You are on page 1of 30

‫السنة الرابعة ـ العدد ( ‪ ) 23‬لشهريناير‪2010‬‬

‫مجلة إلكترونية ‪ -‬دورية ‪ -‬متخصصة في تنمية الذات‬

‫‪1‬‬
2
‫كلمتنا‬
‫يف الواقع‪ ،‬احلرية مُت�سك بتالبيبي‪ ،‬حتى �أنني ال �أدري ما �أقول‪� .‬س�أترك حريتي قليال ً‪ ،‬لأهنئكم‬
‫من قلبي بحلول العام الهجري وكذا امليالدي �أه َّل ُهما املوىل عليكم بال ُيمن والربكات‪..‬‬
‫هذا من ناحية‪ ،‬ومن جهة �أخرى �أُرحب بقراء املجلة وكتابها وكل من �ساهم يف خروجها بهذه‬ ‫رئيس التحرير‬
‫احللة‪..‬‬ ‫إســـالم سليمـــان‬
‫كما �أُب�شركم ب�أن القادم �أف�ضل –بحول اهلل‪� ،-‬أف�ضل بتوجيهاتكم وبنظرتكم الإيجابية للحياة‪،‬‬ ‫مدير التحرير‬
‫وهذه دعوة مفتوحة لكم مل�شاركتنا ولو بال َّنزْ ِر القليل‪ ..‬كل احلب‪.‬‬ ‫محمد عبدالنبــــي‬
‫سكرتير التحرير‬
‫هم�سة لك‪" :‬ال يوجد رجل فا�شل ولكن يوجد رجل بد�أ من القاع وبقي فيه"‪.‬‬ ‫جميلـــة شعــيب‬

‫حممد عبد النبى‬ ‫كـتاب العدد‬ ‫ُ‬


‫مدير التحرير‬ ‫د ‪ .‬أحـــم��د حـجـاج‬
‫د ‪ .‬محمود س��ليــم‬
‫م ‪ .‬عبد الدائم الكحيل‬
‫مرحبا بالعالم ‪. .‬‬ ‫أ ‪ .‬رؤوف ش��بـايــــك‬
‫أ ‪ .‬عمـــ��اد احلــــاج‬
‫أ ‪ .‬كـريــم الـشاذلـى‬
‫عدد �آخر من " طور حياتك " ‪ ،‬نف�س �آخر‪ ،‬روح �أخرى‪ ،‬و�أمل متجدد ‪..‬‬ ‫أ ‪ .‬محـمد عبـد ربــه‬
‫�أمل يف غد �أف�ضل‪ ،‬وعامل �أكرث �إن�سانية‪ ،‬ي�سوده ال�سلم وتطبعه املحبة‪.‬‬ ‫أ ‪.‬محمود احلوســـنى‬
‫يف هذا العدد يدعونا �إ�سالم �سليمان ‪ -‬عرب افتتاحيته ‪� -‬إىل البذل والعطاء الالحمدودين ويف جعبته‬ ‫أ ‪ .‬موس��ـى الـبهـدل‬
‫ق�صة من الواقع �شبيهة بالتي �ضمها باب كان يا مكان‪.‬‬ ‫أ ‪ .‬مـنـى البوسعـيدى‬
‫ويف هذا العدد �أي�ضا ً دعوة �إىل الت�سامح والغفران من كرمي ال�شاذيل ون�سيم عبد الوهاب‪ .‬وحتى ال‬ ‫أ ‪ .‬هــدى الشامــسى‬
‫يفقد املرء بريقه ين�صحنا حممود احلو�سني باالهتمام بعدد من الأمور‪ ،‬ويف باب طريقك نحو حياة‬ ‫أ ‪ .‬هــدى ناصر الفريح‬
‫�أف�ضل ُي�شبه �أحمد حجاج احلياة باللعبة ويت�ساءل " ملاذا يندم النا�س على اختياراتهم " ‪ ،‬ولأن " �أنا‬
‫أ ‪ .‬وحيـــد مــهـــدي‬
‫�أمتلك حلما ً �إذن ف�أنا موجود " حممد �شاكر ي�س�أل " هل لديك حلم ؟ " ‪...‬‬
‫أ ‪ .‬يســــرا سميــــر‬
‫عدد ثري كما يظهر‪� ،‬أعدته �أقالم �أبانت عن همة عالية‪ ،‬نظرتها للحياة ب�سيطة لكنها عميقة‪� ،‬أطلت‬
‫عليكم من �أبواب خمتلفة‪ ،‬لت�ؤكد لكم مرة �أخرى �أن احلياة جميلة بل ورائعة‪ ،‬رائعة بكفاح املرء‬ ‫شيخـــة املدحـــاني‬
‫و�إميانه بنف�سه وبر�سالته وبدوره فيها ‪..‬‬ ‫عـبد الـعزيـز دلــول‬
‫ولك �أي�ضا �أيها القارئ الكرمي من ال�شكر �أجزله ‪ ..‬مع‬ ‫وافر ال�شكر �إذن لكتاب هذا العدد‪َ ،‬‬ ‫محمـــد شاكـــــر‬
‫حمبتي‪.‬‬ ‫نسـيـم عـبد الوهاب‬
‫جميلة �شعيب‬
‫اإلخـراج الفنـى‬
‫�سكرتري التحرير‬
‫م ‪ .‬خالــد العويني‬
‫تصميم الشعار‬
‫أحمــــد الـمــــال‬

‫‪3‬‬
‫المحتويات‬

‫المحتويات‬
‫اللـ��ي يعـمــــ��ل خـيـ��ر يلــقــــــــ��اه ‪05‬‬
‫أوقــــــدهــــــــ��ا لـتــس��ـــتــمـتـــع ‪06‬‬
‫‪ 7‬لعبة الحياة‬
‫ألـــعــ��ب لـــــعــــبـــ��ة الـحـــيــــاة ‪07‬‬
‫فــلــنــنــبــعــ��ث رغـــم احـتــراقــنـا ‪09‬‬
‫هـــــــــل أنـــت إنـــســـان أنــــيــــق ؟ ‪10‬‬
‫‪11‬‬ ‫كــــــــــــ��أس لـــــــــــــــبــــــــن‬
‫‪12‬‬ ‫كــيـ��ف تــكــ��ون منــتـجـ��ا ً ونـافـع��ا ً‬
‫‪14‬‬ ‫الـغـــضـ��ب قــ��د يــقــصـر الـعــمــ��ر‬
‫بــــــ��ادر ‪ ..‬ثــــ��م بــــادر ‪ ..‬ث��م بــــــادر ‪15‬‬ ‫‪ 11‬كأس لبن ‪. .‬‬
‫اخــــتــبــــــــــــ��ر ذكــــائــــــــ��ك ‪16‬‬
‫واحـــــــ��ة طــــــ��ور حــــيــــاتــــ��ك ‪17‬‬
‫‪18‬‬ ‫حـــــــــــــ��دد هـــــــــــدفـــــــ��ك‬
‫حــــتــــى ال يـخـــفـــت بـــريـــقــــك ‪19‬‬
‫قــالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ��وا ‪20‬‬
‫قــــــــــــــــــــــــــــــــــ��وة اإلرادة ‪21‬‬
‫‪ 16‬دعوة إلعمال العقل‬
‫صـــــــــــــــ��ورة وتــــعـــــلـــيـــــق ‪23‬‬
‫الـمــحــامــي الــ��ذي غـــــَ َدا حـلـوانـيـا ً ‪24‬‬
‫عــنــدمـ��ا تــكــ��ون قــريـبـا ً م��ن القيادة ‪26‬‬
‫صــدقـنـ��ى ‪ . .‬تـقـدر تـحـقــ��ق حـلـمــك ‪27‬‬
‫أقـــــوال تـحـفـيـزيــــــة ومـلـهـمـــــة ‪28‬‬

‫‪ 19‬حتى ال يخفت بريقك‬

‫‪4‬‬
‫كلمة العدد‬

‫اللى يعمل‬
‫خير يلقاه ‪. .‬‬
‫عند �سفري بالقطار �إىل مدينة طنطا امل�صرية‪ ،‬جل�س خلفي �شخ�صان‪،‬‬ ‫ ‬
‫كان �صوتهما مرتفع ًا بع�ض ال�شيء ‪ ،‬مما �ساعدين على �سماع وفهم ما يقوالنه ‪ . .‬وقد‬
‫ا�ستنتجت من خالل حديثهما مع ًا �أنه قد جمعتهما طفولة م�شرتكة ب�أحد �أحياء مدينة‬
‫الإ�سكندرية‪ ،‬و�أنهما مل يريا بع�ضهما منذ �أكرث من ‪ 20‬عام ًا‪ ،‬ليتقابال يف القطار اليوم‪،‬‬
‫وطوال الطريق �أخذ كل واحد منهما يحن لهذه الأيام وللخري والربكة الذين كانا ي ُع َّمان‬
‫هذه الفرتة‪ ،‬و ُيـذكر كالهما الآخر بفرتة الطفولة اجلميلة وب�أ�شخا�ص انتقل �أغلبهم �إىل‬
‫الدار الآخرة‪ ،‬ومبواقف قد جمعتهما‪ ،‬مل ُين�سها لهم الزمن رغم مرور ال�سنني الطويلة ‪.‬‬
‫�أنا �شخ�صي ًا عرفت يومها ما معنى �أنا ترتبط بالأ�شخا�ص الذين تعي�ش معهم‪ ،‬وباملكان‬
‫الذي تعي�ش فيه ثم تفقدهم يوم ًا ما‪ ،‬وما معنى �أن �أكون �إن�سان ًا وفي ًا له�ؤالء الأ�شخا�ص‬
‫الذين �ساهموا يف بناء �شخ�صيتي وفكري‪ ،‬ولهذا املكان الذي تفاعلت معه ومع طبيعته‬
‫بقلم رئي�س التحرير ‪/‬‬
‫التي ر�سمت مالمح �شخ�صيتي‪.‬‬
‫�إ�س ــالم �سليـمان‬ ‫ومن املواقف التي حكاها �أحدهما للآخر‪� ،‬أنه كان باحلي الذي كانوا ي�سكنون فيه �أحد‬
‫وذ َك َر له ا�سمه ‪ ،‬وذات‬
‫الفتيه املنبوذين ل�سوء خلقه مما دفع جميع �أهل احلي �إىل جتنبه‪َ ،‬‬
‫يوم �أخذت والدته هذا الفتى و�أح�سنت �إليه ف�أدخلته بيتها وقدمت له وجبة مكونة من (‬
‫قطعة جبنة قدمية ـ بي�ض ـ خبز )‪ ،‬وما �أن ر�أى ابنها الذي يروي هذه الق�صة ما فعلته‬
‫والدته‪ ،‬حتى غ�ضب كثري ًا مربر ًا ذلك ب�أنه ال ي�ستحق الإح�سان �إليه‪ ،‬وطلب منها �أن‬
‫تخرجه خارج البيت‪ ،‬فما كان منها �إال �أن �أ�صرت على �إكرام هذا الفتى ‪.‬‬
‫ومتر الأيام وي�سافر راوي هذه الق�صة ‪ -‬ابن هذه ال�سيدة املح�سنة الذي غ�ضب عندما‬
‫�أح�سنت �إىل هذا الفتى �صاحب الأخالق ال�سيئة �إىل العمل ب�إدارة املرور باململكة العربية‬
‫ال�سعودية‪ .‬وهناك حدث �أن �سافر يف وقت �إجازة �أحد الأعياد جميع من يعمل بالإدارة يف‬
‫�إجازة ر�سمية ليتوقف العمل ‪ ،‬فجل�س هو يف غرفة وحيدا ً بدون عمل وبدون مال وبدون‬
‫طعام يف انتظار انتهاء الإجازة‪ ،‬وبينما هو على هذه احلال جاء �إليه �أحد الأ�شخا�ص‬
‫‪-‬عرف حاله‪ -‬وقدم له وجبة هي نف�سها التي قدمتها والدته للفتى الذي كان باحلي (‬
‫قطعة جبنة قدمية ـ بي�ض ـ خبز ) بالإ�ضافة �إىل ‪ 5‬رياالت لكي ُيطمئن �أهله عليه‪ ،‬فما‬
‫كان منه �إال �أن تذكر اليوم الذي فعلت والدته فيه اخلري مع الفتى‪ ،‬فقام وات�صل بوالدته‬
‫وطم�أنها عليه وقال لها افعلي يا �أمي اخلري ف�إن اهلل ال ي�ضيعه‪ ،‬ومل ت�سعفه اخلم�سة رياالت‬
‫يف �أن يحكي لها عما حدث له ‪ ..‬لكنه تيقن �أن الذي يفعل اخلري يرده �إليه اهلل وب�أكرث‬
‫مما فعل‪..‬‬

‫‪5‬‬
‫إشراقة أمل‬

‫أوقـــدهــا لـتـسـتـمـتــع‬
‫بقلم ‪� /‬أ ‪ .‬هـ ــدى نا�صر الفريــح ـ ال�سعودية‬

‫�إنها تلك الكامنة يف كل منا �أوقدتها �أنف�س فدكت ح�صون مفتتحة قالع ًا وافتدت بيقظتها‬
‫�أرواح ًا بال هون و�ضعف ‪ ،‬ورافقتها عقول فكانت �شعلة علم و�ضاءة لأجيال متعاقبة‪،‬‬
‫و�أجنزت بها �أعمال عظام و�أفعال ج�سام‪ ،‬جتاهلها البع�ض فا�ستوطنته �أعذار م�ؤجلة وحيل‬
‫ممتدة تقدح ب�أحالم الآخرين ظانة �أنها جمرد خيال وحظوظ و�أوهام‪� ،‬سبك العرب منها‬
‫فنا من فنون ال�شعر فكانت �أ�شعارهم ملهمة موقظة ي�ستعينوا بها ما �أن تخر القوى وما �أن‬
‫يلوح لهم �أمر ما فيه لهم مبتغى‪� ،‬إنها بال ريب احلما�سة‪ ،‬فاحلما�س عندما يقرن بعمل ما‬
‫�أكان يومي ًا �أو �سنوي ًا ‪ ،‬روتيني ًا �أو ع�شوائي ًا حقق اجلميل بكل �إتقان و�إخال�ص بوقت ق�صري‬
‫وغيب امللل مزيح ًا الهم وم�شيع ًا املتعة وامل�سرة من قبل �أن جتنى الثمرة ‪.‬‬

‫يقول خليل مطران ‪:‬‬


‫ُكـنْ من �أ َباة ال�ضيـم وال�شُ جـع ِ‬
‫ـان‬ ‫غـل ـ ــت احلـياة ف�إن تـُردها ُحـر ًة‬
‫حَتـمِ يـ ـ ــه يــوم كريـهـَة وط ـ ـ ـ ِ‬
‫ـعان‬ ‫لك َحيـز ًا‬ ‫واقحــم و َز ِاحم واتخـذ َ‬
‫َ‬

‫فال يذكر ولن يذكر نيل جمد ومراد وحتقيق لهدف كان �صاحبه بليد ًا فتور ًا بل على‬
‫العك�س متام ًا همة تواقة وعمل د�ؤوب ال ُيكل وال مُيل ومتلك قوي ملفاتيح جوهرية عديدة‬
‫منها احلما�س لتنفيذ �أمر يتمنى بتوازن حكيم بعيد ًا عن التهور الذي يجلب التكدر‪ ،‬وجوهر‬
‫احلما�س ورائعته �أن متلكه وعدواه �سريعة ب�سيطة تنتقل من �شخ�ص لآخر مبجرد حديث‬
‫وجه �إليه بحما�س �أو �سالم حار �أو كلمات حما�سية ت�شجيعية يرددها ال�شخ�ص لذاته �أو‬
‫لت�صل ل�سامع لها فيكررها �أو يقول موافق ًا لها نعم ‪..‬نعم ! ‪ ،‬فيا لأثرها امل�ستطاب حينما‬
‫ترافق �أي فكرة فتلحقها بعمل ‪� ،‬إنها حقا قوة هائلة وكنز دفني ومن اجلناية بحقنا �أن‬
‫ندفنها بتجاهلنا �أو نقلل عوائدها علينا ب�أن ننتظر لأن ي�أتي يوم ما يوقدها لنا غرينا‬
‫ويوجهنا بها كيف ي�شاء ! ونفقد لذة ومتعة ممار�ستنا لها يف �أعمالنا و �أقوالنا لتحقيق‬
‫غاياتنا ‪ ،‬وقد قيل ‪ " :‬ال يتحقق �أي �شئ عظيم بدون احلما�س " ‪.‬‬

‫عليك باحلما�س �أوال‪ ،‬وذلك بعد �أن ت�ؤمن بهذا ال�شيء الذي تتحم�س له‪ ،‬ثم انظر �إىل �أثره عليك ‪..‬‬ ‫�إ�شراقة ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫طريقك نحو حياة أفضل‬

‫ألعب لعبة الحياة‬


‫بقلم ‪ /‬د ‪� .‬أحمد حممد حجاج ـ م�صر‬
‫مدرب معتمد وحمرتف فى التنمية الب�شرية‬

‫الحياة �أ�شبة بلعبة وبها مت�سابقون ومتبارزون كثريون‪ ..‬وامليدان هنا �أ�شبة مبحطة ينتظر الكل فيها‪ ..‬وتختلف احلياة ب�إدراك النا�س لهذه‬
‫اللعبة‪ ،‬فمنهم من يرى احلياة لعبة املال والأعمال والوظائف ومنهم من يفكر فيها على �أنها لعبة العلم وال�شهادات ومنهم من يظن �أنها املكانة‬
‫واملن�صب و�آخر ي�شعر ب�أنها لعبة امللذات واملتعة‪ ..‬فكل واحد يختار لعبته ‪ ..‬والغريب �أن كل �شيء ثابت يف الكون لكن تفكري النا�س و�إدراكهم هو‬
‫الذي يختلف فنحن من ُنكون �ألعابنا يف احلياة‪ ..‬وهنا ي�سعى الكل الختيار ما ينا�سبه من الألعاب فكل واحد يختار اللعبة التي �سوف يلعب فيها وقت‬
‫حياته‪ ..‬وال�س�ؤال هنا ملاذا يندم النا�س على اختيارهم ؟ وملاذا دائما ً يلومون بع�ضهم على �أن غريهم هو ال�سبب يف اختيارهم اخلط�أ ؟؟ وهنا تكون‬
‫الإجابة ب�سيطة وهو �أننا نبحث دائما ً على ما ينا�سبنا خارجنا ولي�س داخلنا ‪..‬تخيل �أنك كنت جتل�س يف منزلك اجلميل وفج�أة انقطعت الكهرباء‬
‫و�أخذت تبحث عن مفتاح �سيارتك للخروج من املنزل‪ ..‬وتخيل �أنك خرجت خارج املنزل للبحث عن املفتاح‪ ..‬هذا ما يحدث يف لعبة احلياة فالكنز‬
‫الذي نبحث عنه موجود يف اجلزيرة ( داخلنا ) ولكننا مازلنا نبحث عنه يف املحيط ( خارجنا ) ‪ ..‬مع �إننا لو ت�أملنا لوجدنا �أن اجلزيرة �أ�صغر بكثري‬
‫من املحيط يف عملية البحث ‪ ..‬وال�س�ؤال هنا‪ :‬ما هو االختيار ال�صحيح النابع من داخلنا والذي يحقق لنا ال�سعادة ؟؟ �إن هذا ال�س�ؤال دفع الب�شر‬
‫للتفكري كثري ًا ‪ ..‬و�أعتقد �أن عقول الب�شر هنا �ستتوقف قلي ًال لت�سمع بكل كيانها �إىل كالم العليم احلكيم‪ ..‬فمهما بلغت حكمة الب�شر فلن ي�ستطيعوا‬
‫و�ضع منهج �صحيح ‪ %100‬جلعل حياتهم ت�سري بال�شكل ال�صحيح‪ ..‬لذلك و�ضع لنا ربنا هذا املنهج الإ�سالمي الذي ركز على الروح يف املقام الأول لأن‬
‫ب�صالحها يكون كل �شيء �صحيح‪ ..‬وي�أتي الب�شر بعد كل هذا العلم ليثبتوا �أن �أ�صعب �شيء من املمكن �أن يغريه الإن�سان هو الروح فعندما تتغري يتغري‬
‫كل �شيء يف النف�س‪ ..‬وبعد الروح ي�أتي دور اجل�سد واحلفاظ عليه فتجد �أن ال�شريعة الإ�سالمية تهتم ب�صحة اجل�سد و�سالمته ونظافته‪ ..‬وبعدها‬
‫ي�أتي دور العاطفة يف الإن�سان‪ ..‬وجتد �أرقى الكالم هنا يف املجتمع الإ�سالمي عن الأخالق ومدى �أخالق نبينا حممد �صلى اهلل عليه و�سلم ‪ ..‬وكم‬
‫كان رائعا �صلى اهلل عليه و�سلم يف تعامله مع النا�س‪ ..‬ثم ي�أتي دور العقل والعلم فنجد �آيات التفكر يف الكون والدعوة �إىل العلم‪ ..‬ويف النهاية ت�أتي‬
‫املادة ليعي�ش الإن�سان يف الكون وي�ضمن بقائه ويتفاعل معه لأنه ميتلك هذا اجل�سم املادي‪ ..‬وهذا يدفعني لعر�ض تلك النقط بتعبري �أكرث تطبيق ًا‬
‫يف احلياة ولنجعل احلياة ك�أنها �ستة جوانب‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اجلانب الروحاين ‪� :‬إنه �أول اجلوانب و�أرقاها و�أقواها بل هو الغاية التي ُخلق من �أجلها الإن�سان وهي عبادة اهلل عز وجل وطاعته فيما �أمر‬
‫واالبتعاد عن ما نهى عنه لأن هذا فيه �صالح للب�شر ‪ ..‬وال�س�ؤال هنا ‪ ..‬ما هو هدفك يف هذا اجلانب ؟ �سوف �أو�ضح الآن هذا اجلانب لأقرب لك وجهة‬
‫فكرك ‪ ..‬يتكون هذا اجلانب من جزئيني مهمني يقومان على ‪� :‬إر�ضاء اهلل عز وجل من خالل عالقة العبد بربه اخلالق املنعم على العباد وعالقة‬
‫الإن�سان بتعامله مع نف�سه وبقية الب�شر ‪ ..‬اجلزء الأول‪ :‬عالقة العبد بربه و هو يتمثل يف العبادات التي فر�ضها اهلل يف كتابه وف�صلها الر�سول �صلى‬
‫اهلل عليه و�سلم‪ ..‬وهذا عملي ًا يتج�سد يف �أركان الإ�سالم اخلم�سة ويف �أركان الإميان والإح�سان‪� ..‬أما اجلزء الثاين‪ :‬عالقة الإن�سان بتعامله مع نف�سه‬
‫وبقية الب�شر ( فهو حق العباد عليك ) ‪ -‬وهو يت�شكل ويتج�سد يف الأخالق واملعامالت‪ ..‬فما هي �أخالقك يف العمل ومع �أ�صحابك وعندما تختلي‬
‫بنف�سك ومع العائلة‪ ..‬هل تت�صف بال�صدق والأمانة والت�سامح واخللق احل�سن‪ ..‬فقد كان �صلى اهلل عليه و�سلم قبل بعثته يلقب بال�صادق الأمني ‪� ..‬إذن‬
‫فاجلانب الروحاين ميثل احلياة كلها ولهذا �سوف جتد هذا املنهج يف كل �شيء حتى عند دخولك اخلالء ف�إنك تقول اللهم �إين �أعوذ بك من اخلبث‬

‫‪7‬‬
‫طريقك نحو حياة أفضل‬

‫لقد حري العلماء هذا ال�س�ؤال وحري الكثري ‪..‬‬ ‫هل ت�صل رحمك وحتبهم ؟ وما �أخبارك مع‬ ‫واخلبائث – ولو بحثت عن التنمية الب�شرية‬
‫بل هذا هو اخلالف بني النا�س واجتاهاتهم ‪..‬‬ ‫�أ�صدقائك وجريانك هل �أنت هذا ال�شخ�ص‬ ‫يف ديننا الرائع ومع ر�سولنا �صلى اهلل عليه‬
‫نعم �إنه الفرق بني النجاح والف�شل ‪ ..‬فالذي‬ ‫الذي يحبه النا�س ويحبون اجللو�س معه ؟ �أم‬ ‫و �سلم �ستجدها ب�سهولة وي�سر‪ ،‬لكننا فقط ال‬
‫يجعل الناجح على القمة والفا�شل يف الهاوية‬ ‫�أنت هذا الذي يفر النا�س منه ويتجنبوه ؟‪.‬يجب‬ ‫نعطي هذا �إدراكنا ‪ ..‬ولو جعلنا هذا �إدراكنا‬
‫هو االختيار‪ ..‬فلو نظرنا �إىل ك ًال منهم لوجدنا‬ ‫�أن ندرك هذا اجلانب لأنه من �أقوى اجلوانب‬ ‫وهدفنا الأول لتبدلت حياتنا وكنا �أقوى الب�شر‬
‫�أن كل واحد منهم ميتلك طاقة وكالهما لديه‬ ‫فالإن�سان اجتماعي بطبعه يحب �أن يتفاعل مع‬ ‫لأننا ن�ستخدم طاقتنا يف الغاية التي ُخلقنا من‬
‫نف�س عدد اخلاليا يف العقل ونف�س اجل�سم‬ ‫�أحد ويتعامل مع غريه ‪..‬‬ ‫�أجلها ‪.‬‬
‫املادي‪ ..‬لكن الفارق يف �أن كل واحد اختار �أن‬
‫‪ 2‬ـ اجلانب ال�صحي ‪ :‬من غري هذه ال�صحة ‪ 5‬ـ اجلانب املهني ‪ :‬ما هو م�ستواك يف مهنتك‬
‫ي�ستخدم الطاقة التي لديه بطريقة خمتلفة‬
‫لن ت�ستطيع �أن تفعل �أي �شيء فهذا اجل�سد هو ؟ و ما هو �أدائك يف العمل ؟ نحن يف هذا‬
‫‪..‬فالناجح يلعب يف لعبة احلياة بطاقة �إيجابية‬
‫املحرك الذي يجعلك ت�سري يف طريقك ‪ ..‬فيجب الزمان نق�ضي ما يقرب من‪� 6‬إىل ‪�10‬ساعات‬
‫متفائلة بها �أمل تُن�شط النف�س وجتعلها تعمل‬
‫�أن تدرك ما هو هدفك يف هذا اجلانب ؟ وماذا‬
‫بكل قدراتها‪� ..‬أما الفا�شل يتعامل مع اللعبة‬
‫تريد �أن تفعله لتح�سينه ؟ ‪ ..‬هل تفعل �أ�شياء‬
‫بنظرة الت�شا�ؤم وي�ضيع طاقته يف �أفكار �سلبية‬
‫ت�ضره مثل التدخني و الأكل الزائد و ال�سهر �أمام‬
‫فهو يحب اللوم والنقد واملقارنة ال�سلبية ‪..‬‬
‫التلفاز ؟ ‪� ..‬أم تفعل �أ�شياء ت�ساعده وتفيده مثل‬
‫وهنا تكمن قوة الإن�سان يف االختيار الذي كرمه‬
‫الريا�ضة والتنف�س ال�صحيح والك�شف الدوري‬
‫اهلل به وهو يتمثل يف العقل الواعي الذي يعمل‬
‫على ج�سدك ومراجعة الطبيب بانتظام ؟ ‪..‬‬
‫على م ّنطقة الأ�شياء وحتليلها واتخاذ القرار‬
‫والفكرة هنا هو و�ضع هذا اجلانب يف ح�سبانك‬
‫باالختيار ‪ ..‬وقد ت�س�ألني مرة �أخرى ما هذه‬
‫دائما ً حتى ت�صل �إىل �سعادة اجل�سد بعد �سعادة‬
‫اللعبة التي جتعلني من الناجحني ؟ ‪..‬والإجابة‬
‫الروح ‪.‬‬
‫بكل ب�ساطة هو �أننا يجب �أن نلعب كل الألعاب‬
‫ون�أخذ كل الأدوار حتى نرى العامل كله ب�إدراك‬ ‫‪ 3‬ـ اجلانب ال�شخ�صي ‪ُ :‬يعرب هذا اجلانب‬
‫وا�سع ‪ ..‬ولكن املهم ما هي �أولياتك يف حياتك‬ ‫عن تطور �شخ�صيتك ومدى منوها عرب الأيام‬
‫والتي جتعلك تف�ضل جانب على الآخر ‪ ..‬وهذا‬ ‫�سواء النمو الثقايف �أو الفكري �أو الب�شري ‪..‬‬
‫هو التوازن يف احلياة ‪ ..‬ولن�أخذ مثال عام فكثري‬ ‫وال�س�ؤال هل تتقدم عن اليوم الذي قبله ؟ وما‬
‫من النا�س يجعل العمل ( اجلانب املادي ) �أكرب‬ ‫الذي تريد �أن تفعله لتكون رائعا يف �شخ�صيتك‬
‫يف العمل يومي ًا ‪�..‬أي تقريب ًا ربع �أعمارنا ‪..‬‬
‫همه وي�ضع كل طاقته يف العمل ويف النهاية‬ ‫؟ ‪ ..‬فمث ًال هل �أنت تقر�أ يومي ًا ؟ ‪ ..‬هل تزيد‬
‫فيجب �أن تكون تلك الفرتة فيها ما يكفي من‬
‫ي�شكو �أنه ال يجد ال�سعادة ويجد الأمرا�ض يف‬ ‫من ثقافتك ؟ ‪ ..‬هل تو�سع �إدراكك ؟ فالقراءة‬
‫النجاح والإجناز‪ ..‬وقوتنا هنا تكمن يف �أن نلعب‬
‫ج�سده وعالقاته متوترة ‪� ..‬إن هذا ال�شخ�ص‬ ‫والإجناز‪ ..‬وقوتنا هنا تكمن يف �أن نلعب هذه‬
‫هذه اللعبة ونتدرب عليها جيد ًا حتى نكون من‬
‫يركز على جانب واحد يف حياته وي�شتكي ملاذا‬ ‫اللعبة ونتدرب عليها جيد ًا حتى نكون من‬
‫الناجحني فيها‪..‬‬
‫يخ�سر بقية اجلوانب ‪ ..‬والإجابة ب�سيطة وتكمن‬ ‫الناجحني فيها ‪..‬‬
‫يف عدم التوازن ‪ ..‬هل تتوقع �أن جتد ج�سدك‬ ‫‪ - 6‬اجلانب املادي ‪ :‬ال �أخفي عليك فنحن‬
‫‪ 4‬ـ اجلانب االجتماعي ‪ :‬هل �أنت حتب‬
‫ر�شيق وحيوي و�أنت �أ�ص ًال ال تنظر �إليه وال تهتم‬ ‫يف ع�صر املاديات فاملادة الآن �أ�صبح لها قيمة‬
‫والديك وتخاف عليهم؟ �أم �أنت من ه�ؤالء‬
‫مبا ينا�سبه ‪ ..‬وهكذا �إذا �أردت �أن تلعب يف لعبة‬ ‫كبرية عند الب�شر‪ ..‬فيجب علينا �أن نهتم بهذه‬
‫الذين لي�س لهم انتماء �إىل بيوتهم التي‬
‫حياتك فعليك �أن ت�أخذ هذه الأدوار كلها حتى‬ ‫اللعبة لأنها خطرية ‪ ..‬ولكن ال جتعلها غايتك ‪..‬‬ ‫ربتهم و�أخرجتهم رج ً‬
‫اال و ن�سا ًء ؟ مهما كان‬
‫ت�صل �إىل النجاح يف هذه اللعبة ‪..‬‬ ‫فقط هي و�سيلة لت�صل �إىل باقي جوانب احلياة‬
‫ما حدث معك و مع والديك ف�أنت تعلم �أنهم‬
‫قد يكون تعبري لعبة احلياة قا�سي و ُمقلل للحياة‬ ‫‪ ..‬والفكرة هنا هو �أن تطور نف�سك مادي ًا حتى‬
‫يحبونك متاما‪ ..‬فقط هم علموك وتعاملوا‬
‫لكني هنا كتبته على وجهه الت�شبيه القريب‬ ‫ت�صل �إىل ما تريد‪ ..‬وهذا يح�صل بكثري من‬
‫معك بالطريقة التي يعرفونها ولو كان لديهم‬
‫جدا ً مما يحدث لنا يف احلياة ‪ ..‬فلك عزيزي‬ ‫الأفكار فت�ستطيع �أن تعمل يف م�شروع جتاري �أو‬
‫طريقة �أخرى يعرفونها فت�أكد �أنهم لن يبخلوا‬
‫القارئ حرية االختيار يف التعبري املنا�سب‬ ‫ا�ستثمار خا�ص وهكذا‪..‬‬
‫بها عليك �أبد ًا‪ ..‬لكن هذا كل ما لديهم فيجب‬
‫‪ ..‬املهم �أن ت�صل �إىل التوازن يف هذه احلياة‬ ‫عليك الآن �أن تذهب �إليهم وبكل ب�ساطة تقول وقد ت�س�ألني الآن وما اللعبة التي يجب‬
‫وتكون ممن يحققون تلك املعادلة التي فع ًال‬ ‫لهم مهما كان خالفنا ف�أنا �أحبكم متاما وهذا علينا �إذن �أن نختارها لنكون على الطريق‬
‫جتعل من حياتنا معنى احلكمة واال�ستقرار ‪..‬‬
‫اخلالف لن يف�سد ما بيننا من حب وود ‪ ..‬ال�صحيح ؟‬
‫والآن ما هي مدى قوة عالقتك مع �أ�سرتك ؟‬

‫‪8‬‬
‫فلنبتسم للغد‬

‫فلننبعث رغم احتراقنا‬


‫بقلم ‪ /‬جميلة �شعيب ـ املغرب‬

‫يحدث �أن يبلغ الي�أ�س لدينا �أعلى م�ستوياته‪ ،‬فن�شعر وك�أن العامل قد بلغ نهايته !‪ ،‬ويف ذروة هذا الإح�سا�س ي�أتينا فج�أة الفرج‪ ،‬وتنق�شع‬
‫على غري انتظار ‪ -‬بقدرة الرحمن ‪ -‬غيوم الإحباط وتندمل اجلراح‪ ،‬فنبت�سم‪ ،‬ونكفكف دمعاتنا على وقع ابت�سامات الفرج بعد ال�شدة‪،‬‬
‫وت�شرع عقولنا يف العمل وكيل اللوم للنف�س على قلة �صربها و�سرعة تربمها ‪..‬‬

‫كم مرة حدث معك هذا؟ غري ما مرة �ألي�س كذلك؟‪ .‬طاقة هائلة تلك التي ت�ستنزفها منا امل�شاكل وما ُيالزمها من ي�أ�س‪ ،‬ق�سط ب�سيط‬
‫من هذه الطاقة فقط يكفي حلل الع�شرات منها و�إيجاد العديد من املنافذ وفتح الكثري من الأبواب املغلقة‪ ،‬لكننا يف الغالب الأعم نلج�أ‬
‫�إىل ت�أجيل املواجهة وتقدمي الهروب والت�سويف على املجابهة واملعاجلة ال�سريعة والفورية للم�شاكل والعراقيل التي تعرت�ض طريقنا‪..‬‬
‫والنتيجة غرق حتى الأذنني يف بحر الهموم والالر�ضا ‪..‬‬

‫بنظرة �سريعة ب�سيطة‪ ،‬ومبعادلة وعملية ح�سابية �أب�سط‪� ،‬سنجد �أننا لن نخ�سر �شيئا ً �إذا ما �أخ�ضعنا م�شاكلنا ملخترب العقل والتفكري‬
‫فيها مليا عرب غربلتها وت�صنيفها ح�سب درجة اخلطورة وال�صعوبة وقابليتها للحل‪ ،‬على العك�س �سنك�سب الكثري‪� ،‬سنوفر طاقة وجهدا ً‬
‫ووقتا ً بل والأكرث من هذا �سرنبح نف�سا متوازنة‪ ،‬واثقة‪ ،‬را�ضية‪ ،‬تعرف ماذا تريد ومتى وكيف و َملاذا تريد ‪..‬‬

‫وانظروا الأ�سطورة الكنعانية ماذا تقول ‪:‬‬


‫يحرتق طائر العنقاء‬
‫وي�ستحيل رمادا‬
‫ومن رماده ينبعث من جديد‪..‬‬

‫فلنكن كطائر العنقاء‪ ،‬قد نحرتق بامل�شاكل و ُنثقل بالآالم‪ ،‬لكننا ال ن�ست�سلم و�إمنا ننبعث من جديد مع كل فجر جديد‪ ،‬ننبعث بالأمل‬
‫والتب�سم للغد‪ ،‬مع فجر العمل والت�سامح والعطاء الالحمدود‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اعرف نفسك‬

‫هـل أنـت إنـسـان أنـيـق ؟‬


‫تقدمي ‪� /‬إ�سالم �سليمان ـ م�صر‬

‫هل حتب �أن تكون �أنيقا ً دائما‪ ،‬وهل املظهر اخلارجي �أهم �شيء بالن�سبة �إليك‪ ..‬؟ ‪� ،‬أم �أنك‬
‫تكتفي باملالب�س العادية واملنا�سبة لي�س �أكرث‪ ..‬؟‪ ،‬ولكي تعرف نف�سك‪� ،‬أجب عن الأ�سئلة التالية‪:‬‬

‫ج ـ ملك الهيبيز ‪.‬‬ ‫‪1‬ـ هل تهتم بر�أي النا�س �أو ب�إطرائهم ملظهرك اخلارجى ؟‬
‫‪ 5‬ـ لو �صادف وجل�ست �أمام املر�آة‪ ،‬كم مرة تختل�س النظر �إىل‬ ‫�أ ـ كثريا‪ ،‬وت�سعى وراء ذلك‪.‬‬
‫نف�سك ؟‬ ‫ب ـ �أحيانا ً وفى املنا�سبات‪.‬‬
‫�أ ـ �إنك ال تكف عن ذلك‪.‬‬ ‫ج ـ �إطالقا ً‪ ..‬وذلك ال يهمك ‪.‬‬
‫ب ـ ع�شر مرات �أو �أكرث ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ �إذا توفر معك مبلغ من املال‪ ،‬فبماذا تفكر قبل �أي �شيء ؟‬
‫ج ـ مرة واحدة‪.‬‬ ‫�أ ـ باقتناء �سرتة جديدة ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ �إذا �صادفت �صديق ًا فى الطريق فماذا يلفتك فيه �أكرث ؟‬ ‫ب ـ ب�شراء حذاء مريح ‪.‬‬
‫�أ ـ ما يرتديه من ثياب كاملة ‪.‬‬ ‫ج ـ �أم ب�شراء جمموعة من الأ�سطوانات �أو الكتب التى حتبها ‪. ..‬‬
‫‪ 3‬ـ �إذا ذهبت �إىل احلالق‪ ،‬وق�ص �شعرك بطريقة مل تعجبك ‪ :‬ب ـ ربطة عنقه‪.‬‬
‫ج ـ ال تنتبه �إطالقا ً ملالب�سه ‪.‬‬ ‫�أ ـ هل ت�صب غ�ضبك على احلالق ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ عندما تقدم على �شراء �سيارة‪ ،‬فهل تختار ؟‬ ‫ب ـ هل تن�سى ما حدث ‪.‬‬
‫�أ ـ الأكرث جماال ً ‪.‬‬ ‫ج ـ هل ت�ضحك على نف�سك مع �أ�صدقائك ‪.‬‬
‫ب ـ الأكرث راحة ‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ من تف�ضل من هذه ال�شخ�صيات ؟‬
‫ج ـ الأكرث �سرعة ‪.‬‬ ‫�أ ـ دوق وند�سور امل�شهور ب�أناقته ‪.‬‬
‫ب ـ لوي�س الرابع ع�شر ملك فرن�سا امللقب (( امللك ال�شم�س )) ‪.‬‬

‫اح�سب لنف�سك ‪ 3‬نقاط للإجابة عن ال�س�ؤال ( �أ )‪ ،‬ونقطتني للإجابة عن ال�س�ؤال ( ب )‪ ،‬ونقطة واحدة للإجابة عن ال�س�ؤال ( ج )‪.‬‬
‫‪� -‬إذا ح�صلت على ما بني ( ‪ 16 – 24‬نقطة ) ف�أنت �أنيق بال �شك‪ ،‬واملظهر اخلارجي �أهم �شيء لديك‪ ،‬ورمبا �أم�ضيت يوما ً ب�أكمله و�أنت‬
‫مكتئب لإح�سا�سك ب�أنك ل�ست فى ذروة �أناقتك ‪.‬‬
‫‪� -‬إذا ح�صلت على ما بني (‪ 15‬نقطة و‪ 7‬نقاط ) ف�أنت ال تهتم كثريا ً ب�أناقتك بقدر ما حتب �أن ترتدي املالب�س املريحة واملنا�سبة‪.‬‬
‫‪� -‬إذا ح�صلت على �أقل من ( ‪ 6‬نقاط ) فالأناقة هي �آخر �شيء تهتم به يف حياتك ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫كان يا ما كان‬

‫كأس لبن ‪. .‬‬

‫يف �إحدى الأيام‪ ،‬كان الولد الفقري الذي يبيع ال�سلع بني البيوت ليدفع ثمن درا�سته‪ ،‬قد وجد �أنه ال ميلك �سوى ع�شرة �سنتات ال‬ ‫ ‬
‫تكفي ل�سد جوعه‪ ،‬لذا قرر �أن يطلب �شيئ ًا من الطعام من �أول منزل مير عليه‪ ،‬ولكنه مل يتمالك نف�سه حني فتحت له الباب �شابة �صغرية‬
‫وجميلة‪ ،‬فبد ًال من �أن يطلب وجبة طعام‪ ،‬طلب �أن ي�شرب املاء ‪.‬‬
‫وعندما �شعرت الفتاة ب�أنه جائع‪� ،‬أح�ضرت له ك�أ�س ًا من اللنب‪ ،‬ف�شربه ببطء و�س�ألها‪ :‬بكم �أدين لك ؟ ف�أجابته ‪ :‬ال تدين يل ب�شيء ‪ ..‬لقد‬
‫علمتنا �أمنا �أن ال نقبل ثمنا لفعل اخلري ‪ ،‬فقال ‪� ' :‬أ�شكرك �إذ ًا من �أعماق قلبي '‪ ،‬وعندما غادر هوارد كيلي املنزل‪ ،‬مل يكن ي�شعر ب�أنه ب�صحة‬
‫جيدة فقط‪ ،‬بل �أن �إميانه باهلل وبالإن�سانية قد ازداد‪ ،‬بعد �أن كان يائ�س ًا وحمبط ًا‪.‬‬
‫بعد �سنوات‪ ،‬تعر�ضت تلك ال�شابة ملر�ض خطري‪ ،‬مما �أربك الأطباء املحليني‪ ،‬ف�أر�سلوها مل�ست�شفى املدينة‪ ،‬حيث مت ا�ستدعاء الأطباء‬
‫ُدعي الدكتور هوارد كيلي لال�ست�شارة الطبية‪ ،‬وعندما �سمع ا�سم املدينة التي قدمت‬ ‫املتخ�ص�صني لفح�ص مر�ضها النادر‪ ...‬وقد ا�ست ِ‬
‫منها تلك املر�أة‪ ،‬ملعت عيناه ب�شكل غريب‪ ،‬وانتف�ض يف احلال عابرا املبنى �إىل الأ�سفل حيث غرفتها‪ ،‬وهو مرتدي ًا الزي الطبي‪ ،‬لر�ؤية تلك‬
‫املري�ضة‪ ،‬وعرفها مبجرد �أن ر�آها‪ ،‬فقفل عائد ًا �إىل غرفة الأطباء‪ ،‬عاقدا العزم على عمل كل ما بو�سعه لإنقاذ حياتها‪ ،‬ومنذ ذلك اليوم‬
‫�أبدى اهتمام ًا خا� ًصا بحالتها‪.‬‬
‫وبعد �صراع طويل‪ ،‬متت املهمة على �أكمل وجه‪ ،‬وطلب الدكتور كيلي الفاتورة �إىل مكتبه كي يعتمدها‪ ،‬فنظر �إليها وكتب �شيئ ًا يف حا�شيتها‬
‫و�أر�سلها لغرفة املري�ضة‪ ،‬التي كانت خائفة من فتحها‪ ،‬لأنها كانت تعلم �أنها �ستم�ضي بقية حياتها ت�سدد يف ثمن هذه الفاتورة‪� ،‬أخري ًا ‪..‬‬
‫نظرت �إليها‪ ،‬و�أثار انتباهها �شيئا مدونا يف احلا�شية‪ ،‬فقر�أت تلك الكلمات‪:‬‬

‫' مدفوعة بالكامل بك�أ�س من اللنب '‬


‫التوقيع‪ :‬د‪ .‬هوارد كيلي‬

‫اغروقت عيناها بدموع الفرح ‪ ،‬و�صلى قلبها امل�سرور بهذه الكلمات ‪� ' :‬شكرا ً لك يا �إلهي ‪ ،‬على في�ض حبك ولطفك الغامر‬
‫واملمتد عرب قلوب و�أيادي الب�شر ‪.‬‬

‫فال تبخلوا بفعل اخلري وتذكروا �أنه كما تدينوا تدانوا واحلياة دين ووفاء �إن مل يكن يف الدنيا ففي الآخرة �إن �شاء اهلل ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫غير حياتك‬

‫ف‬ ‫ي‬ ‫كيفك‬


‫و‬ ‫ك‬ ‫تكوت‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬‫ف‬ ‫ي‬ ‫ك‬
‫ي‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ك‬
‫و‬ ‫جً‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫ً‬
‫ا‬ ‫ج‬ ‫ت‬
‫و‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ف‬‫ك‬ ‫ت‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ك‬
‫منتجتًج ًاعاو عا‬ ‫ً‬
‫ا‬ ‫ج‬ ‫ت‬ ‫تكومن‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫و‬
‫تج ًا ف‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫وعاافعاعا‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫عا‬

‫بقلم الأخ�صائي النف�سي‬


‫�أ‪ .‬حممد عبد ربه ـ م�صر‬

‫�إن النجاح والفاعلية والإنتاج هدف كل �إن�سان بل و�إن كان الإن�سان فا�ش ًال ال يريد �أن ي�سمع �أنه فا�شل فتعال معي �أخي‬ ‫ ‬
‫وت�أمل يف كل مرحلة من هذه املراحل للنجاح ‪...‬‬
‫‪ )1‬ابد�أ بنف�سك ‪� :‬أنت املبتد�أ و�أنت املنطلق والإنتاج ف�أول طريق النجاح يف احلياة النجاح فى �إدارة ذاتك والتعامل معها }‬
‫�إن اهلل ال يغري ما بقوم حتى يغريوا ما ب�أنف�سهم { ت�أمل قول اهلل ب�سم اهلل الرحمن الرحيم " حتى يغريوا ما ب�أنف�سهم " فابد�أ‬
‫بالنقد الذاتي لنف�سك وتنمية مواهبك ‪.‬‬
‫‪ )2‬ثق بنف�سك ‪ :‬وال �شيء �أ�ضر على الإن�سان من عدم ثقته بنف�سه وال �شيء يهدم الثقة بالنف�س �أكرث من اجلهل بها وعظم‬
‫اجلهل بنف�سك احتقارها ومنعها من املبادرة والإيجابية وال نق�صد بالثقة الكرب والغرور فال�صالح للخطابة مث ًال مل يكن خطيب ًا يف‬
‫ع�شية و�ضحاها‪ .‬فابد�أ وبادر وجرب يف حميط �صغري ثم يف �أكرب و�أكرب حتى ت�صبح خطيب ًا بارع ًا وكذلك املدير الناجح والتاجر‬
‫الناجح ‪...‬‬
‫وقفـة ‪ :‬قارن نف�سك برجل كان عبد ًا �أ�سود ًا �أعور ًا �أفط�س ًا و�أعرج ًا و�أ�شل ثم عمى هل هو �أح�سن منك يف �شيء ‪ ..‬؟ ال ‪ ..‬لكنه رجل‬
‫ناجح �إنه عطاء بن �أبي رباح كان مفتي مكة ب�أكملها وهذا مل ي�أتى من فراغ بل من علم وطلب علم وجمال�سة ومزاحمة و�إيجابية‬
‫‪� )3‬صارح نف�سك ‪ :‬خذ ورقة واكتب قدراتك ومهاراتك ومميزاتك وقارن بني العمل وهذه الطاقات ‪.‬‬
‫‪ )4‬طور نف�سك ‪ :‬بعد حتديد نقاط القوة وال�ضعف طور نف�سك واعلم �أن �أحب الأعمال �إىل اهلل �أدومها و�إن قل وتذكر ‪:‬‬
‫من يل مبثل م�شيك املدلل مت�شى الهوينا وجتيء يف الأول ‪.‬‬
‫‪ )5‬كل �أمر تريد �أن تنجح فيه مار�س ومار�س ‪ :‬حتى تبدع فيه فاملمار�سة و�سيلة للنجاح‪ ،‬فقط مار�س ‪ ..‬والنجاح �سيكون‬
‫ن�صيب املتقدم واملمار�س فهذا بن حزم يكتب يف كتابه ُمداواة النفو�س ‪ 10‬عيوب كانت فيه تخل�ص منها ‪.‬‬
‫‪ )6‬الإرادة ال�صلبة ‪ :‬النجاح مرهون بقوة الإرادة ما مل يكن عندك �إرادة �أنت فا�شل و�صاحب الإرادة يتحكم فى �سلوكه ويوجه‬
‫�أهدافه وغاياته قال تعاىل ‪ (:‬ولو �أرادوا اخلروج لأعدوا له عدة ) ‪ ،‬الق�ضية ق�ضية �إرادة فلو �أرادوا جلاهدوا و�أ�صحاب الإرادة‬

‫‪12‬‬
‫تابع غير حياتك‬

‫لآت بجديد وال تقل ال جديد وليكن �شعارك و�إنى لآت مبا مل‬ ‫جاهدوا ‪ ،‬والإرادة هي قوة ُمركبة من احلاجة وامليل والأمل ‪،‬‬
‫ت�ستطعه الأوائل ‪..‬‬ ‫فاملري�ض حمتاج للعالج وعنده رغبة وميل للعالج وعنده �أمل يف‬
‫‪ -6‬تعرف على �شخ�صيات ناجحة وخالطهم واقر�أ عنهم من‬ ‫ال�شفاء لذلك كان عنده �إرادة وهذا ن�صف العالج ‪.‬‬
‫جميع املجاالت ‪..‬‬ ‫‪ )7‬تخل�ص من �أمرا�ض الإرادة فالتخلية قبل التحلية‬
‫‪ -7‬غري بيئتك وتعود على ال�سفر ف�إن له فوائد عديدة ‪..‬‬ ‫و�أمرا�ض الإرادة ‪:‬‬
‫‪ -8‬حدد هدفك وليكن هدف ًا �سامي ًا عالي ًا �شاخم ًا واجعل �أهدافك‬ ‫‪َ -1‬ف ْق ُد االندفاع ‪� ..‬إن�سان يريد �أن يتعلم لكنه فاقد الإندفاع ‪.‬‬
‫ال�صغرى حتقق الهدف الكبري ‪..‬‬ ‫‪ -2‬زيادة االندفاع ‪ ..‬الفعل بدون بحث ودرا�سة وعلم وروية ال‬
‫‪ -9‬نظم وقتك حتى ت�ستفيد منه وليكن التخطيط دليلك لذلك‬ ‫ي�ؤدي نتائج حتى لو �أدى �إىل نتائج لكنها لي�ست املطلوبة فالعجلة‬
‫‪ -10‬اك�سب عددا كثريا من النا�س ليكونوا عونا لك لتنجح وتعاون‬ ‫غري مطلوبة ‪.‬‬
‫معهم ليتعاونوا معك يف حتقيق هدفك ‪..‬‬ ‫‪� -3‬ضعف م�ستوى التدين ‪ ..‬عدم فهم الدين كما هو فهو يفهم‬
‫‪� -11‬ساعد غريك على النجاح وقد قيل �إذا �أردت �أن تكون مهما‬ ‫الدين �أنه تقوقع �أو عمائم �أو طقطقة م�سابح �أو همهمة �أذكار‬
‫فكن مهتما ‪ ،‬وال ي�ؤمن �أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنف�سه ‪،‬‬ ‫‪ ..‬الدين دين كفاح دين عمل دين جهاد وجناح ‪ ..‬وكيف تريد‬
‫و�إن خري النا�س هو �أنفعهم للنا�س ‪.‬‬ ‫�أن تنجح و�أنت �ضعيف الإميان �ضعيف االت�صال باهلل ولي�س لك‬
‫‪-12‬كن متفائ ًال فال ينجح اليائ�س ‪ ،‬والنبي �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫وقفات للخلو مع مالك امللك !‪.‬‬
‫يحب الف�أل احل�سن ‪..‬‬ ‫‪ -4‬املجتمع وال�صحبة ‪ ..‬املجتمع والأ�صحاب الذين تعي�ش معهم‬
‫‪� -13‬أو ًال و�أخريا‪ ،‬كيف هي عالقتك بربك ‪ ..‬؟ وقد يقال ملاذا‬ ‫�إذا كانوا ال يعينونك على النجاح بل يثبطونك فالنجاح حمال‪،‬‬
‫�أخرت هذه النقطة و�أقول �إننى انتهجت نهجا ً نبويا ً ف�إن النبي‬ ‫ف�أنت تبني وغريك يهدم وهذا يحتاج منك �أن تهند�س نف�سك مع‬
‫�صلى اهلل عليه و�سلم قال تنكح املر�أة لأربع وختم بالدين ليكون‬ ‫هذا املجتمع وكيف تتعاي�ش معه ومت�ضي قدما ً ‪ ..‬وقف �أخي مع‬
‫حاكما ال حمكوما ً ‪ ..‬فكل ما ذكرناه من �إرادة قوية وثقة وعالقة‬ ‫حديث قاتل الـ ‪ 99‬كانت جناته تغري املكان ال�سوء ) ‪.‬‬
‫مع النا�س �إذا كان موجود ًا وعالقتك باهلل فا�شلة فالكل فا�شل‬ ‫‪ )8‬قوي �إرادتك ‪ :‬وكيف تقويها ؟ ‪ ..‬لتعلم �أوال �أن اهلل هو وحده‬
‫و�إذا كانت معك تلك ال�صفات وعالقتك باهلل قوية نقول لك �أب�شر‬ ‫الذي �إذا �أراد �شيئا ً �أن يقول‬
‫ف�إن بنيانك على تقوى وخري ‪..‬‬ ‫له كن فيكون ‪ ،‬وت�أمل �أخى وقفة النبي �صلى اهلل عليه و�سلم ‪،‬‬
‫فيا �أخي �أذكر اهلل كثري ًا وا�ستعن به فى كل �أعمالك و�أجتنب‬ ‫عندما كلمه عمه فى �ش�أن الدعوة‬
‫مع�صيته يوفقك ‪ ..‬واهلل املوفق واملعني ‪ ..‬ونختم بذكر حقائق ال‬ ‫وقري�ش " واهلل يا عم لو و�ضعوا ال�شم�س يف مييني والقمر يف‬
‫تقبل اجلدل ‪..‬‬ ‫ي�ساري على �أن �أترك هذا الأمر ما تركت ‪ " ..‬قوة ال ت�ضاهيها‬
‫احلقيقة الأوىل ‪ :‬من ال يتقدم ال يبقى فى موقعه بل يتقهقر ‪.‬‬ ‫قوة ونقوي �إرادتنا ب�أمور منها ‪:‬‬
‫احلقيقة الثانية ‪ :‬قوة الأفكار ال جتدي ما مل تقرتن بالتغيري‬ ‫‪-1‬اقنع نف�سك‪ ،‬ال تكن مرتدد ًا ‪ ..‬تدر�س �أوال تدر�س ‪ ..‬؟ حتفظ �أو‬
‫احلقيقة الثالثة ‪ :‬اال�ست�سالم للم�ألوف يخمد نار الفكر ‪.‬‬ ‫ال حتفظ ‪ ..‬؟ ‪ ..‬فقط ال تكن مرتدد ًا ‪..‬‬
‫احلقيقة الرابعة ‪ :‬العقل خلق ليعمل واملعرفة اجليدة �إذا مل‬ ‫‪ -2‬ثقف ذهنك اقر�أ كثري ًا كثري ًا ليكن زادك بالليل والنهار ‪..‬‬
‫تهدي للعمل ف�إنه يعطلها فالعلم‬ ‫‪ -3‬حبب �إىل نف�سك النظام فى بيتك وم�سجدك وعملك وحياتك‬
‫للعمل ‪ ..‬فمطلوب من امل�ؤمن �أن ال يكون فا�شال ً فى حياته وعاط ًال‬ ‫كلها واحفظ هذه احلكمة �ضع كل �شئ فى مكانه ‪ ،‬وت�أمل كم ت�ضل‬
‫بل نريد منه �أن يكون‬ ‫عندما تبحث عن �شئ فى بيتك ومكتبتك ‪..‬‬
‫منوذجا ً رائعا ً لكل النا�س فى �أخالقه وعمله ومعامالته وجميع‬ ‫‪ -4‬احرم نف�سك �شيئ ًا اعتادته ‪ ..‬احللوى مث ًال بعد الأكل ‪ ..‬النوم‬
‫�أمور حياته ‪.‬‬ ‫فى �أوقات من اليوم ‪ ..‬الطعام ‪ ..‬غري جمرى حياتك ‪..‬‬
‫‪ -5‬ابتكر و�أبدع و�أت بجديد وال تقل ال جديد وليكن �شعارك و�إنى‬

‫‪13‬‬
‫حياتك أحلى‬

‫الغضب قد يقصر العمر‬


‫بقلم ‪ /‬م ‪ .‬عبد الدائم الكحيل ـ �سوريا‬

‫تقول درا�سة �إن الإح�سا�س بالغ�ضب ال�شديد خطر قد يهدد حياة من لهم قابلية للإ�صابة مب�شاكل القلب ويعانون عدم‬ ‫ ‬
‫انتظام نب�ضاته‪ ،‬فقد قامت د ‪ .‬را�شيل المربت من جامعة "ييل" ‪ ،‬بوالية كونتيكت‪ ،‬وفريق البحث‪ ،‬بدرا�سة ‪ 62‬م�صاب ًا ب�أمرا�ض القلب‬
‫و�آخرين زرعت لهم �أجهزة متابعة لكهرباء القلب ت�ستطيع ر�صد اال�ضطرابات اخلطرة و�إعطاء �صدمة كهربية لإعادة �ضربات القلب‬
‫�إىل منطها الطبيعي‪ ،‬يف حالة عدم انتظامها‪.‬‬
‫وقد �أظهرت درا�سات �أخرى �أن الهزات الأر�ضية‪ ،‬واحلروب وحتى مباريات كرة القدم قد ترفع معدالت الوفاة بال�سكتة القلبية‪ ،‬والتي‬
‫يتوقف فيها القلب عن �ضخ الدم‪ ،‬وحول الدرا�سة‪ ،‬التي ن�شرت يف دورية " كلية �أمرا�ض القلب الأمريكية "‪ ،‬قالت المربت‪ :‬قطع ًا عندما‬
‫ن�ضع جمموعة كاملة من ال�سكان حتت �ضغوط متزايدة ف�إن حاالت املوت املفاجئ �ستتزايد‪ ،‬بد�أت درا�ستنا يف النظر حول الت�أثري‬
‫احلقيقي لهذا على النظام الكهربائي للقلب‪ ،‬وقام املر�ضى امل�شاركون يف الدرا�سة بتذكر م�شهد �أثار غ�ضبهم م�ؤخر ًا‪ ،‬فيما عكف‬
‫الباحثون على قيا�س عدم اال�ستقرار الكهربي يف القلب‪ ،‬وقالت المربت �إن الفريق تعمد �إثارة غ�ضب املر�ضى‪ ،‬وقد وجدنا �أن الغ�ضب‬
‫زاد من ا�ضطراب كهرباء القلب لدى ه�ؤالء املر�ضى‪ ،‬والذين تعر�ضوا لأعلى م�ستوى من اال�ضطراب يف كهرباء القلب جراء الغ�ضب‪،‬‬
‫ارتفعت احتماالت �إ�صابتهم بعدم انتظام نب�ضات القلب‪� ،‬أثناء فرتة املتابعة‪ ،‬بع�شرة �أ�ضعاف ما �أ�صاب الآخرين‪ ،‬وتابع العلماء‬
‫املر�ضى لثالثة �أعوام لتحديد �أي منهم تعر�ض الحق ًا ل�سكتة قلبية واحتاج �إىل �صدمة من �أجهزة متابعة نظام كهرباء القلب‪.‬‬
‫من هنا نتذكر عندما جاء رجل �إىل النبي �صلى اهلل عليه و�سلم فقال له ‪� :‬أو�صني‪ ،‬قال‪ ( :‬ال تغ�ضب ) فردد مرار ًا قال ‪ ( :‬ال تغ�ضب‬
‫) رواه البخاري ‪ ،‬فال �أحد ي�شكك مبخاطر الغ�ضب وت�أثرياته على القلب والدماغ واحلالة النف�سية للإن�سان‪ ،‬ويف زمن اجلاهلية كان‬
‫الغ�ضب �صفة الأقوياء وهي �صفة حممودة لديهم ت�سمى ( حم َّية اجلاهلية )‪ ،‬وقد نهى النبي عن الغ�ضب‪ ،‬بل كان ال يغ�ضب �إال يف حالة‬
‫واحدة‪ ،‬وهذا ما �أ�سميه الغ�ضب الإيجابي وهو الغ�ضب من �أجل اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫فقد كان النبي ال يغ�ضب على �أمر من �أمور الدنيا �إال �أن تُنتهك حرمة من حرمات اهلل فال يت�ساهل �أبد ًا مع هذه الق�ضية‪ ،‬وهذا النوع‬
‫من الغ�ضب ال ي�ضر الإن�سان لأن اهلل تعاىل �سيكون معك ويهيئ لك �أ�سباب ال�صحة والعافية‪ ،‬فالإن�سان الذي يبتعد عن الفواح�ش‬
‫وعن �شرب اخلمر وعن التدخني وغري ذلك مما يغ�ضب اهلل‪ ،‬ويغ�ضب لغ�ضب اهلل‪ ،‬ف�إنه بال �شك �سيكون ب�صحة �أف�ضل ويكون بحالة‬
‫نف�سية �أكرث ا�ستقرار ًا‪ ،‬ن�س�أل اهلل تعاىل �أن يرزقنا ال�صرب‪ ،‬فالنبي يقول ‪ ( :‬ما �أعطى اهلل للمرء عطا ًء �أو�سع من ال�صرب )‪ ،‬و�أن نكون‬
‫الَ ْر�ضُ �أُ ِع َّد ْت ِل ْل ُم َّت ِق َني * ا َّل ِذينَ ُي ْن ِف ُقونَ فيِ‬
‫ال�س َما َواتُ َو ْ أ‬ ‫من الذين قال اهلل يف حقهم‪َ } :‬و َ�سار ُِعوا ِ�إلىَ َم ْغ ِف َر ٍة ِمنْ َر ِّب ُك ْم َو َج َّن ٍة َع ْر�ضُ َها َّ‬
‫ا�س َواللهَُّ ُي ِح ُّب المُْ ْح ِ�س ِن َني * َوا َّل ِذينَ �إِ َذا َف َع ُلوا َف ِاح َ�ش ًة �أَ ْو َظ َل ُموا �أَ ْن ُف َ�س ُه ْم َذ َك ُروا اللهَّ َ‬
‫ال�ض َّرا ِء َوا ْل َك ِاظمِ َني ا ْل َغ ْي َظ َوا ْل َعا ِف َني َع ِن ال َّن ِ‬
‫ال�س َّرا ِء َو َّ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫وب ِ�إ اَّل َولمَ ْ ُي ِ�ص ُّروا َع َلى َما َف َع ُلوا َوهُ ْم َي ْع َل ُمونَ * �أو َل ِئ َك َجزَ ا�ؤُهُ ْم َم ْغ ِف َر ٌة ِمنْ َربِّهِ ْم َو َج َّناتٌ تجَ ْ ِري‬ ‫اللهَُّ‬ ‫ا�س َت ْغ َف ُروا ِل ُذ ُنوبِهِ ْم َو َمنْ َي ْغ ِف ُر ال ُّذ ُن َ‬
‫َف ْ‬
‫الَ ْن َها ُر َخا ِل ِدينَ ِفي َها َو ِن ْع َم �أَ ْج ُر ا ْل َع ِام ِل َني { �آل عمران ‪. 136-133 :‬‬ ‫ت ِت َها ْ أ‬
‫ِمنْ حَ ْ‬

‫‪14‬‬
‫اخترنا لك‬

‫بادر ‪ ..‬ثم بادر ‪ ..‬ثم بادر‬


‫ا�سم الكتاب ‪ /‬مـت ـعــة الـتـغ ـيـ ـي ــر‬
‫ا�سم الكاتـب ‪� /‬أ ‪ .‬وح ـيــد م ـهــدى‬

‫ املبادرة القادرة على الإ�سراع ب�صاحبها �إىل املقدمة لو �أخذ بها �أو ترمى به فى م�ؤخرة الركب �إن �أهملها ‪ ..‬املباردة تنب�أ عن‬
‫�صاحبها ب�أنه �إيجابى جرىء يبحث عن النجاح وال يهاب الف�شل ‪ ،‬لذلك ف�أغلب من تكلموا عن تطوير الذات و�ضعوها فى ال�صفحة‬
‫الأوىل فى قامو�س النجاح ‪ ،‬ومنهم �ستيفن كويف الذى يحدثنا عن ال�شخ�ص املبادر فيقول " ي�أخذ ال�شخ�ص املبادر بزمام املبادرة‬
‫دائم ًا ‪ ..‬ولي�س معنى ذلك �أن يكون حلوح ًا �أو عدمي الذوق ‪ ،‬بل يعنى �أنه م�سئول عن �إحداث الأ�شياء بد ًال من انتظار حدوثها "‪.‬‬

‫وقد �أمرنا حبيبنا �صلى اهلل عليه و�سلم باملبادرة ب�شكل �صريح حيث يقول ‪ (( :‬بادروا بالأعمال �سبع ًا ‪ ، )) ..‬ويقول ‪ (( :‬اغتنم خم�س ًا‬
‫قبل خم�س ‪ ، )) ..‬وحياة الر�سول كلها مثال لرجل ميتلك روح املبادرة ‪ ،‬فعلى الرغم من كونه الأ�ضعف �أمام بط�ش قري�ش �إال �أنه كان‬
‫دائم ًا يفر�ض فكره و�أ�سلوبه على ال�صراع الدائر بني الكفر والإميان ‪ ،‬وكانت خطوات قري�ش فى كل الأحوال جمرد ردود �أفعال ملبادرته‬
‫ال�سابقة ‪ ،‬وارجع ل�سريته لرت�صد مواقفه العظيمة وتتعلم منها ‪ ..‬واملبادرة �أي� ًضا هى التى دفعت الطبيب ال�شاب (( نبيل فاروق ))‬
‫�إىل �أن يفكر فى �إبتكار �شخ�صية رجل خمابرات عربى ذى قدرات خا�صة ‪ ،‬بعدما ر�أى ت�أثر ال�شباب فى م�صر بق�ص�ص (( �أر�سني‬
‫لوبني )) و�أفالم جيم�س بوند ‪ ،‬ف�صنع �شخ�صية رجل امل�ستحيل ‪ ،‬ليتبوء عن طريقها مقعد الريادة فى �أدب املخابرات العربى ‪ ،‬ويرتك‬
‫الطب ليتفرغ لكتابة ال�سال�سل املختلفة من جا�سو�سية �إىل خيال علمى ثم ق�ص�ص بولي�سية ‪ ،‬ومن �أوراق الكتب و�صفحات اجلرائد �إىل‬
‫م�سل�سالت التليفزيون و�أفالم ال�سينما ‪ ،‬ح�صد كل هذا النجاح ‪ ،‬رغم ال�صعوبات التى واجهته فى البداية ‪ ،‬لأنه قرر املبادرة بفر�ض‬
‫واقع جديد ‪ ..‬و�أنت كم ترى حولك من �أمور حتتاج �إىل مبادرة لتغري ‪� ..‬أو تطويرها ؟ ‪.‬‬

‫وامل�سئولية رفيقة املبادرة ‪ ،‬ف�إن املبادرة معناها �أنت تعرف جيد ًا ‪ ،‬بل وت�ؤمن بيقني �أن م�سئولية حياتك بني يديك وعن امل�سئولية‬
‫و�أهميتها كتب الدكتور " عادل �صادق " �أ�ستاذ الطب النف�سى ‪ (( :‬البد �أن تكون �أزرار التحكم فى حياتك بني يديك ‪� ،‬أن تكون م�سئول‬
‫معناها ‪� ،‬أن تكون �إن�سان ًا و�أن تكون �إن�سان ًا معناها ‪� ،‬أن تكون قادر ًا على الإختيار ‪ ،‬و�أعظم �إختيار �أن تختار �أن تتغري �إىل الأف�ضل ‪ ،‬وال‬
‫�إختيار بدون م�سئولية )) ‪ ،‬وبعد كالم الدكتور " عادل " �أرجو منك �أن ترفع �شعار (( طاملا هناك �أمر م�أمول ف�أنا دائم ًا م�سئول ))‬
‫‪ ،‬ف�إح�سا�سك بامل�سئولية جتاه �أى �أمر �سيدفعك للمبادرة لإجناز على �أف�ضل ما يرام ‪ ،‬ومن �أف�ضل الأمثلة التى من املمكن �أن ن�ضربها‬
‫عن حتمل م�سئولية املبادرة ما فعله " برايل " هذا الرجل الذى جنح فى ابتكار طريقة جديدة للكتابة تتيح لفاقدى الب�صر االعتماد‬
‫على �أنف�سهم فى القراءة ‪ ،‬وهذا االبتكار فى حد ذاته يعترب فتح ًا معرفيا ً لأ�صحاب احلاالت اخلا�صة ‪ ،‬ولكن ما �أثارنى فى املو�ضوع‬
‫وزادنى �شغف ًا �أن " برايل " كان فاقد ًا للب�صر ‪ ،‬فمهما كانت ظروفك ‪ ..‬فاملبادرة هى احلل ‪.‬‬

‫هم�سة‪� :‬إن الفرق بني ه�ؤالء الذين ي�أخذون بزمام املبادرة وغريهم كالفرق بني الليل والنهار‪ ،‬ف�إن ن�سبة جناح �أولئك �إىل ه�ؤالء‬
‫لي�ست �ضعف ًا واحد ًا فقط‪ ،‬ولكنها رمبا ت�صل �إىل خم�سني �ضعف ًا ‪� . .‬ستيفن كويف‬
‫ن�صيحة‪ :‬توقفوا عن البحث عن كب�ش فداء حلياتكم وا�ستعدوا ملواجهة احلقيقة وت�صحيح الأخطاء ب�أنف�سكم ‪� . .‬إلني كيدى‬
‫نتيجة‪ :‬حترك نحو الأحداث تكن من �صانعيها‪ ،‬وال تنتظر �أن تباغتك فتكون من �أدواتها‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫اختبر ذكائك‬

‫دعوة إلعمال العقـل‬


‫املقـدمـة بقـلـم ‪� /‬أ ‪ .‬يـ�سـرا �سميـر ـ م�صر‬
‫التمارين �إعداد ‪ /‬د ‪ .‬حممود �سليم ـ م�صر‬

‫هناك منا من يع�شق النهار ب�ضوئه ودفئه و�ضياءه ‪ ،‬وهناك منا من يع�شق الليل ب�سحره وهدوئه و�سكونه ‪ ،‬وهناك منا من يع�شق ال�سماء‬ ‫ ‬
‫ب�صفائها وزرقتها وبعدها ‪ ،‬وهناك منا من يع�شق البحر بات�ساعه �أمواجه و�أ�صواتها ‪ ،‬وكل من يع�شق ه�ؤالء �أرواح مت�أملة متفكرة فى خلق وملكوت رب‬
‫الكون ‪ ،‬ولأن كل من يت�أمل ويتفكر هم �أ�صحاب العقول والألباب وحتى نرتقى يعقولنا البد من الإهتمام بها وتدريبها كما نهتم ب�أج�سامنا ‪ ،‬ولهذا يتجدد‬
‫لقائنا مع برنامج اختبارات الذكاء ‪ ،‬لتنمية مهارات الذكاء والإبداع لديك ‪� ،‬أجب عن التمارين التالية فى حدود ‪ 45‬دقيقة ‪:‬‬

‫�إليها فى ميعاد و�صولها لأح�ضرها �إىل املنزل ‪ ..‬وفى �أحد الأيام‬ ‫مترين ( ‪) 11‬‬
‫غادرت عملها قبل املوعد الر�سمى بخم�س دقائق وقررت �أن تذهب‬ ‫تذهب �سيدة لتنظيف �أحد املكاتب حيث توجد ثالثة م�صابيح‬
‫للمحطة مبا�شرة دون الذهاب �إىل املتجر ‪ ،‬وركبت قطار بلدتنا فى‬ ‫خم�ص�صة لإ�ضاءة �صالة الإ�ستقبال الرئي�سية ‪ ،‬وكانت الأ�ضواء‬
‫ال�ساعة الرابعة والن�صف م�ساء ًا وو�صلت �إىل حمطة قطار بلدتنا فى‬ ‫مطف�أة ومفاتيح الت�شغيل اخلا�صة بها توجد فى �صالة الدخول ‪ ،‬والتى‬
‫ال�ساعة اخلام�سة م�ساء ًا ‪ ..‬ونظر ًا لأننى مل �أكن هناك بانتظارها‬ ‫ال ت�ستطيع �أن ترى منها �صالة الإ�ستقبال ‪ ،‬ومبا �أنها كانت موجودة‬
‫‪ ..‬ف�إنها قررت العودة �إىل املنزل م�شي ًا ‪ ..‬وغادرت �أنا املنزل فى‬ ‫مبفردها فى املبنى ‪ ،‬فقد ذهبت �إىل �صالة الدخول و�أدارت مفاتيح‬
‫الوقت املعتاد و�شاهدتها مت�شى فى ال�شارع ف�أ�ستدرت �سيارتى نحوها‬ ‫الت�شغيل ‪ ،‬ثم عادت فى احلال �إىل �صالة اال�ستقبال حيث متكنت من‬
‫و�أح�ضرتها �إىل البيت ‪ ..‬وو�صلنا قبل موعدنا ب�أثنتى ع�شر دقيقة ‪..‬‬ ‫حتديد املفتاح اخلا�ص بكل مفتاح ‪ ...‬فكيف تو�صلت ملعرفة ذلك ؟ ؟‬
‫فكم املدة التى ا�ستغرقتها زوجتى فى امل�شى قبل �أن �أ�صل �إليها ؟ ؟‬
‫مترين ( ‪) 12‬‬
‫عندما بد�أ حفر مرتو الأنفاق �أ�سفل حمطة (( فيكتوريا )) فى لندن مترين ( ‪) 17‬‬
‫ظهرت م�شكلة خطرية عندما ت�سرب املاء ‪ ،‬كيف متت معاجلة املوقف ر�صد عدد من الأ�شخا�ص = ‪ ، 300‬وعدد الذين ي�شربون ع�صري‬
‫الربتقال ‪ ، 234‬وعدد الذين ي�شربون ع�صري املاجنو ‪ ، 213‬وعدد‬ ‫ملوا�صلة العمل ؟ ؟‬
‫الذين ي�شربون امل�شروبني ‪ ، 144‬وعدد الذين ال ي�شربون �أى منهما‬
‫مترين ( ‪) 13‬‬
‫�صفر ‪ ،‬فحاول �أن جتد اخلط�أ فى الأرقام ال�سابقة ‪.‬‬
‫با�ستخدام �شمعة وعلبة ثقاب و�أخرى من دبابي�س الر�سم حاول �أن‬
‫توجد �أكرث الطرق فعالية لتثبيت ال�شمعة فى باب خ�شبى بحيث ت�شع مترين ( ‪) 18‬‬
‫العدد ‪ 318‬يرتبط بالعدد ‪ ، 257‬والعدد ‪ 653‬يرتبط بالعدد ‪، 132‬‬ ‫ال�شمعة �أكرب كم من ال�ضوء ‪..‬‬
‫والعدد ‪ 286‬يرتبط بالعدد ‪ ، 642‬وبالتاىل ف�إن العدد ‪ 319‬يرتبط‬
‫مترين ( ‪) 14‬‬
‫بالعدد ‪ .......‬؟ ؟‬
‫زار �أحد املوظفني بـ (( لندن )) ثمانى دول �أجنبية فى يوم واحد‬
‫وذلك بالرغم من �أنه ال ميتلك جواز �سفر ‪ ،‬ومع ذلك غادر كل تلك مترين ( ‪) 19‬‬
‫غادة �سعيد ا�شرتت ت�سع تفاحات وحملتهم فى �أربع حقائب ‪ ، ..‬وكل‬ ‫الدول طوعا ً ‪ ..‬مبا تف�سر ذلك ؟ ؟‬
‫حقيبة حتتوى على عدد فردى من التفاحات ‪ ....‬فكيف مت ذلك ؟ ؟‬
‫مترين ( ‪) 15‬‬
‫كيف ميكنك �أن حت�سب ت�سع دقائق و�أنت ال متلك �سوى �ساعتني رمليتني مترين ( ‪) 20‬‬
‫حاول �أن ت�صل لتف�سري لهذه الظاهرة ‪ :‬كان �أحد الأ�شخا�ص مي�شى فى‬ ‫‪ ،‬واحدة منها حت�سب �أربع دقائق والأخرى حت�سب �سبع دقائق ؟ ؟‬
‫الطريق حينما انح�شرت �إحدى احل�صوات بني �أ�صبع قدمه وحذائه‬
‫مترين ( ‪) 16‬‬
‫ذى الفتحات ‪ ..‬ف�أ�ستند هذا الرجل على �أحد الأعمدة و�أخف�ض‬
‫عادة ما تغادر زوجتى عملها فى ال�ساعة الرابعة والن�صف م�ساء ًا ‪..‬‬
‫ر�أ�سه ليخل�ص قدمه من هذه احل�صاة ويتفح�ص قدمه ‪ ..‬فهرع �أحد‬
‫ثم تذهب للمتجر ل�شراء بع�ض الأغرا�ض ‪ ،‬ثم تلحق بقطار ال�ساعة‬
‫اخلام�سة م�ساء ًا وت�صل �إىل حمطة لدتنا فى ال�ساعة اخلام�سة الأ�شخا�ص ناحيته وقام بك�سر زراعه ‪ ...‬ملاذا ؟ ؟‬
‫والن�صف م�ساء ًا ‪ ..‬وكل يوم �أغادر البيت و�أقود ال�سيارة حتى �أ�صل‬

‫‪16‬‬
‫واحة طور حياتك‬
‫بقلم ‪/‬‬
‫بقلم ‪ /‬ن�سيم عبد الوهاب ـ اجلزائر‬ ‫كن متـسامح ًا‬ ‫�أ ‪ .‬كرمي ال�شاذىل ـ م�صر‬ ‫ال تعطهم من روحك‬
‫نى عن‬ ‫الت�سامح خ�صلة حميدة من خ�صال امل�سلم ‪ ..‬جت َعلك يف ِغ ً‬ ‫ ال تلم الآخرين مهما فعلوا‪ ،‬وال تعطهم من روحك مهما‬
‫امل�شاكل خ�صو�صا النف�سية منها‪ ،‬و َكم من مرة لمَ ْ نت�سامح و َندَ منا َندم ًا‬ ‫ِ‬ ‫�أ�ساءوا‪ ،‬وال ت�شغلن تفكريك ب�سبب خيانتهم لك‪ ،‬واتركهم خلفك‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫�شديدا !! لمَ نت�س� َآمح فخ�سرن�آ �أ�صدق�آء َلن�آ ‪ ،‬خ�سر َن�آ �أ َن�آ�سا نحنٌ الآن‬ ‫بال �أ�سف‪ ،‬عندما تلوم الآخرين ف�إنك تعطيهم جزء منك ومن‬
‫َ�ساحمن�آَ‬
‫بحاج ٍة م�آ�سة َلهم‪ ،‬و َنـَتَمنى لو رجعت بن�آ الأي�آم اىل ال َور�آء َلت ْ‬ ‫حياتك وتتحول �إىل �ضحيتهم‪ ،‬والأخطر �أنك �ستعطي نف�سك احلق‬
‫‪ ،‬يقول اهلل �سبحانه تعاىل‪ } :‬ولو كنت فظ ًا غليظ القلب لأنف�ضوا من‬ ‫يف �إتباع �أي �سلوك �ضدهم‪ ،‬وت�صفية احل�سابات لي�س من �شيم‬
‫حولك { ‪َ ،‬الآ َية ال َكرمية مليئة بال ِعبرَ ولآ حتت�آج للتعقيب عليه�آ‪ ،‬الرجل‬ ‫الناجحني‪ ،‬روحك لن تت�سع للإجناز والهدم‪ ،‬وعقلك لن يفكر‬
‫ال�شج�آع يعتقد �أن ال�شخ�ص الذي ي�ؤذيه لي�س متفوق ًا عليه‪ ،‬لأنه ميتلك‬ ‫يف العمل واالنتقام يف �آن واحد‪ ،‬ف�إما �أن تلقي كل ما ي�سو�ؤك يف‬
‫القوة‪ ،‬و �سر القوة هو ‪ :‬الت�س�آمح‪ ،‬والتج�آوز عن الإ�ساءة‪َ ،‬و َر�سول اهلل‬ ‫�سلة املهمالت‪ ،‬و�إما �أن تبقى بجواره تلعن وتلوم من �أ�ساء �إليك �أو‬
‫حممد َ�صلى اهلل علي ِه َو َ�سلم �أو�ص�آ َن�آ بالت�س�آمح َوم�س�آحمة �أخينا ِ‬
‫امل�س ْلم‬ ‫خدعك‪� ،‬أو خانك‪� ،‬إن الت�سامح �أف�ضل عالج للروح‪ ،‬وال تخربين �أن‬
‫ال�شريف قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم ‪" :‬‬ ‫ْ‬ ‫‪َ ،‬ك َم�آ ج�آء يف حديثه‬ ‫الآخر ال ي�ستحق �أن ت�ساحمه‪ ،‬فت�ساحمك معه �سيفيدك �أكرث مما‬
‫رحم اهلل عبدا �سمحا �إذا باع �سمحا �إذا ا�شرتى �سمحا �إذا اقت�ضى " ‪.‬‬ ‫�سيفيده‪ ،‬وعدم التفكري فيه �أو لومه �أو االنتقام منه ‪-‬حتى و�إن ظنه‬
‫هو انت�صارا ‪-‬يف احلقيقة هو �أكرب انت�صار لك‪� ،‬أعلم �أن ال�صفح‬
‫لرمبا الأيام ال ترحم‬ ‫ون�سيان الإ�ساءة �صعب‪ ،‬ولذلك فثماره ـ يف الدنيا والآخرة ـ عظيمة‬
‫مــــحـــــــــــال‬

‫لرمبا العامل ال يرحم‬ ‫وغالية‪ ،‬ولكن نك�أ اجلروح ال�سابقة لن ي�سيل �سوى دمك �أنت‪،‬‬
‫لرمبا الزمن ال يرحم‬ ‫بقلم ‪/‬‬ ‫و�أ�شواك املا�ضي لن تدمي �سوى يديك !‪ ،‬لذا نظف تفكريك من‬
‫لـكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬ ‫�أ ‪ .‬منى البو�سعيدى ـ الأردن‬ ‫�أولئك الذين ال ي�ستحقون منه ذرة‪ ،‬وان�شغل فقط بكل ما هو �إيجابي‬
‫حمال املحال �أن جتد‬ ‫ومفيد‪ ،‬فكما يقول املهامتا غاندي " ال�ضعيف ال ميكنه الغفران‪،‬‬
‫رب الأ�سرة ال يرحم‬ ‫فالت�سامح �شيمة الأقوياء "‬

‫إجابات العدد الماضى من تمرين ( ‪ ) 1‬وحتى تمرين ( ‪) 10‬‬

‫‪ 15 = 332 / 4980‬مرة ‪.‬‬ ‫ي�سبق القطار الأول مب�سافة تعدل ‪ 20‬كم فى‬ ‫�إجابة مترين ( ‪ ) 1‬نقوم �أو ًال ب�إيجاد امل�ضاعف‬
‫�إجابة مترين ( ‪45240 = 4321 – 49561 ) 6‬‬ ‫ال�ساعة ‪ ،‬وحيث �أن القطار الأول قد قام فى‬ ‫امل�شرتك الأ�صغر للأرقام ‪ 12 ، 10 ،8‬وذلك على‬
‫‪� ،‬إذن عدد املرات = ‪ 145 = 321 / 45240‬مرة‬ ‫ال�ساعة ‪� ( 8‬أى قبل القطار الآخر ب�ساعتني‬ ‫النحو التاىل ‪، 5 × 2 = 10 ، 2 2 × 2 = 8 :‬‬
‫�إجابة مترين ( ‪ ) 7‬يهدف التمرين �إىل �إيجاد‬ ‫) ف�سيكون قد قطع م�سافة قدرها ‪ 80‬كم قبل‬ ‫‪ ، 3 × 2 × 2 = 12‬و�أكرب تكرار للعامل ‪ 2‬هو ‪2‬‬
‫�أقل قيمة تقبل الق�سمة على الأرقام ‪، 8 ، 6 ، 5‬‬ ‫�أن يقوم القطار الثانى ‪ ..‬وهذه امل�سافة �سوف‬ ‫× ‪ ، 2 × 2‬و�أكرب تكرار للعامل ‪ 3‬هو ‪ ، 3‬و�أكرب‬
‫‪ 12‬وبدون بواقى ‪ ..‬ويتم ذلك كما يلى ‪:‬‬ ‫يعو�ضها القطار الثانى فى زمن قدره ‪� 4‬ساعات‬ ‫تكرار للعامل ‪ 5‬هو ‪� ، 5‬إذن امل�ضاعف امل�شرتك‬
‫‪،2×2×2=8،3×2=6،1×5=5‬‬ ‫منذ قيامه ‪.‬‬ ‫الأ�صغر = ‪ ، 120 = 5 × 3 × 2 × 2 × 2‬وهذا‬
‫‪ ، 3 × 2 × 2 = 12‬ومن خالل �إيجاد امل�ضاعف‬ ‫�إجابة مترين ( ‪ ) 4‬بعيد ًا عن افرتا�ض الرموز‬ ‫معناه �أن الأوالد الثالثة �سوف يلتقون ثانية فى‬
‫امل�شرتك الأ�صغر = ‪= 3 × 2 × 2 × 2 × 5‬‬ ‫افرت�ض �أن ن�صيب الثالث = ‪ 1‬جم ‪ ،‬فعلى هذا‬ ‫املكان الذى قاموا منه بعد ‪ 120‬دقيقة ‪ ،‬وعلى‬
‫‪� ، 120‬إذن عدد اجلنيهات هو ‪ 120‬جنيه ‪.‬‬ ‫الأ�سا�س �سيكون ن�صيب الثانى = ‪ ، 3‬ون�صيب‬ ‫هذا ف�إن عدد مرات اللفات لكل واحد منهم‬
‫�إجابة مترين ( ‪ ) 8‬املبلغ الذى معه = ‪+ 1500‬‬ ‫الأول = ‪� ، 6‬إذن يتم تق�سيم املبلغ وقدره ‪4000‬‬ ‫ميكن ح�سابها كما يلى ‪ :‬الأول = ‪= 8 / 120‬‬
‫‪1162 = 385 – 47‬‬ ‫على الثالثة �أ�شخا�ص بن�سبة ‪� ( 1 : 3 : 6‬أى يتم‬ ‫‪ ، 15‬والثانى = ‪ ، 12 = 10 / 120‬والثالث =‬
‫�إجابة مترين ( ‪ ) 9‬قيمة املرياث = ‪+ 3 × 126‬‬ ‫تق�سيم املبلغ �إىل ‪� 10‬أجزاء ‪ ،‬ن�صيب اجلزء‬ ‫‪. 10 = 12 / 120‬‬
‫‪. 1554 = 168 + 4 × 2 × 126‬‬ ‫الواحد = ‪� ، 400 = 10 / 4000‬إذن ن�صيب‬ ‫�إجابة مترين ( ‪ ) 2‬بعد �أربع �سنوات �سيكون‬
‫�إجابة مترين ( ‪� ) 10‬أربعة �أمثال – املثل الواحد‬ ‫الأول = ‪ ، 2400 = 6 × 400‬ن�صيب الثانى =‬ ‫عمر الأب ‪ ، 100‬وعمر الأبن ‪ ، 20‬وبالتاىل عمر‬
‫= ‪� ، 39‬إذن الـ ‪� 3‬أمثال = ‪� ، 39‬إذن املثل الواحد‬ ‫‪ ، 3 × 400‬ن�صيب الثالث = ‪400 = 1 × 400‬‬ ‫الأب �سيكون ‪� 5‬أمثال عمر ابنه ‪..‬‬
‫( وهو عمر الأبن ) = ‪ ، 13‬وبالتاىل �سيكون‬ ‫�إجابة مترين ( ‪ ) 5‬الإجابة بب�ساطة ‪ 15‬مرة‬ ‫�إجابة مترين ( ‪ ) 3‬لو افرت�ضنا �أن القطاران‬
‫عمر الأب = ‪. 52 = 4 × 13‬‬ ‫‪� ..‬أطرح ‪ 4940‬من ‪ ، 4980 = 9920‬ثم اق�سم‬ ‫�سيتحركان مع ًا �سنجد �أن القطار الثانى �سوف‬

‫‪17‬‬
‫المعلم الناجح‬

‫حـــــدد هــدفــك ‪...‬‬


‫أنا معلم ناجح ‪..‬سأتبع خطوات بدايتي بتميز من هنا ‪ ..‬نبدأ‬

‫بقلم املعلمة ‪� /‬أ‪ .‬هدى ال�شام�سي ـ الإمارات‬

‫دائم ًا ن�ضع �أهداف نريد حتقيقها لكن ياترى ملاذا ال نحققها دائما ً ؟ ؟ ؟‬
‫�إن هناك موا�صفات �أ�سا�سية البد �أن تتوفر للهدف الذي ن�ضعه ت�ساعد على حتقيق �أهدافنا بي�سر و �سهوله ‪.‬‬
‫توجد عدة طرق لو�ضع موا�صفات الأهداف ‪� ،‬أحد هذه الطرق ت�سمى ‪ SMART‬و هي طريقة م�ستخدمة‬
‫يف علم الإدارة‪ ،‬ما �سنتكلم عنه هو طريقة �أخرى لكن تنطلق من وجهة نظر الـ ـ ‪ NLP‬و ت�سمى هذه الطريقة‬
‫‪ . POSEE‬هذه اللفظه عبارة عن �إخت�صار خلم�س كلمات هي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ �إيجابي ‪ Positive :‬قم ب�صيغة هدفك بحيث يعرب عما تريد و لي�س عما ال تريد‪ ،‬واملثال التايل يو�ضح‬
‫هذه النقطة‪ ،‬لو كان �أحد �أهدافك التخل�ص من املخاوف قم ب�صياغة الهدف " �أريد �أن �أكون جريئ ًا يف‬
‫التدري�س " �أو " �أريد �أن �أكون معلم متميز ًا " وال تقم ب�صياغته ب�شكل �سلبي مثل "�أريد �أن �أتخل�ص من عبئ‬
‫التخطيط و التح�ضري " ‪ ،‬و هذه ال�صياغة مهمة جد ًا ل�سببني ‪� :‬أولهما ‪� :‬أن العقل الباطن ال يعرف الفرق بني‬
‫النفي و الإثبات ف�إذا قمت ب�صياغة الهدف بطريقة �سلبية قد ي�ؤدي هذا ال�شيء �إىل برجمة العقل الباطن‬
‫�سلب ًا‪ ،‬وثانيهما ‪� :‬أن قواك التحفيزية تكون غري مركزة يف حالة ال�صيغة ال�سلبية ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ يخ�صني ‪ : Own Part‬مبعنى �أن يكون الهدف متعلق بك و لي�س بغريك �أو بالظروف ‪ ،‬ف�إذا كان �أحد‬
‫�أهدافك �أن تكون �إن�سان ذا عالقات �أخوه مع تالميذك ‪ ،‬ما هي الأ�شياء التي متلكها ؟ هل لتحقق لك هدفك‬
‫؟ على �سبيل املثال ت�ستطيع �أن تكون �أكرث ودية يف التعامل و �أكرث ت�سامح معهم ولكن بحدود ب�أن ت َعذر لبع�ض‬
‫ظروفهم الإجبارية والتي ميكن �أن متنعهم من املذاكرة لالختبار ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ حمدد ‪� Specific :‬أن يكون الهدف حمدد فالأهداف العامة مثل التدرب �أكرث و �أكرث ملن يريد تخفيف‬
‫وزنه اليكون حمفزا ًبدرجة كافية ‪،‬كون الهدف حمدد ًا مثل امل�شي ملدة ‪ 20‬دقيقة بعد �صالة الع�شاء من يوم‬
‫ال�سبت �إىل يوم الإربعاء يجعل حتقيق الهدف �أ�سهل بكثري من التعميم‪ ،‬فهناك �أ�سئلة ت�ساعد على حتديد‬
‫الهدف مثل ( متى و �أين و مع من و كيف �أحقق هذا الهدف بالتحديد ) ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الدليل ‪ Evidence :‬البد �أن يكون لديك �إجابة وا�ضحة على هذا ال�س�ؤال ‪ :‬كيف �أعرف �أن هديف حتقق ؟‬
‫مال�شيء الذي �أراه �أو �أ�سمعه �أو �أ�شعر به داخل نف�سي �أو خارجها ي�ؤكد يل حتقق هذا الهدف‪ .‬؟ (التقييم )‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ امل�صلحه ‪ : Ecology‬هل هناك جوانب �أخرى يف حياتي �سوف تت�أثر �سلبي ًا �إذا حققت هذا الهدف؟‬
‫البد �أن جتيب على هذا ال�س�ؤال و �أ�سهل طريقة للإجابة عليه هي �أن تتخيل كما لو �أن الهدف قد حتقق‪ ،‬هل‬
‫ال�شعور الذي لديك جيد �أم ال ؟ �إذا مل يكن ال�شعور جيد ًا يجب عليك معرفة مالذي �سيت�أثر �سلب ًا يف حياتك و‬
‫�أخذه بعني االعتبار‪.‬‬
‫�إذا قمت ب�أخذ هذه املوا�صفات بعني الإعتبار عند و�ضع هدفك وقمت بكتابتها على ورقة و ت�أملتها جيدا‪ ،‬ثم‬
‫و�ضعت الورقة جانبا ً وكنت واثق ًا �أن كل �شيء �سوف ي�سري على ما يرام‪� ،‬سوف تذهل من النتائج التي حتققها‬
‫�إذا اتبعت هذه الطريقة مع �أهدافك ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫عش حياتك‬

‫حــتـى ال يـخــفــت بـريــقــك‬


‫بقلم ‪� /‬أ ‪ .‬حممود احلو�سنى ـ الإمارات‬

‫لكل �إن�سان بريق خا�ص ي�ستمده من الطبيعة التي خلقه اهلل عليها وكلما اعتنى بنف�سه وزاد يقينه باهلل كلما زاد ذلك الربيق و�أ�صبح من‬
‫�أولئك الأ�شخا�ص الذين �إذا جل�ست معهم ميدونك بطاقة ونور وك�أنهم م�صابيح للدجى وكلما زاد اختالطك بهم كلما زدت يقينا بقوتهم‬
‫غري املرئية وعظمتهم التي ال ت�ستطيع م�شاهدتها ‪.‬‬
‫ولكن عدم االهتمام بذلك الربيق يجعله يخفت وي�صبح ذلك النور عبارة عن ظالم دام�س وتلك الطاقة الرائعة عبارة عن �شحنات‬
‫�سلبية ي�شعر كل من حولك بالنفور منك ومن كلماتك لأنك متدهم ب�شحنات �سلبية هم يف غنى عنها والدنيا مليئة بتلك ال�شحنات وال‬
‫تنق�صها �أنت وال �شحناتك ‪ ..‬هناك العديد من الأمور التي يجب �أن تهتم بها حتى ال تفقد بريقك‪..‬‬
‫فاالبت�سامة هي قوة عجيبة وهي لغة يفهمها جميع من يف الكون ومن ال�صعب �أن تف�شل االبت�سامة يف ك�سب قلوب الآخرين فهي متدك‬
‫قبل �أن متدهم بطاقة عجيبة كما �أنها من �أهم مقومات الربيق اخلاطف للنفو�س والقلوب‪ ،‬و�إين حلد ال�ساعة مل �أجد �شخ�صا ً يت�صف‬
‫باجلاذبية وال�شخ�صية الرباقة وهو متجهم وال يعرف االبت�سام ‪� ..‬إن كنتم تعرفونه في�سرين التعرف عليه‪!..‬‬
‫الطموح والعظمة من �أهم مقومات ال�شخ�صية البارقة حيث �أنك عندما جتال�س �صاحب تلك ال�شخ�صية جتده ي�أ�سرك بعظمة حياته‬
‫وب�سمو نف�سه وكلما اقرتبت منهم �أكرث كلما وجدته طاحما ً عا�شقا ً للتحدي فهو ي�ست�صغر �أن يكون كبقية النا�س بل �أنه يرى نف�سه يف‬
‫القمة وحتى ولو كان يف بداية الطريق فلي�س العيب �أن تكون يف الأ�سفل ولكن املعيب �أن ال ت�سعى للتغري ‪ ..‬فالهدوء واحلوار املتزن من‬
‫الأمور التي تزيد بريقك وجتعلك جذابا ً عند التعامل مع الآخرين ودائما ً ما يكون املجادل و�شديد اللهجة بعيد عن القلب وال يرغب‬
‫النا�س يف حواره ومن ال�صعب �أن يبقي ال�شخ�ص على بريقه وهو حاد الطباع بل من املهم �أن تبقى هادئا ً ومطمئنا ً حتى ي�شعر من حولك‬
‫بوجود ال�شخ�صية والعقلية التي تفر�ض الإحرتام ‪.‬‬
‫الثقة بالنف�س من �أهم مقومات ال�شخ�صية الرائعة ومن املهم جدا ً �أن ال تهتز هذه ال�شخ�صية مع �أدنى مالحظة و�أب�سط نقد لأن �صاحب‬
‫ال�شخ�صية الرائعة واثق من نف�سه ويعتز بكل خطواته ومن ال�صعب �أن تهتز تلك ال�شخ�صية مبجرد وجود بع�ض املالحظات التي قد تكون‬
‫�سببا ً يف ت�صويب امل�سار وزيادة االجناز وحت�سني الأداء و�صاحب ال�شخ�صية الرباقة هو من يبحث عن النقد الهادف ليكون دائما ً هو‬
‫الأف�ضل واملميز يف حياته ‪.‬‬
‫ال يفقد ال�شخ�ص الطموح الأمل وال ي�ست�سلم ملجريات احلياة فهو دائما ً يثابر ليبحث عن ب�صي�ص الأمل مهما كان الظالم حالكا ً وكلما‬
‫جل�ست عنده لتخربه عن احلواجز والعراقيل التي تقف يف وجهه كلما حدثك عن احللول واجلانب الإيجابي من ذلك الطريق فهو يركز‬
‫النظر على الورود وال يهتم للأ�شواك لأنه دائما ً هناك �ضريبة للنجاح ‪.‬‬
‫�صاحب الربيق اجلذاب يحرتم عالقاته ويهتم كثريا ً باملحافظة عليها ودائما ما ي�سعى لتنميتها وتعزيزها ومن ال�صعب �أن يقبل �أن‬
‫مت�سها �أي �شائبة فمهما كنت رائعا ً وجذابا ً تبقى العالقات ال�شخ�صية مهمة يف حياتك لأنها متدك باحلياة ومتنحك الطاقة التي‬
‫حتتاجها لل�صمود يف وجه هذه احلياة ومن يقف وحيدا ً بال �أ�صدقاء وبال عالقات عميقة �سرعان ما جتده منهارا ً وال ي�شعر ب�أي طعم‬
‫�أو رائحة لإجنازاته وما يحققه يف هذه احلياة ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫قالوا‬

‫مــن أقــوال الفيلسوف ســقــــراط‬


‫‪ -‬لي�س العاطل من ال ي�ؤدي عمال ً فقط ‪ ،‬العاطل من ي�ؤدي عمال ً يف و�سعه �أن ي�ؤدي �أف�ضل منه ‪.‬‬
‫‪ -‬لي�س من من ال�ضروري �أن يكون كالمي مقبوال ً ‪ ،‬من ال�ضروري �أن يكون �صادقا ً‪.‬‬
‫‪ -‬خلق اهلل لنا �أذنني ول�سانا ً واحدا ً ‪ ..‬لن�سمع �أكرث مما نقول ! ‪.‬‬
‫‪ -‬من �صح فكره �أتاه الإلهام ‪ ،‬ومن دام اجتهاده �أتاه التوفيق ‪.‬‬
‫‪ -‬من بخـل على نـفـ�سـه فـهـو على غـيـره �أبخـل ‪.‬‬
‫‪ -‬ال راحــة ملـن تعـجـل الـراحـة بكـ�سـلـه ‪.‬‬
‫‪ -‬احلـياة مـن دون �إبـتـالء ال ت�ستـحـق العـيـ�ش ‪.‬‬

‫مــن أقــوال الفنان البريطانى شارلي شابلن‬

‫‪ -‬ال�شيء الذي يغني من ي�أخذونه ويزيد من يعطونه هو الإبت�سام ‪.‬‬


‫‪� -‬أن ت�ساعد �صديقا ً يف حاجة هذا �أمر �سهل ‪� ،‬أما �أن تعطيه من وقتك هذا دائما ً غري مالئم ‪.‬‬
‫‪ -‬ال �شيء دائم يف هذا العامل الكبري ‪ ،‬لي�س حتى م�شاكلنا‪.‬‬
‫‪ -‬احلياة قد ت�صبح رائعة �إذا تركك النا�س و�ش�أنك ‪.‬‬
‫‪ -‬ت�أتي الفكرة عن طريق الرغبه ال�شديدة ‪.‬‬
‫‪ -‬نحن نفكر كثريا ً ‪ ،‬ون�شعر قليال ً‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫طور نفسك‬

‫قــــــوة اإلرادة‬

‫بقلم ‪� /‬أ ‪ .‬مو�سى بن را�شد البهدل ـ ال�سعودية‬


‫مدرب معتمد وحمرتف يف التنمية الب�شرية‬

‫الإرادة هي القوة املتكاملة لل�شخ�صية الإن�سانية‪ ،‬وبا�ستطاعتنا �أن ن�شبهها بالقوة الداخلية الدافعة للفرد لتحقيق �أهدافه وتخطي‬
‫ال�صعوبات والعقبات بالثبات وال�صمود‪ ،‬فالإن�سان الذي يتمتع بقوة الإرادة النابعة من وجدانه وانفعاالته ال�سلوكية احلية يكون‬
‫ل�شخ�صيته‪ ،‬و�أ�سرته‪ ،‬وجمتمعه حياة �سعيدة مليئة باملحبة والر�ضا‪.‬‬
‫الهمة العالية مطلب عظيم يتمناه �أ�صحاب النفو�س الكبرية التي تتوق �إىل املعايل‪ ،‬وقوة الإرادة هي وقود هذه الهمة العالية فبدون هذا‬
‫الوقود – بعد توفيق اهلل عز وجل – لن يتم لهذه الهمة منالها ومبتغاها ‪.‬‬
‫حقيقة الإرادة ‪ :‬ي�ؤكد علماء النف�س �أن الإرادة لي�ست �سوى رغبة‪ ،‬دخلت يف نزاع مع رغبة �أخرى وا�ستعانت ب�أن�صار من املجتمع‪ ،‬ومن‬
‫الأخالق والعادات والتقاليد �أو غري ذلك انت�صارها على الرغبة الأخرى‪ ،‬وقد َعـلم الر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم امل�سلمني االعتماد‬
‫على النف�س لكي يكون الإن�سان عظيما ً يف هذه احلياة‪ ،‬وتكون �أمته معتزة به ‪ ،‬ونـَ�شط قوة الإرادة والتفكري‪ ،‬و�أفهمهم معنى الزعامة‪،‬‬
‫والنظام والتنظيم‪ ،‬والطاعة ‪.‬‬
‫قال ماك�س مابريهوف يف كتابه " العامل الإ�سالمي " عند بحثه عن الإميان والقانون‪ ،‬وبعد �أن ذكر مو�سى وداود وعي�سى عليهم ال�سالم‪،‬‬
‫قال ‪ » :‬لقد ا�ستطاع ه�ؤالء عمل العجائب‪ ،‬ولكن حممد �صلى اهلل عليه و�سلم هو �أ�شرف الأنبياء و�آخرهم‪ ،‬وقانونه ال ميكن �أن يبطل �أو‬
‫ين�سخ‪ ،‬و�أن �أ�شياعه من الطبقة العالية‪ ،‬ويف مقدمة ه�ؤالء خلفا�ؤه الأربعة الذين �أح�سنوا الإدارة ‪.‬‬
‫يقولون علمــاء الغرب ‪ :‬ومن العلماء الغربيني من يقول �أن الإرادة ‪ ،‬هي قوة م�ستقلة عن غريها وهي تظهر عندما يكون ثمة رغبة يف‬
‫العمل ‪ ،‬ومتى ظهر العقل الإرادي يحكم عليه عندئذ ب�أنه ن�ش�أ عن عاطفة وميول غريزية ‪� ،‬أو عن عقل راجح �إذا كان �صاحبه قد كبح‬
‫جماح هواه العاطفي ‪ ،‬وكان عمله �صادرا ً عن حكمة ور�ؤية ‪.‬‬
‫قيل �أن عم ُر بن العا�ص عندما دخل م�صر ‪ ،‬قيل له ‪� :‬إن بها الطعن والطاعون ‪ ،‬قال ‪� :‬إمنا جئنا للطعن والطاعون ‪ ،‬فهذا م�ضرب املثل‬
‫على قوة الإرادة و�إ�صراره لتحقيق هدفه املرجو ‪ ،‬قال املتنبيء ‪ " :‬على قدر �أهل العز ت�أتي العزائم ‪ ..‬وت�أتي على قدر الكرام املكارم ‪،‬‬
‫وتعظم يف عني ال�صغري �صغارها ‪ ..‬وت�صغر يف عني العظيم العظائم " ‪ ،‬فكل �شخ�ص داخله �إرادة ‪ ،‬لكن تتفاوت قوة هذه الإرادة ف�شخ�ص‬
‫تهتز �إرادته من ال�ضغوط اخلارجية " اخل�سارة والر�سائل ال�سلبية من الأ�صدقاء والق�صور يف جوانب خمتلفة كاملال " فيت�أثر وير�ضخ‬
‫للمعوقات و�شخ�ص يت�أثر من ال�ضغوط الداخلية النف�سية " الكلمات ال�سلبية التي يرددها ال ا�ستطيع ‪� ،‬أو الإخفاقات الفا�شلة القابعة يف‬

‫‪21‬‬
‫تابع طور نفسك‬

‫الذات " ينك�سريف �أعماقه وي�أثر على �إرادته ‪ ،‬و�شخ�ص �إرادته متذبذبة من اخلارج والداخل وهو �أ�شد �إعاقة و�أقل �إرادة ‪ ،‬ولكن‬
‫من تكمن يف �أعماقة �إرادة قوية مدعومة من الذات �أو ًال ومن اخلارج ثانيا ً وتتولد لديه قوة الثقة بقدراته فهو من ميتلك قوة‬
‫الإرادة اجلبارة ‪ ،‬و�أعلم �أن وراء كل رجل عظيم �إرادة عظيمة ‪ ،‬كان جيدونبي ‪ ،‬فقريا ً يف حياته ‪ ،‬يق�ضي �أيام ال�شتاء حايف‬
‫القدمني وكان يعمل �ست ع�شرة �ساعة كل يوم ‪ ،‬ثم غدا بقوة �إرادته ون�شاطه يف مقدمة جتار نيويورك وحاكما ً لها ‪ ،‬وع�ضوا ً‬
‫يف جمل�س الأمة ‪ ،‬وملا قال له �أبواه ‪� :‬إن النجاح يف ميدان الأدب ال يكون �إال باحتالل املكان الأول فيه ‪� ..‬أجابهما ‪� " :‬س�أحتل هذا‬
‫املكان الأول "‪ ..‬وقد احتله بقوة �إرادته‪.‬‬

‫وال�س�ؤال الآن هوكيف نقوي �إرادتنا ؟ ي�ستطيع �ضعيف الإرادة �أن يقويها بو�سائل عديدة �أهمها ‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب تق�سيم �ساعات احلياة ‪� :‬ساعات للنوم‪ ،‬و�ساعات للعمل‪ ،‬و�ساعات للراحة‪ … ،‬ويحافظ على مواعيدها ويطبقها يف‬
‫حياته‪ ،‬وميكن �أن ينق�ص تلك ال�ساعات ويزيدها يف بع�ض الأحيان ‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب و�ضع قاعدة ن�صب عينيه‪ ،‬وهي �أن يعمل كثريا ً‪ ،‬و�أن يفوق غريه يف العمل‪ ،‬لريبح املال وي�شتهر‪ ،‬ولو بعد عدة �سنني‪.‬‬
‫‪� -3‬أن يقر�أ �أح�سن ما كتب عن رجال احلزم‪ ،‬والن�شاط وقوة الإرادة يف العامل‪ ،‬ليعلم �سر جناحهم‪ ،‬وليكت�سب من �أعمالهم‬
‫ال�صاحلة ما يفيده يف دنيا ‪..‬‬
‫‪ -4‬يجب التفكري جيدا ً باخلطط املفيدة‪ ،‬ثم ال�سعي وراء تنفيذها ولو بعد حني‪ ،‬وهذا ما يجعله يتمرن على تقوية �إرادته‪.‬‬
‫‪ -5‬يجب جتنب معا�شرة املرتددين يف حياتهم‪ ،‬ال�ضعاف يف تفكريهم‪ ،‬املتقلبني يف مبادئهم‪ ،‬لأنهم بلية عليه وعلى �أنف�سهم‬
‫ووطنهم‪.‬‬
‫‪ -6‬يجب �أن يحافظ على النظام حمافظة دقيقة‪ ،‬وينظم حياته تنظيما ً عن عقل وحكمة‪ ،‬ثم التمرن على الطاعة‪ :‬طاعته‬
‫لآبائه‪ ،‬و�أ�ساتذته‪ ،‬و�أوليائه يف العمل‪ ..‬لي�صبح مثاال ً يحتذى لأوالده ومر�ؤو�سيه على ذلك‪.‬‬
‫‪ -7‬يجب االعتقاد �أن ال�سعادة يف العمل وال�شقاء يف الك�سل ‪.‬‬
‫‪ -8‬يجب �أن َي�صدُق يف الوعود‪� ،‬أي �إذا وعد يجب عليه تنفيذه‪ ،‬ولكي يتمكن من التنفيذ‪ ،‬عليه �أن يفكر مبا يعد مليا قبل منحه‬
‫لأحد‪ ،‬ف�إذا ر�آه قابال ً للتنفيذ وعد به ونفذه‪ ،‬ولو بخ�سارة تنتابه‪.‬‬
‫‪ -9‬يجب القيام بالواجبات التي عليه ونحو نف�سه‪ ،‬بحيث يكفل الراحة واالطمئنان لها‪ ،‬ثم يعنى عناية فائقة برتوي�ض ج�سمه‪،‬‬
‫و�أكل الطعام املغذي‪ ،‬وعليه القيام �أي�ضا ً مبا ينبغي نحو �أهله‪ ،‬و�أ�صدقائه‪ ،‬و�أمته بكل دقة ‪.‬‬
‫‪ -10‬يجب �أن يكون جلدا ً يف حياته‪ ،‬فاملرء الذي يتحمل �أكرث من غريه ولو بلي بال�شقاء يكون النجاح حليفه‪ ،‬يف �أكرث الأحيان‬
‫‪ -11‬يجب الوثوق بالنف�س‪ ،‬واالعتقاد �أن كل �شيء ممكن يف احلياة‪.‬‬
‫‪ -12‬يجب �أن يبتعد عن روح الت�شا�ؤم‪ ،‬و�أن يكون متفائال ً دوما ً‪ ،‬و�أن يخلق روح الفرح واملرح يف نف�سه وبيته‪ ،‬وبني �أ�صدقائه‪،‬‬
‫وليذكر دوما ً هذا البيت‪ ..‬قال املتنبي ‪ :‬ال �أ�شرئب �إىل ما مل يفت �أبدا ً ‪ ...‬وال �أبيت على ما فات ح�سراناً ‬
‫‪ -13‬يجب �أن تكون الإرادة بارزة يف �أقوالنا و�أفعالنا ويف مدار�سنا وجميع مراحل حياتنا‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫صورة وتعليق‬

‫‪23‬‬
‫قصة نجاح‬

‫المحامي الذي َغدا حلواني ًا‬


‫�إعداد ‪� /‬أ ‪ .‬ر�ؤوف �شبايك ـ م�صرى مقيم بالإمارات‬

‫بد�أ الأمريكي الأ�سمر وارن براون م�شواره الوظيفي بعد تخرجه من جامعة جورج وا�شنطن‬ ‫ ‬
‫للحقوق‪ ،‬وجناحه يف اختبار الإجازة‪ ،‬ليبد�أ العمل يف احلكومة يف ق�سم ق�ضايا الت�أمني ال�صحي‪ ،‬لكن‬
‫بعد مرور عامني عليه يف هذه الوظيفة بد�أ حما�سه يفرت‪ ،‬خالل درا�سته اجلامعية‪ ،‬كان وارن مفوها ً‬
‫ومتحدثا ً بارعا ً ‪ ،‬وكان �أغلب الظن �أن اال�ستغالل الأمثل لهذه املوهبة �سيكون يف عامل املحاماة‪ ،‬لكنه‬
‫من داخله كان ي�شعر ب�أن هناك طرق �أخرى لإ�سعاد النا�س و�إ�صالحهم غري وظيفته هذه ‪.‬‬
‫كلما متلكه امللل‪ ،‬كان وارن يغرق نف�سه يف مطبخه بني الو�صفات والطبخات‪ ،‬ثم يدعو بعدها كل وجميع‬
‫معارفه و�أ�صدقائه وجريانه لي�أتوا ويتذوقوا ما طهته يداه‪ ،‬وكانت هذه هي �أف�ضل و�سيلة يعرفها تق�ضي‬
‫له على امللل والفتور الذي كان يهبط عليه من وقت لآخر �ضيفا ثقيال ‪ ،‬ذات يوم يف وظيفته‪ ،‬ت�أخر‬
‫وارن لكي ي�ستعد جيدا ً لق�ضية حكومية مهمة‪ ،‬وبينما هو غارق حتى �أذنيه يف �أبحاثه و�أوراقه‪ ،‬وجد‬
‫وارن نف�سه وحيدا ً يف املكتب الكبري‪ ،‬رحل عنه زمال�ؤه‪ ،‬وبقي وحيدا ً‪ ،‬ثم نظر حوله وبد�أ يفكر‪ ،‬هل هذا‬
‫هو فعال ً ما يريده ؟ يف قرارة نف�سه‪ ،‬كان وارن مقتنعا ً �أن �صنعه للكعك واحللوى يف مطبخه �أف�ضل كثريا ً من هذه الوحدة القانونية ‪.‬‬
‫بعد حلظة ال�صدق مع النف�س هذه‪ ،‬ا�ستمر وارن يف وظيفته عاما ً ون�صف‪ ،‬حتى جاء مطلع العام امليالدي اجلديد ( ‪ ) 1999‬حني قرر وارن‬
‫�ساعتها �أنه �سيخ�ص�ص عامه اجلديد لتعلم �أ�سا�سيات �أعمال احللويات‪ ،‬خا�صة الكعك بال�شيكوالته‪ ،‬ملاذا الكعك بال�شيكوالته �ست�س�أل حتما ً ‪،‬‬
‫لأن وارن مل�س بنف�سه الت�أثري الإيجابي الذي يحدثه هذا الكعك على نفو�س الناظرين �إليه‪ ،‬كيف ؟ حدث ذلك يوم يف عام ‪� 1999‬أن �سافر وارن‬
‫بالطائرة ليزور �أهله‪ ،‬يف هذه ال�سفرة الحظ وارن كيف �أن جموع امل�سافرين من حوله كانت تنظر �إليه وحتيه وتبت�سم له‪ ،‬رغم �أنه اعتاد قبلها‬
‫على التجاهل و�سري الكل يف طريقه‪ ،‬ما ال�سبب ؟ يف هذه املرة حمل وارن كعكة كبرية ليهديها للأهل وزينها ب�شرائط زرقاء مزرك�شة !‬
‫كانت الكعكة هي املغناطي�س الذي جذب العيون له‪ ،‬وبعد عودته من ال�سفر‪ ،‬ا�ستمر وارن يطهو الكعك ملدة ثالثة �أيام متتالية‪ ،‬حتى �إذا كان لديه‬
‫‪ 15‬كعكة خمتلفة‪ ،‬جعلها الوليمة التي دعا �إليها جميع من يعرف‪ ،‬خالل هذا احلفل‪ ،‬طلب وارن من اجلميع �إبداء الر�أي يف �أي �صنف �أحبوه‬
‫�أكرث‪ ،‬حتى �أن بع�ضهم من حالوة الكعك طلب �شراء املزيد منه‪ ،‬يف حياة كل ع�صامي حلظة تك�شف له الطريق �إىل جتارته و�صناعته‪ ،‬ومع وارن‬
‫كانت هذه حني جاء طلب ال�شراء الأول ملنتجه‪ :‬الكعك‪ ،‬قبل هذه احلفلة‪ ،‬كان جمموع ما باعه وارن من كعك ال يزيد عن �أربعة‪� ،‬أما يف حفلته‬
‫هذه‪ ،‬فلقد ح�صل على طلبات �أ�ضعاف هذه الأربعة ويف يوم واحد ‪.‬‬

‫كان من املعتاد �أن يح�ضر يف عطلة كل �أ�سبوع واحد �أو اثنني من �أ�صدقاء وزمالء وارن لي�ساعدوه يف طهي و�صنع الكعك‪ ،‬بينما �ساعد �آخرون يف‬
‫تنظيف املكان‪ ،‬و�صممت وطبعت �أخته بطاقة عمل تعريفية له‪ ،‬يف حني كتب حمام زميل قائمة الكعك املتوفر مع �شرح وجيز لكل واحدة‪ ،‬بحلول‬
‫�شهر فرباير‪ ،‬ح�صل وارن على �أول طلب �شراء من �شخ�ص ال يعرفه ( خارج نطاق الأ�صدقاء واملعارف واجلريان )‪ ،‬يعزو وارن خربته العميقة يف‬
‫�صنع الكعك �إىل كتاب رائع �ساعده على فهم طريقة خبز الكعك‪ ،‬وجعله ُيتقن �صنعته بقوة‪� ،‬إنه كتاب فن الكعكة �أو ‪. Art of the Cake‬‬
‫لكن قبل �أن يخطو وارن �إىل خارج �أ�سوار الوظيفة‪ ،‬كان على موعد مع طبيب غرفة الطوارئ يف امل�ست�شفى ليميل عليه ويخربه ‪ :‬يا فتى‪ ،‬مل تعد‬
‫�صبيا ً �صغريا ً عمره ‪� 15‬سنة‪� ،‬إن ج�سدك ي�شكو الإرهاق الزائد‪ ،‬وعليك �أن تهدئ من �سرعتك‪ ،‬ف�أنت ال ت�شكو �سوى الإرهاق‪ .‬قبلها كان وارن‬
‫يعمل نهارا ً يف وظيفته‪ ،‬ويف امل�ساء ينغم�س يف هوايته التي �أ�صبحت جتارته اجلديدة‪ ،‬هذه االزدواجية كان لها ثمن ثقيل عليه وعلى �صحته‪� ،‬إذ‬
‫كان يعمل بدون انقطاع وبدون نوم يف عطلة نهاية الأ�سبوع‪ ،‬ليبد�أ �أ�سبوعه الوظيفي وهو مثقل بالتعب والإرهاق ‪.‬‬
‫كان وارن يقوم بعمل كل �شيء‪ ،‬من �شراء امل�ستلزمات �إىل اخلبز والعجن‪ ،‬وانتهاء بت�سليم الكعك وحت�صيل ثمنه‪ ،‬لكن الإرهاق ال�شديد كان‬
‫م�ؤ�شرا ً على �ضرورة التخل�ص من هذه االزدواجية‪ ،‬وكان على وارن �أن يختار‪� :‬إما وظيفته و�إما هوايته ! حني �أو�ضح له الطبيب علته‪� ،‬أدرك‬
‫وارن �أن الإرهاق مل يحل عليه ب�سبب الكعك الذي ي�صنعه‪ ،‬بل ب�سبب وظيفته النهارية‪ ،‬كان القرار �صعبا ً ‪� ،‬إن ترقي الدرجات العالية يف مهنة‬
‫املحاماة لي�س بالأمر ال�سهل �أو الهني‪ ،‬لكن وارن متكن من ح�سم القرار وهو ممدد على �سرير غرفة الطوارئ يف امل�ست�شفى‪ ،‬وهو اختار حبه‬

‫‪24‬‬
‫تابع قصة نجاح‬
‫ل�صنع الكعك‪ ،‬حني ي�صل البع�ض �إىل هذه املرحلة من �إدراك ما يريده يف حياته‪ ،‬جتده يندفع متخل�صا ً من وظيفته ومنطلقا ً يف طريق ما يحبه‬
‫ويريده‪ ،‬لكن وارن �أخذ الأمر بهدوء وروية‪� ،‬إذ طلب �إجازة ملدة �شهرين من وظيفته‪ ،‬لتكون مبثابة االختبار الفعلي لقراره هذا‪ ،‬ف�إن متكن من جعل‬
‫العجلة تدور وظهرت له م�ؤ�شرات �إيجابية و ربحية‪ ،‬ترك وظيفته للأبد‪ ،‬و�إال عاد لوظيفته ‪.‬‬
‫يف عام ‪2000‬م‪ ،‬وبعد مرور �شهري الإجازة‪ ،‬ا�ستقال وارين من املحاماة‪ ،‬حيث كان يبيع وقتها من الكعك ما يكفي ل�سداد الإيجار‪ ،‬بينما اعتمد‬
‫على بطاقات االئتمان ل�سداد غريها ( وهو �سلوك غري حممود ال �أن�صح به ) وا�ستمر على هذا املنوال من الكفاح قرابة عام ون�صف‪ ،‬حتى جاءت‬
‫نقطة االنفراج حني كتبت عنه �صحفية يف ق�سم الطعام يف جريدة وا�شنطن بو�ست‪ ،‬ون�شرت �صورته على غالف ملحق الطعام والأغذية‪ ،‬حتى‬
‫�أن هاتفه ا�ستمر بعدها يف تلقي االت�صاالت ملدة يومني متتاليني دون انقطاع‪ ،‬وتوالت الدعوات ال�صحفية لإجراء مقابالت معه‪ ،‬حتى �أن مبيعاته‬
‫زادت ‪� 4‬أ�ضعاف ‪.‬‬
‫يف عام ‪2002‬م‪ ،‬وبعدما انخرط يف دورة تدريبية �ساعدته على فهم متطلبات ال�شروع يف العمل احلر وو�ضع خطة عمل‪ ،‬ح�صل وارين على قر�ض‬
‫�صغري من هيئة دعم امل�شاريع ال�صغرية ( �أحب تو�ضيح معار�ضتي للقرو�ض الربوية )‪ ،‬ا�ستخدمه يف افتتاح �أول خمبز ومتجر له يف العا�صمة‬
‫وا�شنطن‪� ،‬أ�سماه حب الكعك �أو ‪ Cake Love‬ورغم حجمه ال�صغري ( �أقل من ‪ 55‬مرت ) لكنه �إحتوى على واجهة زجاجية مكنته من ر�ؤية املارة‬
‫يف ال�شارع‪ ،‬على �أن هذا احلجم ال�صغري �أي�ضا حب�س حرارة الفرن داخله‪ ،‬ما جعل وارين ي�شعر وك�أنه يف فرن كبري‪ ،‬ورغم ذلك‪ ،‬بقي وارين �سعيدا‬
‫ً جدا ً‪ ،‬فهو كان يفعل ما يحبه ويهواه‪ ،‬والأهم‪ ،‬كان يكد لبناء �شهرته و�شهرة العالمة التجارية اخلا�صة به ‪.‬‬
‫اجلدير بالذكر عن هذه املرحلة هو �أن وارين ح�صل على م�ساعدة من �صديق له متثلت يف و�ضع �أ�س�س للمحافظة على دوران املال ( ‪Cash‬‬
‫‪ ) flow‬يف م�شروع وارين النا�شئ‪ ،‬و�أق�صد بذلك �أن يكون لديه دائما ً مال ‪ /‬نقود لدفع امل�صاريف الفورية الالزمة‪ ،‬مثل فاتورة الكهرباء و�شراء‬
‫ال�سمن والدقيق وغري ذلك‪ ،‬هذه النقطة �إن مل تُدر�س بعناية وتروي‪ ،‬فقد تنهي �أي م�شروع جتاري ولو كان مب�شرا ً بالنجاح ‪.‬‬
‫بل �إن وارين يهدينا حكمة بالغة ‪� :‬إن �أ�صعب يوم مير عليك يف عملك اخلا�ص الذي حتبه ‪ ،‬لهو �أف�ضل مبراحل من �أف�ضل يوم مير عليك و�أنت موظف‬
‫ما لدى �شخ�ص ما‪ ،‬ففي عمله‪ ،‬كان وارين هو من ي�ضع القواعد‪ ،‬وي�صر على �إتباع خطوات �صارمة‪ ،‬مثل ا�ستخدام مكونات بعينها ل�صنع الكعك‪،‬‬
‫وكان يخبز بنف�سه وي�صنع ما �أمكنه من املكونات امل�ستخدمة يف خبيز هذا الكعك‪ ،‬لمِ َ ال وهو يريد تقدمي نوعية فاخرة من الكعك ‪ ،‬نوعية جتعل من‬
‫يتذوقه ي�شعر بتح�سن فوري �سريع!‪ ،‬ي�ؤكد وارين على �أن اخلبز َل ُه َو فن قائم بذاته‪ ،‬على املرء �أن يتعلمه‪ ،‬ويالحظ قواعده ‪.‬‬
‫ي�شجع وارين زبائنه على �أن يخبزوا كعكهم يف بيوتهم ب�أنف�سهم‪ ،‬ومن مكونات خام‪ ،‬وهو يدعوهم دائما ً لتجربة اجلديد‪ ،‬وا�ستعمال مكونات‬
‫جديدة‪ ،‬لكن الأهم طبيعية قدر الإمكان‪ ،‬وهو َي ْ�س َع ُد ب�أ�سئلة العمالء عن فن اخلبز و�إعداد الكعك‪ ،‬وي�سعد بالإجابة على االت�صاالت الهاتفية التي‬
‫ت َِر ُد ُه من كل الواليات‪ ،‬خا�صة تلك التي ي�شاركه �أ�صحابها حبهم لهواية �أو عمل ما‪ ،‬ورغبتهم يف �أن يفعلوا مثله‪ ،‬لكنهم يخ�شون من خ�سارة وظائفهم‬
‫املريحة !‪.‬‬
‫بعد كل هذا ال�شغف وهذه العواطف‪ ،‬من الطبيعي �أن تكون اخلطوة التالية هي التو�سع واالنت�شار‪ ،‬ويف عام ‪2002‬م افتتح وارين �أول مطعم له (‬
‫‪ ،) Love Cafe‬وبعدها بعام �أقدم على اخلطوة الأهم‪ :‬توقف عن التدخل يف اخلبيز و�إدارة املطاعم‪ ،‬فهو �أراد بناء عالمة جتارية را�سخة‬
‫يحظ خاللها ب�أي راحة �أو �إجازة‪ ،‬ورغم هفوة �أو‬ ‫و�شركة قوية ال تعتمد على فرد‪ ،‬ولذا ح�صل على �إجازته الأوىل بعد عامني من العمل ال�شاق مل َ‬
‫اثنتني من فريق �إدارة ال�شركة يف فرتة غيابه‪ ،‬لكن ال�شركة مل تنهار‪ ،‬على �أن فريق العمل لديه َت َع َّل َم �أنه حمل ثقة وارين‪ ،‬الأمر الذي انعك�س �إيجاب ًا‬
‫على روح الفريق ‪.‬‬
‫هذه الروح �ساعدت ال�شركة الوليدة على حتمل َت ِب َعات تراجع الأعمال بعد حادثة ‪� 11‬سبتمرب‪ ،‬وارتفاع �أ�سعار منتجات الألبان يف ‪2005‬م‪ ،‬لكن هذه‬
‫التقلبات من �سمات �أي ن�شاط جتاري‪ ،‬وعلى ربان ال�سفينة �أن يبحر ما بني هذه العوا�صف ويحافظ على مركبه طافية‪ ،‬وبعد مرور �سنوات على هذا‬
‫املحامي غري ال�سعيد‪� ،‬أ�صبح بعدها ع�صامي ًا �صاحب �أن�شطة جتارية متعددة وناجحة‪ ،‬انطالقا ً من خمبز �صغري �ساخن جوه يف معظم الأوقات‪،‬‬
‫�إىل لليوم‪ ,‬حيث ما يزال وارين يكتب يف مدونته‪ ،‬وله كتاب من�شور ‪.‬‬
‫ختاما‪� ،‬أريد �أن �أ�ؤكد على بع�ض النقاط‪ ،‬نعم‪ ،‬اتبع ما حتبه‪ ،‬لكن ال حترق �سفنك كلها‪ ،‬فبطلنا هنا �أخذ �إجازة طويلة من عمله‪ ،‬ليحكم بروية على‬
‫م�شروعه النا�شئ‪ ،‬وال عيب يف ُعدُو ِل َك عن تنفيذ حلمك الآن ما دمت �ستتعلم من �أخطائك وتعيد ال َك َّر َة من جديد‪ ،‬لي�س الأمر دعوة لأن ترتك‬
‫نن�س �أن زمالء وارين �ساعدوه حني‬ ‫وظيفتك‪ ،‬بل �أن تزرع بذرة الأمل‪ ،‬وتتعهدها حتى تنبت وت�صبح �شجرة وارفة‪ ،‬بدون تهور �أو تردد‪ ،‬كذلك ال َ‬
‫اتخذ قراره برتك وظيفته‪ ،‬ومل �أجد منه ذكرا ً لأي زميل عار�ضه �أو حذره �أو الم عليه ب�سبب فكرته هذه‪ ،‬بل �شجعه اجلميع و�ساعدوه لتحقيق حلمه‪،‬‬
‫وهذا ما ن�سميه �ضرورة �أن حت�سن اختيار الرفاق !‬
‫كذلك‪� ،‬أكرر اجلملة اجلميلة التي قالها وارين ‪� :‬إن �أ�صعب يوم مير عليك يف عملك اخلا�ص الذي حتبه‪ ،‬لهو �أف�ضل مبراحل من �أف�ضل يوم مير‬
‫عليك و�أنت موظف ما لدى �شخ�ص ما‪ ،‬ولو خرجت من كالمي الكثري هذا بهذه اجلملة فقط‪ ،‬فهو النجاح يل و لك مب�شيئة اهلل‪ ،‬طارد حلمك ولو‬
‫تر�ض بعبودية وظيفة‪ ،‬لقد خلقك اهلل لكي تكون حرا‪ ،‬فال ترتك تفكريك يجعلك عبدا ً ‪.‬‬ ‫�إىل املريخ‪ ،‬وال تقعد حتى حتققه‪ ،‬وال َ‬

‫‪25‬‬
‫بأقالمكم‬

‫عندما تكون قريب ًا من‬


‫القيادة !‬
‫بقلم ‪� /‬أ ‪ .‬عماد احلاج ـ غزة ـ فل�سطني‬

‫�إذا كنت "�سكرت ًريا" ً‬


‫خا�صا ملدير‪� ..‬أو مدي ًرا ملكتب وزير‪� ..‬أو م�ست�شا ًرا ل�صاحب قرار ‪� ..‬أو �صديقا حميما‪� ..‬أو كنت من املقربني املحببني‬
‫لأحد القيادات‪ ..‬ف�أنت �إذن من ذوي االحتكاك املبا�شر‪..‬مما يعني �أن �أمورا مهمة منوطة بك‪ ،‬وعبئا كبريا ترزح حتته‪.‬‬
‫�إن املدير �أو القائد �أو �صاحب القرار‪ ..‬يت�أثر ب�شكل كبري بال�شخ�صيات امللتفة حوله‪ ..‬فقد يكونوا عو ًنا له; بن�صحهم وحيادهم وقولهم‬
‫لكلمة احلق‪ ،‬وقد يكونوا على نقي�ض ذلك متاما!‬
‫ففي عهد فرعون الذي كان يقول "�أنا ربكم الأعلى" ويرف�ض كل دعوات �سيدنا مو�سى عليه ال�سالم للإميان وتوحيد اهلل مع �أنه كان يعلم‬
‫�أن الإله هو ( رب مو�سى ) وكاد �أن ي�ؤمن‪ ..‬لكنه ا�ست�شار وزيره "هامان" الذي قال له‪ :‬كيف تقبل �أن تكون عبد ًا عابد ًا بعد �أن كنت �إله ًا‬
‫معبودا ؟‪ ..‬وبهذه العبارة للوزير هامان َعدل فرعون عن عزمه‪.‬‬

‫يف حني قام اخلليفة اخلام�س عمر بن عبد العزيز ‪-‬الذي ملأ الدنيا رحمة وعدال‪ ..‬قام ‪-‬ر�ضي اهلل عنه‪ -‬بتعيني رجل �صالح و�أمني‬
‫ُيدعى( �أبا املهاجر )‪ ..‬وطلب منه مرافقته ومراقبته ف�إن ر�آه قد ّ‬
‫زل �أو ظلم فعليه �أن مي�سكه من تالبيب ثوبه ويهزّه هزا ويذكره بقوله‪:‬‬
‫اتق اهلل يا عمر ف�إنك �ستموت‪ .‬فقط هذه هي وظيفة هذا الوزير !!‬

‫كما �أنه وبعد توليه اخلالفة قال للحاجب‪ :‬اعزل نف�سك‪ ،‬قال‪ :‬ولمِ َ ؟‪ .‬قال‪ :‬ر�أيتك تت�سرت يف ظل اخليمة والنا�س يف ال�شم�س يف عهد الوليد‬
‫تعال يا فالن �أنت حاجبي ‪ ..‬فقد ر�أيتك تُكرث من قراءة القر�آن وت�صلي ال�ضحى يف مكان‬ ‫بن عبد امللك‪ ،‬واهلل ما تكون يل حاجب ًا �أبد ًا‪َ ..‬‬
‫ال يراك فيه �إال اهلل‪..‬‬

‫�إن ال ِبطانة (ال�صحبة واملقربون) ال�صاحلة للمدير �أو القائد مبفهومها احلقيقي تعني تلك البطانة التي تنبهه �إىل عيوبه قبل �أن‬
‫يكت�شفها الآخرون‪ ،‬ال �أن تكون جمرد �صحبة و�شلة بال فائدة !!‪.‬‬

‫�إن الإن�سان بطبيعته ال ي�ستطيع ر�ؤية عيوبه‪� ،‬أو اكت�شاف �أخطائه‪ ..‬لذا ف�إننا بحاجة ملن يكون يف اجلوار‪ ..‬بحاجة للن�صح والإر�شاد‪..‬‬
‫وبحاجة للتقومي‪ ،‬فذلك يقوينا وي�أخذ بيدنا �إىل طريق اخلري وال�سعادة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫لكى نتواصل‬

‫صدقنى ‪ . .‬تقدر تحقق‬


‫حلمك‬
‫بقلم ‪ /‬حممد �شاكر ـ م�صر‬
‫مدرب تنمية ذاتية‬

‫هل �أنت �شاب و�إن�سان طبيعي ؟ ال ت�سخر من �س�ؤايل �أرجوك ‪ ..‬بل حاول �أن جتيب عليه ‪ ،‬لأنه لو كانت �إجابتك بالإيجاب ف�ستكمل معي‬
‫�إىل النهاية ‪� ..‬أما �إن مل تكن كذلك‪ ،‬فلتبحث لك عن �شيء �آخر لتقر�أه‪ ،‬ودعك من هذا املو�ضوع‪ ،‬فلنفرت�ض �أنك �إن�سان و�شاب طبيعي‪،‬‬
‫فمن ال�ضروري �أن يكون لك حلم ت�سعى لتحقيقه لإيجاد معنى حلياتك‪� ،‬أما �إذا مل يكن لديك حلم من الأ�سا�س‪ ،‬وتعي�ش يف تلك احلياة‬
‫( كده وخال�ص ) ف�أرجوك يا �صديقي‪ ،‬حارب لتجد لك حلما ً‪ ،‬لأنك بدونه لن يكون حلياتك معنى‪ ،‬و�ست�صبح عالة على جمتمعك‪ ،‬و�إن‬
‫كان بداخلك ذرة من �إحرتام الذات فيجب �أن ت�سعى قدر ما ا�ستطعت لإيجاد حلمك وحتديده بدقة‪ ،‬وذلك لأن حتديد احللم هو اخلطوة‬
‫الأ�صعب يف م�شوار احلياة‪ ،‬فمن املمكن �أن يقول الإن�سان �أنه يحلم ب�أ�شياء كثرية وي�سعى لتحقيقها‪ ،‬ولكن قد تكون تلك الأحالم غري‬
‫منا�سبة له‪ ،‬فمن املهم �أن يكون حلم الفرد منا�سبا ً له حتى ميكنه حتقيقه ‪.‬‬

‫�أنت الآن قد وجدت احللم الذي تتمنى حتقيقه و�أ�صبحت على �أبواب مرحلة حماولة نقله من عامل اخليال والأحالم �إىل عامل احلقيقة‪،‬‬
‫ولكن فلتنتظر حلظات الآن‪ ،‬ليكن يف علمك �أنك لن ت�ستطيع �أن تنتزع حلمك من عقلك ووجدانك ثم ت�ضعه يف عامل الواقع وتكون بذلك‬
‫قد حققته‪� ،‬أو �أنك وب�إ�شارة من �إ�صبعك �ستحقق حلمك وتنقله �إىل حيز الوجود املادي ‪ ...‬ال‪� ،‬إن بانتظارك خطوة �سهلة‪ ،‬ولكنها مهمة‬
‫جدا ً‪� ..‬إنها التفكري‪ ،‬نعم التفكري يف كيفية حتقيق حلمك‪ ،‬و�ضع الطرق التي �ست�سلكها‪ ،‬واخلطوات التي �ستتبعها‪ ،‬وهنا يجب �أن تفكر‬
‫بدقة وتنظم �أفكارك‪ ،‬لأنها هي التي �ستحدد هل با�ستطاعتك �أن تنفذ حلمك‪� ،‬أم �أنك �ستفقده ولن ت�ستطيع حتقيقه ‪.‬‬

‫هنا ي�أتي الدور على مرحلة حماولة حتقيق احللم‪ ،‬قد يكون الطريق يف بدايته �صعبا ً ‪ ،‬ولكنه لن يكون م�ستحيال ً – لأين �أ�سا�سا ً ال‬
‫�أعرتف بامل�ستحيل – وقد تعرت�ضك عقبات‪ ،‬ولكن �إن كنت م�ؤمنا ً بحلمك‪ ،‬و�أهم �شيء يف حياتك حتقيقه‪ ،‬ف�سيكون اجتياز تلك العقبات‬
‫�أمرا ً هينا ً �سهال ً يف �سبيل و�صولك �إىل غايتك‪ ،‬فقط عليك �أن ت�صرب قليال ً ‪ ،‬وجتاهد كثريا ً يف �سبيل حلمك‪ ،‬وال تفكر قط يف التخلي‬
‫عن تنفيذ حلمك وحتقيقه ف�إنك بذلك تتخلى عن نف�سك ‪ ..‬عن كيانك ووجدانك ‪.‬‬

‫والآن ‪ ..‬هل �صدقتني ب�أنك ت�ستطيع حتقيق حلمك ؟ �إين م�ؤمن متاما ً ب�أنك ت�ستطيع‪ ،‬حتى دون �أن تقر�أ هذا املو�ضوع‪ ،‬فمن دون �أن ي�ؤثر‬
‫فيك كالمي‪� ،‬أنا جمرد �إن�سان و�شاب مثلك‪ ،‬لدي حلم و�أ�سعى لتحقيقه‪ ،‬و�أنت ‪ ..‬هل لديك حلم ؟؟‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الخلفية‬

‫أقوال تحفيزية وملهمة‬


‫بقلم ‪ /‬عبد العزيز دلول ـ قـطـر‬

‫ـ هناك �أ�شخا�ص موجودين لعرقلتك وو�ضع احلواجز �أمامك‪ ،‬ومنعك من التقدم‪ ،‬وحتقيق الفوز والنجاح ‪..‬‬
‫ـ اهتم ب�شخ�صيتك �أكرث من ال�سمعة التي تتكون عنك‪ ،‬لأن �شخ�صيتك هي ما �أنت عليه يف احلقيقة‪� ،‬أما ال�سمعة‬
‫فهي مبنية فقط على ما يظنه الآخرون عنك ‪..‬‬
‫ـ متر عليك فرتة تكون فيها م�شتت ًا ذهني ًا‪ ،‬حاول �أن جتد وتخ�ص�ص وقت لتكون مع نف�سك ب�أ�سرع وقت‪ ،‬لت�سرتجع‬
‫تركيزك نحو �أهدافك‪ ..‬والت�ست�سلم ‪.‬‬
‫ـ الكلمات الإيجابية تثري عقلك وتنع�ش روحك‪ ،‬وتولد فيك طاقة �شعورية‪ ،‬جتعلك تتمتع باحلما�س طوال يومك‪..‬‬
‫فركز على كلماتك ؟ ‪..‬‬
‫ـ هناك دوافع جتعلك تفعل �أ�شياء خيالة وم�ستحيلة‪ ،‬كي تربهن للعامل �أنك ت�ستحق �أن تكون الأف�ضل بعد �أن كنت‬
‫هام� ًشا يف حياتك‪..‬‬
‫ـ من اجلميل والرائع �أن الإن�سان ي�ستطيع �أن يبني دوافعه بنف�سه‪ ،‬لينا�ضل من �أجل �شيء ذا قيمة يف حياته‪ ،‬فابحث‬
‫عن دوافعك لتبد�أ م�شروع نف�سك‪ ،‬وحتقق �أهدافك‪..‬‬
‫ـ الإثارة هي الواقع النابع من خيالك‪ ،‬فار�سم �صور ًا ذهنية لمِ َا تريد حتقيقه �أو تكون عليه يف امل�ستقبل‪..‬‬
‫ـ �إن �أردت مناف�سة وحتدي �شخ�ص م�ستعد للقتال من �أجل الفوز‪ ،‬فعليك اال�ستعداد �أكرث منه لتحقق النجاح‪..‬‬
‫ـ �إن جرحت �صديقك يوم ًا‪ ،‬فال تفكر حلظة ب�أنك على �صواب‪ ،‬وقدم له اعتذارك ب�سرعة‪ ،‬وب�أي و�سيلة ‪..‬‬
‫ـ ابت�سامتك هي �سحرك الأقوى يف حياتك لتجذب النا�س حولك‪..‬‬
‫ـ حاول ثم حاول ‪..‬و�إن جنحت افتخر‪ ،‬و�إن ف�شلت تعلم من �أخطائك‪..‬‬
‫ـ حاول �أن جتعل مزاجك جيد ًا‪ ،‬لكي تتوا�صل بطريقة �إيجابية دائم ًا مع الآخرين‪..‬‬

‫‪28‬‬
29
‫دعـــوة‬
‫إذا كنت ترغب باملشاركة بموضوع‬
‫أو فكرة أو مالحظة أو تعليق ‪...‬‬
‫فقط راسلنا على بريد املجلة ‪:‬‬
‫‪Twrhayatk@hotmail.com‬‬
‫أو عرب التواصل بالهاتف رقم ‪:‬‬
‫‪002 / 0108750575‬‬
‫جميع احلقوق حمفوظة ©جملة طور حياتك ‪ 2006‬ـ ‪2009‬‬
‫‪Copyright © twrhayatk magazine‬‬

‫‪30‬‬

You might also like