بالقرآن الكريم ليق ّ‬

‫ومن أجل ذلك سنجعل بعض المعتقدات الهندوسية فسسي‬


‫ميزان العقل والسلم ليتبين الحق من الباطل‪.‬‬

‫‪ -1‬أصول الهندوسّية‪:‬‬
‫كما عرفنا أن الهندوسية ليست ديانة سماوية موحى بها‬
‫من عند الله‪ ،‬بل هي أرضية المنشأ‪ ،‬بل إنها ليسسست منسسسوبة‬
‫إلى شخص معي ّسسن‪ .‬إنمسسا هسسي عبسسارة عسسن معتقسسدات وعسسادات‬
‫ونظم وسلوكيات قوم سجلت ودونت فاتخسسذها أجيسسالهم مسسن‬
‫بعدهم دينا يتبعونه ومنهجا يسيرون عليه‪ .‬ووفقا لهذا التقريسسر‬
‫فليس للهندوسية طابع اللهية وبالتالي فليست معصومة من‬
‫الخطأ‪ ،‬بل معتقداتها وعباداتها ما هي إل آراء وتخيلت بشرية‬
‫‪.‬‬

‫وانتفاء صفة اللهيسسة عسسن الهندوسسسية شسسامل لمخسسترعي‬


‫هذه الديانة من حيث أنهم ليسوا رسل من عند الله ‪ ،‬وشامل‬
‫الكتب تلك الديانة من حيسسث أنهسسا غيسسر منزلسسة مسسن عنسسد اللسسه‬

‫‪30‬‬
‫ وبذلك تبطل هذه الديانة من أساسسسها وتصسسبح غيسسر‬. ‫سبحانه‬
. ‫ذات قيمة كدين يجب اتباعه‬

:‫وصدق الله مولنا وخالقنا العليم العظيم حين قال‬


          ﴿﴿
    
    
    
    
{19 : ‫ ﴾ }سورة آل عمران‬
  

:‫و قال أيضا ً في سورة الصف‬


    ﴿﴿﴿﴿﴿﴿﴿
   
    
﴾    

:‫و قال أيضًا‬


    ﴿﴿﴿﴿﴿﴿﴿﴿﴿﴿
  
﴾      
{25 : ‫}سورة النور‬

       ﴿﴿


    
     
{30 :‫﴾ }سورة لقمان‬

:‫ كثرة اللهة عند الهندوسّية‬-2

31
‫دثنا في الفصول السابقة عن كثرة اللهسسة فسسي‬ ‫إننا قد تح ّ‬
‫الهندوسية إلى غير حد‪ .‬فلكل طبيعة إلسسه‪ .‬وهنسساك آلهسسة الخيسسر‬
‫والشر‪.‬‬

‫وهذه الكثرة تدل على ضسسعفها إذ أن هسسذا اللسسه ل يصسسلح‬


‫ول يستطيع أن يفعل وظيفة ل تختص به‪.‬‬

‫وعلى سبيل المثال أن إله المطر ليس له قوة سوى مسسا‬


‫يتعلق من أمور المطر من هبوطه وقبضه‪ .‬وكيف له أن يمنسسع‬
‫فسسرج همومسسك لنسسه السسه خسساص‬
‫البلء ويشفيك من المسسراض وي ّ‬
‫للمطر‪.‬‬

‫وهذه الكثرة تتشسسكل مسسن كسسواكب السسسماء وتنحسسط إلسى‬


‫فئران الحقل وبقر الطرقات‪ ،‬بل حتى الفسساعي فسسي جحورهسسا‬
‫هي آلهة أيضا‪ .‬فالكل متولد عن الله أو مساعد لسسه أو مظهسسر‬
‫من مظاهره ‪ ،‬وهذا ل شك من أبطل الباطل وأمحل المحال‪.‬‬
‫فهذه المخلوقات يعلم الكل ويشهد أنها ل تملك لنفسها ضسسرا‬
‫ول نفعا ول موتا ول حيسساة ول نشسسورا‪ ،‬فكيسسف تعبسسد ولي غايسسة‬
‫يتقرب إليها‪ ،‬وهي أضعف ممن يعبسسدها‪ .‬فعبسسادة هسسؤلء ضسسعف‬
‫في العقل وضلل في الدين‪.‬‬

‫ونحن في السلم ل نعبسسد إل اللسسه الواحسسد الحسسد‪ ،‬الفسسرد‬


‫الصمد الذي ل يتعدد‪ .‬وإلهنا له قوة شسساملة لكسسل شسسيء‪ .‬وهسسو‬
‫قادر على كل شيء وهو عليم بكل شيء‪ .‬وهو سسسميع مجيسسب‬
‫لدعواتنا‪ ،‬فل نحتاج إلى إله سواه‪.‬‬

‫وقد قال الله عز وجل‪:‬‬


‫﴿﴿﴿﴿﴿ ‪      ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪} ﴾  ‬سورة يونس‪{106 :‬‬

‫‪32‬‬
‫﴿ ‪       ‬‬
‫‪     ‬‬
‫﴾ }سسسورة‬ ‫‪    ‬‬
‫الخلص‪{4-1 :‬‬

‫ونرى قوله مثبتا ً أن كل ما سوى الله فان‪:‬‬


‫‪     ‬‬‫‪‬‬ ‫﴿﴿ ‪‬‬
‫‪       ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪} ﴾  ‬سورة القصص‪{88 :‬‬

‫‪-3‬كثرة الكتب في الهندوسية‪:‬‬

‫دسة في الهندوسسسية‬ ‫إننا قد رأينا من قبل أن الكتب المق ّ‬


‫كثيرة إلى حد ل نستطيع أن نحصيها‪ .‬وهذه الكتسسب موضسسوعة‬
‫ل أصل لها‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬هذه الكتب من الصعب قراءتهسسا‬
‫لغرابة ألفاظها وغموض أفكارها‪ .‬فل عجب إن كان الهنسسدوس‬
‫أيضا ً ل يعرف شيئا ً عن كتبهم ول عن محتواها‪.‬‬

‫ومن هنا نجد من الغرابة كيف اتخذت هذه الكتب منهجا ً‬


‫ودستورا للهندوسية وهي باطلة ل صحة فيها أصل؟ وقد يسسأتى‬
‫دعي أن كتابا ً بين يديه من الكتب المقدسسسة لسسدى‬
‫هندوسي وي ّ‬
‫الهندوسسسية‪ ،‬فيصسسدقه الجميسسع لعسسدم معرفتهسسم عسسن كتبهسسم‬
‫لكثرتها‪.‬‬

‫ولكن إذا قارّنا بالسلم‪ ،‬وجدنا أن لدينا كتابا ً واحدا ً فقط‬


‫الذي يكون دستورا ً لنا‪ .‬وهو القرآن الكريم وهو معروف لسسدى‬
‫جميع المسلمين‪ .‬بل إننا نجني ثوابا ً كثيرا ً بقراءته والنظر إليه‬
‫والتدبر به‪ .‬والحديث يكون شارحا ً للقرآن‪.‬‬

‫و قال الله تعالى‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫﴿﴿ ‪     ‬‬
‫﴾ }سسسورة‬ ‫‪   ‬‬
‫البقرة‪{2 :‬‬

‫ديا ً للكافرين‪:‬‬
‫وقال مح ّ‬
‫﴿﴿﴿﴿﴿ ‪    ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪} ﴾  ‬سورة البقرة‪{24-23 :‬‬

‫‪ -4‬طبقات النسان في الهندوسية‪:‬‬


‫الطبقات عند الهندوسية هي من أشسسنع المسسور وأقبحهسسا‬
‫وأرذلها‪ ،‬فالطبقية ربما حصسسلت فسسي بعسسض المجتمعسسات لكسسن‬
‫كان بالمكان التخلص منها بل والثورة عليهسا‪ .‬وهسسي فسي كسل‬
‫الحوال حالة مجّرمة عند البشسسر‪ ،‬لكنهسسا عنسسد الهنسسدوس قسسدر‬
‫إلهي وأمر رباني ومن يخالفه يشقى فسسي دينسساه وبعسسد مسسوته‪،‬‬
‫فمن ولد من الخدم يظل طيلة عمره خادمسسا ول يحسسق لسسه أن‬
‫يترفع عن هذه المهنة أو أن يكون له طموحاته فسسي التحسسرر ‪،‬‬
‫فالطبقية قيسسد علسسى معصسسمه ل يسسستطيع الخلص منسسه إل أن‬
‫يتحرر من الهندوسية ذاتها ‪ ،‬والطبقيسسة فسسي الهندوسسسية دليسسل‬
‫على أرضية وبشرية هذه الديانة ‪.‬‬

‫ضل أحد على‬ ‫ولكن إذا تأملنا في السلم سنجد أنه ل يف ّ‬


‫أحد ول قوم على قوم إل بميسسزان التقسسوى‪ .‬وهسسذا هسسو أعظسسم‬
‫المر في السلم حيث أن السلم هو دين عادل‪ ،‬فل طبقات‬
‫ول تميزات في السلم‪.‬‬

‫‪34‬‬
:‫وقال الله تعالى‬
      ﴿﴿﴿﴿﴿
   
     
      
{ 13:‫ ﴾ }سورة الحجرات‬  

.‫فالغني ل يكون أفضل من الفقير إل إن كان مؤمنا ً تقيًا‬


.‫والعرب ليس أكرم من العجمي إل بالتقوى‬

:‫وقال أيضًا‬
      ﴿ ﴿
    
    
{2 :‫ ﴾ }سورة النعام‬

35
‫الخـاتمة‬

‫لقد رأينا فيما مضى بعض نظريات ومعتقدات‬


‫الهندوسية وأدلة على بطلنها و تأثيرها على مجتمع السلم‬
‫في ماليزيا‪.‬‬

‫وأنا بالذات أشعر أن كلما تعمقنا في دراسة أديان‬


‫أخرى وخاصة في هذا البحث عن الهندوسية‪ ،‬تيقنا في بطلن‬
‫الديان الوضعية والمنحرفة‪ .‬ونجد دين السلم هو الدين‬
‫الحقيقي بل شك وازداد إيماننا بالله وبرسوله صلى الله عليه‬
‫وسلم وبالسلم‪.‬‬

‫وصدق الله مولنا وخالقنا العليم العظيم حين قال‪:‬‬


‫﴿﴿ ‪      ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪} ﴾ ‬سورة آل عمران ‪{19 :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ونطلب من الله تعالى عزوجل الثبسسات بالسسسلم و عسسدم‬


‫الزيغ عنه‪.‬‬
‫﴿ ‪      ‬‬
‫‪‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪﴾     ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫}سورة آل عمران ‪{8 :‬‬

‫تم العداد بعون الله تعالى‬


‫في‬

‫‪36‬‬
‫‪ 22‬صفر ‪1431‬ه‬

‫‪37‬‬
‫فهـرس اليـات القـرآنية‬

‫السورة ورقم الية‬ ‫اليات‬


‫الصفحة‬

‫آل‬ ﴾                      ﴿ -1


34 ،29 ،3 19 : ‫عمران‬

30 :‫لقمان‬ ﴾y7Ï9ºs ¨br'Î/ ©!$# uqèd ,ysø9$# ﴿ -2


29

:‫البقرة‬ ﴾y7Ï9ºs Ü=»tGÅ6ø9$# w |=÷u ¡ Ïm Ïù ﴿ -3


32 2

     ﴿-4


34 8 : ‫ ﴾ آل عمران‬ 

4-1 :‫الخلص‬ ﴾ &ö@è% uqèd ª!$# îymr ﴿ -5


31

:‫البقرة‬ ﴾bÎ)ur öNçFZà2 Îû 5=÷u $£JÏiB $uZø9¨tR ﴿ -6


32 24-23

88 :‫ ﴾ القصص‬wur äíôs? yìtB «!$# $·g»s9Î) tyz#uä ﴿ -7


31

106 :‫يونس‬ ﴾ #$!» Šwur äíôs? `ÏB Èbrß ﴿ -8


31

﴾ /uqèd üÏ%©!$# @yör& ¼ã&s!qßu 3yçlù;$$Î ﴿ -9


29 9 : ‫الصف‬

2 :‫النعام‬ ﴾ uqèd Ï%©!$# Nä3s)n=yz `ÏiB &ûüÏÛ ﴿ -10


33
38
﴾Œpkr'¯»t â¨$¨Z9$# $¯RÎ) /ä3»oYø)n=yz `ÏiB 9x.s$ ﴿ -11
33 13:‫الحجرات‬

﴾ 7ͳtBöqt ãNÍk Ïjùuqã ª!$# ãNßgoYÏ ¨,ysø9$# ﴿ -12


29 25 : ‫النور‬

39
‫المراجـع والمصـادر‬

‫‪ -1‬القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ -2‬الديان الوضعية فسسي مصسادرها المقدسسة وموقسسف السسسلم‬


‫منها‪ ،‬لدكتور إبراهيسم محمسسد إبراهيسسم‪ ،‬مطبعسسة المانسة‪ ،‬ط ‪) 1‬‬
‫‪(1985‬‬

‫‪ -3‬أديان الهند الكبرى‪ ،‬الهندوسية‪-‬الجينية‪ -‬البوذية‪ ،‬مسسع ملحسسق‬


‫عن قضية ألوهية كنموذج للمقارنة بين الديان‪ ،‬للسسدكتور أحمسسد‬
‫الشلبي‪ .‬مكتبة النهضة المصرية ‪ ،‬ط ‪11‬‬

‫‪ -4‬السلم والديان دراسة مقارنة لدكتور مصطفى حلمسسي‪ ،‬ط‬


‫‪ (1990) 1‬دار الدعوة‬

‫‪ -5‬الله‪ ،‬لعباس العقاد‪ ،‬دار المعارف‪.‬‬

‫‪ -6‬الهالي‪ ،‬العدد ‪ ،294‬يوم الربعاء ‪ 11‬مارس ‪2009‬‬

‫‪ -7‬معتقدات السوية العراق‪ ،‬فارس‪ -‬الهنسسد‪ -‬الصسسين‪-‬اليابسسان‪.‬‬


‫لدكتور كامل سعفان‪ ،‬دار الندى‪ ،‬ط ‪(1999) 1‬‬

‫‪ -8‬مقارنات الديسسان‪ ،‬الديسسان القديمسسة‪ ،‬لمحمسسد أبسسو زهسسرة‪ ،‬دار‬


‫الفكر العربي‬

‫‪ -9‬مقارنة الديان‪-‬دراسة في عقائد ومصادر الديان السماوية‪:‬‬


‫اليهودية والمسيحية والسسسلم‪ .‬والديسسان الوضسسعية‪ :‬الهندوسسسية‬
‫والجينية والبوذيسسة لسسدكتور طسسارة خليسسل السسسعدي‪ ،‬دار العلسسوم‬
‫العربية‪ .‬ط ‪(2005) 1‬‬

‫‪ -10‬الموسوعة الميسسسرة فسسي الديسسان والمسسذاهب والحسسزاب‬


‫المعاصرة‪ .‬الندوة العالمية للشباب السلمي‬

‫‪40‬‬
Nik Hassan Shuhaimi bin Nik Abdul ‫ للمؤلف‬،(Sejarah) ‫ كتاب التاريخ‬-11
.Rahman
Dewan Bahasa Dan Pustaka, Malaysia ‫الطباعة‬

41
‫فهـرس الموضـوعات‬

‫الموضوع‬
‫الصفحة‬

‫المقـدمة‪...............................................................‬‬
‫‪1.‬‬

‫إن الدين عند الله‬


‫السلم‪3 ................................................‬‬

‫الفصل الول ‪ :‬تعريف ومفهوم‬


‫الهندوسية‪4 .................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬نشأة‬


‫الهندوسية‪6 ............................................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الله عند‬


‫الهندوسية‪8 ......................................‬‬
‫‪ -‬برهما‪.................................................................‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬فيشنو‪................................................................‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬سيفا‪9 .................................................................‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬دورة الحياة وتناسخ الرواح عند‬


‫الهندوسية‪12 ..............‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬العبادات عند‬


‫الهندوسية‪14 ...............................‬‬
‫‪ -‬الطهارة‪..............................................................‬‬
‫‪14‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬الصلة‪..............................................................‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬اليوجا‪...............................................................‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬الحج‪................................................................‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬إحراق الموتى‪........................................................‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬سرادة‪..............................................................‬‬
‫‪15‬‬

‫الفصل السادس‪ :‬كتب‬


‫الهندوسية‪16 ......................................‬‬
‫‪ -‬الفيدا‪16 ..............................................................‬‬
‫‪ -‬يوجا‪17 ..............................................................‬‬
‫‪ -‬رامايانا‪17 ............................................................‬‬
‫‪ -‬منو‪18 ...............................................................‬‬
‫‪ -‬كيتا‪18 ..............................................................‬‬

‫الفصل السابع‪ :‬تقسيم الطبقات عند‬


‫الهندوسية‪19........................‬‬
‫‪ -‬البراهمة‪19............................................................‬‬
‫‪ -‬الكشتريا‪19 ..........................................................‬‬
‫‪ -‬الويش‪19 ............................................................‬‬
‫‪ -‬الشوادر‪20 ...........................................................‬‬

‫الفصل الثامن‪ :‬العياد عند‬


‫الهندوسية‪21 ..................................‬‬
‫‪ -‬عيد الديفاوالي‪......................................................‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬عيد تايفوسام‪.......................................................‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬العيد )دورجا فوجا(‪.................................................‬‬
‫‪22‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل التاسع‪ :‬الهندوسية في ماليزيا‬
‫وتاريخها‪23 ............................‬‬
‫‪ -‬المبحث الول‪ :‬حياتهم الواقعية في‬
‫ماليزيا‪25 ...............................‬‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬تأثير الهندوسية في مجتمع‬
‫الماليزية‪26 .........................‬‬

‫الفصل العاشر‪ :‬الردود عند‬


‫الهندوسية‪28 ..................................‬‬
‫‪ -‬أصول الهندوسّية‪.....................................................‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬كثرة اللهة عند‬
‫الهندوسّية‪30 .............................................‬‬
‫‪ -‬كثرة الكتب في‬
‫الهندوسية‪31 .............................................‬‬
‫‪ -‬طبقات النسان في‬
‫الهندوسية‪32 ..........................................‬‬

‫الخـاتمـة‪.............................................................‬‬
‫‪34‬‬

‫فهـرس اليـات‬
‫القـرآنية‪35 ...........................................‬‬

‫أسمـاء المراجـع‬
‫والمصـادر‪37 ...........................................‬‬

‫فهـرس‬
‫الموضـوعات‪39 .................................................‬‬

‫‪44‬‬

You might also like