You are on page 1of 12

‫نشرة غير دورية تصدر عن مركز الدراسات االشتراكية‪ ،‬صوت التيار االشتراكي الثوري في مصر‪www.e-socialists.

net ،‬‬
‫السعر‪ 1 :‬جنيه‬ ‫العدد (‪ )43‬مايو ‪2010‬‬

‫بالروح ‪ ..‬بالدم‬ ‫الخبز والحرية‬


‫الغضب الجماهيري يتصاعد بدرجة غير مسبوقة‪ ،‬ليتحول عيد‬

‫رزق عيالنا أهم‬


‫أول مايو‪ ،‬عيد العمال العالمي‪ ،‬هذا العام إلى ما يشبه مقدمات‬
‫انتفاضة جماهيرية تلوح بشائرها في األفق‪ .‬فمن كان يتخيل‬
‫احتالل عمال من محافظات مختلفة لرصيف مجلسي الشعب‬
‫والشورى لعدة شهور‪ ،‬ومن كان يحلم بأن يتصدر مطلب رفع الحد‬
‫األدنى لألجور مطالب إضرابات قطاعات من العمال والمهنيين‪،‬‬
‫هذا باإلضافة إلى كفاح اتحاد المعاشات النتزاع ثاني نقابة مستقلة‬
‫في مصر تضم ‪ 50‬ألف شخص‪.‬‬
‫من ال يشعر بحالة الغليان التي تسود البالد‪ ،‬والتي عبرت‬
‫عن نفسها‪ ،‬في اقتحام غير مسبوق لجماهير سوهاج الغاضبة‬
‫للمجلس المحلي بمدينة أخميم‪ ،‬واحتجاز رئيسه لعدة ساعات‪،‬‬
‫قبل أن تحرره قوات األمن‪ ،‬عبر مواجهات دامية مع الجماهير‪،‬‬
‫ناهيك عن مشهد بدو سيناء الغاضبين‪ ،‬على سلطة تعتبرهم‬
‫مواطنين درجة ثانية‪ ،‬كما لم يعد يفيد إنكار احتجاجات األقباط‬
‫المتكررة‪ ،‬والتي وصلت هذه المرة إلى محاصرة قسم الشرطة في‬
‫سمسطا ببني سويف‪ ،‬ورميه بالحجارة‪ ،‬تعبيرا عن رفضهم لكل‬
‫إشكال التمييز ضدهم‪.‬‬
‫نظام مبارك الذى تعود على تمثيلية «المنحة يا ريس!» يدرك‬
‫جيدا إن قواعد اللعبة اختلفت‪ ،‬وإنه في مواجهة جماهير اكتوت‬
‫بنيران الخصخصة‪ ،‬وتكتوي كل يوم بنيران األسعار‪ ،‬ولم يعد‬
‫مجديا معها المُسَكّنات ومحاوالت التالعب‪ ،‬فلم تعد لديها ما‬
‫تخسره‪ ،‬وبالرغم من إننا في عام االنتخابات البرلمانية‪ ،‬يبدو‬
‫النظام عاجزاً عن االستجابة لمطالب الجماهير المحدودة‪.‬‬
‫حركة الجماهير الغاضبة لم تعد تقبل إال باالستجابة لمطالبها‪،‬‬
‫وإال‪ ،‬فلن يوجد ما يمنعها من تنظيم االعتصامات واإلضرابات‬
‫والمظاهرات مرارا وتكرارا‪ .‬وهكذا‪ ،‬يفقد النظام قدرته تدريجيا على‬
‫السيطرة على قطاعات جماهيرية‪ ،‬طالما كانت طول الوقت تحت‬
‫طوعه‪ ،‬كالموظفين‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ولن يسمع مبارك‪ ،‬مجددا‪،‬‬
‫نداء «المنحة يا ريس!»‪ ،‬بل سيسمع هتافات ماليين العمال من‬
‫أجل تحسين حوافزهم وتطبيق قرار محكمة القضاء اإلداري برفع‬
‫الحد األدنى لألجور إلى ‪ 1200‬جنيها‪.‬‬
‫المشهد الجماهيري‪ ،‬وفي صدارته الحركة العمالية‪ ،‬يؤكد إن مصر‬
‫حُبلى بمفاجآت كبرى في المستقبل‪ ،‬ويأتي النضال االجتماعي‬
‫هذه المرة‪ ،‬متزامنا مع حركة القوى السياسية والمعارضة‪ ،‬من أجل‬
‫وقف التوريث وتغيير النظام القائم‪ ،‬هذا باإلضافة إلى مرض مبارك‬
‫وما يثيره من قلق حول عملية انتقال السلطة في البالد‪ .‬بالطبع‬
‫الحركة السياسية ما زالت نخبوية‪ ،‬ومتشككة في قدرة الجماهير‪،‬‬
‫وال تضع مطالبها على رأس أجندتها‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن الحركة‬
‫الجماهيرية ما زالت تفتقد إلى تنظيماتها النقابية والسياسية‬
‫المستقلة‪ ،‬وال تثق كثيرا في السياسيين الذين ال يهتمون إال‬

‫ال لقانون الطوارئ‬


‫بتحرير صندوق االنتخابات‪ ،‬وإطالق الحريات السياسية‪ ،‬دونما‬
‫تبني واضح لسياسات اجتماعية منحازة لكل الكادحين‪.‬‬
‫غير إن الصورة لن تقف عند هذه النقطة بل ستتطور في اتجاهات‬
‫مختلفة‪ ،‬ولكي تتطور فى اتجاه حركة الطبقة العاملة‪ ،‬وكل العاملين‬
‫بأجر‪ ،‬وبالتالي في اتجاه التغيير الحقيقي للسياسات المنحازة‬
‫لرجال األعمال‪ ،‬على المهتمين بالنضال العمالي‪ ،‬وفي القلب منهم‬
‫االشتراكيين‪ ،‬السعي لبناء حركة تغيير‪ ،‬تربط بين المطالب‬
‫الديمقراطية واالجتماعية‪ ،‬وال تتغافل عن المطالب الوطنية‪ ،‬حركة‬
‫وقودها الطبقات الشعبية وهدفها الطبقات الشعبية‪.‬‬
‫اقرأ أيضا‪ :‬أسبوع االعتصامات في قنا (ص‪،)11‬‬ ‫هذه الحركة لكي تنجح‪ ،‬ال يجب أن تتعالي على نضال الجماهير‬
‫العمالية‪ ،‬مهما بدا محدودا وجزئيا‪ ،‬وال يجب أيضا أن تسعى‬
‫حوار مع المناضل كمال خليل (ص‪)7-6‬‬ ‫إلى فرض أجندتها على حركة العمال‪ ،‬بل عليها أن تشتبك مع‬
‫نضاالت الجماهير لكي تنتصر في معركتها‪ ،‬وان تناضل معها من‬
‫أجل تنظيم نفسها‪ ،‬في أطر نقابية وسياسية‪ ،‬و حينها فحسب‪،‬‬
‫ستكون لحركة التغيير معنى وأهمية استثنائية‪ ،‬فال خالص من‬
‫االستبداد والظلم االجتماعي إال بسواعد ماليين الكادحين‪.‬‬
‫محاوالت مجاور الفاشلة لحصار النقابة المستقلة‬
‫التعامل مع أي نقابة مخالفة للشرعية‬ ‫خطت نقابة الضرائب العقارية‬
‫وذلك حفاظا على أمن وسالمة مصر‬ ‫خ��ط��وة‪ ،‬غير مسبوقة‪ ،‬ف��ي طريق‬
‫واستقرارها!‪.‬‬ ‫الحركة العمالية الصاعدة‪ ،‬بعد أن‬
‫من جانبه استكمل حسين مجاور‬ ‫نجحت ف��ي ف��رض ممثليها على‬
‫فصول التمثيلية ف��أرس��ل‪ ،‬ب��دوره‪،‬‬ ‫االتحاد األصفر‪ ،‬وعلى حكومة رجال‬
‫مذكرة إلى طارق فراج رئيس مصلحة‬ ‫األع��م��ال‪ ،‬باعتبارها أح��د الممثلين‬
‫الضرائب العقارية‪ ،‬طالبا فيه اتخاذ‬ ‫الشرعيين للعمال ف��ي البالد‪.‬‬
‫الالزم تجاه موظفي الضرائب العقارية‬ ‫وح��ض��رت ال��ورش��ة الثالثية‪ ،‬التي‬
‫حتى يتسنى للنقابة العامة للعاملين‬ ‫نظمتها منظمة العمل الدولية‪ ،‬يوم‬
‫بالمالية والضرائب واللجان النقابية‬ ‫‪ 26‬أب��ري��ل ال��م��اض��ي‪ ،‬ح��ول‪ :‬الحوار‬
‫التابعة لها القيام بدورها‪ .‬على الفور‬ ‫االجتماعي والحرية النقابية والتنمية‪،‬‬
‫‪...‬أوفد فراج نائبه مجدي زكي لكي‬ ‫هذا الحدث‪ ،‬لم يكن أحدا يتخيله‬
‫يحضر اجتماعا مع مندوبي النقابة‬ ‫منذ سنوات قليلة‪ ،‬فحتى فترة قريبة‪،‬‬
‫العامة للمالية التابعة لالتحاد العام‬ ‫كان قطاع واسع من أنصار الحركة‬
‫بحضور مجاور أكد فيه‪ :‬إن المصلحة‬ ‫العمالية‪ ،‬بل وقيادات عمالية‪ ،‬تشكك‬
‫تعترف فقط بالنقابة التابعة لالتحاد‬ ‫في إمكانية إقامة نقابات مستقلة في‬
‫العام‪ ،‬وإن النقابة المستقلة نقابة غير‬ ‫االتحاد العام‪ ،‬قبل أن تنقسم إلى‬ ‫الهجوم الذي يشنه حسين مجاور‪،‬‬ ‫مصر‪ ،‬في اللحظة الحالية‪ ،‬ناهيك‬
‫شرعية‪ ،‬وإنه سيتم خصم اشتراكات‬ ‫نقابتين‪ ،‬األولى تحمل اسم «النقابة‬ ‫رئيس االتحاد األصفر على نقابتهم‬ ‫عن استمرارها‪ ،‬وتمثيلها للعمال في‬
‫الموظفين لصالح نقابة مجاور!‬ ‫العامة للعاملين بالبنوك والتأمينات»‪،‬‬ ‫المستقلة‪ ،‬ولمنع المصلحة من خصم‬ ‫محفل هام‪ ،‬يقام على أرض مصر‪.‬‬
‫ع��ل��ى ص��ع��ي��د آخ����ر‪ ،‬ق���ال ط���ارق‬ ‫و الثانية هى «النقابة العامة للعاملين‬ ‫اشتراكات الموظفين‪ ،‬رغما عنهم‬ ‫ف��ي االج��ت��م��اع‪ ،‬هاجم أب��و عيطة‬
‫مصطفى أم��ي��ن ص��ن��دوق النقابة‬ ‫بالمالية والضرائب والجمارك»‪.‬‬ ‫لصالح نقابة مجاور‪ .‬هتف الموظفون‪:‬‬ ‫موقف وزارة القوى العاملة‪ ،‬التي‬
‫المستقلة‪« :‬يأتي التصعيد الحكومي‬ ‫كان اللواء أبو طالب محمود أبو‬ ‫«االتحاد العام شلة حرامية ‪..‬االتحاد‬ ‫رفضت استالم أوراق تأسيس نقابة‬
‫ضدنا‪ ،‬هذه المرة‪ ،‬من رئاسة الوزراء‬ ‫طالب‪ ،‬رئيس قطاع شئون مكتب‬ ‫العام سرقة علنية»‪.‬‬ ‫المعاشات‪ ،‬معتبرًا إن الدولة تقف في‬
‫م��ب��اش��رة‪ ،‬وينتهك ك��ل المواثيق‬ ‫رئيس مجلس ال���وزراء ق��د أرسل‬ ‫أش��ار عبد ال��ق��ادر ن��دا‪ ،‬أمين عام‬ ‫وجه تأسيس نقابات حقيقية‪ ،‬لكي‬
‫واألعراف الدولية والنقابية»‪ ،‬وشدد‬ ‫في خطوة غير مسبوقة‪ ،‬منذ ثالثة‬ ‫النقابة‪ :‬نجحت وقفتنا اليوم في‬ ‫ينفرد اتحاد مجاور بالساحة العمالية‪،‬‬
‫ط��ارق على إن النقابة المستقلة‬ ‫أسابيع‪ ،‬رسالة إلى مجاور يطالبه فيه‬ ‫الحصول على تعهد من طارق فراج‪،‬‬ ‫وطالب بتعديل قانون النقابات‪ ،‬لكي‬
‫ستواجه مخططات هدمها بالمزيد‬ ‫بالعمل على ضم مديريات الضرائب‬ ‫رئ��ي��س المصلحة‪ ،‬ب��ع��دم الخصم‬ ‫يتيح للعمال تشكيل نقابتهم بحرية‪،‬‬
‫من تبني مطالب الموظفين والدفاع‬ ‫العقارية‪ ،‬إلى النقابة العامة للعاملين‬ ‫من رواتب الموظفين لصالح نقابة‬ ‫بعيدًا عن وصاية أحد أي�اً ما كان‪،‬‬
‫عن مصالحهم‪ ،‬وف��ي الوقت ذاته‪،‬‬ ‫بالمالية وذلك بناء على طلب مسئول‬ ‫مجاور‪.‬‬ ‫مؤكدًا أن االتحاد ملىء بالمنتفعين‬
‫ألمح إل��ى أن النقابة ستتجه إلى‬ ‫األمن بمأمورية الضرائب العقارية‬ ‫اض���اف ن���دا‪« :‬ق��ب��ل توجهنا إلى‬ ‫من أصحاب المصالح ورجال األعمال‪،‬‬
‫ال��ق��ض��اء لكي تحصل على حكم‬ ‫بالفيوم‪ ،‬والمزكي من أحمد عبد‬ ‫المصلحة‪ ،‬احتشدنا أم��ام مجلس‬ ‫وليس من العمال «الغالبة»‪ ،‬الذين‬
‫قضائي بعدم مخالفتها للدستور لكي‬ ‫القوى عضو مجلس الشعب (وطني)‬ ‫ال���دول���ة ل��ح��ض��ور ج��ل��س��ة القضية‬ ‫يسعون إلط��ع��ام أس��ره��م‪ ،‬وضمان‬
‫تنزع فتيل األزمة‪ .‬وأضاف مصطفى‬ ‫! وأشار مسئول األمن بالفيوم في‬ ‫التي رفعتها النقابة وتطالب قيها‬ ‫معيشة كريمة لهم وحسب‪ ،‬وليس‬
‫‪ :‬مجاور وعصابته يشكلون نقابة‬ ‫رسالته إلى رئيس مجلس الوزراء‬ ‫باالعتراف بالنقابة المستقلة بعيداً‬ ‫مراكمة الثروات‪.‬‬
‫باإلكراه‪ ،‬ويستخدمون كل الوسائل‬ ‫إلى عدة اعتبارات تبرر طلبه السابق‬ ‫ع��ن التنظيم النقابى الرسمى‪،‬‬ ‫في سياق مواجهة الحرب التي‬
‫اإلدارية‪ ،‬من أجل سحب البساط من‬ ‫أهمها‪ :‬إن النقابة المستقلة‪ ،‬والتي‬ ‫كذلك إص��دار حكم محكمة يقضي‬ ‫يشنها مجاور وعصابته على النقابة‬
‫تحت أقدامنا‪ ،‬وهكذا نشهد إنشاء‬ ‫حصلت على اع��ت��راف من االتحاد‬ ‫بالتأكيد على أن النقابة المستقلة‬ ‫المستقلة‪ ،‬حاصر ما يقرب من ‪1000‬‬
‫نقابة بقرارات إداري��ة وليس بإرادة‬ ‫الدولي للخدمات‪ ،‬تعمل على التدخل‬ ‫ه��ي التي عرضت م��ش��روع إنشاء‬ ‫موظف بالضرائب العقارية‪ ،‬منذ ما‬
‫الموظفين‪ ،‬ولكن كلنا ثقة في جموع‬ ‫في شئون مصر الحبيبة ألنها عبارة‬ ‫صندوق للرعاية الصحية واالجتماعية‬ ‫يقرب من أسبوعين مبني مصلحة‬
‫الموظفين‪ ،‬الذين رأوا بأعينهم خيانة‬ ‫عن تيارات سياسية‪ ،‬ومخالفة تماما‬ ‫للعاملين بالضرائب العقارية‪ ،‬وليست‬ ‫الضرائب العقارية لمدة ساعة‪ ،‬بعد‬
‫حسين مجاور لمطالبهم‪ ،‬ورفعوا‬ ‫للعمل النقابي‪ ،‬ودعا فيها إلى قصر‬ ‫نقابة البنوك والتأمينات واألعمال‬ ‫أن احتشدوا أم��ام مجلس الدولة‪،‬‬
‫الشعار الشهير‪« :‬قولوا لفاروق‪ ..‬قولوا‬ ‫التعامل مع النقابة الشرعية‪ ،‬وعدم‬ ‫المالية السابقة‪ ،‬التى كانت تتبع‬ ‫رافعين أحذيتهم‪ ،‬احتجاجا على‬

‫طوارئهم ‪ ...‬ونضالنا‬
‫لم توقف إضرابات العمال والموظفين‪ ،‬ومظاهرات‬ ‫ال��ط��ورئ‪ ،‬الشباب ال��ذي لم يعرف س��وى عصر‬ ‫بعد أيام يتجدد العمل بقان الطوارئ المزمن‬
‫التغيير‪ ،‬جحافل األمن المركزي ومصفحاته لم‬ ‫مبارك‪ ،‬هم أول منيتقدم الصفوف اليوم‪ ،‬ويتلقون‬ ‫في مجلس الحزب الوطني ويجدد معه نظام‬
‫ترهب الحركة النضالية من أجل الحرية‪ ،‬التي‬ ‫هراوات األمن بصدور عارية‪ ،‬هم من يُساقون إلى‬ ‫الديكتاتور سياسات القمع واالستبداد‪.‬االعتقاالت‬
‫هبت رياحها‪ ،‬واشتدت يوما بعد يوم‪ ،‬لتتحو إلى‬ ‫اسجون‪ ،‬ثم يخرجون الستئناف نضالهم على‬ ‫ومالحقة المناضلين وفض المظاهرات بالقوة‬
‫عاصفة‪ ،‬تعصف بعهد االستبداد والقمع‪.‬‬ ‫الفور‪ ،‬موجهين رسالة عملية واضحة للنظام‪»:‬‬ ‫وال��س��ح��ل ف��ي ال��ش��وارع المحاكم العسكرية‬
‫إننا نعقد أمالنا على الحركة العمالية الصاعدة‬ ‫إن حالة الطوارئ لن تجدي‪ ،‬ولن تعطل مسيرة‬ ‫واالستثنائية والتعديب‪.‬السياسات التي لم‬
‫التي انتقلت اليوم من الضرابات واالعتصامات في‬ ‫النضال في مصر»‪.‬‬ ‫يستطع النظام للشعب البقاء بدونها حتى ليوم‬
‫مواقعها لمحاصرة البرلمان مجلس الوزارء لتواجه‬ ‫لن نتمنى أن يلغي النظام الديكتاتوري‬ ‫ ‬ ‫واحد ولن يستطيع‪ ،‬وليس أمامه سوى التبث‬
‫مستقبلها ومضطهديها‪ ،‬وبدأت في بناء تنظيما‬ ‫قانون الطوارئ من نفسه‪ ،‬ألن حكمه مرتبط به‪،‬‬ ‫بدرع األمن وهراوته جنبا إلى جنب مع الدعم‬
‫النقابي المستقل الدى سيقود نضالها من أجل‬ ‫وسيزول بزواله‪ .‬وهذا هو النضال الذي لم يعرقله‬ ‫األمريكي واألسرائيلي لبقائه حارسا للمصالح‬
‫عالقات عمل عادلة‪.‬‬ ‫قانون الطوارئن وهاهي ري��اح التغيير تشتدن‬ ‫االستعمارية وقيدا على إرادة الجماهير‪.‬‬
‫أملنا ينعقد على األجيال الجديدة التي تحدت‬ ‫وتضم يوما بعد يوم صفوفا جديدة من الجماهير‪،‬‬ ‫ومع تجديد قنون الطوارئ تجدد نضالنا ضد‬
‫الطوترئ ووقفت بشجاعة وجسارة في السادس‬ ‫التي ضجت بالقهر واالستغالل‪ ،‬رياح توشك أن‬ ‫سياسة االستبداد واالستغالل‪.‬طوارئهم لم توقف‬
‫من أبريل لتفضح جرائم النظام واستبداده ‪.‬أملنا‬ ‫تتحول غلى إعصار‪ ،‬لن تجدي معه الطوارئ‪ ،‬ولن‬ ‫النضال ‪ ،‬واالعتقاالت والمالحقة والتعديب لم‬
‫في الفالحين الفقراء الدين يحرسون أراضيهم‬ ‫يجد النظام ما يعصمه منها‪ .‬مددوا طوارئكم غلى‬ ‫توقف اضرابات العمال والموظفين ومظاهرات‬
‫ويقاومون خلعهم منها‪ ،‬وعلى المناضلين ضد‬ ‫األب��د‪ ،‬فلن تعيشوا من غيرها‪ ،‬وسنمدد نحن‬ ‫التغيير‪.‬صفوف األم المركزي ومصفحاته لم ترهب‬
‫االستبداد وتوريث الحكم وكل من يعلم بالحرية‬ ‫نضالنا‪ ،‬الذي نبني به مستقبل الحرية والعدالة‪.‬‬ ‫حركة النضال من جل الحرية التي هبت رياحها‬
‫والعدالة‪.‬‬ ‫هده ه طوارئهم التى احتمى بها النظام ثالثين‬ ‫وتزاد يوما بعد يييوم لتتحول لعاصفة تكنس عهد‬
‫عاما خوفا من غضب الجماهير ‪ .‬طوارؤهم لم‬ ‫االستبداد والقمع‪.‬‬
‫توقف النضال‪ ،‬االعتقاالت والمالحقة‪ ،‬والتعذيب‬ ‫هذا الجيل الجديد الذي نشأ في عهد‬ ‫ ‬

‫االشتراكي مايو ‪2010‬‬ ‫¯¯‪2‬‬


‫اشتباك‬
‫غياب عدالة التوزيع أهم أسبابه‬
‫الحد األدنى لألجور في تونس عشرين ضعف مصر‬
‫الفترة‪ .‬وآخر ما صدر‬ ‫مصطفى البسيوني‬
‫بشأن الحد األدنى‬
‫ل�لأج��ور ك���ان ص��دور‬ ‫قضية الحد األدنى لألجور المتفجرة‬
‫قرار وزير المالية رقم‬ ‫حاليا في األوس���اط العمالية والتي‬
‫‪ 544‬لسنة ‪ 2007‬بشأن‬ ‫ص��ارت شعارا في أغلب اإلضرابات‬
‫الحد األدنى واألقصى‬ ‫واالعتصامات العمالية يراها كل طرف‬
‫ألج��ر االش��ت��راك في‬ ‫مختلفة من زاويته‪.‬‬
‫التأمينات االجتماعية‪،‬‬ ‫التجمعات العمالية المختلفة ترفع‬
‫وال����ذي وض���ع ج��دوال‬ ‫شعر ‪ 1200‬جنيه شهريا ح��د أدنى‬
‫ل��ت��درج الحد األدنى‬ ‫عادل لألجور وتعتبره مطلب بسيط‬
‫ل�ل�أج���ر التأميني‬ ‫وتبرره بأن ذلك ال يعني سوى وصول‬
‫وق��ي��م��ت��ه ف���ي العام‬ ‫العامل وأسته لخط الفقر المقرر دوليا‬
‫المالي ‪ 2009‬ـ ‪»112« 2010‬‬ ‫بدوالرين في اليوم وإذا كانت أسرة‬
‫جنيه ش��ه��ري��ا‪ .‬رغم‬ ‫العامل مكونة في المتوسط من أربعة‬
‫أن هذا القرار منظم‬ ‫أفراد فالرقم المطلوب يبدو منطقي‬
‫للتأمينات االجتماعية‪،‬‬ ‫ولخصه العمال في هتافهم الشهير‬
‫ول���ي���س ل��ع�لاق��ات‬ ‫«عاوزين نوصل خط الفقر»‪.‬‬
‫العمل‪ ،‬إال أنه المؤشر‬ ‫من ناحيتها تعتبر الجهات الرسمية‬
‫ال��وح��ي��د ع��ل��ى الحد‬ ‫أن هذا المطلب غير واقعي بالمرة‪،‬‬
‫األدن����ى لألجور‬ ‫فكيف يمكن مضاعفة الحد األدنى‬
‫ح���ال���ي���ا وال�����ذي‬ ‫لألجور عشرة أضعاف دفعة واحدة‪.‬‬
‫يتضمن الحد األدنى‬ ‫وقبل أي شيء يجب التعرف كيف‬
‫ل�لأج��ر م��ض��اف��ا إليه‬ ‫تجمد الحد األدن��ى لألجور كل هذه‬
‫العالوات المضمومة‬ ‫الفترة‪.‬‬
‫سنويا‪ .‬الحد األدنى‬
‫وال��ت��ي تبيع األسمنت ف��ي الداخل‬ ‫فيها ‪ 1849‬دوالر سنويا والسنغال ‪2196‬‬ ‫لألجور الذي يتم الحديث عنه حاليا‬ ‫تجميد الحد األدنى‬
‫بأعلى من السعر العالمي وال تحتاج‬ ‫دوالر‪ ،‬واألردن ‪ 3563‬وأندونيسيا ‪2778‬‬ ‫هو ‪ 112‬جنيه وهو ما يساوي أقل من‬ ‫ص��در أول تشريع متعلق بالحد‬
‫هذا الدعم‪ ،‬والذي يوفر ‪ 20‬مليار جنيه‬ ‫ومتوسط نصيب ال��ف��رد م��ن الناتج‬ ‫‪ 245‬دوالر سنويا وه��ذه األرق��ام تبدو‬ ‫األدن���ى ل�لأج��ور ف��ي مصر ع��ام ‪1924‬‬
‫سنويا‪ .‬وإع��ادة تسعير الغاز المصدر‬ ‫القومي بها ‪ 2010‬دوالر سنويا‪.‬‬‫مرتبطة أكثر بعام ‪ 1984‬عندما تجمد‬ ‫بالقانون ‪ 358‬ال���ذي أل���زم أصحاب‬
‫للخارج ليصبح بالسعر العالمي‪ ،‬وهو ما‬ ‫إن الحد األدن��ى لألجور في مصر‬ ‫الحد األدنى لألجر‪.‬‬ ‫األعمال بصرف ع�لاوة غالء معيشة‬
‫يوفر ‪ 15‬مليار جنيه سنويا وليس من‬ ‫والذي يقل عن دوالر واحد في اليوم‬ ‫للعاملين لديهم تضاف لألجر بحيث‬
‫المنطقي أن يدعم النظام المصري‬ ‫لماذا تتدني األجور في مصر؟ وهو خط الفقر المدقع المقرر دوليا أي‬ ‫ال تقل أجورهم عن األجور التي تقررها‬
‫المستوطنيين الصهاينة من الثروات‬ ‫ولكي يتضح المستوى الفعلي للحد أن الذي يحصل عليه يعاني من الجوع‬ ‫الحكومة للعاملين لديها‪ .‬وفي عام ‪1952‬‬
‫الطبيعية المصرية‪ ،‬أو يدعم المواطن‬ ‫األدنى لألجر في مصر يمكن مقارنته وعدم سد حاجاته األساسية ال يمكن‬ ‫صر القانون رقم ‪ 187‬والذي حدد الحد‬
‫األسباني ال��ذي يفوق دخله أضعاف‬ ‫بالحد األدنى لألجور المعمول به في الدفاع عنه بأي حال من األحوال‪.‬‬ ‫األدنى للعملين بالزراعة من الرجال‬
‫الدخل في مصر‪ .‬باإلضافة للعديد من‬ ‫بعض دول العالم‪ .‬وطبعا لن نعقد‬ ‫ب‪ 18‬قرش يوميا‪ .‬وفي العام ‪ 1959‬صدر‬
‫اإلج��راءات الخاصة بإعادة النظر في‬ ‫إمكانية رفع الحد األدنى‬ ‫المقارنة مع الدول الغنية والمتقدمة‬ ‫القانون رقم ‪ 91‬بتشكيل لجنة تختص‬
‫النظام الضريبي ليكوم أكثر عدالة‪.‬‬ ‫المطلب الذي يرفعه العمال ويتمثل‬ ‫مثل الواليات المتحدة والتي يصل‬ ‫لتحديد األجور الدنيا إال أنها لم تنعقد‬
‫إن رفع الحد األدنى لألجور في مصر‬ ‫الحد األدن���ى لألجر فيها إل���ى‪ 13624‬ف��ي ‪ 1200‬جنيه شهريا ط��رح��وا معه‬ ‫ولم تتخذ أي قرارات‪.‬‬
‫بما يتناسب مع مستويات المعيشة‬ ‫دوالر سنويا‪ .‬أو سويسرا التي يصل وسائل تمويله دون أن يمثل ذلك أعباء‬ ‫وف��ي ع��ام ‪ 1971‬ص��در ال��ق��ان��ون ‪47‬‬
‫ويرضي العمال الغاضبين أصبح أمرا‬ ‫الحد األدن��ى لألجور فيها إل��ى‪ 15466‬إضافية على الموازنة أو رفع مستويات‬ ‫والقانون‪ 48‬واللذان حددا الحد األدنى‬
‫منتهيا ولم يعد أحد يجادل في حتمية‬ ‫دوالر سنويا‪ .‬ولكن تجدر المقارنة التضخم‪ ،‬وقد تضمنت المذكرة التي‬ ‫لألجور للعاملين بالحكومة والقطاع‬
‫ذل��ك ولكن إل��ى م��اذا س��ي��ؤول الحد‬ ‫مع الدول المثيلة في مستو التقدم أو أعدها الخبير االقتصادي أحمد النجار‪،‬‬ ‫العام بتسعة جنيهات‪ .‬وفي عام ‪1974‬‬
‫األدن��ى لألجر وكيف سيتم تمويله‬ ‫حتى األدنى‪ .‬مثل تنزانيا التي يصل و قدمها العمال لمجلس ال��وزراء في‬ ‫تم رفع الحد األدنى ل‪ 12‬جنيه شهريا‪.‬‬
‫فهذا ما سوف يتكشف قريبا ويتضح‬ ‫ال��ح��د األدن���ى ل�لأج��ر فيها لخمسة المظاهرة التي نظموها في الثالث‬ ‫ثم صدر القانون ‪ 64‬عام ‪ 1974‬وحدد‬
‫ما إذا كانت الحكومة قادرة على تهدئة‬ ‫أضعاف الحد األدنى لألجر في مصر من أبريل الماضي‪ ،‬إجراءات منها إلغاء‬ ‫الحد األدنى لألجور بالقطاع الخاص‬
‫العمال أم ستزيد غضبهم‪.‬‬ ‫‪ 1121‬دوالر سنويا‪ .‬أما تونس الشقيقة دعم الطاقة على شركات األسمنت‬ ‫ب ‪ 40‬قرش يوميا لتكون مساوية ألجور‬
‫فإنها ليست شقيقة في الحد األدنى‬ ‫العاملين بالحكومة والقطاع العام‪ .‬وفي‬
‫لألجور‪ ،‬إذ يصل فيها إلى ما يقرب من‬ ‫عام ‪ 1978‬تم رفع الحد األدنى لألجر‬
‫عشرين ضعف الحد األدنى لألجور‬ ‫ل‪ 16‬ثم ل‪ 20‬جنيه عام ‪ 1980‬ثم ‪ 25‬عام‬
‫في مصر ‪ .4489‬أما سوريا أو ما كان‬ ‫‪ 1918‬وأخيرا ‪ 35‬جنيه في ‪ 1984‬وفي كل‬
‫يطلق عليه أيام الوحدة العربية اإلقليم‬ ‫مرة كان يلي رفع الحد األدنى لألجر‬
‫الشمالي فإن الحد األدنى لألجور فيها‬ ‫بالحكومة والقطاع العام قانونا يرفع‬
‫يصل إلى ما يقرب من خمسة عشر‬ ‫األجر بالقطاع الخاص ليكون مساويا‬
‫ضعف الحد األدن��ى في مصر ‪3487‬‬ ‫للقطاع العام والحكومة‪ .‬والمالحظ أنه‬
‫دوالر سنويا‪ .‬ولكن الملفت لالنتباه‬ ‫بغض النظر عن القيمة إال أن الحد‬
‫أن الفارق بين متوسط نصيب الفرد‬ ‫األدنى لألجر كان يتم رفعه على فترات‬
‫من الدخل القومي في كال البلدين‬ ‫متقاربة نسبيا منذ مطلع السبعينات‬
‫ليس على تلك الدرجة من التفاوت‬ ‫وحتى عام ‪ .1984‬وفي العام ‪ 2003‬صدر‬
‫ففي مصر متوسط نصيب الفرد ‪1800‬‬ ‫قانون العمل ‪ ،12‬والذي تضمن تشكيل‬
‫دوالر سنويا وف��ي سوريا ‪ 2090‬دوالر‬ ‫مجلس قومي لألجور يختص بوضع‬
‫سنويا ه��ذا يعني أن مشكلة الحد‬ ‫الحد األدن��ى لألجور ومراجعته كل‬
‫األدن��ى لألجر في مصر ال ترتبط ال‬ ‫ث�لاث س��ن��وات إال أن المجلس لم‬
‫بالدخل القومي وال باإلمكانيات ولكن‬ ‫يتوصل لقرار موحد بشأن الحد األدنى‬
‫ترتبط أوال بالعدالة في توزيع الدخل‪.‬‬ ‫لألجور منذ تأسيسه‪ ،‬وهو ما ترتب‬
‫أما السودان فإن الحد األدنى لألجر‬ ‫عليه ثبات الحد األدنى لألجور كل تلك‬

‫‪¯¯3‬‬ ‫االشتراكي مايو ‪2010‬‬


‫تقارير وأخبار‬

‫رفعوا شعار التأميم‬


‫عمال مصر يواجهون الخصخصة‬
‫اللجنة النقابية – واستولت على مقر‬ ‫على صرف اجر ‪ 45‬يوم على سبيل‬ ‫واسترجاع مصانعنا المنهوبة ‪...‬‬ ‫بيسان كساب‬
‫اللجنة النقابية ‪.‬‬ ‫ال��ق��رض‪ ،‬في مقابل إص��راره��م على‬
‫ت��وال��ت االض��راب��ات واالحتجاجات‬ ‫ص��رف قيمة اج��ر ‪ 133‬يوما كحقوق‬ ‫(المراجل‬ ‫للغاليات‬ ‫النصر‬ ‫ج���اءت اح��ت��ج��اج��ات ع��م��ال شركة‬
‫التي وصلت الى حد قطع الطريق العام‬ ‫ملكيتهم‪.‬‬ ‫البخارية )‬ ‫طنطا للكتان و المعدات التليفونية‬
‫‪...‬وتخلل ذلك احجام المستثمر عن‬ ‫وتوالت بعدها االحتجاجات التي‬ ‫كانت تضم قبل خصخصتها – عام‬ ‫ومن قبلهم عمال غزل شبين (اندوراما‬
‫تشغيل الشركة‪ .‬وفي حين حذرت‬ ‫اس��ت��ع��ان��ت اإلدارة ف��ي مواجهتها‬ ‫‪ 1100 - 1994‬عامل سرح معظمهم بعد‬ ‫للغزل )كلها وكأنما تعيد من جديد فتح‬
‫الشركة القابضة للصناعات الكيماوية‬ ‫بالشرطة‪ ،‬التي اقتحمت الشركة‬ ‫إتمام البيع ‪ .‬وكان تقييم الشركة قد‬ ‫جرح الخصخصة عبر سنواتها المريرة‬
‫المستثمر م��ن التصرف ف��ي ارض‬ ‫وأجبرت العمال بالقوة علي فض أحد‬ ‫اسند لبيت خبرة أمريكي يتبع شركة‬ ‫الطويلة ‪،‬فبعدما كانت الخصخصة من‬
‫الشركة بدعوى ان عقد يحظر ذلك‪،‬‬ ‫إضراباتهم‪ ،‬وانتهت بموجات متتابعة‬ ‫بكتل العمالقة ‪ ،‬الذي قدر سمتها بما‬ ‫قبيل المسلمات غير القابلة للنقاش‬
‫تكشف الحقا ان العقد ينص على‬ ‫من قرارات الفصل والنقل‪ ،‬مع الحرمان‬ ‫يتراوح بين ‪ 16‬إلى ‪ 24‬مليون دوالر وهو‬ ‫خاصة خالل سنوات التسعينات التي‬
‫السماح بالتصرف في االرض بعد‬ ‫من الحوافز وبدالت االنتقال والوجبة‬ ‫سعر يل أصال عن سعر ارض الشركة‬ ‫شهدت ضعف الحركة العمالية‪ ،‬ولو‬
‫تسديد المستثمر للفارق في السعر‬ ‫والسكن‪ ،‬وصوال للجبار على التقاعد‬ ‫وحدها المطلة على النيل في منيل‬ ‫نسبيا‪ ،‬اسقط نضال العمال اإليمان‬
‫م��ع سعر االرض ف��ي اق��رب منطقة‬ ‫عبر المعاش المبكر‪ .‬في ظل إصرار‬ ‫شيحة ( الذي كان يوازي وقتها نحو ‪100‬‬ ‫بها بل ودفع للواجهة بأفكار التأميم‬
‫صناعية‪.‬‬ ‫الشركة القابضة على وصف العمال‬ ‫مليون دوالر أو ‪ 330‬مليون جنية )‪.‬‬ ‫مجددا ‪ ...‬وصار على وزير االستثمار‬
‫شركة المعدات التليفونية‬ ‫بالتدليس و رفض إطاعة تعليمات‬ ‫إال أن البيع جرى الحقا في مقابل‬ ‫على سبيل المثال ان يقف مدافعا عن‬
‫لتحقيق أعلى أرب��اح ممكنة على‬ ‫اإلدارة ‪.‬‬ ‫‪ 11‬مليون دوالر فقط باإلضافة لستة‬ ‫نفسة وعن سياسات الخصخصة امام‬
‫اإلط�لاق أسس المستثمر األردني‬ ‫طنطا للكتان‬ ‫ماليين أخ��رى مقابل بيع المخزون‬ ‫مجلس الشعب بين الحين واآلخر ‪.‬‬
‫اي��م��ن ال��ح��ج��اوي ‪ -‬ال���ذي استحوذ‬ ‫كان إقدام إدارة المستثمر السعودي‬ ‫دون ت��ق��ي��د ال��م��ش��ت��رى – شركة‬ ‫عيد العمال هذا العام يحل وعمال‬
‫على الشركة بعد خصخصتها عام‬ ‫عبد اإلل���ه الكعكي‪ ،‬ال���ذي اشترى‬ ‫بابكو األمريكية الكندية – بتسديد‬ ‫الخصخصة ينتزعون االعتراف بكذب‬
‫‪ -2000‬الشركة المصرية لتكنولوجيا‬ ‫الشركة عام ‪ ،2005‬من الشركة القابضة‬ ‫المديونيات عليها ‪.‬وانتهى األمر بعد‬ ‫ادع��اءات��ه��ا التي أطلقتها الحكومات‬
‫اإلليكترونيات بحيث تورد المهمات‬ ‫للصناعات الكيماوية على التنصل من‬ ‫تسديد تلك المديونيات لتبقي ‪2.5‬‬ ‫المتعاقبة منذ مطلع التسعينات‬
‫ال�ل�ازم���ة ف��ي االت���ص���االت للشركة‬ ‫مستحقات العمال هو الشرارة التي‬ ‫مليون جنية فقط من ثمن البيع ‪.‬‬ ‫متزامنة مع قانوني ‪ 203‬لقطاع األعمال‬
‫المصرية للمعدات التليفونية بأسعار‬ ‫أشعلت الحركة العمالية في الشركة‪.‬‬ ‫ارتبطت الصفقة باسم عبد الوهاب‬ ‫ال��ع��ام و ‪ 159‬للشركات المساهمة‬
‫مرتفعة ج��دا لتحقي أعلى األرب��اح‬ ‫ففي حين جاء اإلضراب األول لعمال‬ ‫ال��ح��ب��اك رئ��ي��س ال��ش��رك��ة القابضة‬ ‫وق��ان��ون العمل رق��م ‪ 12‬لسنة ‪2003‬‬
‫للشركة الجديدة على حساب شركة‬ ‫الشركة عام ‪ 2006‬احتجاجا على إنكار‬ ‫للصناعات الهندسية وقتها أحد رموز‬ ‫الذي أنهى على االستقرار الوظيفي‬
‫المعدات التليفونية التي حاول بذلك‬ ‫اإلدارة لبعض مستحقات العمال‪،‬‬ ‫الفساد ‪.‬‬ ‫ومنح حرية واسعة ألصحاب العمل‬
‫تخسيرها ثم تصفيتها لبيع األرض‬ ‫وانتهى بالتفاوض الذي أسفر بالفعل‬ ‫غزل شبين (اندوراما للغزل )‬ ‫ف��ي ف��ص��ل ال��ع��م��ال ‪ .‬وك��ان��ت ذروة‬
‫التي يصل سعر المتر فيها ألكثر من‬ ‫باتفاق يضمن بالفعل صرف جانبا من‬ ‫تواكب تسليم الشركة للمستثمر‬ ‫برنامج الخصخصة قد بلغتها ‪ -‬في‬
‫خمسة آالف جنية ( تطل على النيل‬ ‫تلك المستحقات‪ ،‬جاء اإلضراب التالي‬ ‫الهندي الذي أشترى ‪ %70‬من أسهمها‬ ‫عهد محمود محيي الدين أول وزير‬
‫في المعصرة )‪.‬‬ ‫عام ‪ 2007‬احتجاجا على عدم تنفيذ ما‬ ‫من الشركة القابضة للغزل والنسيج‬ ‫لالستثمار –في العام ‪ 2006-2005‬الذي‬
‫وتوالت احتجاجات العمال من ثم‬ ‫أسفر عنة التفاوض‪.‬‬ ‫مع إضراب نظمه عمالها احتجاجا على‬ ‫وصلت عدد عمليات البيع فيه إلي ما‬
‫لحماية الشركة من مصيرها خاصة‬ ‫إال أن ه��ذا اإلض���راب انتهى إلى‬ ‫ق��رار انتقال الملكية للقطاع الخاص‬ ‫يقرب من ‪ 50‬عملية صفقة ‪.‬‬
‫م��ع إح��ج��ام المستثمر ع��ن صرف‬ ‫فصل اثنين من العمال‪ ،‬فعاود العمال‬ ‫وخاصة األجنبي من حيث المبدأ‪.‬‬ ‫االشتراكي تسترجع بعض أسوأ‬
‫ال��روات��ب التي ص��ار مجرد الحصول‬ ‫اإلضراب عام ‪ 2008‬تضامنا مع زمالئهم‪،‬‬ ‫إال انهم صدموا الحقا برفض صاحب‬ ‫محطات الخصخصة ‪ ،‬ال للبكاء على ما‬
‫عليها يستدعي إضرابا شهريا تقريبا ‪.‬‬ ‫ف���ردت اإلدارة بفصل سبعة عمال‬ ‫العمل الجديد ص��رف نصيبهم من‬ ‫فات بل إلضاءة طريق الحركة العمالية‬
‫آخ��ري��ن‪ -‬م��ن بينهم عضوين في‬ ‫األرباح‪ ،‬وإصراره على أن يقتصر األمر‬ ‫على طريق وقف تلك الخصخصة بل‬

‫حلم موظفي مراكز المعلومات ‪ :‬األجر العادل و التثبيت‬


‫ولن نتنازل عنها»‪ ،‬كما أشار إلى أن‬ ‫تصوّر ‪ 32‬ألف موظف من العاملين‬
‫الموظفين يريدون إنشاء نقابة لهم‬ ‫في مراكز المعلومات‪ ،‬بالقري والمدن‬
‫بعد انتهاء االعتصام‪.‬‬ ‫أنهم قد نجوا من البطالة‪ ،‬عندما تم‬
‫يبلغ عدد مراكز المعلومات‬ ‫ ‬ ‫اختيارهم من بين ‪ 700‬ألف متقدم‪ ،‬في‬
‫‪ 1164‬م��رك��ز م��ع��ل��وم��ات‪ ،‬تعمل علي‬ ‫المسابقة التي أعلنت عنها الحكومة‬
‫ب��ي��ان��ات ‪ 4623‬ق��ري��ة‪ ،‬و‪ 180‬م��رك��زا و‬ ‫في عام‪ ،2000‬ثم اكتشفوا‪ ،‬فجأة‪ ،‬أن وزارة‬
‫‪ 213‬مدينة‪ ،‬في ‪29‬محافظة‪ .‬يحصل‬ ‫التنمية المحلية حولتهم إلي أسري‬
‫الموظف الحاصل علي مؤهل عال‬ ‫لوظيفة غير مستقرة‪ ،‬ال يتعدّى‬
‫علي ‪ 150‬جنيها كمكافأة شهرية بينما‬ ‫راتبها ‪99‬جنيها فقط‪ ،‬وال يتم صرفها‬
‫يحصل الموظف الحاصل علي مؤهل‬ ‫بانتظام‪.‬‬
‫فوق متوسط علي ‪ 120‬جنيها شهرياً‬ ‫لم يجد ه��ؤالء الموظفون سوي‬
‫ويحصل الموظف الحاصل علي مؤهل‬ ‫ال لكافة مشاكلهم‪ ،‬سواء‬ ‫اإلضراب‪ ،‬ح ً‬
‫متوسط علي ‪ 100‬جنيه شهرياً‪ .‬يُذكر‬ ‫في التعيين أو في ال��روات��ب‪ ،‬كانوا‬
‫أن مراكز المعلومات قد نجحت في‬ ‫يشعرون أن هناك من يريد التملص‬
‫حصر بيانات ‪10‬ماليين أسرة مصرية‪،‬‬ ‫من االعتراف بإنجازاتهم‪ ،‬خالل تسع‬
‫من إجمالي ‪14‬مليونا‪ ،‬كما نجحت‪،‬‬ ‫س��ن��وات‪ ،‬قاموا فيها بتحديث كافة‬
‫بالتعاون مع المجلس القومي لألمومة‬ ‫المعلومات والبيانات‪ ،‬الخاصة بقري‬
‫والطفولة‪ ،‬في حصر أع��داد الفتيات‬ ‫أسبوعين كاملين‪ ،‬وه��ددوا بتوسيع‬ ‫ينتقص فيها من حقوقهم‪ ،‬ويؤكد ان‬ ‫ومدن مصر‪ ،‬ثم قرر الموظفون تعليق‬
‫غير المتعلمات‪ ،‬وشاركت في التعداد‬ ‫االعتصام‪ ،‬والبقاء حتى ص��دور قرار‬ ‫الحكومة تعاقدت مع موظفي مراكز‬ ‫االع��ت��ص��ام‪ ،‬ال��ذي استمر ‪11‬ي��وم �اً في‬
‫السكاني لسنة ‪ ،2006‬بالتعاون مع‬ ‫رسمي بحل مشكلتهم نهائيًا‪ .‬يقول‬ ‫المعلومات‪ ،‬لمدة ‪ 10‬سنوات فقط‪ ،‬وقد‬ ‫نهاية مارس‪ ،‬عقب الجلسة الطارئة‬
‫الجهاز المركزي للتعبئة واإلحصاء‪.‬‬ ‫أحد المعتصمين ‪« :‬ندرك جيدًا أن‬ ‫انتهت مهمتهم‪ ،‬وليس لهم حق في‬ ‫للجنة ال��ق��وي العاملة بالبرلمان‪،‬‬
‫يطالب العاملون في مراكز‬ ‫ ‬ ‫الحكومة ستسعى إلى تمرير قانون‬ ‫التثبيت!‬ ‫برئاسة حسين مجاور‪ ،‬التي قررت‬
‫المعلومات بتوفير درجات مالية لهم‪،‬‬ ‫الوظيفة العامة‪ ،‬ال��ذي يؤقت العمل‪،‬‬ ‫لذلك‪ ،‬ع��اد الموظفون م��رة أخرى‬ ‫حل مشاكل الموظفين خالل ‪ 15‬يوماً‪،‬‬
‫مع تثبيتهم‪ ،‬لضمان زي��ادة رواتبهم‪،‬‬ ‫ويلغى العمل الدائم‪ ،‬لذا‪ ،‬فنحن ندرك‬ ‫ليفترشوا‪ ،‬إلى جانب إخوانهم العمال‪،‬‬ ‫ثم فوجيء الموظفون بتصريحات‬
‫وكذلك توفير تأمين صحي لهم‪.‬‬ ‫أن هذا االعتصام هو فرصتنا األخيرة‬ ‫رصيف مجلس الشعب‪ ،‬على مدى‬ ‫ألحمد درويش‪ ،‬وزير التنمية اإلدارية‪،‬‬
‫االشتراكي مايو ‪2010‬‬ ‫¯¯‪4‬‬
‫متابعات‬

‫عمال المحلة يهاجمون رئيس جهورية رجال األعمال‬


‫شهري‪ ،‬مكافأة له على نهب أراضي‬ ‫المجلس القومي لألجور‪ ،‬لوضع حد‬ ‫ال يعلم فالمصيبة أعظم‪ ،‬فعندما يصرح‬ ‫أصدر عمال وعامالت غزل المحلة‬
‫مصر بالمخالفة الصريحة للقانون ‪.‬‬ ‫أدن��ى لألجور‪ ،‬يتناسب مع األسعار‪،‬‬ ‫سيادته أن العالوة‪ %10‬فإنه يستهزئ‬ ‫بيانان هاجموا فيه قرار مبارك‪ ،‬بصرف‬
‫إخ��وان��ي العمال!‪ :‬طريقنا الوحيد‬ ‫فنريدك م��رة واح��دة أن تصدق في‬ ‫بماليين العمال والعامالت‪ ،‬ويسخر‬ ‫عالوة قيمتها ‪ ،%10‬بالرغم من االرتفاع‬
‫النتزاع الحد األدنى لألجور ‪ 1200‬جنيه‪،‬‬ ‫وع���ودك معنا نحن العمال‪..‬نحن‬ ‫من نضالهم المضني مع عصابة رجال‬ ‫الرهيب في األسعار‪ ،‬ومطالبة عمال‬
‫وتفعيل قرار المحكمة‪ ،‬وتثبيت األسعار‬ ‫العمال الذين قامت على سواعدنا‬ ‫أعماله فنحن عمال مصرن لن نرضى‬ ‫مصر برفع الحد األدن��ى لألجور إلى‬
‫هو اتحادنا نحن جميع عمال مصر‬ ‫رفعة هذا البلد‪ .‬ونحن العمال‪ ،‬سيادة‬ ‫حتى ب��ع�لاوة‪ ،%40‬أو‪ %50‬من الراتب‬ ‫‪ 1200‬جنيه‪ .‬حصلت «االشتراكي» على‬
‫وعمال المحلة‪ ،‬خلف ه��ذا المطلب‬ ‫الرئيس‪ ،‬الذين بنينا بدمائنا وعرقنا‪،‬‬ ‫األساسي‪ ،‬ولن نرضى إال بتنفيذ قرار‬ ‫نسخة من البيان‪ ،‬ال��ذي جاء تحت‬
‫ال���ع���ادل‪ ،‬الس���ت���رداد ب��ع��ض حقوقنا‬ ‫نحن وآباؤنا‪ ،‬جميع مصانع وشركات‬ ‫المحكمة بحد أدنى لألجور‪ ،‬مع تثبيت‬ ‫عنوان ‪« :‬سكت شهراً ‪..‬ونطق كفراً»‪،‬‬
‫المسلوبة‪ ،‬من أنياب تلك العصابة‬ ‫مصر‪ ،‬حتى ج��اء لصوصك األش��رار‪،‬‬ ‫األس��ع��ار‪ ،‬وإل���زام المجلس القومي‬ ‫وج��اء فيه‪»:‬إخواني عمال وعامالت‬
‫الحاكمة‪.‬‬ ‫وقاموا ببيع معظم مصانع وشركات‬ ‫لألجور باالنعقاد سنويا لمعادلة األجور‬ ‫المحلة ‪..‬م��ع��ذرة على ه��ذا العنوان‪،‬‬
‫س��ي��ادة رئ��ي��س ج��م��ه��وري��ة رج��ال‬ ‫مصر‪ ،‬حتى أراضيها وبنوكها‪ ،‬تحت‬ ‫باألسعار‪.‬‬ ‫ولكننا لم نجد غيره يعبر عن واقعنا‬
‫األعمال لخصخصة ونهب وبيع الوطن‬ ‫سمع وبصر سيادتك‪ ،‬بل لن ننافقك‬ ‫ونُ��ذك��ر س��ي��ادت��ه وع��ص��اب��ة رج��ال‬ ‫نحن العمال‪ ،‬مع هذا الحاكم الظالم‬
‫بأكمله للصهاينة وغيرهم‪ ..‬نحذرك‬ ‫س��ي��ادة ال��رئ��ي��س‪ ،‬فنقول ل��ك بكل‬ ‫أعماله‪ ،‬بالكالم المغلوط الذي يردده‬ ‫لنفسه أو ًال‪ ،‬ولجميع عمال وعامالت‬
‫نحن عمال المحلة وجميع عمال مصر‬ ‫صراحة‪ ،‬إن كل هذا يتم بعلم ومباركة‬ ‫ببغاوات نظامه‪ ،‬ومنافقي مجلس‬ ‫مصر عامة‪ ،‬وعمال غزل المحلة خاصة‪،‬‬
‫أن سكوتنا لن يطول عليك طويال‪،‬‬ ‫سيادتك‪ ،‬بدليل تكريمك ألكبر لص‬ ‫سيادته‪ ،‬من أننا دول��ة قانون ودولة‬ ‫وع��م��ال ال��ق��ط��اع ال��خ��اص بالمحلة‪،‬‬
‫فالروح قد بلغت الحناجر‪ ،‬والعمال‬ ‫أراض��ي في تاريخ مصر ومنحه أكبر‬ ‫مؤسسات‪ ،‬وأن سيادة القانون تطبق‬ ‫وغيرهم الكثير والكثير‪ ،‬فليت ذلك‬
‫لن يصبروا طويال لتحقيق مطالبهم‬ ‫وسام في الجمهورية‪ .‬تذكره سيادتك‬ ‫على الغني والفقير‪ ،‬والوزير والغفير‪،‬‬ ‫الطاغية سكت ولم ينطق بذلك الكالم‬
‫العادلة ‪..‬ول��ن يرضى عمال مصر إال‬ ‫أم أن المرض الذي ابتالك به المولى‬ ‫فها نحن يا سيادة الرئيس انتزعنا‬ ‫غير المسئول‪ ،‬وغير المطابق لواقع‬
‫بتحقيق حكم القضاء المنصف والعادل‬ ‫عز وجل قد أنساك محمد إبراهيم‬ ‫حكما عادال من رجال القضاء العادلن‬ ‫عمال المحلة‪ ،‬بل لعمال مصر جميعا‬
‫‪ ....‬وإال ‪...‬‬ ‫سليمان‪ ،‬صاحب المليون جنيه راتب‬ ‫إللزام سيادتك ورئيس وزرائك بعقد‬ ‫فإن كان يعلم فتلك مصيبة‪ ،‬وإن كان‬

‫عمال المعدات التليفونية يواصلون النضال‬


‫بكرى إن رئيس الشركة خربها بعد أن حقق ‪480‬‬ ‫السفر‪ ،‬بالتوازى مع التحقيقات التى تجريها نيابة‬ ‫رفض عمال المعدات التليفونية الخضوع للضغوط‬
‫مليون جنيه أرباح‪ ،‬واآلن يحاول بيعها أو االنسحاب‬ ‫األم��وال العامة العليا معه‪ ،‬بشأن المخالفات التى‬ ‫التي تمارَس ضدهم‪ ،‬من أجل فض اعتصامهم‬
‫منهان والتخلى عن العمالة‪ ،‬وهو ما اعترض عليه‬ ‫ارتكبها بالشركة‪ ،‬التي تعد إهدارا للمال العام وإضرارا‬ ‫أمام مجلس الشعب‪ ،‬وأصرّوا على استمرارهم في‬
‫المهندس أيمن‪.‬‬ ‫بمصالح العمال‪.‬‬ ‫االعتصام‪ ،‬مما أجبر إدارة الشركة واللجنة النقابية‬
‫ك��ش��ف ع��ب��د ال��ن��ب��ى ف���رج‪ ،‬مستشار الشركة‬ ‫كانت عائشة عبد الهادى وزي��رة القوى العاملة‬ ‫على صرف الرواتب‪.‬‬
‫القابضة للصناعات الهندسية‪ ،‬خالل االجتماع‪ ،‬أنه‬ ‫والهجرة قد تقدمت ببالغ إلى النائب العام‪ ،‬ضد‬ ‫كان العمال قد رفعوا نعشاً يمثل شركتهم‪ ،‬وذلك‬
‫فى شهر أغسطس عام ‪ ،2009‬تقدم مجلس إدارة‬ ‫الحجاوى‪ ،‬بسبب المخالفات‪ ،‬التي تسببت فى‬ ‫فى وقفتهم االحتجاجية أمام مجلس الشعب‪ ،‬كتب‬
‫شركة المعدات‪ ،‬برئاسة الحجاوي بطلب إلى وزير‬ ‫خسارة الشركة ‪ 220‬مليون جنيه‪ ،‬ديون معلقة على‬ ‫العمال على النعش‪»:‬إنا هلل وإنا إليه راجعون‪ ،‬توفيت‬
‫االستثمار‪ ،‬ببيع أرض الشركة‪ ،‬ورفضت الشركة‬ ‫الشركة من ضرائب وأموال بنوك وتأمينات للعاملين‪،‬‬ ‫الى رحمة اهلل الشركة المصرية لصناعة المعدات‬
‫القابضة هذا الطلب‪ ،‬وأخطرت محافظ حلوان باتخاذ‬ ‫إضافة إلى اإلضرار بالشركة وبحقوق العمال‪ ،‬وهو ما‬ ‫التليفونية‪ ،‬والعزاء على رصيف مجلس الشعب»‪.‬‬
‫اإلجراءات الالزمة لعدم بيع األراضى‪.‬‬ ‫يخالف البنود الواردة فى عقد تخصيص الشركة‪،‬‬ ‫كان العمال‪ ،‬قد قاموا بقطع طريق مصر‬ ‫ ‬
‫يُذكر أن الشركة تم خصخصتها عام‪،2000‬‬ ‫ ‬ ‫وكذلك اعتزام «الحجاوى» بيع األرض المقامة عليها‬ ‫حلوان من ناحية كورنيش النيل‪ ،‬في يناير‪،2010‬‬
‫وق��ام العمال بتنظيم أكثر من إض��راب واعتصام ‪،‬‬ ‫الشركة‪ ،‬والواقعة على النيل‪ ،‬التي ارتفع سعرها‪،‬‬ ‫احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم ومحاوالت إدارة‬
‫خالل السنوات الماضية‪ ،‬احتجاجاً علي تأخر صرف‬ ‫واالنتقال إلى منطقة صناعية بعيدة‪.‬‬ ‫الشركة بيع األرض واالستفادة بارتفاع ثمنها‪.‬‬
‫الحوافز‪ ،‬وحرمان العمالة الجديدة التي التحقت‬ ‫كانت لجنة القوى العاملة والهجرة قد شهدت‬ ‫أمر النائب العام‪ ،‬المستشار عبد المجيد محمود‪،‬‬
‫بالشركة بعد خصخصتها من العالوة الدورية‪.‬‬ ‫يوم ‪ 24‬يناير الماضين مشادات ساخنة بين النائب‬ ‫ب��إدراج اسم المستثمر األردن��ى أيمن الحجاوى‪،‬‬
‫مصطفى ب��ك��ري‪ ،‬والمهندس أي��م��ن الحجاوي‪،‬‬ ‫رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لصناعة‬
‫رئيس الشركة المصرية للمعدات التليفونية‪ ،‬قال‬ ‫المعدات التليفونية‪ ،‬على قائمة الممنوعين من‬

‫العمال المعتصمون على رصيف مجلس الشعب ‪:‬‬

‫خطاب مبارك لن يختلف عن المعتاد‬


‫ع��دة س��ن��وات ‪ ,‬وت��س��أل أح��د عمال‬ ‫والعمال نايمين على الرصيف « حيث‬ ‫وأكد إن أسرهم ستنضم إليهم في‬ ‫يترقب عمال ش��رك��ات النوبارية‬
‫شركة المعدات التلفونية كيف سيلقى‬ ‫وعد الرئيس في خطاب العيد السابق‬ ‫عيد العمال إلب��راز حجم االنتهاكات‬ ‫و ال��م��ع��دات التليفونية و تحسين‬
‫الرئيس خطابه والعمال نايمين على‬ ‫بحل جميع المشاكل المتعلقة بالعمال‬ ‫ال��ت��ي يتعرضوا لها ‪ ,‬أم��ا هند عبد‬ ‫األراضي و موظفي التنمية المحلية ‪,‬‬
‫الرصيف الخطاب واالح��ت��ف��ال مش‬ ‫‪ ,‬ليتسأل مرة ثانية « أين الحل الذي‬ ‫الجواد فتأمل أن يسعى مبارك لحل‬ ‫خطاب الرئيس مبارك أثناء االحتفال‬
‫لينا ده ليهم ‪ ,‬وأضاف يجب أن تحل‬ ‫وعد به سيادته « ‪.‬‬ ‫مشاكلهم ‪ ,‬إيمانا منه بحقوق عمال‬ ‫بعيد العمال ‪ ,‬الجميع ينتظر أن ينظر‬
‫بالبداية مشاكل العمال قبل إلقاء‬ ‫أم��ا جمال أحمد فشدد على إن‬ ‫مصر ‪ ,‬مضيفة بأن مطالبهم عملية‬ ‫إليهم بنوع من الحكمة ’ لكنهم‬
‫الخطاب واالحتفال بعيد وهمي ‪.‬‬ ‫خطاب الرئيس لن يحتوى على أي‬ ‫بحتة ‪ ,‬وأنهم بانتظار رد من مجلس‬ ‫اتفقوا جميعا بأنهم أصحاب حق ‪,‬‬
‫أختلف رأى العمال المعتصمين بين‬ ‫جديد ‪ ,‬حتى مع تصريحه بالعالوة‬ ‫الشعب و مجلس الوزراء بجانب وزارة‬ ‫بينهم من ينتظر موقف حاسم من‬
‫من لديهم بصيص من األمل في أن‬ ‫قائال « فين العالوة وإحنا لم نأخذ‬ ‫المالية لتحقيق مطالبهم ’ أما عن‬ ‫الرئيس مبارك ‪ ,‬لكن األغلبية تعلم‬
‫يحتوى خطاب الرئيس على أي بادرة‬ ‫المرتب منذ خمس وعشرون شهرا‬ ‫االحتفال بعيد العمال صرحت بأنها‬ ‫موقفه جيدا ‪ ,‬قبل حتى إلقاء خطابه‪,‬‬
‫ايجابية تجاه مشاكل العمال وبين‬ ‫« ‪ ,‬وبدأ عادل عبد السيد كالمه « لن‬ ‫ستحتفل هي وأسرتها بجوار مجلس‬ ‫فهم معتصمون منذ فترة ولم ينظر‬
‫مؤكدين بأن الخطاب واالحتفال لن‬ ‫يخرج الرئيس عن السيناريو المعتاد‬ ‫الشعب ‪ ,‬وألتقط منها السيد صابر‬ ‫لمطالبهم المشروعة أي مسئول‬
‫يحل أيا من مشاكلهم ‪ ,‬لكن الجميع‬ ‫حين يتسأل أح��د الموجدين عن‬ ‫ط��رف الحديث قائال ‪ :‬ب��أن خطاب‬ ‫‪.‬وكانت أرائهم كالتالي ‪:‬‬
‫اتفقوا على أنهم سيحتفلون وذويهم‬ ‫المنحة ‪ ,‬فيصرح الرئيس بأن المنحة‬ ‫الرئيس سيحتوى على االنجازات‬ ‫نبيل سعيد « م��وظ��ف بالتنمية‬
‫على أرصفة الشارع ‪ ,‬وأكدوا أنهم لن‬ ‫حق من حقوق العمال ويكمل خطابة‬ ‫فقط دون النظر إلينا نهائيا‪ ،‬وأضاف‬ ‫المحلية « ‪ :‬أكد على أهمية أن يتضمن‬
‫يتنازلوا عن تلك الحقوق حتى ولو‬ ‫المعتاد أيضا « ‪ ,‬ورغم استمرار تلك‬ ‫بغضب شديد بأنه سيحتفل بالعيد‬ ‫خطاب مبارك عن حلول لمشاكل‬
‫أدى األمر إلى اإلضراب عن الطعام ‪,‬‬ ‫السيناريو لم يخلوا كالم عبد السيد‬ ‫على األرصفة برفقة أسرته‪ ,‬أما عمال‬ ‫ال��ع��م��ال ف��ي عيدهم ‪ ,‬مستشهدا‬
‫أيمانا منهم بحقهم المشروع ‪.‬‬ ‫من أمله بموقف حاسم من الرئيس‬ ‫شركة النوبارية فتسأل ناجى سليمان‬ ‫بوجودهم على األرصفة في حين‬
‫يعطى العمال حقوقهم المهدرة منذ‬ ‫« م��اذا سيقول الرئيس في خطابه‬ ‫تحتفل أجهزة الدولة بعيد العمال ‪,‬‬

‫‪¯¯5‬‬ ‫االشتراكي مايو ‪2010‬‬


‫حوار‬

‫حـــوار مع المــناضـــل كــمــال خــلـيـل‬


‫إلى أن يزداد الثري ثراءا‪ ،‬ويزداد الفقير‬ ‫ال��وف��د‪ ،‬وغ��ي��ره م��ن األح����زاب‪ ،‬ركوب‬ ‫ف��ي ت��اري��خ مصر الحديث‪ ،‬ناضل‬ ‫حاوره‪ :‬محمد حسني‬
‫فقرا‪ ،‬فقد كان برنامجهم‪ ،‬على درجة‬ ‫الحركة العمالية‪ .‬وقد ح��اول العمال‬ ‫العمال‪ ،‬منذ نهاية القرن التاسع عشر‪،‬‬
‫عالية من النضج‪ ،‬رغم حرمانهم من‬ ‫منذ منتصف الثالثينيات تقريبا‪ ،‬أن‬ ‫هناك الكثير من القوى الوطنية في مواجهة االستغالل الرأسمالي‪،‬‬
‫تأسيس حزبهم‪.‬‬ ‫يخرجوا من وصاية األحزاب السياسية‪،‬‬ ‫التي تطالب بالتغيير‪ ،‬ولكن لم وبرغم الظروف شديدة القسوة‪ ،‬من‬
‫اال يمكن ال��ق��ول أن المناخ‬ ‫تتشكل حتى اآلن‪ ،‬قوة التغيير‬
‫الليبرالي قبل ‪ ،1952‬هو السبب في‬ ‫الحقيقية في المجتمع‪ ،‬وهي قوة‬
‫انتعاش الحركة العمالية؟‬ ‫العمال والفالحين والطبقات‬
‫برغم تأميم الحياة السياسية طيلة‬ ‫الشعبية‪ ،‬فال تزال حركة التغيير‪،‬‬
‫أكثر من خمسين عاما‪ ،‬كان العمال‬ ‫في أوس��اط النخب السياسية‬
‫طليعة ال��ق��وى المناضلة‪ ،‬وه��م من‬ ‫وال��م��ث��ق��ف��ي��ن‪ .‬ه��ن��اك معطى‬
‫واج��ه��وا ال��ع��دوان الثالثي‪ ،‬وه��م من‬ ‫جديد‪ ،‬وهو حركة االحتجاجات‬
‫قاطعوا زيارة نافون الصهيوني لمصنع‬ ‫االجتماعية‪ ،‬منذ نهاية‪ ،2006‬من‬
‫الحديد والصلب‪ .‬وبنظرة عامة‪ ،‬فقد‬ ‫عمال وفالحين وموظفين‪ ،‬هذه‬
‫حرمتهم جميع السلطات من حقوقهم‬ ‫الحركة ال تزال في مهدها‪ ،‬تسعى‬
‫ف��ي اإلض���راب والتنظيم المستقل‪،‬‬ ‫من أجل تنظيم نفسها‪ ،‬في نقابات‬
‫لكنهم ناضلوا من أج��ل انتزاع هذا‬ ‫مستقلة‪ ،‬في مواجهة نقابات الدولة‪،‬‬
‫الحق‪ ،‬وهم اآلن على أول الطريق‪،‬‬ ‫وإن لم تبلور برنامجها السياسي‬
‫وسيأتي اليوم الذي سيشكلون فيه‬ ‫بعد ‪ ،‬لكنها هي األمل في تغيير‬
‫حزبهم السياسي‪.‬‬ ‫شعبي حقيقي‪ ،‬من أسفل‪ .‬ماهي‬
‫هناك أكثر من لحظة كانت مصر‬ ‫الخطوات التي يمكن اتخاذها في‬
‫فيها على شفا ث��ورة ج��ذري��ة‪ ،‬وفي‬ ‫هذا االتجاه؟‬
‫‪ ،1919‬جاء اإلنجليز‪ ،‬بشخصية تحقق‬ ‫من ال��ض��روري للمثقفين والنخب‬
‫مصالحهم‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬غير‬ ‫السياسية أن تلتحم بقوى التغيير‬
‫م��رف��وض��ة م��ن الجماهير‪ ،‬ب��ل تجد‬ ‫الحقيقي‪ ،‬من عمال وفالحين‪ ،‬هذا‬
‫ترحيبا‪ ،‬والنتيجة كانت معروفة‪ ،‬وفي‬ ‫التالحم لن يتم إال إذا كانت رؤية‬
‫الفترة من ‪ 1946‬فصاعدا‪ ،‬كانت مصر‬ ‫والنبيل عباس حليم‪ ،‬إال أنهم وجهوا‬ ‫التغيير متجاوبة مع مطالب الطبقات استعمار بريطاني‪ ،‬وحكم اسرة محمد‬
‫على شفا ثورة ايضا‪ ،‬وكانت النتيجة‬ ‫باالضطهاد‪ ،‬وت��م اإلط��اح��ة بمرشح‬ ‫الشعبية‪ .‬فشعارات «ال للتمديد‪ ..‬ع��ل��ي‪ ،‬وت���ردي األح����وال االقتصادية‬
‫ركة الضباط األحرار‪ ،‬بما لها وعليها!‪.‬‬ ‫العمال في إحدى دوائ��ر االسكندرية‬ ‫ال للتوريث»‪ ،‬و»نزاهة االنتخابات»‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬فقد نجح العمال في‬
‫اي قوة ستناور على العمال بتبني‬ ‫بعد نجاحة في البرلمان‪ .‬رغم ذلك‪،‬‬ ‫وم��ا ش��اب��ه‪ ،‬ه��ي ش��ع��ارات صحيحة‪ ،‬تأسيس اتحاد نقابي خ��اص بهم‪.‬‬
‫م��ط��ال��ب��ه��م‪ ،‬ث��م م��ح��اول��ة خداعهم‬ ‫فقد شكل ال��ع��م��ال ال��م��ص��ري��ون مع‬ ‫لكنها قاصرة‪ ،‬حيث تركز على بعض والعمال والطلبة‪ ،‬إلى جانب الفالحين‪،‬‬
‫وااللتفاف عليهم‪ ،‬لن تنجح في ذلك‬ ‫الطلبة‪ ،‬اللجنة الوطنية للطلبة والعمال‬ ‫المطالب الوطنية‪ ،‬وتغفل عن المطالب وال��ب��دو‪ ،‬هم الذين قاموا بثورة‪،1919‬‬
‫طيلة الوقت‪ ،‬فالعمال يتميزون عن‬ ‫في ‪ ،1946‬وطرحوا برنامج سياسي‪،‬‬ ‫االق��ت��ص��ادي��ة واالج��ت��م��اع��ي��ة للقاعدة ولوالهم لم يكن االحتجاج على نفي‬
‫المثقفين بأنهم طبقة ثورية‪ ،‬يتحركون‬ ‫لم يطرحه أي حزب رسمي وقتها‪،‬‬ ‫العريضة من الشعب المصري‪ .‬فالواقع سعد زغلول ليتعدى بعض المظاهرات‬
‫بحسم‪ ،‬والممارسة وال��ح��رك��ة في‬ ‫حيث رفعت شعار «االستقالل التام‪..‬‬ ‫ف��ي ح��اج��ة ملحة لبرنامج شعبي الطالبية‪ .‬وبعد انتهاء الثورة‪ ،‬وإعادة‬
‫الشارع تكشف حقيقة أي مخادع‪ .‬إن‬ ‫والجالء بالدماء»‪ ،‬إلى جانب المطالبة‬ ‫متكامل‪ ،‬يطرح وجهة نظر ثورية‪ ،‬البريطانيين لسعد‪ ،‬ثم تشكيل أول‬
‫الضامن لعدم تعرض العمال لخديعة‪،‬‬ ‫بتأميم قناة السويسن وإصالح زراعي‬ ‫حول قضايا مثل السياسة االقتصادية حكومة وفدية‪ ،‬كانت «هدية» سعد‬
‫ه��و وج���ود تنظيم نقابي مستقل‪،‬‬ ‫جذري في الريف المصري‪ ،‬فقد أدركوا‬ ‫العامة‪ ،‬وقضايا العمال والفالحين‪ ،‬للعمال هي حل اتحادهم الذي ضم‬
‫وح��زب سياسي يعبر عنهم بحق‪،‬‬ ‫أن الواقع المصرين وقتها‪ ،‬كان يؤدي‬ ‫وقضية الصراع مع عدونا الصهيوني‪ ،‬أكثر من ثالثة آالف عامل‪ .‬وقد حاول‬
‫ومواجهة حالة الهيمنة والتبعية لإلدارة‬
‫األمريكية‪ ،‬وي��ط��رح مضمون واضح‬
‫لقضايا العدالة االجتماعية‪ ،‬بالنسبة‬
‫للعمال والفالحين والصحة والسكان‪...‬‬
‫برنامج يوجه سهام النقد للطائفية‬
‫المنتشرة في المجتمع‪ ،‬وم��ن أجل‬
‫رفع الظلم عن األقباط‪ ،‬وعن المرأة‬
‫المصرية‪ ،‬ومن أجل سكان األقاليم‪،‬‬
‫واألطراف‪ ،‬المحرومون من الخدمات‬
‫والمرافق‪.‬‬
‫وماذا عن النظام الحاكم؟‬
‫ال يغيب عن أح��د أن ه��ذا النظام‬
‫م��ت��زي��ل األم��ري��ك��ان وم��ت��ح��ال��ف مع‬
‫الصهاينة‪ ،‬يقدم لهم التهاني بمناسبة‬
‫احتفالهم باغتصاب أرض الشعب‬
‫العربي الفلسطيني‪ ،‬في مايو‪.1948‬‬
‫ع�لاوة على كونه نظام ديكتاتوري‪،‬‬
‫يقمع الحريات العامة‪ ،‬ويعادي مصالح‬
‫العمال والفالحين والفقراء‪ .‬ولن يتم‬
‫التغيير الحقيقي إال بإزاحة هذا النظام‪،‬‬
‫والخطوة المطلوبة في الوقت الحالي‪،‬‬
‫هي مساعدة الطبقات الكادحة على‬
‫تنظيم صفوفها‪ ،‬وت��ط��وي��ر نضالها‬
‫وت��وح��ي��ده‪ ،‬ك��ي ت��ك��ون ه��ي القيادة‬
‫الحقيقية للتغيير الشعبي الحقيقي‪.‬‬
‫لكن هناك من يشكك في قدرة‬
‫العمال والفالحين على التغيير‪،‬‬
‫وع��ل��ى ال��م��م��ارس��ة السياسية‬
‫المنظمة‪ ،‬من األساس‪.‬‬

‫االشتراكي مايو ‪2010‬‬ ‫¯¯‪6‬‬


‫حوار‬

‫حـــول أفــــــاق التــغــيــيـر في مـصــــر‬


‫يتم بناءه قاعديا‪ ،‬ويستمد شرعيته‬
‫من نضالهم‪.‬‬
‫لكن ه��ؤالء العمال لم يمروا‬
‫بالفعل بتلك الخبرات‪ ،‬وربما في‬
‫الغالب‪ ،‬هم غير مسيسين‪ ،‬وغير‬
‫دارسين لتجربة الحركة العمالية‬
‫التاريخية!‬
‫العمال يلتفون حول البرامج التي‬
‫تجسد مطالبهم الحقيقية‪ ،‬حتى وإن‬
‫لم يكونوا على درج��ة من المعرفة‬
‫بالنظريات السياسية أو بتاريخ الحركة‬
‫العمالية‪ .‬فالمصالح الطبقية هي‬
‫الفيصل الحاسم‪ ،‬ولها الكلمة األخيرة‪.‬‬
‫هناك سيناريوهات تطرح لمرحلة‬
‫ما بعد مبارك‪ ،‬لكل منها حيثياته‪،‬‬
‫فما رأيك فيها؟‬
‫التاريخ‪ ،‬والصراع الطبقي‪ ،‬ال يخضع‬
‫لسيناريوهات مسبقة‪ ،‬لكنه يخضع‬
‫ل��م��وازي��ن ال��ق��وى‪ .‬فانتظام صفوف‬
‫الحركة العمالية‪ ،‬سيفرق كثيرا عن‬
‫وجود حركة عفوية‪ .‬وهناك فرصة في‬
‫اللحظة الحالية أمام الحركة العمالية‬
‫أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬والسيناريو‬
‫ال��ق��ادم سيتوقف على م��دى قدرة‬
‫العمال في تنظيم صفوفهم‪ ،‬وتوحيد‬
‫مطالبهم‪ ،‬والنضال من أجلها‪ .‬فيما‬
‫عدا ذلك‪ ،‬سيكون الطريق مفتوح أمام‬
‫بدائل ليبرالية أو إسالمية‪ ،‬لن تحرز‬
‫تغيير جوهري‪ ،‬ول��ن تهتم بمصالح‬
‫الكادحين‪.‬‬
‫«السلطة ملقاه على الطريق‬
‫‪-‬ت��ش��ك��ي��ل م��ج��م��وع��ة ل��ل��إدارة‬ ‫الذي ينظر للمطالب المباشرة واآلنية‬ ‫م��ن مضمونه‪ ،‬وإط�ل�اق تصريحات‬ ‫وتنتظر من يلتقطها»هذه العبارة‬
‫واالتصال‪ ،‬تكون مهمتها عمل الدعاية‬ ‫هو برنامج قاصر‪ ،‬فالسياسات الجزئية‬ ‫خداعية‪ ،‬ومسكنات‪ .‬بينما إذا نجح‬ ‫ترددت أكثر من مرة‪ ،‬وفي تاريخ‬
‫الالزمة للحركة‪ ،‬وتنسيق الفعاليات‬ ‫مرتبطة بسياسات عامة‪ ،‬ال يمكن‬ ‫العمال في نتزاع هذا المطلب‪ ،‬عالوة‬ ‫أكثر من بلد‪ ،‬فهل تجد مصر اآلن‬
‫واألنشطة‪.‬‬ ‫تجاهلها او تأجيل الموقف منها‪.‬‬ ‫على ربطه بمطلب النقابات المستقلة‪،‬‬ ‫في هذه الحالة؟‬
‫في الغالب‪ ،‬تتركز األنشطة‬ ‫إلى أي نقطة وصلت «الحركة‬ ‫وإنهاء حالة الطوارئ‪ ،‬فإن ذلك سيكون‬ ‫الي����زال ال��ن��ظ��ام يحتفظ ب��أدوات��ه‬
‫السياسية في العاصمة‪ ،‬والمدن‬ ‫الشعبية» اآلن؟‬ ‫نقلة نوعية كما أشرنا‪.‬‬ ‫القمعية‪ ،‬فلم تتفتت بعد‪ ،‬كما أن له‬
‫الكبرى‪ ،‬وعمليا‪ ،‬تظل بين النخبة‬ ‫ت��م ط���رح ال��ب��رن��ام��ج ع��ل��ى أف���راد‬ ‫ُط��رح مؤخرا‪ ،‬برنامج «الحركة‬ ‫جهازه اإلع�لام��ي الموالي‪ ،‬حكوميا‪،‬‬
‫المسيسة‪ ،‬فهل ستتالفى «الحركة‬ ‫مستقلين أو منتمين لقوى سياسية‪،‬‬ ‫الشعبية الديمقراطية للتغيير»‪،‬‬ ‫وخ��اص��ا‪ .‬وف��ي المقابل‪ ،‬ف��إن البديل‬
‫الشعبية ذلك»؟‬ ‫وبعضهم من كوادر الحركة االجتماعية‪،‬‬ ‫بمبادرة منك‪...‬‬ ‫الجماهيري‪ ،‬لم يتبلور بعد‪ .‬فيمكننا‬
‫ب��ال��ف��ع��ل ه��ن��اك م��ج��م��وع��ات من‬ ‫ونشطاء من المحافظات‪ ،‬ومن خالل‬ ‫للتصحيح‪ ،‬هذا البرنامج شارك في‬ ‫القول أن هناك حالة توازن ضعف بين‬
‫األقاليم تبنت البرنامج‪ ،‬في أسوان‬ ‫النقاشات والتفاعل‪ ،‬مع القطاعات‬ ‫إعداده‪ ،‬ومناقشته‪ ،‬وصياغته‪ ،‬أوليا‪ ،‬أكثر‬ ‫الجانبين‪ .‬والتاريخ يعلمنا أنه في مثل‬
‫والفيوم واإلسكندرية وشمال سيناء‪،‬‬ ‫المختلفة‪ ،‬س��وف يتطور البرنامج‪،‬‬ ‫م��ن عشرين شخص م��ن العناصر‬ ‫هذه الحاالت قد يقفز أي ديكتاتور أو‬
‫عالوة على المواقع العمالية النشطة‪،‬‬ ‫بالتعديل والحذف واإلضافة‪ ،‬وتضاف‬ ‫السياسية والعمالية‪ ،‬وم��ن تجميع‬ ‫انتهازي‪ ،‬يتاجر بمطالب الجماهير‪،‬‬
‫مثل المحلة‪ ،‬وطنطا للكتان‪ ،‬والضرائب‬ ‫إليه قضايا أخرى‪ ،‬مثل الصيادين والبدو‬ ‫أجزاءه‪ ،‬وصل إلى صورته الحالية‪.‬‬ ‫ثم ما يلبث أن يسحب وع��وده بعد‬
‫العقارية‪ ،‬وجاري االتصال بعناصر من‬ ‫على سبيل المثال‪.‬‬ ‫من االط�لاع األول��ي على برنامج‬ ‫استتباب األمور في يديه‪.‬‬
‫محافظات ومواقع أخرى‪.‬‬ ‫ه��ل ت��م تسمية منسق عام‬ ‫الحركة الشعبية‪ ،‬نجد أن المطالب‬ ‫بعد وقفة ‪3‬ابريل المطالبة بالحد‬
‫هل قامت «الحركة الشعبية»‬ ‫للحركة‪...‬؟‬ ‫تتراوح بين ما هو آني ومباشر‪ ،‬وبين‬ ‫األدنى لألجور‪ ،‬وتحسبا لوقفة‪2‬مايو‪،‬‬
‫لمواجهة كفاية‪ ،‬وربما غيرها‪،‬‬ ‫البرنامج ال يمكن أن يضطلع عليه‪،‬‬ ‫ما هو جذري‪ ،‬أليس هناك تناقض في‬ ‫استنفر النظام رم��وزه‪ ،‬بالعمل على‬
‫م��ن ح��رك��ات التغيير‪ ،‬حسبما‬ ‫شخص‪ ،‬أو مجموعة أش��خ��اص‪ ،‬أيا‬ ‫ذلك؟‬ ‫صعيدين متناقضين‪ ،‬أولهما تناول‬
‫نُشر‪،‬مؤخرا‪ ،‬على موقع المصريين‪،‬‬ ‫كانوا‪ ،‬فهو يُصاغ من كفاح الواقع‪ .‬وقد‬ ‫هناك مطالب آنية ومباشرة يمكن‬ ‫القضايا العمالية وع��رض��ه��ا بشكل‬
‫وتناقلته وسائط أخرى‪ ،‬ووجد ردود‬ ‫تم عقد اجتماع‪ ،‬يوم الخميس ‪،4/22‬‬ ‫انتزاعها بقوة العمال والجماهير‪،‬‬ ‫مائع ومشوه‪ ،‬والتلويح باالستجابة‬
‫أفعال من قبل بعض السياسيين؟‬ ‫حضره ‪24‬شخص من الموقعين على‬ ‫والتعبئة حولها‪ ،‬في الوقت نفسه‪،‬‬ ‫لمطالب عديدة‪ ،‬بعضها لمواقع غير‬
‫ك��ل م��ا ن��ش��ره م��وق��ع المصريين‪،‬‬ ‫البرنامج‪ ،‬وتوصل االجتماع إلى عدة‬ ‫وهو ما يميز هذا البرنامج أنه يطرح‬ ‫معتصمة حاليا‪ ،‬مثل النقل العام‪.‬‬
‫وماتناقلته عنه مواقع أخرى‪ ،‬هو من‬ ‫قرارات‪:‬‬ ‫رؤية أبعد‪ ،‬حيث يربط بين المطالب‬ ‫وم��ن ناحية أخ��رى هناك الحديث‬
‫الدعاية األمنية الكاذبة‪ ،‬فهذه الحركة‬ ‫‪-‬ال��ب��ن��اء ال��ق��اع��دي‪ ،‬وال��ت��وس��ع في‬ ‫المباشرة وبين السياسات العامة‪.‬‬ ‫عن فوضى المظاهرات‪ ،‬والمطالبة‬
‫لم تهدف أب��دا إل��ى مواجهة كفاية‪،‬‬ ‫المواقع‬ ‫فالفالح‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬لن يجد‬ ‫بضرب المعتصمين بالنار‪ ،‬وانتهاءا‪،‬‬
‫فالحركة الشعبية تطرح برنامج أوسع‬ ‫‪-‬توحيد المجموعات المختلفة‪،‬‬ ‫أي تناقض ف��ي المطالبة بتعديل‬ ‫بتصريحات مبارك مؤخرا!‬
‫وأشمل للتغيير‪ .‬كما أن الحركة تدعو‬ ‫والتي ال تتعارض مع البرنامج‪.‬‬ ‫قوانين اإلي��ج��ارات‪ ،‬وتقليل اسعار‬ ‫م��ط��ل��ب ال���ح���د األدن�����ى ل�لأج��ور‬
‫أي فرد أو قوة سياسية أخرى للعمل‬ ‫‪-‬ال���دع���م وال��ت��ض��ام��ن م���ع كافة‬ ‫المياه‪ ،‬وإسقاط مديونيات الفالحين‬ ‫والمعاشات‪ ،‬هو مطلب ع��ادل يمكن‬
‫المشترك‪ ،‬حتى ولو في نقطة واحدة‪،‬‬ ‫المعتصمين أمام مجلس الشعب‪.‬‬ ‫المعدمين‪ ،‬م��ن ناحية‪ ،‬والمطالبة‬ ‫أن تلتف ح��ول��ه جماهير العمال‬
‫مثل الطوارئ‪ .‬لذا يجب الحذر مع مثل‬ ‫‪-‬تنظيم حملتين جماهيريتين‪،‬‬ ‫بإصالح زراعي شامل من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫والموظفين‪ ،‬يوما بعد يوم‪ ،‬وهو معركة‬
‫تلك المعلومات المدسوسة العارية‬ ‫األولى حول األجور العادلة والنقابات‬ ‫وكمثال آخ��ر ليس هنا تناقض في‬ ‫هامة في طريق العمال‪ ،‬ليس فقط‬
‫من الصحة‪ ،‬وعدم ترويجها أو االنفعال‬ ‫المستقلة‪ ،‬والثانية ضد تمديد قانون‬ ‫المطالبة برفع الحصار عن غزة وفتح‬ ‫إلحراز مكتسبات اقتصادية‪ ،‬ولكن نقلة‬
‫واتخاذ ردود افعال بناءا عليها‪.‬‬ ‫الطوارئ‪.‬‬ ‫المعابر وإسقاط الجدار الفوالزي‪ ،‬وبين‬ ‫نوعية في نضالهم السياسي‪ .‬ومن‬
‫‪-‬التنسيق مع قوى التغيير األخرى‪،‬‬ ‫المطالبة بإسقاط كامب ديفيد‪ ،‬فهي‬ ‫المتوقع يحدث التفاف من قبل الدولة‬
‫ودعم العمل المشترك‪.‬‬ ‫أصل كل السياسات الحالية‪ .‬البرنامج‬ ‫واتحاد العمال األصفر لتفريغ الشعار‬

‫‪¯¯7‬‬ ‫االشتراكي مايو ‪2010‬‬


‫ملف‬

‫رياح التغيير هل تصل إلى نقابة التمريض‬


‫تصاعد نضال الممرضات من أجل تحسين رواتبهم‬
‫الزميالت في جامعة المنصورة‪.‬‬ ‫جميع الممرضين لتحسين أوضاعنا المعيشية‬ ‫يتصاعد نضال الممرضات في عدد من محافظات‬
‫رف��ع اج��ر النوبتجيه إل��ى ‪ 50‬جنيه‪ ،‬أسوة‬ ‫‪ -‬‬ ‫المزرية الحالية‪ .‬خاصة‪ ،‬وأن موعد انتخابات نقابتنا‬ ‫مصر‪ ،‬في اآلون��ة األخيرة‪ ،‬ففي مستشفى طنطا‪،‬‬
‫بمعظم الزمالء في محافظة القاهرة‪ ،‬بدال من األجر‬ ‫قد حل‪ ،‬ما ينبغي معه استغالل الفرصه قدر اإلمكان‪،‬‬ ‫ن��ظ��م��ت‪ 3800‬ممرضة أك��ث��ر م��ن اع��ت��ص��ام ووقفة‬
‫الحالي‪ ،‬المهين‪ ،‬البالغ ‪125‬قرش فقط‪.‬‬ ‫ومحاولة الدفع بمطالبنا عبر الجمعية العمومية‪،‬‬ ‫احتجاجية‪ ،‬من أجل تحسين أوضاعهن المالية‬
‫إنشاء دور حضانة‪ ،‬تُلحق بكل مستشفى‪،‬‬ ‫‪ -‬‬ ‫لتشكل عامل للضغط على جهات اإلدارة المختلفة‬ ‫المتردية‪ ،‬وهددن بتنظيم وقفة احتجاجية أخرى‬
‫يعمل ‪ 24‬ساعة‪ ،‬بحيث تستفيد منه الممرضات‬ ‫لالستجابة لها»‪.‬‬ ‫خالل شهر مايو لعدم استجابة اإلدارة لمطالبهن‪.‬‬
‫الحاضنات‪.‬‬ ‫«في هذا الصدد ندعو جميع الزمالء الستغالل‬ ‫يتزامن تصاعد نضال الممرضات‪ ،‬مع انتخابات‬
‫مساواتنا باألطباء في قيمة بدل العدوى‪.‬‬ ‫‪ -‬‬ ‫حقهم في التصويت خ�لال االنتخابات القادمه‬ ‫نقابة التمريض‪ ،‬المقرر إجراؤها في العاشر من‬
‫رف��ع قيمة معاش النقابة‪ ،‬إل��ى ‪600‬جنيه‬ ‫‪ -‬‬ ‫‪ ،‬لتغيير األوضاع السائده في النقابه – التي أدت‬ ‫مايو الجاري‪ ،‬بعد أن تكرر تأجيلها أكثر من مرة‬
‫شهريًان بد ًال من ‪ 50‬جنيه‪ ،‬كما هو الحال اآلن‪.‬‬ ‫إلى مرور‪ 20‬سنه كاملة دون انتخابات على منصب‬ ‫لعدم اكتمال النصاب القانوني‪ .‬تنحصر المنافسة‬
‫المساواة بين جميع الممرضين‪ ،‬على‬ ‫‪ -‬‬ ‫النقيب ‪ ،‬وعشرة سنوات دون انتخابات على منصب‬ ‫علي مقعد النقيب بين كل من «فتحي البنا»‬
‫مستوى الجمهورية‪ ،‬ف��ي ال��ح��د األدن���ى لألجر‬ ‫اعضاء المجلس»‪.‬‬ ‫و»عطيات عبد السالم»‪ ،‬بينما ترشح ‪64‬ممرضًا‬
‫األس��اس��ي‪ ،‬ورفعه ال��ى ‪ 400‬جنيه‪ ،‬ب��دال من المبلغ‬ ‫وممرضة‪ ،‬لعضوية مجلس النقابة‪ ،‬بينهم ‪41‬مرشح‬
‫المخجل الحالي وه��و ‪ 85‬جنيه‪ ،‬ف��ي الوحدات‬ ‫«ه���ذه األوض���اع ال نشكل معها‪ ،‬نحن اعضاء‬ ‫دبلومات من خريجي مدارس التمريض ‪ 5‬سنوات‪،‬‬
‫الصحيه‪ ،‬و‪ 120‬جنيه في مستشفيات وزارة الصحة‪،‬‬ ‫الجمعيه العموميه‪ ،‬أي ضغط يذكر على النقيب‬ ‫و‪23‬بكالوريوس‪ ،‬علي أن يتم اختيار ‪21‬عضوًا فقط‬
‫و‪ 150‬جنيه في مستشفيات التأمين الصحي‪.‬‬ ‫وأعضاء المجلس‪ ،‬لتبني قضايانا والنضال لتحقيقها‪،‬‬ ‫للمجلس‪ ،‬يكون من بينهم ‪15‬دبلوم و‪6‬بكالوريوس‪.‬‬
‫إنشاء مقر جديد للنقابة العامة لمهنة‬ ‫‪ -‬‬ ‫فاالنتخابات‪ ،‬إذن‪ ،‬هي فرصتنا إلبراز قوتنا في اختيار‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬حصلت «االشتراكي» على نسخة‬
‫التمريض‪ ،‬يستوعب اجتماع الجمعيات العمومية‪،‬‬ ‫مجلس ونقيب يتبنيان قضايانا األساسية‪ ،‬وهي‪،‬‬ ‫من بيان أصدرته عدد من الممرضات‪،‬وموقع باسم‬
‫والمؤتمرات‪.‬‬ ‫على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬ ‫لجنة الوعي االنتخابي‪ ،‬جاء فيه‪:‬‬
‫إلغاء النقل التعسفي‪ ،‬ال��ذي ط��ال‪ 107‬من‬ ‫‪ -‬‬ ‫«نطالب جميع الزمالء بااللتفاف حول مطالب‬

‫رضينا بالهم والهم مارضيش بينا‬


‫عمال طنطا يواجهون حكومة المصمصة مجدداً‬
‫تحركاتنا للمطالبة بعودة الشركة‬ ‫نجحت ضغوط عمال طنطا للكتان في‬
‫مرة أخرى إلى حضن القطاع العام‬ ‫استصدار قرار من النائب العام بإحالة‬
‫أو تشغيلها بواسطة المفوض الذي‬ ‫المستثمر السعودي الكحكي والمفوض‬
‫سيتم تعيينه من قبل المحكمة‬ ‫العام للشركة إلي المحاكمة في جلسة‬
‫مشيرا إلى إن اعتصام العمال بمثابة‬ ‫‪ 26‬مايو الجاري بمحكمة جنح طنطا‬
‫جرس إنذار للحكومة وإلبالغ الرأي‬ ‫وفتح تحقيق في مخالفات تنفيذ بنود‬
‫العام إن قضية طنطا للكتان التي‬ ‫التعاقد الذي ابرمه المستثمر مع الشركة‬
‫فجرت قضية الخصخصة في مصر‬ ‫القابضة ولم يقم بااللتزام بتنفيذه مما‬
‫لم ت��زل محلك س��ر‪ ،‬بعد أن وضع‬ ‫أخل بحقوق العمال وأهدرها‪.‬‬
‫المستثمر السعودي رأس الحكومة‬ ‫ويذكر أن وزيرة القوى العاملة السيدة‬
‫المصرية في التراب ‪ ،‬ورفض كافة‬ ‫عائشة عبد الهادي كانت قد تقدمت‬
‫القرارات التي اتخذتها وزيرة القوى‬ ‫ببالغ إلي النائب العام ضد المستثمر‬
‫العاملة بإخراجنا على المعاش‬ ‫السعودي‪ .‬باإلضافة إلي البالغ الذي‬
‫المبكر (الموت المبكر )‪...‬وأض��اف‬ ‫تقدم به ‪ 8‬من عمال الشركة والذي قام‬
‫نريد إعالم الحكومة وأجهزتها إن‬ ‫بتحويله النائب العام إلي المحامي العام‬
‫اعتصامنا الحالي هو بمثابة بروفة‬ ‫بطنطا للتحقيق ال��ذي استمع بالفعل‬
‫العتصام طويل سيكون قوامه كل‬ ‫إلى أقوال العمال‪.‬‬
‫عمال الشركة في القريب العاجل‬ ‫ق���رار التحويل إل��ى المحاكم يعد‬
‫جدا‪.‬‬ ‫انتصارا للعمال ال��ذي نظم ما يقرب‬
‫الجدير بالذكر‪ ،‬أن المحكمة اإلدارية بطنطا كانت‬ ‫إن حمدي خليفة نقيب المحامين الحالي يعمل‬ ‫من ‪ 70‬منهم اعتصاما أم��ام مجلس ال��وزراء لمدة‬
‫قد رفضت االستشكاالت التي أقامتها إدارة شركة‬ ‫مستشارا عند المستثمر السعودي عبد اإلله‬ ‫أربعة أيام الشهر الماضي ‪،‬وتظاهروا أمام دار القضاء‬
‫«طنطا للكتان والزيوت» لوقف تنفيذ الحكم الصادر‬ ‫الكحكي وحضر الجلسة بهذه الصفة‪ ،‬وأكد على‬ ‫العالي؛ احتجاجًا على تعنت المستثمر السعودي‬
‫بعودة العمال المفصولين من الشركة إلي عملهم‬ ‫أن المستثمر يريد تشغيل الشركة‪ ،‬فوافقنا على‬ ‫والسياسات التعسفية التي أدت إلي تشريد أكثر‬
‫وص��رف مستحقاتهم المالية منذ تاريخ الفصل‪،‬‬ ‫التشغيل بشرط االستجابة إلى كافة شروط العمال‬ ‫من ‪ 700‬عامل بالشركة‪ .‬كما نظم العشرات من‬
‫حيث قضت المحكمة سابقاً بتنفيذ الحكم الذي‬ ‫وهو ما وعد بالرد عليه ‪.‬‬ ‫العمال وقفة احتجاجية أم��ام مبنى االتحاد العام‬
‫أصدرته محكمة استئناف طنطا في ‪ 17‬سبتمبر‬ ‫وأضاف العمال لن ينتظروا كثيرا هذا التسويف‬ ‫للعمال‪ ،‬احتجاجًا على تصريحات صالح مسلم‬
‫الماضي بإلغاء ق��رار الفصل وص��رف المستحقات‬ ‫فقد وافقنا على مقترحات الوزيرة بالخروج على‬ ‫رئيس اللجنة النقابية بالشركة بشأن عدم صرف‬
‫الخاصة بالعمال‪.‬‬ ‫المعاش المبكر مقابل ‪ 40‬ألف جنيه لكل عامل ‪ ،‬ولجأ‬ ‫رواتب العمال المعتصمين أمام مجلس الوزراء!‪.‬‬
‫يذكر أن الشركة قامت بفصل تسعة من العمال‬ ‫عدد كبير منا إلى االستدانة لتسديد قيمة المدد‬ ‫وعلى صعيد آخر فشلت المفاوضات التي أجرتها‬
‫عقب إض��راب العمال فى شهر يوليو ‪ 2008‬ومنهم‬ ‫التأمينية الالزمة لصرف معاش‪..‬واليوم نشاهد‬ ‫وزي��رة القوى العاملة مع مندوبي العمال في مقر‬
‫اثنين من أعضاء مجلس إدارة اللجنة النقابية‬ ‫حيلة جديدة تهدف إلى تطفيشنا ‪ ،‬ولكننا سنقاوم‬ ‫ال��وزارة بحضور ممثل عن الكحكي ‪،‬وعن النقابة‬
‫بالشركة‪ ،‬وقامت اإلدارة باالستيالء على مقر اللجنة‬ ‫كل هذه األالعيب باالعتصام المفتوح ‪.‬‬ ‫العامة للغزل والنسيج في التوصل إلى حل لمطالب‬
‫النقابية‪.‬‬ ‫وق���ال ج��م��ال عثمان أح��د ال��ق��ي��ادات العمالية‬ ‫العمال ‪.‬‬
‫بالشركة‪:‬ستشهد الفترة المقبلة تصعيدا كبيرا في‬ ‫وقال أحد العمال‪ ،‬الذين حضروا التفاوض ‪ ،‬فوجئنا‬

‫االشتراكي مايو ‪2010‬‬ ‫¯¯‪8‬‬


‫ملف‬

‫هل تكون ثاني نقابة مستقلة؟‬


‫نقابة المعاشات تبدأ معركة التأسيس‬
‫األع��م��ال‪ ،‬وليس م��ن العمال‬ ‫رفضت وزارة القوى العاملة استالم أوراق تأسيس‬
‫«ال��غ�لاب��ة»‪ ،‬ال��ذي��ن يسعون‬ ‫النقابة المستقلة ألصحاب المعاشات‪ ،‬رغم استيفاء‬
‫إلطعام أسرهم وضمان معيشة‬ ‫أوراق التأسيس المنصوص عليها في المادتين‪63‬و‪64‬‬
‫كريمة لهم فقط وليس تكوين‬ ‫من قانون النقابات العمالية رقم ‪ 35‬لسنة ‪ ،76‬وقد‬
‫الثروات‪.‬‬ ‫وقع على أوراق التأسيس خمسون ألف عضو‪،‬‬
‫ي��ذك��ر أن ات��ح��اد أصحاب‬ ‫وتوجه ق��ادة االتحاد لتحرير محضر إثبات حالة‪،‬‬
‫المعاشات ق��د نظم مؤتمرا‬ ‫وأعلنوا عزمهم على تسليم األوراق بإنذار على يد‬
‫حاشدا في أكتوبر ‪ 2008‬أعلن‬ ‫محضر لكي يتسنى لهم اللجوء إلى القضاء‪.‬‬
‫فيه عن تأسيس االتحاد في‬ ‫كان ما يقرب من مائتين من أصحاب المعاشات‬
‫حضور ‪ 1500‬شخص‪ ،‬وكانت‬ ‫قد دخلوا في مفاوضات مع وزارة القوى العاملة‬
‫فكرة النقابة قد ظهرت‪ ،‬بعد‬ ‫والهجرة‪ ،‬إلنشاء نقابة مستقلة خاصة بهم‪ ،‬على‬
‫ت��ق��اري��ر ص�����ادرة م���ن البنك‬ ‫غ��رار النقابة العامة للضرائب العقارية‪ ،‬واجتمعوا‬
‫المركزي‪ ،‬والتي تؤكد استيالء‬ ‫مع «سامية صالح» مدير الشئون القانونية‪ ،‬والتي‬
‫الحكومة على أموال المعاشات‬ ‫أبلغتهم بضرورة تقديم أوراقهم لدى االتحاد العام‬
‫والتأمينات‪ ،‬وأكد البدري فرغلي‪،‬‬ ‫لنقابات عمال مصر‪ ،‬ولكنهم رفضوا ذلك‪ ،‬واحتجوا‬
‫أمين عام االتحاد أن الدولة‬ ‫وطالبوا بمساواتهم بموظفى الضرائب العقارية‪،‬‬
‫اس��ت��ول��ت ع��ل��ى أك��ث��ر من‬ ‫الذين أنشأوا نقابة مستقلة عن االتحاد‪ .‬من جهته‪،‬‬
‫‪ 335‬مليار جنيه م��ن أم��وال‬ ‫أكد البدرى فرغلي وأعضاء النقابة(تحت التأسيس)‬
‫أص��ح��اب المعاشات‪ ،‬منها ‪%4‬‬ ‫أن االتحاد العام ال يرعى مصالح المحالين للمعاش‪،‬‬
‫ذهبت قروضا ميسرة لرجال األعمال‪ ،‬والباقي في مديونية الحكومة لصندوقي التأمينات‪ ،‬التي تقدر‬ ‫كما يفعل مع العاملين الحاليين‪ ،‬مؤكدا أن االتحاد‬
‫مشروعات فاشلة مثل توشكى‪ ،‬هذا باإلضافة إلى بحوالي ‪ 198‬مليار جنيه‪.‬‬ ‫ملىء بالمنتفعين من أصحاب المصالح ورجال‬

‫هيئة مستشاري البريد أقرت بمخالفته للقانون‬


‫« أوالد «البطة السوداء» بالبريد يعملون يوم السبت ‪..‬بال مقابل‬
‫عن ذلك‪.‬‬ ‫قررت لجنة فض المنازعات بهيئة البريد‪ ،‬ضرورة‬
‫ي���ؤك���د المحامي‬ ‫منح موظفي البريد مقابل نقدي عن عملهم أيام‬
‫هيثم محمدين‪ ،‬إن‬ ‫السبت‪ .‬ويتأهب أعداد واسعة من الموظفين‪ ،‬لرفع‬
‫أحقية جميع العاملين‬ ‫دعاوى أمام مجلس الدولة‪ ،‬إللزام الهيئة بتنفيذ قرار‬
‫ب��ال��ه��ي��ئ��ة القومية‬ ‫لجنة فض المنازعات‪.‬‬
‫للبريد في الحصول‬ ‫وأكد قيادي بالبريد‪« :‬حتى اآلن ترفض الهيئة‬
‫على أج��ازة أسبوعية‬ ‫تنفيذ قرار اللجنة لكي ترفع الظلم عن موظفي‬
‫م��دف��وع��ة األج��ر(ي��وم‬ ‫البريد‪ ،‬حيث يتم إجبارهم على العمل يوم السبت‪،‬‬
‫السبت)‪ ،‬حق مشروع‪،‬‬ ‫بينما يحصل عدد محدود من زمالئهم على إجازة‬
‫ذلك أن تشغيل بعض‬ ‫أسبوعية مدفوعة األجر عن اليوم نفسه‪.‬‬
‫القطاعات بهيئة البريد‬ ‫ويقول آخر‪« :‬بح صوتنا للمطالبة بالمساواة بيننا‬
‫يوم السبت‪ ،‬وحصول‬ ‫وبين زمالئنا‪ ،‬ولكن إدارة هيئة البريد ال تستجيب‪،‬‬
‫قطاعات أخ��رى على‬ ‫وت��ق��دم ع��دد م��ن الموظفين بطلب للجنة فض‬
‫ع��ط��ل��ة أس��ب��وع��ي��ة‬ ‫المنازعات بالهيئة‪ ،‬للمطالبة باعتبار يوم السبت‬
‫مدفوعة األج��ر‪ ،‬يخل‬ ‫إجازة‪ ،‬أُسوة ب��اإلدارات األخرى‪ ،‬وصرف بدل عدوى‬
‫بمبدأ المساواة بين‬ ‫عن األمراض المتفشية‪ ،‬وصرف بدل عن ساعات‬
‫العاملين س���واء في‬ ‫العمل اإلضافية»‪.‬‬
‫ال��ق��ط��اع ال���واح���د أو‬ ‫يشرح «سيد الجوهري»‪ ،‬محامي الموظفين‪»:‬‬
‫أضاف محمدين‪« :‬حظرت االتفاقيات الدولية التي‬ ‫القطاعات األخ��رى التابعة للدولة‪ ،‬وهو ما يخالف‬ ‫كانت البداية عندما أصدر د‪.‬أحمد درويش‪ ،‬وزير‬
‫صدقت عليها مصر‪ ،‬أي شكل من أشكال التمييز‬ ‫مبادئ الدستور المصري وأحكام قانون العمل وكذا‬ ‫ال��دول��ة للتنمية اإلداري���ة‪ ،‬الكتاب ال���دوري رقم(‪)1‬‬
‫بين العاملين‪ ،‬حيث نصت المادة‪ ،7‬من االتفاقية‬ ‫المواثيق الدولية ذات الصلة‪ .‬كما إن هذا التمييز‬ ‫لسنة‪ ،2006‬في شأن ضوابط توحيد األجازة األسبوعية‪،‬‬
‫الدولية للحقوق االقتصادية واالجتماعية‪:‬‬ ‫بين العاملين يخل بشكل مباشر بأحكام قانون‬ ‫بيومي الجمعة والسبت‪ ،‬وتحديد أي��ام وساعات‬
‫‪-‬تقرر الدول األطراف في االتفاقية بحق كل فرد‬ ‫العاملين المدنيين بالدولة رقم ‪ 37‬لسنة ‪..1978‬ذلك‬ ‫العمل األسبوعية بوحدات الجهاز اإلداري للدولة‪،‬‬
‫في المجتمع بشروط عمل صالحة وعادلة تكفل‬ ‫أن القانون قد وضع ترتيبا معينا للدرجات الوظيفية‬ ‫وذلك بناء على قرار من مجلس ال��وزراء‪ .‬تتضمن‬
‫بشكل خاص‪:‬‬ ‫الحكومية‪ ،‬ووضع جدول محدد لألجور‪ ،‬وحدد مربوط‬ ‫الكتاب أن تكون أيام العمل األسبوعية في الوزارات‪،‬‬
‫‪ -1‬أج��ور عادلة ومكافآت متساوية عن األعمال‬ ‫كل درجة وظيفية بحيث يحصل العاملون في نفس‬ ‫والمصالح الحكومية‪ ،‬والهيئات العامة‪ ،‬ووحدات اإلدارة‬
‫المتساوية دون تمييز من أي نوع ‪.‬‬ ‫الدرجة الوظيفية على نفس األج��ر‪ ،‬وهو ما تخل‬ ‫المحلية‪ ،‬خمسة أيام في األسبوع‪ ،‬مع االلتزام بعدد‬
‫‪ -2‬أوقات للراحة والفراغ وتحديد معقول لساعات‬ ‫به عدم المساواة بين العاملين في الحصول على‬ ‫ساعات ‪35‬ساعة أسبوعيا‪ .‬وعلى أن يمنح العامل‬
‫العمل وأجازات دورية مدفوعة األجر وكذلك مكافآت‬ ‫أج��ازة السبت‪ ،‬فتشغيل قطاعات معينة في هذا‬ ‫المكلف عوضاً على ذلك عن كل يوم عمل‪ ،‬يوم‬
‫عن أيام العطلة العامة‪.‬‬ ‫اليوم لمقتضيات العمل ينبغي أن يخضع لقاعدة‬ ‫أجازة‪ .‬لكن هيئة البريد التي يعمل بها حوالي‪ 50‬ألف‬
‫على هذا األس��اس‪ ،‬يكون مطلب عمال البريد‬ ‫التكليف بالعمل في أيام األعياد والعطالت الرسمية‬ ‫عامل‪ ،‬منحت أجازة السبت لإلدارة العامة‪ ،‬وللعاملين‬
‫بمساواتهم بزمالئهم في نفس الهيئة في الحصول‬ ‫التي تعطي للعامل الحق في أجر مضاعف عن هذا‬ ‫بعمارة التوفير‪ ،‬وال��دف��ع االلكتروني‪ ،‬واألرشيف‬
‫على يوم السبت أجازة مدفوعة األجر مطلب قانوني‬ ‫العمل ‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬تكون سلطة صاحب العمل هنا‬ ‫االلكتروني‪ ،‬وحوالي ‪6‬مكاتب بالقاهرة فقط‪ ،‬بينما‬
‫ومشروع‪.‬‬ ‫تنظيمية وليست سلطة تقريرية أو تشريعيةن‬ ‫استمر كل العاملين بالمحافظات‪ ،‬والمكاتب األخرى‬
‫تضع من القواعد ما يخالف المبادئ المستقرة‪..‬‬ ‫بالقاهرة الكبرى‪ ،‬يعملون يوم السبت بدون تعويض‬

‫‪¯¯9‬‬ ‫االشتراكي مايو ‪2010‬‬


‫ملف‬
‫حصاد الحركة العمالية خالل ثالث سنوات‪:‬‬

‫أكثر من العالوة وبدل الوجبة‬


‫في مصر‪ ،‬بحيث ال يكون مستوى أجر‬ ‫الضرائب العقارية‬ ‫البرلمان اليوم‪ .‬ه��ذا الوعي الراقي‬ ‫منذ أيام كان تسعة أالف عامل في‬
‫العامل مرهونا برغبة صاحب العمل‪،‬‬ ‫شهد العام شهد نفسه حركة هامة‬ ‫للحركة يحمل إمكانيات تطور ستظهر‬ ‫مجمع األلومونيوم بنجع حمادي في‬
‫أو بتوفر األيدي العاملة الناتجة عن‬ ‫حققت أكبر مكسب إلضراب عمالي‪،‬‬ ‫الحقا وتتجاوز الكثير م��ن القواعد‬ ‫صعيد مصر يعتصمون احتجاجا على‬
‫البطالة‪ ،‬والتي تقبل بأي أجر‪.‬‬ ‫وهي حركة موظفي الضرائب العقارية‪،‬‬ ‫الراسخة‪.‬‬ ‫أوضاعهم‪ ،‬وكان على رأس مطالبهم‬
‫رغم أن هذا المطلب لم يتحقق بعد‬ ‫التي بدأت في سبتمبر ‪ 2007‬وظلت‬ ‫وربما كان من أول ما طرح نفسه‬ ‫رفع الحد األدنى لألجور في مصر إلى‬
‫إال أن تبنيه مؤخرا من قبل العديد من‬ ‫حتى ديسمبر من نفس العام للمطالبة‬ ‫على الحركة هو حقها في التنظيم‬ ‫‪ 1200‬جنيه‪ ،‬وسحب الثقة من اللجنة‬
‫التجمعات العمالية‪ ،‬ورفعه في العديد‬ ‫بمساواة موظفي الضرائب العقارية‬ ‫ورفضها للهيمنة عليها من قبل التنظيم‬ ‫النقابية‪ .‬بعدها بأيام ك��ان أصحاب‬
‫من اإلضرابات‪ ،‬وص��دور حكم القضاء‬ ‫بالمديريات بنظرائهم في مصلحة‬ ‫النقابي الرسمي‪ .‬لقد ك��ان توقيت‬ ‫المعاشات يتوجهون ل���وزارة القوى‬
‫اإلداري بحق العمال في حد أدنى‬ ‫الضرائب العقارية وهو ما كان يعني‬ ‫إضراب غزل المحلة فريدا من نوعه‬ ‫العاملة لتأسيس نقابة مستقلة تدافع‬
‫عادل لألجر‪ ،‬وتجارب الحركة العمالية‬ ‫زيادة ‪ %300‬في أجور الموظفين وهو ما‬ ‫فقد نظم العمال إضرابهم بعد أسابيع‬ ‫عن حقوق ومطالب العمال المتقاعدين‪.‬‬
‫السابقة بفرض مطالبها بصبر‪ ،‬تؤكد‬ ‫تحقق بالفعل بعد اعتصام عشرة أيام‬ ‫قليلة من انتهاء االنتخابات النقابية‪،‬‬ ‫وخ�لال ك��ل ذل��ك ك��ان عمال ثماني‬
‫أن أنها قادرة على كسب معركة الحد‬ ‫ضم عشرة أالف موظف وموظفة أمام‬ ‫وال��ت��ي أحبطت نتائجها وم��ا جرى‬ ‫مواقع عمالية من محافظات مختلفة‬
‫األدنى لألجور‪.‬‬ ‫مجلس الوزراء انتهى بمفاوضات مع‬ ‫خاللها من منع مرشحين ‪،‬وإعالن‬ ‫في مصر يعتصمون أم��ام البرلمان‬
‫وزير المالية استجاب فيها للمطلب‪.‬‬ ‫نتائج ال تتسق مع الرأي العام العمالي‬ ‫ومجلس ال���وزراء ويمتد اعتصامهم‬
‫مازال هناك الكثير‬ ‫العمال أنفسهم‪ ،‬ودفعتهم لليأس من‬ ‫ألسابيع للمطالبة بحقوقهم‪.‬‬
‫المحلة وحد أدنى لألجور‬ ‫أن يتصدى التنظيم النقابي لمطالبهم‬ ‫ثالث لوحات في المشهد العمالي‬
‫ال يمكن النظر إلض��راب��ات العمال‬ ‫ويدافع عنها‪.‬‬ ‫تخبر بالكثير مما صارت إليه الحركة‬
‫المتالحقة على مدار السنوات الثالثة‬ ‫ه��ذا االن��ت��ص��ار الضخم لموظفي‬ ‫العمالية ال��ي��وم وم��ا يمن أن تصير‬
‫السابقة كمجرد إض��راب��ات متفرقة‪،‬‬ ‫الضرائب العقارية ت�لاه حدثا فريدا‬ ‫الحركةالعماليةوالديموقراطية‬ ‫إليه‪:‬المطالبة بحد أدن��ى لألجور‪،‬‬
‫حتى وإن ب��دت كذلك‪ ،‬فرغم عدم‬ ‫في الحركة العمالية على مستوى‬ ‫والحق في تنظيم نقابي مستقل‪،‬‬
‫وجود تنظيم نقابي واحد يربط تلك‬ ‫المطالب وهو تظاهرة ضخمة ضمت‬ ‫ف��ك��ان م���ن ال��م��ن��ط��ق��ي أن يقوم‬ ‫وم��واج��ه��ة ال��م��ؤس��س��ة التشريعية‬
‫اإلض��راب��ات وي��وح��ده��ا‪ ،‬إال أن هناك‬ ‫‪ 12‬ألف عامل وعاملة من عمال غزل‬ ‫العمال بسحب الثقة م��ن النقابة‬ ‫والتنفيذية بالدولة‪.‬‬
‫كثير من الخيوط تقوى يوما بعد يوم‬ ‫المحلة في ‪ 17‬فبراير ‪ 2008‬للمطالبة‬ ‫خ�لال اإلض���راب‪ ،‬وبعده وأن يطالبوا‬
‫بين احتجاجات العمال‪ ،‬وربما كانت‬ ‫برفع الحد األدن��ى لألجور إل��ى ‪1200‬‬ ‫بتغيرها بنقابة تعبر عنهم‪ ،‬وعندما لم‬ ‫المحلة كانت البداية‬
‫أق��وى ما يربط بينها هو أن السبب‬ ‫جنيه شهريا‪.‬‬ ‫تستجب النقابة العامة للعمال تقدموا‬
‫الرئيسي في تدني أوض��اع العمال‬ ‫ك��ان ه��ذا ه��و ال��ي��وم السابق على‬ ‫ورغ��م أن سلسلة من اإلضرابات باستقاالتهم منها وهو ما تجاهلته‬
‫هي السياسات التي اتبعتها الحكومة‬ ‫موعد انعقاد المجلس القومي لألجور‬ ‫واالح��ت��ج��اج��ات العمالية المحدودة النقابة العامة أيضا‪.‬‬
‫على م��دار الثالثين ع��ام الماضية‪،‬‬ ‫المعلن عنه والذي من المفترض أن‬ ‫هذا الصدام المبكر للحركة العمالية‬ ‫ك��ان��ت شهدتها ش��رك��ات األسمنت‬
‫والتي انحازت بشكل معلن لجذب‬ ‫يناقش الحد األدن��ى ل�لأج��ور‪ ،‬وأراد‬ ‫وشركات بالمدن الصناعية الجديدة‪ ،‬مع التنظيم النقابي الرسمي هو ما‬
‫المستثمرين عبر تحفيزهم وتخيف‬ ‫العمال توصيل صوتهم إلى المجلس‬ ‫إال أن كانت االنطالقة القوية إلضرابات رسم الطريق إلى بناء نقابات مستقلة‬
‫القيود عليهم‪ ،‬بما في قيود عالقات‬ ‫وربما كانت مظاهرة العمال في اليوم‬ ‫العمال جاءت في السابع من ديسمبر فيما بعد‪ .‬فإضرابات العمال التي تخلت‬
‫العمل‪ ،‬وهو ما دفع العمال ثمنه‪ .‬وربما‬ ‫السابق هي ما قطع الطريق على إقرار‬ ‫‪ 2006‬ع��ن��دم��ا أض���رب ع��م��ال المحلة عنها النقابات الرسمية كانت مضطرة‬
‫توجه عمال المواقع المختلفة اليوم‬ ‫المجلس حد أدنى منخفض لألجور‪.‬‬ ‫للمطالبة بصرف مكافأة شهرين ‪ ،‬وفقا لتنظيم نفسها في اإلضرابات العمال‬
‫ص��وب مؤسسات ال��دول��ة المسئولة‬ ‫كانت هذه المرة األولى التي يتظاهر‬ ‫للقرار الوزاري‪ .‬ساعتها أبدى الكثيرون تؤكد أن جنينا ينمو في رحم الحركة‬
‫يعني أن الوعي العمالي يتطور في‬ ‫فيها عمال إحدى الشركات من أجل‬ ‫تعجبهم من تهافت المطلب‪ ،‬والذي ببطء ولكن بثبات‪.‬‬
‫اتجاه مواجهة السبب األساسي وهو‬ ‫مطلب ال يخصهم وح��ده��م ولكن‬ ‫ال يمكن فهم حرية التنظيم النقابي‬ ‫كان متوسط قيمته للعامل ال يجاوز‬
‫أحد العوامل التي توحد الحركة‪.‬‬ ‫يخص ك��ل عمال مصر‪ .‬فالمطالب‬ ‫‪ 450‬جنيه‪ ،‬ال يستحق بنظر البعض كمجرد مكسب ع��م��ال��ي‪ ،‬فالحرية‬
‫ما حققته اإلضرابات العمالية على‬ ‫سابقا كانت تتعلق ليس فقط بعمال‬ ‫إض��راب ‪ 24‬أل��ف عامل وعاملة لمدة النقابية باألساس أحد أهم المعطيات‬
‫مدى السنوات المنقضية يفوق كثيرا‬ ‫الموقع الواحد‪ ،‬ولكن أيضا تقتصر على‬ ‫الديموقراطية‪ ،‬حتى وإن لم تعلن‬ ‫ثالثة أيام‪.‬‬
‫العالوة وبدل الوجبة وبعض المكاسب‬ ‫هامش ضيق في األج��ر‪ ،‬وه��و األجر‬ ‫الحركة العمالية عن نفسها كحركة‬
‫المؤقتة والسريعة لقد استطاعت‬ ‫المتغير‪.‬‬ ‫المرأة العاملة تتقدم الصفوف من أجل الديموقراطية والتغيير‪ ،‬فإن‬
‫الحركة العمالية على مدى السنوات‬ ‫ما أنجزته من انتزاع حق اإلضراب‬
‫السابقة ف��رض معطى ج��دي��د في‬ ‫حملة حد أدنى لألجور‬ ‫والحقيقة أن اإلشارات التي تضمنها وتحطيم ال��ق��ي��ود ال��م��ف��روض��ة عليه‬
‫المجتمع المصري‪ .‬ل‬ ‫إضراب ديسمبر في المحلة‪ ،‬ولم تقرأ والتقدم نحو بناء تنظيمها المستقل‬
‫قد اتخذت الدولة في التسعينات‬ ‫كذلك بدا الشعار الذي رفعه العمال‬ ‫جيدا في حينها كانت تشي بالكثير هو بحق أهم ما تحقق على مسار‬
‫قرارات مصيرية في المجتمع المصري‬ ‫أكثر من منطقي فالعمال حينما طالبوا‬ ‫مما وص��ل��ت إل��ي��ه الحركة العمالية المكاسب الديموقراطية‪ ،‬ألنها ببساطة‬
‫مثل الخصخصة والتكيف الهيكلي‬ ‫ب‪ 1200‬شهريا كحد أدنى لألجر رفعوا‬ ‫اليوم‪ .‬ف��اإلض��راب ال��ذي قطع الهدوء ال��م��ك��اس��ب ال��ت��ي حققها ومارسها‬
‫وغيرها دون الرجوع لمن تمسهم تلك‬ ‫شعار «عايزين نوصل خط الفقر»‪.‬‬ ‫الممتد للحركة العمالية منذ منتصف واستفاد منها مئات اآلالف‪ ،‬إن لم يكن‬
‫القرارات‪ ،‬كما لو كانت الالعب الوحيد‬ ‫على أساس أن خط الفقر المقرر دوليا‬ ‫التسعينات بدأتها عامالت المحلة الماليين من العمال‪.‬‬
‫اليوم فرضت الحركة العمالية نفسها‬ ‫دوالري��ن في اليوم للفرد أي ثماني‬ ‫على مستوى المطالب العمالية‬ ‫الالتي تظاهرن أم��ام عنابر الشركة‬
‫وتطورها على الحكومة وغيرها‪.‬‬ ‫دوالرات ألسرة صغيرة من أربعة أفراد‬ ‫مرددات هتافهن الذي اشتهر فيما بعد والتي بدأت متواضعة مثلما رأى أغلب‬
‫لم يعد من الممكن الحديث اليوم‬ ‫حسب نسبة اإلعالة في مصر‪.‬‬ ‫«الرجالة فين الستات اهم» شجاعة المراقبين وتركزت باألساس على‬
‫عن إصالح ديمقراطي دون الحديث‬ ‫هكذا فبعد أن طالب العمال بمكافأة‬ ‫عامالت المحلة كانت إش��ارة البدء األج��ر المتغير مثل األرب��اح والحوافز‬
‫عما حققته الحركة العمالية من نقابات‬ ‫سنوية ثم بالحافز ثم ببدل الوجبة‬ ‫ليس فحسب إلضراب ديسمبر‪ ،‬ولكن وب��دل الوجبة وغيرها من المطالب‬
‫مستقلة‪ ،‬ولجان إضراب‪ ،‬وما تريده على‬ ‫ووجدوها زيادات غير شافية‪ .‬وعندما‬ ‫للحركة العمالية التي امتدت إلى اآلن‪ ،‬يمكن مالحظة ت��ط��ورا ه��ام��ا على‬
‫هذا الطريق‪ .‬ولم يعد من الممكن‬ ‫تلقوا العالوة االجتماعية التي تمول‬ ‫وكانت مؤشرا قويا على قدرة الحركة مطالب العمال بعد انطالق الحركة‪.‬‬
‫الحديث عن التغيير دون الوضع في‬ ‫من رف��ع أسعار ال��وق��ود وترفع أسعر‬ ‫العمالية على تجاوز الوعي السائد في فبعد إضراب المحلة في ديسمبر ‪2006‬‬
‫االعتبار حقوق العمال وتقسيم الثروة‬ ‫ال��س��ل��ع الرئيسية فتخفض قيمة‬ ‫المجتمع‪ ،‬والذي يقاوم وصول المرأة وحصول العمال على مطلب الشهرين‬
‫االجتماعية وثمار النمو‪ .‬ربما بدا حصاد‬ ‫أجورهم‪ .‬قرروا طرح قضيتهم بشكل‬ ‫لمنصة القضاء‪ ،‬وتقديمها كقائدة لحركة نظم العمال إضرابا آخر في سبتمبر‬
‫الحركة العمالية كبيرا إذا ما نظرنا إليه‬ ‫أكثر جذرية‪ .‬كان هذا تطورا هاما في‬ ‫العمال هذه البصمة القوية‪ ،‬التي ظلت ‪ 2007‬واستمر لمدة ثالثة أيام وشهد هذا‬
‫بهذه الطريقة‪ ،‬ولكنه سيبدو قليال جدا‬ ‫مسار الحركة العمالية فألول مرة تطرح‬ ‫اإلضراب تطورا ملحوظا في المطالب‬ ‫ملتصقة بالحركة العمالية‬
‫إذا ما نظرنا لما سينضج الحقا وينتظر‬ ‫الحركة مطلبا ليس من شأنه فقط‬ ‫ظهرت المرأة بعدها تقود اإلضرابات رغم استمرار ارتباطها باألجر المتغير‬
‫الحصاد‪.‬‬ ‫توحيد صفوف العمال في كل أماكن‬ ‫وتبيت في االعتصامات في الضرائب فطالب العمال بزيادة الحوافز وبدل‬
‫العمل‪ ،‬ولكن أيضا مطلب من شأنه أن‬ ‫العقارية وشركة الحناوي والمطاحن‪ ،‬الوجبة وبدل طبيعة العمل ومطالب‬
‫يحدث تغييرا هاما في عالقات العمل‬ ‫وف��ي االع��ت��ص��ام��ات ال��م��راب��ض��ة أمام أخرى‪.‬‬

‫االشتراكي مايو ‪2010‬‬ ‫¯¯‪10‬‬


‫ملف‬
‫شملت األلومونيوم والسكر والورق‬
‫موجة من االعتصامات تهز محافظة قنا لرفع األجور‬
‫ولفت البيان إلى أن عمال المحلة‬ ‫األجر األساسي على أن ال يقل الحد‬ ‫وقال عامل أخر ‪ :‬األمن يستفز العمال‬ ‫نظم عمال شركات السكر بنجع‬
‫كانوا قد تظاهروا يوم ‪ 17‬فبراير من‬ ‫األدنى الذي يتقاضاه العامل عن ‪%130‬‬ ‫ويهدد باالعتقال‪ ،‬واعتصامنا سلمي‪،‬‬ ‫حمادي وق��وص وشركة ال��ورق بادفو‬
‫عام ‪ 2008‬للمطالبة بنفس المطلب ‪،‬‬ ‫بعد توقيع الجزاءات‪ ،‬إلغاء التعديالت‬ ‫ونريد ربط األجور واألسعار‪.‬‬ ‫–حوالي ‪4‬آالف عامل‪ -‬اعتصاما مفتوحا‬
‫كما نظمت قوى عمالية مظاهرة يوم ‪3‬‬ ‫الظالمة التي أدخلت على الئحة العالج‬ ‫ووصلت إش��ارة من إدارة الشــركة‬ ‫للمطالبة بتحسين المرتبات‪ ،‬وذلك‬
‫أبريل الماضي للمطالبة بتنفيذ حكم‬ ‫بالشركة‪ ،‬حيث أن اإلدارة كانت قد‬ ‫بالقاهــرة للعمال بالموافقـة على رفع‬ ‫بعد أق��ل من أربعة أي��ام من انتصار‬
‫المحكمة القاضي بدعوة المجلس‬ ‫أدخلت تعديالت على الالئحة األصلية‬ ‫بـدل الوجبـة من ‪ 90‬إلى ‪ 120‬جنيهاً‪،‬‬ ‫عمال األلومونيوم‪ ،‬فيما يعد اكبر موجة‬
‫القومي لألجور لالنعقاد‪ .‬وأدان البيان‬ ‫بزيادة تذكـرة الزيـارات من ‪ 50‬قرشا‬ ‫وهو ما رفضه العمال مؤكدين على‬ ‫احتجاجات عمالية تضرب محافظة قنا‬
‫ما تعرض له عمال األلومونيوم من‬ ‫إلى جنيهين ونصف‪ ،‬وفرض رسم ‪3‬‬ ‫رفعها إلى‪ 150‬جنيها واالستجابة لباقي‬ ‫منذ سنوات طويلة‪.‬‬
‫ضغوط شديدة للحيلولة دون قيامهم‬ ‫جنيهات لعالج األبناء بعد أن كانت‬ ‫مطالبهم‪.‬‬ ‫كان عمال شركة السكر فرعي نجع‬
‫باالعتصام من بينها احتجاز العاملين‬ ‫مجانا‪ ،‬وحساب أيام إصابة العاملين‬ ‫كما اعتصم عمال شركة مصر أدفو‬ ‫حمادي وقوص قد امتنعوا عن صرف‬
‫بالشركة ‪ :‬محمد السيد وم��رزوق‬ ‫أثناء العمل يوم إجازة وليس مرضي‪،‬‬ ‫للورق – ‪ 700‬عامل‪ -‬أيضا للمطالبة‬ ‫رواتبهم ع��ن شهر أب��ري��ل ‪ ،‬وأعلنوا‬
‫إبراهيم لعدة ساعات‪ ،‬وق��رار اإلدارة‬ ‫زي���ادة ب��دل االنتقال م��ن ‪ 24‬إل��ى ‪80‬‬ ‫بتوصيل الغاز الطبيعي للشركة‪ ،‬ورفع‬ ‫االعتصام المفتوح للمطالبة بزيادة‬
‫وقف عاملين أخريين عن العمل هما‪:‬‬ ‫جنيها‪ ،‬انتظام الترقيات بشكل سنوي‪،‬‬ ‫الحوافز وال��ب��دالت وتثبيت العمالة‬ ‫بدل الوجبة الغذائية من ‪ 90‬إلى ‪150‬‬
‫الطيب معوض أحمد‪،‬وعطا عطا اهلل‪،‬‬ ‫تحديد مكافأة العمال من قبل إدارة‬ ‫المؤقتة‪ ،‬ورف��ع قيمة مكافأة نهاية‬ ‫جنيها‪ ،‬وزيادة البدل النقدي من ‪ 24‬إلى‬
‫فضال عن إجراء تحقيقات صورية مع‬ ‫الشركة‪ ،‬وليست من قبل المهندس‬ ‫الخدمة‪ ،‬وتفعيل الترقيات الموقوفة‬ ‫‪ 84‬جنيها أس��وة بعمال شركة مصر‬
‫‪ 12‬من العمال انتهت إلى حرمانهم من‬ ‫المختص‪ ،‬وعلى أن يتم نزولها على‬ ‫م��ن��ذ ‪ 3‬س��ن��وات ك��ام��ل��ة ومحاسبة‬ ‫لأللمونيوم‪ ،‬كما طالبوا اإلدارة بالتراجع‬
‫نصف الحافز لمدة ‪ 6‬شهور‪.‬وبالرغم‬ ‫شريط الراتب‪ ،‬عودة إج��ازات العمال‬ ‫المسئولين عن الفساد‪.‬‬ ‫ع��ن الخصومات التي وقعتها على‬
‫من كل هذه الضغوط نجح العمال في‬ ‫من المناطق النائية إلى ‪ 36‬يوما بدال‬ ‫وأكد رئيس اللجنة النقابية‪ :‬لجأنا‬ ‫العمال الشهر الماضي والتي وصلت‬
‫فرض االعتصام وهتفوا ضد مجلس‬ ‫من ‪ 21‬ي��وم‪ ،‬إجبار عبد اهلل حسين‬ ‫إلى كل الطرق‪ ،‬ولم يبق أمامنا سوى‬ ‫إلى ‪ 200‬جنيه لكل عامل‪ .‬وتم إغالق‬
‫إدارة المصنع ورفضوا التفاوض إال بعد‬ ‫صديق رئيس اللجنة النقابية على‬ ‫االع��ت��ص��ام المفتوح للحصول على‬ ‫البوابات على العمال المعتصمين‬
‫رجوع زمالئهم الذين تم إيقافهم ‪.‬‬ ‫تقديم استقالته‪ ،‬استبعاد عاطف ترك‬ ‫حقوقنا‪ .‬وفي السياق ذاته أنهى عمال‬ ‫لمنع دخ��ول الطعام في ظل حصار‬
‫وأك��د البيان على تضامن اللجنة‬ ‫رئيس قطاعات الدرفلة من موقعه‪.‬‬ ‫شركة مصر لأللومونيوم اعتصامهم‬ ‫أمني مكثف‪.‬‬
‫التحضيرية الكامل مع عمال االلومنيوم‬ ‫وم����ن ج��ه��ت��ه��ا أص�����درت اللجنة‬ ‫الذي استمر لمدة ‪ 3‬أي��ام‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫وقال أحد العمال‪»:‬كل واحد في البلد‬
‫الذين يشكلون حاليا طليعة الطبقة‬ ‫ال��ت��ح��ض��ي��ري��ة ل��ل��ع��م��ال ب��ي��ان��ا تحت‬ ‫جلسة مفاوضات مع المهندس زكى‬ ‫فاكر إنها وسية يعمل فيها اللي هو‬
‫العاملة‪ ،‬وأش���ار إل��ى إن تأثير هذا‬ ‫عنوان‪:‬اعتصام عمال مجمع األلومونيوم‬ ‫بسيوني‪ ،‬رئيس الشركة القابضة‬ ‫عايزه‬
‫اإلضراب سينعكس قريبا في مطالب‬ ‫خطوة كبرى لألمام في تاريخ الحركة‬ ‫للصناعات ال��م��ع��دن��ي��ة ف��ي ساحة‬ ‫ورئيس مجلس اإلدارة عاملها كده‪،‬‬
‫اإلضرابات العمالية المقبلة كخطوة‬ ‫العمالية جاء فيه‪ :‬في خطوة كبرى‬ ‫الشركة‪،‬‬ ‫بيعين أقاربه فى كل مكان‪ ،‬وبيأخد‬
‫على طريق طويل يستهدف توحيد‬ ‫لألمام ‪..‬أعلن عمال األلومونيوم‪10 -‬‬ ‫حيث توصل الطرفان إل��ى عودة‬ ‫ح��ق العمال وبيعطيه ألق��ارب��ه‪ ،‬هو‬
‫الحركة العمالية على مطالب واحدة‪،‬‬ ‫آالف عامل‪ -‬اعتصامهم بمقر الشركة‬ ‫العمال الذين تم إيقافهم عن العمل‪،‬‬ ‫صحيح ما فيش حد رقيب عليه‪ ،‬هو‬
‫كما سيضع ح��داً لمحاوالت حكومة‬ ‫بنجع حمادي بمحافظة قنا للمطالبة‬ ‫ورفع خصم نصف الحافز لمدة ستة‬ ‫م��ن بلد اسمها طهنشا‪ ،‬شغال مع‬
‫رج���ال األع��م��ال ل��رف��ع ال��ح��د األدن��ى‬ ‫برفع الحد األدنى لألجور إلى ‪ 1200‬جنيه‪،‬‬ ‫شهور‪ ،‬ال��ذي قررته اإلدارة بحق ‪12‬‬ ‫أعضاء مجلس الشعب‪ ،‬هما يسهلوله‬
‫لألجور إلى قيمة مالية تقل كثيرا عما‬ ‫ليشكل اعتصامهم خطوة عمالقة في‬ ‫عامال بدعوى تحريضهم العمال على‬ ‫أخ��ذ األراض���ي‪ ،‬وه��و يعين لهم اللي‬
‫يستحقه العاملون وتفرضه ارتفاعات‬ ‫تطور الحركة العمالية وعملية انتقالها‬ ‫االعتصام‪ ،‬وتعيين عمال اليومية وعمل‬ ‫عايزينه‪ ،‬فعال بقت وسيه‪ ،‬ومحدش‬
‫األسعار الجنونية‪.‬‬ ‫من النضال الجزئي إلى النضال على‬ ‫عقود للعمالة المؤقتة الموقوفين‪،‬‬ ‫قادر يتكلم من العمال الغالبة‪ ،‬وكمان‬
‫مطالب عامة تخص جموع العاملين‬ ‫و رف��ع ب��دل الوجبة م��ن ‪ 90‬إل��ى ‪150‬‬ ‫بيرفض يعين أوالدن���ا‪ ،‬حسبنا اهلل‬
‫بأجر‪.‬‬ ‫جنيه‪ ،‬زيادة الحوافز بنسبة ‪ %35‬من‬ ‫ونعم الوكيل»‪.‬‬

‫أهالي طوسون ‪:‬مطلب واحد غيره مافيش ‪ ..‬آخد أرضي و فيها اعيش‬
‫ماهينور المصري‬
‫طوسون دُش��م من شكائر الرمل و‬ ‫أبريل‪ ،‬وبالفعل ذهبوا أمام وزارة الزراعة‪،‬‬ ‫تغربوا و ك���دّوا م��ن أج��ل تكوينها‪.‬‬
‫ارتدوا خوذا‪ ،‬من حلل الطعام‪ ،‬لتقيهم‬ ‫ونصبوا خيامهم‪ ،‬فهم على أي حال‪،‬‬ ‫الغني فيهم‪ ،‬دف��ع ما يقارب ‪ 40‬ألف‬ ‫بعد يوم ‪ 6‬أبريل‪ ،‬وبالتحديد فجر‪7‬‬
‫رص��اص الوطني‪ .‬وف��ى مواجهة منع‬ ‫ينامون فى ال��ش��ارع‪ ...،‬تعامل األمن‬ ‫لشراء قطعة أرض بمساحة مائة متر‪،‬‬ ‫أب��ري��ل‪ ،‬توجهت ‪ 6‬أت��وب��ي��س��ات من‬
‫األمن لهم من استعمال الماء‪ ،‬و دخول‬ ‫معهم بعنف شديد و لكنهم كانوا‬ ‫و لبنائها‪ ،‬كي تستره هو و أبنائه فى‬ ‫اإلسكندرية إل��ى ال��دق��ي‪ ،‬حيث تقع‬
‫الحمامات قاموا بجلب فناطيس ماء‬ ‫األصلب‪ ،‬لذا‪ ،‬بدأ األمن فى محاوالت‬ ‫زمن لم يصبح فيه للبشر ثمن‪.‬‬ ‫وزارة الزراعة‪ .‬حوالي ثالثمائة شخص‪،‬‬
‫و كتبوا عليها اهداء الى عساكر األمن‬ ‫تضييق ال��خ��ن��اق عليهم ب���أن منع‬ ‫لم يعرفوا ماذا اقترفوا من ذنب أو من‬ ‫رجال ونساء‪ ،‬عجائز وأطفال‪ ،‬قرروا أن‬
‫المركزي‪.‬‬ ‫المساجد من أن تدخلهم الحمامات‪،‬‬ ‫سيأخذ األرض‪ .‬قالت لهم المحافظة‬ ‫يعتصموا أمام وزارة الزراعة إلجبارها‬
‫يبدأ ي��وم االعتصام بإقامة طابور‬ ‫و بدأ فى تهديد كل من يساعدهم‪.‬‬ ‫أنها ستنشئ مشروع إسكان مبارك‬ ‫على تقنين أوضاعهم‪.‬‬
‫صباحي لتحية العلم و ترديد النشيد‬ ‫ف��ى ال��ب��داي��ة‪ ،‬ك���ان ه��ن��اك تعتيم‬ ‫للشباب‪ ،‬و لكن األهالي كانوا يعلمون‬ ‫بدأت المأساة يوم‪12‬مايو‪ ،2008‬عندما‬
‫الوطني الذين استبدلوا كلماته بكفاية‬ ‫اعالمي تام‪ ،‬و لكن كان هناك بعض‬ ‫أن قانون الحكومة هو بيع كل شئ‬ ‫استيقظ أه��ال��ي منطقة طوسون‬
‫كفاية‪ ...‬الجميع يهتف أكبر سيدة‬ ‫القوى السياسية وبعض السياسين‬ ‫للمستثمرين‪ ،‬س��رت إش��اع��ات بأن‬ ‫بأبوقير على أص��وات صاخبة‪ ،‬نباح‬
‫و شيخ يتجاوز أعمارهم السبعين‪.‬‬ ‫المتضامنين معهم‪ ,‬كان البعض يري‬ ‫األرض سيقام عليها مشروع سياحي‪،‬‬ ‫كالب‪ ،‬و دوي رصاص‪ ...‬ظنوا أنهم في‬
‫هذا االعتصام من نوع مختلف‪ ،‬لكنه‬ ‫أن المكان الذين اختاروه العتصامهم‬ ‫ثم قيل أنها ستكون اسطبل خيول‬ ‫كابوس‪ ،‬تأثرا بما يرونه فى التليفزيون‬
‫يُظهر لنا ت���درج وع��ي الجماهير‪،‬‬ ‫ليس بالمكان الجيد‪ ،‬و أن هذا المكان‬ ‫لنادي االت��ح��اد السكندري‪ ،‬أو نادي‬ ‫من ع��دوان على فلسطين والعراق‪،‬‬
‫ففى البداية كانوا يخافون من مجرد‬ ‫يجعلهم بعيد عن محط األن��ظ��ار و‬ ‫سبورتنج الرياضي‪.‬‬ ‫لكنهم فوجئوا بأكثر من ‪40‬سيارة أمن‬
‫المطالبة بحقوقهم‪ ،‬ولكنهم اآلن‬ ‫لكنهم تغلبوا على ذلك بابتكارهم‬ ‫بدأت رحلة النضال‪ ،‬نظموا أكثر من‬ ‫مركزي‪ ،‬مصاحبة لبلدوزرات ولوادر‪،‬‬
‫أصبحوا يقرعون طبول الحرب على‬ ‫وسائل احتجاجية مختلفة‪ ,‬فبعد ما‬ ‫‪ 50‬وقفة‪ ،‬و لم يكلّوا‪ ,‬بجانب المسار‬ ‫لتهدم المنازل على رؤوس أصحابها‬
‫أبواب وزارة الزراعة‪ ،‬و مازال اعتصامهم‬ ‫قاله نواب مجلس الشعب‪ :‬القصاص‬ ‫القانوني‪ ،‬الذي انتهى يوم ‪ 2‬يناير‪2010‬‬ ‫الذين هالتهم الكالب البوليسية‪،‬‬
‫الباسل مستمراً‪.‬‬ ‫ورجب هالل حميدة وأبوعقرب‪ ،‬من‬ ‫بحكم يقضي بعدم أحقية المحافظة‬ ‫والرصاص المطاطي‪.‬‬
‫أن المعتصمين والمتظاهرين ممولين‬ ‫فى اإلزالة و باالعتراف بالوجود الفعلي‬ ‫هكذا‪ ،‬وج��د األه��ال��ي أنفسهم فى‬
‫م��ن ال���خ���ارج‪ ،‬وأن���ه ي��ج��ب التعامل‬ ‫لألهالي على األرض‪ .‬لكنهم قرروا أن‬ ‫الشارع‪ ،‬و قد تهدمت منازلهم التى‬
‫معهم باطالق الرصاص‪ ،‬صنع أهالي‬ ‫ي��ب��دأوا اعتصامهم فجر السابع من‬ ‫وضعوا فيها تحويشة عمرهم‪ ،‬التى‬

‫‪¯¯11‬‬ ‫االشتراكي مايو ‪2010‬‬


‫نشرة غير دورية يصدرها‬
‫مايو ‪2010‬‬ ‫مركز الدراسات االشتراكية‬

‫من االعتصام أمام البرلمان إلى اقتحامه‬ ‫صوت التيار االشتراكي الثوري‬
‫ف����ي م���ص���ر‪ ،‬ت��ت��ل��خ��ص أس���س‬
‫مصطفى البسيوني‬ ‫االشتراكية التي نتبناها في‪:‬‬
‫التي وضعتها الحكومة‪ .‬والمشترك‬ ‫ضد غضب الجماهير أمر لم يختبر‬
‫بين كل تلك الحركات أنها بدأت‬ ‫بعد‪.‬‬ ‫من محافظات ومواقع عمل مختلفة‬ ‫• النظام الرأسمالي مبني على‬
‫سلمية وه���ادئ���ة‪ ،‬ول��ك��ن تجاهل‬ ‫تجارب من بلدان أخرى‬ ‫زحف العمال نحو البرلمان ليطرقوا‬ ‫االس��ت��غ�لال‪ :‬ث���روة الرأسماليين‬
‫الحكومة وإصرارها على السياسات‬ ‫إن ما يدور في العالم اليوم‪ ،‬وما دار‬ ‫أبواب نوابهم آملين في االستجابة‬ ‫م��ص��دره��ا ع���رق ال��ع��م��ال‪ ،‬والفقر‬
‫ال��م��رف��وض��ة م��ن الجماهير كانت‬ ‫من قبل يؤكد أن الصبر الذي تتسم‬ ‫لمطالب متواضعة وحقوق واجبة‬ ‫مصدره سيطرة النظام القائم على‬
‫تشكل استفزازا كافيا إل��ى جانب‬ ‫به الجماهير ع��ادة قابل للتحول‪.‬‬ ‫األداء‪ .‬وب��ع��د أن ب��ح صوتهم في‬ ‫أولوية األرباح على البشر‪.‬‬
‫التدخل األمني لتنطلق بعدها أعمال‬ ‫فبعد أكثر من شهر من المظاهرات‬ ‫أماكنهم للمطالبة ب��ص��رف أجور‬
‫العنف‪.‬‬ ‫التي نظمها ذوي القمصان الحمر‬ ‫متأخرة‪ ،‬أو إعادة تشغيل شركاتهم‪،‬‬ ‫• إصالح الرأسمالية مستحيل‪:‬‬
‫ال����دول ال��ع��رب��ي��ة أي��ض��ا شهدت‬ ‫في تايالند مطالبين بإقالة الحكومة‬ ‫أو تثبيتهم في وظائفهم التي ظلوا‬ ‫الليبرالية الجديدة قضت على‬
‫برلماناتها تجارب شبيهة عندما‬ ‫‪،‬التي تسببت سياستها في اإلفقار‬ ‫بها لسنوات‪ ،‬وبأجور زهيدة‪ ،‬وبعد أن‬ ‫إم��ك��ان��ي��ة اإلص���ل��اح ال��ج��زئ��ي‪،‬‬
‫ح���اول ال��ع��اط��ل��ون ع��ن ال��ع��م��ل في‬ ‫قاموا يوم اإلثنين الماضي باقتحام‬ ‫يأسوا من وصول صوتهم للمسؤلين‬ ‫والرأسمالية المعاصرة المأزومة ال‬
‫المغرب اقتحام البرلمان في يوليو‬ ‫مبنى البرلمان بدفع شاحنة إلى‬ ‫اختاروا قلب القاهرة لكي ال يستطيع‬ ‫تقدم إصالحات بل ترفع معدالت‬
‫‪ 2008‬وتشبثوا بسياجه الحديدي‬ ‫السور الحديدي للمبنى والتدفق‬ ‫أح��د أن ي��زع��م بعد ذل��ك أن��ه لم‬ ‫النهب‪.‬‬
‫لمدة عشرين دقيقة تحملوا فيها‬ ‫إل���ى ال��م��ب��ن��ى‪ ،‬س��اع��ت��ه��ا ل��م تجد‬ ‫يسمع أو لم يعرف‪ .‬وعلى رصيف‬
‫هراوات األمن والذي أخذ يطاردهم‬ ‫ال��ح��ك��وم��ة ط��ري��ق��ة س���وى إرس���ال‬ ‫مجلسي الشعب وال��ش��ورى وقف‬ ‫• الثورة الجماهيرية ضرورية‪:‬‬
‫في شوارع المدينة‪.‬‬ ‫الطائرات الهيلوكبتر إلجالء النواب‬ ‫العمال من المواقع المختلفة‪ ،‬عمال‬ ‫التغيير المنشود ال يمكن أن يتم‬
‫وربما كانت األحداث األكثر درامية‬ ‫والمسئولين م��ن المبنى خوفا‬ ‫طنطا للكتان‪ ،‬وعمال شركة المعدات‬ ‫بيد أقلية‪ ،‬بل بالنضال الجماهيري‬
‫تلك التي وقعت في األرجنتين عام‬ ‫عليهم م��ن غضب المقتحمين‪،‬‬ ‫التليفونية بحلوان‪ ،‬وعمال شركة‬ ‫الجماعي الديمقراطي‪.‬‬
‫‪ 2001‬عندما أدت السياسات االقتصادية‬ ‫ول��م ال وه���ؤالء ه��م ال��ن��واب الذين‬ ‫سالمكو للغزل والنسيج بالعاشر‬ ‫• الطبقة العاملة ه��ي الطبقة‬
‫إل��ى تدمير االقتصاد األرجنتيني‪،‬‬ ‫تجاهلوا مطالب المتظاهرين على‬ ‫من رمضان‪ ،‬وعمال هيئة تحسين‬ ‫القائدة‪ :‬الطبقة الوحيدة القادرة‬
‫ح��ت��ى ع��ج��زت ال���دول���ة ع���ن دفع‬ ‫مدى الشهر‪ .‬والطريف أن رئيس‬ ‫األراض��ي‪ ،‬وعمال النوبارية‪ ،‬وعمال‬ ‫على قيادة المظلومين إلى النصر‬
‫معاشات المتقاعدين بعد أ‪ ،‬قامت‬ ‫ال��وزراء أبهيسيت فيجاجيفا امتنع‬ ‫مركز المعلومات‪ ،‬وذوي االحتياجات‬ ‫هي الطبقة العاملة‪ ،‬التي تضم‬
‫بسحب أم���وال التأمينات لسداد‬ ‫عن استعمال العنف ضد مقتحمي‬ ‫الخاصة‪ ،‬شرحوا مطالبهم وحقوقهم‬ ‫ك��ل العاملين ب��أج��ر الخاضعين‬
‫ديونها‪ .‬وتراجعت األج��ور وتفشت‬ ‫البرلمان خشية تعاطف قوات األمن‬ ‫ببساطة‪ ،‬ووضوح وعرضوا حججهم‬ ‫الستغالل وسلطة رأس المال‪.‬‬
‫البطالة كما عجز المواطنون عن‬ ‫م��ع الجماهير الغاضبة ولجأ إلى‬ ‫من القانون‪ ،‬بعد أن عرضوها مرات‬
‫س��ح��ب م��دخ��رات��ه��م م��ن البنوك‪.‬‬ ‫النواب المعارضين الذين طلبوا إلى‬ ‫ومرات وهم في مواقعهم آملين أن‬ ‫• الدولة العمالية هي الهدف‪:‬‬
‫وتفجرت المظاهرات في ديسمبر‬ ‫المقتحمين ال��خ��روج م��ن المبنى‬ ‫يجدوا من يسمعهم وينصفهم‪.‬‬ ‫ال��دول��ة ال��ت��ي نرتضيها دول���ة ال‬
‫‪ 2000‬والتي ابتكرت مسيرات طرق‬ ‫واستجابوا لهم‪.‬‬ ‫ساسية التجاهل‬ ‫يحكمها الرأسماليون أو ممثلوهم‪،‬‬
‫األواني الفارغة‪ ،‬وتدفق المتظاهرون‬ ‫إقتحام البرلمان التايالندي ليس‬ ‫انتظروا انعقاد اللجان وطلبات‬ ‫وإنما دول��ة يقرر فيها الكادحون‪،‬‬
‫من كل مكان وتوجهت مظاهرات‬ ‫ال��ح��ادث ال��وح��ي��د فقبله بأسابيع‬ ‫اإلح��اط��ة واالس��ت��ج��واب��ات‪ ،‬وامتدت‬ ‫م��ن خ�لال مجالسهم القاعدية‬
‫ضخمة واحتلت مبنى البرلمان حتى‬ ‫وفي السابع من أبريل كان برلمان‬ ‫اعتصاماتهم أليام وأسابيع وشهور‪،‬‬ ‫المنتخبة‪ ،‬مصيرهم ومستقبلهم‪.‬‬
‫اضطرت الحكومة لالستقالة‪.‬‬ ‫قرغيزيا على موعد مع الجماهير‬ ‫وب��دال من ينصرفوا بعد الحصول‬
‫قبلها بعامين كانت مظاهرات‬ ‫الغاضبة التي ظلت تتظاهر ألسابيع‬ ‫على حقوقهم وتلبية مطالبهم انضم‬ ‫• الثورة تحرر كل المضطهدين‪:‬‬
‫ط�لاب��ي��ة ف��ي إن��دون��ي��س��ي��ا تتحول‬ ‫قبل االقتحام وكان العنف الدموي‬ ‫إليهم معتصمون ج��دد بمطالب‬ ‫الثورة العمالية تحرير شامل من‬
‫إل���ى م��ظ��اه��رات شعبية ضخمة‬ ‫الذي استخدمه الرئيس القرغيزي‬ ‫ج��دي��دة‪ ،‬وأص��ب��ح الرصيف المقابل‬ ‫االضطهاد القومي والعرقي والديني‬
‫تحاصر البرلمان وتقتحمه‪ ،‬وتطيح‬ ‫باكاييف والذي سقط بسببه ‪ 21‬قتيال‬ ‫للبرلمان مقرا دائما لالعتصامات‬ ‫والجنسي‪.‬‬
‫بديكتاتورية سوهارتو‪ ،‬والذي جلس‬ ‫و‪ 142‬جريحا سببا في تزايد الغضب‬ ‫حتى أن أسر المعتصمين وأطفالهم‬
‫على عرش السلطة حوالي ‪ 30‬عام‪.‬‬ ‫وليس إخماده‪ ،‬ولم يتوقف الغضب‬ ‫انضموا إليهم‪ .‬وكما لو كانت الحكومة‬ ‫• ال ت��وج��د اشتراكية ف��ي بلد‬
‫بعد ذلك بسنوات كانت مظاهرات‬ ‫الشعبي إال بفرار الرئيس المخلوع‬ ‫قد اعتادت مشهد المعتصمين أمام‬ ‫واحد‪ :‬النظام الرأسمالي سلسلة‬
‫عارمة تجتاح البرلمان الصربي وتطيح‬ ‫من قرغيزيا ولجوئه لروسيا البيضاء‪.‬‬ ‫البرلمان في وس��ط العاصمة‪ .‬وإذ‬ ‫واح��دة الب��د من تحطيمها كلها‪،‬‬
‫بميلسوفيتش‪ ،‬وقبلها وبعدها كانت‬ ‫كذلك البرلمان الليتواني لم ينج من‬ ‫تختبر الحكومة على مدى الشهور‬ ‫واألممية الثورية هي ال��رد على‬
‫حكومات وأنظمة ال تفهم اإلشارات‬ ‫المحتجين فعندما قرر رئيس الوزراء‬ ‫الماضية صبر المعتصمين لعله ينفذ‬ ‫مخططات مجالس إدارة العالم‬
‫القادمة من الجماهير‪ .‬وكانت جموع‬ ‫الليتواني أندريوس كوبيليوس وضع‬ ‫في نهاية األمر وينصرفوا عائدين من‬ ‫في قمة الثمانية ومنظمة التجارة‬
‫مسالمة ترسل اإلشارة تلو اإلشارة‬ ‫خ��ط��ة للتقشف وخ��ف��ض اإلنفاق‬ ‫حيث أتوا‪ ،‬دون الحصول على شيء‪،‬‬ ‫العالمية‪.‬‬
‫وتمنح الفرصة تلو الفرصة وتنتظر‬ ‫بعد شهر واحد من توليه الحكومة‬ ‫فإنهم يثبتون كل يوم أن صبرهم ال‬
‫ردا ال يجيء أبدا ويتوقع البعض أن‬ ‫في يناير ‪ 2009‬اندفعت المظاهرات‬ ‫ينفذ‪ ،‬وحتى الذين أنهوا اعتصامهم‬ ‫• الحزب العمالي ضروري‪ :‬تحتاج‬
‫الجموع المستكينة قد استسلمت‬ ‫المعارضة وشهدت ساعتها ليتوانيا‬ ‫من قبل بناءا على تعهدات رسمية‬ ‫المعركة ضد الظلم إل��ى توحيد‬
‫ويئست ولكنها س��رع��ان م��ا تقدم‬ ‫أقوى موجة عنف منذ استقاللها عن‬ ‫واتفاقيات موقعة من المسئولين‬ ‫الطبقة العاملة في ح��زب ثوري‬
‫مفاجأتها‪.‬‬ ‫االتحاد السوفيتي في عام ‪ ،1991‬وقد‬ ‫حينما لم تنفذ تلك التعهدات عادوا‬ ‫يقودها إلى النصر‪.‬‬
‫المعتصمون أمام البرلمان المصري‬ ‫تجمع المتظاهرون أم��ام البرلمان‬ ‫مرة أخرى إلى مقر اعتصامهم‪ ،‬مثل‬
‫حولوا صمتهم إلى همهمة وحولوا‬ ‫بشكل سلمي وعندما بدأ األمن في‬ ‫عمال شركة طنطا للكتان‪ .‬ولكن إذا‬
‫همهمتهم إلى مناشدات ثم اعتصموا‬ ‫التدخل هاجم المتظاهرون البرلمان‬ ‫كان يأس المعتصمين من سماع‬ ‫شارك يف حلقات نقاش‬
‫في شركاتهم لعل هناك من يلتفت‬ ‫وقاموا بقذفه بالحجارة محطمين‬ ‫أصواتهم وانصرافهم دون حقوقهم‬ ‫مركز الدراسات االشرتاكية‬
‫لهم وعندما لم يجدوا زحفوا نحو‬ ‫واج��ه��ات��ه الزجاجية والملفت أنه‬ ‫أمر بعيد المنال بما أثبتوه من قدرة‬ ‫‪ 7‬شارع مراد‪ ،‬ميدان الجيزة‪.‬‬
‫البرلمان‪ .‬خطوة قد يتحول بعدها‬ ‫في نفس الوقت قامت مظاهرات‬ ‫على االستمرار فإن استمرارهم على‬
‫االعتصام أمام البرلمان إلى حصار‬ ‫هاجمت البرلمان في كل من التفيا‬ ‫هذا النحو إلى ما نهاية دون انصراف‬ ‫موقع املركز على االنرتنت‬
‫له‪ ،‬وقد يتدفق بعدها المعتصمون‬ ‫وبلغاريا احتجاجا على خطط تقشف‬ ‫ودون استجابة لمطالبهم أمر أبعد‬ ‫‪www.e-socialists.net‬‬
‫إلى داخ��ل األس��وار التي تحجبهم‬ ‫شبيهة‪.‬‬ ‫بكثير‪ ،‬فعندما تمس المطالب لقمة‬
‫عن النواب والمسئولين‪ ،‬وقد يوقف‬ ‫أما اليونان فقد ضمت في ذلك‬ ‫العيش ويعز عليهم الوصول إليها‬ ‫تابع أخبار ونشاطات املركز‪:‬‬
‫هذا التطور التقاط إشاراتهم وتلبية‬ ‫الوقت المظاهرات األق���وى‪ ،‬والتي‬ ‫مع مشهد السيارات الفارهة تقل‬ ‫‪www.twitter.com/esocialists‬‬
‫مطالبهم‪ ،‬والتي لن تكلف أبدا ما قد‬ ‫استمرت ألسابيع هاجم المتظاهرون‬ ‫المسئولين إلى مبنى البرلمان فإن‬ ‫‪www.diigo.com/profile/esocialists‬‬
‫تكلفه الخطوات التالية‪.‬‬ ‫خاللها البرلمان وقامت مجموعة‬ ‫تحول الصبر إلى غضب أمر وارد‪ ،‬وإذا‬ ‫‪www.flickr.com/photos/esocialists‬‬
‫نقابية باحتالل مبنى وزارة المالية‬ ‫كان برلمان األغلبية لديه حصانة‬ ‫‪www.youtube.com/user/esocialists1‬‬
‫رقم اإليداع ‪2006 /21670‬‬ ‫احتجاجا على الموازنة التقشفية‪،‬‬ ‫ضد السلطة التنفيذية فإن حصانته‬ ‫‪www.facebook.com/ishteraky.thawry‬‬
‫‪www.scribd.com/esocialists‬‬

You might also like