You are on page 1of 19

‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬

‫‪9‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫المقدمة‬

‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال ‪..‬‬


‫كثيا ما يتبادر إل الذهن أن يتساءل النسان عن جدوى وجوده وغايته ف‬
‫الياه ‪ ،‬وف أكثر الحيان يضع الياة بأنشطتها الجتماعية والعملية والفكرية‬
‫والمالية لنوع من النقد قد يصل إل حد الكم بعدم الدوى من التواصل‬
‫والستمرار ‪ ،‬ويغدو الل الكثر ترجيحا هو النتقال من حالة الفعل إل عدمه‬
‫ومن الجاب إل السلب ‪ ،‬من الياة الزاخرة إل شكل من أشكال الوت ‪.‬‬
‫وتظهر لنا الوروثات الثقافية ف الضارات الختلفة أن النسان قد وجه‬
‫اهتماما بالغا إل قضية الكيفية الثلى الت يب أن ييا عليها ‪ ،‬وقد وجدت منذ‬
‫سالف العصور ماولت جادة لتحقيق هذا الدف أو إعادة تشكيل جلة‬
‫العراف السائدة والعتقدات والعلومات على ضآلتها بغرض الوصول بالنفس‬
‫النسانية إل شاطئ السلمة والطمئنان إل الاضر والستقبل ‪.‬‬
‫لكن قصور إدراكات النسان عن تصور صلحه يعل الوضوعات الفلسفية‬
‫الت يطرحها ف تصور القائق مهما بلغلت من الكمال متواضعة أما نفرات‬
‫النفس الوثابة الت ل تدأ إل إذا غمرها العجز والحساس بعظمة ما بي يديها‬
‫من كمال ف دين ال ومنهج الرسل ‪ ،‬ومن ث سكنت النفس إل خالقها الذى‬
‫ليس كمثله شئ ف علمه أو حسن توجيهه للقه ‪ ،‬وكانت الفطرة مهيئة‬
‫لستقبال منهج ال الذى أنزله على رسله ‪ ،‬وكان هذا القرآن الذى أنزله ال‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬

‫على عبده ممد وجعله خاتا لرسالة السلم وآخر لبنة ف بناء الرسالت‬
‫السماوية ‪ ،‬فوضع فيه أسس الكمال اللزمة لقيادة البشرية ف حقبتها الخية‬
‫ت عََلْيكُمْ‬ ‫إل يوم القيامة ‪ ،‬كما قال تعال ‪ :‬الَْي ْومَ أَكْمَ ْلتُ َلكُمْ دِينَكُ ْم َوَأتْمَ ْم ُ‬
‫ِنعْ َمتِي وَرَضِيتُ َلكُ ْم الِسْلمَ دِينًا [الائدة‪. ]3 /‬‬
‫وقد ميز ال القرآن عن سائر ما سبق من الكتب اللية ‪ ،‬ليس فقط ف كونه‬
‫النص الوحيد ف العال الذى يقرأ بأسلوب الوحى الول بإعجاز تركيبه وبلغة‬
‫كلماته ‪ ،‬ولكن ميزه ال بدوام حفظه وبقائه إل يوم القيامة من خلل أمرين‬
‫اثني ‪:‬‬
‫المر الول ‪ :‬أن ال حفظه منهجا ثابتا ل يتغي ‪ ،‬فهيأ السباب لفظ القرآن‬
‫والسنة على الدوام ‪ ،‬فقال تعال ف حفظ منهجه ‪ِ :‬إنّا نَحْ ُن َنزّْلنَا الذّكْرَ َوإِنّا‬
‫لَهُ َلحَافِظُونَ [الجر‪ ]9/‬وف حفظ السنة تيزت المة السلمية بالسانيد ف‬
‫براعة نادرة فوضعت قواعدها الت تيز بي القبول والردود أو الصحيح‬
‫والضعيف ما نسب إل رسول ال وهو ما عرف بعلم مصطلح الديث‬
‫الذى يعد معلما من معال الفكر السلمى ‪.‬‬
‫المر الثان ‪ :‬أن ال حفظه واقعا مرئيا تقام به الجة على العباد ‪ ،‬فقال ف‬
‫وجوده واقعا مستمرا إل قيام الساعة ‪ " :‬ل تزال طائفة من أمت على الق‬
‫منصورة ل يضرهم من خذلم حت يأتى أمر ال تبارك وتعال " ( ) ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ـــــــــــــــــــ‬
‫‪.1‬نص الديث ف صحيح ابن حبان ‪،‬من طريق ثوبان ‪،‬برقم (‪15/110 )6714‬‬
‫وأخرجه البخارى ومسلم بطرق وألفاظ أخرى كثية ‪ ،‬انظر فتح البارى ‪. 13/293‬‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬

‫وقد كتب ال السعادة ف الدارين لتباع هذه الرسالة الذين قدروها حق‬
‫قدرها ‪ ،‬وقاموا با على مراد ال وهدى نبيه ‪ ،‬فكان منهم خي القرون ومن‬
‫جاء بعدهم ‪ ،‬من زكاهم رسول ال ف قوله ‪ " :‬خي الناس قرن ث الذين‬
‫يلونم ث الذين يلونم " قال عمران بن حصي راوى الديث ‪ " :‬فل أدرى‬
‫أذكر بعد قرنه قرني أو ثلثة " ( ) ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫فتقبلوا القرآن الكري بقلب مب وصدر رحب ‪ ،‬وتلقوه بالقبول حفظا‬


‫وفهما وعلما وعمل ‪ ،‬وطبقوا كل ما جاء به ف حياتم الاصة والعامة ‪ ،‬إيانا‬
‫ي الّذِينَ‬
‫منهم بقوله ‪ِ :‬إ ّن هَذَا اْلقُرْآنَ َيهْدِي ِلّلتِي ِهيَ أَ ْق َو ُم َويُبَشّرُ الْ ُمؤْ ِمنِ َ‬
‫[السراء‪. ]9/‬‬ ‫َيعْمَلُو َن الصّالِحَاتِ أَنّ َلهُمْ أَ ْجرًا َكبِيًا‬
‫وظل الال كذلك والمة السلمية تفتح للقرآن الكري ولغته العظيمة كل‬
‫إمكانياتا ‪ ،‬ودخل الناس ف دين ال أفواجا ‪ ،‬دخل فيه الفارسي والرومى‬
‫والبشي وكل من بلغه هذا النور وشرح ال صدره له ‪ ،‬وتكونت دولة واحدة‬
‫ل فرق فيها بي الناس وإن اختلفوا ف النس أو اللغة أو اللون ‪ ،‬ث جاءت‬
‫الفتوحات السلمية واتسعت الرقعة السلمية واختلط العرب بغيهم‬
‫والسلم ف تلك الدوار كلها يقضى على العصبيات والقوميات وينادى الناس‬
‫جيعا ‪ :‬يَاَأّيهَا النّاسُ ِإنّا خََل ْقنَاكُ ْم مِنْ ذَ َك ٍر َوأُنثَى َو َجعَ ْلنَاكُ ْم ُشعُوبًا وََقبَائِلَ‬
‫[الجرات‪. ]13/‬‬ ‫ِلَتعَارَفُوا ِإنّ أَكْ َر َمكُمْ عِنْدَ اللّهِ َأْتقَاكُمْ إِنّ اللّ َه عَلِيمٌ َخبِيٌ‬
‫ـــــــــــــــــــ‬
‫‪.1‬أخرجه مسلم ف كتاب فضائل الصحابة الديث (‪، 4/1964 )2535‬‬
‫والبخارى بلفظ ‪ :‬خيكم قرن ‪ ،‬حديث (‪. 2/938 )2508‬‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬

‫حت وصل المر ف رسوخ ميزان التقوى كميزان أوحد للمفاضلة بي الناس‬
‫إل أن رسول ال بعض الوال على زعماء قريش وكبار الصحابة من‬
‫الهاجرين والنصار ‪.‬‬
‫لذا امتزج السلمون العرب بغيهم من المم ‪ ،‬ونتج عن هذا المتزاج‬
‫جيل جديد يسمع عربية خالصة ولكنة أعجمية غريبة على البيئة العربية ‪ ،‬وإذا‬
‫كان الختلف مقدرا ف سنن ال الكونية ‪ ،‬ومل للبتلء بي العباد ‪ ،‬كما‬
‫ختَِلفِيَ إِل‬
‫جعَ َل النّاسَ ُأ ّم ًة وَاحِ َدةً وَل يَزَالُونَ ُم ْ‬
‫قال تعال ‪ :‬وََلوْ شَاءَ َربّكَ َل َ‬
‫جّنةِ‬
‫لنّ َج َهنّ َم مِ ْن الْ ِ‬
‫مَنْ رَحِمَ َربّكَ وَلِذَلِكَ خََل َقهُ ْم َوتَ ّمتْ كَلِ َمةُ َربّكَ َل ْم َ‬
‫وَالنّاسِ أَ ْج َمعِيَ [هود‪. ]118/‬‬
‫فإن ال نانا عنه وحذرنا منه وأمرنا بالعتصام بنهجه المثل ف كتابه وسنة‬
‫نبيه فقال جل ذكره ‪:‬‬
‫حبْلِ اللّهِ َجمِيعًا وَل َتفَرّقُوا [آل عمران‪. ]103/‬‬
‫وَا ْعَتصِمُوا بِ َ‬
‫حذَ ْر الّذِي َن يُخَاِلفُونَ عَنْ َأمْ ِرهِ َأنْ ُتصِيَبهُمْ ِفْتَنةٌ َأ ْو ُيصِيَبهُمْ‬
‫وقال أيضا ‪ :‬فَ ْليَ ْ‬
‫عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور‪. ]63/‬‬
‫فمن جانب السنن الكونية حدث الختلف بي المة ‪ ،‬ومن جانب التكليف‬
‫والعلم كلفنا ال سبحانه وتعال بأخذ السباب ف خدمة الكتاب والسنة ‪ ،‬وما‬
‫يثلج الصدر أن هم السلمي ل تفتر ول تستكن رغم الكبوات الت تل أحيانا‬
‫بالمة السلمية ‪ ،‬فتجدها تعود سيتا الول قوية عزيزة ‪ ،‬تغترف من القرآن‬
‫والسنة الزاد الذى يقوى شكيمتها ويصحح مسيتا ‪.‬‬
‫وقد حاولت ف هذه الطروحة الت تقدمت با لنيل درجة الدكتوراه أن‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬

‫تكون سببا من السباب ف خدمة الكتاب والسنة ‪ ،‬والسعى الاد إل وحدة‬


‫السلمي ونبذ اللف من بينهم ف ميدان من أخطر اليادين وأوسعها انتشارا‬
‫وهو ميدان التصوف ‪ ،‬فمن العلوم أن التصوف التصق عب تاريه الطويل‬
‫بعتقدات اتادية حلولية ومفاهيم فلسفية غريبة عن البيئة السلمية ‪ ،‬أدت إل‬
‫كثي من مظاهر التقديس والبالغة ف تعظيم الريدين لوليائهم ‪ ،‬حت نسبوا‬
‫إليهم أوصافا ل تليق إل بناب الربوبية ‪ ،‬واتذوهم وسطاء شفعاء يطاف‬
‫بقبورهم ويستغاث بم وتشد الرحال إليهم ‪.‬‬
‫وأصبح المر بعيدا عن مفهوم التوحيد البسيط الذى نزلت به الكتب وبعثت‬
‫به الرسل ‪ ،‬والذى ل يعل واسطة بي العبد وربه ‪ ،‬وقد توارثت أجيال العامة‬
‫من الصوفية وغيهم هذه المور الشينة ‪ ،‬بيث تراكمت حول الطرق الصوفية‬
‫أكداس من الفاهيم تتعارض ف كثي من الحايي مع أصول العقيدة السلمية‬
‫وتالف الصول القرآنية والنبوية ‪.‬‬
‫ولا كانت الستقامة لبد من تلمس مبادئها ودعائمها من الصول الطهرة‬
‫الت انبثق عنها السلم ف مطلعه الول وهو الكتاب والسنة ‪ ،‬فقد كان لزاما‬
‫على الباحثي أن يتجهوا إل العي الول والباشر ‪ ،‬إل العتصام بالقرآن‬
‫والسنة ‪ ،‬فكان موضوع الرسالة عن مدى العلقة بي مصطلحات الصوفية‬
‫وألفاظهم وما ورد ف القرآن والسنة ‪ ،‬وقياس مدى قربم أو بعدهم من هذين‬
‫الصلي ‪ ،‬ودورهم إيابا أو سلبا ف الفاظ على العقيدة السلمية ‪.‬‬
‫كما حاولت أيضا إظهار النهج السليم الذى يؤدى إل الحتراز من سلبيات‬
‫الواقع الصوف النتشرة ف البلد السلمية قديا وحديثا ‪.‬‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬

‫•أهية الوضوع ‪:‬‬


‫تكمن أهية الوضوع ف الوانب التية ‪:‬‬
‫‪ -1‬تقدي رؤية إسلمية صحيحة للحياة الروحية ف السلم ‪ ،‬من خلل‬
‫تقدي الصطلحات الصوفية ذات الصلة بالصول القرآنية والنبوية ‪ ،‬ف بث‬
‫نظرى وتطبيق معجمى ‪.‬‬
‫‪ -2‬واقعية الوضوع وأثره ف تصحيح الياة الصوفية العاصرة ‪ ،‬من خلل‬
‫تقدي دراسة علمية نزيهة للمؤيدين أو العارضي للتصوف ‪ ،‬وذلك بغية‬
‫التجرد للوصول إل القيقة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الوقوف على مكانة الستقيمي من أوائل الصوفية وسلوكهم ومنهجهم‬
‫ف الياة بذكر ما لم وما عليهم ‪ ،‬ليتأسى الناس بالفضيلة والخلق‬
‫الميدة والعمل على كشف الشخصيات الت أسهمت ف إيابية الفكر‬
‫السلمى بصورة عامة ‪.‬‬
‫‪ -4‬الوقوف على تطور الفكر الصوف وقياس زاوية النراف عن الصول‬
‫القرآنية والنبوية من حيث القرب أو البعد عن النهج السلمى ‪.‬‬
‫‪ -5‬الوقوف على ضوابط العتماد على الصول القرآنية والنبوية ف العمل‬
‫العجمى ‪.‬‬
‫•الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫ظهرت ماولت متعددة ف التراث الصوف ‪ ،‬ومنذ وقت مبكر ‪ ،‬تتصدى‬
‫لشرح ألفاظ الصوفية ومصطلحاتم ‪ ،‬وانشغل أغلب الذين كتبوا عن التصوف‬
‫بحاولة تقريبيه إل الخرين ‪ ،‬وشرح اللفاظ الارية على ألسنة الصوفية‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬

‫وحاولوا جاهدين أيضا التنبيه على أن دللة اللفاظ عندهم تمل معان خاصة‬
‫وأن طبيعتها النوعية طبيعة رامزة ‪ ،‬يصعب على غيهم استيعاب دللتها أو فك‬
‫شفرتا ‪ ،‬وقد كان لؤلء دور رائد ف وضع علم الصطلحات ‪ ،‬حت قال‬
‫عنهم الستشرق الفرنسى لويس ماسينيون ‪:‬‬
‫( إنم تقريبا وضعوا علم الصطلحات ) ( ) ومن أقدم ما خلفوه ف تلك‬
‫‪1‬‬

‫الحاولت ‪ ،‬القسم الذى عقده أبو نصر السراج الطوسى (ت‪387:‬هـ) ف‬


‫كتابه اللمع تت عنوان ‪ ( :‬كتاب البيان عن الشكلت ) ( ) شرح فيه اللفاظ‬
‫‪2‬‬

‫الارية ف كلم الصوفية ‪ ،‬وبي مقصودهم منها ‪.‬‬


‫ث يتكرر المر نفسه بطريقة أوسع عند أب القاسم عبد الكري القشيى‬
‫(ت‪465:‬هـ) ف رسالته الشهورة ‪ ،‬فنراه يفرد بابا خاصا لتفسي ألفاظ‬
‫الصوفية وشرح مدلولا ( ) ‪ ،‬ويتواصل الهد عند أب السن على بن عثمان‬
‫‪3‬‬

‫الجويرى (ت‪465:‬هـ) ( ) ‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫ـــــــــــــــــــ‬
‫‪.1‬تاريخ الصطلحات الفلسفية العربية ‪ ،‬لويس ماسينيون ‪ ،‬تقيق الدكتوره‬
‫زينب الضيى ‪ ،‬طبعة العهد الفرنسى للثار الشرقية ‪ ،‬سنة ‪1991‬م ص‬
‫‪. 46‬‬
‫‪.2‬اللمع ف التصوف ‪ ،‬تقيق الدكتور عبد الليم ممود ‪ ،‬وطه عبد الباقى سرور‬
‫طبعة دار الكتب الديثة ‪ ،‬القاهرة سنة ‪ 1960‬م ‪ ،‬ص‪ 409‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪.3‬الرسالة القشيية ‪ ،‬تقيق الدكتور عبد الليم ممود ‪ ،‬وممود بن الشريف ‪،‬‬
‫طبعة دار الكتب الديثة ‪ ،‬القاهرة سنة ‪1974‬م ‪ ،‬حـ‪1‬ص‪ 200‬وما بعدها‬
‫‪.‬‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬
‫‪.4‬كشف الحجوب ‪ ،‬تقيق الدكتور إبراهيم الدسوقى شتا ‪ ،‬طبعة دار التراث‬
‫العرب القاهرة ‪ 1394‬هـ سنة ‪1974‬م ص ‪ 443‬وما بعدها ‪.‬‬
‫ومن بعده أبو حامد الغزال (ت‪505:‬هـ) ( ) ‪ ،‬ث شهاب الدين أب‬
‫‪1‬‬

‫حفص عمر السهروردى (ت‪632:‬هـ) ( ) ‪ ،‬ث ظهرت معاجم خاصة عند‬


‫‪2‬‬

‫مى الدين بن عرب (ت‪638:‬هـ) ( ) ‪ ،‬وعبد الرزاق الكاشان السمرقندى‬


‫‪3‬‬

‫(ت‪735:‬هـ) ( ) ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫وعلى الرغم من كون الحاولت السابقة لكتاب الصطلحات كثية‬


‫(‬
‫ومتكررة إل أن التركيز فيها كان على إظهار العن الدلل للمصطلح الصوف‬
‫) ‪ ،‬فلم يتناول أحدهم البحث عن العلقة بي الصطلح الصوف وأصوله‬ ‫‪5‬‬

‫القرآنية ‪ ،‬وإنا يكتفى بذكر بعض الشواهد القرآنية إن وجدت وذكر الشواهد‬
‫النبوية بغض ـــــــــــــــــــ‬
‫‪.1‬الملء عن إشكالت الحياء للغزال ‪ ،‬نسخة مطبوعة على هامش إحياء علوم الدين‬
‫طبعة فيصل اللب دار إحياء الكتب العربية ‪ ،‬بدون تاريخ حـ‪1‬ص‪. 49‬‬
‫‪.2‬عوارف العارف ‪ ،‬تقيـق د‪/‬عبـد الليـم ممود ‪ ،‬مطبعـة السـعادة القاهرة ‪1971‬م‬
‫وطبعة ملحقة بإحياء علوم الدين ‪ ،‬دار الريان حـ‪ 5‬ص‪. 330‬‬
‫‪ .3‬اصطلحات الصوفية لبن عرب ‪ ،‬جعية العارف العثمانية ‪ ،‬حيدر أباد ‪1948‬م ‪.‬‬
‫‪ .4‬لطائف العلم ف إشارات أهل اللام ‪ ،‬تقيق سعيد عبد الفتاح ‪ ،‬دار الكتب‬
‫الصرية ‪1996‬م ‪ ،‬ومعجم اصطلحات الصوفية ‪ ،‬تقيق د‪ /‬عبد العال شاهي ‪ ،‬دار‬
‫النار ‪1992‬م ‪ ،‬ورشح الزلل تقيق سعيد عبد الفتاح ‪ ،‬الكتبة الزهرية ‪1995‬م ‪.‬‬
‫‪ .5‬انظر البي ف شرح معا ن ألفاظ الكماء والتكلمي لسيف الدين المدى ‪ ،‬مقدمة‬
‫التحقيق للدكتور حسن الشافعى ‪ ،‬ف حديثه عن تاريخ الؤلفات ف الصطلح العلمى‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬
‫وانظر أيضا للمقارنة ‪ :‬اصطلحات الصوفية ص‪ ، 19‬ص‪ ، 20‬والعجم العرب نشأته‬
‫وتطوره د‪ /‬حسي نصار ‪ ،‬طبعة دار نضة مصر ‪1956‬م ص ‪ 35‬وما بعدها ‪.‬‬
‫النظر عن كون الديث صالا للحتجاج من عدمه ‪ ،‬فمثل ف رسالة ابن‬
‫عرب الت وضعها لشرح اصطلحات الصوفية ل يوجد سوى ثلثة شواهد‬
‫قرآنية ‪ ،‬كل شاهد ورد ف شرح مدخل اصطلحي ل علقة للمصطلح فيه‬
‫بالشاهد ( ) ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وحت الدراسات الديثة للمصطلح الصوف ‪ ،‬سار النهج فيها على طريقة‬
‫القدماء ‪ ،‬وهى التركيز على إبراز العن القصود عند الصوفية مع إضافة صبغة‬
‫الترتيب العجمى لا ‪ ،‬نرى ذلك ف معجم الدكتور الفن ( ) ‪ ،‬والعجم‬
‫‪2‬‬

‫الصوف للدكتوره سعاد الكيم ( ) ‪ ،‬ومعجم الدكتور الشرقاوى ( ) ‪ ،‬وإن كانوا‬


‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫جيعا قد بذلوا جهدا مشكورا ف مال العمل العجمى ‪ ،‬كل واحد‬


‫بأسلوبه ومنهجه الاص ( ) كما سنرى بعد ذلك ‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫ـــــــــــــــــــ‬
‫‪ .1‬اصطلحات الصوفية لبن عرب ص‪ ، 139‬ص‪ ، 140‬ص‪. 141‬‬
‫‪ .2‬معجم مصطلحات الصوفية ‪ ،‬د‪/‬عبد النعم حفن ‪ ،‬دار السية ‪ ،‬بيوت ‪1980‬م ‪.‬‬
‫‪ .3‬العجم الصوف ‪ ،‬د‪ /‬سعاد حكيم ‪ ،‬طبعة دندرة ‪ ،‬بيوت ‪1981‬م ‪.‬‬
‫‪ .4‬معجم ألفاظ الصوفية د‪ /‬حسن الشرقاوى ‪ ،‬مؤسسة الختار ‪1987 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .5‬ل يبلغ أى معجم ف الدراسات الديثة من حيث كثافة مصطلحاته مبلغ لطائف‬
‫العلم ‪ ،‬إذ بلغت كثافة الداخل فيه ألفا وستمائة وثانية وخسي مدخل ‪ ،‬ف حي‬
‫بلغ أكب معجم ف الدرسات الديثة للدكتورة سعاد حكيم ست وسبعمائة ‪ ،‬وعلى‬
‫الرغم من ذلك ‪ ،‬فإن العجم الصوف على ضخامة حجمه ‪ ،‬حيث بلغ عدد صفحاته‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬
‫‪1312‬صفحة ‪،‬غي شامل لكل مصطلحات ابن عرب وإنا يضم جلها أو أهها وفق‬
‫اختيار الؤلفة ‪ ،‬وأكثر مصطلحاته يثل فكره ونظرياته ف التصوف ‪.‬‬
‫ويعد الستشرق الغرب لويس ماسينيون أول من حاول رد الصطلح الصوف‬
‫إل الصول القرآنية ‪ ،‬حت رأى أن التصوف السلمى ف أصله وتطوره صدر‬
‫عن إدامة تلوة القرآن ومارسته ‪ ،‬وأن القراءة الستمرة لذا النص أعطت‬
‫التصوف خصائصه الميزة ‪ ،‬كإقامة مالس الذكر النتظمة ‪ ،‬والذكر ف‬
‫مموعات بصوت مرتفع ‪ ،‬وإلقاء الناشيد ف السماع ‪ ،‬والوضوعات النظومة‬
‫والنثورة الداعية إل التأمل ‪ ،‬وكتب بثا ف نشأة الصطلح الفن للتصوف‬
‫السلمى ( ) ‪ ،‬ضمن أعماله ف التعرف على تاريخ الصطلحات الفلسفية‬ ‫‪1‬‬

‫العربية ‪ ،‬لكن ماسينيون قدم ناذج نظرية مدودة لذه الفكرة ‪ ،‬تتاج إل جهد‬
‫تطبيقى شامل ‪ ،‬كما أن أغلب الصطلحات الت تيها ليد أصولا إل القرآن‬
‫كمصطلحات ‪ :‬النور ‪ ،‬والنار ‪ ،‬والطائر ‪ ،‬والشجرة ‪ ،‬والكأس ‪ ،‬والشرب‬
‫وغي ذلك ‪ ،‬هى ف مملها ألفاظ قرآنية موضوعة على معان معبة عن فلسفة‬
‫ـــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬
‫ويعتب هذا الستشرق الفرنسى رائدا ف دراساته عن التصوف ‪ ،‬فقد كتب النحن‬
‫الشخصى لياة اللج ‪ ،‬ترجة عبد الرحن بدوى دار النهضة الصرية ‪1964‬م ‪ ،‬ونشر‬
‫للحلج كتاب الطواسي ‪ ،‬طبعة باريس سنة ‪1913‬م ‪ ،‬ونصوص أخرى عن أخبار‬
‫اللج ‪ ،‬شاركه ف جعها الستشرق بول كراوس ‪ ،‬وطبعت ف باريس سنة ‪1936‬م ‪.‬‬
‫وله أيضا بث ف تاريخ الصطلحات الفلسفية العربية ‪ ،‬وغي ذلك من العمال‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬
‫ونقل عنه وحاكاه ف منهجه كثي من الستشرقي ‪ ،‬انظر مثل ما كتبه الستتشرق‬
‫شاخت وبوزورث عن التصوف ف كتابه تراث السلم ‪ ،‬الزء الثان ‪ ،‬طبعة عال العرفة‬
‫الكويت ص‪ 87‬وما بعدها ‪ ،‬حيث نقل عن ماسينيون فكرته ف رد الصطلح الصوف =‬
‫اللول والتاد أو حدة الوجود أو التصوف الفلسفى بصفة عامة ‪ ،‬ول علقة‬
‫لا بالعان الت حلت عليها ف القرآن ‪ ،‬ول تتمشى إل مع النهج العام الذى‬
‫سلكه الستشرقون ف دراسة السلم ‪.‬‬
‫•منهج البحث ‪:‬‬
‫ليس من السهل إعداد بث شامل عن الصول القرآنية للمصطلح الصوف‬
‫يتناول الانب التطبيقى العجمى ‪ ،‬وإن كان من السهل تناول الانب النظرى‬
‫على ناذج مدودة من الصطلحات ‪ ،‬فالبحث عن الصول القرآنية لميع‬
‫الصطلحات الصوفية ‪ ،‬يقتضى أول استقصاءا شامل للفاظ الصوفية الت‬
‫أدرجها كتاب الصطلحات ف معاجهم ‪ ،‬ث البحث عن الصول القرآنية لكل‬
‫مصطلح على حدة ‪ ،‬وذلك من خلل النظر ف القرآن الكري عن استعمالت‬
‫اللفظ والتعريف بعناه ‪ ،‬وإن وقفنا عند معان اللفظ ف القرآن وأغفلنا ما ورد‬
‫ف السنة ‪ ،‬فربا يدل العن النبوى على نتيجة مالفة للمعان الت توصلنا إليها‬
‫ـــــــــــــــــــ‬
‫= إل الصول القرآنية وحاكاه ف عرض الزيد منها ‪ ،‬لكن يلحظ ف منهجه تأثره‬
‫الواضح بالهداف الستشراقية ف دراسة السلم ‪،‬حت إن مترجى الكتاب الدكتور‬
‫حسي مؤنس ‪ ،‬وإحسان صدقى العمد ‪ ،‬لقيا مشقة بالغة ف التعليق على كل مصطلح‬
‫والنكار على شاخت ف تنيه على القيقة ‪ ،‬ورده إياه إل أصول قرآنية بعيدة ف العن‬
‫ول علقة لا به ‪ ،‬انظر ‪ :‬تراث السلم حـ‪ 2‬ص ‪ 94 ، 93‬وانظر أيضا التاهات‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬
‫الديثة ف دراسة التصوف السلمى للدكتور ممد عبد ال الشرقاوى ‪ ،‬دار الفكر‬
‫العرب ‪ ،‬القاهرة ‪1993‬م ص‪ 167‬وما بعدها وانظر أيضا ‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬
‫باجتهادنا من القرآن ‪ ،‬فل بد من مراعاة السنة لنا شارحة للقرآن وموضحة‬
‫لعانيه ‪ ،‬كما أننا سنجد بالضرورة ماولت متكررة ل ستشهاد الصوفية‬
‫بالصول النبوية ‪ ،‬والرجوع إليها كالقرآن سواء بسواء ‪ ،‬ف استدللم على‬
‫مصطلحاتم ‪.‬‬
‫ومن ث يلزم الباحث أيضا استقصاء اللفظ واستعمالته اللغوية والشرعية ف‬
‫جيع كتب السنة حت يصبح بثه بثا جادا ‪ ،‬والرجوع إل السنة ف كل‬
‫مصطلح على حدة ‪ ،‬والبحث عن استعمالت اللفظ فيها يتطلب بالضرورة‬
‫جهدا جاعيا أعلى من طاقات البشر ف رسالة مدودة ‪ ،‬لننا مثل لو حصلنا‬
‫من كتب السنة عددا من الحاديث والروايات السندة الت تشهد للمعن‬
‫الصوف الستخدم تت لفظ الصطلح ‪ ،‬فمن أين لنا الكم على صحة ثبوتا‬
‫وصلحيتها للحتجاج ؟‬
‫كما أن إغفال الكم على الديث ف أى بث جاد يضعف الثقة ف البحث‬
‫ويؤثر ف قيمته العلمية ‪ ،‬ولذا ل بد من مراعاة ذلك ف هذا العمل ‪ ،‬لكن‬
‫الشكلة الت تفرض نفسها أن جهد علماء الديث ف الكم على الروايات‬
‫السندة بالصحة أو الضعف أو القبول والرد بلغ قرابة الثماني ألفا ‪ ،‬وممل‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬

‫الروايات السندة يزيد على الائتي وخسي ألفا ‪ ،‬فالكتفاء بالحكوم عليه فقط‬
‫يعن ترك الكثي من الصول الت تؤثر ف مصداقية الكم على الصوفية عند‬
‫استشهادهم بالسنة ‪ ،‬وتعل الصول الت يرجع إليها الصطلح الصوف هزيلة‬
‫ول تتصف بالشمولية ف ترى القيقة ‪ ،‬فكان ل بد من الرجوع إل أسلوب‬
‫عصرى جديد نح السلمون ف تقنيته واستخدامه ف خدمة السنة على نطاق‬
‫واسع ف السنوات الخية ‪ ،‬وهو استخدام الكمبيوتر ف تقنية البحث الصرف‬
‫لللفاظ الواردة ف السنة ‪ ،‬والسرعة الارقة ف جع شواهدها ‪ ،‬وفحص السند‬
‫التصل والنقطع والتعرف على رواة الديث من جهة الرح والتعديل والكم‬
‫علي رواياتم بالقبول أو الرد ‪ ،‬ويكفى الباحث أن يطبق قواعد مصطلح‬
‫الديث بضوابطها من اتصال السند ‪ ،‬وعدالة الرواه ‪ ،‬ومدى الضبط ف النقل‬
‫وانعدام الشذوذ والعلة للحكم عليه بالقبول أو الرد ‪ ،‬ولو بصورة قريبة من‬
‫الصواب تعد تهيدا للباحثي من بعد ‪ ،‬وقد أسفر هذا المر عن نتائج إيابية‬
‫كان من الصعب الوصول إليها بهد فردى وفترة زمنية مدودة ‪ ،‬وقد التزمت‬
‫ف هذا البحث منهجا تبدو معاله فيما يلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬استقراء التراث الصوف لصر ألفاظ الصوفية ومصطلحاتم على منهج‬
‫واضح ‪ ،‬فلم أكتف بجرد ذكر الصطلح ف العاجم الصوفية ‪ ،‬وإنا‬
‫استخرجت الشواهد الدالة على استعمال الصطلح ف عباراتم ‪ ،‬والعان‬
‫الت أشـاروا إليها به ‪ ،‬مع تقرير ثبوتا عنهم ‪ ،‬ليكون الكم حكما‬
‫سليما معبا بق عن رأى الصوفية ‪ ،‬كما رتبت الشواهد ف كل مصطلح‬
‫حسب التسلسل الزمن الذى يظهر مدى التغي الدلل للفظ عب مراحل‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬

‫التصوف الختلفة ‪.‬‬


‫‪ -2‬العتماد على الشخ صيات ال صوفية البارزة ال ت تر كت ب صمات واض حة‬
‫ف مال التصوف ‪ ،‬وخصوصا أصحاب الؤلفات الساسية الذين كتبوا‬
‫عن الت صوف ‪ ،‬وف سروا ألفاظ ال صوفية ‪ ،‬وعلي ها ب ن أ صحاب العا جم‬
‫الديثـة معاجهـم ‪ ،‬وقـد تدرجـت فـ انتقاء هذه الؤلفات حتـ القرن‬
‫العاشـر الجرى لن التأليفات التـ حُققـت بعـد هذا التاريـخ هـى فـ‬
‫ممل ها إعادة وتب سيط للدللت القدي ة لذه ال صطلحات أو شروح ل ا‬
‫وملخصات ‪ ،‬وبعد الطلع على ما هو مشهور ومؤكد الهية ف مضمار‬
‫التصوف ف تلك القبة الت تثل فترة العزو والصفاء للتآليف ف التصوف‬
‫السـلمى ‪ ،‬وقـع الختيار بعـد تكلف وعنايـة شديدة فـ عشـر مؤلفـا ‪،‬‬
‫شكلت ف الغالب الظان ال ت سننهل من ها معا ن ال صطلحات ال ت تت صل‬
‫بالقرآن والسـنة ‪ ،‬كمـا أنمـا جعـت أغلب الصـطلحات التـ تعارف‬
‫التصوفون على استعمالا ‪ ،‬ول ي نع ذلك ال ستعانة با يلتقط من الرا جع‬
‫الخرى ‪.‬‬
‫‪ -3‬إخراج الادة العلمية ف كل مبحث ف أفكار مددة جامعة للموقف‬
‫الصوف ‪ ،‬تسد الفكرة وتقرب الراد إل القارئ ‪ ،‬وتقرير القضايا العينة‬
‫مع الستشهاد بأقوال الخرين كلما أمكن ‪.‬‬
‫‪ -4‬الرجوع الستمر إل النصوص القرآنية والحاديث النبوية والتعليقات‬
‫العلمية ‪ ،‬لقارنة الرأى الصوف بالنهج السلمى الصاف ‪ ،‬ومدى قربه أو‬
‫بعده منه ‪ ،‬وتريج اليات والحاديث على منهج أهل الديث ‪ ،‬مع النص‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬

‫على درجة الديث من الثبوت ‪.‬‬


‫‪ -5‬البعد عن التهويل والتهوين ‪ ،‬والفراط والتفريط ‪ ،‬ف عرض القضايا‬
‫والقتصار على التجرد ف طرح القائق الوصولة للحكم ‪ ،‬وبسط‬
‫القدمات ونتائجها ‪ ،‬كما استخدمت النهج التاريى مرة ‪ ،‬والتحليلى‬
‫أخرى ‪ ،‬والقارن والنقدى ‪ ،‬طبقا لا تليه طبيعة السائل البحوثة ‪.‬‬

‫•خطة البحث ‪:‬‬


‫وقد جاء البحث مقسما إل قسمي ومرتبا على هذا النحو ‪:‬‬
‫* القد مة ‪ :‬و قد اشتملت على سبب اختيار الب حث ‪ ،‬وأه ية الوضوع‬
‫والدراسات السابقة ‪ ،‬ومنهج البحث ‪ ،‬والطة الت سار البحث على ضوئها ‪.‬‬
‫* القسم الول ‪ :‬ويتناول دراسة الصول القرآنية للمصطلح الصوف من الانب‬
‫النظرى التأصيلى ‪ ،‬وقد اشتمل على ستة فصول ‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل الول ‪ :‬الضوابط الساسية للستدلل بالقرآن ‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثان ‪ :‬بي التفسي والتأويل الصوف للقرآن الكري ‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثالث ‪ :‬ينابيع الصطلح الصوفىمع دراسة ف العاجم الصوفية ‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الرابع ‪ :‬مراحل التصوف وأثرها على التغي الدلل للمصطلح‬
‫الصوف وعلقة ذلك بالصول القرآنية ‪.‬‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬

‫‪ -‬الفصل الامس ‪ :‬دراسة منهجية ف معرفة الصطلح الصوف وأصوله‬


‫القرآنية ‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل السادس ‪ :‬الصول القرآنية لصطلح التصوف ‪.‬‬
‫* القسم الثان ‪ :‬ويتناول دراسة الصول القرآنية للمصطلح الصوف ف جانبه‬
‫التطبيقى العجمى ‪ ،‬وقد اشتمل على معجمي ‪:‬‬
‫‪ -‬الول ‪ :‬ويش مل ال صطلحات ال صوفية ‪ ،‬ال ت تيز ها ال صول القرآن ية‬
‫والنبو ية ‪ ،‬و هى م صطلحات صوفية مكو نة من ألفاظ قرآن ية أو نبو ية‬
‫ـ الصـول القرآنيـة والنبويـة‬
‫وموضوعـة على معانيهـا ‪ ،‬أو معان أخرى تيزه ا‬
‫ومرتبة ترتيبا ألف بائيا مشرقيا ‪ ،‬من حرف اللف إل حرف الياء على‬
‫النحو التال ‪:‬‬
‫ال بد ‪ ،‬الت صال ‪ ،‬الح سان ‪ ،‬الخبات ‪ ،‬الختيار ‪ ،‬الخلص ‪ ،‬الرادة‬
‫ال ستقامة ‪ ،‬ال صطفاء ‪ ،‬ال صطناع ‪ ،‬العت صام ‪ ،‬المتحان ‪ ،‬النا بة ‪ ،‬اليثار‬
‫الب خل ‪ ،‬الب سط ‪ ،‬الب صية ‪ ،‬الب عد ‪ ،‬البقاء ‪ ،‬البلء ‪ ،‬التب تل ‪ ،‬التجلى ‪ ،‬الت سليم‬
‫التفر يد ‪ ،‬التف كر ‪ ،‬التقد يس ‪ ،‬التقوى ‪ ،‬التوا ضع ‪ ،‬التو بة ‪ ،‬التو جه ‪ ،‬التوح يد‬
‫التوفيـق ‪ ،‬التوكـل ‪ ،‬الثقـة ‪ ،‬النـة ‪ ،‬الوع ‪ ،‬الال ‪ ،‬الجاب ‪ ،‬الرص‬
‫الر مة ‪ ،‬الر ية ‪ ،‬الزن ال سد ‪ ،‬ال ق ‪ ،‬القي قة ‪ ،‬الك مة ‪ ،‬الياء ‪ ،‬الياة‬
‫الية ‪ ،‬الاصة ‪ ،‬الاطر التم ‪ ،‬الشوع ‪ ،‬الش ية ‪ ،‬اللق ‪ ،‬اللة ‪ ،‬اللوة‬
‫اللي فة ‪ ،‬الوف ‪ ،‬الدعوى ‪ ،‬الدن يا ‪ ،‬الذ كر ‪ ،‬ذو الع قل ‪ ،‬الذوق ‪ ،‬الران‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬

‫الرجاء ‪ ،‬الرضا ‪ ،‬الرعاية ‪ ،‬الرغبة ‪ ،‬الرهبة ‪ ،‬الروح ‪ ،‬الرياء ‪ ،‬الزهد ‪ ،‬السالك‬


‫ال ستر ‪ ،‬ال سكر‪ ،‬السـكينة ‪ ،‬ال سماع ‪ ،‬الشا هد ‪ ،‬الشري عة ‪ ،‬الش كر ‪ ،‬الصـب‬
‫ال صدق ‪ ،‬ال صفاء ‪ ،‬الطهارة ‪ ،‬العارف ‪ ،‬العا مة ‪ ،‬ال عبة ‪ ،‬العبادة ‪ ،‬الع جب‬
‫العدو ‪ ،‬العزم ‪ ،‬الغرق ‪ ،‬الغرور ‪ ،‬الغشاوة ‪ ،‬الغضـب ‪ ،‬الغيبـة ‪ ،‬الغية ‪ ،‬الفتوة‬
‫الفرار ‪ ،‬الف قر ‪ ،‬الفناء ‪ ،‬القرب ‪ ،‬القلب ‪ ،‬ال كب ‪ ،‬الل طف ‪ ،‬الأخوذ وال ستلب‬
‫الجاهدة ‪ ،‬الحاسـبة ‪ ،‬الحبـة ‪ ،‬الحـو ‪ ،‬الراقبـة ‪ ،‬القام ‪ ،‬الكـر ‪ ،‬النفـس ‪،‬‬
‫المة الوى ‪ ،‬اليبة ‪ ،‬الورع ‪ ،‬الوفاء بالعهد ‪ ،‬الول ‪ ،‬اليقظة ‪ ،‬اليقي ‪.‬‬
‫‪ -‬الثان ‪ :‬ويشمل ال صطلحات الصوفية ‪ ،‬ال ت ل تيزها ال صول القرآنية‬
‫والنبوية ‪ ،‬وهى مصطلحات صوفية مكونة من ألفاظ قرآنية أو نبوية ‪ ،‬منفصلة‬
‫الدللة عـن معاني ها الواردة ف الكتاب والسـنة ‪ ،‬وموضوعـة على معان أخرى‬
‫استحدثها الصوفية وتداولوا اللفاظ عليها ‪ ،‬مرتبة ترتيبا ألف بائيا مشرقيا من‬
‫حرف اللف إل حرف الياء على النحو التال ‪:‬‬
‫الحرام ‪ ،‬العتكاف ‪ ،‬العراف ‪ ،‬ال فق العلى ‪ ،‬ال فق ال بي ‪ ،‬أم الكتاب‬
‫الوتاد ‪ ،‬البدنة ‪ ،‬البق ‪ ،‬البقرة ‪ ،‬البيت الرام ‪ ،‬البيت العمور ‪ ،‬البيضاء التدان‬
‫والتدل ‪ ،‬التلبيـس ‪ ،‬التلويـن ‪ ،‬التمكيـ ‪ ،‬اللء ‪ ،‬اللل ‪ ،‬اللوة ‪ ،‬المال‬
‫جلل المال ‪ ،‬المـع ‪ ،‬الرق ‪ ،‬الضرة ‪ ،‬اللق الديـد ‪ ،‬الدبور ‪ ،‬الرتـق‬
‫والف تق ‪ ،‬الرداء ‪ ،‬الردى ‪ ،‬الرق النشور ‪ ،‬الركوع ‪ ،‬الزبور ‪ ،‬الزجاجة ‪ ،‬الزكاة‬
‫سدرة النتهى ‪ ،‬السر ‪ ،‬السفر ‪ ،‬السقف الرفوع ‪ ،‬السكر ‪ ،‬سواد الوجه‬
‫الشجرة ‪ ،‬الشرب ‪ ،‬الشفـع ‪ ،‬الشمـس ‪ ،‬الشيـخ ‪ ،‬الصـنم ‪ ،‬الضنائن ‪ ،‬الضياء‬
‫الطور ‪ ،‬الظـل ‪ ،‬الظلمـة ‪ ،‬العرش ‪ ،‬العمـد العنويـة ‪ ،‬الغراب ‪ ،‬الفتـح ‪ ،‬الفراق‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬

‫ـة ‪ ،‬الكأس‬ ‫ـي ‪ ،‬القدم ‪ ،‬القرآن ‪ ،‬القلم ‪ ،‬القيامـ‬ ‫الفرق ‪ ،‬الفرقان ‪ ،‬قاب قوسـ‬
‫الكتاب ‪ ،‬الكرسـى ‪ ،‬الكفـر ‪ ،‬الكوكـب ‪ ،‬اللوح الحفوظ ‪ ،‬ليلة القدر ‪ ،‬الثـل‬
‫م مع البحر ين ‪ ،‬ال سافر ‪ ،‬ال سامرة ‪ ،‬ال ستريح ‪ ،‬ال سخ ‪ ،‬ال سيون ‪ ،‬الشرق‬
‫مغرب الشمـس ‪ ،‬اللمتيـة ‪ ،‬النهـج الول ‪ ،‬الوت ‪ ،‬اليزان النار ‪ ،‬النعلن‬
‫النفَس ‪ ،‬النقباء ‪ ،‬النكاح ‪ ،‬النور ‪ ،‬النون ‪ ،‬الواق عة ‪ ،‬الو طر ‪ ،‬الو طن ‪ ،‬الوق فة‬
‫الياقوتة ‪ ،‬اليتيم ‪ ،‬اليدان ‪ ،‬يوم المعة ‪.‬‬

‫* الات ة ‪ :‬و قد اشتملت على خل صة الب حث ‪ ،‬وأ هم النتائج ال ت أ سفر عن ها‬


‫البحث والتوصيات القترحة ‪.‬‬
‫* وختاما ‪...‬‬
‫أحسب أنن بذلت جهدى ما استطعت ف بيان الصول القرآنية للمصطلح‬
‫الصوف ‪ ،‬ول أدعى أن هذا العمل على الرغم من استخدام الكمبيوتر والتقنية‬
‫الديثـة فـ سـرعة البحـث وإنازه أنـه ليتاج إل الزيـد ‪ ،‬وإناـ فتـح الباب‬
‫للضافة والتعليق والنقد والقارنة وإثراء الفكر السلمى بوجه عام والتصوف‬
‫بوجـه خاص ‪ ،‬ويكـن للباحـث أو القارئ مـن خلل هذا العمـل التواضـع أن‬
‫يقارن بيـ اسـتعمال الصـطلح فـ القرآن والسـنة ومفهوم الصـحابة ‪ ،‬وبيـ‬
‫استعمال الصوفية له عب مرا حل التصوف الختل فة ‪ ،‬ك ما ي كن أن ي صل إل‬
‫مقدار العن الذى له أصل ف الكتاب والسنة ف كل مصطلح بعينه ‪ ،‬ولعل‬
‫الرؤية تتضح للمعاصرين من الصوفية وعامة السلمي ‪ ،‬فيلتزموا طريق الوائل‬
‫المعجم الصوفي ‪ -‬المقدمة‬
‫‪9‬‬

‫الذين استندوا إل كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقد أخلصوا‬
‫النية وجردوها ل واتبعوا دون ابتداع ف دينه ‪.‬‬
‫وأقدر أن هذه الرسالة جهد متواضع فأنا أعلم يقينا أن مثلى ل يعطى هذا‬
‫الوضوع حقه من البحث والدراسة ‪ ،‬نظرا لسعة الوضوع وقلة الهد‬
‫وحسب أنن بذلت قصارى جهدى ‪ ،‬وهو جهد القل ‪ ،‬واجتهدت أن أصل به‬
‫إل الصورة الت تليق به ‪ ،‬فإن أصبت فذاك ما أردت والفضل كله ل ‪ ،‬وإن‬
‫أخطأت فأستغفر ال لذنب ‪ ،‬فهذه لبنة أمام من يريد إتام البناء ‪ ،‬كما ليفوتن‬
‫أن أتوجه بالص الشكر إل القائمي على شركة صخر لبامج الاسب لا‬
‫بذلوه من جهد كبي ف إخراج موسوعت القرآن والسنة على أجهزة الكمبيوتر‬
‫بذه الكفاءة التميزة ‪ ،‬وكذلك مركز التراث لباث الاسب الل الذين‬
‫أخرجوا الوسوعة الذهبية للحديث النبوى الشريف وعلومه ‪ ،‬وادعو اللّه أن‬
‫يوفقهم إل الزيد ف خدمة السنة النبوية الطهرة وسائر العلوم السلمية ‪.‬‬

You might also like