Professional Documents
Culture Documents
"الماويين المغاربة"
الموضوعة ،المقولة ،الماركسية أية علقة ?
فههي مقدمههة ل بههد منههها نشههير أن مناسههبة هههذه الكتابههة هههي
اكتشافنا لخط "فلسفي" و "سياسي" فريد ،متمسك بقلم يقههول
عنه "ماوي" الصل .وبهذا القلم يشيد ملحمه ويرسم طموحاته.
ويسحق "الفكار " وكل " أرواح الفكر " ،بعد بنائها علههى مزاجههه
الخاص ،ويمرغ وجوهها في الرمههاد ثههم يحييههها ويناديههها لتصههطف
بكههل نظههام وفههي قههالبه المحههدد مههن مقولههة وموضههوعة .هههذه
المعركة ل يجريها على أرضية التاريخ الفعلههي والوقههائع أو بصههدد
أمور دارت في مسرح التاريخ وعلى الرض ،بل مع أشباح الفكههر
والسياسة من صنع خياله .وهكذا فكههل خصههومه يسههتلقون أمههام
"جدله" القبلي ،وأن لمحة من قلمه تسحق أي تمرد لعدائه .إنه
"فرس سههرحان" و "سههيف علههي " يضههرب يمينهها وشهمال .وفههي
الفترات التاريخية الخيرة بدت لنا معركة تههوحي بههاقتراب موعههد
جنازة أعدائه وكل خصومه /أشباحه .لكن ميزته في قلب الههوهم
إلى حقائق ،يعممها فههي كههل المجههالت ،وهههذه المههرة مههن خلل
عفو شامل مشروط ،أشههبه بالقامههة الجبريههة بعههدما اعتقههدنا أن
المقبرة هي مصير خصومه ،وكان لزاما علينهها أن نتسههلح بالصههبر
وطول النفس وننتظر قراره من بعههد وسههؤالنا هههل سههيخمد هههذا
البطههل الدونكيشههوتي كههل تمههرد محتمههل ،وإعههدام خصههومه أم
سيوسع حدود القامة لحتواء أي تمرد محتمل ،أم أن قههراره هههو
نابع أصل من إحساسه بالشيخوخة المبكرة كما هو حال الكائنات
المستنسخة /المصطنعة.
قبههل مناقشههة مفههاهيم العنههوان أعله المتناقضههة الههتي ل
تنتمي لحقل معرفي واحد ،فمن الواجب أن نسههجل بههأن الدوات
الجديههدة هههي وسههيلة أخههرى للقتههال تسههلح بههها "القلههم المههاوي
المغربي" .ومما ألفناه عنه هو :كلما نط في الزمههان أخههرج مههن
تحت إبطه سلحا يقول عنه آخر ما وصههلته "الماركسههية اللينينيههة
الماويههة" ،لكههن هههذه المههرة وبعههدما ظهههر بههالزي المههدني مههزيل
شواربه مقوما أسنانه ولمسات أخههرى مجملههة ،بههدل مههن إخههراج
مدفع أوتوماتيكي ،لوح لنا بسلح الفلسفة العقلنيين والمناطقة،
في محاولة لقلب سيناريو عبدو عنههد الموحههدين بالموحههدين عنههد
عبدو.
فالصمود في المكان والقتال من أجل داره وعقاره قد تلشى
عند هذا الخههط ،ولههذا بههدا إلههى الخلههف إلههى المفههاهيم الفلسههفية
القبلية ووسامه علههى صههدره وقلبههه علههى "قلمههه المههاوي" رمههز
استحقاقاته واجتهههاداته وسههر اكتشههافاته العظيمههة موليهها السههتار
على أصحابه الذين ل يعهرف عنهههم شههيئا .وبههدورنا ل نعتقههد ،أنههه
نجح بما ينسخ ول بثقل السائد على لغته ،لكن هذا هههو حههال كههل
برجوازي صغير لمهها يرتههدي مهها ل يههواتيه ،فلنههرى مهها يقههدمه مههن
اكتشاف.
حول آخر اكتشافات "الماويين المغاربة"
إن "الماويين المغاربة" يحددون إطارهم الفكههري ،دون زيههادة
ول نقصان ،وبعيدا عن أي ادعاء وبكلمات تعههبر عههن نفسههها بكههل
وضوح وبل لبس كما يلي :
"إن عمليههة بنههاء الوحههدة مثلههها مثههل كهل عمليههة واقعيههة هههي
صيرورة محكومههة بقههوانين موضههوعية .أن نههدرك هههذه القههوانين
ونجد الموضوعة المعبرة عنها هي مهمههة تحديههد الطههار الفكههري
لهذه المسألة"( .مقههال "حههول الحركههة الطلبيههة" ،نشههرة "مههاي
الحمر" العدد )2 ،1
في البداية نسجل أن الطار الفكري الذي صاغ هذا المنظههور
أو الورقههة الههتي حملههت هههذا الفهههم هههو مهها يههدعونه أصههحابه به ه
"الماركسية اللينينية الماوية".
وإذا ما فككنا هذه التركيبة بإرجاعههها إلههى الههرواد الكبههار فإننهها
سنتحدث عن نظرية ماركس وانجلز ثم لينيههن ومهها أضههافه لهههذا،
وكذا ماو وما قدمه .ونتسههاءل هههل مههاركس وانجلههز يقههولن بههأن
الطار الفكري عندهما محدد بإدراك القوانين كل عملية واقعية
ه ثم إيجاد الموضوعة المعبرة عنها؟ هههل مههاركس وانجلههز صههاغا
موضوعات وعليها يتم قيههاس القههوانين؟ إن مههاركس وانجلههز لههم
يقههول بهههذا ول نجههد فهمهههم حههتى مههن قبههل نقههادهم ،علههى هههذا
المنظور إل إذا اسههتثنينا بعههض الدراسههات البرجوازيههة الكاديميههة
التي تتعامل مع الماركسية ،في انتقادها ،كمجموعة من الثههوابت
يتم قيههاس الواقههع عليههها ،ومههع ذلههك لههم يقولههوا بههأن الماركسههية
صاغت موضههوعة إليههها يتههم الرجههوع فههي كههل إدراك لقههانون مهها
)ليجههاد أي موضههوعة معههبرة عنههه( .إن الماركسههية هههي الماديههة
التاريخية والمادية الجدلية ،أي هي فلسفة ومنهج ،أي أنههها تههؤمن
بنظام فكري عام ،يعتمد العلم كأساس له ،ويتناول حقيقة العالم
بأسره من وجهة نظر الههدياليكتيك .ويعتههبر الههدياليكتيك أهههم مههن
البنههاء النظههري لنههه هههو الههذي يقيههم النظريههة ويعههدلها ويطورههها
ليجعلها مسايرة للعلم ولتطور الحياة ،ول تؤمن بحقائق مطلقة :
"فليههس هنههاك ،بالنسههبة للفلسههفة الديالكتيكيههة ،شههيء بنهههائي،
مطلههق ،مقههدس" )انجلههز -لودفيههغ فيوربههاخ ونهايههة الفلسههفة
الكلسيكية اللمانيههة( وهههي "دليههل العمههل" (انجلههز) ،وههذه هههي
الماركسههية عنههد مههاركس وانجل هز .كمهها يضههيف لينيههن بههأن روح
الماركسية هي "التحليل الملموس للواقع الملموس" ويؤكههد أن
المعرفة الماركسية تعتمد على الممارسة ،على الواقع الحي في
تاريخه ،ول تعتمد علههى نظريههة جههاهزة " :يجههب أن تكههون وجهههة
نظههر الحيههاة ،وجهههة نظههر الواقههع العملههي ،وجهههة نظههر الولههى
والساسههية فههي نظريههة المعرفههة" (لينيههن – الماديههة والمههذهب
النقههدي التجريههبي ) ،ومههاركس وانجلههز ولينيههن ينطلقههون مههن
النظرية الماركسية كنظرية لمعرفة العالم من أجل تغييره ،وهههو
ما يبين بأن "إدراك" القوانين في المجتمع عند رواد هذه النظرية
هههو مههن أجههل فهههم كيفيههة السهههام والعمههل علههى تغييههره )أمهها
بخصوص الطبيعة هو من أجل السيطرة عليها وتسخيرها( .ومههاو
بدوره لم يقههل بهههذا الفهههم أي إرجههاع القههوانين إلههى الموضههوعة
المعبرة عنها .بل كان يحرص على مفاهيمه وكان يعي مهها يكتههب
ول يسود الوراق من أجل التسويق والتشهير المجاني .وبههالعودة
إلى الفهم المعههبر عنههه مههن طههرف "المههاويين المغاربههة" والههذي
أوردناه سابقا ،يتبين أن "إدراك القوانين" و "إرجاعها للموضوعة
المعبرة" بحيههث أن الموضههوعة هههي معطههى قبلههي مسههلم بههه،
وهذه العملية عملية الدراك والرجاع ه هي الطههار الفكههري أو
"الماوية المغربية" وبصههيغة أخ هرى النظريههة "الماويههة المغربيههة"
)بالنسبة لهم "الماركسية اللينينية الماوية"( هي محههددة بعمليههة
إدراك القوانين وإيجاد الموضوعة المعبرة عنها .وكما تههم التعههبير
عن ذلك داخل المقطع الذي أوردناه سابقا فههإن الطههار الفكههري
"الطار الماركسي اللينيني الماوي" لكههل "عمليههة واقعيههة" هههو
في إدراك القههوانين وإرجاعههها للموضههوعة المعههبرة عنههها .أي أن
الموضوعة هي معطى قبلي وسابق ومن ثوابت هذا الفكر .ولهذا
نتساءل ما هي الموضوعة بشكل عام ،ما معنى الموضههوعة عنههد
"الماويين المغاربة"؟
)وهي المسلمة(. الموضوعة هي ترجمة لكلمة axiome
والموضوعة هي من أسس منهاج الرياضيات .وهي قضية يصنعها
العالم وينطلق منها كمسلمة دون أي برهان ،وتشكل أسههاس مهها
بناه وكل ما يشيده عليها يكون متماسكا ومنسجما واعتبرت مبدأ
أوليا في العلم ،وليست مبدأ عقليا .وفي اختلف هذه الموضوعة
عن أخرى يختلف البنيان وهو مهها يطههرح إشههكالية .مثل حههول أي
هندسة تقوم الحقيقة أهندسة إقليدس أم هندسههة ريمههان ،أجههاب
بوانكاري هنري بأن كل هندسة صحيحة في بنائها مهها دامههت غيههر
متناقضهههة مهههع تصهههوراتها الولهههى ومنسهههجمة مهههع مسهههلماتها
)الموضوعة التي تنطلق منها(.
والمنهج الرياضي يعتههبر أن الموضهوعة حكمها تركيبيهها تجريبيهها
من الوجهة المنطقية قابلة للنقاش وليست بحاجههة إلههى البرهههان
وليست صادقة بذاتها ،فهي مقدمة أسست للبرهههان علههى جملههة
من القضايا التابعة لها ،وهي مههن وضههع العقههل ،وخاصههة وليسههت
عامة.
إن الموضوعة هي من أسس منهج الرياضيات ولم تكههن ولههن
تكون من المنهج الماركسي ،أمهها إضههافتها وإقحامههها مههن طههرف
"الماويين المغاربة" وإلصاقها بالماركسية هو ما يمكن أن نسجله
كاكتشاف من اكتشافاتهم ه أي "الماويين المغاربة" وبالمناسههبة
سنسميه به "الدياليكتيك المههادي المههاوي المغربههي" وقههد نختلههف
علههى التسههمية وقههد نتفههوق فههي هههذا المسههتوى كمهها قههد نصههاب
بالخفاق لكن اعتبار ههذا المنههج والفهههم المحهدد سههلفا بالمنههج
والفهم المثالي هذا ما لن يختلف معنا فيه أحد.
وفي ورقة تحت عنوان "نههدوة مراكههش هههل تنسههجم والخههط
القاعدي أم ل؟ رد على بيان صادر من أكادير" تقول :
"أمهها أصههحابنا "النقههاد" فهههم يتبنههون الوحههدة انطلقهها مههن
موضوعة مخالفة تماما عههبروا عنههها بصههيغة نقههد وحههدة نقههد،
وهذه الصيغة تعبر عن أولئك الرفاق الذين ينطلقون من الصههراع
أول ،وليههس الوحههدة بالنسههبة لهههم سههوى وسههيلة للوصههول إلههى
الصراع مجددا ،إن هههذا التشههويش الفكههري والسياسههي نههابع أول
من جهل بالموضوعات الماركسية".
ولتوضيح ما يعنيه أصحاب الورقة بالموضوعات الماركسية:
إن مصههطلح "الموضههوعات" اسههتعمل فههي الصههياغة السههابقة
كجمع "لموضوعة" وليسههت جمعهها "لموضههوع" لن بههالعودة إلههى
بداية الفقرة فإنهم يعنون أن التشويه أصاب "الموضههوعة" وعنههد
النتقال إلى الجمع صيغت بالموضوعات أي المسلمات.
إذن ما معنى الموضههوعات /المسههلمات الماركسههية؟ ولهههذه
المهمة سنورد فقرات من إحدى أوراقهم:
"إن الموضوعة التي تكشف ههذه القهراءة النظريهة إنمها ههي
موضههوعة وحههدة صههراع وحههدة ،لقههد أبههدع هههذه الموضههوعة
الرفاق الشيوعيين والشههيوعيات الصههينيون ...إن مقولههة وحههدة
نقههد وحههدة تعنههي النطلق والرغبههة فههي الوحههدة ( ." ...مقههال
"حول الحركة الطلبية"" ،ماي الحمر" العدد الول) .
إن الفقرتان تبينههان أن الموضههوعة عنههد "المههاويين المغاربههة"
هي هي المقولة ،والقول به ه "الموضههوعات الماركسههية" هههو هههو
"المقولت الماركسية" لنحصل على المعادلة التالية :
الموضوعة = المقولة
الموضوعات الماركسية = المقولت الماركسية
وهذه المعادلة لم نعثر عليها في فلسفة من فلسفات الكههون
ول هي صادرة من أي فكر إنساني قبل تفكير "الرفههاق المههاويين
المغاربة" إنها معادلة غريبة لغويا وفكريا .أما إذا افترضنا وقوعنهها
فههي سههوء فهههم ،فهههذا الحتمههال سههيعود لغيههاب أدوات وآليههات
النتقال من الموضههوعة إلههى المقولههة ،فههالمعنى المفههترض غيههر
معبر عنه ،والفقرات المشار إليها سابقا عارية مههن كههل ربههط إل
في حالة ما إذا كان ضميرا مستترا مبني على الرفع في "الههذهن
الماوي" وسر من أسراره .
ما هي المقولة؟ وما هي علقة المقولة بالموضوعة؟
إن المقههولت هههي مفههاهيم قبليههة كمهها عههبر عنههها الفلسههفة
العقلنيين وكل المناطقة وهكذا يحددها المنطق القديم والمنطق
المعاصر ،وتعتبر المقولة عند العقلنيين شرط ضههروري لمعرفههة
الظواهر والموضوعات ،وبدونهما ل يمكن أن نعههرف موضههوعات
العههالم الخههارجي ول أن تكههون لههدينا عليههها أيههة معرفههة ،ولههذا
فههالمقولت صههورة أوليههة لحاسيسههنا )) (sensibilitéالقههدرة
العقلية على الدراك الحسي( بواسهطتها يتهم ترتيههب المههدركات،
و"كانط" يعتبرها من إنتاج "العقل الخالص".
وكيفما كانت الختلفات من "أرسطو" إلى "كانط" فإن جميع
)أي كل رواد هذه المدارس( التجاهههات العقلنيههة يعتبرونههها مههن
إنتههاج "العقههل" ،وعنههدهم نجههد تصههورات للعلقههة بيههن المقولههة
والموضههوعة باعتبههار أن المقولههة هههي شههرط قيههام المعرفههة
بالموضوعات وبالظاهرات )الموضوع(.
أما فيما ذهب إليه "كانط" فههي نقههده "للعقههل" )(la raison
وتمييزه بين ظاهر الشيء والشههيء فههي ذاتههه ،واعتبههار أن الول
يمكن معرفته ،والثاني عند إرادة معرفته يقع العقل في تنههاقض،
أي فههي أغههاليط كلمهها حههاول الوصههول إلههى مهها هههو "أرقههى" أو
"مطلق" هذا الشكال هو ما تجاوزه الدياليكتيك الهيجلي بتحويههل
التجاه في النظر للجوانب اليجابية في التناقض .واعتبههار العقههل
حينما يتحدث التناقض بإدراك الشياء فههي وحههدتها وكليتههها وفههي
تناقضههها وصههيرورتها ،حينمهها يرتفههع بنفسههه إلههى مسههتوى الههذات
والموضوع في آن واحد.
فالفكر عند "هيجههل" يتحههول مههن خلل الثلثيههة الديالكتيكيههة :
الموضوع النقيههض الههتركيب ،أي تضههع الموضههوع ،ثههم بوصههفه
مختلف عههن نفسههه ،وأخيههرا الموضههوع هههو نفسههه ومختلههف عههن
نفسههه فههي آن واحههد .وبهههذه الحركههة الديالكتيكيههة الهيجيليههة تههم
إزاحة العقلنية القبلية أو المقولت ،ويتحول »الشيء فههي ذاتههه«
)قبههل إدراكههه( إلههى »شههيء لههذاته« )بعههد إدراكههه( وهههذا العبههور
المعرفههي هههو مههرور نحههو القبههض علههى المجهههول أو قههل النمههو
والتطور لتحقيق المطلههق ،وهههو مهها كههان يعههبر عنههه فههي مرحلههة
تاريخية محددة مههن تطههور الفكههر ،وهههذا التطههور الههذي لههم يكههن
ليحصههل لههول شههروط تاريخيههة واقعيههة محههددة .وخلصههة هههذه
المعطيات الموجزة حول أهرام الفلسفة المثالية يمكن تلخيصههها
على الشكل التالي:
الموضههوعة /مسههلمة ،مههن إنتههاج العقههل مههن أسههس المنهههج
الرياضي.
المقولة معطى قبلي من إنتاج العقل وشههرط قيههام المعرفههة
بالموضوعات.
"الدياليكتيك الهيجيلي" أزاح "العقلنية القبلية" وآمن بالنتقال
الجدلي ،نحو تحقيق المطلق ،وتبقى قولته المشهههورة تعههبر عههن
انتمائه للتجاهات العقلنية :
»كل ما هو واقعي معقول ،وكل ما هو معقول واقعي«
والههديالكتيك الماركسههي هههو قلههب للههديالكتيك الهيجيلههي ،أمهها
المنهههج "المههاوي المغربههي" فهههو تركيههب بيههن العقلنيههة القبليههة
والثلثية الهيجيلية بعد تهريبهما ،رغم ما يحتوي عليه هذا التركيب
من تناقض ول نسقية ،وهذه العملية ،عملية الههتركيب )الوحههدة(،
أملتههها طريقههة copier-collerلتنتهههي فههي الخيههر إلههى تحديههد
إطارهم الفكههري وهههو آخههر إبههداعات "الشههيوعيين والشههيوعيات
الماويين" فههي بلههدنا لتههأطير التناقضههات وكههل "عمليههة واقعيههة"،
وحسب تعبيراتهم يعد ذلههك مههن الضههافات النوعيههة "للماركسههية
اللينينيههة" .ليسههتحقوا عههن جههدارة أن يحملههوا دون حيههاء شههعلة
"الماركسية اللينينية" تحت إسم "الماركسية اللينينية الماوية".
إن هذا المنظور الجديد يعطي للصراعات الفعلية معنا مجههردا
بإرجاعها إلى برج مفاهيمه المركبة ،ذلك أن حل التناقض الفعلي
يقتضي مقولههة مركبههة علههى صههيغة ثلثيههة هيجههل ثههم العمههل بههها
لتحقيق الهدف" ،الرقي" وهكذا "دواليك في سلسلة ل متناهية".
إن إرجاع "القوانين" و"الوقائع الفعليههة" إلههى مقههولت وصههيغ
جوفههاء يعههد مههن مبههادئ اليههديولوجيين الههبرجوازيين فههي عصههرنا
الراهن والذين يعتبرون بطريقههة خههاطئة أن الفكههار هههي أسههاس
هذا العالم ،وهي تعبير عههن عههدم "الرغبههة" فههي "القضههاء" علههى
السس "المادية والموضوعية" لسيطرة المبريالية وكل النظمة
الرجعيههة .وبالمناسههبة نههدعوا القههارئ إلههى التأمههل فههي الصههيغ
والمفهردات التيهة والههتي سهنورد مقطعهها الكامهل فهي التحليهل
اللحق" :الخط البيروقراطي هو حقيقة موضوعية "" ،من الوهم
العتقاد بالقضاء على هههذا الخههط " " ،لهههذا الخههط أسههس ماديههة
وموضوعية"" ،إذن"" ،يجب بناء الوحدة" )وحدة "الخههط المههدافع
عن مصلحة الجماهير" و "الخط المناهض لمصلحة الجماهير"(.
فماذا يعني هذا الستنتاج ،أل "يعني" "إذن" "يجههب الوحههدة"
لن "القضاء" على "الخط المنهاهض" يعنهي "القضههاء علههى هههذه
السس" ،أل يعني ذلك الحفاظ على السههس الماديههة الهتي تنتههج
المناهض لن القضاء عليها هو القضاء عليه .أم أن "بالوحههدة مههع
مناهض مصلحة الجماهير" سههيتم القضههاء عليههه ،وهههل المنههاهض
سيناهض نفسه للقضاء على نفسههه بههدخوله فههي مسههار القضههاء
على نفسه )الوحدة( .وهل هذه المكانية واقعيههة وعلميههة إن لههم
تكن الوحدة من أجل الحفاظ على المناهض لمصههلحة الجمههاهير.
وفههي الخيههر يتههبين أنههه مههن أي مههدخل أردنهها النطلق فههإن كههل
الحقائق تقول أن الصههياغة تحمههل معنههى الحفههاظ علههى السههس
المادية القائمههة وهههذه هههي الحقيقههة كلمهها ابتعههدنا عههن الكلمههات
الطنانههة الههتي تسههتعمل كحيههل لسههتر الحقيقههة ،وهههي نتيجههة
الشطحات النظرية لكل برجوازي صغير ومغرور.
وحــدة أو مقولــة نقــد حول موضوعة وحدة
وحدة نقد وحدة.
إن دعوة "الماويين المغاربة" للنطلق من الرغبة في الوحدة
هي رغبة في تحريرنا من "عقدة" النتهازية وإخراجنهها مههن حالههة
"الفوضى".
وباعتبار النتهازية "واقع موضوعي" والقضههاء علههى النتهازيههة
يعني القضاء على "أسس مادية وموضوعية" وحل هذا الشههكال،
التناقض ،هو "الههتركيب" أي توحيههد النتهههازي واللانتهههازي وهههي
الوحههدة الرقههى وهههذه هههي الصههيغة /الموضههوعة )= المقولههة(
الطبيعية والموضوعية لحل الشكال ،التناقض ،الصراع ،كما جههاء
في الصيغة التالية :
»إن ذلههك التنههاقض يمكههن أن نعههبر عنههه بصههراع الخطههوط
وتناقضها ،التنههاقض بيههن الخههط المههدافع عههن مصههلحة الجمههاهير
)الذي تعبر عنه قوة أو عدة قوى( وبين الخط المناهض لمصههلحة
الجماهير )الذي هو الخر تعبر عنه قوة أو مجموعة مههن القههوى(.
إن ذلك يشكل الطابع الخاص للتناقض ويحدد طرفههاه .إن تواجههد
الخط المناهض لمصلحة الجماهير أو ما قد يصطلح عليه تماشههيا
مع المفاهيم المتداولههة داخههل الحركههة بههالخط الههبيروقراطي هههو
حقيقههة موضههوعية سههواء أعجبتنهها أم ل .فمههن الههوهم العتقههاد
بالقضاء على هذا الخط داخل مجتمع طبقي يولده باسههتمرار .إن
لهههذا الخههط أسسههه الماديههة والموضههوعية والقضههاء عليههه يعنههي
القضاء على هذه السههس ،إذن يجههب بنههاء الوحههدة انطلقهها مههن
الشروط الموضوعية التي نناضل داخلها ويجب أيضهها النظهر إلهى
المسألة من زاوية بناء الحركههة الطلبيههة ...وهههذه المسههألة فههي
غاية الهمية إذ تقينا من السقوط في العمل الفوقي البعيههد عههن
الجمههاهير إن مقولههة وحههدة نقههد وحههدة تعنههي النطلق مههن
الوحدة والرغبة في الوحدة ...وبالتالي ممارسة النقد ...بهههدف
الوصول إلى وحدة أرفع وأمتن وهكذا دواليههك فههي سلسههلة غيههر
متناهية«( .مقال "حول الحركة الطلبية")
ومما جاء في نقاش المعتقلين السياسيين مجموعههة مراكههش
حول أرضية ندوة 23مارس : 2010
»إن التناقضات ،الوحدة والصراع بين الضداد ،هي التي تدفع
أي سيرورة إلى المام .والحركههة الطلبيههة ل تشههكل اسههتثناء ...
فهي نفسها تشكل وحدة الضههداد ،إنههها حقههل دائم الصههراع بيههن
الفكار والقوى ...وهذا الصراع يمههر عههبر العديههد مههن المراحههل،
وتعرف تناقضاته خصائص متعددة كذلك«.
وفي الرد على بيان أكادير ،ما يلي :
»أما أصحابنا النقاد فهم يتبنون الوحدة انطلقا مههن موضههوعة
مخالفة تماما عبروا عنها بصيغة نقد وحدة نقد وهذه الصههيغة
تعبر عن أولئك الرفاق الذين ينطلقههون مههن الصههراع أول ،وليههس
الوحههدة بالنسههبة لهههم سههوى وسههيلة للوصههول إلههى الصههراع
مجددا.«...
الستنتاج الول هو أن "الماوية المغربية" تعتههبر المقولههة هههي
مصدر المبادئ الذي يخضع قواعد ممارسة الصراع مع الطراف،
ثانيا أن قانون الوحدة وصراع الضداد قد تمههت صههياغته وتحههويله
إلى مقولة وحدة نقد وحدة ،ثالثا أن "المقولت الماويههة" هههي
مرشد للعمل بالنسبة "للماويين المغاربة".
وبالمناسههبة نقههدم توجيهههات بسههيطة بنفههس الطريقههة الههتي
يفضلونها في الجدل مع خصومهم ،وهي عبارة عههن جمههل لههرواد
المنهههج الههدياليكتيكي ونفتتههح بهانجلز» :ل يمكههن أن تكههون هنههاك
مسألة بنههاء قههوانين الجههدل فههي الطبيعههة ،بههل مسههألة اكتشههافها
وإنضاجها« (انتي دوهرينغ) كما يقههول مههاركس فههي كتههابه "رأس
المال" تذييل مقدمة الطبعة الثانية »الجدل ...في شكله العقلي
فضيحة ورجس لدى البرجوازيههة وكههل أسههاتذتها المههذهبيين ،لنههه
يتضمن في شموله وحسمه إدراك الحالههة القائمهة للشهياء وفهي
الوقت نفسه أيضا إدراك نفي هههذه الحالههة ،وانهيارههها الحتمههي...
لنه ل يترك شيئا يفرض عليه ولنه في جههوهره نقههدي وثههوري«.
وفههي كتههاب "مههرض اليسههارية الطفههولي فههي الشههيوعية" يقههول
لينين» :في السياسة حيههث فههي بعههض الحيههان معالجههة علقههات
معقدة للغاية قومية دوليهة بيههن الطبقهات والحههزاب ...يكهون
من الحماقة أن نعد وصفة أو قاعدة تسههتخدم فههي كههل الحههوال.
فل بد أن يكون للمرء من العقل ما يمكنه من تحليل الوضههع فههي
كل حالة خاصة«.
إن بناء السياسة على مقولت أو موضههوعات /مسههلمات لههن
تكههون لههه فههائدة وقيمههة مههن وجهههة نظههر الماديههة الجدليههة.
فالماركسي إن لم يفهم أن سياسة ما قد تكون قد تكون صالحة
في حالة معينة ومحههددة وفههي حالههة مغههايرة ومعطيههات مختلفههة
تصههير السياسههة نفسههها خههاطئة فمثلههه مثههل مههن كههانوا يعملههون
مظلتهم عند سماع التساقطات المطرية بموسكو /بيكين.
إن الدياليكتيك الماركسههي هههو أداة ومنهههج لفهههم العههالم مههن
أجل تغييره ،وهذا الفهم من أبجديات الماركسيين ،وليس بصههيغة
جوفاء فاقدة لروح التغيير ،من أجل التطبيق.
ففي "نقد لفيورباخ" تحت عنوان "فيورباخ تعارض النظريههتين
المادية والمثالية" في كتههاب "اليديولوجيههة" يقههول مههاركس» :ل
حاجة به )الهاء تعود على التصور المادي( ،مثههل التصههور المثههالي
للتاريخ ،إلى البحث عههن مقولههة فههي كههل مرحلههة ،بههل هههو يبقههى
باستمرار على أرض التاريههخ الواقعيههة ،وهههو ل يفسههر الممارسههة
انطلقهها مههن الفكههرة ،بههل يفسههر تكههون الفكههار انطلقهها مههن
الممارسة المادية ،وفقا لذلك فإنه ينتهي إلى الستنتاج بأن سائر
أشكال الوعي ومنتجاته يمكن حلههها ليههس بالنقههد الههذهني ...بههل
فقط بواسطة القلب العملي للعلقات الجتماعية الشخصية التي
ولههد منههها هههذا الهههراء المثههالي ،وأن الثههورة ل النقههد هههي القههوة
المحركة للتاريخ«.
فالدياليكتيك المادي ليس هههو المقولهة والمقولههة ليسهت ههي
الموضوعة والموضههوعة ليسههت دياليكتيههك فلكههل مفهههوم دللتههه
وأسسه ومدارسه ،وللتبسيط :
الموضوعة ل المقولة
المقولة ل الدياليكتيك
الدياليكتيك ل الموضوعة
وعلى أي حال فإن كان لزاما أن نكتشف لههب "الفكههر" الههذي
بني على المفاهيم السالفة فهذا اللههب مهها هههو إل نتيجههة لحقيقههة
بعض البرجوازيين الصغار المغاربة في مرحلة الجزر الذي تعرفه
قوى الثورة.
ولكي ل ندخل في عمل متعب وإضافي ل بد مههن الشههارة أن
الرفاق "الماويين" يغنون مقطعهم ورفاق أكههادير يههردون عليهههم
بمقطع مضاد ،أي أن الرفاق إذا وضعوا الشيء هنا ففي المكههان
الفارغ للشطر الثاني يضع الرفاق الخريههن ضههد الشههيء ،وهكههذا
يكتمل البيت الشعري ،وهههو يحههافظ علههى شههعريته الحديثههة فههي
البداع فالشطر الول يقههول فههي موضههوعته وحههدة ههه نقههد ههه
وحدة ،والشطر الثاني دون أن يتحدث عههن فههن آخههر يقههول وهههو
نقههد وهكههذا تخلههق الرمههوز وحههدة ملتزم بالموضوعة نقد
تناقضهههات واختلفهههات بينهههة بيهههن الموضهههوعتين /المسهههلمتين
وتشتركان في بناء تحاليلهما الموضههوعة أي الثههابت و "المسههلمة
العلمية" .وكل ما يخرج عن ثوابتهما وموضهوعاتهما /مسهلماتهما
يخههرج عههن آخههر نظريههة أنتجتههها "الماركسههية المغربيههة" .إنههها
السخافة ونستسههمح إذا قلنهها أن الشههعوب ليسههت بعجيههن صههالح
لقوالبكم الجاهزة وهي حقيقة وليست استفزاز .أما تناقضكما إذا
ما تم تحليله من وجهة نظر بوانكاري هنري فإن الوجهات النظههر
معا ل تتناقضههان فههي حالههة مهها إذا كهانت نتائجكمهها منسههجمة مههع
منطلقاتكما .هذا إذا قبلتما بالعقلنيههة كمنهههج أمهها فههي غيههر ذلههك
فسيطبق عليكما حكم اللمنهجيين .وتصيرون ل أنتم مههن هنهها ول
مههن هنههاك وهههو المههر الههذي تفسههره مجموعههة مههن سههلوكاتكما
وتناقضههاتكما ومواقفكمهها فههي مجموعههة مههن المسههائل والقضههايا
والمحطات.
وكما سبق أن أشرنا فإن المقولههة عنههد "المههاويين المغاربههة"
هي القالب النسب لحل التناقضات داخل الحركة الطلبيههة ،ومهها
على الحركة الطلبية إل أن تأخذ وصفات الحمية النسب لتمتلك
الرشاقة واللياقة لتنفيذ المراسيم ومن أجل ذلك سنشههرح خطههة
الٌلعب كما قدموها لنا :
مقولة :الثابت
↓
صراع نقد وسيلة
↓
النقد الوسيلة
↓
وحدة متينة بين الخطين :النتهازي والثوري.
انتهى