Professional Documents
Culture Documents
23229ـ حدثنا بشر ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة ,قوله :ثُ مّ إذَا خَوّلْنا هُ ِن ْعمَةً
ِمنّا حتى بلغ عَلى عِ ْلمِ عندي :أي على خير عندي.
23230ـ حدثني محمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى وحدثني الحارث,
قال :حدثنا الحسن ,قال :حدثنا ورقاء ,جميعا عن ابن أبي نجيح ,عن مجاهد ,قوله :إذَا خَوّلْنا هُ
ِن ْعمَةً ِمنّا قال :أعطيناه.
وقوله :أُوتِيتُهُ عَلى عِ ْلمٍ :أي على شرف أعطانيه.
ي فِ ْتنَ ٌة يقول تعالى ذكره :بل عطيتنا إياهم تلك النعمة من بعد الضرّ الذي كانوا
وقوله :بَلْ هَ َ
ن أ ْك َثرَهُ مْ لجهلهم ,وسوء رأيهم
فيه فتنة لهم يعني بلء ابتليناهم به ,واختبارا اختبرناهم به وََلكِ ّ
ل َيعَْلمُونَ لي سبب أعطوا ذلك .وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .ذكر من قال ذلك:
ي ِفتْنَةٌ :أي بلء.
23231ـ حدثنا بشر ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة بَلْ ِه َ
51-50 الية :
ع ْنهُمْ مّا كَانُو ْا َيكْسِبُونَ *
غ َنىَ َ
القول فـي تأويـل قوله تعالىَ { :قدْ قَاَلهَا اّلذِينَ مِن َقبِْلهِمْ َفمَآ َأ ْ
سبُواْ وَمَا هُ مْ
س ّيئَاتُ مَا كَ َ
س ُيصِي ُب ُهمْ َ
لءِ َ
ن ظََلمُواْ ِم نْ هَ ـ ُؤ َ
سبُواْ وَاّلذِي َ
س ّيئَاتُ مَا كَ َ
َفأَ صَا َبهُمْ َ
ِب ُم ْعجِزِينَ }.
يقول تعالى ذكره :قد قال هذه المقالة يعنـي قول هم :لنع مة ال ال تي خول هم و هم مشركون:
ن مِ نْ َقبِْلهِ مْ يع ني :الذي من ق بل مشر كي ُقرَ يش من ال مم الخال ية
أوتيناه على علم عند نا اّلذِي َ
سبُونَ يقول :فلم
ع ْنهُ مْ ما كانُوا َيكْ َ
لر سلها ,تكذي با من هم ل هم ,وا ستهزاء ب هم .وقوله :فَمَا أغْنَى َ
ي غن عن هم ح ين أتا هم بأس ال على تكذيب هم ر سل ال وا ستهزائهم ب هم ما كانوا يك سبون من
العمال ,وذلك عبادت هم الوثان .يقول :لم تنفع هم خدمت هم إيا ها ,ولم تش فع آلهت هم ل هم ع ند ال
سبُوا يقول :فأ صاب الذ ين
سيّئاتُ ما كَ َ
حينئذ ,ولكن ها أ سلمتهم و تبرأت من هم .وقوله :فأَ صَا َبهُمْ َ
قالوا هذه المقالة من ال مم الخال ية ,وبال سيئات ما ك سبوا من العمال ,فعوجلوا بالخزي في
سفَ اللّ ُه بِهِ َو ِبدَارِهِ
خَع ْندِي فَ َ
دار الدنيا ,وذلك كقارون الذي قال حين وعظ إ ّنمَا أُوتِيتُهُ عَلى عِ ْلمٍ ِ
ن يقول ال جل
ن ال ُم ْنتَ صِري َ
صرُونَ ُه مِ نْ دُون الّل ِه وَ ما كا نَ ِم َ
ن ِفئَةٍ َينْ ُ
ن لَ هُ ِم ْ
الرْ ضَ فَ ما كا َ
ن هَولَءِ يقول ل نبيه مح مد صلى ال عل يه و سلم :والذ ين كفروا بال يا
ن ظََلمُوا مِ ْ
ثناؤه :وَاّلذِي َ
سبُوا كما
محمد من قومك ,وظلموا أنفسهم وقالوا هذه المقالة سيُصِي ُبهُمْ أيضا وبال س ّيئَاتُ مَا كَ َ
ن يقول :وما يفوتون ربهم ول يسبقونه هربا
جزِي َ
أصاب الذين من قبلهم بقيلهموها وَما هُ ْم ِب ُمعْ ِ
ن َتجِد
ن قَبْلُ وَلَ ْ
سنّةَ الّل ِه فِي اّلذِي نَ خََلوْا مِ ْ
في الرض من عذابه إذا نزل بهم ,ولكنه يصيبهم ُ
لِسُن ِة اللّهِ َت ْبدِيلً ففعل ذلك بهم ,فأحلّ بهم خزيه في عاجل الدنيا فقتلهم بالسيف يوم بدر .وبنحو
الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .ذكر من قال ذلك:
23232ـ حدثنا محمد بن الحسين ,قال :حدثنا أحمد ,قال :حدثنا أسباط ,عن السدي َقدْ قَالَها
ن ظََلمُوا من هؤلء ,قال :من أ مة مح مد صلى ال عل يه
اّلذِي نَ ِم نَ َقبِْلهِ ْم ال مم الماض ية وَاّلذِي َ
وسلم.
سورة غافر
سورة غافر مكية
وآياتها خمس وثمانون
بسم ال الرحمَن الرحيـم
ب يقول تعالى ذكره :شد يد عقا به ل من عاق به من أ هل الع صيان له ,فل
شدِيـد العقا ِ
وقولهَ :
تتكلوا على سعة رحم ته ,ول كن كونوا م نه على حذر ,باجتناب معا صيه ,وأداء فرائ ضه ,فإ نه
كما أن ل يؤيس أهل الجرام والَثام من عفوه ,وقبول توبة من تاب منهم من جرمه ,كذلك ل
يؤمنهم من عقابه وانتقامه منهم بما استحلوا من محارمه ,وركبوا من معاصيه.
وقوله :ذِي الطّوْلِ يقول :ذي الفضل والن عم المب سوطة على من شاء من خل قه يقال م نه :إن
فلنـا لذو طَوْل على أصـحابه ,إذا كان ذا فضـل عليهـم .وبنحـو الذي قلنـا فـي ذلك قال أهـل
التأويل .ذكر من قال ذلك:
23324ـ حدثني عل يّ ,قال :حدثنا أبو الصالح ,قال :ثني معاوية ,عن عل يّ ,عن ابن عباس,
ل يقول :ذي السعة والغنى.
قوله :ذِي الطّوْ ِ
23325ـ حدثني محمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى وحدثني الحارث,
قال :حدثنا الحسن ,قال :حدثنا ورقاء ,جميعا عن ابن أبي نجيح ,عن مجاهد ,في قول ال :ذِي
الطّوْلِ الغنى.
23326ـ حدثنا بشر ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة ذِي الطّوْلِ :أي ذي النعم.
وقال بعضهم :الطّول :القدرة .ذكر من قال ذلك:
ل قال:
23327ـ حدث نا يو نس ,قال :أخبر نا ا بن و هب ,قال :قال ا بن ز يد ,في قوله ذِي الطّوْ ِ
الطول القدرة ,ذاك الطول.
ْهـ المَصـِيرُ يقول :ل معبود تصـلح له العبادة إل ال العزيـز العليـم,
َهـ إلّ هوَ إَلي ِ
وقوله :ل إل َ
ل ثناؤه ,فل تعبدوا شيئا سواه إَليْ هِ المَ صِيرُ يقول تعالى ذكره :إلى ال
الذي صفته ما وصف ج ّ
مصيركم ومرجعكم أيها الناس ,فإياه فاعبدوا ,فإنه ل ينفعكم شيء عبدتموه عند ذلك سواه.
سورة فصلت
سورة فصلت مكية
وآياتها أربع وخمسون
بسم ال الرحمَن الرحيـم
ل ثناؤه :في أ ْر َبعَةِ أيّا مٍ ل ما ذكر نا ق بل من ال خبر الذي روي نا عن ا بن عباس ,عن
وقال ج ّ
رسـول ال صـلى ال عليـه وسـلم أنـه فرغ مـن خلق الرض وجميـع أسـبابها ومنافعهـا مـن
الشجار والماء والمدائن والعمران والخراب فـي أربعـة أيام ,أوّلهنّـ يوم الحـد ,وآخرهنّـ يوم
الربعاء.
23485ـ حدثني موسى ,قال :حدثنا عمرو ,قال :حدثنا أسباط ,عن السديّ ,قال :خلق الجبال
فيها وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها في يومين ,في الثلثاء والربعاء.
وقال بعض نحويي البصرة :قال :خلق الرض في يومين ,ثم قال في أربعة أيام ,لنه يعني
أن هذا مـع الوّل أربعـة أيام ,كمـا تقول :تزوّجـت أمـس امرأة ,واليوم ثنتيـن ,وإحداهمـا التـي
تزوّجتها أمس.
ن اختلف أهل التأويل في تأويله ,فقال بعضمهم :تأويله :سواء لمن سأل
وقوله :سَوَاءً للسائِلِي َ
عن مبلغ الجل الذي خلق ال فيه الرض ,وجعل فيها الرواسي من فوقها والبركة ,وقدّر فيها
القوات بأهلها ,وجده كما أخبر ال أربعة أيام ل يزدن على ذلك ول ينقصن منه .ذكر من قال
ذلك:
سوَاءً لل سّائِلِينَ من سأل
23486ـ حدثنا بشر ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة َ
عن ذلك وجده ,كما قال ال.
حدثنا ابن عبد العلى ,قال :حدثنا ابن ثور ,عن معمر ,عن قتادة سَوَا ًء لل سّائِلِينَ قال :من
سأل فهو كما قال ال.
23487ـ حدث نا مو سى بن هارون ,قال :حدث نا عمرو ,قال :حدث نا أ سباط ,عن ال سديّ فِي
أ ْربَعَ ِة أيّامٍ سَوَاء للسّائِلِينَ يقول :من سأل فهكذا المر.
وقال آخرون :بل معنى ذلك :سواء لمن سأل ربه شيئا مما به الحاجة إليه من الرزق ,فإن
ال قد قدّر له من القوات في الرض ,على قدر م سألة كل سائل من هم لو سأله ل ما ن فذ من
علمه فيهم قبل أن يخلقهم .ذكر من قال ذلك:
سوَاءً للسّائِلِينَ قال:
23488ـ حدثني يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب قال :قال ابن زيد في قوله َ
قدّر ذلك على قدر مسائلهم ,يعلم ذلك أنه ل يكون من مسائلهم شيء إل شيء قد علمه قبل أن
يكون.
واختلفـت القراء فـي قراءة ذلك .فقرأتـه عامـة قراء المصـار غيـر أبـي جعفـر والحسـن
سوَاءٍ»
سوَاءٌ» بالرفع .وقرأ الحسنَ « :
البصري :سَوَاءً بالن صب .وقرأه أبو جعفر القارىءَ « :
بالجر.
والصواب من القراءة في ذلك ما عليه قراءة المصار ,وذلك قراءته بالنصب لجماع الحجة
من القراء عليه ,ولصحة معناه .وذلك أن معنى الكلم :قدر فيها أقواتها سواء لسائليها على ما
بهم إليه الحاجة ,وعلى ما يصلحهم.
سمَ فِيها أقْوَاتَها».
وقد ذُكر عن ابن مسعود أنه كان يقرأ ذلكَ « :وقَ ّ
وقد اختلف أهل العربية في وجه نصب سواءً ,فقال بعض نحويي البصرة :من نصبه جعله
مصدرا ,كأنه قال :استواء .قال :وقد قُرىء بالجرّ وجعل اسما للمستويات :أي في أربعة أيام
تامّة .وقال بعض نحويي الكوفة :من خفض سواء ,جعلها من نعت اليام ,وإن شئت من نعت
سوَاءً
الربعة ,ومن نصبها جعلها متّصلة بالقوات .قال :وقد تُرفع كأنه ابتداء ,كأنه قال :ذلك َ
ن يقول :لمن أراد علمه.
للسّائِلِي َ
والصواب من القول في ذلك أن يكون نصبه إذا نصب حالً من القوات ,إذ كانت سواء قد
شب هت بال سماء النكرة ,فق يل :مررت بقوم سواء ,ف صارت تت بع النكرات ,وإذا تب عت النكرات
انقطعت من المعارف فنصبت ,فقيل :مررت بإخوتك سواء ,وقد يجوز أن يكون إذا لم يدخلها
تثنية ول جمع أن تشبه بالمصادر .وأما إذا رُفعت ,فإنما تُرفع ابتداء بضمير ذلك ونحوه ,وإذا
جرّت فعلى التباع لليام أو للربعة.
ُ
لرْض ا ْئتِيا طَوْ عا أ ْو َكرْها قالَتا أ َتيْنا
ن فَقالَ َلهَا وَل َ
ستَوَى إلى ال سّماءِ وَهِ يَ دُخا ٌ
وقوله :ثُ مّ ا ْ
طا ِئعِي نَ يع ني تعالى ذكره :ثم ا ستوى إلى ال سماء ,ثم ارت فع إلى ال سماء .و قد بيّ نا أقوال أ هل
العلم في ذلك فيما مضى قبل.
لرْض ا ْئتِيـا طَوْعـا أ ْو كَرْهـا يقول جلّ ثناؤه :فقال ال للسـماء والرض:
وقوله :فَقالَ لهـا وَل َ
جيئا بما خلقت فيكما ,أما أنت يا سماء فأطلعي ما خلقت فيك من الشمس والقمر والنجوم ,وأما
أنت يا أرض فأخرجي ما خلقت فيك من الشجار والثمار والنبات ,وتشقّقِي عن النهار قالَتا
ن جئنا بما أحدثت فينا من خلقك ,مستجيبين لمرك ل نعصي أمرك .وبنحو الذي
أ َتيْنا طا ِئعِي َ
قلنا في ذلك قال أهل التأويل .ذكر من قال ذلك:
23489ـ حدث نا أ بو هشام ,قال :حدث نا ا بن يمان ,قال :حدث نا سفيان ,عن ا بن جر يج ,عن
لرْض ا ْئتِيا طَ ْو عا أوْ َكرْها قالَتا
سليمان بن موسى ,عن مجاهد ,عن ا بن عباس ,فَقالَ لها وَل َ
ن قال :قال ال لل سموات :أطل عي شم سي وقمري ,وأطل عي نجو مي ,وقال للرض:
أ َتيْ نا طا ِئعِي َ
شققي أنهارك واخرجي ثمارك ,فقالتا :أعطينا طائعين.
جرَ يج ,عن سليمان
23490ـ حدث ني يعقوب بن إبراه يم ,قال :حدث نا ا بن عل ية ,عن ا بن ُ
الحول ,عن طاوس ,عن ابن عباس ,في قوله ا ْئتِنا :أعطيا .وفي قوله :قَالَتا أئ َتيْا قالتا :أعطينا.
وق يل :أتي نا طائع ين ,ولم يُ قل طائعت ين ,وال سماء والرض مؤنثتان ,لن النون واللف اللت ين
هما كناية أسمائهما في قوله أ َتيْنا نظيره كناية أسماء المخبرين من الرجال عن أنفسهم ,فأجرى
ن على ما جرى به ال خبر عن الرجال كذلك .و قد كان ب عض أ هل العرب ية يقول:
قوله طائِعِي َ
ذهب به إلى السموات والرض ومن فيهنّ.
وقال آخرون منهم :قيل ذلك كذلك لنهما لما تكلمتا أشبهتا الذكور من بني آدم.
ن المُ سْلِمِينَ يقول :وقال :إنني ممن خضع ل بالطاعة ,وذلّ له بالعبودة,
وقوله :وَقالَ إ ّننِي مِ َ
وخشع له باليمان بوحدانيته.
س ّيئَ ُة يقول تعالى ذكره :ول ت ستوي ح سنة الذ ين قالوا رب نا
سنَةَ وَل ال ّ
ستَوِي الحَ َ
وقوله :وَل تَ ْ
ال ثم استقاموا ,فأحسنوا في قولهم ,وإجابتهم ربهم إلى ما دعاهم إليه من طاعته ,ودعوا عباد
س َمعُوا َلهَذا ال ُقرْآ نِ وَا ْل َغوْا فِي ِه َلعَّلكُ مْ
ال إلى مثل الذي أجابوا ربهم إليه ,وسيئة الذين قالوا :ل تَ ْ
ل ثناؤه أ نه
َتغِْلبُو نَ فكذلك ل ت ستوي ع ند ال أحوال هم ومنازل هم ,ولكن ها تختلف ك ما و صف ج ّ
السـّيئَةُفكرّر ل ,والمعنـى :ل تسـتوي
َسـنَةَ وَل ّ
َسـتَوِي الح َ
خالف بينهمـا ,وقال جلّ ثناؤه :وَل ت ْ
ل مـا كان غيـر مسـا ٍو شيئا ,فالشيـء الذي هـو له غيـر مسـاو غيـر
الحسـنة ول السـيئة ,لن ك ّ
م ساويه ,ك ما أن كلّ ما كان م ساويا لش يء فالَ خر الذي هو له م ساو ,م ساوٍ له ,فيقال :فلن
مساو فلنا ,وفلن له مساو ,فكذلك فلن ليس مساويا لفلن ,ول فلن مساويا له ,فلذلك كرّرت
ل مع ال سيئة ,ولو لم ت كن مكرّرة مع ها كان الكلم صحيحا .و قد كان ب عض نحو يي الب صرة
يقول :يجوز أن يقال :الثانية زائدة يريد :ل يستوي عبد ال وزيد ,فزيدت ل توكيدا ,كما قال:
ْسـمُ
ْمـ القِيامَةِ وَل ُأق ِ
ْسـمُ ِبيَو ِ
ِتابـ ألّ يَ ْق ِدرُونـَ :أي لن يعلم ,وكمـا قال :ل ُأق ِ
َمـ أ ْهلُ الك ِ
َلئِلّ َيعْل َ
سمُ
ل َيعْلَ مَ أ ْهلَ الكِتا بِ ,وفي قوله :ل ُأقْ ِ
بالنّفْ سِ الّلوّامَةِ .وقد كان بعضهم ينكر قوله هذا فيَ :لئِ ّ
ل الكِتا بِ أن ل يقدرون ردّت إلى موضع ها ,لن الن في
فيقول :ل الثان ية في قولهَ :لئِلّ َيعْلَ مَ أهْ َ
أظنـ زيدا ل يقوم قال:
ّ أظنـ زيدا ل يقوم ,بمعنـى:
ّ إنمـا لحـق يقدرون ل العلم ,كمـا يقال :ل
وربمـا ا ستوثقوا فجاؤوا به أ ّولً وآخرا ,وربمـا اكتفوا بالوّل من الثا ني .وحُ كي سـماعا مـن
العرب :مـا كأنـي أعرفهـا :أي كأنـي لأعرفهـا .قال :وأمـا «ل» فـي قوله ل ُأقْس ِـُم فإنمـا هـو
جواب ,والقسم بعدها مستأنف ,ول يكون حرف الجحد مبتدأ صلة.
س ّيئَ ُة ول ي ستوي اليمان بال والع مل بطاع ته
سنَةَ وَل ال ّ
ستَوِي الحَ َ
وإن ما عُنِي بقوله :وَل تَ ْ
والشرك به والعمل بمعصيته.
ي أحْ سَنُ يقول تعالى ذكره ل نبيه مح مد صلى ال عل يه و سلم :اد فع يا
وقوله :ا ْدفِ عْ بالّتِي هِ َ
محمد بحلمك جهل من جهل عليك ,وبعفوك عمن أساء إليك إساءة المسيء ,وبصبرك عليهم
مكروه ما تجد منهم ,ويلقاك من قبلهم .وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلف
منهم في تأويله .ذكر من قال ذلك:
23566ـ حدثني عل يّ ,قال :حدثنا أبو صالح ,قال :ثني معاوية ,عن عل يّ ,عن ا بن عباس,
قوله :ا ْدفَ عْ بالّتِي هِ يَ أحْ سَنُ قال :أ مر ال المؤمن ين بال صبر ع ند الغ ضب ,والحلم والع فو ع ند
الساءة ,فإذا فعلوا ذلك عصمهم ال من الشيطان ,وخضع لهم عدوّهم ,كأنه وليّ حميم.
وقال آخرون :معنى ذلك :ادفع بالسلم على من أساء إليك إساءته .ذكر من قال ذلك:
23567ـ حدث نا مح مد بن بشار ,قال :حدث نا أ بو عا مر ,قال :حدث نا سفيان ,عن طل حة بن
حسَنُ قال :بالسلم.
يأْ
عمرو ,عن عطاء ادْفَ ْع باّلتِي ِه َ
23568ـ حدثنا محمد بن عبد العلى ,قال :حدثنا محمد بن ثور ,عن معمر ,عن عبد الكريم
ن قال :السلم عليك إذا لقيته.
حسَ ُ
الجزري ,عن مجاهد ا ْدفَعْ باّلتِي ِهيَ أ ْ
حمِي مٌ يقول تعالى ذكره :افعل هذا الذي أمرتك
ي َ
عدَوَاةٌ كأنّ هُ وَلِ ّ
وقوله :فإذَا اّلذِي َب ْينَ كَ َو َب ْينَ هُ َ
به يا مح مد من د فع سيئة الم سيء إل يك بإح سانك الذي أمر تك به إل يه ,في صير الم سيء إل يك
ي لك من ب ني أعما مك ,قر يب
الذي بي نك وبي نه عداوة ,كأ نه من ملطف ته إياك ,وبرّه لك ,ول ّ
النسب بك والحميم :هو القريب ,كما:
حمِي مٌ :أي كأنه
23569ـ حدثنا بشر ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,,عن قتادة كأنّ ُه وَلِ يّ َ
وليّ قريب.
ل لَ كَ
ي في قوله :ما يُقا ُ
23596ـ حدثنا محمد ,قال :حدثنا أحمد ,قال :حدثنا أسباط ,عن السد ّ
ن َقبِْلكَ قال :ما يقولون إل ما قد قال المشركون للرسل من قبلك.
إلّ ما َقدْ قِيلَ لل ّرسُلِ مِ ْ
ن َربّك َلذُو َمغْ ِفرَ ٍة يقول :إن ربك لذو مغفرة لذنوب التائبين إليه من ذنوبهم بالصفح
وقوله :إ ّ
ِيمـ يقول :وهـو ذو عقاب مؤلم لمـن أصـر على كفره وذنوبـه ,فمات على
ِقابـ أل ٍ
عنهـم َوذُو ع ٍ
الصرار على ذلك قبل التوبة منه.