Professional Documents
Culture Documents
التنويم المغنطيسي
بحث و اعداد التلميذة :هناء بن علي العروسي
قسم أولى باك ع ر 2
فهرس
تعريف. •
ما التنويم المغنطيسي؟ •
التجربة التنويمية •
وجوه استخدام التنويم المغنطيسي •
أخطار التنويم المغنطيسي •
نبذة تاريخية. •
تعريف:
• التنويم المغنطيسي :حالة شبيهة بالنوم تستخدم علميًا في علج
المرضى .وهذه الحالة ،أي حالة التنويم ،هي ظرف مؤقت ينطوي
على تغيير انتباه الفرد .والمنوّم المغنطيسي هو الشخص المستخدم
للتنويم .وهنالك أدلة علمية تشير إلى فائدة التنويم إذا تم على أيدي
محترفين أكفاء .مثلً يستخدم بعضهم التنويم المغنطيسي لمعالجة
المرضى الذين يعانون مشاكل عضوية أو نفسية.
استخدم الناس وسائل التنويم منذ الزمان الغابرة لكن ممارسة التنويم
تعرضت للنقد في بعض الزمان ،إما بسبب سوء استعماله أو جهل
حقيقته ،أو بسبب المعتقدات الخاطئة والدعاءات المبالغ فيها .أما اليوم
فتقبل المنظمات المهنية التنويم المغنطيسي لمعالجة المرضى الذين
يعانون مشاكل طبية أو نفسية .
ما التنويم ا لم غنط يسي ؟
أظهر العلماء أن حالة التنويم جزء طبيعي من السلوك النساني ،وأن لها تأثيرًا في تجارب النسان النفسية •
والجتماعية والبدنية .وليمت التنويم المغنطيسي للسحر بصلة ،كما ل يملك المنوّم قوة خارقة ،إذ تتوقف
تأثيرات التنويم على طواعية الشخص المنوّم ودوافعه .ويؤدي أي تغيير في صفة انتباه الشخص ،أو درجة
تركيز انتباهه إلى تغييرات في تجربته الباطنية والخارجية.
تقارَن حالة التنويم بحلم النائم ،أو سيره وهو نائم .لكن في الواقع ليمت التنويم بصلة إلى النوم؛ لنه يتطلب
تركيزًا ذهنيًا أعمق وأنشط .ويستطيع الشخاص المنوّمون التكلم والكتابة والسير ،وهم عادة على وعي تام بما
يقال وما يُفعل.
يستخدم المنوّم وسائل حتى يوحي بالتنويم إلى شخص آخر .وتتغير درجة انتباه هذا الشخص بمجرد استجابته
لهذه الوسائل ،مما يؤدي إلى تغيرات أو ظواهر أخرى .مثلً قد يمر الشخص بدرجات مختلفة من الدراك
والوعي والخيال والذاكرة والتفكير ،أو يصبح أكثر استجابة لليحاء .وربما أمكن تكوين ظواهر إضافية أو
إزالتها كظواهر الحساس وتورّد الوجه خجلً وإفراز العرق والشلل وتوتر العضلت أو فقدان الحساس باللم.
وقد دلل العلماء على أن بإمكان التنويم إحداث تغييرات في وظائف الجسم وأجهزته.
ليست تجارب التنويم فريدة في نوعها؛ إذ يمكن حدوث ظواهر التجارب كلها أو بعضها حتى دون استخدام وسائل
التنويم .مثلً نجد بين الشخاص القابلين جدًا للتنويم مزيداً من الستجابة أيضًا لليحاء حتى قبل تنويمهم.
وبالطبع تزداد هذه الستجابة خلل التنويم.
في الماضي اعتقد الناس أن بإمكان التنويم المغنطيسي حمل الشخاص على ارتكاب أفعال إجرامية أو أعمال
أخرى ضد إرادتهم .ولكن ل نجد اليوم دليلً على ذلك؛ إذ في مقدور هؤلء الشخاص مقاومة اليحاء إليهم ،ذلك
لنهم ل يفقدون السيطرة على أفعالهم أثناء تنويمهم ،وبإمكانهم التمييز بين الحق والباطل.
يمكن عزو كثير من سوء الفهم الشائع عن التنويم المغنطيسي إلى الطريقة التي يؤدى بها أمام الجمهورْ؛ إذ
يتعرف عليه كثير من الناس لول مرة لدى مشاهدتهم لشريط سينمائي أو لعرض سحري .وكثيرًا ما يجعل هذا
العرض التنويم المغنطيسي ،يبدو وكأنه تجربة سهلة الداء ،مما قد يغري من لم يتلقوا تدريبًا كافيًا بتجريب
عمليه التنويم على أنفسهم أو غيرهم.
التج ربة ال تنويمية
بعض الناس قابلون للتنويم في غضون بضع ثوان أو دقائق ،بينما ل يسهل تنويم غيرهم .وهنالك درجات متنوعة لغشية التنويم.فمثلً يرتاح •
الشخص في التنويم الخفيف ،ويتبع التوجيهات البسيطة بسهولة ،بينما قد يصاب بحالة خدر في التنويم العميق .وحينما يستخدم التنويم
المغنطيسي لمعالجة المشاكل الطبية والنفسية ،ل نجد عادة صلة بين درجة التنويم وفاعلية العلج.
التنويم اليحائي .هنالك عدة وسائل لتنويم شخص آخر ،ربما كان أشهرها استخدام الوامر المباشرة التي تنطوي على توجيه إيحاءات بسيطة
تكرر باستمرار وبنفس نبرة الصوت .يطلب المنوّم من الشخص الخر تركيز انتباهه على شيء أو نقطة ثابتة ،كبقعة ،ثم يطلب منه أن
يسترخي ،وأن يتنفس عميقًا ،ويدع جفنيه يثقلن ثم يغمضان.
ويستخدم كثير من المتخصصين وسائل لفظية وغير لفظية تدعى باليحاءات أو الستقراءات غير المباشرة .وتهمل هذه الوسائل عادة تركيز
النتباه على شيء ما .يستمع الشخص إلى لغز عقلي أو قصة يرويها المنوّم ،دون أن يطلب من المريض السترخاء أو إغلق عينيه .وإنما
يوحي إليه بذلك بصورة غير مباشرة ،وهو يروي قصته ،أو يعرض لغزه ،لكن ل تتغير خطوات المعالجة بالتنويم.
ل يقول المنوّم ¸ :ستواجه صعوبة في يختبر بعض المنوّمين فاعلية عملية التنويم بتوجيه إيحاءات من قبيل التحدي للشخاص المنوّمين .مث ً
تحريك يدك اليمنى· .عندها قد يجد الشخص المنوم تحريك يده أمرًا صعبًا أو مستحيلً .ول يدل مثل هذا الختبار بالضرورة ،على أن الشخص
في حالة تنويم ،وإنما قد يكون مجرد دللة على استجابة الشخص لليحاء.
وفي الماضي استخدمت عقاقير مختلفة أحيانا لليحاء بالتنويم .لكن نادرًا ما تكون العقاقير والدوات الخاصة أو غيرها من وسائل الخداع
ضرورية لحداث التنويم .ويستنكف معظم المهنيين المتخصصين عن استعمالها.
ظواهر التنويم .تختلف طبيعة تجربة التنويم من فرد إلى آخر؛ فقد يشعر الشخص المنوّم بتغيرات في درجة وعيه وإبداع خياله أو تفكيره ،أو
يقظته بالمكان إحداث تغييرات بدنية داخل الجسم بوساطة اليحاء ،كالتغيرات في سريان الدم ،وضغط الدم ،ومقدار الحساس بالبرودة
والحرارة.
يُركّز بعض المحترفين على ظاهرة تنويمية معينة في سياق علج مرضاهم ،مثل تمكين بعض الشخاص المنوّمين من تذكر تجارب منسية .إذ
غالبًا ما يلجأ الناس بعد معاناة تجربة مريعة أو مؤلمة إلى كبت ذكرى تلك التجربة ،وذلك بطردها من أفكارهم الواعية .وفي بعض الحيان تؤثر
ل خلل الحرب العالمية الثانية (1945 - 1939م) أصيب الذكريات المكبوته في سلوكهم العادي .وقد ينجم عنها أشكال من العلل العقلية .مث ً
الجنود أحيانًا بفقدان الذاكرة بفعل بعض تجاربهم .وقد تمكن الطباء باستخدام التنويم المغنطيسي من مساعدة مرضاهم على استرجاع ذكريات
تجاربهم ،وتخفيف حدة التوترات العاطفية التي تراكمت على مر الزمن .وتمكن المرضى من استرجاع صحتهم.
ثمة ظاهرة تنويمية أخرى تنطوي على النكوص في العمر ،أي الرجوع بالمنوّم إلى سن مبكرة ،وفيها يوحي الطبيب أو المعالج إلى المريض
ل إذا أوحى المعالج إلى المريض بأنه الن في بأنه في سن معينة ،عندها قد يتذكر المريض أو يعيش ثانية أحداثا وقعت له في تلك السن .مث ً
السابعة من العمر .فقد يبدو المريض وكأنه يتكلم ويتصرف ،بل ويفكر كما لو كان في السابعة من عمره ،وبهذه الوسيلة قد يتسنى للمرضى
تذكر حوادث ومشاعر ربما كان لها بعض الصلة بعلتهم الراهنة،كما يتسنى للمريض إعطاء تفسير جديد لوضعه بفضل اكتسابه معلومات
إضافية ،وبُعد نظر ،وازدياد قدرته على مجابهة المشاكل.
يعتقد المرضى أحيانًا لدى تلقيهم أمرًا من المنوّم بأنهم يعيشون في حقبة ماضية أو قادمة ،وقد يشعرون بأنهم عادوا إلى القرون الوسطى أو
ذهبوا إلى القرن القادم .وربما فسّر غير المدرّبين من المنوّمين مثل هذه التغيرات ،بأنها دليل على تناسخ الرواح عبر الزمن .لكن معظم
المهنيين المتخصصين يعتبرون هذه التخيلت مجرد أضغاث أحلم ل صلة لها بالواقع ماضيًا أو مستقبلً.
إنهاء جلسة التنويم . .إنهاء غشية التنويم ليس بأمر صعب؛ إذ يبقى الشخص في حالة تنويم إلى أن يتلقى إشارة من منوّمه ،كأن يعد المنوّم
حتى خمسة ،أو يوحي إلى المنوّم باليقاظ بصورة غير مباشرة ،أو يصدر عنه صوت ،وأحيانًا ينهي الشخص التجربة بنفسه حتى ولو لم يتلق
أية أشارة .لكن قد يواجه المنوّم صعوبة أحيانا في إنهاء الجلسة .وهذا أحد السباب التي تدعو إلى قصر ممارسة التنويم على المحترفين.
وجوه استخدام التنويم المغنطيسي
يمكن معالجة أسنان مريض منوّم دون شعوره بألم أو انزعاج ،وقد طلب من هذا المريض إبقاء ذراعه مرفوعة ،إذ أن بقاءها •
مرفوعة دليل على أن المريض ما يزال في غشية التنويم.
ساعدت وسائل التنويم المغنطيسي الحديثة العلماء على زيادة فهمهم لعقل النسان وجسمه ،والتمييز بين السلوك العادي
والسلوك الشاذ .ويستخدم التنويم اليوم في البحاث ،والطب ،ول سيما الجراحة ،وطب السنان ،والعلج النفسي . .ويستخدم
أحيانًا في القضايا القانونية.
وكان التنويم المغنطيسي موضوعًا للبحث وأداة له في دراسات كثيرة ،وصيغت اختبارات لقياس تجربة الشخص التنويمية،
وأجريت بحوث حول قابلية الناس للتنويم ،دلت على أن تنويم الطفال أسهل عادة من تنويم الكبار ،وأنه من الممكن تنويم الذكور
والناث على السواء.
يستخدم بعض الطباء التنويم المغنطيسي مسكّنًا لتهدئة قلق المريض ،إذا كان عصبي المزاج أو شاعرًا بألم .ويهبط إحساس
بعض المرضى باللم بعد التنويم ،أو ينعدم تمامًا ،كما يستخدم بعض الطباء التنّويم العميق مخ ّدرًا حتى ل يحس المرضى باللم
خلل عملية جراحية ،أو عملية توليد .كما يستخدمونه لتخفيف قلق المرضى في دور نقاهتهم في عملية جراحية أو طبية أخرى.
استغل الطباء أيضًا قدرة الشخص المنوّم على البقاء في نفس الوضع مدة طويلة من الزمن .ففي إحدى العمليات ،توجب على
الطباء ترقيع الجلد في قدم أصيبت بأذى بالغ؛ فقد رُقع ذراع الشخص بجلد مستمد من بطنه ،ثم نقلت الرقعة إلى قدمه .في أثناء
التنويم ،أبقى المريض ذراعه في وضع محكم فوق بطنه ثلثة أسابيع ،ثم فوق قدمه أربعة أسابيع أخرى ،ولم يشعر بانزعاج،
رغم أن هذين الوضعين غير عاديين.
يستخدم بعض أطباء السنان التنويم المغنطيسي مخدّرًا؛ فبعد تنويم المريض ،يحفر الطبيب السن ثم يعبّئ التجويف ،ويظل
المريض مسترخيًا ومرتاحًا طوال العملية.
ومن المحترفين المتخصصين بالعلل العقلية ،الذين يستخدمون التنويم المغنطيسي أحيانًا أطباء النفس ،وعلماء النفس،
والمتخصصون الجتماعيون الطبيون .وقد يكون التنويم المغنطيسي العلج الرئيسي ،أو مجرد جزء من العلج ،ويمكن
استخدامه لتهدئة أعصاب المرضى المنزعجين؛ إذ يصبح هؤلء أكثر إحساسًا بمشاعرهم ،فيغيرون سلوكهم ،ويتعلمون طرقًا
جديدة من التفكير وحل المشاكل .ومن الحالت النفسية التي عولجت بالتنويم :القلق والكآبه والجهاد. .
يمكن للتنويم المغنطيسي أن يكون أداة فعالة للسيطرة على بعض المشاكل العضوية المتصلة بعوامل نفسية .ومن هذه المشاكل
النفسية العضوية بعض الحالت في الجهاز العصبي ،وكذلك بعض علل القلب والمعدة والرئتين .وساعد التنويم المغنطيسي أحيانًا
في معالجة المرضى ،الذين يشكون من أمراض مزمنة ،كداء التهاب المفاصل والسرطان والتصلب المتعدد واللم ،والجلطة
الدماغية.
واستخدم التنويم أحيانًا لستعادة ذاكرة شهود العيان ،وضحايا الجرائم .فقد يتذكر الناس بعد تنويمهم أشياء مهمة ،كهيئة المجرم
أو غيرها من التفاصيل ،التي قد تساعد على حل الجريمة .لكن ينبغي الحصول على معلومات مستقلة؛ لن بعض الناس يلجأون
إلى الكذب ،ويرتكبون الخطاء خلل تنويمهم .وليس في قدرة التنويم حمل المرء على إفشاء سر.
أخطار التنويم المغنطيسي