Professional Documents
Culture Documents
دا ما أعلنته صحيفة السفير عن استباحة المخابرات العالمية وسفارات لم يكن جدي ً
الدول الكبرى لمننا وخصوصياتنا ،ولم يكن مستغرب العلن عن التراخي المني
والقضائي المتمادي ،وشبكات التجسس وسرقة المال العام .منذ زمن طويل يقوم
وض تمثيل الشعب والمحافظة على حقوقه ومصالحه بتخطي القانون من ف ّ
والستهتار بكرامة الشعب وحياته ،ويقوم مرافقو بعض "ممثلي المة" بقنص الناس
نفي الطرقات واستخدام السلحة الحربية كما يستخدمها قطاع الطرق ،ويح ّ
بعضهم الخر الى عهود سيطرة الميليشيات فيكملون ما اعتادوا عليه في السابق
من تجارة ممنوعة وعمالة خارجية واغراق الوطن بالسموم.
لبنان "دولة فاشلة" بالمعايير الدولية ....هو كذلك لن جميع مقومات الفشل
حاضرة ،وسيستمر كذلك لن ل أمل في طبقة سياسية فاسدة أنتجها نظام متخلف
وفاسد ،تتغذى من هذا الفشل وتقتات عليه.
عالمًياُ ،يحكم على الدول بالفشل أو عدمه من خلل معايير عدة ،أهمها 12مؤشًرا
ُيعتمد عليها لمعرفة مدى نجاح دولة من الدول أو فشلها وهي:
.1الضغوط الديمغرافية )زيادة السكان ،وسوء توزيعهم ،والتوزيع العمري،
إلخ(.
صا في ضا ،ونق ً .2وجود لجئين أو تزايد الحركات غير النظامية التي تخلق أمرا ً
الغذاء والمياه الصالحة للشرب الخ.
.3وجود جماعات تشعر بالغبن :ويمكن رصده من خلل عدم العدالة،
والستثناء السياسي والمؤسسي ،وسيطرة أقلية على الغلبية الخ.
.4هجرة العقول ،وهجرة الطبقات المنتجة من الدولة ،والغتراب داخل
المجتمع.
.5غياب التنمية القتصادية :وأهمها عدم المساواة في التعليم والوظائف
والدخل ،ومستويات الفقر...
.6التدهور القتصادي الحاد وسماته تدني الدخل القومي ،وسعر الصرف،
والميزان التجاري ،ومعدلت الستثمار ،وتقييم العملة الوطنية ،ومعدل النمو،
والتوزيع ،والشفافية والفساد ،والتزامات الدولة المالية....
.7فقدان شرعية السلطة :وذلك من خلل قياس مدى فساد النخبة الحاكمة،
وغياب الشفافية والمحاسبة السياسية ،وضعف الثقة في المؤسسات وفي العملية
السياسية....
.8التدهور الحاد في تقديم الخدمات العامة الساسية مثل الصحة والتعليم
والتوظيف الخ..
.9الحرمان من التطبيق العادل لحكم القانون وانتشار انتهاكات حقوق
النسان.
.10تشتت المن كظهور نخبة عسكرية داخل الجيش ،أوهيمنة النخبة
العسكرية ،أوظهور النزاعات المسلحة ،أو ظهور قوى أمنية بموازاة المن
النظامي للدولة الخ.
.11تنامي النشقاقات داخل النخب أي النقسامات الحادة بين النخب
الحاكمة ومؤسسات الدولة ،واستخدام النخبة الحاكمة لمقولت سياسية قومية
انفصالية او توحيدية.
.12التدخل الخارجي سواء على شكل تدخل سياسي أو عسكري أو
مجموعات حفظ السلم وفصل بين المتحاربين.
أي من هذه المعايير والمؤشرات ل ينطبق على لبنان وسلطته وقانونه وتردي
حقوق النسان فيه؟.
مش شعبها بكل فئاته، ذا ،هي "دولة فاشلة" بكل ما للكلمة من معنى ،هي دولة ته ّ إ ً
من الطفال الى الشباب والنساء ،الى اصحاب العقول والكفاءات ،الى
اللطائفيين ،الى المنتشرين في اصقاع الرض الخ.
حقوق الطفال في التعليم واللعب والعيش منتهكة ،حقوق الشباب الجتماعية
والمدنية والسياسية منتهكة ،حقوق النسان في حياة حرة كريمة وبمواطنية تامة
غير منتقصة منتهكة ،حقوق النساء في مساواة بسيطة في الحقوق والواجبات
منتهكة ،حقوق العجزة ،حقوق العمال ،حقوق المعوقين ...الحقوق والحريات
الساسية بمجملها منتهكة.
الجميع يشعر بالغبن ،الجميع تنتهك حقوقه وحرياته يومًيا على الطرقات وفي
المستشفيات وفي المدارس والجامعات وفي البنية الحكومية وفي مطارات
دتالعالم وعلى ابواب السفارات التي يلجأ اليها اللبنانيون طلًبا للهجرة من بلد س ّ
فيه أبواب العيش الكريم.
لكن ،قد يسأل سائل :أل يوجد فئات لبنانية ل تشعر بالغبن والحرمان؟
بالطبع يوجد...
المسؤولون السياسيون وأبناؤهم وعائلتهم والمحظيون لديهم.
سن لهم قوانين المجرمون الذين يجدون من يدافع عنهم من نواب المة ،ومن ي ّ
العفو عن الجرائم المرتكبة بحق الوطن وشعبه.
السماسرة وقطاع الطرق وتجار المخدرات الذين يجدون من يقّلهم بسياراتهم
ويؤمن لهم الغطاء السياسي والقضائي.
فون ضريبة تغدوأصحاب رؤوس الموال الذين يجدون في لبنان جنة ضريبية ،ويكل ّ
في بعض الحيان اقل بكثير من تكليف المواطن صاحب الدخل المحدود.
الطائفيون – تجار الهياكل ،الذين يستخدمون الدين مطية لسياسات حاقدة ومشّلة
لي تطوير للمجتمع اللبناني.
حملة المباخر والمتزلفون ،المتسكعون على البواب بل كرامة أمل ً في حظوة ما.
بائعات الهوى ،اللواتي يجدن في البرامج التلفزيونية اعلنات متواصلة غير مدفوعة
وه سمعة المرأة اللبنانية في أقاصي الرض. الجر تستجلب السائح الخليجي ،وتش ّ
لبنان جسم مريض ،تديره سلطة سياسية فاسدة وحاقدة ..وهل من أمل يرجى
في علج جسد نخر السوس والفساد عقله؟