Professional Documents
Culture Documents
مدنية
وآياتها اثنتان وعشرون
بسم ال الرحمَن الرحيم
1 الية :
ش َت ِكيَ إِلَى الّلهِ
جهَا َو َت ْ
سمِعَ الّل ُه قَوْلَ اّلتِي ُتجَادُِلكَ فِي زَ ْو ِ
القول فـي تأويـل قوله تعالى{ :قَدْ َ
سمِيعٌ َبصِيرٌ }.
ن اللّ َه َ
سمَعُ َتحَا ُو َركُمآ إِ ّ
وَالّلهُ َي ْ
ل الّتي تجادُلكَ
سمِعَ الّلهُ يا محمد قَوْ َ
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى ال عليه وسلمَ :قدْ َ
فِي َز ْوجِها والتي كانت تجادل رسول ال صلى ال عليه وسلم في زوجها امرأة من النصار.
واختلف أهل العلم في نسبها واسمها ,فقال بعضهم :خولة بنت ثعلبة ,وقال بعضهم :اسمها
خُوَيلة بنت ثعلبة.
وقال آخرون :هي خويلة بنت خويلد .وقال آخرون :هي خويلة بنت الصامت .وقال
آخرون :هي خويلة ابنة الدليج وكانت مجادلتها رسول ال صلى ال عليه وسلم في زوجها,
ي كظهر
ت عل ّ
وزوجها أوس بن الصامت ,مراجعتها إياه في أمره ,وما كان من قوله لها :أن ِ
أمي .ومحاورتها إياه في ذلك ,وبذلك قال أهل التأويل ,وتظاهرت به الرواية .ذكر من قال
ذلك ,والَثار الواردة به:
26087ـ حدثنا ابن المثنى ,قال :حدثنا عبد العلى ,قال :حدثنا أبو داود ,قال :سمعت أبا
العالية يقول :إن خويلة ابنة الدليج أتت النبيّ صلى ال عليه وسلم وعائشة تغسل شقّ رأسه,
فقالت :يا رسول ال ,طالت صحبتي مع زوجي ,ونفضت له بطني ,وظا َهرَ مني فقال رسول
ح ُرمْتِ عََليْهِ» فقالت :أشكو إلى ال فاقتي ,ثم قالت :يا رسول ال
ال صلى ال عليه وسلمَ « :
ح ُرمْتِ عََل ْيهِ»
طالت صحبتي ,ونفضت له بطني ,فقال رسول ال صلى ال عليه وسلمَ « :
فجعل إذا قال لها« :حرمت عليه» ,هتفت وقالت :أشكو إلى ال فاقتي ,قال :فنزل الوحي ,وقد
قامت عائشة تغسل شقّ رأسه الَخر ,فأومأت إليها عائشة أن اسكتي ,قالت :وكان رسول ال
صلى ال عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي أخذه مثل السبات ,فلما قضي الوحي ,قال« :ادْعي
سمِعَ ال قَوْلَ اّلتِي تجادُِلكَ فِي
جكِ»َ ,فتَلها عََل ْيهِ رسول ال صلى ال عليه وسلمَ :قدْ َ
زَ ْو َ
سمَع تَحا ُو َركُما ...إلى قوله :واّلذِين يُظاهِرُونَ ِمنْ نِسائهِمْ ُثمّ
شتَكي إلى الّلهِ واللّ ُه َي ْ
زَ ْوجِها َو َت ْ
حرِيرُ َر َقبَةٍ ِمنْ َقبْلِ أن َيتَماسّا أ َتسْ َتطَيعُ َرقَبَةً؟ قال :ل ,قال:
َيعُودُونَ ِلمَا قالُوا :أي يرجع فيه فَ َت ْ
ن قال :يا رسول ال ,إني إذا لم آكل في اليوم ثلث مرّات
ش ْه َريْنِ ُمتَتا ِبعَيْ ِ
جدْ َفصِيامُ َ
َفمَنْ َلمْ َي ِ
ط ِعمَ
ستَطيعُ أنْ ُت ْ
سكِينا قال« :أ َت ْ
ن ِم ْ
ستّي َ
طعَامُ ِ
س َتطِعْ فإ ْ
خشيت أن يعشو بصري قالَ :فمَنْ َلمْ َي ْ
سكِينا؟» قال :ل يا رسول ال إل أن تعينني ,فأعانه رسول ال صلى ال عليه وسلم
ستّينَ ِم ْ
ِ
فأطعم.
26088ـ حدثنا بشر ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة .,قال :ذُكر لنا أن خويلة
ابنة ثعلبة ,وكان زوجها أوس بن الصامت قد ظاهر منها ,فجاءت تشتكي إلى رسول ال صلى
ق عظمي فأنزل ال فيها ما
ال عليه وسلم ,فقالت :ظاهر مني زوجي حين كبر سني ,ور ّ
غفُورٌ
شتَكي إلى الّل ِه فقرأ حتى بلغ َلعَفُوّ َ
ل اّلتِي تجادُِلكَ فِي زَ ْوجِها َو َت ْ
سمِعَ ال قَوْ َ
تسمعون :قَ ْد َ
ن ِلمَا قالُوا يريد أن يغشى بعد قوله ذلك ,فدعاه رسول
ن نِسائِ ِهمْ ُثمّ َيعُودُو َ
ن يُظاهرُونَ مِ ْ
وَاّلذِي َ
ح ّررَ ُمحَرّرا؟ قال :مالي بذلك يدان ,أو قال:
ستَطِيعُ أنْ ت َ
ال صلى ال عليه وسلم فقال له« :أ َت ْ
ش ْه َريْن ُم َتتَا ِب َعيْنِ؟» قال :ل وال إنه إذا أخطأه المأكل كل
ستَطِيعُ أنْ َتصُومَ َ
ل أجد ,قال« :أ َت ْ
سكِينا؟» قال :ل وال ,إل أن تعينني
ستّينَ ِم ْ
ط ِعمَ ِ
ستَطِيعُ أنْ ُت ْ
يوم مرارا يكلّ بصره ,قال« :أ َت ْ
منك بعون وصلة .قال بشر ,قال يزيد :يعني دعاء فأعانه رسول ال صلى ال عليه وسلم
بخمسة عشر صاعا ,فجمع ال له ,وال غفور رحيم.
سمِعَ ال
حدثنا ابن بشار ,قال :حدثنا عبد العلى ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة في قولهَ :قدْ َ
سمَع تَحا ُو َركُما قال :ذاك أوس بن
قَوْلَ اّلتِي تجادُِلكَ فِي زَ ْوجِها َو َتشْتَكي إلى الّلهِ واللّ ُه َي ْ
الصامت ظاهر من امرأته خويلة ابنة ثعلبة قالت :يا رسول كبر سني ,ورق عظمي ,وظاهر
ن ِلمَا قالُوا يريد
ن نِسائِهمْ ...إلى قوله ُثمّ َيعُودُو َ
ن يُظاهِرُونَ مِ ْ
مني زوجي ,قال :فأنزل ال :اّلذِي َ
ن َيتَماسّا فدعاه إليه نبيّ ال صلى ال عليه وسلم
ن َقبْلِ أ ْ
حرِيرُ َر َقبَةٍ مِ ْ
أن يغشى بعد قوله َف َت ْ
ش ْهرَيْن ْمتَتابِعينَ؟ قال :إنه
ن َتصُومَ َ
ستَطِيعُ أنْ ُت ْع ِتقَ َرقَبَةً؟ قال :ل قال :أ َف َتسْ َتطِيعُ أ ْ
ل َت ْ
فقال :هَ ْ
سكِينا؟ قال:
ستّينَ ِم ْ
ط ِعمَ ِ
ستَطَيعُ أنْ ْت ُ
ل بصره قال :أ َت ْ
إذا أخطأه أن يأكل كلّ يوم ثلث مرّات يك ّ
ل ,إل أن يعينني فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم بعون وصلة ,فأعانه رسول ال صلى
ال عليه وسلم بخمسة عشر صاعا ,وجمع ال له أمره ,وال غفور رحيم.
26089ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا عبيد ال بن موسى ,عن أبي حمزة ,عن عكرمة ,عن
حرُمت في
ي كظهر أمي َ
ابن عباس ,قال :كان الرجل إذا قال لمرأته في الجاهلية :أنت عل ّ
السلم ,فكان أوّل من ظاهر في السلم أوس بن الصامت ,وكانت تحته ابنة عمّ له يقال لها
ح ُرمْتِ عليّ ,وقالت له
خوَيلد وظاهر منها ,فأُسْ ِقطَ في يديه وقال :ما أراكِ إل قد َ
خويلة بنت ُ
مثلَ ذلك ,قال :فانطلقي إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :فأتت رسول ال صلى ال
خ َويْلَة ما أمرْنا فِي أ ْم ِركِ
ت عنده ماشطة تمشطُ رأسه ,فأخبرته ,فقال« :يا ُ
عليه وسلم ,فوجد ْ
شرِي» ,قالت:
خ َويْلَةُ أ ْب ِ
ِبشَيْءٍ» ,فأنزل ال على رسول ال صلى ال عليه وسلم ,فقال« :يا ُ
سمِعَ ال قَ ْولَ اّلتِي تجادُِلكَ فِي
خيرا ,قال :فقرأ عليها رسول ال صلى ال عليه وسلمَ :قدْ َ
حرِي ُر رَ َقبَ ٍة مِنْ َقبْلِ أنُ َيتَماسّا قالت :وأيّ رقبة لنا,
شتَكي إلى الّلهِ ...إلى قولهَ :فتَ ْ
زَ ْوجِها َو َت ْ
ن ُمتَتا ِبعَين قالت :وال لول أنه يشرب
شهْ َريْ ِ
جدْ فَصِيام َ
ن َلمْ َي ِ
وال ما يجد رقبة غيري ,قالَ :فمَ ْ
سكِينا قالت :من أين؟
ن ِم ْ
ستّي َ
ن لم يَس َتطِعْ فإطعامُ ِ
في اليوم ثلث مرّات لذهب بصره ,قال :فَمَ ْ
ما هي إل أكلة إلى مثلها ,قال :فرعاه بشطر َوسْق ثلثين صاعا وال َوسْق ستون صاعا فقال:
سكِينا وَِل ُيرَاجِ ْعكِ».
ن ِم ْ
ستّي َ
طعِ ْم ِ
«ِل ُي ْ
26090ـ حدثني محمد بن سعد ,قال :ثني أبي ,قال :ثني عمي ,قال :ثني أبي ,عن أبيه ,عن
شتَكي إلى الّلهِ ...إلى قوله:
ل اّلتِي تجادُِلكَ فِي زَ ْوجِها َو َت ْ
سمِ َع ال قَوْ َ
ابن عباس ,قوله :قَدْ َ
سكِينا ,وذلك أن خولة بنت الصامت امرأة من النصار ظاهر منها زوجها,
ن ِم ْ
ستّي َ
فإطْعا ُم ِ
ي مثل ظهر أمي ,فأتت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت :إن زوجي كان
فقال :أنت عل ّ
تزوّجني ,وأنا أحَبّ ,حتى إذا كبرت ودخلت في السنّ قال :أنت عليّ مثل ظهر أمي ,فتركني
إلى غير أحد ,فإن كنت تجد لي رُخصة يا رسول ال َت ْنعَشني وإياه بها فحدّثني بها ,فقال
ن ا ْرجِعي إلى
شيْءٍ حتى الَنَ ,وََلكِ ْ
رسول ال صلى ال عليه وسلم« :ما ُأ ِمرْتُ فِي شأ ِنكِ ِب َ
ن شاءَ الّلهُ» فرجعت إلى بيتها ,وأنزل ال على رسوله
غ ِممْهُ عََل ْيكِ إ ْ
شيْءٍ ل أ ْ
ن أُو َمرْ ِب َ
َب ْي ِتكِ ,فإ ْ
سمِعَ ال قَوْلَ اّلتِي تجادُِلكَ فِي
صلى ال عليه وسلم في الكتاب رخصتها ورخصة زوجها :قَدْ َ
ب إليمٌ فأرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى زوجها
عذَا ٌ
زَ ْوجِها ...إلى قوله :وَللكافِرِينَ َ
فلما أتاه قال له رسول ال صلى ال عليه وسلم« :ما أ َردْتَ إلى َيمِي ِنكَ اّلتِي أ ْقسَمْتَ عََليْها؟»
ن ُت ْع ِتقَ رَ َقبَةً؟»
ل َتسْتَطيعُ أ ْ
فقال :وهل لها كفّارة؟ فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم« :هَ ْ
قال :إذا يذهب مالي كله ,الرقبة غالية وأنا قليل المال ,فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم:
ش ْه َريْنِ ُمتَتا ِبعَين؟» قال :ل وال لول أني آكل في اليوم ثلث مرّات
ستَطيعُ أنْ َتصُومَ َ
« َفهَلْ َت ْ
سكِينا؟
ن ِم ْ
ستّي َ
طعِمَ ِ
ن ُت ْ
ل َتسْتَطيعُ أ ْ
لكلّ بصري ,فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم« :هَ ْ
قال :ل وال إل أن تعينني على ذلك بعون وصلة ,فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم« :إنّي
شرَ صَاعا ,وأنا دَاعٍ َلكَ بال َب َركَةِ» فأصلح ذلك بينهما.
عَخ ْمسَةَ َ
ُمعِينُكَ ِب َ
قال :وجعل فيه تحرير رقبة لمن كان مُوسرا ل يكفر عنه إل تحرير رقبة إذا كان موسرا
من قبل أن يتماسا ,فإن لم يكن موسرا فصيام شهرين متتابعين ,ل يصلح له إل الصوم إذا كان
معسرا ,إل أن ل يستطيع ,فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ,وذلك كله قبل الجماع.
26091ـ حدثنا ابن حَميد ,قال :حدثنا مهران ,عن أبي معشر المدني ,عن محمد بن كعب
القرظيّ ,قال :كانت خولة ابنة ثعلبة تحت أوس بن الصامت ,وكان رجلً به لمم ,فقال في
بعض هجراته :أنت عليّ كظهر أمي ,ثم ندم على ما قال ,فقال لها :ما أظنك إل قد حرمتِ
عليّ قالت :ل تقل ذلك ,فوال ما أحبّ ال طلقا .قالت :أئت رسول ال صلى ال عليه وسلم
فسله ,فقال :إني أجدني أستحي منه أن أسأله عن هذا ,فقالت :فدعني أن أسأله ,فقال لها :سليه
ي ال إن أوس بن الصامت أبو ولدي,
فجاءت إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ,فقالت :يا نب ّ
ب الناس إليّ ,قد قال كلمة ,والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلقا ,قال :أنت عليّ كظهر
وأح ّ
ح ُرمْتِ عََل ْيهِ» ,قالت :ل تقل ذلك با
أمي ,فقال النبي صلى ال عليه وسلم« :ما أرَاكِ إلّ َقدْ َ
نبيّ ال ,وال ما ذكر طلقا فرادت النبي صلى ال عليه وسلم مرارا ,ثم قالت :اللهم إنّي أشكو
اليوم شدّة حالي ووحدتي ,وما يشقّ عليّ من فراقه ,اللهم فأنزل على لسان نبيك ,فلم َت ِرمْ
شتَكي إلى الّلهِ إلى أن ذكر
ل اّلتِي تجادُِلكَ فِي زَ ْوجِها َو َت ْ
سمِ َع ال قَوْ َ
مكانها حتى أنزل ال قَدْ َ
صمْ
ع ِتقْ رَقَبةً» ,فقال ل أجد ,فقالُ « :
الكفارات ,فدعاه النبيّ صلى ال عليه وسلم فقال« :أ ْ
ستّينَ
ن ُمتَتا ِبعَين» قال :ل أستطيع ,إني لصوم اليوم الواحد فيشقّ عليّ قال« :أطعمْ ِ
شهْ َريْ ِ
َ
سكْينا؟» قال :أما هذا َف َن َعمْ.
ِم ْ
سمِعَ ال
26092ـ حدثنا ابن عبد العلى ,قال :حدثنا ابن ثور ,عن معمر عن أبي إسحاق َقدْ َ
قَوْلَ اّلتِي تجادُِلكَ فِي زَ ْوجِها قال نزلت في امرأة اسمها خولة ,وقال عكرمة اسمها خويلة ,ابنة
ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت جاءت النبيّ صلى ال عليه وسلم ,فقالت :إن زوجها جعلها
ل قَ ْد حَ ُرمْتِ عََليْهِ» ,وهو حينئذ
عليه كظهر أمه ,فقال النبي صلى ال عليه وسلم« :ما أرَاكِ إ ّ
ح ُرمْتِ عََليْهِ»,
ي ال ,فقال« :ما أرَاكِ إلّ َقدْ َ
يغسل رأسه ,فقالت :انظر جُعلت فداك يا نب ّ
فقالت :انظر في شأني يا رسول ال ,فجعلت تجادله ,ثم حوّل رأسه ليغسله ,فتحوّلت من
الجانب الَخر ,فقالت :انظر جعلني ال فداك يا نبيّ ال ,فقالت الغاسلة :أقصري حديثك
ومخاطبتك يا خويلة ,أما ترين وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم متربدا ليوحى إليه؟ فأنزل
ن ِلمَا قالُوا قال قتادة:
سمِعَ ال قَوْلَ اّلتِي تجادُِلكَ فِي زَ ْوجِها ...حتى بلغ ُثمّ َيعُودو َ
الَ :قدْ َ
خبِيرٌ قال أيوب:
حرِيرُ َرقَبَةٍ ...حتى بلغ ِبمَا َت ْعمَلُونَ َ
فحرمها ,ثم يريد أن يعود لها فيطأها َف َت ْ
أحسبه ذكره عن عكرمة ,أن الرجل قال :يا نبيّ ال ما أجد رقبة ,فقال النبيّ صلى ال عليه
ن مِنْ َقبْلِ أنْ َيتَماسّا فقال :وال
ن ُم َتتَا ِبعَي ِ
شهْ َريْ ِ
وسلم« :ما أنا ِبزَا ِئدِك» ,فأنزل ال عليه :صِيامُ َ
يا نبيّ ال ما أطيق الصوم ,إني إذا لم آكل في اليوم كذا وكذا أكلة لقيت ولقيت ,فجعل يشكو
سكِينا.
س َتطِعْ فَإطْعامُ سِتينَ ِم ْ
إليه ,فقال« :ما أنا ِبزَا ِئدِكَ» ,فنزلتَ :فمَنْ َلمْ َي ْ
26093ـ حدثني محمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى ,قال :حدثنا ابن
أبي نجيح ,عن مجاهد ,في قوله ال عزّ وجلّ :اّلتِي تُجادُِلكَ فِي زَ ْوجِها قال :تجادل محمدا
صلى ال عليه وسلم ,فهي تشتكي إلى ال عند كبره وكبرها حتى انتفض وانتفض رحمها.
حدثني الحارث ,قال :حدثنا الحسن ,قال :حدثنا ورقاء ,عن ابن أبي نجيح ,عن مجاهد ,في
قوله ال اّلتِي تُجادُِلكَ فِي زَ ْوجِها قال :محمدا في زوجها قد ظاهر منها ,وهي تشتكي إلى ال,
ثم ذكر سائر الحديث نحوه.
26094ـ حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد ,قال :حدثنا أبي ,قال :حدثنا أبان العطار ,قال:
ي تسألني عن
حدثنا هشام بن عروة ,عن عروة ,أنه كتب إلى عبد الملك بن مروان :كتبت إل ّ
خويلة ابنة أوس بن الصامت ,وإنها ليست بابنة أوس بن الصامت ,ولكنها امرأة أوس ,وكان
أوس امرأ به لمم ,وكان إذا اشتدّ به لممه تظاهر منها ,وإذا ذهب عنه لممه لم يقل من ذلك
شيئا ,فجاءت رسول ال صلى ال عليه وسلم تستفتيه وتشتكي إلى ال ,فأنزل ال ما سمعت,
وذلك شأنهما.
26095ـ حدثنا ابن بشار ,قال :حدثنا وهب بن جرير ,قال :حدثنا أبي ,قال :سمعت محمد بن
إسحاق ,يحدّث عن معمر بن عبد ال ,عن يوسف بن عبد ال بن سلم ,قال :حدثتني خويلة
امرأة أوس بن الصامت قالت :كان بيني وبينه شيء ,تعنى زوجها ,فقال :أنت عليّ كظهر
أمي ,ثم خرج إلى نادي قومه ,ثم رجع فراودني عن نفسي ,فقالت :كل والذي نفسي بيده حتى
ينتهي أمري وأمرك إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ,فيقضي فيّ وفيك أمره ,وكان شيخا
كبيرا رقيقا ,فغلبته بما تغلب به المرأة القوية الرجل الضعيف ,ثم خرجت إلى جارة لها,
فاستعارت ثيابها ,فأتت رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى جلست بين يديه ,فذكرت له أمره,
فما برحت حتى أنزل الوحي على رسول ال صلى ال عليه وسلم ,ثم قالت :ل يقدر على ذلك,
قال« :إنا سنعينه على ذلك بفرق من تمر» قلت :وأنا أعينه بفرق آخر ,فأطعم ستين مسكينا.
26096ـ حدثني أبو السائب ,قال :حدثنا أبو معاوية ,عن العمش ,عن تميم ,عن عروة ,عن
عائشة قالت :الحمد ل الذي وسع سمعه الصوات ,لقد جاءت المجادلة إلى رسول ال صلى
ال عليه وسلم ,وأنا في ناحية البيت تشكو زوجها ما أسمع ما تقول ,فأنزل ال عزّ وجلَ :قدْ
شتَكي إلى اللّهِ ...إلى آخر الية.
ك فِي زَ ْوجِها َو َت ْ
ل اّلتِي تجادِلُ َ
سمِعَ ال قَوْ َ
َ
حدثني عيسى بن عثمان الرملي ,قال :حدثنا يحيى بن عيسى ,عن العمش ,عن تميم بن
سلمة ,عن عروة ,عن عائشة ,قالت :تبارك الذي وسع سمعه الصوات كلها ,إن المرأة لتناجي
سمِعَ
النبيّ صلى ال عليه وسلم أسمع بعض كلمها ,ويخفى عليّ بعض كلمها ,إذ أنزل ال َقدْ َ
ل اّلتِي تجادِلُكَ فِي زَ ْوجِها.
ال قَوْ َ
26097ـ حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي ,قال :ثني أبي ,عن أبيه ,عن جده ,عن
العمش ,عن تميم بن سلمة ,عن عروة بن الزبير ,قال :قالت عائشة :تبارك الذي وسع سمعه
كلّ شيء ,إني لسمع كلم خولة ابنة ثعلبة ,ويخفى عليّ بعضه ,وهي تشتكي زوجها إلى
رسول ال صلى ال عليه وسلم وهي تقول :يا رسول ال أكل شبابي ,ونثرت له بطني ,حتى
إذا كبر سني ,وانقطع ولدي ,ظاهر مني ,اللهمّ إني أشكو إليك ,قال :فما برحت حتى نزل
ل اّلتِي تجادُِلكَ فِي زَ ْوجِها قال :زوجها أوس
سمِعَ ال قَوْ َ
جبريل عليه السلم بهؤلء الَيات قَ ْد َ
بن الصامت.
حدثنا ابن وكيع ,قال :حدثنا جرير ,عن العمش ,عن تميم بن سلمة ,عن عروة ,عن
عائشة ,قالت :الحمد ال الذي وسع سمعه الصوات ,إن خولة تشتكي زوجها إلى رسول ال
سمِعَ ال
صلى ال عليه وسلم ,فيخفى عليّ أحيانا بعض ما تقول ,قالت :فأنزل ال عزّ وجلّ َقدْ َ
قَوْلَ اّلتِي تجادُِلكَ فِي زَ ْوجِها َو َتشْتَكي إلى الّلهِ.
26098ـ حدثنا الربيع بن سليمان ,قال :حدثنا أسد بن موسى ,قال :حدثنا حماد بن سلمة ,عن
هشام بن عروة ,عن أبيه ,عن عائشة ,أن جميلة كانت امرأة أوس بن الصامت ,وكان أمرأ به
ل آية الظهار.
لمم ,وكان إذا اشتد به لممه ظاهر من امرأته ,فأنزل ال عزّ وج ّ
26099ـ حدثني يحيى بن بشر القرقساني ,قال :حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن الموي,
قال :حدثنا خَصيف ,عن مجاهد ,عن ابن عباس ,قال :كان ظهار الجاهلية طلقا ,فأول من
ظاهر في السلم أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت من امرأته الخزرجية ,وهي خولة
بنت ثعلبة بن مالك فلما ظاهر منها حسبت أن يكون ذلك طلقا ,فأتت به نبيّ ال صلى ال
عليه وسلم ,فقالت :يا رسول ال إن أوسا ظاهر مني ,وإنّا إن افترقنا هلكنا ,وقد نثرت بطني
منه ,وقدمت صحبته فهي تشكو ذلك وتبكي ,ولم يكن جاء في ذلك شيء ,فأنزل ال عزّ وجلّ:
ب ألِيمٌ فدعاه رسول ال
عذَا ٌ
ل اّلتِي تجادُِلكَ فِي زَ ْوجِها ...إلى قوله :وَللْكافِرينَ َ
سمِعَ ال قَوْ َ
قَ ْد َ
صلى ال عليه وسلم فقال« :أ َت ْقدِرُ عَلى َر َقبَةٍ ُتعْتقُها؟» فقال :ل وال يا رسول ال ,ما أقدر
عليها ,فجمع له رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى أعتق عنه ,ثم راجع أهله.
ل التِي تُحاوُِلكَ فِي زَ ْوجِها».
سمِعَ اللّ ُه قَوْ َ
وذُكر أن ذلك في قراءة عبد ال بن مسعودَ « :قدْ َ
شتَكي إلى اللّ ِه يقول :وتشتكي المجادلة ما لديها من الهمّ بظهار زوجها منها إلى
وقولهَ :و َت ْ
سمَعُ تَحا ُو َركُما يعني تحاور رسول ال صلى ال عليه وسلم,
ال وتسأله الفرج وَالّلهُ َي ْ
سمِيعٌ َبصِيرٌ يقول تعالى ذكره :إن ال سميع لما يتجاوبانه
والمجادلة خولة ابنة ثعلبة إنّ الّلهَ َ
ويتحاورانه ,وغير ذلك من كلم خلقه ,بصير بما يعلمون ,ويعمل جميع عباده.
26122ـ حدثني محمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى ,وحدثني
الحارث ,قال :حدثنا الحسن قال :حدثنا ورقاء ,جميعا عن ابن أبي نجيح ,عن مجاهد ,في قوله
ن ُنهُوا عَن ال ّنجْوَى قال :اليهود.
أَلمْ َترَ إلى اّلذِي َ
ل ثناؤه :ثم يرجعون إلى ما نهوا عنه من النجوى
ع ْنهُ يقول ج ّ
ن ِلمَا ُنهُوا َ
قولهُ :ثمّ َيعُودُو َ
ل ثناؤه :ويتناجون بما حرّم ال عليهم من
ل يقول ج ّ
صيَ ِة الرّسُو ِ
ن َو َمعْ ِ
ن بالثْمِ وال ُعدْوَا ِ
َو َيتَناجُو َ
الفواحش والعدوان ,وذلك خلف أمر ال ومعصية الرسول محمد صلى ال عليه وسلم.
واختلفت القرّاء في قراءة قولهَ :و َيتَناجَ ْونَ فقرأت ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض
الكوفيين والبصريين َو َيتَناجَ ْونَ على مثال يتفاعلون ,وكان يحيى وحمزة والعمش يقرأون
ج ْيتُمْ ولم يقل :إذا
ل الذين قرأوهَ :ي َتنَاجَوْنَ بقوله :إذَا َتنَا َ
« َو َي ْنتَجُونَ» على مثال يفتعلون .واعت ّ
انتجيتم.
ح ّيكَ ِبهِ الّلهُ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى ال عليه
حّي ْوكَ ِبمَا َلمْ ُي َ
وقوله :وَإذا جاءُوكَ َ
ل ثناؤه صفتهم,
وسلم :وإذا جاءك يا محمد هؤلء الذين نهوا عن النجوى ,الذين وصف ال ج ّ
حيوك بغير التحية التي جعلها ال لك تحية ,وكانت تحيتهم التي كانوا يحيونه بها التي أخبر ال
أنه لم يحيه بها فيما جاءت به الخبار ,أنهم كانوا يقولون :السام عليك .ذكر الرواية الواردة
بذلك:
حمَيد وابن وكيع قال :حدثنا جرير ,عن العمش ,عن أبي الضحى ,عن
26123ـ حدثنا ابن ُ
مسروق ,عن عائشة قالت :جاء ناس من اليهود إلى النبيّ صلى ال عليه وسلم ,فقالوا :السام
عليك يا أبا القاسم ,فقلت :السام عليكم ,وفعل ال بكم وفعل ,فقال النبيّ صلى ال عليه وسلم:
«يا عا ِئشَةُ إنّ الّلهَ ل ُيحِبّ ال ُفحْشَ» ,فقلت :يا رسول ال ,ألست ترى ما يقولون؟ فقال« :أََلسْتِ
ك ِبمَا
حيّ ْو َ
َترَ ْي َننِي أ ُردّ عََل ْي ِهمْ ما يَقُولُونَ؟ أقُول :عََل ْي ُكمْ» وهذه الية في ذلك نزلت وإذَا جاءوكَ َ
ج َهنّم يَصْلَ ْونَها َف ِبئْسَ
س ُب ُهمْ َ
حْن فِي أ ْن ُفسِهمْ َلوْل ُي َع ّذبُنا ال ِبمَا نَقُولَ ,
ح ّيكَ بِ ِه ال َويَقُولُو َ
َلمْ ُي َ
ال َمصِيرِ.
حدثنا ابن حميد ,قال :حدثنا مهران ,عن سفيان ,عن العمش ,عن أبي الضحى ,عن
مسروق ,عن عائشة قالت :كان اليهود يأتون النبيّ صلى ال عليه وسلم فيقولون :السام عليكم,
غضَبُ ال فقال النبيّ صلى ال عليه وسلم« :إنّ
فيقول« :عََليْكمْ» قالت عائشة :السام عليكم و َ
ب الفاحِشَ ال ُمتَ َفحّشَ» ,قالت :إنهم يقولون :السام عليكم ,قال« :إنّي أقُول :عََل ْي ُكمْ»,
اللّ َه ل يحِ ّ
ي صلى ال عليه
ح ّيكَ ِبهِ ال قال :فإن اليهود يأتون النب ّ
حّي ْوكَ ِبمَا َلمْ ُي َ
فنزلت :وإذَا جاءوكَ َ
وسلم ,فيقولون :السام عليكم.
26124ـ حدثنا ابن بشار ,قال :حدثنا عبد الرحمن ,قال :حدثنا سفيان ,عن العمش ,عن أبي
ح ّيكَ بِ ِه اللّ ُه قال :كانت اليهود يأتون النبيّ
ك ِبمَا َلمْ ُي َ
حيّ ْو َ
الضحى ,عن مسروق وإذَا جاءوكَ َ
صلى ال عليه وسلم ,فيقولون :السام عليكم.
26125ـ حدثني محمد بن سعد ,قال :ثني أبي ,قال :ثني عمي ,قال :ثني أبي ,عن أبيه ,عن
ح ّيكَ بِ ِه اللّهُ ...إلى َف ِبئْسَ ال َمصِيرُ قال :كان
ك ِبمَا َلمْ ُي َ
حيّ ْو َ
ابن عباس ,قوله وإذَا جاءوكَ َ
ج َهنّم
سبُ ُهمْ َ
حْالمنافقون يقولون لرسول ال صلى ال عليه وسلم إذا حيوه :سام عليكم ,فقال ال َ
َيصْلَ ْونَها فَ ِبئْسَ ال َمصِير.
26126ـ حدثني محمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى وحدثني الحارث,
قال :حدثنا الحسن ,قال :حدثنا ورقاء ,جميعا عن ابن أبي نجيح ,عن مجاهد ,في قوله :وإذَا
ح ّيكَ ِبهِ الّلهُ قال :يقولون :سام عليكم ,قال :هم أيضا يهود.
حيّ ْوكَ ِبمَا َلمْ ُي َ
ك َ
جاءو َ
حيّ ْوكَ
26127ـ حدثنا ابن عبد العلى ,قال :حدثنا ابن ثور ,عن معمر ,عن قتادة ,في قوله َ
ح ّيكَ بِ ِه ال قال :اليهود كانت تقول :سام عليكم.
ِبمَا َلمْ ُي َ
26128ـ حدثنا ابن عبد العلى ,قال :حدثنا ابن ثور ,عن معمر ,عن الزهري أن عائشة
ل يا
فطنت إلى قولهم ,فقالت :وعليكم السامة واللعنة ,فقال النبيّ صلى ال عليه وسلمَ « :مهْ ً
ن اللّ َه يحِبّ ال ّرفْقَ في ال ْمرِ كُلّهِ» ,فقالت :يا نبيّ ال ألم تسمع ما يقولون؟ قال« :أفَلَمْ
عا ِئشَة إ ّ
سمَعي ما أردّ عََل ْي ِهمْ؟ أقُول :عََل ْي ُكمْ».
َت ْ
ن نبيّ
26129ـ حدثنا بشر ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة ,عن أنس بن مالك أ ّ
ال صلى ال عليه وسلم بينما هو جالس مع أصحابه ,إذ أتى عليهم يهوديّ ,فسلم عليهم ,فردّوا
ل َتدْرُونَ ما قالَ؟» قالوا :سلّم يا رسول ال ,قال:
عليه ,فقال نبيّ ال صلى ال عليه وسلم« :هَ ْ
ل قالَ :س ْأمٌ عََل ْي ُكمْ ,أي تسأمون دينكم» ,فقال النبيّ صلى ال عليه وسلم« :أقُلْت سأَمٌ
«بَ ْ
ل الكِتابِ فَقُولُوا
ن أهْ ِ
حدٌ مِ ْ
عََل ْي ُكمْ؟» قال :نعم ,فقال النبيّ صلى ال عليه وسلم« :إذَا سَّلمَ عََل ْي ُكمْ أ َ
َوعََل ْيكَ» :أي عليك ما قلت.
26130ـ حدثني يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد ,في قوله :وإذَا جاءوكَ
ك بِهِ الّل ُه قال :هؤلء يهود ,جاء ثلثة نفر منهم إلى باب النبيّ صلى ال عليه
حيّ َ
حيّ ْوكَ ِبمَا َل ْم ُي َ
َ
وسلم ,فتناجوا ساعة ,ثم استأذن أحدهم ,فأذن له النبيّ صلى ال عليه وسلم ,فقال :السام عليكم,
ث قال ابن زيد :السام :الموت.
فقال النبيّ صلى ال عليه وسلم« :عََل ْيكَ»ُ ,ثمّ الثانيُ ,ثمّ الثّالِ ُ
سهِ ْم لَوْل ُي َع ّذبُنا اللّ ُه ِبمَا نَقُولُ يقول جل ثناؤه :ويقول
ن فِي أنْ ُف ِ
ل ثناؤهَ :ويَقُولُو َ
وقوله ج ّ
محيوك بهذه التحية من اليهود :هل يعاقبنا ال بما نقول لمحمد صلى ال عليه وسلم ,فيعجل
عقوبته لنا على ذلك ,يقول ال :حسبْ قائلي ذلك يا محمد جهنم ,وكفاهم بها يصلونها يوم
القيامة ,فبئس المصير جهنم.
سورة الممتحنة
مدنية
وآياتها ثلث عشرة
بسم ال الرحمَن الرحيم
حمَيد ,قال :حدثنا سلمة ,عن محمد بن إسحاق ,عن الزهري ,قال :دخلت
26274ـ حدثنا ابن ُ
عرْوة بن الزّبير ,وهو يكتب كتابا إلى ابن أبي هُنيد صاحب الوليد بن عبد الملك ,وكتب
على ُ
حكِيمٌ
جرَاتٍ ...إلى قوله وَالّلهُ عَلِيمٌ َ
ت مُها ِ
إليه يسأله عن قول ال عزّ وجلّ :إذَا جا َء ُكمُ المُو ْءمِنا ُ
عرْوة بن الزّبير :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان صالح قريشا عام الحديبية
وكتب إليه ُ
على أن يردّ عليهم من جاء بغير إذن وليه فلما هاجر النساء إلى رسول ال صلى ال عليه
ن محنة السلم ,فعرفوا
وسلم وإلى السلم ,أبى ال أن ُي ْردَدْن إلى المشركين ,إذا هنّ ا ْمتَح ّ
أنهنّ إنما جئن رغبة فيه.
وقوله وآتُو ُه ْم ما أنْفَقُوا يقول جلّ ثناؤه :وأعطوا المشركين الذين جاءكم نساؤهم مؤمنات إذا
ن إليهم ما أنفقوا في نكاحهم إياهنّ من الصداق .وبنحو الذي
علمتموهنّ مؤمنات ,فلم ترجعوه ّ
قلنا في ذلك قال أهل التأويل .ذكر من قال ذلك:
26275ـ حدثني محمد بن سعد ,قال :ثني أبي ,قال :ثني عمي ,قال :ثني أبي ,عن أبيه ,عن
حكِيمٌ
جرَاتٍ ...إلى قوله عَلِيمٌ َ
ابن عباس ,قوله يا أيّها اّلذِينَ آ َمنُوا إذَا جا َء ُكمُ المُو ْءمِناتُ مُها ِ
ن أن يشهدن أن ل إله إل ال وأن محمدا عبده ورسوله ,فإذا علموا أن ذلك
قال :كان امتحانه ّ
ن إلى الكفار ,وأعطى بعلها من الكفار الذين عقد لهم رسول ال صلى
حقّ منهنّ لم يرجعوه ّ
ال عليه وسلم صداقه الذي أصدقها.
26276ـ حدثني محمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى وحدثني الحارث,
قال :حدثنا الحسن ,قال :حدثنا ورقاء ,وإذا فررن من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم إلى
المشركين الذين بينهم وبين نبي ال صلى ال عليه وسلم عهد جميعا عن ابن أبي نجيح عن
ن صدقاتهن.
مجاهد وآتُوهُم ما أنْفَقُوا وآتُوا أزواجه ّ
26277ـ حدثنا بشر ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة ,قوله :يا أيّها اّلذِينَ آ َمنُوا
حكِيمٌ هذا
ن اللّهُ أعَْلمُ بإيمَا ِنهِن حتى بلغ وَالّلهُ عَلِيمٌ َ
حنُوهُ ّ
ت فا ْم َت ِ
إذَا جا َء ُكمُ المُو ْءمِناتُ مُهاجِرَا ٍ
ل بين أهل الهدى وأهل الضللة كنّ إذا فررن من المشركين الذي بينهم
حكم حكمه عزّ وج ّ
وبين نبيّ ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه عهد إلى أصحاب نبيّ ال صلى ال عليه وسلم
ن من المشركين الذي بينهم وبين نبيّ ال صلى ال
ن إلى أزواجه ّ
فتزوّجوهنّ بعثوا مهوره ّ
عليه وسلم عهد وإذا فررن من أصحاب نبيّ ال صلى ال عليه وسلم إلى المشركين الذين
بينهم وبين نبيّ ال صلى ال عليه وسلم عهد بعثوا بمهورهنّ إلى أزواجهنّ من أصحاب نبيّ
ال صلى ال عليه وسلم.
26278ـ حدثنا ابن عبد العلى ,قال :حدثنا ابن ثور ,عن معمر ,عن الزهريّ ,قال :نزلت
عليه وهو بأسفل الحديبية ,وكان النبيّ صلى ال عليه وسلم صالحهم أنه من أتاه منهم ردّه
إليهم فلما جاءه النساء نزلت عليه هذه الية ,وأمره أن يردّ الصداق إلى أزواجهن حكم على
المشركين مثل ذلك إذا جاءتهم امرأة من المسلمين أن يردّوا الصداق إلى أزواجهنّ فقال وَل
ُت ْمسِكُوا ِب ِعصَمِ ال َكوَافِرِ.
26279ـ حُدثت عن الحسين ,قال :سمعت أبا معاذ يقول :حدثنا عبيد ,قال :سمعت الضحاك
ن كان نبيّ ال صلى ال عليه وسلم عاهد من
حنُو ُهنّ الّلهُ أعَْلمُ بإيمَانِه ّ
يقول في قوله :فا ْمتَ ِ
المشركين ومن أهل الكتاب ,فعاهدهم وعاهدوه ,وكان في الشرط أن يردّوا الموال والنساء,
فكان نبيّ ال إذا فاته أحد من أزواج المؤمنين ,فلحق بالمعاهدة تاركا لدينه مختارا للشرك ,ردّ
على زوجها ما أنفق عليها ,وإذا لحق بنبيّ ال صلى ال عليه وسلم أحد من أزواج المشركين
امتحنها نبيّ ال صلى ال عليه وسلم ,فسألها« :ما أخرجك من قومك؟» فإن وجدها خرجت
تريد السلم قبلها رسول ال صلى ال عليه وسلم ,ور ّد على زوجها ما أنفق عليها ,وإن
وجدت فرّت من زوجها إلى آخر بينها وبينه قرابة ,وهي متمسكة بالشرك ردّها رسول ال
صلى ال عليه وسلم إلى زوجها من المشركين.
26280ـ حدثني يونس بن عبد العلى ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد ,في قوله يا
حنُو ُهنّ ...الية كلها ,قال :لما هادن
جرَاتٍ فا ْمتَ ِ
أيّها اّلذِينَ آ َمنُوا إذَا جا َء ُكمُ المُو ْءمِناتُ مُها ِ
رسول ال صلى ال عليه وسلم المشركين كان في الشرط الذي شُرط :أن تردّ إلينا من أتاك
منا ,ونردّ إليك من أتانا منكم ,فقال النبيّ صلى ال عليه وسلمَ « :منْ أتانا ِم ْن ُكمْ فَن ُردّ ُه إَل ْي ُكمُ,
ن أتا ُكمْ ِمنّا فاخْتارَ الكُ ْفرَ على اليمَانِ فَل حاجَ َة لَنا فِيهِمْ» قال :فأبى ال ذلك للنبيّ صلى ال
َومَ ْ
جرَاتٍ
عليه وسلم في النساء ,ولم يأبه للرجال ,فقال ال عزّ وجلّ :إذَا جا َء ُكمُ المُو ْءمِناتُ مُها ِ
حنُوهُنّ ...إلى قوله وآتُو ُهمْ ما أنْفَقُوا أزواجهنّ.
فا ْم َت ِ
26281ـ حدثني يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :أخبرني عمرو بن الحارث ,عن بكير بن
الشجّ ,قال كان بين رسول ال صلى ال عليه وسلم والمشركين هدنة فيمن فرّ من النساء ,فإذا
فرّت المشركة أعطى المسلمون زوجها نفقته عليها وكان المسلمون يفعلون وكان إذا لم يعط
هؤلء ول هؤلء أخرج المسلمون للمسلم الذي ذهبت امرأته نفقتها.
وقوله :وَل جُناحَ عََل ْي ُكمْ أنْ َت ْن ِكحُو ُهنّ إذَا آ َت ْي ُتمُو ُهنّ ُأجُورَهُنّ يقول تعالى ذكره :ول حرج
عليكم أيها المؤمنون أن تنكحوا هؤلء المهاجرات اللتي لحقن بكم من دار الحرب مفارقات
ن مؤمنات إذا أنتم أعطيتموهنّ
لزواجهنّ ,وإن كان لهنّ أزواج في دار الحرب إذا علمتموه ّ
أجورهن ,ويعني بالجور :الصّدقات .وكان قتادة يقول :كنّ إذا فررن من المشركين الذين
بينهم وبين نبيّ ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه عهد إلى أصحاب نبيّ ال صلى ال عليه
ن من المشركين الذين بينهم وبين أصحاب نبيّ
ن إلى أزواجه ّ
وسلم فتزوّجوهنّ ,بعثوا بمهوره ّ
ال صلى ال عليه وسلم عهد.
26282ـ حدثنا بذلك بشر ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة.
حبِسن عنهم وإن هم ردّوا المسلمين
ن إليهم إذا ُ
وكان الزهريّ يقول :إنما أمر ال بردّ صداقه ُ
على صداق من حبسوا عنهم من نسائهم.
حمَيد ,قال :حدثنا سلمة ,عن ابن إسحاق ,عن الزهريّ.
26283ـ حدثنا بذلك ابن ُ
26284ـ حدثني يونس ,أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد ,في قوله :وَل جُناحَ عََل ْي ُكمْ أنْ
ن ولها زوج ثمّ ,لنه فرق بينهما السلم إذا استبرأتن أرحامهنّ.
َت ْن ِكحُوهُ ّ
وقوله :وَل ُت ْمسِكُوا ِب ِعصَم ال َكوَافِرِ يقول جلّ ثناؤه للمؤمنين به من أصحاب رسول ال صلى
ال عليه وسلم :ل تمسكوا إيها المؤمنون بحبال النساء الكوافر وأسبابهنّ ,والكوافر :جمع
كافرة ,والعصم :جمع عصمة ,وهي ما اعتصم به من العقد والسبب ,وهذا نهي من ال
للمؤمنين عن القدام على نكاح النساء المشركات من أهل الوثان ,وأمر لهم بفراقهنّ .وبنحو
الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .ذكر من قال ذلك:
26285ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم ,قال :حدثنا يحيى بن سعيد القطان ,قال :حدثنا عبد ال
بن المبارك ,قال أخبرنا معمر ,عن الزهريّ ,عن عروة ,عن المسور بن مخرمة ومروان بن
ي صلى ال عليه وسلم جاءه نسوة مؤمنات بعد أن كتب كتاب القضية بينه وبين
الحكم أن النب ّ
صمِ الكَوَا ِفرِ
جرَاتٍ حتى بلغ ب ِع َ
قريش ,فأنزل ال :يا أيّها اّلذِينَ آ َمنُوا إذا جا َء ُكمُ المُو ْءمِنات مُها ِ
فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له بالشرك ,فتزوّج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والخرى
صفوان بن أمية.
26286ـ حدثني يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :أخبرني يونس ,عن ابن شهاب ,قال:
بلغنا أن آية المحنة التي مادّ فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم كفار قريش من أجل العهد
الذي كان بين كفار قريش وبين النبيّ صلى ال عليه وسلم ,فكان النبيّ صلى ال عليه وسلم
ن كفار للعهد الذي
يردّ إلى كفار قريش ما أنفقوا على نسائهم اللتي يسلمن ويهاجرن ,وبعولته ّ
كان بين النبيّ صلى ال عليه وسلم وبينهم ,ولو كانوا حربا ليست بينهم وبين النبيّ صلى ال
عليه وسلم مدّة وعقد لم يردّ عليهم شيئا مما أنفقوا ,وحكم ال للمؤمنين على أهل المدّة من
ن آ َمنُوا إذا جا َء ُكمُ المُو ْءمِنات مُهاجِرَاتٍ حتى بلغ وَالّلهُ
الكفار بمثل ذلك ,قال ال :يا أيّها اّلذِي َ
ل امرأة كافرة كانت تحت رجل منهم ,فطلق
حكِي ٌم فطلق المؤمنون حين أنزلت هذه الية ك ّ
عَلِيمٌ ِ
عمر بن الخطاب رضي ال عنه امرأته ابنة أبي أُمية بن المغيرة من بني مخزوم فتزوّجها
معاوية بن أبي سفيان ,وابنة جرول من خزاعة ,فتزوّجها أبو جهم بن حذافة ال َعدَ ِويّ ,وجعل
ال ذلك حكما حكم به بين المؤمنين والمشركين في هذه المدة التي كانت.
حمَيد ,قال :حدثنا سلمة ,عن محمد بن إسحاق ,قال :وقال الزهريّ :لما
26287ـ حدثنا ابن ُ
سكُوا ِب ِعصَم
نزلت هذه الية يا أيّها اّلذِينَ آ َمنُوا إذا جا َء ُكمُ المُو ْءمِنات ...إلى قوله :وَل ُت ْم ِ
الكَوَا ِفرِ كان ممن طلق عمر بن الخطاب رضي ال عنه امرأته قريبة ابنة أبي أمية بن
المغيرة ,فتزوجها بعده معاوية بن أبي سفيان ,وهما على شركهما بمكة وأم كلثوم ابنة جرول
الخزاعية أم عبد ال بن عمر فتزوجها أبو جهم بن حُذافة بن غانم رجل من قومه ,وهما على
شركهما وطلحة بن عبيد ال بن عثمان بن عمرو التيمي كانت عنده أروى بنت ربيعة بن
الحارث بن عبد المطلب ,ففرّق بينهما السلم حين نهى القرآن عن التمسك بعصم الكوافر,
وكان طلحة قد هاجر وهي بمكة على دين قومها ,ثم تزوّجها في السلم بعد طلحة خالد بن
سعيد بن العاص بن أُمية بن عبد شمس .وكان ممن فرّ إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم
من نساء الكفار ممن لم يكن بينه وبين رسول ال صلى ال عليه وسلم عهد فحبسها وزوّجها
رجلً من المسلمين أميمة بنت بشر النصارية ,ثم إحدى نساء بني أمية بن زيد من أوس ال,
كانت عند ثابت بن الدحداحة ,ففرّت منه ,وهو يومئذ كافر إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم,
فزوّجها رسول ال صلى ال عليه وسلم سهل بن حنيف أحد بني عمرو بن عوف ,فولدت عبد
ال بن سهل.
حدثني ابن عبد العلى ,قال :حدثنا ابن ثور ,عن معمر ,عن الزهريّ ,قال ال :وَل ُت ْمسِكُوا
ِبعِصَم الكَوَا ِفرِ قال :الزهريّ :فطلق عمر امرأتين كانتا له بمكة.
26288ـ حدثني محمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى وحدثني الحارث,
سكُوا ِب ِعصَم
قال :حدثنا الحسن ,قال :حدثنا ورقاء ,جميعا عن ابن أبي نجيح ,عن مجاهد وَل ُت ْم ِ
الكَوَا ِفرِ قال :أصحاب محمد أُمروا بطلق نسائهم كوافر بمكة ,قعدن مع الكفار.
سكُوا ِبعِصَم
26289ـ حدثنا بشر ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة ,قوله :وَل ُت ْم ِ
الكَوَا ِفرِ مشركات العرب اللتي يأبين السلم أُمر أن ُيخَلّى سبِيلُهن.
سكُوا
26290ـ حدثني يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد ,في قوله :وَل ُت ْم ِ
ِبعِصَم الكَوَا ِفرِ إذا كفرت المرأة فل تمسكوها ,خلوها ,وقعت الفرقة بينها وبين زوجها حين
كفرت.
سكُوا فقرأ ذلك عامة قرّاء الحجاز والمدينة والكوفة
واختلفت القرّاء في قراءة قوله وَل ُت ْم ِ
سكُوا» بتشديدها ,وذكر أنها
سكُوا بتخفيف السين .وقرأ ذلك أبو عمرو «ولَ ُت ْم ِ
والشأم ,وَل ُت ْم ِ
قراءة الحسن ,واعتبر من قرأ ذلك بالتخفيف ,وإمساك بمعروف.
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان ,ولغتان مشهورتان ,محكى عن العرب
أمسكت به ومسكت ,وتمسّكت به.
سئَلُوا ما أنْفَقُوا يقول تعالى ذكره لزواج اللواتي لحقن من
سئَلُوا ما أنْفَ ْق ُتمْ وَ ْل َي ْ
وقوله :وَا ْ
المؤمنين من دار السلم بالمشركين إلى مكة من كفار قريش :واسئلوا أيها المؤمنون الذين
ذهبت أزواجهم فلحقن بالمشركين ما أنفقتم على أزواجكم اللواتي لحقن بهم من الصداق من
تزوّجهن منهم ,وليسئلكم المشركون منهم الذين لحق بكم أزواجهم مؤمنات إذا تزوّجن فيكم من
تزوّجها منكم ما أنفقوا عليهنّ من الصداق .وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .ذكر من
قال ذلك:
26291ـ حدثني يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :أخبرني يونس ,عن ابن شهاب ,قال :أقر
المؤمنون بحكم ال ,وأدّوا ما أمروا به من نفقات المشركين التي أنفقوا على نسائهم ,وأبى
المشركون أن يقرّوا بحكم ال فيما فرض عليهم من أداء نفقات المسلمين.
26292ـ حدثني محمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى وحدثني الحارث,
قال :حدثنا الحسن ,قال :حدثنا ورقاء ,جميعا عن ابن أبي نجيح ,عن مجاهد ,في قول ال:
سئَلُوا ما أنْفَقوا قال :ما ذهب من أزواج أصحاب محمد صلى ال عليه
سئَلُوا ما أنْفَ ْق ُتمْ وَلْي ْ
وَا ْ
وسلم إلى الكفار ,فليعطهم الكفار صدقاتهنّ ,وليمسكوهن ,وما ذهب من أزواج الكفار إلى
ي صلى ال عليه وسلم ,فمثل ذلك في صلح كان بين محمد صلى ال عليه وسلم
أصحاب النب ّ
وبين قريش.
حكُمُ َب ْي َن ُكمْ يقول تعالى ذكره :هذا الحكم الذي حكمت بينكم من أمركم
حكْ ُم اللّ ِه َي ْ
وقوله :ذَِل ُكمْ ُ
أيها المؤمنون بمسألة المشركين ,وما أنفقتم على أزواجكم اللتي لحقن بهم وأمرهم بمسألتكم
مثل ذلك في أزواجهن اللتي لحقن بكم ,حكم ال بينكم فل تعتدوه ,فإنه الحقّ الذي ل يسمع
غيره ,فانتهى المؤمنون من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما ذُكر إلى أمر ال
وحكمه ,وامتنع المشركون منه وطالبوا الوفاء بالشروط التي كانوا شارطوها بينهم في ذلك
الصلح ,وبذلك جاءت الَثار والخبار عن أهل السير وغيرهم .ذكر من قال ذلك:
26293ـ حدثنا ابن عبد العلى ,قال :أخبرنا ابن ثور ,عن معمر ,عن الزهريّ ,قال :أما
المؤمنون فأقرّوا بحكم ال ,وأما المشركون فأبوا أن يقرّوا ,فأنزل ال عزّ وجلّ :وَإنْ فا َتكُمْ
ج ُكمْ إلى الكُفّارِ ...الية.
ن أزْوَا ِ
شيْءٌ مِ ْ
َ
حمَيد ,قال :حدثنا سلمة ,عن ابن إسحاق ,عن الزهري ,قال :قال ال:
26294ـ حدثنا ابن ُ
حكْمُ الّل ِه يحكم بينكم ,فأمسك رسول ال صلى ال عليه وسلم النساء ,وردّه الرجال ,وسأل
ذَِلكُ ْم ُ
الذي أمره ال أن يسأل من صدقات النساء من حبسوا منهنّ ,وأن يردّوا عليهم مثل الذي
يردّون عليهم إن هم فعلوا ,ولول الذي حكم ال به من هذا الحكم ردّ رسول ال صلى ال عليه
وسلم النساء ,كما ردّ الرجال ,ولول الهدنة والعهد الذي كان بينه وبين قريش يوم الحديبية
أمسك النساء ولم يرد إليهم صداقا ,وكذلك يصنع بمن جاءه من المسلمات قبل العهد.
ل ثناؤه :وال ذو علم بما يصلح خلقه وغير ذلك من المور,
حكِيمٌ يقول ج ّ
قوله :وَاللّهُ عَلِيمٌ َ
حكيم في تدبيره إياهم.
سورة الصف
سورة الصف مدنية
وآياتها أربع عشرة
بسم ال الرحمَن الرحيم
سورة الجمعة
سورة الجمعة مدنية
وآياتها إحدى عشرة
بسم ال الرحمَن الرحيـم
26406ـ حدثنا ابن عبد العلى ,قال :حدثنا محمد بن ثور ,عن معمر ,قال :قال الحسن :إن
أهل المدينة أصابهم جوع وغلء سعر ,فقد مت عير والنبيّ صلى ال عليه وسلم يخطب يوم
ي صلى ال عليه وسلم قائم ,كما قال ال عزّ وجلّ.
الجمعة ,فسمعوا بها ,فخرجوا والنب ّ
26407ـ حدثني يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد في قوله وَإذَا رَأَوْا تِجارَةً أوْ
َلهْوا انْ َفضّوا إَليْ ها َو َت َركُو كَ قائ ما قال :جاءت تجارة فان صرفوا إلي ها ,وتركوا ال نبيّ صلى ال
خيْرُ
ن التّجارَ ِة وَاللّ ُه َ
ن الّلهْوِ َومِ َ
خ ْيرٌ مِ َ
ع ْندَ اللّ ِه َ
عل يه و سلم قائ ما وإذا رأوا لهوا ولع با قُلْ ما ِ
الرازِقينَ.
26408ـ حدثني محمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى وحدثني الحارث,
قال :حدث نا الح سن ,قال :حدث نا ورقاء ,جمي عا عن ا بن أ بي نج يح ,عن مجا هد في قوله :وإذَا
رَأَوْا تجارَةً أ ْو َلهْوا انْ َفضّوا إَليْهـا قال :رجال كانوا يقومون إلى نواضحهـم وإلى السـفر يبتغون
التجارة.
26409ـ حدثنا بشر ,قال :حدثنا يزيد ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة :بينما رسول ال صلى ال
عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة ,فجعلوا يتسللون ويقومون حتى بقيت منهم عصابة ,فقال:
كم أنتم؟ فعدّوا أنفسهم فإذا اثنا عشر رجلً وامرأة ثم قام في الجمعة الثانية فجعل يخطبهم قال
سـفيان :ول أعلم إل أن فـي حديثـه ويعظهـم ويذكرهـم ,فجعلوا يتسـللون ويقومون حتـى بقيـت
ع صابة ,فقال :كم أن تم ,فعدّوا أنف سهم ,فإذا اث نا ع شر رجلً وامرأة ثم قام في الجم عة الثال ثة
فجعلوا يتسللون ويقومون حتى بقيت منهم عصابة ,فقال كم أنتم؟ فعدّوا أنفسهم ,فإذا اثنا عشر
خرُكمْ أوّلكمْ ل ْل َتهَبَ عََل ْي ُكمُ الوَادي نارا» وأنزل
رجلً وامرأة ,فقال« :وَاّلذِي نَ ْفسِي ِب َيدِ ِه لَ ِو ا ّتبَعَ آ ِ
ال عزّ وجلّ :وَإذَا رَأَوْا تِجارَةً أ ْو َلهْوا انْ َفضّوا إَليْها َوتَركُوكَ قائما».
حدث نا ا بن ع بد العلى ,قال :حدث نا ا بن ثور ,عن مع مر ,عن قتادة ,في قوله انْفَضوا إَليْ ها
َوتَركُوكَ قَائما قال :لو اتبع آخرهم أوّلهم للتهب عليهم الوادي نارا.
قال :ثنا ابن ثور ,قال معمر ,قال قتادة :لم يبق مع النبيّ صلى ال عليه وسلم يومئذ إل اثنا
عشر رجلً وامرأة معهم.
حدثنـا محمـد بـن عمارة الرازي ,قال :حدثنـا محمـد بـن الصـباح ,قال :حدثنـا هشيـم ,قال:
أخبر نا ح صين ,عن سالم وأ بي سفيان ,عن جابر ,في قوله َو َت َركُو كَ قائ ما قال :قد مت ع ير
فانفضّوا إليها ,ولم يبق مع النبيّ صلى ال عليه وسلم إل اثنا عشر رجل.
لمُلى ,قال :حدثنا جرير ,عن حصين ,عن سالم ,عن جابر أن
حدثنا عمرو بن عبد الحميد ا َ
النبيّ صلى ال عليه وسلم كان يخطب قائما يوم الجمعة ,فجاءت عير من الشام ,فانفتل الناس
إلي ها ح تى لم ي بق إل اث نا ع شر رجلً ,قال :فنزلت هذه الَ ية في الجم عة وَإذَا رَأَوْا تِجارَ َة أوْ
َلهْوا انْ َفضّوا إَليْها َوتَركُوكَ قائما.
وأما اللهو ,فإنه اختُلف من أيّ أجناس اللهو كان ,فقال بعضهم :كان َكبَرا ومزامير .ذكر من
قال ذلك:
26410ـ حدثنا محمد بن سهل بن عسكر ,قال :حدثنا يحيى بن صالح ,قال :حدثنا سليمان بن
بلل ,عن جعفر بن محمد ,عن أبيه ,عن جابر بن عبد ال ,قال :كان الجواري إذا نكحوا كانوا
يمرّون بال كبر والمزام ير ويتركون ال نبيّ صلى ال عل يه و سلم قائ ما على الم نبر ,وينفضون
إليها ,فأنزل ال وَإذَا رَأَوْا تِجارَةَ أوْ َلهْوا انْ َفضّوا إَليْها.
وقال آخرون :كان طبلً .ذكر من قال ذلك:
26411ـ حدثني محمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,قال :حدثنا عيسى وحدثني الحارث,
قال :حدثنـا الح سن ,قال :حدث نا ورقاء ,جميعـا عن ا بن أ بي نج يح ,عن مجاهـد قال :اللهـو:
الطبل.
حدث ني الحارث ,قال :حدث نا الش يب ,قال :حدث نا ورقاء ,قال :ذ كر ع بد ال بن أ بي نج يح,
عن إبراهيم بن أبي بكير ,عن مجاهد أن اللهو :هو الطبل.
والذي هو أولى بال صواب في ذلك ال خبر الذي رويناه عن جابر ,ل نه قد أدرك أ مر القوم
ومشاهدهم.
ل ثناؤه لنبيه محمد صلى ال عليه
ن التّجارَ ِة يقول ج ّ
ن الّلهْوِ َومِ َ
خ ْيرٌ مِ َ
ع ْندَ اللّ ِه َ
وقوله :قُلْ ما ِ
وسلم :قل لهم يا محمد الذي عند ال من الثواب ,لمن جلس مستمعا خطبة رسول ال صلى ال
عليه وسلم وموعظته يوم الجمعة إلى أن يفرغ رسول ال صلى ال عليه وسلم منها ,خير له
خيْرُ الرا ِزقِي نَ يقول :وال خ ير رازق ,فإل يه
من الل هو و من التجارة ال تي ينفضون إلي ها وَالّل ُه َ
فارغبوا في طلب أرزاقكم ,وإياه فأسألوا أن يوسع عليكم من فضله دون غيره.
سورة المنافقون
سورة المنافقون مدنية
وآياتها إحدى عشرة
بسم ال الرحمَن الرحيـم
سورة التغابن
سورة التغابن مدنية
وآياتها ثماني عشرة
بسم ال الرحمَن الرحيـم
سورة الطلق
سورة الطلق مدنية
وآياتها اثنتا عشرة
بسم ال الرحمَن الرحيـم
سورة التحريم
سورة التحريم مدنية
وآياتها اثنتا عشرة
بسم ال الرحمَن الرحيـم
وقوله :فََلمّا َن ّبأَها ِب ِه يقول :فلما خبر حفصة نبيّ ال صلى ال عليه وسلم بما أظهره ال عليه
ن أنْبأَ كَ َهذَا يقول :قالت
من إفشائ ها سرّ ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إلى عائ شة قالت م ْ
خبِيرُ يقول تعالى ذكره:
حفصةُ لرسول ال :من أنبأك هذا الخبر وأخبرك به قالَ َن ّبَأنَي العَلِي مُ ال َ
قال محمد نبيّ ال لحفصة :خبرني به العليم بسرائر عباده ,وضمائر قلوبهم ,الخبير بأمورهم,
الذي ل يخفى عنه شيء .وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .ذكر من قال ذلك:
26621ـ حدث ني يو نس ,قال :أخبر نا ا بن و هب ,قال :قال ا بن ز يد ,في قوله :فَلَمّا َن ّبأَ ها ِب هِ
خبِيرُ.
ك أن صاحبتها أخبرت عنها قالَ َن ّبَأنِي ا ْلعَلِيمُ ال َ
ك َهذَا ولم تش ّ
ن أ ْن َبأَ َ
قالَتْ مَ ْ