You are on page 1of 25

‫حول الطار الفكري لـ‬

‫"الماويين المغاربة"‬
‫الموضوعة‪ ،‬المقولة‪ ،‬الماركسية أية علقة ?‬
‫فههي مقدمههة ل بههد منههها نشههير أن مناسههبة هههذه الكتابههة هههي‬
‫اكتشافنا لخط "فلسفي" و "سياسي" فريد‪ ،‬متمسك بقلم يقههول‬
‫عنه "ماوي" الصل‪ .‬وبهذا القلم يشيد ملحمه ويرسم طموحاته‪.‬‬
‫ويسحق "الفكار " وكل " أرواح الفكر "‪ ،‬بعد بنائها علههى مزاجههه‬
‫الخاص‪ ،‬ويمرغ وجوهها في الرمههاد ثههم يحييههها ويناديههها لتصههطف‬
‫بكههل نظههام وفههي قههالبه المحههدد مههن مقولههة وموضههوعة‪ .‬هههذه‬
‫المعركة ل يجريها على أرضية التاريخ الفعلههي والوقههائع أو بصههدد‬
‫أمور دارت في مسرح التاريخ وعلى الرض‪ ،‬بل مع أشباح الفكههر‬
‫والسياسة من صنع خياله‪ .‬وهكذا فكههل خصههومه يسههتلقون أمههام‬
‫"جدله" القبلي‪ ،‬وأن لمحة من قلمه تسحق أي تمرد لعدائه‪ .‬إنه‬
‫"فرس سههرحان" و "سههيف علههي " يضههرب يمينهها وشهمال‪ .‬وفههي‬
‫الفترات التاريخية الخيرة بدت لنا معركة تههوحي بههاقتراب موعههد‬
‫جنازة أعدائه وكل خصومه ‪ /‬أشباحه‪ .‬لكن ميزته في قلب الههوهم‬
‫إلى حقائق‪ ،‬يعممها فههي كههل المجههالت‪ ،‬وهههذه المههرة مههن خلل‬
‫عفو شامل مشروط‪ ،‬أشههبه بالقامههة الجبريههة بعههدما اعتقههدنا أن‬
‫المقبرة هي مصير خصومه‪ ،‬وكان لزاما علينهها أن نتسههلح بالصههبر‬
‫وطول النفس وننتظر قراره من بعههد وسههؤالنا هههل سههيخمد هههذا‬
‫البطههل الدونكيشههوتي كههل تمههرد محتمههل‪ ،‬وإعههدام خصههومه أم‬
‫سيوسع حدود القامة لحتواء أي تمرد محتمل‪ ،‬أم أن قههراره هههو‬
‫نابع أصل من إحساسه بالشيخوخة المبكرة كما هو حال الكائنات‬
‫المستنسخة ‪ /‬المصطنعة‪.‬‬
‫قبههل مناقشههة مفههاهيم العنههوان أعله المتناقضههة الههتي ل‬
‫تنتمي لحقل معرفي واحد‪ ،‬فمن الواجب أن نسههجل بههأن الدوات‬
‫الجديههدة هههي وسههيلة أخههرى للقتههال تسههلح بههها "القلههم المههاوي‬
‫المغربي"‪ .‬ومما ألفناه عنه هو ‪ :‬كلما نط في الزمههان أخههرج مههن‬
‫تحت إبطه سلحا يقول عنه آخر ما وصههلته "الماركسههية اللينينيههة‬
‫الماويههة"‪ ،‬لكههن هههذه المههرة وبعههدما ظهههر بههالزي المههدني مههزيل‬
‫شواربه مقوما أسنانه ولمسات أخههرى مجملههة‪ ،‬بههدل مههن إخههراج‬
‫مدفع أوتوماتيكي‪ ،‬لوح لنا بسلح الفلسفة العقلنيين والمناطقة‪،‬‬
‫في محاولة لقلب سيناريو عبدو عنههد الموحههدين بالموحههدين عنههد‬
‫عبدو‪.‬‬
‫فالصمود في المكان والقتال من أجل داره وعقاره قد تلشى‬
‫عند هذا الخههط‪ ،‬ولههذا بههدا إلههى الخلههف إلههى المفههاهيم الفلسههفية‬
‫القبلية ووسامه علههى صههدره وقلبههه علههى "قلمههه المههاوي" رمههز‬
‫استحقاقاته واجتهههاداته وسههر اكتشههافاته العظيمههة موليهها السههتار‬
‫على أصحابه الذين ل يعهرف عنهههم شههيئا‪ .‬وبههدورنا ل نعتقههد‪ ،‬أنههه‬
‫نجح بما ينسخ ول بثقل السائد على لغته‪ ،‬لكن هذا هههو حههال كههل‬
‫برجوازي صغير لمهها يرتههدي مهها ل يههواتيه‪ ،‬فلنههرى مهها يقههدمه مههن‬
‫اكتشاف‪.‬‬
‫حول آخر اكتشافات "الماويين المغاربة"‬
‫إن "الماويين المغاربة" يحددون إطارهم الفكههري‪ ،‬دون زيههادة‬
‫ول نقصان‪ ،‬وبعيدا عن أي ادعاء وبكلمات تعههبر عههن نفسههها بكههل‬
‫وضوح وبل لبس كما يلي ‪:‬‬
‫"إن عمليههة بنههاء الوحههدة مثلههها مثههل كهل عمليههة واقعيههة هههي‬
‫صيرورة محكومههة بقههوانين موضههوعية‪ .‬أن نههدرك هههذه القههوانين‬
‫ونجد الموضوعة المعبرة عنها هي مهمههة تحديههد الطههار الفكههري‬
‫لهذه المسألة"‪( .‬مقههال "حههول الحركههة الطلبيههة"‪ ،‬نشههرة "مههاي‬
‫الحمر" العدد ‪)2 ،1‬‬
‫في البداية نسجل أن الطار الفكري الذي صاغ هذا المنظههور‬
‫أو الورقههة الههتي حملههت هههذا الفهههم هههو مهها يههدعونه أصههحابه به ه‬
‫"الماركسية اللينينية الماوية"‪.‬‬
‫وإذا ما فككنا هذه التركيبة بإرجاعههها إلههى الههرواد الكبههار فإننهها‬
‫سنتحدث عن نظرية ماركس وانجلز ثم لينيههن ومهها أضههافه لهههذا‪،‬‬
‫وكذا ماو وما قدمه‪ .‬ونتسههاءل هههل مههاركس وانجلههز يقههولن بههأن‬
‫الطار الفكري عندهما محدد بإدراك القوانين كل عملية واقعية‬
‫ه ثم إيجاد الموضوعة المعبرة عنها؟ هههل مههاركس وانجلههز صههاغا‬
‫موضوعات وعليها يتم قيههاس القههوانين؟ إن مههاركس وانجلههز لههم‬
‫يقههول بهههذا ول نجههد فهمهههم حههتى مههن قبههل نقههادهم‪ ،‬علههى هههذا‬
‫المنظور إل إذا اسههتثنينا بعههض الدراسههات البرجوازيههة الكاديميههة‬
‫التي تتعامل مع الماركسية‪ ،‬في انتقادها‪ ،‬كمجموعة من الثههوابت‬
‫يتم قيههاس الواقههع عليههها‪ ،‬ومههع ذلههك لههم يقولههوا بههأن الماركسههية‬
‫صاغت موضههوعة إليههها يتههم الرجههوع فههي كههل إدراك لقههانون مهها‬
‫)ليجههاد أي موضههوعة معههبرة عنههه(‪ .‬إن الماركسههية هههي الماديههة‬
‫التاريخية والمادية الجدلية‪ ،‬أي هي فلسفة ومنهج‪ ،‬أي أنههها تههؤمن‬
‫بنظام فكري عام‪ ،‬يعتمد العلم كأساس له‪ ،‬ويتناول حقيقة العالم‬
‫بأسره من وجهة نظر الههدياليكتيك‪ .‬ويعتههبر الههدياليكتيك أهههم مههن‬
‫البنههاء النظههري لنههه هههو الههذي يقيههم النظريههة ويعههدلها ويطورههها‬
‫ليجعلها مسايرة للعلم ولتطور الحياة‪ ،‬ول تؤمن بحقائق مطلقة ‪:‬‬
‫"فليههس هنههاك‪ ،‬بالنسههبة للفلسههفة الديالكتيكيههة‪ ،‬شههيء بنهههائي‪،‬‬
‫مطلههق‪ ،‬مقههدس" )انجلههز‪ -‬لودفيههغ فيوربههاخ ونهايههة الفلسههفة‬
‫الكلسيكية اللمانيههة( وهههي "دليههل العمههل" (انجلههز)‪ ،‬وههذه هههي‬
‫الماركسههية عنههد مههاركس وانجل هز‪ .‬كمهها يضههيف لينيههن بههأن روح‬
‫الماركسية هي "التحليل الملموس للواقع الملموس" ويؤكههد أن‬
‫المعرفة الماركسية تعتمد على الممارسة‪ ،‬على الواقع الحي في‬
‫تاريخه‪ ،‬ول تعتمد علههى نظريههة جههاهزة ‪" :‬يجههب أن تكههون وجهههة‬
‫نظههر الحيههاة‪ ،‬وجهههة نظههر الواقههع العملههي‪ ،‬وجهههة نظههر الولههى‬
‫والساسههية فههي نظريههة المعرفههة" (لينيههن – الماديههة والمههذهب‬
‫النقههدي التجريههبي )‪ ،‬ومههاركس وانجلههز ولينيههن ينطلقههون مههن‬
‫النظرية الماركسية كنظرية لمعرفة العالم من أجل تغييره‪ ،‬وهههو‬
‫ما يبين بأن "إدراك" القوانين في المجتمع عند رواد هذه النظرية‬
‫هههو مههن أجههل فهههم كيفيههة السهههام والعمههل علههى تغييههره )أمهها‬
‫بخصوص الطبيعة هو من أجل السيطرة عليها وتسخيرها(‪ .‬ومههاو‬
‫بدوره لم يقههل بهههذا الفهههم أي إرجههاع القههوانين إلههى الموضههوعة‬
‫المعبرة عنها‪ .‬بل كان يحرص على مفاهيمه وكان يعي مهها يكتههب‬
‫ول يسود الوراق من أجل التسويق والتشهير المجاني‪ .‬وبههالعودة‬
‫إلى الفهم المعههبر عنههه مههن طههرف "المههاويين المغاربههة" والههذي‬
‫أوردناه سابقا‪ ،‬يتبين أن "إدراك القوانين" و "إرجاعها للموضوعة‬
‫المعبرة" بحيههث أن الموضههوعة هههي معطههى قبلههي مسههلم بههه‪،‬‬
‫وهذه العملية عملية الدراك والرجاع ه هي الطههار الفكههري أو‬
‫"الماوية المغربية" وبصههيغة أخ هرى النظريههة "الماويههة المغربيههة"‬
‫)بالنسبة لهم "الماركسية اللينينية الماوية"( هي محههددة بعمليههة‬
‫إدراك القوانين وإيجاد الموضوعة المعبرة عنها‪ .‬وكما تههم التعههبير‬
‫عن ذلك داخل المقطع الذي أوردناه سابقا فههإن الطههار الفكههري‬
‫"الطار الماركسي اللينيني الماوي" لكههل "عمليههة واقعيههة" هههو‬
‫في إدراك القههوانين وإرجاعههها للموضههوعة المعههبرة عنههها‪ .‬أي أن‬
‫الموضوعة هي معطى قبلي وسابق ومن ثوابت هذا الفكر‪ .‬ولهذا‬
‫نتساءل ما هي الموضوعة بشكل عام‪ ،‬ما معنى الموضههوعة عنههد‬
‫"الماويين المغاربة"؟‬
‫)وهي المسلمة(‪.‬‬ ‫الموضوعة هي ترجمة لكلمة ‪axiome‬‬
‫والموضوعة هي من أسس منهاج الرياضيات‪ .‬وهي قضية يصنعها‬
‫العالم وينطلق منها كمسلمة دون أي برهان‪ ،‬وتشكل أسههاس مهها‬
‫بناه وكل ما يشيده عليها يكون متماسكا ومنسجما واعتبرت مبدأ‬
‫أوليا في العلم‪ ،‬وليست مبدأ عقليا‪ .‬وفي اختلف هذه الموضوعة‬
‫عن أخرى يختلف البنيان وهو مهها يطههرح إشههكالية‪ .‬مثل حههول أي‬
‫هندسة تقوم الحقيقة أهندسة إقليدس أم هندسههة ريمههان‪ ،‬أجههاب‬
‫بوانكاري هنري بأن كل هندسة صحيحة في بنائها مهها دامههت غيههر‬
‫متناقضهههة مهههع تصهههوراتها الولهههى ومنسهههجمة مهههع مسهههلماتها‬
‫)الموضوعة التي تنطلق منها(‪.‬‬
‫والمنهج الرياضي يعتههبر أن الموضهوعة حكمها تركيبيهها تجريبيهها‬
‫من الوجهة المنطقية قابلة للنقاش وليست بحاجههة إلههى البرهههان‬
‫وليست صادقة بذاتها‪ ،‬فهي مقدمة أسست للبرهههان علههى جملههة‬
‫من القضايا التابعة لها‪ ،‬وهي مههن وضههع العقههل‪ ،‬وخاصههة وليسههت‬
‫عامة‪.‬‬
‫إن الموضوعة هي من أسس منهج الرياضيات ولم تكههن ولههن‬
‫تكون من المنهج الماركسي‪ ،‬أمهها إضههافتها وإقحامههها مههن طههرف‬
‫"الماويين المغاربة" وإلصاقها بالماركسية هو ما يمكن أن نسجله‬
‫كاكتشاف من اكتشافاتهم ه أي "الماويين المغاربة" وبالمناسههبة‬
‫سنسميه به "الدياليكتيك المههادي المههاوي المغربههي" وقههد نختلههف‬
‫علههى التسههمية وقههد نتفههوق فههي هههذا المسههتوى كمهها قههد نصههاب‬
‫بالخفاق لكن اعتبار ههذا المنههج والفهههم المحهدد سههلفا بالمنههج‬
‫والفهم المثالي هذا ما لن يختلف معنا فيه أحد‪.‬‬
‫وفي ورقة تحت عنوان "نههدوة مراكههش هههل تنسههجم والخههط‬
‫القاعدي أم ل؟ رد على بيان صادر من أكادير" تقول ‪:‬‬
‫"أمهها أصههحابنا "النقههاد" فهههم يتبنههون الوحههدة انطلقهها مههن‬
‫موضوعة مخالفة تماما عههبروا عنههها بصههيغة نقههد وحههدة نقههد‪،‬‬
‫وهذه الصيغة تعبر عن أولئك الرفاق الذين ينطلقون من الصههراع‬
‫أول‪ ،‬وليههس الوحههدة بالنسههبة لهههم سههوى وسههيلة للوصههول إلههى‬
‫الصراع مجددا‪ ،‬إن هههذا التشههويش الفكههري والسياسههي نههابع أول‬
‫من جهل بالموضوعات الماركسية"‪.‬‬
‫ولتوضيح ما يعنيه أصحاب الورقة بالموضوعات الماركسية‪:‬‬
‫إن مصههطلح "الموضههوعات" اسههتعمل فههي الصههياغة السههابقة‬
‫كجمع "لموضوعة" وليسههت جمعهها "لموضههوع" لن بههالعودة إلههى‬
‫بداية الفقرة فإنهم يعنون أن التشويه أصاب "الموضههوعة" وعنههد‬
‫النتقال إلى الجمع صيغت بالموضوعات أي المسلمات‪.‬‬
‫إذن ما معنى الموضههوعات ‪ /‬المسههلمات الماركسههية؟ ولهههذه‬
‫المهمة سنورد فقرات من إحدى أوراقهم‪:‬‬
‫"إن الموضوعة التي تكشف ههذه القهراءة النظريهة إنمها ههي‬
‫موضههوعة وحههدة صههراع وحههدة‪ ،‬لقههد أبههدع هههذه الموضههوعة‬
‫الرفاق الشيوعيين والشههيوعيات الصههينيون ‪ ...‬إن مقولههة وحههدة‬
‫نقههد وحههدة تعنههي النطلق والرغبههة فههي الوحههدة ‪( ." ...‬مقههال‬
‫"حول الحركة الطلبية"‪" ،‬ماي الحمر" العدد الول) ‪.‬‬
‫إن الفقرتان تبينههان أن الموضههوعة عنههد "المههاويين المغاربههة"‬
‫هي هي المقولة‪ ،‬والقول به ه "الموضههوعات الماركسههية" هههو هههو‬
‫"المقولت الماركسية" لنحصل على المعادلة التالية ‪:‬‬
‫الموضوعة = المقولة‬
‫الموضوعات الماركسية = المقولت الماركسية‬
‫وهذه المعادلة لم نعثر عليها في فلسفة من فلسفات الكههون‬
‫ول هي صادرة من أي فكر إنساني قبل تفكير "الرفههاق المههاويين‬
‫المغاربة" إنها معادلة غريبة لغويا وفكريا‪ .‬أما إذا افترضنا وقوعنهها‬
‫فههي سههوء فهههم‪ ،‬فهههذا الحتمههال سههيعود لغيههاب أدوات وآليههات‬
‫النتقال من الموضههوعة إلههى المقولههة‪ ،‬فههالمعنى المفههترض غيههر‬
‫معبر عنه‪ ،‬والفقرات المشار إليها سابقا عارية مههن كههل ربههط إل‬
‫في حالة ما إذا كان ضميرا مستترا مبني على الرفع في "الههذهن‬
‫الماوي" وسر من أسراره ‪.‬‬
‫ما هي المقولة؟ وما هي علقة المقولة بالموضوعة؟‬
‫إن المقههولت هههي مفههاهيم قبليههة كمهها عههبر عنههها الفلسههفة‬
‫العقلنيين وكل المناطقة وهكذا يحددها المنطق القديم والمنطق‬
‫المعاصر‪ ،‬وتعتبر المقولة عند العقلنيين شرط ضههروري لمعرفههة‬
‫الظواهر والموضوعات‪ ،‬وبدونهما ل يمكن أن نعههرف موضههوعات‬
‫العههالم الخههارجي ول أن تكههون لههدينا عليههها أيههة معرفههة‪ ،‬ولههذا‬
‫فههالمقولت صههورة أوليههة لحاسيسههنا )‪) (sensibilité‬القههدرة‬
‫العقلية على الدراك الحسي( بواسهطتها يتهم ترتيههب المههدركات‪،‬‬
‫و"كانط" يعتبرها من إنتاج "العقل الخالص"‪.‬‬
‫وكيفما كانت الختلفات من "أرسطو" إلى "كانط" فإن جميع‬
‫)أي كل رواد هذه المدارس( التجاهههات العقلنيههة يعتبرونههها مههن‬
‫إنتههاج "العقههل"‪ ،‬وعنههدهم نجههد تصههورات للعلقههة بيههن المقولههة‬
‫والموضههوعة باعتبههار أن المقولههة هههي شههرط قيههام المعرفههة‬
‫بالموضوعات وبالظاهرات )الموضوع(‪.‬‬
‫أما فيما ذهب إليه "كانط" فههي نقههده "للعقههل" )‪(la raison‬‬
‫وتمييزه بين ظاهر الشيء والشههيء فههي ذاتههه‪ ،‬واعتبههار أن الول‬
‫يمكن معرفته‪ ،‬والثاني عند إرادة معرفته يقع العقل في تنههاقض‪،‬‬
‫أي فههي أغههاليط كلمهها حههاول الوصههول إلههى مهها هههو "أرقههى" أو‬
‫"مطلق" هذا الشكال هو ما تجاوزه الدياليكتيك الهيجلي بتحويههل‬
‫التجاه في النظر للجوانب اليجابية في التناقض‪ .‬واعتبههار العقههل‬
‫حينما يتحدث التناقض بإدراك الشياء فههي وحههدتها وكليتههها وفههي‬
‫تناقضههها وصههيرورتها‪ ،‬حينمهها يرتفههع بنفسههه إلههى مسههتوى الههذات‬
‫والموضوع في آن واحد‪.‬‬
‫فالفكر عند "هيجههل" يتحههول مههن خلل الثلثيههة الديالكتيكيههة ‪:‬‬
‫الموضوع النقيههض الههتركيب‪ ،‬أي تضههع الموضههوع‪ ،‬ثههم بوصههفه‬
‫مختلف عههن نفسههه‪ ،‬وأخيههرا الموضههوع هههو نفسههه ومختلههف عههن‬
‫نفسههه فههي آن واحههد‪ .‬وبهههذه الحركههة الديالكتيكيههة الهيجيليههة تههم‬
‫إزاحة العقلنية القبلية أو المقولت‪ ،‬ويتحول »الشيء فههي ذاتههه«‬
‫)قبههل إدراكههه( إلههى »شههيء لههذاته« )بعههد إدراكههه( وهههذا العبههور‬
‫المعرفههي هههو مههرور نحههو القبههض علههى المجهههول أو قههل النمههو‬
‫والتطور لتحقيق المطلههق‪ ،‬وهههو مهها كههان يعههبر عنههه فههي مرحلههة‬
‫تاريخية محددة مههن تطههور الفكههر‪ ،‬وهههذا التطههور الههذي لههم يكههن‬
‫ليحصههل لههول شههروط تاريخيههة واقعيههة محههددة‪ .‬وخلصههة هههذه‬
‫المعطيات الموجزة حول أهرام الفلسفة المثالية يمكن تلخيصههها‬
‫على الشكل التالي‪:‬‬
‫الموضههوعة ‪ /‬مسههلمة‪ ،‬مههن إنتههاج العقههل مههن أسههس المنهههج‬
‫الرياضي‪.‬‬
‫المقولة معطى قبلي من إنتاج العقل وشههرط قيههام المعرفههة‬
‫بالموضوعات‪.‬‬
‫"الدياليكتيك الهيجيلي" أزاح "العقلنية القبلية" وآمن بالنتقال‬
‫الجدلي‪ ،‬نحو تحقيق المطلق‪ ،‬وتبقى قولته المشهههورة تعههبر عههن‬
‫انتمائه للتجاهات العقلنية ‪:‬‬
‫»كل ما هو واقعي معقول‪ ،‬وكل ما هو معقول واقعي«‬
‫والههديالكتيك الماركسههي هههو قلههب للههديالكتيك الهيجيلههي‪ ،‬أمهها‬
‫المنهههج "المههاوي المغربههي" فهههو تركيههب بيههن العقلنيههة القبليههة‬
‫والثلثية الهيجيلية بعد تهريبهما‪ ،‬رغم ما يحتوي عليه هذا التركيب‬
‫من تناقض ول نسقية‪ ،‬وهذه العملية‪ ،‬عملية الههتركيب )الوحههدة(‪،‬‬
‫أملتههها طريقههة ‪ copier-coller‬لتنتهههي فههي الخيههر إلههى تحديههد‬
‫إطارهم الفكههري وهههو آخههر إبههداعات "الشههيوعيين والشههيوعيات‬
‫الماويين" فههي بلههدنا لتههأطير التناقضههات وكههل "عمليههة واقعيههة"‪،‬‬
‫وحسب تعبيراتهم يعد ذلههك مههن الضههافات النوعيههة "للماركسههية‬
‫اللينينيههة"‪ .‬ليسههتحقوا عههن جههدارة أن يحملههوا دون حيههاء شههعلة‬
‫"الماركسية اللينينية" تحت إسم "الماركسية اللينينية الماوية"‪.‬‬
‫إن هذا المنظور الجديد يعطي للصراعات الفعلية معنا مجههردا‬
‫بإرجاعها إلى برج مفاهيمه المركبة‪ ،‬ذلك أن حل التناقض الفعلي‬
‫يقتضي مقولههة مركبههة علههى صههيغة ثلثيههة هيجههل ثههم العمههل بههها‬
‫لتحقيق الهدف‪" ،‬الرقي" وهكذا "دواليك في سلسلة ل متناهية"‪.‬‬
‫إن إرجاع "القوانين" و"الوقائع الفعليههة" إلههى مقههولت وصههيغ‬
‫جوفههاء يعههد مههن مبههادئ اليههديولوجيين الههبرجوازيين فههي عصههرنا‬
‫الراهن والذين يعتبرون بطريقههة خههاطئة أن الفكههار هههي أسههاس‬
‫هذا العالم‪ ،‬وهي تعبير عههن عههدم "الرغبههة" فههي "القضههاء" علههى‬
‫السس "المادية والموضوعية" لسيطرة المبريالية وكل النظمة‬
‫الرجعيههة‪ .‬وبالمناسههبة نههدعوا القههارئ إلههى التأمههل فههي الصههيغ‬
‫والمفهردات التيهة والههتي سهنورد مقطعهها الكامهل فهي التحليهل‬
‫اللحق‪" :‬الخط البيروقراطي هو حقيقة موضوعية "‪" ،‬من الوهم‬
‫العتقاد بالقضاء على هههذا الخههط "‪ " ،‬لهههذا الخههط أسههس ماديههة‬
‫وموضوعية"‪" ،‬إذن"‪" ،‬يجب بناء الوحدة" )وحدة "الخههط المههدافع‬
‫عن مصلحة الجماهير" و "الخط المناهض لمصلحة الجماهير"(‪.‬‬
‫فماذا يعني هذا الستنتاج‪ ،‬أل "يعني" "إذن" "يجههب الوحههدة"‬
‫لن "القضاء" على "الخط المنهاهض" يعنهي "القضههاء علههى هههذه‬
‫السس"‪ ،‬أل يعني ذلك الحفاظ على السههس الماديههة الهتي تنتههج‬
‫المناهض لن القضاء عليها هو القضاء عليه‪ .‬أم أن "بالوحههدة مههع‬
‫مناهض مصلحة الجماهير" سههيتم القضههاء عليههه‪ ،‬وهههل المنههاهض‬
‫سيناهض نفسه للقضاء على نفسههه بههدخوله فههي مسههار القضههاء‬
‫على نفسه )الوحدة(‪ .‬وهل هذه المكانية واقعيههة وعلميههة إن لههم‬
‫تكن الوحدة من أجل الحفاظ على المناهض لمصههلحة الجمههاهير‪.‬‬
‫وفههي الخيههر يتههبين أنههه مههن أي مههدخل أردنهها النطلق فههإن كههل‬
‫الحقائق تقول أن الصههياغة تحمههل معنههى الحفههاظ علههى السههس‬
‫المادية القائمههة وهههذه هههي الحقيقههة كلمهها ابتعههدنا عههن الكلمههات‬
‫الطنانههة الههتي تسههتعمل كحيههل لسههتر الحقيقههة‪ ،‬وهههي نتيجههة‬
‫الشطحات النظرية لكل برجوازي صغير ومغرور‪.‬‬
‫وحــدة أو مقولــة‬ ‫نقــد‬ ‫حول موضوعة وحدة‬
‫وحدة نقد وحدة‪.‬‬
‫إن دعوة "الماويين المغاربة" للنطلق من الرغبة في الوحدة‬
‫هي رغبة في تحريرنا من "عقدة" النتهازية وإخراجنهها مههن حالههة‬
‫"الفوضى"‪.‬‬
‫وباعتبار النتهازية "واقع موضوعي" والقضههاء علههى النتهازيههة‬
‫يعني القضاء على "أسس مادية وموضوعية" وحل هذا الشههكال‪،‬‬
‫التناقض‪ ،‬هو "الههتركيب" أي توحيههد النتهههازي واللانتهههازي وهههي‬
‫الوحههدة الرقههى وهههذه هههي الصههيغة ‪ /‬الموضههوعة )= المقولههة(‬
‫الطبيعية والموضوعية لحل الشكال‪ ،‬التناقض‪ ،‬الصراع‪ ،‬كما جههاء‬
‫في الصيغة التالية ‪:‬‬
‫»إن ذلههك التنههاقض يمكههن أن نعههبر عنههه بصههراع الخطههوط‬
‫وتناقضها‪ ،‬التنههاقض بيههن الخههط المههدافع عههن مصههلحة الجمههاهير‬
‫)الذي تعبر عنه قوة أو عدة قوى( وبين الخط المناهض لمصههلحة‬
‫الجماهير )الذي هو الخر تعبر عنه قوة أو مجموعة مههن القههوى(‪.‬‬
‫إن ذلك يشكل الطابع الخاص للتناقض ويحدد طرفههاه‪ .‬إن تواجههد‬
‫الخط المناهض لمصلحة الجماهير أو ما قد يصطلح عليه تماشههيا‬
‫مع المفاهيم المتداولههة داخههل الحركههة بههالخط الههبيروقراطي هههو‬
‫حقيقههة موضههوعية سههواء أعجبتنهها أم ل‪ .‬فمههن الههوهم العتقههاد‬
‫بالقضاء على هذا الخط داخل مجتمع طبقي يولده باسههتمرار‪ .‬إن‬
‫لهههذا الخههط أسسههه الماديههة والموضههوعية والقضههاء عليههه يعنههي‬
‫القضاء على هذه السههس‪ ،‬إذن يجههب بنههاء الوحههدة انطلقهها مههن‬
‫الشروط الموضوعية التي نناضل داخلها ويجب أيضهها النظهر إلهى‬
‫المسألة من زاوية بناء الحركههة الطلبيههة ‪ ...‬وهههذه المسههألة فههي‬
‫غاية الهمية إذ تقينا من السقوط في العمل الفوقي البعيههد عههن‬
‫الجمههاهير إن مقولههة وحههدة نقههد وحههدة تعنههي النطلق مههن‬
‫الوحدة والرغبة في الوحدة ‪ ...‬وبالتالي ممارسة النقد ‪ ...‬بهههدف‬
‫الوصول إلى وحدة أرفع وأمتن وهكذا دواليههك فههي سلسههلة غيههر‬
‫متناهية«‪( .‬مقال "حول الحركة الطلبية")‬
‫ومما جاء في نقاش المعتقلين السياسيين مجموعههة مراكههش‬
‫حول أرضية ندوة ‪ 23‬مارس ‪: 2010‬‬
‫»إن التناقضات‪ ،‬الوحدة والصراع بين الضداد‪ ،‬هي التي تدفع‬
‫أي سيرورة إلى المام‪ .‬والحركههة الطلبيههة ل تشههكل اسههتثناء ‪...‬‬
‫فهي نفسها تشكل وحدة الضههداد‪ ،‬إنههها حقههل دائم الصههراع بيههن‬
‫الفكار والقوى ‪ ...‬وهذا الصراع يمههر عههبر العديههد مههن المراحههل‪،‬‬
‫وتعرف تناقضاته خصائص متعددة كذلك«‪.‬‬
‫وفي الرد على بيان أكادير‪ ،‬ما يلي ‪:‬‬
‫»أما أصحابنا النقاد فهم يتبنون الوحدة انطلقا مههن موضههوعة‬
‫مخالفة تماما عبروا عنها بصيغة نقد وحدة نقد وهذه الصههيغة‬
‫تعبر عن أولئك الرفاق الذين ينطلقههون مههن الصههراع أول‪ ،‬وليههس‬
‫الوحههدة بالنسههبة لهههم سههوى وسههيلة للوصههول إلههى الصههراع‬
‫مجددا‪.«...‬‬
‫الستنتاج الول هو أن "الماوية المغربية" تعتههبر المقولههة هههي‬
‫مصدر المبادئ الذي يخضع قواعد ممارسة الصراع مع الطراف‪،‬‬
‫ثانيا أن قانون الوحدة وصراع الضداد قد تمههت صههياغته وتحههويله‬
‫إلى مقولة وحدة نقد وحدة‪ ،‬ثالثا أن "المقولت الماويههة" هههي‬
‫مرشد للعمل بالنسبة "للماويين المغاربة"‪.‬‬
‫وبالمناسههبة نقههدم توجيهههات بسههيطة بنفههس الطريقههة الههتي‬
‫يفضلونها في الجدل مع خصومهم‪ ،‬وهي عبارة عههن جمههل لههرواد‬
‫المنهههج الههدياليكتيكي ونفتتههح بهانجلز‪» :‬ل يمكههن أن تكههون هنههاك‬
‫مسألة بنههاء قههوانين الجههدل فههي الطبيعههة‪ ،‬بههل مسههألة اكتشههافها‬
‫وإنضاجها« (انتي دوهرينغ) كما يقههول مههاركس فههي كتههابه "رأس‬
‫المال" تذييل مقدمة الطبعة الثانية »الجدل ‪ ...‬في شكله العقلي‬
‫فضيحة ورجس لدى البرجوازيههة وكههل أسههاتذتها المههذهبيين‪ ،‬لنههه‬
‫يتضمن في شموله وحسمه إدراك الحالههة القائمهة للشهياء وفهي‬
‫الوقت نفسه أيضا إدراك نفي هههذه الحالههة‪ ،‬وانهيارههها الحتمههي‪...‬‬
‫لنه ل يترك شيئا يفرض عليه ولنه في جههوهره نقههدي وثههوري«‪.‬‬
‫وفههي كتههاب "مههرض اليسههارية الطفههولي فههي الشههيوعية" يقههول‬
‫لينين‪» :‬في السياسة حيههث فههي بعههض الحيههان معالجههة علقههات‬
‫معقدة للغاية قومية دوليهة بيههن الطبقهات والحههزاب‪ ...‬يكهون‬
‫من الحماقة أن نعد وصفة أو قاعدة تسههتخدم فههي كههل الحههوال‪.‬‬
‫فل بد أن يكون للمرء من العقل ما يمكنه من تحليل الوضههع فههي‬
‫كل حالة خاصة«‪.‬‬
‫إن بناء السياسة على مقولت أو موضههوعات ‪ /‬مسههلمات لههن‬
‫تكههون لههه فههائدة وقيمههة مههن وجهههة نظههر الماديههة الجدليههة‪.‬‬
‫فالماركسي إن لم يفهم أن سياسة ما قد تكون قد تكون صالحة‬
‫في حالة معينة ومحههددة وفههي حالههة مغههايرة ومعطيههات مختلفههة‬
‫تصههير السياسههة نفسههها خههاطئة فمثلههه مثههل مههن كههانوا يعملههون‬
‫مظلتهم عند سماع التساقطات المطرية بموسكو ‪ /‬بيكين‪.‬‬
‫إن الدياليكتيك الماركسههي هههو أداة ومنهههج لفهههم العههالم مههن‬
‫أجل تغييره‪ ،‬وهذا الفهم من أبجديات الماركسيين‪ ،‬وليس بصههيغة‬
‫جوفاء فاقدة لروح التغيير‪ ،‬من أجل التطبيق‪.‬‬
‫ففي "نقد لفيورباخ" تحت عنوان "فيورباخ تعارض النظريههتين‬
‫المادية والمثالية" في كتههاب "اليديولوجيههة" يقههول مههاركس‪» :‬ل‬
‫حاجة به )الهاء تعود على التصور المادي(‪ ،‬مثههل التصههور المثههالي‬
‫للتاريخ‪ ،‬إلى البحث عههن مقولههة فههي كههل مرحلههة‪ ،‬بههل هههو يبقههى‬
‫باستمرار على أرض التاريههخ الواقعيههة‪ ،‬وهههو ل يفسههر الممارسههة‬
‫انطلقهها مههن الفكههرة‪ ،‬بههل يفسههر تكههون الفكههار انطلقهها مههن‬
‫الممارسة المادية‪ ،‬وفقا لذلك فإنه ينتهي إلى الستنتاج بأن سائر‬
‫أشكال الوعي ومنتجاته يمكن حلههها ليههس بالنقههد الههذهني ‪ ...‬بههل‬
‫فقط بواسطة القلب العملي للعلقات الجتماعية الشخصية التي‬
‫ولههد منههها هههذا الهههراء المثههالي‪ ،‬وأن الثههورة ل النقههد هههي القههوة‬
‫المحركة للتاريخ«‪.‬‬
‫فالدياليكتيك المادي ليس هههو المقولهة والمقولههة ليسهت ههي‬
‫الموضوعة والموضههوعة ليسههت دياليكتيههك فلكههل مفهههوم دللتههه‬
‫وأسسه ومدارسه‪ ،‬وللتبسيط ‪:‬‬
‫الموضوعة ل المقولة‬
‫المقولة ل الدياليكتيك‬
‫الدياليكتيك ل الموضوعة‬
‫وعلى أي حال فإن كان لزاما أن نكتشف لههب "الفكههر" الههذي‬
‫بني على المفاهيم السالفة فهذا اللههب مهها هههو إل نتيجههة لحقيقههة‬
‫بعض البرجوازيين الصغار المغاربة في مرحلة الجزر الذي تعرفه‬
‫قوى الثورة‪.‬‬
‫ولكي ل ندخل في عمل متعب وإضافي ل بد مههن الشههارة أن‬
‫الرفاق "الماويين" يغنون مقطعهم ورفاق أكههادير يههردون عليهههم‬
‫بمقطع مضاد‪ ،‬أي أن الرفاق إذا وضعوا الشيء هنا ففي المكههان‬
‫الفارغ للشطر الثاني يضع الرفاق الخريههن ضههد الشههيء‪ ،‬وهكههذا‬
‫يكتمل البيت الشعري‪ ،‬وهههو يحههافظ علههى شههعريته الحديثههة فههي‬
‫البداع فالشطر الول يقههول فههي موضههوعته وحههدة ههه نقههد ههه‬
‫وحدة‪ ،‬والشطر الثاني دون أن يتحدث عههن فههن آخههر يقههول وهههو‬
‫نقههد وهكههذا تخلههق الرمههوز‬ ‫وحههدة‬ ‫ملتزم بالموضوعة نقد‬
‫تناقضهههات واختلفهههات بينهههة بيهههن الموضهههوعتين ‪ /‬المسهههلمتين‬
‫وتشتركان في بناء تحاليلهما الموضههوعة أي الثههابت و "المسههلمة‬
‫العلمية"‪ .‬وكل ما يخرج عن ثوابتهما وموضهوعاتهما ‪ /‬مسهلماتهما‬
‫يخههرج عههن آخههر نظريههة أنتجتههها "الماركسههية المغربيههة"‪ .‬إنههها‬
‫السخافة ونستسههمح إذا قلنهها أن الشههعوب ليسههت بعجيههن صههالح‬
‫لقوالبكم الجاهزة وهي حقيقة وليست استفزاز‪ .‬أما تناقضكما إذا‬
‫ما تم تحليله من وجهة نظر بوانكاري هنري فإن الوجهات النظههر‬
‫معا ل تتناقضههان فههي حالههة مهها إذا كهانت نتائجكمهها منسههجمة مههع‬
‫منطلقاتكما‪ .‬هذا إذا قبلتما بالعقلنيههة كمنهههج أمهها فههي غيههر ذلههك‬
‫فسيطبق عليكما حكم اللمنهجيين‪ .‬وتصيرون ل أنتم مههن هنهها ول‬
‫مههن هنههاك وهههو المههر الههذي تفسههره مجموعههة مههن سههلوكاتكما‬
‫وتناقضههاتكما ومواقفكمهها فههي مجموعههة مههن المسههائل والقضههايا‬
‫والمحطات‪.‬‬
‫وكما سبق أن أشرنا فإن المقولههة عنههد "المههاويين المغاربههة"‬
‫هي القالب النسب لحل التناقضات داخل الحركة الطلبيههة‪ ،‬ومهها‬
‫على الحركة الطلبية إل أن تأخذ وصفات الحمية النسب لتمتلك‬
‫الرشاقة واللياقة لتنفيذ المراسيم ومن أجل ذلك سنشههرح خطههة‬
‫الٌلعب كما قدموها لنا ‪:‬‬
‫مقولة‪ :‬الثابت‬

‫طرف يدافع عن مصلحة الجماهير )أو عدة أطراف)‬ ‫الرغبة‬

‫]‬ ‫وحدة ▬▬▬◄‬

‫طرف مناهض لمصلحة الجماهير )أو عدة أطراف(‬

‫↓‬
‫صراع نقد وسيلة‬

‫طرف مناهض لمصلحة الجماهير‬ ‫↓‬


‫علقة أمتن‬ ‫{‬ ‫]‬ ‫وحدة أرقى‬

‫↓‬ ‫طرف مدافع عن مصلحة الجماهير‬

‫مصلحة الجماهير‬ ‫↓‬


‫تحقيق مصلحة الجماهير‬

‫أي‪ :‬مههدافع عههن مصههلحة الجمههاهير مضههافا للمنههاهض لمصههلحة‬


‫الجماهير‪ ،‬كنتيجة مصلحة الجماهير‪.‬‬
‫إن الرفاق أشبه بمن يخلههط النحههاس والههذهب ويعرضههه كههذهب‬
‫للبيع ويحلف أغلظ اليمين أنه ل يغش المسههتهلك وأن المسهتهلك‬
‫سيتمتع بالذهب الخالص‪.‬‬
‫أما بخصوص النهج الديمقراطي القاعدي فهو بدوره ل يخرج عن‬
‫القاعدة‬
‫"النهج الديمقراطي القاعدي هو تاريخ صراع الخطين"‬
‫الخط النتهازي‬ ‫الرغبة‬

‫وحدة ▬▬▬◄ النهج الديمقراطي القاعدي }‬


‫الخط الثوري‬

‫↓‬
‫النقد الوسيلة‬

‫↓‬
‫وحدة متينة بين الخطين ‪ :‬النتهازي والثوري‪.‬‬

‫إن النتيجههة هههي مخههرج لتشههريع الوجههود "المههاوي" داخههل النهههج‬


‫الديمقراطي القاعدي‪ ،‬وهذا المخرج سبق وأن طرحته تنظيمههات‬
‫"اليسار" من قبل من أجههل احتههواء النهههج ولكنههها أصههيبت بخيبههة‬
‫المل‪.‬‬
‫وقبههل أن ننهههي هههذه المقارنههة مهها بيههن المقولههة والموضههوعة‬
‫والديالكتيك‪ ،‬ل بد من قول أن ماو تسي تونغ هو ذاته من وصف‬
‫محاولة نقل التطبيقات السوفياتية حرفيا إلى الثورة الصينية بأنها‬
‫»أشبه بمن يبري قدميه لتلئما الحداء« ولنقول علههى نفههس وزن‬
‫ما قاله غسان كنفاني أن "الماويين المغاربة" يشددون على بري‬
‫رؤوسنا لتلئم القبعة الماوية الجاهزة مقولتهم‪ .‬ومههن الناحيههة‬
‫الواقعية هناك سؤال جوهري قد تنبثق عنه أسئلة أخرى ومتنوعة‬
‫حسب تههأملت كههل واحههد منهها فههي الموضههوع‪ :‬هههل النتهازيههة )هه‬
‫البيروقراطية مناهض مصلحة الجماهير( سههتقدم إضههافة نوعيههة‬
‫لخدمههة إسههتراتيجية النضههال الجههذري داخههل الجامعههة وخارجههها؟‬
‫ونعتقد أن هذا السههؤال سههيخرجنا مههن قفههص المقههولت والصههيغ‬
‫الجههاهزة إلههى نقههاش معطيههات السههاحة السياسههية لسههتخلص‬
‫الخطوات في المرحلة الراهنة‪ .‬ومن أجل تعميههق البحههث نضههيف‬
‫سؤال آخر‪ :‬ما هو موقع الخليط المشار إليه في الصراع الطبقههي‬
‫داخل المجتمع المغربي؟ وهل المر ل يتطلب الوضوح في حديثنا‬
‫عن النتهازية والبيروقراطية ومناهضي مصههلحة الجمههاهير وذلههك‬
‫بالتدقيق إلى من يشير إليهم الصبع حتى نزيل الضبابية والسههتار‬
‫ونسمي الشياء بمسمياتها؟‬
‫إن "التحليل الملموس للواقههع الملمههوس" هههو البدايههة للمهمههات‬
‫الشد تعقيدا‪.‬‬
‫من مــاو إلــى "المــاويين المغاربــة" )بخصــوص‬
‫وحدة – نقد – وحدة(‬

‫إن طواف البرق الذي اجتازه "الماويون المغاربة" في تاريههخ‬


‫الحركة الطلبية و"تاريخ القاعديين"‪ ،‬كفرسان يطيحون ويقاتلون‬
‫كل الخصوم والعداء ويشيدون ملمح من رماد ليشههيدوا بههه كههل‬
‫ما يسههعدهم الن‪ ،‬وبعههد متاهههاتهم فههي بعههض عنههاوين المحطههات‬
‫النضالية‪ ،‬يمتدون أخيرا إلى مدخل علههى بههوابته "الوحههدة المتههن‬
‫بيههن الخههط المههدافع عههن مصههلحة الجمههاهير والخههط المنههاهض‬
‫لمصلحة الجماهير"‪ ،‬ويقولون أن هذه الوحدة ليست من مفههاهيم‬
‫الماضي‪ ،‬فكل ما كان في الماضي أزحناه عنكم فههثيقوا واجعلههوا‬
‫نيتكم في العمل‪ ،‬فهذا هو المخههرج مههن أزمههة الحركههة الطلبيههة‪.‬‬
‫وهذه "المسألة في غاية الهمية إذ أنها تقينهها مههن السههقوط فههي‬
‫العمل الفوقي" ولنا في ما حملنههاه لكههم مههن مسههتندات ووثههائق‬
‫حصلنا عليها في أرشيف ماو ما يعيننا في مشروعنا‪ .‬ومهها عليكههم‬
‫إل أن تنخرطوا في طابورنا وإل أصابتكم لعناتنا بسوء‪.‬‬
‫وبعههد هههذا المجهههود السههريع للرفههاق نشههروا مشههاريعهم‬
‫وتصهههههههوراتهم‪ ،‬تحققهههههههوا مهههههههن جمهههههههع "الموضهههههههوعات‬
‫الماركسية" ‪"/‬المقولت الماركسية" ونسههخوها ووزعوههها بينهههم‪،‬‬
‫وحافظوا بالصل عند شيخ زاويتهم‪ ،‬وانصههرفوا للنظههر فههي "كههل‬
‫عملية واقعية" الموضوعة‪ /‬المقولة "المعبرة عنها" المطابقة لها‪،‬‬
‫وبدل أن ينصهفوا الهديالكتيك الماركسهي‪ ،‬أعلنهوا عهن غيهر وعهي‬
‫إنصافهم "للمنطههق الصههوري" ‪" /‬الرسههطي" بإسههم الماركسههية‪،‬‬
‫وهكذا يقولون أن حل التناقض بين المدافع عن مصلحة الجماهير‬
‫ومناهض مصلحة الجماهير يجب إرجاعه إلى مقولة وحدة – نقد‪-‬‬
‫وحدة‪ ،‬بمعنى أن تنتظم في علقة متينة‪ ،‬الطههراف المتناقضههة –‬
‫المتصارعة طبقا للمقولة‪.‬‬
‫هذا الكتشههاف العظيههم )"أبههدعه الشههيوعيون المههاويون أثنههاء‬
‫الثورة الصينية"( عههثروا عليههه الرفههاق "المههاويون المغاربههة" فههي‬
‫أدبيات ماو تسي تونغ خاصههة فههي المقالههة "حههول الحههل السههليم‬
‫للتناقضات بين صفوف الشعب" وهذه المقالههة هههي فههي الصههل‬
‫خطبة ألقاها الرئيس ماو تسي تونههغ يههوم ‪ 29‬فههبراير ‪ 1957‬فههي‬
‫مؤتمر الدولههة العلههى أي قبههل الثههورة الثقافيههة بعشههر سههنوات‪،‬‬
‫وبأشهر قليلة من الضرابات التي عرفتههها بعههض منههاطق الصههين‬
‫في صفوف الطلبة والعمال‪ ،‬وأيضا اضطرابات أخههرى فههي بعههض‬
‫بلدان أوربا الشرقية المحسوبة على "القطب الشتراكي" آنذاك‪.‬‬
‫ففي هذا المقال وردت ما يقههال عنههها موضههوعة ومقولههة‪ ،‬وهههذه‬
‫هي الفقرات بالتحديد‪:‬‬
‫"لقد لخصنا في عام ‪ 1942‬هذه السهاليب الديمقراطيهة لحهل‬
‫التناقضههات بيههن صههفوف الشههعب فههي صههيغة »وحههدة ‪ -‬نقههد ‪-‬‬
‫وحدة«‪...‬‬
‫إننا على ضوء هذه التجربة اهتدينا إلى هذه الصههيغة‪» :‬وحههدة ‪-‬‬
‫نقد ‪ -‬وحدة« وبعبارة أخرى‪' :‬التعههاظ بالخطههاء الماضههية بهههدف‬
‫تفههادي الخطههاء فههي المسههتقبل ومعالجههة الههداء بهههدف إنقههاذ‬
‫المريض' ‪...‬وبعد تحرير البلد طبقنا أيضا طريقة »وحههدة ‪ -‬نقههد ‪-‬‬
‫وحهههدة« حيهههال الحهههزاب الديمقراطيهههة والوسهههاط الصهههناعية‬
‫والتجاريههة‪ ...‬ويبههدو لكههثير مههن النههاس أن الههدعوة إلههى إتبههاع‬
‫الساليب في حل التناقضات بين صههفوف الشههعب هههي مسههألة‬
‫جديدة‪ .‬ولكنها في الواقع ليست كذلك‪ .‬فيرى الماركسههيون علههى‬
‫الدوام أن قضية البروليتاريا ل يمكههن تحقيقههها إل بالعتمههاد علههى‬
‫الجماهير الشعبية‪ ،‬وأن على الشيوعيون أثناء قيامهم بعملهم بين‬
‫الكهههادحين أن يتبعهههوا أسهههاليب القنهههاع والقتنهههاع والتثقيهههف‬
‫الديمقراطية‪ ،‬ول يجوز لهم بتاتهها أن يلجههأوا إلههى أسههاليب إصههدار‬
‫الوامر والكراهات"‪.‬‬
‫وفي نفس المقالة وبالتحديد فههي الفقههرة ‪" – 9‬حههول مسههألة‬
‫الضطرابات التي أثارها عدد قليل من الناس" جاء ما يلي‪:‬‬
‫"نحن ل نوافههق علههى إثههارة الضههطرابات لن التناقضههات بيههن‬
‫صفوف الشعب يمكن حلها بطريقة »وحدة‪ -‬نقد‪ -‬وحدة«‪...‬وفههي‬
‫هذه المسألة ينبغي أن نوجه انتباهنا إلى ما يلههي‪ :‬مههن الضههروري‬
‫لكي نقضي على أسباب الضههطرابات مههن جههذورها‪ ،‬أن نتخلههص‬
‫بشههكل حههازم مههن البيروقراطيههة وأن نعههزز عملنهها فههي مجههال‬
‫التثقيههف اليههديولوجي والسياسههي‪ ،‬كمهها يجههب أن نعالههج جميههع‬
‫التناقضات معالجة صحيحة‪) «.‬ندعو القارئ للتأمل فههي مهها قههاله‬
‫ماو تسي تونغ وخصوصا بالعودة إلى مقاله ليتبين الفرق بيههن مهها‬
‫قاله ماو وبين ما أراد "الماويين المغاربة" تلفيقه لماو(‪.‬‬
‫أول نسههجل بههأن مههاو فههي حههديثه عههن صههيغة »وحههدة نقههد‬
‫وحدة« لم يكن يعني وحدة المناهض لمصلحة الجماهير والمدافع‬
‫عن مصلحة الجمههاهير‪ ،‬أو وحههدة الههبيروقراطي والههديمقراطي أو‬
‫أن الههبيروقراطي واقههع موضههوعي "إذن" يجههب الوحههدة معههه‪.‬‬
‫بههالعكس فمههاو يقههول »يجههب أن نتخلههص بشههكل حههازم مههن‬
‫البيروقراطيههة« أي القضههاء علههى البيروقراطيههة‪ .‬وهههذه مفارقههة‬
‫كبيرة وشاسعة بين ماو و"الماويين المغاربة"‪.‬‬
‫ثانيا إن التنقيب في أرشيفه )مههاو( ل نجههد متسههعا للمقولههة أو‬
‫الموضوعة‪ ،‬إن ماو يتحدث عن صيغة أي صياغة محددة‪ ،‬أي عههن‬
‫السلوب الديمقراطي والتثقيف والنقد والنقد الههذاتي‪ ...‬لحههل‬
‫التناقضههات داخههل صههفوف الشههعب الصههيني وداخههل الحههزب‬
‫الشيوعي والصراع الديمقراطي مع الحزاب الديمقراطيههة‪ ،‬هههذه‬
‫الطريقههة أو هههذا السههلوب تمههت صههياغته تحههت شههعار أو عبههارة‬
‫مختصرة »وحدة نقد وحدة« ويعتبرها طريقة "ممكنة" بمعنى‬
‫ليست الطريقة الوحيدة‪.‬‬
‫إن الصيغة ل تعني الموضوعة ول المقولة‪ ،‬فالصيغة هي مههن‬
‫صاغ يصوغ صياغة وصيغة‪ .‬وصاغ الكلم أي بناه بطريقههة أخههرى‪.‬‬
‫وصيغة »وحدة نقد وحدة« هي بالنسههبة لمههاو طريقههة ممكنههة‬
‫لحل التناقضات داخل صههفوف الشههعب)الطريقههة السههلمية لحههل‬
‫التناقضات في صفوف الشعب( أي هههي صههياعة مههوجزة "للنقههد‬
‫والنقهههد الهههذاتي" و"التثقيهههف" ومحاربهههة "الخطهههاء" والتشهههبت‬
‫"بالصههواب" والتمييههز بيههن "الحههق" و"الباطههل" و"النقههاش" ل‬
‫الكراه إلى غيرها من الساليب الديمقراطية‪.‬‬
‫أما المقولة فليست من قال يقول قول وقولة ومقال ومقالههة‪،‬‬
‫وكههذا الموضههوعة هههي أيضهها ليسههت مههن وضههع يضههع موضههعا‬
‫وموضوعا‪ ،‬بمعنى أنههها ل تحمههل دللتههها فههي اصههطلحها بههل هههي‬
‫مفاهيم فلسفية ل يمكن فهمها إل بالعودة إلى مرجعيات محددة‪.‬‬
‫فالمقولة هي ترجمة له ‪ catégorie‬والموضوعة هي ترجمههة له ه‬
‫‪ .axiome‬والموضوعة لها دللة أخرى فههي الفقههه‪ ،‬فمثل القههول‬
‫"بالحههاديث الموضههوعة" هههي مهها يعنههي لههدى أصههحاب المههذاهب‬
‫والفقهاء الحاديث المختلقة وهي أحاديث أقل من الحاديث الغير‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫من هذا نقول أن "موضههوعة وحههدة نقههد وحههدة " و"مقولههة‬
‫وحدة نقد هههوحدة" إذا أراد الرفههاق نسههبها إلههى مههاو فيصههح لنهها‬
‫قياس فهمها على »الحاديث الموضوعة« وستصههير مختلقههة لن‬
‫ماو بريء من المقولة والموضههوعة‪ .‬وفههي حالههة العكههس نسههجل‬
‫سبقكم البداعي في هذا المستوى‪.‬‬
‫إن صيغة »وحدة نقد وحدة« عند ماو ليست طابورا يتكيههف‬
‫داخله البيروقراطي والديمقراطي أو المدافع والمناهض لمصلحة‬
‫الجمههاهير كمهها يفهههم "المههاويون المغاربههة" بعههد إزاحتهههم صههيغة‬
‫وتعويضها بالموضوعة‪/‬المقولة‪ ،‬إن مقالته )مههاو( والمقههاطع الههتي‬
‫أوردناها خالية من هذا الفهم بل تحمل فهما مغههايرا تمامهها‪ .‬ومههاو‬
‫قد تفطن لخطورة تعميم نظراته المصاغة في ذات المقههال‪ .‬أول‬
‫أنه يعرف أن تطور الصراع الطبقي بين البروليتاريها والبرجوازيهة‬
‫إبان الثورة )مرحلة البناء الشههتراكي( قههد يصههل إلههى مسههتويات‬
‫تفرض الحل الغير السههلمي أي الصههراع العنيههف‪ ،‬لههذا يقههول فههي‬
‫نفس المقالة المشار إليها سابقا في الفقرة ‪" 8‬حههول »دع مئة‬
‫زهرة تتفتههح ومئة مدرسههة فكريههة تتبههارى« و»التعههايش الطويههل‬
‫المد والرقابة المتبادلة«"‪:‬‬
‫"إن الصراع الطبقي بيههن البروليتاريهها والبرجوازيههة‪ ،‬والصههراع‬
‫الطبقي بين مختلههف القههوى السياسههية‪ ...‬سههوف يسههتمر لفههترة‬
‫طويلههة ويجههري فههي شههكل متعههرج وحههتى أنههه يصههبح فههي بعههض‬
‫الحيان صراعا عنيفا"‪.‬‬
‫وثانيا باعتبارها طريقة ممكنة لممارسههة الصههراع الطبقههي فههي‬
‫شروط محددة وليست بقانون وهكذا قال في نفس الفقرة وفي‬
‫نفس الوقت‪:‬‬
‫"إن جميههع وجهههات النظههر المعروضههة آنفهها هههي مبنيههة علههى‬
‫ظروف بلدنا التاريخيههة المحهددة‪ ،‬وبمهها أن الوضههاع تختلههف فههي‬
‫مختلف البلدان الشتراكية والحزاب الشيوعية‪ ،‬فإننا ل نعتقههد أن‬
‫اتخههاذ السههاليب الصههينية ضههروري أو واجههب بالنسههبة إلههى بقيههة‬
‫البلدان الخرى"‪.‬‬
‫وهكذا أكد أن صيغته تحمل علمة خاصة بالصين وليههس لمههاو‬
‫اليد خلههف "المههاويين المغاربههة" الههدين يهههدفون إلههى إرغههام كههل‬
‫عملية واقعية )حدث‪ ،‬ظاهرة‪ ،‬أشخاص‪ ،‬أفعال( على الدخول في‬
‫صورتهم موضوعتهم‪ /‬مقولتهم )القبليههة( الجههاهزة‪ .‬ومهها لهههذه‬
‫الخلفية من دور في بتر عناصر الواقع الموضوعي وعلقاتها‪.‬‬
‫وقبل أن ننهي هذه الفقرة ل بد من قول كلمة في الموضههوع‬
‫ولو أنها تستدعي عمل آخر وخاص‪ ،‬فماو تسي تونههغ رغههم اعتبههار‬
‫نظرياته من عمههق خاصههية المجتمههع الصههيني‪ ،‬وبالتحديههد "صههيغة‬
‫»وحههدة‪ -‬نقههد‪ -‬وحههدة«" و"التنههاقض غيههر العههدائي" و"التعههايش‬
‫السلمي بين البروليتاريا والبرجوازية"‪ ،‬فالمر ل يعني أن الشههياء‬
‫داخههل الصههين ل تملههك صههوتا تههدلي بههه فههي القضههية أيضهها‪.‬‬
‫فالبرجوازيهههة ورأسهههمالها وتراكماتهههها فهههي جميهههع المسهههتويات‬
‫وتكتيكاتها التي ل تعرف المحرم من المحلل مههن أجهل مصههلحتها‬
‫ووضعها داخل الحزب الشيوعي وخارجه وخصيصا داخههل اللجنههة‬
‫المركزية ونشاطها وأسلوبها الحربائي وإمكاناتههها الواقعيههة‪ ،‬هههذه‬
‫المعطيات كلما كانت تقتضي التفسير والملمسة لتحديد الطريق‬
‫السليم بدل سههتر المههر بالتنههاقض غيههر العههدائي والنخههراط فههي‬
‫الوحدة‪ ،‬وحدة الشعب والحزب البراكماتية التي أغرقههت الحههزب‬
‫بالتيههارات والكههوادر البرجوازيههة‪ ،‬والههتي لعبههت دورا فههي إيقههاف‬
‫الثورة الثقافية في مهدها وتصفية ما تبقههى مهن الكهوادر الماويهة‬
‫مباشرة بعد موت ماو‪ .‬إن الحتماء بخاصية الصين لن تشههفع لمهها‬
‫آلت إليه الثورة‪ :‬فالخاصية تتطلب التفصيل في كل صغيرة وكههل‬
‫العناصر والمعطيات في تطوراتها وليست مطية لتنههويم التحليههل‬
‫للعناصر الفاعلة في الوضع وفي تطوره‪.‬‬
‫وإذا كانت الثورة الصينية عند "الماويين المغاربة" هههي ثههورة‬
‫من أعظم الثههورات فههي التاريههخ‪ ،‬فقيمتههها الحقيقيههة ليسههت فههي‬
‫ثباتها‪ ،‬أي في »مقولت« و »موضوعات« )هههي بههريئة منههها( بههل‬
‫باكتشاف الضواء الههتي سههلطتها علههى الحيههاة النسههانية‪ ،‬والثههار‬
‫التي تركتها‪ ،‬والدروس الهتي خلفتهها للفكهر والسياسهة والتنظيههم‬
‫لتطويرها‪ .‬إن ماو لم يكن نبيا ول هو فههي حاجههة إلههى مههن يحهوله‬
‫إلى نبي‪ ،‬بتحويل كلمه وكتاباته إلههى »نظريههات عقائديههة« وغايههة‬
‫في حههد ذاتههها‪ .‬فالجتهههاد فههي حفههظ النصههوص وترديههدها‪ ،‬يحههول‬
‫المرء إلى أسير للماضي‪ .‬فالفرق كبير بين ما تقههوله الكتههب فههي‬
‫مرحلة محددة وما تقوله التجربة فههي شههروط ومعطيههات أخههرى‬
‫مغههايرة‪ ،‬فالماركسههي هههو مههن سههيجيب علههى إشههكالت الواقههع‬
‫بمعطيههاته الجديههدة‪ .‬ودائمهها بالنسههجام مههع مبههادئه‪ ،‬وليههس مههن‬
‫يستنسخ إجابات الماضي بعد تشويهها‪ .‬فتحليههل معطيههات الواقههع‬
‫تحليل جدليا‪ ،‬ملموسا‪ ،‬والسترشاد بالتجارب المشرقة في تاريههخ‬
‫البشرية سيقود صاحبه لموقف سليم فههي تههاريخيته‪ ،‬وبالمناسههبة‬
‫أعيد علههى أنظههاركم مهها قههاله مههاو تسههي تونههغ فههي مقالههة »فههي‬
‫الممارسة العملية« ‪:‬‬
‫"إن نظرية ماركس وانجلز ولينين وستالين هي نظرية صالحة‬
‫للعالم أجمع‪ ،‬فل يجوز لنا أن نعتههبر نظريتهههم عقيههدة جامههدة بههل‬
‫علينهها أن نعتبرههها مرشههد للعمههل‪...‬إن قههوة الماركسههية اللينينيههة‬
‫العظمهى تكمههن بالتحديههد فهي أنهها مرتبطهة بالممارسههة الثوريهة‬
‫المحددة للبلدان المختلفة‪...‬وإذا مهها عمههد الشههيوعيون الصههينيون‬
‫الذين يؤلفون قسما من المة الصينية العظمههى وهههم مرتبطههون‬
‫بها لحما ودما‪ ،‬إلى التحدث عن الماركسية بمعزل عههن خصههائص‬
‫الصين‪ ،‬فإن الذي يتحههدثون عنههه ليههس سههوى ماركسههية مجههردة‬
‫جوفاء"‪.‬‬
‫ـ دور الفكر من وجهة نظر "الماويين المغاربة"‬
‫إن دور الفكر كما يقدمه "الماويون المغاربههة" هههو أن يههدرك‬
‫القههانون ويجههد الموضههوعة‪/‬المقولههة المعههبرة عنههه‪ ،‬أي أن الفكههر‬
‫مهمته بيههن إدراك القههانون وإيجههاد الموضههوعة‪/‬المقولههة المعههبرة‬
‫عنه‪ ،‬ففههي هههذا المعنههى وسههيط مهها بيههن مهها هههو قبلههي ومهها بيههن‬
‫"العمليات الواقعية" بعد إدراك القانون )مع تسجيل الفرق القائم‬
‫بين إدراك القانون واكتشاف القانون(‪ .‬إن الفكر هو ربط قههوانين‬
‫الشياء بالمسلمات المعبرة عنها أو المطابقة لههها‪ .‬لكههن السههؤال‬
‫الذي يبدوا بديهيا‪ :‬من أين جاءتنا ما يسمونه موضوعة أو مقولة؟‬
‫بالتأكيد أن أصحاب هذا الرأي لن يترددوا في الههرد بههأن هههذه‬
‫الموضوعات‪/‬المقولت جاءتنا من الماركسههية‪ ،‬متناسههين أن هههذه‬
‫الجابة أشبه في عمقها بالعجاز العلمي في القههرآن الههذي يريههد‬
‫منه أصحابه أن يخرس العلههم‪ .‬فكلمهها تطههور العلههم وتوصههل إلههى‬
‫اكتشافات واستنتاجات جديدة يقفز أصحاب العجاز إلى الواجهة‬
‫ليعلنوا عن سههبق القههرآن لمهها وصههله العلههم وذلههك بعههد إدراكهههم‬
‫للنتيجة العلمية أو للكتشاف العلمي وإيجههاد اليههة المعههبرة عنههه‪،‬‬
‫باعتبار أن القرآن شامل وكامل ولم يههترك أي صههغيرة ول كههبيرة‬
‫فههي الكههون وفههي كههل الميههادين )فيزيههاء‪ ،‬كيميههاء‪ ،‬علههم النفههس‪،‬‬
‫ظواهر طبيعية‪.(...‬‬
‫وهكههذا فالجابههة السههالفة )الموضههوعة‪/‬المقولههة جاءتنهها مههن‬
‫الماركسية( هو تحويل الماركسية إلى مسلمات جامههدة‪ ،‬شههاملة‪،‬‬
‫كاملة‪.‬‬
‫إن هههذا الجمههود دفههع "المههاويين المغاربههة" إلههى بههتر التطههور‬
‫ونصبوا عوضه "النمو"‪:‬‬
‫"إن عمليههة بنههاء الوحههدة مثلههها مثههل كههل عمليههة واقعيههة هههي‬
‫صههيرورة محكومههة بقههوانين موضههوعية‪...‬إن بنههاء الوحههدة هههي‬
‫صيرورة محكومة مثل كل صيرورة بقانون التناقض الذي يشههمل‬
‫جوهر تطور الشياء‪ .‬إن لقانون التنههاقض طههابعه الشههمولي‪ ،‬نمههو‬
‫يحكههم جميههع الصههيرورات‪ ."...‬إن المههاويين المغاربههة" لههو قههالوا‬
‫التطور يحكم جميع الصيرورات لسقطوا في مأزق حقيقي وفههي‬
‫تناقض يفرض بالضرورة تجاوز المقولة‪/‬الموضوعة‪ .‬لن الحههديث‬
‫عن التطور يحمل دللة وجود النتقال والجديد لكن القتصار على‬
‫النمو هو لحصر الصيرورة في حدود التراكمات الكمية )أي أنها ل‬
‫تسهتدعي الجتهههاد( وههذا الفهههم يهترك مجههال النسهجام عنههدهم‬
‫وباليمههان بصههلحية الفكههار القبليههة لههذا فمهمههة الفكههر مهها بعههد‬
‫ماركس وانجلز ولينين وماو هو في إيجاد الموضههوعة الماركسههية‬
‫المعبرة عن "الشياء" عن كل "عملية واقعية"‪ ،‬وهذا مهها يدحضههه‬
‫كلم لينين بههذا الصهدد ‪" :‬المقهولت درجهة مهن درجهات معرفهة‬
‫الكون" (دفاتر فلسفية)‬
‫إن أي تصور من هذا القبيل وأي أفكار مههن هههذا النههوع مهمهها‬
‫احتالت على الماركسية‪ ،‬وتحدثت باسمها‪ ،‬فلن تكون مقنعة‪ .‬لن‬
‫معطيات الواقع في تجدد وفي تطور مسههتمر‪ ،‬وأن النطلق مههن‬
‫خلصات التجههارب السههابقة لتفسههير أو لتطههبيق مواقههف أو رأي‪،‬‬
‫على تجارب جديدة دون تحليلها بشكل ملموس لن تؤدي إل إلههى‬
‫إرغام الواقع للدخول في الشههكال الجههاهزة والقبليههة‪ ،‬وهههو فههي‬
‫الواقع بتر تعسفي للجزاء الغير قابلة للتكيف‪.‬‬
‫فههإن كههانت الماركسههية نتيجههة لجههدل عميههق فههإن "المههاويين‬
‫المغاربة" يرغمون جدلها على الوقوف في حدود عمالقته وعلههى‬
‫صلبه وتعليق مقولتهم‪/‬موضوعاتهم عليه‪.‬ويرغبون التابعون علههى‬
‫تطبيقها على التجارب أيا كانت هذه التجارب وهي عمليا "رغبههة"‬
‫في خنق كل معطيات الواقع وإدخالها في قههالبهم الجههاهز‪ .‬وهههذا‬
‫التفكير ساد في مرحلة محددة من التاريخ وقد آمنت به الحزاب‬
‫الشيوعية الموالية للتحاد السوفياتي آنذاك وبعض التيارات لكههن‬
‫مسههار هههذا التههوجه لههم تنفعههه عمليههة التجميههد للجههدل لن خنههق‬
‫الفكههار لههن تخنههق تطههور الواقههع والتاريههخ قههد قههال كلمتههه فههي‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫النهج الديمقراطي القاعدي‬


‫ماي ‪2010‬‬

‫انتهى‬

You might also like