Professional Documents
Culture Documents
ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
)(/
) (1/1
المقدمة
ع الل ّ َ
ه ن ي ُطِ ِ م ْ و َم َ م ذُُنوب َك ُ ْ فْر ل َك ُ ْ غ ِ وي َ ْ م َ مال َك ُ ْ ع َ م أَ ْ ل َك ُ ْ
ما{ الحزاب.70،71: ظي ً ع ِ وًزا َ ف ْفاَز َ قد ْ َ ف َ ه َ سول َ ُ وَر ُ َ
أما بعد :
ة؛ ليستقّر ضرورات الحيا ِ الحياةُ الهان َِئة ضرورةٌ من َ
ةق للعباد ِ غ الخل ُ ماء والبناء ويتفّر َ ل الن َ مع ويحص َ المجت َ
نجِبلت على أن تسك َ ة ،والنفس البشرّية قد ُ عمار ِ وال ِ
س أخَرى ،لذا قال الله تعالى في ن إلى نف ٍ وتطمئ ّ
ه
ن آَيات ِ ِ م ْ و ِ ة وآياته الكثيرةَ } : ر ِنعمه الوفير ِ َمعرض ذك ِ
َ َ َ
ع َ
ل ج َو َ ها َ سك ُُنوا إ ِلي ْ َ جا ل ِت َ ْ وا ً م أْز َ سك ُ ْ ف ِ ن أن ُ م ْ م ِ ق ل َك ُ ْ خل َ َ ن َ أ ْ
وم ٍ ت لِ َ
ق ْ ك لَيا ٍ في ذَل ِ َ ن ِ ة إِ ّ م ً ح َ وَر ْ ودّةً َ م َ م َ ب َي ْن َك ُ ْ
َ
ها ،ولم سك ُُنوا إ ِل َي ْ َ جا ل ِت َ ْ وا ً عم ،أْز َ ن{ الّروم .21:ن َ َ فك ُّرو َ ي َت َ َ
نج سك ٌ ن الزوا َ ل على أ ّ يقل :لتسكنوا معها ،فهو دلي ٌ
مّيةمن هنا جاءت أه ّ ة بال .و ِ هدأة وراح ُ واستقرار و َ
غب الشرع ة بالسرة ،فر ّ عناي ُ الزواج في السلم وال ِ
ل طريقه، ه وتسهي ِ ث على تيسير ِ ج وح ّ في الزوا ِ
ل ما ونهى عن ك ّ
) (1/4
مَر
وه ،فأ َ صف َ كر َ مه ويع ّ قف في سبيِله أو يعوق تما َ ي ِ
ء
سا ِن الن ّ َ م َ م ِ ب ل َك ُ ْ طا َ ما َ حوا َ فانك ِ ُ الله به في قولهَ } :
دُلوا َ َ
ة{ حد َ ً
وا ِف َ ع ِم أل ّ ت َ ْ خ ْ
فت ُ ْ ن ِ فإ ِ ْع َ
وُرَبا َ وُثل َ
ث َ مث َْنى ََ
َ النساء ،3:وقالَ } :
نحي َ صال ِ ِ وال ّ م َ من ْك ُ ْ
مى ِ حوا الَيا َ وأنك ِ ُ َ
ن م
ُ ِ ْ ه ّ ل ال م ه ن غْ ي
َ َ ُ ِ ِ ْ ء راقَ ُ
ف نوا
ُ ُ
كو م ِ ْ َ
ي ن إ مائ ِك ُ ْوإ ِ َ عَباِدك ُ ْ
م َ ن ِ م ْ ِ
ي صلى ن النب ّ ه{ النور ،32:وفي الصحيحين أ ّ ضل ِ ِ
ف َْ
ع
الله عليه وسلم قال» :يا معشَر الشباب ،من استطا َ
سنن ج من ُ وج« ) ، (1فالّزوا ُ منكم الباءةَ فليتز ّ
صالحين. ي ال ّ المرسلين وهد ِ
ة المسلمة عِني السلم بتكوين السر ِ لقد ُ
وى ُ
سَر أساس المجتمع الذي يق َ ن ال َ حها؛ ل ّ واستصل ِ
ي ُ ويشتدّ ب َ
سره ،ولذا شّبه النب ّ سك وتراُبط أ َ قدر التما ُ
ن المرصوص صلى الله عليه وسلم المسلمين بالُبنيا ِ
الذي
__________
) (1البخاري ،5065مسلم 1400
) (1/5
ء ،ونهى عن فا ِ ج الك َ ضا ) ، (1فأمر بتزوي ِ يشدّ بعضه بع ً
ق
ب والسنة الحقو َ ل النساء ) ، (2وبّين في الكتا ِ عض ِ َ
ن استقرار البيوت ت بين الزوجين ،ذلك أ ّ والواجبا ِ
ر الزوجين سر ل يكون إل ّ باستقرا ِ ح ال َ وصل َ
ءن فاقدَ الشي ِ حهما في حياتهما الزوجّية .كما أ ّ ونجا ِ
سين في حياتهما الزوجّية م التعي َ ل يعطيه ،فالب وال ّ
شئا أجيال ً عهما شيًئا ،فضل ً أن ين ِ دما لمجتم ِ لن يق ّ
ح
دة .فالزواج الناج ُ ء والقيا َ حين قاِدرين على البنا ِ صال ِ
ديار، ب ال ّ ت فهو خرا ُ ما خراب البيو ِ مع ،أ ّ ح للمجت َ نجا ٌ
ضع سي َ ن إبلي َ ي صلى الله عليه وسلم» :إ ّ لذا قال النب ّ
ة
عث سراياه ،فأدناهم منه منزل ً شه على الماء ،فيب َ عر َ
كذا، ت كذا و َ دهم فيقول :فعل ُ ة .يجيء أح ُ أعظمهم فتن ً
فيقول:
__________
ن
م َ ؤ ِ م ْ ْ
ن ال ُ ) (1البخاري 459،226،5567ولفظه »إ ِ ّ
َ
ه«، ع ُ صاب ِ َ كأ َ شب ّ َو َ
ضا َ ع ً ه بَ ْ ض ُ ع ُ شد ّ ب َ ْ ن يَ ُ كال ْب ُن َْيا ِن َ م ِ ؤ ِ ل ِل ْ ُ
م ْ
والنسائي ،2513والترمذي 1851
ن َ َ َ ساءَ َ ذا طَل ّ ْ ) (2لقوله تعالى }إ ِ َ
ه ّ جل ُ نأ َ غ َ فب َل ْ م الن ّ َ قت ُ ُ
َ َ ضُلو ُ
ن{ البقرة232 : ه ّ ج ُوا َ ن أْز َ ح َ ن ي َن ْك ِ ْ نأ ْ ه ّ ع ُ فَل ت َ ْ َ
) (1/6
دهم فيقول :ما تركُته م يجيء أح ُ ت شيًئا ،ث ّ ما صنع َ
ت بينه وبين امرأِته ،قال :فيدنيه منه حتى فّرق ُ
ن إبليس م أنت« ) . (1وإذا كان هذا شأ َ ويقولِ :نع َ
حرصوا على عه من المفسدين قد َ ن أتبا َالرجيم ِ فإ ّ
طه عن مع ورواب ِ ر المجت َ ك أواص ِ هدم ِ هذا الكيان وتفكي ِ
دلت الطلق سر ،حتى انتشَرت مع ّ ك ال َ كي ِ ق تف ِ طري ِ
وأ،
عنوسة بشكل أس َ عت نسبة ال ُ ل مخيف ،وارت َ
ف َ بشك ٍ
معن في هذا خطًرا كبيًرا ،ففيه تفّرق المجت َ كأ ّ ول ش ّ
ة الّنساء وانتشار الفساد وَنبات وضياع الولِد وعنوس ُ
ب على المرّبين ن الواج َ الضغينة بين السر .إ ّ
ة بهذا الجاِنب ،فانتشاُر والمصلحين والعلمّيين العناي ُ
َ
خطر، ن بال َوعها مؤذ ٍ عبها وتن ّ كلت الزوجّية وتش ّ المش ِ
ضلت. مها تدور المع ِ فما بين َزعَزعة البيوت وهد ِ
__________
) (1مسلم 2813
) (1/7
) (1/8
َ
مافب ِ َ ة َ صيب َ ٍ م ِ ن ُم ْ م ِ صاب َك ُ ْ ما أ َ و َ
والله تعالى يقولَ } :
َ
ر{ الشورى ،30:ول ش ّ
ك ن ك َِثي ٍ ع ْ فو َ ع ُوي َ ْ
م َ ديك ُ ْ
ت أي ْ ِ سب َ ْ كَ َ
ض
ب البيوت ،وقد قال بع ُ من أعظم ِ المصائب خرا َ أن ِ
ت أث ََر ذلك في داّبتي ت الله رأي ُ سلف) :إني إذا عصي ُ ال ّ
خُلق زوجتي( ،قال أحدُ العلماء) :قّلت ذنوبهم و ُ
من أين أتوا( .نعم ،فمن باَرَز الله عَرفوها ،وعَرفوا ِ ف َ
عصا الله من َ قا منه؟! و َ ظر توفي ً صي فهل ينت َ ِ عا ِ بالم َ
عه؟! وكذا ف يطاِلب زوجَته بأن تطي َ طعه فكي َ ولم ي ِ
جنب الله فل صرت في َ ة؛ فمن ق ّ بالنسبة للزوج ِ
د
ة من أح ِ ن المعصي َ ما ،إل ّ أ ّ تنتظر من زوجها تما ً
كه ق شري ِ صر في ح ّ خر أن يق ّ الزوجين ليست مبّرًرا لل َ
ة والعقوق. أو يقاب َِله بالساء ِ
ف
ت واقترا ِ وا ِ صل َ ع ال ّ م كَتضيي ِ و عا ّ صي ما ه َ ن المعا ِ م َ و ِ
دي أو ص بالنكاح وهو التع ّ و خا ّ المحّرمات ،ومنها ما ه َ
ر ماقد ِ ق والواجبات الّزوجّية ،فب ِ َ التقصيُر في الحقو ِ
ن
قع الخلفات .إ ّ ط في هذه الحقوق ت َ يكون التفري ُ
هر صة وهي تضييع الحقوق لمن أش َ ة الخا ّ المعصي َ
المعاصي
) (1/9
) (1/10
ولها لمن أرادَ السعادةَ الزوجّية م الحلول وأ ّ ه ّ ذا أ َ إ ً
ق الله تعالى وطاعُته وامتثال أمره والقيام م بح ّ القيا ُ
ق ،فمن أراد الحياةَ الهن ِّية فليقَرأ جب من حقو ٍ بما أو َ
ُ
و أنَثى َ َ م َ قو َ
رأ ْن ذَك ٍ م ْ حا ِ
صال ِ ً ل َ ع ِ
ن َ م ْق سبحانهَ } : ل الح ّ
ة{ النحل97: حَياةً طَي ّب َ ً ه َ فل َن ُ ْ
حي ِي َن ّ ُ ن َ م ٌ م ْ
ؤ ِ و ُ ه َ و ُ َ
نس الحياة ليكو َ َ
ن الختيار بين الطَرفين أسا ُ حس ُ ُ
ن التقصيَر مل والنسجام ،إل ّ أ ّ وئام والتكا ُ وفاق وال ِ ال ِ
ة الله فيه يجعله سب ًَبا معصي َ في هذا الجاِنب و َ
ل ل تريده ة على رج ٍ من ذلك إجباُر المرأ ِ ضلت ،ف ِ للمع ِ
ف بالية لتزويجها على قريِبها الذي ل بسبب أعرا ٍ
ه الخاطب أو ماِله، عا من ولّيها في جا ِ غبه أو طم ً تر َ
ي صلى الله عليه وسلم وهذا حرام وظلم ،فالنب ّ
كح البكر مر ،ول تن َ كح الّيم حتى ُتستأ َ يقول» :ل ُتن َ
ذن« )(1 حتى تستأ َ
__________
) (1البخاري ،5136ومسلم 1419
) (1/11
ن
هم مشورةَ ولّيها ،وأن تكو َ جب أن تتف ّ ن الفتاةَ ي ِ إل ّ أ ّ
ط الختيار. المصلحة منا َ
د
ل أح ِب والتدليس من قب َ ِ ضا الكذ ُ ت أي ً ومن المخالفا ِ
م
ش وظل ٌ ط ،فهذا غ ّ ن الوسي ِ م َ الجانبين أو ِ
مل الكاذب فيه ت َِبعَته في الدنيا قضاءً للمسلمين ،يتح ّ
ء.
حساًبا وجزا ً ة ِ وفي الخر ِ
ر الدين ،فيسأل م الهتمام بأمو ِ ء الختيار عد ُ من سو ِ و ِ
ر الدنيا ه وأمو ِل والجا ِ ة والما ِ فق عن الوظيف ِ غيُر المو ّ
منكن أن يؤت َ َ ه ورسوَله ل يم ِ ن من خان الل َ ناسًيا أ ّ
بصرت في جن ِ ن من ق ّ سى الخاطب أ ّ على ابنِته ،وين َ
سس البيت على جها ،وربما يؤ ّ ق زو ِ م بح ّ الله فلن تقو َ
ر يوشك أن ينهار. جُرف ها ٍ فا ُ ش َ هذا ،فيكون على َ
ك
قسطا من المسؤولية في ذل ِ ً ملون ِ والولياءُ يتح ّ
رهم ل الخاطب وتقصي ِ ل عن حا ِ طهم في السؤا ِ لتفري ِ
ة
في أداء المان ِ
) (1/12
فيفة ب ُِليت ةع ِ ة صالح ٍ ن امرأ ٍ مول ِّياتهم ،فكم م ِ ة َ جه َِ
رف ِ ويقا كرات ِ المس رب َ يش أو لي ّ يص ل ج بزو
ٍ
ب لها إل تقصير ولّيها وإهماله في ّ المحّرمات ،ول ذن َ
َ
ل اشترط ك ّ
ل من رج ٍ ة الخاطب ،وكم ِ ل عن ديان ِ السؤا ِ
ن كان آخَر ن الدي َ الشروط الدنيوّية في مخطوَبته ولك ّ
ة
ن زوج ً شف أنها ل تصُلح أن تكو َ اهتماماته ،ثم يكت ِ
سش وتدلي ٍ غ ّ ل هذا ناِتج عن ِ خُلقها ،وك ّ ص دينها و ُ لنق ِ
س
ي أسا ٍ ون وتفريط .والسؤال الكبير :على أ ّ أو تها ُ
يكون الختيار؟
ي صلى الله فين عن النب ّ فالجواب في حديثين شري َ
قهن دينه وخل َ ضو َمن َتر َ عليه وسلم» :إذا أتاكم َ
ة في الرض وفساد علوا تكن فتن ٌ وجوه ،إل ّ تف َ فز ّ
ي صلى الله عليه عريض« ) ، (1والثاني هو قول النب ّ
كح وسلم» :تن َ
__________
) (1الترمذي ،1004وابن ماجه ،1957وحسنه
اللباني في السلسلة الصحيحة 1022
) (1/13
) (1/14
ق وإدخا َ
ل ع دائرة الشقا ِ ن توسي َ قى من الخر؛ ل ّ ما يل َ
ءا
ساحة يزيدُ المَر سو ً ربين في ال ّ ة من المحا ِ مجموع ٍ
رنا ونح ّ
ل ظ بأسرا ِ ف َ ب أن نحت ِ ن الواج َ دا .إ ّ وتعقي ً
ل من يصِلح خ ُ
ت المور ي ُدْ َ مشاكلنا بأنفسنا ،فإذا تأّزم ِ
ر إل ّ وهو دائٌر في من أم ٍ ن ِ ما أن ل يكو َ سد ،أ ّمن يف ِ ل َ
ن فهذا
ل لسا ٍ ة على ك ّ غيبة والنميم ُ ت وتدور ال ِ ل بي ٍ ك ّ
دم البيوت. َ
منكٌر يه ِ
ة
رّية ومسّبباتها النظر ُ س ِ
كلت ال َ ث المش ِ ع ِمن بوا ِ و ِ
م الدراك الصحيح صَرة للحياة الزوجّية وعد ُ القا ِ
مهاح الشرعّية السامية التي من أه ّ د النكا ِص ِ لمقا ِ
ي لبعضهما سكن الفطر ّ جين وال ّ ف للزو َل العفا ِ حصو ُ
ون على البّر والتقوى ة البيت المسِلم والتعا ُ وإقام ُ
ة الذّرّية الصالحة التي تعُبد الله وتطيعه ،فإذا وتربي ُ
ي فلم يلتفتا إلى ضر الزوجان هذه المعان َ استح َ
دراهيق ّصل خطأ دنيو ّ ر أو القصور ولو ح َ القشو ِ
كرا قو َ
ل الله قدره وتذ ّ
) (1/15
) (1/16
خُلقها وتدبيرها تمي ًّزا ،فيبدأ ن فيها أو في ُ وأ ّ
ب
ة ،وهذا با ٌ سر ،وكذلك المرأ ُ ن ويتح ّ ر ُالمسكين يقا ِ
خر.
ليس له آ ِ
ه
يب ِ صا ما بل ِ َ جمال ،خصو ً صرة لل َ كذا النظرةُ القا ِ
قَنوات الفضائّية ة الّنظر في الفلم وال َ من كثر ِ الّزمن ِ
ه
ور أشبا ِ ور الّنساء الفاتنات أو ص َ ص َ لت من ُ والمج ّ
ضي رجل ً زوجُته لّنه فتَنة ،فل ُتر ِ الرجال القاصدين ال ِ
جدقد أنه يو َ ل منها ،أفل يعت ِ ة أجم َ يَرى في الصور ِ
ةل ب المقارن ِ من في هذه الصورة؟! إ ً
ذا با ُ لم ّ أجم ُ
م هل يجوز لمسلم ٍ يؤمن بالله واليوم الخر ينتهي .ث ّ
مع في جن ِّته ويخشى ناَره، يعلم أنه ملقي الله ويط َ
ة
منة العفيف ِ ضل على امرأِته المؤ ِ هل يجوز له أن يف ّ
ّ
امرأةً رآها في الّتلفاز أو المجلة كافرةً أو فاسقة،
ليس له منها إل ّ حسرةُ الّنظر؟!
) (1/17
) (1/19
) (1/20
) (1/21
) (1/22
) (1/23
) (1/24
) (1/25
) (1/26
د
دو ُ م ال ْ َ
و ُ سائ ِك ُ ُ خي ُْر ن ِ َ
وقال صلى الله عليه وسلم َ » :
ه« )(1 ن الل ّ َقي ْ َذا ات ّ َ
ة إِ َ
سي َ ُ
وا ِ ة ال ْ ُ
م َ وات ِي َ ُ وُلودُ ال ْ َ
م َ ال ْ َ
فالوصية المبذولة لكل شاب أن يتزوج المرأة الودود
الولود؛ لن في ذلك تحقيقا ً لرغبة النبي صلى الله
عليه وسلم في مكاثرة المم بأمته.
ومن معايير اختيار الزوجة أيضًا ،الجمال وحسن
المظهر وهو أمر فطر الله النفوس على الرغبة فيه،
وهي رغبة شريفة ل يلم عليها النسان وجاءت
أصول الشرع مؤيدة لها ،فالله جميل يحب الجمال،
ولم تشرع رؤية الرجل لمخطوبته إل والتأكد من
الجمال من أهم مقاصدها ،وقال النبي صلى الله
ه ْ
ل عليه وسلم لرجل تزوج امرأة من النصارَ » :
َ
شي ًْئا« )، (2
ر َ صا ِ ن اْلن ْ َ عُيو ِ
في ُ ن ِ فإ ِ ّ ت إ ِل َي ْ َ
ها َ ن َظَْر َ
عل َي ْ ِ
ه ه َ صّلى الل ّ ُ ل الل ّ ِ
ه َ سو ِل ل َِر ُ قي َو» ِ
__________
) (1البيهقي في السنن الكبرى ،13860وأورده
اللباني في الصحيحة 1849
) (2مسلم 2553
) (1/27
) (1/28
المر الثاني :نقول ومن الجمال شيء معنوي ل
علقة له بظاهر المرأة وشكلها بل هو كامن في
خلقها وطبعها وإليه الشارة في قول النبي صلى
وُلو ُ
د دودُ ال ْ َ م ال ْ َ
و ُ سائ ِك ُ ُخي ُْر ن ِ َ
الله عليه وسلم َ » :
ه« ) ، (1فهذا جمال ن الل ّ َ ذا ات ّ َ
قي ْ َ ة إِ َ
سي َ ُ
وا ِ ة ال ْ ُ
م َ وات ِي َ ُ ال ْ َ
م َ
في الطبيعة ،وهو أمر معتبر جدا ً عند الرجال؛
فالرجل ل يحب المرأة المترجلة ولو كانت جميلة ،بل
يريد المرأة الرقيقة الودود المواسية المواتية.
وكذلك الرجل ل يحب امرأة تخالفه في كل شيء
وتراغمه في أهم مزاياه وهو جانب القوامة عليها،
فهي ل تطيعه إذا أمر ،وإذا غاب عنها لم يأمنها على
نفسها أو ماله أو ولده ،فهذه ل يرغبها الرجل ولو
كانت جميلة بل يرغب المرأة التي تكون أقل منها
جمال ً في الشكل إذا كان يتوفر فيها الجمال المعنوي
المذكور ،وما ذكرته لكم في الجمال المعنوي أمر
يخفى على كثير من الناس فيجب تنبيه الشباب عليه
وتعليمهم به ،وتوضيح الموازين التي يعرفها
المجربون من الذين تزوجوا قديما ً وعرفوا
المرغوبات الحقيقة للرجال.
__________
) (1البيهقي في السنن الكبرى ،13860وأورده
اللباني في الصحيحة 1849
) (1/29
) (1/30
) (1/31
) (1/32
) (1/33
َ َ
ما« ) . (1وعن م ب َي ْن َك ُ َ ؤد َ َ ن يُ ْ حَرى أ ْ الله عليه وسلم » :أ ْ
د
ه ِع ْ عَلى َ مَرأ َةً َ تا ْ خطَب ْ ُ ل» َ قا َ ة َ عب َ َ ش ْ ن ُ ة بْ ِ غيَر ِ م ِ ال ْ ُ
صّلى ي َ ل الن ّب ِ ّ قا َ ف َ م َ سل ّ َ و َ ه َ عل َي ْ ِ صّلى الّله َ ه َ ل الل ّ ِ سو ِ َر ُ
ُ
فان ْظْر لَ : قا َ ت :لَ ، ْ ها؟ ُ َ َ َ ّ َ الّله َ
قل ُ ت إ ِلي ْ َ م :أن َظْر َ سل َ و َ ه َ علي ْ ِ
َ فإن ّ َ
ما« )(2 م ب َي ْن َك ُ َ ؤد َ َ ن يُ ْ جدَُر أ ْ هأ ْ ها َ ِ ُ إ ِل َي ْ َ
صّلى الّله ه َ ل الل ّ ِ سو ُ ل َر ُ قا َ ل َ قا َ ه َ د الل ّ ِ عب ْ ِ ن َ ر بْ ِ جاب ِ ِ ن َ ع ْ و َ
َ َ ْ َ َ ّ
ع
ست َطا َ نا ْ فإ ِ ْمْرأةَ َ م ال َ حدُك ُ ْ بأ َ خط َ ذا َ م» :إ ِ َ سل َ و َ ه َ عل َي ْ َِ
فل ْي َ ْ عوهُ إ َِلى ن ِ َ َ
ل« )(3 ع ْ ف َ ها َ ح َ كا ِ ما ي َدْ ُ ن ي َن ْظَُر إ َِلى َ أ ْ
فالسنة أن ينظر الرجل إلى مخطوبته ليزيل بذلك
قدرا ً كبيرا ً من الحواجز بين المرأة وزوجها ،ويكون
أدعى إلى الرغبة من الطرفين ،وهذا هو المقصود
ما«. م ب َي ْن َك ُ َ ؤد َ َ بقوله» :ي ُ ْ
__________
) (1الترمذي 1007وقال حديث حسن ،وابن ماجه
،1855وصححه اللباني في صحيح ابن ماجه
) (2النسائي ،3183وابن ماجه ،1856وصححه
اللباني في صحيح ابن ماجه
) (3أبو داود ،1783وحسنه اللباني في صحيح أبي
داود
) (1/34
) (1/35
ومن الضوابط ثانيًا:عدم الخلوة ،يقول النبي صلى
َ َ
ن ة َ
فإ ِ ّ مَرأ ٍ حدُك ُ ْ
م ِبا ْ نأ َ خل ُ َ
و ّ الله عليه وسلم َ» :ل ي َ ْ
ما« ). (1 ن َثال ِث ُ ُ
ه َ شي ْ َ
طا َ ال ّ
ومن الضوابط ثالثًا :أن يكون الخاطب عازما ً على
الزواج ،وقد سأل وتحرى عن كل شيء ،فلم يبق له
إل النظر ،أما أن يستغل ذلك بعض الشباب للطلع
على مكنونات البيوت ،وكسر قلوب العذارى ،فل
تنظر أيها الشباب إل بعد أن تكون عازما ً على الزواج
من هذه المرأة ولم يبق لك إل التأكد من جمالها
وتطبيق السنة في النظر إليها لنه أحرى أن يؤدم
بينكما.
تلك أسس في اختيار الزوج لزوجته تنبغي مراعاتها
من قبل الراغبين في الزواج وذويهم.
__________
) (1أحمد 109في مسند عمر بن الخطاب
) (1/36
) (1/37
جا ُ
ل ثانيًا :ولن القوامة بيد الرجل لقوله تعالى} :الّر َ
ض
ع ٍ عَلى ب َ ْ م َه ْ
ض ُع َ ه بَ ْل الل ّ ُ ض َ
ف ّما َ ء بِ َ سا ِ عَلى الن ّ َ ن َ مو َ وا ُ ق ّ َ
م{ النساء34: َ ف ُ َ
ما أن ْ َ
ه ْ وال ِ ِ م َنأ ْ م ْ قوا ِ وب ِ َ َ
ثالثا :ولن المرأة مرهفة المشاعر والحاسيس فهي ً
ل تحتمل رجل ً دنيئا ً في الصفات والخلق ،يؤذيها في
نفسها ومشاعرها ويلوث فضاء بيتها بالبذيء من
العبارات والساقط من القول.
رابعًا :ولن المرأة ل تستطيع أن تبين حجتها في
الخصومة ،فقد يظلمها ول تستطيع أن تجابهه كما
صام ِخ َ في ال ْ ِو ِ ه َو ُ
ة َ حل ْي َ ِ
في ال ْ ِشأ ُ ِ ن ي ُن َ ّ م ْ و َ
َ
قال تعالى} :أ َ
ن{ الزخرف 18:أي ل يستطيع أن يظهر مِبي ٍ غي ُْر ُ َ
حجته في الخصومة.
لهذه المور الربعة التي تدل على ضعف المرأة
ينبغي لها ووليها الهتمام البالغ بأمر قبول الخاطب
أو رده.
فمن معايير اختيار الزوجة لزوجها:
) (1/38
) (1/40
) (1/41
ه
ن ِدين َ ُو َض ْ
ن ت َْر َ م ْ م َ جاءَك ُ ْ ذا َ ق فقال» :إ ِ َ ن والخل ُ هما:الدي ُ
قه َ َ
ه« ،ولما استشير النبي صلى الله عليه حو ُ فأن ْك ِ ُ خل ُ َ ُ و ُ َ
بضّرا ٌ خطاب فقال عن أحدهم بأنه » َ وسلم في ثلثة ُ
ه« ). (2 ق ِ عات ِ ِ ن َ ع ْ صاهُ َ ع َ ع َ ء« )َ» (1ل ي َ َ
ض ُ سا ِ ِللن ّ َ
وإذا تفاوت الرجال في الصفات فل شك أن من
أقربهم منزلة إلى قلوب الناس مرضي الدين والخلق
كما أنه هو القرب منزل ً يوم القيامة من النبي صلى
صّلى الّله الله عليه وسلم ،فعن جاب َ
ه َ ل الل ّ ِ سو َ ن َر ُ رأ ّ َ ْ َ ِ ٍ
َ َ َ
مّني م ِ ُ
قَرب ِك ْوأ ْ ي َ م إ ِل ّ ُ
حب ّك ْ نأ َ م ْ ن ِ ل» :إ ِ ّ قا َ م َ سل ّ َ و َ ه َ عل َي ْ ِ
َ
َ َ ْ
قا«(3) . خل ً مأ ْ سن َك ُ ْ حا ِ ةأ َ م ِقَيا َ م ال ِ و َ سا ي َ ْ جل ِ ً م ْ َ
__________
) (1مسلم 2720
) (2أبو داود 1944
) (3الترمذي 1941وقال حسن غريب ،وصححه
اللباني في الصحيحة 791
) (1/42
) (1/44
) (1/45
لن ذلك أقرب للنفوس وأحرى في التوافق كما قال
َ فإن ّ َ
م ن يُ ْ
ؤد َ َ جدَُر أ ْ
هأ ْالنبي صلى الله عليه وسلم ُ ِ َ » :
ما« ) (1وتكون الرؤية بنفس الضوابط المتقدمة ب َي ْن َك ُ َ
في نظر الرجل إلى مخطوبته.
ومن المعايير أيضًا:
القدرة على تحقيق النفقة عليها وحوائجها
فالقدرة المالية معتبرة شرعًا ،ولذلك فإن النبي
صلى الله عليه وسلم لما استشارته فاطمة بنت
قيس في ثلثة نفر تقدموا لها عاب أحدهم بأنه
ه« )(2ل لَ ُ ك َل َ
ما َ عُلو ٌص ْ» ُ
ومع اعتبار القدرة المالية في النكاح إل أنها أيضا ً ل
تكون مبررا ً في ترك النكاح إل عند العجز التام كما
هي الحال في بعض أصحاب النبي
__________
) (1النسائي ،3183وابن ماجه ،1856وصححه
اللباني في صحيح ابن ماجه
) (2مسلم ،2709والترمذي ،1053والنسائي ،3193
وأبو داود 1944
) (1/46
) (1/47
) (1/48
) (1/49
) (1/50
) (1/52
) (1/54
ْ
ن
م ْ م لِ َ في ب ُُيوت ِك ُ ْ ن ِ وَل ي َأذَ ّ ن َهو َ ن ت َك َْر ُ
م ْ م َ شك ُ ْ فُر َ ُ
َ َ َ
في ن ِ ه ّ سُنوا إ ِلي ْ ِ ح ِ ن تُ ْ
مأ ْ عل َي ْك ُ ْ
ن َ ه ّ ق ُ ح ّ
و َن أَل َ هو َ ت َك َْر ُ
ن« ، (1) .وقال صلى الله عليه ه ّ م ِ عا ِوطَ َ ن َ ه ّ وت ِ ِس َكِ ْ
تمل َك َ ْ
ما َ و َ صَلةَ َ وسلم وهو في فراش الموت »ال ّ
َ
ه«) .
سان ُ ُها ل ِ َ ض بِ َ في ُ ما ي َ ِحّتى َ ها َ قول ُ َ ل يَ ُ ما َزا َ ف َ م َ مان ُك ُ ْ أي ْ َ
(2
) (1/55
) (1/58
) (1/59
) (1/60
) (1/61
لف ِبآ ِ طا َ قد ْ َ خادما أبدا ،وقال عليه السلم يوما »ل َ َ
س ُأول َئ ِ َ
ك ن ل َي ْ َ ه ّ ج ُ وا َ
َ
ن أْز َ كو َ ش ُ ساءٌ ك َِثيٌر ي َ ْ د نِ َ م ٍ ح ّ م َ ُ
م« ). (1 ُ
رك ْ خَيا ِ بِ ِ
وقد أباح الشرع للرجل ضرب زوجته أحيانا عند
الحاجة والضرورة ،وبشروط وحالت خاصة ،وعلى
مراحل ،فل يصار ول يلجأ إلى الضرب ،من أول مرة،
وهناك صفة لهذا الضرب وهو :أن يكون ضربا غير
مبرح ل يكسر ول يورم ول يجرح ول يدمي ،قال الله
نه ّ ظو ُ ع ُ ف ِ ن َ ه ّ شوَز ُ ن نُ ُ فو َ خا ُ والّلِتي ت َ َ تعالى َ } :
ن{ النساء،34 : ه ّرُبو ُ ض ِ وا ْ ع َ ج ِضا ِ م َ في ال ْ َ ن ِه ّ جُرو ُ ه ُ وا ْ َ
فجعل الضرب في المرحلة الثالثة ،وقبل الضرب أباح
الشرع للرجل أن يعلق السوط أو العصا ليرهب أهله
) ، (2ليريهم أن العصا حاضرة ،وأنه ممكن أن يلجأ
إليها في بعض
__________
) (1أبو داود ،1834وصححه اللباني في صحيح أبي
داود
َ
م
ه ْه لَ ُ تَ ،
فإ ِن ّ ُ ل ال ْب َي ْ ِ ه ُث ي ََراهُ أ ْ حي ْ ُط َ و َ س ْ
قوا ال ّ عل ّ ُ)َ » (2
دب« .الطبراني في الكبير 10521و 10522و َ
أ َ
، 10523وفي الوسط ، 4535وعبد الرزاق 17963
و ،20123وحسنه اللباني في صحيح الجامع ،و»أمر
بتعليق السوط في البيت« الدب المفرد 1270
وصححه اللباني
) (1/62
) (1/63
ُ ء َ َ َ
ء
دا ِ م الدّْر َ فَرأى أ ّ دا ِ ن أَبا الدّْر َ ما ُ سل ْ َ فَزاَر َ ء َ دا ِ الدّْر َ
َ َ ْ
ء
دا ِ ك أُبو الدّْر َ خو َ تأ ُ قال َ ْ ك َ شأن ُ ِ ما َ ها َ ل لَ َ قا َ ف َ ة َ مت َب َذّل َ ً ُ
َ َ َ
ه
عل ُ صن َ َ ف َ ء َ دا ِ جاءَ أُبو الدّْر َ ف َ في الدّن َْيا َ ة ِ ج ٌ حا َ ه َ سل ُ ل َي ْ َ
َ
لما أَنا ِبآك ِ ٍ ل َ قا َ م َ صائ ِ ٌ فإ ِّني َ ل َ قا َ ل َ ل كُ ْ قا َ ف َ ما َ عا ً طَ َ
َ ن الل ّي ْ ُ فأ َك َ َ حّتى ت َأ ْك ُ َ
ء
دا ِب أُبو الدّْر َ ه َ ل ذَ َ كا َ ما َ فل َ ّ ل َ ل َ قا َ ل َ َ
ن َ
ما كا َ َ
فل ّ م َ ل نَ ْ قا َ ف َ م َ قو ُ ب يَ ُ ه َ م ذَ َ م ثُ ّ فَنا َ م َ ل نَ ْ قا َ م َ قو ُ يَ ُ
هل لَ ُ قا َ ف َ صل َّيا َ ف َ ن َ م اْل َ ق ْ ن ُ ما ُ سل ْ َ ل َ قا َ ل َ ر الل ّي ْ ِ خ ِ نآ ِ م ْ ِ
حقاّ علي ْك َ َ َ سك َ َ ول ِن َف ِْ حقا َ ّ علي ْك َ َ َ َ
ن ل َِرب ّك َ ن إِ ّ ما ُ سل َ ْ َ
ي َ ه َ ح ّ طك ّ ُ َ قا َ ح ّ علي ْ َ َ هل ِ َ َ
فأَتى الن ّب ِ ّ ق ُ ق َ ح ّ ل ِذي َ ع ِ فأ ْ ك َ ك َ وِل ْ َ
صّلى ّ ِ ّ َ ي ب ن ال َ
ل قا َ ف َ ه
ُ َ ل َ
ك ل
َ ِ َ ذ ر َ ك َ ذ َ
ف م ّ ل
ُ َ ْ ِ َ َ َس و ه ي َ ل ع ه ّ ل ال لى ّ ص َ
ن« ). (1 ما ُ سل َ ْ صدَقَ َ م َ سل َ ّ و َ ه َ علي ْ ِ َ ه َ الل ُ ّ
) (1/64
) (1/65
) (1/66
) (1/67
) (1/68
) (1/69
لطاعته عليه الصلة والسلم في أمره ،والتأسي به
في فعله ،إل فيما يخص به ،آمين( ا.هـ
) (1/70
) (1/71
) (1/72
) (1/73
) (1/74
) (1/75
) (1/76
) (1/77
) (1/78
) (1/79
) (1/80
) (1/81
ي
أضف إلى ذلك؛ أنك بتعاملك المشين مع والدَ ْ
زوجتك ومطالبتك إياها بخدمة والديك وطاعتهما؛
ضّيع على زوجتك الحتساب ـ إحتساب أجر خدمتها تُ َ
والتودد لبويك من الله تعالى ـ ،حيث أنها ل تفكر في
ن غضبك ،وتكتفي شرك. سك ّ ْ
ذلك بقدر ما تفكر بأن ت ُ َ
فالمطلوب من الزواج:
أن يترفقوا بنفسية زوجاتهم ،وليعلموا أنهن بشر
مثلهم ،يتضايقون ممن ُيسيء لهلن ،وممن يجرح
كرامتهن ،وكان صلى الله عليه وسلم أرفق الناس
أسوة وقدوة حسنة ،قال ذات يوم ٍ َ
بالنساء ولنا فيه
ر« )، (1 ري ِ وا ِ ق َ ْ
حك ِبال َ َ وي ْ َ ة َ ش ُ ج َ ق َيا أن ْ َ ف ْ لحاد البل» :اْر ُ
يعني بالقوارير؛
__________
ة
ش ُ ج َ َ َ
حك َيا أن ْ َ وي ْ َ ) (1البخاري ،5741وفي لفظ » َ
ة
ش ُ ج َ َ ح َ قا ِبال ْ َ و ً وي ْدَ َ
ك َيا أن ْ َ وي ْ َ ر« َ » ،5683 ري ِ وا ِ ق َ س ْ ك َ ُر َ
ش َ ك ِبال ْ َ وي ْدَ َ
ج ُ ر« ،5695وفي لفظ »َيا أن ْ َ ري ِ وا ِ ق َ ُر َ
ر« ،5734ومسلم َ» 4287يا ري ِ وا ِ ق َ ك ِبال َ ْ ق َ و َ س ْ ك َ وي ْدَ َ ُر َ
ي َ قا ِبال ْ َ و ً وي ْدَ َ ج َ َ
ر« ،وفي لفط »أ ْ ري ِ وا ِ ق َ س ْ ك َ ة ُر َ ش ُ أن ْ َ
ر« .4289 ري وا ك ِبال ْ َ ق َ و َ ج َ َ
ِ ِ ق َ س ْ دا َ وي ْ ً ة ُر َ ش ُ أن ْ َ
َ
جوُز ما ي َ ُ بَ /باب َ وقال الحافظ في الفتح )ك َِتاب اْلدَ ِ
في مْنهِ ) : (.ُ. ما ي ُك َْرهُ ِ و َ ء َ دا ِ ح َ وال ْ ُ ز َ ج ِ والّر َ ر َ ع ِ ش ْ ن ال ّ م ْ ِ
سر ول ت َك ِ ْ َ وقك َ س ْ وْيدك َ قَتادَةَ »ُر َ ن َ ع ْ شام َ ه َ واَية ِ ر َ ِ
ل أُبو َ قا َ ن أّيوب َ َ ع َ يته وا ر في ِ ماد ح د زا و رير« وا ق َ ْ ل ا
ْ ِ َ َ َ َ َ َ ّ َ ِ
وَلقَتادَةَ » َ ن َ ع ْ مام َ ه ّ واَية َ ر َ في ِ ف ِ ساءَ ، عِني الن ّ َ ة :يَ ْ قَلب َ َ ِ
ساء فة الن ّ َ ع َ ض َ عِني َ قَتادَةُ :ي َ ْ ل َ قا َ رير« َ وا ِ ق َ ْ
سر ال َ ت َك ِ ْ
ت ب ِذَل ِ َ
ك مي َ ْ س ّ جة ُ جا َ ي الّز َ ه َ و ِ قاُروَرة َ مع َ ج ْ رير َ وا ِ ق َ وال ْ َ َ
ن
ع ْ ي :كّنى َ َ ز ّ م ِ هْر ُ م ُ ل الّرا َ وقا َ َ هاَ . في َ شَراب ِ ر ال ّ ست ِقَرا ِ ْ ِل ْ
حَركة، َ ن ال َ ْ ع ْ ن َ عفه ّ ض ْ و َ ن َ ه ّ ر ّ ساء ِبال َ ْ
قت ِ ِ ر لِ ِ ري ِ وا ِ ق َ الن ّ َ
فة طا َ والل ّ َ قة َ في الّر ّ ر ِ ري ِ وا ِ ق َ ن ِبال ْ َ ه َ شب ّ ْ ساء ي ُ َ والن ّ َ َ
قك و ِ س ْ نك َ َ ه ّ سق ُ ْ عَنى ُ م ْ ل :ال َ ْ قي َ و ِ عف الب ِن َْيةَ ، ْ ض ْ و َ َ
غْيره : ل َ قا َ و َ َ بل، ِِ ل ْ ا لى َ ع
َ لة َ مو ح
ْ َ ْ ُ م ت َ ن كا َ وْ َ ل رير َ ِ وا ق َ ْ ل ا
قّلة و ِ ضاَ ، ن الّر َ ع ْ ن َ قَلبه ّ ة ا ِن ْ ِ ع ِ سْر َ ر لِ ُ ري ِ وا ِ ق َ ن ِبال ْ َ ه ّ ه ُ شب ّ َ َ
وَل
سر َ ها ال ْك َ ْ رع إ ِل َي ْ َ س ِ ر يُ ْ ري ِ وا ِ ق َ كال ْ َ فاءَ ، و َ عَلى ال ْ َ ن َ وامه ّ دَ َ
شار : ل بَ ّ قا َ كَ ، عَراء ذَل ِ َ ش َ ت ال ّ مل ْ َ ع َ ست َ ْ قد ْ ا ِ ْ و َ جْبرَ ، ْ
قَبل ال َ تَ ْ
رير وا ِ ق َ ن َ م ْ ي ِ عَرب ِ ّ ه َ فإ ِن ّ ُ سَبته َ كت ن ِ ْ حّر ْ ذا َ رو إ ِ َ م ٍ ع ْ ق بِ َ ف ْ ا ُْر ُ
َ
م سل ّ َ و َ ه َ عل َي ْ ِ صّلى الّله َ ي َ م الن ّب ِ ّ فت َك َل ّ َ ةَ : قَلب َ َ ل أُبو ِ قا َ َ
وقك س ْ هَ »: عل َي ْ ِ ها َ مو َ عب ْت ُ ُ م لَ ِ عضك ُ ْ ها ب َ ْ م بِ َ و ت َك َل ّ َ ة لَ ْ م ٍ ب ِك َل ِ َ
َ قَلب َ َ َ
ل ه ِ ة ِل ْ ه أُبو ِ قال َ ُ ذا َ ه َ يَ : وِد ّ دا ُ ل ال ّ قا َ ر« َ ري ِ وا ِ ق َ ِبال ْ َ
ق
ح ّ ضة ال ْ َ عاَر َ م َ و ُ ن الت ّك َّلف َ م ْ م ِ ده ْ عن ْ َ ن ِ كا َ ما َ عَراق ل ِ َ ال ْ ِ
َ
شْرط ن َ ه ن َظََر إ َِلى أ ّ عل ّ ُ ي :لَ َ مان ِ ّ ل ال ْك َْر َ قا َ و َ لَ . ِبال َْباطِ ِ
َ
ن س ب َي ْ َ ول َي ْ َ جل ِّياَ ، شَبه َ جه ال ّ و ْ كون َ ن يَ ُ عاَرة أ ْ ست ِ َ اِل ْ
ما ث َ جه ِللت ّ ْ َ ْ ال ْ َ
ذاته َ حي ْ ُ ن َ م ْ ه ِ شِبي ِ و ْ مْرأة َ وال َ قاُروَرة َ
َ
مة سَل َ وال ّ سن َ ح ْ غاَية ال ْ ُ في َ ه ك ََلم ِ ق أن ّ ُ ح ّ ن ال ْ َ هر ،ل َك ِ ْ ظا ِ َ
َ
جه و ْ جَلء َ كون َ ن يَ ُ عاَرة أ ْ ست ِ َ في اِل ْ وَل ي َل َْزم ِ عْيب؛ َ ن ال ْ َ ع ْ َ
نم ْ صل ِ حا ِ جلء ال َ ْ َ في ال َ ْ ل ي َك ْ ِ ما ،ب َ ْ ذاته َ ث َ حي ْ ُ ن َ م ْ شَبه ِ ال ّ
َ
نمل أ ْ حت َ ِ وي َ ْ لَ : قا َ كَ . هَنا ك َذَل ِ َ و ُ ه َ و ُ صَلةَ ، حا ِ قَراِئن ال ْ َ ال ْ َ
مْثل َ قَلب َ َ َ كون َ يَ ُ
ن ِ م ْ عاَرة ِ ست ِ َ ه اِل ْ ذ ِ ه ِ ن َ ةأ ّ صدَ أِبي ِ ق َ
و ول َ ْ غةَ ، في ال ْب ََل َ م ِ سل ّ َ و َ ه َ عل َي ْ ِ صّلى الّله َ سول الّله َ َر ُ
ه َ
ذا و َ ل َ قا َ هاَ . مو َ عب ْت ُ ُ ه لَ ِ غة ل َ ُ ن َل ب ََل َ م ْ م ّ غْيره ِ ن َ م ْ ت ِ صدََر ْ َ
ه َ ما َ َ ْ ةُ . َ َ ّ
قال ُ س َ ولي ْ َ قلت َ : قلب َ َ ب أِبي ِ ص ِ من ْ ِ و اللِئق ب ِ َ ه َ ُ
عَباَرة في ال ْ ِ طع ِ ن ي َت َن َ ّ كا َ ن َ م ْ مَراد َ ن ال ْ ُ ول َك ِ ّ دا َ عي ً ي بَ ِ وِد ّ دا ُ ال ّ
َ
هْزل. ن ال ْ َ م ْ يء ِ ش ْ عَلى َ مل َ شت َ ِ فاظ ال ِّتي ت َ ْ جّنب اْلل ْ َ وي َت َ َ َ
ي ب حا ص ال وس َ أ بن داد ش َ ول ق َ ك َ ِ ل َ ذ ن م ريب ق َ و
ِ َ ّ ْ ْ ّ ْ ْ ِ َ ِ
عل َيه ّ ،أ َ َ
ه
َ َ ُ ج ر خ ْ َ ْ ِ رت ْ ْ َ ك ن أ َ
ف ها، ِ َ ب بث ع
ِ ِ َ ِ ُ َ ٍ َ ْ َ ن ة ر ف ْ س ب نا ت ْ ئ ا : غَل ِ ِ
ه م لِ ُ
ي. والطّب ََران ِ َ
ّ مد َ ح َ أ ْ
وقه و َ َ ج َ َ يَ : خ ّ ل ال ْ َ قا َ َ
س ْ في َ ن ِ كا َ ود َ س َ شة أ ْ ن أن ْ َ كا َ طاب ِ َّ
م َ َ
سن ح َ ن َ كا َ لَ : قي َ و ِ طاَياَ . فق ِبال ْ َ ن ي َْر ُ مَرهُ أ ْ فأ َ عْنفَ ، ُ
ن داء َ ْ َ َ ء َ ْ
فإ ِ ّ ح َ ساء ال ُ مع الن ّ َ س َ ن تَ ْ ره َ أ ْ فك ِ دا ِ ح َ وت ِبال ُ ص ْ ال ّ
عف ض ْ ه َ شب ّ َ ف َ فوسَ ، ن الن ّ ُ م ْ حّرك ِ وت ي ُ َ ص ْ سن ال ّ ح ْ ُ
في ر ِ َ ْ ْ
ري ِ وا ِ ن ِبالق َ ه ّ في ِ وت ِ ص ْ عة ت َأِثير ال ّ سْر َ و ُ ن َ عَزاِئمه ّ َ
ها. سر إ ِلي ْ َ َ عة الك ْ َ ْ سْر َ ُ
ن ع َ ية ِ َ َ نا ك رير وا ق َ ْ ل ا : َ
ل قا َ ف َ ل و َ ل ْ با طال ّ َ ب بن و َ َ َ ِْ ا م ز ج
ْ َ ِ ّ ِ ِ َ
مَر َ َ ّ ْ َ ُ ّ
ذ ،فأ َ حين َئ ِ ٍ ساق ِ على ال ِِبل الِتي ت ُ َ ن َ ساء اللِتي ك ّ الن ّ َ
رع ْ َ ْ حاِدي ِبالّر ْ ال ْ َ
س ِ حّتى ت ُ ْ ث ال ِِبل َ ح ّ ه يَ ُ داء ِلن ّ ُ ح َ في ال ُ ق ِ ف ِ فإ َ َ
ذا وإ ِ َ قوطَ ، س ُ ساء ال ّ عَلى الن ّ َ من َ ؤ َ م يُ ْ ت لَ ْ ع ْ سَر َ ذا أ ْ َ ِ
ُ
ذا ه َ و َ لَ : قا َ قوطَ ، س ُ ساء ال ّ عَلى الن ّ َ ن َ م َ دا أ ِ وي ْ ً ت ُر َ ش ْ م َ َ
يء سَرع َ َ ن ال َ ْ َ ْ
ش ْ رير أ ْ وا ِ ق َ عة؛ ِل ّ دي َ عاَرة الب َ ِ
َ
ست ِ َ ن اِل ْ م ْ ِ
فق عَلى الّر ْ ض َ ح ّ ن ال ْ َ م ْ ت ال ْك َِناَية ِ فادَ ْ فأ َ سيًراَ ، ت َك ْ ِ
ق
ف ْ ل ا ُْر ُ قا َ و َ قة ل َ ْ قي َ ح ِ فدْهُ ال ْ َ م تُ ِ ما ل َ ْ سْير َ في ال ّ ء ِ سا ِ ِبالن ّ َ
ء. سا ِ ِبالن ّ َ
َ
غْير ه َ شّبه ب ِ ِ م َ ن ال ْ ُ عاَرة ِل ّ ست ِ َ ي اِ ْ ه َ يِ : طيب ِ ّ ل ال ّ قا َ و َ َ
سر فظ الك ْ َ ْ ول ْ َ قال ِّيةَ ، م َ حال ِّية ل َ َ ريَنة َ ق ِ وال َ ْ مذْكورَ ، ُ َ
ل: قا َ و َ ني ثا ّ بال ي و ر ه ْ ل ا يد ب ع بو َ أ م ز ج و ها. َ ل شيح
َ ِ َ َ ِ ّ ِ َ ْ ُ َ َ َ َ ُ َ تَ ْ ِ ر
رير وا ِ ق َ وال ْ َ نَ ، عَزاِئمه ّ ف َ ع ِ ض ْ ر لِ َ ري ِ وا ِ ق َ ساء ِبال ْ َ ه الن ّ َ شب ّ َ َ
ذي شيد ال ِّ ن الن ّ ِ ماعه ّ س َ ن َ م ْ ي ِ ش َ خ ِ ف َ سرَ ، ها الك ْ َ ْ رع إ ِلي ْ َ َ س ِ يُ ْ
ه ف َ فَ ، مَرهُ ِبال ْك َ ّ َ هَ ، قع ب ِ ُ ُ ن يَ َ َ
شب ّ َ فأ َ من ْ ُ ن ِ ه ّ ق ْلوب ِ ِ هأ ْ دو ب ِ ِ ح ُ يَ ْ
في ر ِ ري ِ وا ِ ق َ ن ِبال ْ َ ه ّ في ِ وت ِ ص ْ ة ت َأِثير ال ّ ع ِ سْر َ ن بِ ُ عَزاِئمه ّ َ
لقا َ ف َ ذا الّثاِني َ ه َ عَياض َ ح ِ ج َ وَر ّ هاَ . سر إ ِل َي ْ َ سَراع ال ْك َ ْ إِ ْ
ه ك ََلم َ
عل َي ْ ِ ل َ ذي ي َدُ ّ و ال ّ ِه َ و ُ ق ال ْك ََلمَ ، سا ِ م َ شَبه ب ِ َ ذا أ ْ ه َ َ
ه
عب ْ ُم يَ ِ رل ْ َ س ِ َ ْ
سقوط ِبالك ْ ُ ن ال ّ ع ْ عب َّر َ و َ َ
وإ ِل فل ْ َ ّ ةَ ، قلب َ َ َ أ َِبي ِ
حد. َ
أ َ
َ
ل: قا َ ف َن َ مَري ْ ِ هم " اْل ْ ف َِ م ْ في " ال ْ ُ ي ِ قْرطُب ِ ّ وَز ال ْ ُ ج ّ و َ َ
ن، جلده ّ ّ دم ت َ َ ع َ و َ ن َ ة ت َأّثره ّ ع ِ سْر َ ر لِ ُ ري ِ وا ِ َ
ن ِبالق َ ْ ه ّ ه ُ شب ّ َ َ
و َ س ُ َ َ
قوط أ ْ ة ال ّ ع ِ سْر َ سْير ب ِ ُ ث ال ّ ح ّ ن َ م ْ ن ِ ه ّ علي ْ ِ ف َ خا َ ف َ
َ
ن
ع ْ شئ َ ضطَِراب الّنا ِ واِل ْ كة َ حَر َ ن ك َث َْرة ال ْ َ م ْ الت ّأّلم ِ
ن ال ْ ِ َ
شيد. ماع الن ّ ِ س َ ن َ م ْ فت َْنة ِ ه ّ ِ عل َي ْف َ خا َ و َ عة ،أ ْ سْر َ ال ّ
َ ْ
ذا ه َل َ خ َ ك أد ْ َ ول ِذَل ِ َ ي الّثاِنيَ ، ر ّ ِ خا عن ْدَ الب ُ َ جح ِ والّرا ِ قْلت َ : ُ
ُ
عَنى م ْ ريدَ ال ْ َ وأ ِ ول َ ْ ريض "َ ، عا ِ م َ في " َباب ال ْ َ ديث ِ ح ِ ال ْ َ
في ال ْ َ َ
ريض (.ا.هـ فتح الباري ع ِ
رير ت َ ْ وا ِ ق َ ن ِ م ي َك ُ ْ ول ل َ ْ اْل ّ
) (1/82
) (1/85
) (1/86
) (1/87
َ
سل ّ َ
م و َه َعل َي ْ ِه َ صّلى الل ّ ُ ي َ ّ ل الن ّب ِ ف َ
قا َ ن َ ه ّج ُوا َ
ن أْز َ ش ُ
كو َ يَ ْ
س َ َ ُ َ
ساءٌ كِثيٌر ي َ ْ َ لَ َ
ن لي ْ َه ّج ُوا َ ن أْز َ شكو َ د نِ َ
م ٍح ّ
م َل ُف ِبآ ِ قدْ طا َ
م« ). (1رك ُ ْخَيا ِ ُأول َئ ِ َ
ك بِ ِ
خلقه وتودده لزواجه صلى الله عليه ومن دماثة ُ
وسلم أنه عليه الصلة والسلم جميل العشرة دائم
البشر يضاحك نساءه حتى إنه كان يسابق عائشة أم
المؤمنين رضي الله عنها يتودد إليها بذلك.
) (1/88
ة
الطائفة الولى :تتقرب لزوجها في الفراش؛ طاع ً
لله تعالى ـ تعبدا ً ـ ،محتسبة الجر منه جل جلله،
د
بإرضاء زوجها بقضاء وطره ،وغض بصره ،ورجاء ول ٍ
صالح.
الطائفة الثانية :تتقرب لزوجها في الفراش؛ رغبة
في الستمتاع ل غير.
الطائفة الثالثة :تتقرب لزوجها في الفراش؛ كي
تحجبه من أن ينظر إلى غيرهاَ ،
غي َْرةً منها عليه فقط.
لولى جمعت فأوعت. ولشك أن ا ُ
والخلصة:
على الزواج أن يراعوا المصالح ،ومشاعر زوجاتهن
في انتقاء الوقت لقضاء الوطر ،وخاصة من لديه
أولد كبار ،فإن الزوجة تخجل وتتحرج من أولدها ـ
َ
ذكورا ً أو إناثا ـ لو رأ ْ
وها وهي مبتلة الرأس.
الرجل التاسع :ذاك الذي ل ُيقيم لزوجته وزنا ً أمام
أولدها
) (1/91
) (1/92
) (1/93
م َ
قّتر الشحيح على أهل الرجل الحادي عشر :ذاك ال ُ
بيته في النفاق
__________
) (1البخاري ،4700مسلم 2661
) (1/94
) (1/95
) (1/96
شاها من غير مقدمات للجماع ،ويقول ابن القيم ) غ ّ يت َ
: (1
ة المرأة،جماع ملعب ُ مه على ال ِ ما ينبغى تقدي ُ ُ )وم ّ
ه ّ ّ
صلى الل ُ ص ِلسانها ،وكان رسول الله َ وتقبيلها ،وم ّ ُ
قبُلها( ،وروى أبو داود : ب أهله ،وي ُ َ مُ ،يلع ُ سل ّ َ
و َ ه َ عل َي ْ ِ
َ
ص
ة ،ويم ّ م »كان ُيقب ّ ُ
ل عائش َ ّ
سل َو َ
ه َ َ
علي ْ ِ ه َ ّ
صلى الل ُ ّ أنه َ
ص اللسان" ضعفه ساَنها« ) . (2قلت :حديث "م ّ لِ َ
اللباني ،ولكن ل يعني أن ذلك ممنوع شرعًا ،بل هو
ت النهي عن ذلك. من الستمتاع المباح؛ ما لم يأ ِ
) (1/97
) (1/98
) (1/99
) (1/100
) (1/101
) (1/102
) (1/103
قَبلن ِ
م ْ
وفي الوقت نفسه؛ ُتقاَبل هذه الزوجة ِ
ن يهنئونها على هذا الزوج الذي أعطاها النساء؛ بأنه ّ
الحرية ولم يكبتها ـ زعموا ـ.
ما دروا أن المسكينة متورطة مع شبح باسم الزوج،
أذاقها المّرْين.
) (1/105
) (1/106
) (1/107
) (1/108
) (1/109
) (1/110
ن
ع ْ ل َ سُئو ٌ م ْ و َ ه َ و ُ ع َ ذي َ َ م ال ّ ِ فاْل ِ َه َ
س َرا ٍ على َ الّنا ِ ما ُ عي ّت ِ ِ َر ِ
نع ْ ل َ سُئو ٌ م ْ و َ ه َو ُ ه َ ل ب َي ْت ِ ِه ِعَلى أ ْ ع َ ل َرا ٍ ج ُ والّر ُ ه َ عي ّت ِ ِ َر ِ
َ َ
ه
د ِول َ ِو َها َ ج َ و ِ ت َز ْ ل ب َي ْ ِ ه ِعَلى أ ْ ة َ عي َ ٌ
مْرأةُ َرا ِ وال ْ َ ه َ عي ّت ِ ِ َر ِ
ه
د ِ
سي ّ ِل َ ما ِ على َ َ ع َ َ
سُئول ٌ
ل َرا ٍ ج ِ عب ْدُ الّر ُ
و َم َ ه ْ عن ْ ُة َ م ْ ي َ ه َ و ِ َ
نع ْ
ل َسُئو ٌ
م ْ
م َوك ُل ّك ُ ْ
ع َ
م َرا ٍ ه أ ََل َ
فك ُل ّك ُ ْ عن ْ ُ
ل َسُئو ٌم ْ
و َ ه َو ُ
َ
ه« ). (1 ت يع
َ ِ ّ ِ ِر
وأقول هنا عبارة قد ل تعجب البعض ،ولكني قلت في
المقدمة :أني سأخاطب بعض الناس في رسالتي
هذه بما يفهمونه ـ قصدي إيصال المر إليهم عبر
أسلوب المجالس العامة ـ ،فأقول :لو ذهبت للجزار،
ووجدت لحمتين معلقتين ،واحدة مكشوفة وحولها
لخرى مغطاة ومحافظ عليها ،أيهما الذباب ،وا ُ
تشتري وتقبلها لنفسك ؟؟!!
الجواب :متروك لمن ترك نساءه عرضة لعين البار
والفاجر.
) (1/111
ة«ح ُصي َن الن ّ ِ دي ُ بيننا لقوله صلى الله عليه وسلم » :ال ّ
) ، (1ول شك أن الرجل منا ل يستطيع تقييم نفسه
بنفسه ،ول أن يرى اعوجاج وخطأ نفسه ،ولهذا لبد
من أن ينكر عليك الغير حتى تعرف ما لك وما عليك
ومصداق ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم :
ن« ) ، (2فمن وجد فيه من هذه م ِ ؤ ِ مْرآةُ ال ْ ُ
م ْ ن ِ م ُؤ ِ »ال ْ ُ
م ْ
فق لمعرفتها وليعزم و ّ الخصال فليحمد الله على أنه ُ
على التخلص منها ،ولنتمثل بقول عمر بن الخطاب
عُيوِبى( ) ى ُ دى إ ِل َ ّ ن أَ ْ
ه َ م ْ ه َ م الل ّ ُ ح َ رضي الله عنهَ) :ر ِ
. (3
وأقول :عليكم أيها الرجال بوصية النبي صلى الله
عليه وسلم تفلحوا وتسعدوا في الدارين حيث يقول
خي ًْرا
ء َسا ِ صوا ِبالن ّ َ و ُ ست َ ْ صلى الله عليه وسلم » :ا ْ
في ء ِ ي ٍ ج َ َ ن ِ َ خل ِ ْ َ
ش ْ و َ ع َ نأ ْ وإ ِ ّع َ ضل ٍ م ْ ن ِق َ ن ُ ه ّ فإ ِن ّ ُ
__________
) (1مسلم ،82والنسائي ،4126وأبو داود ،4293
والترمذي 1849وقال حسن صحيح
) (2أبو داود ،4272وحسنه اللباني في الصحيحة
926
) (3الدارمي 674
) (1/112
ه لَ ْ
م ن ت ََرك ْت َ ُ
وإ ِ ْ
ه َ ه كَ َ
سْرت َ ُ م ُقي ُت تُ ِ ن ذَ َ
هب ْ َ عَلهُ َ
فإ ِ ْ ع أَ ْ ال ّ َ
ضل َ ِ
خي ًْرا« )(1 ء َسا ِصوا ِبالن ّ َ و ُ
ست َ ْفا ْج َو َ ع َ
لأ ْ ي ََز ْ
__________
) (1البخاري ،4787ومسلم 2671
) (1/113
) (1/114
) (1/115
) (1/116
) (1/117
) (1/118
) (1/119
) (1/121
) (1/122
) (1/123
) (1/124
) (1/125
) (1/126
) (1/127
) (1/128
) (1/129
) (1/130
) (1/132
قي قا َ
ل ات ّ ِ م َ ك ثُ ّ عل َي ْ ِخُر َ ف َم تَ ْفي َف ِي َ ت ن َب ِ ّ
ح َك ل َت َ ْ وإ ِن ّ ِ
ي َ ل َن َب ِ ّ
ة« ). (1 ص ُ ف َ ح ْ ه َيا َالل ّ َ
فل تستهن في الستماع إلى زوجتك ،وقلل من
المقاطعة لزوجتك أثناء الستماع إليها.
-احترم خصوصيتها :فإذا وجدتها تريد وقتا لحالها
فساعدها على ذلك ،ول تتابعها ،فحالتها النفسية
تختلف من يوم لخر.
-ل تتردد في العتذار إليها :ول تقل هذا ينقص من
مهابتي ،فإذا أخطأت ل بأس من العتذار والمشكلة
الصرار على القسوة والكلمة الجارحة ،فكلمة
العتذار تغلق الباب أمام إبليس اللعين ،والله سبحانه
َ
ه
وب َي ْن َ ُ
ك َ ذي ب َي ْن َ َ ذا ال ّ ِ ن َ
فإ ِ َ س ُح َ يأ ْ ه َع ِبال ِّتي ِ ف ْ يقول } :ادْ َ
َ
م{ فصلت34: مي ٌح ِ ي َول ِ ّه َ وةٌ ك َأن ّ ُدا َع َ َ
__________
) (1الترمذي 3829وقال حسن صحيح ،وصححه
اللباني في صحيح الترمذي ،وأحمد 11943
) (1/133
-كن مغلوبا لزوجتك ،وتبسم لها ،وأدخل شيئا من
المرح في حوارك معها.
-احرص على الحلل :فالحلل له شأن كبير ،فإن
العبد ليرى أثر الذنب في تعثر دابته وزوجته.
-كن تاجرا :فكل ما تنفقه عليها ،وعلى أولدك هو
تجارة مع الله ،وأعظم أجرا من النفقة على الرملة
والمسكين وفي سبيل الله ،وفي بضع أحدكم صدقة
فكم من أجر وثواب وحسنات تتأتى من وراء ذلك.
انتبه !
لقد اكتشفوا في الغرب أن % 70من حالت الطلق
تتم أيام حيض الزوجة في الستة أيام الولى ،فتهيأ
ليام دورة زوجتك ،واستعد لحالة غير طبيعية منها،
واصبر عليها ،فلقد عافاها الله من الصلة أيام
الدورة ،فعافها أنت من طلباتك وجدالتك ،وتذكر
نهيه صلى الله عليه وسلم عن الطلق في أيام
الحيض.
) (1/134
سو َ
ل ت َر ُ م ُ خدَ ْ -قلل من اللوم :قال أنس بن مالك َ » :
لقا َ ما َ ه َ والل ّ ِ ن َ سِني َ شَر ِ ع ْ م َ سل ّ َ
و َ ه َ عل َي ْ ِه َصّلى الل ّ ُ ه َ الل ّ ِ
هّل ُ
و َ ذا َ ت كَ َ عل ْ َ
ف َ م َ ء لِ َي ٍ ش ْ ل ِلي ل ِ َ قا َ وَل َ ط َ ق ّ فا َ ِلي أ ّ
ذا« ) ، (1فزوجتك أولى من الخادم في ت كَ َ عل ْ َ َ
ف َ
تقليل اللوم لها.
قط( ) ، (2فل ّ ريم َ َ
صى ك ِ ق َ ست َ ْما ا ِ ْ -تغافل وتغاضىَ ) :
تحاول أن تعرف كل شيء ،الحسن البصري يقول:
)مازال التغافل من فعل الكرام( ،ول تكره زوجتك :
َ
خي ًْرا ك َِثيًرا{ ه َ في ِ ه ِ ل الل ّ ُ ع َج َ وي َ ْشي ًْئا َ هوا َ ن ت َك َْر ُسى أ ْ ع َ ف َ} َ
النساء 19:ونزلت الية في الزوجات.
-وأخيرًا ..ل تنس أن تدعو لزوجتك لينشرح صدرها.
__________
) (1مسلم ،4269والدارمي 63
) (2رواه ابن مردويه من كلم علي رضي الله عنه -
كنز العمال 4677بلفظ ) :ما استقصى كريم قط ،إن
ض{ع ٍ ن بَ ْ ع ْ ض َ عَر َ وأ َ ْ ه َض ُ ع َ ف بَ ْ عّر َ الله تعالى يقولَ } :
التحريم(3:
) (1/135
) (1/136
) (1/137
ليست هناك زوجة خالية من العيوب ،لكن الرجل
الذكي هو الذي يتمتع بمزايا تجعله يحاول التعديل
في هذه العيوب وبطريقة غير مباشرة لكي ل يجرح
مشاعر زوجته.
-ل تسفه آراء زوجتك ول تحتقرها فهي إنسانة مثلك
تحس وتشعر .امتدحها دائما وكن لطيفا معها،
واشكرها على كل عمل تقدمه لك ،وستجد أنها
ستغمرك بحبها وعطفها وحنانها وتخدمك بكل قناعة
ورضا.
دل سلوكك من حين لخر ،فليس المطلوب فقط -ع ّ
أن تقوم زوجتك بتعديل سلوكها ،وتستمر أنت
متشبثا بما أنت عليه ،وتجنب ما يثير غيظ زوجتك ولو
كان مزاحا.
-ل تفرض على زوجتك اهتماماتك الشخصية
المتعلقة بثقافتك أو تخصصك واحترم اختصاصها
أيضا.
-إن الزوجة تحب دائما أن تفتخر بزوجها فل تخيب
ظنها ،وكن دائما محل إعجابها بجدك ونشاطك من
أجل إسعادها وإسعاد أطفالك.
) (1/138
) (1/140
) (1/141
وِدين« ) (1المراد :أن عواطفهن أغلب من عقولهن، َ
ول يمنع أن توجد امرأة عقلها أرجح من عقل
الرجال ،فقبل نحو مئة وخمسين سنة كان الناس في
ليبيا يرجعون إلى امرأة فقيهة بزت الرجال ،كانت
تسمى "وقاية" وكانوا يقولون في معضلت
المسائل :اذهبوا إلى وقاية فإن عصابتها خير من
عمائمنا ،والمرأة تقاد من خلل العاطفة والكلم
الطيب فقد قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما
و
ه َ
و ُ حل ْي َ ِ
ة َ شأ ُ ِ
في ال ْ ِ ن ي ُن َ ّ
م ْ
و َ
َ
في تفسير قوله تعالى } :أ َ
ن{ الزخرف 18:قال) :يقدر مِبي ٍ صام ِ َ
غي ُْر ُ في ال ْ ِ
خ َ ِ
الرجل أن يجعل كل حجة تذكرها المرأة أن يجعلها
عليها( ،لنها في الخصام غير مبين فهي بحاجة إلى
الكلم الطيب وأن تمل مشاعرها ولذا جوز الشرع أن
يكذب عليها فيما ل يضيع لها حقًا ،وهذا هو سر
التعامل مع النساء ،أن تحسس المرأة أنك بحاجة
إليها ،وأنها سدت ما تريد من أمور منها ،فحينئذ ل
يوجد من هو أسعد منها ،فهذه طبيعة المرأة.فخطأ
من هذا الزوج أن يشعرها بهذا الشعور وأن يهمل
مشاعرها لكن مع هذا
__________
) (1البخاري ،293ومسلم 114
) (1/142
) (1/143
) (1/144
) (1/145
وتطاولت بها اليام لجدبت وغارت فل تنحدر! أما
رأيت الحياء كيف يسقط مرة تلو الخرى فل يبقى
منه إل ما يواري السوء! وحين أقبل النهار بساعاته
الطويلة لتستقبل الزوج العائد مختبئة خلف الباب،
مرحبة بأجمل عبارات الشوق ،وكأن الحبيب عائد من
سفر سنوات وليس فراق ساعات! وأدنت له من
المأكل والمشرب ما لذ وطاب .حدا بها الشوق لتبوح
مكنون النفس بكلمات تقدمها ابتسامة صادقة
لتلمس قلبه قبل أذنيه ..وعندما استقر به المقام
جلست بين يديه تتلهف كلمة يقولها أو همسة من
طرف لتجيب بنعم! تنتقل نظراتها إلى ما يجب..
ولما تعثر صغيرهما وهو يجري بخطوات صغيرة أزجت
التربية دعاءً مسموعًا :هذا يا زوجي أعده لمة محمد
صلى الله عليه وسلم ليكون علما ً من أعلمها وداعية
من دعاتها ،أقر الله عينك به شهيدا ً في سبيل الله
مقبل ً غير مدبر! سابق الفرح الب سنوات قادمة،
فإذا به يرى الدعاء حقيقة والمنية راية يرفعها
الصغير علما ً وجهادًا ..ل تسل عن الفرحة وكأنها
أهدته
) (1/146
) (1/147
) (1/148
) (1/149
) (1/150
) (1/151
) (1/152
__________
) (1منقول بتصرف
) (1/153
) (1/154
-ل تنتقديه أمام أهله وأصدقائه ،لنه يشعر بأنك
تنتقمين من رجولته.
-ل تلحي عليه في السؤال عند خروجه ،فهو يرغب
في أن يكون كالطائر الحر.
-ل تنفريه منك أثناء المعاشرة الزوجية حتى ل يبحث
عن المتعة في مكان آخر.
-ل تنشري أسرار حياتكما ،لن الرجل بطبيعته كتوم.
-ل تزيدي من طلباتك ،فهو يحب الزوجة القنوع.
-ل تشعريه بأنك أفضل منه حتى ل تفقدي حبه
واحترامه.
-ل تقللي من حبك وحنانك له فإن هذا يشعره
بالرضا.
-ل تنتظريه دائما ً أن يكون المبادر ،فإن كرم الزوج
في ردود أفعاله.
) (1/155
) (1/156
ن لخر،
-4ل تبخل عليها بالهدايا والخروج من حي ٍ
فهي ل تحب الزوج البخيل.
-5ل تتذمر من زيارة أهلها ،لنك بذلك تفقد حبها،
فالمرأة أكثر ارتباطا ً بأهلها.
ن لخر، -6ل تغفل عن إبراز غيرتك عليها من حي ٍ
فهذا يرضي أنوثتها.
ل صريح ،فهي ل تحب النقد. -7ل تظهر عيوبها بشك ٍ
-8ل تنصرف عنها ،لن المرأة تحب من يستمع لها.
ء علي المرأة الخيانة
-9ل تخنها ..فإن أصعب شي ٍ
الزوجية.
-10ل تستهزئ بها أو بمشاعرها لنها كائن رقيق ل
يتحمل التجريح.
) (1/157
) (1/158
) (1/159
) (1/160
) (1/161
وينسى حق الزوجة ،مع أن المرء يؤجر على إنفاقه
في بيته أعظم من غيره ،كما روى ذلك أبو هريرة أن
ه
قت َ ُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قالِ» :ديَناٌر أ َن ْ َ
ف ْ
وِديَناٌر ة َ
قب َ ٍ في َر َ ه ِ ف ْ
قت َ ُ وِديَناٌر أ َن ْ َ ه َ ل الل ّ ِ سِبي ِ في َ ِ
َ
عَلى أ ْ َ
كهل ِ َ ه َ قت َ ُ ف ْ وِديَناٌر أن ْ َ ن َ كي ٍ س ِ م ْ عَلى ِ ه َ ت بِ ِ ق َ صد ّ ْ تَ َ
َ
عَلى أ ْ َ َ أَ ْ
ك« ) ، (1وآخرون هل ِ َ ه َ قت َ ُ ف ْذي أن ْ َ جًرا ال ّ ِ ها أ ْ م َعظَ ُ
اتخذوا ضرب زوجاتهم مهنة لهم فل يرفع يده عنها،
ل الل ّ ِ
ه سو ُ ب َر ُ ضَر َ ما َ وعائشة رضي الله عنها تقولَ » :
وَل َ
مَرأةً َ وَل ا ْ ه َ د ِ
ط ب ِي َ ِ ق ّ شي ًْئا َ م َ سل ّ َ و َ ه َ عل َي ْ ِ
ه َ صّلى الل ّ ُ َ
خادما إّل أ َ
ه« ) . (2والرسول ل الل ّ ِ َ ِ ِ بي س في ِ َ د ه
ِ جا ُ َ ي نْ ً ِ ِ َ
صلى الله عليه وسلم هو القدوة والمثل .وآخرون
اتخذوا الهجر عذرا ً وطريقا ً لي سبب حتى وإن كان
تافهًا ،وربما هجر المسكينة شهورا ً ل يكلمها ول
يؤانسها ،وقد تكون غريبة عن أهلها أو شابة صغيرة
يخشى على عقلها من الوحدة والوحشة.
__________
) (1أحمد ،9736مسلم 1661
) (2أحمد ،22906مسلم ،4296والدارمي 2273
) (1/162
) (1/163
) (1/164
) (1/165
) (1/166
ْ
لج ِب الّر ُة ت َأِدي ِ في ث ََلث َ ٍ و إ ِّل ِ س الل ّ ْ
ه ُ وسلم قال» :ل َي ْ َ
ه« ). (1 ه بِ َ َ مَل َ َ
ون َب ْل ِ ِ ه َ
س ِ و ِق ْ مي ِ ِ
وَر ْ
ه َ مَرأت َ ُها ْ
عب َت ِ ِ و ُ
ه َ
س ُ
فَر َ
ومن أحق منك بحسن الخلق وطيب المعشر ،ممن
تخدمك وتطبخ لك ،وتنظف ثوبك ،وتفرح بدخولك،
وتربي أبناءك ،وتقوم بشؤونك طوال حياتك؟! ولنا
في رسول الله أسوة حسنة ،فقد كان عليه الصلة
والسلم يسابق عائشة ) (2؛ إدخال ً للسرور على
ش ) (3؛ تقربا ً إلى قلبها ،وكان
قلبها ،ويناديها بيا عائ ُ
عليه الصلة والسلم يؤانسها بالحديث ويروي لها
بعض القصص ،ويشاور زوجاته في بعض المور مثلما
شاور أم سلمة في صلح الحديبية )(4
__________
) (1أحمد ،16662والنسائي ،3522وابن ماجه
،2801وانظر السلسلة الصحيحة لللباني 315
) (2أبو داود 2214
) (3البخاري ،3484ومسلم ،1619والنسائي ،3901
والدارمي 2694
) (4البخاري ،2529وأحمد 18166 ،18152
) (1/167
ثامنًا :تح ّ
مل أذاها والصبر عليها ،فإن طول الحياة
وكثرة أمور الدنيا لبد أن توجد على الشخص ما
يبغض عليه من زوجه ،كأي إنسان خلق الله فيه
الضعف والقصور .فيجب تحمل الذى إل أن يكون في
أمر الخرة :من تأخر الصلة ،أو ترك الصيام ،فهذا
أمر ل ُيحتمل ،ولكن المراد ما يعترض طريق الزوج
وخاصة اليام التي تكون فيها الزوجة مضطربة ،وتمر
بظرف شهري معروف ،وقد كان نساء النبي صلى
الله عليه وسلم يراجعنه ،ويقع منهن تصرفات
تستوجب الحلم والعفو.
) (1/168
ل:الذي هو مظنة الطمع وهو من مال الزوج أص ً
ن م َ دا َ َ
ه ّدا ُ ح َ م إِ ْوآت َي ْت ُ ْ ج َ و ٍ ن َز ْ كا َ ج ّ
ٍ و
ل َز ْ ست ِب ْ َ ما ْ ن أَردت ّ ُ وإ ِ ْ } َ
وإ ِْثما ً ْ َ ْ
هَتانا ً َ ه بُ ْذون َ ُ خ ُشْيئا ً أت َأ ُ ه َ من ْ ُذوا ْ ِ خ ُ فل َ ت َأ ُ طارا ً َ قن َ ِ
ض َ ُ َ
قد ْ أ ْ و َ خ ُ ْ َ ً
ع ٍ م إ ِلى ب َ ْ ضك ْ ع ُضى ب َ ْ ف َ ه َ ذون َ ُ ف ت َأ ُ وكي ْ َ مِبينا * َ
وأ َ
ّ
غِليظًا{ النساء .20،21:فما بالك ميَثاقا ً َ ّ كمُ منَ ِ ن ْ ذ خ
َ َ
بأموال زوجتك ،فأخذ المال منها ينافي قيامك بأمر
القوامة ،ووجوب النفقة عليها حتى وإن كانت أغنى
منك ،وليحذر الذين يتعدون على أموال زوجاتهم ببناء
مسكن أو استثمار ثم يضع مالها باسمه ويبدأ
يستقطعه ،فإنه مال حرام وأخذ مال بدون وجه حق،
إل بإذن صاحبه.
م ال ْ ِ َ
ه
ق ُش ّ و ِ ة َ م ِقَيا َ و َ جاءَ ي َ ْ ما َه َدا ُح َل إ َِلى إ ِ ْ ما َ ف َ ن َ
مَرأَتا ِ ا ْ
م ّ
سل َ و َ ه َ َ
علي ْ ِ ه َ ّ
صلى الل ُ ّ ه َ ّ
ل الل ِ سو ُ ن َر ُ كا َ ل« )، (1و» َ مائ ِ ٌ َ
ها َ َ ْ َ َ َ َ
م َه ُ س ْج َ خَر َ ن َ ه ّه فأي ّت ُ ُ سائ ِ ِ
ن نِ َ ع ب َي ْ َسفًرا أقَر َ إ ِذا أَرادَ َ
ه« ) ، (2وكان عليه الصلة والسلم ع ُ
م َ ها َ ج بِ َ خَر َ َ
يراعي العدل وهو في مرض موته حتى أذن له
زوجاته فكان في بيت عائشة )(3
__________
) (1أبو داود ،1821وصححه اللباني في صحيح أبي
داود
) (2البخاري ،2404ومسلم 4974
) (3البخاري ،4095،4816وأحمد 22974
) (1/170
) (1/171
) (1/172
) (1/173
) (1/174
) (1/175
أيضا )(1
ً افهمي زوجك...وليفهمك هو
قال رسول الله صلى الله عليه وعلي آله وسلم :
في م ِ ه ْ خَياُر ُ ة ِ هل ِي ّ ِجا ِ في ال ْ َ م ِ ه ْ
خَياُر ُ ن ِ عاِد ُ م َ س َ »الّنا ُ
هوا« ) ، (2وقال سبحانه وتعالى } :ث ُ ّ
م ق ُف ُ ذا َ سَلم ِ إ ِ َ اْل ِ ْ
م َ صطَ َ َ
م
ظال ِ ٌ ه ْ من ْ ُ
ف ِعَباِدَنا َ ن ِ م ْ في َْنا ِ نا ْ ذي َ ب ال ّ ِ وَرث َْنا ال ْك َِتا َ أ ْ
نت ب ِإ ِذْ ِ خي َْرا ِ ق ِبال ْ َ ساب ِ ٌ م َ ه ْمن ْ ُو ِصد ٌ َ قت َ ِ م ْ هم ّ من ْ ُ و ِ ه َ س ِ
ف ِ ل ّن َ ْ
ل ال ْك َِبيُر{ فاطر ،32:وقال ض ُ ف ْ و ال ْ َ ه َ ك ُ ه ذَل ِ َ الل ّ ِ
ت
ما ُ ول الظّل ُ َ صيُر َ وال ْب َ ِ مى َ ع َوي ال َ ْ ست َ ِ ما ي َ ْ و َ سبحانه َ } :
ول َ ول ال ْ َ ول الظّ ّ
حَياء َ وي ال ْ ست َ ِ
ما ي َ ْ و َ حُروُر َ ل َ ول الّنوُر َ َ
ت{ فاطر22 - 19: َ
وا ُم َ ال ْ
ل يمكن للحياة أن تسير على وتيرة واحدة بين الرجل
والمرأة مهما كان الحب وارف الظلل عليهم ،لن
شؤون الحياة التي يواجهها كل
__________
) (1ركن المرأة العربية بتصرف
) (2البخاري ،3131ومسلم 4588
) (1/176
) (1/178
) (1/179
) (1/180
) (1/182
) (1/183
) (1/184
) (1/185
) (1/186
والخلقية هو في الحقيقة نجاح مدمر ،والفشل خير
منه ،فاحذري من دفع زوجك للنجاح في أمر يعانى
منه أكثر من معاناته في الفشل
) (1/187
) (1/188
) (1/189
) (1/190
ها{عل َي ْ َ
صطَب ِْر َ
وا ْ صَل ِ
ة َ ك ِبال ّ مْر أ َ ْ
هل َ َ بوقت الصلة} ْ
وأ ُ
َ
طه ،132:وإذا كان الزوج ل يستطيع تعليم امرأته
فلييسر لها أسباب التعليم ،أعني بالتعلم تعلم أحكام
الدين ،ومعرفة ما أوجب الله عليها ومعرفة ما نهاها
الله عنه ،.لكن المصيبة إذا كان الزوج نفسه واقع
في الحرام؛ فهي الطامة الكبرى ،لن الرجل قدوة
أهل بيته ،والقدوة من أخطر وسائل التربية.
عن فضيل بن عياض ) ، (1قال) :رأى مالك بن دينار
رجل ً يسيء صلته ،فقال :ما أرحمني بعياله ،فقيل
له :يا أبا يحيى يسيء هذا صلته وترحم عياله ،قال:
إنه كبيرهم ومنه يتعلمون(.
ومن المصيبة أيضا ً ومن النقص العظيم أن ُينزل
الرجل نفسه في غير منزلتها اللئقة بها ،فإن الله
تعالى جعل للرجال القوامة على النساء ،ومن شأنه
متبوعا ً ل َتابعًا.
مطيعًاَ ،
مطاعا ً ل ُ
أن يكون ُ
__________
) (1أورده أبو نعيم في حلية الولياء قال حدثنا أبو
محمد بن حيان ،قال :حدثنا محمد بن جعفر الوراق
ببغداد ،قال :حدثنا أبو إسحاق الحشاش ،قال :حدثنا
أبو بلل الشعري ،قال :حدثنا فضيل بن عياض
فذكره
) (1/191
) (1/192
ة
غي َْر ِن ال ْ َ م ْ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ِ » :
غي َْرةُفال ْ َب َ حب الل ّه ومن ْها ما يك ْره الل ّه َ َ
ح ّ ما ي ُ ِ ما َ
فأ ّ ُ ُ َ ِ َ َ َ َ ُ ما ي ُ ِ ّ َ
ة« )(1 َ ْ َ ْ َ
ريب َ ٍ ر ِ في غي ْ ِ غي َْرةُ ِ
ما ي َكَرهُ فال َ
ما َ
وأ ّة َ
في الّريب َ ِ ِ
وقد نظم السلم أمر الغيرة بمنهج قويم:
-أن يأمرها بالحجاب حين الخروج من البيت.
-أن تغض بصرها عن الرجال الجانب.
-أل تبدي زينتها إل للزوج أو المحارم.
-أل تخالط الرجال الجانب ولو أذن بذلك زوجها.
-أن ل يعرضها للفتنة كأن يطيل غيابه عنها ،أو
يشتري لها تسجيلت الخنا والفحش.
__________
) (1ابن ماجه 1986وغيره،و صححه اللباني -الرواء
1999
) (1/193
__________
) (1الترمذي 1082وقال حسن صحيح ،وأحمد ،7095
وحسنه اللباني في الصحيحة 284
) (1/194
__________
) (1البخاري ،2529وأحمد 18166 ،18152
) (1/195
) (1/196
عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه
ها
هَر َ
ش ْ ت َ م ْ صا َ
و َها َ
س َم َ خ ْ مْرأ َةُ َ ت ال ْ َ صل ّ ْ ذا َ وسلم » :إ ِ َ
َ
خِلي ها ادْ ُل لَ َقي َ
ها ِج َو َ ت َز ْ ع ْ طا َ وأ َ ها َ ج َ فْر َ ت َفظَ ْ ح ِ و َ َ
ْ َ َ ْ
ت« ). (1 شئ ْ ِ ة ِ جن ّ ِب ال َ وا ِي أب ْ َ نأ ّ م ْة ِ
جن ّ َ
ال َ
ولتعلم المرأة المسلمة أن الصرار على مخالفة
الزوج يوغر صدره ،ويجرح كرامته ،ويسيء إلى
قوامته ،والمرأة المسلمة الصالحة إذا أغضبت زوجها
يوما ً من اليام فإنها سرعان ما تبادر إلى إرضائه
وتطييب خاطره ،والعتذار إليه مما صدر منها .ول
تنتظره حتى يبدأها بالعتذار.
) (1/198
) (1/199
) (1/200
) (1/201
) (1/202
حُبها ؟ )(1
مل زوجة ل ت ُ ِ
كيف ُتعا ِ
) (1/203
) (1/204
) (1/205
) (1/206
) (1/207
وأخيرا..
ف{ عُرو ِ م ْ ن ِبال ْ َ ه ّ شُرو ُ عا ِ و َ} َ
النساء 19 :
صواو ُ ست َ ْ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم »ا ْ
ء
ي ٍ ش ْ ج َ و َ ع َ ن أَ ْ وإ ِ ّ
ع َ ن ِ َ
ضل ٍ م ْن ِ ق َ خل ِ ْن ُ ه ّ فإ ِن ّ ُ خي ًْرا َ ء َ سا ِ ِبالن ّ َ
ه ْ َ ن ذَ َ عل ه ُ َ َ َ َ
ن ت ََركت َ ُ وإ ِ ْ ه َ سْرت َ ُ هك َ م ُ قي ُ ت تُ ِ هب ْ َ فإ ِ ْ عأ ْ ضلَ ِ في ال ّ ِ
خي ًْرا« ) . (1وفي ء َ سا ِ
صوا ِبالن ّ َ و ُ ست َ ْ فا ْ ج َ و َ ع َ لأ ْ م ي ََز ْ لَ ْ
ن ِ َ َ
ع
ضل ٍ م ْ ت ِ ق ْ خل ِ َمْرأةَ ُ ن ال ْ َ بعض روايات هذا الحديث »إ ِ ّ
م لَ َ
ك قي َ ست َ ِ ن تَ ْ لَ ْ
__________
) (1البخاري ،4787ومسلم 2671
) (1/208
ها
وب ِ َها َت بِ َ
ع َ مت َ ْست َ ْ
ها ا ْ ت بِ َع َمت َ ْ
ست َ ْنا ْ ة َ
فإ ِ ْ ق ٍ ري َعَلى طَ ِ َ
ها« ) ق َها طََل ُ سُر َ وك َ ْ ها َ ها ك َ َ
سْرت َ َ م َقي ُ
ت تُ ِ هب ْ َن ذَ َوإ ِ ْ
ج َ
و ٌ
ع َ ِ
(1
وقد يقول قائل :ولماذا خلق الله المرأة علي هذا
الحال ؟
سبحانه وتعالي له في خلقه شئون ولكن الله سبحانه
وتعالي أوكل للمرأة وظائف ومهمات حساسة
كالحمل والرضاعة والتربية ،فأودع فيها صفات و
مواهب تتناسب مع هذه الوظائف والمهمات التي
تختلف مع كثير من صفات الرجال ،فيراها غريبة عنه
فهو إن كان واعيا قبل بالمر الواقع وتمتع بزوجته
في حدود فطرتها و إن كان غير واع حاول أن يصنع
تمثال مع ما يتناسب مع نفسيته وطبيعته من حيث
التفكير والدراك فيفشل ويحس بالخيبة و ربما هدم
بيته وهو في هذه الحالة قد جني علي نفسه أول لنه
يطلب المستحيل الذي صوره الحديث النبوي ببراعة
شديدة.
__________
) (1مسلم 2670
) (1/209
) (1/210
__________
) (1ناصح ..نقلته بتصرف
) (1/211
) (1/212
) (1/213
ن
لكلم رسولنا الكريم صلوات الله وسلمه عليه »إ ِ ّ
ما َ
ل« ). (1 ب ال ْ َ
ج َ ح ّ مي ٌ
ل يُ ِ ج ِ الل ّ َ
ه َ
-15الديوث :الذي يقبل بالدنس في بيته ..وانحراف
زوجه تحت أي ظرف أو مسمى ..واأسفي على ذكور
اكتفوا بهذه الصفة ..وابتعدوا عن فضائل الرجل
العظيمة...
__________
) (1مسلم ،131أحمد 3600
) (1/214
) (1/215
) (1/216
) (1/218
- 1التدين الراشد:
اللتزام بأوامر الله عز وجل والكثار من ذكره والبعد
عن معاصيه ،به تنشرح النفوس وتطمئن القلوب.
قُلوب{ الرعد28:ن ال ْ ُ َ
ه ت َطْ َ
مئ ِ ّ ر الل ّ ِ }أَل ب ِ ِ
ذك ْ ِ
وحينما نقول :إن التدين ينبغي أن يكون راشدا ً فليس
من أجل استتباب الحياة الزوجية فقط ،بل الحياة
كلها ،بمعنى أن يكون التدين شامل ً عاما ،يشمل كافة
مناحي الحياة اليومية ،فالعبادات والقربات من
الدين ،وحسن التعامل مع الخرين من الدين ،وصلة
الرحم ،والبتسامة ،وأداء الواجبات والحقوق للناس،
فكلها من أمور الدين ،كما لبد أن
) (1/219
يكون التدين متوازنا ً فليس من الفقه التوسع في
النوافل مع إهمال حقوق الزوج أو رغباته أو العكس،
ولذلك ل يشرع للمرأة صيام النفل إل بإذن زوجها.
والشيطان قرين الغافلين عن الله وشرعه ،وهو من
أهم العوامل المفضية لغرس الكراهية وبث البغضاء
بين الزوجين وله في ذلك طرق ووسائل شتى وحيل
وحبائل عديدة ،بل إن أدنى أعوان إبليس إليه منزلة
هو ذلك الذي يعمد إلى التفريق بين الزواج ويفلح
في إيقاع الطلق بينهم ،قال رسول الله صلى الله
مء ثُ ّ ما ِ عَلى ال ْ َ ه َ ش ُعْر َ ع َ ض ُ س يَ َ ن إ ِب ِْلي َعليه وسلم » :إ ِ ّ
َ فأ َدَْنا ُ
جيءُ ة يَ ِفت ْن َ ًم ِه ْ
م ُ عظَ ُ ةأ ْ زل َ ً
من ْ ِ ه َمن ْ ُم ِه ْ سَراَياهُ َث َ ع ُ ي َب ْ َ
شي ًْئا ت َ قو ُ في َ ُذا َ َ
وك َ َ
تك َ ْ ل َ قو ُفي َ ُ
م َ َ
ع َ صن َ ْما َ ل َ ذا َ عل ُ ف َ ه ْ
حد ُ ُ أ َ
جيءُ ل ثُ ّ
م يَ ِ قا َ َ
) (1/220
َ َ
ه
مَرأت ِ ِ
نا ْ
وب َي ْ َ
ه َ
ت ب َي ْن َ ُ فّر ْ
ق ُ حّتى َ ه َ ما ت ََرك ْت ُ ُل َ قو ُ في َ ُ
م َ ه ْحد ُ ُ
أ َ
ت« ). (1 َ قو ُ وي َ ُ ل َ قا َ َ
م أن ْ َ
ع َ
ل نِ ْ ه َمن ْ ُه ِ
في ُدِْني ِ
) (1/221
) (1/222
) (1/223
) (1/225
) (1/226
- 8العقلنية في الطلبات:
__________
) (1أبو نعيم في الحلية 71 / 3حدثنا سليمان بن
أحمد ،قال :حدثنا أحمد بن عبد الوهاب ،قال :حدثنا
أبو المغيرة ،قال :حدثنا الوزاعي ،قال :حدثني يحيى
بن أبي كثير قال :قال سليمان لبنه ،وكذا البيهقي
في شعب اليمان ، 842وابن عساكر في تاريخ
دمشق 22/285
) (2مسلم ،44959والترمذي 1088وقال حسن
غريب
) (1/227
) (1/228
) (1/229
) (1/230
) (1/231
- 13العدل :
إذا كان الرجل متزوجا ً أكثر من واحدة فيجب عليه
الجتهاد أن يعدل بين أزواجه ،وأل يفضل إحداهما أو
إحداهن دون غيرها ،فالشعور بالظلم من قبل
الزوجة سيولد مشاكل ولربما يكون سببا ً في هدم
العلقة الزوجية.
كما انه ليس من الحكمة في شيء أن يبوح الزوج
بحبه وتقديره لحدى زوجاته دون غيرها من نسائه
في وجود الضرة ،ول أن يتكلم عن محاسن وإيجابيات
إحداهما في وجود الخرى حتى وإن كان صادقا ً
ومحقا ً في ذلك.
فطَِرت عليها النساء ولم يسلمفالغيرة ُتعد طبيعة ُ
منها حتى أمهات المؤمنين من زوجات رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،فعائشة
) (1/232
) (1/233
ك...
همسات ...في أذن زوج ِ
أيها الزوج:
-ماذا تكلفك يا عبد الله البسمة في وجه زوجك عند
دخولك على زوجتك كي تنال الجر من الله؟
-ماذا تكلفك طلقة الوجه عند رؤيتك أهلك وأولدك؟
-هل يضيرك ويرهقك يا عبد الله أن تقبل على
زوجتك تقبلها وتلعبها وأنت داخل عليها؟
ي
-وهل يشق عليك أن ترفع لقمة وتضعها في ف ّ
امرأتك حتى تنال الثواب؟
ما
-هل من العسير أن تدخل البيت فتلقي السلم تا ّ
ل :السلم عليكم ورحمة الله وبركاته حتى تنال كام ً
ثلثين حسنة؟
-
) (1/234
ماذا عليك إذا تكلمت كلمة طيبة ترضي بها زوجتك
ولو تكلفت فيها ،وإن كان فيها شيء من الكذب
قو ُ
ل وي َ ُس َ ن الّنا ِ ح ب َي ْ َصل ِ ُذي ي ُ ْ ب ال ّ ِ ذا ُس ال ْك َ ّالمباح؟ »ل َي ْ َ
َ
ما
م ّ ء ِ ي ٍش ْ في َ ص ِ خ ُ ع ي َُر ّم ْ س َ مأ ْ ول َ ْ
خي ًْراَ ، مي َ وي َن ْ ِ
خي ًْرا ََ
ن
ح ب َي ْ َ صَل ُ واْل ِ ْ
ب َ حْر ُ ث ال ْ َ في ث ََل ٍ ب إ ِّل ِ ذ ٌ س كَ ِ ل الّنا ُ قو ُ يَ ُ
َ َ
ها« ) ج َ و َ ة َز ْ مْرأ ِث ال ْ َ دي ُ ح ِ
و َه َ مَرأت َ ُ لا ْ ج ِ ث الّر ُ دي ُ
ح ِو َ س َ الّنا ِ
(1
-ل أظن أنك ترهق وتتعب إذا قلت لزوجتك عند
ً
دخولك :يا حبيبتي منذ خروجي من عندك صباحا إلى
ي عام.. الن وكأنه قد مّر عل ّ
-سل عن زوجتك عند دخولك عليها وسل عن
أحوالها.
-هل سترهق يا عبد الله إذا دعوت وقلت :اللهم
أصلح لي زوجي وبارك لي فيها؟
__________
) (1مسلم ،4717والبخاري في الدب المفرد 397
) (1/235
ك...
وأنت أيتها الزوجة :همسة في أذن ِ
أيتها الزوجة:
-هل ُيضيرك أن تقابلي زوجك عند دخوله بوجه طلق
مبتسم؟
) (1/236
) (1/237
حين فيه،
واعلمي أن ربك سميع الدعاء يحب المل ّ
َ
م{ غافر60: ب ل َك ُ ْ
ج ْ
ست َ ِ
عوِني أ ْ ل َرب ّك ُ ُ
م اد ْ ُ و َ
قا َ } َ
وأخيرًا..أسأل الله تعالي أن يدخلنا جنات تجري من
تحتها النهار.
) (1/240
) (1/241
أخي الكريم :أنه مما ينبغي لنا مراعاته فيما بيننا أن
نهتم كثيرا بأنفسنا التي بين جنبينا وذلك بأمرين :
مه ْ
في ِ
ث ِ
ع ْواب ْ َ
التعليم والتزكية وقد قال تعالى َ} :رب َّنا َ
بم ال ْك َِتا َه ُم ُعل ّ ُ
وي ُ َ
ك َ م آَيات ِ َ ه ْ
ِ عل َي ْ
م ي َت ُْلو َ
ه ْمن ْ ُسول ً ِ َر ُ
َ
م{ البقرة: كي ُح ِزيُز ال ْ َ ت ال ْ َ
ع ِ ك أن ْ َ م إ ِن ّ َ
ه ْ
كي ِوي َُز ّة َ م َ وال ْ ِ
حك ْ َ َ
،129فهما أمران بهما فلح أنفسنا عند ربنا إن شاء
الله.
وكما أننا نهتم بتهذيب أنفسنا والقيام بحقوقها فبين
أيدينا أهلونا وأولدنا وكما قيل أكبادنا تمشي على
الرض لبد أن نحسن عشرتهم وأن نتقي الله فيهم
وكم وكم هم هولء الذين يخلفون أولدا لهم
وزوجات خلفهم وللسف هم آخر اهتماماتهم ل
يرفعون لهم رأسا أبدا ول يهتمون بشؤونهم ول
يقيمون على مصالحهم وهم في آخر الركب عندهم
وللسف الكبير تجد رب السرة وللسف قد اهتم
بنفسه فقط وقام به إن فعل ذلك حقا فاهتم
بتقصير ثيابه وإعفاء لحيته وتطيبه جزاه الله خيرا
وقد يتعدى المر إلى أن يخرج خارج بيته ويهتم
بدعوة الناس إلى الله تطبيقا لمر الله في الدعوة
ويبذل قصارى جهده في ذلك جزاه الله خيرا ولكن
نقول ولمن أخي تركت أهل بيتك ؟ زوجك الحبيبة
وأم أولدك
) (1/242
) (1/243
يحصل منهم من العداء لنا أحيانا إل أن الله يأمرنا
َ
ن
ذي َ ها ال ّ ِ بالصفح والعفو عنهم قال تعالى َ} :يا أي ّ َ
آمُنوا إن من أ َزواجك ُم َ
م
ه ْحذَُرو ُ فا ْ م َ وا ً ل َك ُ ْ عد ُ ّم َ ولِدك ُ ْ وأ ْ ِ ّ ِ ْ ْ َ ِ ْ َ َ
م{ حي ٌ فوٌر َر ِ غ ُ ه َ ن الل َّ فُروا َ
فإ ِ ّ غ ِ وت َ ْحوا َ ف ُ ص َ وت َ ْ
فوا َ ع ُن تَ ْ وإ ِ ْ َ
التغابن14:
فكم هي تلك النعمة الغالية أخي الكريم التي سبغها
الله علينا ولنكن على حذر عظيم من عدم شكر نعم
ة
م َ ع َدوا ن ِ ْ ع ّ ن تَ ُ وإ ِ ْ الله التي ل تعد علينا ول تحصى } َ
م{ النحل ،18:أو ل حي ٌ فوٌر َر ِ غ ُ ه لَ َ ن الل ّ َ ها إ ِ ّ صو َ ح ُه ل تُ ْ الل ّ ِ
نقوم بها كما أمرنا الله تعالى أول نغير ما بأنفسنا
من التعامل مع تلك النعم من السيء إلى التعامل
الحسن الذي أمرنا الله به حذار حذار أخي في الله
فإن المر حينئذ جد خطير والخطب جد جلل يقول
غيرا ً ن ِعم ً َ ربنا تعالى } :ذَل ِ َ َ
ها
م َ ع َ ة أن ْ َ ْ َ م َ ّ ك ُ م يَ ُ ه لَ ْ ن الل ّ َ ك ب ِأ ّ
فسهم َ َ
ع
مي ٌ س ِ ه َ ن الل ّ َ وأ ّ ما ب ِأن ْ ُ ِ ِ ْ َ غي ُّروا َ حّتى ي ُ َ وم ٍ َ ق ْعَلى َ َ
م{ النفال.53: عِلي ٌ َ
كلنا والله مسؤول أمام ربنا تعالى ،ووالله لنسأل عن
عشرتنا مع أهلينا وأولدنا ،فاتق الله يا عبد الله في
أهل بيتك قبل أن تنتقل في دعوتك واهتماماتك لمن
شيَرت َ َ
ك حولك إن الله تعالى يقول لنبيه َ } :
ع ِ ذْر َ وأن ْ ِ َ
) (1/244
) (1/245
) (1/246
ومذ تعلقها بك وتلقك بها أيضا أين هذا كله أخي في
الله ؟ راجع نفسك يا عبد الله وانظر من أين بدأ
الخلل وأصلح أصلحك الله قبل أن يكون يوم ل تجد
فيه لك أي تقبل ول حتى مكانة أدرك نفسك وحياتك
فإنها ولشك قد وصلت فعل لمرحلة الخطر
كم شكى من شخص عانى من مثل تلك الحالة مع
أهله كان يسافر كثيرا ويترك أهله وكان أهله يمنعونه
من كثرة السفريات بكل ما أوتوا من الوسائل كانت
زوجه متعلقة به جدا ولكنه أكثر من سفرياته هنا
وهناك ومر زمان لم تعد زوجه تبالي بسفره بل مر
عليه وقت أصبحت تساعده على السفر فبدأ الزوج
يشك بها واكتشف فيما بعد أن زوجه وقعت في
الخيانة فعل أتدري ما هو سببها ؟ أنه زوجها
وباعترافه عاش أياما شديدة عصفت به وبحياته كلها
وآخرها تفككت السرة تفككا عجيبا وتغيرت المور
وتبدلت وحصل الفراق بين الزوجين وحصل الشتات
للولد ول حول ول قوة إل بالله العلي العظيم.
أتريد أخي في الله أن تكون حياتك مآلها إلى هذا
الذي سمعت ؟ أل تتذكر رسول الله صلى الله عليه
وسلم وحياته مع زوجاته إن كنت
) (1/247
) (1/248
مْرأ َةَ
ن ال ْ َ ه صلى الله عليه وسلم »إ ِ ّ ل الل ّ ِ سو ُ ل َر ُ قا َ َ
ن ت ََرك ْت َ َ
ها وإ ِ ْ
ها َ ها ك َ َ
سْرت َ َ م َقي ُ
ت تُ ِ
هب ْ َ ذا ذَ َع إِ َ َ َ
ضل ِ كال ّ
ج« ). (1 و ٌع َها ِفي َو ِها َ ت بِ َع َمت َ ْست َ ْ
ا ْ
فيه وصاية بالنساء وفيها حث على الصبر عليهن فلو
كرهت شيئا منها فستحب جوانب كثيرة فيها فل
تقبحها دوما وتهزأ بها أو تعرض عنها وتهملها فتكون
ظالما.
والله تعالى حّرم الظلم على نفسه وعلى عباده،
ن الل ّ ِ
ه ع ِ وى َ ما َر َ في َ ى صلى الله عليه وسلم ِ ن الن ّب ِ ّ ع ِ ف َ
َ
م ت الظّل ْ َ م ُ حّر ْ عَباِدي إ ِّني َ ل »َيا ِ قا َ ه َ عاَلى أن ّ ُ وت َ َ ك َ ت ََباَر َ
موا َيا ظال َ ُ فَل ت َ َ ما َ حّر ً م َ م ُ ه ب َي ْن َك ُ ْ عل ْت ُ ُ ج َ و َ سي َ ف ِ عَلى ن َ ْ َ
َ
م َيا دك ُ ْ ه ِ دوِني أ ْ ه ُ ست َ ْ فا ْ ه َ هدَي ْت ُ ُ ن َ م ْ ل إ ِّل َ ضا ّ م َ عَباِدي ك ُل ّك ُ ْ ِ
موِني ْ َ ْ َ ّ ُ ّ ُ
ع ُ ست َط ِ ه فا ْ مت ُ ُ ع ْ ن أط َ م ْ ع إ ِل َ جائ ِ ٌ م َ عَباِدي كلك ْ ِ
ه
وت ُ ُ س ْ ن كَ َ م ْر إ ِل َ ّ عا ٍ م َ ّ
عَباِدي ك ُلك ُ ْ م َيا ِ مك ُ ْ ع ْ أ ُط ِ
ْ
َ
لن ِبالل ّي ْ ِ خطُِئو َ م تُ ْ عَباِدي إ ِن ّك ُ ْ م َيا ِ سك ُ ْ سوِني أك ْ ُ ست َك ْ ُ فا ْ َ
َ
فُروِني أ ْ عا َ َ
وأَنا أ ْ َ
فْر غ ِ غ ِ ست َ ْ فا ْ مي ً ج ِ ب َ فُر الذُّنو َ غ ِ ر َ ها ِ والن ّ َ َ
نَ ْ َ ل و ني ِ رو ّ ض
ُ َ ت َ
ف ري ّ ض َ غوا ُ ُ ل ب
ْ َْ ت ن َ ل م
ِ ْ ُ ك ّ ن إ دي َ ِ با ع
ِ لَ ْ َ
يا م ُ ك
َ عبادي ل َ َ
خَرك ُ ْ
م وآ ِ م َ ول َك ُ ْ نأ ّ وأ ّ ْ عوِني َيا ِ َ ِ ف ُ فت َن ْ َ عي َ ف ِ غوا ن َ ْ ت َب ْل ُ ُ
م جن ّك ُ ْ و ِ م َ سك ُ ْ وإ ِن ْ َ َ
__________
) (1مسلم 4674
) (1/249
في ك ِ ما َزادَ ذَل ِ َ م َ من ْك ُ ْ د ِ ح ٍ وا ِ ل َ ج ٍ ب َر ُ قل ْ ِ قى َ عَلى أ َت ْ َ كاُنوا َ َ
َ َ
م سك ُ ْ وإ ِن ْ َ م َ خَرك ُ ْ وآ ِ م َ ول َك ُ ْ نأ ّ وأ ّ عَباِدي ل َ ْ شي ًْئا َيا ِ كي َ مل ْ ِ ُ
كص ذَل ِ َ ما ن َ َ ْ ر َ َ
على أ ْ َ َ ُ
ق َ د َ ح ٍ وا ِ ل َ ج ٍ ب َر ُ قل ِ ج ِ ف َ م كاُنوا َ جن ّك ْ و ِ َ
م ُ ك ر خ وآ م ُ ك َ ل و َ أ ن َ أ و َ ل دي با ع يا ئاً ي شَ كي ْ ل م ن م
ْ َ ِ َ ْ ْ ّ ّ َ ِ َ ِ ْ ِ ْ ُ ِ
ُ َ ُ
سألوِني دف َ َ ح ٍ وا ِ د َ عي ٍ ص ِ في َ موا ِ م قا ُ َ جن ّك ْ و ِ م َ سك ُ ْ وإ ِن ْ َ َ
دي َ َ َ َ َ ّ ُ َ فأ َ َ
عن ْ ِ ما ِ ّ م
ِ ك ِ ل ذ ص
َ ق َ ن ما ُ َ ه َ ت ل أ سِ َ ٍ َ ْ م ن سا ْ ن إ ل ك ت ْ ُ ي ط عْ
ْ ُ ُ ْ
ما عَباِدي إ ِن ّ َ حَر َيا ِ خل الب َ ْ َ خي َط إ ِذا أدْ ِ َ م ْ ص ال ِ ما ي َن ْق ُ ُ إ ِّل ك َ َ
ُ ُ ي أَ ْ
د
ج َ
و َ ن َ م ْ ف َ ها َ م إ ِّيا َ فيك ُ ْ و ّ مأ َ م ثُ ّ ها ل َك ُ ْ صي َ ح ِ مأ ْ مال ُك ُ ْ ع َ ه َ ِ
ن إ ِلّ م ّ فل ي َلو َ ُ َ ك َ غي َْر ذَل ِ َ جد َ َ و َ ن َ م ْ و َ ه َ ّ
مدْ الل َ ح َ فلي َ ْ ْ خي ًْرا َ َ
ه«. س ُ ف َ نَ ْ
وانظر عشرة الرجال للنساء وانظر حال نبيك مع
ت )(1 قال َ ْ ة َ ش َ عائ ِ َ ن َ ع ْ زوجه عائشة رضي الله عنها ،ف َ
ن َل َ مَرأ َةً َ
نأ ْ قد ْ َ عا َ وت َ َ ن َ هد ْ َ عا َ فت َ َ شَرةَ ا ْ ع ْ دى َ ح َ س إِ ْ جل َ َ » َ
َ َ
شي ًْئا ن َ ه ّ ِ ج
وا ِ ر أْز َ ِ خَبا نأ ْ م ْ ن ِ م َ ي َك ْت ُ ْ
ل َل ْ ث َ َ ُ
جب َ ٍ س َ على َرأ ِ غ ّ ل َ م ٍ ج َ م َ ح ُ جي ل َ ْ و ِ ت اْلوَلى َز ْ قال َ ْ َ
لق ُ في ُن ْت َ َ ن َ مي ٍ س ِ وَل َ قى َ في ُْرت َ َ ل َ ه ٍ س ْ َ
__________
) (1البخاري ،4790مسلم 4481
) (1/250
َ خا ُ َ خب ََرهُ إ ِّني أ َ َ جي َل أ َب ُ ّ
ن َل أذََر ُ
ه فأ ْ ث َ و ِ ة َز ْ ت الّثان ِي َ ُ قال َ ْ َ
ه ن أذْك ُْرهُ أذْك ُْر ُ َ َ
جَر ُ وب ُ َ جَرهُ َ ع َ إِ ْ
ُ َ
نوإ ِ ْ ق َ ق أطَل ّ ْ ن أن ْطِ ْ ق إِ ْ شن ّ ُ ع َ جي ال ْ َ و ِ ة َز ْ ت الّثال ِث َ ُ قال َ ْ َ
ُ َ
عل ّ ْ
ق تأ َ سك ُ ْ أ ْ
وَل قّر َ وَل ُ حّر َ ة َل َ م َ ها َ ل تِ َ جي ك َل َي ْ ِ و ِ ة َز ْ ع ُ ت الّراب ِ َ قال َ ْ َ
ةم َ سآ َ وَل َ ة َ ف َ خا َ م َ َ
ولَ َ ل َ خ َ ْ َ َ
سد َ َ جأ ِ خَر َ ن َ وإ ِ ْ هد َ َ ف ِ ن دَ َ جي إ ِ ْ و ِ ة َز ْ س ُ م َ خا ِ ت ال َ قال ْ
د سأ ُ َ
ه َ ع ِ ما َ ع ّ ل َ يَ ْ
فشت َ ّ با ْ ن َ َ ن أك َ َ َ َ َ
ر َ ش ِ وإ ِ ْ ف َ لل ّ جي إ ِ ْ و ِ ة َز ْ س ُ ساِد َ ت ال ّ قال ْ
ث م الب َ ّ ْ عل َ َ ف ل ِي َ ْ ج الك َ ّ ْ ول ُيول ِ ُ َ ف َ ع الت َ ّ ْ ج َ ضط َ َ نا ْ وإ ِ ْ َ
ء
دا ٍ ّ ُ َ َ َ َ َ َ
عَياَياءُ طَباقاءُ كل َ و َ جي غَياَياءُ أ ْ و ِ ة َز ْ ع ُ ساب ِ َ ت ال ّ قال ْ
َ ّ َ ّ َ
كع كل ل ِ ُ م َ ج َ و َ كأ ْ فل ِ و َ كأ ْ ج ِ ش ّ داءٌ َ ه َ لَ ُ
َ
ح ري ُ ح ِ والّري ُ ب َ س أْرن َ ٍ م ّ س َ م ّ جي ال ْ َ و ِ ة َز ْ من َ ُ ت الّثا ِ قال َ ْ َ
بَزْرن َ ٍ
مظي ُ ع ِ جاِد َ ل الن ّ َ وي ُ َ
ماِد ط ِ ع َ ع ال ِ ْ في ُ جي َر ِ و ِ ة َز ْ ع ُ س َ ت الّتا ِ قال َ ْ َ
ن الّناِد م ْ ت ِ ب ال ْب َي ْ ِ ري ُ ق ِ ماِد َ الّر َ
ن
م ْ خي ٌْر ِ ك َ مال ِ ٌ ك َ مال ِ ٌ ما َ و َ ك َ مال ِ ٌ جي َ و ِ شَرةُ َز ْ عا ِ ت ال ْ َ قال َ ْ َ
ذا وإ ِ َ ح َ ر ِ سا ِ م َ ت ال ْ َ قِليَل ُ ك َ ر ِ ِ مَبا ت ال ْ َ ل ك َِثيَرا ُ ه إ ِب ِ ٌ ك لَ ُ ذَل ِ ِ
َ َ
ة
حاِدي َ َ ت ال ْ َ قال َ ْ ك َ وال ِ ُ ه َ ن َ ه ّ ن أن ّ ُ ق ّ ر أي ْ َ ه ِ مْز َ ت ال ْ ِ و َ ص ْ ن َ ع َ م ْ س ِ َ
ي َ َ َ ع ْ
حل ِ ّ ن ُ م ْ س ِ ع أَنا َ ما أُبو َزْر ٍ و َ ع َ جي أُبو َزْر ٍ و ِ شَرةَ َز ْ َ
) (1/251
ي ّ ت إ ِل َ ح ْ ج َ فب َ ِ حِني َ ج َ وب َ ّ ي َ ضد َ ّ ع ُ حم ٍ َ ش ْ ن َ م ْ مَل َ ِ و َ ي َ ّ أ ُذُن َ
ل
ه ِ في أ َ ْ عل َِني ِ ج َ ف َ ق َ ش ّ ة بِ ِ م ٍ غن َي ْ َ ل ُ ه ِ في أ َ ْ جدَِني ِ و َ سي َ ف ِ نَ ْ
ح فل أ َ ُ َ ل َ قو ُ َ
عن ْدَهُ أ ُ ق َ َ
قب ّ ُ ف ِ من َ ّ و ُ س َ دائ ِ ٍ و َ ط َ طي ٍ وأ ِ ل َ هي ٍ صَ ِ َ
م ُ َ َ ُ َ َ َ ْ َ َ َ ُ
ما أ ّ عف َ م أِبي َزْر َ ٍ حأ ّ ب فأت َقن ّ ُ وأشَر ُ ح َ صب ّ ُ وأْرقدُ فأت َ َ َ
ما ع َ ها َ ُ َ
ف َ ن أِبي َزْر ٍ ح اب ْ ُ سا ٌ ف َ وب َي ْت ُ َ ح َ دا ٌ ها َر َ م َ عكو ُ ع ُ أِبي ََزْر ٍ
ع
ه ِذَرا ُ ع ُ شب ِ ُ وي ُ ْ ة َ شطْب َ ٍ ل َ س ّ م َ ه كَ َ ع ُ ج ُ ض َ م ْ ع َ ن أِبي َزْر ٍ اب ْ ُ
َ َ َ
ها ع أِبي َ و ُ ع طَ ْ ت أِبي َزْر ٍ ما ب ِن ْ ُ ف َ ع َ ت أِبي َزْر ٍ ة ب ِن ْ ُ فَر ِ ج ْ ال ْ َ
َ غي ْ ُ ُ
ة أِبي ري َ ُ جا ِ ها َ جاَرت ِ َ ظ َ و َ ها َ سائ ِ َ لء ُ ك ِ َ م ْ و ِ ها َ م َ عأ ّ و ُ وطَ ْ َ
ثق ُ وَل ت ُن َ ّ ثا ً ثي ب ت نا َ ث دي ح ث ّ ب ت ل َ ع ر ز بي َ أ ة ي ر جا ما ف َ ع ر ز
َ َ ِ َ َ ْ ِ َ ُ َُ ْ ٍ َ َ ِ َ ُ ِ َ ْ ٍ
َ َ َ َ َ
عج أُبو َزْر ٍ خَر َ ت َ شا قال ْ شي ً ع ِ مل ب َي ْت ََنا ت َ ْ ول ت َ ْ قيًثا َ ميَرت ََنا ت َن ْ ِ ِ
ها َ َ َ َ ض َ َ َ ْ
نل َ دا ِ ول َ ها َ ع َ م َ مَرأةً َ يا ْ ق َ فل ِ خ ُ م َ ب تُ ْ وطا ُ وال ْ َ
قِني فطَل ّ َ ن َ ي ت ن ما ر
ْ َ ْ ِ َ َ َ ِ ِ ْ َ ْ ِ َ ْ ِ َ ِ ُ ّ َ َ ْ ِ ب ها ر ص خ ت ح ت ن م ن با ع ْ ل ي ن ي د ه فَ ْ ل كاَ
َ
خ َ
ذ وأ َ رّيا َ ش ِ ب َ رّيا َرك ِ َ س َِ جًل َ عدَهُ َر ُ ت بَ ْ ح ُ فن َك َ ْ ها َ ح َ ون َك َ َ َ
ة ّ ُ َ َ َ خطّيا وأ َ
ح ٍ َ َ ِ ئ را ل ك ن
ْ م ِ ني ِ طا ع
ْ أ و
ِ ّ َ يا ر ث ما ّ َ ً ع َ ن ي ل ع
َ ح ّ َ َ َرا َ
و َ َ َ َ َ َ ُ ُ قا َ و َ
ت فل ْ ك قال ْ هل ِ ري أ ْ مي ِ و ِ ع َ م َزْر ٍ ل كِلي أ ّ جا َ و ً َز ْ
ع َ َ َ َ َ ل َ تك ّ ُ
ة أِبي َزْر ٍ غَر آن ِي َ ِ ص َ غأ ْ ما ب َل َ ه َ عطاِني ِ ءأ ْ ي ٍ ش ْ ع ُ م ْ ج َ َ
سل ّ َ
م و َ عل َي ْ ِ
ه َ صّلى الل ّ ُ
ه َ ل الل ّ ِ
ه َ سو ُ ل َر ُ قا َة َ
ش ُ عائ ِ َت َقال َ ْ َ
ُ َ
ع«. م َزْر ٍ
ع ِل ّ ك ك َأِبي َزْر ٍ ت لَ ِك ُن ْ ُ
) (1/252
) (1/253
__________
) (1قافلة المواقع
) (1/254
) (1/255
) (1/256
) (1/257
) (1/258
) (1/259
) (1/260
كانت هذه شخصيته ،فعلى ولي الثانية أن يطلب منه
رضى الولى -وهذا مستحيل ،-أو أن يضع على
ظهره مؤخر ل يرحمه ،ول يستطيع الفكاك منه،
ليعلم خطورة القدام على أمر ل ُيحسن التصرف
فيه ،أو ليس كفؤا ً له !
) (1/261
) (1/263
) (1/264
) (1/265
) (1/266
قط س ُن يَ ْ
ه ّ سم ل َ ُ ق ْابن حجر في شرح الحديث )) : (1ال ْ َ
ك ل ِل ِّتي ُن ت ِل ْ َ َ كَ َ ،
و
ه َ ن أّيامه ّ هب ْ َ
و َ
ن َ فك َأن ّ ُ
ه ّ في ذَل ِ َن ِه ّ ب ِإ ِذْن ِ ِ
ها(.
في ب َْيت َ ِ
وفي صورة أخرى لظلم الرجل غير العادل نراه
يصطحب إحدى زوجاته في أسفاره دون أن يكون
لغيرها نصيب ،فإذا أراد السفر ورغب أن تصحبه
إحدى زوجاته ،فلبد أن يرضين كلهن ،وإل فالقرعة
بينهن ،ومثالنا على ذلك فعل النبي الكريم صلى الله
عليه وسلم ،فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
»كان إذا أراد سفرا ً أقرع بين نسائه« ). (2
وأكثر ما يلحظ في سلوك الزوج غير العادل هو
المبالغة في الهتمام بالزوجة الجديدة ،وربما كان
ذلك على مسمع من الخرى بما يزيد في إغاظتها
واشتداد غيرتها ،دون أية مراعاة لمشاعرها ،وذلك
من الخطأ والجهل
__________
) (1فتح الباري ح 4816
) (2البخاري ،2404ومسلم 4974
) (1/267
) (1/268
) (1/269
) (1/270
) (1/271
) (1/272
) (1/273
) (1/274
َ َ
م
ه ْسن ُ ُح َماًنا أ ْ
ن ِإي َ مِني َؤ ِ م ْل ال ْ ُ الصلة والسلم »أك ْ َ
م ُ
قا« ) ، (1فلن يكمل إيمان العبد حتى يحسن خل ُ ً
ُ
خلقه.
فإن أراد العبد أن يصل إلى هذه الدرجة العالية وهي
كمال اليمان ،فعليه أن يجتهد ويصرف همته في
اكتساب كل خلق كريم ،وأن يبعد عن كل خلق سيء
مكروه؛ وعليه في ذلك أن يقتدي برسول الله صلى
الله عليه وسلم فلقد كان من أحسن الناس خلقًا،
وأتقاهم لله وأعلمهم به.
ن الله على عبده ورسوله صلى الله عليه فقد م ّ
وسلم بتوفيقه إلى مكارم الخلق فقال تعالى مثنيا
م{ عَلى ُ ُ ك لَ َ
وإ ِن ّ َعليه مظهرا ً نعمته لديهَ } :
ظي ٍع ِ ق َخل ٍ
القلم 4:؛ وحاصل خلقه العظيم ،ما فسرته به أم
المؤمنين عائشة رضي الله عنها لمن سألها عنه وهو
ن
ع ْن أ َن ْب ِِئيِني َمِني َ م ْ
ؤ ِ م ال ْ ُ
ُ
سعد بن هشام قالَ» :يا أ ّ
َ
ت
س َت أل َ ْ
قال َ ْ
م َ سل ّ َ
و َ
ه َ عل َي ْ ِ
ه َصّلى الل ّ ُ ل الل ّ ِ
ه َ سو ِ
ق َر ُ ُ ُ
خل ِ
__________
) (1أبو داود ،4062والترمذي 1082وقال حسن
صحيح ،وكذا اللباني في صحيح أبي داود
) (1/275
صّلى
ه َي الل ّ ِ خل ُ َ
ق ن َب ِ ّ ن ُ ت َ
فإ ِ ّ قال َ ْ
ت ب ََلى َ قل ْ ُ
ن ُ قْرآ َ قَرأ ُ ال ْ ُ تَ ْ
ن«(1) . قْرآ َ ن ال ْ ُ م َ
كا َ سل ّ َ
و َ ه َعل َي ْ ِ
ه َ الل ّ ُ
)وما أشبه ذلك من اليات الدالت على اتصافه صلى
الله عليه وسلم بمكارم الخلق ،واليات الحاثات
على كل خلق جميل فكان له منها ،أكملها وأجلها،
وهو في كل خصلة منها ،في الذروة العليا .فكان
سهل لينا ،قريبا من الناس ،مجيبا لدعوة من دعاه،
قاضيا لحاجة من استقضاه ،جابرا لقلب من سأله ،ل
يحرمه ،ول يرده خائبا .وإذا أراد أصحابه منه أمرا
وافقهم عليه ،وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور،
وإن عزم على أمر لم يستبد به دونهم ،بل يشاورهم
ويؤامرهم وكان يقبل من محسنهم ،ويعفو عن
مسيئهم ،ولم يكن يعاشر جليسا ،إل أتم عشرة
وأحسنها .فكان ل يعبس في وجهه ،ول يغلظ عليه
في مقاله ،ول يطوي
__________
) (1مسلم 1233
) (1/276
) (1/277
) (1/278
) (1/279
) (1/281
) (1/282
) (1/283
) (1/284
) (1/285
تنبيه
وأشير إلى أنه ل بد لتهذيب أخلقنا وتحسينها ،من
الرجوع في ذلك إلى الشرع؛ " لن تزكية النفوس
مسّلم إلى الرسل وإنما بعثهم الله لهذه التزكية
وولهم إياها وجعلها على أيديهم دعوة وتعليما ً وبيانا ً
وإرشادًا ،فهم المبعوثون لعلج نفوس المم قال
م ي َت ُْلو سوًل ِ ُ
ه ْ
من ْ ُ ن َر ُ في اْل ّ
مّيي َ ث ِ
ع َ و ال ّ ِ
ذي ب َ َ ه َ
تعالىُ } :
ن
وإ ِ ْ
ة َ م َحك ْ َ وال ْ ِب َم ال ْك َِتا َ ه ُ م ُ عل ّ ُ وي ُ َ م َ ه ْكي ِ وي َُز ّ ه َ م آ ََيات ِ ِه ْ َ َ
علي ْ ِ
ن{ الجمعة2: مِبي ٍ ل ُ ضَل ٍ في َ ل لَ ِ قب ْ ُن َ م ْ كاُنوا ِ َ
م ي َت ُْلو َ
من ْك ُ ْ سوًل ِ م َر ُ فيك ُ ْ سل َْنا ِ ما أْر َ -وقال تعالى} :ك َ َ
وال ْ ِ م ال ْك َِتا َ عل َي ْك ُ َ
ة
م َحك ْ َ ب َ مك ُ ُ عل ّ ُ وي ُ َ م َ كيك ُ ْ وي َُز ّ م آَيات َِنا َ ْ َ
ن{ البقرة151 : مو َ عل َ ُ كوُنوا ت َ ْ م تَ ُ ما ل َ ْ م َ مك ُ ْ عل ّ ُ
وي ُ َ َ
) (1/286
) (1/287
) (1/288
الخلق المذمومة
آفات اللسان
إن آفات اللسان أسرع الفات بالنسان للوقوع في
الهلك والخسران؛ لذلك قبل ذكرها ل بد من التذكير
بأصل مهم وهو :
__________
) (1مسلم ،1290والترمذي 3343وقال حسن
صحيح ،وأبو داود 649
) (1/289
م ت ثُ ّ ج ال ْب َي ْ َ ح ّ وت َ ُ ن َ ضا َ م َ م َر َ صو ُ وت َ ُ كاةَ َ ؤِتي الّز َ وت ُ ْ صَلةَ َ ال ّ
ة
ق ُ صد َ َ ْ َ َ ّ
ل أل أدُل َ َ َ َ قا َ َ
وال ّ ة َ جن ّ ٌ م ُ و ُص ْ ر ال ّ خي ْ ِ ب ال َ وا ِ على أب ْ َ ك َ
ل
ج ِ صَلةُ الّر ُ و َ ماءُ الّناَر َ ئ ال ْ َ ف ُ ما ي ُطْ ِ ة كَ َ طيئ َ َ خ ِ ئ ال ْ َ ف ُ ت ُطْ ِ
ن
ع ْ م َ ه ْ جُنوب ُ ُ فى ُ جا َ م ت ََل }ت َت َ َ ل ثُ ّ قا َ ل َ ف الل ّي ْ ِ و ِ ج ْ ن َ م ْ ِ
ْ ُ
ل أَل أ ْ َ
س
ك ب َِرأ ِ خب ُِر َ قا َ م َ ن{ ث ُ ّ مُلو َ ع َ غ يَ ْ حّتى ب َل َ َ ع َ ج ِ ضا ِ م َ ال ْ َ
َ
لسو َ ت ب ََلى َيا َر ُ قل ْ ُ ه ُ م ِ سَنا ِ ة َ و ِ وِذْر َ ه َ موِد ِ ع ُ و َ ه َ ر ك ُل ّ ِ ِ ماْل ْ
َ قا َ ْ
ة
و ُ وِذْر َ صَلةُ َ مودُهُ ال ّ ع ُ و َ م َ سَل ُ ر اْل ِ ْ ِ س اْل ْ
م ل َرأ ُ ه َ الل ّ ِ
قل ْ ُ
ت ه ُ ك ك ُل ّ ِ ك ذَل ِ َ مَل ِ ك بِ َ خب ُِر َ ل أ ََل أ ُ ْ قا َ م َ هادُ ث ُ ّ ج َ ه ال ْ ِ م ِ سَنا ِ َ
َ َ ّ
ذا ه َ علي ْك َ َ ف َ لك ّ ُ ه قا َ َ سان ِ ِ خذَ ب ِل ِ َ ه فأ َ َ ي الل ِ ب ََلى َيا ن َب ِ ّ
لقا َ ف َ ه َ م بِ ِ ما ن َت َك َل ّ ُ ن بِ َ ذو َ خ ُ ؤا َ م َ وإ ِّنا ل َ ُ ه َ ي الل ّ ِ ت َُيا ن َب ِ ّ قل ْ ُ ف ُ َ
عَلى ر َ في الّنا ِ س ِ ب الّنا َ ل ي َك ُ ّ ه ْ و َ عاذُ َ م َ ك َيا ُ م َ كأ ّ ث َك ِل َت ْ َ
َ َ
م« )(1 ه ْ سن َت ِ ِ صائ ِدُ أل ْ ِ ح َ م إ ِّل َ ه ْ ر ِ خ ِ مَنا ِ عَلى َ و َ مأ ْ ه ْ ه ِ جو ِ و ُ ُ
-فظاهر حديث معاذ رضي الله عنه أن اللسان قد
يكون سببا في دخول النسان النار؛ بل ورد ما يدل
على أن أكثر ما يدخل الناس النار النطق بألسنتهم؛
ن ع ْ م َ سل ّ َ و َ ه َ عل َي ْ ِ ه َ صّلى الل ّ ُ ه َ ل الل ّ ِ سو ُ ل َر ُ سئ ِ َ فقد » ُ
َ
خ ُ
ل ما ي ُدْ ِ ر َ أك ْث َ ِ
__________
) (1الترمذي 2541وقال حسن صحيح ،وصححه
اللباني في صحيح الترمذي وابن ماجه 3963
) (1/291
سئ ِ َ
ل و ُ ق َ ن ال ْ ُ ُ وى الل ّ ِ ل تَ ْ
قا َف َة َ س ال ْ َ
خل ِ س ُح ْو ُه َ ق َ جن ّ َ الّنا َ
َ
ج« )فْر ُوال ْ َم َ ل ال ْ َ
ف ُ ف َ
قا َ س الّناَر َل الّنا َ خ ُما ي ُدْ ِ ر َ ن أك ْث َ ِ
ع ْ
َ
(1
وهذا يدل على أن أعظم البلء على المرء في الدنيا
لسانه ،فإن أكثر المعاصي منه ،لقوله-عليه الصلة
ه« ) ، (2فمن سان ِ ِ في ل ِ َ م ِ ن آد َ َ والسلم»أ َك ْث َُر َ َ
خطاَيا اب ِ
وقي شر اللسان والفرج وقى أعظم الشر
ولهذا كان النبي-صلى الله عليه وسلم-يوصي
ن
م ْ الصحابة بالصمت ويحث عليه ،فكان يقولَ »:
جا« )(3 ت نَ َ م َ ص ََ
قالَ ف َم َ ّ َ ّ ّ َ َ
سل َ و َ ه َ علي ْ ِ ه َ صلى الل ُ ي َ ي إ ِلى الن ّب ِ ّ عَراب ِ ّجاءَ أ ْ و» َ
ن َ
ل لئ ِ ْ قا َ ف َة َ جن ّ َ ْ
خلِني ال َ ُ مل ي ُدْ ِ ً ع َمِني َ ّ
عل ْ ه َ ّ
ل الل ِ سو َ َيا َر ُ
َ َ ْ َ َ ْ ْ َ
ة
سأل َ م ْ ت ال َ ض َ عَر ْ قد ْ أ ْ ةل َ خطب َ َ ت ال ُ صْر َق َ تأ ْ ك ُن ْ َ
__________
) (1الترمذي 1937وقال صحيح غريب،و ابن ماجه
- 4246وحسنه اللباني في الصحيحة 977
) (2الطبراني في الكبير ،10294والبيهقي في
شعب اليمان ،4729وحسنه اللباني في الصحيحة
534
) (3الترمذي 2425وقال غريب ،والدارمي
،2769وأحمد ،6193وصححه اللباني في الصحيحة
536
) (1/292
ل الل ّ ِ
ه سو َ ل َيا َر ُ قا َ ف َ ة َقب َ َ ك الّر َ ف ّ و ُ ة َ م َ س َ ق الن ّ َ عت ِ ْ أَ ْ
عت ْق الن ّسم َ َ
د
فّر َ ن تَ َ ةأ ْ َ َ ِ ن ِ َ ل َل إ ِ ّ قا َ ة َ حد َ ٍ وا ِ سَتا ب ِ َ ول َي ْ َ أ َ
قب َ
ة ح ُ من ْ َ وال ْ ِ ها َ ق َ عت ْ ِ في ِ ن ِ عي َ ن تُ ِ ةأ ْ ك الّر َ َ ِ ف ّ و َ ها َ ق َ عت ْ ِ بِ ِ
ق
م ت ُطِ ْ نل ْ َ فإ ِ ْ ّ
حم ِ الظال ِم ِ َ على ِذي الّر ِ َ يء ُ َ ْ ف وال َ ْ ف َ كو ُ و ُ ال ْ َ
عم ال ْجائ ِع واسق الظّمآن ْ ك َ َ
فعُرو ِ م ْ مْر ِبال ْ َ وأ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ ِ فأطْ ِ ْ ذَل ِ َ
ن
م ْ ك إ ِّل ِ سان َ َ ف لِ َ فك ُ ّ ك َ ق ذَل ِ َ م ت ُطِ ْ ن لَ ْفإ ِ ْ ر َ من ْك َ ِ ن ال ْ ُ ع ْ ه َ وان ْ َ َ
ر« )(1 ْ ِ ي خ
َ ْ ل ا
م ك لَ ْ وقال أيضا لمعاذ بن جبل رضي الله عنه »:إ ِن ّ َ
عل َي ْ َ ذا ت َك َل ّمت ك ُت ِب ل َ َ َ
ك« ) و َ كأ ْ َ َ َ فإ ِ َتَ ، سك َ ّ ما َ ما َ سال ِ ً ل َ ت ََز ْ
(2
ت َيا قل ْ ُ وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قالُ »:
عل َي ْ َ قا َ َ
ك سان َ َ ك لِ َ ك َ س ْ م ِ لأ ْ جاةُ ؟ َ ما الن ّ َ ه َ ل الل ّ ِ سو َ َر ُ
ك« )(3 طيئ َت ِ َ خ ِ عَلى َ ك َ واب ْ ِ ك َ ك ب َي ْت ُ َ ع َ س ْ ول ْي َ َ َ
__________
) (1أحمد ،17902والبيهقي في شعب اليمان
،4166وصححه اللباني في صحيح الترغيب
والترهيب
) (2الطبراني في الكبير ،16561وصححه اللباني
في صحيح الجامع
) (3الترمذي 2330وقال حسن ،وصححه اللباني في
صحيح الترمذي
) (1/293
) (1/294
) (1/296
َ َ
ر عَلى أِبي ب َك ْ ٍ ل َ خ َ ب دَ َ طا ِ خ ّ ن ال ْ َ مَر ب ْ َ ع َ ن ُ فثبت )أ ّ
فَر الل ّ ُ
ه غ َه َ م ْ مُر َ ع َه ُ ل لَ ُ قا َ ف َ ه َ سان َ ُجب ِذُ ل ِ َ و يَ ْه َو ُ ق َ دي ِ ص ّال ّ
ْ َ َ لَ َ
د( )(1 ر َوا ِ م َوَردَِني ال َ ذا أ ْ ه َن َ ر إِ ّ ل أُبو ب َك ْ ٍ قا َ ف َك َ
والل ّ ِ
ه وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ) َ
َ َ
جو ُح َيء ٌ أ ْ ش ْ ض َ ه الْر ِ ج ِ و ْعَلى َ ما َ وَ ، ه َه ِإل ُ ذي ل إ ِل َ َ ال ّ ِ
ن( )(2 سا ٍ ن لِ َ م ْن ِ إ َِلى ُ
ج ٍ س ْ ل ِ طو ِ
وعنه أيضا أنه )لبى على الصفا ،ثم قال :يا لسان
قل خيرا تغنم أو اصمت تسلم من قبل أن تندم،
قالوا :يا أبا عبد الرحمن هذا شيء تقوله أو سمعته
قال :ل ،بل ،سمعت رسول الله صلى الله عليه
ه« ) سان ِ ِ في ل ِ َ م ِ ن آد َ َ ن أ َك ْث ََر َ َ
خطايا اب ْ ِ وسلم ،يقول » :إ ّ
( (3وُيحكى أن رجل ً نظر إلى
__________
) (1الموطأ ،1567وابن أبي الدنيا في الورع
،92والبيهقي في الشعب ،4741وصححه اللباني
في صحيح الترغيب والترهيب
) (2الطبراني في الكبير ، 8657وصححه اللباني
في صحيح الترغيب والترهيب
) (3البيهقي في شعب اليمان ،4729وحسنه
اللباني في صحيح الجامع
) (1/297
رجل مكثار فقال) :يا هذا ويحك إنما تملي كتابا إلى
ربك يقرأ على رؤوس الشهاد يوم الشدائد والهوال
وأنت عطشان عريان جوعان فانظر ماذا تملي(
إذن فخطر اللسان عظيم عظم ما يجنيه على صاحبه
من الويلت والمفاسد عاجل وآجل ،لذلك ينبغي على
المسلم الحريص أن يتدبر ما يقول قبل أن ينطق،
فإن ظهرت فيه مصلحة تكلم وال أمسك ،فإن النجاة
كل النجاة في حفظه وحبسه إل من خير
ساِنه ه أ َن ْ َ
شدَ ب ِل ِ َ
َ
ي -رضي الله عنه -أن ّ ُ عل ِ ّن َ يع ِ و َ وُر ِ َ
على من َ َ َ ن القو ََ َ
وأد ِ هَ # وقت ِ ِ ر َل في غي ِ فل ُتكث َِر ّ
لعق ِ ن ِلل َ مزي ّ ِت ال ُ صم ِ ال َ
مرءُت ال َ س َيمو ُ وَلي َ هَ # ة ِبلسان ِ ِ عثَر ٍ
من َ فتى ِ ت ال َ َيمو ُ
لة الّرج ِ عثَر ِ من َ ِ
ل ت ََبرا
ه ِبالّرج ِ عثَرت ِ و َ هَ # س ِ ه َترمي ب َِرأ ِ من في ِ ه َ فعثَرت ُ ُ َ
ل مه ِ على َ َ
) (1/298
السؤال:
ما
قرأت قول النبي صلى الله عليه وسلم )َ » : (2
ء«.
سا ِ
ن الن ّ َ
م ْ
ل ِ جا ِعَلى الّر َ ة أَ َ
ضّر َ فت ْن َ ً
دي ِ
ع ِ ت ََرك ْ ُ
ت بَ ْ
سؤالي كيف لي أن أنجو بنفسي من هذه الفتنة ،وأنا
أراها في كل مكان :الشارع ..التلفاز ..النترنت..
العمل..
الجواب:
الحمد لله ،فإن الله خلق النسان في دار ابتلء
وامتحان ،وجعل الجنة مقرا ً لوليائه وأحبابه -الذين
يؤثرون رضاه على رضى أنفسهم ،وطاعته على
راحة أبدانهم -وجعل النار مستقرا ً لمن عصاه من
عباده ،وآثر هوى النفس على رضى الرب سبحانه
ة ال ِّتي ك ال ْ َ
جن ّ ُ وتعالى ،قال تعالى } :ت ِل ْ َ
__________
) (1قافلة المواقع
) (2البخاري ،5096ومسلم 2740
) (1/300
) (1/301
) (1/302
-4النكاح :
) (1/303
صّلى الل ّ ُ
ه ي َ ل الن ّب ِ ّ قا َ ه بن مسعود قال َ : د الل ّ ِ عب ْ ِ
ن َ ع ْ َ
م من ْك ُ ْ
ع ِ
طا َست َ َ
نا ْ م ْ ب َ شَبا ِ شَر ال ّع َم ْم َ» :يا َ سل ّ َ و َ ه َعل َي ْ ِ َ
ه َ
هل ُ وم ِ َ
فإ ِن ّ ُ ص ْ
ه ِبال ّ َ
علي ْ ِ ف َ ع َ ست َطِ ْ
م يَ ْ َ
نل ْ م ْو َ
ج َ
و ْ ْ
فلي َت ََز ّ الَباءَةَ َ ْ
ء« )(1 جا ٌ و َ ِ
) (1/304
) (1/305
) (1/306
) (1/307
الصبر
الصبر من حيث الجملة واجب ،ويدل لذلك:
ها َ
أ -أمر الله به في غير ما آية قال تعالىَ} :يا أي ّ َ
َ
عم َ ه َ ن الل ّ َ صَل ِ
ة إِ ّ وال ّر َ صب ْ ِ
عيُنوا ِبال ّ ست َ ِمُنوا ا ْ نآ َ ذي َ ال ّ ِ
صاب ُِروا{ آل و َصب ُِروا َن{ البقرة} 153:ا ْ ري َ صاب ِ ِال ّ
عمران.200:
م
ه ُ وّلو ُ فَل ت ُ َ ب -نهيه عن ضده كما في قوله } َ
م{ مال َك ُ ْ ع َوَل ت ُب ْطُِلوا أ َ ْ اْلدَْباَر{ النفال 15:وقوله } َ
َ
حَزُنوا{ آل عمران139: وَل ت َ ْ هُنوا َول ت َ ِ
محمدَ َ } 33:
ُ
ج ْ
ل ع ِ
ست َ ْ وَل ت َ ْ ل َ س ِ ن الّر ُ م َ
عْزم ِ ِ صب ََر أوُلو ال ْ َ ما َ صب ِْر ك َ َ فا ْ } َ
م{الحقاف.35: ه ْ لَ ُ
ج -أن الله رتب عليه خيري الدنيا والخرة وما كان
كذلك كان تحصيله واجبًا ،أما من حيث التفصيل
فحكمه بحسب المصبور عنه أو عليه ،فهو واجب على
الواجبات وواجب عن المحرمات ،وهو مستحب عن
المكروهات ،ومكروه عن المستحبات ،ومستحب على
المستحبات،
) (1/308
) (1/310
) (1/311
) (1/312
) (1/313
) (1/314
) (1/315
) (1/316
ن
زي َ ّ ول َن َ ْ
ج ِ - 19إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم } َ
َ َ
ن{ النحل: مُلو َع َ ما َ
كاُنوا ي َ ْ ن َ
س ِ
ح َ
م ب ِأ ْ
ه ْ
جَر ُ
صب َُروا أ ْ
ن َ ال ّ ِ
ذي َ
.96
وبعد ،فهذا غيض من فيض في باب فضائل الصبر
ولول الطالة لسترسلنا في ذكر تلك الفضائل
والمنازل ،ولعل فيما ذكر عبرة ودافع على الصبر
فالله المستعان.
- 3مجالت الصبر في القرآن الكريم:
أ -الصبر على بلء الدنيا:
لقد أخبرنا الله تعالى بطبيعة الحياة الدنيا ،وأنها
قَنا خل َ ْ
قدْ َ خلقت ممزوجة بالبلء والفتن فقال} :ل َ َ
د{ البلد 4:أي مشقة وعناء ،وأقسم في ك َب َ ٍ ن ِ سا َ اْل ِن ْ َ
فو ِ خ ْن ال ْ َ م َ ء ِ ي ٍش ْ م بِ َ ون ّك ُ ْ ول َن َب ْل ُ َ على ذلك بقولهَ } :
َ
واْلن ْ ُ َ
ر
ش ِوب َ ّ ت َ مَرا ِ والث ّ َ س َ ف ِ ل َ وا ِ م َ ن اْل ْ م َ ص ِ ق ٍ ون َ ْ ع َ جو ِ وال ْ َُ
ه ّ ُ ة َ َ ن إِ َ ّ
قالوا إ ِّنا ل ِل ِ صيب َ ٌ م ِ م ُ ه ْ صاب َت ْ ُ ذا أ َ ذي َ ن * ال ِ ري َ صاب ِ ِال ّ
م َ َ َ
ن * أولئ ِ َ ُ َ
ه ْ ن َرب ّ ِ م ْ ت ِ وا ٌ صل َ م َ ه ْعلي ْ ِ ك َ عو َ ج ُ
ه َرا ِ وإ ِّنا إ ِلي ْ ِ َ
ن{ البقرة 157-155:وإذا ْ َ َ ُ
دو َ هت َ ُ م ْ م ال ُ ه ُوأولئ ِك ُ ة َ م ٌ ح َوَر ْ َ
أطلق الصبر فل يكاد ينصرف إلى غيره عند كثير من
الناس.
) (1/317
) (1/318
) (1/320
) (1/323
ْ
وَل ي َُردّ ب َأ ُ
سَنا ن نَ َ
شاءُ َ م ْ
ي َ
ج َ صُرَنا َ
فن ُ ّ م نَ ْه ْجاءَ ُ
ذُبوا َ قد ْ ك ُ ِ َ
ن{ يوسف.110: مي َر ِ
ج ِم ْ ْ
وم ِ ال ُ
ق ْ ْ
ن ال َ ع ِ َ
) (1/324
) (1/327
) (1/328
) (1/329
) (1/330
) (1/331
) (1/332
وأكرمت الرجل ،كان الرجل في المواطنين واحدًا،
ل ،كان المقصود ل وأكرمت رج ً وإذا قلت :جاء رج ٌ
رجلين .وقد جعل العسر في اليتين مع العسر ل
بعده أو عقبه لينبه إلى قرب تحققه بعده حتى كأنه
معه ولينبه أيضا ً إلى أن كل عسر مقرون بيسر وأكثر
فما من مصيبة يبتلى بها عبد إل ولله فيه إلطاف بأن
لم يجعلها على نحو أعظم أو أكبر أو أطول مما هي
عليه.
ً
وقد تكرر في القرآن المر بالصبر مقرونا بالتذكير
ه ّ
عدَ الل ِ و ْبأن وعد الله حق ل يتخلف أبدا ً قال تعالىَ } :
ن
صب ِْر إ ِ ّ
فا ْ د{ الزمر ،20:وقال } َ عا َ ه ال ْ ِ
مي َ ف الل ّ ُ َل ي ُ ْ
خل ِ ُ
ن{ الروم: قُنو َ ن َل ُيو ِ ك ال ّ ِ
ذي َ فن ّ َ
خ ّ
ست َ ِوَل ي َ ْ ق َح ّ ه َعدَ الل ّ ِو َْ
،60إن اشتداد الزمة في سنن الله تعني قرب انبلج
الفجر وظهور طلئع النصر كما قيل:
ة تنفرجي #قد آذن ليلك بالبلج )(1 اشتدي أزم ُ
__________
) (1من قصيدة لبي الفضل التوزري المعروف بابن
النحوي
) (1/333
َ
موَنا عَلى َ
ما آذَي ْت ُ ُ ن َ ول َن َ ْ
صب َِر ّ ،59وقوله عن رسلهَ } :
ن{ إبراهيم.12: وك ُّلو َ ل ال ْ ُ
مت َ َ فل ْي َت َ َ
وك ّ ِ عَلى الل ّ ِ
ه َ و َ
َ
ن ذي َ ه ال ّ ِ ن الل ّ ُ م ّ عل َ َفل َي َ ْم َ ه ْ قب ْل ِ ِ ن َ م ْ ن ِ ذي َ فت َّنا ال ّ ِ قد ْ َ ول َ َ َ
ن{ العنكبوت ،3-2:وقال لهم: ن الكاِذِبي َ َ ْ م ّ عل َ َ ولي َ ْ َ قوا َ صد َ ُ َ
ن ذي ّ لا لُ َ ثم م ُ ك ِ ت ْ أ ي ما َ ل و ة
َ ّ ن ج ْ لا لوا ُ خ ُ د َ ت ن َ أ م ُ ت ب س ح م }أ َ
َ ِ ْ َ َ ّ َ َ ْ ْ ْ ْ ِ ْ َ
ُ ْ ْ ْ
حّتى زلوا َ وُزل ِ ضّراءُ َ وال ّ ساءُ َ م الب َأ َ ه ُ ست ْ ُ م ّ م َ ُ
ن قب ْل ِك ْ َ م ْ وا ِ خل َ ْ َ
ن َ َ ّ َ ّ سو ُ قو َ يَ ُ
ه أل إ ِ ّ صُر الل ِ مَتى ن َ ْ ه َ ع ُ م َمُنوا َ نآ َ ذي َ وال ِ ل َ ل الّر ُ
ب{ البقرة.214: ري ٌ ق ِ ه َ ّ
صَر الل ِ نَ ْ
) (1/336
) (1/337
ق
خل ِ َ
-1الستعجال :النفس موكولة بحب العاجل } ُ
ل{ النبياء ،37:فإذا أبطأ على ج ٍ ع َن َ م ْن ِ سا ُ اْل ِن ْ َ
النسان ما يريد نفد صبره وضاق صدره واستعجل
قطف الثمرة قبل أوانها فل هو ظفر بثمرة طيبة ول
هو أتم المسير ،ولهذا قال الله تعالى لنبيه صلى الله
ُ
لس ِ
ن الّر ُ م َ صب ََر أوُلو ال ْ َ
عْزم ِ ِ صب ِْر ك َ َ
ما َ فا ْ عليه وسلمَ } :
م{ الحقاف ،35:أي العذاب فإن له ه ْ ل لَ ُ ج ْع ِ وَل ت َ ْ
ست َ ْ َ
يوما ً موعودًا.
لقد باءت بعض الدعوات بالفشل ولم تؤت ثمرتها
المرجوة بعلة الستعجال ،ولو أنهم صبروا لكان خيرا ً
لهم ،ثار بعضهم على الطغيان ولما يقم على ساقه
ويشتد عوده وتكتمل آلته وتنضج دعوته وتمتد قاعدته
فقضي على الدعوة ووئد الداعية وذهب الثنان في
خبر كان ،والحديث
) (1/338
) (1/340
ف إ ِّل الل ّ َ
ه خا ُما ي َ َت َ مو َ ضَر ُ ح ْو َعاءَ َصن ْ َ
ن َ ما ب َي ْ َ
ب َ الّراك ِ ُ
ن« ). (1 ُ
جلو َ ع َ
م تَ ْ ُ َ
ولك ِن ّك ْه َم ِ َ
على غن َ ِ َ ب َ والذّئ ْ َعاَلى َ تَ َ
- 4نماذج للصابرين:
ضرب لنا في القرآن نماذج رائعة تجسدت فيهم لقد ُ
حقيقة الصبر ،واستحقوا أن يذكروا بصبرهم فيقتدى
بهم الصابرون ،وسنختار في هذه العجالة ثلثة منها
يتمثل في كل واحد منها لون من الصبر.
) (1/341
) (1/342
) (1/343
) (1/344
) (1/345
) (1/346
فأولهما تكريمه بتخليد ذكره ومباهاة الله به عند
رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
عب ْدََنا{ ،حيث أضافه إليه، وثانيه :تكريمه بقوله } َ
والعبودية من أشرف أوصاف النسان التي يتحلى بها
وثالثها :عندما استجاب نداءه وكشف ضره ووهب له
أهله ومثلهم معهم
ورابعها :حينما جعل له مخرجا من يمين حلفه علىً
امرأته فكرمت وكرم بما يخلصه من مأزق الحنث،
وكانت خاتمة ذلك هذا الوسام من الشرف العريض
ب{ ،فوصفه }إّنا وجدَناه صابرا ن ِعم ال ْعبد إن ّ َ
وا ٌ هأ ّ َ ْ ُ ِ ُ ْ َ َ َ ْ ُ َ ِ ً ِ
بالصبر حتى قرن الصبر بأيوب فل يذكر إل وهو معه،
ثم قال :نعم العبد فكانت شهادة من الله بتمام
عبوديته ،ثم ختم ذلك بقوله إنه أواب ،والواب:
المبالغ في شدة رجوعه إلى الله تعالى.
وقد ذكر الله تعالى صبره في موطن آخر فقال:
م َ ضر َ }وأ َيوب إذْ َنادى رب َ
ح ُت أْر َ وأن ْ َ ي ال ّ ّ َ سن ِ َ م ّ ه أّني َ َ ّ ُ َ َ ّ َ ِ
ضّر
ن ُ م ْ ه ِ ما ب ِ ِشفَنا َ ْ َ
ه فك ََ َ
جب َْنا ل ُ ست َ َ َ
ن * فا ْ مي َ ح ِ الّرا ِ
وِذك َْرى َ َ َ
وآ َت َي َْناهُ أ ْ
دَنا َعن ْ ِ
ن ِ م ْة ِ م ً ح َ م َر ْ ه ْع ُم َ م َ ه ْمث ْل ُ و ِ ه َهل ُ َ
ن* دي َعاب ِ ِ ْ
ل ِل َ
) (1/347
ن{ري َ
صاب ِ ِن ال ّم َ ل كُ ّ
ل ِ ف ِذا ال ْك ِ ْ
و َ
س َ
ري َوإ ِدْ ِ
ل َعي َ
ما ِ
س َ وإ ِ ْ
َ
النبياء ،85-83:لقد كان نداء أيوب في ضرائه غاية
في اللطف والدب ولذا كانت الجابة آية في التمام
والكمال ،لقد نادى ربه ولم يسأله شيئا ً بعينه من
الهل والعافية وذكر ربه بما هو أهله وبما اتصف به
ن{، َ ضر َ }رب َ
مي َح ِ
م الّرا ِح ُ
ت أْر َ وأن ْ َي ال ّ ّ َ
سن ِ َ م ّه أّني َ َ ّ ُ
فاستجاب له دعاءه فكشف عنه الضر ورد عليه الهل
ومثلهم معهم وجعله ذكرى للعابدين وإماما ً من
الصابرين.
جعلني الله وإياك منهم وحشرنا معهم وآجرنا
بأجرهم إنه ولي ذلك والقادر عليه...
) (1/348
ل ،والتنزه
ق جمي ٍ ل ُ ُ
الصبر هو :الساس الكبر لك ّ
خل ٍ
خُلق رذيل ،وهو حبس النفس على ما تكره، ل ُمن ك ّ
وعلى خلف مرادها طلًبا لرضى الله وثوابه ،ويدخل
فيه الصبر على طاعة الله ،وعن معصيته ،وعلى
أقدار الله المؤلمة .فل تتم هذه المور الثلثة التي
تجمع الدين كّله إل بالصبر.
صا الطاعات الشاقة ،كالجهاد في فالطاعات خصو ً
سبيل الله ،والعبادات المستمرة كطلب العلم،
والمداومة على القوال النافعة ،والفعال النافعة ل
تتم إل بالصبر عليها ،وتمرين النفس على الستمرار
عليها وملزمتها ومرابطتها ،وإذا ضعف الصبر ضعفت
هذه الفعال ،وربما انقطعت.
__________
) (1فتح الرحيم الملك العّلم في علم العقائد
والتوحيد والخلق والحكام المستنبطة من القرآن
للشيخ :عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
) (1/349
) (1/350
) (1/351
ة
سه من نزع ِ و نف ِ خل ّشش و ُ ر المرء من الغ َ سلمة صد ِ
مة
س َظها لهي ِ في لحظو ِ ش ّالنتصار للّنفس والت َ
سد، ل فيه ول ح َ المؤمن الصالح الهّين الل ّّين الذي ل غ ّ
ن الحياةَ داُر ممّر قه ،ويعلم أ ّ ق الخرين على ح ّ يؤثر ح ّ
ة الدنيا في مفهومه إن مقّر؛ إذ ما حاج ُ ست دار َ ولي َ
ش المرءة عي ِ ة إلى الخرة؛ بل ما قيم ُ صل َ ًكن مو ِ لم ت ُ
ب الذات على هذه البسيطة وهو َيكن ُِز في قلبه ح ّ
كدرُز بين الحين والخر ما يؤ ّ ظة و ُيف ِ فظا َ غلظة وال َ وال ِ
عطنه؟! َ وةَ قلِبه وضيق َ قس َ من خلِله َ
__________
) (1الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم -من خطبة في
المسجد الحرام بتاريخ 20/3/1426هـ بإختصار.
) (1/352
) (1/353
ع أحدٌ ض َ عّزا ،وما توا َ و إل ّ ِ دا بعف ٍ ل ،وما زاد الله عب ً ما ٍ
ي العزة، عّزة يا باغ َ ذه هي ال ِ عه« ) ، (1فه ِ ه إل رف َ لل ِ
دها. ش ُ وهذه هي الّرفعة يا من تن ُ
عّزة في الدنيا والخرة ،كيف ل وقد وعد رفعة و ِ إنها ِ
من ة ّ فَر ٍ غ ِ م ْ عوا إ َِلى َ ر ُ سا َ ِ و َ فين بها بقوِلهَ } : الله المّتص ِ
ُ
ن
قي َ مت ّ ِت ل ِل ْ ُ عد ّ ْضأ ِ والْر ُ ت َ وا ُ م َس َها ال ّ ض َ عْر ُ ة َ جن ّ ٍو َ م َ ّرب ّك ُ ْ
غي ْ َ
ظ ن ال َ مي َ كاظِ ِ وال ْ َ ء َ ضّرا ِ وال ّ ء َ سّرا ِ في ال ّ ن ِ قو َ ف ُ ن ُين ِ ذي َ ال ّ ِ
ن{ آل سِني َ ح ِ م ْ ب ال ُ ح ّ ه يُ ِ والل ّ ُ س َن الّنا ِ ع ِ ن َ في َ عا ِ وال ْ َ َ
عمران.134 ،133:
ملون ع ِ ظ ـ عباد الله ـ هم الذين ل ي ُ ْ ن الغي َ ظمو َ والكا ِ
فون عنهم شّرهم، ضَبهم في الناس ،بل يك ّ غ َ
ما العافون عن سبون ذلك عند الله عز وجل ،أ ّ ويحت ِ
مهم في أنفسهم، من ظل َ نع ّ الناس فهم الذين يعفو َ
د .ومن كانت دة على أح ٍ ج َ فسهم مو ِ قى في أن ِ فل يب َ
ة الله شر بمحب ّ ِ هذه سجّيته فليب ِ
__________
) (1مسلم 2588
) (1/354
ب
ح ّ ه يُ ِ والل ّ ُت الحسانَ } ، ما من مقاما ِ غ مقا ًله حيث بل َ َ
من أحسن فقد ن َ
ن{ آل عمران .134:أل إ ّ سِني َ ح ِم ْال ُ
ة
حم َ ن َر ْ فر له ورحمه} ،إ ِ ّ أحّبه الله ،ومن أحّبه الله غ َ
ن{ العراف.56: سِني َ
ح ِم ْ
ن ال ُم َ
ب ّ ري ٌ
ق ِه َالل ّ ِ
حلم والناة وي ال ِقَياء ذ ِشعار الصالحين الن ِ العفو ِ
رع إيثا ٍ ق نو ُل عن الح ّ ن التناز َ والّنفس الرضّية؛ ل ّ
ة
و ٍ فذ بق ّ ي ين ُي تق ّ ق نق ّ طل ُ ُ
خل ٍ ل على العاجل وبس ٍ للج ِ
شغاف قلوب الخرين ،فل يمِلكون أمامه إل إبداءَ إلى ِ
ل وإكبار لمن هذه صفُته وهذا ديدَُنه. ة إجل ٍ نظر ِ
ر الهّين؛ إذ له في ن العفو عن الخرين ليس بالم ِ إ ّ
بةح ّ م التغّلب عليه إل ّ بمصارع ِ ل ل يت ِ ّ س ِثق ٌالّنف ِ
ء
النتصار والنتقام ِ للنفس ،ول يكون ذلك إل للقويا ِ
صوا على حظوظ الّنفس ورغباتها وإن الذين استع َ
ؤه لقوله تعالى: قا لهم يجوُز لهم إمضا ُ كانت ح ّ
ما َ َ ول َئ ِ َ ُ
ل{ سِبي ٍ
من َ هم ّعلي ْ ِ ك َ فأ ْ ه َ عدَ ظُل ْ ِ
م ِ صَر ب َ ْن انت َ َم ِ ول َ َ
} َ
ن التنازل عن الشورى ،41:غيَر أ ّ
) (1/355
ز
ل على تجاو ِ ة النفس عن إنفاِذه لهو دلي ٌ ق وملك َ الح ّ
من هنا يأتي التمّيز والبراز خرق العادات .و ِ فو َ المألو ِ
كمل ِ ُذي ي َ ْ ح»ال ّ ِ شديد الممدو ُ عموم ،وهذا هو ال ّ عن ال ُ
حين وغيرهما عن ب« كما في الصحي َ ض ِ غ َ ْ
عن ْدَ ال َ ه ِ س ُ ف َ نَ ْ
النبي صلى الله عليه وسلم ) ، (1وقد أخرج المام
ي صلى الله عليه وسلم : ل النب ّ مد في مسنده قو َ أح َ
ه ّ فذَهُ دَ َ َ َ و َ ً م َ َ َ
عاهُ الل ُ ن ي ُن ْ ِ على أ ْ قاِدٌر َ ه َ
و ُ غي ْظا َ ن كظ َ م ْ » َ
ي َ ءوس ال ْ َ َ عَلى ُر ُ عاَلى َ ت ََباَر َ
نأ ّ م ْ خي َّرهُ ِ حّتى ي ُ َ ق َ خلئ ِ ِ ِ وت َ َ ك َ
ء«(2) . شا َ ر َ حو ِ ال ْ ُ
مين على التخّلق ضت المسل ِ ن شريعَتنا الغّراء يوم ح ّ إ ّ
قض في نطا ٍ صر هذا الح ّ وز لم تق ِ ق العفو والتجا ُ بخل ِ
عا
س ً ت المَر فيه مو ّ قة ،بل جعل ِ َ
ضيق أو دائرة مغل َ
م
عا ّمل ال َ ن الّتعا ُ ب كثيرةً من شؤو ِ ل جوان َ م َ ليش َ
__________
) (1البخاري ،5649ومسلم .4723
) (2أحمد ،15084وأبو داود ،4147والترمذي 2493
وقال حسن غريب ،وابن ماجه ،4176وحسنه
اللباني صحيح أبي داود
) (1/356
) (1/357
) (1/358
) (1/359
) (1/360
ة وبرهان. ج ٌ ب عن الخَرى العذَر ولو كان له ح ّ ويحج ُ
و عقِله ،وقد استولى عليه من هذه حاُله فهو عد ّ و َ
و إلى القبيح ن بالعف ِ فه عن الحس ِ وى فصر َ سلطان اله َ
مافي ،تقول عائشة رضي الله تعالى عنهاَ » : بالّتش ّ
ق ّ
ط شي ًْئا َ م َ سل ّ َ و َ ه َ عل َي ْ ِ ه َ صّلى الل ّ ُ ه َ ل الل ّ ِ سو ُ ب َر ُ ضَر َ َ
ه ّ َ ّ َ َ َ
ل الل ِ سِبي ِ في َ هد َ ِ جا ِ ن يُ َ ما إ ِل أ ْ خاِد ً ول َ مَرأةً َ ول ا ْ ه َ د ِب ِي َ ِ
ن َ ّ قط َ ّ يء ٌ َ ه َ ما ِني َ
ه إ ِل أ ْ حب ِ ِ صا ِ ن َ م ْ م ِ ق َ في َن ْت َ ِ ش ْ من ْ ُ ل ِ و َ َ
جل« )(1 ّ و َ عّز َ ه َ ّ
م ل ِل ِ ق َ ه في َن ْت َ ِ َ ّ
رم ِ الل ِ حا ِ م َ
ن َ م ْ يء ٌ ِ هك ش ْ َ َ ي ُن ْت َ َ
.
و
ن العف َ ق ،ولك ّ ن النتصاَر للنفس من الظلم ِ لح ّ أل إ ّ
ن م ْ ف َ ها َ مث ْل ُ َ
ة ّ سي ّئ َ ٌ ة َ سي ّئ َ ٍ جَزاءُ َ و َل والّتقوىَ } ، هو الكما ُ
ب ال ّ َ فا َ
ن{ مي َ ظال ِ ِ ح ّ ه ل َ يُ ِ ه إ ِن ّ ُ عَلى الل ّ ِ جُرهُ َ فأ ْ ح َ صل َ َ وأ ْ ع َ َ َ
الشورى.40:
وز لم يكن و والتجا ُ ض الشريعة على العف ِ إن تحضي َ
نر دون الباطن ،بل إ ّ صًرا على العفو في الظاه ِ مقت ِ
نم الظاهر والباط َ ضع ّ التحضي َ
__________
) (1مسلم ،4296وأحمد 22906
) (1/361
هن الل ّ َ فإ ِ ّ فُروا َ غ ِ وت َ ْ حوا َ ف ُص َ وت َ ْ فوا َ ع ُوِإن ت َ ْ م َ ه ْ و ُ حذَُر َ فا ْ َ
م{ التغابن.14: حي ٌ فوٌر ّر ِ غ َُ
ي صلى الله عليه وسلم، ق النب ّ صفح هما خل ُ ُ العفو وال ّ
بمرون المقَتدون؟! أين من يغاِلبهم ح ّ فأين المش ّ
ُ
النتصار والنتقام؟! أين هم من خلق سّيد
سلين ؟! المر َ
ل الله سئ َِلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسو ِ
ُ
َ
م ي َك ُ ْ
ن قا ل َ ْ خل ُ ًس ُ نا ِ ن ال ّس َ ح َ نأ ْ كا َ في أهله فقالتَ » :
وَل ي ُ ْ َ
ز ُ
ئ ج ِ ق َ وا ِ س َ خاًبا ِباْل ْ س ّ وَل َ شا َ ح ً مت َ َ
ف ّ وَل ُ شا َ ح ً فا ِ َ
ح« ) (1والحديث ص َ
ف ُ وي َ ْ فو َ ع ُن يَ ْول َك ِ ْ ها َ مث ْل َ َة ِ سي ّئ َ ِِبال ّ
َ
ن قى ل ِل ّ ِ
ذي َ وأب ْ َ خي ٌْر َ ه َ عندَ الل ّ ِ ما ِ و َ أصله في الصحيحينَ } .
مُنوا آ َ
__________
) (1أحمد ،24797الترمذي 1939وقال حسن صحيح،
وصححه اللباني في صحيح الترمذي
) (1/363
) (1/364
) (1/365
) (1/366
) (1/367
) (1/368
ك لَ َ
ك مل ِ ُ واحدا منهم ،قال صلى الله عليه وسلم » :أ َ َ
وأ ْ َ ً
ة«(1) . م َ َ ْ َ ّ َ
ح َن قلب ِك الّر ْ م ْ
ه ِ ع الل ُ ن ن ََز َ أ ْ
ولما دعي صلوات الله وسلمه عليه وقد حضر الموت
لبنه إبراهيم فاضت عيناه بالدموع ،فقيل :ما هذا يا
ة
م ٌح َ ه َر ْ ذ ِ ه ِرسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلمَ » :
ه
عَباِد ِ ن ِ م ْ ه ِ م الل ّ ُ
ح ُ
ما ي َْر َ
وإ ِن ّ َ
ه َ عَباِد ِ
ب ِ قُلو ِفي ُ ه ِ ها الل ّ ُ عل َ َ
ج ََ
ء« ، (2) .الولد يحتاجون إلى العطف ما َح َ الّر َ
والحسان ،يحتاجون منك إلى البر والحنان ،فارحمهم
برحمة الله جل وعل.
أحوج الناس إلى رحمتك من قلدك الله أمره من
العمال والمستضعفين والمستخدمين ،قال صلى الله
تح َ ه تَ ْ م الل ّ ُ عل َ ُ
ه ْ ج َم َ ول ُك ُ ْخ َ م َ وان ُك ُ ْ خ َعليه وسلم » :إ ِ ْ
ُ ْ ْ ْ َ ن َ َ
ما ي َأك ُ
ل م ّه ِ م ُ ع ْ فلي ُط ِ ه َ د ِت يَ ِ ح َ خوهُ ت َ ْ نأ ُ كا َ م ْ ف َم َ ديك ُ ْ أي ْ ِ
ن
فإ ِ ْ م َ ه ْ غل ِب ُ ُما ي َ ْ م َ ه ْفو ُ وَل ت ُك َل ّ ُ س َ ما ي َل ْب َ ُم ّ
ه ِ ول ْي ُل ْب ِ ْ
س ُ َ
مه ْمو ُ ْ
كلفت ُ ُ ّ َ
__________
) (1البخاري ،5539وأحمد ،23156والبخاري في
الدب المفرد 90،91
) (2البخاري ،1204ومسلم 1531
) (1/369
) (1/370
) (1/371
) (1/372
) (1/373
) (1/374
) (1/375
) (1/376
) (1/377
) (1/378
ل:قي َ ه ِ من ْ ُو ِ حثَ ، و ال ْب َ ْ ه َ م( ُ ِ جي سس )ِبال ْ ِ ج ّ ن الت ّ َ ل :إِ ّ قي َ و ِ َ
مور. ُ ل ْ ا ن ع
َ حث َ َ ْ َ ب ي ن َ
كا ذا َ إ سوس جا جل ر
ُ ْ ِ َ ُ َ ُ
سه. ْ َ َ ْ
وا ّ ح َض َ ع ِ سان ب ِب َ ْ ه ال ِن ْ َ ما أدَْرك ُ و َ ه َ ءُ : حا ِ وِبال َ َ
ّ
ء ت َطلبه ل ِن َ ْ َ ْ َ ْ
في ال َ و َ
ه،
س ِف ِ حا ِ ه ِبال َ فْرق :أن ّ ُ ن ِ ول َثا ٍ ق ْ َ
علب. َ ه ث َْ َ ل قا َ ه، ر يغَ ِ ل ل ً سو ر كون ُ ي ن َ أ م جي ْ لبا و
ُ ْ ِ ِ َ ُ َ ِ ِ ِ ْ َ
عَرف. ول أ َ ْ َ
واْل ّ َ
ه ي تَ َ َ َ ْ
من ْ ُ
و ِهاَ ، عن ْ َصت َ ح ْ ف ّ ها أ ْ ست َ س ْ ج ّ وت َ َخَبار َ ست ال ْ س ْ ج َ َ
سوس(. جا ُ ال ْ َ
) (1/379
َ
ن ي َت َت َّبع من أ ْ ؤ ِ م ْ هى الّله ال ْ ُ ثم ذكر أثر ابن عباس :ن َ َ
من ). (1 م ْ
ؤ ِ وَرات ال ْ ُ ع ْ َ
سيس ؟ َ ه ْ ن َ
ج ِ و الت ّ ْ سس أ ْ ج ّ ما الت ّ َ ن َ ل ت َدُْرو َ دة َ : قَتا َ ع ْ َ
سّره ) َ ّ َ َ َ
على ِ خيك ل ِت َطِلع َ عْيب أ ِ غي َ و ت َب ْت َ ِ ن ت َت َْبع ،أ ْ وأ ْ ه َ ُ
.( (2
نذو َ ؤ ُ ن يُ ْ ذي َ ّ
وال ِ ومن الدلة :قول الله عز وجل } َ
مُلواحت َ َ دا ْ ق ِ ف َ سُبوا َ ما اك ْت َ َ ر َ غي ْ ِ ت بِ َ مَنا ِ ؤ ِ م ْ وال ْ ُ ن َ مِني َ ؤ ِ م ْ ال ْ ُ
مِبيًنا{ دلت الية على حرمة أذية ما ّ وإ ِث ْ ًهَتاًنا َ بُ ْ
المؤمنين والمؤمنات ومن الذية تتبع عوراتهم
والتجسس عليهم..
َ
ه،
حوط ُ ه يَ ُ ن الل ّ َ فإ ِ ّ منَ ، ؤ ِ م ْ ذى ال ْ ُ وأ َ م َ قال قتادة :إ ِّياك ُ ْ
ه ). (3 ضب ل َ ُ غ َ وي َ ْ َ
خَبال ً ّ
م إ ِل َ ُ
دوك ْ ما َزا ُ فيكم ّ ُ جوا ِْ خَر ُ و َ َ
وقال تعالى } :ل ْ
ْ َ
نعو َ ما ُ س ّم َ ُ
فيك ْ و ِ ة َ فت ْن َ َ م ال ِ ُ
غون َك ُ م ي َب ْ ُ خل َل َك ُ ْ عوا ْ ِ ض ُ
و َ ول ْ
ن{ سورة مي َ ظال ِ ِ م ِبال ّ عِلي ٌ ه َ والل ّ ُ م َ ه ْ لَ ُ
__________
) (1الطبري 24576
) (2الطبري 24578
) (3الطبري 21860
) (1/380
فيك ُ ْ
م و ِ
التوبة .47:قال مجاهد في قوله تعالى َ } :
م{ :وفيكم محبون لهم يؤدون إليهم ما ن لَ ُ
ه ْ عو َ
ما ُ
س ّ
َ
يسمعون منكم ،وهم الجواسيس(1) .
وقد وردت أحاديث شريفة تدل على حرمة التجسس،
فمنها:
أ -عن أبي هريرة :قال رسول الله صلى الله عليه
َ
ثدي ِ ح ِ ب ال ْ َ ن أك ْذَ ُ ن الظّ ّ فإ ِ ّ ن َ والظّ ّ م َ وسلم )» : (2إ ِّياك ُ ْ
واًنا« خ َ كوُنوا إ ِ ْ و ُ ضوا َ غ ُ وَل ت ََبا َ سوا َ س ُ ح ّ وَل ت َ َ سوا َ س ُ ج ّ وَل ت َ َ َ
ب -عن أبي برزة السلمي :قال رسول الله صلى
م َ
ول ْ ه َ سان ِ ِ ن ب ِل ِ َ م َ نآ َ م ْ شَر َ ع َ م ْالله عليه وسلم )َ» : (3يا َ
عوا وَل ت َت ّب ِ ُ ن َ مي َ سل ِ ِ م ْ غَتاُبوا ال ْ ُ ه َل ت َ ْ قل ْب َ ُن َ ما ُ لي َ لا ِْ خ ْ ي َدْ ُ
نم ْ و َ ه َ وَرت َ ُ ع ْه َ ع الل ّ ُ م ي َت ّب ِ ُ ه ْ وَرات ِ ِع ْ
ع َ ن ات ّب َ َ م ْ ه َ فإ ِن ّ ُم َ ه ْ وَرات ِ ِ ع ْ َ
ه«في ب َي ْت ِ ِ ه ِ ح ُض ْ ف َ ه يَ ْ وَرت َ ُ ع ْ ه َ ّ
ع الل ُ ي َت ّب ِ ْ
__________
) (1تفسير البغوي 56 / 4
) (2البخاري ،4747ومسلم 4646
) (3أحمد ،18940وأبو داود ،4236وقال اللباني
حسن صحيح في صحيح أبي داود
) (1/381
) (1/382
فائدة:
نع ْهي َ ن الن ّ ْ م ْ ست َث َْنى ِ وي ُ ْ قال الحافظ ابن حجر )َ ) (1
ن
م ْفس ِ قاذ ن َ ْ َ
قا إ ِلى إ ِن ْ َ ري ً ِ ن طَ عي ّ َو تَ َ ما ل َ ْ سس َ ج ّ الت ّ َ
َ َ َ َ ً َ
ه
قُتل ُص ل ِي َ ْ
خ ٍ ش ْ خل ب ِ َ فلًنا َ ن ُ قة ب ِأ ّ خِبر ث ِ َ ن يُ ْ مث َل ك َأ ْ هلك َ ال ْ َ
َ َ
صوَرة ه ال ّ ذ ِه ِ في َ شَرع ِ في ُ ْ هاَ ، ي بِ َ ة ل ِي َْزن ِ َ
مَرأ ٍ و ِبا ْ ما ،أ ْ ظُل ْ ً
ست ِدَْراكه، وات ا ِ ْ ف َ ن َ م ْ حذًَرا ِ ك َ ن ذَل ِ َ ع ْ حث َ وال ْب َ ْ سس َ ج ّ الت ّ َ
َ
ي
وْرِد ّ ما َ طان ِّية ل ِل ْ َ سل ْ َ كام ال ّ ح َن اْل ْ ع ْ ي َ و ّ و ِه الن ّ َ قل َ ُ نَ َ
ه(. جادَ ُ ست َ َ وا ْ َ
__________
) (1فتح الباري في شرح حديث رقم 5604
) (1/383
سلوك الزوج:
-1ليس من العيب -بل إن من الدب -أن يشارك
الزوج في العتناء بشؤونه الخاصة كإصلح الثوب أو
نحو ذلك.
) (1/384
-2من اللئق أل يقتصر الرجل على خدمة نفسه،
فالزوجة تقوم بأعباء المنزل الكثيرة ،إذن فمن الدب
أن يمد الزوج يد المساعدة لزوجته في المنزل في
حالت الحاجة ،كالمرض والولدة وما شابه ذلك.
-3الزوج المثالي هو من يتعاون مع زوجته بحسن
المعاشرة وحسن الخلق ،بكل ما في اللفظين من
معنى ،بل أن أفضل الزواج معاملة لزوجاتهم هم
أفضل الناس في نظر السلم ،وهذه المعاشرة
بالمعروف يجب أن تتسم بها الحياة الزوجية حتى عند
الطلق.
-4ينبغي الحذر من اتصاف العلقة بين الزوجين
بالجدية القاتلة! فإن اتصاف الحياة العائلية بالصبغة
العسكرية يعد سببا ً من أسباب الفشل ،ونذير سوء.
-5من لطف الزوج وحسن خلقه تلبية طلبات زوجته
إذا لم تكن ممنوعة شرعًا ،والسراف أكل ً وشربا ً
ولبسا ً في مقدمة الممنوعات الشرعية.
-6يجدر بالزوج تخصيص وقت للهو المباح مع زوجته.
) (1/385
) (1/387
) (1/388
) (1/389
سلوك الّزوجة:
ح العلقة الّزوجّية إذا
-1من المستحيل أن َيتحقق َنجا ُ
عال ً فيها مهما كانلم تلعب الّزوجة دورا ً إيجابيا ً ف ّ
ة-
ة الصالح ُالّزوج مثالي ّا ً ورائعًا ،فانتبهي -أّيتها الزوج ُ
ملي مسؤولّياتك ،فعليك يعتمد َنجاح لهذا المر وَتح ّ
السرة أو فشلها.
) (1/390
) (1/392
) (1/393
) (1/395
) (1/397
َ َ َ
ها« ) ، (1وهو حديثج َ
و ِ
جدَ ل َِز ْ
س ُ
ن تَ ْ ت ال ْ َ
مْرأةَ أ ْ مْر َُل َ
ححه كثير من أهل العلم ،والحديث يفيد وجوب ص ّ
طاعة الزوجة لزوجها بالمعروف واحترامها له إذا كان
يقوم بواجباته ،وبذلك تستقر السرة ويسعد أفرادها.
) (1/398
) (1/400
) (1/401
َ
ة{ البقرة: جن ّ َك ال ْ َ ج َو ُ
وَز ْت َ ن أن ْ َ سك ُ ْوقال} :ا ْ
،35العراف ،19:وزوجة لغة رديئة وجمعها زوجات،
وجمع الزوج أزواج(.
َ َ َ
سك ُُنوا
جا ل ِت َ ْوا ً
م أْز َ سك ُ ْ ف ِ ن أن ْ ُ م ْ م ِق ل َك ُ ْ
خل َ َ ن َ فقوله} :أ ْ
ها{ الروم 21:أي خلق لجلكم -أو لينفعكم -من إ ِل َي ْ َ
جنسكم فكل واحد منهما ناقص في نفسه مفتقر
إلى الخر ،ولهذا النقص والفتقار يتحرك الواحد
منهما إلى الخر ،حتى إذا اتصل به سكن إليه؛ لن
كل ناقص مشتاق إلى كماله وكل مفتقر مائل إلى ما
ل من دع في ك ّ يزيل فقره ،وهذا هو الشبق المو َ
ة{ م ًح َ
وَر ْودّةً َ م َم َ ل ب َي ْن َك ُ ْ ع َ ج َو َ هذين القرينين ،وقولهَ } :
دة كأنها الحب الظاهر أثره في مقام الروم 21:المو ّ
دة إلى الحب كنسبة الخضوع العمل فنسبة المو ّ
الظاهر أثره في مقام العمل إلى الخشوع الذي هو
تأّثر نفساني عن العظمة والكبرياء ،والرحمة نوع تأث ّ ٍ
ر
نفساني عن مشاهدة حرمان المحروم عن الكمال
وحاجته إلى رفع نقيصته يدعو الراحم إلى إنجائه من
الحرمان ورفع نقصه.
) (1/402
) (1/403
) (1/404
) (1/405
) (1/406
) (1/407
) (1/408
) (1/409
) (1/411
) (1/412
ت رسو َ
ل ه عنه ،قال :لقي ُ ر رضي الل ُ ن عام ٍ ةب ِ عقب َ عن ُ
نة بْ َقب َ ُع ْ
الله صلى الله عليه وسلم ،فقال ليَ» :يا ُ
نم ْ ع ّ
ف َ ع ُ وا ْ م َ
ك َ حَر َ
ن َ
م ْط َ ع ِوأ َ ْ
ك َع َقطَ َن َم ْ ل َ ص ْ ر ِ م ٍ عا ِ َ
مك« )(2 ظل ََ َ
من أعظم ِ التوجيهات، ف ِ ي الشري ُ ه النبو ّ هذا التوجي ُ
ن فيه إرشادا ً لمعالي وأجّلها ،وأرفعها؛ ذلكم أ ّ
ل في سجايا والصفات ،والتقاب ُ ُ الخلق ،وأكمل ال ّ
المعنى والمبنى -بين الية والحديث -ظاهٌر؛ حتى في
ة التوجيه والمر: ثلث ِي ّ ِ
ع ُتقاَبل بالعفو ...وإعطاء المحروم ة القاط ِ صل َ ُ ف ِ َ
ل بالمعروف ...والعفو عن الظالم ُيقاَبلتقاب َ ُ
بالعراض...
__________
) (1علي بن حسن الحلبي
) (2أحمد ،16810وانظر السلسلة الصحيحة لللباني
891
) (1/413
) (1/414
) (1/415
) (1/417
) (1/418
) (1/419
َ
م
ه ْ ح ْ
قَنا ب ِ ِ ن أل ْ َما ٍ هم ب ِِإي َم ذُّري ّت ُ ُ ه ْ عت ْ ُوات ّب َ َمُنوا ْ َ ن ءا َ ذي َ وال ّ ِ } َ
ىء ك ُ ّ من َ َ
ما أل َت َْنا ُ
رىء م ِلا ْ ش ْ هم ّ مل ِ ِ
ع َن َ م ْ م ّ ه ْ و َ م َ ه ْ ذُّري ّت َ ُ
ن{ الطور.21: هي ٌ ب َر َ س َ ما ك َ َ بِ َ
ددون! اتقوا الله واعدلوا بين أزواجكم، أّيها المع ّ
ن
ن ومأكله ّ ن وملبسه ّ ن في مسكنه ّ دلوا بينه ّ اع ِ
ذروا الجوَر ن ،واح َ ت عنده ّ ن والمبي ِ ة عليه ّ ونفق ٍ
والحيف ،فإّنه من أسباب العذاب وموجبات العقاب،
د
ي صلى الله عليه وسلم » :إذا كانت عن َ يقول النب ّ
دل بينهما جاءَ يوم القيامة الرجل امرأتان فلم يع ِ
قه ساقط« ) ، (1و»كان رسول الله صلى الله وش ّ
ن
عليه وسلم إذا أراد سفًرا أقرع بين نساِئه ،فأيته ّ
سم بين مها خرج بها معه« ) . (2وكان يق ِ خرج سه ُ
دل بينهن. نسائه ويع ِ
دلوا بينهن ،وراعوا ما يحصل بينهن من الغيرة اع ِ
التي ل يقدرن على دفعها ،ول سبيل لهن إلى رفعها
ب والطبع، ومنعها ،غيرةٌ تغّير القل َ
__________
) (1أحمد ،471 ،2/347وأبو داود ،2133والترمذي
1141وصححه اللباني في صحيح الترمذي،
والنسائي ،3942وابن ماجه ،1969وقال الحافظ
في البلوغ :1085إسناده صحيح
) (2البخاري ،2594ومسلم .2770
) (1/420
) (1/421
) (1/422
) (1/423
ت الل ّ ِ
ه ذوا ْ آَيا ِ ول َ ت َت ّ ِ
خ ُ ه َس ُ
ف َ م نَ ْ قدْ ظَل َ َ ف َ ك َ ل ذال ِ َ ع ْ ف َيَ ْ
هُزوًا{ البقرة ،231:فانظر إلى أن ربنا جل وعل ُ
أرشد الزوج إذا طلق المرأة ،وأراد العود إليها ،فليكن
م ذا طَل ّ ْ وإ ِ َ س ُ بقصد الصلحَ َ }،
قت ُ ُ ف{َ } ، عُرو ٍ م ْن بِ َ
ه ّ كو ُ م ِ فأ ْ
َ
ن{ أي :قاربن انقطاع العدة، ه ّ جل َ ُنأ َ غ َ فب َل َ ْ ساء َ الن ّ َ
ف{ بمعنى :استرجعوها لتكون ُ } َ َ
عُرو ٍ م ْن بِ َ ه ّ سكو ُ م ِفأ ْ
الرجعة بالمعروف أي :ناويا ً العشرة بالمعروف ،ل
َ
نه ّ حو ُ سّر ُو َ جاعل ً الرجعة سببا ً للعذاب واللم} ،أ ْ
ف{ فدعها تنقضي عدتها ،ولعل الله أن عُرو ٍ م ْبِ َ
يعوضها خيرا ً ويعوضك خيرًا ،وأما إمساك لجل
الضرار والظلم والعدوان ،فهذا نهى الله عنه بقوله:
دوْا{ أي :ل تمسكوهن ضَراًرا ل ّت َ ْ
عت َ ُ ن ِ
ه ّ س ُ
كو ُ ول َ ت ُ ْ
م ِ } َ
ً
وتراجعوا المرأة ضرارا لجل أن تعتدي عليها ،أو أن
تظلمها وتسيء إليها ،فذاك محرم في شريعة
ل للرجل السلم ،والعدوان قد نهى الله عنه ،ول يح ّ
أن يعتدي عليها باليذاء والضرار ،فذاك أمر ل يليق
بالمسلم السامع والمطيع لله ورسوله.
) (1/425
) (1/426
) (1/427
) (1/428
) (1/429
) (1/430
أيها الزوج !
زوجتك هي حاملة أولدك ،وراعية أموالك ،وحافظة
أسرارك .اخفض الجناح معها ،وأظهر البشاشة لها،
فالبتسامة تحيي النفوس وتمحو ضغائن الصدور،
والثناء على الزوجات في الملبس والمأكل والزينة
جاذب لفئدتهن ،وقد أباح السلم الكذب مع الزوجة
لزيادة المودة لها .والهدية بين الزوجين مفتاح
للقلوب ،تنبئ عن محبة وسرور ،والتبسط معها ونبذ
الغموض والكبرياء من سيما الحياة السعيدة ،يقول
عمر بن
__________
) (1من خطبة للشبخ عبد المحسن بن محمد القاسم
بالمسجد النبوي بتاريخ 9/5/1423هـ بإختصار.
) (1/431
) (1/432
ة
ش َ عائ ِ َ ن َ ع ْ والقيام بأعباء المنزل من شيم الوفياءَ ،
ه َ
علي ْ ِ ه َ صّلى الل ُ
ّ ه َ ل الل ّ ِ سو ُ ن َر ُ كا َ ما َ ت َ سئ ِل ْ ُتُ »: قال َ ْ َ
ر
ش ِ ن ال ْب َ َم ْ
شًرا ِ ن بَ َ كا َ ت َ قال َ ْ ه َ في ب َي ْت ِ ِ ل ِ م ُ ع َ م يَ ْ سل ّ َ
و َ َ
ه« ). (1 س ُ
ف َ م نَ ْ خد ُ ُوي َ ْه َ شات َ ُ ب َ ُ
حل ُ وي َ ْ
ه َ وب َ ُفِلي ث َ ْ يَ ْ
والكرم بالنفقة على أهل بيتك أفضل البذل ،ول
يطغى بقاؤك عند أصحابك على حقوق أولدك،
كر زوجتك بعيوب بدرت منها، فأهلك أحق بك ،ول تذ ّ
ول تلمزها بتلك الزلت والمعايب ،واخف مشاكل
الزوجين عن البناء ،ففي إظهارها تأثير على التربية
واحترام الوالدين ،والغضب أساس الشحناء ،وما بينك
وبين زوجتك أسمى أن تدنسه لحظه غضب عارمة.
وآثر السكوت على سخط المقال ،والعفو عن الزلت
أقرب إلى العقل والتقوى ،يقول عمر بن الخطاب
رضي الله عنه) :النساء عورة ،فاستروهن بالبيوت،
داووا ضعفهن بالسكوت(. و َ
ُ
إن حق الزوجة على الزوج عظيم ،أسرت بالعقود
وأوِثقت بالعهود .الزوجات يكرمهن الكريم ،ويعلي
شأنهن العظيم ،تقول عائشة
__________
) (1أحمد 24998
) (1/434
سل ّ َ
م و َ ه َ عل َي ْ ِه َ صّلى الل ّ ُ ي َ ن الن ّب ِ ّ كا َ رضي الله عنهاَ » :
َ
ضاءً ث ُ ّ
م ع َ ها أ ْ ع َقطّ ُ م يُ َ
شاةَ ث ُ ّ ح ال ّ ما ذَب َ َوُرب ّ َ ها َ ي ُك ْث ُِر ِذك َْر َ
َ
م ي َك ُ ْ
ن ه لَ ْه ك َأن ّ ُ ت لَ ُ قل ْ ُما ُ فُرب ّ َة َ ج َدي َ خ ِق َ دائ ِ ِ ص َفي َ ها ِ عث ُ َ
ي َب ْ َ
ة!!« ). (1 ج ُ َ
مَرأةٌ إ ِّل َ
دي َخ ِ في الدّن َْيا ا ْ ِ
__________
) (1البخاري 3607
) (1/435
) (1/436
) (1/437
غض بصرك
) (1/438
) (1/439
) (1/440
) (1/441
) (1/442
) (1/443
) (1/444
فوا ) خل ّ ُويعتب..اقرأ إن شئت قصة الثلثة الذين ُ
مع َ .. (1واقرأ في قوله صلى الله عليه وسلم »ن ِ ْ
ل« ) (2وهكذا.. ن الل ّي ْ ِ م َ م ِ قو ُ ن يَ ُ كا َ و َ ه لَ ْ عب ْدُ الل ّ ِ ل َ ج ُ الّر ُ
والذي يشد النتباه ويلفت النظر ،سمو الدب في
آيات المعاتبة والعتاب..وتقرأ في طّيات نصوص
السنة شدة الحرص والرحمة بالمة من خلل همسات
العتاب ومواقفه..وبمثل هذا يبقى العتاب أسمى ما
يكون حين يؤلف القلوب ،ويرتق الفتق في رحمة
وإشفاق..
__________
تق ْ ضا َ ذا َ حّتى إ ِ َ فوا َ خل ّ ُن ُ ذي َ ة ال ّ ِعَلى الث َّلث َ ِ و َ)َ } (1
َ َ َ ْ
م
ه ْ س ُ ف ُ م أن ْ ُ ه ْ علي ْ ِ ت َ ق ْ ضا َ و َت َ حب َ ْ ما َر ُ ض بِ َ م الْر ُ ه ُ
ِ عل َي ْ
َ
ب َ َ َ َ
م
ه ْ علي ْ ِ م َتا َ ه ثُ ّ ه إ ِّل إ ِل َي ْ ِ ن الل ّ ِ م َ جأ ِ مل ْ َن َل َ وظَّنوا أ ْ َ
حيم{ التوبة،118: ب الّر ِ وا ُ و الت ّ ّ ه َ ه ُ ّ
ن الل َل ِي َُتوُبوا إ ِ ّ
والقصة بتمامها في الصحيحين البخاري ،4066
ومسلم 4973
) (2البيهقي في السنن الكبرى 4826
) (1/445
) (1/446
) (1/447
) (1/448
ت
م ُخدَ ْ واسمع للخادم الصغير أنس وهو يقول َ » :
ل ِليقا َ ما َ ف َن َ سِني َ شَر ِ ع ْ م َ سل ّ َ
و َ ه َعل َي ْ ِ
ه َصّلى الل ّ ُ ي َ ُالن ّب ِ ّ
ء
ي ٍ
ش ْ َ
ول ل ِ َ ه َ عت َ ُصن َ ْ
م َه لِ َعت ُ ُ
صن َ ْء َ ي ٍش ْ ل لِ َ قا َ ما َ و َ قط َّ ف َ أ ّ
ه« ) !! (1هذا وهو صغير مظنة وقوع م ت ََرك ْت َ ُ ت ََرك ْت ُ ُ
ه لِ َ
الخطأ منه أعظم من مظنتها في كبير واع !!
) (1/449
) (1/450
َ
ل ف َ
قا َ سل ّ َ
م َ و َ عل َي ْ ِ
ه َ ه َصّلى الل ّ ُي َ شاّبا أَتى الن ّب ِ ّ فًتى َ ن َ »إ ِ ّ
ن ِلي ِبالّزَنا ه ائ ْذَ ْ ل الل ّ ِ سو َ َيا َر ُ
ه
م ْ ه َ
م ْقاُلوا َجُروهُ َ فَز َ ه َ عل َي ْ ِم َو ُ ق ْل ال ْ َ
قب َ َفأ َ ْ
َ
ريًبا ق ِه َمن ْ ُ
فدََنا ِ ه َ ل ادْن ُ ْ قا َ ف َ َ
سجل َ َ ف َ َ قا َ
ل َ
ك م َ ُ
ه ِل ّ حب ّ ُ أ َت ُ ِ لقا َ َ
داءَ َ
ك ف َ ه ِ عل َِني الل ّ ُ ج َ ه َ والل ّ ِ َل َ ل قا َ َ
ُ
م ه ْ هات ِ ِ م َ ه ِل ّ حّبون َ ُ س يُ ِ وَل الّنا ُ َ ل قا َ َ
ك ه ِلب ْن َت ِ َ َ َ قا َ َ
أ ُ ِ ّ ُ
ب ح ت ف ل
داءَ َ
ك ف َ عل َِني الل ّ ُ
ه ِ ج َه َ ل الل ّ ِ سو َ ه َيا َر ُ والل ّ ِ َل َ ل قا َ َ
م ه ْه ل ِب ََنات ِ ِ حّبون َ ُ س يُ ِ وَل الّنا ُ َ ل قا َ َ
خت ِكَ حب ّه ِل ُْ َ َ قا َ َ
أفت ُ ِ ُ ل
كداءَ َ ف َ ه ِ عل َِني الل ّ ُ ج َ ه َ والل ّ ِ َل َ ل قا َ َ
مه ْ وات ِ ِ خ َ ه ِل َ َ حّبون َ ُ س يُ ِ وَل الّنا ُ َ ل قا َ َ
مت ِكَ ع ّ ه لِ َ حب ّ ُأ َفت ُ ِ َ ل قا َ َ
) (1/451
) (1/452
وَل
ش َ
ح ِ وَل ال ْ َ
فا ِ ن َ وَل الل ّ ّ
عا ِ ن َ ن ِبالطّ ّ
عا ِ م ُ
ؤ ِ س ال ْ ُ
م ْ »ل َي ْ َ
ء« )(1 ذي ِال ْب َ ِ
ة« )(2 صدَ َ
ق ٌ ة َ ة الطّي ّب َ ُم ُ وال ْك َل ِ َ
وفي الحديث الصحيح » َ
فكيف تراها تكون هذه الكلمة طيبة ؟!
بعبارات التلوم والذم والشتم وجرح المشاعر ؟!!
أم ترى أن للكلمات أنوار إذا برقت بروقها أنارت
فؤاد المستمع !
) (1/453
) (1/455
) (1/456
) (1/457
) (1/458
) (1/459
) (1/460
ت قد ْ َ
غ َ
فْر ُ فإ ِّني َ فَل ٍ
ن َ فَر ل ِ ُ ن َل أ َ ْ
غ ِ َ
يأ ْ ذي ي َت َأ َّلى َ
عل َ ّ ال ّ ِ
مل َ َ َ
ك« )(1 ع َ ت َ حب َطْ ُ
وأ ْن َ فَل ٍ لِ ُ
مر أبو الدرداء على رجل قد أصاب ذنبا وكانوا يسبونه
فقال) :أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا
مستخرجيه قالوا بلى قال فل تسبوا أخاكم واحمدوا
الله الذي عافاكم قالوا أفل تبغضه قال إنما أبغض
عمله فإذا تركه فهو أخي((2) .
فمتى تسمو نفوسنا لتبلغ ما بلغه أولئك الطهار..
أخي..
هبني أسأت كما زعمت #فأين عاطفة الخوة
وة ؟! ) ت #فأين فضلك والمر ّ ت كما أسأ ُ أو إن أسأ َ
(3
بوركت وسددت ووفقت...
__________
) (1مسلم 4753
) (2تاريخ دمشق ،47/177وحلية الولياء 1/225
) (3البيات للبرش
) (1/461
) (1/462
َ
م
ن أن ْت ُ ْ
وإ ِ ْ ن إ ِّل الظّ ّ
ن َ عو َ جوهُ ل ََنا إ ِ ْ
ن ت َت ّب ِ ُ ر ُ
خ ِ عل ْم ٍ َ
فت ُ ْ ن ِ م ْ ِ
ن{ النعام 148:سواء كان هذا الدليل صو َ خُر ُ ّ
إ ِل ت َ ْ
عقليا أم كان نقلي وسمعي.
-10إياك ثم إياك أن تجادل للغَلب والنتصار والفوز
والظفر فإن ذلك محبط للعمل مدمر للجر والثواب
ن علمك والدعوة إليه والجهاد في جالب للمقت وليك ْ
د
سبيل توضيحه لله ومن أجل الله ثم لظهار الحق ور ّ
الباطل ودمغه فإذا هو زاهق
) (1/464
) (1/465
) (1/466
) (1/467
ن{ المطففين ،14:وإن من سُبو َ كاُنوا ي َك ْ ِ ما َ هم ّ ُ ُ
قلوب ِ ِ
أكبر ما أوجد عند الناس الهم والحزن تعلقهم
بالسباب المادية الدنيوية ونسيان السباب المعنوية،
فالرزق بيد الله ل بيد أحد ،والعبد مأمور ببذل
السبب ،والضر والنفع بيد الخالق سبحانه،واعلم أن
ن خطَأ َ َ
ك لَ ْ
م ي َك ُ ْ ما أ َ ْ
و َ خطِئ َ َ
ك َ ن ل ِي ُ ْ ك لَ ْ
م ي َك ُ ْ صاب َ َ َ
ما أ َ » َ
ك« ) ، (1فمتى ما ربط النسان قضاء حاجته صيب َ َ ل ِي ُ ِ
بالمخلوق حتى إذا لم تتحقق تضجر وتحسر هو في
الحقيقة لم يعلم أن هذه السباب مقدرة بتقدير الله
سبحانه قبل أن يخلق الخلق·
إن من يتأمل في واقع الناس في هذا الوقت ويرى
ما يتعرضون فيه من أمور قد تنغص عليهم حياتهم
وما يقابلون ذلك من اللوم والتحسر كله من عدم
معرفتهم للعلج الذي جعله كاشفا ً للغم ومزيل ً للهم،
لو تمسك به النسان فلن يجد الهم والحزن إليه
طريقًا·
__________
) (1أبو داود ،4077وصححه اللباني في صحيح أبي
داود ،وابن ماجة ،74وأحمد 20607
) (1/468
لزوم الستغفار
__________
) (1البيهقي في شعب اليمان ،9645 ،9644 ،1089
وكذا رواه أحمد ،2666السنة لبن أبي عاصم ،315
وصححه اللباني في ظلل الجنة،والطبراني في
الكبير ،11080والحاكم ،6365ومسند عبد بن حميد
،638وأبو نعيم في الحلية
) (1/469
) (1/470
دعوات المكروب
إن المؤمن الحق متى ما استشعر ما ينتظره من جزاء
صبره على المحن والشدائد هانت عليه محنه
وشدائده ،ولقد مّثل النبي صلى الله عليه وسلم ما
يصيب المؤمن في هذه الدنيا بأسهل شيء وهي
فر بها عنه من الشوكة يشاكها العبد بأن الله يك ّ
الخطايا·
إن المؤمن إذا اشتدت به الهموم وضاق عليه أمره
فعليه باللجوء إلى الله تعالى وسؤاله تفريج الكروب
صّلى الل ّ ُ
ه ي َ ن الن ّب ِ ّ وكشف الهموم والغموم ،فلقد » َ
كا َ
ذا ك َرب َ
مت ِ َ
ك ح َ
م ب َِر ْ
قّيو ُ ي َيا َح ّ ل َيا َ مٌر َ
قا َ هأ َْ َ ُ سل ّ َ
م إِ َ و َ عل َي ْ ِ
ه َ َ
) (1/471
م
خد ُ ُ ت أَ ْ ث« ) ، (1وعن أنس أنه قال» :ك ُن ْ ُ غي ُ ست َ ِ أ ْ
َ
ت فك ُن ْ ُ ل َ ما ن ََز َ م ك ُل ّ َ سل ّ َ
و َ ه َ عل َي ْ ِه َ صّلى الل ّ ُ ه َ ل الل ّ ِ سو َ َر ُ
ْ َ ّ َ َ
مه ّن ال َ م ْ ك ِ عوذُ ب ِ َ م إ ِّني أ ُ ه ّ ل :الل ُ قو َ ن يَ ُ ه ي ُك ْث ُِر أ ْ ع ُ م ُ س َ أ ْ
ن و َ َ وال ْ ُ وال ْب ُ ْ وال ْك َ َ وال ْ َ وال ْ َ
ع الدّي ْ ِ ضل ِ ن َ جب ْ ِ ل َ خ ِ ل َ س ِ ز َ ج ِ ع ْ ن َ حَز ِ َ
ل« )(2 جا ِ ة الّر َ وغلب َ َِ َ َ
إن الكروب إذا تناهت فقد آذنت بالنفراج ،وإن العسر
إذا اشتد فقد قرب اليسر ،فإن مع العسر يسرا إن
عَلى و َمع العسر يسرا ،وتأملوا قول الله سبحانهَ } :
ما َ ت َ َ ضا َ حّتى إ ِ َ فوا ْ َ خل ّ ُ ة ال ّ ِ الث ّل َث َ ِ
ض بِ َ م الْر ُ ه ُ علي ْ َ ِ ق ْ ذا َ ن ُ ذي َ
َ َ
نم َ جأ ِ مل ْ َ وظَّنوا ْ أن ل ّ َ م َ ه ْس ُ ف ُ م أن ُ ه ْ ت َ َ
علي ْ ِ ق ْ ضا َ و َ ت َ حب َ ْ َر ُ
بوا ُ و الت ّ ّ ه َ ه ُ ّ
ن الل َ ْ
م ل ِي َُتوُبوا إ ِ ّ ه ْ َ ه ثُ ّ َ
ه إ ِل ّ إ ِلي ْ ِ الل ّ ِ
علي ْ ِ ب َ م َتا َ
م{ التوبة118: حي ُ الّر ِ
__________
) (1الترمذي 3446وقال غريب ،وحسنه اللباني في
صحيح الترمذي
) (2البخاري ،5886 ،5005 ،2679والنسائي 5358
) (1/472
الصدقاء
إن كان هناك من علج في تخفيف ما يصيب المرء
من نكد الحياة وعسر المور وتقلب الدهر فإنه
الفضاء على صاحب صادق يحزن لحزنك ويفرح
لفرحك ،الصاحب الذي يحفظك إذا غبت ويقويك إذا
ضعفت ،وليس عيبا ً أن ينتقي النسان له صاحبًا ،فقد
ري * صدْ ِ ح ِلي َ شَر ْبا ْ ل َر ّ قا َ قال الله عن موسىَ } :
َ
هوا ق ُف َ ساِني * ي َ ْ من ل ّ َ قدَةً ّ ع ْ ل ُ حل ُ ْوا ْري * َ ِ م
سْر ِلي أ ْ وي َ ّ َ
خي * َ ِ َ أ ن رو ها * لي ه َ أ ن م را زي و لي ّ عل ج وا * لي و َ
ق
َ ُ َ ِ ً ّ ْ ْ ِ َ ْ َ ْ ِ
حكَ َ َ ْ َ
وأ ْ َ ا ْ
سب ّ َ ي نُ َري * ك ْ م ِ في أ ْ ه ِ رك ُ ش ِ ري * َ ه أْز ِ شدُدْ ب ِ ِ
صيًرا{ طه-25: ت ب َِنا ب َ ِ ك كن َ ُ ك كِثيًرا * إ ِن ّ َ َ ُ
ون َذْكَر َ ك َِثيًرا * َ
،35و نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يزور أبا
بكر الصديق في مكة في اليوم أكثر من مرة يبث إليه
همه ويشكو إليه غمه·
) (1/473
ة #يواسيك أو يسليك
ول بدّ من شكوى إلى ذي مروء ٍ
جع )(1
أو يتو ّ
__________
) (1البيات لبن نباته المصري -الطويل
) (1/474
القناعة
ولست أرى السعادة جمع مال #ولكن التقي هو
السعيد
د ً
و تقوى الله خير الّزاد ذخرا #وعند الله للتقى مزي ُ
)(2
__________
) (1قاسم بن صديق الطوهري عضو هيئة التحقيق
والدعاء العام إمام مسجد محمد الراجحي بالرياض
) (2البيات للحطيئة
) (1/475
عن ِذك ْ ِ
ري ض َ ن أَ ْ
عَر َ م ْ
و َ
والله سبحانه وتعالى يقولَ } :
كا{ طه ،124:فإذا أردنا أن نعالج ضن ً
ة َ عي َ
ش ً م ِ ن لَ ُ
ه َ َ
فإ ِ ّ
هذه الظاهرة فل بد من أمور ،أقتصر على بعض
منها:
) (1/476
َ فه َ
ه« ) ، (1وجاء في ة الل ّ ِ م َ ع َن َل ت َْزدَُروا ن ِ ْجدَُر أ ْ وأ ْ َ ُ َ
َ
فى عا ً م َ
ه ُ سْرب ِ ِفي ِ مًنا ِ مآ ِ من ْك ُ ْ ح ِصب َ َ
نأ ْ م ْحديث آخرَ » :
ه الدّن َْيا« ) َ َ َ ه َ عن ْدَهُ ُ
تل ُ حيَز ْ
ما ِفكأن ّ َ م ِ و ِت يَ ْقو ُ ه ِ د ِ
س ِ
ج َ في َ ِ
. (2
__________
) (1مسلم ،5264والترمذي 2437وصححه ،وابن
ماجه .4132
) (2الترمذي 2268وقال حسن غريب ،وابن ماجه
،4131وحسنه اللباني -الصحيحة 2318
) (1/477
) (1/478
نوإ ِ ْ
جْز َ ع َ وَل ت َ ْه َ ن ِبالل ّ ِ ع ْ ست َ ِ
وا ْ ك َ ع َ ف ُ ما ي َن ْ َ عَلى َ ص َ ر ْ ح ِ ا ْ
َ َ
وك َ َ
ذا ذا َ ن كَ َ ت َ
كا َ عل ْ ُف َو أّني َ ل لَ ْ ق ْفَل ت َ ُ يء ٌ َش ْ ك َ صاب َ َ أ َ
لم َ ع َح َ فت َ ُو تَ ْ ن لَ ْفإ ِ ّ ل َ ع َف َ شاءَ َ ما َ و َ ه َ قدَُر الل ّ ِ ل َق ْ ن ُ ول َك ِ ْ َ
ن« )(1 َ
الشي ْطا ِ ّ
وإنما العيب أن يحرص النسان على ما يضره لجهله
دا أن فيما يسعى إليه وسوء ظنه وتقديره ،معتق ً
السعادة والحق أن ما سعى إليه وحرص عليه هو عين
الشقاء وإن تضمن متعا ً عاجلة ،فيكون كمن يطلب
الشفاء في مخدر يظن أن فيه دواءه ،وأكثر الناس
هذه حاله يطلب السعادة ولكن ل يعرف أي طريق
يسلك ول أي باب يقرع ويقف إما حائرا ً أو يخبط
خبط عشواء حتى يأتي اليوم الذي يقول فيهَ} :رب َّنا
ن{ المؤمنون: ضاّلي َ ما َ و ًق ْ وك ُّنا َ وت َُنا َ ق َ ش ْعل َي َْنا ِ
ت َ غل َب َ ْ
َ
106
إن من الناس من يطلب السعادة في المال،ومنهم
من يطلبها في الجاه والسلطان ،ومنهم من يراها
في شهوات البطن والفرج ،ومنهم من
__________
) (1مسلم ،4816وابن ماجه 4158 ،79
) (1/479
) (1/480
) (1/481
وقال ابن القيم رحمه الله أيضا )) : (1إذا أنعم عليه
شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر فإن هذه
المور الثلثة عنوان سعادة العبد وعلمة فلحه في
دنياه وأخراه ول ينفك عبد عنها أبدا فإن العبد دائم
التقلب بين هذه الطباق الثلث(
وهذا الذي ذكره ابن القيم يشمل من زيد في النعم
ومن انتقص منها فالسعيد الشاكر عند الزيادة،
والصابر عند ذهابها ،المستخدم لها فيما يرضي الله
وذلك من الشكر ،المقلع عن استخدام النعم في
معصيته ،الواب التائب من سائر الذنوب التي ل
يحبها الله تعالى ول يرضاها وإن أحدثت متعة وقتية
أو لذة فانية·
وقال أيضا ً )) : (2محبة العلم من علمات السعادة،
وبغض العلم من علمات الشقاوة ،وهذا كله إنما هو
في علم الرسل الذي
__________
) (1الوابل الصيب ص 11
) (2مفتاح دار السعادة 1/261
) (1/482
) (1/483
) (1/484
) (1/485
) (1/486
) (1/487
والحزن في أمر كهذا طبيعة بشرية! فالنفوس
السوية تحزن ،وكيف ل ؟ وهذا نبينا صلى الله عليه
وعلى آله وسلم يحزن لموت عمه أبي طالب ،ويحزن
لموت خديجة حتى سمي ذلك العام بعام الحزن.
ويحزن أيضا ً صلى الله عليه وعلى آله وسلم لموت
نحَز ُ ب يَ ْقل ْ َوال ْ َع َ م ُن ت َدْ َعي ْ َ ن ال ْ َابنه إبراهيم فيقول »إ ِ ّ
م
هي ُك َيا إ ِب َْرا ِ ق َفَرا ِ وإ ِّنا ب ِ ِ
ضى َرب َّنا َ ل إ ِّل َ
ما ي َْر َ وَل ن َ ُ
قو ُ َ
ن« ). (1 حُزوُنو َ م ْلَ َ
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
تدمع عينه ،ويحزن قلبه وهو من هو في منزلته؛
فكيف إذا كانت امرأة ،وشابة عذراء ،وليس هذا فقط
بل وتنسب إلى بيت صلح ودين وأرومة ،بل وكانت
عاكفة ،عابدة اشتهرت بالصلح ،والخير والدين؛ ثم
تأتي بولد ول يعرف لها نكاح!
أفل يحزن قلبها؟ أفل تدمع عيناها؟ بلى يحزن! بلى
سي َا ً
ت نَ ْوك ُن ْ ُذا َ ه َ
ل َ قب ْ َت َ م ّتدمع! أفل تقول َ} :يا ل َي ْت َِني ِ
جب ِل ّ ٌ
ة، سي ًّا{ مريم 23:فهذا ِ من ْ ِ ّ
__________
) (1البخاري ،1220ومسلم ،4279وأبو داود 2719
) (1/488
) (1/489
) (1/490
) (1/491
) (1/492
) (1/493
أي أخي!
ض
ه بع َ
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت #ويبتلي الل ُ
القوم ِ بالنعم
ً
فلعل بلءك نعمة وإن كان عظيما #فحسبك الله في
كل لك الله
) (1/494
) (1/495
) (1/496
) (1/497
__________
) (1الجنة من الجنة.
) (1/498
) (1/499
) (1/500
) (1/501
) (1/503
) (1/504
) (1/505
) (1/506