You are on page 1of 9

‫لسم ال الرحمن الرحيم‬

‫التنويم المغنطيسي‬
‫بحث و اعداد التلميذة‪ :‬هناء بن علي العروسي‬
‫قسم أولى باك ع ر ‪2‬‬
‫فهرس‬
‫تعريف‪.‬‬ ‫•‬
‫ما التنويم المغنطيسي؟‬ ‫•‬
‫التجربة التنويمية‬ ‫•‬
‫وجوه استخدام التنويم المغنطيسي‬ ‫•‬
‫أخطار التنويم المغنطيسي‬ ‫•‬
‫نبذة تاريخية‪.‬‬ ‫•‬
‫تعريف‪:‬‬
‫• التنويم المغنطيسي‪ :‬حالة شبيهة بالنوم تستخدم علميًا في علج‬
‫المرضى‪ .‬وهذه الحالة‪ ،‬أي حالة التنويم‪ ،‬هي ظرف مؤقت ينطوي‬
‫على تغيير انتباه الفرد‪ .‬والمنوّم المغنطيسي هو الشخص المستخدم‬
‫للتنويم‪ .‬وهنالك أدلة علمية تشير إلى فائدة التنويم إذا تم على أيدي‬
‫محترفين أكفاء‪ .‬مثلً يستخدم بعضهم التنويم المغنطيسي لمعالجة‬
‫المرضى الذين يعانون مشاكل عضوية أو نفسية‪.‬‬
‫استخدم الناس وسائل التنويم منذ الزمان الغابرة لكن ممارسة التنويم‬
‫تعرضت للنقد في بعض الزمان‪ ،‬إما بسبب سوء استعماله أو جهل‬
‫حقيقته‪ ،‬أو بسبب المعتقدات الخاطئة والدعاءات المبالغ فيها‪ .‬أما اليوم‬
‫فتقبل المنظمات المهنية التنويم المغنطيسي لمعالجة المرضى الذين‬
‫يعانون مشاكل طبية أو نفسية ‪.‬‬
‫ما التنويم ا لم غنط يسي ؟‬

‫أظهر العلماء أن حالة التنويم جزء طبيعي من السلوك النساني‪ ،‬وأن لها تأثيرًا في تجارب النسان النفسية‬ ‫•‬
‫والجتماعية والبدنية‪ .‬وليمت التنويم المغنطيسي للسحر بصلة‪ ،‬كما ل يملك المنوّم قوة خارقة‪ ،‬إذ تتوقف‬
‫تأثيرات التنويم على طواعية الشخص المنوّم ودوافعه‪ .‬ويؤدي أي تغيير في صفة انتباه الشخص‪ ،‬أو درجة‬
‫تركيز انتباهه إلى تغييرات في تجربته الباطنية والخارجية‪.‬‬
‫تقارَن حالة التنويم بحلم النائم‪ ،‬أو سيره وهو نائم‪ .‬لكن في الواقع ليمت التنويم بصلة إلى النوم؛ لنه يتطلب‬
‫تركيزًا ذهنيًا أعمق وأنشط‪ .‬ويستطيع الشخاص المنوّمون التكلم والكتابة والسير‪ ،‬وهم عادة على وعي تام بما‬
‫يقال وما يُفعل‪.‬‬
‫يستخدم المنوّم وسائل حتى يوحي بالتنويم إلى شخص آخر‪ .‬وتتغير درجة انتباه هذا الشخص بمجرد استجابته‬
‫لهذه الوسائل‪ ،‬مما يؤدي إلى تغيرات أو ظواهر أخرى‪ .‬مثلً قد يمر الشخص بدرجات مختلفة من الدراك‬
‫والوعي والخيال والذاكرة والتفكير‪ ،‬أو يصبح أكثر استجابة لليحاء‪ .‬وربما أمكن تكوين ظواهر إضافية أو‬
‫إزالتها كظواهر الحساس وتورّد الوجه خجلً وإفراز العرق والشلل وتوتر العضلت أو فقدان الحساس باللم‪.‬‬
‫وقد دلل العلماء على أن بإمكان التنويم إحداث تغييرات في وظائف الجسم وأجهزته‪.‬‬
‫ليست تجارب التنويم فريدة في نوعها؛ إذ يمكن حدوث ظواهر التجارب كلها أو بعضها حتى دون استخدام وسائل‬
‫التنويم‪ .‬مثلً نجد بين الشخاص القابلين جدًا للتنويم مزيداً من الستجابة أيضًا لليحاء حتى قبل تنويمهم‪.‬‬
‫وبالطبع تزداد هذه الستجابة خلل التنويم‪.‬‬
‫في الماضي اعتقد الناس أن بإمكان التنويم المغنطيسي حمل الشخاص على ارتكاب أفعال إجرامية أو أعمال‬
‫أخرى ضد إرادتهم‪ .‬ولكن ل نجد اليوم دليلً على ذلك؛ إذ في مقدور هؤلء الشخاص مقاومة اليحاء إليهم‪ ،‬ذلك‬
‫لنهم ل يفقدون السيطرة على أفعالهم أثناء تنويمهم‪ ،‬وبإمكانهم التمييز بين الحق والباطل‪.‬‬
‫يمكن عزو كثير من سوء الفهم الشائع عن التنويم المغنطيسي إلى الطريقة التي يؤدى بها أمام الجمهورْ؛ إذ‬
‫يتعرف عليه كثير من الناس لول مرة لدى مشاهدتهم لشريط سينمائي أو لعرض سحري‪ .‬وكثيرًا ما يجعل هذا‬
‫العرض التنويم المغنطيسي‪ ،‬يبدو وكأنه تجربة سهلة الداء‪ ،‬مما قد يغري من لم يتلقوا تدريبًا كافيًا بتجريب‬
‫عمليه التنويم على أنفسهم أو غيرهم‪.‬‬
‫التج ربة ال تنويمية‬
‫بعض الناس قابلون للتنويم في غضون بضع ثوان أو دقائق‪ ،‬بينما ل يسهل تنويم غيرهم‪ .‬وهنالك درجات متنوعة لغشية التنويم‪.‬فمثلً يرتاح‬ ‫•‬
‫الشخص في التنويم الخفيف‪ ،‬ويتبع التوجيهات البسيطة بسهولة‪ ،‬بينما قد يصاب بحالة خدر في التنويم العميق‪ .‬وحينما يستخدم التنويم‬
‫المغنطيسي لمعالجة المشاكل الطبية والنفسية‪ ،‬ل نجد عادة صلة بين درجة التنويم وفاعلية العلج‪.‬‬
‫التنويم اليحائي‪ .‬هنالك عدة وسائل لتنويم شخص آخر‪ ،‬ربما كان أشهرها استخدام الوامر المباشرة التي تنطوي على توجيه إيحاءات بسيطة‬
‫تكرر باستمرار وبنفس نبرة الصوت‪ .‬يطلب المنوّم من الشخص الخر تركيز انتباهه على شيء أو نقطة ثابتة‪ ،‬كبقعة‪ ،‬ثم يطلب منه أن‬
‫يسترخي‪ ،‬وأن يتنفس عميقًا‪ ،‬ويدع جفنيه يثقلن ثم يغمضان‪.‬‬
‫ويستخدم كثير من المتخصصين وسائل لفظية وغير لفظية تدعى باليحاءات أو الستقراءات غير المباشرة‪ .‬وتهمل هذه الوسائل عادة تركيز‬
‫النتباه على شيء ما‪ .‬يستمع الشخص إلى لغز عقلي أو قصة يرويها المنوّم‪ ،‬دون أن يطلب من المريض السترخاء أو إغلق عينيه‪ .‬وإنما‬
‫يوحي إليه بذلك بصورة غير مباشرة‪ ،‬وهو يروي قصته‪ ،‬أو يعرض لغزه‪ ،‬لكن ل تتغير خطوات المعالجة بالتنويم‪.‬‬
‫ل يقول المنوّم‪ ¸ :‬ستواجه صعوبة في‬ ‫يختبر بعض المنوّمين فاعلية عملية التنويم بتوجيه إيحاءات من قبيل التحدي للشخاص المنوّمين‪ .‬مث ً‬
‫تحريك يدك اليمنى·‪ .‬عندها قد يجد الشخص المنوم تحريك يده أمرًا صعبًا أو مستحيلً‪ .‬ول يدل مثل هذا الختبار بالضرورة‪ ،‬على أن الشخص‬
‫في حالة تنويم‪ ،‬وإنما قد يكون مجرد دللة على استجابة الشخص لليحاء‪.‬‬
‫وفي الماضي استخدمت عقاقير مختلفة أحيانا لليحاء بالتنويم‪ .‬لكن نادرًا ما تكون العقاقير والدوات الخاصة أو غيرها من وسائل الخداع‬
‫ضرورية لحداث التنويم‪ .‬ويستنكف معظم المهنيين المتخصصين عن استعمالها‪.‬‬
‫ظواهر التنويم‪ .‬تختلف طبيعة تجربة التنويم من فرد إلى آخر؛ فقد يشعر الشخص المنوّم بتغيرات في درجة وعيه وإبداع خياله أو تفكيره‪ ،‬أو‬
‫يقظته بالمكان إحداث تغييرات بدنية داخل الجسم بوساطة اليحاء‪ ،‬كالتغيرات في سريان الدم‪ ،‬وضغط الدم‪ ،‬ومقدار الحساس بالبرودة‬
‫والحرارة‪.‬‬
‫يُركّز بعض المحترفين على ظاهرة تنويمية معينة في سياق علج مرضاهم‪ ،‬مثل تمكين بعض الشخاص المنوّمين من تذكر تجارب منسية‪ .‬إذ‬
‫غالبًا ما يلجأ الناس بعد معاناة تجربة مريعة أو مؤلمة إلى كبت ذكرى تلك التجربة‪ ،‬وذلك بطردها من أفكارهم الواعية‪ .‬وفي بعض الحيان تؤثر‬
‫ل خلل الحرب العالمية الثانية (‪1945 - 1939‬م) أصيب‬ ‫الذكريات المكبوته في سلوكهم العادي‪ .‬وقد ينجم عنها أشكال من العلل العقلية‪ .‬مث ً‬
‫الجنود أحيانًا بفقدان الذاكرة بفعل بعض تجاربهم‪ .‬وقد تمكن الطباء باستخدام التنويم المغنطيسي من مساعدة مرضاهم على استرجاع ذكريات‬
‫تجاربهم‪ ،‬وتخفيف حدة التوترات العاطفية التي تراكمت على مر الزمن‪ .‬وتمكن المرضى من استرجاع صحتهم‪.‬‬
‫ثمة ظاهرة تنويمية أخرى تنطوي على النكوص في العمر‪ ،‬أي الرجوع بالمنوّم إلى سن مبكرة‪ ،‬وفيها يوحي الطبيب أو المعالج إلى المريض‬
‫ل إذا أوحى المعالج إلى المريض بأنه الن في‬ ‫بأنه في سن معينة‪ ،‬عندها قد يتذكر المريض أو يعيش ثانية أحداثا وقعت له في تلك السن‪ .‬مث ً‬
‫السابعة من العمر‪ .‬فقد يبدو المريض وكأنه يتكلم ويتصرف‪ ،‬بل ويفكر كما لو كان في السابعة من عمره‪ ،‬وبهذه الوسيلة قد يتسنى للمرضى‬
‫تذكر حوادث ومشاعر ربما كان لها بعض الصلة بعلتهم الراهنة‪،‬كما يتسنى للمريض إعطاء تفسير جديد لوضعه بفضل اكتسابه معلومات‬
‫إضافية‪ ،‬وبُعد نظر‪ ،‬وازدياد قدرته على مجابهة المشاكل‪.‬‬
‫يعتقد المرضى أحيانًا لدى تلقيهم أمرًا من المنوّم بأنهم يعيشون في حقبة ماضية أو قادمة‪ ،‬وقد يشعرون بأنهم عادوا إلى القرون الوسطى أو‬
‫ذهبوا إلى القرن القادم‪ .‬وربما فسّر غير المدرّبين من المنوّمين مثل هذه التغيرات‪ ،‬بأنها دليل على تناسخ الرواح عبر الزمن‪ .‬لكن معظم‬
‫المهنيين المتخصصين يعتبرون هذه التخيلت مجرد أضغاث أحلم ل صلة لها بالواقع ماضيًا أو مستقبلً‪.‬‬
‫إنهاء جلسة التنويم‪ . .‬إنهاء غشية التنويم ليس بأمر صعب؛ إذ يبقى الشخص في حالة تنويم إلى أن يتلقى إشارة من منوّمه‪ ،‬كأن يعد المنوّم‬
‫حتى خمسة‪ ،‬أو يوحي إلى المنوّم باليقاظ بصورة غير مباشرة‪ ،‬أو يصدر عنه صوت‪ ،‬وأحيانًا ينهي الشخص التجربة بنفسه حتى ولو لم يتلق‬
‫أية أشارة‪ .‬لكن قد يواجه المنوّم صعوبة أحيانا في إنهاء الجلسة‪ .‬وهذا أحد السباب التي تدعو إلى قصر ممارسة التنويم على المحترفين‪.‬‬
‫وجوه استخدام التنويم المغنطيسي‬

‫يمكن معالجة أسنان مريض منوّم دون شعوره بألم أو انزعاج‪ ،‬وقد طلب من هذا المريض إبقاء ذراعه مرفوعة‪ ،‬إذ أن بقاءها‬ ‫•‬
‫مرفوعة دليل على أن المريض ما يزال في غشية التنويم‪.‬‬
‫ساعدت وسائل التنويم المغنطيسي الحديثة العلماء على زيادة فهمهم لعقل النسان وجسمه‪ ،‬والتمييز بين السلوك العادي‬
‫والسلوك الشاذ‪ .‬ويستخدم التنويم اليوم في البحاث‪ ،‬والطب‪ ،‬ول سيما الجراحة‪ ،‬وطب السنان‪ ،‬والعلج النفسي‪ . .‬ويستخدم‬
‫أحيانًا في القضايا القانونية‪.‬‬
‫وكان التنويم المغنطيسي موضوعًا للبحث وأداة له في دراسات كثيرة‪ ،‬وصيغت اختبارات لقياس تجربة الشخص التنويمية‪،‬‬
‫وأجريت بحوث حول قابلية الناس للتنويم‪ ،‬دلت على أن تنويم الطفال أسهل عادة من تنويم الكبار‪ ،‬وأنه من الممكن تنويم الذكور‬
‫والناث على السواء‪.‬‬
‫يستخدم بعض الطباء التنويم المغنطيسي مسكّنًا لتهدئة قلق المريض‪ ،‬إذا كان عصبي المزاج أو شاعرًا بألم‪ .‬ويهبط إحساس‬
‫بعض المرضى باللم بعد التنويم‪ ،‬أو ينعدم تمامًا‪ ،‬كما يستخدم بعض الطباء التنّويم العميق مخ ّدرًا حتى ل يحس المرضى باللم‬
‫خلل عملية جراحية‪ ،‬أو عملية توليد‪ .‬كما يستخدمونه لتخفيف قلق المرضى في دور نقاهتهم في عملية جراحية أو طبية أخرى‪.‬‬
‫استغل الطباء أيضًا قدرة الشخص المنوّم على البقاء في نفس الوضع مدة طويلة من الزمن‪ .‬ففي إحدى العمليات‪ ،‬توجب على‬
‫الطباء ترقيع الجلد في قدم أصيبت بأذى بالغ؛ فقد رُقع ذراع الشخص بجلد مستمد من بطنه‪ ،‬ثم نقلت الرقعة إلى قدمه‪ .‬في أثناء‬
‫التنويم‪ ،‬أبقى المريض ذراعه في وضع محكم فوق بطنه ثلثة أسابيع‪ ،‬ثم فوق قدمه أربعة أسابيع أخرى‪ ،‬ولم يشعر بانزعاج‪،‬‬
‫رغم أن هذين الوضعين غير عاديين‪.‬‬
‫يستخدم بعض أطباء السنان التنويم المغنطيسي مخدّرًا؛ فبعد تنويم المريض‪ ،‬يحفر الطبيب السن ثم يعبّئ التجويف‪ ،‬ويظل‬
‫المريض مسترخيًا ومرتاحًا طوال العملية‪.‬‬
‫ومن المحترفين المتخصصين بالعلل العقلية‪ ،‬الذين يستخدمون التنويم المغنطيسي أحيانًا أطباء النفس‪ ،‬وعلماء النفس‪،‬‬
‫والمتخصصون الجتماعيون الطبيون‪ .‬وقد يكون التنويم المغنطيسي العلج الرئيسي‪ ،‬أو مجرد جزء من العلج‪ ،‬ويمكن‬
‫استخدامه لتهدئة أعصاب المرضى المنزعجين؛ إذ يصبح هؤلء أكثر إحساسًا بمشاعرهم‪ ،‬فيغيرون سلوكهم‪ ،‬ويتعلمون طرقًا‬
‫جديدة من التفكير وحل المشاكل‪ .‬ومن الحالت النفسية التي عولجت بالتنويم‪ :‬القلق والكآبه والجهاد‪. .‬‬
‫يمكن للتنويم المغنطيسي أن يكون أداة فعالة للسيطرة على بعض المشاكل العضوية المتصلة بعوامل نفسية‪ .‬ومن هذه المشاكل‬
‫النفسية العضوية بعض الحالت في الجهاز العصبي‪ ،‬وكذلك بعض علل القلب والمعدة والرئتين‪ .‬وساعد التنويم المغنطيسي أحيانًا‬
‫في معالجة المرضى‪ ،‬الذين يشكون من أمراض مزمنة‪ ،‬كداء التهاب المفاصل والسرطان والتصلب المتعدد واللم‪ ،‬والجلطة‬
‫الدماغية‪.‬‬
‫واستخدم التنويم أحيانًا لستعادة ذاكرة شهود العيان‪ ،‬وضحايا الجرائم‪ .‬فقد يتذكر الناس بعد تنويمهم أشياء مهمة‪ ،‬كهيئة المجرم‬
‫أو غيرها من التفاصيل‪ ،‬التي قد تساعد على حل الجريمة‪ .‬لكن ينبغي الحصول على معلومات مستقلة؛ لن بعض الناس يلجأون‬
‫إلى الكذب‪ ،‬ويرتكبون الخطاء خلل تنويمهم‪ .‬وليس في قدرة التنويم حمل المرء على إفشاء سر‪.‬‬
‫أخطار التنويم المغنطيسي‬

‫• ل خطر في التنويم المغنطيسي إل إذا أسيء استعماله‪ .‬لذا ل يجوز لغير‬


‫المتخصص المؤهل ممارسته‪ .‬وبإمكان كثير من الناس تعلم التنويم‪ ،‬لكن هذه‬
‫المهارة لن تغني عن التدريب في علم النفس والطب‪ ،‬ويحتاج ممارسو التنويم إلى‬
‫ما يكفي من العلم والخبرة قبل أن يصبحوا أهلً لتحليل حالة ما‪ ،‬والتأكد من‬
‫صلحية التنويم لعلجها‪ ،‬وتقييم النتائج‪.‬‬
‫يعجز الشخص المفتقر إلى التدريب عن مواجهة المضاعفات التي قد تتأتى عن‬
‫سوء استعمال التنويم‪ ،‬مثلً‪ ،‬قد يعالج المنوّم غير المؤهل حالة تشخيصها خاطئ‪،‬‬
‫أو قد يغفل عن تفاصيل مهمة‪ ،‬وقد يطمس إيحاء غير ملئم حقيقة مرض أو‬
‫أعراضه‪ .‬وقد يؤدي استخدام وسيلة أو طريقة خاطئة من التنويم إلى إرجاع‬
‫المراض لمرض مغاير تمامًا‪ .‬وقد ل تكتشف العراض فل يكتسب المريض‬
‫المهارات اللزمة لحل المشكلة الحقيقية‪ .‬وفوق ذلك قد تهمل وسائل علج بديلة أو‬
‫قد تستخدم لكن بصورة غير فعالة‪.‬‬
‫يتعلم بعض الناس ما يسمى بالتنويم الذاتي‪ ،‬لكن ل يجوز استخدامه‪ ،‬إل إذا قرر‬
‫الخبير أنه العلج الملئم لمشكلة معينة‪ ،‬كما ينبغي على من يرغب في تعلّم هذا‬
‫النوع من التنويم أن يتلقى علمه على أيدي متخصصين مؤهلين؛ إذ قد تنجم‬
‫مضاعفات عن إساءة استعمال التنويم الذاتي‪.‬‬
‫نبذة تاريخية‬
‫مارست حضارات وجماعات عديدة عبر التاريخ أساليب وطقوسًا يمكن وصفها بالتنويم المغنطيسي‪ .‬وممن وصفوا تجارب‬ ‫•‬
‫التنويم المصريون القدماء والغريق وبعض الحضارات القبلية‪ .‬وهنالك إشارات إلى السّبات العميق في الكتب السماوية‬
‫لناس استغرقوا في نوم عميق كأصحاب الكهف‪ ،‬إل أن ذلك ل يعد تنويمًا مغنطيسيًا‪.‬‬
‫المسمرية‪ .‬يعزى التطور العلمي للتنويم المغنطيسي إلى جهود فرانز أنطون مسمر وهو طبيب نمساوي‪ ،‬اشتهر خلل‬
‫السبعينيات من القرن الثامن عشر الميلدي‪ .‬وقد أطلق على نظريته المغنطيسية الحيوانية‪.‬‬
‫اعتقد بعض الناس يومئذ أن المرض ينشأ‪ ،‬ويتطور عندما يُقطع سبيل سوائل مغنطيسية خفية‪ ،‬أو يساء توزيعها‪ .‬واستخدم‬
‫مسمر حوض استحمام وعصيًا مغنطيسية‪ ،‬لتوجيه السوائل المزعومة نحو مرضاه‪ ،‬وادّعى كثير من المرضى شفاءهم بهذه‬
‫المعالجة‪.‬‬
‫وفي عام ‪1784‬م تشكّلت لجنة فرنسية للتحقيق في مزاعم مسمر وأتباعه‪ .‬وقررت اللجنة أنه ل وجود للسوائل‬
‫المغنطيسية‪ .‬وفُسرت حالت الشفاء‪ ،‬بأنها وليدة خيالت المرضى‪.‬‬
‫ساعد كثير من مرضى مسمر وطلبه على نشر فكرة المغنطيسية الحيوانية‪ .‬حتى صارت تدعى بالمسمرية‪ .‬واصل تلميذ‬
‫هذه المدرسة إجراء تجاربهم باستخدام بعض وسائله‪ ،‬لكن سرعان ما اكتشف بعضهم‪ ،‬أنه ل لزوم للمغنطيسات أو السوائل‪.‬‬
‫الدراسات العلمية‪ .‬كان أول من استخدم مصطلح التنويم المغنطيسي جيمس بريد‪ ،‬وهو طبيب بريطاني درس اليحاء وحالة‬
‫التنويم في منتصف القرن التاسع عشر الميلدي‪ .‬أوضح بريد أن هذه الحالة مغايرة للنوم‪ ،‬وأن التنويم المغنطيسي مجرد‬
‫استجابة جديدة ل وليد قوى جبرية‪ ،‬وربما كانت أهم إسهاماته؛ محاولته تعريف التنويم المغنطيسي بأنه ظاهرة يمكن‬
‫دراستها علميًا‪ .‬وفي نفس الفترة بدأ جيمس إسدايل‪ ،‬وهو طبيب أسكتلندي‪ ،‬كان يعمل في الهند‪ ،‬باستخدام التنويم مخدرًا في‬
‫العمليات الجراحية الرئيسية‪ ،‬بما فيها عمليات بتر الساق‪ .‬وقد أجرى زهاء ‪ 200‬عملية باستخدام التنويم‪.‬‬
‫وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلدي أجرى طبيب المراض العصبية الفرنسي جان مارتن شاركو‪ ،‬تجارب تعتبر حدثاً‬
‫في تاريخ استعمال التنويم‪ .‬ووجد أن التنويم يلطف كثيرًا من حدة الحالت العصبية‪ ،‬وقد انتشرت سمعة عيادته لعلج‬
‫المراض العصبية بين علماء زمانه‪ ،‬ومنهم عالم النفس الفرنسي ألفرد بينيه‪ ،‬والطبيب النمساوي سيجموند فرويد‪ .‬وفي‬
‫أواخر القرن التاسع عشر الميلدي درس الطبيبان الفرنسيان هيبوليت بيرنهايم وأوجست ليبو‪ ،‬الدور الذي يقوم به اليحاء‬
‫في إحداث حالة التنويم‪ .‬كما استخدما التنويم لمعالجة أكثر من ‪ 12,000‬مريض‪.‬‬
‫أما فرويد فاهتم خاصة بنتائج أعمال شاركو وبيرنهايم‪ ،‬واستخدم التنويم في دراساته المبكرة لحالة اللوعي‪ .‬إل أنه تخلى‬
‫لسباب عديدة عن استخدام التنويم في عيادته‪ ،‬رغم مواصلته اعتبار التنويم ظاهرة مهمة تستحق البحث‪ .‬كما أنه عدل في‬
‫أواخر عمره نظرته السلبية إلى التنويم‪.‬‬
‫وفي أوائل القرن العشرين حاول العالم الفيسيولوجي وعالم النفس الروسي إيفان بافلوف اكتشاف سبب عضوي للتنويم؛ إذ‬
‫اعتقد أن حالة التنويم تقوم على أساس التثبيط أو الختصار لندفاعات عصبية في الدماغ‪.‬‬
‫وشاع استخدام التنويم المغنطيسي على يد الطباء وعلماء النفس خلل الحربين العالميتين الولى والثانية؛ إذ استخدم‬
‫التنويم لمعالجة العياء في أعقاب المعارك والضطرابات الذهنية الناجمة عن الحرب‪ .‬وبعد الحربين وجد العلماء‬
‫استخدامات إضافية للتنويم في العلج الطبي‪.‬‬
‫شكر خاص‬
‫• أول أتقدم بالشكر الجزيل لستاذنا المحترم و لمجهوداته الجبارة التي‬
‫من دونها ل نستطيع المضي قدما‪ .‬بصراحة العمل الذي تقدمه لنا‬
‫استتنائي لنه ل يوجد أستاذ يضحي معنا بهذه ال القليل القليل طبعا‪،‬‬
‫أسأل ال تعالى أن يجازيك خيرا‪ ،‬فعمل الستاذ يعتبر صدقة جارية فكم‬
‫من تلميذ علمته أمورا مفيدة لم يكن على علم بها‪ ,‬فشكرا جزيل و‬
‫جزاك ال خيرا‪ ،‬للسف العام الدراسي أوشك على النتهاء و‬
‫المتحان على البواب أتمنى النجاح خصوصا لتلميذ أولى علوم‬
‫رياضية ‪ 1‬و ‪ 2‬و أيضا لكل تلميذ أولى باك بصفة عامة‪.‬‬
‫و الصلة و السلم على أشرف المرسلين‪.‬‬

You might also like