Professional Documents
Culture Documents
قدر لي ان اكون مرافقا لمريض عزيز علي اصيب قبل سنوات بانخفاض كفائة القلب وتضخمه
نتيجة انفلونزا نزلت به اهملت في حينه لنه لم يكن يتوقع احد انها ستؤول الى هذا الحال
من التهاب القلب وانخفاض كفائته سنويا حتى وصل الى حد بات معه اجراء عمليه زراعة
القلب لبد منها في اشهر مراكز عمليات زرع العضاء في اوربا ,وهناك في ذلك المركز تم
اجراء فحوصات كثيرة للمريض قال الطبيب المشرف :ان حالة المريض تستدعي فعل عملية
زرع قلب جديد ولكن القرار النهائي ليس في يدي بل ان عليكم ان تقابلوا
البروفيسورالمسؤول وأحد اعضاء الكادر الجراحي لمثل هذه العمليات وفعل حدد لنا موعدمع
البروفيسور المذكور وكان معروف كواحد من الذين يشاركون في هذه العمليات المعقدة...قال
لنا الدكتور البروفيسور ان الفحوصات الولية التى اجريناها للمريض تؤكد حاجته لعملية زرع
قلب جديد ...ولكننا حاليا ل نستطيع ادخاله في قائمة النتظار..وهنا اصبت بخيبة امل
فسارعت للقول :كيف يا دكتور وقد قيل لنا ان حالة المريض تستدعي مبدئيا انه محتاج لعملية
زراعة قلب جديد....قال هذا صحيح ولكننا لنستطيع وضعه فورا على قائمة النتظار مالم
يمكث المريض في هذا المركز لمدة اسبوع على القل لفحصه فحصا دقيقا مرة اخرى قلت:
لكن الفحوصات كلها قد انجزت حضرة البروفيسور
قال الفحوصات المبدئية نعم ولكن ثمة فحوصات اخرة غير تقليدية يجب ان تتم على
المريض ,بل على كل اجهزته الحية من سمعية وبصرية وحسية ,و انطلق يعدد قائمة
طويله من اعضاء واجهزة حية ينبغي فحصها قبل القرار النهائي لدخال المريض او عدم
ادخاله في قائمة النتظار.
سالته :لم كل هذه الفحوصات والمريض قد خرج توا من احدى مستشفيات القلب الشهيرة
قبل القدوم الى مركزكم هذا ,وقد اجروا له كل الفحوصات قبل تحويله الى مركزكم هذا؟
قال :في هذا المركز تختلف وسائلنا التشخيصية عن اي مشفى تقليدي اخر,لن مهمتنا
هنا أن نستكشف كل مايمكن ان يعيق زراعة القلب ويؤدي بالجسم الى رفض الزائر الجديد
بل و حتى قتله ومن الطبيعي ان تكون كشوفاتنا غير تقليدية وفائقة الدقة لن المر هنا
يتعلق بالكشف عن ألتهابات او امراض مستترة خفية ,قد لتكشفها الفحوصات التقليدية
لذلك لبد من عملية مسح استكشافي تام للمريض من رأسه حتى اخمص قدميه !! وهنا
تسائلت متعجبا اذ لم يسبق لي ان سمعت بمفردات من هذا النوع"وهذه المراض الخفية او
المستترة ال نحس بها او ليس لها اعراض او اشارات تنبأنا بوجودها يا حضرة البروفيسور؟ قال
:ليس كل المراض لها اعراض يحسها النسان بل ان المشكل في بعضها انها لتتبين
بالفحص التقليدي ول يبينها ال فحص فائق وباجهزة اكثر تعقيدا........انتهى الحديث مع
البروفيسور ولكنه لم ينتهي في داخلي....فقد ظللت طول طريق العودة الى المدينة التى
جئنا منها افكر واستخلص العبرة من كلم هذا الرجل العالم..امراض او التهابات خفية
مستترة ليكشفها الفحص التقليدي؟؟ترى كم منا يحمل في داخله عناصر فنائه وهو ل
يدري؟كم منا يخفي في داخله كوامن الفناء وهو ليدري؟السنا نحن البشر بغرورنا حمقى
نمشي على حافة الهاوية دون ان ندري؟ بل نمشي على حبل نحسبه راسخا وفي الحقيقة
هو يتأرجح بنا ذات اليمين وذات الشمال ونحن لندري؟ بل نحسب انفسنا وكأننا باقون الى
البد؟
هذا الرجل العالم قدم لي رؤيا جديدة ربما لم يكن هو شخصيا يقصدها,رؤيا جديدة في
النظر الى قوله تعالى " الpذnي خlلlق lالmمlوmت lوlالmحlيlاة lلnيlبmلkوlكkم mأlيoكkم mأlحmسlن kعlمlل وlهkو lالmعlزnيز kالmغlفkورk
" الملك-الية 2فقبل ذلك اللقاء طالما تسائلت وانا امر على هذه الية الكريمة...لم يقول
تعالى انه* خلق الموت والحياة*؟ اذا كان مفهوما ان الحياة خلق وبناء وتصميم منظور
ليخفى على ذووي اللباب فكيف يكون الموت وهو نقيض الحياة وانعدامها كيانا يوصف بأنه
خلق؟؟نحن نسمي من يبنى عمارة "بناءا او معمار"ا ولكننا ل نسمي من يهدم نفس
العمارة بناءا او معمارا فكيف يقرر القران ان الموت مخلوقا مثله مثل الحياة؟؟؟؟
كان غاية ما احصله من جواب منطقي لهذا المعنى القراني جاء في تفسير قرأته مرة قرنه
المفسر مع حديث للرسول صلى ا عليه واله ,سأرويه من الذاكرة ينص على انه " سيؤتى
يوم القيامة بكبش يكون رمزا للموت يذبح بين الجنة والنار على مرأى من اهل الجنة والنار
فيقال هذا هو الموت خلقته والن اميته فيموت الموت -لن موت الموت حياة وسالب السالب
موجب ,وهكذا يبقى اهل الجنة خالدين ويبقى اهل النار خالدين " لكن المفسر لم يلحظ
ان هذا الحديث على اهميته الرمزية ...ليس هو الجواب المنطقي لهذا المضمون القرانى
العميق...الن وبعد هذه الحادثة التى رويتها لكم وكنت شاهدا فيها اظننى قد ادركت بعض
العمق المنطقي لهذا النص القرانى العظيم:
انه تعالى قد خلق – عناصر الموت -في داخلنا تمشي جنبا لجنب اي بتوازي مع عناصر
الحياة ,هذه العبرة المستخلصة من هذه الحادثة جعلتنى طيلة طريق العودة اسبح ل
تعالى واتعجب من نفسي وممن هم حولي كيف احمل عناصر موتى معي وامشي بها
دون ان ادري؟؟كم منا يحمل عناصر موته – او كفنه -معه لكنه ل يدري؟؟ انت ايها القاريء
تحمل هذه العناصر مثلما احملها انا او غيري دون ان تدري او ادري او يدري ....وليس الغرض
من هذا الكلم ان اتشائم او تتشائم في هذه الحياة ابدا ,انما اريد بهذه المقالة النصح
لنفسي اول ولغيري من المؤمنين الذي وصفهم تعالى باولي اللباب ثانيا...واخرى ابغيها من
وراء هذه الحادثة الـتأمل بعيدا عن اغراءات هذه الحياة الدنيا في عمق كلم امير المؤمنين
عليه السلم وهو ينصحنا عن رسول ا صلى ا عليه واله ) اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا
واعمل لخرتك كأنك تموت غدا(
قد ازعم ان البروفيسور الذي سمعت كلمه وبنيت عليه ما بنيت من عبرة لتعيها ال اذن
واعية قد يستغرب لو انى قلت له ان ما قلته -وانت تؤدي واجبك المهنى ازاء مريض عرض
عليك-قد قادنى الى فلسفة عميقة وهي "ان الموت والحياة مخلوقان بقوانين محكمة
تمشي جنبا الى جنب وان عناصر الموت قد صممت في اجسامنا تصميما محبكا مثلما
صممت عناصر الحياةو وفي هذا عبرة اننا مخلوقين بقصد واضح ولن نترك سدى"...وحتى ل
اظلم الرجل – ولست ادري عنه شيئا ال ماسمعت -فاقول ان بعض المشتغلين بالعلم وهم
اعرف من غيرهم بخفيات التصميم الرائع في هذا النسان وفق فلسفة الموت والحياة ,حري
بهم ان يكونوا ممن قال فيهم تعالى"انما يخشى ا من عباده العلماء" وليس ممن قال
فيهم تعالى"فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به
يستهزؤون "
لقد جعلتنى هذه الحادثة امضي عميقا وعلى مهل في العبرة الكامنة ورائها ,وقادنى تداعي
الخواطر الى تذكر قوانين الثرمو داينمك التى سبق ان درستها ,ولكن طول العهد بدراستها
انسانى ,فواحد من هذه القوانين الهامة ينبثق من قانون الثرمو داينمك الثانى و يؤكد على
نفس المعنى الذي يؤدي اليه ما قاله الدكتور العالم و ذلك هو قانون او ظاهرة النتروبيا
entropyوالذي ترجمه البعض بمفهوم العتلج وافضل لسباب لغوية ترجمته بمفهوم
الضطراب )المؤدي الى الفناء( لن الكلمة الغريقية الصلية ,تقود الى هذا المعنى وبعيدا
عن المفردات والحسابات الرياضية التى يتضمنها هذا القانون فان الدل لت الفلسفية له تقود
الى حقيقة غاية في الهمية :مامن نظام حراري او طبيعي ا و بيولوجي مغلق ال ويحمل
عناصر فناءه في داخله,لذلك تعرف النتروبيا بانها مقياس لكمية اللستقرار او الفوضى التى
يصلها النظام المغلق بعد فترة من الزمن..او بكلمات اخرى فان مانراه من نظام يبدو امامنا ثابتا
مستقرا الى البد انما يحمل عناصر النتروبيا او الفناء في داخله ذلك لن ثمةصيرورة في
داخل النظام نفسه تعمل بطريقة خفية تؤدي إلى زيادة "النتروبيا " ،أي إلى زيادة الفوضى
وإلى زيادة عدم القدرة على الستفادة من الطاقة لذلك يعرف القانون الثاني للديناميكا
الحرارية ايضا بانه قانون زيادة النتروبيا.
وتنطبق قوانين النتروبيا او الفناء على هذا النسان اسوة بغيره من الشياء ,فقانون النتروبيا
ليستثنى احدا او كما يقول القران "انك ميت وانهم ميتون" بل ان القران ليضرب لنا مثل في غاية
الروعة في قوله تعالى"او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال انى يحيي هذه ا
بعد موتها فاماته ا مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما او بعض يوم قال بل لبثت مائة عام
فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر الى حمارك ولنجعلك اية للناس وانظر الى العظام كيف
ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال اعلم ان ا على كل شيء قدير"
والعبرة في هذه الحادثة التى ابدعت الريشة القرانية في نقلها الينا ان قانون النتروبيا قد تم ايقافه
باذن خالقه من ان ينال الطعام والشراب فبقي طعامه وشرابه سنين طويلة لم يمسه الفساد ولم
يمسه الزمن الذي جعله علماء الفيزياء احد العوامل الرئيسة في قياس مقدار النتروبيا او الفناء ,فيما
كان نفس القانون ساريا بمفعوله على حمار الرجل ,فاي قدرة هذه التى تجعل نفس القانون
الفيزياوي ساريا هنا ومعطل هناك؟؟ انها نفس القدرة التى خلقت قوانين الموت والحياة تفعل
ماتشاء!!!
هل سبق لك عزيزي القاريء ان كنت مثل -ولظرف ضاغط ربما في لحظة ضعف خارجة عن ارادتك
-لمن ذكرهم القران الكريم في قصة قارون ممن كانوا يرددون كلما رؤا قارون في عربته الملكية
الفارهة وهو يجوب شوارع مصر مختال مفتخرا"يlا لlيmت lلlنlا مnثmل lمlا أkوتnي lقlارkون kإnنpه kلlذkو حlظ ƒعlظnيم‚ "اذا
كان قد سبق لك ذلك فاستمع لهذه الحكاية التى تظهر احدى اثار النتروبيا البشرية وهي تعمل
بسرعة اكثر من المعتاد.
حدثنى وكان ذلك منذثلثين سنة احد الزملء ممن كان يعمل كمهندس استشاري في احد الدوائر
الهندسية التابعة لوزارة السكان والتعمير في عهد الدكتاتور البائد يقول :كان ثمة مقاول غنى جدا
ومقرب جدا من مسؤولي النظام البائد ,وكان له ابن شاب مهندس متخرج من جامعة انكليزية ,يقوم
بمهام ابيه في حالة سفره,كان ذلك البن مثال للنسان الذي لينقصه شيء من صحة وجمال ومال
وسيارات فاخرة ,وكل ما جاء الى تلك الدائرة الهندسية كان يأتى بسيارة بموديل غير الموديل الذي
جاء به قبل,وكان يدعو احيانا بعض المهندسين الى حفلت يقيمها في قصره الفخم المترف,ومهما
كانت الغاية من وراء تلك الدعوات ال انها قد اثرت في احد المهندسين الستشاريين من ذوي الدخل
المحدود ,يقول زميلي دخلت يوما الى المكتب فوجدت هذا الزميل وهو يتضجر وكان يكلم ربه"لماذا
يا الهي جعلتنى ابنا -لفلن الفقير -الذي غادر الدنيا بل ورث استند عليه في ضروف هذه الحياة
القاسية ؟ لم لم تجعلنى ابنا للمقاول فلن الذي لينقصه في هذه الحياة شيئا من مال وصحة ,هذا
البن يسافر كلما شاء الى اي بلد ونحن محرومون من السفر في ضل هذه الحرب التى طال
امدها......الخ ذلك من شكوى يظن صاحبها انه محق فيها...يقول قلت له "اخي اتق ا ول تتضجر
واقبل بما انت فيه فلعل في المر خيرا لتراه ,لكن هذا الزميل لم يقتنع بل زاد المر وقاحة وصار
يتهم ا تعالى بالظلم.....مرت اشهر قليلة على هذه الحادثة وفي صباح يوم دخل الب المقاول
باكيا يندب حظه التعيس ويتمنى ان لم يكن له كل هذه الثروة والمال مقابل حياة ابنه الثير الى
قلبه ,وكان بهيئة لم يعهد عليها من قبل ,يقول رواي الحادثة اجتمعنا حوله نستعلم منه ماحصل فاذا
به يخبرنا ان ابنه الن في احد مستشفيات لندن يصارع الموت بسبب لوكيميا حادة اصيب به بشكل
سريع غير متوقع ولبد للب ان يسافر ليحضر عمليات متعددة تجرى له ,اذهلنا المر اذ كيف ينهار
ذلك الذي ضنناه جبل ومثال في الصحة والشباب في اشهر معدودة بل مقدمات؟ اجاب الب لقد
كان المرض كامنا لم ينتبه اليه احد وبدا مفعوله بشكل ,لم تعد العلجات معه ناجعة .....بعد اشهر
قليلة فقط يقول زميلي اعيد البن المليونير الى العراق في تابوت...حينها سألت زميلي الذي كان
يتهم ا تعالى بالظلم :اتعرف انك لو كنت انت ابن هذا المقاول المليونير ,الذي تمنيت مكانه
بالمس لكنت الن محمول على هذه الخشبة؟؟لحظت الدموع تسقط من عينيه وهو يستغفر ا
ويحمده انه لم يكن كما تمنى من قبل ويعترف على نفسه بالخطأ وسوء الظن بخالقه تعالى!!
حكايات اخرى سمعتها مثل هذه الحكاية كلها تؤكد ان النتروبيا البشرية تعمل احيانا بشكل ل
ينتبه اليه احد ,والعبرة من ورائها تعلمنا كيف ان علينا ان نعرف قدر انفسنا والمصير الذي نحن
سائرون فيه ومن ثم نتصاغر امام الذي خلق الموت والحياة ليبلونا اينا احسن عمل.
لو خيرت في اختصاص احد بعينه بهذه العبرة-بدل من الخوة المؤمنين الذين هم بهذه العبر اعرف
مني -لختصصت واحدا من نماذج التقيتها هنا في اوربا حيث اعيش ,هذه النماذج التى انقلبت
على اعقابها-مع السف -وغرتها الحياة الدنيا فصارت تتجرأ على خالقها بشكل مباشر او غير مباشر,
وكان يفترض ان تزيدها الحضارة الوربية ايمانا فوق ايمانها لكنها انقلبت وبدلت تبديل!!
-1ل اعتقد ان احدا مثقفا واعيا ل تعجبه روعة الحضارة الغربية وتلك التقنية الرائعة التى تدهش
اللباب,وفي اعتقادي الشخصي ان كل مانراه من حضارة راقية انما منشأه الفهم الصحيح لقوانين
الطبيعة التى خلقها تعالى فقدر لهم ان يكتشفوها وعرفوا كيف يستغلوها احسن الستغلل فيما
ظل القوم في عالمنا العربي او السلمي غارقين – ال فيما ندر – في سلفية فكرية مقيتة في كل
نواحي الحياة و العلمية خاصة حتى صار العلم من اعدى اعداءهم بل صاروا يتقمصون دورا كانت
الكنيسة تضطلع به فيما مضى من تاريخ اوربا و تقابل به كل فتح علمي جديد ,كل هذا صحيح ولكن
غير الصحيح ان تلتقي بنموذج مسلم ينبهر بكل هذا ,ثم ل يستحي ان يردد امامك حينما يراك تهم
بالصلة عبارة" مات الله فليعش السوبرمان" هذا النموذج قدر لي ان التقيه كزميل في العمل ,
وكنت اعرف ان قائل هذه العبارة المقيتة هو اللمانى نيتشه في كتابه " هكذا تكلم زرادشت" قلت
له ماشاء ا انت مثقف فمن اين جئت بهذه العبارة ؟ قال وجدتها على النترنيت وليس مهما من
قالها و لكنى اؤمن بها "فقائلها يقرر موت الله ,وقيام السوبرمان وهو النسان الوربي الجديد !!!
سألته اتعرف متى كتب نيتشه هذا الكتاب بالذات وهذه العبارة التى قرر فيها موت الله وقيام
السويرمان؟ قال "ل" قلت له :لقد كتب كتابه هذا وهو يعاني من اقسى نوبات السفلس الذي كان
قد اصيب به من سنوات من احدى بائعات الهوى ,وحين وصل هذا المرض الى جهازه العصبي وبدأ
يفتك بخلياه العصبية عندها صار الرجل يهذي وكأنه يفرغ نوبات اللم الذي كان يعاني منه في مثل
هذا الكلم الفارغ ,افيكون هكذا انسان ,نموذجا لك تقتدي به ول تقتدي برسول ا واهل بيته
الطهار؟؟؟ تبين لي ان هذا الزميل مسكين يتضاهر بالثقافة ولكنه غفل يردد كالببغاء مايسمعه من
غيره لكنه ل يتردد في اعلن تمرده على ا في اي عبارة يقتبسها وكل ظنه ان ل سبيل للمرض او
الفناء اليه وهو يعيش في اوربا ال بعد عمر طويل.
-2نموذج مسلم اخر من كردستان العراق ما ان وصل الى اوربا حتى بدأ يلتهم لحم الخنزير
بشراهة,ل يكتفي بذلك بل انه يستفزك بقوله ساخرا "تفضل كل معي فهذا الخنزير مذبوح على
الطريقة السلمية"وحينما تقول له اتقي ا اخي واحترم عقائد الخرين يجيبك "لقد تركنا ا في
اوطاننا وهنا نعيش بعيدا عن رقابته ونحن احرار نفعل ما نشاء"
-3نموذج لمسلم اخر اغوته الحياة هنا فاضاع هويته وبدل تبديل ,فصار مثله كمثل الكلب ان تحمل
عليه يلهث وان تتركه يلهث ,هذا النموذج كان اباه معلما للقران كما اخبرني ,مشكلته انه يشكك
بالقران نفسه ويصرح -وكان ذلك في رمضان في العام – 2004انه غير قادر على تصديق الرواية
القرانية عن خلق ادم وعصيان ابليس ,اذا كان يرى انها اسطورة من اساطير قديمة وان صدقت فان
ابليس فيها ضحية بريئة لمكر الله المقتدر حين يمارس جبروته على احد مخلوقاته ,ويزعم بناءا
على كتاب قرأه لمستشرق الماني ان ل وجود في التاريخ المصري الفرعونى لشخصية باسم
هامان التى ذكرها القران ويردد بكل وقاحة ما قاله هذا المستشرق ان هامان هو شخصية مصطنعة
وزعم ان لو كانت مثل هذه الشخصية موجودة لكان الكتاب المقدس قد نوه باسمه ,فيجعل الكتاب
المقدس حكما على القران ,بل يذهب ابعد من ذلك اذ يزعم هذا المسكين الضائع ان في القران
تناقضات كثيرة دون ان يتحرى الدقة والمانة العلمية ويتأمل في قوله تعالى"افل يتدبرون القران ولو
كان من عند غير ا لوجدوا فيه اختلفا كثيرا „ وهيهات ان يجدوا فيه اختلفا ولكن الجهل يزين
لصاحبه ماخفي عنه من اسرار الكتاب المبين.
هذه بعض النماذج التى قلت انها اجدر بان تستمع الى العبرة من وراء هذه المقالة...كي ترعوى
وتخفف من غلوائها وتعرف حدودها .
عودا على بدء اقول لقد ذكرت ان عمليات زرع القلب تعنى حاجة المريض لقلب اخر ولكن ,
من اين يأتي هذا القلب؟ يأتى من متبرعين يوصون قبل وفاتهم انهم يهبون قلوبهم لمن
يحتاجها بعد موتهم وهنا اقف اجلل واحتراما لمثل هؤلء النماذج البشرية الراقية في
انسانيتها واجد نفسي امام نموذجين متناقضين تماما احدهما هذا النموذج الواهب الذي
يوصي بقلبه بعد وفاته ليعيش به غيره والخر نموذج بغيض مقيت سالب ,يفجر نفسه
ليقتل مئات من البرياء دون ذنب ال حقدا اعمى واصرارا على ان يبقى كرسي السلطة لمن
حرضوه واغووه على اخيه الخر وزينوا له تكفيره بفتاوى شيطانية خبيثة ,ول يخفي عليكم اي
نموذج اقصد انه نموذج السلفي الوهابي الرهابي الذي هو في حسبانى اسوء نموذج
بشري عرفه تاريخ النسانية منذ خلق ادم حتى اليوم ,ال تعتقدون معي ان حذاء واحد من
هؤلء الواهبين للحياة بقبولهم التبرع بالعضاء لنقاذ غيرهم-كائنا ما كان اعتقادهم ,لهو
اطهر واشرف من تلك النفس الخبيثة الحاقدةلهؤلء الرهابيين السلفيين القتلة الذين
لكنهم يتفننون في قتل النفس التى حرم ا يزعمون انهم مسلمين ينطقون الشهادتين
,بل ترى احدهم يسارع في تفجير نفسه بالبرياء فهو ليسمى واهبا للحياة مثل النموذج
الول بل سالبا لها بغير حق ؟ بأل عليكم قارنوا بين هذين النموذجين على ضوء قوله
تعالى
من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الرض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما"
احيا الناس جميعا