Professional Documents
Culture Documents
1968ـ حدثنا القاسم ,قال :حدثنا الـحسين ,قال :حدثنـي حفص بن غياث ,عن الـحجاج,
غ ْيرَ بـاغٍ علـى الئمة وَل عادٍ قال :قاطع
عن القاسم بن أبـي بزة ,عن مـجاهد ,قالَ :
السبـيـل.
1969ـ حدثنا هناد ,قال :حدثنا ابن أبـي زائدة ,عن ورقاء ,عن ابن أبـي نـجيح ,عن
غيْ َر بـاغٍ وَل عا ٍد قال :غير قاطع السبـيـل ,ول مفـارق الئمة,
ن اضْطُر َ
مـجاهد :فَمَ ِ
ول خارج فـي معصية ال فله الرخصة.
1970ـ حدثنا هناد ,قال :حدثنا أبو معاوية ,عن حجاج ,عن الـحكم ,عن مـجاهدَ :فمَنِ
غ ْيرَ بـاغٍ وَل عا ٍد قال :غير بـاغ علـى الئمة ,ول عاد علـى ابن السبـيـل.
اضْطرّ َ
غ ْيرَ بـاغٍ وَل عاد :غير بـاغ الـحرام فـي أكله ,ول
وقال آخرون فـي تأويـل قوله َ
معتد الذي أبـيح له منه .ذكر من قال ذلك.
1971ـ حدثنا بشر بن معاذ ,قال :حدثنا يزيد بن زريع ,عن سعيد ,عن قتادة قولهَ :فمَنِ
ل إلـى حرام
غ ْيرَ بـاغٍ وَل عا ٍد قال :غير بـاغ فـي أكله ,ول عاد أن يتعدى حل ً
اضْطرّ َ
وهو يجد عنه مندوحة.
1972ـ حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر ,عن الـحسن
غيْ َر بـاغٍ وَل عا ًد قال :غير بـاغ فـيها ول معتد فـيها بأكلها وهو
طرّ َ
ن اضْ ُ
فـي قوله :فَمَ ِ
غنـيّ عنها.
1973ـ حدثنا الـمثنى ,قال :حدثنا إسحاق ,قال :حدثنا عبد الرزاق ,عن معمر ,عمن سمع
الـحسن يقول ذلك.
1974ـ حدثنا القاسم ,قال :حدثنا الـحسين ,قال :حدثنا أبو نـميـلة ,عن أبـي حمزة ,عن
غ ْيرَ بـاغٍ وَل عادٍ غير بـاغ يبتغيه ,ول عاد
ضطُرّ َ
جابر ,عن مـجاهد وعكرمة قولهَ :فمَنِ ا ْ
يتعدى علـى ما يـمسك نفسه.
1975ـ حدثت عن عمار بن الـحسن ,قال :حدثنا ابن أبـي جعفر ,عن أبـيه ,عن
غيْ َر بـاغٍ وَل عادٍ يقول :من غير أن يبتغي حراما ويتعداه ,أل ترى
طرّ َ
ن اضْ ُ
الربـيع :فَمَ ِ
ن ا ْب َتغَى َورَاءَ ذَِلكَ فَأوَل ِئكَ ُه ُم العادُون.
أنه يقولَ :فمَ ْ
طرّ
ن اضْ ُ
1976ـ حدثنـي يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد فـي قوله :فَمَ ِ
غ ْيرَ بـاغٍ وَل عادٍ قال :أن يأكل ذلك بغيا وتعديا عن الـحلل إلـى الـحرام ,ويترك
َ
الـحلل وهو عنده ,ويتعدى بأكل هذا الـحرام هذا التعدي ,ينكر أن يكونا مختلفـين ,ويقول
هذا وهذا واحد.
غ ْيرَ بـاغٍ فـي أكله شهوة وَل عادٍ فوق ما ل بد
طرّ َ
ن اضْ ُ
وقال آخرون :تأويـل ذلك َفمَ ِ
له منه .ذكر من قال ذلك:
1977ـ حدثنـي موسى بن هارون ,قال :حدثنا عمرو بن حماد ,قال :حدثنا أسبـاط ,عن
غ ْيرَ بـاغٍ وَل عادٍ أما بـاغ فـينبغي فـيه شهوته ,وأما العادي:
ضطُرَ َ
السديَ :فمَنِ ا ْ
فـيتعدى فـي أكله ,يأكل حتـى يشبع ,ولكن يأكل منه قدر ما يـمسك به نفسه حتـى يبلغ
به حاجته.
غّيرَ بـاغٍ بأكله ما حرم
ضطّرّ َ
وأولـى هذه القوال بتأويـل الية قول من قالَ :فمَنِ ا ْ
علـيه من أكله وَل عاد فـي أكله ,وله عن ترك أكله بوجود غيره مـما أحله ال له مندوحة
وغنى ,وذلك أن ال تعالـى ذكره لـم يرخص لحد فـي قتل نفسه بحال ,وإذ كان ذلك كذلك
فل شك أن الـخارج علـى المام والقاطع الطريق وإن كانا قد أتـيا ما حرّم ال علـيهما
من خروج هذا علـى من خرج علـيه وسعي هذا بـالفساد فـي الرض ,فغير مبـيح لهما
فعلهما ما فعل مـما حرّم ال علـيهما ما كان حرّم ال علـيهما قبل إتـيانهما ما أتـيا من
ذلك من قتل أنفسهما ,بل ذلك من فعلهما وإن لـم يؤدهما إلـى مـحارم ال علـيهما
تـحريـما فغير مرخص لهما ما كان علـيهما قبل ذلك حراما ,فإن كان ذلك كذلك,
فـالواجب علـى قطاع الطريق والبغاة علـى الئمة العادلة ,الوبةُ إلـى طاعة ال,
والرجوع إلـى ما ألزمهما ال الرجوع إلـيه ,والتوبة من معاصي ال ل قتل أنفسهما
بـالـمـجاعة ,فـيزدادان إلـى إثمهما إثما ,وإلـى خلفهما أمر ال خلفـا.
وأما الذي وجه تأويـل ذلك إلـى أنه غير بـاغ فـي أكله شهوة ,فأكل ذلك شهوة ل لدفع
الضرورة الـمخوف منها الهلك مـما قد دخـل فـيـما حرّمه ال علـيه ,فهو بـمعنى ما
قلنا فـي تأويـله ,وإن كان للفظه مخالفـا.
فأما توجيه تأويـل قوله :وَل عادٍ ول آكل منه شبعه ولكن ما يـمسك به نفسه فإن ذلك
بعض معانـي العتداء فـي أكله ,ولـم يخصص ال من معانـي العتداء فـي أكله معنى
فـيقال عنى به بعض معانـيه .فإذا كان ذلك كذلك ,فـالصواب من القول ما قلنا من أنه
العتداء فـي كل معانـيه الـمـحرّمة.
وأما تأويـل قوله :فَل إ ْثمَ عَلَـيْهِ يقول :من أكل ذلك علـى الصفة التـي وصفنا فل تبعة
علـيه فـي أكله ذلك كذلك ول حرج.
غفُورٌ َرحِيـمٌ.
ن اللّهَ َ
القول فـي تأويـل قوله تعالـى :إ ّ
غفُورٌ َرحِيـ ٌم إن ال غفور إن أطعتـم ال فـي
ن اللّهَ َ
يعنـي بقوله تعالـى ذكره :إ ّ
إسلمكم فـاجتنبتـم أكل ما حرّم علـيكم وتركتـم اتبـاع الشيطان فـيـما كنتـم
تـحرّمونه فـي جاهلـيتكم ,طاعة منكم للشيطان واقتفـاء منكم خطواته ,مـما لـم أحرّمه
علـيكم لـما سلف منكم فـي كفركم وقبل إسلمكم فـي ذلك من خطأ وذنب ومعصية,
فصافح عنكم ,وتارك عقوبتكم علـيه ,رحيـم بكم إن أطعتـموه.
حدثنـي مـحمد بن سعد ,قال :حدثنـي أبـي ,قال :حدثنـي عمي ,قال :حدثنـي أبـي
ن نسخت
صيّةُ ل ْلوَاِل َديْن وَالقْرَبـي َ
خيْرا ال َو ِ
ن تَ َركَ َ
عن أبـيه ,عن ابن عبـاس قوله :إ ْ
الفرائض التـي للوالدين والقربـين الوصية.
2116ـ حدثنـي مـحمد بن بشار ,قال :حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ,قال :حدثنا سفـيان,
خيْرا
عن جهضم ,عن عبد ال بن بدر ,قال :سمعت ابن عمر يقول فـي قوله :إنْ َت َركَ َ
صيّ ُة للْوَاِل َديْن وَال ْقرَبـينَ قال :نسختها آية الـميراث .قال ابن بشار :قال عبد الرحمن:
ال َو ِ
فسألت جهضما عنه فلـم يحفظه.
2117ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا يحيى بن واضح ,قال :حدثنا الـحسين بن واقد ,عن
خيْرا ال َوصِيّ ُة ل ْلوَاِل َديْن
يزيد النـحوي ,عن عكرمة والـحسن البصري ,قال :إنْ َت َركَ َ
وَال ْقرَبـينَ فكانت الوصية كذلك حتـى نسختها آية الـميراث.
2118ـ حدثنـي أحمد بن الـمقدام ,قال :حدثنا الـمعتـمر ,قال :سمعت أبـي ,قال :زعم
ن قال :كان الرجل
صيّةُ ل ْلوَاِل َديْن وَالقْرَبـي َ
خيْرا ال َو ِ
ن تَ َركَ َ
قتادة ,عن شريح فـي هذه الية :إ ْ
يوصي بـماله كله حتـى نزلت آية الـميراث.
2119ـ حدثنا أحمد بن الـمقدام ,قال :حدثنا الـمعتـمر ,قال :سمعت أبـي ,قال :زعم قتادة
أنه نسخت آيتا الـمواريث فـي سورة النساء الية فـي سورة البقرة فـي شأن الوصية.
2120ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى عن ابن أبـي
ن قال :كان
صيّةُ ل ْلوَاِل َديْن وَالقْرَبـي َ
خيْرا ال َو ِ
ن تَ َركَ َ
نـجيح ,عن مـجاهد فـي قول ال :إ ْ
الـميراث للولد والوصية للوالدين والقربـين ,وهي منسوخة.
حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا أبو حذيفة ,قال :حدثنا شبل ,عن ابن أبـي نـجيح ,عن
مـجاهد ,قال :كان الـميراث للولد ,والوصية للوالدين والقربـين ,وهي منسوخة نسختها آية
فـي سورة النساء :يُوصي ُكمُ الّلهُ فِـي أوْل ِدكُم.
2121ـ حدثنـي موسى بن هارون ,قال :حدثنا عمرو بن حماد ,قال :حدثنا أسبـاط ,عن
ن وال ْق َربِـين
خيْرا ال َوصِيّ ُة للْوَاِل َديْ ِ
ح َد ُكمُ الـمَوْتُ إنْ َت َركَ َ
ضرَ أ َ
ح َ
السديُ :كتِبَ عَلَـي ُكمْ إذَا َ
أما الوالدان والقربون فـيو َم نزلت هذه الية كان الناس لـيس لهم ميراث معلوم ,إنـما
يوصي الرجل لوالده ولهله فـيقسم بـينهم حتـى نسختها النساء فقال :يُوصِيكُ ُم اللّ ُه فِـي
ل ِد ُكمْ.
أ ْو َ
2122ـ حدثنـي يعقوب ,قال :حدثنا ابن علـية ,قال :حدثنا أيوب ,عن نافع أن ابن عمر
لـم يوص وقال :أما مالـي فـال أعلـم ما كنت أصنع فـيه فـي الـحياة ,وأما رِبـاعي
ب أن يشرك ولدي فـيها أحد.
فما أح ّ
2123ـ حدثنـي مـحمد بن خـلف العسقلنـي ,قال :حدثنا مـحمد بن يوسف ,قال :حدثنا
خ ْيثَم :أوص لـي
سفـيان ,عن نسير بن ذعلوق قال :قال عروة :يعنـي ابن ثابت لربـيع بن ُ
ض فِـي كِتابِ
بـمصحفك قال :فنظر إلـى أبـيه فقال :وأُولُو الرْحامِ َبعْض ُهمْ أوْلـى ِب َبعْ ٍ
اللّهِ.
2124ـ حدثنا علـيّ بن سهل ,قال :حدثنا يزيد ,عن سفـيان ,عن الـحسن بن عبد ال ,عن
إبراهيـم ,قال :ذكرنا له أن زيدا وطلـحة كانا يشددان فـي الوصية ,فقال :ما كان علـيهما
أن يفعل ,مات النبـيّ صلى ال عليه وسلم ولـم يوص ,وأوصى أبو بكر ,أيّ ذلك فعلتَ
فحسن.
حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا الثوري ,عن الـحسن بن
عبد ال ,عن إبراهيـم ,قال :ذكر عنده طلـحة وزيد ,فذكر مثله.
وأما الـخير الذي إذا تركه تارك وجب علـيه الوصية فـيه لوالديه وأقربـيه الذين ل
يرثون فهو الـمال .كما:
2125ـ حدثنـي الـمثنى بن إبراهيـم ,قال :حدثنا عبد ال بن صالـح ,عن معاوية بن
خيْرا يعنـي مالً.
صالـح ,عن علـيّ بن أبـي طلـحة ,عن ابن عبـاس قوله :إنْ َت َركَ َ
2126ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى ,عن ابن أبـي
خيْرا مالً.
ن تَ َركَ َ
نـجيح ,عن مـجاهد فـي قول ال :إ ْ
2127ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا أبو حذيفة ,قال :حدثنا شبل ,عن ابن أبـي نـجيح,
خيْرا كان يقول :الـخير فـي القرآن كله الـمال لـحبّ الـخيرِ
ن َت َركَ َ
عن مـجاهد :إ ْ
ن ِذ ْكرِ رَبـي الـمال فَكاتِبُوهُم إن عَلِـ ْمتُـم
ت حُبّ الـخيرِ عَ ْ
لَشديدٌ الـخير الـمال وأح َببْ ُ
صيّ ُة الـمال.
خيْرا ال َو ِ
خيْرا الـمال وإنْ َت َركَ َ
فِـي ِهمْ َ
2128ـ حدثنا بشر بن معاذ ,قال :حدثنا يزيد بن زريع ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة :إنْ َت َركَ
صيّةُ أي مالً.
خيْرا ال َو ِ
َ
2129ـ حدثنـي موسى بن هارون ,قال :حدثنا عمرو بن حماد ,قال :حدثنا أسبـاط ,عن
صيّةُ أما خيرا فـالـمال.
خيْرا ال َو ِ
ك َ
ن َترَ َ
السدي :إ ْ
2130ـ حدثت عن عمار بن الـحسن ,قال :حدثنا ابن أبـي جعفر ,عن أبـيه ,عن
خيْرا قال إن ترك مالً.
ن تَ َركَ َ
الربـيع :إ ْ
حدثنا القاسم ,قال :حدثنا الـحسين ,قال :حدثنـي حجاج ,عن ابن جريج ,عن عكرمة ,عن
خيْرا قال :الـخير :الـمال.
ابن عبـاس قوله :إنْ َت َركَ َ
2131ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا سويد ,قال :أخبرنـي ابن الـمبـارك ,عن الـحسن
صيّ ُة قال :الـمال ,أل ترى أنه يقول:
خيْرا ال َو ِ
بن يحيى ,عن الضحاك فـي قوله :إنْ َت َركَ َ
خ ْيرٍ يعنـي الغنى.
قال شعيب لقومه :إنّـي أرَا ُكمْ ِب َ
2132ـ حدثنـي يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :أخبرنا مـحمد بن عمرو الـيافعي,
ح َد ُكمُ الـمَوْتُ إنْ
ضرَ أ َ
عن ابن جريج ,عن عطاء بن أبـي ربـاح قالُ :كتِبَ عَلَـيكُمْ إذَا حَ َ
خيْرا قال عطاء :الـخير فـيـما يرى الـمال.
ك َ
َترَ َ
ثم اختلفوا فـي مبلغ الـمال الذي إذا تركه الرجل كان مـمن لزمه حكم هذه الية ,فقال
بعضهم :ذلك ألف درهم .ذكر من قال ذلك:
2133ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا الـحجاج بن الـمنهال ,قال :حدثنا همام بن يحيى,
خيْرا ال َوصِيّ ُة قال :الـخير :ألف فما فوقه.
عن قتادة فـي هذه الية :إنْ َت َركَ َ
2134ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا الـحجاج ,قال :حدثنا حماد ,قال :أخبرنا هشام بن
عروة ,عن عروة :أن علـيّ بن أبـي طالب دخـل علـى ابن عم له يعوده ,فقال :إنـي
أريد أن أوصي ,فقال علـيّ :ل توص فإنك لـم تترك خيرا فتوصي .قال :وكان ترك من
السبعمائة إلـى تسعمائة.
حدثنـي يونس بن عبد العلـى ,قال :أخبرنا ابن وهب قال :حدثنـي عثمان بن الـحكم
الـحزامي وابن أبـي الزناد عن هشام بن عروة ,عن أبـيه ,عن علـيّ بن أبـي طالب :أنه
خيْرا
ن َت َركَ َ
دخـل علـى رجل مريض ,فذكر له الوصية ,فقال :ل توص إنـما قال ال :إ ْ
وأنت لـم تترك خيرا .قال ابن أبـي الزناد فـيه :فدع مالك لبنـيك.
2135ـ حدثنا مـحمد بن بشار ,قال :حدثنا عبد الرحمن ,قال :حدثنا سفـيان ,عن منصور
بن صفـية ,عن عبد ال بن عيـينة أو عتبة ,الشك منـي :أن رجلً أراد أن يوصي وله ولد
كثـير ,وترك أربعمائة دينار ,فقالت عائشة :ما أرى فـيه فضلً.
حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر ,عن هشام بن عروة,
عن أبـيه قال :دخـل علـيّ علـى مولـى لهم فـي الـموت وله سبعمائة درهم أو
خيْرا ولـيس لك كثـير
ستـمائة درهم ,فقال :أل أوصي؟ فقال :ل ,إنـما قال ال إنْ َت َركَ َ
مال.
وقال بعضهم :ذلك ما بـين الـخمسمائة درهم إلـى اللف .ذكر من قال ذلك:
2136ـ حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر ,عن قتادة,
خيْرا قال :ألف درهم إلـى خمسمائة.
ك َ
ن َترَ َ
عن أبـان بن إبراهيـم النـخعي فـي قوله :إ ْ
وقال بعضهم :الوصية واجبة من قلـيـل الـمال وكثـيره .ذكر من قال ذلك:
2137ـ حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر عن الزهري,
قال :جعل ال الوصية حقا مـما قل منه أو كثر.
ح َدكُمُ
ضرَ أ َ
ح َ
وأولـى هذه القوال بـالصواب فـي تأويـل قولهُ :كتِبَ عَلَـي ُكمْ إذَا َ
خيْرا ال َوصِيّ ُة ما قال الزهري لن قلـيـل الـمال وكثـيره يقع علـيه
الـمَوْتُ إنْ َت َركَ َ
ص منه شيئا فـيجوز أن يحال ظاهر إلـى بـاطن ,فكل
خير ,ولـم يحدّ ال ذلك بحدّ ول خ ّ
ل ذلك أو كثر فواجب علـيه أن يوصى منه لـمن ل يرثه
من حضرته منـيته وعنده مال ق ّ
من آبـائه وأمهاته وأقربـائه الذين ل يرثونه بـمعروف ,كما قال ال جل ذكره وآمره به.
ن ُي َبدّلُونَ ُه إِنّ
س ِمعَ ُه فَِإ ّنمَا ِإ ْثمُهُ عَلَى اّلذِي َ
{فَمَن َبدّلَ ُه َبعْ َدمَا َ القول فـي تأويـل قوله تعالـى:
سمِيعٌ عَلِيمٌ
اللّ َه َ
يعنـي تعالـى ذكره بذلك :فمن غيّر ما أوصى به الـموصي من وصيته بـالـمعروف
لوالديه أو أقربـيه الذين ل يرثونه بعد ما سمع الوصية فإنـما إثم التبديـل علـى من بدّل
وصيته.
فإن قال لنا قائل :وعلم عادت الهاء التـي فـي قوله فمن بدّله؟ قـيـل :علـى مـحذوف
من الكلم يدلّ علـيه الظاهر ,وذلك هو أمر الـميت وإيصاؤه إلـى من أوصى إلـيه بـما
ح َدكُ ُم الـمَوْتُ إنْ َت َركَ
ضرَ أ َ
ح َ
أوصى به لـمن أوصى له .ومعنى الكلمُ :كتِبَ عَلَـي ُكمْ إذَا َ
ن والقْ َربِـين بـالـمَعْروفِ حَقّا علـى الـ ُمتّقِـين فأوصوا لهم فمن بدل
صيّةُ ل ْلوَاِل َديْ ِ
خيْرا ال َو ِ
َ
ما أوصيتـم به لهم بعد ما سمعكم توصون لهم ,فإنـما إثم ما فعل من ذلك علـيه دونكم.
وإنـما قلنا إن الهاء فـي قولهَ :فمَنْ َبدّلَ ُه عائدة علـى مـحذوف من الكلم يدل علـيه
صيّ ُة من قوله ال,
خيْرا ال َو ِ
ح َدكُمُ الـمَ ْوتُ إنْ َت َركَ َ
ضرَ أ َ
ح َ
الظاهر لن قولهُ :كتِبَ عَلَـي ُكمْ إذَا َ
وإن تبديـل الـمبدل إنـما يكون لوصية الـموصي ,فأما أمر ال بـالوصية فل يقدر هو ول
غيره أن يبدله ,فـيجوز أن تكون الهاء فـي قولهَ :فمَنْ َبدَّلهُ عائده علـى الوصية .وأما الهاء
فـي قولهَ :بعْ َد مَا س ِمعَهُ فعائدة علـى الهاء الولـى فـي قولهَ :فمَنْ َبدّلَ ُه وأما الهاء التـي
فـي قوله :فَإنـمَا إ ْثمُهُ فإنها مكنـي التبديـل كأنه قال :فإنـما إثم ما بدّل من ذلك علـى
الذين يبدلونه.
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل .ذكر من قال ذلك:
2138ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى ,عن ابن أبـي
س ِمعَ ُه قال :الوصية.
نـجيح ,عن مـجاهدَ :فمَنْ َبدَّلهُ َب ْعدَ ما َ
حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا أبو حذيفة ,قال :حدثنا شبل ,عن ابن أبـي نـجيح ,عن
مـجاهد ,مثله.
2139ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا أبو صالـح ,قال :حدثنـي معاوية بن صالـح ,عن
س ِمعَ ُه فإنّـمَا إ ْثمُهُ
ن َبدّلَهُ َب ْعدَ ما َ
علـيّ بن أبـي طلـحة ,عن ابن عبـاس فـي قولهَ :فمَ ْ
ن ُي َبدّلُونَهُ وقد وقع أجر الـموصي علـى ال وبريء من إثمه ,وأن كان أوصى
علـى اّلذِي َ
فـي ضرار لـم تـجز وصيته ,كما قال ال :غيرَ ُمضَارّ.
2140ـ حدثنا الـحسين بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر ,عن قتادة
س ِمعَهُ قال :من بدّل الوصية بعد ما سمعها فإثم ما بدل علـيه.
ن َبدّلَ ُه َبعْ َد ما َ
فـي قوله :فَمَ ْ
2141ـ حدثنـي موسى بن هارون ,قال :حدثنا عمرو بن حماد ,قال :حدثنا أسبـاط ,عن
س ِمعَهُ فإنّـمَا إ ْث ُمهُ علـى اّلذِينَ ُي َبدّلُونَ ُه فمن بدل الوصية التـي
السديَ :فمَنْ َبدّلَ ُه َب ْعدَ ما َ
أوصى بها وكانت بـمعروف ,فإنـما إثمها علـى من بدلها أنه قد ظلـم.
2142ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا حجاج بن الـمنهال ,قال :حدثنا حماد ,عن قتادة أن
س ِمعَهُ فإنّـمَا إ ْثمُ ُه علـى اّلذِينَ
ن َبدّلَهُ َب ْعدَ ما َ
عطاء بن أبـي ربـاح قال فـي قولهَ :فمَ ْ
ُي َبدّلُونَ ُه قال :يُـمْضَي كما قال.
2143ـ حدثنا سفـيان بن وكيع ,قال :حدثنا أبـي عن يزيد بن إبراهيـم ,عن الـحسن:
س ِمعَهُ قال :من بدل وصية بعد ما سمعها.
َفمَنْ َبدّلَ ُه َب ْعدَ ما َ
حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا حجاج ,قال :حدثنا يزيد بن إبراهيـم ,عن الـحسن فـي
ن ُي َبدّلُونَ ُه قال :هذا فـي الوصية من
س ِمعَهُ فإنّـمَا إ ْث ُمهُ علـى اّلذِي َ
ن َبدّلَ ُه َب ْعدَ ما َ
هذه الية :فَمَ ْ
بدلها من بعد ما سمعها ,فإنـما إثمه علـى من بدله.
2144ـ حدثنا ابن بشار وابن الـمثنى ,قال :حدثنا معاذ بن هشام ,قال :حدثنـي أبـي ,عن
قتادة ,عن عطاء وسالـم بن عبد ال وسلـيـمان بن يسار أنهم قالوا :تُـ ْمضَى الوصية
لـمن َأ ْوصَى له به إلـى ههنا انتهى حديث ابن الـمثنى ,وزاد ابن بشار فـي حديثه قال
قتادة :وقال عبد ال بن معمر :أعجب إلـيّ لو أوصى لذوي قرابته ,وما يعجبنـي أن ننزعه
ي لـمن أوصى له به ,قال ال عز وجل :فَمَنْ
مـمن أوصى له به .قال قتادة :وأعجبه إلـ ّ
ن ُي َبدّلُونَهُ.
سمِعَ ُه فإنّـمَا إ ْثمُ ُه علـى اّلذِي َ
َبدّلَهُ َب ْعدَ ما َ
سمِيعٌ عَلِـيـمٌ يعنـي تعالـى ذكره بذلك :إن ال
ن اللّ َه َ
القول فـي تأويـل قوله تعالـى :إ ّ
سميع لوصيتكم التـي أمرتكم أن توصوا بها لَبـائكم وأمهاتكم وأقربـائكم حين توصون بها,
أتعدلون فـيها علـى ما أذنت لكم من فعل ذلك بـالـمعروف ,أم تـحيفون فتـميـلون عن
الـحق وتـجورون عن القصد علـيـم بـما تـخفـيه صدوركم من الـميـل إلـى
الـحقّ والعدل ,أم الـجور والـحيف.
حدثنـي يونس بن عبد العلـى ,قال :أخبرنا ابن وهب قال :حدثنـي عثمان بن الـحكم
الـحزامي وابن أبـي الزناد عن هشام بن عروة ,عن أبـيه ,عن علـيّ بن أبـي طالب :أنه
خيْرا
ن َت َركَ َ
دخـل علـى رجل مريض ,فذكر له الوصية ,فقال :ل توص إنـما قال ال :إ ْ
وأنت لـم تترك خيرا .قال ابن أبـي الزناد فـيه :فدع مالك لبنـيك.
2135ـ حدثنا مـحمد بن بشار ,قال :حدثنا عبد الرحمن ,قال :حدثنا سفـيان ,عن منصور
بن صفـية ,عن عبد ال بن عيـينة أو عتبة ,الشك منـي :أن رجلً أراد أن يوصي وله ولد
كثـير ,وترك أربعمائة دينار ,فقالت عائشة :ما أرى فـيه فضلً.
حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر ,عن هشام بن عروة,
عن أبـيه قال :دخـل علـيّ علـى مولـى لهم فـي الـموت وله سبعمائة درهم أو
خيْرا ولـيس لك كثـير
ستـمائة درهم ,فقال :أل أوصي؟ فقال :ل ,إنـما قال ال إنْ َت َركَ َ
مال.
وقال بعضهم :ذلك ما بـين الـخمسمائة درهم إلـى اللف .ذكر من قال ذلك:
2136ـ حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر ,عن قتادة,
خيْرا قال :ألف درهم إلـى خمسمائة.
ك َ
ن َترَ َ
عن أبـان بن إبراهيـم النـخعي فـي قوله :إ ْ
وقال بعضهم :الوصية واجبة من قلـيـل الـمال وكثـيره .ذكر من قال ذلك:
2137ـ حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر عن الزهري,
قال :جعل ال الوصية حقا مـما قل منه أو كثر.
ح َدكُمُ
ضرَ أ َ
ح َ
وأولـى هذه القوال بـالصواب فـي تأويـل قولهُ :كتِبَ عَلَـي ُكمْ إذَا َ
خيْرا ال َوصِيّ ُة ما قال الزهري لن قلـيـل الـمال وكثـيره يقع علـيه
الـمَوْتُ إنْ َت َركَ َ
ص منه شيئا فـيجوز أن يحال ظاهر إلـى بـاطن ,فكل
خير ,ولـم يحدّ ال ذلك بحدّ ول خ ّ
ل ذلك أو كثر فواجب علـيه أن يوصى منه لـمن ل يرثه
من حضرته منـيته وعنده مال ق ّ
من آبـائه وأمهاته وأقربـائه الذين ل يرثونه بـمعروف ,كما قال ال جل ذكره وآمره به.
ن ُي َبدّلُونَ ُه إِنّ
س ِمعَ ُه فَِإ ّنمَا ِإ ْثمُهُ عَلَى اّلذِي َ
{فَمَن َبدّلَ ُه َبعْ َدمَا َ القول فـي تأويـل قوله تعالـى:
سمِيعٌ عَلِيمٌ
اللّ َه َ
يعنـي تعالـى ذكره بذلك :فمن غيّر ما أوصى به الـموصي من وصيته بـالـمعروف
لوالديه أو أقربـيه الذين ل يرثونه بعد ما سمع الوصية فإنـما إثم التبديـل علـى من بدّل
وصيته.
فإن قال لنا قائل :وعلم عادت الهاء التـي فـي قوله فمن بدّله؟ قـيـل :علـى مـحذوف
من الكلم يدلّ علـيه الظاهر ,وذلك هو أمر الـميت وإيصاؤه إلـى من أوصى إلـيه بـما
ح َدكُ ُم الـمَوْتُ إنْ َت َركَ
ضرَ أ َ
ح َ
أوصى به لـمن أوصى له .ومعنى الكلمُ :كتِبَ عَلَـي ُكمْ إذَا َ
ن والقْ َربِـين بـالـمَعْروفِ حَقّا علـى الـ ُمتّقِـين فأوصوا لهم فمن بدل
صيّةُ ل ْلوَاِل َديْ ِ
خيْرا ال َو ِ
َ
ما أوصيتـم به لهم بعد ما سمعكم توصون لهم ,فإنـما إثم ما فعل من ذلك علـيه دونكم.
وإنـما قلنا إن الهاء فـي قولهَ :فمَنْ َبدّلَ ُه عائدة علـى مـحذوف من الكلم يدل علـيه
صيّ ُة من قوله ال,
خيْرا ال َو ِ
ح َدكُمُ الـمَ ْوتُ إنْ َت َركَ َ
ضرَ أ َ
ح َ
الظاهر لن قولهُ :كتِبَ عَلَـي ُكمْ إذَا َ
وإن تبديـل الـمبدل إنـما يكون لوصية الـموصي ,فأما أمر ال بـالوصية فل يقدر هو ول
غيره أن يبدله ,فـيجوز أن تكون الهاء فـي قولهَ :فمَنْ َبدَّلهُ عائده علـى الوصية .وأما الهاء
فـي قولهَ :بعْ َد مَا س ِمعَهُ فعائدة علـى الهاء الولـى فـي قولهَ :فمَنْ َبدّلَ ُه وأما الهاء التـي
فـي قوله :فَإنـمَا إ ْثمُهُ فإنها مكنـي التبديـل كأنه قال :فإنـما إثم ما بدّل من ذلك علـى
الذين يبدلونه.
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل .ذكر من قال ذلك:
2138ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى ,عن ابن أبـي
س ِمعَ ُه قال :الوصية.
نـجيح ,عن مـجاهدَ :فمَنْ َبدَّلهُ َب ْعدَ ما َ
حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا أبو حذيفة ,قال :حدثنا شبل ,عن ابن أبـي نـجيح ,عن
مـجاهد ,مثله.
2139ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا أبو صالـح ,قال :حدثنـي معاوية بن صالـح ,عن
س ِمعَ ُه فإنّـمَا إ ْثمُهُ
ن َبدّلَهُ َب ْعدَ ما َ
علـيّ بن أبـي طلـحة ,عن ابن عبـاس فـي قولهَ :فمَ ْ
ن ُي َبدّلُونَهُ وقد وقع أجر الـموصي علـى ال وبريء من إثمه ,وأن كان أوصى
علـى اّلذِي َ
فـي ضرار لـم تـجز وصيته ,كما قال ال :غيرَ ُمضَارّ.
2140ـ حدثنا الـحسين بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر ,عن قتادة
س ِمعَهُ قال :من بدّل الوصية بعد ما سمعها فإثم ما بدل علـيه.
ن َبدّلَ ُه َبعْ َد ما َ
فـي قوله :فَمَ ْ
2141ـ حدثنـي موسى بن هارون ,قال :حدثنا عمرو بن حماد ,قال :حدثنا أسبـاط ,عن
س ِمعَهُ فإنّـمَا إ ْث ُمهُ علـى اّلذِينَ ُي َبدّلُونَ ُه فمن بدل الوصية التـي
السديَ :فمَنْ َبدّلَ ُه َب ْعدَ ما َ
أوصى بها وكانت بـمعروف ,فإنـما إثمها علـى من بدلها أنه قد ظلـم.
2142ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا حجاج بن الـمنهال ,قال :حدثنا حماد ,عن قتادة أن
س ِمعَهُ فإنّـمَا إ ْثمُ ُه علـى اّلذِينَ
ن َبدّلَهُ َب ْعدَ ما َ
عطاء بن أبـي ربـاح قال فـي قولهَ :فمَ ْ
ُي َبدّلُونَ ُه قال :يُـمْضَي كما قال.
2143ـ حدثنا سفـيان بن وكيع ,قال :حدثنا أبـي عن يزيد بن إبراهيـم ,عن الـحسن:
س ِمعَهُ قال :من بدل وصية بعد ما سمعها.
َفمَنْ َبدّلَ ُه َب ْعدَ ما َ
حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا حجاج ,قال :حدثنا يزيد بن إبراهيـم ,عن الـحسن فـي
ن ُي َبدّلُونَ ُه قال :هذا فـي الوصية من
س ِمعَهُ فإنّـمَا إ ْث ُمهُ علـى اّلذِي َ
ن َبدّلَ ُه َب ْعدَ ما َ
هذه الية :فَمَ ْ
بدلها من بعد ما سمعها ,فإنـما إثمه علـى من بدله.
2144ـ حدثنا ابن بشار وابن الـمثنى ,قال :حدثنا معاذ بن هشام ,قال :حدثنـي أبـي ,عن
قتادة ,عن عطاء وسالـم بن عبد ال وسلـيـمان بن يسار أنهم قالوا :تُـ ْمضَى الوصية
لـمن َأ ْوصَى له به إلـى ههنا انتهى حديث ابن الـمثنى ,وزاد ابن بشار فـي حديثه قال
قتادة :وقال عبد ال بن معمر :أعجب إلـيّ لو أوصى لذوي قرابته ,وما يعجبنـي أن ننزعه
ي لـمن أوصى له به ,قال ال عز وجل :فَمَنْ
مـمن أوصى له به .قال قتادة :وأعجبه إلـ ّ
ن ُي َبدّلُونَهُ.
سمِعَ ُه فإنّـمَا إ ْثمُ ُه علـى اّلذِي َ
َبدّلَهُ َب ْعدَ ما َ
سمِيعٌ عَلِـيـمٌ يعنـي تعالـى ذكره بذلك :إن ال
ن اللّ َه َ
القول فـي تأويـل قوله تعالـى :إ ّ
سميع لوصيتكم التـي أمرتكم أن توصوا بها لَبـائكم وأمهاتكم وأقربـائكم حين توصون بها,
أتعدلون فـيها علـى ما أذنت لكم من فعل ذلك بـالـمعروف ,أم تـحيفون فتـميـلون عن
الـحق وتـجورون عن القصد علـيـم بـما تـخفـيه صدوركم من الـميـل إلـى
الـحقّ والعدل ,أم الـجور والـحيف.
2437ـ حدثنا بشر بن معاذ ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة قوله :وكُلُوا
جرِ ُثمّ أتـمّوا
ن ال َف ْ
خ ْيطِ الس َودِ مِ َ
ض مِنَ الـ َ
ط البْـيَ ُ
خيْ ُ
ن َل ُكمُ الـ َ
ش َربُوا حتّـى َي َتبَـيّ َ
وَا ْ
حدّان بـيّنان فل يـمنعكم أذان مؤذّن مراء أو قلـيـل
صيَامَ إلـى اللّـيْـلِ فهما علـمان و َ
ال ّ
ض مّا علـى
العقل من سحوركم فإنهم يؤذنون بهجيع من اللـيـل طويـل .وقد يُرى بـيا ٌ
السحر يقال له الصبح الكاذب كانت تسميه العرب ,فل يـمنعكم ذلك من سحوركم ,فإن الصبح
ل خفـاء به :طريقةٌ معترضة فـي الفق ,وكلوا واشربوا حتـى يتبـين لكم الصبح ,فإذا
رأيتـم ذلك فأمسكوا.
2438ـ حدثنـي مـحمد بن سعد ,قال :حدثنـي أبـي ,قال :حدثنـي عمي ,قال :ثنـي
خيْطُ البْـيَضُ ِمنَ
ن َل ُكمُ الـ َ
ش َربُوا حتّـى َي َتبَـيّ َ
أبـي ,عن أبـيه ,عن ابن عبـاس :وكُلُوا وَا ْ
ل لكم الـمـجامعة والكل
جرِ يعنـي اللـيـل من النهار .فأح ّ
خيْطِ الس َو ِد مِنَ ال َف ْ
الـ َ
والشرب حتـى يتبـين لكم الصبح ,فإذا تبـين الصبح حرم علـيهم الـمـجامعة والكل
والشرب حتـى يتـموا الصيام إلـى اللـيـل .فأمر بصوم النهار إلـى اللـيـل ,وأمر
بـالفطار بـاللـيـل.
2439ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا أبو بكر بن عياش ,وقـيـل له :أرأيت قول ال
ض القَـفَـا»,
ك ل َعرِي ُ
جرِ؟ قال« :إ ّن َ
خيْطِ الس َو ِد مِنَ ال َف ْ
ن الـ َ
خ ْيطُ البْـيَضُ مِ َ
تعالـى :الـ َ
ي بن حاتـم؟ قال:
قال :هذا ذهاب اللـيـل ومـجيء النهار .قـيـل له :الشعبـي عن عد ّ
نعم ,حدثنا حصين.
وعلة من قال هذه الـمقالة وتأوّل الية هذا التأويـل ما:
2440ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا حفص بن غياث ,عن مـجالد بن سعيد ,عن الشعبـيّ,
عن عدي بن حاتـم ,قال :قلت يا رسول ال ,قول ال :وكُلُوا وَاشْ َربُوا حتّـى َي َتبَـيّنَ َل ُكمُ
ض النّهارِ َوسَوادُ
جرِ قال« :هُ َو بَـيَا ُ
ن ال َف ْ
ط الس َودِ مِ َ
خيْ ِ
ن الـ َ
خيْطُ البْـيَضُ مِ َ
الـ َ
اللّلـيْـلِ».
2441ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا ابن نـمير وعبد الرحيـم بن سلـيـمان ,عن مـجالد,
عن سعيد ,عن عامر ,عن عديّ بن حاتـم ,قال :أتـيت رسول ال صلى ال عليه وسلم
فعلـمنـي السلم ,ونعت لـي الصلوات ,كيف أصلـي كل صلة لوقتها ,ثم قال« :إذا جَاءَ
جرُِ ,ثمّ
ن ال َف ْ
لسْ َودِ مِ َ
خ ْيطِ ا َ
لبْـيَضُ ِمنَ الـ َ
خيْطُ ا َ
ن لك الـ َ
شرَبْ حتـى َي َتبَـيّ َ
َرمَضانُ َفكُلْ وا ْ
صيَامَ إلـى اللـيـلِ» ,ولـم أدر ما هو ,ففتلت خيطين من أبـيض وأسود ,فنظرت
أتِـمّ ال ّ
فـيهما عند الفجر ,فرأيتهما سواء .فأتـيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت :يا رسول
ال كل شيء أوصيتنـي قد حفظت ,غير الـخيط البـيض من الـخيط السود ,قالَ « :ومَا
ن حاتـمٍ؟» وتبسم كأنه قد علـم ما فعلت .قلت :فتلت خيطين من أبـيض وأسود
َم َن َعكَ يا اب َ
فنظرت فـيهما من اللـيـل فوجدتهما سواء .فضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم حتـى
جرِ؟ إنـمَا هُ َو ضَوْءُ النهَارِ َوظُلْـمَ ُة اللّـيْـلِ».
ك مِنَ ال َف ْ
رُئي نواجذه ,ثم قال« :ألَـمْ أقُلْ َل َ
2442ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا مالك بن إسماعيـل ,قال :حدثنا داود وابن علـية
ي بن حاتـم ,قال :قلت لرسول ال صلى ال عليه
جميعا ,عن مطرف ,عن الشعبـي ,عن عد ّ
وسلم :ما الـخيط البـيض من الـخيط السود ,أهما خيطان أبـيض وأسود؟ فقال« :إ ّنكَ
طيْن» ,ثم قال« :ل وََل ِكّنهُ سَوَا ُد اللّـيْـلِ َوبَـياضُ
خيْ َ
ت الـ َ
ن أ ْبصَرْ َ
ض القَـفـا إ ْ
لَعرِي ُ
النّهار».
2443ـ حدثنـي أحمد بن عبد الرحيـم البرقـي ,قال :حدثنا ابن أبـي مريـم ,قال :حدثنا
أبو غسان ,قال :حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد ,قال :نزلت هذه الية :وكُلُوا وَاشْ َربُوا
جرِ قال :فكان
ن ال َف ْ
خيْطِ الس َو ِد فلـم ينزل مِ َ
ن الـ َ
خ ْيطُ البْـيَضُ مِ َ
حتّـى َي َتبَـيّنَ َل ُكمُ الـ َ
رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم فـي رجلـيه الـخيط السود والـخيط البـيض ,فل
جرِ فعلـموا إنـما يعنـي
ن ال َف ْ
يزال يأكل ويشرب حتـى يتبـين له فأنزل ال بعد ذلك :مِ َ
بذلك :اللـيـل والنهار.
خيْطِ
ن الـ َ
ن َل ُكمُ الـخَ ْيطُ البْـيَضُ مِ َ
وقال متأولو وقول ال تعالـى ذكره :حتّـى َي َتبَـيّ َ
جرِ أنه بـياض النهار وسواد اللـيـل ,صفة ذلك البـياض أن يكون منتشرا
ن ال َف ْ
الس َودِ مِ َ
مستفـيضا فـي السماء يـمل بـياضه وضوءه الطرق ,فأما الضوء الساطع فـي السماء
خ ْيطِ السْ َودِ .ذكر من قال ذلك:
ض مِنَ الـ َ
خيْط البْـيَ ُ
فإن ذلك غير الذي عناه ال بقوله :الـ َ
2444ـ حدثنا مـحمد بن عبد العلـى الصنعانـي ,قال :حدثنا معتـمر بن سلـيـمان,
قال :سمعت عمران بن حدير ,عن أبـي مـجلز :الضوء الساطع فـي السماء لـيس
بـالصبح ,ولكن ذاك الصبح الكذاب ,إنـما الصبح إذا انفضح الفق.
2445ـ حدثنـي مسلـم بن جنادة السوائي ,قال :حدثنا أبو معاوية ,عن العمش ,عن
مسلـم ,قال :لـم يكونوا يعدّون الفجر فجركم هذا ,كانوا يعدّون الفجر الذي يـمل البـيوت
والطرق.
2446ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا عثام ,عن العمش ,عن مسلـم :ما كانوا يرون إل أن
الفجر الذي يستفـيض فـي السماء.
2447ـ حدثنا الـحسن بن عرفة ,قال :حدثنا روح بن عبـادة ,قال :حدثنا ابن جريج ,قال:
أخبرنـي عطاء أنه سمع ابن عبـاس يقول :هما فجران ,فأما الذي يسطع فـي السماء
ل ول يحرّم شيئا ,ولكن الفجر الذي يستبـين علـى رءوس الـجبـال هو الذي
فلـيس يح ّ
يحرّم الشراب.
2448ـ حدثنا الـحسن بن الزبرقان النـخعي ,قال :حدثنا أبو أسامة ,عن مـحمد بن أبـي
جرُ
ذؤيب ,عن الـحرث بن عبد الرحمن ,عن مـحمد بن عبد الرحمن بن ثوبـان ,قال« :ال َف ْ
ل ُفقَ فإنّه ُيحِلّ
خذُ ا ُ
شيْئا ,وأما الـ ُمسْ َتطِيرُ الذي َي ْأ ُ
حرّمُ َ
ب السّ ْرحَانِ ل ُي َ
َفجْرَانِ ,فـاّلذَي كأنه َذنَ ُ
الصّلةَ و ُيحَ ّرمُ الصّ ْومَ».
2449ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا وكيع وإسماعيـل بن صبـيح وأبو أسامة ,عن أبـي
هلل ,عن سوادة بن حنظلة ,عن سمرة بن جندب ,قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
س َتطِيرُ فِـي
جرُ الـمُ ْ
ستَطِيـلُ ,وََلكِنِ ال َف ْ
جرُ الـ ُم ْ
ن بِللٍ وَل ال َف ْ
سحْو ِر ُكمْ أذَا ُ
«لَ يَـ ْم َن ْعكُ ْم مِنَ ُ
لفُقِ».
اُ
2450ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا معاوية بن هشام السدي ,قال :حدثنا شعبة ,عن سوادة
قال :سمعت سمرة بن جندب يذكر عن النبـيّ صلى ال عليه وسلم أنه سمعه وهو يقول« :ل
جرَ.
جرُ َويَن َف ِ
َيغُ ّر ّن ُكمْ ِندَاءُ بِللٍ وَل َهذَا البَـياضُ حتّـى َيبْدُ َو ال َف ْ
وقال آخرون :الـخيط البـيض :هو ضوء الشمس ,والـخيط السود :هو سواد اللـيـل.
ذكر من قال ذلك:
2451ـ حدثنا هشام بن السري ,قال :حدثنا عبـادة بن حميد ,عن العمش ,عن إبراهيـم
التـيـمي ,قال :سافر أبـي مع حذيفة قال :فسار حتـى إذا خشينا أن يفجأنا الفجر ,قال :هل
منكم من أحد آكل أو شارب؟ قال :قلت له :أما من يريد الصوم فل .قال :بلـى قال :ثم سار
حتـى إذا استبطأنا الصلة نزل فتسحّر.
2452ـ حدثنا هناد وأبو السائب ,قال :حدثنا أبو معاوية ,عن العمش ,عن إبراهيـم
التـيـمي ,عن أبـيه ,قال :خرجت مع حذيفة إلـى الـمدائن فـي رمضان ,فلـما طلع
الفجر ,قال :هل منكم من أحد آكل أو شارب؟ قلنا :أما رجل يريد أن يصوم فل .قال :لكنـي
قال :ثم سرنا حتـى استبطأنا الصلة ,قال :هل منكم أحد يريد أن يتسحر؟ قال :قلنا أما من
يريد الصوم فل .قال :لكنّـي ثم نزل فتسحّر ,ثم صلـى.
2453ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا أبو بكر ,قال :ربـما شربت بعد قول الـمؤذّن يعنـي
فـي رمضان قد قامت الصلة .قال :وما رأيت أحدا كان أفعل له من العمش ,وذلك لـما
سمع ,قال :حدثنا إبراهيـم التـيـمي عن أبـيه قال :كنا مع حذيفة نسير لـيلً ,فقال :هل
منكم متسحر الساعة؟ قال :ثم سار ,ثم قال حذيفة :هل منكم متسحر الساعة؟ قال :ثم سار
حتـى استبطأنا الصلة ,قال :فنزل فتسحّر.
2454ـ حدثنا هارون بن إسحاق الهمدانـي ,قال :حدثنا مصعب بن الـمقدام ,قال :حدثنا
إسرائيـل ,قال :حدثنا أبو إسحاق عن هبـيرة ,عن علـيّ ,أنه لـما صلـى الفجر ,قال :هذا
حين يتبـين الـخيط البـيض من الـخيط السود من الفجر.
2455ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا ابن الصلت ,قال :حدثنا إسحاق بن حذيفة العطار ,عن
أبـيه ,عن البراء ,قال :تسحرت فـي شهر رمضان ,ثم خرجت ,فأتـيت ابن مسعود ,فقال:
اشرب فقلت :إنـي قد تسحرت .فقال :اشرب فشربنا ثم خرجنا والناس فـي الصلة.
2456ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا أبو معاوية ,عن الشيبـانـي ,عن جبلة بن سحيـم ,عن
عامر بن مطر ,قال أتـيت عبد ال بن مسعود فـي داره ,فأخرج فضلً من سحوره ,فأكلنا
معه ,ثم أقـيـمت الصلة فخرجنا فصلـينا.
2457ـ حدثنا خلد بن أسلـم ,قال :حدثنا أبو بكر بن عياش ,عن أبـي إسحاق ,عن عبد ال
بن معقل ,عن سالـم مولـى أبـي حذيفة قال :كنت أنا وأبو بكر الصديق فوق سطح واحد
فـي رمضان ,فأتـيت ذات لـيـلة فقلت :أل تأكل يا خـلـيفة رسول ال صلى ال عليه
وسلم؟ فأومأ بـيده أن كفّ ,ثم أتـيته مرة أخرى ,فقلت له :أل تأكل يا خـلـيفة رسول ال؟
فأومأ بـيده أن كفّ .ثم أتـيته مرة أخرى ,فقلت :أل تأكل يا خـلـيفة رسول ال؟ فنظر
إلـى الفجر ثم أومأ بـيده أن كفّ .ثم أتـيته فقلت :أل تأكل يا خـلـيفة رسول ال؟ قال:
هات غداءك قال :فأتـيته به فأكل ثم صلـى ركعتـين ,ثم قام إلـى الصلة.
2458ـ حدثنا ابن الـمثنى ,قال :حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ,قال :حدثنا شعبة ,عن مغيرة,
عن إبراهيـم ,قال :الوتر بـاللـيـل والسحور بـالنهار.
وقد روي عن إبراهيـم غير ذلك.
2459ـ حدثنا ابن الـمثنى ,قال :حدثنا مـحمد بن جعفر ,عن حماد ,عن إبراهيـم ,قال:
السحور بلـيـل ,والوتر بلـيـل.
2460ـ حدثنا حكام عن ابن أبـي جعفر ,عن الـمغيرة ,عن إبراهيـم ,قال :السحور والوتر
ما بـين التثويب والقامة.
2461ـ حدثنا ابن الـمثنى ,قال :حدثنا مـحمد بن جعفر ,قال :حدثنا شعبة ,عن شبـيب بن
غرقدة ,عن عروة ,عن حبـان ,قال :تسحرنا مع علـيّ ثم خرجنا وقد أقـيـمت الصلة
فصلـينا.
2462ـ حدثنا ابن بشار ,قال :حدثنا مؤمل ,قال :حدثنا سفـيان ,عن شبـيب ,عن حبـان بن
الـحرث ,قال :مررت بعلـيّ وهو فـي دار أبـي موسى وهو يتسحر ,فلـما انتهيت إلـى
الـمسجد أقـيـمت الصلة.
2463ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا جرير ,عن منصور ,عن أبـي إسحاق ,عن أبـي
السفر ,قال :صلـى علـيّ بن أبـي طالب الفجر ,ثم قال :هذا حين يتبـين الـخيط
البـيض من الـخيط السود من الفجر.
وعلة من قال هذا القول أن القول إنـما هو النهار دون اللـيـل .قالوا :وأول النهار طلوع
الشمس ,كما أن آخره غروبها .قالوا :ولو كان أوله طلوع الفجر لوجب أن يكون آخره غروب
الشفق .قالوا :وفـي إجماع الـحجة علـى أن آخر النهار غروب الشمس دلـيـل واضح,
علـى أن أوله طلوعها .قالوا :وفـي الـخبر عن النبـيّ صلى ال عليه وسلم أنه تسحر بعد
طلوع الفجر أوضح الدلـيـل علـى صحة قولنا.
ذكر الخبـار التـي رويت عن النبـيّ صلى ال عليه وسلم فـي ذلك:
2464ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا أبو بكر ,عن عاصم ,عن زر ,عن حذيفة ,قال :قلت:
تسحرتَ مع النبـيّ صلى ال عليه وسلم؟ قال :نعم ,قال :لو أشاء لقول هو النهار إل أن
الشمس لـم تطلع.
2465ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا أبو بكر ,قال :ما كذب عاصم علـى زر ,ول زر
ي صلى ال عليه وسلم؟ قال:
ت مع النبـ ّ
علـى حذيفة ,قال :قلت له :يا أبـا عبد ال تسحر َ
نعم هو النهار إل أن الشمس لـم تطلع.
2466ـ حدثنا ابن بشار ,قال :حدثنا مؤمل ,قال :حدثنا سفـيان ,عن عاصم ,عن زر ,عن
حذيفة قال :كان النبـيّ صلى ال عليه وسلم يتسحر وأنا أرى مواقع النبل .قال :قلت أبعد
الصبح؟ قال :هو الصبح إل أنه لـم تطلع الشمس.
2467ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا الـحكم بن بشير ,قال :حدثنا عمرو بن قـيس وخلد
الصفـار ,عن عاصم بن بهدلة ,عن زر بن حبـيش ,قال :أصبحت ذات يوم فغدوت إلـى
الـمسجد ,فقلت :لو مررت علـى بـاب حذيفة ففتـح لـي فدخـلت ,فإذا هو يُسخّن له
طعام ,فقال :اجلس حتـى تَطعَم فقلت :إنـي أريد الصوم .فقرب طعامه فأكل وأكلت معه ,ثم
قام إلـى لِقْحة فـي الدار ,فأخذ يحلب من جانب وأحلب أنا من جانب ,فناولنـي ,فقلت :أل
ترى الصبح؟ فقال :اشرب فشربت ,ثم جئت إلـى بـاب الـمسجد فأقـيـمت الصلة ,فقلت
له :أخبرنـي بآخر سحور تسحرته مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :هو الصبح إل
أنه لـم تطلع الشمس.
2468ـ حدثنا أحمد بن إسحاق الهوازي ,قال :حدثنا روح بن جنادة ,قال :حدثنا حماد ,عن
مـحمد بن عمرو ,عن أبـي سلـمة ,عن أبـي هريرة ,عن النبـيّ صلى ال عليه وسلم أنه
جتَ ُه ِمنُهُ».
ح ُدكُمُ ال ّندَاءَ وَالنا ُء علـى َيدِ ِه فَل َيضَعْ ُه حتّـى يَ ْقضِيَ حا َ
سمِعَ أ َ
قال« :إذَا َ
2469ـ حدثنا أحمد بن إسحاق ,قال :حدثنا روح بن جنادة ,قال :حدثنا حماد ,عن عمار بن
أبـي عمار ,عن أبـي هريرة ,عن النبـيّ صلى ال عليه وسلم مثله ,وزاد فـيه :وكان
الـمؤذّن يؤذّن إذا بزغ الفجر.
2470ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا يحيى بن واضح ,قال :حدثنا الـحسين .وحدثنا مـحمد
بن علـيّ بن الـحسن بن شقـيق ,قال :سمعت أبـي قال :أخبرنا الـحسين بن واقد قال
جميعا ,عن أبـي غالب ,عن أبـي أمامة قال :أقـيـمت الصلة والناء فـي يد عمر ,قال:
أشربها يا رسول ال؟ قالَ « :ن َعمْ» ,فشربها.
2471ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا يحيى بن واضح ,قال :حدثنا يونس ,عن أبـيه ,عن عبد
ال ,قال :قال بلل :أتـيت النبـيّ صلى ال عليه وسلم أؤذنه بـالصلة وهو يريد الصوم,
فدعا بإناء فشرب ,ثم ناولنـي فشربت ,ثم خرج إلـى الصلة.
2472ـ حدثنـي مـحمد بن أحمد الطوسي ,قال :حدثنا عبـيد ال بن موسى ,قال :أخبرنا
إسرائيـل ,عن أبـي إسحاق عن عبد ال بن مغفل ,عن بلل قال :أتـيت النبـيّ صلى ال
عليه وسلم أؤذنه بصلة الفجر وهو يريد الصيام ,فدعا بإناء فشرب ,ثم ناولنـي فشربت ,ثم
خرجنا إلـى الصلة.
وأولـى التأويـلـين بـالية ,التأويـل الذي رُوي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه
ط السْ َودُ :سَوَا ُد اللّـيْـلِ» وهو الـمعروف
خيْ ُ
ط البْـيَضُ :بَـياضُ النهارِ ,والـ َ
خيْ ُ
قال «الـ َ
فـي كلم العرب ,قال أبو دؤاد اليادي:
خ ْيطٌ أنارَا
ح َ
ن الصّبْ ِ
حمَ
س ْدفَةٌول َ
فَلَـمّا أضَاءَتْ لَنا ُ
وأما الخبـار التـي رويت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه شرب أو تسحر ثم
خرج إلـى الصلة ,فإنه غير دافع صحة ما قلنا فـي ذلك لنه غير مستنكر أن يكون صلى
ال عليه وسلم شرب قبل الفجر ,ثم خرج إلـى الصلة ,إذ كانت الصلة صلة الفجر هي
علـى عهده كانت تصلـى بعد ما يطلع الفجر ويتبـين طلوعه ويؤذن لها قبل طلوعه.
وأما الـخبر الذي رُوي عن حذيفة أن النبـيّ صلى ال عليه وسلم كان يتسحر وأنا أرى
ستُثبت فـيه ,فقـيـل له :أبعد الصبح؟ فلـم يجب فـي ذلك بأنه كان
مواقع النبل ,فإنه قد ا ْ
بعد الصبح ,ولكنه قال :هو الصبح .وذلك من قوله يحتـمل أن يكون معناه هو الصبح لقربه
منه وإن لـم يكن هو بعينه ,كما تقول العرب« :هذا فلن شبها» ,وهي تشير إلـى غير الذي
سمته ,فتقول« :هو هو» تشبـيها منها له به ,فكذلك قول حذيفة :هو الصبح ,معناه :هو الصبح
شبها به وقربـا منه.
وقال ابن زيد فـي معنى الـخيط البـيض والسود ما:
ن َل ُكمُ
2473ـ حدثنـي به يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد :حتّـى َي َتبَـيّ َ
جرِ قال :الـخيط البـيض الذي يكون من
ن ال َف ْ
ط الس َودِ مِ َ
خيْ ِ
ن الـ َ
خيْطُ البْـيَضُ مِ َ
الـ َ
تـحت اللـيـل يكشف اللـيـل ,والسود :ما فوقه.
ن ال َفجْر فإنه تعالـى ذكره يعنـي :حتـى يتبـين لكم الـخيط البـيض من
وأما قوله :مِ َ
الـخيط السود الذي هو من الفجر .ولـيس ذلك هو جميع الفجر ,ولكنه إذا تبـين لكم أيها
الـمؤمنون من الفجر ذلك الـخيط البـيض الذي يكون من تـحت اللـيـل الذي فوقه
سواد اللـيـل ,فمن حينئذٍ فصوموا ,ثم أتـموا صيامكم من ذلك إلـى اللـيـل .وبـمثل ما
قلنا فـي ذلك كان ابن زيد يقول:
2474ـ حدثنـي يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد فـي قوله :مِنَ ال َفجْر قال:
ذلك الـخيط البـيض هو من الفجر نسبة إلـيه ,ولـيس الفجر كله ,فإذا جاء هذا الـخيط
وهو أوله فقد حلت الصلة وحرم الطعام والشراب علـى الصائم.
ن َل ُكمُ الـخَ ْيطُ البْـيَضُ مِنَ
شرَبُوا حتّـى َي َتبَـيّ َ
وفـي قوله تعالـى ذكره :وكُلُوا وَا ْ
صيَا َم إلـى اللّـيْـلِ أوضح الدللة علـى خطأ قول
جرِ ُث ّم أتـمّوا ال ّ
خيْطِ الس َو ِد مِنَ ال َف ْ
الـ َ
من قال :حلل الكل والشرب لـمن أراد الصوم إلـى طلوع الشمس لن الـخيط البـيض
من الفجر يتبـين عند ابتداء طلوع أوائل الفجر ,وقد جعل ال تعالـى ذكره ذلك حدّا لـمن
لزمه الصوم فـي الوقت الذي أبـاح إلـيه الكل والشرب والـمبـاشرة .فمن زعم أن له أن
يتـجاوز ذلك الـحد ,قـيـل له :أرأيت إن أجاز له آخر ذلك ضحوة أو نصف النهار؟ فإن
ل علـيه كتاب ال ونقل المة
قال :إن قائل ذلك مخالف للمة قـيـل له :وأنت لـما د ّ
مخالف ,فما الفرق بـينك وبـينه من أصل أو قـياس؟ فإن قال :الفرق بـينـي وبـينه أن
ال أمر بصوم النهار دون اللـيـل ,والنهار من طلوع الشمس .قـيـل له :كذلك يقول
مخالفوك :والنهار عندهم أوله طلوع الفجر ,وذلك هو ضوء الشمس وابتداء طلوعها دون أن
يتتامّ طلوعها ,كما أن آخر النهار ابتداء غروبها دون أن يتتامّ غروبها .ويقال لقائلـي ذلك :إن
كان النهار عندكم كما وصفتـم هو ارتفـاع الشمس ,وتكامل طلوعها وذهاب جميع سدفة
اللـيـل وغبس سواده ,فكذلك عندكم اللـيـل هو تتامّ غروب الشمس وذهاب ضيائها وتكامل
سواد اللـيـل وظلمه.
فإن قالوا :ذلك كذلك .قـيـل لهم :فقد يجب أن يكون الصوم إلـى مغيب الشفق وذهاب
ضوء الشمس وبـياضها من أفق السماء.
فإن قالوا :ذلك كذلك ,أوجبوا الصوم إلـى مغيب الشفق الذي هو بـياض .وذلك قول إن
قالوه مدفوع بنقل الـحجة التـي ل يجوز فـيـما نقلته مـجمعة علـيه الـخطأ والسهو
علـى تـخطئته.
سدْفته وظلمه ومغيب عين الشمس عنا .قـيـل لهم:
وإن قالوا :بل أول اللـيـل ابتداء ُ
وكذلك أول النهار :طلوع أول ضياء الشمس ومغيب أوائل سدفة اللـيـل .ثم يعكس علـيه
القول فـي ذلك ,ويسئل الفرق بـين ذلك ,فلن يقول فـي أحدهما قولً إل ألزم فـي الَخر
مثله.
وأما الفجر ,فإنه مصدر من قول القائل :تفجر الـماء يتفجر فجرا :إذا انبعث وجرى,
فقـيـل للطالع من تبـاشير ضياء الشمس من مطلع الشمس فجر ,لنبعاث ضوئه علـيهم
وتورّده علـيهم بطرقهم ومـحاجهم تفجر الـماء الـمنفجر من منبعه.
وأما قولهُ :ثمّ أتِـمُوا الصيّامَ إلـى اللّـيْـلِ فإنه تعالـى ذكره حدّ الصوم بأن آخر وقته
إقبـال اللـيـل ,كما حدّ الفطار وإبـاحة الكل والشرب والـجماع وأول الصوم
بـمـجيء أول النهار وأول إدبـار آخر اللـيـل ,فدل بذلك علـى أن ل صوم بـاللـيـل
كما ل فطر بـالنهار فـي أيام الصوم ,وعلـى أن الـمواصل مـجوّع نفسه فـي غير
طاعة ربه .كما:
2475ـ حدثنا هناد ,قال :حدثنا أبو معاوية ووكيع وعبدة ,عن هشام بن عروة ,عن أبـيه,
عن عاصم بن عمر ,عن عمر ,قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم« :إذَا أ ْقبَلَ اللّـيْـلُ
شمْسُ فَ َقدْ أ ْفطَرَ الصّائمُ».
وأ ْد َبرَ النّهارُ وَغابَتِ ال ّ
2476ـ حدثنا هناد ,قال :حدثنا أبو بكر بن عياش ,قال :حدثنا أبو إسحاق الشيبـانـي,
وحدثنا هناد بن السري ,قال :حدثنا أبو عبـيدة وأبو معاوية ,عن شيبـان ,وحدثنا ابن
الـمثنى ,قال :حدثنا أبو معاوية ,وحدثنـي أبو السائب ,قال :حدثنا ابن إدريس ,عن
الشيبـانـي قالوا جميعا فـي حديثهم عن عبد ال بن أبـي أوفـى قال :كنا مع النبـيّ صلى
جدَحْ
ل فـا ْ
ال عليه وسلم فـي مسير وهو صائم ,فلـما غربت الشمس قال لرجل« :انْزِ ْ
جدَحْ لـي» فقال الرجل :يا رسول ال
لـي» قالوا :لو أمسيت يا رسول ال فقال« :ا ْنزِلْ فـا ْ
جدَحْ لِـي» قال :يا رسول ال إن علـينا نهارا فقال له الثالثة,
ل فـا ْ
لو أمسيت قال« :انْزِ ْ
ن َههُنا» وضرب
فنزل فجدح له .ثم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم« :إذَا أ ْقبَلَ اللّـيْـلُ مِ ْ
طرَ الصّائمُ».
بـيده نـحو الـمشرق «فَ َق ْد أفْ َ
2477ـ حدثنا مـحمد بن الـمثنى ,قال :حدثنا عبد الوهاب ,قال :حدثنا داود ,عن رفـيع,
قال :فرض ال الصيام إلـى اللـيـل ,فإذا جاء اللـيـل فأنت مفطر إن شئت فكل ,وإن
شئت فل تأكل.
2478ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا عبد العلـى ,قال :حدثنا داود ,عن أبـي العالـية
أنه سئل عن الوصال فـي الصوم فقال :افترض ال علـى هذه المة صوم النهار ,فإذا جاء
اللـيـل فإن شاء أكل وإن شاء لـم يأكل.
2479ـ حدثنـي يعقوب ,قال :حدثنـي ابن علـية ,عن داود بن أبـي هند ,قال :قال أبو
العالـية فـي الوصال فـي الصوم ,قال :قال الُ :ثمّ أتِـموا الصّيامَ إلـى اللّـيْـلِ فإذا جاء
اللـيـل فهو مفطر ,فإن شاء أكل ,وإن شاء لـم يأكل.
2480ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا ابن دكين ,عن مسعر ,عن قتادة ,قال :قالت عائشة:
أتِـمّوا الصّيا َم إلـى اللّـيْـلِ يعنـي أنها كرهت الوصال.
فإن قال قائل :فما وجه وصال من واصل؟ فقد علـمت بـما:
2481ـ حدثكم به أبو السائب ,قال :حدثنا حفص ,عن هشام بن عروة ,قال :كان عبد ال بن
الزبـير يواصل سبعة أيام ,فلـما كبر جعلها خمسا ,فلـما كبر جدا جعلها ثلثا.
2482ـ حدثنا أبو السائب ,قال :حدثنا حفص ,عن عبد الـملك ,قال :كان ابن أبـي يعمر
يفطر فـي كل شهر مرة.
2483ـ حدثنا ابن أبـي بكر الـمقدمي ,قال :حدثنا الفروي ,قال :سمعت مالكا يقول :كان
عامر بن عبد ال بن الزبـير يواصل لـيـلة ست عشرة ولـيـلة سبع عشرة من رمضان
ل يفطر بـينهما ,فلقـيته فقلت له :يا أبـا الـحرث ماذا تـجده يقوّيك فـي وصالك؟ قال:
السمن أشربه أجده يبلّ عروقـي ,فأما الـماء فإنه يخرج من جسدي.
وما أشبه ذلك مـمن فعل ذلك ,مـمن يطول بذكرهم الكتاب؟ قـيـل :وجه من فعل ذلك
إن شاء ال تعالـى علـى طلب الـخموصة لنفسه والقوّة ,ل علـى طلب البرّ بفعله .وفعلهم
ذلك نظير ما كان عمر بن الـخطاب يأمرهم به بقوله« :اخشوشنوا وتـمعددوا وانزوا علـى
الـخيـل نزوا واقطعوا ال ّركُب وامشوا حفـاة» ,يأمرهم فـي ذلك بـالتـخشن فـي عيشهم
لئل يتنعموا فـيركنوا إلـى خفض العيش ويـميـلوا إلـى الدعة فـيجبنوا ويحتـموا عن
أعدائهم ,وقد رغب لـمن واصل عن الوصال كثـير من أهل الفضل.
2484ـ حدثنا ابن بشار ,قال :حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ,قال :حدثنا سفـيان ,عن أبـي
إسحاق :أن ابن أبـي نعيـم كان يواصل من اليام حتـى ل يستطيع أن يقوم ,فقال عمرو بن
ميـمون :لو أدرك هذا أصحاب مـحمد صلى ال عليه وسلم رجموه.
ثم فـي الخبـار الـمتواترة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بـالنهي عن الوصال
التـي يطول بإحصائها الكتاب تركنا ذكر أكثرها استغناء بذكر بعضها ,إذ كان فـي ذكر ما
ذكرنا مكتفـى عن الستشهاد علـى كراهة الوصال بغيره.
2485ـ حدثنا ابن الـمثنى ,قال :حدثنا يحيى بن سعيد ,عن عبد ال ,قال :أخبرنـي نافع,
عن ابن عمر :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن الوصال ,قالوا :إنك تواصل يا
طعَمُ وُأسْقَـى».
ت ُأ ْ
حدٍ ِم ْن ُكمْ ,إنّـي أبِـي ُ
رسول ال قال« :إنّـي َلسْتُ كأ َ
ي صلى ال عليه وسلم الذن بـالوصال من السحر إلـى السحر.
وقد رُوي عن النبـ ّ
2486ـ حدثنـي مـحمد بن عبد ال بن عبد الـحكم الـمصري ,قال :حدثنا أبو شعيب ,عن
اللـيث ,عن يزيد بن الهاد عن عبد ال بن خبـاب ,عن أبـي سعيد الـخدري أنه سمع
ن يُواصِلَ فَلْـيُوَاصِلْ حتّـى
رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول« :ل تُوَاصِلُوا فأ ّي ُكمْ أرَادَ أ ْ
طعِمٌ
سحَرِ» ,قالوا :يا رسول ال إنك تواصل ,قال« :إنّـي َلسْتُ َك َه ْي َئ ِتكُمْ إنّـي أبِـيتُ لـي ُم ْ
ال ّ
ُيطْ ِع ُمنِـي وَساقٍ َيسْقِـينـي».
2487ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا أبو نعيـم ,قال :حدثنا أبو إسرائيـل العبسي ,عن أبـي
بكر بن حفص ,عن أم ولد حاطب بن أبـي بلتعة أنها مرّت برسول ال صلى ال عليه وسلم
وهو يتسحر ,فدعاها إلـى الطعام فقالت :إنـي صائمة ,قالَ « :و َكيْفَ َتصُومِينَ»؟ فذكرت ذلك
ح ّمدِ صلى ال عليه وسلم ,مِنَ
ن أنْتِ من ِوصَالِ آل مُـ َ
للنبـيّ صلى ال عليه وسلم ,فقال« :أيْ َ
حرِ»؟.
سَسحَرِ إلـى ال ّ
ال ّ
ف عما أمركم ال بـالكفّ عنه ,من حين يتبـين لكم الـخيط
فتأول الية إذن :ثم أتـموا الك ّ
ل لكم ذلك بعده إلـى مثل ذلك
البـيض من الـخيط السود من الفجر إلـى اللـيـل ,ثم ح ّ
الوقت .كما:
2488ـ حدثنـي يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد فـي قولهُ :ثمّ أتِـمّوا
ل َل ُكمْ لَـيْـلَة الصّيامِ الرّفَثُ
الصيّامَ إلـى اللـيْـلِ قال :من هذه الـحدود الربعة ,فقرأُ :أحِ ّ
إلـى نِسا ِئكُم فقرأ حتـى بلغ :ثُم أتـمّوا الصيّامَ إلـى اللّـيْـلِ وكان أبـي وغيره من
مشيختنا يقولون هذا ويتلونه علـينا.
ن فِـي الـمَساجِد.
شرُوهُنّ وأ ْنتُـمْ عاكِفُو َ
القول فـي تأويـل قوله تعالـى :وَل تُبـا ِ
ن ل تـجامعوا نساءكم ,وبقوله :وأ ْنتُـمْ عاكِفُونَ
شرُوهُ ّ
يعنـي تعالـى ذكره بقوله :وَل تُبـا ِ
جدِ يقول :فـي حال عكوفكم فـي الـمساجد ,وتلك حال حبسهم أنفسهم علـى
فِـي الـمَسا ِ
عبـادة ال فـي مساجدهم .والعكوف أصله الـمقام ,وحبس النفس علـى الشيء ,كما قال
الطرمّاح بن حكيـم:
ن صَريعُ
عكُوفَ البَوَاكِي بَـ ْي َنهُ ّ
عكّفـا ُ
فبـاتَ بَناتُ اللّـيْـلِ حَوْلِـيَ ُ
يعنـي بقوله عكفـا :مقـيـمة .وكما قال الفرزدق:
ع ّكفُ
َترَى حَوْلهنّ الـ ُم ْعتَفِـينَ كأ ّن ُه ْمعَلـى صَنـمٍ فِـي الـجاهِلَـيّةِ ُ
شرُوهُنّ
وقد اختلف أهل التأويـل فـي معنى الـمبـاشرة التـي عنى ال بقوله :وَل تُبـا ِ
فقال بعضهم :معنى ذلك الـجماع دون غيره من معانـي الـمبـاشرة .ذكر من قال ذلك:
2489ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا عبد ال بن صالـح ,قال :حدثنـي معاوية بن
صالـح ,عن علـيّ بن أبـي طلـحة ,عن ابن عبـاس فـي قوله :وَل تُبـاشِرُو ُهنّ وأ ْنتُـمْ
جدِ فـي رمضان أو فـي غير رمضان ,فحرم ال أن ينكح النساء لـيلً
ن فِـي الـمَسا ِ
عاكِفُو َ
ونهارا حتـى يقضي اعتكافه.
2490ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا سويد ,قال :أخبرنا ابن الـمبـارك ,عن ابن جريج,
جدِ قال :الـجماع.
ن فِـي الـمَسا ِ
شرُوهُنّ وأ ْنتُـمْ عاكِفُو َ
قال :قال لـي عطاء :وَل تُبـا ِ
2491ـ حدثنا سفـيان بن وكيع ,قال :حدثنا أبـي ,عن سفـيان ,عن علقمة بن مرثد ,عن
شرُوهُنّ وأ ْنتُـمْ عاكِفُونَ
الضحاك ,قال :كانوا يجامعون وهم معتكفون ,حتـى نزلت :وَل تُبـا ِ
جدِ.
فِـي الـمَسا ِ
2492ـ حدثنا الـمثنى ,قال :حدثنا سويد ,قال :أخبرنا ابن الـمبـارك ,عن سفـيان ,عن
علقمة بن مرثد ,عن الضحاك فـي قوله :وَل تُبـاشِرُو ُهنّ وأ ْنتُـمْ عاكِفُونَ فِـي
جدِقال :كان الرجل إذا اعتكف فخرج من الـمسجد جامع إن شاء ,فقال ال وَل
الـمَسا ِ
جدِ يقول :ل تقربوهن ما دمتـم عاكفـين فـي
ن فِـي الـمَسا ِ
شرُوهُنّ وأ ْنتُـمْ عاكِفُو َ
تُبـا ِ
مسجد أو غيره.
2493ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا سويد ,قال :أخبرنا ابن الـمبـارك عن جويبر عن
الضحاك نـحوه.
2494ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا إسحاق ,قال :حدثنا ابن أبـي جعفر ,عن أبـيه ,عن
الربـيع ,قال :كان أناس يصيبون نساءهم وهم عاكفون فـيها فنهاهم ال عن ذلك.
2495ـ وحدثنا بشر بن معاذ ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة قوله :وَل
جدِ قال :كان الرجل إذا خرج من الـمسجد وهو
ن فِـي الـمَسا ِ
شرُوهُنّ وأ ْنتُـمْ عاكِفُو َ
تُبـا ِ
معتكف ولقـي امرأته بـاشرها إن شاء ,فنهاهم ال عزّ وجل عن ذلك ,وأخبرهم أن ذلك ل
يصلـح حتـى يقضي اعتكافه.
2496ـ حدثنا موسى بن هارون ,قال :حدثنا عمرو بن حماد ,قال :حدثنا أسبـاط ,عن
جدِ يقول :من اعتكف فإنه يصوم ول
شرُوهُنّ وأ ْنتُـمْ عاكِفُونَ فِـي الـمَسا ِ
السدي :وَل تُبـا ِ
يحلّ له النساء ما دام معتكفـا.
2497ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى ,عن ابن أبـي
ن فِـي الـمَساجِدِقال :الـجوار ,فإذا
شرُوهُنّ وأ ْنتُـمْ عاكِفُو َ
نـجيح ,عن مـجاهد :وَل تُبـا ِ
خرج أحدكم من بـيته إلـى بـيت ال فل يقرب النساء.
2498ـ حدثنا الـمثنى ,قال :حدثنا أبو حذيفة ,حدثنا شبل ,عن ابن أبـي نـجيح ,عن
مـجاهد قال :كان ابن عبـاس يقول :من خرج من بـيته إلـى بـيت ال فل يقرب النساء.
2499ـ حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر ,عن قتادة
جدِ قال :كان الناس إذا اعتكفوا
فـي قوله :وَل تُبـاشِرُو ُهنّ وأ ْنتُـمْ عاكِفُونَ فِـي الـمَسا ِ
يخرج الرجل فـيبـاشر أهله ثم يرجع إلـى الـمسجد ,فنهاهم ال عن ذلك.
2500ـ حدثنا القاسم ,قال :حدثنا الـحسين ,قال :حدثنـي حجاج ,عن ابن جريج ,قال :قال
ابن عبـاس :كانوا إذا اعتكفوا فخرج الرجل إلـى الغائط جامع امرأته ,ثم اغتسل ,ثم رجع
إلـى اعتكافه ,فنهوا عن ذلك.
قال ابن جريج :قال مـجاهد ,نهوا عن جماع النساء فـي الـمساجد حيث كانت النصار
ن قال :عاكفون الـجوار .قال ابن جريج :فقلت
شرُوهُنّ وأ ْنتُـمْ عاكِفُو َ
تـجامع ,فقال :وَل تُبـا ِ
لعطاء :الـجماع الـمبـاشرة؟ قال :الـجماع نفسه ,فقلت له :فـالقُبلة فـي الـمسجد
والـمسة؟ فقال :أما ما حرم فـالـجماع ,وأنا أكره كل شيء من ذلك فـي الـمسجد.
2501ـ حدثت عن حسين بن الفرج ,قال :حدثنا الفضل بن خالد ,قال :حدثنا عبـيد بن
سلـيـمان ,عن الضحاك :وَل ُتبَـاشِرُو ُهنّ يعنـي الـجماع.
وقال آخرون :معنى ذلك علـى جميع معانـي الـمبـاشرة من لـمس وقبلة وجماع .ذكر
من قال ذلك:
2502ـ حدثنـي يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال مالك بن أنس :ل يـمسّ
الـمعتكف امرأته ول يبـاشرها ول يتلذّذ منها بشيء ,قبلة ول غيرها.
2503ـ حدثنـي يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد فـي قوله :وَل
ن فِـي الـمَساجِد قال :الـمبـاشرة :الـجماع وغير الـجماع
تُبـِاشُروهُنّ وأ ْنتُـمْ عاكِفُو َ
كله مـحرّم علـيه ,قال :الـمبـاشرة بغير جماع :إلصاق الـجلد بـالـجلد.
وعلة من قال هذا القول ,أن ال تعالـى ذكره عمّ بـالنهي عن الـمبـاشرة ولـم يخصص
منها شيئا دون شيء فذلك علـى ما عمه حتـى تأتـي حجة يجب التسلـيـم لها بأنه عنى
به مبـاشرة دون مبـاشرة.
وأولـى القولـين عندي بـالصواب قول من قال :معنى ذلك الـجماع أو ما قام مقام
ل إيجابه وذلك أنه ل قول فـي ذلك إل أحد قولـين :أما من جعل
الـجماع مـما أوجب غس ً
ص من معانـي الـمبـاشرة .وقد تظاهرت
حكم الية عاما ,أو جعل حكمها فـي خا ّ
الخبـار عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نساءه كن يرجلنه وهو معتكف ,فلـما صحّ
ذلك عنه ,علـم أن الذي عنى به من معانـي الـمبـاشرة البعض دون الـجميع.
2504ـ حدثنا علـيّ بن شعيب ,قال :حدثنا معن بن عيسى القزاز ,قال :أخبرنا مالك ,عن
الزهري ,عن عروة ,عن عمرة ,عن عائشة« :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا
اعتكف يدنـي إلـيّ رأسه فأرجّله».
2505ـ حدثنـي يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :أخبرنـي يونس ,عن ابن شهاب ,عن
عروة بن الزبـير وعمرة أن عائشة قالت« :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم لـم يكن
يدخـل البـيت إل لـحاجة النسان ,وكان يُدخـل علـيّ رأسه وهو فـي الـمسجد
فأرجّله».
2506ـ حدثنا سفـيان بن وكيع ,قال :حدثنا أبـي عن هشام بن عروة ,عن أبـيه ,عن
ي صلى ال عليه وسلم يدنـي إلـيّ رأسه وهو مـجاور فـي
عائشة ,قالت« :كان النبـ ّ
الـمسجد وأنا فـي حجرتـي وأنا حائض ,فأغسله وأرجله».
2507ـ حدثنا سفـيان ,قال :حدثنا ابن فضيـل ,ويعلـى بن عبـيد ,عن العمش ,عن
تـميـم بن سلـمة ,عن عروة عن عائشة قالت« :كان النبـيّ صلى ال عليه وسلم يعتكف
فـيخرج إلـيّ رأسه من الـمسجد وهو عاكف فأغسله وأنا حائض».
2508ـ حدثنـي مـحمد بن معمر ,قال :حدثنا حماد بن مسعدة ,قال :حدثنا مالك بن أنس,
عن الزهري وهشام بن عروة جميعا ,عن عروة ,عن عائشة« :أن النبـيّ صلى ال عليه
وسلم كان يخرج رأسه فأرجله وهو معتكف».
فإذا كان صحيحا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ما ذكرنا من غسل عائشة رأسه وهو
جدِ غير
معتكف ,فمعلوم أن الـمراد بقوله :وَل تُبـاشِروهُن وأ ْنتُـمْ عاكِفُونَ فِـي الـمَسا ِ
جميع ما لزمه اسم الـمبـاشرة وأنه معنـيّ به البعض من معانـي الـمبـاشرة دون
الـجميع .فإذا كان ذلك كذلك ,وكان مـجمعا علـى أن الـجماع مـما عنى به كان واجبـا
تـحريـم الـجماع علـى الـمعتكف وما أشبهه ,وذلك كل ما قام فـي اللتذاذ مقامه من
الـمبـاشرة.
حدُو ُد اللّ ِه فَل تَ ْق َربُوها.
القول فـي تأويـل قوله تعالـى :تِ ْلكَ ُ
يعنـي تعالـى ذكره بذلك هذه الشياء التـي بـينتها من الكل والشرب والـجماع فـي
شهر رمضان نهارا فـي غير عذر ,وجماع النساء فـي العتكاف فـي الـمساجد.
يقول :هذه الشياء حددتها لكم ,وأمرتكم أن تـجتنبوها فـي الوقات التـي أمرتكم أن
تـجتنبوها وحرّمتها فـيها علـيكم ,فل تقربوها وابعدوا منها أن تركبوها ,فتستـحقوا بها من
العقوبة ما يستـحقه من تعدى حدودي وخالف أمري وركب معاصيّ.
وكان بعض أهل التأويـل يقول :حدود ال :شروطه .وذلك معنى قريب من الـمعنى الذي
قلنا ,غير أن الذي قلنا فـي ذلك أشبه بتأويـل الكلـمة ,وذلك أن حدّ كل شيء ما حصره من
الـمعانـي وميز بـينه وبـين غيره ,فقوله :تِ ْلكَ حُد ُودُ الّلهِ من ذلك ,يعنـي به الـمـحارم
التـي ميزها من الـحلل الـمطلق فحددها بنعوتها وصفـاتها وعرّفها عبـاده .ذكر من قال
ذلك بـمعنى الشروط:
2509ـ حدثنـي موسى بن هارون ,قال :حدثنا عمرو بن حماد ,قال :حدثنا أسبـاط ,عن
السدي ,قال :أما حدود ال فشروطه.
وقال بعضهم :حدود ال :معاصيه .ذكر من قال ذلك:
2510ـ حدثت عن الـحسين بن الفرج ,قال :سمعت الفضل بن خالد ,قال :حدثنا عبـيد بن
حدُودُ الّلهِ يقول :معصية ال ,يعنـي الـمبـاشرة فـي
سلـيـمان ,عن الضحاك :تِ ْلكَ ُ
العتكاف.
القول فـي تأويـل قوله تعالـىَ :كذَِلكَ ُيبَـيّنُ الّلهُ آياتِ ِه للنّاسِ َلعَّل ُهمْ َيتّقُون.
يعنـي تعالـى ذكره بذلك :كما بـينت لكم أيها الناس واجب فرائضي علـيكم من الصوم,
وعرّفتكم حدوده وأوقاته ,وما علـيكم منه فـي الـحضر ,وما لكم فـيه فـي السفر
والـمرض ,وما اللزم لكم تـجنبه فـي حال اعتكافكم فـي مساجدكم ,فأوضحت جميع ذلك
لكم ,فكذلك أبـين أحكامي وحللـي وحرامي وحدودي ونهيـي فـي كتابـي وتنزيـلـي,
وعلـى لسان رسولـي وصلـى ال علـيه وسلـم للناس.
ويعنـي بقوله :وَلعََل ُهمْ َيتَقُونَ يقول :أبـين ذلك لهم لـيتقوا مـحارمي ومعاصيّ,
ويتـجنبوا سخطي وغضبـي بتركهم ركوب ما أبـين لهم فـي أياتـي أنـي قد حرمته
علـيهم ,وأمرتهم بهجره وتركه.
وقال بعضهم :هذه آية مـحكمة غير منسوخة .ذكر من قال ذلك:
2560ـ حدثنا الـمثنى ,قال :حدثنا أبو حذيفة ,قال :حدثنا شبل ,عن ابن أبـي نـجيح ,عن
جزَا ُء الكا ِفرِينَ ل تقاتل أحدا فـيه أبدا,
ن قاتَلَوكُم فـي الـحرم ,فـا ْقتُلُو ُهمْ َكذَِلكَ َ
مـجاهد :فإ ْ
فمن عدا علـيك فقاتلك فقاتله كما يقاتلك.
حرَامِ حّتـى يُقاتِلُو ُكمْ
سجِدِ الـ َ
ع ْندَ الـ َم ْ
وقرأ ذلك عظم قراء الكوفـيـين« :وَل تَ ْقتِلُو ُهمْ ِ
فِـي ِه فإنْ قاتَلُو ُكمْ فـا ْقتُلُو ُهمْ» بـمعنى :ول تبدءوهم بقتل حتـى يبدءوكم به .ذكر من قال
ذلك:
2561ـ حدثنا الـمثنى ,قال :حدثنا إسحاق ,قال :حدثنا عبد الرحمن بن أبـي حماد ,عن
أبـي حماد ,عن حمزة الزيات قال :قلت للعمش :أرأيت قراءتك« :ول تقتلوهم عند
الـمسجد الـحرام حتـى يقتلوكم فـيه فإن قتلوكم فـاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين فإن انتهوا
فإن ال غفور رحيـم» ,إذا قتلوهم كيف يقتلونهم؟ قال :إن العرب إذا قتل منهم رجل قالوا:
قُتلنا ,وإذا ضرب منهم رجل قالوا ضربنا.
جدِ
سِع ْندَ الـمَ ْ
وأولـى هاتـين القراءتـين بـالصواب قراءة من قرأ :وَل تُقاتِلُو ُهمْ ِ
الـحَرَامِ حّتـى يُقاتِلُو ُكمْ فِـي ِه فإنْ قاتَلُو ُكمْ فـا ْقتُلُو ُهمْ لن ال تعالـى ذكره لـم يأمر نبـيه
صلى ال عليه وسلم وأصحابه فـي حال إذا قاتلهم الـمشركون بـالستسلم لهم حتـى
يقتلوا منهم قتـيلً بعد ما أذن له ولهم بقتالهم ,فتكون القراءة بـالذن بقتلهم بعد أن يقتلوا منهم
أولـى من القراءة بـما اخترنا .وإذا كان ذلك كذلك ,فمعلوم أنه قد كان تعالـى ذكره أذن لهم
بقتالهم إذا كان ابتداء القتال من الـمشركين قبل أن يقتلوا منهم قتـيلً ,وبعد أن يقتلوا منهم
قتـيلً.
ن ِف ْتنَةٌ وقوله :فـا ْقتُلُوا
وقد نسخ ال تعالـى ذكره هذه الية بقوله :وَقاتِلُو ُه ْم حّتـى ل َتكُو َ
ج ْدتُـمُو ُه ْم ونـحو ذلك من الَيات.
حيْثُ َو َ
شرِكينَ َ
الـمُ ْ
وقد ذكرنا بعض قول من قال هي منسوخة ,وسنذكر قول من حضرنا ذكره مـمن لـم
يذكر.
2562ـ حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :حدثنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر ,عن قتادة :وَل
حرَامِ حّتـى يُقاتِلُو ُكمْ فِـيهِ قال :نسخها قوله :فـا ْقتُلُوا الـ ُمشْرِكينَ
جدِ الـ َ
سِع ْندَ الـمَ ْ
تُقاتِلُو ُهمْ ِ
ج ْدتُـمُو ُهمْ.
حيْثُ َو َ
َ
2563ـ حدثنـي يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب قال :قال ابن زيد فـي قوله :وَل تُقاتِلُو ُهمْ
جدِ الـحَرَامِ حّتـى يُقاتِلُو ُكمْ فِـي ِه قال :حتـى يبدءوكم كان هذا قد حرم ,فأحلّ ال
سِع ْندَ الـ َم ْ
ِ
ذلك له ,فلـم يزل ثابتا حتـى أمره ال بقتالهم بعد.
وهذا القول مع خروجه من أقوال أهل العلـم ,قول ل وجه له لن القوم لـم يكونوا فـي
شكّ من عظيـم ما أتـى الـمشركون إلـى الـمسلـمين فـي إخراجهم إياهم من منازلهم
بـمكة ,فـيحتاجوا إلـى أن يسألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن إخراج الـمشركين
إياهم من منازلهم ,وهل ذلك كان لهم؟ بل لـم يدّع ذلك علـيهم أحد من الـمسلـمين ,ول
أنهم سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك .وإ ْذ كان ذلك كذلك ,فلـم يكن القوم
سألو.ا رسول ال صلى ال عليه وسلم إل عما ارتابوا بحكمه كارتـيابهم فـي أمر قتل ابن
الـحضرمي ,إذ ادّعوا أن قاتله من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم قتله فـي الشهر
الـحرام ,فسألوا عن أمره ,لرتـيابهم فـي حكمه .فأما إخراج الـمشركين أهل السلم من
الـمسجد الـحرام ,فلـم يكن فـيهم أحد شاكا أنه كان ظلـما منهم لهم فـيسألوا عنه.
ول خلف بـين أهل التأويـل جميعا أن هذه الية نزلت علـى رسول ال صلى ال عليه
وسلم فـي سبب قتل ابن الـحضرمي وقاتله .ذكر الرواية عمن قال ذلك:
3507ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا سلـمة بن الفضل ,عن ابن إسحاق ,قال :ثنـي
الزهري ,ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبـير ,قال :بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم
عبد ال بن جحش فـي رجب مقـفله من بدر الولـى ,وبعث معه بثمانـية رهط من
الـمهاجرين ,لـيس فـيهم من النصار أحد ,وكتب له كتابـا ,وأمره أن ل ينظر فـيه
حتـى يسير يومين ثم ينظر فـيه فـيـمضي لـما أمره ,ول يستكره من أصحابه أحدا.
وكان أصحاب عبد ال بن جحش من الـمهاجرين من بنـي عبد شمس أبو حذيفة بن ربـيعة
ومن بنـي أمية بن عبد شمس ,ثم من حلفـائهم عبد ال بن جحش بن رياب ,وهو أمير القوم,
وعكّاشة بن مـحصن بن حرثان أحد بنـي أسد بن خزيـمة ,ومن بنـي نوفل بن عبد مناف
عتبة بن غزوان حلـيف لهم ,ومن بنـي زهرة بن كلب :سعد بن أبـي وقاص ,ومن بنـي
عديّ بن كعب عامر بن ربـيعة حلـيف لهم ,وواقد بن عبد ال بن مناة بن عويـم بن ثعلبة
بن يربوع بن حنظلة ,وخالد بن البكير أحد بنـي سعد بن لـيث حلـيف لهم ,ومن بنـي
الـحرث بن فهر سهيـل بن بـيضاء .فلـما سار عبد ال بن جحش يومين فتـح الكتاب
ونظر فـيه ,فإذا فـيه« :إذا نظرت إلـى كتابـي هذا ,فسر حتـى تنزل نـخـلة بـين مكة
والطائف ,فترصد بها قريشا ,وتعلّـم لنا من أخبـارهم» .فلـما نظر عبد ال بن جحش فـي
الكتاب قال :سمعا وطاعة ,ثم قال لصحابه :قد أمرنـي رسول ال صلى ال عليه وسلم أن
أمضي إلـى نـخـلة فأرصد بها قريشا حتـى آتـيه منهم بخبر ,وقد نهانـي أن أستكره
أحدا منكم ,فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فـيها فلـينطلق ,ومن كره ذلك فلـيرجع,
فأما أنا فماض لمر رسول ال صلى ال عليه وسلم فمضى ومضى أصحابه معه ,فلـم
يتـخـلف عنه أحد ,وسلك علـى الـحجاز ,حتـى إذا كان بـمعدن فوق الفرُع يقال له
نُـجْران ,أضل سعد بن أبـي وقاص ,وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا علـيه يعتقبـانه,
فتـخـلفـا علـيه فـي طلبه ,ومضى عبد ال بن جحش وبقـية أصحابه حتـى نزل
بنـخـلة ,فمرّت به عير لقريش تـحمل زبـيبـا وأدما وتـجارة من تـجارة قريش فـيها
منهم عمرو بن الـحضرمي ,وعثمان بن عبد ال بن الـمغيرة ,وأخوه نوفل بن عبد ال بن
الـمغيرة الـمخزوميان ,والـحكم بن كيسان مولـى هشام بن الـمغيرة فلـما رآهم القوم
هابوهم ,وقد نزلوا قريبـا منهم ,فأشرف لهم عكاشة بن مـحصن ,وقد كان حلق رأسه فلـما
رأوه أمنوا وقالوا :عُمار فل بأس علـينا منهم وتشاور القوم فـيهم ,وذلك فـي أخر يوم من
ن به
جمادى ,فقال القوم :وال لئن تركتـم القوم هذه اللـيـلة لـيدخـلُنّ الـحرم فلـيـمتنع ّ
منكم ,ولئن قتلتـموهم لنقتلنهم فـي الشهر الـحرام .فتردّد القوم فهابوا القدام علـيهم ,ثم
شجعوا علـيهم ,وأجمعوا علـى قتل من قدروا علـيه منهم ,وأخذ ما معهم فرمى واقد بن
عبد ال التـميـمي عمرو بن الـحضرمي بسهم فقتله ,واستأسر عثمان بن عبد ال ,والـحكم
بن كيسان ,وأفلت نوفل بن عبد ال فأعجزهم .وقدم عبد ال بن جحش وأصحابه بـالعير
والسيرين ,حتـى قدموا علـى رسول ال صلى ال عليه وسلم بـالـمدينة .وقد ذكر بعض
آل عبد ال بن جحش أن عبد ال بن جحش قال لصحابه :إن لرسول ال صلى ال عليه وسلم
مـما غنـمتـم الـخمس وذلك قبل أن يفرض الـخمس من الغنائم .فعزل لرسول ال صلى
ال عليه وسلم خمس العير ,وقسم سائرها علـى أصحابه فلـما قدموا علـى رسول ال صلى
شهْ ِر الـحَرَامِ» ,فوقـف العير والسيرين ,وأبى
ال عليه وسلم قال« :ما أ َمرْ ُت ُكمْ بِقِتالٍ فِـي ال ّ
أن يأخذ من ذلك شيئا فلـما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك ,سُقِط فـي أيدي القوم,
وظنوا أنهم قد هلكوا ,وعنفهم الـمسلـمون فـيـما صنعوا ,وقالوا لهم :صنعتـم ما لـم
تؤمروا به ,وقاتلتـم فـي الشهر الـحرام ولـم تؤمروا بقتال وقالت قريش :قد استـحلّ
مـحمد وأصحابه الشهر الـحرام ,فسفكوا فـيه الدم ,وأخذوا فـيه الموال وأسروا .فقال من
يردّ ذلك علـيهم من الـمسلـمين مـمن كان بـمكة :إنـما أصابوا ما أصابوا فـي جمادى
وقالت يهود تتفـاءل بذلك علـى رسول ال صلى ال عليه وسلم :عمرو بن الـحضرمي قتله
واقد بن عبد ال ,عمرو :عمرت الـحرب ,والـحضرمي :حضرت الـحرب ,وواقد بن عبد
ال :وقدت الـحرب فجعل ال علـيهم ذلك وبهم .فلـما أكثر الناس فـي ذلك أنزل ال جل
ل فِـي ِه أي عن قتال فـيه قُلْ قِتالٌ فِـيهِ
حرَامِ قِتا ٍ
شهْرِ الـ َ
ن ال ّ
وعز علـى رسوله :يَسألُو َنكَ عَ ِ
ن ال َقتْلِ أي إن كنتـم قتلتـم فـي الشهر الـحرام فقد
َكبِـيرٌ إلـى قوله :وَال ِف ْتنَ ُة أ ْك َبرُ مِ َ
صدوكم عن سبـيـل ال مع الكفر به ,وعن الـمسجد الـحرام ,وإخراجكم عنه ,إذ أنتـم
ل أي قد كانوا يفتنون
ن ال َقتْ ِ
أهله وولته ,أكبر عند ال من قتل من قتلتـم منهم وَال ِف ْتنَةُ أ ْك َبرُ مِ َ
الـمسلـم عن دينه حتـى يردّوه إلـى الكفر بعد إيـمانه وذلك أكبر عند ال من القتل ,ول
يزالون يقاتلونكم حتـى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ,أي هم مقـيـمون علـى أخبث ذلك
وأعظمه ,غير تائبـين ول نازعين فلـما نزل القرآن بهذا من المر ,وفرج ال عن
الـمسلـمين ما كانوا فـيه من الشّفَق ,قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم العير
والسيرين.
3508ـ حدثنـي موسى بن هارون ,قال :حدثنا عمرو بن حماد ,قال :حدثنا أسبـاط ,عن
ش ْهرِ الـحَرَامِ قِتالٍ فِـيهِ قُلْ قِتالٌ فِـيهِ َكبِـي ٌر وذلك أن رسول ال
عنِ ال ّ
السدي :يَسألُو َنكَ َ
صلى ال عليه وسلم بعث سرية وكانوا سبعة نفر ,وأمّر علـيهم عبد ال بن جحش السدي,
وفـيهم عمار بن ياسر ,وأبو حذيفة بن عتبة بن ربـيعة ,وسعد بن أبـي وقاص ,وعتبة بن
غزوان السلـمي حلـيف لبنـي نوفل ,وسهيـل بن بـيضاء ,وعامر بن فهيرة ,وواقد بن
عبد ال الـيربوعي حلـيف لعمر بن الـخطاب وكتب مع ابن جحش كتابـا وأمره أن ل
يقرأه حتـى ينزل مَلَل ,فلـما نزل ببطن ملل فتـح الكتاب ,فإذا فـيه :أن سر حتـى تنزل
بطن نـخـلة .فقال لصحابه :من كان يريد الـموت فلـيـمض ولـيوص ,فإنـي موص
وماض لمر رسول ال صلى ال عليه وسلم فسار وتـخـلف عنه سعد بن أبـي وقاص
وعتبة بن غزوان أضل راحلة لهما ,فأتـيا نُـجْران يطلبـانها ,وسار ابن جحش إلـى بطن
نـخـلة ,فإذا هم بـالـحكم بن كيسان ,وعبد ال بن الـمغيرة ,والـمغيرة بن عثمان,
وعمرو بن الـحضرمي .فـاقتتلوا ,فأسروا الـحكم بن كيسان وعبد ال بن الـمغيرة ,وانفلت
الـمغيرة ,وقتل عمرو بن الـحضرمي ,قتله واقد بن عبد ال ,فكانت أول غنـيـمة غنـمها
أصحاب مـحمد صلى ال عليه وسلم فلـما رجعوا إلـى الـمدينة بـالسيرين وما غنـموا
من الموال أراد أهل مكة أن يفـادوا بـالسيرين ,فقال النبـيّ صلى ال عليه وسلم:
ظرَ ما َفعَلَ صَاحِبـانا» فلـما رجع سعد وصاحبه فـادى بـالسيرين ,ففجر
«حّتـى َننْ ُ
علـيه الـمشركون وقالوا :مـحمد يزعم أنه يتبع طاعة ال ,وهو أوّل من استـحلّ الشهر
الـحرام وقتل صاحبنا فـي رجب ,فقال الـمسلـمون :إنـما قتلناه فـي جمادى ,وقـيـل
فـي أول لـيـلة من رجب ,وآخر لـيـلة من جمادى وغمد الـمسلـمون سيوفهم حين
ش ْهرِ الـحَرَامِ قِتالٍ فِـي ِه قُلْ
ن ال ّ
دخـل رجب ,فأنزل ال جل وعز يعير أهل مكة :يَسألُو َنكَ عَ ِ
ل فِـي ِه َكبِـيرٌ ل يحل ,وما صنعتـم أنتـم يا مشعر الـمشركين أكبر من القتل فـي
قِتا ٌ
الشهر الـحرام ,حين كفرتـم بـال ,وصددتـم عنه مـحمدا وأصحابه ,وإخراج أهل
الـمسجد الـحرام منه حين أخرجوا مـحمدا ,أكبر من القتل عند ال ,والفتنة هي الشرك
سبِـيـلِ الّلهِ و ُك ْفرٌ بِهِ
ن َ
صدّ عَ ْ
أعظم عند ال من القتل فـي الشهر الـحرام ,فذلك قولهَ :و َ
ن ال َقتْلِ.
ع ْندَ اللّهِ وَال ِف ْتنَةُ أ ْك َبرُ مِ َ
ج أهْلِ ِه ِمنْهُ أ ْك َبرُ ِ
خرَا ُ
سجِ ِد الـحَرَامِ وإ ْ
والـ َم ْ
3509ـ حدثنا مـحمد بن عبد العلـى الصنعانـي ,قال :حدثنا الـمعتـمر بن سلـيـمان
التـيـمي ,عن أبـيه أنه حدثه رجل ,عن أبـي السوار يحدثه ,عن جندب بن عبد ال .عن
رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه بعث رهطا ,فبعث علـيهم أبـا عبـيدة فلـما أخذ
لـينطلق بكى صبـابةً إلـى رسول ال صلى ال عليه وسلم ,فبعث رجلً مكانه يقال له عبد
ال بن جحش ,وكتب له كتابـا ,وأمره أن ل يقرأ الكتاب حتـى يبلغ كذا وكذا ,ول تكرهنّ
أحدا من أصحابك علـى السير معك .فلـما قرأ الكتاب استرجع وقال :سمعا وطاعة لمر ال
ورسوله .فخبرهم الـخبر ,وقرأ علـيهم الكتاب .فرجع رجلن ومضى بقـيتهم .فلقوا ابن
الـحضرمي فقتلوه ,ولـم يدروا ذلك الـيوم من رجب أو من جمادى؟ فقال الـمشركون
للـمسلـمين :فعلتـم كذا وكذا فـي الشهر الـحرام فأتوا النبـيّصلى ال عليه وسلم فحدثوه
ل فِـي ِه َكبِـيرٌ
ل فِـي ِه قُلْ قِتا ٌ
حرَامِ قِتا ٍ
شهْرِ الـ َ
ن ال ّ
الـحديث ,فأنزل ال عز وجل :يَسألُو َنكَ عَ ِ
ع ْن َد اللّهِ وَال ِف ْت َنةُ
خرَاجُ أهِْلهِ ِم ْنهُ أ ْك َبرُ ِ
حرَامِ وَإ ْ
سجِدِ الـ َ
سبِـيـلِ اللّ ِه وكُ ْف ٌر بِهِ وَالـ َم ْ
عنْ َ
صدّ َ
َو َ
أ ْكبَ ُر مِنَ ال َقتْلِ والفتنة :هي الشرك.
وقال بعض الذين أظنه قال :كانوا فـي السرية :وال ما قتله إل واحد ,فقال :إن يكن خيرا
فقد وَلِـيت ,وإن يكن ذنبـا فقد عملت.
3510ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,عن عيسى ,عن ابن أبـي
ش ْهرِ الـحَرَامِ قِتالٍ فِـي ِه قال :إن رجلً
ن ال ّ
نـجيح ,عن مـجاهد فـي قول ال :يَسألُو َنكَ عَ ِ
من بنـي تـميـم أرسله النبـيّ صلى ال عليه وسلم فـي سرية ,فمرّ بـابن الـحضرمي
يحمل خمرا من الطائف إلـى مكة ,فرماه بسهم فقتله وكان بـين قريش ومـحمد عقد ,فقتله
فـي آخر يوم من جمادى الَخرة ,وأول يوم من رجب ,فقالت قريش :فـي الشهر الـحرام
سبِـيـلِ ال وكُ ْفرٌ ِبهِ و صدّ
ن َ
ولنا عهد؟ فأنزل ال جل وعز :قُلْ قِتالٌ فِـي ِه َكبِـيرٌ َوصَدّ عَ ْ
ع ْندَ ال من قتل ابن الـحضرمي ,والفتنة كفر
خرَاجُ أهِْل ِه ِمنْهُ أ ْك َبرُ ِ
حرَامِ وَإ ْ
سجِدِ الـ َ
عن الـ َم ْ
بـال ,وعبـادة الوثان أكبر من هذا كله.
3511ـ حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,عن معمر ,عن الزهري ,وعثمان
الـجزري ,عن مقسم مولـى ابن عبـاس ,قال :لقـي واقد بن عبد ال عمرو بن
الـحضرمي فـي أول لـيـلة من رجب ,وهو يرى أنه من جمادى فقتله ,وهو أول قتـيـل
من الـمشركين ,فعير الـمشركون الـمسلـمين فقالوا :أتقتلون فـي الشهر الـحرام؟ فأنزل
سبِـيـلِ الّلهِ
صدّ عَن َ
شهْ ِر الـحَرَامِ قِتالٍ فِـي ِه قُلْ قِتالٌ فِـي ِه َكبِـيرٌ و َ
ن ال ّ
ال :يَسألُو َنكَ عَ ِ
حرَامِ يقول :وصدّ عن سبـيـل ال ,وكفر بـال والـمسجد الـحرام,
جدِ الـ َ
وكُ ْفرٌ ِبهِ وَالَـمسْ ِ
ع ْندَ الّلهِ من قتل عمرو بن الـحضرمي
خرَاجُ أهْلِ ِه ِمنْ ُه أ ْكبَرُ ِ
وصد عن الـمسجد الـحرام وَإ ْ
والفتنة :يقول :الشرك الذي أنتـم فـيه أكبر من ذلك أيضا .قال الزهري :وكان النبـيّ صلى
ال عليه وسلم فـيـما بلغنا يحرّم القتال فـي الشهر الـحرام ثم ُأحِ ّل بعد.
3512ـ حدثنـي مـحمد بن سعد ,قال :ثنـي أبـي ,قال :ثنـي عمي ,قال :ثنـي أبـي,
ش ْهرِ الـحَرَامِ قِتالٍ فِـي ِه قُلْ قِتالٌ فِـيهِ
ن ال ّ
عن أبـيه ,عن ابن عبـاس قوله :يَسألُو َنكَ عَ ِ
َكبِـيرٌ وذلك أن الـمشركين صدّوا رسول ال صلى ال عليه وسلم ,وردّوه عن الـمسجد
الـحرام فـي شهر حرام ,ففتـح ال علـى نبـيه فـي شهر حرام من العام الـمقبل ,فعاب
الـمشركون علـى رسول ال صلى ال عليه وسلم القتال فـي شهر حرام ,فقال ال جل
ع ْندَ الّلهِ
خرَاجُ أهْلِه ِمنْ ُه أ ْكبَرُ ِ
جدِ الـحَرَامِ وَإ ْ
سِسبِـيـلِ الّلهِ وكُ ْفرٌ بِهِ وَالـ َم ْ
ن َ
وعزَ :وصَدّ عَ ْ
من القتل فـيه وإن مـحمدا بعث سرية ,فلقوا عمرو بن الـحضرمي وهو مقبل من الطائف
آخر لـيـلة من جمادى وأول لـيـلة من رجب وإن أصحاب مـحمد صلى ال عليه وسلم
كانوا يظنون أن تلك اللـيـلة من جمادى وكانت أول رجب ولـم يشعروا ,فقتله رجل منهم
ش ْهرِ
عنِ ال ّ
واحد .وإن الـمشركين أرسلوا يعيرونه بذلك ,فقال ال جل وعز :يَسألُو َنكَ َ
الـحَرَامِ قِتالٍ فِـي ِه قُلْ قِتالٌ فِـي ِه َكبِـيرٌ وغير ذلك أكبر منه صدّ عن سبـيـل ال ,وكفر
به ,والـمسجد الـحرام ,وإخراج أهله منه ,إخراج أهل الـمسجد الـحرام أكبر من الذي
أصاب مـحمدٌ والشرك بـال أشد.
3513ـ حدثنا أحمد بن إسحاق ,قال :حدثنا أبو أحمد ,قال :حدثنا سفـيان ,عن حصين ,عن
ل فِـي ِه قُلْ قِتالٌ فِـي ِه َكبِـيرٌ
حرَامِ قِتا ٍ
شهْرِ الـ َ
ن ال ّ
أبـي مالك ,قال :لـما نزلت :يَسألُو َنكَ عَ ِ
إلـى قوله :وَال ِف ْتنَ ُة أ ْكبَرُ ِمنَ ال َقتْ ِل استكبروه ,فقال :والفتنة :الشرك الذي أنتـم علـيه
مقـيـمون أكبر مـما استكبرتـم.
3514ـ حدثت عن عمار بن الـحسن ,قال :حدثنا عبد ال بن أبـي جعفر ,عن أبـيه ,عن
حصين ,عن أبـي مالك الغفـاري قال :بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم عبد ال بن
جحش فـي جيش ,فلقـي ناسا من الـمشركين ببطن نـخـلة ,والـمسلـمون يحسبون أنه
آخر يوم من جمادى ,وهو أول يوم من رجب ,فقتل الـمسلـمون ابن الـحضرمي ,فقال
الـمشركون :ألستـم تزعمون أنكم تـحرمون الشهر الـحرام والبلد الـحرام؟ وقد قتلتـم
ل فِـي ِه َكبِـيرٌ
ل فِـي ِه قُلْ قِتا ٌ
حرَامِ قِتا ٍ
شهْرِ الـ َ
ن ال ّ
فـي الشهر الـحرام فأنزل ال :يَسألُو َنكَ عَ ِ
ع ْندَ الّل ِه مِنَ الذي استكبرتـم من قتل ابن الـحضرمي والفتنة التـي أنتـم
إلـى قوله :أ ْك َبرُ ِ
علـيها مقـيـمون ,يعنـي الشرك أكبر من القتل.
3515ـ حدثت عن عمار ,قال :حدثنا ابن أبـي جعفر ,عن أبـيه ,عن قتادة ,قال :وكان
يسميها ,يقول :لقـي واقد بن عبد ال التـميـمي عمرو بن الـحضرمي ببطن نـخـلة
فقتله.
3516ـ حدثنا القاسم ,قال :حدثنا الـحسين ,قال :ثنـي حجاج ,عن ابن جريج ,قال :قلت
ل فِـي ِه فـيـمن نزلت؟ قال :ل أدري ,قال ابن
حرَامِ قِتا ٍ
شهْرِ الـ َ
ن ال ّ
لعطاء قوله :يَسألُو َنكَ عَ ِ
جريج :قال عكرمة ومـجاهد :فـي عمرو بن الـحضرمي ,قال ابن جريج :وأخبرنا ابن
أبـي حسين عن الزهري ذلك أيضا.
3517ـ حدثنا القاسم ,قال :حدثنا الـحسين ,قال :ثنـي حجاج ,عن ابن جريج ,قال :قال
جدِ الـحَرَامِ قال
سِسبِـيـلِ الّلهِ و ُك ْفرٌ بِهِ وَالـ َم ْ
ن َ
صدّ عَ ْ
ل فِـي ِه َكبِـيرٌ َو َ
مـجاهد :قُلْ قِتا ٌ
يقول :صدّ عن الـمسجد الـحرام وإخراج أهله منه ,فكل هذا أكبر من قتل ابن الـحضرمي,
والفتنة أكبر من القتل كفر بـال وعبـادة الوثان أكبر من هذا كله.
3518ـ حدثت عن الـحسين بن الفرج ,قال :سمعت أبـا معاذ الفضل بن خالد ,قال :أخبرنا
عبـيد بن سلـيـمان البـاهلـي ,قال :سمعت الضحاك بن مزاحم يقول فـي قوله :يَسألُو َنكَ
ش ْهرِ الـحَرَامِ قِتالٍ فِـي ِه قُلْ قِتالٌ فِـيهِ َكبِـيرٌ كان أصحاب مـحمد صلى ال عليه
عنِ ال ّ
َ
وسلم قتلوا ابن الـحضرمي فـي الشهر الـحرام ,فعير الـمشركون الـمسلـمين بذلك ,فقال
ال :قتال فـي الشهر الـحرام كبـير ,وأكبر من ذلك صدّ عن سبـيـل ال وكفر به,
وإخراج أهل الـمسجد الـحرام من الـمسجد الـحرام.
وهذان الـخبران اللذان ذكرناهما عن مـجاهد والضحاك ,ينبئان عن صحة ما قلنا فـي
رفع «الصدّ» به ,وأن رافعه «أكبر عند ال» ,وهما يؤكدان صحة ما روينا فـي ذلك عن ابن
عبـاس ,ويدلن علـى خطأ من زعم أنه مرفوع علـى العطف علـى الكبـير.
وقول من زعم أن معناه :وكبـير ص ّد عن سبـيـل ال ,وزعم أن قوله« :وإخراج أهله
منه أكبر عند ال» خبر منقطع عما قبله مبتدأ.
3519ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ,قال :حدثنا هشيـم ,قال :أخبرنا إسماعيـل بن
ل قال :يعنـي به الكفر.
ن ال َقتْ ِ
سالـم ,عن الشعبـي فـي قوله :وَال ِف ْت َنةُ أ ْك َبرُ مِ َ
ج أهْلِ ِه ِمنْهُ
خرَا ُ
3520ـ حدثنا بشر بن معاذ ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة :وَإ ْ
ن ال َقتْلِ
ع ْندَ الّلهِ من ذلك .ثم عير الـمشركين بأعمالهم أعمال السوء فقال :وَال ِف ْت َنةُ أ ْك َبرُ مِ َ
أ ْكبَرُ ِ
أي الشرك بـال أكبر من القتل .وبـمثل الذي قلنا من التأويـل فـي ذلك رُوي عن ابن
عبـاس.
3521ـ حدثنـي مـحمد بن سعد ,قال :ثنـي أبـي ,قال :ثنـي عمي ,قال :ثنـي أبـي,
عن أبـيه ,عن ابن عبـاس قال :لـما قتل أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم عمرو بن
الـحضرمي فـي آخر لـيـلة من جمادى وأول لـيـلة من رجب ,أرسل الـمشركون
حرَامِ قِتالٍ
شهْرِ الـ َ
ن ال ّ
إلـى رسول ال صلى ال عليه وسلم يعيرونه بذلك ,فقال :يَسألُو َنكَ عَ ِ
فِـي ِه قُلْ قِتالٌ فِـي ِه َكبِـيرٌ وغير ذلك أكبر منه :صدّ عن سبـيـل ال ,وكفر به ,والـمسجد
الـحرام ,وإخراج أهله منه أكبر من الذي أصاب مـحمد صلى ال عليه وسلم.
سبِـيـلِ الّل ِه فقال
عنْ َ
صدّ َ
وأما أهل العربـية فإنهم اختلفوا فـي الذي ارتفع به قوله :و َ
بعض نـحويـي الكوفـيـين فـي رفعه وجهان :أحدهما :أن يكون الص ّد مردودا علـى
الكبـير ,يريد :قل القتال فـيه كبـير ,وصدّ عن سبـيـل ال وكفر به ,وإن شئت جعلت
الص ّد كبـيرا ,يريد به :قل القتال فـيه كبـير ,وكبـير الص ّد عن سبـيـل ال والكفر به,
قال :فأخطأ ,يعنـي الفراء فـي كل تأويـلـيه ,وذلك أنه إذا رفع الصدّ عطفـا به علـى
كبـير ,يصير تأويـل الكلم :قل القتال فـي الشهر الـحرام كبـير ,وصدّ عن سبـيـل
ال ,وكفر بـال .وذلك من التأويـل خلف ما علـيه أهل السلم جميعا ,لنه لـم يدّع أحد
أن ال تبـارك وتعالـى جعل القتال فـي الشهر الـحرم كفرا بـال ,بل ذلك غير جائز أن
يتوهم علـى عاقل يعقل ما يقول أن يقوله ,وكيف يجوز أن يقوله ذو فطرة صحيحة ,وال جل
ع ْندَ اللّهِ؟ فلو كان الكلم علـى ما رآه
ج أهْلِ ِه ِمنْهُ أ ْك َبرُ ِ
خرَا ُ
ثناؤه يقول فـي أثر ذلك :وَإ ْ
جائزا فـي تأويـله هذا ,لوجب أن يكون إخراج أهل الـمسجد الـحرام من الـمسجد
ج أهْلِ ِه ِمنْهُ أ ْك َبرُ
خرَا ُ
الـحرام كان أعظم عند ال من الكفر به ,وذلك أنه يقول فـي أثره :وَإ ْ
ع ْندَ الّلهِ وفـي قـيام الـحجة بأن ل شيء أعظم عند ال من الكفر به ,ما يبـين عن خطأ
ِ
هذا القول .وأما إذا رفع الصد بـمعنى ما زعم أنه الوجه الَخر ,وذلك رفعه بـمعنى:
وكبـير صد عن سبـيـل ال ,ثم قـيـل :وإخراج أهله منه أكبر عند ال ,صار الـمعنى:
إلـى أن إخراج أهل الـمسجد الـحرام من الـمسجد الـحرام أعظم عند ال من الكفر
بـال ,والصدّ عن سبـيـله ,وعن الـمسجد الـحرام ,ومتأوّل ذلك كذلك داخـل من الـخطأ
فـي مثل الذي دخـل فـيه القائل القول الول من تصيـيره بعض خلل الكفر أعظم عند
ال من الكفر بعينه ,وذلك مـما ل يُخيـل علـى أحد خطؤه وفساده.
وكان بعض أهل العربـية من أهل البصرة يقول :القول الول فـي رفع الصد ,ويزعم أنه
خرَاجُ أهْلِ ِه مرفوعا علـى البتداء ,وقد بـينا
معطوف به علـى الكبـير ,ويجعل قوله :وَإ ْ
فساد ذلك وخطأ تأويـله.
ش ْهرِ الـحَرَامِ قِتالٍ فِـي ِه قُلْ قِتالٌ فِـيهِ
عنِ ال ّ
ثم اختلف أهل التأويـل فـي قوله :يَسألُو َنكَ َ
َكبِـيرٌ هل هو منسوخ أم ثابت الـحكم؟ فقال بعضهم :هو منسوخ بقوله ال جل وعز :وَقاتِلُوا
الـمُشْركِينَ كافّةً كمَا يُقاتِلُو َن ُكمْ كافّ ًة وبقوله :ا ْقتُلُوا الـمُشْركينَ .ذكر من قال ذلك:
3522ـ حدثنا القاسم ,قال :حدثنا الـحسين ,قال :ثنـي حجاج ,عن ابن جريج ,قال :قال
عطاء بن ميسرة :أحل القتال فـي الشهر الـحرام فـي براءة قوله :فَلَ َتظْلِـمُوا فِـيهِنّ
ن كافّ ًة يقول :فـيهن وفـي غيرهن.
شرِكي َ
سكُمْ وَقاتِلُوا الـ ُم ْ
أنْ ُف َ
3523ـ حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر ,عن الزهري,
قال :كان النبـي صلى ال عليه وسلم فـيـما بلغنا يحرم القتال فـي الشهر الـحرام ,ثم
أحلّ بعد.
وقال آخرون :بل ذلك حكم ثابت ل يحل القتال لحد فـي الشهر الـحرم بهذه الية ,لن
ال جعل القتال فـيه كبـيرا .ذكر من قال ذلك:
3524ـ حدثنا القاسم ,قال :حدثنا الـحسن ,قال :ثنـي حجاج ,عن ابن جريج ,عن مـجاهد,
ش ْهرِ الـحَرَامِ قِتالٍ فِـيهِ قُلْ قِتالٌ فِـيهِ َكبِـي ٌر قلت :ما لهم
عنِ ال ّ
قال :قلت لعطاء :يَسألُو َنكَ َ
وإذ ذاك ل يحل لهم أن يغزوا أهل الشرك فـي الشهر الـحرام ,ثم غزوهم بعد فـيه ,فحلف
لـي عطاء بـال ما يحل للناس أن يغزوا فـي الشهر الـحرام ,ول أن يقاتلوا فـيه ,وما
يستـحب ,قال :ول يدعون إلـى السلم قبل أن يقاتلوا ول إلـى الـجزية تركوا ذلك.
والصواب من القول فـي ذلك ما قاله عطاء بن ميسرة ,من أن النهي عن قتال الـمشركين
شهْرا
شرَ َ
عَع ْندَ ال اثْنا َ
شهِور ِ
ع ّدةَ ال ّ
فـي الشهر الـحرم منسوخ بقول ال جل ثناؤه :إنّ ِ
ن القَـيّـ ُم فَل
ح ُرمٌ ذَِلكَ الدّي ُ
سمَوَاتِ والرْضَ ِمنْها أ ْر َبعَةٌ ُ
فِـي كِتابِ الّلهِ َي ْومَ خَـَلقَ ال ّ
ن كافّ ًة كمَا يُقاتِلُونَكمْ كافّة .وإنـما قلنا ذلك ناسخ
سكُمْ ,وَقاتِلُوا الـ ُمشْ ِركِي َ
ن أنْ ُف َ
َتظْلِـمُوا فِـيه ّ
حرَامِ قِتالٍ فِـيهِ قُلْ قِتالٌ فِـيهِ َكبِـيرٌ لتظاهر الخبـار عن
ش ْهرِ الـ َ
عنِ ال ّ
لقوله :يَسألُو َنكَ َ
رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه غزا هوازن بحنـين ,وثقـيفـا بـالطائف ,وأرسل أبـا
عامر إلـى أوطاس لـحرب من بها من الـمشركين فـي بعض الشهر الـحرم ,وذلك
فـي شوّال وبعض ذي القعدة ,وهو من الشهر الـحرم .فكان معلوما بذلك أنه لو كان القتال
فـيهن حراما وفـيه معصية ,كان أبعد الناس من فعله صلى ال عليه وسلم .وأخرى :أن
جميع أهل العلـم بسير رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تتدافع أن بـيعة الرضوان علـى
قتال قريش كانت فـي أول ذي القعدة ,وأنه صلى ال عليه وسلم إنـما دعا أصحابه إلـيها
يومئذ لنه بلغه أن عثمان بن عفـان قتله الـمشركون إذ أرسله إلـيهم بـما إرسله به من
الرسالة ,فبـايع صلى ال عليه وسلم علـى أن يناجز القوم الـحرب ويحاربهم حتـى رجع
عثمان بـالرسالة ,وجرى بـين النبـيّ صلى ال عليه وسلم وقريش الصلـح ,فكفّ عن
حربهم حينئذ وقتالهم ,وكان ذلك فـي ذي القعدة ,وهو من الشهر الـحرم .فإذا كان ذلك
حرَامِ قِتالٍ فِـيهِ قُلْ قِتالٌ فِـيهِ
ش ْهرِ الـ َ
عنِ ال ّ
كذلك فبـين صحة ما قلنا فـي قوله :يَسألُو َنكَ َ
َكبِـيرٌ وأنه منسوخ.
ن ظانّ أن النهي عن القتال فـي الشهر الـحرم كان بعد استـحلل النبـيّ صلى
فإن ظ ّ
ال عليه وسلم إياهنّ لـما وصفنا من حروبه ,فقد ظنّ جهلً وذلك أن هذه الية ,أعنـي قوله:
ش ْهرِ الـحَرَامِ قِتالٍ فِـيهِ فـي أمر عبد ال بن جحش وأصحابه ,وما كان من
عنِ ال ّ
يَسألُو َنكَ َ
أمرهم وأمر القتـيـل الذي قتلوه ,فأنزل ال فـي أمره هذه الية فـي آخر جمادى الَخرة
من السنة الثانـية من مقدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الـمدينة وهجرته إلـيها ,وكانت
وقعة حنـين والطائف فـي شوّال من سنة ثمان من مقدمه الـمدينة وهجرته إلـيها,
وبـينهما من الـمدة ما ل يخفـى علـى أحد.
ن دِينِ ُكمْ إنِ
ن يُقاتِلُو َن ُكمْ حّتـى َي ُردّو ُكمْ عَ ْ
القول فـي تأويـل قوله تعالـى :وَل َيزَالُو َ
ستَطاعُوا.
اْ
يعنـي تعالـى ذكره :ول يزال مشركو قريش يقاتلونكم حتـى يردوكم عن دينكم إن قدروا
علـى ذلك .كما:
3525ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا سلـمة ,قال :ثنـي ابن إسحاق ,قال :ثنـي الزهري
عنْ دِي ِن ُكمْ إنِ
ويزيد بن رومان ,عن عروة بن الزبـير :وَل يَزَالُونَ يُقاتِلُو َن ُكمْ حّتـى َي ّردّو ُكمْ َ
ستَطاعُوا أي هم مقـيـمون علـى أخبث ذلك وأعظمه ,غير تائبـين ول نازعين ,يعنـي
اْ
علـى أن يفتنوا الـمسلـمين عن دينهم حتـى يردوهم إلـى الكفر ,كما كانوا يفعلون بـمن
قدروا علـيه منهم قبل الهجرة.
3526ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى ,عن ابن أبـي
ن دِي ِنكُمْ
ن يُقاتِلُو َن ُكمْ حّتـى َيرّدّو ُكمْ عَ ْ
نـجيح ,عن مـجاهد فـي قول ال عز وجل :وَل َيزَالُو َ
ستَطاعُوا قال :كفـار قريش.
ناْ
إِ
ن دِينِهِ فَـيَـمُتْ وَهُ َو كافِرٌ فأُوَل ِئكَ
القول فـي تأويـل قوله تعالـىَ :و َمنْ َي ْر َتدِ ْد ِم ْنكُمْ عَ ْ
خرَةِ وأُوَل ِئكَ أصْحابُ النّارِ ُهمْ فِـيهَا خاِلدُون.
لِحبِطَتْ أعْماُل ُهمْ فِـي ال ّدنْـيا وا َ
َ
ن دِينِهِ من يرجع منكم عن دينه ,كما قال جل
يعنـي بقوله جل ثناؤهَ :و َمنْ َي ْر َتدِ ْد ِم ْنكُمْ عَ ْ
ثناؤه :فـا ْر َتدّا علـى آثارهِما قَصَصا يعنـي بقوله :فـارتدا :رجعا .ومن ذلك قـيـل:
استردّ فلن حقه من فلن ,إذا استرجعه منه .وإنـما أظهر التضعيف فـي قولهَ :ي ْر َتدِدْ لن
لم الفعل ساكنة بـالـجزم ,وإذا سكنت فـالقـياس ترك التضعيف ,وقد تضعف وتدغم وهي
ساكنة بناء علـى التثنـية والـجمع.
وقوله :فَـيَـمُتْ وَهُ َو كا ِفرٌ يقول :من يرجع عن دينه ,دين السلم ,فـيـمت وهو كافر,
ح ِبطَتْ أعْماُلهُمْ
فـيـمت قبل أن يتوب من كفره ,فهم الذين حبطت أعمالهم يعنـي بقولهَ :
بطلت وذهبت ,وبطولها :ذهاب ثوابها ,وبطول الجر علـيها والـجزاء فـي دار الدنـيا
والَخرة.
وقوله :وأُوَل ِئكَ أصْحابُ النّارِ ُهمْ فِـيهَا خاِلدُونَ يعنـي الذين ارتدوا عن دينهم فماتوا علـى
كفرهم ,هم أهل النار الـمخـلدون فـيها .وإنـما جعلهم أهلها لنهم ل يخرجون منها ,فهم
سكانها الـمقـيـمون فـيها ,كما يقال :هؤلء أهل مـحلة كذا ,يعنـي سكانها
ن هم فـيها لبثون لبثا من غير أمد
الـمقـيـمون فـيها .ويعنـي بقولهُ :ه ْم فِـيهَا خاِلدُو َ
ول نهاية.
ط ّهرِينَ.
ب الـ ُمتَ َ
ن اللّ َه ُيحِبّ التّوابِـينَ و ُيحِ ّ
القول فـي تأويـل قوله تعالـى :إ ّ
ن اللّ َه ُيحِبّ التّوابِـينَ الـمنـيبـين من الدبـار عن ال
يعنـي تعالـى ذكره بقوله :إ ّ
وعن طاعته إلـيه وإلـى طاعته وقد بـينا معنى التوبة قبل.
ن فقال بعضهم :هم الـمتطهرون بـالـماء.
ط ّهرِي َ
ب الـ ُمتَ َ
واختلف فـي معنى قوله :و ُيحِ ّ
ذكر من قال ذلك:
3699ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا يحيى بن واضح ,قال :حدثنا طلـحة ,عن عطاء قوله:
ن قال :الـمتطهرين
طهّرِي َ
ن قال :التوابـين من الذنوب ,و ُيحِبّ الـ ُم َت َ
ن اللّ َه ُيحِبّ التّوابِـي َ
إّ
بـالـماء للصلة.
3700ـ حدثنـي أحمد بن حازم ,قال :حدثنا أبو نعيـم ,قال :حدثنا طلـحة ,عن عطاء,
مثله.
ن الّلهَ ُيحِبّ
3701ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا وكيع ,عن طلـحة بن عمرو ,عن عطاء :إ ّ
ن بـالـماء للصلة.
ط ّهرِي َ
ب الـ ُمتَ َ
التّوابِـينَ من الذنوب لـم يصيبوها و ُيحِ ّ
وقال آخرون :معنى ذلك إن ال يحب التوابـين من الذنوب ,ويحب الـمتطهرين من
أدبـار النساء أن يأتوها .ذكر من قال ذلك:
3702ـ حدثنا أحمد بن حازم ,قال :حدثنا أبو نعيـم ,قال :حدثنا إبراهيـم بن نافع ,قال:
سمعت سلـيـمان مولـى أم علـي ,قال :سمعت مـجاهدا يقول :من أتـى امرأته فـي
دبرها فلـيس من الـمتطهرين.
وقال آخرون :معنى ذلك« :ويحب الـمتطهرين» من الذنوب أن يعودوا فـيها بعد التوبة
بها .ذكر من قال ذلك:
3703ـ حدثنا القاسم ,قال :حدثنا الـحسين ,قال :ثنـي حجاج ,عن ابن جريج ,عن مـجاهد:
ن من الذنوب لـم يصيبوها ,و ُيحِبّ الـ ُم َتطَ ّهرِينَ من الذنوب :ل يعودون فـيها.
ُيحِبّ التّوابِـي َ
وأولـى القوال فـي ذلك بـالصواب قول من قال :إن ال يحبّ التوّابـين من الذنوب,
ب الـمتطهرين بـالـماء للصلة لن ذلك هو الغلب من ظاهر معانـيه .وذلك أن ال
ويح ّ
تعالـى ذكره ذكر أمر الـمـحيض ,فنهاهم عن أمور كانوا يفعلونها فـي جاهلـيتهم ,من
تركهم مساكنة الـحائض ومؤاكلتها ومشاربتها ,وأشياء غير ذلك مـما كان تعالـى ذكره
يكرهها من عبـاده .فلـما استفتـى أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك أوحى
ال تعالـى إلـيه فـي ذلك ,فبـين لهم ما يكرهه مـما يرضاه ويحبه ,وأخبرهم أنه يحبّ من
خـلقه من أناب إلـى رضاه ومـحبته ,تائبـا مـما يكرهه .وكان مـما بـين لهم من ذلك
أنه قد حرم علـيهم إتـيان نسائهم وإن طهرن من حيضهن حتـى يغتسلن ,ثم قال :وَل
ن ف ْأتُو ُهنّ فإن ال يحبّ الـمتطهرين ,يعنـي بذلك
طهّرْ َ
ط ُهرْنَ فَإذَا َت َ
ن حّتـى َي ْ
تَ ْق َربُوهُ ّ
الـمتطهرين من الـجنابة والحداث للصلة ,والـمتطهرات بـالـماء من الـحيض
والنفـاس والـجنابة والحداث من النساء .وإنـما قال :ويحبّ الـمتطهرين ,ولـم يقل
الـمتطهرات ,وإنـما جرى قبل ذلك ذكر التطهر للنساء لن ذلك بذكر الـمتطهرين يجمع
الرجال والنساء ,ولو ذكر ذلك بذكر الـمتطهرات لـم يكن للرجال فـي ذلك حظ ,وكان
للنساء خاصة ,فذكر ال تعالـى ذكره بـالذكر العام جميع عبـاده الـمكلفـين ,إذ كان قد
تعبد جميعهم بـالتطهر بـالـماء ,وإن اختلفت السبـاب التـي توجب التطهر علـيهم
بـالـماء فـي بعض الـمعانـي واتفقت فـي بعض.
3761ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ,قال :حدثنا هشيـم ,قال :أخبرنا ابن أبـي
لـيـلـى ,عن عطاء ,قال :أتـيت عائشة مع عبـيد بن عمير ,فسألها عبـيد عن قوله :ل
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُ ُم فقالت عائشة :هو قول الرجل :ل وال ,وبلـى وال ,ما
يُؤَا ِ
لـم يعقد علـيه قلبه.
3762ـ حدثنـي يعقوب ,قال :حدثنا ابن علـية قال :أخبرنا ابن جريج ,عن عطاء ,قال:
انطلقت مع عبـيد بن عمير إلـى عائشة وهي مـجاورة فـي ثبـير ,فسألها عبـيد عن لغو
الـيـمين ,فقالت :ل وال ,وبلـى وال.
3763ـ حدثنا مـحمد بن موسى الـحرسي ,قال :حدثنا حسان بن إبراهيـم الكرمانـي,
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ
قال :حدثنا إبراهيـم الصائغ ,عن عطاء فـي قوله :ل يُؤَا ِ
قال :قالت عائشة :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم« :هُ َو قَوْلُ ال ّرجُلِ فِـي بَـيْتِ ِه كَلّ وَاللّهِ
َوبَلـى وَالّلهِ».
3764ـ حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر ,عن الزهري,
خذُ ُكمُ الّلهُ بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ قالت :هم القوم
عن عروة ,عن عائشة فـي قوله :ل ُيؤَا ِ
يتدارءون فـي المر ,فـيقول هذا :ل وال ,وبلـى وال ,وكل وال ,يتدارءون فـي المر ل
تعقد علـيه قلوبهم.
خذُ ُكمُ
3765ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا جرير ,عن مغيرة ,عن الشعبـي فـي قوله :ل ُيؤَا ِ
اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُ ُم قال :قول الرجل :ل وال ,وبلـى وال ,يصل به كلمه لـيس
فـيه كفـارة.
3766ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ,قال :حدثنا هشيـم ,قال :أخبرنا الـمغيرة ,عن
الشعبـي ,قال :هو الرجل يقول :ل وال ,وبلـى وال ,يصل حديثه.
3767ـ حدثنا حميد بن مسعدة ,قال :حدثنا بشر بن الـمفضل ,قال :حدثنا ابن عون ,قال:
خ ُذكُمُ الّل ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِنكُمُ قال :هو ل وال ,وبلـى وال.
سألت عامرا عن قوله :ل ُيؤَا ِ
3768ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ,قال :حدثنا ابن علـية ,وحدثنا ابن وكيع ,قال :حدثنا
أبـي جميعا ,عن ابن عون ,عن الشعبـي مثله.
3769ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم وابن وكيع ,قال :حدثنا ابن علـية ,قال :حدثنا أيوب,
قال :قال أبو قلبة فـي «ل وال وبلـى وال» :أرجو أن يكون لغة.
وقال يعقوب فـي حديثه :أرجو أن يكون لغوا .وقال ابن وكيع فـي حديثه :أرجو أن يكون
لغة ,ولـم يشك.
3770ـ حدثنا أبو كريب وابن وكيع وهناد ,قالوا :حدثنا وكيع ,عن إسماعيـل بن أبـي
خالد ,عن أبـي صالـح ,قال :ل وال ,وبلـى وال.
3771ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا وكيع ,عن مالك ,عن عطاء ,قال :سمعت عائشة تقول
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ قالت :ل وال ,وبلـى وال.
فـي قوله :ل يُؤَا ِ
3772ـ حدثنا هناد ,قال :حدثنا وكيع ,عن مالك بن مغول ,عن عطاء ,مثله.
3773ـ حدثنا هناد ,قال :حدثنا أبو معاوية ,عن عاصم الحول ,عن عكرمة فـي قوله :ل
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُ ُم قال :هو قول الناس :ل وال وبلـى وال.
يُؤَا ِ
3774ـ حدثنا سفـيان بن وكيع ,قال :حدثنا أبو معاوية ,عن عاصم ,عن الشعبـي وعكرمة
قال :ل وال ,وبلـى وال.
3775ـ حدثنا ابن وكيع ,قال :حدثنا ابن عيـينة عن عمرو ,عن عطاء ,قال :دخـلت مع
عبـيد بن عمير علـى عائشة ,فسألها ,فقالت :ل وال ,وبلـى وال.
3776ـ حدثنا ابن وكيع ,قال :حدثنا حفص ,عن ابن أبـي لـيـلـى وأشعث ,عن عطاء,
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُ ُم قالت :ل وال ,وبلـى وال.
عن عائشة :ل يُؤَا ِ
3777ـ حدثنا ابن وكيع ,قال :حدثنا أبـي وجرير ,عن هشام ,عن أبـيه ,عن عائشة قالت:
ل وال ,وبلـى وال.
3778ـ حدثنا ابن وكيع وهناد ,قال :حدثنا يعلـى ,عن عبد الـملك ,عن عطاء ,قال :قالت
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُ ُم قالت :هو قولك :ل وال,
عائشة فـي قول ال :ل يُؤَا ِ
وبلـى وال ,لـيس لها عقد اليـمان.
3779ـ حدثنا هناد ,قال :حدثنا أبو الحوص ,عن مغيرة ,عن الشعبـيّ قال :اللغو :قول
الرجل :ل وال ,وبلـى وال ,يصل به كلمه ما لـم يشكّ شيئا يعقد علـيه قلبه.
3780ـ حدثنـي يونس ,أخبرنا ابن وهب ,قال :أخبرنـي عمرو أن سعيد بن أبـي هلل
حدثه أنه سمع عطاء بن أبـي ربـاح يقول :سمعت عائشة تقول :لغو الـيـمين قول الرجل:
ل وال ,وبلـى وال فـيـما لـم يعقد علـيه قلبه.
3781ـ حدثنـي يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال عمرو :وحدثنـي عبد ال بن عبد
الرحمن بن أبـي حسين النوفلـي ,عن عطاء ,عن عائشة ,بذلك.
3782ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا جرير ,عن منصور ,عن الـحكم ,عن مـجاهد فـي
خ ُذكُ ُم اللّ ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِنكُمُ قال :الرجلن يتبـايعان ,فـيقول أحدهما :وال
قوله :ل يُؤَا ِ
ل أبـيعك بكذا وكذا ,ويقول الَخر :وال ل أشتريه بكذا وكذا فهذا اللغو ل يؤاخذ به.
وقال آخرون :بل اللغو فـي الـيـمين :الـيـمين التـي يحلف بها الـحالف وهو يرى
أنه كما يحلف علـيه ثم يتبـين غير ذلك وأنه بخلف الذي حلف علـيه .ذكر من قال ذلك:
3783ـ حدثنـي يونس بن عبد العلـى ,قال :أخبرنـي ابن نافع ,عن أبـي معشر ,عن
مـحمد بن قـيس ,عن أبـي هريرة أنه كان يقول :لغو الـيـمين :حلف النسان علـى
الشيء يظن أنه الذي حلف علـيه ,فإذا هو غير ذلك.
3784ـ حدثنـي مـحمد بن سعد ,قال :ثنـي أبـي ,قال :ثنـي عمي ,قال :ثنـي أبـي,
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ واللغو :أن يحلف
عن أبـيه ,عن ابن عبـاس قوله :ل يُؤَا ِ
الرجل علـى الشيء يراه حقا ولـيس بحق.
3785ـ حدثنا الـمثنى ,قال :حدثنا أبو صالـح :قال :ثنـي معاوية ,عن علـي ,عن ابن
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ هذا فـي الرجل يحلف علـى أمر إضرار
عبـاس :ل يُؤَا ِ
أن يفعله فل يفعله ,فـيرى الذي هو خير منه ,فأمره ال أن يكفر عن يـمينه ويأتـي الذي
هو خير .ومن اللغو أيضا :أن يحلف الرجل علـى أمر ل يألو فـيه الصدق وقد أخطأ فـي
يـمينه ,فهذا الذي علـيه الكفـارة ول إثم علـيه.
3786ـ حدثنا ابن بشار وابن الـمثنى ,قال :حدثنا أبو داود ,قال :حدثنا هشام ,عن قتادة ,عن
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ قال :خطأ غير عمد.
سلـيـمان بن يسار فـي قوله :ل يُؤَا ِ
3787ـ حدثنا ابن بشار قال :حدثنا ابن أبـي عديّ ,عن عوف ,عن الـحسن فـي هذه
خذُ ُكمُ الّلهُ بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ قال :هو أن تـحلف علـى الشيء وأنت
الية :ل ُيؤَا ِ
يخيـل إلـيك أنه كما حلفت ولـيس كذلك فل يؤاخذه ال ول كفـارة ,ولكن الـمؤاخذة
والكفـارة فـيـما حلف علـيه علـى علـم.
3788ـ حدثنا هناد وابن وكيع ,قال :حدثنا وكيع ,عن الفضل بن دلهم ,عن الـحسن ,قال:
هو الرجل يحلف علـى الـيـمين ل يرى إل أنه كما حلف.
خ ُذكُمُ الّلهُ
3789ـ حدثنا سفـيان ,قال :حدثنا أبو معاوية ,عن عاصم ,عن الـحسن :ل ُيؤَا ِ
بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُمُ قال :هو الرجل يحلف علـى الـيـمين يرى أنها كذلك ,ولـيست
كذلك.
3790ـ حدثنا هناد ,قال :حدثنا عبدة ,عن سعيد ,عن قتادة ,عن الـحسن فـي قوله :ل
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُ ُم قال :هو الرجل يحلف علـى الشي ,وهو يرى أنه كذلك,
يُؤَا ِ
فل يكون كما قال فل كفـارة علـيه.
3791ـ حدثنا هناد وأبو كريب وابن وكيع ,قالوا :حدثنا وكيع ,عن سفـيان ,وحدثنا الـحسن
بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا الثوري عن ابن أبـي نـجيح ,عن مـجاهد:
خ ُذ ُكمُ الّلهُ بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ قال :هو الرجل يحلف علـى الـيـمين ل يرى إل
ل يُؤَا ِ
أنها كما حلف علـيه ,ولـيست كذلك.
3792ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,عن عيسى ,عن ابن أبـي
خ ُذ ُكمُ الّلهُ بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ قال :من حلف بـال ول يعلـم
نـجيح فـي قول ال :ل يُؤَا ِ
إل أنه صادق فـيـما حلف.
3793ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا أبو حذيفة ,قال :حدثنا شبل ,عن ابن أبـي نـجيح,
خ ُذكُمُ الّلهُ بـالّلغْو فِـي أيـمَانِ ُكمُ حلف الرجل علـى الشيء وهو ل
عن مـجاهد :ل ُيؤَا ِ
يعلـم إل أنه علـى ما حلف علـيه فل يكون كما حلف ,كقوله :إن هذا البـيت لفلن
ولـيس له ,وإن هذا الثوب لفلن ولـيس له.
3794ـ حدثنا هناد ,قال :حدثنا أبو الحوص ,عن مغيرة ,عن إبراهيـم فـي قوله :ل
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُ ُم قال :هو الرجل يحلف علـى الشيء يرى أنه فـيه
يُؤَا ِ
صادق.
3795ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ,قال :حدثنا هشيـم ,قال :أخبرنا مغيرة ,عن إبراهيـم
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ قال :هو الرجل يحلف علـى المر يرى
فـي قوله :ل يُؤَا ِ
أنه كما حلف علـيه فل يكون كذلك ,قال :فل يؤاخذ بذلك .قال :وكان يحبّ أن يكفر.
3796ـ حدثنا موسى بن عبد الرحمن الـمسروقـي ,قال :حدثنا الـجعفـي ,عن زائدة ,عن
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ قال :أن يحلف علـى
منصور ,قال :قال إبراهيـم :ل يُؤَا ِ
الشيء وهو يرى أنه صادق وهو كاذب ,فذلك اللغو ل يؤاخذ به.
3797ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا حكام ,عن عمرو ,عن منصور ,عن إبراهيـم نـحوه,
إل أنه قال :إن حلفت علـى الشيء وأنت ترى أنك صادق ولـيس كذلك.
3798ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا أبو إدريس ,قال :أخبرنا حصين ,عن أبـي مالك أنه
قال :اللغو :الرجل يحلف علـى اليـمان ,وهو يرى أنه كما حلف.
3799ـ حدثنـي إسحاق بن حبـيب بن الشهيد ,قال :حدثنا عتاب بن بشير ,عن خصيف,
عن زياد ,قال :هو الذي يحلف علـى الـيـمين يرى أنه فـيها صادق.
3800ـ حدثنا مـحمد بن بشار ,قال :حدثنا يعقوب بن إسحاق الـحضرمي ,قال :حدثنا بكير
خ ُذكُمُ الّل ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِنكُمُ قال :هو
بن أبـي السميط ,عن قتادة فـي قوله :ل ُيؤَا ِ
الـخطأ غير العمد ,الرجل يحلف علـى الشيء يرى أنه كذلك ولـيس كذلك.
3801ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا عمرو بن عون ,قال :أخبرنا هشيـم ,عن منصور
ويونس ,عن الـحسن قال :اللغو :الرجل يحلف علـى الشيء يرى أنه كذلك فلـيس علـيه
فـيه كفـارة.
3802ـ حدثنا هناد وابن وكيع قال هناد :حدثنا وكيع وقال ابن وكيع :حدثنـي أبـي ,عن
عمران بن حدير قال :سمعت زرارة بن أوفـى قال :هو الرجل يحلف علـى الـيـمين ل
يرى إل أنها كما حلف.
3803ـ حدثنا أحمد بن حازم ,قال :حدثنا أبو نعيـم ,قال :حدثنا عمر بن بشير ,قال :سئل
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُ ُم قال :اللغو :أن يحلف الرجل ل
عامر عن هذه الية :ل يُؤَا ِ
ق فـيكون غير ذلك ,فذلك اللغو الذي ل يؤاخذ به.
يألو عن الـح ّ
خ ُذكُمُ
3804ـ حدثنا بشر بن معاذ ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة قوله :ل ُيؤَا ِ
اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُ ُم فـاللغو :الـيـمين الـخطأ غير العمد ,أن تـحلف علـى الشيء
وأنت ترى أنه كما حلفت علـيه ثم ل يكون كذلك ,فهذا ل كفـارة علـيه ,ول مأثم فـيه.
خ ُذكُمُ الّلهُ
3805ـ حدثنـي موسى ,قال :حدثنا عمرو ,قال :حدثنا أسبـاط ,عن السدي :ل ُيؤَا ِ
بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُمُ أما اللغو :فـالرجل يحلف علـى الـيـمين ,وهو يرى أنها كذلك فل
تكون كذلك ,فلـيس علـيه كفـارة.
3806ـ حدثت عن عمار ,قال :حدثنا ابن أبـي جعفر ,عن أبـيه ,عن الربـيع فـي قوله:
خ ُذ ُكمُ الّلهُ بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ قال :اللغو :الـيـمين الـخطأ فـي غير عمد أن
ل يُؤَا ِ
يحلف علـى الشيء وهو يرى أنه كما حلف علـيه ,وهذا ما لـيس علـيه فـيه كفـارة.
3807ـ حدثنا هناد ,قال :حدثنا أبو الحوص ,عن حصين ,عن أبـي مالك ,قال :أما
الـيـمين التـي ل يؤاخذ بها صاحبها فـالرجل يحلف علـى الـيـمين وهو يرى أنه
فـيها صادق ,فذلك اللغو.
3808ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ,قال :حدثنا هشيـم ,قال :أخبرنا حصين عن أبـي
مالك مثله ,إل أنه قال :الرجل يحلف علـى المر ,يرى أنه كما حلف علـيه فل يكون كذلك,
فلـيس علـيه فـيه كفـارة ,وهو اللغو.
3809ـ حدثنـي يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :أخبرنـي معاوية بن صالـح ,عن
يحيى بن سعيد ,وعن ابن أبـي طلـحة كذا قال ابن أبـي جعفر قال :من قال :وال لقد فعلت
كذا وكذا وهو يظن أن قد فعله ,ثم تبـين أنه لـم يفعله ,فهذا لغو الـيـمين ,ولـيس علـيه
فـيه كفـارة.
3810ـ حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر ,عن رجل,
خ ُذكُ ُم اللّ ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِنكُمُ قال :هو الـخطأ غير العمد,
عن الـحسن فـي قوله :ل يُؤَا ِ
كقول الرجل :وال إن هذا لكذا وكذا وهو يرى أنه صادق ول يكون كذلك .قال معمر :وقاله
قتادة أيضا.
3811ـ حدثنـي ابن البرقـي ,قال :حدثنا عمرو ,قال :سئل سعيد عن اللغو فـي
الـيـمين ,قال سعيد وقال مكحول :الـخطأ غير العمد ,ولكن الكفـارة فـيـما عقدت
قلوبكم.
3812ـ حدثنـي ابن البرقـي ,قال :حدثنا عمرو ,عن سعيد بن عبد العزيز ,عن مكحول أنه
قال :اللغو الذي ل يؤاخذ ال به :أن يحلف الرجل علـى الشيء الذي يظن أنه فـيه صادق,
فإذا هو فـيه غير ذلك ,فلـيس علـيه فـيه كفـارة ,وقد عفـا ال عنه.
3813ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا جرير ,عن منصور ,عن إبراهيـم فـي قوله :ل
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُ ُم قال :إذا حلف علـى الـيـمين وهو يرى أنه فـيه
يُؤَا ِ
صادق وهو كاذب ,فل يؤاخذ به ,وإذا حلف علـى الـيـمين وهو يعلـم أنه كاذب ,فذاك
الذي يؤاخذ به.
وقال آخرون :بل اللغو من اليـمان التـي يحلف بها صاحبها فـي حال الغضب علـى
غير عقد قلب ول عزم ,ولكن ُوصْلَ ًة للكلم .ذكر من قال ذلك:
3814ـ حدثنا ابن وكيع ,قال :حدثنا مالك بن إسماعيـل ,عن خالد ,عن عطاء ,عن وسيـم,
عن طاوس ,عن ابن عبـاس ,قال :لغو الـيـمين :أن تـحلف وأنت غضبـان.
3815ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا يحيى بن واضح ,قال :حدثنا أبو حمزة ,عن عطاء ,عن
طاوس ,قال :كل يـمين حلف علـيها رجل وهو غضبـان فل كفـارة علـيه فـيها ,قوله:
خ ُذ ُكمُ الّلهُ بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ وعلة من قال هذه الـمقالة ما:
ل يُؤَا ِ
3816ـ حدثنـي به أحمد بن منصور الـمروزي ,قال :حدثنا عمر بن يونس الـيـمامي,
قال :حدثنا سلـيـمان بن أبـي سلـيـمان الزهري ,عن يحيى بن أبـي كثـير ,عن
ن فِـي
ل يـمِي َ
طاوس ,عن ابن عبـاس ,قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلمَ « :
غضَبٍ».
َ
وقال آخرون ,بل اللغو فـي الـيـمين :الـحلف علـى فعل ما نهى ال عنه ,وترك ما
أمر ال بفعله .ذكر من قال ذلك:
3817ـ حدثنا هناد ,قال :حدثنا حفص بن غياث ,عن داود بن أبـي هند ,عن سعيد بن
خ ُذ ُكمُ
جبـير ,قال :هو الذي يحلف علـى الـمعصية ,فل يفـي ويكفر يـمينه قوله :ل يُؤَا ِ
اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُمُ.
3818ـ حدثنا مـحمد بن عبد الـملك بن أبـي الشوارب ,قال :حدثنا يزيد بن زريع ,قال:
حدثنا داود ,عن سعيد بن جبـير ,قال :لغو الـيـمين أن يحلف الرجل علـى الـمعصية ل
ل يؤاخذه ال بإيفـائها.
3819ـ حدثنا مـحمد بن الـمثنى ,قال :حدثنا ابن أبـي عديّ ,عن داود ,عن سعيد بن
جبـير بنـحوه ,وزاد فـيه :قال :وعلـيه كفـارة.
3820ـ حدثنا مـحمد بن الـمثنى ,قال :ثنـي عبد العلـى ويزيد بن هارون ,عن داود,
عن سعيد بنـحوه.
3821ـ حدثنا ابن الـمثنى ,قال :حدثنا عبد الوهاب ,قال :حدثنا داود ,عن سعيد بن جبـير:
خ ُذ ُكمُ الّلهُ بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ قال :هو الرجل يحلف علـى الـمعصية فل يؤاخذه
ل يُؤَا ِ
ال أن يكفر عن يـمينه ويأتـي الذي هو خير.
3822ـ حدثنا ابن بشار ,قال :حدثنا مـحمد بن جعفر ,قال :حدثنا شعبة ,وحدثنا ابن وكيع,
قال :حدثنا أبـي ,عن شعبة ,عن أبـي بشر ,عن سعيد بن جبـير فـي هذه الية :ل
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُ ُم قال :الرجل يحلف علـى الـمعصية فل يؤاخذه ال
يُؤَا ِ
بتركها.
3823ـ حدثنا الـحسن بن الصبـاح البزار ,قال :حدثنا إسحاق ,عن عيسى ابن بنت داود بن
أبـي هند ,قال :حدثنا خالد بن إلـياس ,عن أمّ أبـيه :أنها حلفت أن ل تكلـم ابنة ابنها ابنة
أبـي الـجهم ,فأتت سعيد بن الـمسيب وأبـا بكر وعروة بن الزبـير ,فقالوا :ل يـمين
فـي معصية ,ول كفـارة علـيها.
3824ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ,قال :حدثنا هشيـم ,عن أبـي بشر ,عن سعيد بن
خ ُذكُمُ الّلهُ بـالّلغْو فِـي أيـمَانِ ُكمُ قال :هو الرجل يحلف علـى
جبـير فـي قوله :ل ُيؤَا ِ
الـمعصية فل يؤاخذه ال بتركها إن تركها .قلت :فكيف يصنع؟ قال :يكفر عن يـمينه ويترك
الـمعصية.
3825ـ حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا هشيـم ,عن أبـي
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ قال :هو الرجل
بشر ,عن سعيد بن جبـير فـي قوله :ل يُؤَا ِ
يحلف علـى الـحرام ,فل يؤاخذه ال بتركه.
3826ـ حدثنـي يعقوب ,قال :حدثنا ابن علـية ,قال :أخبرنا داود ,عن سعيد بن جبـير,
قال فـي لغو الـيـمين ,قال :هي الـيـمين فـي الـمعصية ,قال :أو ل تقرأ فتفهم؟ قال
ن قال :فل
خ ُذ ُكمْ بِـمَا عَ ّق ْدتُـ ْم اليـمَا َ
ن يُؤا ِ
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِن ُكمُ وََلكِ ْ
ال :ل يُؤَا ِ
عرْضَةً
ل تَـجْعَلُوا الّلهَ ُ
يؤاخذه بـاليفـاء ,ولكن يؤاخذه بـالتـمام علـيها ,قال :وقال َ
ليـمَا ِن ُكمْ ...إلـى قوله :وَالّلهُ غَفُورٌ حَلِـيـمٌ.
3827ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا سويد بن نصر ,قال :أخبرنا ابن الـمبـارك ,عن
خ ُذكُمُ الّل ُه بـالّلغْو فِـي
هشيـم ,عن أبـي بشر ,عن سعيد بن جبـير فـي قوله :ل ُيؤَا ِ
أيـمَا ِن ُكمُ قال :الرجل يحلف علـى الـمعصية فل يؤاخذه ال بتركها و ُيكَفّر.
3828ـ حدثنا مـحمد بن الـمثنى ,قال :حدثنا وهب بن جرير ,قال :حدثنا شعبة ,عن
عاصم ,عن الشعبـي ,عن مسروق فـي الرجل يحلف علـى الـمعصية ,فقال :أيكفر
خطوات الشيطان؟ لـيس علـيه كفـارة.
3829ـ حدثنـي ابن الـمثنى ,قال :حدثنا وهب بن جرير ,قال :حدثنا شعبة ,عن عاصم,
عن عكرمة ,عن ابن عبـاس ,مثل ذلك.
3830ـ حدثنا مـحمد بن الـمثنى ,قال :حدثنا ابن أبـي عديّ ,عن داود ,عن الشعبـي
فـي الرجل يحلف علـى الـمعصية قال :كفـارتها أن يتوب منها.
3831ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا هشيـم ,قال :أخبرنا مغيرة ,عن الشعبـي أنه كان
يقول :يترك الـمعصية ول يكفر ,ولو أمرته بـالكفـارة لمرته أن يتـمّ علـى قوله.
3832ـ حدثنا يحيى بن داود الواسطي ,قال :حدثنا أبو أسامة ,عن مـجالد ,عن عامر ,عن
مسروق قال :كل يـمين ل يحلّ لك أن تفـي بها فلـيس فـيها كفـارة.
وعلة من قال هذا القول من الثر ما:
3833ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا أبو أسامة ,عن الولـيد بن كثـير ,قال :ثنـي عبد
الرحمن بن الـحرث ,عن عمرو بن شعيب ,عن أبـيه ,عن عبد ال بن عمرو ,أن رسول ال
صيَةٍ
ن حََلفَ علـى َم ْع ِ
ن َن َذرَ فِـيـما ل يَـمِْلكُ فَل َن ْذرَ لَهَُ ,ومَ ْ
صلى ال عليه وسلم قال« :مَ ْ
حمٍ فَلَ يَـمِينَ َلهُ».
ن لَهَُ ,ومَنْ حََلفَ علـى قَطِيعَ ِة رَ ِ
اللّ ِه فَلَ يَـمِي َ
3834ـ حدثنـي علـيّ بن سعيد الكندي ,قال :حدثنا علـيّ بن مسهر ,عن حارثة بن
مـحمد ,عن عمرة ,عن عائشة ,قالت :قال رسول ال صلى ال عليه وسلمَ « :منْ حََلفَ علـى
ن يَـمِينِهِ».
حنَثَ ِبهَا َو َي ْرجِعَ عَ ْ
ن َي ْ
صيَ ٍة لِلّ ِه فَ ِبرّهُ أ ْ
ن قَطِيعَ ِة َرحِمٍ أوْ َم ْع ِ
يَـمِي ِ
وقال آخرون :اللغو من اليـمان :كل يـمين وصل الرجل بها كلمه علـى غير قصد منه
إيجابَها علـى نفسه .ذكر من قال ذلك:
3835ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ,قال :حدثنا ابن علـية ,قال :حدثنا هشام ,قال :حدثنا
حماد ,عن إبراهيـم ,قال :لغو الـيـمين :أن يصل الرجل كلمه بـالـحلف ,وال لـيأكلنّ,
وال لـيشربنّ ,ونـحو هذا ل يتعمد به الـيـمين ول يريد به حلفـا ,لـيس علـيه كفـارة.
3836ـ حدثنا ابن وكيع ,قال :حدثنا ابن علـية ,عن هشام الدستوائي ,عن حماد ,عن
إبراهيـم :لغو الـيـمين :ما يصل به كلمه :وال لتأكلنّ ,وال لتشربن.
3837ـ حدثنا ابن وكيع ,قال :حدثنا جرير ,عن منصور ,عن الـحكم ,عن مـجاهد :ل
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُ ُم قال :هما الرجلن يتساومان بـالشيء ,فـيقول أحدهما:
يُؤَا ِ
وال ل أشتريه منك بكذا ,ويقول الَخر :وال ل أبـيعك بكذا وكذا.
3838ـ حدثنـي يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :أخبرنـي يونس ,عن ابن شهاب ,أن
عروة حدثه أن عائشة زوج النبـيّ صلى ال عليه وسلم ,قالت :أيـمان اللغو ما كان فـي
الهزل والـمراء والـخصومة والـحديث الذي ل يعتـمد علـيه القلب.
وعلة من قال هذا القول من الثر ما:
3839ـ حدثنا به مـحمد بن موسى الـحرسي ,قال :حدثنا عبـيد ال بن ميـمون
الـمرادي ,قال :حدثنا عوف العرابـي ,عن الـحسن بن أبـي الـحسن ,قال :مرّ رسول
ال صلى ال عليه وسلم بقوم ينتضلون يعنـي يرمون ومع النبـيّ صلى ال عليه وسلم رجل
من أصحابه ,فرمى رجل من القوم ,فقال :أصبت وال وأخطأت فقال الذي مع النبـيّ صلى
ن الرّماةِ َلغْ ٌو ل َكفّـارَ َة فِـيها وَل
ل أيـمَا ُ
ال عليه وسلم :حنث الرجل يا رسول ال ,قال« :كَ ّ
عُقُوبَةَ».
وقال آخرون :اللغو من اليـمان :ما كان من يـمين بـمعنى الدعاء من الـحالف علـى
نفسه إن لـم يفعل كذا وكذا ,أو بـمعنى الشرك والكفر .ذكر من قال ذلك:
3840ـ حدثنـي مـحمد بن عبد ال بن عبد الـحكم الـمصري ,قال :حدثنا إسماعيـل بن
مرزوق ,عن يحيى بن أيوب ,عن مـحمد بن عجلن ,عن زيد بن أسلـم فـي قول ال :ل
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُ ُم قال :هو كقول الرجل :أعمى ال بصري إن لـم أفعل
يُؤَا ِ
كذا وكذا ,أخرجنـي ال من مالـي إن لـم آتك غدا .فهو هذا ,ول يترك ال له مالً ول ولدا.
يقول :لو يؤاخذكم ال بهذا لـم يترك لكم شيئا.
3841ـ حدثنا مـحمد بن عبد ال بن عبد الـحكم ,قال :حدثنا إسماعيـل ,قال :ثنـي يحيى
بن أيوب ,عن عمرو بن الـحارث ,عن زيد بن أسلـم ,بـمثله.
3842ـ حدثنا مـحمد بن عبد ال بن عبد الـحكم ,قال :حدثنا إسماعيـل بن مرزوق ,قال:
خ ُذكُمُ الّلهُ بـالّلغْو فِـي
ثنـي يحيى بن أيوب أن زيد بن أسلـم كان يقول فـي قوله :ل ُيؤَا ِ
أيـمَا ِن ُكمُ مثل قول الرجل :هو كافر وهو مشرك .قال :ل يؤاخذه حتـى يكون ذلك من قلبه.
خ ُذ ُكمُ اللّهُ
3843ـ حدثنـي يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد فـي قوله :ل يُؤَا ِ
بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُمُ قال :اللغو فـي هذا :الـحلف بـال ما كان بـاللسن فجعله لغوا,
وهو أن يقول :هو كافر بـال ,وهو إذن يشرك بـال ,وهو يدعو مع ال إلها .فهذا اللغو الذي
قال ال فـي سورة البقرة.
وقال آخرون :اللغو فـي اليـمان :ما كانت فـيه كفـارة .ذكر من قال ذلك:
3844ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا عبد ال بن صالـح ,قال :ثنـي معاوية بن صالـح,
خ ُذ ُكمُ اللّ ُه بـاللّغْو فِـي أيـمَا ِنكُمُ
عن علـيّ بن أبـي طلـحة ,عن ابن عبـاس قوله :ل يُؤَا ِ
فهذا فـي الرجل يحلف علـى أمر إضرار أن يفعله فل يفعله ,فـيرى الذي هو خير منه,
فأمره ال أن يكفر يـمينه ويأتـي الذي هو خير.
3845ـ حدثنـي يحيى بن جعفر ,قال :حدثنا يزيد بن هارون ,قال :أخبرنا جويبر ,عن
خ ُذكُ ُم اللّ ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِنكُمُ قال :الـيـمين الـمكفرة.
الضحاك فـي قوله :ل يُؤَا ِ
وقال آخرون :اللغو من اليـمان :هو ما حنث فـيه الـحالف ناسيا .ذكر من قال ذلك:
3846ـ حدثنـي الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا هشيـم ,قال:
أخبرنـي مغيرة ,عن إبراهيـم ,قال :هو الرجل يحلف علـى الشيء ثم ينساه يعنـي فـي
خ ُذكُ ُم اللّ ُه بـالّلغْو فِـي أيـمَا ِنكُمُ.
قوله :ل يُؤَا ِ
ل ل معنى له
قال أبو جعفر :واللغو من الكلم فـي كلم العرب كل كلم كان مذموما وفع ً
مهجورا ,يقال منه :لغا فلن فـي كلمه يـلغو لغوا :إذا قال قبـيحا من الكلم ,ومنه قول ال
عنْهُ وقوله :وَإذَا مَرّوا بـالّلغْوِ َمرّوا ِكرَاما
ع َرضُوا َ
سمِعُوا الّلغْوَ أ ْ
تعالـى ذكره :وَإذَا َ
ومسموع من العرب لغيت بـاسم فلن ,بـمعنى أولعت بذكره بـالقبـيح .فمن قال لغيت,
قال أ ْلغَى لَغا ,وهي لغة لبعض العرب ,ومنه قول الراجز:
ن اللّغا ورفَثِ التّكلـمِ
ج ُكظّ ِمعَ ِ
َورُبّ أسْرابِ حجي ٍ
فإذا كان اللغو ما وصفت ,وكان الـحالف بـال ما فعلت كذا وقد فعل ولقد فعلت كذا وما
فعل ,واصلً بذلك كلمه علـى سبـيـل سبوق لسانه من غير تعمد إثم فـي يـمينه ,ولكن
لعادة قد جرت له عند عجلة الكلم ,والقائل :وال إن هذا لفلن وهو يراه كما قال ,أو وال ما
ن كذا وال ,أو ل يفعل كذا وال ,علـى
هذا فلن وهو يراه لـيس به ,والقائل :لـيفعل ّ
سبـيـل ما وصفنا من عجلة الكلم ,وسبوق اللسان للعادة ,علـى غير تعمد حلف علـى
بـاطل ,والقائل هو مشرك أو هو يهودي أو نصرانـي إن لـم يفعل كذا ,أو إن فعل كذا من
غير عزم علـى كفر ,أو يهودية أو نصرانـية جميعهم قائلون ُهجْرا من القول ,وذميـما من
الـمنطق ,وحالفون من اليـمان بألسنتهم ما لـم تتعمد فـيه الثم قلوبهم .كان معلوما أنهم
لغاة فـي أيـمانهم ل تلزمهم كفـارة فـي العاجل ,ول عقوبة فـي الَجل لخبـار ال
تعالـى ذكره أنه غير مؤاخذ عبـاده بـما لغوا من أيـمانهم ,وأن الذي هو مؤاخذهم به ما
تعمدت فـيه الثم قلوبهم .وإذ كان ذلك كذلك ,وكان صحيحا عن رسول ال صلى ال عليه
خ ْيرٌ
ن فرأى غيرَها خيرا ِمنْها فَلْـيأتِ اّلذِي هُ َو َ
ف علـى يـمي ٍ
ن حَلَ َ
وسلم أنه قال« :مَ ْ
عنْ يَـمِينِهِ» فأوجب الكفـارة بإتـيان الـحالف ما حلف أن ل يأتـيه مع وجوب
وَلْـ ُيكَ ّفرْ َ
إتـيان الذي هو خير من الذي حلف علـيه أن ل يأتـيه ,وكانت الغرامة فـي الـمال أو
إلزام الـجزاء من الـمـجزيّ أبدال الـجازين ,ل شك عقوبة كبعض العقوبـات التـي
ل لـخـلقه فـيـما تعدّوا من حدوده ,وإن كان يجمع جميعها أنها
جعلها ال تعالـى ذكره نكا ً
تـمـحيص وكفـارات لـمن عوقب بها فـيـما عوقبوا علـيه كان بـينا أن من ألزم
الكفـارة فـي عاجل دنـياه فـيـما حلف به من اليـمان فحنث فـيه ,وإن كانت كفـارة
لذنبه فقد واخذه ال بها بإلزامه إياه الكفـارة منها ,وإن كان ما عجل من عقوبته إياه علـى
ذلك مسقطا عنه عقوبته فـي آجله .وإذ كان تعالـى ذكره قد واخذه بها ,فغير جائز لقائل أن
يقول :وقد واخذه بها هي من اللغو الذي ل يؤاخذ به قائله ,فإذ كان ذلك غير جائز ,فبـين
فساد القول الذي روي عن سعيد بن جبـير أنه قال :اللغو :الـحلف علـى الـمعصية ,لن
ذلك لو كان كذلك لـم يكن علـى الـحالف ,علـى معصية ال كفـارة بحنثه فـي يـمينه,
وفـي إيجاب سعيد علـيه الكفـارة دلـيـل واضح علـى أن صاحبها بها مؤاخذ لـما
وصفنا :من أن من لزمه الكفـارة فـي يـمينه فلـيس مـمن لـم يؤاخذ بها.
فإذا كان اللغو هو ما وصفنا مـما أخبرنا ال تعالـى ذكره أنه غير مؤاخذنا به ,وكل
يـمين لزمت صاحبها بحنثه فـيها الكفـارة فـي العاجل ,أو أوعد ال تعالـى ذكره صاحبها
العقوبة علـيها فـي الَجل ,وإن كان وضع عنه كفـارتها فـي العاجل ,فهي مـما كسبته
قلوب الـحالفـين ,وتعمدت فـيه الثم نفوس الـمقسمين ,وما عدا ذلك فهو اللغو وقد بـينا
وجوهه.
فتأويـل الكلم إذًا :ل تـجعلوا ال أيها الـمؤمنون عرضة ليـمانكم ,وحجة لنفسكم فـي
أقسامكم فـي أن ل تبرّوا ,ول تتقوا ,ول تصلـحوا بـين الناس ,فإن ال ل يؤاخذكم بـما
لغته ألسنتكم من أيـمانكم ,فنطقت به من قبـيح اليـمان وذميـمها ,علـى غير تعمدكم الثم
وقصدكم بعزائم صدوركم إلـى إيجاب عقد اليـمان التـي حلفتـم بها ,ولكنه إِنـما
يؤاخذكم بـما تعمدتـم فـيه عقد الـيـمين وإيجابها علـى أنفسكم ,وعزمتـم علـى
التـمام علـى ما حلفتـم علـيه بقصد منكم وإرادة ,فـيـلزمكم حينئذ إما كفـارة فـي
العاجل ,وإما عقوبة فـي الَجل.
سبَتْ قُلُو ُب ُكمْ.
خذُ ُكمْ بِـمَا َك َ
القول فـي تأويـل قوله تعالـى :وََل ِكنْ يُؤا ِ
خ ُذ ُكمْ
اختلف أهل التأويـل فـي الـمعنى الذي أوعد ال تعالـى ذكره بقوله :وََل ِكنْ يُؤا ِ
ت قُلُو ُبكُمْ عبـاده أنه مؤاخذهم به بعد إجماع جميعهم علـى أن معنى قوله :بِـمَا
سبَ ْ
بِـمَا َك َ
سبَتْ قُلُو ُب ُكمْ ما تعمدت .فقال بعضهم :الـمعنى الذي أوعد ال عبـاده مؤاخذتهم به هو حلف
َك َ
الـحالف منهم علـى كذب وبـاطل .ذكر من قال ذلك:
3847ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا جرير ,عن منصور ,عن إبراهيـم ,قال :إذا حلف
الرجل علـى الـيـمين وهو يرى أنه صادق وهو كاذب ,فل يؤاخذ بها ,وإذا حلف وهو
يعلـم أنه كاذب ,فذاك الذي يؤاخذ به.
3848ـ حدثنـي موسى بن عبد الرحمن الـمسروقـي ,قال :حدثنا حسين الـجعفـي عن
سبَتْ قُلُو ُب ُكمْ قال :أن يحلف
خ ُذكُمْ بِـمَا َك َ
زائدة ,عن منصور ,قال :قال إبراهيـم :وََلكِنْ يُؤا ِ
علـى الشيء وهو يعلـم أنه كاذب ,فذاك الذي يؤاخذ به.
3849ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا حكام ,عن عمرو ,عن منصور ,عن إبراهيـم :وََلكِنْ
ت قُلُو ُبكُمْ أن تـحلف وأنت كاذب.
سبَ ْ
خ ُذ ُكمْ بِـمَا َك َ
يُؤا ُ
3حدثنـي الـمثنى ,قال :ثنـي معاوية بن صالـح ,عن علـيّ بن أبـي طلـحة ,عن ابن
ن وذلك الـيـمين الصبر الكاذبة ,يحلف بها
خ ُذ ُكمْ بِـمَا عَ ّق ْدتُـمْ اليـمَا َ
ن يُؤا ِ
عبـاس :وََلكِ ْ
الرجل علـى ظلـم أو قطيعة .فتلك ل كفـارة لها إل أن يترك ذلك الظلـم ,أو يردّ ذلك
شتَرُونَ ِب َع ْهدِ الّلهِ وأيـمَا ِن ِهمْ ثَمنَا
الـمال إلـى أهله ,وهو قوله تعالـى ذكره :إنّ اّلذِين َي ْ
عذَابٌ ألِـيـمٌ.
قَلِـيلً إلـى قوله :وََل ُهمْ َ
3850ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,عن عيسى ,عن ابن أبـي
سبَتْ قُلُو ُب ُكمْ ما عقدت علـيه.
خ ُذكُمْ بِـمَا َك َ
نـجيح ,عن مـجاهد :وََلكِنْ يُؤا ِ
3851ـ حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا أبو حذيفة ,قال :حدثنا شبل عن ابن أبـي نـجيح,
عن مـجاهد ,مثله.
3852ـ حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا جرير ,عن عبد الـملك ,عن عطاء قال :ل تؤاخذ
حتـى تقصد المر ثم تـحلف علـيه بـال الذي ل إله إل هو فتعقد علـيه يـمينك.
سبَتْ
خ ُذ ُكمْ بِـمَا َك َ
ن يُؤا ِ
والواجب علـى هذا التأويـل أن يكون قوله تعالـى ذكره :وََلكِ ْ
قُلو ُب ُكمْ فـي الَخرة بـما شاء من العقوبـات ,وأن تكون الكفـارة إنـما تلزم الـحالف فـي
ي بن أبـي طلـحة ,عن ابن عبـاس أنه
اليـمان التـي هي لغو .وكذلك روي عن علـ ّ
كان ل يرى الكفـارة إل فـي اليـمان التـي تكون لغوا .فأما ما كسبته القلوب ,وعقدت
فـيه علـى الثم ,فلـم يكن يوجب فـيه الكفـارة .وقد ذكرنا الرواية عنهم بذلك فـيـما
مضى قبل.
وإذ كان ذلك تأويـل الية عندهم ,فـالواجب علـى مذهبهم أن يكون معنى الية فـي
خ ُذكُمُ الّلهُ بـالّلغْ ِو فِـي أيـمَانِ ُكمْ فكفـارته إطعام عشرة مساكين من
سورة الـمائدة :ل يُؤا ِ
أوسط ما تطعمون أهلـيكم أو كسوتهم ,أو تـحرير رقبة ,فمن لـم يجد فصيام ثلثة أيام ,ذلك
كفـارة أيـمانكم إذا حلفتـم ,ولكن يؤاخذكم بـما عقدتـم ,واحفظوا أيـمانكم.
وبنـحو ما ذكرناه عن ابن عبـاس من القول فـي ذلك كان سعيد بن جبـير والضحاك بن
مزاحم وجماعة أخر غيرهم يقولون ,وقد ذكرنا الرواية عنهم بذلك آنفـا.
وقال آخرون :الـمعنى الذي أوعد ال تعالـى عبـاده الـمؤاخذة به بهذه الية هو حلف
الـحالف علـى بـاطل يعلـمه بـاطلً ,وبذلك أوجب ال عندهم الكفـارة دون اللغو الذي
يحلف به الـحالف وهو مخطىء فـي حلفه يحسب أن الذي حلف علـيه كما حلف ولـيس
ذلك كذلك .ذكر من قال ذلك:
3853ـ حدثنا بشر بن معاذ ,قال :حدثنا يزيد بن زريع ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة :وََلكِنْ
ت قُلُو ُبكُمْ يقول :بـما تعمدت قلوبكم ,وما تعمدت فـيه الـمأثم ,فهذا
سبَ ْ
خ ُذ ُكمْ بِـمَا َك َ
يُؤا ِ
علـيك فـيه الكفـارة.
3854ـ حدثت عن عمار ,قال :حدثنا ابن أبـي جعفر ,عن أبـيه ,عن الربـيع ,مثله سواء.
وكأن قائلـي هذه الـمقالة وجهوا تأويـل مؤاخذة ال عبده علـى ما كسبه قلبه من
اليـمان الفـاجرة ,إلـى أنها مؤاخذة منه له بإلزامه الكفـارة فـيه .وقال بنـحو قول قتادة
جماعة أخر فـي إيجاب الكفـارة علـى الـحالف الـيـمين الفـاجرة ,منهم عطاء
والـحكم.
3855ـ حدثنا أبو كريب ويعقوب ,قال :حدثنا هشيـم ,قال :أخبرنا حجاج ,عن عطاء
والـحكم أنهما كانا يقولن فـيـمن حلف كاذبـا متعمدا :يكَفّر.
وقال آخرون :بل ذلك معنـيان :أحدهما مؤاخذ به العبد فـي حال الدنـيا بإلزام ال إياه
الكفـارة منه ,والَخر منهما مؤاخذ به فـي الَخرة ,إل أن يعفو .ذكر من قال ذلك:
3حدثنـي موسى بن هارون ,قال :حدثنا عمرو بن حماد ,قال :حدثنا أسبـاط ,عن السدي:
سبَتْ قُلُو ُب ُكمْ أما ما كسبت قلوبكم :فما عقدت قلوبكم ,فـالرجل يحلف
خ ُذ ُكمْ بِـمَا َك َ
ن يُؤَا ُ
وََلكِ ْ
علـى الـيـمين يعلـم أنها كاذبة إرادة أن يقضي أمره .واليـمان ثلثة :اللغو ,والعمد,
والغموس ,والرجل يحلف علـى الـيـمين وهو يريد أن يفعل ثم يرى خيرا من ذلك ,فهذه
ن فهذه لها
خ ُذ ُكمْ بِـمَا عَ ّق ْدتُـ ْم اليـمَا َ
ن يُؤَا ِ
الـيـمين التـي قال ال تعالـى ذكره :وََلكِ ْ
كفـارة.
ت قُلُو ُب ُكمْ إلـى غير ما
خ ُذ ُكمْ بِـمَا َكسَبَ ْ
ن يُؤا ِ
وكأن قائل هذه الـمقالة وجه تأويـل قوله :وََلكِ ْ
سبَتْ
خ ُذ ُكمْ بِـمَا عَ ّق ْدتُـمُ اليـمَانَ وجعل قوله :بِـمَا َك َ
ن يُؤَا ِ
وجه إلـيه تأويـل قوله :وََلكِ ْ
قُلُو ِب ُكمْ الغموس من اليـمان التـي يحلف بها الـحالف علـى علـم منه بأنه فـي حلفه بها
مبطل ,وقوله :بِـمَا عَ ّق ْدتُـمْ اليـمَانَ الـيـمين التـي يستأنف فـيها الـحنث أو البرّ ,وهو
فـي حال حلفه بها عازم علـى أن يبرّ فـيها.
وقال آخرون :بل ذلك هو اعتقاد الشرك بـال والكفر .ذكر من قال ذلك:
3حدثنـي مـحمد بن عبد ال بن عبد الـحكم ,قال :حدثنا إسماعيـل بن مرزوق ,قال:
ثنـي يحيى بن أيوب ,عن مـحمد ,يعنـي ابن عجلن ,أن يزيد بن أسلـم كان يقول فـي
سبَتْ قُلُو ُبكُم مثل قول الرجل :هو كافر ,هو
خ ُذ ُكمْ بِـمَا َك َ
ن يُؤَا ِ
قول ال تعالـى ذكره :وََلكِ ْ
مشرك ,قال :ل يؤاخذه ال حتـى يكون ذلك من قلبه.
خ ُذ ُكمْ اللّهُ
3حدثنـي يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد فـي قوله :ل يُؤَا ِ
بـاللّغْ ِو فِـي أيـمَا ِنكُمْ قال :اللغو فـي هذا :الـحلف بـال ما كان بـاللسن فجعله لغوا,
وهو أن يقول :هو كافر بـال ,وهو إذًا يشرك بـال ,وهو يدعو مع ال إلها ,فهذا اللغو الذي
سبَتْ قُلُو ُبكُم قال :بـما كان فـي
خ ُذ ُكمْ بِـمَا َك َ
قال ال تعالـى فـي سورة البقرة :وََل ِكنْ يُؤَا ِ
خذَك به ,فإن لـم يكن فـي قلبك صدقا لـم يواخذك به ,وإن أثمت.
قلوبكم صدقا وَا َ
والصواب من القول فـي ذلك أن يقال :إن ال تعالـى ذكره أوعد عبـاده أن يؤاخذهم
بـما كسبت قلوبهم من اليـمان ,فـالذي تكسبه قلوبهم من اليـمان ,هو ما قصدته,
وعزمت علـيه علـى علـم ومعرفة منها بـما تقصده وتريده ,وذلك يكون منها علـى
وجهين:
أحدهما علـى وجه العزم علـى ما يكون به العازم علـيه فـي حال عزمه بـالعزم
علـيه آثما وبفعله مستـحقا الـمؤاخذة من ال علـيها ,وذلك كالـحالف علـى الشيء الذي
لـم يفعله أنه قد فعله ,وعلـى الشيء الذي قد فعله أنه لـم يفعله ,قاصدا لقـيـل الكذب,
وذاكرا أنه قد فعل ما حلف علـيه أنه لـم يفعله ,أو أنه لـم يفعل ما حلف علـيه أنه قد فعل,
فـيكون الـحالف بذلك إن كان من أهل اليـمان بـال وبرسوله فـي مشيئة ال يوم
القـيامة إن شاء واخذه به فـي الَخرة ,وإن شاء عفـا عنه بتفضله ,ول كفـارة علـيه
فـيها فـي العاجل ,لنها لـيست من اليـمان التـي يحنث فـيها ,وإنـما الكفـارة تـجب
فـي اليـمان بـالـحنث فـيها ,والـحالف الكاذب فـي يـمينه لـيست يـمينه مـما يتبدأ
فـيه الـحنث فتلزم فـيه الكفـارة.
والوجه الَخر منهما :علـى وجه العزم عل إيجاب عقد الـيـمين فـي حال عزمه علـى
ذلك ,فذلك مـما ل يواخذ به صاحبه حتـى يحنث فـيه بعد حلفه ,فإذا حنث فـيه بعد حلفه
كان مواخذا بـما كان اكتسبه قلبه من الـحلف بـال علـى إثم وكذب فـي العاجل
بـالكفـارة التـي جعلها ال كفـارة لذنبه.
القول فـي تأويـل قوله تعالـى :وَالّلهُ غَفُورٌ حَلِـيـمٌ.
يعنـي تعالـى ذكره بذلك :وال غفور لعبـاده فـيـما لغوا من أيـمانهم التـي أخبر ال
تعالـى ذكره أنه ل يؤاخذهم بها ,ولو شاء واخذهم بها ,ولـما واخذهم بها فكفروها فـي
عاجل الدنـيا بـالتكفـير فـيه ,ولو شاء واخذهم فـي آجل الَخرة بـالعقوبة علـيه ,فساتر
علـيهم فـيها ,وصافح لهم بعفوه عن العقوبة فـيها وغير ذلك من ذنوبهم .حلـيـم فـي
تركه معاجلة أهل معصيته العقوبة علـى معاصيهم.
ثم اختلف فـي عدّة من جاوز النهر معه يومئذ ومن قال منهم ل طاقة لنا الـيوم بجالوت
وجنوده ,فقال بعضهم :كانت عدتهم عدة أهل بدر ثلثمائة رجل وبضعة عشر رجلً .ذكر من
قال ذلك:
4617ـ حدثنا هارون بن إسحاق الهمدانـي ,قال :حدثنا مصعب بن الـمقدام ,وحدثنا أحمد
بن إسحاق ,قال :حدثنا أبو أحمد الزبـيري ,قال جميعا :حدثنا إسرائيـل ,قال :حدثنا أبو
إسحاق ,عن البراء بن عازب ,قال :كنا نتـحدّث أن عدة أصحاب بدر علـى عدة أصحاب
طالوت الذين جاوزوا النهر معه ,ولـم يجز معه إل مؤمن ,ثلثمائة وبضعة عشر رجلً.
4618ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا أبو بكر ,قال :حدثنا أبو إسحاق ,عن البراء ,قال :كنا
نتـحدّث أن أصحاب بدر يوم بدر كعدة أصحاب طالوت ثلثمائة رجل وثلثة عشر رجلً
الذين جاوزوا النهر.
4619ـ حدثنا مـحمد بن بشار ,قال :حدثنا أبو عامر ,قال :حدثنا سفـيان ,عن أبـي
إسحاق ,عن البراء ,قال :كنا نتـحدث أن أصحاب النبـيّ صلى ال عليه وسلم كانوا يوم بدر
ثلثمائة وبضعة عشر رجلً علـى عدة أصحاب طالوت من جاز معه ,وما جاز معه إل
مؤمن.
4620ـ حدثنا ابن وكيع ,قال :حدثنا أبـي ,عن سفـيان ,عن أبـي إسحاق ,عن البراء
بنـحوه.
4621ـ حدثنا ابن بشار ,قال :حدثنا مؤمل ,قال :حدثنا سفـيان ,عن أبـي إسحاق ,عن
ي صلى ال عليه وسلم كانوا يوم بدر علـى عدة
البراء ,قال :كنا نتـحدّث أن أصحاب النبـ ّ
أصحاب طالوت يوم جاوزوا النهر ,وما جاوز معه إل مسلـم.
4622ـ حدثنا أحمد بن إسحاق ,قال :حدثنا أبو أحمد ,قال :حدثنا مسعر ,عن أبـي إسحاق,
عن البراء مثله.
4حدثنا بشر ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة ,قال :ذكر لنا أن نبـيّ ال صلى
ب طالُوتَ َيوْم لَقـي» ,وكان
ال عليه وسلم قال لصحابه يوم بدر« :أ ْنتُـمْ ِب َعدّ ِة أصَحا ِ
أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم بدر ثلثمائة وبضعة عشر رجلً.
4حدثنـي الـمثنى ,قال :حدثنا إسحاق ,قال :حدثنا ابن أبـي جعفر ,عن أبـيه ,عن
الربـيع ,قال :مـحّص ال الذين آمنوا عند النهر وكانوا ثلثمائة ,وفوق العشرة ,ودون
العشرين ,فجاء داود صلى ال عليه وسلم فأكمل به العدّة.
وقال آخرون :بل جاوز معه النهر أربعة آلف ,وإنـما خـلص أهل اليـمان منهم من
أهل الكفر والنفـاق حين لقوا جالوت .ذكر من قال ذلك:
4حدثنـي موسى بن هارون ,قال :حدثنا عمرو ,قال :حدثنا أسبـاط ,عن السدي ,قال :عبر
مع طالوت النهر من بنـي إسرائيـل أربعة آلف ,فلـما جاوزه هو والذين آمنوا معه
فنظروا إلـى جالوت رجعوا أيضا وقالوا :ل طاقة لنا الـيوم بجالوت وجنوده فرجع عنه
أيضا ثلثة آلف وستـمائة وبضعة وثمانون ,وخـلص فـي ثلثمائة وبضعة عشر عدّة أهل
بدر.
4حدثنا القاسم ,قال :حدثنا الـحسين ,قال :ثنـي حجاج ,عن ابن جريج ,قال :قال ابن
عبـاس :لـما جاوزه هو والذين آمنوا معه ,قال الذين شربوا :ل طاقَةَ لَنا الـيَ ْومَ بِجالُوتَ
جنُو ِدهِ.
َو ُ
وأولـى القولـين فـي ذلك بـالصواب ,ما روي عن ابن عبـاس وقاله السدي وهو أنه
جاوز النهر مع طالوت الـمؤمن الذي لـم يشرب من النهر إل الغرفة ,والكافر الذي شرب
منه الكثـير .ثم وقع التـميـيز بـينهم بعد ذلك برؤية جالوت ولقائه ,وانـخزل عنه أهل
جنُودِ ِه ومضى أهل البصيرة
الشرك والنفـاق ,وهم الذين قالوا :ل طاقَةَ لَنا الـيَ ْو َم بِجالُوتَ َو ُ
بأمر ال علـى بصائرهم ,وهم أهل الثبـات علـى اليـمان ,فقالواَ :كمْ مِنْ ِفئَ ٍة قَلِـيـلَةٍ
ت ِفئَةً َكثِـيرَ ًة بإذْنِ الّلهِ واللّ ُه مَعَ الصّا ِبرِينَ.
غََلبَ ْ
فإن ظنّ ذو غفلة أنه غير جائز أن يكون جاوز النهر مع طالوت إل أهل اليـمان الذين
ثبتوا معه علـى إيـمانهم ,ومن لـم يشرب من النهر إل الغرفة ,لن ال تعالـى ذكره قال:
فَلَـمّا جا َوزَ ُه هُ َو وَاّلذِينَ آ َمنُوا َمعَ ُه فكان معلوما أنه لـم يجاوز معه إل أهل اليـمان ,علـى
ما رُوي به الـخبر عن البراء بن عازب ,ولن أهل الكفر لو كانوا جاوزوا النهر كما جاوزه
ص ال بـالذكر فـي ذلك أهل اليـمان فإن المر فـي ذلك بخلف
أهل اليـمان لـما خ ّ
ما ظنّ .وذلك أنه غير مستنكر أن يكون الفريقان ,أعنى فريق اليـمان وفريق الكفر جاوزوا
النهر ,وأخبر ال نبـيه مـحمدا صلى ال عليه وسلم ,عن الـمؤمنـين بـالـمـجاوزة,
لنهم كانوا من الذين جاوزوه مع ملكهم وترك ذكر أهل الكفر ,وإن كانوا قد جاوزوا النهر مع
الـمؤمنـين .والذي يدلّ علـى صحة ما قلنا فـي ذلك قول ال تعالـى ذكره :فَلَـمّا جا َوزَهُ
جنُو ِدهِ قَالَ اّلذِين َيظُنّونَ أ ّن ُهمْ مُلقُوا
ن آ َمنُوا َمعَ ُه قالُوا ل طاقَةَ لَنا الـيَوْم بِجالُوتَ َو ُ
هُوَ وَاّلذِي َ
ن اللّ ِه فأوجب ال تعالـى ذكره أن الذين يظنون
ت ِفئَةً َكثِـيرَةً بإذْ ِ
ن ِفئَةٍ قَلِـيـلَةٍ غََلبَ ْ
اللّ ِه َكمْ مِ ْ
ت ِفئَةً َكثِـيرَةً
ن فِئَ ٍة قَلِـيـلَةٍ غََلبَ ْ
أنهم ملقو ال هم الذين قالوا عند مـجاوزة النهرَ :كمْ مِ ْ
بإذْنِ الّلهِ دون غيرهم الذين ل يظنون أنهم ملقو ال ,وأن الذين ل يظنون أنهم ملقو ال هم
جنُو ِدهِ وغير جائز أن يضاف اليـمان إلـى من
الذين قالوا :ل طاقَةَ لَنا الـيَ ْومَ بِجالُوتَ َو ُ
جحد أنه ملقـي ال أو شكّ فـيه.
ظنّونَ
ن َي ُ
جنُودِهِ قالَ اّلذِي َ
القول فـي تأويـل قوله تعالـى :قالُوا ل طاقَ َة لَنا الـيَ ْومَ بِجالُوتَ و ُ
ن اللّهِ وَالّلهُ مَ َع الصّابِرِينَ.
ن ِفئَةٍ قَلِـيـلَةِ غََلبَتْ ِفئَ ًة َكثِـيرَةً بإذْ ِ
أ ّن ُهمْ مُلقُوا اللّ ِه َكمْ مِ ْ
اختلف أهل التأويـل فـي أمر هذين الفريقـين ,أعنـي القائلـين :ل طاقَةَ لَنا الـيَ ْومَ
ن اللّ ِه من هما .فقال
جنُودِهِ والقائلـينَ :كمْ ِمنْ ِفئَ ٍة قَلِـيـلَةٍ غََلبَتْ ِفئَ ًة َكثِـيرَ ًة بإذْ ِ
بِجالُوتَ َو ُ
جنُودِ ِه هم أهل كفر بـال ونفـاق,
بعضهم :الفريق الذين قالوا :ل طاقَ َة لَنا الـيَ ْومَ بِجالُوتَ َو ُ
ولـيسوا مـمن شهد قتال جالوت وجنوده ,لنهم انصرفوا عن طالوت ,ومن ثبت معه لقتال
عد ّو ال جالوت ومن معه ,وهم الذين عصوا أمر ال لشربهم من النهر .ذكر من قال ذلك:
4623ـ حدثنـي موسى ,قال :حدثنا عمرو ,قال :حدثنا أسبـاط ,عن السدي بذلك وهو قول
ابن عبـاس .وقد ذكرنا الرواية بذلك عنه آنفـا.
ل اّلذِينَ
4624ـ حدثنا القاسم ,قال :حدثنا الـحسين ,قال :ثنـي حجاج ,عن ابن جريج :قا َ
َيظُنّونَ أ ّن ُهمْ مُلقُوا اللّ ِه الذين اغترفوا وأطاعوا الذين مضوا مع طالوت الـمؤمنون ,وجلس
الذين شكوا.
وقال آخرون :كل الفريقـين كان أهل إيـمان ,ولـم يكن منهم أحد شرب من الـمَاء إل
غُرفة ,بل كانوا جميعا أهل طاعة ,ولكن بعضهم كان أصحّ يقـينا من بعض ,وهم الذين أخبر
ن اللّهِ والَخرون كانوا أضعف
ن ِفئَةٍ قَلِـيـلَةٍ غََلبَتْ ِفئَ ًة َكثِـيرَةً بإذْ ِ
ال عنهم أنهم قالواَ :كمْ مِ ْ
جنُودِهِ .ذكر من قال ذلك:
يقـينا ,وهم الذين قالُوا :ل طاقَ َة لَنا الـيَ ْو َم بِجالُوتَ َو ُ
4625ـ حدثنا بشر بن معاذ ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة :فَلَـمّا جا َوزَهُ ُهوَ
ن َيظُنّونَ أ ّن ُهمْ مُلقُوا اللّهِ
جنُودِ ِه قالَ اّلذِي َ
ن آ َمنُوا َمعَهُ قالُوا ل طاقَةَ لَنا الـيَ ْومَ بِجالُوتَ و ُ
وَاّلذِي َ
ت ِفئَةً َكثِـيرَ ًة بإذْنِ الّلهِ وَالّلهُ مَ َع الصّا ِبرِينَ ويكون الـمؤمنون
ن فِئَ ٍة قَلِـيـلَةِ غََلبَ ْ
َكمْ مِ ْ
بعضهم أفضل جدّا وعزما من بعض ,وهم مؤمنون كلهم.
4626ـ حدثنا الـحسن بن يحيى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر ,عن قتادة
ت فِئَ ًة َكثِـيرَ ًة بإذْنِ الّلهِ أن النبـيّ قال لصحابه يوم بدر:
فـي قولهَ :كمْ مِنْ ِفئَ ٍة قَلِـيـلَةٍ غََلبَ ْ
«أنتـم بعدّة أصحاب طالوت ثلثمائة» قال قتادة :وكان مع النبـيّ صلى ال عليه وسلم يوم
بدر ثلثمائة وبضعة عشر.
4627ـ حدثنـي يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد :الذين لـم يأخذوا الغرفة
ن اللّهِ والّلهُ
ن ِفئَةٍ قَلِـيـلَةٍ غََلبَتْ ِفئَ ًة َكثِـيرَةً بإذْ ِ
أقوى من الذين أخذوا ,وهم الذين قالواَ :كمْ مِ ْ
مَعَ الصّابِرِينَ.
ويجب علـى القول الذي روي عن البراء بن عازب أنه لـم يجاوز النهر مع طالوت إل
عدة أصحاب بدر أن يكون كل الفريقـين اللذين وصفهما ال بـما وصفهما به أمرهما علـى
نـحو ما قال فـيهما قتادة وابن زيد.
وأولـى القولـين فـي تأويـل الية ما قاله ابن عبـاس والسدي وابن جريج .وقد ذكرنا
الـحجة فـي ذلك فـيـما مضى قبل آنفـا.
ن أ ّن ُهمْ مُلقُوا اللّ ِه فإنه يعنـي :قال الذين يعلـمون
ظنّو َ
ن َي ُ
وأما تأويـل قوله :قالَ اّلذِي َ
ويستـيقنون أنهم ملقوا ال.
4628ـ حدثنـي موسى ,قال :حدثنا عمرو ,قال :حدثنا أسبـاط ,عن السدي :قالَ اّلذِينَ
َيظُنّونَ أ ّن ُهمْ مُلقُوا اللّ ِه الذين يستـيقنون .فتأويـل الكلم :قال الذين يوقنون بـالـمعاد
ن ِفئَةِ
جنُودِ ِه َكمْ مِ ْ
ويصدّقون بـالـمرجع إلـى ال للذين قالوا :ل طَاقَةَ َلنَا الـيَ ْو َم ِبجَالُوتَ َو ُ
قَلِـيـلَةٍ يعنـي ب َكمْ كثـيرا غلبت فئة قلـيـلة فئة كثـيرة بإذن ال ,يعنـي :بقضاء ال
وقدره .وَاللّ ُه مَعَ الصّا ِبرِين يقول :مع الـحابسين أنفسهم علـى رضاه وطاعته .وقد أتـينا
ل علـى صحة
علـى البـيان عن وجوه الظنّ وأن أحد معانـيه العلـم الـيقـين بـما يد ّ
ذلك فـيـما مضى ,فكرهنا إعادته.
وأما الفئة فإنهم الـجماعة من الناس ل واحد له من لفظه ,وهو مثل الرهط والنفر جمعه
فئات وفئون فـي الرفع ,وفئين فـي النصب والـخفض بفتـح نونها فـي كل حال ,وفئينٌ
بـالرفع بإعراب نونها بـالرفع ,وترك الـياء فـيها ,وفـي النصب فئينا ,وفـي الـخفض
فئينٍ ,فـيكون العراب فـي الـخفض والنصب فـي نونها ,وفـي كل ذلك مقرّة فـيها
الـياء علـى حالها ,فإن أضيفت ,قـيـل :هؤلء فَئِي ُنكَ بإقرار النون وحذف التنوين ,كما قال
ن فـي جمع السنة هذه سنـينك بإثبـات النون وإعرابها ,وحذف
الذين لغتهم هذه سنـي ٌ
التنوين منها للضافة ,وكذلك العمل فـي كل منقوص ,مثل مائة وثبة وقلة وعزة ,فأما ما كان
نقصه من أوله فإن جمعه بـالتاء مثل عدة وعدات وصلة وصلت.
ن فإنه يعنـي :وال معين الصابرين علـى الـجهاد فـي
وأما قوله :وَاللّ ُه مَعَ الصّابِرِي َ
سبـيـله وغير ذلك من طاعته ,وظهورهم ونصرهم علـى أعدائه الصادّين عن سبـيـله,
ل علـى غيره هو معه بـمعنى هو معه
الـمخالفـين منهاج دينه .وكذلك يقال لكل معين رج ً
بـالعون له والنصرة.