Professional Documents
Culture Documents
ـة
مقدمة
1
تواجه المة العربية – كغيرها من المم – عصر
العولمة الذي أصبح واقعا ً ل ينبغي تجاهله ول
يمكن تفاديه ،بل الجدر أن نعد له العدة ما
استطعنا ،وتوصف العولمة بأنها زمن التحولت
والتغيرات السريعة لتعميم التجاهات والقيم
والسلوكيات والممارسات على المستوى الكوني
في شتى مناحي الحياة البشرية .ولعل من أبرز
هذه التطورات المتسارعة المتلحقة ما نشهده
من بروز النظام الحادي أو القطب الواحد على
الصعيد السياسي ،وما نواجهه من تكتلت على
المستوى القتصادي ،وما نعايشه من ثورة
التصالت والمعلومات في الجانب التقني ،وما
نشعر به من تهديد للقيم والخصوصيات واختراق
للثقافات وهيمنة على وسائل العلم في الجانب
الحضاري ببعديه الثقافي والجتماعي.
ولما كانت التربية عبر التاريخ ،هي الوسيلة
الفعالة لمواجهة التغيرات والتحولت من خلل
بناء أفراد المة لمواجهة التغيرات والتحولت من
خلل بناء أفراد المة وإعدادهم ،وبلورة
اتجاهاتهم وتكييف ممارساتهم بما يخدم مصلحة
المة ويحافظ على بقائها واستمرارية نموها ،
فإن الحاجة تبدو ماسة لتربية متطورة قادرة
على مجابهة " تحديات العولمة " من جهة،
والستفادة من " إيجابيات العولمة " من جهة
أخرى.
إن العولميية بمييا تحملييه ميين مضييامين ومعطيييات
وممارسات سوف تشكل المستقبل ،لكيين تربييية
2
إستراتيجية تستطيع بإذن الله صييناعة المسييتقبل
أيضييًا .والتعامييل معييه بشييكل شييمولي فييي أي
محاولة جادة لتطوير النظمة التعليمية والتربوييية
فييي البلييدان العربييية ،بمييا يمكنهييا ميين تقليييل
المخاطر والتهدييدات واقتنياص الفيرص وتعظييم
الفيييائدة مييين خلل امتلك مقوميييات المواجهييية
الفاعليية وأدوات التفاعييل الييواعي مييع مجريييات
التغيرات والتحولت التي يشهدها عصر العولمة.
وسيينحاول فييي هييذ ه الورقيية إن شيياء اللييه أن
نتعرف على مفهوم العولميية،إيجابيييات وسييلبيات
العولميية ،وطرق مواجهتييا 0
العولمة لغة-:
العولمة ثلثي مزيد ،يقال :عولمة على وزن
عالم قولبة،وكلمة "العولمة " نسبة إلى ال َ
علم-بفتح العين -أي الكون ،وليس إلى ال ِ
-بكسر العين -يقول "عبد الصبور شاهين "
عضو مجمع اللغة العربية ":فأما العولمة
مصدرا ً فقد جاءت توليدا ً من كلمة عالم
ونفترض لها فعل ً هو عولم يعولم عولمة
بطريقة التوليد القياسي ...وأما صيغة
الفعللة التي تأتي منها العولمة فإنما
تستعمل للتعبير عن مفهوم الحداث
والضافة ،وهي مماثلة في هذه الوظيفة
لصيغة التفعيل
العولمة إذا ً من حيث اللغة كلمة غريبة على اللغة
العربية ويقصد منها عند الستعمال -اليوم-
تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله.
له كالجيش والنفر ،وهو مشتق
3
اصطلحًا:
إن كلميية العولميية جديييدة ،وهييي مصييطلح
حيييديث ليييم ييييدخل بعيييد فيييي القيييواميس
السياسية والقتصييادية .وفييي الواقييع يعييبر
مصيييطلح العولمييية عييين تطيييورين هيييامين
هما:
المتبادل) -1التحديث ) -Modernity) ، 2العتماد
،(Inter-dependenceويرتكز مفهوم العولمة على
التقدم الهائل في التكنولوجيا والمعلوماتية،
بالضافة إلى الروابط المتزايدة على كافة
الصعدة على الساحة الدولية المعاصرة.
لقد ظهرت العولمة أول ً كمصطلح في
مجال التجارة والمال والقتصاد ،ثم أخذ
يجري الحديث عنها بوصفها نظاما ً أو نسقا ُ
أو حالة ذات أبعاد متعددة تتجاوز دائرة
القتصياد ،فتشيمل إلى جانب ذلك
المبادلت والتصال والسياسة والفكر
والتربية والجتماع واليديولوجيا.
وقد أطلق على العولمة بعض الكتاب والمفكرين
"النظام العالمي الجديد New World Orderوهذا
المصطلح استخدمه الرئيس المريكي جورج
بوش-الب -في خطاب وجهه للمة المريكية
بمناسبة إرساله القوات المريكية إلى الخليج )بعد
أسبوع واحد من نشوب الزمة في أغسطس
1990م( وفي معرض حديثه عن هذا القرار,
دث عن فكرة :عصر جديد ،وحقبة للحرية، تح ّ
وزمن للسلم لكل الشعوب .وبعد ذلك بأقل من
شهر أشار إلى إقامة )نظام عالمي جديد يكون
متحررا ً من الرهاب ,واكثر أمنا في طلب السلم,
4
عصر تستطيع فيه كل أمم العالم أن تنعم بالرخاء
وتعيش في تناغم.
مفهوم العولمة
كثرت القوال حول مفهوم العولمة حييتى أنييك ل
تجد تعريفا ً جامعا ً مانعا ً يحوي جميع التعريفات
وذلك لغموض مفهوم العولمة ،ولختلفات
وجهة الباحثين فتجد للقتصيياديين تعريييف ،
وللسياسيين تعريف ،وللجتماعيين تعريييف
وهكذا ،ويمكن تقسيم هذه التعريفات إلييى
ثلثيية أنييواع :ظيياهرة اقتصييادية ،وهيمنيية
أمريكية ،وثورةتكنولوجيةواجتماعية.
وقد عرفها الدكتورماجييد عرسييان الكيلنييي
بأنهييا البحييث فييي أقطييار العييالم كلييه عيين
أرخص المكنة انتاجا ً وأكثرها بيعا ً وأوفروها
ربح يا ً وذلييك باسييتعمال التكنلوجيييا الجديييدة
فييي النتيياج والتجييارة والتصييال والتعليييم
والدارة وتأهييييل النسيييان وتدريبييية عليييى
التكيف مع هذا كله 0
5
إلى حالة القتراب والتوحد ،وميين حاليية
الصراع إلييى حاليية التوافييق ،وميين حاليية
التبيياين والتمييايز إلييى حاليية التجييانس
والتماثييل ،وهنييا يتشييكل وعييي عييالمي
وقيم موحدة تقوم على مواثيق إنسانية
عامة
وقد أورد محمد الجابري تعريفا ً يشير فيييه
إلييى الهيمنيية المريكييية فيقييول العولميية
هي ":العمل علييى تعميييم نمييط حضيياري
يخص بلدا ً بعينه ،وهييو الوليييات المتحييدة
المريكية بالذات ،على بلدان العالم أجمع
0فهي بهذا التعريف تكون العولمة دعوة
إلى تبنى إيديولوجية معينة تعبر عن إرادة
الهيمنة المريكية على العالم
أما الجتماعي جيمس روزنا فقد أورد تعريفا ً من
منظورأن العولمة ثورةتكنولوجيةواجتماعية.
حيث يقول ":العولمية علقة بين
مستويات متعددة للتحليل :القتصاد،
السياسة ،الثقافة ،اليديولوجيا ،وتشمل
إعادة تنظيم النتاج ،تداخل الصناعات عبر
الحدود ،تماثل السليع المستهلكة لمختلف
الدول ،نتائج الصراع بين المجموعات
المهاجرة والمجموعات المقيمة 0
6
حجازي فأشار إلى إيجابياتها كما هو ظاهر
تعريفه و مبطن بقيم إنسانية مشتركة موجهه
من القيم المريكية
أما تعريف محمد الجابري فكان مباشرا ً موضحا ً
الهيمنة المريكية
و مما سبق ممكن أن نقول أن العولمة بأنها استثمار
تقارب المجتمعات بواسطة وسائل التصال
الحديثة لصالح أهداف أمريكية إستراتيجية
.للسيطرة على العالم
نشأة العولمـة :
يذهب بعض الباحثين إلى أن العولمة ليست
وليدة اليوم ليس لها علقة بالماضي؛ بل
هي عملية تاريخية قديمة مرت عبر الزمن
بمراحل ترجع إلى بداية القرن الخامس
عشر إلى زمن النهضة الوروبية الحديثة
حيث نشأت المجتمعات القومية ..فبدأت
العولمة ببزوغ ظاهرة الدولة القومية عندما
حلت الدولة محل القطاعية ،مما زاد في
توسيع نطاق السوق ليشمل المة بأسرها
بعد أن كان محدودا ً بحدود المقاطعة .
وذهب بعض الباحثين إلى أن نشأة العولمة
كان في النصف الثاني من القرن التاسع
عشر ،والنصف الول من القرن العشرين ،
إل أنها في السنوات الخيرة شهدت تناميا ً
سريعا ً .يقول إسماعيل صبري ":نشأت
ظاهرة الكوكبة )العولمة( وتنامت في
النصف الثاني من القرن العشرين ،وهي
حاليا ً في أوج الحركة فل يكاد يمر يوم واحد
7
دون أن نسمع أو نقرأ عن اندماج شركات
كبرى 0
إن الدعوة إلى إقامة حكومة عالمية ،ونظام
مالي عالمي موحد والتخلص من السيادة
القومية بدأت في الخطاب السياسي
الغربي منذ فترة طويلة فهذا هتلر يقول
في خطابه ":سوف تستخدم الشتراكية
الدولية ثورتها لقامة نظام عالمي جديد"
وفي كتابات الطبقة المستنيرة عام
":1780من الضروري أن نقيم إمبراطورية
عالمية تحكم العالم كله "
وكانت ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة
مارجريت تاتشر قد اقترحت فكرة العولمة
يرافقها في ذلك الرئيس المريكي السابق
رولند ريغن .ووجهة نظر تاتشر القتصادية
عرفت بالتاتشرية ي انبثقت من ي والتي ُ
الستحواذ اليهودي للمال والعتاد … حيث
أن فكرتها القتصادية والتي صاغها
اليهودي جوزيف وهي تهدف بجعل الغني
أغنى والفقير أفقر.
.فانهيار سور برلين ،وسقوط الشتراكية
كقوة سياسية وإيديولوجية وتفرد القطب
الوحد بالسيطرة والتقدم التكنولوجي
عوامل ساعدت على تكوين هيذه
العولميية .
العوامل التي أدت لبروز العولمــة -:
ن معظم الكتيياب يجمعييون علييى أن هنيياك "إ ّ
أربعيية عناصيير أساسييية يعتقييدون أنهييا أدت
إلى بروز تيار العولمة ،وهي-:
8
(1تحريرالتجارةالدوليييييييييييييييييييييييييييية:
ويقصييييدون بييييه تكامييييل القتصيييياديات
المتقدميية والنامييية فييي سييوق عالمييية
واحدة ،مفتوحة لكافة القوى القتصاديية
فييي العييالم وخاضعييية لمبيييدأ التنافيييس
الحير.
(2تييدفق السييتثمارات الجنبييية المباشييرة:
حيييدثت تطيييورات هامييية خلل السييينوات
الخيرة تمثلت في ظهييور أدوات ومنتجييات
مالييية مسييتحدثة ومتعييددة ،إضييافة إلييى
أنظميية الحاسييب اللييي ووسييائل التصييال
والييييتي كفلييييت سييييرعة انتشييييار هييييذه
ولت أنشطة البنوك التقليدييية المنتجات،وتح ّ
إلى بنوك شاملة ،تعتمد إلى حد كييبير علييى
إيراداتهييا ميين العمييولت المكتسييبة ميين
الصفقات الستثمارية ميين خييارج موازنتهييا
العمومية ويرجع ذلك إلى سييببين رئيسيييين
هما-:
* تحرير أسواق النقد العالمية من
القيود .
* الثورة العالمية في التصالت الناجمة
عن الوسائل والدوات التكنولوجية
الجديدة.
(3الثورة المعرفية:
وتتمًثييييييل فييييييي التقييييييدم العلمييييييي
والتكنولييوجي،وهييو ميييزة بييارزة للعصيير
الراهن،وهيذا التقيدم العلميي جعيل العيالم
هل حركيية المييوال أكييثر انييدماجًا ،كمييا سيي ّ
والسييلع والخييدمات،وإلييى حييد مييا حركيية
م بييرزت ظيياهرة العولميية، الفييراد ،وميين ثي ّ
9
ن صناعة تقنية المعلومييات والجدير بالذكر أ ّ
تييتّركز فييي عييدد محييدود ،وميين الييدول
المتقدمة أو الصناعية دون غيرها.
( 4تعاظم دور الشركات متعددة الجنسيات:
هذا العصر بأّنه عصر العولمة فمن الصح
وصفه بأنه عصر الشركات متعددة الجنسيات
باعتبارها العامل الهم لهذه العولمة.ويرجع
تأثير هذه الشركات كقوة كبرى مؤثرة وراء
التحولت في النشاط القتصادي العالمي
إلى السباب التالية-:
كم هذه الشركات في نشيياط اقتصييادي أ -تح ّ
فيييي أكيييثر مييين قطييير وإشييياعتها ثقافييية
استهلكية موحدة.
ب -قييدرتها علييى اسييتغلل الفييوارق بييين
الدول في هبات الموارد.
ج -مرونتها الجغرافية".
وإن كانت هيذه العولمة تسيتهدف هيمنة دولة
واحدة-وهي الوليات المتحدة المريكية-على دول
العالم أجمع فإن هذه الصورة من العولمة لم تكن
لتظهرفجييأة دون بييدايات أو مقييدمات مهييدت لهييا
بصورة فاعلة ومخطط لها من القوى الرأسييمالية
ذات النزعة الستعمارية .ومن ذلك -:
إنشاء منظمة المم المتحدة
وميا تبعهيا مين مؤسسيات مالييية دوليية:
البنك الدولي للنشاء والتعمير ،وصندوق
م اتفاقيييية "الجيييات"
النقيييد اليييدولي،ثييي ّ
)التفاقية العامة على الرسوم الجمركية
والتجارة( الييتي تعييود فييي تاريخهييا إلييى
سييييينة 1947م حييييييث اجتمعيييييت ثلث
وعشرون دولة صناعية في جنيف للنظيير
10
في تحرير التجارة وفتح البواب بين هذه
الدول ،وبدأت سريان هذه التفاقية منذ
أول ينييياير 1948م ،وبليييغ عيييدد اليييدول
الموقعة عليها سنة 1993م مييائة وسييبع
عشرة دولة.
م معاهدة "ماستريخت" التي ضمت خمسة ث ّ
عشر بلدا ً صناعيا ً وظهور المناطق التجارييية
الحرة ،والتحييادات الجمركييية ،ثييم الحييداث
السياسيييية اليييتي تتمثيييل بانتهييياء الحيييرب
البييياردة ،ثيييم قييييام الرئييييس السيييوفيتي
السيييبق-ميخائييييل غورباتشيييوف-وبيييدعم
أمريكي ملحوظ-عييام 1985م بييالعلن عيين
إصلح النظييام القتصييادي الشيييوعي الييذي
سمي وقتها "البيروستويكا" وقييد كييان هييذا
العلن بمثابييييية العلن عييييين سيييييقوط
الشيوعية وانهيار التحاد السوفيتي سياسيا ً
واقتصاديًا،وما تله من سقوط حائط برلييين
عييام 1989م،واتحيياد اللمييانيتين،ثييم حييرب
الخليج الثانية عييام 1991ومييا أسييفرت عنييه
من تثبيت القواعد المريكية العسكرية فييي
منطقة الخليييج العربييي .كييل هييذه الحييداث
ساهمت إلييى حييد بعيييد فييي تربييع الوليييات
المتحيييدة المريكيييية عليييى عيييرش النفيييوذ
العييالمي ،وبالتييالي بييرز مصييطلح "النظييام
العييييالمي الجديييييد" و"الحـاديـــــة القطبـــــية
والعولمـة".
مييا سيياعد علييى سييرعة انتشييار ظيياهرة وم ّ
العولمة انضمام كثير ميين دول شييرق أوربييا
إلى الحلف الطلسييي ،وانفتيياح دول أخييرى
على الحلف نفسه،وانضمام كثير من الدول
11
العربييية إلييى المنظميية العالمييية للتجييارة-،
وبقيييية اليييدول تتفييياوض للنضيييمام -ثيييم
المؤتمرات القتصادية المتلحقة التي تنظر
لهييذه العولميية كييأمر حتمييي ل مفيير منييه،
وإظهار مزاياها القتصادية والتنموييية وميين
أشييهرها "منتييدى دافييوس القتصييادي" ثييم
المشييروعات القتصييادية السييرائيلية الييتي
تسييتهدف عولميية الشييرق الوسييط لصييالح
المشروع الصهيوني الذي يتمثييل فييي دوليية
إسييرائيل الكييبرى ،الييتي تسييعى لتحقيقييه
اقتصيياديا ً وثقافيييا ً عييبر بوابييات اتفاقيييات
السييلم الييتي تعقييدها منفييردة مييع الييدول
العربية ،والتفاقيات القتصادية الثنائية مييع
دول المنطقة وعبر بوابييات التطييبيع ،الييتي
تهييييأ لهيييا بكيييل قيييوة الولييييات المتحيييدة
المريكية وحلفاؤها في المنطقيية العربييية،
وقد أضفى ذلك كله بعدا ً اسييتراتيجيا ً جديييدا ً
علييى دعييم الييدور المريكييي -وميين ورائه
القوى الصيهيونية المتحكمية فيي السياسية
والقيادة المريكية -لقيادة النظييام العييالمي
الجديد.
أهداف العولمة وآثارها-:
وج دعيياة العولميية فييي الغييرب لقييد ر ّ
وعملؤهم فييي المنطقيية العربييية مجموعيية
ن من المقولت لصالح العولمة،ومن ذلييك :أ ّ
العولمة تبشر بالزدهار القتصادي والتنمية
والرفاهية لكل المم والعيش الرغيد للناس
كلهييم ،والنتعيياش،ونشيير التقنييية الحديثيية،
وتسهيل الحصول على المعلومات والفكييار
عييبر السييتفادة ميين الثييورة المعلوماتييية
12
الحديثيية ،وإيجيياد فييرص للنطلق للسييواق
الخارجية ،وتدفق الستثمارات الجنبية التي
تتمتيييع بكفييياءة عاليييية ،وبالتيييالي ينتعيييش
القتصاد الوطني والقومي.
ولكن سرعان ما اكتشف الباحثون
والمفكرون أن تلك المقولت ما هي إل
شعارات استهلكية جوفاء.يقول أ.د محمد
حسن رسمي)عميد كلية الحاسبات
ن العولمةوالمعلومات-جامعة القاهرة( ":إ ّ
طوفان كاسح لن يقف في طريقها رافض
وعليه أن يتفهم فكرها وفلسفتها وآلياتها،
إذا كان يملك سدا ً منيعا ً يهزم ويلتها
وونظام العولمة في حد ذاته يدعم القوياء،
،وُيضحك الصحاب،وُيبكي الضعفاء ،ويم ّ
كن
صّناعها من التحكم والسيطرة ،وامتلك
مقدرات المتفرجين المذهولين الصامتين
المنتظرين لمعجزات السماء"
ولقييد أدركييت الييدول الفقيييرة والنامييية أن
طغيان العولمة واحتكييار الشييركات الدولييية
إنمييا يزيييدها فقييرًا،وخضييوعا ً للسياسييات
الرأسمالية الغربية فأخذت تستنفر جهودهييا
للييدفاع عيين حقوقهييا فييي مواجهيية هييذه
ذر مهيياتير محمييد رئيييس العولميية ،فلقييد ح ي ّ
وزراء ماليزيييا ميين العولميية فييي المجييال
القتصيييادي،وقيييال" :إن منظمييية التجيييارة
العالمية تسمح للدول الغنييية بييابتلع الييدول
الفقيرة "
ومن القوال التي تؤكد المخاطر الجدية
للعولمة على مقدرات الحكومات والشعوب،
13
ما جاء في كلمة للرئيس الفرنسي جاك
شيراك ألقاها بمناسبة اليوم الوطني
الفرنسي ) 14يوليو 2000م( ،حيث قال :
ن العولمة بحاجة إلى ضبط ،لّنها تنتج "إ ّ
ة كبيرةً وإن كانت عام َ
ل شروخا ً اجتماعي ً
دية ينبغيتقدّم ٍ فهي تثير أيضا ً مخاطر ج ّ
التفكير فيها جيدا ً ومن هذه المخاطر ثلثة-:
لجتماعي أولها :أنها تزيد ظاهرة القصاء ا ِ
0
وثانيها:أنها تنمي الجريمة العالمية 0
وثالثها:أنها تهدد أنظمتنا القتصيادية" 0
ومن ذلك يمكن أن نخلص إلى أن أهداف
العولمية تنقسم إلى -:
هدف ظاهري1.
توحد مصيرها باز اله الحواجز الجغرافية لخدمة
البشرية بجعل العالم كله قرية واحدة وإشاعة
القيم النسانية في عالمها و حماية هذه القيم و
مقاومة الرقابة التي تحد من حرية النسان
القتصادية و السياسية و الثقافية و تعمل على
توحيد الجهود لتحسين حياة النسان عن طريق
نشر التقنية الحديثة من مراكزها في العالم
المتقدم اقتصاديا ً إلى أقصى أطراف الرض و
على رأسها أمريكا التي تساعد باقي العالم في
حبًافي الخير للنسانية 0 حل مشاكله ُ
هد ف ديني2.
تهدف العولمة إلى جمع ذرية نبينا إبراهيم عليه
السلم في جهة واحدة وهي البراهيمية وهم
ذرية اليهود والنصارى والمسلمين لتكوين
عالمي يتبعه الجميع من خلل انفتاح هذه الديان
14
الثلثة على بعضها البعض بينما التوجه الحقيقي
هو للمسلمين فقط ونعمل على فصل بين
جانبي النسان المادي والروحي لتتجه إلى إشباع
.أحدهما دون الخر
هدف اقتصادي 3.
تهدف العولمة إلى وضع العالم في سوق واحد
يحكمه نظام اقتصادي واحد بتوجيه من القوى
الرأسمالية الكبرى و تهدف إلى الستغلل
القتصادي من جانب الشركات العملقة لكل
طاقات و موارد الدول الضعيفة و سلب خيرات
المسلمين و أهمها البترول و الغاز بمعنى مزيد
.من المتخلفين للمتقدمين و مزيد من التبعية
هدف ثقافي4.
تهدف العولمة الى إزالة خصوصية الشعوب التي
تحافظ على مبادئها و قيمها المنبثقة عن إطار
ديني و تقهر معتقدات المم و مقدساتها و
أنماط الحياة فيها و تعمل على تذويب الفروق
التي تعني الصالة و الحضارة بكل إبعادها و
تهيمن بثقافتها على كافة الشعوب
مما سبق نستخلص الهدف النهائي للعولمة و
:-هو
ان يعتلي الغرب عرش العالمية و يبسط ثقافته
و حضارته و خاصة على المسلمين و يصبح هو
السيد بل منازع و الكل تابعون له بعد تذويب
.هويتهم الثقافية و الدينية
15
ل بد من الشارة إلى أن العولمة شيء ،والعالمية
شيء آخر؛ ففي حين أن العالمية تعني النفتاح
على الخر مع الحتفاظ بالختلف اليديولوجي،
فإن العولمة نفي للخر وإحلل للختراق
الثقافي محل التنوع الفكري الذي يساهم في
إغناء الحضارات البشرية .يقول الجابري "نشدان
العالمية في المجال الثقافي ،كما في غيره من
المجالت ،طموح مشروع ورغبة في الخذ
والعطاء في التعارف والحوار والتلقح ،إنها
طريق "النا" في التعامل مع الخر بوصفه "أنا
ثانية" ،طريق إلى جعل اليثار يحل محل الثرة،
أما العولمة فهي طموح ،بل إرادة لختراق
"الخر" وسلبه خصوصيته ،وبالتالي نفيه من
"العالم" ،العالمية إغناء للهوية الثقافية ،أما
".العولمة فهي اختراق لها وتمييع
من يقود العولمة في العالم 0
إن قيادة العولمة تتم على نحو جوهري من قبل
الغرب و من يتحرك في فلكه في الصل ثم عند
التآمل نجد أن الدافع الول و المحرك الحقيقي
لهذه الظاهرة هي أمريكا في دفع
حركات العولمة و سبب ذلك هو ما عند الغرب
من ثورات و براءات اختراق و رؤوس أموال
ضخمة في حين انحسار هذه المظاهر بشكل عام
في العالم السلمي ،فالمة التي تسهم بشكل
أكبر هي المة التي تصنع و تملك و هذا متحقق
عند الغرب واقعا ً ملموسا و هو عند أمريكا بشكل
أكبر و لهذا يرى كثير من الباحثين أن ما ُيسمى بـالعولمة
حيث إن الذي يسيطر على قرارات المنظمات ً
السياسيية )أمركة( ،ينبغي أن ُيسمى
16
هي الوليات المتحدة المريكية لأن صوتها هوالقوى ،و ما تمليه ينفذ
انتشارا في العالم و ما تمليه ينفذ و الثقافة
.الشعبية المريكية هي القوى
:-أنواع العولمـــة
عولمة العلم : .1
أول من تحدث عن هذا النوع من العولمة هو
عالم الجتماع «يوهان» ,وهو كندي صاغ مفهوم
القرية العالمية في نهاية الستينيات
وهو الذي تنبأ بخسارة الوليات المتحدة في حرب
فيتنام بفضل التلفزيون الذي كان له تأثيرا ً كبيرا ً
بتحويل العالم إلى قرية عالمية ,حيث نقل
للعالم بالصوت والصورة بشاعة هذه الحرب
وجسامة خسارتها ,وعدد ضحاياها وأدى بالنتيجة
إلى ضغط الرأي العام المريكي والعالمي على
الدارة المريكية لوقف نزيف هذه الحرب في
عام 1973م .
العولمة السياسية 2.:
وتعني نشر القيم الغربية في مجال السياسة
بالدعوة إلى الخذ بالديمقراطية الغربية
بوصفها نظاما للحكم ،مع ما يتطلبه ذلك من
تعددية سياسية ،وأحزاب ،وحرية في التعبير ،
ومجالس تشريعية ،ودساتير ،ورأي عام ،
وغير ذلك .وهذا النوع وإن كان قد تغلغل في
مجتمعاتنا منذ الستعمار العسكري الغربي في
القرنين الماضيين ،إل أنه تزايد وانتشر بعد
إطلق مصطلح العولمة انتشارا ملحوظا 0
.3العولمة القتصادية :
وتعني نشر القيم الغربية في مجال القتصاد
مثل :الحرية القتصادية ،وفتح السواق ،وترك
17
السعار للعرض والطلب ،وعدم تدخل الحكومات
في النشاط القتصادي ،وربط اقتصاد الدول
،النامية بالقتصاد العالمي
بحيث يصبح العالم مقسما إلى
:-قسمين ل ثالث لهما
قسم ينتج ويطور ويبدع ويصدر وهو الدول -
،الغربية
وقسم يستهلك ويستورد فقط وهو الدول -
.النامية ومنها الدول السلمية
وهذا هو مغزى الستعمار قديما وحديثا ،أعني
امتصاص خيرات الشعوب الضعيفة وجعلها دائما
.تابعة للدول الصناعية الغربية
ومظاهر العولمة القتصادية تتجلى هنا من خلل
الشركات المتعددة الجنسيات
.4العولمة المالية
إن ظاهرة العولمة المالية تعكس من زيادة
حركية في تنقل رؤوس الموال قد تحمل معها
مخاطر عديدة و هزات مدمرة ,كما أنها قد تجلت
معها فوائد و مزايا – إن أحسن التصرف فيها-
تعود بالنفع على القتصاد العالمي بشكل عام و
الدول النامية بشكل خاص ,لن نمو هذه الخيرة
أصبح مشروطا ضروريا لتحقيق الستقرار و
النمو القتصادي العالمي و لتضييق الهوة بين
أطرافية 0
18
وشبكية المعلومات الدوليية والفضائيات التي
أصبح انتشارها في العالم متمكنا ،بعد أن غزا
الغرب الفضاء وثبت فيه عيددا كبيرا من القمار
.الصناعيية
19
-3أن العولمة تهدف إلى مناشدة الكمال و
قبول التغير .لذلك فإنها تسعى إلى تهميش
النزعات العنصرية و المذهبية من التوحد مع
السرة العالمية في مسعاها لحقوق النسان و
حريته .
-4إن العولمة تسعى إلى تبني و ترويج الفكر
المستقبلي لبناء الوطن.
20
يرتضى فلسفة القفز بالمجتمع منهاجا ً للرتقاء
بنوعية الحياة و مستوى جودتها و ذلك عن
:طريق
-1عدم تحصين النقود عند التغيير و
الترحيب بايقاعه السريع في نظم الدارة
الحديثة ،و تقليص القطاع الحكومي كلزمة
للتخلص من التعويق البيروقراطي و خلق
استغلل الموارد المتاحة .
-2الهتمام بالتدريب التحويلي للعاملين
لتنمية مهاراتهم و توحدهم مع النظام في
احتياجه السوقي .
-3السعي للنتشار عالميا ً بزيادة حجم
التعامل الدولي في أسواق النقد المال و
شركات التأجير التمويلي و غيرها.
:-سلبيات العولميية
أول ً :البعد العلمي للعولمة وأثره على التربية :
ل يخفى على المرء في هذا العصر ما للعلم من
دور كبير في التربية ،سواء كان على مستوى
المؤسسات التربوية والدعوية ،أو السرة ،أو
المجتمع بصورة عامة ولكن لما كان العلم.
مجرد وسيلة تصلح لغراض مختلفة فقد تم
استغللها ،في أكثر الحوال ،بصورة سيئة تضر
بالمجتمع وتلحق الذي بالقيم الخلقية
والتربوية .فكم جلبت وسائل العلم المغرض
المفتوح إلى السر والمهات المسلمات من
ثقافات ل تليق بمقامهن ،وكم جلبت وسائل
العلم أيضا ً من أفكار ضارة وهدامة إلى النشء
وهم في قاعات الدرس أو في ظل المجتمع؟
21
أما أهم وسائل البعد العلمي للعولمة فهي ل
شك الوسائل المرئية والسمعية ،كالتلفاز
والشبكة العنكبوتية التي تعبر من أكثر أساليب
القناع في هذا العصر .ولكن مهما يكن من أمر
إن الخطر ل يكمن في تقنية وسائل التصال
نفسها ،وإنما في محتوى الرسالة العلمية فيها،
ولذلك ل جدوي من مقاومة أثر الغزو الفكري
بتحريم تلك وسائل نفسها ،وإنما الجدى معرفة
كيفية التعامل معها من خلل تنظيمها وضبطها
لصالح الشعوب ،وتغذيتها بالمفيد من البرامج
التربوية الخلقية والفكرية ،واستخدامها للتواصل
بين الشعوب والتعارف بينها
ثانيا ً -:الُبعد الجتماعي -الثقافي للعولمة وأثره على التربية-:
بالنظر إلى العلقات الجتماعية -الثقافية ،ل شك
ثمة تداخل وتفاعل بين الشعوب في المجتمعات
المختلفة على مستوى العالم في هذا العصر أكثر
من أي وقت مضى.
هذا التداخل والتفاعل ل شك تجني البشرية من
ورائه فوائد ومنافع كثيرة ،كتبادل الثقافات
والفكار ،فيقع التعارف والتفاهم ثم التعاون بين الشعوب ،كما أشار إليه
ل ِلَتَعاَرُفوا
شُعوًبا َوَقَباِئ َ
جَعْلَناُكْم ُ
ن َذَكٍر َوُأنَثى وَ َ
خَلْقَناُكْم ِم ْ القرآنَ :يا َأّيَها الّنا ُ
س ِإّنا َ
ل َأْتَقاُكْم ) (13الحجرات
عْنَد ا ِّ
ن َأْكَرَمُكْم ِ
ِإ ّ
إن للعولمة تأثيرات واضحة الملمح على البناء
الثقافي والنسيج المجتمعي للبلدان العربية،
ولعل من أبرز هذه الملمح ما يتعلق بالختلل
الذي طرأ على المنظومة القيمية ،وبالتضارب
الفاضح بين مؤسسات التنشئة الجتماعية نتيجة
الهيمنة الثقافية والعلمية لما يسمى بدول
المركز التي استطاعت في أغلب الحيان
22
التسلسل إلى عقول وعواطف ومشاعر أفراد
المجتمع لسيما جيل الناشئة والشباب ،وقدمت
النموذج الغربي أو المريكي على وجه الخصوص
بأنه النموذج الوحيد للحياة الثقافية والجتماعية
الراقية .ولعل أبرز الدلة لمدى سطوة هذا التأثير
ما تبثه القنوات الفضائية العربية من برامج
وأفلم ومسلسلت مثل )ستار أكاديمي( Star
) ، Academyالرئيس( Big brothersوغيرها ،التي
تلقي رواجا ً كبيرا ً لدى المتلقي العربي.
لقدأوجدت العولمة واقعا ً جديدا ً للهيكل والنسق
الجتماعي والعلقات الجتماعية سواء على
مستوى السرة أو مستوى شرائح ومؤسسات
المجتمع أو على مستوى العلقة بين أفراد
المجتمع والدولة .كما أنها أصبحت تهديدا ً حقيقيا ً
للهوية الثقافية والنتماء الوطني أو المحلي ،
وعامل ً رئيسا ً في هجران الرث الحضاري
القومي المبني على تاريخ المم وحضاراتها
وأمجادها.
ول ينبغي الخلط هنا بين قبول المرء لثقافة
عالمية نجمت عن تلقح ثقافات متنوعة ومتعددة
وتحظى بقيم إنسانية خالدة ،مثل العدل
والمساواة والحرية والصدق والمانة وغيرها،
وبين فرض ثقافة معينة على العالم كله
وتصديرها أو الدعاء بأنها هي وحدها الثوابت
العالمية التي ينبغي إتباعها دون قيد أو شرط
ودون تحوير أو تعديل ،فبقدر ما يمكن أن نتقبل
التأثير اليجابي لثقافة العولمة ،نرفض بنفس
القدر والقوة تأثيرها السلبي.
23
وبالمكان أن نذكر هنا أبرزمخاطر العولمة ويظهر
ذلك في التي:
.1إن الحركة والنتقال الحر للفكار والثقافات
والمعتقدات عبر الدول تشكل خطرا ً على تربية
النشء على القيم الحميدة والخلق الحسنة التي
هم في حاجة إليها في مقتبل عمرهم.
. .2إن تقارب العالم ل يحقق المن والسلم
بالضرورة ،لن التفاعل بين المجتمعات ل يعني
النسجام الجتماعي أو المساواة بالضرورة وفق
المفهوم الشائع للعولمة 0
.3إن توظيف القوى العلمية في بث قيم الثقافة
الغربية يلحق ضررا ً بالقيم والعراف المحلية
للشعوب
.4إن غاية العولمة هي إختزال كل الثقافات في
الثقافة الغربية لتكون محورا ً لثقافة عالمية
علمانية موحدة.
.5إزالة القيم المحلية وطمس الهوية الوطنية
للشعوب وفرض الثقافة الغربية بدعوي الدفاع
عن حقوق النسان.
.6تهميش الدين والقيم والخلق لتصبح مسائل
شخصية في إطار ثقافة عالمية.
.7رفض كل القوانين والتشريعات والسياسات
التربوية التي ل تتوافق مع مبادئ الثقافة الغربية.
.8الضغط على الدول لتغيير المناهج التربوية
إلى ما ينسجم مع الثقافة الغربية 0
0ثالثًا-الُبعد القتصادي للعولمة وخطره-:
أ -تركيز الثروة المالية في يد قلة من الناس أو
قلة من الدول ،في 358ملياردير في العالم
يمتلكون ثروة تضاهي ما يملكه أكثر من نصف
سكان العالم .و %20من دول العالم تستحوذ
24
على %85من الناتج العالمي الجمالي ،وعلى
%84من التجارة العالمية ،ويمتلك سكانها %85
ن %5،19 من المدخرات العالمية.إذا ً نكتشف إ ّ
من الستثمار المباشر و %08من التجارة
الدولية تنحصر في منطقة من العالم يعيش فيها
%82.فقط من سكان العالم
ب -سيطرة الشركات العملقة عمليا ً على
ن خمس دول -الوليات القتصاد العالمي ،إ ّ
المتحدة المريكية واليابان وفرنسا وألمانيا
وبريطانيا -تتوزع فيما بينها 172شركة من أصل
مائتي شركة
من الشركات العالمية العملقة .ويمكن هنا أن
نعرض إحصائية أولية لقوة تلك الشركات
المتعددة الجنسيات .فهناك 350شركة كبرى
لتلك الدول تستأثر بما نسبته %40من التجارة
الدولية .وقد بلغت الحصة المئوية لكبر عشر
شركات في قطاع التصالت السلكية واللسلكية
%86من السوق العالمي ،وبلغت هذه النسبة
%85من قطاع المبيدات ،وما يقرب من %70
من قطاع الحاسبات و %60في قطاع الدوية
البيطرية ،و %35من قطاع الدوية الصيدلنية ،و
%34.في قطاع البذور التجارية
ج -تعميق التفاوت في توزيع الدخل والثروة بين
الناس بل بين المواطنين في الدولة الواحدة،
واختزال طاقات شعوب العالم إلى طاقة دفع
لماكينة الحياة البراجماتية الستهلكية للقوى
الرأسمالية والسياسة الغربية المسيطرة .لقد
كان المدافعون -بحسن نية عن العولمة-
يراهنييون علييى أن العولميية سييتؤدي إلييى
ارتفاع مستوى دخل الفييرد علييى المسييتوى
25
العالمي ،وبالتالي تخف ظاهرة الفقر الييتي
تعيياني منهييا كييثير ميين دول العييالم ,لكيين
الحقائق والرقام ،تكشف عيين واقييع مييؤلم
مختلف ,ففي الوقت الذي ازداد معدل دخل
الفرد ،فإّنه صاحب هذه الزيادة اتسيياع فييي
الهييوة الشاسييعة بييين مسييتوى الييدخل فييي
الدول الغنية والدول الفقيرة ،فمازال دخل
أكثر ميين مليييارين إنسييان ل يزيييد علييى 60
دولرا ً في الشهر ،ما يعني أن خطيير الفقيير
مازال يطل برأسه القبيح علييى دول كييثيرة
في العالم.
كيف نستطيع مواجهة العولمة؟
أ – تعميق الوعي العقدي والديني والخلقي؛ ذلك
أن العولمة تحمل روحا ً علمانية مادية ،وتؤسس
حياة استهلكية دنيوية تختزل النسان في بعده
المادي والستهلكي ،وتهون من شأن القيم
والمعايير الخلقية لحماية تيار الشهوات الجارف
الذي تغذيه وتدفع به فكرة العولمة من جهة
الليات والمحتوى .
26
ونمتنع عن التأثر السلبي لهذا النفتاح .
28
-تعزيز التعليم اللكتروني و متابعة المستجدات
التقنية وما يتعلق منها بالتصالت واستغللها
لتطوير عمليتي التعليم والتعلم وتطوير مهارات
استخدام التقنيات لدى المعلم والمتعلم .
-تزويد المناهج الدراسية بأنشطة تكنولوجية
تكسب القدرة على الستخدام المفيد للمعلومات
في غرس سلوكيات حب الستطلع العلمي
لديه .
-العمل على محو المية التكنولوجية لطلب
التعليم العالي .
ول من التلقين - تغيير المناهج الدراسية وأن تتح ّ
ماوالحفظ إلى الفهم والبحث وإجراء التجارب ،م ّ
يؤدي إلى تنمية روح البحث وملكة النقد لدى
الطلب ،ولتحقيق ذلك فلبدّ من تزويد المدارس
ن
والمعاهد بالورش والمعامل والمختبرات .كما إ ّ
دعم التعليم التقني والتوسع فيه أفقيا ً ورأسيا ً
.مما يجعل التعليم التقني هو القاعدة
-إعادة بلورة الهداف العليا لتعلمي الفتاة بحيث
يكون الهدف الرئيسي هو إعداد الفتاة لتؤدي
عملها داخل مملكتها ،ل أن يكون الهدف
الرئيسي هو أداء عملها خارج منزلها.
29
بعد استعراض محاور العولمة السابقة يمكن
:الخروج بالملحظات التالية
-1نلحظ أن مصطلح العولمة من أكثر
المصطلحات اختلفا ً في معناه.
-2يلحظ أن الذي يقود العولمة غني في العلوم
العامة ووسائل الحياة و فقير في غايات
الحياة و الوجود و بالتالي يصبح أثرها سلبيا ً
على المجتمعات التي تملك غايات الحياة و
الوجود.
-3ضرورة الوعي الذي يمكننا التميز بين
العالمية و العولمية .
-4أن مواجهه العولمة لبد أن نعي ذاتنا و هويتنا
المتجذره في التاريخ و بالتالي استشراف
المستقبل لثبات أنفسنا في المجال
الدولي .
-5لبد من تنظيم شؤون التربية مما يجعله
إضفاء التميزو الصالة لمتنا السلمية و
العربية .
-6لبد من الوعي بما يحيط بنا و رسم
استراتيجيات تناسب شخصيتنا و ذاتنا
-7القيام بتشجيع المجالت المختلفة من إعلم
و تعليم بتوجهه ثقافة المجتمع لكيفية
30
التعامل مع معطيات العولمة خصوصا ً أنه لم
يكن هناك تهيئة مسبقة للمجتمعات من أجل
التعامل مع العولمة .
-8أن الدخول في معترك العولمة ليس لنا خيارا ً
فيه فيجب أن نتعامل معه بحذر خصوصا ً فيما
يتعلق بالجانب القتصادي حيث أن الشتراك مع
الدول أخرى في هذا الجانب قد يفرض علينا
بعض القيم الجتماعية التي تخالف قيمنا .
31
تحتل مكان الصدارة في مضمار التقدم العلمي
والتكنولوجي ،وتسمو بمستواها والتكنولوجي
في ضوء نسيجها التطوري القومي 0العلمي
لقد نجح نظام الدولة الصيني في التحول الهادئ
من نظام هيمنة دولة بيروقراطية إلى
نظام قادر بقيادة الدولة على الندماج في
.القتصاد العالمي 0
وبدأت الصين منذ عام 1994سياسة صناعية
جديدة محورها التركيز على
ما يسمى الصناعات الرتكازية وهي خمس
– مجموعات) اللت -والمعدات
)والسيارات -البترو كيماويات -التشييد والبناء
وأسرعت ببناء مرافق البنية الساسية وعمدت
إلى زيادة التصدير واستقدام الموال الجنبية
وعقب الزمة السيوية وضعت الصين سياسية
.ماليية أبعدت عنها شبح الزمية
وتتجلى عناصر السياسة
تتجليى في عصر العولمة والنفتاح القائم على
المنافسية في قرارات مؤتمر الشعب القومي
التاسع في 5آذار عام 2000
تسريع تطوير العلم والتكنيولوجيا ودعم -
التطوير الثقيافي والخيلقي 0
.إعادة هيكلة القتصاد وتعزيز جودته 0
التوسع في استخدام التكنولوجيا العالمية
.والنهوض بالصناعات التقليدية 0
.العتماد على العمالة العلمية والفنية 0
تطبيق التكنولوجييا العالميية والجييدة 0في
.النتاج
.تعزيز جهود إصيلح نظيام الدارة 0
32
.تعزيز حمياية الملكيية الفكيرية 0
.تعميق الصيلح التعليمي 0
النفتاح أكثر على العالم واستخدام التمويل
الجنبي والتوسع في التصدير 0
وتؤمن الصين كذلك بأن ديمقراطيتها صينية
.الطابع والمحتوى ولن تكون أمريكية
ويرى المفكرون الصينيون أن أفضل استراتيجية
يمكن أن تلتزم بها الصين لمواجهة تحديات عصر
المعلوماتية والعولمة في إطار سياسة النفتاح
على العالم أن :تتعلم من الشركات متعددة
،الجنسيات ،وتتعاون معها ثم تتنافس معها
:-ويتم هذا على ثلثة مراحل
إتاحة الفرصة للمشروعات الصينية كي تقتبس-
آخر ما توصلت إليه عمليات التصنيع والمعالجة
التي تنقلها الشركات متعددة الجنسيات إلى
الصين 0
-تتقبل المشروعات الصينية التطوير التكنولوجي
الولي من الشركات متعددة الجنسيات ،وبعد
هضم التكنولوجيا الجديدة المتطورة تحاول
المشروعات الصينية تجديد وتطوير تكنولوجياتها.
33
وأصبحت الصين قبلة أهم الشركات العالمية
متعددة الجنسيات إذ يوجد أكثر من 100شركة
400من بين أكبر 500شركة عالمية لها
استثمارات ضخمة في الصين وأكثر من من هذه
.الشركات لها مكاتب داخل الصين
وأصبح منطق الشركات العالمية الكبرى
الن تمثله عبارة " 11إذا أردت أن تكون
شركة متنامية فخير لك أن تعمل في سوق
متنامية مثل الصين ".
فقد ضمت مدينة شنغهاي وحدها عام 1996
حوالي 2000موقع إنشاءات ضخمة يزيد عدد
الروافع فيها عن عدد الروافع العاملة في كل
شمال أمريكا
والذي يثير العجاب أن هذه الشركات تنفذ
مشروعاتها طبقا ً للمواصفات
والشروط التي تفرضها الصين وهي توطين
التكنولوجيا العليا والخبرة الدارية العليا
بالضافة إلى اختيار المواقع وفقا ً
لستراتيجية التنمية الصينية.
ونذكر من بين هذه الشركات التي وافقت على
شروط الصين لتوطين التكنولوجيا:
-شركة جنرال موتورز التي مولت خمس
مشروعات مشتركة.
-شركة نوكيا وأقامت سبع مراكز إنتاج ومركز
بحث وتطوير.
-شركة شل وقعت عقدا ً قيمته 3مليار دولر
لتطوير موارد الغاز الطبيعي في الصين.
-شركة موتورول المريكية استثمرت أكثر من
34
مليار دولر في الصين وتعتبر عملياتها في
الصين أكثر ربحا ً وتنوعا ً مما هي في اليابان
حيث كانت الشركة تعمل منذ ثلثين عامًا.
ولكي تستكمل عملية اندماجها في القتصاد
العالمي على نطاق واسع وفي مجالت أوسع
مدى وأعلى مستوى حرصت الصين على
النضمام إلى منظمة التجارة العالمية .وتعتبر
الصين أن هذا النضمام هو بابها الجديد لمتابعة
التقدم والتحديث والمنافسة في السوق
العالمية وفي مواجهة التكتلت القتصادية
الحديثة
.فقد كانت حصة الصين %2.5من حجم
التجارة العالمية قبل النضمام ،هذه النسبة
سوف تزيد عن %7مع النضمام إلى المنظمة،
وستجد المشروعات الصينية سبيلها للتطوير
وهي داخل السوق بدل ً من الحماية 0
35
المراجع
التوم ،عبدالله وآدم ،عبدالرؤوف . (1
36
(8البزار ،حكمة .عن التربية والعولمة
.بغداد ،منشورات المجمع العلمي 1423 ،
هي .
(9بكار ،عبد الكريم 158 .بصيرة حول
الواقع والعولمة .الردن ،عمان ،دار
العلم ،الطبعة الولى 1424 ،هي .
(10السيد ،لمياء ،محمد .العولمة ورسالة
الجامعة رؤية مستقبلية .القاهرة ،الدار
المصرية اللبنانية 1423 ،هي .
(11ندوة ) العولمة وأولويات التربية ( يي
التقرير النهائي والتوصيات يي ،خلل الفترة
من 3/3/1425-1هي ،جامعة الملك سعود ،
الرياض .
(12خلف ،فليح حسن .العولمة وأبعادها
القتصادية .الردن ،جامعة الزرقاء الهلية ،
1421هي .
(13العولمة وآليات التهميش فييي الثقافيية
العربية ،بحييث ألقييي فييي المييؤتمر العلمييي
الرابع )الثقافة العربية فييي القييرن القييادم
بين العولمة والخصوصية( المنعقد بجامعيية
فيلدلفيا في الردن في مايو 1998م .
( 14مخيياطر العولميية علييى المجتمعييات
العربية :أ.د مصييطفى رجييب ،مجليية البيييان
.13/10/2000
-( 15العولمة والعالم السلمي:أرقام
وحقائق،عبد سعيد عبد إسماعيل ،دار
الندلس الخضرا ،الطبعة الولى 2001م.
37
http://ejabat.google.com/ejabat/thread?
tid=3d12d9fccafe62f7
http://www.elc.edu.sa/auto/IslamicStudies101_fr
http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?
t=9012
http://www.almarefh.org/news.php?
action=show&id=3198
http://ouruba.alwehda.gov.sy/__archives.asp?
FileName=97820673620090209220445
http://www.lahaonline.com/index.php?
option=content§ionid=1&id=8635&task=vi
ew
/http://www.nesasy.org/content/view/1214/84
الملحـق
38