You are on page 1of 229

‫سورة الملك‬

‫سورة الملك مكية‬


‫وآياتها ثلثون‬
‫بسم ال الرحمَن الرحيـم‬

‫‪2-1‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫شيْ ٍء قَدِيرٌ * اّلذِي خَلَقَ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪َ {:‬تبَارَكَ اّلذِي ِب َيدِهِ ا ْلمُلْكُ وَ ُهوَ عََلىَ كُلّ َ‬
‫عمَلً وَهُ َو ا ْل َعزِيزُ ا ْلغَفُورُ }‪.‬‬
‫حسَنُ َ‬
‫حيَا َة ِل َيبْلُ َو ُكمْ َأ ّي ُكمْ َأ ْ‬
‫ا ْلمَوْتَ وَا ْل َ‬
‫ْكـ بيده مُلك الدنيـا والَخرة‬
‫ِهـ المُل ُ‬
‫يعنـي بقوله تعالى ذكره‪ :‬تَبارَكـَ‪ :‬تعاظـم وتعالى اّلذِي ِب َيد ِ‬
‫شيْءٍ َقدِيرٌ يقول‪ :‬وهو على ما يشاء فعله ذو‬
‫وسُلطانهما نافذ فيهما أمره وقضاؤه وَ ُهوَ على كلّ َ‬
‫قدرة ل يمنعه من فعله مانع‪ ,‬ول يحول بينه وبينه عجز‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬اّلذِي خَلَ قَ الموت وا ْلحَياةَ فأمات من شاء وما شاء‪ ,‬وأحيا من أراد وما أراد إلى أجل‬
‫عمَلً يقول‪ :‬ليخ تبركم فين ظر أي كم له أي ها الناس أطوع‪ ,‬وإلى طلب‬
‫معلوم ِل َيبْلُ َوكُ مْ أ ّيكُ مْ أحْ سَنُ َ‬
‫رضاه أسرع‪ .‬وقد‪:‬‬
‫‪ 26673‬ـ حدثني ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ :‬اّلذِي‬
‫ل ال ابـن آدم بالموت‪ ,‬وجعـل الدنيـا دار حياة ودار فناء‪ ,‬وجعـل‬
‫ْتـ وَا ْلحَيا َة قال‪ :‬أذ ّ‬
‫َقـ المَو َ‬
‫خَل َ‬
‫الَخرة دار جزاء وبقاء‪.‬‬
‫‪ 26674‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة اّلذِي خَلَ قَ ال َموْ تَ وَا ْلحَياةَ‬
‫ن آ َدمَ بالمَوْتِ»‪.‬‬
‫ل ابْ َ‬
‫ِل َيبْلُو ُكمُ ذكر أن نبيّ ال صلى ال عليه وسلم كان يقول‪« :‬إنّ الّلهَ أذَ ّ‬
‫وقوله‪ :‬وَ ُهوَ ال َعزِيزُ يقول‪ :‬وهو القويّ الشديد انتقامه ممن عصاه‪ ,‬وخالف أمره الغَفُورُ ذنوب‬
‫من أناب إليه وتاب من ذنوبه‪.‬‬
‫‪4-3‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫حمَـنِ مِن‬
‫ت طِبَاقا مّا َت َرىَ فِي خَلْقِ ال ّر ْ‬
‫سمَاوَا ٍ‬
‫سبْعَ َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬اّلذِي خَلَقَ َ‬
‫ب إَِليْكَ البَصَرُ خَاسِئا‬
‫ن َينْقَلِ ْ‬
‫صرَ َك ّرتَيْ ِ‬
‫صرَ هَلْ َت َرىَ مِن فُطُو ٍر * ثُمّ ارجِعِ البَ َ‬
‫ت فَا ْرجِعِ ا ْلبَ َ‬
‫تَفَاوُ ِ‬
‫حسِيرٌ }‪.‬‬
‫وَ ُهوَ َ‬
‫ت طِباقا طبقا فوق طبق‪ ,‬بعضها‬
‫سمَوَا ٍ‬
‫سبْعَ َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬مخبرا عن صفته اّلذِي خَلَ قَ َ‬
‫فوق بعض‪.‬‬
‫ل ثناؤه‪ :‬ما ترى في خلق الرحمن الذي‬
‫ن تَفاوُت يقول ج ّ‬
‫ن مِ ْ‬
‫حمَ ِ‬
‫وقوله‪ :‬ما تَرَى في خَلْ قِ ال ّر ْ‬
‫خلق ل في سماء ول في أرض‪ ,‬ول في غير ذلك من تفاوت‪ ,‬يعني من اختلف‪ .‬وبنحو الذي‬
‫قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26675‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬ما َترَى فِي خَلْ قِ‬
‫ن تَفاوُتٍ‪ :‬ما ترى فيهم من اختلف‪.‬‬
‫ن مِ ْ‬
‫ال ّرحْمَ ِ‬
‫ن تَفَاوُ تٍ قال‪:‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله م ْ‬
‫من اختلف‪.‬‬
‫واختل فت القرّاء في قراءة ذلك‪ ,‬فقرأ ته عا مة قرّاء المدي نة والب صرة وب عض الكوفي ين‪ :‬مِ نْ‬
‫ن تَفَ ّوتٍ» بتشديد الواو بغير ألف‪.‬‬
‫ت بألف‪ .‬وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة‪« :‬مِ ْ‬
‫تَفاوُ ٍ‬
‫عرْ‪,‬‬
‫وال صواب من القول في ذلك أنه ما قراءتان معروفتان بمع نى وا حد‪ ,‬ك ما ق يل‪ :‬ول تُ صَا ِ‬
‫صعّر وتعهّدت فلنا‪ ,‬وتعاهدته وتظهّرت‪ ,‬وتظاهرت وكذلك التفاوت والتفوّت‪.‬‬
‫ول تُ َ‬
‫صرَ هَلْ َترَى مِنْ ُفطُورٍ يقول‪ :‬فرد البصر‪ ,‬هل ترى فيه من صُدوع؟ وهي‬
‫وقوله‪ :‬فا ّرجِعِ البَ َ‬
‫طرْ نَ مِن فَ ْوقِهِن بمع نى يتشق قن ويت صدّعْنَ‪ ,‬وال ُفطُور م صدر‬
‫سمَوَاتُ َيتَ َف ّ‬
‫من قول ال‪ :‬تَكادُ ال ّ‬
‫فُطِر فطُورا‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26676‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ل َترَى مِنْ ُفطُورٍ قال‪ :‬الفطور‪ :‬الوَ ْهيُ‪,‬‬
‫ابن عباس هَ ْ‬
‫ل َترَى ِم نْ ُفطُور‬
‫‪ 26677‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله هَ ْ‬
‫يقول‪ :‬هل ترى من خلل يا ابن آدم‪.‬‬
‫ن فُطُورٍ قال‪ :‬من خلل‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة مِ ْ‬
‫‪ 26678‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان هَلْ َترَى مِ نْ ُفطُورٍ قال‪ :‬من‬
‫شقوق‪.‬‬
‫صرَ َك ّرتَيْ نِ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬ثم ردّ الب صر يا ا بن آدم كرّت ين‪ ,‬مرّة ب عد‬
‫وقوله‪ :‬ثُ مّ ا ْرجِ عِ البَ َ‬
‫َصـرُ خاسـِئا يقول‪ :‬يرجـع إليـك‬
‫ْكـ الب َ‬
‫ِبـ إَلي َ‬
‫ِنـ ُفطُورٍ أو تفاوت َينْقَل ْ‬
‫أخرى‪ ,‬فانظـر هَلْ َترَى م ْ‬
‫بصرك صاغرا ُم ْبعَدا من قولهم للكلب‪ :‬اخسأ‪ ,‬إذا طردوه أي ابعد صاغرا وَ ُهوَ حَ سِيرٌ يقول‪:‬‬
‫وهو ُم ْعيٍ كالّ‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26679‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ب إلي كَ البَ صَرُ‬
‫ل َينْقَلِ ْ‬
‫صرَ َك ّرتَيْن يقول‪ :‬هل ترى في ال سماء من خَل ِ‬
‫ا بن عباس ثُ مّ ا ْرجِ عِ البَ َ‬
‫حسِيرٌ بسواد الليل‪.‬‬
‫خاسِئا وَهُ َو َ‬
‫‪26680‬ـ حدثني عليّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عليّ‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في‬
‫حسِيرٌ يقول‪ :‬مرجف‪.‬‬
‫حسِيرٌ يقول‪ :‬ذليلً‪ ..‬وقوله‪ :‬وَ ُهوَ َ‬
‫قوله خاسئا وَهُ َو َ‬
‫صرُ‬
‫ب إَليْ كَ البَ َ‬
‫‪ 26681‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬ينْقَلِ ْ‬
‫خاسِئا أي حاسرا وَهُ َو حَسيرٌ أي ُم ْعيٍ‪.‬‬
‫حدث ني ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله خا سِئا قال‪:‬‬
‫حسِيرٌ يقول‪ُ :‬م ْعيٍ لم ير خَلَلً ول تفاوتا‪.‬‬
‫صاغرا‪ ,‬وَ ُهوَ َ‬
‫وقال بعضهم‪ :‬الخاسىء والحسير واحد‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫صرَ‬
‫‪ 26682‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬فارْجِ عِ البَ َ‬
‫طرًا‪,‬‬
‫ن فُطُورٍ‪ ...‬الَ ية‪ ,‬قال‪ :‬الخا سىء‪ ,‬والخا سر وا حد حَ سَر طرفُه أن يَرى في ها فَ ْ‬
‫هَلْ َترَى مِ ْ‬
‫فرجع وهو حسير قبل أن يرى فيها َفطْرا قال‪ :‬فإذا جاء يوم القيامة انفطرت ثم انشقت‪ ,‬ثم جاء‬
‫أمر أكبر من ذلك انكشطت‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫شيَاطِي نِ‬
‫جعَ ْلنَاهَا رُجُوما لّل ّ‬
‫سمَآءَ ال ّدنْيَا ِبمَ صَابِيحَ َو َ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬وَلَ َقدْ َزيّنّا ال ّ‬
‫سعِيرِ }‪.‬‬
‫عذَابَ ال ّ‬
‫ع َت ْدنَا َل ُهمْ َ‬
‫وََأ ْ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وَلَ َقدْ َزيّنـا السـّماءَ ال ّدنْيَـا ِبمَصـَابِيحَ وهـي النجوم‪ ,‬وجعلهـا مصـابيح‬
‫لضاءت ها‪ ,‬وكذلك ال صبح إن ما ق يل له صبح للضوء الذي يض يء للناس من النهار َوجَعلْنا ها‬
‫ُرجُوما للشّياطِي نِ يقول‪ :‬وجعلنا المصابيح التي زيّنا بها السماء الدنيا رجوما للشياطين ُترْجم‬
‫بها‪ .‬وقد‪:‬‬
‫‪ 26683‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَلَ َق ْد زَيّ نا ال سّماءَ ال ّدنْ يا‬
‫ل ثناؤه إنمـا خلق هذه النجوم لثلث خصـال‪:‬‬
‫ِينـ إن ال ج ّ‬
‫جعَلْناهـا ُرجُومـا للشّاط ِ‬
‫ِبمَصـَابِيحَ َو َ‬
‫خلقها زينة للسماء الدنيا‪ ,‬ورجوما للشياطين‪ ,‬وعلمات يهتدي بها فمن يتأوّل منها غير ذلك‪,‬‬
‫فقد قال برأيه‪ ,‬وأخطأ حظه‪ ,‬وأضاع نصيبه‪ ,‬وتكلّف ما ل علم له به‪.‬‬
‫ل ثناؤه‪ :‬وأعتدنـا للشياطيـن فـي الَخرة عذاب‬
‫السـعِيرِ يقول ج ّ‬
‫َابـ ّ‬
‫عذ َ‬
‫ُمـ َ‬
‫ع َتدْنـا َله ْ‬
‫وقوله‪ :‬وأ ْ‬
‫سعَر عليهم ف ُتسْجَر‪.‬‬
‫السعير‪ُ ,‬ت ْ‬

‫‪7-6‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ج َهنّ مَ َو ِبئْ سَ ا ْلمَ صِيرُ * ِإذَآ أُ ْلقُواْ‬
‫عذَا بُ َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬وَلِّلذِي نَ َك َفرُواْ ِب َر ّبهِ مْ َ‬
‫ي تَفُورُ }‪.‬‬
‫شهِيقا وَ ِه َ‬
‫س ِمعُو ْا َلهَا َ‬
‫فِيهَا َ‬
‫ج َهنّ مَ في الَخرة َو ِبئْ سَ‬
‫ب َ‬
‫عذَا ُ‬
‫ن كَ َفرُوا ِب َر ّبهِ مْ الذي خلقهم في الدنيا َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وَلّلذِي َ‬
‫ال َمصِيرُ يقول‪ :‬وبئس المصير عذاب جهنم‪.‬‬
‫شهِي قا يع ني‬
‫س ِمعُوا لهَا يع ني لجه نم َ‬
‫وقوله‪ :‬إذَا أُلْقُوا فِي ها يع ني إذا أل قى الكافرون في جه نم َ‬
‫بالشهيـق‪ :‬الصـوت الذي يخرج مـن الجوف بشدّة كصـوت الحمار‪ ,‬كمـا قال رؤبـة فـي صـفة‬
‫حمار‪:‬‬
‫ش َهقْ‬
‫سحِيلً أوْ َ‬
‫شرَج في الجَ ْوفِ َ‬
‫حْ‬‫َ‬
‫ل نا ِهقٌ وَما َن َهقْ‬
‫حتّى يُقا َ‬
‫ي تَفُورُ يقول‪َ :‬تغْلِي‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وقوله‪ :‬وَه َ‬
‫شهِيقا وَهِي‬
‫س ِمعُوا َلهَا َ‬
‫‪ 26684‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن مجاهد َ‬
‫تَفُورُ يقول‪ :‬تغلي كما يغلي ال ِقدْر‪.‬‬

‫‪9-8‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫خ َز َنتُهَآ أَلَ مْ‬
‫سأََل ُهمْ َ‬
‫ظ كُلّمَا أُلْقِ يَ فِيهَا فَوْ جٌ َ‬
‫ن ال َغيْ ِ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪َ {:‬تكَادُ َت َمّيزُ مِ َ‬
‫شيْءٍ إِ نْ أَنتُمْ ِإلّ فِي ضَلَلٍ‬
‫َي ْأ ِتكُمْ َنذِيرٌ * قَالُواْ بََلىَ َقدْ جَآ َءنَا َنذِي ٌر فَ َك ّذ ْبنَا َوقُ ْلنَا مَا َنزّلَ اللّ هُ مِن َ‬
‫َكبِيرٍ }‪.‬‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬تَكادُ جهنم َت َمّيزُ يقول‪ :‬تتفرّق وتتقطع مِ نَ ال َغيْ ظِ على أهلها‪ .‬وبنحو الذي‬
‫قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26685‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫قوله‪ :‬تَكادُ َت َمّيزُ مِنَ ال َغ ْيظِ يقول‪ :‬تتفرّق‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫ن ال َغ ْيظِ تكاد يفارق بعضها بعضا وتنفطر‪.‬‬
‫عباس‪ ,‬قوله تَكادُ َت َمّيزُ مِ َ‬
‫‪ 26686‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله تَكادُ َت َميّزُ ِمنَ ال َغ ْيظِ يقول‪ :‬تفرّق‪.‬‬
‫‪ 26687‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن ز يد‪ ,‬في قوله‪ :‬تَكا ُد َت َميّزُ مِ نَ‬
‫ظ قال‪ :‬التميز‪ :‬التفرّق من الغيظ على أهل معاصي ال غضبا ل‪ ,‬وانتقاما له‪.‬‬
‫ال َغيْ ِ‬
‫خ َز َنتُها‪,‬‬
‫ج سأَلهُمْ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬كلما ألقي في جهنم جماعة سألهم َ‬
‫وقوله‪ :‬كُلّما أُلْقِ يَ فِيها فَوْ ٌ‬
‫ألَ مْ ي ْأ ِتكُ ْم َنذِيرٌ يقول‪ :‬سأل الفو جَ خزن ُة جه نم‪ ,‬فقالوا ل هم‪ :‬ألم يأت كم في الدن يا نذي ٌر ينذر كم هذا‬
‫العذاب الذي أنتم فيه؟ فأجابهم المساكين فقالُوا بَلى َقدْ جاءَنا َنذِيرٌ ينذرنا هذا‪َ ,‬ف َك ّذبْنا هُ َوقُ ْلنَا له‪:‬‬
‫شيْءٍ إن أ ْن ُتمْ إلّ فِي ضَللٍ َكبِيرٍ يقول‪ :‬في ذهاب عن الحقّ بعيد‪.‬‬
‫ن َ‬
‫ما َنزّلَ الّلهُ مِ ْ‬
‫‪11-10‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫سعِيرِ *‬
‫صحَابِ ال ّ‬
‫ل مَا كُنّا فِ يَ أَ ْ‬
‫سمَعُ َأوْ َنعْقِ ُ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪َ {:‬وقَالُواْ َلوْ كُنّا نَ ْ‬
‫سعِيرِ }‪.‬‬
‫صحَابِ ال ّ‬
‫سحْقا ل ْ‬
‫عتَ َرفُواْ ِبذَن ِب ِهمْ فَ ُ‬
‫فَا ْ‬
‫سمَعُ أ ْو َنعْقِلُ‬
‫خزَ نة‪َ :‬لوْ كُنّا في الدن يا نَ ْ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وقال الفوج الذي أل قي في النار لل َ‬
‫من ال ّنذُر ما جاءونا به النصيحة‪ ,‬أو نعقل عنهم ما كانوا يدعوننا إليه ما ُكنّا اليوم فِي أصحَابِ‬
‫سعِيرِ يعني أهل النار‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫عتَ َرفُوا ِبذَ ْن ِبهِ مْ يقول‪ :‬فأقرّوا بذنب هم ووحّد الذ نب‪ ,‬و قد أض يف إلى الج مع‪ ,‬لن ف يه‬
‫وقوله‪ :‬فا ْ‬
‫َسـحْقا‬
‫معنـى فعـل‪ ,‬فأدّى الواحـد عـن الجمـع‪ ,‬كمـا يقال‪ :‬خرج عطاء الناس‪ ,‬وأعطيـة الناس ف ُ‬
‫سعِيرِ يقول‪ :‬فبُعدا لهل النار‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من‬
‫لصحَاب ال ّ‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26688‬ـ حدث ني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ث ني معاوية‪ ,‬عن علي‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫سعِيرِ يقول‪ :‬بُعدا‪.‬‬
‫ب ال ّ‬
‫سحْقا لصحَا ٍ‬
‫قوله‪َ :‬ف ُ‬
‫‪ 26689‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سلمة بن كهيل‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫سعِيرِ قال‪ :‬سُحقا‪ :‬واد في جهنم‪.‬‬
‫سحْقا لصَحابِ ال ّ‬
‫جبير َف ُ‬
‫سحْق‪ ,‬و هو ال صواب عند نا لن الف صيح من كلم العرب‬
‫والقرّاء على تخف يف الحاء من ال ّ‬
‫ذلك‪ ,‬ومن العرب من يحرّكها بالضمّ‪.‬‬

‫‪13-12‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ْبـ لَهُم ّمغْ ِفرَ ٌة وََأجْ ٌر َكبِيرٌ *‬
‫ْنـ َربّهُم بِا ْل َغي ِ‬
‫خشَو َ‬
‫ِينـ َي ْ‬
‫ِنـ اّلذ َ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪{:‬إ ّ‬
‫ت الصّدُورِ }‪.‬‬
‫جهَرُو ْا بِ ِه ِإنّهُ عَلِيمٌ ِبذَا ِ‬
‫سرّو ْا قَوَْل ُكمْ أَ ِو ا ْ‬
‫وََأ ِ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬إن الذين يخافون ربهم بالغيب‪ :‬يقول‪ :‬وهم لم يرَوْه َلهَ مْ َمغْ ِفرَةً يقول‪ :‬لهم‬
‫عفو من ال عن ذنوبهم وأجْ ٌر َكبِيرٌ يقول‪ :‬وثواب من ال لهم على خشيتهم إياه بالغيب جزيل‪.‬‬
‫ج َهرُوا بِ هِ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬وأخفوا قول كم وكلم كم أي ها الناس أو‬
‫سرّوا قَوَْلكُ مْ أو ا ْ‬
‫وقوله‪ :‬وأ ِ‬
‫صدُورِ يقول‪ :‬إنه ذو علم بضمائر الصدور التي لم ُي َتكَلّم بها‪,‬‬
‫أعلنوه وأظهروه إنّ هُ عَلِي مٌ بذَا تِ ال ّ‬
‫فكيـف بمـا نطـق بـه وتكلم بـه‪ ,‬أخفـى ذلك أو أعلن‪ ,‬لن مـن لم تخـف عليـه ضمائر الصـدور‬
‫فغيرها أحرى أن ل يخفي عليه‪.‬‬
‫‪15-14‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫جعَلَ َلكُ مُ‬
‫خبِيرُ * هُ َو اّلذِي َ‬
‫ن خَلَ قَ وَ ُهوَ الّلطِي فُ ا ْل َ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪َ{:‬ألَ َيعْلَ مُ مَ ْ‬
‫ل فَا ْمشُو ْا فِي َمنَا ِك ِبهَا َوكُلُواْ مِن ّرزْقِهِ وَإَِل ْيهِ ال ّنشُورُ }‪.‬‬
‫الرْضَ ذَلُو ً‬
‫ن خَلَقَ من خلقه؟ يقول‪ :‬كيف يخفى عليه خلقه‬
‫ب جلّ ثناؤه َم ْ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬أل َيعْلَمُ الر ّ‬
‫خبِيرُ بهم وبأعمالهم‪.‬‬
‫الذي خلق وَ ُهوَ الّلطِيفُ بعباده ال َ‬
‫ض ذَلُولً يقول تعالى ذكره‪ :‬ال الذي جعل لكم الرض ذَلُولً‬
‫جعَلَ َلكُ مُ الرْ َ‬
‫وقوله‪ :‬هُ َو اّلذِي َ‬
‫سهّلها لكم فا ْمشُوا فِي مَناكِبها‪.‬‬
‫سْهلً‪َ ,‬‬
‫واختلف أهل العلم في معنى مَناكِبها فقال بعضهم‪ :‬مناكبها‪ :‬جبالها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26690‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫قوله‪ :‬فِي مَناكِبها يقول‪ :‬جبالها‪.‬‬
‫‪ 26691‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن بشير بن‬
‫كعب أنه قرأ هذه الَية‪ :‬فامْشُوا فِي مَناكِبها فقال لجارية له‪ :‬إن دَ َريْت ما مناكُبها‪ ,‬فأنت حرّة‬
‫لوجه ال قالت‪ :‬فإن مناكبها‪ :‬جبالها‪ ,‬فكأنما سُفِع في وجهه‪ ,‬ورغب في جاريته‪ .‬فسأل‪ ,‬منهم‬
‫من أمره‪ ,‬ومنهم من نهاه‪ ,‬فسأل أبا الدرداء‪ ,‬فقال‪ :‬الخير في طمأنينة‪ ,‬والشرّ في ريبة‪ ,‬فَذرْ ما‬
‫يريبك إلى ما ل يَريبك‪.‬‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن بشير بن كعب‪,‬‬
‫بمثله سواء‪.‬‬
‫‪ 26692‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة فا ْمشُوا في مَناكِب ها‪:‬‬
‫جبالها‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله فِي مَناكِبها قال‪:‬‬
‫في جبالها‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬مَناكِبها‪ :‬أطرافها ونواحيها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26693‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس قوله‪ :‬فا ْمشُوا فِي مَناكِبها يقول‪ :‬امشوا في أطرافها‪.‬‬
‫‪ 26694‬ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬أن بشير بن‬
‫ك عب العدو يّ‪ ,‬قرأ هذه الَ ية فا ْمشُوا فِي مَناكِب ها فقال لجاري ته‪ :‬إن أ خبرتني ما مناكب ها‪ ,‬فأ نت‬
‫حرّة‪ ,‬فقالت‪ :‬نواحي ها فأراد أن يتزوّج ها‪ ,‬ف سأل أ با الدرداء‪ ,‬فقال‪ :‬إن الخ ير في طمأني نة‪ ,‬وإن‬
‫الش ّر في ريبة‪ ,‬فدع ما يريبك إلى ما ل يريبك‪.‬‬
‫‪26695‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬فا ْمشُوا فِي‬
‫مَناكِبها قال‪ :‬طرقها وفجاجها‪.‬‬
‫وأولى القولين عند بالصواب قول من قال‪ :‬معنى ذلك‪ :‬فامشوا في نواحيها وجوانبها‪ ,‬وذلك‬
‫أن نواحيها نظير مناكب النسان التي هي من أطرافه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وكُلُوا مِن ْـ رزْقِه ِـ يقول‪ :‬وكلوا مـن رزق ال الذي أخرجـه لكـم مـن مناكـب الرض‪,‬‬
‫وَإَل ْيهِ ال ّنشُورُ يقول تعالى ذكره‪ :‬وإلى ال نشركم من قبوركم‪.‬‬

‫‪17-16‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ض فَِإذَا هِيَ َتمُورُ *‬
‫سمَآءِ أَن َيخْسِفَ ِبكُمُ الرْ َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬أََأمِنتُمْ مّن فِي ال ّ‬
‫سمَآءِ أَن ُي ْرسِلَ عََل ْيكُ ْم حَاصِبا َفسَ َتعَْلمُونَ َك ْيفَ َنذِيرِ }‪.‬‬
‫َأمْ َأمِن ُتمْ مّن فِي ال ّ‬
‫ض فإذا ِهيَ َتمُورُ‬
‫خسِفَ ِب ُكمُ الرْ َ‬
‫ن َي ْ‬
‫ن فِي السّما ِء أيها الكافرون أ ْ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬أأَم ْن ُتمْ مَ ْ‬
‫ن يُرْ سِلَ‬
‫ن فِي ال سّماءِ وهو ال أ ْ‬
‫يقول‪ :‬فإذا الرض تذهب ب كم وتج يء وتضطرب أ مْ أ ِم ْنتُ مْ َم ْ‬
‫س َتعْلَمُونَ َكيْ فَ َنذِيرِ يقول‪ :‬ف ستعلمون أي ها‬
‫عََل ْيكُ ْم حا صِبا و هو التراب ف يه الح صباء ال صغار فَ َ‬
‫الكفرة كيف عاقبة نذيري لكم‪ ,‬إذ كذبتم به‪ ,‬ورددتموه على رسولي‪.‬‬

‫‪19-18‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن نكِيرِ * أَوَلَ مْ َيرَوْا إِلَى‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬وَلَ َقدْ َكذّ بَ اّلذِي نَ مِن َقبْلِهِ مْ فَ َكيْ فَ كَا َ‬
‫شيْءٍ َبصِيرٌ }‪.‬‬
‫ن ِإنّ ُه ِبكُلّ َ‬
‫حمَـ ُ‬
‫ل ال ّر ْ‬
‫س ُكهُنّ ِإ ّ‬
‫طيْرِ فَ ْو َق ُهمْ صَافّاتٍ َويَ ْق ِبضْنَ مَا ُي ْم ِ‬
‫ال ّ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬ول قد كذّب الذ ين من ق بل هؤلء المشرك ين من قر يش من ال مم الخال ية‬
‫ط ْيرِ فَ ْو َقهُ مْ‬
‫ر سلهم‪َ .‬ف َكيْ فَ كا نَ نَكيرِ يقول‪ :‬فك يف كان نكيرى تكذيب هم إيا هم أو لَ مْ َيرَوْا إلى ال ّ‬
‫ن ويَ ْق ِبضْ نَ يقول‪:‬‬
‫صَافّاتٍ يقول‪ :‬أو لم ير هؤلء المشركون إلى الط ير فوق هم صافات أجنحته ّ‬
‫صفّ أجنحتها أحيانا‪ ,‬وتقبض أحيانا‪ .‬وبنحو‬
‫عنِي بذلك أنها تَ ُ‬
‫ن أحيانا‪ .‬وإنما ُ‬
‫ويقبضن أجنحته ّ‬
‫الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26696‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬مقال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫ف جناحه كما رأيت‪ ,‬ثم يقبضه‪.‬‬
‫صَافّاتٍ قال‪ :‬الطير يص ّ‬
‫‪ 26697‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحرث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬صَافّاتٍ‬
‫ن وقبضهنّ‪.‬‬
‫ن أجنحته ّ‬
‫ن بسطه ّ‬
‫ويَ ْق ِبضْ َ‬
‫حمَ نُ يقول‪ :‬ما يم سك الط ير ال صافات فوق كم إل الرح من يقول‪:‬‬
‫س ُكهُنّ إلّ ال ّر ْ‬
‫وقوله‪ :‬ما ُيمْ ِ‬
‫فلهم بذلك مذكر إن ذكروا‪ ,‬ومعتبر إن اعتبروا‪ ,‬يعلمون به أن ربهم واحد ل شريك له إنّ ُه ِبكُلّ‬
‫شيْء بَصِيرٌ يقول‪ :‬إن ال بكل شيء ذو بصر وخبرة‪ ,‬ل يدخل تدبيره خلل‪ ,‬ول يرى في خلقه‬
‫َ‬
‫تفاوت‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ن إِ نِ‬
‫حمَـ ِ‬
‫صرُ ُكمْ مّن دُو نِ ال ّر ْ‬
‫ن هَـذَا اّلذِي ُهوَ جُندٌ ّلكُ مْ يَن ُ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪َ{:‬أمّ ْ‬
‫غرُورٍ }‪.‬‬
‫ن ِإلّ فِي ُ‬
‫ا ْلكَا ِفرُو َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬للمشرك ين به من قر يش‪ :‬من هذا الذي هو ج ند ل كم أي ها الكافرون به‪,‬‬
‫ن إلّ‬
‫ينصركم من دون الرحمن إن أراد بكم سوءا‪ ,‬فيدفع عنكم ما أراد بكم من ذلك إن الكافِرو َ‬
‫غرُور يقول تعالى ذكره‪ :‬ما الكافرون بال إل في غرور من ظن هم أن آلهت هم تقرّب هم إلى‬
‫فِي ُ‬
‫ال زلفى‪ ,‬وأنها تنفع أو تضرّ‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫عتُوّ‬
‫سكَ ِرزْقَ هُ بَل ّلجّواْ فِي ُ‬
‫ن َأمْ َ‬
‫ن هَ ـذَا اّلذِي َي ْرزُ ُقكُ مْ ِإ ْ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪َ{:‬أمّ ْ‬
‫َونُفُورٍ }‪.‬‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬أم من هذا الذي يطعم كم وي سقيكم‪ ,‬ويأ تي بأقوات كم إن أم سك ب كم رز قه‬
‫الذي يرزقه عنكم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بَلْ َلجّوا فِي عُتُق َونُفُور يقول‪ :‬بـل تمادوا فـي طغيان ونفور عـن الحقّـ واسـتكبار‪.‬‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26698‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫عُتوّ َونُفُورٍ يقول‪ :‬في ضلل‪.‬‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬بَلْ َلجّوا فِي ُ‬
‫‪26699‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قول ال‪ :‬بَلْ‬
‫عتُوّ َونُفُور قال‪ :‬كفور‪.‬‬
‫َلجّوا فِي ُ‬
‫‪22‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫جهِهِـ أَ ْه َدىَ أَمّن َيمْشِي س َـ ِويّا عَلَى‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪{:‬أَفَمَن َيمْشِي ُم ِكبّا عََلىَ َو ْ‬
‫ستَقِيمٍ }‪.‬‬
‫صِرَاطٍ ّم ْ‬
‫ج ِه هِ ل يبصر ما بين يديه‪ ,‬وما عن‬
‫يقول تعالى ذكره‪َ :‬أ َفمَ نْ َي ْمشِي أيها الناس ُم ِكبّا على َو ْ‬
‫ن َيمْشِي سَويّا َمشْ يٍ ب ني آدم‬
‫يمي نه وشماله أ ْهدَى‪ :‬أشدّ ا ستقامة على الطر يق‪ ,‬وأهدى له‪ ,‬أ ْم مَ ْ‬
‫ستَقِيمٍ يقول‪ :‬على طر يق ل اعوجاج ف يه وق يل ُمكِبّا ل نه ف عل غ ير‬
‫صرَاطٍ مُ ْ‬
‫على قدم يه على ِ‬
‫واقع‪ ,‬وإذا لم يكن واقعا أدخلوا فيه اللف‪ ,‬فقالوا‪ :‬أك بّ فلن على وجهه‪ ,‬فهو مك بّ ومنه قول‬
‫العشي‪:‬‬
‫عرْيان الطّرِيق ِة أ ْهيَما‬
‫ظهْر ُ‬
‫عرْقَهاعَلَى َ‬
‫مُكبّا عَلى رَ ْو َقيْه يحْ ِفرُ ِ‬
‫فقال‪ :‬مك با‪ ,‬ل نه ف عل غ ير وا قع‪ ,‬فإذا كان واق عا حُذ فت م نه اللف‪ ,‬فق يل‪ :‬كب بت فل نا على‬
‫وجهه وكبّه ال على وجهه‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26700‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ستَقِيمٍ‬
‫صرَاطٍ مُ ْ‬
‫جهِ هِ أ ْهدَى أ ْم مَ نْ َيمْشي سَويّا على ِ‬
‫ن َيمْشي ُم ِكبّا على َو ْ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬أفَمَ ْ‬
‫يقول‪ :‬من يمشي في الضللة أهدى‪ ,‬أم من يمشي مهتديا؟‪.‬‬
‫‪26701‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬مُكبّا على‬
‫ق مستقيم‪.‬‬
‫ط ُمسْتَقِيمٍ قال‪ :‬ح ّ‬
‫صرَا ٍ‬
‫ن َيمْشي سَ ِويّا على ِ‬
‫جهِ ِه قال‪ :‬في الضللة أمْ مَ ْ‬
‫َو ْ‬
‫‪ 26702‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫ن َيمْ شي سَ ِويّا المؤ من؟‬
‫جهِ ِه يع ني الكا فر أهدى أ مْ مَ ْ‬
‫يقول في قوله‪ :‬أ َفمَ نْ َيمْشِي ُمكِبّا على َو ْ‬
‫ضرب ال مثلً لهما‪.‬‬
‫ن َي ْمشِي‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل عنى بذلك أن الكافر يحشره ال يوم القيامة على وجهه‪ ,‬فقال‪ :‬أ َفمَ ْ‬
‫ن َي ْمشِي سَويّا يومئذٍ‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫جهِ ِه يوم القيامة أ ْهدَى أمْ مَ ْ‬
‫ُم ِكبّا على َو ْ‬
‫‪ 26703‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬أ َفمَ نْ َي ْمشِي ُم ِكبّا‬
‫جهِ هِ أ ْهدَى‪ « :‬هو الكا فر أك بّ على معا صي ال في الدن يا‪ ,‬حشره ال يوم القيا مة على‬
‫على َو ْ‬
‫وج هه»‪ ,‬فق يل‪ :‬يا نبيّ ال ك يف يح شر الكا فر على وج هه؟ قال‪« :‬إن الذي أمشاه على رجل يه‬
‫قادر أن يحشره يوم القيامة على وجهه»‪.‬‬
‫ن َيمْشِي ُمكِبّا على‬
‫حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة أ َفمَ ْ‬
‫جهِ ِه قال‪ « :‬هو الكا فر يع مل بمع صية ال‪ ,‬فيحشره ال يوم القيا مة على وج هه»‪ .‬قال مع مر‪:‬‬
‫َو ْ‬
‫ن اّلذِي أمْشاهُم على‬
‫ق يل لل نبي صلى ال عل يه و سلم‪ :‬ك يف يمشون على وجوه هم؟ قال‪« :‬إ ّ‬
‫ن ُي ْمشِ َي ُهمْ على ُوجُو ِه ِهمْ»‪.‬‬
‫أقْدا ِم ِهمْ قا ِدرٌ عَلى أ ْ‬
‫‪ 26704‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة َي ْمشِي سَ ِويّا على‬
‫ستَقِيمٍ قال‪ :‬المؤمن عمل بطاعة ال‪ ,‬فيحشره ال على طاعته‪.‬‬
‫صِرَاطٍ ُم ْ‬

‫‪23‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫سمْعَ وَالبْ صَارَ وَال ْف ِئدَةَ‬
‫جعَلَ َلكُ مُ ال ّ‬
‫شأَكُ مْ َو َ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{ :‬قُلْ هُ َو اّلذِ يَ أَن َ‬
‫شكُرُونَ }‪.‬‬
‫ل مّا َت ْ‬
‫قَلِي ً‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬قل يا محمد للذين يكذّبون بالبعث من المشركين‪ .‬ال الذي أنشأكم فخلقكم‪,‬‬
‫ش ُكرُو نَ‬
‫سمْعَ ت سمعون به والبْ صَارَ تب صرون ب ها والفْ ِئدَ َة تعقلون ب ها قَلِيلً ما َت ْ‬
‫ل َلكُ مُ ال ّ‬
‫جعَ َ‬
‫َو َ‬
‫يقول‪ :‬قليلً ما تشكرون ربكم على هذه النعم التي أنعمها عليكم‪.‬‬
‫‪25-24‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫شرُو نَ * َو َيقُولُو نَ‬
‫حَ‬‫ل هُ َو اّلذِي ذَرََأكُ ْم فِي الرْ ضِ وَإَِليْ هِ ُت ْ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬قُ ْ‬
‫عدُ إِن كُن ُتمْ صَا ِدقِينَ }‪.‬‬
‫َم َتىَ هَـذَا الْ َو ْ‬
‫يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬قل يا محمد‪ ,‬ال اّلذِي ذَرأكُمْ فِي الرْضِ‬
‫ُونـ يقول‪ :‬وإلى ال تحشرون‪ ,‬فتجمعون مـن‬
‫شر َ‬ ‫حَ‬
‫ْهـ ُت ْ‬
‫يقول‪ :‬ال الذي خلقكـم فـي الرض وإَلي ِ‬
‫عدُ إن ْـ ُك ْنتُم ْـ صـَادِقِينَ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬ويقول‬
‫قبوركـم لموقـف الحسـاب َويَقُولُون َـ مَتـى َهذَا الوَ ْ‬
‫المشركون‪ :‬متـى يكون مـا تعدنـا مـن الحشـر إلى ال إن كنتـم صـادقين فـي وعدكـم إيانـا مـا‬
‫تعدوننا‪.‬‬

‫‪27-26‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ع ْندَ الّل هِ وَِإ ّنمَآ َأ َناْ َنذِيرٌ ّمبِي نٌ * فََلمّا رَأَوْ ُه زُلْفَةً‬
‫ل ِإ ّنمَا ا ْلعِلْ مُ ِ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬قُ ْ‬
‫ل هَـذَا اّلذِي كُنتُم ِبهِ َتدّعُونَ }‪.‬‬
‫سِيئَتْ ُوجُو ُه اّلذِينَ كَ َفرُو ْا َوقِي َ‬
‫يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬قل يا محمد لهؤلء المستعجليك بالعذاب‬
‫وقيام ال ساعة‪ :‬إن ما علم ال ساعة‪ ,‬وم تى تقوم القيا مة ع ند ال ل يعلم ذلك غيره وإنّمَا أ نا َنذِ ير‬
‫ُمبِين يقول‪ :‬وما أنا إل نذير لكم أنذركم عذاب ال على كفركم به مُبينٌ‪ :‬قد أبان لكم إنذاره‪.‬‬
‫ـ كَ َفرُوا يقول تعالى ذكره‪ :‬فلمـا رأى هؤلء‬
‫ـ اّلذِين َ‬
‫ـ زُلْفَـة سـِيئَتْ ُوجُوه ُ‬
‫وقوله‪ :‬فَلَمّـا رأَوْه ُ‬
‫المشركون عذاب ال زلفـة‪ :‬يقول‪ :‬قريبـا‪ ,‬وعاينون‪ ,‬سـيئت وجوه الذيـن كفروا يقول‪ :‬سـاء ال‬
‫بذلك وجوه الكافرين‪ .‬وبنحو الذي قلنا في قوله‪ :‬زُلْفَة قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26705‬ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن أبي رجاء‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في‬
‫قوله‪ :‬فََلمّا رأَوْ ُه زُلْفَة سِيئَتْ قال‪ :‬لما عاينوه‪.‬‬
‫حدث نا ا بن المث نى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يح يى بن أ بي بك ير‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا شع بة‪ ,‬عن أ بي رجاء‪ ,‬قال‪:‬‬
‫سألت الحسن‪ ,‬عن قوله‪ :‬فََلمّا رأَ ْوهُ زُلْفَة قال‪ :‬معاينة‪.‬‬
‫‪26706‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬فََلمّا رأَ ْو هُ‬
‫زُلْفَ ًة قال‪ :‬قد اقترب‪.‬‬
‫‪ 26707‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬فَلَمّا رأَوْ ُه زُلْفَةَ‬
‫سِيئَتْ وُجو ُه اّلذِينَ كَ َفرُوا لما عاينت من عذاب ال‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة فََلمّا رأَوْ ُه زُلْفَ ًة قال‪ :‬لما‬
‫رأوا عذاب الّلهَ زُلفة‪ ,‬يقول‪ :‬سيئت وجوههم حين عاينوا من عذاب ال وخزيه ما عاينوا‪.‬‬
‫‪ 26708‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬فََلمّا رأَ ْو ُه زُلْفَةً‬
‫سِيئَتْ قيل‪ :‬الزلفة حاضر قد حضرهم عذاب ال عزّ وجلّ‪.‬‬
‫ن يقول‪ :‬وقال ال ل هم‪ :‬هذا العذاب الذي كن تم به تذكرون رب كم‬
‫َوقِيلَ َهذَا اّلذِي ُك ْنتُ مْ ِب هِ َتدّعُو َ‬
‫أن يعجله لكم‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26709‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪َ :‬وقِيلَ َهذَا اّلذِي‬
‫ن قال‪ :‬استعجالهم بالعذاب‪.‬‬
‫ُك ْنتُمْ ِبهِ َتدّعُو َ‬
‫ن بتشديد‬
‫واختلفت القرّاء في قراءة ذلك‪ ,‬فقرأته عامة قرّاء المصار َهذَا اّلذِي ُك ْنتُ مْ بِ ِه َتدّعُو َ‬
‫الدال بمعنى تفتعلون من الدعاء‪.‬‬
‫وذُكر عن قتادة والضحاك أنهما قرءا ذلك‪َ « :‬تدْعُونَ» بمعنى تفعلون في الدنيا‪.‬‬
‫‪ 26710‬ـ حدث ني أح مد بن يو سف‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا القا سم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا حجاج‪ ,‬عن هارون‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أخبرنا أبان العطار وسعيد بن أبي عُروبة‪ ,‬عن قتادة أنه قرأها‪« :‬الذِي ُك ْنتُ ْم بِ ِه َتدْعُو نَ» خفيفة‬
‫ن َهذَا ُهوَ ا ْلحَ قّ ِم نْ عِندِ كَ فأ ْمطِرْ‬
‫ويقول‪ :‬كانوا يدعون بالعذاب‪ ,‬ثم قرأ‪ :‬وَإ ْذ قالُوا اللهُ مّ إ نْ كا َ‬
‫ب أليمٍ‪.‬‬
‫عََليْنا حِجارَةً ِمنَ السّماءِ أوِ ا ْئتِنا ب َعذَا ٍ‬
‫والصواب من القراءة في ذلك‪ ,‬ما عليه قرّاء المصار لجماع الحجة من القرّاء عليه‪.‬‬

‫‪28‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫حمَنَا فَمَن ُيجِيرُ‬
‫ن أَهَْل َكنِ يَ الّل ُه وَمَن ّمعِ يَ َأوْ َر ِ‬
‫ل َأرَأَ ْيتُ ْم إِ ْ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬قُ ْ‬
‫عذَابٍ أَلِيمٍ }‪.‬‬
‫ا ْلكَا ِفرِينَ ِمنْ َ‬
‫يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬قُلْ يا محمد للمشركين من قومك‪ :‬أرَأيْتُمْ‬
‫ن بال‬
‫ح َمنَا فأخرّ في آجالنا َفمَنْ ُيجِيرُ الكافِرِي َ‬
‫ن أهَْل َكنِيَ اللّ ُه فأماتني َو َمنْ مَعي أوْ َر ِ‬
‫أيها الناس إ ْ‬
‫عذَاب موجـع مؤلم‪ ,‬وذلك عذاب النار‪ .‬يقول‪ :‬ليـس ينجـى الكفار مـن عذاب ال موتُنـا‬
‫ِنـ َ‬
‫م ْ‬
‫وحياتنا‪ ,‬فل حاجة بكم إلى أن تستعجلوا قيام الساعة‪ ,‬ونزول العذاب‪ ,‬فإن ذلك غير نافعكم‪ ,‬بل‬
‫ذلك بلء عليكم عظيم‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ل هُ َو ال ّرحْمَـنُ آ َمنّا بِ هِ وَعََليْ ِه تَ َوكّ ْلنَا فَ سَ َتعَْلمُونَ مَ نْ ُه َو فِي‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬قُ ْ‬
‫ضَلَلٍ ّمبِينٍ }‪.‬‬
‫ن آ َمنّا بِ ِه يقول‪:‬‬
‫حمَ ُ‬
‫يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬قل يا محمد‪ :‬ربنا ال ّر ْ‬
‫ستَعَْلمُونَ َم نْ ُهوَ فِي‬
‫صدّقنا به َوعََليْ هِ َت َوكّلْنا يقول‪ :‬وعليه اعتمدنا في أمورنا‪ ,‬وبه وثقنا فيها فَ َ‬
‫ضَللٍ ُمبِي نٍ يقول‪ :‬ف ستعلمون أي ها المشركون بال الذي هو في ذهاب عن الح قّ‪ ,‬والذي هو‬
‫على غير طريق مستقيم منا ومنكم إذا صرنا إليه‪ ,‬وحشرنا جميعا‪.‬‬

‫‪30‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫غوْرا َفمَن َي ْأتِيكُمْ ِبمَآ ٍء ّمعِينٍ }‪.‬‬
‫صبَحَ مَآ ُؤ ُكمْ َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ل َأرَأَ ْي ُتمْ إِ ْ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬قُ ْ‬
‫يقول تعالى ذكره ل نبيه مح مد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬قُل يا مح مد لهؤلء المشرك ين‪ :‬أرَأ ْيتُ مْ‬
‫ُمـ ِبمَاءٍ‬
‫ُمـ غَوْرا يقول‪ :‬غائرا ل تناله الدلء فَم َن َي ْأتِيك ْ‬
‫أصـبَحَ ما ُؤك ْ‬
‫ْ‬ ‫أيهـا القوم العادلون بال إن‬
‫َمعِي نٍ يقول‪ :‬فمن يجيئكم بماء معين‪ ,‬يعني بالمعين‪ :‬الذي تراه العيون ظاهرا‪ .‬وبنحو الذي قلنا‬
‫في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26711‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن َي ْأتِيكُمْ بِما ٍء َمعِين يقول‪ :‬بماء عذب‪.‬‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬فَمَ ْ‬
‫‪26712‬ـ حدثنا ابن عبد العلى بن واصل‪ ,‬قال‪ :‬ثني عبيد بن قاسم البزاز‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شريك‪,‬‬
‫ن َي ْأتِيكُ مْ ِبمَاءٍ‬
‫صبَحَ ما ُؤكُ مْ غَوْرا ل تناله الدلء َفمَ ْ‬
‫نأ ْ‬
‫عن سالم‪ ,‬عن سعيد بن جُبير في قوله‪ :‬إ ْ‬
‫َمعِينٍ قال‪ :‬الظاهر‪.‬‬
‫صبَحَ‬
‫نأ ْ‬
‫ل أرأ ْيتُمْ إ ْ‬
‫‪26713‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬قُ ْ‬
‫ن َي ْأتِيكُمْ ِبمَاء َمعِينٍ قال‪ :‬الماء المعين‪ :‬الجاري‪.‬‬
‫غوْرا‪ :‬أي ذاهبا فَمَ ْ‬
‫ما ُؤ ُكمْ َ‬
‫‪ 26714‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫ن َيَأتِي ُكمْ بمَا ٍء َمعِين جارِ‪.‬‬
‫يقول‪ ,‬في قوله‪ :‬ما ُؤ ُكمْ غَوْرا ذاهبا َفمَ ْ‬
‫وقيل غورا فوصف الماء بالمصدر‪ ,‬كما يقال‪ :‬ليلة عم‪ ,‬يراد‪ :‬ليلة عامة‪.‬‬

‫سورة القلم‬
‫سورة القلم مكية‬
‫وآياتها ثنتان وخمسون‬
‫بسم ال الرحمَن الرحيـم‬

‫‪3-1‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جنُو نٍ *‬
‫ت ِب ِن ْعمَةِ َربّ كَ ِب َم ْ‬
‫سطُرُونَ * مَآ أَن َ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪ {:‬نَ وَا ْلقَلَ مِ وَمَا يَ ْ‬
‫غ ْيرَ َم ْمنُونٍ }‪.‬‬
‫ك لجْرا َ‬
‫وَِإنّ َل َ‬
‫اختلف أهل التأويل في تأويل قوله‪ :‬ن‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬هو الحوت الذي عليه الرَضُون‪ .‬ذكر‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26715‬ـ حدثنا محمد بن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن أبي عد يّ‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬عن سليمان‪ ,‬عن أبي‬
‫ظبْيان‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪« :‬أوّل ما خلق ال من ش يء القلم‪ ,‬فجرى ب ما هو كائن‪ ,‬ثم ر فع‬
‫َ‬
‫بخار الماء‪ ,‬فخل قت م نه ال سموات‪ ,‬ثم خلق النون فب سطت الرض على ظ هر النون‪ ,‬فتحرّ كت‬
‫َمـ ومـا‬
‫الرض فمادت‪ ,‬فأثبتـت بالجبال‪ ,‬فإن الجبال لتفخـر على الرض»‪ ,‬قال‪ :‬وقرأ‪ :‬ن والقَل ِ‬
‫طرُونَ‪.‬‬
‫َيسْ ُ‬
‫حدثنا تميم بن المنتصر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إسحاق‪ ,‬عن شريك‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن أبي ظبيان‪ ,‬أو‬
‫ت ِمنْهُ السموات‪.‬‬
‫مجاهد عن ابن عباس‪ ,‬بنحوه‪ ,‬إل أنه قال‪ :‬فَ ُفتِقَ ْ‬
‫‪ 26716‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬قال‪ :‬ثني سليمان‪ ,‬عن أبي‬
‫ظبيان‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪« :‬أوّل ما خلق ال القلم‪ ,‬قال‪ :‬اك تب‪ ,‬قال‪ :‬ما أك تب؟ قال‪ :‬اك تب‬
‫القدر‪ ,‬قال‪ :‬فجرى ب ما يكون من ذلك اليوم إلى قيام ال ساعة‪ ,‬ثم خلق النون‪ ,‬ور فع بخار الماء‪,‬‬
‫ت الرض على ظهر النون‪ ,‬فاضطرب النون‪ ,‬فمادت الرض‪ ,‬فأثبتت‬
‫ف ُفتِقت منه السماء وبُسِط َ‬
‫بالجبال‪ ,‬فإنها لتفخر على الرض»‪.‬‬
‫حدثنا واصل بن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن فُضَيل‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن أبي ظبيان‪,‬‬
‫عن ا بن عباس قال‪« :‬أوّل ما خلق ال من ش يء القلم‪ ,‬فقال له‪ :‬اك تب‪ ,‬فقال‪ :‬و ما أك تب؟ قال‪:‬‬
‫اك تب القدر‪ ,‬قال فجرى القلم ب ما هو كائن من ذلك إلى قيام ال ساعة‪ ,‬ثم ر فع بخار الماء فف تق‬
‫منـه السـموات‪ ,‬ثـم خلق النون فدُحيـت الرض على ظهره‪ ,‬فاضطرب النون‪ ,‬فمادت الرض‪,‬‬
‫فأُثبتت بالجبال فإنها لتفخر على الرض»‪.‬‬
‫حدث نا وا صل بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن الع مش‪ ,‬عن أ بي ظبيان‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباس نحوه‪.‬‬
‫‪ 26717‬ـ حدثنا محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬أن إبراه يم بن أ بي ب كر‪,‬‬
‫أخبره عن مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬كان يقال النون‪ :‬الحوت الذي تحت الرض السابعة‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬قال‪ :‬قال معمر‪ .‬حدثنا العمش‪ ,‬أن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬إنْ أوّل شيء خُلق القلم‪ ,‬ثم ذكر نحو حديث واصل عن ابن فضيل‪ ,‬وزاد فيه‪ :‬ثم قرأ ابن‬
‫سطُرُونَ‪.‬‬
‫عباس ن وَالقَلم وَما َي ْ‬
‫‪ 26718‬ـ حدثنا بن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن أبي الضحى مسلم بن صبيح‪,‬‬
‫عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬إن أوّل شيء خلق ربي القلم‪ ,‬فقال له‪ :‬اكتب‪ ,‬فك تب ما هو كائن إلى أن‬
‫تقوم الساعة‪ ,‬ثم خلق النون فوق الماء‪ ,‬ثم كبس الرض عليه‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬ن حرف من حروف الرحمن‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪26719‬ـ حدثنا عبد ال بن أحمد المروزي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عليّ بن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ,‬عن‬
‫يزيد‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬عن ابن عباس الر‪ ,‬وحم‪ ,‬ون حروف الرحمن مقطعة‪.‬‬
‫حدثني محمد بن معمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عباس بن زياد الباهلي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن أبي بشر‪,‬‬
‫عن سعيد بن جُبير‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قوله الر‪ ,‬وحم‪ ,‬ون قال‪ :‬اسم مقطع‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬ن‪ :‬الدواة‪ ,‬والقلم‪ :‬القلم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26720‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أخي عيسى بن عبد ال‪ ,‬عن ثابت‬
‫البناني‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬إن ال خلق النون وهي الدواة‪ ,‬وخلق القلم‪ ,‬فقال‪ :‬اكتب‪ ,‬فقال‪ :‬ما‬
‫أكتب؟ قال‪ :‬اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة‪ ,‬من عمل معمول‪ ,‬برّ أو فجور‪ ,‬أو رزق مقسوم‬
‫حلل أو حرام‪ ,‬ثم ألزم كلّ شيء من ذلك شأنه دخوله في الدنيا ومقامه فيها كم‪ ,‬وخروجه منها‬
‫ك يف ثم ج عل على العباد حف ظة وللكتاب خزا نا‪ ,‬فالحف ظة ين سخون كلّ يوم من الخزان ع مل‬
‫ذلك اليوم‪ ,‬فإذا ف ني الرزق وانق طع ال ثر‪ ,‬وانق ضى ال جل‪ ,‬أ تت الحف ظة الخز نة يطلبون ع مل‬
‫ذلك اليوم‪ ,‬فتقول لهم الخزنة‪ :‬ما نجد لصاحبكم عندنا شيئا‪ ,‬فترجع الحفظة فيجدونهم قد ماتوا‬
‫قال‪ :‬فقال ا بن عباس‪ :‬ألسـتم قومـا عربـا تسـمعون الحفَظـة يقولون‪ :‬إنّا كُنّا نَس ْـَت ْنسِخُ مـا ُك ْنتُم ْـ‬
‫ن وهل يكون الستنساخ إل من أصل؟‪.‬‬
‫َت ْعمَلُو َ‬
‫‪26721‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن الحسن وقتادة‪ ,‬في قوله‬
‫ن قال‪ :‬هو الدواة‪.‬‬
‫حدثنـا ابـن حميـد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا الحكـم بـن بشيـر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا عمرو‪ ,‬عـن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬النون‬
‫الدواة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬ن‪ :‬لوح من نوره ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26722‬ـ حدثنا الحسن بن شبيب المكتّب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن زياد الجزري‪ ,‬عن فرات بن‬
‫أبي الفرات‪ ,‬عن معاوية بن قرّة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ن وَالقَلَ مِ‬
‫طرُونَ‪« :‬لوح من نور يجري بما هو كائن إلى يوم القيامة»‪.‬‬
‫سُ‬‫وما َي ْ‬
‫وقال آخرون‪ :‬ن‪َ :‬قسَم أقسم ال به‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26723‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ :‬ن وَالقَلَ مِ ومَا‬
‫ن يُ ْقسِم ال بما شاء‪.‬‬
‫طرُو َ‬
‫َيسْ ُ‬
‫‪26724‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله ال‪ :‬ن وَالقَلَمِ ومَا‬
‫ن قال‪ :‬هذا قسم أقسم ال به‪.‬‬
‫طرُو َ‬
‫َيسْ ُ‬
‫وقال آخرون‪ :‬هي اسم من أسماء السورة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هي حرف من حروف المع جم و قد ذكر نا القول في ما جا نس ذلك من حروف‬
‫الهجاء التي افتتحت بها أوائل السور‪ ,‬والقول في قوله نظير القول في ذلك‪.‬‬
‫واختل فت القرّاء في قراءة‪ :‬ن‪ ,‬فأظ هر النون في ها و في يس عا مة قرّاء الكو فة خل الك سائيّ‪,‬‬
‫وعا مة قرّاء الب صرة‪ ,‬لن ها حرف هجاء‪ ,‬والهجاء مب ني على الوقوف عل يه وإن ات صل‪ ,‬وكان‬
‫الكسائي يُدغم النون الَخرة منهما ويخفيها بناء على التصال‪.‬‬
‫والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان فصيحتان بأيتهما قرأ القارىء أصاب‪ ,‬غير‬
‫أن إظهار النون أفصح وأشهر‪ ,‬فهو أعجب إل يّ‪ .‬وأما القلم‪ :‬فهو القلم المعروف‪ ,‬غير أن الذي‬
‫أق سم به رب نا من القلم‪ :‬القلم الذي خل قه ال تعالى ذكره‪ ,‬فأمره فجرى بكتا بة جم يع ما هو‬
‫كائن إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫‪26725‬ـ حدثني محمد بن صالح الغاطي‪ ,‬قال حدثنا عباد بن العوّام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الواحد‬
‫بن سليم‪ ,‬قال‪ :‬سمعت عطاء‪ ,‬قال‪ :‬سألت الوليد بن عبادة بن الصامت‪ :‬كيف كانت وصية أبيك‬
‫حين حشره الموت؟ فقال‪ :‬دعاني فقال‪ :‬أي بن يّ اتق ال واعلم أنك لن تتقي ال‪ ,‬ولن تبلغ العلم‬
‫حتى تؤمن بال وحده‪ ,‬والقدرِ خيره وشرّه‪ ,‬إني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫ق القَلَ مَ‪ ,‬فَقالَ َل هُ‪ :‬ا ْكتُ بْ‪ ,‬قالَ‪ :‬يا رَ بّ ومَا أ ْكتُ بْ؟ قالَ‪ :‬ا ْكتُ بَ ال َق َدرَ‪,‬‬
‫ن أوّلَ ما خَلَ قَ الّل ُه خَلَ َ‬
‫«إ ّ‬
‫ن إلى ال َبدِ»‪.‬‬
‫ك السّاعَ ِة ِبمَا كانَ‪ ,‬ومَا ُهوَ كائِ ٌ‬
‫قالَ‪َ :‬فجَرَى القََل ُم فِي تِ ْل َ‬
‫ي بن الح سن بن شق يق‪ ,‬قال‪:‬‬
‫‪ 26726‬ـ حدث ني مح مد بن ع بد ال الطو سي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عل ّ‬
‫أخبرنا عبد ال بن المبارك‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا رباح بن زيد‪ ,‬عن عمرو بن حبيب‪ ,‬عن القاسم بن‬
‫أبي بزّة‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‪ ,‬عن ابن عباس أنه كان يحدّث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫شيْءٍ»‪.‬‬
‫ل َ‬
‫ل شَيْ ٍء خََلقَ اللّ ُه القََلمَ‪ ,‬وأ َمرَهُ َف َكتَبَ كُ ّ‬
‫قال‪« :‬أوّ ُ‬
‫حدث نا مو سى بن سهل الرملي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا نع يم بن حماد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن المبارك بإ سناده‬
‫عن النبيّ صلى ال عليه وسلم‪ ,‬نحوه‪.‬‬
‫حدث نا مو سى بن سهل الرملي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا نع يم بن حماد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن المبارك بإ سناده‬
‫عن النبيّ صلى ال عليه وسلم‪ ,‬نحوه‬
‫‪ 26727‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن أبي هاشم‪ ,‬عن‬
‫َخذنـ‬
‫مجاهـد قال‪ :‬قلت لبـن عباس‪ :‬إن ناسـا يكذّبون بالقدر‪ ,‬فقال‪ :‬إنهـم يكذّبون بكتاب ال‪ ,‬ل ّ‬
‫شعْر أحدهم‪ ,‬فل يق صّن به‪ ,‬إن ال كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا‪ ,‬فكان أوّل ما خلق ال‬
‫بَ‬
‫القلم‪ ,‬فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة‪ ,‬فإنما يجري الناس على أمر قد ُفرِغ منه‪.‬‬
‫حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الصمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو هاشم‪ ,‬أنه سمع‬
‫مجاهدا‪ ,‬قال‪ :‬سمعت ع بد ال ل ندري ا بن ع مر أو ا بن عباس قال‪ :‬إن أوّل ما خلق ال القلم‪,‬‬
‫فجرى القلم بما هو كائن وإنما يعمل الناس اليوم فيما قد ُفرِغ منه‪.‬‬
‫حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية بن صالح وحدثني عبد ال بن آدم‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الليث بن سعد عن معاوية بن صالح‪ ,‬عن أيوب بن زياد‪ ,‬قال‪ :‬ثني‬
‫عباد بن الوليد بن عبادة بن الصامت‪ ,‬قال‪ :‬أخبرني أبي‪ ,‬قال‪ :‬قال أبي عُبادة بن الصامت‪ :‬يا‬
‫ل ما خَلَ قَ الّل ُه القَلَ مَ‪ ,‬فَقالَ لَ هُ‪ :‬ا ْكتُ بْ‬
‫بن يّ سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪« :‬إ نّ أوّ َ‬
‫ن إلى يَ ْومِ القِيامَةِ»‪.‬‬
‫َفجَرَى فِي تِ ْلكَ السّاعَ ِة ِبمَا هُ َو كائِ ٌ‬
‫‪ 26728‬ـ حدث ني مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى‪ ,‬عن ا بن أ بي‬
‫نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قوله‪ :‬ن وَالقََل ِم قال‪ :‬الذي ُكتِبَ به الذكر‪.‬‬
‫حدثنـي الحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا الحسـن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا ورقاء‪ ,‬عـن ابـن أبـي نجيـح‪ ,‬أخـبره عـن‬
‫إبراهيم بن أبي بكر‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قوله‪ :‬ن والقََلمِ قال‪ :‬الذي كتب به الذكر‪.‬‬
‫خطّون ويكتبون‪ .‬وإذا ُوجّ هَ التأو يل إلى هذا الو جه كان‬
‫طرُون يقول‪ :‬والذي ي ُ‬
‫وقوله‪ :‬ومَا يَ سْ ُ‬
‫القسـم بالخلق وأفعالهـم‪ .‬وقـد يحتمـل الكلم معنـى آخـر‪ ,‬وهـو أن يكون معناه‪ :‬وسـطرهم مـا‬
‫يسطرون‪ ,‬فتكون «ما» بمعنى المصدر‪ .‬وإذا وُجه التأويل إلى هذا الوجه‪ ,‬كان القسم بالكتاب‪,‬‬
‫كأنه قيل‪ :‬ن والقلم والكتاب‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن قال‪ :‬وما‬
‫طرُو َ‬
‫‪ 26729‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَما يَ سْ ُ‬
‫َيخُطّون‪.‬‬
‫‪ 26730‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫ن يقول‪ :‬يكتبون‪.‬‬
‫طرُو َ‬
‫قوله‪ :‬ومَا َيسْ ُ‬
‫‪26731‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسن قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي‬
‫طرُون قال‪ :‬وما يكتبون‪.‬‬
‫نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬ومَا َيسْ ُ‬
‫طرُونَ‪ :‬ومـا‬
‫حدثنـا ابـن عبـد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا ابـن ثور‪ ,‬عن معمـر‪ ,‬عن قتادة ومَا يَس ْـ ُ‬
‫يكتبون‪.‬‬
‫سطْرا‪ :‬إذا كتبه ومنه قول رُؤبة بن العجّاج‪:‬‬
‫سطُر َ‬
‫يقال منه‪ :‬سطر فلن الكتاب فهو َي ْ‬
‫سطْرَا‬
‫ن َ‬
‫سطِرْ َ‬
‫إنّي وأسْطارٍ ُ‬
‫جنُون يقول تعالى ذكره ل نبيه مح مد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬ما‬
‫ت ِب ِنعْمَ ِة َربّ كَ ِب َم ْ‬
‫وقوله‪ :‬ما أنْ َ‬
‫أنت بنعمة ربك بمجنون‪ ,‬مكذّبا بذلك مشركي قريش الذين قالوا له‪ :‬إنك مجنون‪.‬‬
‫غ ْيرَ َم ْمنُون يقول تعالى ذكره‪ :‬وإن لك يا محمد لثوابا من ال عظيما‬
‫ك لجْرا َ‬
‫وقوله‪ :‬وَإ نّ لَ َ‬
‫على صبرك على أذى المشرك ين إياك غ ير منقوص ول مقطوع‪ ,‬من قول هم‪ :‬ح بل من ير‪ ,‬إذا‬
‫كان ضعيفا‪ ,‬وقد ضعفت منّته‪ :‬إذا ضعفت قوّته‪ .‬وكان مجاهد يقول في ذلك ما‪:‬‬
‫‪ 26732‬ـ حدث ني به مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدث ني‬
‫الحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪:‬‬
‫غ ْيرَ َم ْمنُونٍ قال‪ :‬محسوب‪.‬‬
‫َ‬

‫‪7-4‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ُمـ‬
‫ن * ِبَأ ّيك ُ‬
‫ْصـرُو َ‬
‫َسـُت ْبصِرُ َو ُيب ِ‬
‫ِيمـ * ف َ‬
‫عظ ٍ‬ ‫ُقـ َ‬
‫ّكـ َلعََلىَ خُل ٍ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪{:‬وَِإن َ‬
‫سبِيلِهِ وَ ُه َو أَعَْلمُ بِا ْل ُم ْه َتدِينَ }‪.‬‬
‫ك هُ َو أَعَْلمُ ِبمَن ضَلّ عَن َ‬
‫ن َربّ َ‬
‫ا ْلمَ ْفتُونُ * إِ ّ‬
‫يقول تعالى ذكره ل نبيه مح مد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬وإنك يا مح مد لعلى أدب عظ يم‪ ,‬وذلك‬
‫أدب القرن الذي أدّبه ال به‪ ,‬وهو السلم وشرائعه‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26733‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫عظِيمٍ يقول‪ :‬دين عظيم‪.‬‬
‫قوله‪ :‬وَإ ّنكَ َلعَلى خُُلقٍ َ‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫عظِيمٍ يقول‪ :‬إنك على دين عظيم‪ ,‬وهو السلم‪.‬‬
‫ك َلعَلى خُُلقٍ َ‬
‫عباس‪ ,‬قوله‪ :‬وَإ ّن َ‬
‫‪ 26734‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫عظِيمٍ‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬خُلُقٍ َ‬
‫قال‪ :‬الدين‪.‬‬
‫‪26735‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬سألت عائشة‬
‫عن خُلُق رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقالت‪ :‬كان خلقه القرآن‪ ,‬تقول‪ :‬كما هو في القرآن‪.‬‬
‫عظِيمٍ ذُكر‬
‫ك َلعَلى خُلُقٍ َ‬
‫حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَإنّ َ‬
‫لنا أن سعيد بن هشام سأل عائشة عن خُلُق رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت‪ :‬ألست تقرأ‬
‫القرآن؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى‪ ,‬قال‪ :‬فإن خُلُق رسول ال صلى ال عليه وسلم كان القرآن‪.‬‬
‫حدثنا عُبيد بن آدم بن أبي إياس‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المبارك بن فضالة‪ ,‬عن الحسن‪,‬‬
‫عن سعيد بن هشام‪ ,‬قال‪ :‬أتيت عائشة أ مّ المؤمنين رضي ال عنها‪ ,‬فقلت‪ :‬أخبريني عن خُلُق‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقالت‪ :‬كان خلقه القرآن‪ ,‬أما تقرأ‪ :‬وإ ّنكَ َلعَلى خُُلقٍ عَظيمٍ‪.‬‬
‫حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬أخبرني معاوية بن صالح‪ ,‬عن أبي الزاهرية‪,‬‬
‫عن جُبير بن نُفَ ير قال‪ :‬حج جت فدخلت على عائ شة‪ ,‬ف سألتها عن خلق ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬فقالت‪ :‬كان خلق رسول ال صلى ال عليه وسلم القرآن‪.‬‬
‫‪ 26736‬ـ حدثنا عبيد بن أسباط‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن فضيل بن مرزوق‪ ,‬عن عطية‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫عظِيمٍ قال‪ :‬أدب القرآن‪.‬‬
‫وَإ ّنكَ َلعَلى خُلُق َ‬
‫‪ 26737‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله وَإنّ كَ َلعَلى خُلُ قٍ‬
‫عظِيمٍ قال‪ :‬على دين عظيم‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ 26738‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫عظِي مٍ يع ني دي نه‪ ,‬وأمره الذي كان عل يه‪ ,‬م ما أمره ال به‪ ,‬ووكله‬
‫يقول‪ ,‬في قوله‪َ :‬لعَلى خُلُ قٍ َ‬
‫إليه‪.‬‬
‫ن بَأ ّيكُمُ المُ ْفتُون يقول تعالى ذكره‪ :‬فسترى يا محمد‪ ,‬ويرى مشركو‬
‫صرُو َ‬
‫س ُت ْبصِرُ َو ُيبْ ِ‬
‫وقوله‪ :‬فَ َ‬
‫قومك الذين يدعونك مجنونا بَأيّكُمُ المَ ْفتُونُ‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26739‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫صرُ َو ُي ْبصِرُونَ يقول‪ :‬ترى ويرون‪.‬‬
‫ستُ ْب ِ‬
‫يقول في قوله‪َ :‬ف َ‬
‫ن اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬تأويله بأيكم المجنون‪,‬‬
‫وقوله‪ :‬بَأ ّيكُمُ المَ ْفتُو ُ‬
‫كأ نه وجّه مع نى الباء في قوله بَأ ّيكُ مُ إلى مع نى في‪ .‬وإذا وج هت الباء إلى مع نى « في» كان‬
‫تأويـل الكلم‪ :‬ويبصـرون فـي أيّـ الفريقيـن المجنون فـي فريقـك يـا محمـد أو فريقهـم‪ ,‬ويكون‬
‫المجنون اسما مرفوعا بالباء‪ .‬ذكر من قال معنى ذلك‪ :‬بأيكم المجنون‪:‬‬
‫‪26740‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ليث‪ ,‬عن مجاهد بَأ ّيكُمُ المَ ْفتُو نُ‬
‫قال‪ :‬المجنون‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن خصيف‪ ,‬عن مجاهد بَأ ّي ُكمُ المَ ْفتُونُ قال‪ :‬بأيكم المجنون‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل تأو يل ذلك‪ :‬بأي كم الجنون وكأن الذ ين قالوا هذا القول وجهوا المفتون إلى‬
‫مع نى الفت نة أو الفتون‪ ,‬ك ما ق يل‪ :‬ل يس له معقول ول معقود‪ :‬أي بمع نى ل يس له ع قل ول ع قد‬
‫رأى فكذلك و ضع المفتون مو ضع ال ُفتُون‪ .‬ذ كر من قال‪ :‬المفتون‪ :‬بمع نى الم صدر‪ ,‬وبمع نى‬
‫الجنون‪:‬‬
‫‪26741‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬بَأ ّيكُ مُ‬
‫المَ ْفتُونُ قال‪ :‬الشيطان‪.‬‬
‫‪ 26742‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‪,‬‬
‫يقول في قوله‪ :‬بَأ ّي ُكمُ المَ ْفتُونُ يعني الجنون‪.‬‬
‫‪ 26743‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس يقول‪ :‬بأيكم الجنون‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بـل معنـى ذلك‪ :‬أيكـم أولى بالشيطان فالباء على قول هؤلء زيادة دخولهـا‬
‫وخروجها سواء‪ ,‬ومثّل هؤلء ذلك بقول الراجز‪:‬‬
‫سيْفِ َو َنرْجُو بال َفرَجْ‬
‫ضرِبُ بال ّ‬
‫ج َن ْ‬
‫ج ْعدَةَ أصجَابُ الفََل ْ‬
‫ن َبنُو َ‬
‫َنحْ ُ‬
‫بمع نى‪ :‬نر جو الفرج‪ ,‬فدخول الباء في ذلك عند هم في هذا المو ضع وخروج ها سواء‪ .‬ذ كر‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫صرُونَ‬
‫‪26744‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬فَسَ ُت ْبصِرُ َو ُيبْ ِ‬
‫بَأ ّيكُمُ المَ ْفتُونُ يقول‪ :‬بأيكم أولى بالشيطان‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ :‬بَأيّكُ مُ المَ ْفتُو نُ‬
‫قال‪ :‬أيكم أولى بالشيطان‪.‬‬
‫واختلف أهل العربية في ذلك نح َو اختلف أهل التأويل‪ ,‬فقال بعض نحوّيي البصرة‪ :‬معنى‬
‫ذلك‪ :‬ف ستبصر ويب صرون أيّ كم المفتون‪ .‬وقال ب عض نحو يي الكو فة‪ :‬بأي كم المفتون ها ه نا‪,‬‬
‫بمع نى الجنون‪ ,‬و هو في مذ هب ال ُفتُون‪ ,‬ك ما قالوا‪ :‬ل يس له معقول ول معقود قال‪ :‬وإن شئت‬
‫جعلت بأيكم في أيكم في أيّ الفريقين المجنون قال‪ :‬وهو حينئذٍ اسم ليس بمصدر‪.‬‬
‫وأولى القوال فـي ذلك عندي بالصـواب قول مـن قال‪ :‬معنـى ذلك‪ :‬بأيكـم الجنون‪ ,‬ووجـه‬
‫المفتون إلى الفتون بمعنـى المصـدر‪ ,‬لن ذلك أظهـر معانـي الكلم‪ ,‬إذا لم ينـو إسـقاط الباء‪,‬‬
‫وجعلنا لدخولها وجها مفهوما‪ .‬وقد بيّنا أنه غير جائز أن يكون في القرآن شيء ل معنى له‪.‬‬
‫سبِيلِ ِه يقول تعالى ذكره‪ :‬إن ربك يا محمد هو أعلم‬
‫ن ضَلّ عَ نْ َ‬
‫وقوله‪ :‬إ نّ َربّ كَ هُوَ أعْلَ مُ ِبمَ ْ‬
‫ل عن سبيله‪ ,‬كضلل كفار قر يش عن د ين ال‪ ,‬وطر يق الهدى وَ ُهوَ أعْلَ مُ بال ُم ْهتَدي نَ‬
‫ب من ض ّ‬
‫يقول‪ :‬و هو أعلم ب من اهتدى‪ ,‬فات بع الح قّ‪ ,‬وأقرّ به‪ ,‬ك ما اهتد يت أ نت فاتب عت الح قّ‪ ,‬وهذا من‬
‫معاريض الكلم‪ .‬وإنما معنى الكلم‪ :‬إن ربك هو أعلم يا محمد بك‪ ,‬وأنت المهتدي وبقومك من‬
‫كفار قريش وأنهم الضالون عن سبيل الحقّ‪.‬‬

‫‪11-8‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن فَ ُيدْ ِهنُو نَ * َولَ ُتطِ عْ كُلّ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬فَلَ ُتطِ عِ ا ْل ُم َك ّذبِي نَ * َودّواْ َلوْ ُتدْهِ ُ‬
‫لفٍ ّمهِينٍ * َهمّا ٍز ّمشّآ ِء ِب َنمِيمٍ }‪.‬‬
‫حَ ّ‬
‫يقول تعالى ذكره ل نبيه مح مد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬فَل ُتطِ عْ يا مح مد ال ُم َك ّذبِي نَ بآيات ال‬
‫ن َف ُيدْهِنُو نَ‪ .‬اختلف أهل التأويل في تأويله‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬معنى ذلك‪ :‬ودّ‬
‫ورسوله َودّوا لَ ْو ُتدْهِ ُ‬
‫المكذّبون بآيات ال لو تكفر بال يا محمد فيكفرون‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26745‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن َفيُدْ ِهنُونَ يقول‪ :‬ودّوا لو تكفر فيكفرون‪.‬‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬لَ ْو ُتدْهِ ُ‬
‫‪ 26746‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬فقال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫ن قال‪ :‬تكفُر فيكفرون‪.‬‬
‫يقول في قوله‪َ :‬ودّوا َل ْو ُتدْهِنُ َف ُيدْ ِهنُو َ‬
‫ن قال‪ :‬تك فر‬
‫ن َف ُيدْهِنُو َ‬
‫‪ 26747‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان َودّوا َل ْو ُتدْهِ ُ‬
‫فيكفرون‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬ودّوا لو تُرخّص لهم فيُرخّصون‪ ,‬أو تلين في دينك فيلينون في‬
‫دينهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26748‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫ن َفيُدْ ِهنُونَ يقول‪ :‬لو ترخص لهم فيرخّصون‪.‬‬
‫قوله‪ :‬لَو ُتدْهِ ُ‬
‫‪26749‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪َ :‬ودّوا َلوْ‬
‫ن قال‪ :‬لو َت ْركَنُ إلى آلهتهم‪ ,‬وتترك ما أنت عليه من الحقّ فيما لئونك‪.‬‬
‫ُتدْهِنُ َف ُيدْ ِهنُو َ‬
‫‪ 26750‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬ودّوا لَ ْو ُتدْهِ نُ‬
‫َفيُدْ ِهنُونَ يقول‪ :‬ودّوا يا محمد لو أدهنت عن هذا المر‪ ,‬فأدهنوا معك‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪َ :‬ودّوا َلوْ ُتدْهِ نُ‬
‫َفيُدْ ِهنُونَ قال‪ :‬ودّوا لو ُيدْهن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ُيدْهنون‪.‬‬
‫وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال‪ :‬معنى ذلك‪ :‬ودّ هؤلء المشركون يا محمد لو‬
‫تلين لهم في دينك بإجابتك إياهم إلى الركون إلى آلهتهم‪ ,‬فيلينون لك في عبادتك إلهك‪ ,‬كما قال‬
‫ضعْ فَ‬
‫ضعْ فَ ا ْلحَياةِ َو ِ‬
‫شيْئا قَلِيلً إذًا لذَ ْقنَا كَ ِ‬
‫ن إَل ْيهِ مْ َ‬
‫ت تَ ْركَ ُ‬
‫ن َث ّبتْنا كَ لَ َقدْ ِكدْ َ‬
‫جلّ ثناؤه‪ :‬وََلوْل أ ْ‬
‫المَماتِ وإنما هو مأخوذ من الدّهن شبه التليين في القول بتليين الدّهن‪.‬‬
‫ل حَلّفٍ َمهِينٍ ول تطع يا محمد كلّ ذي إكثار للحلف بالباطل َمهِين‪ :‬وهو‬
‫وقوله‪ :‬وَل ُتطِعْ كُ ّ‬
‫الضعيف‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬غير أن بعضهم وجه معنى المهين إلى‬
‫الكذّاب‪ ,‬وأحسبه فعل ذلك لنه رأى أنه إذا وصف بالمهانة فإنما وصف بها لمهانة نفسه كانت‬
‫عليه‪ ,‬وكذلك صفة الكذوب‪ ,‬إنما يكذب لمهانة نفسه عليه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26751‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ل حَلّف َمهِين والمهين‪ :‬الكذّاب‪.‬‬
‫ابن عباس وَل ُتطِعْ كُ ّ‬
‫‪26752‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا‪ ,‬عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬حَلّ فٍ‬
‫َمهِينٍ قال‪ :‬ضعيف‪.‬‬
‫‪ 26753‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬مقال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَل ُتطِ عْ كُلّ‬
‫لفٍ َمهِينٍ وهو الكثار في الشرّ‪.‬‬
‫حَ ّ‬
‫‪ 26754‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله‪ :‬كُلّ‬
‫لفٍ َمهِينٍ يقول‪ :‬كلّ مكثار في الحلف مهين ضعيف‪.‬‬
‫حَ ّ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬عن الحسن وقتادة وَل ُتطِ عْ كُلّ‬
‫لفٍ َمهِينٍ قال‪ :‬هو المِكثار في الشرّ‪.‬‬
‫حَ ّ‬
‫وقوله‪َ :‬همّازٍ يعني‪ :‬مغتاب للناس يأكل لحومهم‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26755‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪َ :‬همّازٍ يعني الغتياب‪.‬‬
‫‪26756‬ــ حدثنـا بشـر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا يزيـد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا سـعيد‪ ,‬عـن قتادة َهمّازٍ‪ :‬يأكـل لحوم‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫‪26757‬ــ حدثنـي يونـس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنـا ابـن وهـب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابـن زيـد‪ ,‬فـي قوله َهمّازٍ قال‪:‬‬
‫ل ُهمَزَ ٍة ُل َمزَ ٍة الذي يلمز‬
‫الهماز‪ :‬الذي يهمز الناس بيده ويضربهم‪ ,‬وليس باللسان وقرأ‪َ :‬ويْلٌ ِلكُ ّ‬
‫الناس بل سانه‪ ,‬واله مز أ صله الغ مز‪ ,‬فق يل للمغتاب‪ :‬هماز‪ ,‬ل نه يط عن في أعراض الناس ب ما‬
‫يكرهون‪ ,‬وذلك غمز عليهم‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬مشّاءٍ ِب َنمِي مٍ يقول‪ :‬مشاء بحد يث الناس بعض هم في ب عض‪ ,‬ين قل حد يث بعض هم إلى‬
‫بعض‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪26758‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعد‪ ,‬عن قتادة َهمّازٍ‪ :‬يأكل لحوم المسلمين‬
‫َمشّاءٍ ِب َنمِيمٍ‪ :‬ينقل الحاديث من بعض الناس إلى بعض‪.‬‬
‫‪ 26759‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس َمشّاءٍ ِب َنمِيمٍ‪ :‬يمشي بالكذب‪.‬‬
‫‪26760‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن الكلبي‪ ,‬في قوله‪َ :‬مشّاءٍ‬
‫ِب َنمِيمٍ قال‪ :‬هو الخنس بن شريق‪ ,‬وأصله من ثقيف‪ ,‬وعداده في بني زُهْرة‪.‬‬

‫‪13-12‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ك زَنِيمٍ }‪.‬‬
‫عتُلّ َب ْعدَ ذَِل َ‬
‫خ ْيرِ ُم ْع َتدٍ َأثِيمٍ * ُ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪ّ {:‬منّاعٍ لّ ْل َ‬
‫خ ْيرِ‪ .‬يقول تعالى ذكره‪ :‬بخيل بالمال ضنين به عن الحقوق‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬منّاعٍ لِ ْل َ‬
‫وقوله‪ُ :‬م ْع َتدٍ يقول‪ :‬مع تد على الناس أثِي مٍ‪ :‬ذي إ ثم بر به‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك قال أ هل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26761‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ُ :‬معْتدٍ في عمله‬
‫أثِيمٍ بربه‪.‬‬
‫قويـ فالعرب‬
‫ّ‬ ‫عتُلّ‪ ,‬والعتلّ‪ :‬الجافـي الشديـد فـي كفره‪ ,‬وكلّ شديـد‬
‫عتُلّ يقول‪ :‬وهـو ُ‬
‫وقوله‪ُ :‬‬
‫ل ومنه قول ذي الصبع ال َعدْوانيّ‪:‬‬
‫عتُ ّ‬
‫تسمية ُ‬
‫جذَعا‬
‫والدّ ْهرُ َي ْغدُو ِم ْعتَلً َ‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26762‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ل العتلّ‪ :‬العاتل الشديد المنافق‪.‬‬
‫عتُ ّ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ُ :‬‬
‫‪ 26763‬ـ حدثني إسحاق بن وهب الواسطي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عامر العَ ْقدِ يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا زهير‬
‫بن مح مد‪ ,‬عن ز يد ا بن أ سلم‪ ,‬عن عطاء بن ي سار‪ ,‬عن و هب الذّمارِ يّ‪ ,‬قال‪« :‬تب كي ال سماء‬
‫والرض من ر جل أت مّ ال خل قه‪ ,‬وأر حب جو فه‪ ,‬وأعطاه مقض ما من الدن يا‪ ,‬ثم يكون ظلو ما‬
‫للناس‪ ,‬فذلك العتلّ الزنيم»‪.‬‬
‫‪ 26764‬ـ حدثنا أبو كُرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن إدريس‪ ,‬عن ليث‪ ,‬عن أبي الزبير‪ ,‬عن عبيد بن‬
‫عم ير‪ ,‬قال‪ :‬العتلّ‪ :‬الكول الشروب القو يّ الشد يد‪ ,‬يو ضع في الميزان فل يزن شعيرة‪ ,‬يد فع‬
‫المََلكُ من أولئك سبعين ألفا دفعة في جهنم‪.‬‬
‫‪26765‬ـ حدثنا أبو كُرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن يمان‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن أبي رزين‪ ,‬في‬
‫عتُلّ َب ْعدَ ذلكَ َزنِيمٍ قال‪ :‬العتلّ‪ :‬الشديد‪.‬‬
‫قوله‪ُ :‬‬
‫ل َبعْدَ‬
‫عتُ ّ‬
‫‪26766‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن أبي رزِين‪ ,‬في قوله‪ُ :‬‬
‫ذلكَ َزنِيمٍ قال‪ :‬العتلّ‪ :‬الصحيح‪.‬‬
‫‪ 26767‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬ث ني معاو ية بن صالح‪ ,‬عن كث ير بن‬
‫الحارث‪ ,‬عن القاسم‪ ,‬مولى معاوية قال‪ :‬سُئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ال ُعتُلّ الزنيم‪,‬‬
‫قال‪« :‬الفاحِشُ اللّئيمُ»‪.‬‬
‫قال‪ :‬معاوية‪ ,‬وثني عياض بن عبد ال الفهر يّ‪ ,‬عن موسى بن عقبة‪ ,‬عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ,‬بمثل ذلك‪.‬‬
‫ل َب ْعدَ‬
‫عتُ ّ‬
‫‪26768‬ـ حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن أبي رجاء‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله‪ُ :‬‬
‫ذلك َزنَيمٍ قال‪ :‬فاحش الخُلق‪ ,‬لئيم الضريبة‪.‬‬
‫ل َب ْعدَ ذل كَ َزنِي مٍ‬
‫عتُ ّ‬
‫‪ 26769‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ُ :‬‬
‫قال‪ :‬الحسن وقتادة‪ :‬هو الفاحش اللئيم الضريبة‪.‬‬
‫عتُلّ قال‪ :‬هو‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله ُ‬
‫الفاحش اللئيم الضريبة‪.‬‬
‫‪ 26770‬ـ قال‪ :‬ثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن زيد بن أسلم‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫ن ال ّدنْيا مِ ْقضَما‪ ,‬فَكانَ‬
‫سمَهُ‪ ,‬وأ ْرحَبَ جَ ْوفَهُ‪ ,‬وأعْطاهُ مِ َ‬
‫ح اللّ ُه جِ ْ‬
‫ع ْبدٍ أصَ ّ‬
‫وسلم‪َ « :‬تبْكي السّما ُء مِنْ َ‬
‫للنّاسِ ظَلُوما‪ ,‬فَذلكَ ال ُعتُلّ ال ّزنِيمُ»‪.‬‬
‫‪ 26771‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن أبي رزين‪ ,‬قال‪:‬‬
‫العتلّ‪ :‬الصحيح الشديد‪.‬‬
‫‪ 26772‬ـ حدثني جعفر بن محمد البزوري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو زكريا‪ ,‬وهو يحيى بن مصعب‪,‬‬
‫ل َب ْعدَ ذلكَ َزنِيمٍ فقال‪ :‬ذلك الكافر اللئيم‪.‬‬
‫عتُ ّ‬
‫عن عمر بن نافع‪ ,‬قال‪ :‬سُئل عكرِمة‪ ,‬عن ُ‬
‫حدثني علي بن الحسن الزد يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى‪ ,‬يعني ابن يمان‪ ,‬عن أبي الشهب‪ ,‬عن‬
‫ل َب ْعدَ ذلكَ َزنِيمٌ قال‪ :‬الفاحش اللئيم الضريبة‪.‬‬
‫عتُ ّ‬
‫الحسن في قوله ُ‬
‫حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا معاذ بن هشام‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬العتلّ‪ :‬الزن يم‬
‫الفاحش اللئيم الضريبة‪.‬‬
‫‪26773‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫ل قال‪:‬‬
‫عتُ ّ‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ُ :‬‬
‫شديد الشَر‪.‬‬
‫‪ 26774‬ـ حُدثت عن الحسن‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫عتُلّ قال‪ :‬العتلّ‪ :‬الشديد‪.‬‬
‫يقول‪ُ :‬‬
‫ل َبعْ َد ذل كَ َزنِي مٍ‪:‬‬
‫عتُ ّ‬
‫َب ْعدَ ذل كَ َزنِي ٍم ومعنى «بعد» في هذا الموضع معنى مع‪ ,‬وتأويل الكلم‪ُ :‬‬
‫ل زنيم‪.‬‬
‫أي مع العت ّ‬
‫وقوله‪ :‬زنيم والزنيم في كلم العرب‪ :‬الملصق بالقوم وليس منهم ومنه قول حسان بن ثابت‪:‬‬
‫ف الرّاكِب ال َقدَحُ ال َف ْردُ‬
‫ط خَلْ َ‬
‫شمٍكمَا نِي َ‬
‫وأنْتَ َزنِيمٌ نِيطَ فِي آلِ ها ِ‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫حسَبٍ َلئِيمٍ‬
‫لمّ ذُو َ‬
‫َزنِيمٌ َليْسَ َي ْع ِرفُ مَن أبُو ُه َب ِغيّ ا ُ‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26775‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس َزنِي مٍ قال‪ :‬والزنيم‪ :‬الدع يّ‪ ,‬ويقال‪ :‬الزنيم‪ :‬رجل كانت به زنمة يُعرف بها‪ ,‬ويقال‪:‬‬
‫شرِ يق الثّقَفِ يّ حل يف ب ني زُهْرة‪ .‬وز عم ناس من ب ني زُهرة أن الزن يم هو‪:‬‬
‫هو الخ نس بن َ‬
‫السود بن عبد يغوث الزّهريّ‪ ,‬وليس به‪.‬‬
‫‪ 26776‬ـ حدثنا أبو ُكرَيب‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن إدريس‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هشام‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬قال‪ :‬هو‬
‫الدعيّ‪.‬‬
‫‪ 26777‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬ثني سليمان بن بلل‪ ,‬عن عبد الرحمن‬
‫عتُلَ َب ْعدَ ذلكَ َزنِيمٍ قال سعيد‪:‬‬
‫بن حرملة‪ ,‬عن سعيد بن المسيب‪ ,‬أنه سمعه يقول في هذه الَية‪ُ :‬‬
‫هو الملصق بالقوم ليس منهم‪.‬‬
‫‪ 26778‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن جابر‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬عن سعيد‬
‫بن جبير‪ ,‬قال‪ :‬الزنيم الذي يعرف بالشرّ‪ ,‬كما تعرف الشاة بزنمتها الملصق‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هو الذي له َزنَمة كزنمة الشاة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26779‬ـ حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد العلى‪ ,‬حدثنا داود‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬عن ابن عباس‬
‫أنه قال في الزنيم قال‪ُ :‬نعِ تَ‪ ,‬فلم يعرف حتى قيل زنيم‪ .‬قال‪ :‬وكانت له زنمة في عنقة يُعرف‬
‫بها‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬كان دعيّا‪.‬‬
‫‪ 26780‬ـ حدثني الحسين بن عل يّ الصدائي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عل يّ بن عاصم‪ ,‬قال حدثنا داود بن‬
‫أبي هند‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في قوله‪َ :‬ب ْعدَ ذل كَ َزنِي مٍ قال‪ :‬نزل على النبيّ صلى ال‬
‫ل حَلّ فٍ َمهِي نٍ َهمّازٍ َمشّاءٍ ِب َنمِي مٍ قال‪ :‬فلم نعرفه حتى نزل على النبيّ‬
‫عليه و سلم‪ :‬وَل ُتطِ عْ كُ ّ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪َ :‬ب ْعدَ ذَلكَ زَني ٍم قال‪ :‬فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة‪.‬‬
‫‪ 26781‬ـ حدث نا أ بو ُكرَ يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن إدر يس‪ ,‬عن أ صحاب التف سير‪ ,‬قالوا‪ :‬هو الذي‬
‫يكون له زنمة كزنمة الشاة‪.‬‬
‫‪ 26782‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله الزنيم‪ :‬يقول‪ :‬كانت له زنمة في أصل أذنه‪ ,‬يقال‪ :‬هو اللئيم الملصق في النسب‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هو المريب ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪26783‬ـ حدثنا تميم بن المنتصر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إسحاق‪ ,‬عن شريك‪ ,‬عن أبي إسحاق‪ ,‬عن سعيد‬
‫عتُلّ َب ْعدَ ذلكَ َزنِيمٍ قال‪ :‬زنيم‪ :‬ال ُمرِيب الذي يعرف بالشرّ‪.‬‬
‫بن جبير‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في قوله‪ُ :‬‬
‫‪ 26784‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن جابر‪ ,‬عن الحسن بن مسلم‪,‬‬
‫عن سعيد بن جبير قال‪ :‬الزنيم‪ :‬الذي يعرف بالشرّ‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هو الظلوم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪26785‬ـ حدثني عليّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عليّ‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في‬
‫قوله َزنِيمٍ قال‪ :‬ظلومٍ‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هو الذي يُعرف بأُبنة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26786‬ـ حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن أبي إسحاق‪,‬‬
‫عن سعيد بن جُبير‪ ,‬عن ا بن عباس أ نه قال في الزن يم‪ :‬الذي يُعرف بأُب نة‪ ,‬قال أ بو إ سحاق‪:‬‬
‫وسمعت الناس في إمرة زياد يقولون‪ :‬العتلّ‪ :‬الدعيّ‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هو الجِلْف الجافي‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26787‬ـ حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬ثني عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا داود بن أبي هند‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫حوْشب يقول‪ :‬هو الجلف الجافي الكول الشروب من الحرام‪.‬‬
‫شهر بن َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬هو علمة الكفر‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26788‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬حدثنا ابن يمان‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن أبي رزين‪ ,‬قال‪:‬‬
‫الزنيم‪ :‬علمة الكفر‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن أبي رزين‪ ,‬قال‪ :‬الزنيم‪:‬‬
‫علمة الكافر‪.‬‬
‫‪ 26789‬ـ حدث ني الحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن‬
‫مجاهد‪ ,‬أنه كان يقول الزنيم يُعرف بهذا الوصف كما تعرف الشاة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هو الذي يعرف باللؤم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26790‬ـ حدث نا ا بن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن خصيف‪ ,‬عن عكرِ مة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫الزّنيم‪ :‬الذي يعرف باللؤم‪ ,‬كما تُعرف الشاة بزنمتها‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هو الفاجر‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ل َبعْدَ‬
‫عتُ ّ‬
‫‪26791‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن أبي رزين‪ ,‬في قوله‪ُ :‬‬
‫ذلكَ زَنيمٍ قال‪ :‬الزنيم‪ :‬الفاجر‪.‬‬

‫‪16-14‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ِينـ * ِإذَا ُتتْلَىَ عََليْه ِـ آيَاتُنَا قَالَ أَسـَاطِيرُ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪{:‬أَن كَان َـ ذَا مَالٍ َو َبن َ‬
‫خ ْرطُومِ }‪.‬‬
‫سمُهُ عَلَى ا ْل ُ‬
‫س َن ِ‬
‫ن* َ‬
‫الوّلِي َ‬
‫ن ذَا‬
‫ن فقرأ ذلك أ بو جع فر المدن يّ وحمزة‪« :‬أأ نْ كا َ‬
‫اختل فت القرّاء في قراءة قوله‪ :‬أ نْ كا َ‬
‫مالٍ» بالسـتفهام بهمزتيـن‪ ,‬وتتوجـه قراءة مـن قرأ ذلك كذلك إلى وجهيـن‪ :‬أحدهمـا أن يكون‬
‫مرادا به تقريع هذا الحلّف المهين‪ ,‬فقيل‪ :‬ألن كان هذا الحلف المهين ذا مال وبنين إذَا ُتتْلَى‬
‫عَلَيْه آياتُ نا قالَ أ ساطيرُ الوّل ين وهذا أظ هر وجه يه‪ .‬والَ خر أن يكون مرادا به‪ :‬ألن كان ذا‬
‫مال وبن ين تطي عه‪ ,‬على و جه التوب يخ ل من أطا عه‪ .‬وقرأ ذلك ب عد سائر قرّاء المدي نة والكو فة‬
‫ن ذا مال على وجه الخبر بغير استفهام بهمزة واجدة ومعناه إذا قُرىء كذلك‪:‬‬
‫ن كا َ‬
‫والبصرة‪ :‬أ ْ‬
‫ل حلف مهيـن أن كان ذا مال وبنيـن كأنـه نهاه أن يطيعـه مـن أجـل أنـه ذو مال‬
‫ول تطـع ك ّ‬
‫وبنين‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬إذَا ُتتْلَى عََليْهِـ آياتُنـا قالَ أسـاطِيرُ الوّلِينَـ يقول‪ :‬إذا تقرأ عليـه آيات كتابنـا‪ ,‬قال‪ :‬هذا‬
‫مما كتبه الوّلون استهزاء به وإنكارا منه أن يكون ذلك من عند ال‪.‬‬
‫ُومـ اختلف أهـل التأويـل فـي تأويـل ذلك‪ ,‬فقال بعضهـم‪ :‬معناه‪:‬‬
‫خ ْرط ِ‬
‫سمُهُ على ال ُ‬
‫سـَن ِ‬
‫وقوله‪َ :‬‬
‫سنخطمه بالسيف‪ ,‬فنجعل ذلك علمة باقية‪ ,‬وسمة ثابتة فيه ما عاش‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26792‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫خطِم بالسيف في القتال‪.‬‬
‫خرْطُو ِم فقاتل يوم بدر‪ ,‬ف ُ‬
‫سمُهُ على ال ُ‬
‫س َن ِ‬
‫ابن عباس َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك سنشينه شينا باقيا‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫سمُهُ على‬
‫‪26793‬ــ حدثنـا بشـر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا يزيـد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا سـعيد‪ ,‬عـن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬س َـَن ِ‬
‫شيْن ل يفارقه آخر ما عليه‪.‬‬
‫خرْطُومِ َ‬
‫ال ُ‬
‫وقال آخرون‪ :‬سيمَى على أنفه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫س َنسِمُ ُه على‬
‫‪ 26794‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة َ‬
‫خرْطومِ قال‪ :‬سنسم على أنفه‪.‬‬
‫ال ُ‬
‫وأولى القول ين بال صواب في تأو يل ذلك عندي قول من قال‪ :‬مع نى ذلك‪ :‬سنبين أمره بيا نا‬
‫واضحا حتى يعرفوه‪ ,‬فل يخفى عليهم‪ ,‬كما ل تخفى السمة على الخرطوم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬معنى‬
‫ذلك‪ :‬شين ل يفارقه آخر ما عليه‪ ,‬وقد يحتمل أيضا أن يكون خطم بالسيف‪ ,‬فجمع له مع بيان‬
‫عيوبه للناس الخطم بالسيف‪.‬‬
‫سمَة أهل النار‪ :‬أي سنسوّد‬
‫سمُهُ سنكويه‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬معنى ذلك‪ :‬سنسمه ِ‬
‫س َن ِ‬
‫ويعني بقوله‪َ :‬‬
‫ص بال سمة‪ ,‬فإ نه في مذ هب الو جه‪ ,‬لن ب عض الو جه‬
‫وج هه‪ .‬وقال‪ :‬إن الخرطوم وإن كان خ ّ‬
‫يؤدّي عن بعض‪ ,‬والعرب تقول‪ :‬وال لسمنك وسما ل يفارقك‪ ,‬يريدون النف‪ .‬قال‪ :‬وأنشدني‬
‫بعضهم‪:‬‬

‫جزُ‬
‫سمِ ال ّن ِ‬
‫حمْى المِي َ‬
‫حزّ ِب َ‬
‫لعَِلطَنّ ُه َوسْما ل يُفارِقهُكما ُي َ‬
‫ُ‬
‫والنجز‪ :‬داء يأخذ البل فتُكوى على أنفها‪.‬‬
‫‪18-17‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫جنّ ِة ِإذْ َأقْسَـمُو ْا َليَص ْـرِ ُم ّنهَا‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪{:‬إِنّا بَلَ ْونَاهُم ْـ كَمَا بََلوْنَآ أَص ْـحَابَ ا ْل َ‬
‫س َت ْثنُونَ }‪.‬‬
‫ن * َولَ َي ْ‬
‫ُمصْ ِبحِي َ‬
‫يعني تعالى ذكره بقوله‪ :‬إنّا بََلوْناهُ مْ‪ :‬أي بلونا مشركي قريش‪ ,‬يقول‪ :‬امتحناهم فاختبرناهم‪,‬‬
‫ص ِر ُمنّها مُ صْ ِبحِينَ‬
‫جنّةِ يقول‪ :‬ك ما امتح نا أ صحاب الب ستان إذْ أقْ سَمُوا َليَ ْ‬
‫كمَا بََلوْ نا أ صحَابَ ال َ‬
‫ن ثمرهـا إذا أصـبحوا‪ .‬وَل يَسـَتثْنون‪ :‬ول يقولون إن شاء ال‪ .‬وبنحـو‬
‫يقول‪ :‬إذ حلفوا ليصـرمُ ّ‬
‫الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪26795‬ـ حدثنا هناد بن السريّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو الحوص‪ ,‬عن سماكَ‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫ن قال‪ :‬هم ناس من الحبشة كانت لبيهم جنة‪ ,‬كان يطعم المساكين‬
‫ل َي ْدخَُلنّها اليَوْمَ عََل ْيكُ ْم مِسْكي ٌ‬
‫منهـا‪ ,‬فلمـا مات أبو هم‪ ,‬قال بنوه‪ :‬وال إن كان أبو نا الحمـق ح ين يُطعـم الم ساكين‪ ,‬فأقسـموا‬
‫ليصرمنها مصبحين‪ ,‬ول يستثنون‪ ,‬ول يطعمون مسكينا‪.‬‬
‫‪26796‬ــ حدثنـا ابـن عبـد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا ابـن ثور‪ ,‬عـن معمـر‪ ,‬عـن قتادة‪ ,‬فـي قوله‪:‬‬
‫صبِحينَ قال‪ :‬كا نت الج نة لش يخ‪ ,‬وكان يت صدّق‪ ,‬فكان بنوه ينهو نه عن ال صدقة‪,‬‬
‫َليَ صْ ِر ُمنّها مُ ْ‬
‫وكان يمسك قوت سنته‪ ,‬وينفق ويتصدّق بالفضل فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا‪ :‬ل َي ْدخَُل ّنهَا‬
‫اليَ ْومَ عََل ْي ُكمْ ِمسْكِينٌ‪.‬‬
‫وذُكر أن أصحاب الجنة كانوا أهل كتاب‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26797‬ـ حدثنا محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫سمُوا‪ ...‬الَية‪ ,‬قال‪ :‬كانوا من أهل‬
‫جنّةِ إ ْذ أقْ َ‬
‫ب ال َ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬إنّا بَلَوْناهُ مْ كمَا بََلوْنا أصحَا َ‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫جدّنّ ثمرتها ومنه قول امرىء القيس‪:‬‬
‫صرِ ُمنّها َل َي ُ‬
‫والصرم‪ :‬القطع‪ ,‬وإنما عنى بقوله َل َي ْ‬
‫ض ما َي ْبدُو‬
‫عدٍ بع ُ‬
‫عدُ َوبَدا ِلدَ ْ‬
‫ص َر َمتْكَ َب ْعدَ َتوَاصُلٍ دَ ْ‬
‫َ‬

‫‪20-19‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪َ {:‬فطَاف َـ عََليْهَا طَآئِفٌـ مّن ّربّك َـ وَهُم ْـ نَآ ِئمُون َـ * َفأَص ْـَبحَتْ‬
‫صرِيمِ }‪.‬‬
‫كَال ّ‬
‫ل طارق من أ مر ال و هم نائمون‪ ,‬ول يكون‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬فطرق ج نة هؤلء القوم لي ً‬
‫الطائف في كلم العرب إل ليلً‪ ,‬ول يكون نهارا‪ ,‬وقد يقولون‪ :‬أطفت بها نهارا‪.‬‬
‫وذكر الفرّاء أن أبا الجرّاح أنشده‪:‬‬
‫غ ْيرَ َليْلٍوأ ْلهَى َربّها طَلَبُ الرّخالِ‬
‫ت بِها نَهارا َ‬
‫أطَفْ ُ‬
‫والرّخال‪ :‬هي أولد الضأن الناث‪ .‬وبن حو الذي قل نا في مع نى ذلك قال أ هل التأو يل‪ .‬ذ كر‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫‪26798‬ـ حدثني سليمان بن عبد الجبار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الصلت‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو كريب‪,‬‬
‫عن قابوس‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬سألت ابن عباس‪ ,‬عن الطوَفان فَطا فَ عََليْها طائ فٌ ِم نْ َربّ كَ قال‪:‬‬
‫هو أمر من أمر ال‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫ن قال‪ :‬طاف عليها أمر من أمر ال وهم‬
‫ن َربّكَ وَهُمْ نا ِئمُو َ‬
‫عباس‪ ,‬قوله‪ :‬فَطا فَ عََليْها طائ فٌ ِم ْ‬
‫نائمون‪.‬‬
‫عنِي بالصريم‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬عُني‬
‫ص َبحَتْ كال صّرِيمِ اختلف أهل التأويل في الذي ُ‬
‫وقوله‪ :‬فأ ْ‬
‫به الليل السود‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬معنى ذلك‪ :‬فأصبحت جنتهم محترقة سوداء كسواد الليل المظلم‬
‫البهيم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26799‬ـ حدثني محمد بن سهل بن عسكر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فأصـَبحَتْ‬
‫ْ‬ ‫أخبرنـا شيـخ لنـا عـن شيـخ مـن كلب يقال له سـليمان عـن ابـن عباس‪ ,‬فـي قوله‪:‬‬
‫صرِي ِم قال‪ :‬الصّريم‪ :‬الليل‪ .‬قال‪ :‬وقال في ذلك أبو عمرو بن العلء رحمه ال‪.‬‬
‫كال ّ‬
‫صرِيمُ‬
‫شفَ ال ّ‬
‫ج ُدنِي ومَا ا ْنكَ َ‬
‫أل َبكَرَتْ وَعاذَِلتِي تَلُو ُم ُتهَ ّ‬
‫وقال أيضا‪:‬‬
‫ح صَريم‬
‫ن صُبْ ٍ‬
‫ل َليُْلكَ الجَ ْونُ ال َبهِيمُ َفمَا َينْجابُ عَ ْ‬
‫تَطاوَ َ‬
‫غيُومُ‬
‫ل ناحِيَةٍ ُ‬
‫جرَتْ ِمنْ كُ ّ‬
‫إذَا ما قُلْتَ أ ْقشَعَ أ ْو تناهَى َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬فأصبحت كأرض تدعى الصريم معروفة بهذا السم‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26800‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬قال‪ :‬أخبرني نعيم بن عبد‬
‫الرح من أ نه سمع سعيد بن جُبير يقول‪ :‬هي أرض بالي من يقال لها ضَرَوان من صنعاء على‬
‫ستة أميال‪.‬‬

‫‪25-21‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ى حَ ْر ِثكُ مْ إِن كُنتُ مْ صَارِمِينَ‬
‫غدُواْ عََل َ‬
‫ن * َأ نِ ا ْ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪َ {:‬ف َتنَادَوْاْ مُ صْ ِبحِي َ‬
‫ح ْردٍ‬
‫غ َدوْاْ عََلىَ َ‬
‫ن * وَ َ‬
‫سكِي ٌ‬
‫* فَانطَلَقُواْ وَهُ ْم َي َتخَا َفتُو نَ * أَن لّ َي ْدخَُلنّهَا ا ْل َيوْ مَ عََل ْيكُ مْ مّ ْ‬
‫قَا ِدرِينَ }‪.‬‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬فتنادى هؤلء القوم وهـم أصـحاب الجنـة‪ .‬يقول‪ :‬نادى بعضهـم بعضـا‬
‫ح ْرثِكُ مْ وذلك الزرع إ نْ ُك ْنتُ مْ صَارِمِينَ يقول‪:‬‬
‫غدُوا على َ‬
‫م صبحين يقول‪ :‬ب عد أن أ صبحوا أن ا ْ‬
‫إن كنتم حاصدي زرعكم فا ْنطَلَقُوا وَهُمْ َيتَخا َفتُونَ يقول‪ :‬فمضَوا إلى حرثهم وهم يتسارّون بينهم‬
‫ن ل َي ْدخَُلنّها اليَوْ مَ عَل ْيكُ ْم مِ سْكِين يقول‪ :‬وهم يتسارّون يقول بعضهم لبعض‪ :‬ل يدخل نّ جنتكم‬
‫أ ْ‬
‫اليوم عليكم مسكين‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪26801‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬فتَنادَوْا مُصْ ِبحِينَ أن‬
‫ن ُك ْنتُمْ صَا ِرمِينَ فا ْنطَلَقُوا وَهُمْ َيتَخا َفتُو نَ يقول‪ :‬يُسِرّون أن ل َي ْدخَُلنّها ال َيوْمَ‬
‫حرْ ِثكُمْ إ ْ‬
‫غدُوا على َ‬
‫اْ‬
‫سكِينٌ‪.‬‬
‫عََل ْي ُكمْ ِم ْ‬
‫‪ 26802‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة قال‪ :‬ل ما مات‬
‫سكِينٌ‪.‬‬
‫أبوهم غدوا عليها‪ ,‬فقالوا‪ :‬ل َي ْدخَُلنّها اليَ ْومَ عََل ْي ُكمْ ِم ْ‬
‫واختلف أ هل التأو يل في مع نى الحرْد في هذا المو ضع‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬معناه‪ :‬على ُقدْرة في‬
‫أنفسهم وجدّ‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ي عن ا بن عباس‪,‬‬
‫‪ 26803‬ـ حدث ني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ث ني معاو ية‪ ,‬عن عل ّ‬
‫ن قال‪ :‬ذوي قدرة‪.‬‬
‫غدَوْا على حَ ْردٍ قادِرِي َ‬
‫قوله‪ :‬وَ َ‬
‫‪ 26804‬ـ حدث ني يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا حجاج عمن حدثه‪ ,‬عن‬
‫ن قال‪ :‬على جدّ قادرين في أنفسهم‪.‬‬
‫ح ْردٍ قادِرِي َ‬
‫مجاهد في قول ال‪ :‬على َ‬
‫حرْدٍ قا ِدرِي نَ‬
‫غدَوْا على َ‬
‫‪ 26805‬ـ قال‪ :‬ثنا ابن عُلَية‪ ,‬عن أبي رجاء‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله‪ :‬وَ َ‬
‫جدّ‪.‬‬
‫قال‪ :‬على جهد‪ ,‬أو قال على ِ‬
‫ح ْردٍ قا ِدرِي نَ‬
‫غ َدوْا على َ‬
‫‪ 26806‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَ َ‬
‫غدا القوم وهي ُمحْردون إلى جنتهم‪ ,‬قادرون عليها في أنفسهم‪.‬‬
‫حرْدٍ‬
‫غ َدوْا على َ‬
‫‪ 26807‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة وَ َ‬
‫جدّ من أمرهم‪.‬‬
‫قا ِدرِينَ قال‪ :‬على ِ‬
‫ح ْردٍ‬
‫‪26808‬ــ حدثنـي يونـس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنـا ابـن وهـب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابـن زيـد‪ ,‬فـي قوله‪ :‬على َ‬
‫جدّ قادرين في أنفسهم‪.‬‬
‫قا ِدرِينَ على ِ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬وغدوا على أمرهم قد أجمعوا عليه بينهم‪ ,‬واستسرّوه‪ ,‬وأسرّوه‬
‫في أنفسهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26809‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن إبراه يم بن المها جر‪ ,‬عن‬
‫ح ْردٍ قا ِدرِي نَ قال‪ :‬كان حرث لبي هم‪ ,‬وكانوا إخوة‪ ,‬فقالوا‪ :‬ل نط عم م سكينا‬
‫غدَوا على َ‬
‫مجا هد وَ َ‬
‫ن على أمر قد أسسوه بينهم‪.‬‬
‫حرْدٍ قا ِدرِي َ‬
‫غدَوْا على َ‬
‫منه حتى نعلم ما يخرج منه وَ َ‬
‫حدث نا مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدث ني الحارث‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ح ْردٍ‬
‫حدث نا الح سن قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬في قوله على َ‬
‫قال‪ :‬على أمر مجمع‪.‬‬
‫حرْدٍ‬
‫غ َدوْا على َ‬
‫‪ 26810‬ـ حدث نا هناد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو الحوص‪ ,‬عن سماك‪ ,‬عن عكرِ مة وَ َ‬
‫جمَع‪.‬‬
‫قا ِدرِينَ قال‪ :‬على أمر ُم ْ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬وغدوا على فاقة وحاجة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26811‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬قال‪ :‬قال الحسن‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫ح ْردٍ قا ِدرِينَ قال‪ :‬على فاقة‪.‬‬
‫غدَوْا على َ‬
‫َو َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬على حنق‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن قال‪ :‬على‬
‫ح ْردٍ قادري َ‬
‫غ َدوْا على َ‬
‫‪ 26812‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان وَ َ‬
‫حنق‪ ,‬وكأن سفيان ذهب في تأويله هذا إلى مثل قول الشهب بن رُميلة‪:‬‬
‫ح ْردٍ دِماءَ السا ِودِ‬
‫شرًى لقَتْ ُأسُودَ خ ِفيّ ٍةتَساقَوْا على َ‬
‫ُأسُو ُد َ‬
‫يع ني‪ :‬على غ ضب‪ .‬وكان ب عض أ هل المعر فة بكلم العرب من أ هل الب صرة يتأوّل ذلك‪:‬‬
‫وغدوا على م نع‪ .‬ويوج هه إلى أ نه مِن قول هم‪ :‬حاردَ تِ ال سنة إذا لم ي كن في ها م طر‪ ,‬وحاردت‬
‫الناقة إذا لم يكن لها لبن‪ ,‬كما قال الشاعر‪:‬‬
‫شع فإذا ما حارَدَتْ أ ْو بَكأَتْ‬
‫خرَى طِينُها‬
‫عنْ حاجِب ُأ ْ‬
‫فُتّ َ‬
‫وهذا قول ل نعلم له قائلً من متقدّمي العلم قاله وإن كان له وجه‪ ,‬فإذا كان ذلك كذلك‪ ,‬وكان‬
‫غ ير جائز عند نا أن يتعدّى ما أجم عت عل يه الح جة‪ ,‬ف ما صحّ من القوال في ذلك إل أ حد‬
‫القوال التي ذكرناها عن أهل العلم‪ .‬وإذا كان ذلك كذلك‪ ,‬وكان المعروف من معنى الحرد في‬
‫حرْد فلن‪ :‬إذا قصد قصده ومنه قول الراجز‪:‬‬
‫كلم العرب القصد من قولهم‪ :‬قد حرد فلن َ‬
‫جنّ ِة ال ُمغِلّ ْه‬
‫ح ْردَ ال َ‬
‫حرُدُ َ‬
‫ن أ ْمرِ الّل ْه َي ْ‬
‫سيْلٌ كانَ مِ ْ‬
‫وجاءَ َ‬
‫غدَوْا‬
‫ح أن الذي هو أولى بتأو يل الَ ية قول من قال‪ :‬مع نى قوله وَ َ‬
‫يع ني‪ :‬يق صد ق صدها‪ ,‬ص ّ‬
‫ح ْردٍ قادرِي نَ وَغدوا على أ مر قد ق صدوه واعتمدوه‪ ,‬وا ستسرّوه بين هم‪ ,‬قادر ين عل يه في‬
‫على َ‬
‫أنفسهم‪.‬‬

‫‪28-26‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن * قَالَ‬
‫حرُومُو َ‬
‫ن َم ْ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬فَلَمّا رَأَوْهَا قَالُوَ ْا إِنّا َلضَآلّو نَ * بَلْ َنحْ ُ‬
‫س ّبحُونَ }‪.‬‬
‫طهُ ْم أََلمْ َأقُلْ ّل ُكمْ َل ْولَ ُت َ‬
‫سُ‬‫أَ ْو َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬فلمـا صـار هؤلء القوم إلى جنتهـم‪ ,‬ورأوهـا محترقـا حرثهـا‪ ,‬أنكروهـا‬
‫وشكوا فيها‪ ,‬هل هي جنتهم أم ل؟ فقال بعضهم لصحابه ظنا منه أنهم قد أغفلوا طريق جنتهم‪,‬‬
‫وأن التي رأوا غيرها‪ :‬إنا أيها القوم لضالون طريق جنتنا‪ ,‬فقال من علم أنها جنتهم‪ ,‬وأنهم لم‬
‫حرِمنا منفعة جنتنا بذهاب حرثها‪ .‬وبنحو الذي‬
‫يخطئوا الطريق‪ :‬بل نحن أيها القوم محرومون‪ُ ,‬‬
‫قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26813‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة فَلَمّا رَأَوْ ها قالُوا إنّا‬
‫َلضَآلّونَ‪ :‬أي أضللنا الطريق‪ ,‬بل نحن محرومون‪ ,‬بل جُوزينا فحُرمنا‪.‬‬
‫حدث نا ابـن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا ا بن ثور‪ ,‬عن معمـر‪ ,‬عن قتادة فَلَمّا رَأَوْ ها قالُوا إنّا‬
‫َلضَآلّون‪ .‬يقول قتادة‪ :‬يقولون أخطأنا الطريق ما هذه بجنتنا‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬بل نحن محرومون‬
‫حرمنا جنتنا‪.‬‬
‫سطُ ُهمْ يعني‪ :‬أعدلهم‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال‬
‫وقوله‪ :‬قالَ أوْ َ‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 26814‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫َلكـ‬
‫طهُمْ قال‪ :‬أعدلهـم‪ ,‬ويقال‪ :‬قال خيرهـم‪ ,‬وقال فـي البقرة‪ :‬و َكذ َ‬
‫ْسـ ُ‬
‫ابـن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬قَالَ أو َ‬
‫جَعلْنا ُكمُ ُأمّ ًة َوسَطا قال‪ :‬الوسط‪ :‬العدل‪.‬‬
‫حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قوله قالَ‬
‫طهُمْ يقول‪ :‬أعدلهم‪.‬‬
‫سُ‬‫أ ْو َ‬
‫‪ 26815‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الفرات بن خلد‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن إبراهيم بن مهاجر‪,‬‬
‫ط ُهمْ‪ :‬أعدلهم‪.‬‬
‫سُ‬‫عن مجاهد قالَ أ ْو َ‬
‫حدث ني مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدث ني الحارث‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ط ُهمْ قال‪:‬‬
‫حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله قالَ أوْسَ ُ‬
‫أعدلهم‪.‬‬
‫‪ 26816‬ـ حدث نا أ بو كُرَ يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن يمان‪ ,‬عن أش عث‪ ,‬عن جع فر‪ ,‬عن سعيد قالَ‬
‫طهُ ْم قال‪ :‬أعدلهم‪.‬‬
‫سُ‬‫أ ْو َ‬
‫ط ُهمْ‪ :‬أي أعدلهم‬
‫سُ‬‫‪ 26817‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة قالَ أوْ َ‬
‫ل َل ُكمْ لَوْل ُتسَ ّبحُونَ‪.‬‬
‫قولً‪ ,‬وكان أسرع القوم فزعا‪ ,‬وأحسنهم َرجْعة أَلمْ أقُ ْ‬
‫ط ُهمْ قال‪ :‬أعدلهم‪.‬‬
‫سُ‬‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة قالَ أ ْو َ‬
‫‪ 26818‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫ط ُهمْ يقول‪ :‬أعدلهم‪.‬‬
‫يقول في قوله‪ :‬قالَ أ ْوسَ ُ‬
‫ص ِرمُنّها مُ صْ ِبحِينَ‪ ,‬فتقولوا إن‬
‫سبّحُ ْونَ يقول‪ :‬هل تستثنون إذ قلتم َلنَ ْ‬
‫وقوله‪ :‬أل ْم أقُلْ َلكُ مْ َلوْل تُ َ‬
‫شاء ال‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26819‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن إبراه يم بن المها جر‪ ,‬عن‬
‫سبّحونَ قال‪ :‬بلغني أنه الستثناء‪.‬‬
‫مجاهد لَوْل ُت َ‬
‫سبّحُونَ قال‪ :‬يقول‪ :‬ت ستثنون‪,‬‬
‫قال‪ :‬ث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن مجا هد أل ْم أقُلْ َلكُ مْ َلوْل تُ َ‬
‫فكان التسبيح فيهم الستثناء‪.‬‬

‫‪31-29‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن * فََأ ْقبَلَ َب ْعضُهُمْ عََلىَ َبعْ ضٍ‬
‫ن َر ّبنَآ ِإنّا ُكنّا ظَاِلمِي َ‬
‫س ْبحَا َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬قَالُو ْا ُ‬
‫َيتَلَ َومُونَ * قَالُواْ يَ َويَْلنَا ِإنّا ُكنّا طَاغِينَ }‪.‬‬
‫سبْحانَ َربّنا إنّا ُكنّا ظاِلمِي نَ في تركنا الستثناء في‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬قال أصحاب الجنة‪ُ :‬‬
‫قسمنا وعزمنا على ترك إطعام المساكين من ثمر جنتنا‪.‬‬
‫ض َيتَل َومُو نَ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬فأق بل بعض هم على ب عض يلوم‬
‫ضهُ مْ على َبعْ ٍ‬
‫وقوله‪ :‬فأَ ْقبَلَ َب ْع ُ‬
‫بعض هم بع ضا على تفريط هم في ما فرّطوا ف يه من ال ستثناء‪ ,‬وعزم هم على ما كانوا عل يه من‬
‫ترك إطعام المساكين من جنهم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬يا َويْلَنا إنّا ُكنّا طاغِي نَ يقول‪ :‬قال أصحاب الجنة‪ :‬يا ويلنا إنا كنا ُم ْبعَد ين‪ :‬مخالف ين‬
‫أمر ال في تركنا الستثناء والتسبيح‪.‬‬
‫‪33-32‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ن * َكذَلِ كَ‬
‫غبُو َ‬
‫خيْرا ّم ْنهَآ ِإنّآ إَِلىَ َر ّبنَا رَا ِ‬
‫سىَ َر ّبنَآ أَن ُي ْبدَِلنَا َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬عَ َ‬
‫خرَةِ َأ ْك َبرُ َلوْ كَانُو ْا َيعَْلمُونَ }‪.‬‬
‫لِ‬‫ا ْل َعذَابُ وََل َعذَابُ ا َ‬
‫خيْرا ِمنْها بتوبتنا من‬
‫ن ُي ْبدِلَنا َ‬
‫يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل أصحاب الجنة‪ :‬عَسَى َربّنا أ ْ‬
‫غبُو نَ يقول‪ :‬إنا إلى ربنا راغبون في‬
‫خطأ فعلنا الذي سبق منا خيرا من جنتنا إنّا إلى َربّنا رَا ِ‬
‫أن يبدلنا من جنتنا إذ هلَكت خيرا منها‪.‬‬
‫َابـ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬كفعلنـا بجنـة أصـحاب الجنـة‪ ,‬إذ أصـبحت‬
‫َذلكـ ال َعذ ُ‬
‫قوله تعالى ذكره ك َ‬
‫كالصريم بالذي أرسلنا عليها من البلء والَفة المفسدة‪ ,‬فعلنا بمن خالف أمرنا وكفر برسلنا في‬
‫لخِرَة أ ْك َبرُ يع ني عقو بة الَخرة ب من ع صى ر به وك فر به‪ ,‬أ كبر يوم‬
‫باَ‬
‫عا جل الدن يا‪ ,‬وََل َعذَا ُ‬
‫القيامة من عقوبة الدنيا وعذابها‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26820‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن يعني بذلك عذاب الدنيا‪.‬‬
‫خرَةِ أ ْك َبرُ لَ ْو كانُوا َيعَْلمُو َ‬
‫لِ‬‫باَ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪َ :‬كذَلكَ ال َعذَابُ وََل َعذَا ُ‬
‫‪ 26821‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬ال‪َ :‬كذَل كَ ال َعذَا بُ‪:‬‬
‫لخِرَ ِة أ ْك َبرُ لَ ْو كانُوا َيعَْلمُونَ‪.‬‬
‫باَ‬
‫أي عقوبة الدنيا وََل َعذَا ُ‬
‫‪ 26822‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪َ :‬كذَل كَ ال َعذَا بُ‬
‫قال‪ :‬عذاب الدنيا‪ :‬هلك أموالهم‪ :‬أي عقوبة الدينا‪.‬‬
‫ن يقول‪ :‬لو كان هؤلء المشركون يعلمون أن عقو بة ال ل هل الشرك‬
‫وقوله‪ :‬لَ ْو كانُوا َيعَْلمُو َ‬
‫به أكبر من عقوبته لهم في الدنيا‪ ,‬لرتدعوا وتابوا وأنابوا‪ ,‬ولكنهم بذلك جهال ل يعلمون‪.‬‬

‫‪36-34‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ُسـِلمِينَ‬
‫جعَلُ ا ْلم ْ‬
‫ِيمـ * َأ َف َن ْ‬
‫ّاتـ ال ّنع ِ‬
‫جن ِ‬ ‫ِمـ َ‬
‫ع ْندَ َربّه ْ‬
‫ِينـ ِ‬
‫ِنـ لّ ْل ُمتّق َ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪{:‬إ ّ‬
‫ح ُكمُونَ }‪.‬‬
‫كَا ْل ُمجْ ِرمِينَ * مَا َل ُكمْ َك ْيفَ َت ْ‬
‫ع ْندَ‬
‫ن الذ ين اتقوا عقو بة ال بأداء فرائ ضه‪ ,‬واجتناب معا صيه ِ‬
‫ن ل ْل ُمتّقِي َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬إ ّ‬
‫جنّاتِ ال ّنعِيمِ يعني‪ :‬بساتين النعيم الدائم‪.‬‬
‫َربّ ِهمْ َ‬
‫ِينـ يقول تعالى ذكره‪ :‬أفنجعـل أيهـا الناس فـي كرامتـي‬
‫ج ِرم َ‬
‫ن كالمُ ْ‬
‫ُسـِلمِي َ‬
‫جعَلُ الم ْ‬
‫وقوله‪ :‬أ َفنَ ْ‬
‫ونعمتـي فـي الَخرة الذيـن خضعوا لي بالطاعـة‪ ,‬وذلوا لي بالعبوديـة‪ ,‬وخشعوا لمري ونهـي‪,‬‬
‫كالمجرم ين الذي اكت سبوا المآ ثم‪ ,‬وركبوا المعا صي‪ ,‬وخالفوا أمري ون هي؟ كَلّ ما ال بفا عل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ح ُكمُو نَ أتجَعلون المط يع ل من عبيده‪ ,‬والعا صي له من هم في كرام ته‬
‫وقوله‪ :‬ماَلكُ ْم َكيْ فَ َت ْ‬
‫ل ثناؤه‪ :‬ل تسـوّوا بينهمـا فإنهمـا ل يسـتويان عنـد ال‪ ,‬بـل المطيـع له الكرامـة‬
‫سـواء‪ .‬يقول ج ّ‬
‫الدائمة‪ ,‬والعاصي له الهوان الباقي‪.‬‬
‫‪39-37‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ن * أَ مْ‬
‫خّيرُو َ‬
‫ن * ِإ نّ َلكُ مْ فِي ِه َلمَا َت َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬أَ مْ َلكُ مْ ِكتَا بٌ فِي هِ َت ْدرُ سُو َ‬
‫ح ُكمُونَ }‪.‬‬
‫ن َل ُكمْ َلمَا َت ْ‬
‫ى يَ ْومِ الْ ِقيَامَ ِة إِ ّ‬
‫َل ُكمْ َأ ْيمَانٌ عََل ْينَا بَاِلغَةٌ إَِل َ‬
‫يقول تعالى ذكره للمشركيـن بـه مـن قريـش‪ :‬ألكـم أيهـا القوم بتسـويتكم بيـن المسـلمين‬
‫والمجرميـن فـي كرامـة ال كتاب نزل مـن عنـد ال أتاكـم بـه رسـول مـن رسـله بأن لكـم مـا‬
‫خيّرون‪ ,‬فأنتم تدرسون فيه ما تقولون‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال‬
‫َت َ‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 26823‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد في قوله‪ :‬أ مْ َلكُ مْ كِتا بٌ فِي هِ‬
‫ن قال‪ :‬فيه الذي تقولون تقرؤونه‪ :‬تدرسونه‪ ,‬وقرأ‪ :‬أمْ آ َتيْناهُ ْم كِتابا َفهُمْ على َب ّينَةٍ ِمنْ هُ‪...‬‬
‫َتدْرُسُو َ‬
‫إلى آخر الَية‪.‬‬
‫ل ثناؤه‪ :‬إن ل كم في ذلك الذي تخيرون من المور‬
‫خيّرُو نَ يقول ج ّ‬
‫ن َلكُ مْ فِي هِ لَمّا َت َ‬
‫وقوله‪ :‬إ ّ‬
‫لنفسـكم‪ ,‬وهذا أمـر مـن ال‪ ,‬توبيـخ لهؤلء القوم وتقريـع لهـم فيمـا كانوا يقولون مـن الباطـل‪,‬‬
‫ويتمون من المانيّ الكاذبة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أ ْم َلكُ مْ فيه أيمَا نٌ عََليْنا باِلغَ ٌة إلى يَوْمِ القِيامَةِ يقول‪ :‬هل لكم أيمان علينا تنتهي بكم إلى‬
‫يوم القيا مة‪ ,‬بأن لكم ما تحكمون أي بأن لكم حكم كم‪ ,‬ولكن اللف ك سرت من «إن» لما د خل‬
‫في الخبر اللم‪ :‬أي هل لكم أيمان بأن لكم حكمكم‪.‬‬

‫‪41-40‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ش َركَآ ُء فَ ْليَأتُو ْا ِبشُ َركَآ ِئهِ ْم إِن‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪ {:‬سَلْ ُهمْ َأ ّيهُم ِبذَلِ كَ زَعِي مٌ * أَ مْ َلهُ مْ ُ‬
‫كَانُواْ صَادِقِينَ }‪.‬‬
‫يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬سل يا محمد هؤلء المشركين أيهم بأن‬
‫ل هم علي نا أيما نا بال غة بحكم هم إلى يوم القيا مة زَعِي مٌ يع ني‪ :‬كف يل به‪ ,‬والزع يم ع ند العرب‪:‬‬
‫الضامن والمتكلم عن القوم‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 26824‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ك زَعِيمٌ يقول‪ :‬أيهم بذلك كفيل‪.‬‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬أ ّيهُ ْم بذَل َ‬
‫‪ 26825‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة في قوله‪ :‬سَ ْلهُمْ أ ّيهُ مْ ِبذَل كَ‬
‫زَعِيمٌ يقول‪ :‬أيهم بذلك كفيل‪.‬‬
‫ن يقول تعالى ذكره‪ :‬ألهؤلء القوم‬
‫إنـ كانُوا صـَادِقِي َ‬
‫ِهمـ ْ‬
‫شرَكائ ْ‬
‫شرَكاءُ فَلْيأْتُوا ِب ُ‬
‫ُمـ ُ‬
‫أمـ َله ْ‬
‫وقوله‪ْ :‬‬
‫شركاء فيما يقولون ويصفون من المور التي يزعمون أنها لهم‪ ,‬فليأتوا بشركائهم في ذلك إن‬
‫كانوا فيما يدّعون من الشركاء صادقين‪.‬‬
‫‪43-42‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫سجُودِ فَلَ يَ سْ َتطِيعُونَ *‬
‫ن إِلَى ال ّ‬
‫عوْ َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬يَوْ مَ ُي ْكشَ فُ عَن سَاقٍ َو ُيدْ َ‬
‫سجُودِ وَ ُهمْ سَاِلمُونَ }‪.‬‬
‫ن إِلَى ال ّ‬
‫عوْ َ‬
‫خَاشِعَ ًة َأ ْبصَارُ ُهمْ َترْهَ ُق ُهمْ ذِلّةٌ َو َقدْ كَانُواْ ُيدْ َ‬
‫ع نْ ساقٍ قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل‪:‬‬
‫يقول تعالى ذكره يَوْ مَ ُي ْكشَ فُ َ‬
‫يبدو عن أمر شديد‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26826‬ـ حدث ني مح مد بن عب يد المحارب يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد ال بن المبارك‪ ,‬عن أُ سامة بن‬
‫ن ساقٍ قال‪ :‬هو يوم حرب وشدّة‪.‬‬
‫شفُ عَ ْ‬
‫زيد‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬عن ابن عباس يَ ْومَ ُي ْك َ‬
‫‪ 26827‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن المغيرة‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬عن ابن‬
‫ق قال‪ :‬عن أمر عظيم كقول الشاعر‪:‬‬
‫ن سا ٍ‬
‫عباس َي ْومَ ُي ْكشَفُ عَ ْ‬
‫حرْبُ بنا على ساقِ‬
‫ت ال َ‬
‫وقامَ ِ‬
‫ن ساقٍ‬
‫ع ْ‬
‫‪ 26828‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن إبراهيم يَوْ مَ ُي ْكشَ فُ َ‬
‫ول يبقـى مؤمـن إل سـجد‪ ,‬ويقسـو ظهـر الكافـر فيكون عظمـا واحدا‪ .‬وكان ابـن عباس يقول‪:‬‬
‫يكشف عن أمر عظيم‪ ,‬إل تسمع العرب تقول‪:‬‬
‫حرْبُ بنا على ساق‬
‫ت ال َ‬
‫وقامَ ِ‬
‫‪26829‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن ساقٍ يقول‪ :‬حين يكشف المر‪ ,‬وتبدو العمال‪ ,‬وكشفه‪ :‬دخول‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله َيوْمَ ُي ْكشَفُ عَ ْ‬
‫الَخرة وكشف المر عنه‪.‬‬
‫‪ 26830‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا معاوية‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قوله َيوْ مَ‬
‫ُي ْكشَفُ عَن ساقٍ هو المر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ 26831‬ـ حدث ني مح مد بن عب يد المحارب يّ وا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن المبارك‪ ,‬عن ا بن‬
‫ع نْ ساقٍ قال‪ :‬شدّة المر وجدّه قال ابن عباس‪ :‬هي أشد‬
‫جريج‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬يَوْ مَ ُي ْكشَ فُ َ‬
‫ساعة في يوم القيامة‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدث ني الحارث‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ع نْ‬
‫حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪َ :‬يوْم ُي ْكشَ فُ َ‬
‫ساقٍ قال‪ :‬شدّة المر‪ ,‬قال ابن عباس‪ :‬هي أوّل ساعة تكون في يوم القيامة غير أن في حديث‬
‫الحارث قال‪ :‬وقال ابن عباس‪ :‬هي أشدّ ساعة تكون في يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ 26832‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران عن سفيان‪ ,‬عن عاصم بن كليب‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫جبير‪ ,‬قال‪ :‬عن شدّة المر‪.‬‬
‫ع نْ‬
‫‪ 26833‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ :‬يَوْ َم ُي ْكشَفُ َ‬
‫ساقٍ قال‪ :‬عن أمر فظيع جليل‪.‬‬
‫ع نْ‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله يَوْ مَ ُي ْكشَ فُ َ‬
‫ساقٍ قال‪ :‬يوم يكشف عن شدة المر‪.‬‬
‫‪ 26834‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫ن ساقٍ وكان ابن عباس يقول‪ :‬كان أهل الجاهلية يقولون‪ :‬شمّرت‬
‫يقول في قوله‪ :‬يَوْ َم ُي ْكشَفُ عَ ْ‬
‫الحرب عن ساق يعني إقبال الَخرة وذهاب الدنيا‪.‬‬
‫‪ 26835‬ـ حدث نا مح مد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن سلمة بن‬
‫كهيـل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا أبـو الزهراء‪ ,‬عـن عبـد ال‪ ,‬قال‪« :‬يتمثـل ال للخلق يوم القيامـة حتـى يمرّ‬
‫الم سلمون‪ ,‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬من تعبدون؟ فيقولون‪ :‬نع بد ال ل نشرك به شيئا‪ ,‬فينتهز هم مرّت ين أو‬
‫ثلثـا‪ ,‬فيقول‪ :‬هـل تعرفون ربكـم؟ فيقولون‪ :‬سـبحانه إذا اعترف إلينـا عرفناه‪ ,‬قال‪ :‬فعنـد ذلك‬
‫طبَ قٌ وا حد‪,‬‬
‫يك شف عن ساق‪ ,‬فل يب قى مؤ من إل خرّ ل ساجدا‪ ,‬ويب قى المنافقون ظهور هم َ‬
‫كأنما فيها السفافيد‪ ,‬فيقولون‪ :‬ربنا‪ ,‬فيقول‪ :‬قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون»‪.‬‬
‫‪ 26836‬ـ حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شريك‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن المنهال بن‬
‫ل مـن ربكـم الذي‬
‫عمرو‪ ,‬عـن عبـد ال ابـن مسـعود‪ ,‬قال‪« :‬ينادي مناد يوم القيامـة‪ :‬أليـس عد ً‬
‫خلقكم‪ ,‬ثم صوّركم‪ ,‬ثم رزقكم‪ ,‬ثم توليتم غيره أن يولى كُلّ عبد منكم ما تولى‪ ,‬فيقولون‪ :‬بلى‪,‬‬
‫ل قوم آلهتهـم التـي كانوا يعبدونهـا‪ ,‬فيتبعونهـا حتـى توردهـم النار‪ ,‬ويبقـى أهـل‬
‫قال‪ :‬فيمثـل لك ّ‬
‫الدعوة‪ ,‬فيقول بعضهـم لبعـض‪ :‬ماذا تنتظرون‪ ,‬ذهـب الناس؟ فيقولون‪ :‬ننتظـر أن يُنادي بنـا‪,‬‬
‫فيج يء إلي هم في صورة‪ ,‬قال‪ :‬فذ كر من ها ما شاء ال‪ ,‬فيك شف ع ما شاء ال أن يك شف‪ ,‬قال‪:‬‬
‫فيخرّون سجدا إل المنافقين‪ ,‬فإنه يصير فقار أصلبهم عظما واحدا مثل صياصي البقر‪ ,‬فيقال‬
‫لهم‪ :‬ارفعوا رؤوسكم إلى نوركم» ثم ذكر قصة فيها طول‪.‬‬
‫‪26837‬ـ حدثنا أبو ُكرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو بكر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا العمش‪ ,‬عن المنهال عن قيس بن‬
‫ن قال‪« :‬إذا كان يوم‬
‫سكن‪ ,‬قال‪ :‬حدّث ع بد ال و هو ع ند ع مر يَوْ مَ يَقُو مُ النّا سُ ِلرَ بّ العَالمِي َ‬
‫ب العالم ين أربع ين عا ما‪ ,‬شاخ صة أب صارهم إلى ال سماء‪,‬‬
‫القيا مة قال‪ :‬يقوم الناس ب ين يدي ر ّ‬
‫حُفاة عُراة‪ ,‬يلجم هم العرق‪ ,‬ول يكلم هم ب شر أربع ين عا ما‪ ,‬ثم ينادي مناد‪ :‬يا أي ها الناس أل يس‬
‫ل قوم ما تولوا؟‬
‫عدلً من رب كم الذي خلقكـم و صوّركم ورزق كم‪ ,‬ثـم عبدتـم غيره‪ ,‬أن يوّلَى ك ّ‬
‫قالوا‪ :‬نعم؟ قال‪ :‬فيرفع لكل قوم ما كانوا يعبدون من دون ال قال‪ :‬ويمثل لكل قوم‪ ,‬يعني آلهتم‪,‬‬
‫فيتبعونهـا حتـى تقذفهـم فـي النار‪ ,‬فيبقـى المسـلمون والمنافقون‪ ,‬فيقال‪ :‬أل تذهبون فقـد ذهـب‬
‫الناس؟ فيقولون‪ :‬حتـى يأتينـا ربنـا‪ ,‬قال‪ :‬وتعرفونـه؟ فقالوا‪ :‬إن اعترف لنـا‪ ,‬قال‪ :‬فيتجلى فيخرّ‬
‫مـن كان يعبده سـاجدا‪ ,‬قال‪ :‬ويبقـى المنافقون ل يسـتطيعون كأن فـي ظهورهـم السـفافيد‪ .‬قال‪:‬‬
‫فيذهب بهم فيساقون إلى النار‪ ,‬فيقذف بهم‪ ,‬ويدخل هؤلء الجنة‪ ,‬قال‪ :‬فيستقبلون في الجنة بما‬
‫ل رجل منهم في الجنة كذا وكذا‪ ,‬بين كل‬
‫يستقبلون به من الثواب والزواج والحور العين‪ ,‬لك ّ‬
‫ج نة كذا وكذا‪ ,‬ب ين أدنا ها وأقصاها ألف سنة هو يرى أق صاها ك ما يرى أدنا ها قال‪ :‬وي ستقبله‬
‫رجـل حسـن الهيئة إذا نظـر إليـه مُقبلً حسـب أنـه ربـه‪ ,‬فيقول له‪ :‬ل تفعـل إنمـا أنـا عبدك‬
‫و َق ْهرَمانك على ألف قرية قال‪ :‬يقول عمر‪ :‬يا كعب أل تسمع ما يحدّث به عبد ال»؟‪.‬‬
‫جبَلة‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يح يى بن حماد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عوا نة‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا‬
‫‪ 26838‬ـ حدث نا ا بن َ‬
‫سليمان الع مش‪ ,‬عن المنهال ا بن عمرو‪ ,‬عن أ بي عبيدة وق يس بن سكن‪ ,‬قال‪ :‬قال ع بد ال‬
‫و هو يحدّث ع مر‪ ,‬قال‪ :‬وج عل ع مر يقول‪ :‬وي حك يا ك عب‪ ,‬أل ت سمع ما يقول ع بد ال؟ «إذا‬
‫حشر الناس على أرجلهم أربعين عاما شاخصة أبصارهم إلى السماء‪ ,‬ل يكلمهم بشر‪ ,‬والشمس‬
‫على رؤو سهم ح تى يلجم هم العرق‪ ,‬ك ّل برّ من هم وفا جر‪ ,‬ثم ينادي منادٍ من ال سماء‪ :‬يا أي ها‬
‫الناس أليس عدلً من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وصوّركم‪ ,‬ثم توليتم غيره‪ ,‬أن يولي كلّ رجل‬
‫منكم ما تولى؟ فيقولون‪ :‬بلى ثم ينادي مناد من السماء‪ :‬يا أيها الناس‪ ,‬فلتنطلق كلّ أمة إلى ما‬
‫كا نت تع بد‪ ,‬قال‪ :‬ويب سط ل هم ال سراب‪ ,‬قال‪ :‬فيم ثل ل هم ما كانوا يعبدون‪ ,‬قال‪ :‬فينطلقون ح تى‬
‫يلجوا النار‪ ,‬فيقال للمسلمين‪ :‬ما يحبسكم؟ فيقولون‪ :‬هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا‪ ,‬فيقال لهم‪ :‬هل‬
‫تعرفونه إذا رأيتموه؟ فيقولون‪ :‬إن اعترف لنا عرفناه»‪.‬‬
‫‪ 26839‬ـ قال‪ :‬وثني أبو صالح‪ ,‬عن أبي هريرة‪ ,‬عن النبيّ صلى ال عليه وسلم «حتى إن‬
‫أحد هم ليلت فّ فيك شف عن ساق‪ ,‬فيقعون سجودا‪ ,‬قال‪ :‬و ُتدْمَج أ صلب المنافق ين ح تى تكون‬
‫عظما واحدا‪ ,‬كأنها صياصي البقر‪ ,‬قال‪ :‬فيقال لهم‪ :‬ارفعوا رؤوسكم إلى نوركم بقدر أعمالكم‬
‫قال‪ :‬فترفـع طائفـة منهـم رؤوسـهم إلى مثـل الجبال مـن النور‪ ,‬فيمرّون على الصـراط كطرف‬
‫العين‪ ,‬ثم ترفع أخرى رؤوسهم إلى أمثال القصور‪ ,‬فيمرّون على الصراط كمرّ الريح‪ ,‬ثم يرفع‬
‫آخرون بيـن أيديهـم أمثال البيوت‪ ,‬فيمرّون كمرّ الخيـل ثـم يرفـع آخرون إلى نور دون ذلك‪,‬‬
‫فيشدّون شدّا وآخرون دون ذلك يمشون مشيا حتى يبقى آخر الناس رجل على أنملة رجله مثل‬
‫ال سراج‪ ,‬فيخرّ مرّة‪ ,‬ويستقيم أخرى‪ ,‬وتصيبه النار فتش عث منه حتى يخرج‪ ,‬فيقول‪ :‬ما أُعطي‬
‫أحد ما أعطيت‪ ,‬ول يدري مما نجا‪ ,‬غير أني وجدت مسها‪ ,‬وإني وجدت حرّها» وذكر حديثا‬
‫فيه طول اختصرت هذا منه‪.‬‬
‫‪ 26840‬ـ حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن عون‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫خدْريّ‪ ,‬قال‪ :‬قال‬
‫هشام بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا زيد بن أسلم‪ ,‬عن عطاء بن يسار‪ ,‬عن أبي سعيد ال ُ‬
‫ل أمة بما كانت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إذا كان يوم القيامة نادى مناد‪ :‬أل لتلحق ك ّ‬
‫تع بد‪ ,‬فل يب قى أحدّ كان يع بد صنما ول وث نا ول صورة إل ذهبوا ح تى يت ساقطوا في النار‪,‬‬
‫غبّرات أهـل الكتاب ثـم تعرض جهنـم كأنهـا‬
‫ويبقـى مـن كان يعبـد ال وحده مـن برّ وفاجـر‪ ,‬و ُ‬
‫سراب يحطم بعضها بعضا‪ ,‬ثم تدعى اليهود‪ ,‬فيقال لهم‪ :‬ما كنتم تعبدون؟ فيقولون‪ :‬عزَيز ابن‬
‫ال‪ ,‬فيقول‪ :‬كذبتـم مـا اتخـذ ال مـن صـاحبة ول ولد‪ ,‬فماذا تريدون؟ فيقولون‪ :‬أي ربنـا ظمئنـا‬
‫فيقول‪ :‬أفل تردون فيذهبون حتـى يتسـاقطوا فـي النار‪ ,‬ثـم تدعـى النصـارى‪ ,‬فيقال‪ :‬ماذا كنتـم‬
‫تعبدون؟ فيقولون‪ :‬المسـيح ابـن ال‪ ,‬فيقول‪ :‬كذبتـم مـا اتخـذ ال مـن صـاحبة ول ولد‪ ,‬فماذا‬
‫تريدون؟ فيقولون‪ :‬أي ربنـا ظمئنـا اسـقنا‪ ,‬فيقول‪ :‬أفل تردون‪ ,‬فيذهبون فيتسـاقطون فـي النار‪,‬‬
‫فيبقى من كان يعبد ال من برّ وفاجر قال‪ :‬ثم يتبدّى ال لنا في صورة غير صورته التي رأيناه‬
‫فيها أوّل مرّة‪ ,‬فيقول‪ :‬أيها الناس لحقت كلّ أمة بما كانت تعبد‪ ,‬وبقيتم أنتم فل يكلمه يومئذٍ إل‬
‫النبياء‪ ,‬فيقولون‪ :‬فارقنا الناس في الدنيا‪ ,‬ونحن كنا إلى صحبتهم فيها أحوج لحقت كلّ أمة بما‬
‫كانت تعبد‪ ,‬ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد‪ ,‬فيقول‪ :‬أنا ربكم‪ ,‬فيقولون‪ :‬نعوذ بال منك‪ ,‬فيقول‪:‬‬
‫هل بينكم وبين ال آية تعرفونه بها؟ فيقولون نعم‪ ,‬فيكشف عن ساق‪ ,‬فيخرّون سجدا أجمعون‪,‬‬
‫ول يبقى أحد كان سجد في الدنيا سمعة ول رياء ول نفاقا‪ ,‬إل صار ظهره طبقا واحدا‪ ,‬كلما‬
‫أراد أن ي سجد خرّ على قفاه قال‪ :‬ثم يرجع يرفع برّنا ومسيئنا‪ ,‬وقد عاد لنا في صورته التي‬
‫رأيناه فيها أوّل مرّة‪ ,‬فيقول‪ :‬أنا ربكم‪ ,‬فيقولون‪ :‬نعم أنت ربنا ثلث مرّار»‪.‬‬
‫‪ 26841‬ـ حدثني محمد بن عبد ال بن عبد الحكم‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي وسعيد بن الليث‪ ,‬عن الليث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا خالد ا بن يز يد‪ ,‬عن أ بي هلل‪ ,‬عن ز يد بن أ سلم‪ ,‬عن عطاء بن ي سار‪ ,‬عن أ بي‬
‫سعيد الخدري‪ ,‬أن ر سول ال صلى ال عل يه وسلم قال‪« :‬يُنادِي مُنادِيةِ َفيَقُولُ‪ِ :‬ليَ ْلحَ قْ كُل قَوْ مٍ‬
‫َعـ أوْثانِهِم‪,‬‬
‫ْثانـ م َ‬
‫صـلِيبِ ِهمْ‪ ,‬وأصـحَابُ الو ِ‬
‫َعـ َ‬
‫الصـلِيبِ م َ‬
‫ّ‬ ‫َبـ أصـحَابُ‬
‫ُونـ َف َيذْه ُ‬
‫بِمَا كانُوا َي ْع ُبد َ‬
‫غّبرَاتِـ أهْل‬
‫ل آِلهَ ٍة مَعَـ آِل َه ِتهِمـْ‪ ,‬حتـى َيبْقَى مَن ْـ كانَـ َي ْعبُدُ اللّهَـ مِن ْـ َبرْ وَفاجِرٍ وَ ُ‬
‫وأصـحَابُ كُ ّ‬
‫ظرُ َربّنا»‬
‫سرَابٌ» ثم ذكر نحوه‪ ,‬غير أنه قال «فإنّا َن ْنتَ ِ‬
‫ج َهنّ مْ َت ْعرِ ضُ كأنّها َ‬
‫الكِتا بِ‪ ,‬ثُ مّ يُؤْتي ِب َ‬
‫فقال‪ :‬إن كان قاله فيأتِيهم الجبار‪ ,‬ثم حدثنا الحديث نحو حديث المسروقي‪.‬‬
‫‪26842‬ـ حدثنا أبو كُرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن المحاربيّ‪ ,‬عن إسماعيل بن رافع المدنيّ‪,‬‬
‫عن يزيد بن أبي زياد عن رجل من النصار‪ ,‬عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫جعَلَ الّلهُ مَلَكا مِنَ‬
‫حدٍ َ‬
‫ع ْندِ أ َ‬
‫حدٍ ِ‬
‫لَ‬‫ن الظّالِمِ حتى إذَا لَمْ َيبْقَ تَبعةٌ َ‬
‫خذُ اللّ ُه ل ْل َمظْلُومِ مِ َ‬
‫وسلم قال‪« :‬ي ْأ ُ‬
‫ل اللّ هُ مَلَ كا مِ نَ المَل ِئكَ ِة على صُورَةِ عِي سَى‬
‫جعَ َ‬
‫ع َز ْيزٍ‪َ ,‬ف َن ْتبَعُ هُ اليهُودُ‪َ ,‬و َ‬
‫المَل ِئكَةِ على صُورَةِ ُ‬
‫َفتَ ْت َبعُ ُه النّ صَارَى‪ ,‬ثُ مّ نادَى مُنادٍ أسمَعَ الخَلئِ قَ كُّلهُ مْ‪ ,‬فَقالَ‪ :‬أل ِليَ ْلحَ قْ كُلّ قَوْ ٍم بِآَلهَ ِتهِ مْ ومَا كانُوا‬
‫ن َيدَيْه‪ ,‬ثُ مّ‬
‫ن دُو نِ الّل ِه شيْئا إل ُمثّلَ َل ُه آل َهتُ هُ بَي َ‬
‫حدٌ كا نَ َي ْع ُبدُ مِ ْ‬
‫ن ال‪ ,‬فَل َيبْقَى أ َ‬
‫ن مِ نْ دُو ِ‬
‫َي ْعبُدُو َ‬
‫ل ثَناؤُ هُ‪ :‬أيّ ها النّا سُ‬
‫ل المُ ْؤ ِمنُون فِيهِ مُ المُنافِقُون قالَ الّل هُ جَ ّ‬
‫قا َد ْتهُ مْ إلى النّارِ ح تى إذَا لَ مْ َيبْ قَ إ ّ‬
‫ب النّاسُ‪ ,‬ذَهَبَ النّاسُ‪ ,‬ا ْلحَقُوا بِآِل َه ِتكُمْ ومَا ُك ْنتُمْ َت ْع ُبدُو نَ‪َ ,‬فيَقُولُونَ‪ :‬وَاللّ ِه مالَنا إلَ ٌه إلّ اللّ ُه ومَا‬
‫ذَهَ َ‬
‫غ ْيرَه‪ ,‬وَ ُهوَ اللّهُـ َث ّب َتهُمـْ‪ ,‬ثُمّـ يَقُولُ َلهُمُـ الثّا ِنيَ َة ِمثْلَ ذلكـَ‪ :‬ا ْلحَقُوا بآِل َه ِتكُم ْـ ومَا ُك ْنتُم ْـ‬
‫كُنّا َن ْع ُبدُ إلَهـا َ‬
‫ن َر ّبكُمْ مِنْ آ َيةٍ َت ْع ِرفُونَها؟ َفيَقُولُونَ َنعَمْ‪َ ,‬فيَ َتجَلّى‬
‫ن ِمثْلَ ذلكَ‪َ ,‬فيُقالُ‪َ :‬هلْ َب ْي َنكُمْ َوبَي َ‬
‫َت ْعبُدُونَ‪َ ,‬فيَقُولُو َ‬
‫ل مُنافِقٍ على قَفاهُ‪,‬‬
‫سجّدا على ُوجُوهِهمْ َويَقَعُ كُ ّ‬
‫خرّونَ َل ُه ُ‬
‫ظ َمتِ ِه ما َيعْ ِرفُونَهُ أنّه َربّ ُهمْ َفيَ ِ‬
‫عَ‬‫َلهُمْ ِمنْ َ‬
‫جعَلُ الّلهُ أصْل َب ُهمْ َكصَياصِي البَ َقرِ»‪.‬‬
‫و َي ْ‬
‫‪ 26843‬ـ وحدثني أبو زيد عمر بن ش بة‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا الوليد بن مسلم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو سعيد‬
‫روح بن جناح‪ ,‬عن مولى لعمر بن عبد العزيز‪ ,‬عن أبي بردة بن أبي موسى‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫َنـ سـاقٍ قال‪« :‬عـن نور عظيـم‪ ,‬يخرّون له‬
‫َفـ ع ْ‬
‫ْمـ ُي ْكش ُ‬
‫النـبيّ صـلى ال عليـه وسـلم قال‪ :‬يَو َ‬
‫سجدا»‪.‬‬
‫‪ 26844‬ـ حدثني جعفر بن محمد البزْ َورِ يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبيد ال‪ ,‬عن أبي جعفر‪ ,‬عن الربيع‬
‫ن إلى ال سجود و هم‬
‫ع نْ ساقٍ قال‪ :‬يك شف عن الغطاء‪ ,‬قال‪ :‬و ُيدْعَو َ‬
‫في قوله ال يَوْ مَ ُي ْكشَ فُ َ‬
‫سالمون‪.‬‬
‫‪26845‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن المبارك‪ ,‬عن أُسامة بن زيد‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬في قوله‬
‫عنْ ساقٍ قال‪ :‬هو يومُ كربٍ وشدّة‪.‬‬
‫شفُ َ‬
‫يَ ْومَ ُي ْك َ‬
‫ع نْ ساقٍ» بمعنى تكشف القيامة عن‬
‫وذُكر عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك‪« :‬يَوْ مَ َت ْكشِ فُ َ‬
‫شدّة شديدة‪ ,‬والعرب تقول‪ :‬كشَف هذا المرُ عن ساق‪ :‬إذا صار إلى شدّة ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫صرَاحُ‬
‫شرّ ال ّ‬
‫عنْ ساقِها َو َبدَا مِنَ ال ّ‬
‫ت َل ُهمْ َ‬
‫َكشَفَ ْ‬
‫ن يقول‪ :‬ويدعوهم الكشف عن الساق إلى السجود‬
‫ستَطيعُو َ‬
‫سجُودِ فَل يَ ْ‬
‫عوْ نَ إلى ال ّ‬
‫وقوله‪َ :‬و ُيدْ َ‬
‫ل تعالى فل يطيقون ذلك‪.‬‬
‫ن إلى‬
‫عوْ َ‬
‫وقوله‪ :‬خاشِعَ ًة أبْ صَارُ ُهمْ َترْهَ ُقهُ مْ ذِلّةٌ يقول‪ :‬تغشا هم ذلة من عذاب ال َو َقدْ كانُوا ُيدْ َ‬
‫سجُودِ وَهُ مْ ساِلمُونَ يقول‪ :‬و قد كانوا في الدي نا يدعون هم إلى ال سجود له‪ ,‬و هم سالمون‪ ,‬ل‬
‫ال ّ‬
‫يمنعهم من ذلك مانع‪ ,‬ول يحول بينه وبينهم حائل‪ .‬وقد قيل‪ :‬السجود في هذا الموضع‪ :‬الصلة‬
‫المكتوبة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26846‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن إبراهيم التيم يّ‬
‫سجُودِ وَ ُهمْ ساِلمُونَ قال‪ :‬إلى الصلة المكتوبة‪.‬‬
‫َو َقدْ كانُوا ُيدْعَ ْونَ إلى ال ّ‬
‫‪26847‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن أبي سنان‪ ,‬عن سعيد بن جبير‬
‫سمَعُ المناديَ إلى الصلة المكتوبة فل يجيبه‪.‬‬
‫سجُو ِد قال‪َ :‬ي ْ‬
‫َو َقدْ كانُوا ُيدْعَ ْونَ إلى ال ّ‬
‫سجُودِ‬
‫قال‪ :‬ث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن إبراه يم التيم يّ َو َقدْ كانُوا ُيدْعَ ْو نَ إلى ال ّ‬
‫قال‪ :‬الصلة المكتوبة‪.‬‬
‫س َتطِيعُونَ‪ ...‬الَية‪ ,‬قال أهل التأويل ذكر‬
‫سجُودِ فَل يَ ْ‬
‫ن إلى ال ّ‬
‫عوْ َ‬
‫وبنحو الذي قلنا في قوله َو ُيدْ َ‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26848‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫سجُودِ وَهُ مْ ساِلمُون قال‪ :‬هم الكفار كانوا يدعون في الدن يا و هم‬
‫ن إلى ال ّ‬
‫عوْ َ‬
‫قوله‪َ :‬وقَدْ كانُوا ُيدْ َ‬
‫آمنون‪ ,‬فاليوم يدعوهم وهم خائفون‪ ,‬ثم أخبر ال سبحانه أنه حال بين أهل الشرك وبين طاعته‬
‫سمْ َع ومَا كانُوا ُيبْ صِرُونَ وأما‬
‫ستَطيعُون ال ّ‬
‫في الدنيا والَخرة‪ ,‬فأما في الدنيا فإنه قال ما كانُوا ي ْ‬
‫شعَة أ ْبصَارُ ُهمْ‪.‬‬
‫س َتطِيعُونَ خا ِ‬
‫في الَخرة فإنه قال‪ :‬فَل َي ْ‬
‫‪26849‬ــ حدثنـا بشـر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا يزيـد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا سـعيد‪ ,‬عـن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬و ُيدْعَوْنَـ إلى‬
‫ستَطِيعُونَ ذل كم وال يوم القيا مة‪ .‬ذُ كر ل نا أن نبيّ ال صلى ال عل يه و سلم كان‬
‫سجُو ِد فَل يَ ْ‬
‫ال ّ‬
‫ن مُناف قٌ‪,‬‬
‫ن كُلّ ُم ْؤ ِم َنيْ ِ‬
‫جدُ ال ُم ْؤ ِمنُو نَ‪َ ,‬وبَي َ‬
‫سجُودِ‪ ,‬فَيَ سْ ُ‬
‫ن يَوْ َم القِيامَةِ في ال ّ‬
‫يقول‪ُ « :‬ي ْؤذَ نُ ل ْل ُم ْؤمِني َ‬
‫سجُو َد المُ ْؤمِني نَ عََل ْيهِ مْ تَ ْوبِي خا َو ُذلّ وَ صَغارا‪,‬‬
‫جعَلُ الّل هُ ُ‬
‫سجُودِ‪ ,‬و َي ْ‬
‫ع نْ ال ّ‬
‫ظ ْهرُ المُنافِ قِ َ‬
‫َفيَقْ سُو َ‬
‫سرَةً»‪.‬‬
‫حْ‬‫َو َندَامَةً َو َ‬
‫سجُو ِد أي في الدنيا وَ ُهمْ ساِلمُونَ‪ :‬أي في الدنيا‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬و َقدْ كانُوا ُيدْعَ ْونَ إلى ال ّ‬
‫حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬بلغ ني أ نه يُ ْؤذَن‬
‫للمؤمنين يوم القيامة في السجود بين كل مؤمنين منافق‪ ,‬يسجد المؤمنون‪ ,‬ول يستطيع المنافق‬
‫أن ي سجد وأح سبه قال‪ :‬تق سو ظهور هم‪ ,‬ويكون سجود المؤمن ين توبي خا علي هم‪ ,‬قال‪َ :‬و َقدْ كانُوا‬
‫سجُودِ وَهُم سالِمُونَ‪.‬‬
‫ُيدْعَ ْونَ إلى ال ّ‬

‫‪45-44‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫حيْ ثُ لَ‬
‫ج ُهمْ مّ نْ َ‬
‫س َتدْ ِر ُ‬
‫سنَ ْ‬
‫حدِي ثِ َ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪َ {:‬ف َذرْنِي وَمَن ُي َكذّ بُ ِبهَ ـذَا ا ْل َ‬
‫ن َك ْيدِي َمتِينٌ }‪.‬‬
‫ن * وَُأمْلِي َل ُهمْ إِ ّ‬
‫َيعَْلمُو َ‬
‫ل يا محمد أمر هؤلء المكذّبين بالقرآن‬
‫يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬ك ْ‬
‫إليّـ وهذا كقول القائل لَخـر غيره يتوعـد رجلً‪ :‬دعنـي وإياه‪ ,‬وخلّنـي وإياه‪ ,‬بمعنـى‪ :‬أنـه مـن‬
‫حدِيثِ في موضع نصب‪ ,‬لن معنى الكلم‬
‫ن ُيكَذّبُ ِب َهذَا ا ْل َ‬
‫وراء مساءته‪ .‬و «مَن» في قوله‪َ :‬ومَ ْ‬
‫ما ذكرت‪ ,‬و هو نظ ير قول هم‪ :‬لو ُت ِركْ تَ ورأيَك ما أفل حت‪ .‬والعرب تن صب «ورأ يك»‪ ,‬لن‬
‫معنى الكلم‪ :‬لو وكلتك إلى رأيك لم تفلح‪.‬‬
‫حيْثُ ل َيعَْلمُونَ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬سنكيدهم من حيث ل يعلمون‪ ,‬وذلك‬
‫ن َ‬
‫ج ُهمْ مِ ْ‬
‫س َت ْدرِ ِ‬
‫سنَ ْ‬
‫وقوله‪َ :‬‬
‫بأن يمتعهم بمتاع الدنيا حتى يظنوا أنهم متعوا به بخير لهم عند ال‪ ,‬فيتمادوا في طغيانهم‪ ,‬ثم‬
‫يأخذهم بغتة وهم ل يشعرون‪.‬‬
‫ن يقول تعالى ذكره‪ :‬وأن سىء في آجال هم ملوة من الزمان‪,‬‬
‫وقوله‪ :‬وُأمْلِي َلهُ مْ إ نّ َك ْيدِي َمتِي ٌ‬
‫ن َك ْيدِي َمتِي نٌ‬
‫وذلك برهة من الدهر على كفرهم وتمرّدهم على ال لتتكامل حجج ال عليهم إ ّ‬
‫يقول‪ :‬إن كيدي بأهل الكفر قويّ شديد‪.‬‬
‫‪47-46‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ب َفهُمْ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬أَمْ تَسْأَُل ُهمْ َأجْرا َفهُمْ مّن ّم ْغرَمٍ ّمثْقَلُو نَ * أَمْ عِندَهُمُ ا ْل َغيْ ُ‬
‫َي ْك ُتبُونَ }‪.‬‬
‫يقول تعالى ذكره ل نبيه مح مد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬أت سأل يا مح مد هؤلء المشرك ين بال‬
‫ن َمغْرَ مٍ ُمثْقَلُون‬
‫على ما أتيت هم به من الن صيحة‪ ,‬ودعوت هم إليه من الح قّ‪ ,‬ثوا با وجزاء َفهُ مْ ِم ْ‬
‫يعني من غرم ذلك الجر مثقلون‪ ,‬قد أثقلهم القيام بأدائه‪ ,‬فتحاموا لذلك قبول نصيحتك‪ ,‬وتجنبوا‬
‫لعظم ما أصابهن من ثقل الغرم الذي سألتهم على ذلك الدخول في الذي دعوتهم إليه من الدين‪.‬‬
‫ع ْندَهُ مُ ال َغيْ بُ َفهُ مْ ي ْك ُتبُو نَ يقول‪ :‬أعندهم اللوح المحفوظ الذي فيه نبأ ما هو كائن‪,‬‬
‫وقوله‪ :‬أ مْ ِ‬
‫فهم يكتبون منه ما فيه‪ ,‬ويجادلونك به‪ ,‬ويزعمون أنهم على كفرهم بربهم أفضل منزلة عند ال‬
‫من أهل اليمان به‪.‬‬

‫‪49-48‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل تَكُن كَ صَاحِبِ ا ْلحُو تِ ِإ ْذ نَادَىَ وَهُوَ‬
‫حكْ مِ َربّ كَ َو َ‬
‫صبِرْ ِل ُ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬فَا ْ‬
‫َمكْظُو ٌم * ّل ْولَ أَن َتدَا َركَهُ ِن ْعمَ ٌة مّن ّربّهِ َل ُن ِبذَ بِا ْل َعرَآءِ وَهُ َو َم ْذمُومٌ }‪.‬‬
‫يقول تعالى ذكره ل نبيه مح مد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬فا صبر يا مح مد لقضاء ر بك وحك مه‬
‫ف يك‪ ,‬و في هؤلء المشرك ين ب ما أتيت هم به من هذا القرآن‪ ,‬وهذا الد ين‪ ,‬وا مض ل ما أمرك به‬
‫ربك‪ ,‬ول يثنيك عن تبليغ ما أمرت بتبليغه تكذيبهم إياك وأذاهم لك‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَل َتكُ نْ كَ صَاحِبِ ا ْلحُو تِ الذي حبسه في بطنه‪ ,‬وهو يونس بن َمتّى صلى ال عليه‬
‫و سلم فيعاق بك ر بك على تر كك تبل يغ ذلك‪ ,‬ك ما عاق به فحب سه في بط نه‪ .‬إ ْذ نادَى وَه َو َم ْكظُو مٌ‬
‫يقول‪ :‬إذ نادى وهو مغموم‪ ,‬قد أثقله الغمّ وكظمه‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 26850‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫قوله‪ :‬إذْ نادَى وَهُ َو َمكْظُومٌ يقول‪ :‬مغموم‪.‬‬
‫‪26851‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قوله‪َ :‬م ْكظُومٌ‬
‫قال‪ :‬مغموم‪.‬‬
‫ن كَصَاحِبِ ا ْلحُوتِ‪ :‬ل تكن مثله في ال َعجَلة والغضب‪ .‬ذكر‬
‫وكان قتادة يقول في قوله‪ :‬وَل َتكُ ْ‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫حكْمِ َربّكَ وَل َت ُكنْ‬
‫ص ِبرْ ِل ُ‬
‫‪26852‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة فا ْ‬
‫عجِل‪ ,‬ول تغضب كما غضب‪.‬‬
‫ت إذْ نادَى وَ ُهوَ َم ْكظُومٌ يقول‪ :‬ل تعجل كما َ‬
‫َكصْاحِبِ ا ْلحُو ِ‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫ن َتدَا َركَ ُه ِن ْعمَةٌ ِم نْ َربّ هِ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬لول أن تدارك صاحب الحوت نع مة‬
‫وقوله‪ :‬لَوْل أ ْ‬
‫من ربه‪ ,‬فرحمه بها‪ ,‬وتاب عليه من مغاضبته ربه َل ُن ِبذَ بال َعرَاءِ وهو الفضاء من الرض‪ :‬ومنه‬
‫جعْدة‪:‬‬
‫قول بن َ‬
‫َورَ َفعْتُ ِرجْلً ل أخافُ عِثارَها َو َن َبذْتُ بالبََلدِ ال َعرَاءِ ثِيابِي‬
‫وَ ُهوَ َم ْذمُو ٌم اختلف أهل التأويل في معنى قوله‪ :‬وَ ُهوَ َم ْذمُو مٌ فقال بعضهم‪ :‬معناه وهو مُلِيم‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26853‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في‬
‫قوله‪ :‬وَهُ َو َم ْذمُومٌ يقول‪ :‬وهو مليم‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬وهو مذنب ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26854‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المعتمر‪ ,‬عن أبيه عن بكر وَهُ َو َم ْذمُو ٌم قال‪ :‬هو‬
‫مذنب‪.‬‬

‫‪52-50‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن * وَإِن َيكَادُ اّلذِي نَ كَ َفرُواْ‬
‫ن ال صّالِحِي َ‬
‫جعَلَ ُه مِ َ‬
‫ج َتبَا هُ َربّ ُه فَ َ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬فَا ْ‬
‫ل ِذكْرٌ لّ ْلعَاَلمِينَ }‪.‬‬
‫ن * َومَا ُهوَ ِإ ّ‬
‫جنُو ٌ‬
‫ن ِإنّ ُه َل َم ْ‬
‫س ِمعُواْ ال ّذ ْكرَ َويَقُولُو َ‬
‫َل ُيزْلِقُو َنكَ ِبَأ ْبصَارِ ِهمْ َلمّا َ‬
‫جعَلَ ُه م نَ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬فاج تبى صاحبَ الحوت ربّه‪ ,‬يع ني ا صطفاه واختاره لنبوّ ته َف َ‬
‫ن يعني من المرسلين العاملين بما أمرهم به ربهم‪ ,‬المنتهين عما نهاهم عنه‪.‬‬
‫الصّالِحِي َ‬
‫ن كَ َفرُوا َل ُيزْلِقُونَ كَ بأبْ صَارِهِمْ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬وإن يكاد الذ ين كفروا يا‬
‫وقوله‪ :‬وَإ نْ يَكادُ اّلذِي َ‬
‫مح مد َينْفُذو نك بأب صارهم من شدة عداوت هم لك ويزيلو نك فيرموا بك ع ند نظر هم إل يك غي ظا‬
‫عنِ يَ بذلك‪ :‬وإن يكان الذ ين كفروا م ما عانوك بأب صارهم ليرمون بك يا‬
‫عل يك‪ .‬و قد ق يل‪ :‬إ نه ُ‬
‫مح مد‪ ,‬وي صرعونك‪ ,‬كما تقول العرب‪ :‬كاد فلن ي صرعني بشدّة نظره إل يّ قالوا‪ :‬وإنما كا نت‬
‫قر يش عانوا لمجنون‪ ,‬فقال ال ل نبيه ع ند ذلك‪ :‬وإن يكاد الذ ين كفروا ليرمو نك بأب صارهم لَمّا‬
‫جنُو نٌ‪ .‬وبنحو الذي قلنا في معنى َل ُيزْلِقُونَ كَ قال أهل التأويل‪ .‬ذكر‬
‫س ِمعُوا ال ّذ ْكرَ َويَقُولُو نَ إّن هُ ل َم ْ‬
‫َ‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫‪26855‬ـ حدثنا أبو ُكرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن عيينة‪ ,‬عن عمرو‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في‬
‫س ِمعُوا ال ّذكْرَ يقول‪َ :‬ينْفُذو نك بأب صارهم‬
‫ن كَ َفرُوا َل ُيزْلِقُونَك بأبْ صَارِهِم لَمّا َ‬
‫قوله‪ :‬وَإ نْ يكادُ اّلذِي َ‬
‫من شدّة النظر‪ ,‬يقول ابن عباس‪ :‬يقال للسهم‪ :‬زَهَق السهم أو زلق‪.‬‬
‫حدث ني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ث ني معاو ية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قوله‪:‬‬
‫َل ُيزْلِقونَك بأ ْبصَارِ ِهمْ يقول‪َ :‬ل َينْفُذونك بأبصارهم‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫ك بأبْصَارِ ِهمْ يقول‪ :‬ليزهقونك بأبصارهم‪.‬‬
‫ن يكادُ اّلذِينَ كَ َفرُوا َل ُيزْلِقُو َن َ‬
‫عباس‪ ,‬قوله وَإ ْ‬
‫‪26856‬ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا معاوية‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬عن‬
‫ن كَ َفرُوا َل ُيزْهِقُو َنكَ»‪.‬‬
‫ن يَكادُ اّلذِي َ‬
‫عبد ال أنه كان يقرأ‪« :‬وَإ ْ‬
‫‪26857‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنـا الحسـن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا ورقاء‪ ,‬جميعـا عـن ابـن أبـي نجيـح‪ ,‬عـن مجاهـد‪ ,‬فـي قوله‪:‬‬
‫َل ُيزْلِقُو َنكَ قال‪ :‬لينفذونك بأبصارهم‪.‬‬
‫‪26858‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة في قوله‪َ :‬ل ُيزْلِقُو َنكَ‬
‫صرَعونك‪.‬‬
‫بأبْصَارِهِمْ قال‪ :‬ليزهقونك‪ ,‬وقال الكلبي لي ْ‬
‫ن كَ َفرُوا َل ُيزْلِقونَ كَ‬
‫ن يَكادُ اّلذِي َ‬
‫حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَإ ْ‬
‫بأبْصَارِهِمْ لينفذونك بأبصارهم معاداة لكتاب ال‪ ,‬ولذكر ال‪.‬‬
‫‪ 26859‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫ن كَ َفرُوا َل ُيزْلِقُو َنكَ بأ ْبصَارِهمْ يقول‪َ :‬ينْفذونك بأبصارهم من العداوة‬
‫ن يَكادُ اّلذِي َ‬
‫يقول في قوله‪ :‬وَإ ْ‬
‫والبغضاء‪.‬‬
‫واختلفت القرّاء في قراءة قوله َل ُيزْلِقُونَ كَ فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة «َل َيزْلِقُونَ كَ» بفتح الياء‬
‫من زلقته أزلقه زَلْقا‪ .‬وقرأته عامة قرّاء الكوفة والبصرة َل ُيزْلِقُو َنكَ بضم الياء من أزلقه ُيزْلِقه‪.‬‬
‫والصـواب مـن القول فـي ذلك عنـد أنهمـا قراءتان معروفتان‪ ,‬ولغتان مشهورتان فـي العرب‬
‫متقاربتـا المعنـى والعرب تقول للذي يحلِق الرأس‪ :‬قـد أزلقـه وزلقـه‪ ,‬فبأيتهمـا قرأ القارىء‬
‫فمصيب‪.‬‬
‫جنُو نٌ يقول تعالى‬
‫س ِمعُوا ال ّذ ْكرَ يقول‪ :‬ل ما سمعوا كتاب ال يتلى َويَقُولُو نَ إّن هُ َل َم ْ‬
‫وقوله لمَا َ‬
‫ذكره‪ :‬يقول هؤلء المشركون الذين وصف صفتهم إن محمدا لمجنون‪ ,‬وهذا الذي جاءنا به من‬
‫ل ذكْرٌ ل ْلعَالمِينَـ ومـا محمـد إل ذِكـر ذَكّر ال بـه‬
‫الهذيان الذي َي ْهذِي بـه فـي جنو نه وَمـا ُهوَ إ ّ‬
‫العالَمينِ الثقلين الجنّ والنس‪.‬‬

‫سورة الحاقة‬
‫سورة الحاقة مكية‬
‫وآياتها ثنتان وخمسون‬
‫بسم ال الرحمَن الرحيـم‬

‫‪4-1‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫القول ف ـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬ا ْلحَاقّ ُة * مَا ا ْلحَآقّ ُة * وَمَآ َأ ْدرَا كَ مَا ا ْلحَاقّةُ * َك ّذبَ تْ َثمُودُ‬
‫َوعَادٌ بِالْقَارِعَةِ }‪.‬‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬ال ساعة الْحاقّ ُة ال تي تح قّ في ها المور‪ ,‬وي جب في ها الجزاء على العمال‬
‫ما الْحاقّةُ يقول‪ :‬أ يّ شيء الساعة الحاقة‪ .‬وذُكر عن العرب أنها تقول‪ :‬لما عرف الحاقة متى‬
‫والحقة متى‪ ,‬وبالكسر بمعنى واحد في اللغات الثلث‪ ,‬وتقول‪ :‬وقد ح قّ عليه الشيء إذا وجب‪,‬‬
‫فهو يح قّ حقوقا‪ .‬والحاقة الولى مرفوعة بالثانية‪ ,‬لن الثانية بمنزلة الكناية عنها‪ ,‬كأنه عجب‬
‫منها‪ ,‬فقال‪ :‬الحاقة‪ :‬ما هي كما يقال‪ :‬زيد ما زيد‪ .‬والحاقة الثانية مرفوعة بما‪ ,‬وما بمعنى أي‪,‬‬
‫عةُ ما‬
‫و ما ر فع بالحا قة الثان ية‪ ,‬ومثله في القرآن وأ صحَابُ ال َيمِ ين ما أ صحَابُ ال َيمِي نِ و القارِ َ‬
‫القارِعَ ُة فما في موضع رفع بالقارعة الثانية والولى بجملة الكلم بعدها‪ .‬وبنحو الذي قلنا في‬
‫قوله‪ :‬الْحاقّةُ قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪26860‬ـ حدثني عليّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عليّ‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في‬
‫قوله الْحاقّ ُة قال‪ :‬من أسماء يوم القيامة‪ ,‬عظمه ال‪ ,‬وحذّره عباده‪.‬‬
‫‪ 26861‬ـ حدث نا أ بو كُرَ يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن يمان‪ ,‬عن شر يك‪ ,‬عن جابر‪ ,‬عن عكرِ مة قال‪:‬‬
‫الْحاقّ ُة القيامة‪.‬‬
‫‪26862‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا بزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬الْحاقّ ُة يعني الساعة‬
‫أحقت لكل عامل عمله‪.‬‬
‫حدث ني ا بن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة الْحاقّ ُة قال‪ :‬أح قت لكلّ‬
‫قوم أعمالهم‪.‬‬
‫‪ 26863‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله‪ :‬الْحاقّةُ يعني القيامة‪.‬‬
‫‪ 26864‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬الْحاقّ ُة ما الْحاقّةُ‬
‫و القَارع ُة ما القار عة و الواقعةُ و الطّامّة و ال صّاخّة قال‪ :‬هذا كله يوم القيا مة ال ساعة‪ ,‬وقرأ‬
‫قول ال‪َ :‬ليْ سَ ِل َو ْق َعتِها كا ِذبَ ٌة خا ِفضَةٌ رَا ِفعَةٌ والخافضة من هؤلء أيضا خفضت أهل النار‪ ,‬ول‬
‫ل ول أخرى ورف عت أ هل الج نة‪ ,‬ول نعلم أحدا أشرف‬
‫نعلم أحدا أخ فض من أ هل النار‪ ,‬ول أذ ّ‬
‫من أهل الجنة ول أكرم‪ .‬وقوله‪ :‬وَما أدْرَا كَ ما الْحاقّ ُة يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى ال‬
‫ي شيء أدراك وعرّفك أيّ شيء الحاقة‪.‬‬
‫عليه وسلم‪ :‬وأ ّ‬

‫‪26865‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان قال‪ :‬ما في القرآن «وما يدريك» فلم‬
‫يخبره‪ ,‬وما كان «وما أرداك»‪ ,‬فقد أخبره‪.‬‬
‫‪26866‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَما أ ْدرَاكَ ما الْحاقّةُ‬
‫تعظيما ليوم القيامة كما تسمعون‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬ك ّذبَ تْ َثمُودُ وعادٌ بالقارِعَ ِة يقول تعالى ذكره‪ :‬كذّ بت ثمود قوم صالح‪ ,‬وعاد قوم هود‬
‫بالساعة التي تقرع قلوب العباد فيها بهجومها عليهم‪ .‬والقارعة أيضا‪ :‬اسم من أسماء القيامة‪.‬‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26867‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬ك ّذبَ تْ َثمُودُ وَعادٌ‬
‫بالقارِعَ ِة أي بالساعة‪.‬‬
‫‪ 26868‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫عةِ قال‪ :‬القارعة‪ :‬يوم القيامة‪.‬‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪َ :‬ك ّذبَتْ َثمُودُ وعادٌ بالقارِ َ‬

‫‪8-5‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ـ‬
‫غ َيةِ * وَأَمَـا عَادٌ َفأُهِْلكُواْ ِبرِيح ٍ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪َ {:‬فأَمّـا َثمُودُ َفأُهِْلكُو ْا بِالطّا ِ‬
‫عىَ َكَأ ّنهُمْ‬
‫صرْ َ‬
‫سبْعَ َليَالٍ َو َثمَانِيَ َة َأيّامٍ حُسُوما َف َترَى ا ْلقَوْمَ فِيهَا َ‬
‫خرَهَا عََل ْيهِمْ َ‬
‫سّ‬‫صَ ْرصَرٍ عَا ِتيَةٍ * َ‬
‫عجَازُ َنخْلٍ خَا ِو َيةٍ * َفهَلْ َت َرىَ َلهُم مّن بَا ِقيَةٍ }‪.‬‬
‫أَ ْ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬فأمّا َثمُودُ قوم صالح‪ ,‬فأهلكهم ال بالطاغية‪.‬‬
‫واختلف في معنى الطاغية التي أهلك ال بها ثمود أهل التأويل‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬هي طغيانهم‬
‫وكفرهم بال‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪26869‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قول ال عزّ‬
‫غيَ ِة قال‪ :‬بالذنوب‪.‬‬
‫وجلّ‪ :‬فأُهِْلكُوا بالطّا ِ‬
‫‪26870‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬فأمّا ثمُو ُد فأُهْلِكُوا‬
‫طغْوَا ها وقال‪ :‬هذه الطاغ ية طغيان هم وكفر هم بآيات ال‪.‬‬
‫ت َثمُودُ ب َ‬
‫غ َيةِ فقرأ قول ال‪َ :‬ك ّذبَ ْ‬
‫بالطّا ِ‬
‫الطاغية طغيانهم الذي طغوا في معاصي ال وخلف كتاب ال‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بـل معنـى ذلك‪ :‬فأهلكوا بالصـيحة التـي قـد جاوزت مقاديـر الصـياح وطغـت‬
‫عليها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26871‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬فَأمّا َثمُودُ فأُهِْلكُوا‬
‫غ َيةِ بعث ال عليهم صيحة فأهمدتهم‪.‬‬
‫بالطّا ِ‬
‫غ َيةِ قال‪ :‬أرسل ال‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة بالطّا ِ‬
‫عليهم صيحة واحدة فأهمدتهم‪.‬‬
‫وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال‪ :‬معنى ذلك‪ :‬فأُهلكوا بالصيحة الطاغية‪.‬‬
‫وإن ما قل نا ذلك أولى بال صواب‪ ,‬لن ال إن ما أ خبر عن ثمود بالمع نى الذي أهلك ها به‪ ,‬ك ما‬
‫صرٍ عا ِتيَةٍ ولو كان ال خبر‬
‫صرْ َ‬
‫ح َ‬
‫أ خبر عن عاد بالذي أهلك ها به‪ ,‬فقال‪ :‬وأمّا عا ٌد فأُهِْلكُوا ِبرِي ٍ‬
‫عن ثمود بالسبب الذي أهلكها من أجله‪ ,‬كان الخبر أيضا عن عاد كذلك‪ ,‬إذ كان ذلك في سياق‬
‫واحد‪ ,‬وفي إتباعه ذلك بخبره عن عاد بأن هلكها كان بالريح الدليل الواضح على أن إخباره‬
‫عن ثمود إنما هو ما بينت‪.‬‬
‫ح صَ ْرصَرٍ عا ِتيَةٍ يقول تعالى ذكره‪ :‬وأما عاد قوم هود فأهلكهم‬
‫وقوله‪ :‬وأمّا عادٌ فأُهِْلكُوا ِبرِي ٍ‬
‫ال بريح صرصر‪ ,‬وهي الشديدة العصوف مع شدّة بردها عا َتيَةٍ يقول‪ :‬عتت على خزانها في‬
‫الهبوب‪ ,‬فتجاوزت فـي الشدّة والعصـوف مقدارهـا المعروف فـي الهبوب والبرد‪ .‬وبنحـو الذي‬
‫قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26872‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه عن‬
‫ص ْرصَرٍ عا ِت َيةٍ يقول‪ :‬بريح مهلكة باردة‪ ,‬عتت عليهم‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬وأمّا عادٌ فأُهَْلكُوا َبرِيحٍ َ‬
‫بغير رحمة ول بركة‪ ,‬دائمة ل تَ ْفتُر‪.‬‬
‫‪ 26873‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة وأمّا عادٌ فأُهِْلكُوا بِرِي حٍ‬
‫صَ ْرصَرٍ عا ِتيَةٍ والصرصر الباردة عتت عليهم حتى نقبت عن أفئدتهم‪.‬‬
‫‪ 26874‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن موسى بن المسيب‪ ,‬عن شهر‬
‫بن حوشب‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال ما أرسل ال من ريح ق طّ إل بمكيال ول أنزل قطرة ق طّ إل‬
‫بمثقال‪ ,‬إل يوم نوح ويوم عاد‪ ,‬فإن الماء يوم نوح طغى على خزانه‪ ,‬فلم يكن لهم عليه سبيل‪,‬‬
‫حمَلْناكُمْ في الجا ِريَةِ وإن الريح عتت على خزّانها فلم يكن لهم عليها‬
‫طغَى الماءُ َ‬
‫ثم قرأ‪ :‬إنّا َلمّا َ‬
‫صرٍ عا ِتيَةٍ‪.‬‬
‫صرْ َ‬
‫سبيل‪ ,‬ثم قرأ‪ِ :‬برِيحٍ َ‬
‫‪26875‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو سنان‪ ,‬عن غير واحد‪ ,‬عن عليّ‬
‫بن أ بي طالب كرّم ال وج هه‪ ,‬قال‪« :‬لم تنزل قطرة من ماء إل بك يل على يدي مَلك فل ما كان‬
‫خزّان‪ ,‬فط غى الماء على الجبال فخرج‪ ,‬فذلك قول ال‪ :‬إنّا لَمّا طَغَى‬
‫يوم نوح أذن للماء دون ال ُ‬
‫حمَلْناكُ مْ فِي الجا ِريَ ِة ولم ينزل من الريح شيء إل بكيل على يدي مَلك إلّ يوم عاد‪ ,‬فإنه‬
‫الماءُ َ‬
‫صرٍ عا ِتيَ ٍة عتت على الخزّان»‪.‬‬
‫صرْ َ‬
‫أذن لها دون الخزّان‪ ,‬فخرجت‪ ,‬وذلك قول ال‪ِ :‬برِيحٍ َ‬
‫صرٍ‬
‫صرْ َ‬
‫‪ 26876‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ِ :‬برِي حٍ َ‬
‫عا ِتيَ ٍة قال‪ :‬الصرصر‪ :‬الشديدة‪ ,‬والعاتية‪ :‬القاهرة التي عتت عليهم فقهرتهم‪.‬‬
‫‪26877‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫صرٍ‬
‫صرْ َ‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪َ :‬‬
‫قال‪ :‬شديدة‪.‬‬
‫‪ 26878‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫صرٍ يعني‪ :‬باردة عاتية‪ ,‬عتت عليهم بل رحمة ول بركة‪.‬‬
‫صرْ َ‬
‫يقول في قوله‪ِ :‬برِيحٍ َ‬
‫سبْعَ لَيالٍ وَثما ِنيَةَ أيّامٍ حُسُوما يقول تعالى ذكره‪ :‬سخر تلك الرياح على‬
‫خرَها عََل ْيهِمْ َ‬
‫سّ‬‫وقوله‪َ :‬‬
‫عاد سبع ليال وثمانية أيام حسوما فقال بعضهم‪ :‬عُنى بذلك تباعا‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26879‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫حسُوما يقول‪ :‬تباعا‪.‬‬
‫قوله‪ :‬وثما ِنيَ َة أيّامٍ ُ‬
‫‪26880‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬حُ سُوما‬
‫قال‪ :‬متتابعة‪.‬‬
‫‪ 26881‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال حكام‪ ,‬عن عمرو‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬عن أبي معمر‪,‬‬
‫حسُوما قال‪ :‬متتابعة‪.‬‬
‫عن ابن مسعود َوثَما ِنيَ َة أيّامِ ُ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬عن أبي معمر‪ ,‬عن عبد ال‬
‫بن مسعود مثل حديث محمد بن عمرو‪.‬‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬عن‬
‫حسُوما قال‪ :‬تباعا‪.‬‬
‫أبي معمر‪ ,‬عن عبد ال ُ‬
‫‪ 26882‬ـ قال‪ :‬ث نا يح يى بن سعيد القطان‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن سماك بن حرب‪ ,‬عن‬
‫حسُوما قال‪ :‬تباعا‪.‬‬
‫عكرِمة‪ ,‬في قوله‪ُ :‬‬
‫حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن سماك بن حرب‪ ,‬عن‬
‫حسُوما قال‪ :‬متتابعة‪.‬‬
‫عكرِمة أنه قال في هذه الَية َوثَما ِنيَةَ أيّامٍ ُ‬
‫‪26883‬ـ حدثنا نصر بن عليّ‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا خالد بن قيس‪ ,‬عن قتادة وَثما ِنيَ َة أيّامٍ‬
‫حسُوما قال‪ :‬متتابعة ليس لها فترة‪.‬‬
‫ُ‬
‫حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله وَثما ِنيَ َة أيّا مٍ حُ سُوما قال‪:‬‬
‫متتابعة ليس فيه تفتير‪.‬‬
‫حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله حُ سُوما قال‪:‬‬
‫دائمات‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬عن أبي معمر عبد ال بن‬
‫حسُوما قال‪ :‬متتابعة‪.‬‬
‫خبَرَةَ‪ ,‬عن ابن مسعود أيّامٍ ُ‬
‫سْ‬‫َ‬
‫حسُوما قال‪ :‬تباعا‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان قال‪ :‬قال مجاهد‪ :‬أيّامٍ ُ‬
‫‪ 26884‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان أيّا مٍ حُ سُوما قال‪ :‬متتاب عة‪ ,‬و أيام‬
‫نحسات قال‪ :‬مشائيم‪.‬‬
‫ل شيـء‪ ,‬فل تبقـى مـن عاد أحدا‪,‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬عنـى بقوله‪ :‬حُسـُوما الريـح‪ ,‬وأنهـا تحسـم ك ّ‬
‫وجعل هذه الحسوم من صفة الريح‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26885‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد في قوله‪ :‬وثَمانِيَة حُ سُوما‬
‫قال‪ :‬حسمتهم لم تُبق منهم أحدا‪ ,‬قال‪ :‬ذلك الحسوم مثل الذي يقول‪ :‬احسم هذا المر قال‪ :‬وكان‬
‫فيهم ثمانية لهم خلق يذهب بهم في كل مذهب قال‪ :‬قال موسى بن عقبة‪ :‬فلما جاءهم العذاب‬
‫قالوا‪ :‬قوموا بنا نردّ هذا العذاب عن قومنا قال‪ :‬فقاموا وصفوا في الوادي‪ ,‬فأوحى ال إلى ملك‬
‫سبْعَ لَيالٍ وَثما ِنيَ َة أيّا مٍ حُ سُوما‬
‫سخّرَها عََل ْيهِ مْ َ‬
‫الريح أن يقلع منهم كل يوم واحدا‪ ,‬وقرأ قول ال‪َ :‬‬
‫حتى بلغ‪ :‬نخل خاوية قال‪ :‬فإن كانت الريح لتمرّ بالظعينة فتستدبرها وحمولتها‪ ,‬ثم تذهب بهم‬
‫ستَ ْقبِلَ أ ْو ِد َي ِتهِ مْ َهذَا‬
‫في ال سماء‪ ,‬ثم تكب هم على الرؤوس‪ ,‬وقرأ قول ال‪ :‬فَلَمّا رأَوْ ُه عارِ ضا مُ ْ‬
‫شيْ ٍء بأمْرِ َربّها قال‪:‬‬
‫طرُنا قال‪ :‬وكان أمسك عنهم المطر‪ ,‬فقرأ حتى بلغ‪ُ :‬ت َد ّمرُ كُلّ َ‬
‫عارِ ضٌ ُم ْم ِ‬
‫وما كانت الريح تقلع من أولئك الثمانية كلّ يوم إل واحدا قال‪ :‬فلما عذّب ال قوم عاد‪ ,‬أبقى ال‬
‫واحدا ينذر الناس‪ ,‬قال‪ :‬فكانت امرأة قد رأت قومها‪ ,‬فقالوا لها‪ :‬أنت أيضا‪ ,‬قالت‪ :‬تنحيت على‬
‫الجبل قال‪ :‬وقد قيل لها ب عد‪ :‬أنت قد سلمت وقد رأ يت‪ ,‬فكيف ل رأ يت عذاب ال؟ قالت‪ :‬ما‬
‫أدرى غير أن َأسَْلمَ ليلةٍ‪ :‬ليلة ل ريح‪.‬‬
‫وأولى القول ين في ذلك عندي بال صواب قول من قال‪ :‬عُنِي بقوله حُ سُوما متتاب عة‪ ,‬لجماع‬
‫الح جة من أ هل التأو يل على ذلك‪ .‬وكان ب عض أ هل العرب ية يقول‪ :‬الح سوم‪ :‬التباع‪ ,‬إذا تتا بع‬
‫الشيء فلم ينقطع أوّله عن آخره قيل فيه حسوم قال‪ :‬وإنما أخذوا وال أعلم من حسم الداء‪ :‬إذا‬
‫كوى صاحبه‪ ,‬لنه لحم يكوى بالمكواة‪ ,‬ثم يتابع عليه‪.‬‬
‫صـرْعَى يقول‪ :‬فترى يـا محمـد قوم عاد فـي تلك السـبع الليالي‬
‫ْمـ فِيهـا َ‬
‫وقوله‪َ :‬فتَرى ال َقو َ‬
‫والثمانية اليام الحسوم صرعى قد هلكوا كأ ّنهُمْ أعْجازُ َنخْلٍ خا ِويَةٍ يقول‪ :‬كأنهم أصول نخل قد‬
‫خوت‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 26886‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة كأ ّنهُ مْ أعْجازُ نخْلٍ خا ِويَةٍ‪:‬‬
‫وهي أصول النخل‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬فهَلْ َترَى َلهُ ْم مِ نْ با ِقيَة يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬فهل ترى‬
‫يا مح مد لعاد قوم هود من بقاء‪ .‬وق يل‪ :‬عُنِي بذلك‪ :‬ف هل ترى من هم باق يا‪ .‬وكان ب عض أ هل‬
‫المعرفة بكلم العرب من البصريين يقول‪ :‬معنى ذلك‪ :‬فهل ترى لهم من بقية‪ ,‬ويقول‪ :‬مجازها‬
‫مجاز الطاغية مصدر‪.‬‬

‫‪12-9‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫َصـوْاْ‬
‫طئَةِ * َفع َ‬
‫َاتـ بِا ْلخَا ِ‬
‫َهـ وَا ْلمُ ْؤتَ ِفك ُ‬
‫ْنـ وَمَن َقبْل ُ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪َ {:‬وجَآءَ ِفرْعَو ُ‬
‫جعَلَهَا َلكُ مْ‬
‫حمَ ْلنَاكُ ْم فِي ا ْلجَا ِريَ ِة * ِل َن ْ‬
‫خذَةً رّا ِبيَ ًة * إِنّا لَمّا طَغَا ا ْلمَآءُ َ‬
‫خذَهُ مْ َأ ْ‬
‫رَ سُولَ َر ّبهِ مْ فََأ َ‬
‫عيَةٌ }‪.‬‬
‫َت ْذكِرَةً َو َت ِع َيهَآ ُأذُنٌ وَا ِ‬
‫ن م صر‪ .‬واختل فت القرّاء في قراءة قوله‪َ :‬ومَ نْ َقبْلَ ُه فقرأ ته‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وَجاءَ ِفرْعَوْ ُ‬
‫عا مة قرّاء المدي نة والكو فة وم كة خل الك سائيّ‪َ :‬ومَ نْ َقبْلَ هُ بف تح القاف و سكون الباء‪ ,‬بمع نى‪:‬‬
‫وجاء من قبل فرعون من المم المكذبة بآيات ال كقوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط بالخطيئة‪.‬‬
‫ن ِقبَلِ هِ» بك سر القاف وف تح الباء‪ ,‬بمع نى‪ :‬وجاء‬
‫وقرأ ذلك عا مة قرّاء الب صرة والك سائي‪َ « :‬ومَ ْ‬
‫مع فرعون من أهل بلده مصر من القبط‪.‬‬
‫والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى‪ ,‬فبأيتهما قرأ‬
‫طئَةِ يقول‪ :‬والقرى التي ائتفكت بأهلها فصار عاليها‬
‫ت بالخا ِ‬
‫القارىء فمصيب‪ .‬وقوله وَال ُم ْؤتَفِكا ُ‬
‫سافلها بالخاطِئ ِة يعني بالخطيئة‪ .‬وكانت خطيئتها‪ :‬إتيانها الذكران في أدبارهم‪ .‬وبنحو الذي قلنا‬
‫ت قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫في معنى قوله وَالمُ ْؤتَفِكا ُ‬
‫عوْ نُ َو َم نْ‬
‫‪ 26887‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَجا َء فِرْ َ‬
‫ن َومَنْ َم َعهُ»‪.‬‬
‫َقبْلَهُ وَالمُ ْؤتَفِكاتُ قرية لوط‪ .‬وفي بعض القراءة‪« :‬وَجاءَ ِفرْعَوْ ُ‬
‫‪ 26888‬ـ حدث ني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ا بن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَجاءَ ِفرْعَ ْو نُ‬
‫طئَ ِة قال‪ :‬المؤتفكات‪ :‬قوم لوط‪ ,‬ومدينتهـم وزرعهـم‪ ,‬وفـي قوله‪:‬‬
‫ِكاتـ بالخا ِ‬
‫َهـ وَالمُ ْؤتَف ُ‬
‫َنـ َقبْل ُ‬
‫َوم ْ‬
‫وَال ُم ْؤتَ ِفكَ َة أهْوَى قال‪ :‬أهوا ها من ال سماء‪ :‬ر مى ب ها من ال سماء أو حى ال إلى جبر يل عل يه‬
‫السلم‪ ,‬فاقتلعها من الرض‪ ,‬ربضها ومدينتها‪ ,‬ثم هوى بها إلى السماء ثم قلبهم إلى الرض‪,‬‬
‫سجّيل َم ْنضُودٍ مُ سَ ّومَةً قال‪ :‬الم سوّمة‪:‬‬
‫ن ِ‬
‫ثم أتبع هم ال صخر حجارة‪ ,‬وقرأ قول ال‪ :‬حِجارَةً مِ ْ‬
‫ال ُم َعدّة للعذاب‪.‬‬
‫‪ 26889‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫طئَ َة يعني المكذّبين‪.‬‬
‫ت بالخا ِ‬
‫ن َقبْلَهُ وَالمُ ْؤتَفِكا ُ‬
‫عوْنُ َومَ ْ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬وَجا َء فِرْ َ‬
‫ت هم قوم لوط‪,‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة وَال ُم ْؤتَفِكا ُ‬
‫ائتفكت بهم أرضُهم‪.‬‬
‫طئَةِ قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وبما قلنا في قوله‪ :‬بالخا ِ‬
‫‪26890‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫طئَةِ قال‪:‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد بالخا ِ‬
‫الخطايا‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬فعَ صَوْا رَ سُولَ َر ّبهِ مْ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬فع صى هؤلء الذ ين ذكر هم ال‪ ,‬و هم فرعون‬
‫ومن قبله والمؤتفكات رسول ربهم‪.‬‬
‫خذَ ًة رَابِيَ ًة يقول‪ :‬فأخذ هم رب هم بتكذيب هم ر سله أخذة‪ ,‬يع ني أخذة زائدة شديدة‬
‫خذَهُ مْ أ ْ‬
‫وقوله‪ :‬فأ َ‬
‫ت فرَبا رِباك‪ ,‬والفضة‬
‫نامية‪ ,‬من قولهم‪ :‬أربيت‪ :‬إذا أخذ أكثر مما أعطى من الربا يقال‪ :‬أربي َ‬
‫والذهب قد رَبَوا‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26891‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬ينا عيسى‪ ,‬وحدثني الحارث‪,‬‬
‫خذَ ًة رَا ِبيَةً قال‪:‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد أ ْ‬
‫شديدة‪.‬‬
‫‪ 26892‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫خذَةً رَا ِبيَ ًة يعني أخذة شديدة‪.‬‬
‫خذَ ُهمْ أ ْ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬فأ َ‬
‫خذَةً‬
‫‪ 26893‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد في قوله ال‪ :‬فأخَذَهُ مْ أ ْ‬
‫رَابِيَ ًة قال‪ :‬كما يكون في الخير رابية كذلك يكون في الشرّ رابية‪ ,‬قال‪ :‬ربا عليهم‪ :‬زاد عليهم‪,‬‬
‫عذَا با فَوْ قَ ال َعذَا بِ‪,‬‬
‫سبِيلِ الّل هِ ِزدْناهُ مْ َ‬
‫ع نْ َ‬
‫ن اّلذِي نَ كَ َفرُوا وَ صَدّوا َ‬
‫وقرأ قول ال عزّ وجلّ‪ :‬إ ّ‬
‫ُمـ يقول‪ :‬ربـا لهؤلء الخيـر‬
‫ُمـ تَقْوَاه ْ‬
‫ُمـ ُهدًى وآتاه ْ‬
‫ِينـ ا ْه َتدَوْا زَادَه ْ‬
‫وقرأ قول ال عزّ وجلّ‪ :‬وَاّلذ َ‬
‫ولهؤلء الشرّ‪.‬‬
‫حمَلْناكُ مْ فِي الجا ِريَةِ يقول تعالى ذكره‪ :‬إ نا ل ما ك ثر الماء فتجاوز‬
‫وقوله‪ :‬إنّا لَمّا طَغَى المَا ُء َ‬
‫حدّه المعروف‪ ,‬كان له‪ ,‬وذلك زمن الطوفان‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إنه زاد فعلً فوق كلّ شيء بقدر خمس عشرة ذراعا‪ .‬ذكر من قال ذلك‪ ,‬ومن قال في‬
‫طغَى مثل قولنا‪:‬‬
‫قوله‪َ :‬‬
‫طغَى المَاءُ‬
‫‪26894‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة إنّا َلمّا َ‬
‫قال‪ :‬بلغنا أنه طغى فوق كلّ شيء خمس عشرة ذراعا‪.‬‬
‫حمَلْناكُ مْ‬
‫طغَى المَا ُء َ‬
‫حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إنّا َلمّا َ‬
‫في الجا ِريَ ِة ذاكم زمن نوح طغى الماء على كلّ خمس عشرة ذراعا بقدر كل شيء‪.‬‬
‫‪26895‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب القُميّ‪ ,‬عن جعفر بن أبي المغيرة‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫حمَلْناكُمْ في الجارِيَ ِة قال‪ :‬لم تنزل من السماء قطرة إل بعلم‬
‫طغَى المَا ُء َ‬
‫جُبير‪ ,‬في قوله‪ :‬إنّا َلمّا َ‬
‫الخزّان‪ ,‬إل ح يث ط غى الماء‪ ,‬فإ نه قد غ ضب لغ ضب ال‪ ,‬فط غى على الخزان‪ ,‬فخرج ما ل‬
‫يعلمون ما هو‪.‬‬
‫‪ 26896‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫حمَلْنا ُكمْ فِي الجا ِريَةِ إنما يقول‪ :‬لما كثر‪.‬‬
‫طغَى المَا ُء َ‬
‫قوله‪ :‬إنّا َلمّا َ‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫طغَى المَاءُ يعني كثر الماء ليالي غرّق ال قوم نوح‪.‬‬
‫عباس‪ ,‬قوله إنّا َلمّا َ‬
‫‪26897‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬إنّا لمّا‬
‫حمَلْناكُم قال محمد ابن عمرو في حديثه‪ :‬طما وقال الحارث‪ :‬ظهر‪.‬‬
‫طغَى المَا ُء َ‬
‫َ‬
‫‪26898‬ـ حُدثت عن الحسين بن الفرج‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬عن الضحاك‪,‬‬
‫طغَى المَاءُ‪ :‬كثر وارتفع‪.‬‬
‫في قوله‪َ :‬لمّا َ‬
‫حمَلْنا ُكمْ فِي الجا ِريَةِ يقول‪ :‬حملناكم في السفينة التي تجري في الماء‪ .‬وبنحو الذي قلنا‬
‫وقوله‪َ :‬‬
‫في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26899‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫حمَلْنا ُكمْ فِي الجارِيَةِ الجارية‪ :‬السفينة‪.‬‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪َ :‬‬
‫حمَلْناكُ مْ فِي‬
‫‪ 26900‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪َ :‬‬
‫الجا ِريَةِ والجارية‪ :‬سفينة نوح التي حملتم فيها‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬حملناكم‪ ,‬فخاطب الذين نزل فيهم القرآن‪ ,‬وإنما حمل أجدادهم نوحا وولده‪ ,‬لن الذين‬
‫خوطبوا بذلك ولد الذيـن حملوا فـي الجاريـة‪ ,‬فكان حمـل الذيـن حملوا فيهـا مـن الجداد حملً‬
‫لذرّيتهم على ما قد بيّنا من نظائر ذلك في أماكن كثيرة من كتابنا هذا‪.‬‬
‫جعَلَها َلكُ مْ َت ْذكِرَةً يقول‪ :‬لنجعل السفينة الجارية التي حملناكم فيها لكم تذكرة‪ ,‬يعني‬
‫وقوله‪ِ :‬ل َن ْ‬
‫عبرة وموعظة تتعظون بها‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫جعَلَها َلكُ مْ َت ْذ ِكرَةً‬
‫‪ 26901‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ِ :‬ل َن ْ‬
‫فأبقا ها ال تذكرة و عبرة وآ ية ح تى ن ظر إلي ها أوائل هذه ال مة‪ ,‬و كم من سفينة قد كا نت ب عد‬
‫سفينة نوح قد صارت رمادا‪.‬‬
‫عيَ ٌة يع ني حاف ظة عقلت عن ال ما سمعت‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك‬
‫وقوله‪َ :‬و َتعِي ها ُأذُ نٌ وَا ِ‬
‫قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26902‬ـ حدث ني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ث ني معاو ية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‬
‫عيَةٌ يقول‪ :‬حافظة‪.‬‬
‫َو َت ِعيَها ُأذُنٌ وَا ِ‬
‫‪ 26903‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫عيَة يقول‪ :‬سامعة‪ ,‬وذلك العلن‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ابن عباس َو َتعِيها ُأ ُذنٌ وَا ِ‬
‫‪ 26904‬ـ حدثنا نصر بن عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا خالد بن قيس‪ ,‬عن قتادة َو َتعِيها‬
‫ع َيةٌ قال‪ :‬أذن عقلت عن ال‪.‬‬
‫ُأذُنٌ وَا ِ‬
‫ع َيةٌ أذن‬
‫حدث نا بشـر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا يزيـد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سـعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬و َتعِيهـا ُأذُ نٌ وَا ِ‬
‫عقلت عن ال‪ ,‬فانتفعت بما سمعت من كتاب ال‪.‬‬
‫عيَ ٌة قال‪ :‬أذن‬
‫حدثنـا ابـن عبـد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا ابـن ثور‪ ,‬عـن معمـر‪ ,‬عـن قتادة ُأذُنٌـ وَا ِ‬
‫سمعت‪ ,‬وعقلت ما سمعت‪.‬‬
‫‪26905‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬الضحاك يقول في‬
‫عيَ ٌة سمعتها أذن ووعت‪.‬‬
‫قوله‪َ :‬و َت ِعيَها ُأ ُذنٌ وَا ِ‬
‫‪26906‬ـ حدثنا عليّ بن سهل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ,‬عن عليّ بن حوشب‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ع َيةٌ ثم الت فت إلى عل يّ‪,‬‬
‫مكحولً يقول‪ :‬قرأ ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪َ :‬و َتعِيهـا ُأذُ نٌ وَا ِ‬
‫ي رضي ال عنه‪ :‬فما سمعت شيئا من رسول ال‬
‫جعَلَها ُأ ُذنَ كَ»‪ ,‬قال عل ّ‬
‫ن َي ْ‬
‫ت اللّ َه أ ْ‬
‫فقال‪« :‬سأَلْ ُ‬
‫صلى ال عليه وسلم فنسيته‪.‬‬
‫‪ 26907‬ـ حدثني محمد بن خلف‪ ,‬قال‪ :‬ثني بشر بن آدم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن الزبير‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ثني عبد ال بن رستم‪ ,‬قال‪ :‬سمعت ُبرَيدة يقول‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫ن تَعيَ‪ ,‬وحَقّ على اللّهِ أنْ‬
‫صيَكَ‪ ,‬وأنْ ُأعَّلمَكَ‪ ,‬وأ ْ‬
‫لعليّ‪« :‬يا عَليّ إنّ الّل َه أ َم َرنِي أنْ ُأ ْد ِنيَكَ وَل ُأقْ ِ‬
‫عيَةٌ‪.‬‬
‫َت ِعيَ»‪ ,‬قال‪ :‬فنزلت َو َتعِيها ُأذُنٌ وَا ِ‬
‫حدث ني مح مد بن خلف‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا الح سن بن حماد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا إ سماعيل بن إبراه يم أ بو‬
‫يحيى التيميّ عن فضيل بن عبد ال‪ ,‬عن أبي داود‪ ,‬عن ُبرَيدة السلميّ‪ ,‬قال‪ :‬سمعت رسول ال‬
‫صـلى ال عليـه وسـلم يقول لعليـّ‪« :‬إنّـ اللّه َـ أ َمرَنـي أن ْـ ُأعَّلمَك َـ وأن ْـ ُأ ْد ِنيَك َـ وَل أجْ ُفوَك َـ وَل‬
‫ص َيكَ»‪ ,‬ثم ذكر مثله‪.‬‬
‫ُأقْ ِ‬
‫‪ 26908‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪َ :‬و َتعِي ها ُأ ُذ نٌ‬
‫عيَ ٌة قال‪ :‬واعية يحذرون معاصي ال أن يعذّبهم ال عليها‪ ,‬كما عذّب من كان قبلهم تسمعها‬
‫وَا ِ‬
‫فتعيها‪ ,‬إنما تعي القلوب ما تسمع الَذان من الخير والشرّ من باب الوعي‪.‬‬

‫‪15-13‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جبَالُ‬
‫ت الرْ ضُ وَا ْل ِ‬
‫حمِلَ ِ‬
‫حدَ ٌة * َو ُ‬
‫خ فِي ال صّو ِر نَ ْفخَةٌ وَا ِ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪َ {:‬فِإذَا نُ ِف َ‬
‫حدَ ًة * َفيَ ْو َم ِئذٍ َو َقعَتِ الْوَا ِقعَةُ }‪.‬‬
‫فَ ُد ّكتَا َدكّةً وَا ِ‬
‫حمِلَ تِ‬
‫ح َدةٌ و هي النف خة الولى‪ ,‬و ُ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬فإذَا نُفِ خَ فِي ال صّورِ إ سرافيل نَ ْفخَةٌ وَا ِ‬
‫حدَةً يقول‪ :‬فزلزلتا زلزلة واحدة‪.‬‬
‫ل فَ ُدكّتا َدكّةً وَا ِ‬
‫الرْضُ والجِبا ُ‬
‫وكان ابن زيد يقول في ذلك ما‪:‬‬
‫حمِلَ تِ‬
‫‪ 26909‬ـ حدث ني به يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ :‬و ُ‬
‫حدَ ًة قال‪ :‬صارت غبارا‪.‬‬
‫ل فَ ُدكّتا َدكّةً وَا ِ‬
‫الرْضُ والجِبا ُ‬
‫وقيل‪َ :‬ف ُدكّتا وقد ذكر قبل الجبال والرض‪ ,‬وهي جماع‪ ,‬ولم يقل‪ :‬فدككن‪ ,‬لنه جعل الجبال‬
‫كالشيء الواحد‪ ,‬كما قال الشاعر‪:‬‬
‫غنَما ُهمَا‬
‫سرَتْ َ‬
‫ن َيزْعُمانِ وإنّمايَسُودانِنا إنْ َي ّ‬
‫سيّدَا ِ‬
‫ُهمَا َ‬
‫ض كانَ تا َرتْ قا‪ .‬فيومئذٍ وق عت الواق عة يقول جلّ ثناؤه‪ :‬فيومئذٍ‬
‫ت والرْ َ‬
‫سمَوَا ِ‬
‫وك ما ق يل‪ :‬أ نّ ال ّ‬
‫وقعت الصيحة الساعة‪ ,‬وقامت القيامة‪.‬‬
‫‪18-16‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫سمَآ ُء فَهِ يَ يَ ْو َم ِئذٍ وَا ِهيَ ٌة * وَا ْلمَلَ كُ عََلىَ َأ ْرجَآئِهَآ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬وَانشَقّ تِ ال ّ‬
‫ل َتخْ َفىَ مِنكُمْ خَا ِفيَةٌ }‪.‬‬
‫عرْشَ َر ّبكَ فَ ْو َقهُمْ َي ْو َم ِئذٍ َثمَانِيَ ٌة * يَ ْو َم ِئذٍ ُت ْعرَضُونَ َ‬
‫حمِلُ َ‬
‫َو َي ْ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وانصدعت السماء َفهِيَ يَ ْو َم ِئذٍ وَا ِهيَةٌ يقول‪ :‬منشقة متصدّعة‪ .‬وبنحو الذي‬
‫قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26910‬ـ حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقيّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أسامة‪ ,‬عن الجلح‪ ,‬قال‪:‬‬
‫سمعت الضحاك بن مزاحم‪ ,‬قال‪« :‬إذا كان يوم القيامة أمر ال السماء الدنيا بأهلها‪ ,‬ونزل من‬
‫فيها من الملئكة‪ ,‬فأحاطوا بالرض ومن عليها‪ ,‬ثم الثانية‪ ,‬ثم الثالثة‪ ,‬ثم الرابعة‪ ,‬ثم الخامسة‪,‬‬
‫ثم ال سادسة‪ ,‬ثم ال سابعة‪ ,‬ف صفوا صفا دون صفّ ثم نزل الملك العلى على مجنّب ته الي سرى‬
‫جهنم‪ ,‬فإذا رآها أهل الرض ندّوا‪ ,‬فل يأتون قطرا من أقطار الرض إل وجدوا سبعة صفوف‬
‫من الملئكة‪ ,‬فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه‪ ,‬فذلك قوله ال‪ :‬إنّي أخا فُ عََل ْيكُ ْم يَوْم التّنادِ‬
‫يَوْمَ تُوَلّونَ ُم ْد ِبرِينَ ما َلكُمْ مِنَ الّل ِه مِ نْ عاصِ ٍم وذلك قوله‪ :‬وَجا َء َربّكَ وَالمَلَكُ صَفّا صَفّا َوجِيءَ‬
‫السـمَواتِ‬
‫ِنـ أقْطا ِر ّ‬
‫أنـ َتنْ ُفذُوا م ْ‬
‫ط ْع ُتمْ ْ‬
‫اسـتَ َ‬
‫إنـ ْ‬
‫ْسـ ِ‬
‫ِنـ والن ِ‬
‫ج َهنّمـَ‪ ,‬وقوله‪ :‬يـا َم ْعشَرَ الج ّ‬
‫يَ ْو َم ِئذٍ ِب َ‬
‫ت ال سّماءُ َفهِ يَ َي ْو َم ِئذٍ وَا ِه َيةٌ وَالمَلَك‬
‫ن وذلك قوله‪ :‬وَا ْنشَقّ ِ‬
‫ل بِ سُلْطا ٍ‬
‫والرْ ضِ فانْ ُفذُوا ل َتنْ ُفذُو نَ إ ّ‬
‫على أرْجائها»‪.‬‬
‫‪ 26911‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ت السّما ُء َفهِيَ َي ْو َم ِئذٍ وَا ِه َيةٌ يعني‪ :‬متمزّقة ضعيفة‪.‬‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬وَا ْنشَقّ ِ‬
‫والمل كُ على أرجائ ها يقول تعالى ذكره‪ :‬والملك على أطراف ال سماء ح ين تش قق وحافات ها‪.‬‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26912‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ا بن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬والمَلَ كُ على أرْجائ ها يقول‪ :‬والملك على حافات ال سماء ح ين تشقّق ويقال‪:‬‬
‫على شقة‪ ,‬ك ّل شيء تشقّق عنه‪.‬‬
‫‪26913‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬وَالمَلَ كُ‬
‫على أرْجائها قال‪ :‬أطرافها‪.‬‬
‫‪ 26914‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬عن جعفر‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَالمَلَ كُ على‬
‫أرْجائها قال‪ :‬على حافات السماء‪.‬‬
‫‪ 26915‬ـ حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أُسامة‪ ,‬عن الجلح‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قلت للضحاك‪ :‬ما أرجاؤها‪ ,‬قال‪ :‬حافاتها‪.‬‬
‫‪ 26916‬ـ حدثنا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال ثني سعيد‪ :‬عن قتادة والمل كُ على أرجائ ها على‬
‫حافاتها‪.‬‬
‫ك على أرْجائها قال‪:‬‬
‫‪ 26917‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر وَالمَلَ ُ‬
‫بلغني أنها أقطارها‪ ,‬قال قتادة‪ :‬على نواحيها‪.‬‬
‫‪26918‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان وَالمََلكُ على أرْجائها قال‪ :‬نواحيها‪.‬‬
‫‪ 26919‬ـ حدثني الحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الشيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬عن عطاء بن السائب‪ ,‬عن‬
‫سعيد بن المسيب‪ :‬الرجاء حافات السماء‪.‬‬
‫‪ 26920‬ـ قال‪ :‬ثنا الشيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عوانة‪ ,‬عن عطاء بن السائب‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‬
‫وَالمََلكُ على أرْجائها قال‪ :‬على ما لم يَ ِه منها‪.‬‬
‫حدثنا محمد بن سنان القزاز‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حسين الشقر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو كدينة‪ ,‬عن عطاء‪,‬‬
‫عن سعيد بن جُبير‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في قوله والمََلكُ على أرْجائها قال‪ :‬على ما لم َيهِ منها‪.‬‬
‫ش رَبّكَ فَ ْو َقهُمْ يَ ْو َم ِئذٍ ثَما ِنيَ ٌة اختلف أهل التأويل في الذي عنى بقوله ثَما ِنيَةٌ‬
‫عرْ َ‬
‫حمِلُ َ‬
‫وقوله‪ :‬وَي ْ‬
‫فقال بعضهم‪ :‬عنى به ثمانية صفوف من الملئكة‪ ,‬ل يعلم عدّتهنّ إل ال‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26921‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا طلق عن ظهير‪ ,‬عن السديّ‪ ,‬عن أبي مالك عن ابن‬
‫عرْ شَ َربّ كَ فَ ْو َقهُ مْ يَ ْو َم ِئذٍ َثمَا ِنيَةٌ قال‪ :‬ثمانية صفوف من الملئكة ل يعلم عدتهم‬
‫حمِلُ َ‬
‫عباس‪ :‬وَي ْ‬
‫إل ال‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ين ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫عرْشَ َر ّبكَ فَ ْو َق ُهمْ يَ ْو َم ِئذٍ َثمَا ِنيَةٌ قال‪ :‬هي الصفوف من وراء الصفوف‪.‬‬
‫حمِلُ َ‬
‫عباس‪ ,‬في قوله وَي ْ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسين‪ ,‬عن يزيد‪ ,‬عن عكرِمة‪,‬‬
‫ُمـ يَ ْو َم ِئذٍ َثمَا ِنيَ ٌة قال‪ :‬ثمانيـة صـفوف مـن‬
‫ّكـ فَ ْوقَه ْ‬
‫ْشـ َرب َ‬
‫عر َ‬‫حمِلُ َ‬
‫عـن ابـن عباس‪ ,‬فـي قوله وَي ْ‬
‫الملئكة‪.‬‬
‫‪ 26922‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫عرْش َـ َربّك َـ فَ ْو َقهُم ْـ يَ ْو َم ِئذٍ َثمَا ِنيَةٌ قال بعضهـم‪ :‬ثمانيـة صـفوف ل يعلم‬
‫حمِلُ َ‬
‫يقول فـي قوله‪ :‬وَي ْ‬
‫ن إل ال‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬ثمانية أملك على خلق الوعلة‪.‬‬
‫عدته ّ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل عنى به ثمانية أملك‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫عرْ شَ‬
‫حمِلُ َ‬
‫‪ 26923‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد في قوله‪ :‬وَي ْ‬
‫ُمـ يَ ْو َم ِئذٍ َثمَا ِنيَ ًة قال‪ :‬ثمانيـة أملك‪ ,‬وقال‪ :‬قال رسـول ال صـلى ال عليـه وسـلم‪:‬‬
‫ّكـ فَ ْوقَه ْ‬
‫َرب َ‬
‫حمِلُ هُ اليَوْ مَ أ ْر َبعَةٌ‪َ ,‬ويَوْم القِيامَةِ َثمَا ِنيَةٌ»‪ ,‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬إ نّ أقْدا َمهُ مْ‬
‫« َي ْ‬
‫سمَوَاتِ عََليْها ال َعرْشُ» قال ابن زيد‪ :‬الربعة‪,‬‬
‫لَفِي الرْضِ السّا ِبعَةِ‪ ,‬وَإنّ مَنا ِك َبهُمْ لخَا ِرجَ ٌة مِنَ ال ّ‬
‫ن لِ مَ خَلَ ْق ُتكُ مْ؟‬
‫قال‪ :‬بلغ نا أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬لَمّا خََل َقهُ مُ اللّ ُه قالَ‪َ :‬ت ْدرُو َ‬
‫جعَلْها‬
‫شئْتُمْ أ ْ‬
‫ن القُ ّوةِ ما ِ‬
‫عرْشِي‪ ,‬ثُمّ قالَ‪ :‬سَلُوني مِ َ‬
‫حمِلُو نَ َ‬
‫قالُوا‪ :‬خََل ْقتَنا َربّنا ِلمَا تَشاءُ‪ ,‬قالَ َلهُمْ‪َ :‬ت ْ‬
‫جعَلْتُ فيكَ‬
‫جعْلْ فِيّ قُ ّو َة المَاءِ‪ ,‬قالَ‪َ :‬قدْ َ‬
‫عرْشُ َربّنا على المَاءِ‪ ,‬فا َ‬
‫ح ٌد ِم ْنهُمْ‪َ :‬قدْ كانَ َ‬
‫فِيكُمْ‪ ,‬فَقالَ وَا ِ‬
‫خرُ‪:‬‬
‫ت وقالَ آ َ‬
‫السـمَوَا ِ‬
‫ِيكـ قُوّ َة ّ‬
‫ْتـ ف َ‬
‫جعَل ُ‬
‫السـمَوَات‪ ,‬قالَ‪ :‬قَدْ َ‬
‫ِيـ قُوّة ّ‬
‫لف ّ‬‫جعَ ْ‬
‫خرُ‪ :‬ا َ‬
‫قُوّ َة المَاءِ وقال آ َ‬
‫ِيـ قُوّةَ‬
‫جعَلْ ف ّ‬
‫خرُ‪ :‬ا ْ‬
‫ْضـ والجِبالِ وقالَ آ َ‬
‫ِيكـ قُ ّو َة الر ِ‬
‫ْتـ ف َ‬
‫جعَل ُ‬
‫فيـ قُ ّوةَ الرْضـِ‪ ,‬قالَ‪َ :‬قدْ َ‬
‫ل ّ‬ ‫جعَ ْ‬
‫اْ‬
‫َمـ‬
‫ضعُوا ال َعرْش على َكوَاهِِلهِمـْ‪ ,‬فَل ْ‬
‫حمِلُوا‪ ,‬فَ َو َ‬
‫ُمـ قال‪ :‬ا ْ‬
‫ّياحـ ث ّ‬
‫ِيكـ قُ ّوةَ الر ِ‬
‫ْتـ ف َ‬
‫جعَل ُ‬
‫الرّياح‪ ,‬قالَ‪َ :‬قدْ َ‬
‫ل َلهُ مْ‪ :‬قُولُوا‪ :‬ل حَوْلَ وَل‬
‫خرُ‪ ,‬وإ ّنمَا كا نَ عِ ْل ُمهُ مُ اّلذِي سأَلُو ُه القُ ّوةَ‪ ,‬فَقا َ‬
‫َيزُولُوا قالَ‪ :‬فَجاءَ عِلْ ٌم آ َ‬
‫حوْلِ وال ُقوّ ِة ما ل مْ َيبُْلغْ هُ‬
‫جعَلَ الّل ُه ِفهِ مْ مِ نَ ا ْل َ‬
‫قُوّ َة إلّ باللّ هِ‪ ,‬فَقالُوا‪ :‬ل حَوْلَ وَل قُوّ َة إلّ باللّ هِ‪ ,‬فَ َ‬
‫حمَلُوا»‪.‬‬
‫عِ ْل ُم ُهمْ‪َ ,‬ف َ‬
‫‪ 26924‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلمة‪ ,‬عن ابن إسحاق‪ ,‬قال‪ :‬بلغنا أن رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم قال‪« :‬هُ مُ ال َيوْ مَ أ ْر َبعَةٌ»‪ ,‬يع ني حملة العرش «وَإذَا كا نَ َيوْ مُ القِيامَةِ أ ّيدَهُ ُم اللّ هُ‬
‫عرْشَ َر ّبكَ فَ ْو َق ُهمْ يَ ْو َم ِئذٍ َثمَا ِنيَةٌ»‪.‬‬
‫حمِلُ َ‬
‫خرِينَ فَكانُوا ثَما ِنيَةً َو َقدْ قالَ اللّهُ‪ :‬وَي ْ‬
‫بأ ْر َبعَ ٍة آ َ‬
‫عرْ شَ‬
‫حمِلُ َ‬
‫‪ 26925‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا جر ير‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن مي سرة‪ ,‬قوله‪ :‬وَي ْ‬
‫َربّ كَ فَ ْو َقهُ مْ يَ ْو َم ِئذٍ ثَما ِنيَ ٌة قال‪ :‬أرجلهم في التخوم ل يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم من شعاع‬
‫النور‪:‬‬
‫وقوله‪ :‬يَ ْو َم ِئذٍ ُت ْعرَضُو نَ ل َتخْفَى ِمنْكُم خا ِفيَ ُة يقول تعالى ذكره‪ :‬يومئذٍ أي ها الناس تعرضون‬
‫على ربكم‪ ,‬وقيل‪ :‬تعرضون ثلث عرضات‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26926‬ـ حدثنا الحسن بن قزعة الباهل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع بن الجراح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عل يّ بن‬
‫عل يّ الرفاع يّ‪ ,‬عن الح سن‪ ,‬عن أ بي مو سى الشعري‪ ,‬قال‪« :‬تُعرض الناس ثلث عرضات‪,‬‬
‫فأما عرضتان فجدال ومعاذير‪ .‬وأما الثالثة‪ ,‬فعند ذلك تطير الصحف في اليدي‪ ,‬فآخذٌ بيمينه‪,‬‬
‫وآخ ٌذ بشماله»‪.‬‬
‫‪ 26927‬ـ حدثنا مجاهد بن موسى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سليمان بن حيان‪ ,‬عن مروان‬
‫الصـغر‪ ,‬عـن أبـي وائل عـن عبـد ال‪ ,‬قال‪« :‬يعرض الناس يوم القيامـة ثلث عرضات‪:‬‬
‫عرضتان معاذير وخصومات‪ ,‬والعرضة الثالثة تطيّر الصحف في اليدي»‪.‬‬
‫نل‬
‫‪ 26928‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬يَ ْو َم ِئذٍ ُت ْعرَضُو َ‬
‫َتخْفَى ِم ْنكُ مْ خا ِفيَ ٌة ذُ كر ل نا أن نبيّ ال صلى ال عل يه و سلم كان يقول‪« :‬يُعر ضُ الناس ثلث‬
‫عرضات يوم القيا مة‪ ,‬فأ ما عرضتان ففيه ما خ صومات ومعاذ ير وجدال‪ .‬وأ ما العر ضة الثال ثة‬
‫فتطيّر الصحف في اليدي»‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬بنحوه‪.‬‬
‫ل ثناؤه‪ :‬ل تخفـى على ال منكـم خافيـة‪ ,‬لنـه عالم‬
‫ـ خا ِفيَةٌ يقول ج ّ‬
‫وقوله‪ :‬ل َتخْفَـى ِم ْنكُم ْ‬
‫بجميعكم‪ ,‬محيط بكلكم‪.‬‬

‫‪20-19‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن أُوتِ يَ ِكتَابَ ُه ِب َيمِينِ ِه فَيَقُولُ هَآؤُ مُ ا ْقرَؤُ ْا ِكتَابيَ هْ * إِنّي‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪َ {:‬فأَمّا َم ْ‬
‫حسَا ِبيَهْ }‪.‬‬
‫لقٍ ِ‬
‫ت َأنّي مُ َ‬
‫ظنَن ُ‬
‫َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬فأما من أعطي كتاب أعماله بيمينه‪ ,‬فيقول تعالى اقْر َءوُا ِكتَا ِبيَهْ‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 26929‬ـ حدثني يونس بن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قول‬
‫ال‪ :‬ها ُؤمُ ا ْقرَءُوا كِتا ِبيَ ْه قال‪ :‬تعالوا‪.‬‬
‫‪26930‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬كان بعض أهل العلم‬
‫يقول‪ :‬وجدت أكيس الناس من قال‪ :‬ها ُؤمُ ا ْقرَءُوا كِتابِيَهْ‪.‬‬
‫ظ َننْ تُ أنّي مُل قٍ حِ سابِيَ ْه يقول‪ :‬أ ني عل مت أ ني ملق ح سابيه إذا وردت يوم‬
‫وقوله‪ :‬إنّي َ‬
‫ظ َننْ تُ قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال‬
‫القيامة على ربي‪ .‬وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله‪ :‬إنّي َ‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪26931‬ـ حدثني عليّ‪ ,‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عليّ‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قوله إنّي‬
‫ظنَنْت أنّي مُلقٍ حِسا ِبيَهْ يقول‪ :‬أيقنت‪.‬‬
‫َ‬
‫ت إنّي مُل قٍ‬
‫ظ َننْ ُ‬
‫‪ 26932‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة إنّي َ‬
‫ن ظنا يقينا‪ ,‬فنفعه ال بظنه‪.‬‬
‫حِسا ِبيَهْ‪ :‬ظ ّ‬
‫ظ َننْ تُ أنّي‬
‫‪ 26933‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬إنّي َ‬
‫مُل قٍ ح سا ِبيَ ْه قال‪ :‬إن الظ نّ من المؤ من يق ين‪ ,‬وإن «ع سى» من ال وا جب َفعَ سَى أولئِ كَ أ نْ‬
‫ن المُفِْلحِينَ‪.‬‬
‫ن يكُونُوا مِ َ‬
‫ن َفعَسَى أ ْ‬
‫ن المُهتدي َ‬
‫َيكُونُوا مِ َ‬
‫ت أنّي‬
‫ظنَنْ ُ‬
‫‪ 26934‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة إنّي َ‬
‫مُلقٍ حِسا ِبيَ ْه قال‪ :‬ما كان من ظنّ الَخرة فهو علم‪.‬‬
‫‪ 26935‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن جابر‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قال‪ :‬كلّ‬
‫ظ َننْتُ يقول‪ :‬أي علمت‪.‬‬
‫ظنّ في القرآن إنّي َ‬

‫‪24-21‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جنّةٍ عَاِليَ ٍة * ُقطُوفُهَا دَا ِنيَةٌ *‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪َ {:‬فهُ َو فِي عِيشَ ٍة رّاضِيَ ٍة * فِي َ‬
‫ش َربُواْ َهنِيئَا بِمَآ أَس ْـلَ ْف ُتمْ فِي اليّام ِـ ا ْلخَاِليَةِ }‪ .‬يقول تعالى ذكره‪ :‬فالذي وصـفت أمره‪,‬‬
‫كُلُواْ وَا ْ‬
‫وهو الذي أوتي كتابه بيمينه‪ ,‬في عيشة مرضية‪ ,‬أو عيشة فيها الرضا‪ ,‬فوصفت العيشة بالرضا‬
‫وهي مرض ية‪ ,‬لن ذلك مدح للعي شة‪ ,‬والعرب تفعل ذلك في المدح والذ مّ فتقول‪ :‬هذا ل يل نائم‪,‬‬
‫و س ّر كا تم‪ ,‬وماء دا فق‪ ,‬فيوجهون الف عل إل يه‪ ,‬و هو في ال صل مفعول ل ما يراد من المدح أو‬
‫الذمـّ‪ ,‬ومـن قال ذلك لم يجـز له أن يقول للضارب مضروب‪ ,‬ول للمضروب ضارب‪ ,‬لنـه ل‬
‫مدح فيه ول ذمّ‪.‬‬
‫جنّةٍ مـن صـلة‬
‫جنّةٍ عاِليَةٍ يقول‪ :‬فـي بسـتان عال رفيـع‪ ,‬و «فـي» مـن قوله فـي َ‬
‫وقوله‪ :‬فِي َ‬
‫عيشة‪ .‬وقوله‪ُ :‬قطُوفُها دَا ِنيَةٌ يقول‪ :‬ما يقطف من الجنة من ثمارها دانٍ قريب من قاطفه‪.‬‬
‫وذُكر أن الذي يريد ثمرها يتناوله كيف شاء قائما وقاعدا‪ ,‬ل يمنعه منه بُعد‪ ,‬ول يحول بينه‬
‫وبينه شوك‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26936‬ـ حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن أبي إسحاق‪,‬‬
‫قال‪ :‬سمعت البراء يقول في هذه الَية ُقطُوفُها دَا ِنيَ ٌة قال‪ :‬يتناول الرجل من فواكهها وهو نائم‪.‬‬
‫‪ 26937‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬قُطُوفُها دَا ِنيَةٌ‪ :‬دنت‬
‫فل يردّ أيديهم عنها بعد ول شوك‪.‬‬
‫أسـلَ ْف ُتمْ ف ِي اليّام الخاِليَ ِة يقول لهـم ربهـم جـل ثناؤه‪ :‬كلوا‬
‫وقوله‪ :‬وكُلُوا وَاشْ َربُوا َهنِيئا بِم َا ْ‬
‫معشر من رضيت عنه‪ ,‬فأدخلته جنتى من ثمارها‪ ,‬وطيب ما فيها من الطعمة‪ ,‬واشربوا من‬
‫ُمـ ل تتأذون بمـا تأكلون‪ ,‬ول بمـا تشربون‪ ,‬ول تحتاجون مـن أكـل ذلك إلى‬
‫أشْرِبتهـا‪َ ,‬هنِيئا َلك ْ‬
‫غائط ول بول ِبمَا أسْلَ ْف ُتمْ فِي اليّامِ الخاِليَ ِة يقول‪ :‬كلوا واشربوا هنيئا‪ :‬جزاء من ال لكم‪ ,‬وثوابا‬
‫بما أسلفتم‪ ,‬أو على ما أسلفتم‪ :‬أي على ما قدّ متم في دنياكم لَخرتكم من العمل بطاعة ال في‬
‫اليام الخاليـة‪ ,‬يقول‪ :‬فـي أيام الدنيـا التـي خلت فمضـت‪ .‬وبنحـو الذي قلنـا فـي ذلك قال أهـل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26938‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال ال كُلُوا وَاشْ َربُوا‬
‫هَنيئا ِبمَا أسْلَ ْف ُتمْ فِي اليام الخاِليَة إن أيامكم هذه أيام خالية‪ :‬هي أيام فانية‪ ,‬تؤدي إلى أيام باقية‪,‬‬
‫فاعملوا في هذه اليام‪ ,‬وقدّموا فيها خيرا إن استطعتم‪ ,‬ول قوّة إل بال‪.‬‬
‫‪ 26939‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ِ :‬بمَا أسلْ َف ُتمْ فِي‬
‫اليّام الخاِليَ ِة قال‪ :‬أيام الدنيا بما عملوا فيها‪.‬‬

‫‪27-25‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ت ِكتَا ِبيَ هْ *‬
‫ل يََل ْيتَنِي لَ مْ أُو َ‬
‫شمَالِ هِ َفيَقُو ُ‬
‫ي ِكتَابَ ُه ِب ِ‬
‫ن أُوتِ َ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬وَأَمّا مَ ْ‬
‫ضيَةَ }‪.‬‬
‫حسَا ِبيَ ْه * يََل ْي َتهَا كَانَتِ ا ْلقَا ِ‬
‫وََلمْ َأ ْدرِ مَا ِ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وأمـا مـن أعطـى يومئذٍ كتاب أعماله بشماله‪ ,‬فيقول‪ :‬يـا ليتنـي لم أعـط‬
‫كتابيه‪ ,‬وََل ْم أ ْدرِ ما حِسابِيَ ْه يقول‪ :‬ولم أدر أيّ شيء حسابيه‪.‬‬
‫ضيَةَ يقول‪ :‬يا ليت الموتة التي منها في الدنيا كانت هي الفراغ من‬
‫ت القا ِ‬
‫وقوله‪ :‬يا َل ْيتَها كانَ ِ‬
‫كلّ ما بعدها‪ ,‬ولم يكن بعدها حياة ول بعث والقضاء‪ :‬هو الفراغ‪ .‬وقيل‪ :‬إنه تمنّى الموت الذي‬
‫يقضى عليه‪ ,‬فتخرج منه نفسه وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26940‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬يا َل ْيتَ ها كانَ تِ‬
‫ضيَةَ تمنى الموت‪ ,‬ولم يكن في الدنيا شيء أكره عنده من الموت‪.‬‬
‫القا ِ‬
‫‪ 26941‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬يا َل ْيتَها كانَ تِ‬
‫ضيَةَ الموت‪.‬‬
‫القا ِ‬

‫‪33-28‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫خذُو هُ َفغُلّو هُ‬
‫عنّي سُ ْلطَا ِنيَ ْه * ُ‬
‫عنّي مَاِليَ هْ * هّلَ كَ َ‬
‫غ َنىَ َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{ :‬مَآ أَ ْ‬
‫ن لَ يُ ْؤ ِمنُ بِاللّهِ‬
‫ن ِذرَاعا فَاسْلُكُوهُ * ِإنّ ُه كَا َ‬
‫س ْبعُو َ‬
‫عهَا َ‬
‫جحِيمَ صَلّوهُ * ثُمّ فِي سِلْسِلَ ٍة َذرْ ُ‬
‫* ثُمّ ا ْل َ‬
‫ا ْل َعظِيمِ }‪.‬‬

‫عنّى ماليَ ْه يعني أنه لم‬


‫غنَى َ‬
‫يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الذي أوتي كتابه بشماله‪ :‬ما أ ْ‬
‫يد فع ع نه ماله الذي كان يمل كه في الدن يا من عذاب ال شيئا هَلَ كَ عَنّى سُلْطا ِنيَ ْه يقول‪ :‬ذه بت‬
‫عنى حججى‪ ,‬وضلت‪ ,‬فل حجة لي أحت جّ بها‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫‪26942‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬مقال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ل بينة فلم تغن عنى شيئا‪.‬‬
‫عنّى سُلْطانِيَ ْه يقول‪ :‬ضلت عنى ك ّ‬
‫ابن عباس هََلكَ َ‬
‫‪ 26943‬ـ حدثني عبد الرحمن بن السود الطّفاو يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن ربيعة‪ ,‬عن النضر‬
‫عنّى سُلْطا ِنيَهْ قال‪ :‬حُجتي‪.‬‬
‫بن عربي‪ ,‬قال‪ :‬سمعت عكرِمة يقول‪ :‬هََلكَ َ‬
‫‪26944‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫عنّى‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله هَلَ كَ َ‬
‫سُلْطَا ِنيَ ْه قال‪ :‬حُجتي‪.‬‬
‫عنّى سُلْطا ِنيَهْ‬
‫‪ 26945‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله هَلَ كَ َ‬
‫ل من دخل النار كان أمير قرية يجبيها‪ ,‬ولكن ال خلقهم‪ ,‬وسلطهم على أقرانهم‪,‬‬
‫أما وال ما ك ّ‬
‫وأمرهم بطاعة ال‪ ,‬ونهاهم عن معصية ال‪.‬‬
‫‪ 26946‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬أخبرنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫عنّى سُ ْلطَا ِنيَ ْه يقول‪ :‬بينتي ضلّت عني‪.‬‬
‫يقول في قوله‪ :‬هََلكَ َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬عنى بالسلطان في هذا الموضع‪ :‬الملك‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26947‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ :‬هَلَ كَ عَنّى‬
‫سُلْطا ِنيَ ْه قال‪ :‬سلطان الدنيا‪.‬‬
‫جحِيمَ صَلّوهُ‬
‫خذُو ُه َفغُلّوهُ ثُمّ ال َ‬
‫خذُوهُ َفغُلّو ُه يقول تعالى ذكره لملئكته من خزّان جهنم‪ُ :‬‬
‫وقوله‪ُ :‬‬
‫ن ذِرَاعا فا سُْلكُوهُ يقول‪ :‬ثم‬
‫س ْبعُو َ‬
‫يقول‪ :‬ثم في جهنم أوردوه ليصلى فيها ثُ ّم فِي سِ ْلسِلَ ٍة َذرْعُها َ‬
‫ا سكلوه في سلسلة ذرع ها سبعون ذرا عا بذرا عٍ الّل ٌه أعلم بقدر طول ها‪ .‬وق يل‪ :‬إن ها تد خل في‬
‫ُدبُره‪ ,‬ثم تخرج من منخريه‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬تدخل في فيه‪ ,‬وتخرج من دبره‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26948‬ـ حدث نا مح مد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن ن سير بن‬
‫ن ِذرَاعا قال‪ :‬ك ّل ذراع سبعون باعا‪,‬‬
‫س ْبعُو َ‬
‫دعلوق‪ ,‬قال‪ :‬سمعت نَوْفا يقول‪ :‬فِي سِلْسِلَ ٍة َذرْعُها َ‬
‫الباع‪ :‬أبعد ما بينك وبين مكة‪.‬‬
‫حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يح يى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ن سير‪ ,‬قال‪ :‬سمعت نو فا‬
‫ن ِذرَاعا‬
‫س ْبعُو َ‬
‫يقول في رحبة الكوفة في إمارة مصعب بن الزبير في قوله فِي سِ ْلسِلَةٍ َذرْعُها َ‬
‫قال‪ :‬الذراع‪ :‬سبعون باعا‪ ,‬الباع‪ :‬أبعد ما بينك وبين مكة‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن نسير بن ذعلوق أبي طعمة‪ ,‬عن نوف‬
‫سبْعُونَ ِذرَا عا قال‪ :‬كلّ ذراع سبعون با عا‪ ,‬كلّ باع أب عد م ما بي نك‬
‫البكالي فِي سِ ْلسِلَ ٍة ذَرْعُهَا َ‬
‫وبين مكة وهو يومئ ٍذ في مسجد الكوفة‪.‬‬
‫‪ 26949‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪.‬‬
‫س ْبعُونَ ِذرَا عا فا سُْلكُو ُه قال‪ :‬بذراع الملك فا سلكوه‪ ,‬قال‪ :‬ت سلك في‬
‫قوله‪ :‬فِي سِ ْلسِلَةٍ َذرْعُ ها َ‬
‫دُبره حتى تخرج من منخريه‪ ,‬حتى ل يقوم على رجليه‪.‬‬
‫‪ 26950‬ـ حدثنا بن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يعمر بن بشير المنقري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن المبارك‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أخبرنا سعيد بن يزيد‪ ,‬عن أبي السمح‪ ,‬عن عيسى بن هلل الصدفي‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو‬
‫ل َهذِ هِ‪ ,‬وأشار إلى‬
‫ن رَ صَاصَةً ِمثْ َ‬
‫بن العاص‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬لَ ْو أ ّ‬
‫ض قَبْل‬
‫سنَةٍ‪َ ,‬لبََلغَ تِ الرْ َ‬
‫س ِمئَةِ َ‬
‫خمْ ِ‬
‫ن ال سّماءِ إلى الرْ ضِ‪ ,‬وَه يَ مَ سِيرَةُ َ‬
‫جمج مة‪ُ ,‬أرْ سلَتْ مِ َ‬
‫خرِيفا الّليْلَ والنّهارَ َقبْلَ أّ َتبْلُ َغ قَ ْعرَها‬
‫ن رأ سِ ال سّ ْلسِلَةِ لَسارَتْ أ ْر َبعِي نَ َ‬
‫الّليْل‪ ,‬وَلَ ْو أنّها ُأرْ سِلَتْ مِ ْ‬
‫أ ْو أصْلَها»‪.‬‬
‫‪26951‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن ابن المبارك‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬عن جُويبر‪ ,‬عن‬
‫الضحاك‪ ,‬فاسُْلكُو ُه قال‪ :‬السلك‪ :‬أن تدخل السلسلة في فيه‪ ,‬وتخرج من دبره‪.‬‬
‫ن ِذرَا عا فا سُْلكُوهُ وإن ما ت سلك ال سلسلة في ف يه‪ ,‬ك ما قالت‬
‫س ْبعُو َ‬
‫وق يل‪ :‬ثُ مّ فِي سِلْسِلَ ٍة َذرْعُ ها َ‬
‫العرب‪ :‬أدخلت رأسي في القلنسوة‪ ,‬وإنما تدخل القلنسوة في الرأس‪ ,‬وكما قال العشي‪:‬‬
‫ل َكمْ‬
‫سرَابُ ا ْر َتدَى با َ‬
‫إذَا ما ال ّ‬
‫وإنما يرتدي الكم بالسراب وما أشبه ذلك‪ ,‬وإنما قيل ذلك كذلك لمعرفة السامعين معناه‪ ,‬وإنه‬
‫ل يشكل على سامعه ما أراد قائله‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬إنّ هُ كا نَ ل يُ ْؤمِ نُ بالّل ِه ال َعظِي مِ يقول‪ :‬افعلوا ذلك به جزاء له على كفره بال في الدنيا‪,‬‬
‫إنه كان ل يصدّق بوحدانية ال العظيم‪.‬‬

‫‪37-34‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن * فََليْ سَ َل هُ ا ْل َيوْ مَ هَا هُنَا‬
‫طعَا ِم ا ْلمِ سْكِي ِ‬
‫ل َيحُ ضّ عََلىَ َ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪َ { :‬و َ‬
‫طئُونَ }‪.‬‬
‫ل ا ْلخَا ِ‬
‫ل َي ْأكُلُهُ ِإ ّ‬
‫ن* ّ‬
‫غسْلِي ٍ‬
‫ل مِنْ ِ‬
‫طعَامٌ ِإ ّ‬
‫حمِيمٌ * َولَ َ‬
‫َ‬
‫الشقيـ الذي أوتـي كتابـه بشماله‪ :‬إنـه كان فـي الدنيـا ل‬
‫ّ‬ ‫يقول تعالى ذكره مخـبرا عـن هذا‬
‫يحضّ الناس على إطعام أهل المسكنة والحاجة‪.‬‬
‫حمِي مٌ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬فليس له اليوم وذلك يوم القيامة ها هنا‪,‬‬
‫وقوله‪ :‬فََليْ سَ لَ ُه اليَوْ مَ هَا هُنا َ‬
‫يعني في الدار الَخرة حميم‪ ,‬يعني قريب يدفع عنه‪ ,‬ويغيثه مما هو فيه من البلء‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪26952‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬فََليْسَ لَهُ ال َيوْمَ ها‬
‫ل ثناؤه‪ :‬ول له طعام ك ما‬
‫حمِي مٌ القر يب في كلم العرب ول طَعا مٌ إل َم نْ غِ سْلِينٍ يقول ج ّ‬
‫هُ نا َ‬
‫كان ل يح ضّ في الدن يا على طعام الم سكين‪ ,‬إل طعام من غ سلين‪ ,‬وذلك ما ي سيل من صديد‬
‫أهل النار‪.‬‬
‫ل جرح غ سلته فخرج م نه ش يء ف هو‬
‫وكان ب عض أ هل العرب ية من أ هل الب صرة يقول‪ :‬ك ّ‬
‫غ سلين‪ ,‬فعل ين من الغ سل من الجراح والدّبر‪ ,‬وز يد ف يه الياء والنون بمنزلة عفر ين‪ .‬وبن حو‬
‫الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26953‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫ن صديد أهل النار‪.‬‬
‫غسْلِي ٍ‬
‫قوله‪ :‬وَل طَعا ٌم إلّ مِنْ ِ‬
‫‪ 26954‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن قال‪ :‬ما يخرج من لحومهم‪.‬‬
‫غسْلِي ٍ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله وَل طَعامٌ إلّ مِنْ ِ‬
‫ل مِ نْ‬
‫‪ 26955‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَل طَعا مٌ إ ّ‬
‫ن شرّ الطعام وأخبثه وأبشعه‪.‬‬
‫غسْلِي ٍ‬
‫ِ‬
‫وكان ابن زيد يقول في ذلك ما‪:‬‬
‫‪26956‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَل طَعامٌ إلّ مِنْ‬
‫ن قال‪ :‬الغسلين والزقوم ل يعلم أحد ما هو‪.‬‬
‫غِسلِي ٍ‬
‫ُونـ يقول‪ :‬ل يأكـل الطعام الذي مـن غسـلين إل الخاطئون‪ ,‬وهـم‬
‫طئ َ‬ ‫ُهـ إلّ الخا ِ‬
‫وقوله‪ :‬ل ي ْأكُل ُ‬
‫المذنبون الذين ذنوبهم كفر بال‪.‬‬

‫‪42-38‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن * ِإنّهُـ لَ َقوْلُ‬
‫ن * وَمَا لَ ُتبْصِـرُو َ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪{ :‬فَلَ ُأقْسِـمُ بِمَا ُتبْصِـرُو َ‬
‫ل كَاهِنٍ قَلِيلً مّا َت َذ ّكرُونَ }‪.‬‬
‫ن * َولَ ِبقَوْ ِ‬
‫عرٍ قَلِيلً مّا ُت ْؤ ِمنُو َ‬
‫رَسُولٍ َكرِيمٍ * َومَا هُ َو بِ َقوْلِ شَا ِ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬فل‪ ,‬ما ال مر ك ما تقولون مع شر أ هل التكذ يب بكتاب ال ور سله‪ ,‬أق سم‬
‫بالشياء كلهـا التـي تبصـرون منهـا‪ ,‬والتـي ل تبصـرون‪ .‬وبنحـو الذي قلنـا فـي ذلك قال أهـل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫سمُ بِ ما‬
‫‪ 26957‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد في قوله‪ :‬فَل ُأقْ ِ‬
‫ن ومَا ل ُت ْبصِرُونَ قال‪ :‬أقسم بالشياء‪ ,‬حتى أقسم بما تبصرون وما ل تبصرون‪.‬‬
‫صرُو َ‬
‫ُتبْ ِ‬
‫‪ 26958‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫صرُونَ يقول‪ :‬بما ترون وبما ل ترون‪.‬‬
‫سمُ ِبمَا ُت ْبصِرُونَ وَما ل ُت ْب ِ‬
‫ابن عباس‪ ,‬في قوله‪ :‬فَل ُأ ْق ِ‬
‫ل كَريم ٍـ يقول تعالى ذكره‪ :‬إن هذا القرآن رسـول كريـم‪ ,‬وهـو محمـد‬
‫وقوله‪ :‬إنّهُـ لَقَ ْولُ رَسـُو ٍ‬
‫صلى ال عليه وسلم يتلوه عليهم‪.‬‬
‫ل ثناؤه‪ :‬ما هذا القرآن بقول شا عر لن‬
‫ن يقول ج ّ‬
‫عرٍ قَلِيلً ماتُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫ل شا ِ‬
‫وقوله‪ :‬وَ ما هُ َو بِقَوْ ِ‬
‫محمدا ل يُح سن قول الش عر‪ ,‬فتقولوا هو ش عر قَلِيلً ما تُ ْؤ ِمنُو نَ يقول‪ :‬ت ص ّدقُون قليلً به أن تم‪,‬‬
‫وذلك خطاب مـن ال لمشركـي قريـش وَل بِ َقوْلِ كاهِن قَلِيلً مـا َت َذ ّكرُون َـ يقول‪ :‬ول هـو بقول‬
‫كا هن‪ ,‬لن محمدا ل يس بكا هن‪ ,‬فتقولوا‪ :‬هو من سجع الكهان قلِيلً ما َتذَ ّكرُو نَ يقول‪ :‬ول هو‬
‫بقول كاهـن‪ ,‬لن محمدا ليـس بكاهـن‪ ,‬فتقولوا‪ :‬هـو مـن سـجع الكهان قَلِيلً مـا َت َذكّرُون َـ يقول‪:‬‬
‫تتعظون به أنتم‪ ,‬قليلً ما تعتبرون به‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫عرٍ قَلِيلً ما‬
‫ل شا ِ‬
‫‪26959‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَما ُهوَ ب َقوْ ِ‬
‫ن قَلِيلً ما َت َذ ّكرُو نَ طهّره ال من الكها نة‪,‬‬
‫ل كاهِ ٍ‬
‫ن طهّره ال من ذلك وع صمه وَل بِ َقوْ ِ‬
‫تُ ْؤمِنو َ‬
‫وعصمه منها‪.‬‬

‫‪46-43‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن * وَلَ ْو تَقَ ّولَ عََل ْينَا َبعْضَ القَاوِيلِ *‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{ :‬تَنزِيلٌ مّن رّبّ ا ْلعَاَلمِي َ‬
‫ط ْعنَا ِمنْ ُه الْ َوتِينَ }‪.‬‬
‫خذْنَا ِم ْنهُ بِا ْل َيمِينِ * ُثمّ لَ َق َ‬
‫لَ‬
‫ن نزل عل يه وَلَ ْو تَ َقوّلَ عََليْ نا مح مد َبعْ ضَ‬
‫ب العاَلمِي َ‬
‫ل من ر ّ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬ولك نه َت ْنزِي ٌ‬
‫ْهـ بال َيمِيـن يقول‪ :‬لخذنـا منـه بالقوّة منـا والقدرة‪ ,‬ثـم‬
‫خذْنـا ِمن ُ‬
‫لَ‬‫ل الباطلة‪ ,‬وتكذب علينـا َ‬
‫القاوِي ِ‬
‫لقطعنا منه نياط القلب‪ .‬وإنما يعني بذلك أنه كان يعاجله بالعقوبة‪ ,‬ول يؤخره بها‪.‬‬
‫خ ْذنَا ِمنْ ُه بال َيمِي نِ‪ :‬لخذنا منه باليد اليمنى من يديه قالوا‪ :‬وإنما‬
‫وقد قيل‪ :‬إن معنى قوله لَ َء َ‬
‫ذلك مثل‪ ,‬ومعناه‪ :‬إنا كنا نذله ونهينه‪ ,‬ثم نقطع منه بعد ذلك الوتين قالوا‪ :‬وإنما ذلك كقول ذي‬
‫السلطان إذا أراد الستخفاف ببعض من بين يديه لبعض أعوانه‪ ,‬خذ بيده فأقمه‪ ,‬وافعل به كذا‬
‫خذْنا ِم ْن ُه بال َيمِين‪ :‬أي لهناه كالذي يفعل بالذي وصفنا حاله‪.‬‬
‫لَ‬‫وكذا قالوا‪ :‬وكذلك معنى قوله‪َ :‬‬
‫وبنحو الذي قلنا في معني قوله ال َوتِينَ قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26960‬ـ حدثني سليمان بن عبد الجبار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الصلت‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو كدينة‪,‬‬
‫طعْنا ِمنْهُ ال َوتِينَ قال‪ :‬نياط القلب‪.‬‬
‫عن عطاء‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‪ ,‬عن ابن عباس‪ :‬لَ َق َ‬
‫حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫جبير‪ ,‬عن ابن عباس بمثله‪.‬‬
‫حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا حكام‪ ,‬عن عمرو‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن سعيد بن جبير‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباس بمثله‪.‬‬
‫حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬عن عطاء بن السائب‪ ,‬عن سعيد بن جبير‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن‬
‫عباس ال َوتِينَ‪ :‬نِياط القلب‪.‬‬
‫حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن عطاء بن ال سائب‪ ,‬عن‬
‫سعيد بن جبير بنحوه‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن سعيد بن جبير بمثله‪.‬‬
‫حدث ني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ث ني معاو ية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قوله ثُ مّ‬
‫طعْنا ِمنْهُ ال َوتِينَ يقول‪ :‬عرق القلب‪.‬‬
‫لَ َق َ‬
‫‪ 26961‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫طعْنا ِمنْ ُه ال َوتِينَ يعني‪ :‬عرقا في القلب‪ ,‬ويقال‪ :‬هو حبل في القلب‪.‬‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله ُثمّ َل َق َ‬
‫‪26962‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫ن قال‪:‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬ال َوتِي َ‬
‫حبل القلب الذي في الظهر‪.‬‬
‫طعْ نا ِم ْن هُ‬
‫‪ 26963‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬ثُ مّ َل َق َ‬
‫ن قال‪ :‬حبل القلب‪.‬‬
‫ال َوتِي َ‬
‫‪ 26964‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬أخبرنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫طعْنـا ِمنْه ُـ ال َوتِين َـ وتيـن القلب‪ :‬وهـو عرق يكون فـي القلب‪ ,‬فإذا قطـع مات‬
‫يقول فـي قوله‪ :‬لَ َق َ‬
‫النسان‪.‬‬
‫طعْ نا ِم ْن هُ‬
‫‪ 26965‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله ثُ مّ َل َق َ‬
‫ِينـ قال‪ :‬الوتيـن‪ :‬نياط القلب الذي القلب متعلق بـه‪ ,‬وإياه عنـى الشماخ بـن ضرار التغلبـي‬
‫ال َوت َ‬
‫بقوله‪:‬‬
‫ن‬
‫شرَقي ب َدمِ ال َوتِي ِ‬
‫حمَلْتِ َرحْلِىعَرَابَ َة فا ْ‬
‫إذَا بَّل ْغتِني و َ‬
‫‪52-47‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ن * وَِإنّ هُ َل َت ْذ ِكرَةٌ لّ ْل ُمتّقِي نَ *‬
‫جزِي َ‬
‫عنْ هُ حَا ِ‬
‫حدٍ َ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬فَمَا مِنكُ مْ مّ نْ َأ َ‬
‫سمِ‬
‫سبّحْ بِا ْ‬
‫ن * فَ َ‬
‫ن * وَِإنّ ُه َلحَ قّ ا ْليَقِي ِ‬
‫سرَةٌ عَلَى ا ْلكَافِرِي َ‬
‫وَِإنّا َل َنعْلَ مُ َأ نّ مِنكُ مْ ّم َك ّذبِي نَ * وَِإّن هُ َلحَ ْ‬
‫ك ا ْلعَظِيمِ }‪.‬‬
‫َربّ َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬ف ما من كم أي ها الناس من أ حد عن مح مد لو تقوّل علي نا ب عض القاو يل‪,‬‬
‫فأخذنا منه باليمين‪ ,‬ثم لقطعنا منه الوتين‪ ,‬حاجزين يحجزوننا عن عقوبته‪ ,‬وما نفعله به‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫حاجزيـن‪ ,‬فجمـع‪ ,‬وهـو فعـل لحـد‪ ,‬وأحـد فـي لفـظ واحـد ردّا على معناه‪ ,‬لن معناه الجمـع‪,‬‬
‫حدٍ مِنْ رُسُلِهِ وبين‪ :‬ل تقع‬
‫نأَ‬
‫والعرب تجعل أحدا للواحد والثنين والجمع‪ ,‬كما قيل ل ُن َفرّقُ بَي َ‬
‫إل على اثنين فصاعدا‪.‬‬
‫ن يقول تعالى ذكره‪ :‬وإن هذا القرآن لتذكرة‪ ,‬يعني عظة يتذكر به‪,‬‬
‫وقوله‪ :‬وَإّن ُه َل َت ْذكِرَ ٌة ل ْل ُمتّقِي َ‬
‫ويت عظ به للمتق ين‪ ,‬و هم الذ ين يتقون عقاب ال بأداء فرائ ضه‪ ,‬واجتناب معا صيه‪ .‬وبن حو الذي‬
‫قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن قال‪:‬‬
‫‪ 26966‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَإنّ ُه َل َت ْذكِرَ ٌة ل ْل ُمتّقِي َ‬
‫القرآن‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَإنّا َل َنعْلَ مُ أ نّ ِم ْنكُ مْ ُم َك ّذبِي نَ يقول تعالى ذكره‪ :‬وإ نا لنعلم أن من كم مكذّب ين أي ها الناس‬
‫سرَةٌ على الكافِرِي نَ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬وإن التكذ يب به لح سرة وندا مة على‬
‫بهذا القرآن وَإّن هُ َلحَ ْ‬
‫الكافرين بالقرآن يوم القيامة وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫سرَ ٌة على الكافِرِينَ‬
‫‪26967‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَإّن ُه َلحَ ْ‬
‫ذاكم يوم القيامة‪.‬‬
‫وَإّن هُ َلحَ قّ اليّقِي نِ يقول‪ :‬وإنه للح قّ اليقين الذين ل ش كّ فيه أنه من عند ال‪ ,‬لم يتقوّله محمد‬
‫ل شيء في‬
‫سمِ َربّ كَ ال َعظِي مِ بذكر ربك وتسميته العظيم‪ ,‬الذي ك ّ‬
‫ح با ْ‬
‫سبّ ْ‬
‫صلى ال عليه وسلم فَ َ‬
‫عظمته صغير‪.‬‬

‫سورة المعارج‬
‫سورة المعارج مكية‬
‫وآياتها أربع وأربعون‬
‫بسم ال الرحمَن الرحيـم‬

‫‪5-1‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫سأَلَ سَآئِلٌ ِب َعذَا بٍ وَاقِ عٍ * لّ ْلكَافِرِي نَ َليْ سَ َل ُه دَافِ عٌ * مّ نَ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪َ { :‬‬
‫سنَةٍ *‬
‫ن أَلْ فَ َ‬
‫خمْ سِي َ‬
‫ن مِ ْقدَارُ ُه َ‬
‫ح إَِليْ هِ فِي يَوْ مٍ كَا َ‬
‫ل ِئكَةُ وَالرّو ُ‬
‫ج ا ْلمَ َ‬
‫ج * َت ْعرُ ُ‬
‫اللّ هِ ذِي ا ْل َمعَارِ ِ‬
‫جمِيلً ‪.‬‬
‫صبِ ْر صَبْرا َ‬
‫فَا ْ‬
‫قال أبـو جعفـر‪ :‬اختلفـت القرّاء فـي قراءة قوله‪ :‬سـأَلَ سـائِلٌ فقرأتـه عامـة قرّاء الكوفـة‬
‫والبصرة‪ :‬سأَلَ سائِلٌ بهمز سأل سائل‪ ,‬بمعنى سأل سائل من الكفار عن عذاب ال‪ ,‬بمن هو‬
‫وا قع وقرأ ذلك ب عض قرّاء المدي نة‪ « :‬سال سائِلٌ» فلم يه مز سأل‪ ,‬ووج هه إلى أ نه ف عل من‬
‫السيل‪.‬‬

‫والذي هو أولى القراءت ين بال صواب قراءة من قرأه باله مز لجماع الح جة من القرّاء على‬
‫ذلك‪ ,‬وأن عا مة أ هل التأو يل من ال سلف بمع نى اله مز تأوّلوه‪ .‬ذ كر من تأوّل ذلك كذلك‪ ,‬وقال‬
‫تأويله نحو قولنا فيه‪:‬‬
‫‪ 26968‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬سألَ سائِلٌ ب َعذَابٍ وَاقِ ٍع قال‪ :‬ذاك سؤال الكفار عن عذاب ال وهو واقع‪.‬‬
‫ن كانَ َهذَا هُوَ‬
‫‪26969‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حكام‪ ,‬عن عنبسة‪ ,‬عن ليث‪ ,‬عن مجاهد إ ْ‬
‫ع ْن ِدكَ‪ ...‬الَية‪ ,‬قال سأَلَ سائِلٌ ب َعذَابِ وَاقِعٍ‪.‬‬
‫حقّ مِنْ ِ‬
‫ا ْل َ‬
‫‪ 26970‬ـ حدثنا محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جمعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد‪ ,‬في قول ال‪ :‬سأَلَ‬
‫ن َهذَا ُهوَ ا ْلحَقّ‬
‫ن كا َ‬
‫سائِلٌ قال‪ :‬دعا داع بعذاب وَاقِعٍ‪ :‬يقع في الَخرة‪ ,‬قال‪ :‬وهو قولهم‪ :‬الّلهُمّ إ ْ‬
‫طرْ عََليْنا حِجارَ ًة مِنَ السّماءِ‪.‬‬
‫ع ْن ِدكَ فَأمْ ِ‬
‫مِنْ ِ‬
‫ل بعَذَا بٍ‬
‫‪ 26971‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬سأَلَ سائِ ٌ‬
‫وَاقِعٍ قال‪ :‬سأل عذاب ال أقوام‪ ,‬فبين ال على من يقع على الكافرين‪.‬‬
‫حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬سأَلَ سائِلٌ قال‪:‬‬
‫س لَ ُه دَافِعٌ‪.‬‬
‫سأل عن عذاب واقع‪ ,‬فقال ال‪ :‬للْكا ِفرِينَ َليْ َ‬
‫وأما الذين قرأوا ذلك بغير همز‪ ,‬فإنهم قالوا‪ :‬السائل واد من أودية جهنم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26972‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله ال‪« :‬سأل سائِلٌ‬
‫ب َعذَابٍ وَاقِعٍ» قال‪ :‬قال بعض أهل العلم‪ :‬هو واد في جهنم يقال له سائل‪.‬‬
‫وقوله‪ِ :‬ب َعذَابٍ وَاقِ ٍع للْكا ِفرِينَ يقول‪ :‬سأل بعذاب للكافرين واجب لهم يوم القيامة واقع بهم‪.‬‬
‫ن على الكافرين‪ ,‬كالذي‪:‬‬
‫ومعنى للْكافِرِي َ‬
‫‪ 26973‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول فـي قوله‪ِ :‬ب َعذَابٍـ وَاقِعٍـ للْكا ِفرِي نَ يقول‪ :‬واقـع على الكافرينواللم فـي قوله للْكافِرِي نَ من‬
‫صلة الواقع‪.‬‬
‫ِجـ يقول تعالى ذكره‪ :‬ليـس للعذاب الواقـع على‬
‫ّهـ ذِي ال َمعَار ٍ‬
‫ِنـ الل ِ‬
‫ِعـ م َ‬
‫َهـ دَاف ٌ‬
‫ْسـ ل ُ‬
‫وقوله‪َ :‬لي َ‬
‫الكافرين من ال دافع يدفعه عنهم‪.‬‬
‫ج يع ني‪ :‬ذا العل ّو والدرجات والفوا ضل والن عم‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك‬
‫وقوله‪ :‬ذِي المَعارِ ِ‬
‫قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪26974‬ـ حدثني عليّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عليّ‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في‬
‫قوله‪ :‬ذِي المَعارِج يقول‪ :‬العلوّ والفواضل‪.‬‬
‫‪ 26975‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة مِ نَ الّل ِه ذِي المَعارِ جِ‪ :‬ذي‬
‫الفواضل والنّعم‪.‬‬
‫‪26976‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قول ال‪ :‬مِ نَ‬
‫ج قال معارج السماء‪.‬‬
‫اللّ ِه ذِي المَعارِ ِ‬
‫‪ 26977‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ :‬ذِي المَعارِ جِ‬
‫قال‪ :‬ال ذو المعارج‪.‬‬
‫‪26978‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن رجل‪ ,‬عن سعيد‬
‫بن جبير‪ ,‬عن ابن عباس ذِي المَعارِجِ قال‪ :‬ذي الدرجات‪.‬‬
‫سنَ ٍة يقول تعالى ذكره‪:‬‬
‫خمْ سِينَ ألْ فَ َ‬
‫ن مِ ْقدَارُ ُه َ‬
‫ح إَليْ ِه فِي َيوْ مٍ كا َ‬
‫وقوله‪َ :‬ت ْعرُ جُ المَل ِئكَةُ وَالرّو ُ‬
‫تصعد الملئكة والروح‪ ,‬وهو جبريل عليه السلم إليه‪ ,‬يعني إلى ال جلّ وعزّ والهاء في قوله‪:‬‬
‫سنَ ٍة يقول‪ :‬كان مقدار صعودهم ذلك‬
‫خمْ سِينَ ألْ فَ َ‬
‫إَليْ هِ عائدة على اسم ال في َيوْ مٍ كا نَ ِم ْقدَارُ ُه َ‬
‫فـي يوم لغيرهـم مـن الخلق خمسـين ألف سـنة‪ ,‬وذلك أنهـا تصـعد مـن منتهـى أمره من أسـفل‬
‫الرض السابعة إلى منتهى أمره من فوق ال سموات السبع‪ .‬وبنحو الذي قل نا في ذلك قال أهل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26979‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حكام بن سلم‪ ,‬عن عمرو بن معروف‪ ,‬عن ليث‪ ,‬عن‬
‫سنَ ٍة قال‪ :‬منتهى أمره من أسفل الرضين إلى منتهى‬
‫خمْ سِينَ ألْ فَ َ‬
‫ن مِ ْقدَارُ ُه َ‬
‫مجاهد في َيوْ مٍ كا َ‬
‫أمره من فوق ال سموات مقدار خم سين ألف سنة ويوم كان مقداره ألف سنة‪ ,‬يع ني بذلك نزل‬
‫المر من السماء إلى الرض‪ ,‬ومن الرض إلى السماء في يوم واحد‪ ,‬فذلك مقداره ألف سنة‪,‬‬
‫لن ما بين السماء إلى الرض‪ ,‬مسيرة خمس مئة عام‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬تعرج الملئكة والروح إليه في يوم يفرغ فيه من القضاء بين‬
‫خلقه‪ ,‬كان قدر ذلك اليوم الذي فرغ فيه من القضاء بينهم قدر خمسين ألف سنة‪ .‬ذكر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 26980‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سماك بن حرب‪ ,‬عن عكرِمة‬
‫سنَةٍ قال‪ :‬في يوم واحد يفرغ في ذلك اليوم من القضاء كقدر‬
‫خمْ سِينَ ألْ فَ َ‬
‫ن مِ ْقدَارُ ُه َ‬
‫فِي يَوْم كا َ‬
‫خمسين ألف سنة‪.‬‬
‫‪ 26981‬ـ حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن سماك‪ ,‬عن‬
‫سنَ ٍة قال‪ :‬يوم القيامة‪.‬‬
‫خ ْمسِينَ أ ْلفَ َ‬
‫عكرِمة فِي َيوْم كانَ ِم ْقدَارُ ُه َ‬
‫حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن سماك‪ ,‬عن عكرِمة في‬
‫سنَةٍ قال‪ :‬يوم القيامة‪.‬‬
‫ف َ‬
‫خمْسينَ أ ْل َ‬
‫هذه الَية َ‬
‫‪26982‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َت ْعرُجُ المَل ِئكَةُ وَالرّوحُ إَليْه‬
‫سنَةٍ‪ :‬ذاكم يوم القيامة‪.‬‬
‫ف َ‬
‫خ ْمسِينَ أ ْل َ‬
‫ن مِ ْقدَارُهُ َ‬
‫فِي َي ْومٍ كا َ‬
‫‪ 26983‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن‬
‫سنَةٍ ل يدري أحدٌ‬
‫ن أ ْلفَ َ‬
‫خ ْمسِي َ‬
‫مجاهد‪ ,‬قال معمر‪ :‬وبلغني أيضا‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬في قوله‪ :‬مقدَارُهُ َ‬
‫كم مضى‪ ,‬ول كم بقي إل ال‪.‬‬
‫‪26984‬ـ حدثني عليّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عليّ‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في‬
‫سنَةٍ فهذا يوم القيامة‪ ,‬جعله‬
‫ن ألْ فَ َ‬
‫خمْ سِي َ‬
‫ن مِ ْقدَارُ ُه َ‬
‫ح إَليْ هِ فِي يَوْ ٍم كا َ‬
‫ج المَل ِئكَةُ وَالرّو ُ‬
‫قوله‪َ :‬ت ْعرُ ُ‬
‫ال على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة‪.‬‬
‫‪26985‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬أخبرنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫سنَ ٍة يعني يوم القيامة‪.‬‬
‫ن أ ْلفَ َ‬
‫خمْسِي َ‬
‫يقول في قوله‪ :‬فِي يَ ْومٍ كانَ مِ ْقدَارُ ُه َ‬
‫‪ 26986‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ :‬فِي يَوْ ٍم كا نَ‬
‫سنَةٍ قال‪ :‬هذا يوم القيامة‪.‬‬
‫ف َ‬
‫خ ْمسِينَ أ ْل َ‬
‫م ْقدَارُهُ َ‬
‫‪ 26987‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬أ خبرني عمرو بن الحارث أن درّا جا‬
‫حدّثه عن أبي الهيثم عن سعيد‪ ,‬أنه قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬فِي يَوْ ٍم كا نَ مِ ْقدَارُ هُ‬
‫سنَةٍ ما أطول هذا فقال النبي صلى ال عليه وسلم‪« :‬وَاّلذِي نَفْسِي ِب َيدِهِ‪ ,‬إنّ ُه َل ُيخَفّفُ‬
‫خمْسِينَ ألْفَ َ‬
‫َ‬
‫ن الصّلةِ ال َم ْكتُو َبةِ ُيصَلّيها فِي ال ّدنْيا»‪.‬‬
‫خفّ عََليْ ِه مِ َ‬
‫نأَ‬
‫ن حتى َيكُو َ‬
‫عَلى ال ُم ْؤمِ ِ‬
‫وقد رُوي عن ابن عباس في ذلك غير القول الذي ذكرنا عنه‪ ,‬وذلك ما‪:‬‬
‫‪ 26988‬ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن أيوب‪ ,‬عن ابن أبي مليكة‪ ,‬أن‬
‫رجلً سـأل ابـن عباس عـن يوم كان مقداره ألف سـنة‪ ,‬فقال‪ :‬مـا يوم كان مقداره خمسـين ألف‬
‫سنة؟ قال‪ :‬إن ما سألتك لت خبرني‪ ,‬قال‪ :‬ه ما يومان ذكره ما ال في القرآن‪ ,‬ال أعلم به ما‪ ,‬فكره‬
‫أن يقول في كتاب ال ما ل يعلم‪.‬‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الوهاب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أيوب‪ ,‬عن ابن أبي مليكة‪ ,‬قال‪ :‬سأل‬
‫رجل ابن عباس عن يوم مقداره ألف سنة‪ ,‬قال‪ :‬فاتهمه‪ ,‬فقيل له فيه‪ ,‬فقال‪ :‬ما يوم كان مقداره‬
‫خمسين ألف سنة؟ فقال‪ :‬إنما سألتك لتخبرني‪ ,‬فقال‪ :‬هما يومان ذكرهما ال جلّ وعزّ‪ ,‬ال أعلم‬
‫بهما‪ ,‬وأكره أن أقول في كتاب ال بما ل أعلم‪.‬‬
‫ح بالتاء خل الكسائي‪ ,‬فإنه كان يقرأ‬
‫وقرأت عامة قرّاء المصار قوله‪َ :‬ت ْعرُ جُ المَل ِئكَ ُة والرّو ُ‬
‫ذلك بالياء بخبر كان يرويه عن ابن مسعود أنه قرأ ذلك كذلك‪.‬‬
‫والصواب من قراءة ذلك عندنا ما عليه قرّاء المصار‪ ,‬وهو بالتاء لجماع الحجة من القرّاء‬
‫عليه‪.‬‬
‫صبْرا جمِيلً يقول تعالى ذكره‪ :‬فا صبر صبرا جميلً‪ ,‬يع ني‪ :‬صبرا ل جزع‬
‫ص ِبرْ َ‬
‫وقوله فا ْ‬
‫فيه‪ .‬يقول له‪ :‬اصبر على أذى هؤلء المشركين لك‪ ,‬ول يثنيك ما تلقى منهم من المكروه عن‬
‫تبليغ ما أمرك ربك أن تبلغهم من الرسالة‪ .‬وكان ابن زيد يقول في ذلك ما‪:‬‬
‫صبْرا‬
‫صبِرْ َ‬
‫‪26989‬ـ حدثني به يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬فا ْ‬
‫جمِيلً قال‪ :‬هذا ح ين كان يأمره بالع فو عن هم ل يكافئ هم‪ ,‬فل ما أ مر بالجهاد والغل ظة علي هم أ مر‬
‫َ‬
‫بالشدّة والقتل حتى يتركوا‪ ,‬ونسخ هذا‪.‬‬
‫وهذا الذي قاله ابن زيد أنه كان أمر بالعفو بهذه الَية‪ ,‬ثم نسخ ذلك قول ل وجه له‪ ,‬لنه ل‬
‫ح منها الدعاوي‪ ,‬وليس في أمر ال نبيه‬
‫دللة على صحة ما قال من بعض الوجه التي تص ّ‬
‫صلى ال عليه وسلم في الصبر الجميل على أذى المشركين ما يوجب أن يكون ذلك أمرا منه‬
‫له به في بعض الحوال‪ ,‬بل كان ذلك أمرا من ال له به في كلّ الحوال‪ ,‬لنه لم يزل صلى‬
‫ل ذلك صابر على ما‬
‫ال عليه وسلم من لدن بعثه ال إلى أن اخترمه في أذى منهم‪ ,‬وهو في ك ّ‬
‫يلقى منهم من أذًى قبل أن يأذن ال له بحربهم‪ ,‬وبعد إذنه له بذلك‪.‬‬

‫‪10-6‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫سمَآءُ كَا ْل ُمهْلِ‬
‫ن ال ّ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪ِ{:‬إ ّنهُ مْ َيرَ ْونَ هُ َبعِيدا * َو َنرَا ُه َقرِيبا * يَوْ مَ َتكُو ُ‬
‫حمِيما }‪.‬‬
‫حمِيمٌ َ‬
‫سأَلُ َ‬
‫جبَالُ كَا ْل ِعهْنِ * َولَ َي ْ‬
‫ن ا ْل ِ‬
‫* َو َتكُو ُ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬إن هؤلء المشرك ين يرون العذاب الذي سألوا ع نه‪ ,‬الوا قع علي هم بعيدا‬
‫وقوعـه‪ ,‬وإنمـا أخـبر جلّ ثناؤه أنهـم يرون ذلك بعيدا‪ ,‬لنهـم كانوا ل يصـدّقون بـه‪ ,‬وينكرون‬
‫البعث بعد الممات‪ ,‬والثواب والعقاب‪ ,‬فقال‪ :‬إنهم يرونه غير واقع‪ ,‬ونحن نراه قريبا‪ ,‬لنه كائن‪,‬‬
‫ل ما هو آت قريب‪.‬‬
‫وك ّ‬
‫والهاء والميم من قوله‪ :‬إ ّنهُمْ من ذكر الكافرين‪ ,‬والهاء من قوله‪َ :‬يرَ ْونَ ُه من ذكر العذاب‪.‬‬
‫ن ال سّما ُء كال ُمهْلِ يقول تعالى ذكره‪ :‬يوم تكون ال سماء كالش يء المذاب‪ ,‬و قد‬
‫وقوله‪ :‬يَوْ مَ َتكُو ُ‬
‫بي نت مع نى الم هل في ما م ضى بشواهده‪ ,‬واختلف المختلف ين ف يه‪ ,‬وذكر نا ما قال ف يه ال سلف‪,‬‬
‫فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع‪.‬‬
‫‪26990‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬يَوْ مَ َتكُو نُ‬
‫السّماءُ كال ُمهْلِ قال‪َ :‬ك َع َكرِ الزيت‪.‬‬
‫‪ 26991‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬يوْ مَ َتكُو نُ ال سّماءُ‬
‫كال ُمهْلِ تتحوّل يومئذٍ لونا آخر إلى الحمرة‪.‬‬
‫ن يقول‪ :‬وتكون الجبال كال صوف‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال‬
‫ل كا ْلعِه ِ‬
‫وقوله‪َ :‬و َتكُو نُ الجِبا ُ‬
‫أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪26992‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد كا ْل ِعهْ نِ قال‪:‬‬
‫كالصوف‪.‬‬
‫‪26993‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ :‬كا ْل ِعهْنِ‬
‫قال‪ :‬كالصوف‪.‬‬
‫حمِيما ُيبَ صّرُو َن ُهمْ يقول تعالى ذكره‪ :‬ول يسأل قريب قريبه عن شأنه‬
‫حمِي مٌ َ‬
‫وقوله‪ :‬وَل يَسألُ َ‬
‫لشغله بشأن نفسه‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫حمِيما‬
‫حمِيمٌ َ‬
‫‪26994‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة قوله‪ :‬وَل يَسأَلُ َ‬
‫يشغل كلّ إنسان بنفسه عن الناس‪.‬‬
‫صرُو َن ُهمْ اختلف أهل التأويل في الذين عنوا بالهاء والميم في قوله ُيبَ صّرُو َن ُهمْ فقال‬
‫وقوله‪ُ :‬يبَ ّ‬
‫بعضهم‪ :‬عُنى بذلك القرباء أنهم يعرّفون أقربائهم‪ ,‬ويعرّف كلّ إنسان قريبه‪ ,‬فذلك تبصير ال‬
‫إياهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26995‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫صرُو َن ُهمْ قال‪ :‬يعرَف بعضهم بعضا‪ ,‬ويتعارفون بينهم‪ ,‬ثم يفرّ بعضهم من‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ُ :‬يبَ ّ‬
‫ن ُي ْغنِيِهِ‪.‬‬
‫بعض‪ ,‬يقول‪ :‬لكُلّ ا ْم ِرىْ ِم ْن ُهمْ يَ ْو َم ِئذٍ شأْ ٌ‬
‫صرُو َن ُهمْ يعرّفون هم‬
‫‪ 26996‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة ُيبَ ّ‬
‫يعلمون‪ ,‬وال ليعرّفنّ قوم قوما‪ ,‬وأناس أناسا‪.‬‬
‫عنِي بذلك المؤمنون أنهم يبصرون الكفار‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل ُ‬
‫‪26997‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫صرُو َن ُهمْ‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ُ :‬يبَ ّ‬
‫المؤمنون يبصرون الكافرين‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل عُنِي بذلك الكفار الذ ين كانوا أتبا عا لَخر ين في الدن يا على الك فر‪ ,‬أن هم‬
‫يعرفون المتبوعين في النار‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 26998‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ُ :‬يبَ صّرو َن ُهمْ قال‪:‬‬
‫يبصرون الذين أضلوهم في الدنيا في النار‪.‬‬
‫وأولى القوال في ذلك بالصحة‪ ,‬قول من قال‪ :‬معنى ذلك‪ :‬ول يسأل حميم حميما عن شأنه‪,‬‬
‫ولكنهم يبصرونهم فيعرفونهم‪ ,‬ثم يفرّ بعضهم من بعض‪ ,‬كما قال جلّ ثناؤه‪ :‬يَوْمَ يَ ِفرّ ال َمرْءُ ِمنْ‬
‫ن ُي ْغنِيهِ‪.‬‬
‫ح َبتِهِ َو َبنِي ِه ِلكُلّ ا ْمرْىءٍ منهم يَ ْو َم ِئذٍ شأْ ٌ‬
‫أخِيهِ وُأمّهِ وأبِيهِ َوصَا ِ‬
‫وإنما قلنا ذلك أولى التأويلت بالصواب‪ ,‬لن ذلك أشبهها بما دل عليه ظاهر التنزيل‪ ,‬وذلك‬
‫صرُو َن ُهمْ تل قوله‪ :‬وَل يَسألُ حَمي مٌ حَميما فلن تكون الهاء والميم من ذكرهم أشبه‬
‫أن قوله‪ُ :‬يبَ ّ‬
‫منها بأن تكون من ذكر غيرهم‪.‬‬
‫واختل فت القرّاء في قراءة قوله‪ :‬وَل يَ سألُ فقرأ ذلك عا مة قرّاء الم صار سوى أ بي جع فر‬
‫ُسـئَلُ» بضـم الياء‪ ,‬يعنـي‪ :‬ل يقال‬
‫القارىء وشَيبـة بفتـح الياء وقرأه أبـو جعفـر وشيبـة‪« :‬وَل ي ْ‬
‫لحميم أين حميمك؟ ول يطلب بعضهم من بعض‪.‬‬
‫والصـواب مـن القراءة عندنـا فتـح الياء‪ ,‬بمعنـى‪ :‬ل يسـأل الناس بعضهـم بعضـا عـن شأنـه‪,‬‬
‫لصحة معنى ذلك‪ ,‬ولجماع الحجة من القرّاء عليه‪.‬‬

‫‪14-11‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫عذَابِـ َي ْو ِم ِئذٍ ِب َبنِيهِـ *‬
‫جرِمُـ لَ ْو يَ ْف َتدِي مِن ْـ َ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪ُ {:‬يبَصّـرُو َنهُ ْم يَ َودّ ا ْل ُم ْ‬
‫جمِيعا ُثمّ يُنجِيهِ }‪.‬‬
‫ح َبتِهِ وََأخِيهِ * َو َفصِيَلتِهِ اّلتِي ُتؤْوِي ِه * َومَن فِي الرْضِ َ‬
‫َوصَا ِ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬يو ّد الكافـر يومئذٍ ويتمنـى أنـه يفتدى مـن عذاب ال إياه ذلك اليوم ببنيـه‬
‫و صاحبته‪ ,‬و هي زوج ته‪ ,‬وأخ يه وف صيلته‪ ,‬و هم عشير ته ال تي تؤو يه‪ ,‬يع ني ال تي تض مه إلى‬
‫رحله‪ ,‬وتنزل فيه امرأته‪ ,‬لقربة ما بينها وبينه‪ ,‬وبمن في الرض جميعا من الخلق‪ ,‬ثم ينجيه‬
‫ل ثناؤه بذكر البنين‪ ,‬ثم الصاحبة‪ ,‬ثم الخ‪ ,‬إعلما منه‬
‫ذلك من عذاب ال إياه ذلك اليوم‪ .‬وبدأ ج ّ‬
‫عباده أن الكا فر من عظ يم ما ينزل به يومئذٍ من البلء يفتدى نف سه‪ ,‬لو و جد إلى ذلك سبيلً‬
‫بأح بّ الناس إليه‪ ,‬كان في الدنيا‪ ,‬وأقربهم إليه نسبا‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫جرِ مُ َلوْ‬
‫‪ 26999‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬ي َودّ ال ُم ْ‬
‫ب فالح بّ‪ ,‬والقرب‬
‫ح َبتِهِ وأخِي هِ َوفَ صِيلَتِ ِه اّلتِي تُؤْوِيه الح ّ‬
‫عذَا بِ َي ْو ِم ِئذٍ ِب َبنِي هِ وَ صَا ِ‬
‫يَ ْف َتدِي مِ نْ َ‬
‫فالقرب من أهله وعشيرته لشدائد ذلك اليوم‪.‬‬
‫‪27000‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪َ :‬وفَ صِيلَتِهِ‬
‫اّلتِي تُ ْؤوِي ِه قال‪ :‬قبيلته‪.‬‬
‫ح َبتِ ِه قال‪:‬‬
‫‪ 27001‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَ صَا ِ‬
‫الصاحبة الزوجة َو َفصِيلَتِ ِه اّلتِي تُ ْؤ ِويِ ِه قال‪ :‬فصيلته‪ :‬عشيرته‪.‬‬

‫‪18-15‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن َأ ْدبَرَ َوتَوَّلىَ *‬
‫ظىَ * َنزّاعَ ًة لّلشّ َوىَ * َتدْعُو مَ ْ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬كَلّ ِإنّهَا َل َ‬
‫عىَ }‪.‬‬
‫جمَعَ َفأَ ْو َ‬
‫َو َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬كل ليس ذلك كذلك‪ ,‬ليس ينجيه من عذاب ال شيء‪ .‬ثم ابتدأ الخبر عما‬
‫جرَ‪.‬‬
‫أعدّه له هنالك جلّ ثناؤه‪ ,‬فقال‪ :‬إنّها َلظَى ولظى‪ :‬اسم من أسماء جهنم‪ ,‬ولذلك لم ُي ْ‬
‫واختلف أهل العربية في موضعها‪ ,‬فقال بعض نحويي البصرة‪ :‬موضعها نصب على البدل‬
‫مـن الهاء‪ ,‬وخـبر إن‪َ :‬نزّاع ًة قال‪ :‬وإن شئت جعلت لظَى رفعـا على خـبر إن‪ ,‬ورفعـت َنزّاعَةً‬
‫على البتداء‪ .‬وقال بعض من أنكر ذلك‪ :‬ل ينبغي أن يتبع الظاهر المكنى إل في الشذوذ قال‪:‬‬
‫شوَى ل ظى‪ :‬ال خبر‪ ,‬ونزا عة‪ :‬حال قال‪ :‬و من ر فع ا ستأنف‪ ,‬ل نه‬
‫عةً لل ّ‬
‫والختيار إنّ ها لَظَى َنزّا َ‬
‫مدح أو ذمّ قال‪ :‬ول تكون ابتداء إل كذلك‪.‬‬
‫وال صواب من القول في ذلك عند نا‪ ,‬أن لَظَى ال خبر‪ ,‬و َنزّاعةٌ ابتداء‪ ,‬فذلك ر فع‪ ,‬ول يجوز‬
‫النصب في القراءة لجماع قرّاء المصار على رفعها‪ ,‬ول قارىء قرأ كذلك بالنصب وإن كان‬
‫للن صب في العرب ية و جه و قد يجوز أن تكون الهاء من قوله «إن ها» عمادا‪ ,‬ول ظى مرفو عة‬
‫بنزّاعة‪ ,‬ونزّاعة بلظى‪ ,‬كما يقال‪ :‬إنها هند قائمة‪ ,‬وإنه هند قائمة‪ ,‬فالهاء عماد في الوجهين‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬نزّاع ًة للشّوَى يقول تعالى ذكره مخـبرا عـن لظ َى إنهـا تنزع جلدة الرأس وأطراف‬
‫البدن والشّوَى‪ :‬جمع شواة‪ ,‬وهي من جوارح النسان ما لم يكن مقتلً‪ ,‬يقال‪ :‬رمى فأشوى‪ :‬إذا‬
‫لم يصب مَقْتلً‪ ,‬فربما وصف الواصف بذلك جلدة الرأس كما قال العشى‪:‬‬
‫شيْبا شَوَاتُ ْه‬
‫ت َ‬
‫قالَتْ ُق َتيْلَ ُة ما َلهُ َقدْ جُلّلَ ْ‬
‫وربما وصف بذلك الساق كقولهم في صفة الفرس‪:‬‬
‫جزَارَه‬
‫عبْلُ الشّوَى َن ْهدُ ال ُ‬
‫يعني بذلك‪ :‬قوائمه‪ ,‬وأصل ذلك كله ما وصفت‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27002‬ـ حدثني سليمان بن عبد الجبار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الصلت‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو كدينة‪,‬‬
‫عةً للشّوَى قال‪ :‬تنزع أمّ الرأس‪.‬‬
‫عن قابوس‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬سألت ابن عباس عن‪َ :‬نزّا َ‬
‫حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصوّاف‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن الحسن الشقر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى‬
‫بن مهلب أبو كدينة‪ ,‬عن قابوس‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في قوله َنزّاعَ ًة للشّوَى قال‪ :‬تنزع‬
‫الرأس‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫ش َوىَ يعني الجلود والهام‪.‬‬
‫عةً لل ّ‬
‫عباس‪ ,‬قوله َنزّا َ‬
‫‪27003‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪َ :‬نزّاعَةً‬
‫للشّوَى قال‪ :‬سألت سعيد بن جبير عن قوله‪َ :‬نزّاعَ ًة للشّوَى فلم ي خبر‪ ,‬ف سألت عن ها مجاهدا‪,‬‬
‫فقلت‪ :‬اللحم دون العظم؟ فقال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫عةً‬
‫‪ 27004‬ـ قال‪ :‬ث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن إ سماعيل بن أ بي خالد‪ ,‬عن أ بي صالح نَزّا َ‬
‫للشّوَى قال‪ :‬لحم الساق‪.‬‬
‫حدثني محمد بن عُمارة السديّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا قبيصة بن عق بة ال سّوائيّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪,‬‬
‫عن إسماعيل‪ ,‬عن أبي صالح في قوله َنزّاعَ ًة للشّوَى قال‪ :‬نزاعة للحم الساقين‪.‬‬
‫‪ 27005‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬مهران‪ ,‬عن خار جة‪ ,‬عن قرة بن خالد‪ ,‬عن الح سن َنزّاعَةً‬
‫للشّوَى قال‪ :‬للهام تحرق كلّ شيء منه‪ ,‬ويبقى فؤاده نضيجا‪.‬‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا قرة‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله‪َ :‬نزّاعَ ًة للشّوَى‬
‫ثم ذكر نحوه‪.‬‬
‫عةً للشّوَى‪ :‬أي‬
‫‪ 27006‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬نزّا َ‬
‫نزّاعة لهامته ومكارم خَلْقِ ِه وأطرافه‪.‬‬
‫حدّثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬أخبرنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫‪ 27007‬ـ ُ‬
‫يقول في قوله‪َ :‬نزّاعَ ًة للشّوَى تبري اللحم والجلد عن العظم حتى ل تترك منه شيئا‪.‬‬
‫‪ 27008‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪َ :‬نزّاعَ ًة للشّوَى‬
‫قال‪ :‬الشوى‪ :‬الَراب العظام‪ ,‬ذاك الشوى‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬نزّاعَ ًة قال‪ :‬تقطع عظامهم كما ترى‪ ,‬ثم يجدّد خلقهم‪ ,‬وتبدّل جلودهم‪.‬‬
‫ن أ ْدبَرَ َوتَوَلّى يقول‪ :‬تدعو لظَى إلى نفسها من أدبر في الدنيا عن طاعة ال‪,‬‬
‫وقوله‪َ :‬تدْعُو مَ ْ‬
‫وتولى عن اليمان بكتابه ورسله‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن أ ْدبَرَ‬
‫‪ 27009‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬تدْعُو مَ ْ‬
‫َو َتوَلّى قال‪ :‬عن طاعة ال وتولى‪ ,‬قال‪ :‬عن كتاب ال‪ ,‬وعن حقه‪.‬‬
‫‪27010‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪َ :‬تدْعُ َو مَ نْ‬
‫أ ْدبَرَ َوتَوَلَى قال‪ :‬عن الحق‪.‬‬
‫ن أ ْدبَرَ‬
‫‪ 27011‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪َ :‬تدْعُو مَ ْ‬
‫َو َتوَلَى قال‪ :‬ل يس ل ها سلطان إل على هوا نِ َم نْ ك فر وتولى وأدبر عن ال‪ ,‬فأ ما من آ من بال‬
‫ورسوله‪ ,‬فليس لها عليه سلطان‪.‬‬
‫جمَ َع فأَوْعَى يقول‪ :‬وج مع مالً فجعله في وعاء‪ ,‬وم نع ح قّ ال م نه‪ ,‬فلم ُيزَ كّ ولم‬
‫وقوله‪َ :‬و َ‬
‫ينفق فيما أوجب ال عليه إنفاقه فيه‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪27012‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫جمَ عَ‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قوله‪َ :‬و َ‬
‫فأَوْعَى قال‪ :‬جمع المال‪.‬‬
‫‪ 27013‬ـ حدثنا محمد بن منصور الطوسى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو قطن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المسعودي‪ ,‬عن‬
‫جمَعَ فأَ ْوعَى‪.‬‬
‫الحكم‪ ,‬قال‪ :‬كان عبد ال بن عكيم‪ ,‬ل يربط كيسه‪ ,‬يقول‪ :‬سمعت ال يقول‪َ :‬و َ‬
‫جمَعَ فأَوْعَى كان جموعا‬
‫‪27014‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو َ‬
‫قموما للخبيث‪.‬‬

‫‪23-19‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جزُوعا * وَِإذَا‬
‫شرّ َ‬
‫َسـهُ ال ّ‬
‫ِقـ هَلُوعا * ِإذَا م ّ‬
‫ن خُل َ‬
‫ِنـ الِنسـَا َ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪{:‬إ ّ‬
‫ل ِت ِهمْ دَآ ِئمُونَ }‪.‬‬
‫خ ْيرُ َمنُوعا * ِإلّ ا ْل ُمصَلّينَ * اّلذِينَ ُهمْ عََلىَ صَ َ‬
‫َمسّهُ ا ْل َ‬
‫جزَع مـع شدّة الحرص‬
‫ِقـ هَلُوعـا‪ ,‬والهَلَع‪ :‬شدّة ال َ‬
‫إنـ النْسـانَ الكافـر خُل َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ّ :‬‬
‫والضجر‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27015‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫شرّ جزُو عا وَإذَا‬
‫ن النْ سانَ خُلِ قَ هَلُو عا قال‪ :‬هو الذي قال ال إذَا مَ سّهُ ال ّ‬
‫ا بن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬إ ّ‬
‫جزُوع الحريص‪ ,‬وهذا في أهل الشرك‪.‬‬
‫خ ْيرُ َمنُوعا ويقال‪ :‬الهَلُوع‪ :‬هو ال َ‬
‫َمسّهُ ال َ‬
‫‪ 27016‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن يمان‪ ,‬عن أشعث بن إسحاق‪ ,‬عن جعفر بن أبي‬
‫جزُوعا‪.‬‬
‫ن خُِلقَ هَلُوعا قال‪ :‬شحيحا َ‬
‫المغيرة‪ ,‬عن سعيد بن جبير إنّ النْسا َ‬
‫‪ 27017‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن إ سماعيل بن أ بي خالد عن‬
‫ضجُورا‪.‬‬
‫ن خُِلقَ هَلُوعا قال‪َ :‬‬
‫عكرِمة إنّ النْسا َ‬
‫‪ 27018‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫جزُوع إذا نزل به‬
‫ق هَلُو عا يقول‪ :‬هو بخ يل َمنُوع للخ ير‪َ ,‬‬
‫يقول‪ :‬إ نّ النْ سانَ يع ني الكا فر خُلِ َ‬
‫البلء‪ ,‬فهذا الهلوع‪.‬‬
‫‪ 27019‬ـ حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا خالد بن الحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شع بة‪,‬‬
‫ق هَلُو عا فحدث ني‬
‫ن خُلِ َ‬
‫عن ح صين‪ ,‬قال يح يى‪ ,‬قال خالد‪ :‬و سألت شع بة عن قوله‪ :‬إ نّ النْ سا َ‬
‫شعبة عن حصين أنه قال‪ :‬الهلوع‪ :‬الحريص‪.‬‬
‫حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن أبي عد يّ‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬قال‪ :‬سألت حصينا عن هذه الَية‪:‬‬
‫ن خُِلقَ هَلُوعا قال‪ :‬حريصا‪.‬‬
‫ن النْسا َ‬
‫إّ‬
‫‪ 27020‬ـ حدثنا يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬إ نّ النْسانَ خُلِ قَ‬
‫هلوعا قال‪ :‬الهلوع‪ :‬الجزوع‪.‬‬
‫‪ 27021‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ :‬خُلِ قَ‬
‫هَلُوعا قال‪ :‬جزوعا‪.‬‬
‫جزُوعـا يقول‪ :‬إذا قلّ ماله وناله الفقـر والعدم فهـو جزوع مـن ذلك ل‬
‫شرّ َ‬
‫وقوله‪ :‬إذَا مَسّـهُ ال ّ‬
‫خ ْيرُ َمنُوعا يقول‪ :‬وإذا كثر ماله‪ ,‬ونال الغني فهو منوع لما في يده‪,‬‬
‫صبر له عليه‪ .‬وَإذَا مَ سّ ُه ال َ‬
‫بخيل به‪ ,‬ل ينفقه في طاعة ال‪ ,‬ول يؤدّي حقّ ال منه‪.‬‬
‫ن اّلذِين َـ هُم ْـ على صـَلتِ ِهمْ دائمُون َـ يقول‪ :‬إل الذيـن يطيعون ال بأداء مـا‬
‫وقوله‪ :‬إلّ المُصَـلّي َ‬
‫افترض عليهم من الصلة‪ ,‬وهم على أداء ذلك مقيمون ل يضيعون منها شيئا‪ ,‬فإن أولئك غير‬
‫داخلين في عداد من خلق هلوعا‪ ,‬وهو مع ذلك بربه كافر ل يصلى ل‪.‬‬
‫ن المؤمنون الذ ين كانوا مع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬
‫ل المُ صَلّي َ‬
‫وق يل‪ :‬عُ ني بقوله‪ :‬إ ّ‬
‫عنِي به كلّ من صلى الخمس‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وقيل ُ‬
‫‪ 27022‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن ومؤمل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن منصور‪,‬‬
‫عن إبراهيم اّلذِينَ ُهمْ على صَل ِتهِمْ دائمُونَ قال‪ :‬المكتوبة‪.‬‬
‫حدث ني زر يق بن ال سخب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا معاو ية بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا زائدة‪ ,‬عن من صور‪,‬‬
‫عن إبراهيم اّلذِينَ ُهمْ على صَل ِتهِمْ دائمُونَ قال‪ :‬الصلوات الخمس‪.‬‬
‫ن خُلِ قَ‬
‫ن النْ سا َ‬
‫‪ 27023‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة قوله إ ّ‬
‫هَلُوعـا‪ ...‬إلى قوله‪ :‬دَائمُون َـ ذُكـر لنـا أن دانيال نعـت أمـة محمـد صـلى ال عليـه وسـلم قال‪:‬‬
‫ي صلون صلة لو صلها قوم نوح ما غرقوا‪ ,‬أو عاد ما أُرسلت عليهم الر يح العقيم‪ ,‬أو ثمود‬
‫ما أخذتهم الصيحة‪ ,‬فعليكم بالصلة فإنها خُلُقٌ للمؤمنين حسن‪.‬‬
‫حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن إبراه يم عَلى صَلت ِهمْ‬
‫ن قال‪ :‬الصلة المكتوبة‪.‬‬
‫دائمُو َ‬
‫ن هُ ْم على‬
‫‪ 27024‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن ز يد في قوله‪ :‬اّلذِي َ‬
‫صـَل ِتهِ ْم دائمُونَـ قال‪ :‬هؤلء المؤمنون الذيـن مـع النـبيّ صـلى ال عليـه وسـلم على صـلتهم‬
‫دائمون‪.‬‬
‫حيْوة‪ ,‬عن يزيد بن أبي حبيب‪ ,‬عن أبي الخير‬
‫‪ 27025‬ـ قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا َ‬
‫ن قال‪ :‬هم الذين إذا صلوا‬
‫ن هُ مْ على صَل ِت ِهمْ دائمُو َ‬
‫جهَن يّ‪ ,‬عن‪ :‬اّلذِي َ‬
‫أنه سأل عقبة بن عامر ال ُ‬
‫لم يلتفتوا خَلْفَهم‪ ,‬ول عن أيمانهم‪ ,‬ول عنى شمائلهم‪.‬‬
‫‪ 27026‬ـ حدثني العباس بن الوليد‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا أبي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الوزاعي‪ ,‬قال‪ :‬ثني يحيى‬
‫بن أبي كثير‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثني عائ شة زوج النبيّ صلى ال‬
‫ن ال َعمَلِ ما ُتطِيقُو نَ‪ ,‬فإ نّ الّل َه ل‬
‫خذُوا ِم َ‬
‫عليه وسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال‪ُ « :‬‬
‫َيمَلّ حتى َتمَلّوا» قالت‪ :‬وكان أح بّ العمال إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ما دُووم عليه‬
‫ن ُهمْ عَلى صَل ِت ِهمْ دَائمُونَ‪.‬‬
‫قال‪ :‬يقول أبو سلمة‪ :‬إن ال يقول‪ :‬اّلذِي َ‬

‫‪28-24‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫حرُو ِم * وَاّلذِينَ‬
‫ن فِيَ َأ ْموَاِلهِمْ حَقّ ّمعْلُو ٌم * لّلسّآئِلِ وَا ْل َم ْ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬وَاّلذِي َ‬
‫غ ْيرُ َم ْأمُونٍ }‪.‬‬
‫ب َر ّبهِمْ َ‬
‫عذَا َ‬
‫عذَابِ َر ّبهِم ّمشْفِقُونَ * إِنّ َ‬
‫ن * وَاّلذِينَ هُم مّنْ َ‬
‫ن ِبيَ ْومِ الدّي ِ‬
‫ُيصَ ّدقُو َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وإل الذ ين في أموال هم ح قّ مؤ قت‪ ,‬و هو الزكاة لل سائل الذي ي سأله من‬
‫ماله‪ ,‬والمحروم الذي قد حرم الغنى‪ ,‬فهو فقير ل يسأل‪.‬‬
‫ـ المعلوم الذي ذكره ال فـي هذا الموضـع‪ ,‬فقال‬
‫ى بالحق ّ‬
‫واختلف أهـل التأويـل فـي المعن ّ‬
‫بعضهم‪ :‬هو الزكاة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27027‬ـ حدث ني ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫حرُومِ قال‪ :‬الحقّ المعلوم‪ :‬الزكاة‪.‬‬
‫حقّ َمعْلُومٌ للسّائِلِ وَال َم ْ‬
‫ن فِي أمْوَاِل ِهمْ َ‬
‫وَاّلذِي َ‬
‫ن فِي أ ْموَاِلهِ مْ حَ قّ‬
‫حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله وَاّلذِي َ‬
‫َمعْلُومٌ‪ :‬قال‪ :‬الزكاة المفروضة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل ذلك حقّ سوى الزكاة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27028‬ـ حدثني علي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عليّ‪ ,‬عن ابن عباس في‬
‫حرُو مِ يقول‪ :‬هو سوى ال صدقة ي صل ب ها‬
‫قوله‪ :‬وَاّلذِي نَ فِي أمْوَاِلهِ مْ حَ قّ َمعْلُو مٌ لل سّائِلِ وَال َم ْ‬
‫رحمه‪ ,‬أو يقرى بها ضيفا‪ ,‬أو يحمل بها كلّ‪ ,‬أو ُيعِين بها محروما‪.‬‬
‫‪ 27029‬ـ حدثني ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬عن أبي يونس‪ ,‬عن رباح‬
‫حرُو مِ‬
‫بن عبيدة‪ ,‬عن قزعة‪ ,‬أن ابن عمر سُئل عن قوله‪ :‬فِي أمْوَاِلهِ مْ حَ قّ َمعْلُو مٌ لل سّائِلِ وَال َم ْ‬
‫أهي الزكاة؟ فقال‪ :‬إن عليك حقوقا سوى ذلك‪.‬‬
‫‪27030‬ـ حدثنا أبو هشام الرفاعي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن فضيل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا بيان‪ ,‬عن الشعبيّ‪ ,‬قال‪:‬‬
‫إن في المال حقا سوى الزكاة‪.‬‬
‫‪ 27031‬ـ حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن الع مش‪ ,‬عن‬
‫إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬في المال حقّ سوى الزكاة‪.‬‬
‫‪27032‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن مجاهد‪ :‬فِي أ ْموَاِلهِم حَقّ َمعْلُومٌ‬
‫قال‪ :‬سوى الزكاة‪.‬‬
‫وأجمعوا على أن السائل هو الذي وصفت صفته‪ .‬واختلفوا أيضا في معنى المحروم في هذا‬
‫الموضع‪ ,‬ن حو اختلف هم ف يه في الذاريات وقد ذكر نا ما قالوا ف يه هنالك‪ ,‬ودلل نا على ال صحيح‬
‫منه عندنا‪ ,‬غير أن نذكر بعض ما لم نذكر من الخبار هنالك‪ .‬ذكر من قال‪ :‬هو المحارَف‪.‬‬
‫‪ 27033‬ـ حدث ني يعقوب بن إبراه يم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا هش يم‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا الحجاج‪ ,‬عن الول يد بن‬
‫العيزار‪ ,‬عن سعيد بن جبير‪ ,‬عن ابن عباس أنه قال‪ :‬المحروم‪ :‬هو المحارَف‪.‬‬
‫حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬أخبرني مسلم بن خالد‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن‬
‫مجاهد عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬المحروم‪ :‬المحارَف‪.‬‬
‫‪27034‬ـ حدثنا سهل بن موسى الرازي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن إسرائيل‪ ,‬عن أبي إسحاق‪ ,‬عن‬
‫ق يس بن كر كم‪ ,‬عن ا بن عباس قال‪ :‬ال سّائِلِ وَال َمحْرُو مِ‪ :‬المحارف الذي ل يس له في ال سلم‬
‫نصيب‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن أبي إسحاق‪ ,‬عن قيس بن كركم‪ ,‬عن ابن عباس أنه قال‪:‬‬
‫المحروم المحارَف الذي ليس له في السلم سهم‪.‬‬
‫حدثنا حميد بن مسعدة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد بن زريع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن أبي إسحاق‪ ,‬عن‬
‫قيـس بـن كركـم‪ ,‬عـن ابـن عباس‪ ,‬فـي هذه الَيـة للسـّائِلِ وَال َمحْرُومِـ قال‪ :‬السـائل الذي يسـأل‪,‬‬
‫والمحروم‪ :‬المحارَف‪.‬‬
‫حدث نا ا بن المث نى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مح مد بن جع فر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا شع بة‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أ با إ سحاق‬
‫حرُو ِم قال‪ :‬السائل‪:‬‬
‫يحدّث عن قيس بن كركم‪ ,‬عن ابن عباس أنه قال في هذه الَية للسّائِلِ وَال َم ْ‬
‫الذي يسأل والمحروم‪ :‬المحارَف‪.‬‬
‫حدثنا ابن بشارٍ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن أبي إسحاق‪ ,‬عن قيس بن‬
‫ـ قال‪ :‬السـائل‪ :‬الذي يسـأل‪,‬‬
‫كركـم‪ ,‬قال‪ :‬سـألت ابـن عباس‪ ,‬عـن قوله‪ :‬للسـّائِلِ وَال َمحْرُوم ِ‬
‫والمحروم‪ :‬المحارَف الذي ليس له في السلم سهم‪.‬‬
‫ي المقدمي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا قريش بن أنس‪ ,‬عن سليمان‪,‬‬
‫‪ 27035‬ـ حدثني محمد بن عمر بن عل ّ‬
‫عن قتادة‪ ,‬عن سعيد بن المسيب‪ :‬المحروم‪ :‬المحارف‪.‬‬
‫حدث نا ا بن بشار وا بن المث نى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا قر يش‪ ,‬عن سليمان‪ ,‬عن قتادة عن سعيد بن‬
‫المسيب‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫‪ 27036‬ـ حدث ني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا هش يم‪ ,‬عن أ بي ب شر‪ ,‬قال‪ :‬سألت سعيد بن جبير‪ ,‬عن‬
‫المحروم‪ ,‬فلم يقل فيه شيئا قال‪ :‬وقال عطاء‪ :‬هو المحدود المحارف‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران عن سفيان‪ ,‬عن أبي إسحاق‪ ,‬عن قيس بن كركم‪ ,‬عن‬
‫ابـن عباس‪ ,‬قال‪ :‬السـائل‪ :‬الذي يسـأل الناس‪ ,‬والمحروم‪ :‬الذي ل سـهم له فـي السـلم‪ ,‬وهـو‬
‫محارف من الناس‪.‬‬
‫‪ 27037‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪,‬‬
‫قال‪ :‬المحروم‪ :‬الذي ل يُهدَى له شيء وهو محارف‪.‬‬
‫ي عن ا بن عباس‪,‬‬
‫‪ 27038‬ـ حدث ني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ث ني معاو ية‪ ,‬عن عل ّ‬
‫قال‪ :‬المحروم‪ :‬هو المحارف الذي يطلب الدنيا وتدبر عنه‪ ,‬فل يسأل الناس‪.‬‬
‫‪ 27039‬ـ حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن‬
‫إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬في المحروم‪ :‬هو المحارف الذي ليس له أحد يعطف عليه‪ ,‬أو يعطيه شيئا‪.‬‬
‫‪ 27040‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا حكام‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عمرو‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن إبراه يم‪,‬‬
‫قال‪ :‬المحروم‪ .‬الذي ل فيء له في السلم‪ ,‬وهو محارف في الناس‪.‬‬
‫‪ 27041‬ـ حدث ني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عل ية‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا أيوب‪ ,‬عن نا فع‪ :‬المحروم‪ :‬هو‬
‫المحارف‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هو الذي ل سهم له في الغنيمة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27042‬ـ حدثني محمد بن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن الحكم‪,‬‬
‫عن إبراه يم أن نا سا َقدِموا على عل يّ ر ضي ال ع نه الكو فة ب عد وق عة الج مل‪ ,‬فقال‪ :‬اق سموا‬
‫لهم‪ ,‬وقال‪ :‬هذا المحروم‪.‬‬
‫‪ 27043‬ـ حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن‬
‫إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬المحروم‪ :‬المحارف الذي ليس له في الغنيمة شيء‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫‪ 27044‬ـ قال‪ :‬ثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن قيس بن مسلم الجدل يّ‪ ,‬عن الحسن بن محمد بن‬
‫الحنف ية أن ال نبيّ صلى ال عل يه و سلم ب عث سرية‪ ,‬فغنموا‪ ,‬وف تح علي هم‪ ,‬فجاء قوم لم يشهدوا‪,‬‬
‫حرُومِ يعني هؤلء‪.‬‬
‫حقّ َمعْلُومٌ للسّائِلِ وَال َم ْ‬
‫فنزلت‪ :‬فِي أ ْموَاِل ِهمْ َ‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن قيس بن مسلم‪ ,‬عن الحسن‬
‫بن محمد‪ ,‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث سرية‪ ,‬فغنموا‪ ,‬فجاء قوم لم يشهدوا الغنائم‪,‬‬
‫حرُومِ‪.‬‬
‫حقّ َمعْلُومٌ للسّائِلِ وال َم ْ‬
‫فنزلت‪ :‬فِي أ ْموَاِل ِهمْ َ‬
‫حدثنا أبو ُكرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن أبي زائدة‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن قيس بن مسلم الجدلي‪,‬‬
‫عن الح سن بن مح مد‪ ,‬قال‪ :‬بع ثت سرية فغنموا‪ ,‬ثم جاء قوم من بعد هم‪ ,‬قال‪ :‬فنزلت لل سّائِلِ‬
‫حرُومِ‪.‬‬
‫وَال َم ْ‬
‫حدثنا أبو ُكرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن قيس بن مسلم‪ ,‬عن الحسن بن محمد‬
‫أن قوما في زمان النبيّ صلى ال عليه وسلم أصابوا غنيمة‪ ,‬فجاء قوم بعد‪ ,‬فنزلت‪ :‬فِي أمْوَاِل ِهمْ‬
‫حقّ َمعْلُوم للسّائلِ وَال َمحْرُوم‪.‬‬
‫َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬هو الذي ل ينمِي له مال‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27045‬ـ حدثني أبو السائب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن إدريس‪ ,‬عن حصين‪ ,‬قال‪ :‬سألت عكرِمة عن‬
‫السائل والمحروم‪ ,‬قال‪ :‬السائل‪ :‬الذي يسألك‪ ,‬والمحروم‪ :‬الذي ل ينمي له مال‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هو الذي قد اجتيح ماله‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27046‬ـ حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وهب بن جرير‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا شعبة‪ ,‬عن عاصم‪ ,‬عن‬
‫أبي قلبة‪ ,‬قال‪ :‬جاء سيل باليمامة‪ ,‬فذهب بمال رجل‪ ,‬فقال رجل من أصحاب النبيّ صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬هذا المحروم‪.‬‬
‫‪ 27047‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَال َمحْرُو ِم قال‪:‬‬
‫ُمـ َتزْرَعُونَهـُ‪ ...‬حتـى بلغ‬
‫ُونـ أأ ْنت ْ‬
‫ح ُرث َ‬
‫ُمـ مـا َت ْ‬
‫المحروم‪ :‬المصـاب ثمره وزرعـه‪ ,‬وقرأ‪ :‬أفَرأ ْيت ْ‬
‫ن وقال أصحاب الجنة‪ :‬إنا لضالون‪ ,‬بل نحن محرومون‪.‬‬
‫َمحْرُومو َ‬
‫وقال الشعبي ما‪:‬‬
‫‪27048‬ـ حدثني به يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن ابن عون‪ ,‬قال‪ :‬قال الشعبيّ‪ :‬أعياني أن‬
‫أعلم ما المحروم‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ ,‬ما‪:‬‬
‫‪ 27049‬ـ حدثني به ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫ق يا‬
‫حرُو مِ قال‪ :‬ال سائل‪ :‬الذي ي سأل بك فه‪ ,‬والمحروم‪ :‬المتعفّف‪ ,‬ولكليه ما عل يك ح ّ‬
‫لل سّائِلِ وَال َم ْ‬
‫ابن آدم‪.‬‬
‫حرُو مِ و هو‬
‫حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬لل سّائِلِ وَال َم ْ‬
‫سائل يسألك في كفه‪ ,‬وفقير متعفّف ل يسأل الناس‪ ,‬ولكليهما عليك حقّ‪.‬‬
‫ن يقول‪ :‬وإل الذين يقرّون بالبعث يوم البعث والمجازاة‪.‬‬
‫ن ِبيَ ْومِ الدّي ِ‬
‫وقوله‪ :‬وَاّلذِين ُيصَ ّدقُو َ‬
‫ن يقول‪ :‬والذ ين هم في الدن يا من عذاب رب هم‬
‫ب َر ّبهِ مْ ُمشْفِقُو َ‬
‫عذَا ِ‬
‫ن هُ مْ مِ نْ َ‬
‫وقوله‪ :‬وَاّلذِي َ‬
‫وجلون أن يعذّبهم في الَخرة‪ ,‬فهم من خشية ذلك ل يضيعون له فرضا‪ ,‬ول يتعدّون له حدّا‪.‬‬
‫ن أن ينال من عصاه وخالف أمره‪.‬‬
‫ب َربّ ِهمْ غَيرُ م ْأمُو ٍ‬
‫عذَا َ‬
‫وقوله‪ :‬إنّ َ‬

‫‪31-29‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جهِم ْـ أَ ْو مَا‬
‫جهِم ْـ حَافِظُونَـ * ِإلّ عََلىَ َأزْوَا ِ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪{:‬وَاّلذِينَـ هُم ْـ لِ ُفرُو ِ‬
‫غ ْيرُ مَلُومِينَ * َفمَنِ ا ْب َت َغىَ َورَآ َء ذَِلكَ َفأُوْلَـ ِئكَ ُهمُ ا ْلعَادُونَ }‪.‬‬
‫مََلكَتْ َأ ْيمَا ُنهُ ْم فَِأ ّن ُهمْ َ‬
‫ن يعني أقبالهم حافظون عن كلّ ما حرّم ال‬
‫جهِ مْ حا ِفظُو َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وَاّلذِي نَ هُ مْ ِل ُفرُو ِ‬
‫ت أيمَانُهُمْ من‬
‫جهِم أ ْو ما مََلكَ ْ‬
‫عليهم وضعها فيه إلّ أنهم غير ملومين في ترك حفظها على أ ْزوَا ِ‬
‫جهِ ْم ولم يتقدم ذلك جحد لدللة قوله‪ :‬فإنّهُ مْ غَيرُ‬
‫ن إلّ على أزْوَا ِ‬
‫إمائهم‪ .‬وقيل‪ِ :‬ل ُفرُوجِه مْ حافِظُو َ‬
‫ن على أن في الكلم مع نى ج حد‪ ,‬وذلك كقول القائل‪ :‬اع مل ما بدا لك إل على ارتكاب‬
‫مَلُومِي َ‬
‫المعصية‪ ,‬فإنك معاقب عليه‪ ,‬ومعناه‪ :‬اعمل ما بدا لك إل أنك معاقب على ارتكاب المعصية‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬فمَ نِ ا ْب َتغَى َورَا َء ذَل كَ فأُوَلئِ كَ هُ مُ العادُو نَ فمن التمس لفرجه منكحا سوى زوجته‪ ,‬أو‬
‫ملك يمينـه‪ ,‬ففاعلو ذلك هـم العادون‪ ,‬الذي عدوا مـا أحلّ ال لهـم إلى مـا حرّم عليهـم فهـم‬
‫الملومون‪.‬‬
‫‪35-32‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫شهَادَا ِتهِم‬
‫ن هُ مْ ِب َ‬
‫ن * وَاّلذِي َ‬
‫ع ْهدِهِ ْم رَاعُو َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬وَاّلذِي نَ هُ ْم لمَانَا ِتهِ مْ َو َ‬
‫جنّاتٍ ّم ْك َرمُونَ }‪.‬‬
‫لتِ ِهمْ ُيحَافِظُونَ * أُوْلَـ ِئكَ فِي َ‬
‫ن ُهمْ عََلىَ صَ َ‬
‫قَا ِئمُونَ * وَاّلذِي َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وإل الذين هم لمانات ال التي ائتمنهم عليها من فرائضه وأمانات عباده‬
‫التي ائ ُت ِمنُوا عليها‪ ,‬وعهوده التي أخذها عليهم بطاعته فيما أمرهم به ونهاهم وعهود عباده التي‬
‫أعطا هم على ما عقده ل هم على نف سه راعون‪ ,‬يرقبون ذلك‪ ,‬ويحفظو نه فل يضيعو نه‪ ,‬ولكن هم‬
‫يؤدّون ها ويتعاهدون ها على ما ألزم هم ال وأو جب علي هم حفظ ها وَاّلذِي نَ هُ مْ بشَهادَا ِتهِ مْ قائمُو نَ‬
‫يقول‪ :‬والذين ل يكتمون ما استشهدوا عليه‪ ,‬ولكنهم يقومون بأدائها‪ ,‬حيث يلزمهم أداؤها غير‬
‫مغيرة ول مبدّلة وَاّلذِي نَ هُ مْ عَلى صَل ِت ِهمْ يُحا ِفظُو نَ يقول‪ :‬والذ ين هم على مواق يت صلتهم‬
‫ال تي فرض ها ال علي هم وحدود ها ال تي أوجب ها علي هم يحافظون‪ ,‬ول يضيعون ل ها ميقا تا ول‬
‫حدّا‪.‬‬
‫ُونـ يقول عزّ وجـل‪ :‬هؤلء الذيـن يفعلون هذه الفعال فـي‬
‫ّاتـ ُم ْك َرم َ‬
‫جن ٍ‬ ‫ِكـ ف ِي َ‬
‫وقوله‪ :‬أوَلئ َ‬
‫بساتين مكرمون يكرمهم ال بكرامته‪.‬‬

‫‪39-36‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫شمَالِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ع ِ‬
‫ن * عَ نِ ا ْل َيمِي نِ وَ َ‬
‫طعِي َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪َ {:‬فمَالِ اّلذِي نَ كَ َفرُو ْا ِقبَلَ كَ ُم ْه ِ‬
‫ل ِإنّا خَلَ ْقنَاهُم ّممّا َيعَْلمُونَ }‪.‬‬
‫جنّ َة َنعِيمٍ * كَ ّ‬
‫طمَعُ كُلّ ا ْمرِىءٍ ّم ْن ُهمْ أَن ُي ْدخَلَ َ‬
‫ن * َأ َي ْ‬
‫عزِي َ‬
‫ِ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬فما شأن الذين كفروا بال قبلك يا محمد مهطعين وقد بيّنا معنى الهطاع‪,‬‬
‫وما قال أهل التأويل فيه فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع‪ ,‬غير أنا نذكر في‬
‫هذا الموضع بعض ما لم يذكره هنالك‪ .‬فقال قتادة فيه ما‪:‬‬
‫‪27050‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله َفمَا لِّلذِينَ كَ َفرُوا ِقبَلَكَ‬
‫طعِينَ يقول‪ :‬عامدين‪.‬‬
‫ُمهْ ِ‬
‫وقال ابن زيد فيه ما‪:‬‬
‫ن كَ َفرُوا ِقبَلَكَ‬
‫‪ 27051‬ـ حدثنا يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬قوله‪ :‬فَما لِّلذِي َ‬
‫ن قال‪ :‬المهطع‪ :‬الذي ل يطرف‪.‬‬
‫طعِي َ‬
‫ُمهْ ِ‬
‫وكان بعض أهل المعرفة بكلم العرب من أهل البصرة يقول‪ :‬معناه‪ :‬مسرعين‪ .‬ورُوي فيه‬
‫عن الحسن ما‪:‬‬
‫‪27052‬ـ حدثنا به ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا قُرة‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله‪ :‬فمَا‬
‫لِّلذِين كَ َفرُوا ِقبََلكَ ُم ْهطِعِين قال‪ :‬منطلقين‪.‬‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حماد بن مسعدة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا قرة‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫عزِين يقول‪ :‬عن يمينك يا محمد‪ ,‬وعن شمالك متفرّقين حلقا‬
‫ن الشّمالِ ِ‬
‫عنِ ال َيمِي نِ وعَ ِ‬
‫وقوله‪َ :‬‬
‫ومجالس‪ ,‬جما عة جما عة‪ ,‬معرض ين ع نك و عن كتاب ال‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك قال أ هل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27053‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن ال َيمِي نِ وعَ نِ الشّمالِ‬
‫ع ِ‬
‫طعِ ين قال‪ :‬قبلك ينظرون َ‬
‫ا بن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬فمَا لِّلذِ ين َك َفرُوا ِقبَلَك ُم ْه ِ‬
‫ن قال‪ :‬العزين‪ :‬العصب من الناس عن يمين وشمال‪ ,‬معرضين عنه‪ ,‬يستهزئون به‪.‬‬
‫عزِي َ‬
‫ِ‬
‫‪27054‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫ن ال َيمِي نِ‬
‫عِ‬‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪َ :‬‬
‫عزِينَ قال‪ :‬مجالس مجنبين‪.‬‬
‫ن الشّمالِ ِ‬
‫وعَ ِ‬
‫ن كَ َفرُوا‬
‫‪ 27055‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬فمَما لِّلذِي َ‬
‫عزِي نَ‪ :‬أي فرقا حول نبيّ ال صلى ال‬
‫ن ال َيمِي نِ وعَ نِ الشّمالِ ِ‬
‫ِقبَلَ كَ ُمهْطعِي نَ يقول‪ :‬عامدين عَ ِ‬
‫عليه وسلم‪ ,‬ل يرغبون في كتاب ال ول في نبيه‪.‬‬
‫ِينـ قال‪:‬‬
‫حدثنـا ابـن عبـد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا ابـن ثور‪ ,‬عـن معمـر‪ ,‬عـن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬عز َ‬
‫العزين‪ :‬الحلق المجالس‪.‬‬
‫‪ 27056‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫ن قال‪ :‬حلقا ورفقاء‪.‬‬
‫عزِي َ‬
‫يقول في قوله‪ِ :‬‬
‫‪27057‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬عَنِ ال َيمِينِ وعَنِ‬
‫عزِينَـ قال‪ :‬العزيـن‪ :‬المجلس الذي فيـه الثلثـة والربعـة‪ ,‬والمجالس الثلثـة والربعـة‬
‫الشّمالِ ِ‬
‫أولئك العزون‪.‬‬
‫‪27058‬ـ حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا أبو الحوص‪ ,‬عن عاصم‪ ,‬عن أبي‬
‫عزِينَ» والعزين‪ :‬الحلق المتفرّقة‪.‬‬
‫صالح‪ ,‬عن أبي هريرة يرفعه قال‪« :‬مالي أرَا ُكمْ ِ‬
‫حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مؤ مل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا شق يق‪ ,‬عن ع بد الملك بن عم ير‪ ,‬عن أ بي‬
‫سلمة‪ ,‬عن أبي هريرة أن النبيّ صلى ال عليه وسلم خرج على أصحابه وهم حِلَق حِلَق‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫عزِينَ»‪.‬‬
‫«مالي أرَاكمْ ِ‬
‫‪ 27059‬ـ حدثني أبو حُصين‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبثر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا العمش‪ ,‬عن المسيب بن رافع‪,‬‬
‫عن تم يم بن طر فة الطائي‪ ,‬عن جابر بن سمرة‪ ,‬قال‪ :‬د خل علي نا ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫عزِينَ»‪.‬‬
‫وسلم ونحن متفرّقون‪ ,‬فقال‪« :‬ماَلكُمْ ِ‬
‫حدث ني ع بد ال بن مح مد بن عمرو الغزوي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا الفريا بي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن‬
‫العمش‪ ,‬عن المسيب بن رافع‪ ,‬عن تميم بن طرفة‪ ,‬عن جابر من سمرة‪ ,‬قال‪ :‬جاء النبيّ صلى‬
‫عزِينَ حِلَقا»‪.‬‬
‫ال عليه وسلم إلى ناس من أصحابه وهم جلوس‪ ,‬فقال‪« :‬مالي أرَاكُمْ ِ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن المسيب بن رافع‪ ,‬عن‬
‫تميم بن طرفة‪ ,‬عن جابر بن سمرة‪ ,‬قال‪ :‬جاء النبيّ صلى ال عليه وسلم إلى ناس من أصحابه‬
‫ن حِلَقا»‪.‬‬
‫عزِي َ‬
‫وهم جلوس‪ ,‬فقال‪« :‬مالي أرَا ُكمْ ِ‬
‫حدثني ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن المسيب بن رافع‪ ,‬عن‬
‫تميم بن طرفة الطائي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جابر بن سمرة أن النبيّ صلى ال عليه وسلم خرج عليهم‬
‫عزِينَ‪.‬‬
‫عنِ الشّمالِ ِ‬
‫ن ال َيمِينِ و َ‬
‫عزِينَ» يقول‪ :‬حلقا‪ ,‬يعني قوله‪ :‬عَ ِ‬
‫وهم حلق‪ ,‬فقال‪« :‬مالي أرَا ُكمْ ِ‬
‫‪ 27060‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا قرة‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله‪ :‬عَ نِ‬
‫عزِي نَ قال‪ :‬عز ين‪ :‬متفرّق ين‪ ,‬يأخذون يمي نا وشمالً‪ ,‬يقولون‪ :‬ما قال هذا‬
‫ال َيمِي نِ وعَ نِ الشّمالِ ِ‬
‫الرجل؟‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حماد بن مسعدة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا قرة‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫ووا حد العز ين‪ :‬عزوة‪ ,‬ك ما وا حد الثّبين ثُبَة‪ ,‬ووا حد الكُر ين كرة‪ .‬و من العِز ين قول را عي‬
‫البل‪:‬‬
‫عزِينَ فُلُول‬
‫عشِيرَتِيأمسَى سَوَا ُم ُهمُ ِ‬
‫حمَنِ إنّ َ‬
‫أخَلِي َفةُ ال ّر ْ‬
‫جنّ َة َنعِي مٍ يقول‪ :‬أيطمع كلّ امرىء من هؤلء الذين‬
‫ن ُي ْدخَلَ َ‬
‫طمَ عُ كُلّ ا ْمرِىءٍ ِم ْنهُ مُ أ ْ‬
‫وقوله‪ :‬أ َي ْ‬
‫كفروا قبلك مهطعين أن يُدخله ال جنة نعيم‪ :‬أي بساتين نعيم ينعم فيها‪.‬‬
‫جنّةَ َنعِي ٍم فقرأت ذلك عا مة قرّاء الم صار‪ُ :‬ي ْدخَلَ‬
‫ل َ‬
‫واختلف القرّاء في قراءة قوله‪ :‬أ نْ ُي ْدخَ َ‬
‫بض مّ الياء على وجه ما لم يسمّ فاعله‪ ,‬غير الحسن وطلحة بن مصرف‪ ,‬فإنه ذكر عنهما أنهما‬
‫ل امرىء منهم أن يدخل كلّ امرىء منهم جنة نعيم‪.‬‬
‫كانا يقرآنه بفتح الياء‪ ,‬بمعنى‪ :‬أيطمع ك ّ‬
‫وال صواب من القراءة في ذلك ما عل يه قرّاء الم صار‪ ,‬و هي ض مّ الياء لجماع الح جة من‬
‫القرّاء عليه‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬كَلّ إنّا خَلَقْناهُ مْ ِممّا َيعَْلمُو نَ يقول عزّ وجلّ‪ :‬ليس المر كما يطمع فيه هؤلء الكفار‬
‫من أن يدخل كلّ امرىء منهم جنة نعيم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬إنّا خَلَقْناهُ مْ مِمّا َيعَْلمُو نَ يقول جلّ وعزّ‪ :‬إ نا خلقنا هم من من يّ قذر‪ ,‬وإن ما ي ستوجب‬
‫دخول الجنة من يستوجبه منهم بالطاعة‪ ,‬ل بأنه مخلوق‪ ,‬فكيف يطمعون في دخول الجنة وهم‬
‫عصاة كفرة‪ .‬وقد‪:‬‬
‫‪ 27061‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة قوله‪ :‬إنّا خَلَقْناهُ مْ مِمّا‬
‫ت من قَذرٍ يا ابن آدم‪ ,‬فاتق ال‪.‬‬
‫ن إنما خُلق َ‬
‫َيعْلَمو َ‬

‫‪42-40‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن * عََلىَ أَن‬
‫سمُ ِبرَ بّ ا ْل َمشَارِ قِ وَا ْل َمغَارِ بِ إِنّا لَقَا ِدرُو َ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬فَلَ ُأقْ ِ‬
‫ُمـ اّلذِي‬
‫لقُو ْا يَ ْو َمه ُ‬
‫حّتىَ يُ َ‬
‫ُمـ َيخُوضُواْ َويَ ْل َعبُواْ َ‬
‫ن * َف َذرْه ْ‬
‫َسـبُوقِي َ‬
‫ْنـ ِبم ْ‬
‫ُمـ وَم َا َنح ُ‬
‫خيْرا ّم ْنه ْ‬
‫ّن َبدّلَ َ‬
‫عدُونَ }‪.‬‬
‫يُو َ‬

‫خيْرا‬
‫ل َ‬
‫ب مشارق الرض ومغاربها إنّا لَقا ِدرُو نَ على أ نْ ُن َبدّ َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬فل أقسم بر ّ‬
‫ِم ْنهُ مْ يقول‪ :‬إنا لقادرون على أن نهلكهم‪ ,‬ونأتي بخير منهم من الخلق يطيعونني ول يعصونني‬
‫ن يقول تعالى ذكره‪ :‬و ما يفوت نا من هم أ حد بأ مر نريده م نه‪ ,‬فيعجز نا هر با‪.‬‬
‫سبُوقِي َ‬
‫وَ ما َنحْ نُ ِبمَ ْ‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27062‬ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا علية‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا عمارة بن أبي حفصة‪ ,‬عن‬
‫ل سنة في ثلث مئة و ستين كوّة‪ ,‬تطلع كلّ‬
‫عكر مة‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن عباس‪ :‬إن الش مس تطلع ك ّ‬
‫يوم في كوّة‪ ,‬ل ترجع إلى تلك الكوّة إلى ذلك اليوم من العام المقبل‪ ,‬ول تطلع إل وهي كارهة‪,‬‬
‫ب ل تطلعني على عبادك‪ ,‬فإني أراهم يعصونك‪ ,‬يعملون بمعاصيك أراهم‪ ,‬قال‪ :‬أو لم‬
‫تقول‪ :‬ر ّ‬
‫تسمعوا إلى قول أمية بن أبي الصلت‪:‬‬
‫جرّ و ُتجَْل َد‬
‫حتى ُت َ‬
‫ن أبيك‪ ,‬إنما اضطره الرويّ إلى الجلد‪.‬‬
‫عضَضْتَ ِبهَ ِ‬
‫قلت‪ :‬يا موله وتجلد الشمس؟ فقال‪َ :‬‬
‫حدث نا ا بن المث نى‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ا بن عمارة‪ ,‬عن عكرِ مة‪ ,‬عن ا بن عباس في قول ال‪ :‬رَ بّ‬
‫ل يوم من مطلع‬
‫المَشارِقِ والمَغارِبِ قال‪ :‬إن الشمس تطلع من ثلث مئة وستين مطلعا‪ ,‬تطلع ك ّ‬
‫ل تعود فيه إلى قابل‪ ,‬ول تطلع إل وهي كارهة‪ ,‬قال عكرِمة‪ :‬فقلت له‪ :‬قد قال الشاعر‪:‬‬
‫جرّ و ُتجْلَد‬
‫حتى ُت َ‬
‫قال‪ :‬فقال ابن عباس‪ :‬عضِضت بهن أبيك‪ ,‬إنما اضطره الرويّ‪.‬‬
‫حدثنـا خلد بـن أسـلم‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنـا النضـر‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنـا شعبـة‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنـا عمارة‪ ,‬عـن‬
‫عكر مة‪ ,‬عن ا بن عباس‪ :‬إن الش مس تطلع في ثلث مئة و ستين كوّة‪ ,‬فإذا طل عت في كوّة لم‬
‫تطلع منها حتى العام المقبل‪ ,‬ول تطلع إل وهي كارهة‪.‬‬
‫‪ 27063‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫سمُ ِبرَ بّ المَشارَ قِ وَالمَغارِ بِ قال‪ :‬هو مطلع الشمس ومغرب ها‪ ,‬ومطلع القمر‬
‫ا بن عباس فَل ُأقْ ِ‬
‫ومغربه‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬فذَرْهُمْ َيخُوضُوا َويَ ْل َعبُوا يقول لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬فذر هؤلء المشركين‬
‫المهطع ين عن اليم ين و عن الشمال عز ين‪ ,‬يخوضوا في باطل هم‪ ,‬ويلعبوا في هذه الدن يا ح تى‬
‫عدُونَ يقول‪ :‬حتى يلقوا عذاب يوم القيامة الذي يوعدونه‪.‬‬
‫يُلقُوا يَ ْو َم ُهمُ اّلذِي يُو َ‬

‫‪44-43‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ب يُوفِضُو نَ‬
‫ث سِرَاعا َكَأنّهُ مْ إَِلىَ نُ صُ ٍ‬
‫جدَا ِ‬
‫ن مِ نَ ال ْ‬
‫خ ُرجُو َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬يَوْ مَ َي ْ‬
‫عدُونَ }‪.‬‬
‫شعَ ًة َأبْصَارُهُ ْم تَرْهَ ُق ُهمْ ذِّلةٌ ذَِلكَ ا ْل َي ْومُ اّلذِي كَانُواْ يُو َ‬
‫* خَا ِ‬
‫عدُونَـ‬
‫خ ُرجُونَـ بيان وتوجيـه عـن اليوم الوّل الذي فـي قوله‪َ :‬ي ْو ُمهُمُـ اّلذِي يو َ‬
‫وقوله‪َ :‬يوْمَـ َي ْ‬
‫وتأويـل الكلم‪ :‬حتـى يلقوا يومهـم الذي يوعدونـه يوم يخرجون م ِن الجداث وهـي القبور‪:‬‬
‫ب يُوفِضُونَ‪ ,‬كما‪:‬‬
‫واحدها جدث سِرَاعا كأنّ ُهمْ إلى ُنصُ ٍ‬
‫ن الجْداثِ‬
‫ن مِ َ‬
‫‪27064‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َيوْ َم َيخْ ُرجُو َ‬
‫سِرَاعا‪ :‬أي من القبور سراعا‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫وقد بيّنا الجدث فيما مضى قبل بشواهده‪ ,‬وما قال أهل العلم فيه‪.‬‬
‫ن يقول‪ :‬كأن هم إلى عَلَم قد نُ صب ل هم ي ستبقون‪ .‬وأجم عت قرّاء‬
‫وقوله‪ :‬إلى نُ صُبٍ يُو ِفضُو َ‬
‫الم صار على ف تح النون من قوله‪« :‬نَ صْبٍ» غ ير الح سن الب صري‪ ,‬فإ نه ذ كر ع نه أ نه كان‬
‫يضمها مع الصاد وكأن من فتحها يوجه النصب إلى أنه مصدر من قول القائل‪ :‬نصبت الشيء‬
‫أنصبه نصبا‪ .‬وكان تأويله عندهم‪ :‬كأنهم إلى صنم منصوب يسرعون سعيا‪ .‬وأما من ضمها‬
‫مع الصاد فأنه يوجهه إلى أنه واحد النصاب‪ ,‬وهي آلهتهم التي كانوا يعبدونها‪.‬‬
‫ن فإن اليفاض‪ :‬هو السراع ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫وأما قوله‪ :‬يُو ِفضُو َ‬
‫ب الضََاضَا‬
‫خرْجاءَ َتغْدو تطْلُ ُ‬
‫ن نَعامَ ًة مِيفاضَا َ‬
‫ل ْن َعتَ ْ‬
‫َ‬
‫يقول‪ :‬تطلب ملجأً تلجأ إليه واليفاض‪ :‬السرعة وقال رؤبة‪:‬‬
‫جدّ على أوْفاضٍ‬
‫َت ْمشِي بنا ال ِ‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27065‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن أبي عد يّ‪ ,‬عن عوف‪,‬‬
‫ن قال‪ :‬إلى علمات يستبقون‪.‬‬
‫عن أبي العالية‪ ,‬أنه قال في هذه الَية كأ ّن ُهمْ إلى ُنصُبٍ يُو ِفضُو َ‬
‫‪ 27066‬ـ حدثنا محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ب يُوفِضُونَ قال‪ :‬إلى علم يسعون‪.‬‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬كأنّ ُهمْ إلى ُنصُ ٍ‬
‫‪27067‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬يُو ِفضُو نَ‬
‫قال‪ :‬يستبقون‪.‬‬
‫ب يُو ِفضُونَ‬
‫‪27068‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ :‬كأ ّنهُمْ إلى نُصُ ٍ‬
‫قال‪ :‬إلى علم يسعون‪.‬‬
‫ُصـبٍ‬
‫ُمـ إلى ن ُ‬
‫حدثنـا ابـن عبـد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا ابـن ثور‪ ,‬عـن معمـر‪ ,‬عـن قتادة‪ :‬كأ ّنه ْ‬
‫ن قال‪ :‬إلى عَلَم يوفضون‪ ,‬قال‪ :‬يسعون‪.‬‬
‫يُو ِفضُو َ‬
‫‪27069‬ـ حدثنا عليّ بن سهل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا عمر يقول‪ :‬سمعت‬
‫ب يُوفِضُونَ قال‪ :‬إلى غاية يستبقون‪.‬‬
‫يحيى بن أبي كثير يقول‪ :‬كأنّ ُهمْ إلى ُنصُ ٍ‬
‫‪ 27070‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله‪ :‬إلى ُنصُبٍ يُوفِضُونَ إلى علم ينطلقون‪.‬‬
‫ن قال‪ :‬إلى علم‬
‫‪ 27071‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان إلى نُ صُبٍ يُو ِفضُو َ‬
‫يستبقون‪.‬‬
‫‪27072‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬كأ ّنهُمْ إلى نُصُبٍ‬
‫ُونـ قال‪ :‬النصـب‪ :‬حجارة كانوا يعبدونهـا‪ ,‬حجارة طوال يقال لهـا نصـب‪ .‬وفـي قوله‬
‫يُو ِفض َ‬
‫ن قال‪ :‬يُسرعون إليه كما يُسرعون إلى نصب يوفضون قال ابن زيد‪ :‬والنصاب التي‬
‫يو ِفضُو َ‬
‫كان أهل الجاهلية يعبدونها ويأتونها ويعظمونها‪ ,‬كان أحدهم يحمله معه‪ ,‬فإذا رأى أحسن منه‬
‫ستَوِي ُهوَ َومَ نْ ي ْأ ُمرُ‬
‫لي ْ‬
‫خيْرٍ هَ ْ‬
‫ت ِب َ‬
‫جهْ ُه ل يأْ ِ‬
‫ى مَوْل ُه أ ْينَما يُ َو ّ‬
‫أخذه‪ ,‬وألقى هذا‪ ,‬فقال له‪ :‬كَلّ عَل َ‬
‫ستَقِيمٍ‪.‬‬
‫بِا ْلعَدْلِ وَ ُهوَ عَلىَ صِرَاطٍ ُم ْ‬
‫‪27073‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عامر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مرّة‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله‪ :‬كأ ّنهُمْ‬
‫ن قال‪ :‬يبتدرون إلى نصبهم أيهم يستلمه أوّل‪.‬‬
‫إلى ُنصُبٍ يُو ِفضُو َ‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حماد بن مسعدة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا قرّة‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬خاشِعَ ًة أبْ صَارُهُمْ يقول‪ :‬خاض عة أب صارهم للذي هم ف يه من الخزي والهوان َترْهَ ُقهُ مْ‬
‫عدُو نَ يقول عزّ وجلّ‪ :‬هذا اليوم الذي و صفت‬
‫ك اليَوْ مُ اّلذِي كانُوا يُو ِ‬
‫ذِلّةٌ يقول‪ :‬تغشا هم ذلة ذَل َ‬
‫ن في الدن يا أن هم لقوه في الَخرة‪,‬‬
‫صفته‪ ,‬و هو يوم القيا مة الذي كان مشر كو قر يش يوعدو َ‬
‫كانوا ُي َكذّبون به‪.‬‬
‫ك اليَوْم يوم القيامة اّلذِي‬
‫‪27074‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة ذَل َ‬
‫عدُونَ‪.‬‬
‫كانُوا يُو َ‬

‫سورة نوح‬
‫سورة نوح مكية‬
‫وآياتها ثمان وعشرون‬
‫بسم ال الرحمَن الرحيـم‬

‫‪4-1‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن أَن ِذرْ قَ ْومَ كَ مِن َقبْلِ أَن َي ْأ ِتيَهُ مْ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬إِنّآ َأرْ سَ ْلنَا نُوحا إَِلىَ قَ ْومِ ِه أَ ْ‬
‫ن * َيغْ ِفرْ َل ُكمْ مّن‬
‫عذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ يَ َقوْ ِم ِإنّي َل ُكمْ َنذِيرٌ ّمبِينٌ * أَنِ اع ُبدُو ْا اللّهَ وَاتّقُوهُ وََأطِيعُو ِ‬
‫َ‬
‫ل اللّ ِه ِإذَا جَآ َء لَ ُي َؤخّ ُر لَ ْو كُنتُمْ َتعَْلمُونَ }‪.‬‬
‫سمّى ِإنّ َأجَ َ‬
‫ل ّم َ‬
‫ُذنُو ِب ُكمْ َو ُي َؤخّ ْر ُكمْ إَِلىَ َأجَ ٍ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬إنّا أرْ سَلْنا نُوحا وهو نوح بن لمَ كَ إلى قَ ْو ِم ِه أ نْ أ ْن ِذرْ قَ ْومَ كَ مِ نْ َقبْلِ أ نْ‬
‫عذَابٌ ألِيمٌ يقول‪ :‬أرسلناه إليهم بأن أنذر قومك فأن في موضع نصب في قول بعض أهل‬
‫ي ْأ ِتيَ ُهمْ َ‬
‫العرب ية‪ ,‬و في مو ضع خ فض في قول بعض هم‪ .‬و قد بيّ نت العِلل لكلّ فر يق من هم‪ ,‬وال صواب‬
‫عند نا من القول في ذلك في ما م ضى من كتاب نا هذا‪ ,‬ب ما أغ نى عن إعاد ته في هذا المو ضع‪,‬‬
‫وهي في قراءة عبد ال فيما ذُكر‪« :‬إنَا أرْ سَلْنا نُوحا إلى قَ ْومِ ِه أ ْنذِرْ قَ ْومَ كَ» بغير «أن»‪ ,‬وجاز‬
‫ذلك لن الرسال بمعنى القول‪ ,‬فكأنه قيل‪ :‬قلنا لنوح‪ :‬أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم‬
‫وذلك العذاب الليم هو الطوفان الذي غرّقهم ال به‪.‬‬
‫ن يقول تعالى ذكره‪ :‬قال نوح لقومه‪ :‬يا قوم إني لكم نذير‬
‫وقوله‪ :‬قالَ يا قَوْمِ إنّي َلكُمْ َنذِيرٌ ُمبِي ٌ‬
‫مبين‪ ,‬أنذركم عذاب ال فاحذروه أن ينزل بكم على كفركم به مبين يقول‪ :‬قد أبنت لكم إنذاري‬
‫إياكم‪.‬‬
‫ن يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل نوح لقومه إني لَك مْ‬
‫ع ُبدُوا الّل هَ وَا َتقُوه وَأطِيعُو ِ‬
‫وقوله‪ :‬أ نِ ا ْ‬
‫َنذِيرٌ ُمبِي نٌ بأن اعبدوا ال‪ ,‬يقول‪ :‬إني لكم نذير أنذركم‪ ,‬وآمركم بعبادة ال وَاتّقُو هُ يقول‪ :‬واتقوا‬
‫عقابه باليمان به‪ ,‬والعمل بطاعته وأطِيعُو نِ يقول‪ :‬وانتهوا إلى ما آمركم به‪ ,‬واقبلوا نصيحتي‬
‫لكم‪ .‬وقد‪:‬‬
‫ع ُبدُوا الّل هَ‬
‫‪ 27075‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬أ نِ ا ْ‬
‫واتّقُو هُ وأطِيعُو نِ قال‪ :‬أر سل ال المر سلين بأن ُيعْبدَ الّل هُ وحده‪ ,‬وأن تت قي محار مه‪ ,‬وأن يُطاع‬
‫أمره‪.‬‬
‫ن ُذنُو ِب ُكمْ يقول‪ :‬يغفر لكم ذنوبكم‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬يغْ ِفرْ َل ُكمْ مِ ْ‬
‫فإن قال قائل‪َ :‬أوَلي ست « من» دالة على الب عض؟ ق يل‪ :‬إن ل ها معني ين وموضع ين‪ ,‬فأ ما أ حد‬
‫الموضعيـن فهـو الموضـع الذي ل يصـلح فيـه غيرهـا‪ .‬وإذا كان ذلك كذلك لم تدلّ إل على‬
‫الب عض‪ ,‬وذلك كقولك‪ :‬اشتر يت من ممالي كك‪ ,‬فل ي صلح في هذا المو ضع غير ها‪ ,‬ومعنا ها‪:‬‬
‫البعض‪ ,‬اشتريت بعض مماليكك‪ ,‬ومن مماليكك مملوكا‪ .‬والموضع الَخر‪ :‬هو الذي يصلح فيه‬
‫مكانها عن فإذا‪ ,‬صلحت مكانها «عن» دلت على الجميع‪ ,‬وذلك كقولك‪ :‬وجع بطني من طعام‬
‫طعِمته‪ ,‬فإن معنى ذلك‪ :‬أوجع بطني طعام طعمته‪ ,‬وتصلح مكان «من» عن‪ ,‬وذلك أنك تضع‬
‫موضعهـا «عـن»‪ ,‬فيصـلح الكلم فتقول‪ :‬وجـع بطنـي عـن طعام طعمتـه‪ ,‬ومـن طعام طعمتـه‪,‬‬
‫ن ُذنُو ِبكُ مْ إنما هو‪ :‬ويصفح لكم‪ ,‬ويعفو لكم عنها وقد يحتمل أن يكون‬
‫فكذلك قوله‪َ :‬يغْ ِفرْ َلكُ مْ مِ ْ‬
‫معناها يغفر لكم من ذنوبكم ما قد وعدكم العقوبة عليه‪ .‬فأما ما لم يعدكم العقوبة عليه فقد تقدّم‬
‫عفوه لكم عنها‪.‬‬
‫سمّى يقول‪ :‬ويؤخّر في آجالكم فل يهلككم بالعذاب‪ ,‬ل ب َغرَق ول‬
‫خرْكُمْ إلى أجَل مُ َ‬
‫وقوله‪َ :‬و ُي َؤ ّ‬
‫غيره إلى أ جل م سمى يقول إلى ح ين ك تب أ نه يبقي كم إل يه‪ ,‬إن أن تم أطعتموه وعبدتموه‪ ,‬في أ مّ‬
‫الكتاب‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27076‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قول ال‪ :‬إلى‬
‫سمّى قال‪ :‬ما قد خطّ من الجل‪ ,‬فإذا جاء أجل ال ل يؤخّر‪.‬‬
‫أجَل ُم َ‬
‫ن يقول تعالى ذكره‪ :‬إن أجل ال الذي قد‬
‫خرُ لَ ْو ُك ْنتُ مْ َتعَْلمُو َ‬
‫ل اللّ هِ إذَا جاءَ ل يُ َؤ ّ‬
‫وقوله‪ :‬إ نّ أجَ َ‬
‫كت به على خل قه في أ مّ الكتاب إذا جاء عنده ل يؤ خر عن ميقا ته‪ ,‬فين ظر بعده لو كن تم تعلمون‬
‫يقول‪ :‬لو علمتم أن ذلك كذلك‪ ,‬لنبتم إلى طاعة ربكم‪.‬‬

‫‪7-5‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ت قَ ْومِي َليْلً َو َنهَارا * فَلَ مْ َيزِدْهُ ْم دُعَآئِ يَ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬قَالَ رَ بّ ِإنّي دَعَ ْو ُ‬
‫صرّواْ‬
‫س َت ْغشَوْاْ ِثيَا َبهُمْ وَأَ َ‬
‫جعَُلوَاْ أَصَا ِب َع ُهمْ فِيَ آذَا ِنهِمْ وَا ْ‬
‫ِإلّ ِفرَارا * وَِإنّي كُّلمَا دَعَ ْو ُتهُمْ ِل َتغْ ِفرَ َلهُمْ َ‬
‫س ِت ْكبَارا }‪.‬‬
‫س َت ْكبَرُو ْا ا ْ‬
‫وَا ْ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬قال نوح ل ما بلغ قو مه ر سالة ر به‪ ,‬أو أنذر هم ما أمره به أن ينذرهموه‬
‫ت قَوْ مي َليْلً وَنهارا إلى توحيدك‬
‫عوْ ُ‬
‫ب إنّي دَ َ‬
‫فع صوه‪ ,‬وردّوا عل يه ما أتا هم به من عنده‪ :‬رَ ّ‬
‫ل فِرَارا يقول‪ :‬فلم يزدهم دعائي إياهم‬
‫وعبادتك‪ ,‬وحذّرتهم بأسك وسطوتك‪ ,‬فَلَ مْ َي ِزدْهُ مْ دُعائي إ ّ‬
‫ق الذي أرسلتني به لهم إلّ ِفرَارا يقول‪ :‬إل إدبارا عنه وهربا منه‬
‫إلى ما دعوتهم إليه من الح ّ‬
‫وأعراضا عنه‪ .‬وقد‪:‬‬
‫‪ 27077‬ـ حدثنا محمد بن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في‬
‫ل فِرَارا قال‪ :‬بلغنـا أنهـم كانوا يذهـب الرجـل بابنـه إلى نوح‪ ,‬فيقول‬
‫ُمـ دُعائي إ ّ‬
‫َمـ َي ِزدْه ْ‬
‫قوله‪ :‬فَل ْ‬
‫لبنه‪ :‬احذر هذا ليغوينك‪ ,‬فأراني قد ذهب بي أبي إليه وأنا مثلك‪ ,‬فحذرني كما حذّرتك‪.‬‬
‫جعَلُوا أ صَابِ َع ُهمْ فِي آذا ِنهِ مْ يقول جلّ وعزّ‪ :‬وإ ني كل ما‬
‫وقوله‪ :‬وإنّي كُلَ ما َدعَ ْو ُتهُ مْ ِل َتغْ ِفرَ َلهُ مْ َ‬
‫دعوتهم إلى القرار بوحدانيتك‪ ,‬والعمل بطاعتك‪ ,‬والبراءة من عبادة كلّ ما سواك‪ ,‬لتغفر لهم‬
‫س َتغْشَوْا ثِيابَهُ مْ‬
‫إذاهم فعلوا ذلك جعلوا أصابعهم في آذانهم لئل يسمعوا دعائي إياهم إلى ذلك وَا ْ‬
‫يقول‪ :‬وتغشوا في ثياب هم‪ ,‬وتغطوا ب ها لئل ي سمعوا دعائي‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك قال أ هل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫جعَلُوا أ صَا ِب َعهُمْ‬
‫‪ 27078‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪َ :‬‬
‫فِي آذَا ِن ِهمْ لئل يسمعوا كلم نوح عليه السلم‪.‬‬
‫صرّوا يقول‪ :‬وثبتوا على ما هم عليه من الكفر وأقاموا عليه‪ .‬وبنحو الذي قلنا في‬
‫وقوله‪ :‬وأ َ‬
‫ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27079‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وأ صَرّوا قال‪:‬‬
‫الصرار إقامتهم على الشرّ والكفر‪.‬‬
‫س ِتكْبارا يقول‪ :‬وت كبروا فتعاظموا عن الذعان للح قّ‪ ,‬وقبول ما دعوت هم‬
‫س َت ْك َبرُوا ا ْ‬
‫وقوله‪ :‬وَا ْ‬
‫إليه من النصيحة‪.‬‬

‫‪11-8‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ت َلهُ مْ‬
‫سرَرْ ُ‬
‫ت َلهُ مْ وَأَ ْ‬
‫جهَارا * ثُ مّ ِإنّ يَ أَعَْلنْ ُ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬ثُ مّ إِنّي دَعَ ْو ُتهُ مْ ِ‬
‫سمَآءَ عََل ْي ُكمْ ّم ْدرَارا }‪.‬‬
‫ل ال ّ‬
‫س َتغْ ِفرُواْ َر ّب ُكمْ ِإنّ ُه كَانَ غَفّارا * ُيرْسِ ِ‬
‫ِإسْرَارا * فَقُلْتُ ا ْ‬
‫ع ْو ُت ُهمْ إلى ما أمرتني أن أدعوهم إليه جِهارا ظاهرا في غير خفاء‪ ,‬كما‪:‬‬
‫يقول‪ُ :‬ثمّ إنّي دَ َ‬
‫‪27080‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬ثُ مّ إنّي‬
‫دَعَ ْو ُت ُهمْ جِهارا قال‪ :‬الجهار الكلم المعلن به‪.‬‬
‫ت َلهُ مْ إ سْرَارا يقول‪ :‬صرخت لهم‪ ,‬وصحت بالذي أمرتني‬
‫سرَرْ ُ‬
‫وقوله‪ :‬ثُ مّ إنّي أعَْلنْ تُ َلهُ مْ وأ ْ‬
‫به من النذار‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪27081‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫ت َلهُمْ‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬وأعَْلنْ ُ‬
‫قال‪ :‬صحْت‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن مجاهد أعَْلنْتُ َل ُهمْ يقول‪ :‬صحت بهم‪.‬‬
‫سرَارا يقول‪ :‬وأ سررت ل هم ذلك في ما بي ني وبين هم في خفاء‪ .‬وبن حو‬
‫س َررْتُ َلهُ مْ إ ْ‬
‫وقوله‪ :‬وأ ْ‬
‫الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27082‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫س َررْتُ‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬وأ ْ‬
‫سرَارا قال‪ :‬فيما بيني وبينهم‪.‬‬
‫َل ُهمْ إ ْ‬
‫غفْران ذنوبكـم‪,‬‬
‫وقوله‪ :‬فَقُلْتُـ اس ْـَتغْ ِفرُوا رَ ّبكُم ْـ إنّهُـ كانَـ غَفّارا يقول‪ :‬فقلت لهـم‪ :‬سـلوا ربكـم ُ‬
‫وتوبوا إليه من كفركم‪ ,‬وعبادة ما سواه من الَلهة ووحدوه‪ ,‬وأخلصوا له العبادة‪ ,‬يغفر لكم‪ ,‬إنه‬
‫كان غفارا لذنوب من أناب إليه‪ ,‬وتاب إليه من ذنوبه‪.‬‬
‫ُمـ ِمدْرَارا يقول‪ :‬يسـقيكم ربكـم إن تبتـم ووحدتموه وأخلصـتم له‬
‫وقوله‪ُ :‬يرْسـِل السـّماءَ عََل ْيك ْ‬
‫العبادة الغيث‪ ,‬فيرسل به السماء عليكم مدرارا متتابعا‪ .‬وقد‪:‬‬
‫‪ 27083‬ـ حدثني يونس بن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا سفيان‪ ,‬عن مطرف‪ ,‬عن الشعبي‪ ,‬قال‪:‬‬
‫خرج عمر بن الخطاب يستسقي‪ ,‬فما زاد على الستغفار‪ ,‬ثم رجع فقالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين ما‬
‫رأيناك ا ستسقيت‪ ,‬فقال‪ :‬ل قد طل بت الم طر بمجاد يح ال سماء ال تي ي ستنزل ب ها الم طر‪ ,‬ثم قرأ‪:‬‬
‫غفّارا ُيرْ سِل ال سّماءَ عََليْكُم ِم ْدرَارا‪ ,‬وقرأ الَ ية ال تي في سورة هود‬
‫س َتغْ ِفرُوا َر ّبكُ مْ إنّه كا نَ َ‬
‫ا ْ‬
‫حتى بلغ‪َ :‬و َي ِزدْ ُكمْ قُوّة إلى قُ ّو ِت ُكمْ‪.‬‬

‫‪14-12‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جعَل ّلكُ ْم َأ ْنهَارا *‬
‫جنّاتٍ َو َي ْ‬
‫جعَل ّلكُ ْم َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪َ {:‬و ُي ْم ِددْكُمْ ِبَأمْوَالٍ َو َبنِي نَ َو َي ْ‬
‫مّا َل ُكمْ لَ َت ْرجُونَ لِّلهِ َوقَارا * َو َقدْ خَلَ َق ُكمْ َأطْوَارا }‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬و ُي ْم ِددْكُ مْ بأمْوَالٍ َو َبنِي نَ يقول‪ :‬ويعط كم مع ذلك رب كم أموالً وبن ين‪ ,‬فيكّثر ها عند كم‬
‫جعَل َلكُمْ أنهارا تسقون منها‬
‫جنّاتٍ يقول‪ :‬يرزقكم بساتين و َي ْ‬
‫جعَل َلكُمْ َ‬
‫ويزيد فيما عندكم منها و َي ْ‬
‫جناتكم ومزارعكم وقال ذلك لهم نوح‪ ,‬لنهم كانوا فيما ذُكر قوم يحبون الموال والولد‪ .‬ذكر‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27084‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬ثُ مّ إنّي دَعَ ْو ُتهُ مْ‬
‫ُمـ أنهارا قال‪ :‬رأى نوح قومـا تجزّعـت أعناقهـم حرصـا على‬
‫ل َلك ْ‬
‫جعَ ْ‬
‫جِهارا‪ ...‬إلى قوله‪ :‬و َي ْ‬
‫الدنيا‪ ,‬فقال‪ :‬هلموا إلى طاعة ال‪ ,‬فإن فيها درك الدنيا والَخرة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ما َلكُ مْ ل تَ ْرجُو نَ لِّل هِ وَقارا اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬معناه‪:‬‬
‫ما لكم ل ترون ل عظمة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ي قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ابن عباس ما‬
‫‪ 27085‬ـ حدثني عل ّ‬
‫ن لِلّ ِه وَقارا يقول‪ :‬عظمة‪.‬‬
‫َل ُكمْ ل َت ْرجُو َ‬
‫‪ 27086‬ـ حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن‬
‫ن لِّلهِ وَقارا قال‪ :‬ل ترون ل عظمة‪.‬‬
‫مجاهد ما َل ُكمْ ل َت ْرجُو َ‬
‫‪27087‬ـ حدثنا محمد بن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى‪ ,‬عن ا بن أ بي نج يح‬
‫ن لِلّهِ وَقارا قال‪ :‬ل تبالون ل عظمة‪.‬‬
‫وقيس‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قوله‪ :‬ل َت ْرجُو َ‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عمرو بن عبيد‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد ما َلكُمْ ل َت ْرجُونَ لِّلهِ‬
‫وَقارا قال‪ :‬كانوا ل يبالون عظمة ال‪.‬‬
‫‪ 27088‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ‪ ,‬يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله‪ :‬ل تَ ْرجُونَ لِّلهِ وَقارا يقول‪ :‬عظمة‪.‬‬
‫‪ 27089‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قوله ما َلكُ مْ ل‬
‫َترْجُونَ لِّلهِ وَقارا قال‪ :‬ل تبالون عظمة ربكم قال‪ :‬والرجاء‪ :‬الطمع والمخافة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬معنى ذلك‪ :‬ل تعظمون ال حقّ عظمته‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27090‬ـ حدثني سلم بن جنادة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أ بو معاوية‪ ,‬عن إسماعيل بن سميع‪ ,‬عن مسلم‬
‫ن لِلّ ِه وَقارا قال‪ :‬ما لكم ل تعظمون‬
‫البطين‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‪ ,‬عن ابن عباس ما َل ُكمْ ل َت ْرجُو َ‬
‫ال حقّ عظمته‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬ما لكم ل تعلمون ل عظمة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27091‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬ما َل ُكمْ ل َت ْرجُونَ لِّلهِ وَقارا يقول‪ :‬ما لكم ل تعلمون ل عظمة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك ما لكم ل ترجون ل عاقبة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27092‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬ما َلكُ مْ ل َترْجُو نَ‬
‫لِلّهِ وَقارا أي عاقبة‪.‬‬
‫ن لِلّ هِ‬
‫حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة ما َلكُ مْ ل َترْجُو َ‬
‫وَقارا قال‪ :‬ل ترجون ل عاقبة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬ما لكم ل ترجون ل طاعة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27093‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قول ال‪ :‬ما َلكُ مْ ل‬
‫َترْجُونَ لِّلهِ وَقارا قال‪ :‬الوقار‪ :‬الطاعة‪.‬‬
‫وأولى القوال فـي ذلك عندنـا بالصـواب قول مـن قال‪ :‬معنـى ذلك‪ :‬مـا لكـم ل تخافون ل‬
‫عظ مة‪ ,‬وذلك أن الرجاء قد تض عه العرب إذا صحبه الج حد في مو ضع الخوف‪ ,‬ك ما قال أ بو‬
‫ذُؤيب‪:‬‬
‫عوَاسِلِ‬
‫ت نُوبٍ َ‬
‫سعَهاوخَالَفَها في َبيْ ِ‬
‫سعَتْ ُه ال ّنحْلُ َل ْم َيرْجُ َل ْ‬
‫إذا َل َ‬
‫يعني بقوله‪« :‬لم يرج»‪ :‬لم يخف‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬و َقدْ خَلَ َق ُكمْ أطْوَارا يقول‪ :‬وقد خلقكم حالً بعد حال‪ ,‬طورا ُنطْفة‪ ,‬وطورا عَلَقة‪ ,‬وطورا‬
‫مضغة‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27094‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫قوله‪َ :‬وقَدْ خََل َق ُكمْ أطْوَارا يقول‪ :‬نطفة‪ ,‬ثم علقة‪ ,‬ثم مضغة‪.‬‬
‫‪27095‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد َو َقدْ خَلَ َقكُمْ أطْوَارا‬
‫قال‪ :‬من تراب‪ ,‬ثم من نطفة‪ ,‬ثم من علقة‪ ,‬ثم ما ذكر حتى يتمّ خلقه‪.‬‬
‫‪ 27096‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪َ :‬و َقدْ خَلَ َقكُ مْ أطْوَارا طورا‬
‫نطفة‪ ,‬وطورا علقة‪ ,‬وطورا عظاما‪ ,‬ثم كسا العظام لحما‪ ,‬ثم أنشأه خلقا آخر‪ ,‬أنبت به الشعر‪,‬‬
‫فتبارك ال أحسن الخالقين‪.‬‬
‫حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة َو َقدْ خَلَ َقكُ مْ أطْوَارا قال‪:‬‬
‫نطفة‪ ,‬ثم علقة‪ ,‬ثم خلقا طورا بعد طور‪.‬‬
‫‪ 27097‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله‪ :‬خَلَ َق ُكمْ أطْوَارا يقول‪ :‬من نطفة‪ ,‬ثم من علقة‪ ,‬ثم من مضغة‪.‬‬
‫‪ 27098‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪َ :‬و َقدْ خَلَ َقكُ مْ‬
‫أطْوَارا قال‪ :‬طورا النطفة‪ ,‬ثم طورا أمشاجا حين يمشج النطفة الدم‪ ,‬ثم يغلب الدم على النطفة‪,‬‬
‫فتكون علقة‪ ,‬ثم تكون مضغة‪ ,‬ثم تكون عظاما‪ ,‬ثم تُكسي العظام لحما‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قوله‪َ :‬و َقدْ خَلَ َقكُ مْ أطْوَارا‬
‫قال‪ :‬نطفة‪ ,‬ثم علقة‪ ,‬شيئا بعد شيء‪.‬‬

‫‪18-15‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جعَلَ ا ْل َقمَرَ‬
‫طبَاقا * َو َ‬
‫ت ِ‬
‫سمَاوَا ٍ‬
‫سبْعَ َ‬
‫القول ف ـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬أَلَ مْ َترَوْ ْا َكيْ فَ خَلَ قَ الّل ُه َ‬
‫جكُمْ‬
‫خ ِر ُ‬
‫سرَاجا * وَالّل ُه أَن َب َتكُمْ مّنَ الرْضِ َنبَاتا * ثُمّ ُيعِي ُدكُمْ فِيهَا َو ُي ْ‬
‫شمْسَ ِ‬
‫ل ال ّ‬
‫جعَ َ‬
‫فِيهِنّ نُورا َو َ‬
‫خرَاجا }‪.‬‬
‫ِإ ْ‬
‫يقول تعالى ذكره م خبرا عن ق يل نوح صلوات ال و سلمه عل يه‪ ,‬لقو مه المشرك ين برب هم‪,‬‬
‫سمَوَاتٍ‬
‫سبْعَ َ‬
‫ق اللّ ُه َ‬
‫ف خَلَ َ‬
‫محتجا عليهم بحجج ال في وحدانيته‪ :‬أَل ْم تَروْا أيها القوم فتعتبروا َكيْ َ‬
‫طِباقا بعضها فوق بعض والطباق‪ :‬مصدر من قولهم‪ :‬طابقت مطابقة وطباقا‪ .‬وإنما عني بذلك‪:‬‬
‫كيف خلق ال سبع سموات‪ ,‬سماء فوق سماء مطابقة‪.‬‬
‫شمْ سَ‬
‫جعَلَ ال ّ‬
‫ن نُورا يقول‪ :‬وج عل الق مر في ال سموات ال سبع نورا َو َ‬
‫ل ال َق َمرَ فِيهِ ّ‬
‫جعَ َ‬
‫وقوله‪َ :‬و َ‬
‫فيهن سراجا‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27099‬ـ حدثنا محمد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن قتادة ألَ ْم َترَوْا‬
‫سرَاجا ذُكر لنا أن‬
‫شمْ سَ ِ‬
‫جعَل ال ّ‬
‫جعَلَ ال َقمَم َر فِيهِ نّ نُورا َو َ‬
‫ت طِباقا َو َ‬
‫سبْعَ سَموَا ٍ‬
‫ق اللّ هُ َ‬
‫َكيْ فَ خَلَ َ‬
‫عبد ال بن عمرو بن العاص كان يقول‪ :‬إن ضوء الشمس والقمر نورهما في السماء‪ ,‬اقرءوا‬
‫سمَوَاتٍ طِباقا‪ ...‬إلى آخر الَية‪.‬‬
‫سبْعَ َ‬
‫إن شئتم‪ :‬أَلمْ َترَوْا َك ْيفَ خََلقَ الّلهُ َ‬
‫حدثنا ا بن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن عبد ال بن عمرو‬
‫أنه قال‪ :‬إن الشمس والقمر وجوههما ِقبَل السموات‪ ,‬وأقفيتهما ِقبَل الرض‪ ,‬وأنا أقرأ بذلك آية‬
‫سرَاجا‪.‬‬
‫شمْسَ ِ‬
‫جعَلَ ال ّ‬
‫ن نُورا َو َ‬
‫جعَلَ ال َقمَ َر فِيهِ ّ‬
‫من كتاب ال‪َ :‬و َ‬
‫‪ 27100‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫جعَلَ ال َق َمرَ فِيهِنّ نُورا يقول‪ :‬خلق القمر يوم خلق سبع سموات‪.‬‬
‫يقول في قوله‪َ :‬و َ‬
‫جعَلَ ال َق َمرَ فِيهِنّـ نُورا على‬
‫وكان بعـض أهـل العربيـة مـن أهـل البصـرة يقول‪ :‬إنمـا قيـل َو َ‬
‫المجاز‪ ,‬كما يقال‪ :‬أتيت بني تميم‪ ,‬وإنما أتى بعضهم واللّ ُه أ ْن َب َتكُم مِ نَ الرْض نَباتا يقول‪ :‬وال‬
‫أنشأكم من تراب الرض‪ ,‬فخلقكم منه إنشاء ثُ ّم ُيعِي ُدكُ مْ فِيها يقول‪ :‬ثم يعيدكم في الرض كما‬
‫خرَا جا يقول ويخرج كم من ها إذا‬
‫جكُ مْ إ ْ‬
‫خ ِر ُ‬
‫كن تم ترا با في صيركم ك ما كن تم من ق بل أن يخلق كم و ُي ْ‬
‫شاء أحياء كما كنتم بشرا من قبل أن يعيدكم فيها‪ ,‬فيصيركم ترابا إخراجا‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫الية ‪-19 :‬‬


‫سبُلً ِفجَاجا *‬
‫ض بِسَاطا * ّلتَسْلُكُو ْا ِم ْنهَا ُ‬
‫جعَلَ َلكُمُ الرْ َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬وَاللّ ُه َ‬
‫قَالَ نُوحٌـ رّبّـ ِإ ّنهُم ْـ عَص َـ ْونِي وَا ّت َبعُو ْا مَن لّم ْـ َيزِدْهُـ مَالُهُـ َووََلدُهُـ ِإلّ خَسـَارا * َو َمكَرُو ْا َمكْرا‬
‫ُكبّارا }‪.‬‬
‫جعَلَ َلكُ مُ الرْ ضَ‬
‫يقول تعالى ذكره م خبرا عن ق يل نوح لقو مه‪ ,‬مذكّر هم نِعَم ر به‪ :‬وَاللّ هُ َ‬
‫بِساطا تستقرّون عليها وتمتهدونها‪.‬‬
‫سبُلً فِجاجا يقول‪ :‬لتسلكوا منها طرقا صعابا متفرقة والفجاج‪ :‬جمع فجّ‪,‬‬
‫وقوله‪ :‬لتَسُْلكُوا ِمنْها ُ‬
‫وهو الطريق‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫سبُلً فِجاجا‬
‫‪ 27101‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة ِلتَ سُْلكُوا ِمنْها ُ‬
‫قال‪ :‬طرقا وأعلما‪.‬‬
‫حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله ِلتَ سُْلكُوا ِمنْ ها‬
‫سبُلً فِجاجا قال طرقا‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ 27102‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫طرُقا مختلفة‪.‬‬
‫سبُلً فِجاجا يقول‪ُ :‬‬
‫قوله‪ِ :‬ل َتسُْلكُوا ِمنْها ُ‬
‫وقوله‪ :‬قالَ نُو حٌ رَ بّ إ ّنهُ مْ عَ صَ ْونِي فخالفوا أمري‪ ,‬وردّوا عل يّ ما دعوت هم إل يه من الهدى‬
‫ن لَمْ َيزِدْ ُه مالُهُ َووََلدُ ُه إلّ خَسارا يقول‪ :‬واتبعوا في معصيتهم إياي من دعاهم‬
‫والرشاد وا ّت َبعُوا مَ ْ‬
‫إلى ذلك‪ ,‬م من ك ثر ماله وولده‪ ,‬فلم تزده كثرة ماله وولده إل خ سارا‪ ,‬بُعدا من ال‪ ,‬وذها با عن‬
‫حجّة الطريق‪.‬‬
‫َم َ‬
‫واختل فت القرّاء في قراءة قوله‪ :‬وَوََل ُد هُ فقرأ ته عا مة قرّاء المدي نة‪ :‬وَوََلدُ ُه بف تح الواو واللم‪,‬‬
‫وكذلك قرءوا ذلك فـي جميـع القرآن‪ .‬وقرأ ذلك عامـة قرّاء الكوفـة بضـم الواو وسـكون اللم‪,‬‬
‫ل ما كان من ذكر الولد من سورة مريم إلى آخر القرآن‪ .‬وقرأ أبو عمرو كلّ ما في‬
‫وكذلك ك ّ‬
‫القرآن من ذلك بف تح الواو واللم في غ ير هذا الحرف الوا حد في سورة نوح‪ ,‬فإ نه كان يض مّ‬
‫الواو منه‪.‬‬
‫والصـواب مـن القول عندنـا فـي ذلك‪ ,‬إن كلّ هذه القراءات قراءات معروفات‪ ,‬متقاربات‬
‫المعاني‪ ,‬فبأي ذلك قرأ القارىء فمصيب‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬و َم َكرُوا َمكْرا ُكبّارا يقول‪ :‬ومكروا مكرا عظي ما‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك قال أ هل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27103‬ــ حدثنـي محمـد بـن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا أبـو عاصـم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا عيسـى‪ :‬وحدثنـي‬
‫الحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪:‬‬
‫ُكبّارا قال‪ :‬عظيما‪.‬‬
‫‪ 27104‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪َ :‬و َم َكرُوا َمكْرا‬
‫ن فِيها َلغْوا ول ِكذّابا‪.‬‬
‫س َمعُو َ‬
‫ُكبّارا كثيرا‪ ,‬كهيئة قوله‪ :‬ل َي ْ‬
‫عجّاب‬
‫وال ُكبّار‪ :‬هو الكبير‪ ,‬كما قال ابن زيد‪ ,‬تقول العرب‪ :‬أمر عجيب وعجاب بالتخفيف‪ ,‬و ُ‬
‫بالتشديـد ورجـل حُسـَان وحَسـّان‪ ,‬وجُمال وَجمّالٌ بالتخفيـف والتشديـد‪ ,‬وكذلك كـبير و ُكبّار‬
‫بالتخفيف والتشديد‪.‬‬
‫‪24-23‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ل َيغُو ثَ‬
‫ل سُوَاعا َو َ‬
‫ل َتذَرُ نّ َودّا َو َ‬
‫ن آِل َه َتكُ مْ َو َ‬
‫ل َتذَرُ ّ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪َ {:‬وقَالُواْ َ‬
‫للً }‪.‬‬
‫ن ِإلّ ضَ َ‬
‫ل َتزِ ِد الظّاِلمِي َ‬
‫َو َيعُوقَ َو َنسْرا * َو َقدْ َأضَلّواْ َكثِيرا َو َ‬
‫ن آِل َه َتكُ مْ وَل َتذَرُ نّ ُودّا‬
‫يقول تعالى ذكره م خبرا عن إخبار نوح‪ ,‬عن قو مه‪ :‬وَقالُوا ل َتذَرُ ّ‬
‫وَل سُوَاعا وَل َيغُو ثَ َو َيعُو قَ َونَ سْرا‪ .‬كان هؤلء نفرا من ب ني آدم في ما ذُ كر عن آل هة القوم‬
‫التي كانوا يعبدونها‪ .‬وكان من خبرهم فيما بلغنا ما‪:‬‬
‫‪ 27105‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن موسى‪ ,‬عن محمد بن قيس‬
‫َو َيعُو قَ َونَ سْرا قال‪ :‬كانوا قو ما صالحين من ب ني آدم‪ ,‬وكان ل هم أتباع يقتدون ب هم‪ ,‬فل ما ماتوا‬
‫قال أصـحابهم الذيـن كانوا يقتدون بهـم‪ :‬لو صـوّرناهم كان أشوق لنـا إلى العبادة إذا ذكرناهـم‪,‬‬
‫ب إليهم إبليس‪ ,‬فقال‪ :‬إنما كانوا يعبدونهم‪ ,‬وبهم يُسقون‬
‫فصوّروهم‪ ,‬فلما ماتوا‪ ,‬وجاء آخرون د ّ‬
‫المطر فعبدوهم‪.‬‬
‫‪ 27106‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬قال‪ :‬كان‬
‫بين آدم ونوح عشرة قرون‪ ,‬كلهم على السلم‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هذه أسماء أصنام قوم نوح‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27107‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله ل َت َذرُ نّ آِل َه َتكُ مْ وَل‬
‫ي من كَلْب بدومة الجَندل‪,‬‬
‫َتذَرُنّ َودّا وَل سُوَاعا وَل َيغُوثَ َو َيعُوقَ َونَسْرا قال‪ :‬كان و ّد لهذا الح ّ‬
‫جرْف من سَبأ‪ ,‬وكان يعوق‬
‫غطَيف من مُراد بال ُ‬
‫وكانت سُواع لهذيل برياط‪ ,‬وكان يغوث لبني ُ‬
‫حمْ ير قال‪ :‬وكا نت هذه الَل هة يعبد ها قوم نوح‪ ,‬ثم‬
‫لهمدان ببل خع‪ ,‬وكان ن سر لذي كلع من ِ‬
‫اتخذها العرب بعد ذلك‪ .‬واللّ ِه ما عدا خشبة أو طينة أو حجرا‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة ل َت َذرُ نّ آِل َه َتكُ مْ وَل َت َذرُ نّ‬
‫سوَاعا وَل َيغُو ثَ َو َيعُو قَ َونَ سْرا قال‪ :‬كا نت آل هة يعبد ها قوم نوح‪ ,‬ثم عبدت ها العرب‬
‫َودّا وَل ُ‬
‫بعد ذلك‪ ,‬قال‪ :‬فكان و ّد لكلب بدومة الجندل‪ ,‬وكان سُواعٌ ل ُهذَيل‪ ,‬وكان يغوث لبني غطيف من‬
‫حمْير‪.‬‬
‫مراد بالجُرف‪ ,‬وكان يعوق لهمْدان‪ ,‬وكان َنسْر لذي الكُلع من ِ‬
‫‪ 27108‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫ن آِل َه َتكُ مْ وَل َت َذرُ نّ َودّا وَل سُوَاعا وَل َيغُوثَ َو َيعُوقَ َونَسْرا قال‪ :‬هذه أصنام كانت‬
‫قوله ل َت َذرُ ّ‬
‫تُعبد في زمان نوح‪.‬‬
‫‪ 27109‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله‪ :‬وَل َيغُوثَ َو َيعُوقَ َو َنسْرا قال‪ :‬هذه أصنام‪ ,‬وكانت تُعبد في زمان نوح‪.‬‬
‫‪ 27110‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله‪ :‬وَل َيغُوثَ َو َيعُوقَ َو َنسْرا هي آلهة كانت تكون باليمن‪.‬‬
‫‪ 27111‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَل َيغُو ثَ‬
‫َو َيعَوقَ َو َنسْرا قال‪ :‬هذه آلهتهم التي يعبدون‪.‬‬
‫واختلفـت القرّاء فـي قراءة قوله َودّا فقرأتـه عا مة قرّاء المدينـة‪ُ « :‬ودّا» بضـم الواو‪ .‬وقرأتـه‬
‫عامة قرّاء الكوفة والبصرة‪َ :‬ودّا بفتح الواو‪.‬‬
‫والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان معروفتان في قرّاء المصار‪ ,‬فبأيتهما قرأ‬
‫القارىء فمصيب‪.‬‬
‫ل بعبادة هذه الصنام‬
‫وقوله‪َ :‬و َقدْ أضَلّوا َكثِيرا يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل نوح‪ :‬وقد ض ّ‬
‫التي أُحدثت على صور هؤلء النفر المسمينَ في هذا الموضع كثير من الناس فنُ سِب الضّلل‬
‫إذ ضَلّ بها عابدوها إلى أنها ال ُمضِلة‪.‬‬
‫ـ إلّ ضَللً يقول‪ :‬ول تزد الظالميـن أنفسـهم بكفرهـم بآياتنـا إل‬
‫وقوله‪ :‬وَل تَزدِ الظّاِلمِين َ‬
‫ضللً‪ ,‬إل طبعا على قلبه‪ ,‬حتى ل يهتدي للحقّ‪.‬‬

‫‪26-25‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جدُو ْا َلهُمْ مّن دُونِ الّلهِ‬
‫غرِقُو ْا َفأُ ْدخِلُو ْا نَارا فَلَمْ َي ِ‬
‫ط َيئَا ِتهِمْ ُأ ْ‬
‫خِ‬‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪ّ {:‬ممّا َ‬
‫ض مِنَ ا ْلكَا ِفرِينَ َديّارا }‪.‬‬
‫ب لَ َت َذرْ عَلَى الرْ ِ‬
‫أَنصَارا * َوقَالَ نُوحٌ رّ ّ‬
‫غ ِرقُوا‪ .‬والعرب تج عل « ما» صلة‬
‫خطِيئاتِهِ مْ من خطيئات هم أُ ْ‬
‫يع ني تعالى ذكره بقوله‪ :‬مِمّا َ‬
‫فيما نوى به مذهب الجزاء‪ ,‬كما يقال‪ :‬أينما تكن أكن‪ ,‬وحيثما تجلس أجلس‪ ,‬ومعنى الكلم‪ :‬من‬
‫خطيئاتهم أُغرقوا‪ .‬وكان ابن زيد يقول في ذلك‪ .‬ما‪:‬‬
‫خطِيئا ِتهِ مْ‬
‫‪ 27112‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ا بن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ِ :‬ممّا َ‬
‫غرِقُوا فأدخلوا نارا‪ ,‬وكانت الباء ههنا فصلً في كلم العرب‪.‬‬
‫قال‪ :‬فبخطيئاتهم ُأ ْ‬
‫غ ِرقُوا قال‪:‬‬
‫خطِيئا ِتهِم أُ ُ‬
‫‪ 27113‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬قوله‪ِ :‬ممّا َ‬
‫بخطيئاتهم أُغرقوا‪.‬‬
‫خطِيئاتِهِ مْ فقرأ ته عا مة قرّاء الم صار غ ير أ بي عمرو‬
‫واختل فت القرّاء في قراءة قوله‪ :‬مِمّا َ‬
‫خطِيئا ِت ِهمْ بالهمز والتاء‪ ,‬وقرأ ذلك أبو عمرو‪« :‬مِما خَطايا ُهمْ» باللف بغير همز‪.‬‬
‫ِممّا َ‬
‫والقول عندنا أنهما قراءتان معروفتان‪ ,‬فبأيتهما قرأ القارىء فهو مصيب‪.‬‬
‫ص لهم ممن فعل ذلك بهم‪,‬‬
‫ن اللّ ِه أنْ صَارا تقت ّ‬
‫ن دُو ِ‬
‫وقوله‪ :‬فأُ ْدخِلُوا نارا جهنم فَلَ مْ يَجدُوا َلهُ مْ مِ ْ‬
‫ول تحول بينهم وبين ما فعل بهم‪.‬‬
‫ن الكا ِفرِي نَ َديّارا ويع ني بالدّيار من يدور في‬
‫ض مِ َ‬
‫ب ل َت َذرْ على الرْ ِ‬
‫وقوله‪ :‬وَقالَ نُو حٌ رَ ّ‬
‫الرض‪ ,‬فيذهـب ويجيـء فيهـا و هو فَيْعال من الدوران ديوارا‪ ,‬اجتمعـت الياء والواو‪ ,‬فسـبقت‬
‫الياء الواو و هي ساكنة‪ ,‬وأدغ مت الواو في ها‪ ,‬و صيرتا ياء مشددة‪ ,‬ك ما ق يل‪ :‬الح يّ القيام من‬
‫قمت‪ ,‬وإنما هو قيوام‪ :‬والعرب تقول‪ :‬ما بها ديار ول عريب‪ ,‬ول دو يّ‪ ,‬ول صافر‪ ,‬ول نافخ‬
‫ضرمة‪ ,‬يعني بذلك كله‪ :‬ما بها أحد‪.‬‬

‫‪28-27‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل فَاجِرا كَفّارا *‬
‫ل يَِلدُوَاْ ِإ ّ‬
‫َكـ َو َ‬
‫عبَاد َ‬
‫ُمـ ُيضِلّواْ ِ‬
‫ّكـ إِن َتذَرْه ْ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪ِ{:‬إن َ‬
‫ن ِإلّ َتبَارا‬
‫رّبّ اغْ ِفرْ لِي وَِلوَاِلدَيّ وَِلمَن َدخَلَ َب ْيتِيَ ُم ْؤمِنا وَلِ ْل ُم ْؤ ِمنِي نَ وَا ْل ُم ْؤ ِمنَاتِ َولَ َت ِزدِ الظّاِلمِي َ‬
‫}‪.‬‬
‫ربـ إن تذر‬
‫ّ‬ ‫يقول تعالى ذكره مخـبرا عـن قيـل نوح فـي دعائه إياه على قومـه‪ :‬إنـك يـا‬
‫الكافر ين أحياء على الرض‪ ,‬ولم تهلك هم بعذاب من عندك ُيضِلّوا عِبادَ كَ الذ ين قد آمنوا بك‪,‬‬
‫فيصدّوهم عن سبيلك‪ ,‬وَل يَِلدُوا إلّ فاجِرا في دينك كَفّارا لنعمتك‪.‬‬
‫ن يُ ْؤمِ نَ‬
‫وذُكر أن قيل نوح هذا القول ودعاءه هذا الدعاء‪ ,‬كان بعد أن أوحي إليه ربه‪ :‬أنّ هُ َل ْ‬
‫ن َقدْ آمَنَ‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن قَ ْو ِمكَ إلّ مَ ْ‬
‫مِ ْ‬
‫‪27114‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ :‬رَبّ ل َت َذرْ على‬
‫ن مِنْ‬
‫ن يُ ْؤمِ َ‬
‫ن َديّارا أما وال ما دعا عليهم حتى أتاه الوحي من السماء أنّهُ َل ْ‬
‫ن الكا ِفرِي َ‬
‫الرْضِ ِم َ‬
‫ي ال نوح فقال‪ :‬رَ بّ ل َت َذرْ على الرْ ضِ مِ نَ‬
‫ن فع ند ذلك د عا علي هم نب ّ‬
‫قَ ْومِ كَ إلّ َم نْ َقدْ آمَ َ‬
‫ل فاجِرا كَفّارا ثـم دعاه دعوة عامـة‬
‫َكـ وَل يَِلدُوا إ ّ‬
‫ُمـ يُضِلّوا عِباد َ‬
‫إنـ َتذَرْه ْ‬
‫ّكـ ْ‬
‫ِينـ َديّارا إن َ‬
‫الكا ِفر َ‬
‫ن َدخَلَ َب ْي ِتيَ مُ ْؤمِنا وَل ْلمُ ْؤ ِمنِينَ وَال ُم ْؤمِناتِ‪ ...‬إلى قوله‪ :‬تَبارا‪.‬‬
‫فقال‪ :‬رَبّ اغْ ِفرْ لي وَِلوَاِل َديّ ولمَ ْ‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬قال‪ :‬تل قتادة ل َتذَرْ على الرْ ضِ‬
‫ن الكا ِفرِينَ َديّارا ثم ذكره نحوه‪.‬‬
‫مِ َ‬
‫وقوله‪ :‬رَبّ اغْ ِفرْ لي وَلِوَاِلدَيّ يقول‪ :‬ربّ اعف عني‪ ,‬واستر عليّ ذنوبي وعلى والديّ وِل َمنْ‬
‫َدخَلَ َبيِت يَ مُ ْؤمِ نا يقول‪ :‬ول من د خل م سجدي وم صليَ م صلّيا مؤم نا‪ ,‬يقول‪ :‬م صدّقا بوا جب‬
‫فرضك عليه‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27115‬ـ حدثنا بشر بن آدم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن مهدي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن أبي‬
‫ل َب ْيتِي ُم ْؤمِنا قال‪ :‬مسجدي‪.‬‬
‫سنان‪ ,‬عن الضحاك وِلمَنْ َدخَ َ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن أبي سلمة‪ ,‬عن أبي سنان سعيد‪ ,‬عن‬
‫الضحاك مثله‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ول ْل ُم ْؤ ِمنِينَ وَالمُ ْؤمِناتِ يقول‪ :‬وللمصدّقين بتوحيدك والمصدّقات‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَل َتزِدِ الظَاِلمِي نَ إلّ تَبارا يقول‪ :‬ول تزد الظالمين أنفسهم بكفرهم إل خسارا‪ .‬وبنحو‬
‫الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27116‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬في قوله‪ :‬إلّ‬
‫تَبارا قال‪ :‬خسارا‪.‬‬
‫وقد بينت معنى قول القائل‪ :‬تبرت‪ ,‬فيما مضى بشواهده‪ ,‬وذكرت أقوال أهل التأويل فيه بما‬
‫أغنى عن إعادته في هذا الموضع‪.‬‬
‫‪ 27117‬ـ حدثنا ا بن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬قال‪ :‬قال مع مر‪ :‬حدثنا العمش‪ ,‬عن‬
‫مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬كانوا يضربون نوحا حتى ُي ْغشَى عليه‪ ,‬فإذا أفاق قال‪ :‬ر بّ اغفر لقومي فإنهم ل‬
‫يعلمون‪.‬‬

‫سورة الجن‬
‫سورة الجن مكية‬
‫وآياتها ثمان وعشرون‬
‫بسم ال الرحمَن الرحيـم‬

‫‪3- 1‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫س ِم ْعنَا قُرْآنا‬
‫ج نّ فَقَالُوَ ْا ِإنّا َ‬
‫س َتمَعَ نَ َفرٌ ّم نَ ا ْل ِ‬
‫ل أُوحِ يَ إِلَ يّ َأّن هُ ا ْ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬قُ ْ‬
‫خذَ‬
‫جدّ َربّنَا مَا ا ّت َ‬
‫شدِ فَآمَنّا بِه ِـ وَلَن نّشرِك َـ ِبرَبّنَآ َأحَدا * وََأنّه ُـ َتعَاَلىَ َ‬
‫عجَبا * َي ْهدِي َـ إِلَى ال ّر ْ‬
‫َ‬
‫حبَةً َولَ وَلَدا }‪.‬‬
‫صَا ِ‬
‫س َتمَعَ نَ َفرٌ‬
‫يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬قل يا محمد أوحى ال إل يّ أّن ُه ا ْ‬
‫شدِ يقول‪ :‬يدلّ‬
‫عجَبا َيهْدِي إلى ال ّر ْ‬
‫س ِمعْنا قُرْآنا َ‬
‫ن الجِنّ هذا القرآن فَقالُوا لقومهم لما سمعوه إنّا َ‬
‫مِ َ‬
‫ك ب َربّنا أحَدا من خلقه‪.‬‬
‫شرِ َ‬
‫على الحقّ وسبيل الصواب فآ َمنّا بِ ِه يقول‪ :‬فصدّقناه وَلَن ُن ْ‬
‫وكان سبب استماع هؤلء النفر من الجنّ القرآن‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 27118‬ـ حدث ني مح مد بن مع مر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو هشام‪ ,‬يع ني المخزو مي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو‬
‫عوانة‪ ,‬عن أبي بشر‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬ما قرأ رسول ال صلى ال‬
‫ن ول رآهم انطلق رسول ال صلى ال عليه وسلم في نفر من أصحابه‪,‬‬
‫عليه وسلم على الج ّ‬
‫عامد ين إلى سوق عكاظ‪ ,‬قال‪ :‬و قد حِ يل ب ين الشياط ين وب ين خبر ال سماء‪ ,‬وأُر سلت علي هم‬
‫الش هب‪ ,‬فرج عت الشياط ين إلى قوم هم‪ ,‬فقالوا‪ :‬ما ل كم؟ فقالوا‪ :‬ح يل بين نا وب ين خبر ال سماء‪,‬‬
‫وأُر سلت علي نا الش هب‪ ,‬فقالوا‪ :‬ما حال بين كم وب ين خبر ال سماء إل ش يء حدث‪ ,‬قال‪ :‬فانطلقوا‬
‫فاضربوا مشارق الرض ومغاربهــا فانظروا مــا هذا الذي حدث‪ ,‬قال‪ :‬فانطلقوا يضربون‬
‫مشارق الرض ومغاربهـا‪ ,‬يتتبعون مـا هذا الذي حال بينهـم وبيـن خـبر المسـاء قال‪ :‬فانطلق‬
‫النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم بنخلة‪ ,‬وهو عامد إلى سوق‬
‫عكاظ‪ ,‬وهو يصلي بأصحابه صلة الفجر قال‪ :‬فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا‪ :‬هذا وال‬
‫الذي حال بين كم وب ين خبر ال سماء قال‪ :‬فهنالك ح ين رجعوا إلى قوم هم‪ ,‬فقالوا‪ :‬يا قوم نا إ نا‬
‫ن ُنشْر كَ ِبرَبّ نا أحَدا قال‪ :‬فأنزل ال على نبيه‬
‫شدِ فآمَنّا بِه وََل ْ‬
‫عجَ با َي ْهدِي إلى الرّ ْ‬
‫س ِمعْنا قرآ نا َ‬
‫َ‬
‫ن وإنما أوحي إليه قول الجنّ‪.‬‬
‫ن الجِ ّ‬
‫س َتمَعَ نَ َفرٌ مِ َ‬
‫حيَ إليّ أنّ ُه ا ْ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬قُلْ ُأ ْو ِ‬
‫‪ 27119‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن عاصم‪ ,‬عن ورقاء‪ ,‬قال‪ :‬قدم‬
‫ر هط زوب عة وأ صحابه م كة على ال نبيّ صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬ف سمعوا قراءة ال نبيّ صلى ال‬
‫ن الْ ُقرْآ نَ فَلَمّا‬
‫س َت ِمعُو َ‬
‫ن الجِن يَ ْ‬
‫ص َرفْنا إَليْ كَ نَفَرا ِم َ‬
‫عل يه و سلم‪ ,‬ثم ان صرفوا‪ ,‬فذلك قوله‪ :‬وَإذْ َ‬
‫صتُوا قال‪ :‬كانوا تسعة فيهم زوبعة‪.‬‬
‫حضَرُوه قالُوا أنْ ِ‬
‫َ‬
‫‪ 27120‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫ن هو قول ال وإذ صَ َرفْنا إَليْ كَ نَفَرا مِ نَ‬
‫ن الجِ ّ‬
‫س َتمَعَ نَ َفرٌ مِ َ‬
‫يقول في قوله‪ :‬قُلْ ُأ ْوحِ يَ إل يّ أنّ ُه ا ْ‬
‫ن لم تُحرس السماء في الفترة بين عيسى ومحمد فلما بعث ال محمدا صلى ال عليه وسلم‬
‫الجِ ّ‬
‫حر ست ال سماء الدن يا‪ ,‬ورُم يت الشياط ين بالش هب‪ ,‬فقال إبل يس‪ :‬ل قد حدث في الرض حدث‪,‬‬
‫ن فتفرّقت في الرض لتأتيه بخبر ما حدث‪ .‬وكان أوّل من بُعث نفر من أهل نصِيبين‬
‫فأمر الج ّ‬
‫و هي أرض بالي من‪ ,‬و هم أشراف الج نّ و سادتهم‪ ,‬فبعث هم إلى تها مة و ما يلي الي من‪ ,‬فم ضى‬
‫أولئك الن فر‪ ,‬فأتوا على الوادي وادي نخلة‪ ,‬و هو من الوادي م سيرة ليلت ين‪ ,‬فوجدوا به نبيّ ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يصلي صلة الغداة فسمعوه يتلو القرآن فلما حضروه‪ ,‬قالوا‪ :‬أنصتوا‪ ,‬فلما‬
‫قُضِ يَ‪ ,‬يع ني فُرِغ من ال صلة‪ ,‬وَّلوْا إلى قوم هم منذر ين‪ ,‬يع ني مؤمن ين‪ ,‬لم يعلم ب هم نبيّ ال‬
‫س َتمَعَ‬
‫ل أُ ْوحِيَ إليّ أّن ُه ا ْ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬ولم يشعر أنه صُرِف إليه‪ ,‬حتى أنزل ال عليه‪ :‬قُ ْ‬
‫ن الجِنّ‪.‬‬
‫نَ َفرٌ مِ َ‬
‫ج ّد َربّنا اختلف أهل التأويل في معنى ذلك‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬معناه‪ :‬فآمنا به‬
‫وقوله‪ :‬وأّن ُه تَعالى َ‬
‫ولن نُشرك بربنا أحدا‪ ,‬وآمنا بأنه تعالى أمر ربنا وسلطانه وقُدرته‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27121‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ابن عباس‪,‬‬
‫جدّ َربّنا يقول‪ :‬فعله وأمره وقُدرته‪.‬‬
‫في قوله‪ :‬وأّنهُ تَعالى َ‬
‫حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن ابن‬
‫جدّ َربّنا يقول‪ :‬تعالى أمر ربنا‪.‬‬
‫عباس‪ ,‬قوله وأنّ ُه تَعالى َ‬
‫‪ 27122‬ـ حدث نا مح مد بن بشار ومح مد بن ال ُمثّ نى قال‪ :‬حدث نا مح مد بن جع فر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا‬
‫جدّ َربّنا قال‪ :‬أمر ربنا‪.‬‬
‫شعبة‪ ,‬عن قتادة في هذه الَية‪ :‬تَعالى َ‬
‫‪ 27123‬ـ حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن‬
‫ج ّد َربّنا قال‪ :‬أمر ربنا‪.‬‬
‫السديّ‪ :‬تَعالى َ‬
‫ج ّد َربّنا ما‬
‫‪27124‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬تَعالى َ‬
‫حبَةً وَل وَلَدا قال‪ :‬تعالى أمره أن يت خذ ول يكون الذي قالوا‪ :‬صاحبة ول ولدا‪ ,‬وقرأ‪:‬‬
‫خذَ صا ِ‬
‫ا ّت َ‬
‫ح ُد قال‪ :‬ل يكون ذلك منه‪.‬‬
‫ص َمدُ َلمْ يَِلدْ وَلم يُوَلدْ وََل ْم َيكُنْ َلهُ كُفُوا أ َ‬
‫حدٌ الّلهُ ال ّ‬
‫قُلْ هُ َو اللّ ُه أ َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬عني بذلك جلل ربنا وذكره‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27125‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المعتمر بن سليمان‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬قال عكرِمة‪,‬‬
‫في قوله‪ :‬جَد َربّنا قال‪ :‬جلل ربنا‪.‬‬
‫‪ 27126‬ـ حدث ني مح مد بن عمارة‪ ,‬قال‪ :‬ث ني خالد بن يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو إ سرائيل‪ ,‬عن‬
‫جدّ َربّنا قال‪ :‬جلل ربنا‪.‬‬
‫فضيل‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قوله‪ :‬وأنّ ُه تَعالى َ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران عن سفيان‪ ,‬عن سليمان ال ّت ْيمِ يّ قال‪ :‬قال عكرِمة‪ :‬تَعالى‬
‫جدّ َربّنا جلل ربنا‪.‬‬
‫َ‬
‫جدّ َربّنا‪:‬‬
‫‪27127‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وأّنهُ تَعالى َ‬
‫أي تعالى جلله وعظمته وأمره‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله تعالى جَد َربّنا‬
‫قال‪ :‬تعالى‪ :‬أمر ربنا تعالت عظمته‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬تعالى غنى ربنا‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27128‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا المعت مر‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬قال‪ :‬قال الح سن‪ ,‬في قوله‬
‫جدّ َربّنا قال‪ :‬غنى ربنا‪.‬‬
‫تعالى‪َ :‬‬
‫جدّ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سليمان التيمي‪ ,‬عن الحسن تَعالى َ‬
‫َربّنا قال‪ :‬غنى ربنا‪.‬‬
‫حدث ني يعقوب بن إبراه يم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عل ية‪ ,‬عن أ بي رجاء‪ ,‬عن الح سن‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫غنَى ربنا‪.‬‬
‫تَعالى جَد َربّنا قال‪ِ :‬‬
‫حدث نا الح سن بن عر فة‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا هش يم‪ ,‬عن سليمان التي مي‪ ,‬عن الح سن وعكرِ مة‪ ,‬في‬
‫جدّ َربّنا قال أحدهما‪ :‬غناه‪ ,‬وقال الَخر‪ :‬عظمته‪.‬‬
‫قول ال‪ :‬وأنّهُ تَعالى َ‬
‫عنِي بذلك الجدّ الذي هو أبو الب‪ ,‬قالوا‪ :‬ذلك كان من كلم جهلة الج نّ‪ .‬ذكر‬
‫وقال آخرون‪َ :‬‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27129‬ـ حدثني أبو السائب‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبو جعفر محمد بن عبد ال بن أبي سارة‪ ,‬عن أبيه‪,‬‬
‫ج ّد رَبّنا قال‪ :‬كان كلما من جهلة الجنّ‪.‬‬
‫عن أبي جعفر‪ :‬تَعالى َ‬
‫عنِي بذلك‪ِ :‬ذكْره‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وقال آخرون‪ُ :‬‬
‫‪27130‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬في قول ال‪:‬‬
‫ج ّد َربّنا قال‪ :‬ذكره‪.‬‬
‫تَعالى َ‬
‫عنِي بذلك‪ :‬تعالت عظمة ربنا وقُدرته‬
‫وأولى القوال في ذلك عندنا بالصواب قول من قال‪ُ :‬‬
‫وسطانه‪.‬‬
‫جدّ الذي هو أ بو‬
‫وإنما قل نا ذلك أولى بال صواب لن للجدّ في كلم العرب معني ين‪ :‬أحدهما ال َ‬
‫الب‪ ,‬أو أبو الم‪ ,‬وذلك غير جائز أن يوصف به هؤلء النفر الذين وصفهم ال بهذه الصفة‪,‬‬
‫وذلك أنهم قد قالوا‪ :‬فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ومن وصف ال بأن له ولدا أو جدّا أو هو‬
‫ج ّد الذي بمع نى الح ظّ يقال‪:‬‬
‫أ بو أب أو أ بو أ مّ‪ ,‬فل ش كّ أ نه من المشرك ين‪ .‬والمع نى الَ خر‪ :‬ال َ‬
‫فلن ذو جدّ في هذا ال مر‪ :‬إذا كان له ح ظّ ف يه‪ ,‬و هو الذي يُقال له بالفار سية «البَخْت»‪ ,‬وهذا‬
‫عنَوا‬
‫ج ّد رَبّنا إن شاء ال‪ .‬وإنما َ‬
‫ن بقيلهم‪ :‬وأّن ُه تَعالى َ‬
‫المعنى الذي قصده هؤلء النفر من الج ّ‬
‫أن حظوتـه مـن المُلك والسـلطان والقدرة والعظمـة عاليـة‪ ,‬فل يكون له صـاحبة ول ولد‪ ,‬لن‬
‫الصاحبة إنما تكون للضعيف العاجز الذي تضطرّه الشهوة الباعثة إلى اتخاذها‪ ,‬وأن الولد إنما‬
‫يكون عن شهوة أزعجته إلى الوِقاع الذي يحدث منه الولد‪ ,‬فقال النفر من الجن‪ :‬عل مُلكُ ربنا‬
‫وسـُلطانه وقدرتـه وعظمتـه أن يكون ضعيفـا ضعـف خلقـه الذيـن تضطرّهـم الشهوة إلى اتخاذ‬
‫صاحبة‪ ,‬أو وِقاع شيء يكون منه ولد‪.‬‬
‫وقد بين عن صحة ما قلنا في ذلك إخبار ال عنهم أنهم إنما نزّهوا ال عن اتخاذ الصاحبة‬
‫حبَةً وَل وَلَدا يقال منـه‪ :‬رجـل جدّي وجديـد‬
‫خذَ صـَا ِ‬
‫جدّ َربّنـا مـا ا ّت َ‬
‫ّهـ تَعالى َ‬
‫والولد بقوله‪ :‬وأن ُ‬
‫ومجدود‪ :‬أي ذو حظّ فيما هو فيه ومنه قول حاتم الطائي‪:‬‬
‫ن ُقتِل‬
‫ج ّد ُك ُم ُعدّوا الرّوَابي وَل َت ْبكُوا ِلمَ ْ‬
‫ل فال َغزْوُ َ‬
‫غزُوا بني ُثعْ ٍ‬
‫ُأ ْ‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫ج ّدكَ إنّي ا ْمرُ ٌوسَ َق ْتنِي إَل ْيكَ العادِي سِجال‬
‫ُي َرفّعُ َ‬
‫حبَةً يعني زوجة وَل وَلَدا‪.‬‬
‫خذَ صَا ِ‬
‫وقوله‪ :‬ما ا ّت َ‬
‫واختلفت القرّاء في قراءة قوله وأّنهُ تَعالى فقرأه أبو جعفر القارىء وستة أحرف أُخر بالفتح‪,‬‬
‫جدَ لِّل هِ وأنّ ُه كان يَقُولُ سَفِيهُنا وأنّ ُه كا نَ رِجال ِم نَ النْس وأنّ هُ‬
‫ن المَسا ِ‬
‫س َتمَعَ نَ َفرٌ وأ ّ‬
‫منها‪ :‬إنّ ُه ا ْ‬
‫ستَقامُوا على الطّرِيقَ ِة وكان نا فع يك سرها إل ثل ثة أحرف‪:‬‬
‫ن لَ ِو ا ْ‬
‫ع ْبدُ الّل ِه َيدْعُو هُ وأ ْ‬
‫لَمّا قا مَ َ‬
‫جدَ لِّل هِ‪ .‬وأما‬
‫ن المَسا ِ‬
‫ستَقامُوا‪ ,‬والثالثة وأ ّ‬
‫ن لَ ِو ا ْ‬
‫س َتمَعَ نَ َفرٌ والثانية وأ ْ‬
‫أحدها‪ :‬قُلْ أُوحِ يَ إل يّ أنّ ُه ا ْ‬
‫ن إل‬
‫قرّاء الكو فة غ ير عا صم‪ ,‬فإن هم يفتحون جم يع ما في آ خر سورة الن جم وأوّل سورة الج ّ‬
‫قوله فَقالُوا إنّا س ِمعْنا‪ ,‬وقوله‪ :‬قالَ إنّمَا أدْعُو رَبّي و ما بعده إلى آ خر ال سورة‪ ,‬وأن هم يك سرون‬
‫ذلك غير قوله‪ِ :‬ل َيعْلَمَ أنْ َقدْ أبَْلغُوا رِسالتِ َر ّبهِمْ‪ .‬وأما عاصم فإنه كان يكسر جميعها إل قوله‪:‬‬
‫ن لَوِ‬
‫جدَ لِلّ ِه فإ نه كان يفتح ها‪ ,‬وأ ما أ بو عمرو‪ ,‬فإ نه كان يك سر جميع ها إل قوله‪ :‬وأ ْ‬
‫وأ نّ المَ سا ِ‬
‫طرِي َقةِ فإ نه كان يف تح هذه و ما بعد ها فأ ما الذ ين فتحوا جميع ها إل في مو ضع‬
‫ستَقامُوا على ال ّ‬
‫ا ْ‬
‫ل إ ّنمَا أدْعُو َربّي ونحو ذلك‪ ,‬فإنهم عطفوا أن في كلّ‬
‫س ِمعْنا وقوله‪ :‬قا َ‬
‫القول‪ ,‬كقوله‪ :‬فَقالُوَا إنّا َ‬
‫ل ذلك‪ ,‬ففتحوها بوقوع اليمان علي ها‪ .‬وكان الفرّاء يقول‪:‬‬
‫ال سورة على قوله فآمنا به‪ ,‬وآمنا بك ّ‬
‫ل يمنعنك أن تجد اليمان يقبح في بعض ذلك من الفتح‪ ,‬وأن الذي يقبح مع ظهور اليمان قد‬
‫ن كما قالت العرب‪:‬‬
‫يحسن فيه فعل مضارع لليمان‪ ,‬فوجب فتح أ ّ‬
‫ن ا ْلحَوَاجِبَ وال ُعيُونا‬
‫ججْ َ‬
‫ن يَوْماو َز ّ‬
‫إذَا ما الغانِياتُ َبرَزْ َ‬
‫فن صب العيون لتباع ها الحوا جب‪ ,‬و هي ل تز جج‪ ,‬وإن ما تك حل‪ ,‬فأض مر ل ها الك حل‪ ,‬كذلك‬
‫يض مر في المو ضع الذي ل يح سن ف يه آمنّا صدّقنا وآمّ نا وشهد نا‪ .‬قال‪ :‬وبقول الن صب قوله‪:‬‬
‫طرِيقَ ِة فينبغي لمن كسر أن يحذف «أن» من «لو» لن «أن» إذا خُففت‬
‫ستَقامُوا على ال ّ‬
‫وأنْ َلوِ ا ْ‬
‫لم تكن حكاية‪ .‬أل ترى أنك تقول‪ :‬أقول لو فعلت لفعلت‪ ,‬ول تدخل «أن»‪ .‬وأما الذين كسروها‬
‫ستَقامُوا فكأن هم أضمروا يمي نا مع «لو» وقطعو ها عن‬
‫كل هم و هم في ذلك يقولون‪ :‬وأ نْ َلوِ ا ْ‬
‫النسق على أوّل الكلم‪ ,‬فقالوا‪ :‬وال أن لو استقاموا قال‪ :‬والعرب تدخل «أن» في هذا الموضع‬
‫مع اليمين وتحذفها‪ ,‬قال الشاعر‪:‬‬
‫ن َلمْ نَجدْ َلكَ َم ْدفَعا‬
‫شيْءٌ أتانا َرسُوُل ُهسِوَاكَ وََلكِ َ‬
‫سمُ َلوْ َ‬
‫َفُأقْ ِ‬
‫قالوا‪ :‬وأنشدنا آخر‪:‬‬
‫ت وَل ال َعتِيقِ‬
‫ت حراوَما با ْلحُرّ أنْ َ‬
‫أمَا وَالّلهَ أنْ َلوْ ُكنْ َ‬
‫جدَ لِّلهِ فإنه خ صّ ذلك بالوحي‪ ,‬وجعل وأ نْ‬
‫ن المَسا ِ‬
‫وأدخل «أن» من كسرها كلها‪ ,‬ونصب وأ ّ‬
‫لَ ْو مضمرة في ها اليم ين على ما و صفت‪ .‬وأ ما نا فع فإن ما ف تح من ذلك فإ نه ردّه على قوله‪:‬‬
‫أُوحِ يَ إل يّ و ما ك سره فإ نه جعله من قول الج نّ‪ .‬وأح بّ ذلك إل يّ أن أقرأ به الف تح في ما كان‬
‫وحيا‪ ,‬والكسر فيما كان من قول الج نّ‪ ,‬لن ذلك أفصحها في العربية‪ ,‬وأبينها في المعنى‪ ,‬وإن‬
‫كان للقراءات الُخر وجوه غير مدفوعة صحتها‪.‬‬

‫‪6-4‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ظنَنّآ أَن لّن‬
‫شطَطا * وَأَنّا َ‬
‫ل سَفِي ُهنَا عَلَى الّل هِ َ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬وََأنّ ُه كَا نَ َيقُو ُ‬
‫ن ا ْلجِ نّ‬
‫ن الِن سِ َيعُوذُو نَ ِب ِرجَالٍ مّ َ‬
‫ن ِرجَالٌ مّ َ‬
‫ل الِن سُ وَا ْلجِ نّ عَلَى الّل هِ َكذِبا * وََأّن هُ كَا َ‬
‫تَقُو َ‬
‫فَزَادو ُهمْ رَهَقا }‪.‬‬
‫ل سَفِيهنا‬
‫ن يَقُو ُ‬
‫يقول عزّ وجلّ مخبرا عن قيل النفر من الج نّ الذين استمعوا القرآن أنّ ُه كا َ‬
‫وهو إبليس‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن يَقُولُ سَفِيهُنا على‬
‫‪ 27131‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة أّن ُه كا َ‬
‫شطَطا وهو إبليس‪.‬‬
‫ال َ‬
‫‪ 27132‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن رجل من المكيين‪ ,‬عن مجاهد‬
‫شطَ طا قال‪ :‬إبل يس‪ :‬ثم قال سفيان‪ :‬سمِعت أن الر جل إذا سجد جلس إبل يس‬
‫سَفيهُنا على اللّ هِ َ‬
‫يبكي يقول‪ :‬يا ويله أمر بالسجود فعصَى‪ ,‬فله النار‪ ,‬وأمر ابن آدم بالسجود فسجد‪ ,‬فله الجنة‪.‬‬
‫‪ 27133‬ـ حدثني ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬قال‪ :‬تل قتادة‪ :‬وأنّ ُه كا نَ‬
‫ن على اللّ ِه َكذِبا فقال‪ :‬عصاه‬
‫ل سَفِيهُنا على الّل ِه شَطَطا وأنّا ظَ َننّا أ نْ َل نْ تَقُولُ النْ سُ والجِ ّ‬
‫يَقُو ُ‬
‫وال سفيه الجنّ‪ ,‬كما عصاه سفيه النس‪.‬‬
‫وأما الشّطط من القول‪ ,‬فإنه ما كان تعدّيا‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫ن يَقُولُ‬
‫‪ 27134‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وأّن هُ كا َ‬
‫شطَطا قال‪ :‬ظلما‪.‬‬
‫سَفِيهُنا على الّلهِ َ‬
‫ل النْسُ والجنّ على الّل ِه َكذِبا يقول‪ :‬قالوا‪ :‬وأنا حسبنا أن لن تقول‬
‫ن تَقُو َ‬
‫ظ َننّا أنْ َل ْ‬
‫وقوله‪:‬وأنّا َ‬
‫ن ههنا بمعنى الش كّ‪ ,‬وإنما أنكر هؤلء النفر من‬
‫ن على ال كذبا من القول والظ ّ‬
‫بنو آدم والج ّ‬
‫ن أن تكون عل مت أن أحدا يجتريء على الكذب على ال ل ما سمعت القرآن‪ ,‬لن هم قبل أن‬
‫الج ّ‬
‫يسمعوه وقبل أن يعلموا تكذيب ال الزاعمين أن ل صاحبة وولدا‪ ,‬وغير ذلك من معاني الكفر‬
‫كانوا يح سبوا أن إبليس صادق فيما يد عو بني آدم إل يه من صنوف الك فر فل ما سمعوا القرآن‬
‫ن يَقُولُ سَفِيهُنا على اللّ ِه شَطَ طا ف سموه‬
‫أيقنوا أ نه كان كاذ با في كلّ ذلك‪ ,‬فلذلك قالوا‪ :‬وأّن هُ كا َ‬
‫سفيها‪.‬‬
‫ن الجِنّ يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل‬
‫ل مِ َ‬
‫ن ِبرِجا ٍ‬
‫ن رِجالٌ مِنَ النْسِ َيعُوذُو َ‬
‫وقوله‪ :‬وأّن ُه كا َ‬
‫ن في أ سفارهم إذا نزلوا‬
‫هؤلء الن فر‪ :‬وأ نه كان رجال من ال نس ي ستجيرون برجال من الج ّ‬
‫منازلهم‪.‬‬
‫وكان ذلك من فعلهم فيما ذُكر لنا‪ ,‬كالذي‪:‬‬
‫‪ 27135‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن قال‪ :‬كان رجال من‬
‫ا بن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬وأنّ ُه كا نَ رِجالٌ مِ نَ النْ سِ َيعُوذُو نَ ِبرِجالٍ مِ نَ الجِ ّ‬
‫النس يبيت أحدهم بالوادي في الجاهلية فيقول‪ :‬أعوذ بعزيز هذا الوادي‪ ,‬فزادهم ذلك إثما‪.‬‬
‫‪ 27136‬ـ حدثنا الحسن بن عرفة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬عن عوف‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله‪ :‬وأّن هُ‬
‫جنّ قال‪ :‬كان الرجل منهم إذا نزل الوادي فبات به‪,‬‬
‫ل مِنَ ال ِ‬
‫ن ِبرِجا ٍ‬
‫كانَ رِجالٌ ِمنَ النْسِ َيعُوذُو َ‬
‫قال‪ :‬أعوذ بعزيز هذا الوادي من شرّ سفهاء قومه‪.‬‬
‫‪27137‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن إبراهيم في قوله‪:‬‬
‫ن الجِن كانوا إذا نزلوا الوادي قالوا‪ :‬نعوذ ب سيد‬
‫ن ِبرِجالٍ ِم َ‬
‫ن النْ سِ َيعُوذُو َ‬
‫ن رِجالٌ مِ َ‬
‫وأّن ُه كا َ‬
‫هذا الوادي من شرّ ما فيه‪ ,‬فتقول الجنّ‪ :‬ما نملك لكم ول لنفسنا ضرّا ول نفعا‪.‬‬
‫س َيعُوذُو نَ‬
‫ل مِ نَ النْ ِ‬
‫ن رِجا ٌ‬
‫قال‪ :‬ث نا جر ير‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن إبراه يم‪ ,‬في قوله‪ :‬وأنّ ُه كا َ‬
‫ج نّ قال‪ :‬كانوا في الجاهلة إذا نزلوا بالوادي قالوا‪ :‬نعوذ ب سيد هذا الوادي‪ ,‬فيقول‬
‫ِبرِجالٍ ِم نَ ال ِ‬
‫الجنيون‪ :‬تتعوّذون بنا ول نملك لنفسنا ضرّا ول نفعا‬
‫‪27138‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أبي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪َ :‬يعُوذُو نَ‬
‫جنّ قال‪ :‬كانوا يقولون إذا هبطوا واديا‪ :‬نعوذ بعظماء هذا الوادي‪.‬‬
‫ِبرِجالٍ ِمنَ ال ِ‬
‫ن رِجالٌ مِنَ‬
‫‪27139‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وأّن ُه كا َ‬
‫ن ذُ كر ل نا أن هذا الح يّ من العرب كانوا إذا نزلوا بواد قالوا‪:‬‬
‫ن الجِ ّ‬
‫النْ سِ َيعُوذُو نَ ِبرِجالٍ مِ َ‬
‫الجنـ عليهـم بذلك‬
‫ّ‬ ‫ُمـ رَهَقـا‪ :‬أي إثمـا‪ ,‬وازدادت‬
‫نعوذ بأعزّ أهـل هذا المكان قال ال‪ :‬فَزَادُوه ْ‬
‫جراءة‪.‬‬
‫ن الجِ نّ‬
‫ل مِ َ‬
‫ن ِبرِجا ٍ‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة َيعُوذُو َ‬
‫كانوا في الجاهلية إذا نزلوا منزلً يقولون‪ :‬نعوذ بأعزّ أهل هذا المكان‪.‬‬
‫‪ 27140‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن أبي جعفر‪ ,‬عن الربيع بن أنس وأنّ ُه كا نَ‬
‫ن قال‪ :‬كانوا يقولون‪ :‬فلن من الجنّ ربّ هذا الوادي‪,‬‬
‫ن الجِ ّ‬
‫ن ِبرِجالٍ ِم َ‬
‫س َيعُوذُو َ‬
‫ن النْ ِ‬
‫ل مِ َ‬
‫رِجا ٌ‬
‫بربـ الوادي مـن دون ال‪ ,‬قال‪ :‬فيزيده بذلك رهقـا‪ ,‬وهـو‬
‫ّ‬ ‫فكان أحدهـم إذا دخـل الوادي يعوذ‬
‫ال َفرَق‪.‬‬
‫‪ 27141‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وأنّ ُه كا نَ رِجالٌ‬
‫ن فَزَادُوهُ مْ رَهَقا قال‪ :‬كان الرجل في الجاهلية إذا نزل بواد‬
‫ن الجِ ّ‬
‫ن النْ سِ َيعُوذُو نَ ِبرِجالٍ مِ َ‬
‫مِ َ‬
‫قبل السلم قال‪ :‬إن أعوذ بكبير هذا الوادي‪ ,‬فلما جاء السلم عاذوا بال وتركوهم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فَزَادُوهُ مْ رَهَ قا اختلف أ هل التأو يل في مع نى ذلك‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬مع نى ذلك‪ :‬فزاد‬
‫النس بالجنّ باستعاذتهم بعزيزهم‪ ,‬جراءة عليهم‪ ,‬وازدادوا بذلك إثما‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27142‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس َفزَادُو ُهمْ رَهَقا فزادهم ذلك إثما‪.‬‬
‫‪ 27143‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة قال‪ :‬قال ال‪َ :‬فزَادُوهُ مْ‬
‫ن عليهم بذلك جراءة‪.‬‬
‫رَهَقا‪ :‬أي إثما‪ ,‬وازدادت الج ّ‬
‫حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة فَزَادُوهُ مْ رَهَ قا يقول‪:‬‬
‫خطيئة‪.‬‬
‫‪ 27144‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن إبراهيم‬
‫فَزَادُو ُهمْ رَهَقا قال‪ :‬فيزدادون عليهم جراءة‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن إبراهيم َفزَادُو ُهمْ رَهَقا قال‪ :‬ازدادوا عليهم جراءة‪.‬‬
‫عنِي بذلك أن الكفار زادوا بذلك طغيانا‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل ُ‬
‫‪27145‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله َفزَادُوهُ مْ‬
‫رَهَقا قال‪ :‬زاد الكفار طغيانا‪.‬‬
‫عنِي بذلك فزادوهم َفرَقا‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل ُ‬
‫‪ 27146‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن أبي جعفر‪ ,‬عن الربيع بن أنس َفزَادُوهُ مْ‬
‫رَهَقا قال‪ :‬فيزيدهم ذلك رهقا‪ ,‬وهو ال َفرَق‪.‬‬
‫‪ 27147‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله َفزَادُوهُ مْ رَهَ قا‬
‫قال‪ :‬زادهم الجنّ خوفا‪.‬‬
‫وأولى القوال فـي ذلك بالصـواب قول مـن قال‪ :‬معنـى ذلك‪ :‬فزاد النـس الجنّـ بفعلهـم ذلك‬
‫إثما‪ ,‬وذلك زادوهم به استحللً لمحارم ال‪ .‬والرهق في كلم العرب‪ :‬الثم وغِشيان المحارم‬
‫ومنه قول العشى‪:‬‬
‫شتَفِي وَا ِمقٌ ما لم ُيصِبْ رَهَقا‬
‫ن رُ ْؤ َيتِهاهلْ َي ْ‬
‫ن دُو ِ‬
‫شيْءَ َينْ َف ُعنِي مِ ْ‬
‫ل َ‬
‫يقول‪ :‬ما لم يغْشَ محرما‪.‬‬

‫‪8-7‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ظنَنتُ مْ أَن لّن َي ْبعَ ثَ اللّ ُه َأحَدا * وَأَنّا َلمَ سْنَا‬
‫ظنّواْ كَمَا َ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬وََأ ّنهُ مْ َ‬
‫شهُبا }‪.‬‬
‫شدِيدا َو ُ‬
‫حرَسا َ‬
‫ج ْدنَاهَا مُِلئَتْ َ‬
‫سمَآءَ فَ َو َ‬
‫ال ّ‬
‫ن َي ْبعَ ثَ‬
‫ظ َننْتُ مْ أ نْ َل ْ‬
‫ظنّوا كما َ‬
‫يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هؤلء النفر من الج نّ وأ ّنهُ مْ َ‬
‫اللّ ُه أحَدا يع ني أن الرجال من الج نّ ظنوا ك ما ظ نّ الرجال من ال نس أن لن يب عث ال أحدا‬
‫رسولً إلى خلقه‪ ,‬يدعوهم إلى توحيده‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫ظ َن ْنتُ مْ‪:‬‬
‫ظنّوا كمَا َ‬
‫‪ 27148‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن الكلب يّ وأ ّنهُ مْ َ‬
‫ن كفرة النس أن لن يبعث ال رسولً‪.‬‬
‫ظنّ كفار الجنّ كما ظ ّ‬
‫ل م خبرا عن ق يل هؤلء الن فر‪ :‬وأ نا طلب نا ال سماء‬
‫وقوله‪ :‬وإنّا َلمَ سْنا ال سّماءَ يقول عزّ وج ّ‬
‫شهُ با‪ ,‬و هي ج مع‬
‫شدِيدا يع ني حَفَظَة و ُ‬
‫حرَ سا َ‬
‫جدْنا ها مُِلئَ تْ يقول‪ :‬فوجدنا ها ملئت َ‬
‫وأردنا ها‪ ,‬فَ َو َ‬
‫شهاب‪ ,‬وهي النجوم التي كانت تُرجم بها الشياطين‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27149‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن زياد‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ن ت ستمع‪ ,‬فل ما رجموا قالوا‪ :‬إن هذا الذي حدث في ال سماء لش يء حدث في الرض‬
‫كا نت الج ّ‬
‫قال‪ :‬فذهبوا يطلبون حتـى رأوُا النـبيّ صـلى ال عليـه وسـلم خارجـا مـن سـوق عكاظ يصـلي‬
‫بأصحابه الفجر‪ ,‬فذهبوا إلى قومهم منُذرين‪.‬‬

‫‪10-9‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫شهَابا‬
‫ن َيجِ ْد لَهُ ِ‬
‫س َتمِعِ الَ َ‬
‫سمْعِ َفمَن يَ ْ‬
‫ع َد لِل ّ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬وََأنّا ُكنّا نَ ْق ُعدُ ِم ْنهَا مَقَا ِ‬
‫ض َأمْ َأرَادَ ِب ِهمْ َربّ ُهمْ َرشَدا }‪.‬‬
‫شرّ ُأرِيدَ ِبمَن فِي الرْ ِ‬
‫ل َن ْدرِيَ َأ َ‬
‫رّصَدا * وََأنّا َ‬
‫ن نق عد من ال سماء مقا عد لن سمع ما يحدث‪ ,‬و ما يكون‬
‫يقول عزّ وجلّ‪ :‬وإ نا ك نا مع شر الج ّ‬
‫س َتمِع الَ نَ فيها منا يَجدْ لَ هُ شِهابا رَ صَدا يعني‪ :‬شهاب نار قد رصد له به‪ .‬وبنحو‬
‫ن يَ ْ‬
‫فيها‪َ ,‬فمَ ْ‬
‫الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27150‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله وأنّا َلمَسْنا السّماءَ‪...‬‬
‫ل نَ يَجدْ َل هُ شِهابا رَ صَدا كانت الج نّ تسمع سمع السماء فلما بعث ال‬
‫ستَمِعِ ا َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫إلى قوله‪َ :‬فمَ ْ‬
‫ن ذلك من أنفسها‪.‬‬
‫نبيه‪ ,‬حُرست السماء‪ ,‬ومُنعوا ذلك‪ ,‬فتفقّدت الج ّ‬
‫وذُ كر ل نا أن أشراف الج نّ كانوا بن صيبين‪ ,‬فطلبوا ذلك‪ ,‬وضربوا له ح تى سقطوا على نبيّ‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وهو يصلي بأصحابه عامدا إلى عكاظ‪.‬‬
‫‪27151‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله وأنّا َلمَسْنا السّماءَ‬
‫ن يَجدْ لَهُ شِهابا َرصَدا فلما وجدوا ذلك‬
‫لَ‬‫ستَمِعِ ا َ‬
‫شهُبا‪ ...‬حتى بلغ َفمَنْ َي ْ‬
‫حرَسا و ُ‬
‫ت َ‬
‫جدْناها مُِلئَ ْ‬
‫فَ َو َ‬
‫رجعوا إلى إبليـس‪ ,‬فقالوا‪ :‬منـع منـا السـمع‪ ,‬فقال لهـم‪ :‬إن السـماء لم تُحرس قطّـ إل على أحـد‬
‫أمرين‪ :‬إما لعذاب يريد ال أن ينزله على أهل الرض بغتة‪ ,‬وإما نبيّ مرشد مصلح قال‪ :‬فذلك‬
‫ن فِي الرْض أمْ أرَاد ِب ِهمْ َر ّبهُمْ َرشَدا‪.‬‬
‫قول ال‪ :‬وأنّا ل َن ْدرِي أشَرّ ُأرِيدَ ِبمَ ْ‬
‫ُمـ َرشَدا يقول عزّ وجلّ‬
‫ِمـ َربّه ْ‬
‫أمـ أرَادَ ِبه ْ‬
‫َنـ ف ِي الرْض ْ‬
‫شرّ ُأرِيدَ ِبم ْ‬
‫وقوله‪ :‬وأن ّا ل َن ْدرِي أ َ‬
‫م خبرا عن ق يل هؤلء الن فر من الج نّ‪ :‬وأ نا ل ندري أعذا با أراد ال أن ينزله بأ هل الرض‪,‬‬
‫بمنعه إيانا السمع من السماء ورجمه من استمع منا فيها بالشهب أ ْم أرَادَ ِبهِمْ َر ّبهُمْ َرشَدا يقول‪:‬‬
‫أم أراد ب هم رب هم الهدى بأن يب عث من هم ر سولً مرشدا يرشد هم إلى الح قّ‪ .‬وهذا التأو يل على‬
‫التأويل الذي ذكرناه عن ابن زيد قبل‪.‬‬
‫وذُكر عن الكلبي في ذلك ما‪:‬‬
‫شرّ ُأرِيدَ ِبمَ نْ فِي‬
‫‪ 27152‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬عن الكلبي في قوله‪ :‬وأنّا ل َن ْدرِي أ َ‬
‫الرْض أمْ أرَادَ ِب ِهمْ َر ّبهُ ْم رَشَدا أن يطيعوا هذا الرسول فيرشدهم أو يعصوه فيهلكهم‪.‬‬
‫ن فِي الرْض عق يب قوله‪ :‬وأنّا‬
‫شرّ ُأرِي َد ِبمَ ْ‬
‫وإن ما قل نا القول الوّل لن قوله‪ :‬وأنّا ل َندْرِي أ َ‬
‫سمْعِ‪ ...‬الَ ية‪ ,‬فكان ذلك بأن يكون من تمام ق صة ما ول يه وقرب م نه‬
‫ع َد لل ّ‬
‫كُنّا نَ ْق ُع ُد ِمنْ ها مَقا ِ‬
‫أولى بأن يكون من تمام خبر ما بعد عنه‪.‬‬

‫‪13-11‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫طرَآئِ قَ ِقدَدا * وَأَنّا‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬وَأَنّا مِنّا ال صّالِحُونَ َومِنّا دُو نَ ذَلِ كَ كُنّا َ‬
‫س ِم ْعنَا ا ْل ُه َدىَ آمَنّا ِب ِه فَمَن‬
‫ظنَنّآ أَن لّن ّن ْعجِ َز اللّ هَ فِي الرْ ضِ وَلَن ّن ْعجِزَ هُ َهرَبا * وَأَنّا لَمّا َ‬
‫َ‬
‫ل رَهَقا }‪.‬‬
‫يُ ْؤمِن ِب َربّهِ فَلَ َيخَافُ َبخْسا َو َ‬
‫ن وهم المسلمون العاملون بطاعة ال‬
‫يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيلهم‪ :‬وأنّا ِمنّا ال صّاِلحُو َ‬
‫ن ذلكَ يقول‪ :‬ومنا دون الصالحين ُكنّا طَرائقَ قدَدا يقول‪ :‬وأنا كنا أهواء مختلفة‪ ,‬و ِفرَقا‬
‫وَمنّا دُو َ‬
‫شتى‪ ,‬منا المؤمن والكافر‪ .‬والطرائق‪ :‬جمع طريقة‪ ,‬وهي طريقة الرجل ومذهبه‪ .‬والقِدد‪ :‬جمع‬
‫قدّة‪ ,‬و هي الضروب والجناس المختل فة‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك قال أ هل التأو يل‪ .‬ذ كر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪27153‬ـ حدثنا محمد بن حميد الرازي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسين‪ ,‬عن‬
‫يزيد‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬في قوله‪ :‬طَرَائقَ ِقدَدا يقول‪ :‬أهواء مختلفة‪.‬‬
‫‪ 27154‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫طرَائِ قَ ِقدَدا يقول‪ :‬أهواء ش تى‪ ,‬م نا‬
‫ن ذَل كَ كُنّا َ‬
‫ا بن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬وأنّا مِنّا ال صّاِلحُونَ َومِنّا دُو َ‬
‫المسلم‪ ,‬ومنا المشرك‪.‬‬
‫طرَائِقَ ِقدَدا كان القوم‬
‫‪27155‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ُ :‬كنّا َ‬
‫على أهواء شتّى‪.‬‬
‫طرَا ِئقَ ِقدَدا قال‪ :‬أهواء‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة َ‬
‫‪ 27156‬ـ حدثني ابن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪ ,‬قال‪:‬‬
‫طرَائِ قَ‬
‫حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد في قوله‪ُ :‬كنّا َ‬
‫قِدَدا قال‪ :‬مسلمين وكافرين‪.‬‬
‫‪ 27157‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان ُكنّا طَرَائِ قَ ِقدَدا قال‪ :‬شتّى‪ ,‬مؤمن‬
‫وكافر‪.‬‬
‫طرَائِ قَ ِقدَدا‬
‫‪ 27158‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ُ :‬كنّا َ‬
‫ن ذَلكَ‪.‬‬
‫قال‪ :‬صالح وكافر وقرأ قول ال‪ :‬وأنّا ِمنّا الصّاِلحُونَ َو ِمنّا دُو َ‬
‫جزَ اللّ َه فِي الرْضِ يقول‪ :‬وأنا علمنا أن لن نُعجز ال في الرض‬
‫وقوله‪ :‬وأنّا ظَ َننّا أنْ َلنْ ُن ْع ِ‬
‫جزَ هُ َهرَ با إن طلب نا فنفو ته‪ .‬وإن ما و صفوا ال بالقدرة علي هم ح يث‬
‫إن أراد ب نا سوءا وََل نْ ُن ْع ِ‬
‫سمِعْنا ال ُهدَى آ َمنّا ِبهِ يقول‪ :‬قالوا‪ :‬وأنا لما سمعنا القرآن الذي يهدي إلى الطريق‬
‫كانوا‪ .‬وأنّا َلمّا َ‬
‫المستقيم آمنا به‪ ,‬يقول‪ :‬صدّقنا به‪ ,‬وأقرر نا أنه حق من عند ال‪ ,‬ف من يؤمن بربه فَل يَخا فُ‬
‫َبخْسـا وَل رَهَقـا يقول‪ :‬فمـن يصـدّق بربـه فل يخاف بخسـا‪ :‬يقول‪ :‬ل يخاف أن ينقـص مـن‬
‫ح سناته‪ ,‬فل يجازي علي ها ول رَهَ قا‪ :‬ول إث ما يح مل عل يه من سيئات غيره‪ ,‬أو سيئة يعمل ها‪.‬‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27159‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫قوله‪ :‬فَل يخافُ َبخْسا وَل رَهَقا يقول‪ :‬ل يخاف نقصا من حسناته‪ ,‬ول زيادة في سيئاته‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباس‪ ,‬قوله فَل يَخافُ َبخْسا وَل رَهَقا يقول‪ :‬ول يخاف أن يبخس من عمله شيء‪.‬‬
‫‪27160‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة فَل يخافُ َبخْسا‪ :‬أي ظلما‪,‬‬
‫أن يظلم من حسناته فينقص منها شيئا‪ ,‬أو يحمل عليه ذنب غيره وَل رَهَقا ول مأثما‪.‬‬
‫‪ 27161‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬فَل يَخا فُ بخْسا‬
‫وَل رَهَقا قال‪ :‬ل يخاف أن يبخس من أجره شيئا‪ ,‬ول رهقا فيظلم ول يعطى شيئا‪.‬‬

‫‪15-14‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫حرّوْاْ‬
‫ن أَ سَْلمَ َفأُوْلَـئِكَ َت َ‬
‫ن َو ِمنّا الْقَا سِطُونَ َفمَ ْ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬وََأنّا ِمنّا ا ْلمُ سِْلمُو َ‬
‫حطَبا }‪.‬‬
‫ج َهنّمَ َ‬
‫رَشَدا * وََأمّا الْقَاسِطُونَ َفكَانُو ْا ِل َ‬
‫يقول تعالى ذكره م خبرا عن ق يل الن فر من ال جن‪ :‬وأنّا مِنّا المُ سِْلمُون الذ ين قد خضعوا ل‬
‫بالطا عة َو ِمنّا القا سِطُونَ و هم الجائرون عن ال سلم وق صد ال سبيل‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك‬
‫قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27162‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن قال‪ :‬العادلون عن الحقّ‪.‬‬
‫سطُو َ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬وأنّا ِمنّا ال ُمسِْلمُونَ َو ِمنّا القا ِ‬
‫‪27163‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫سطُونَ‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬القا ِ‬
‫قال‪ :‬الظالمون‪.‬‬
‫‪27164‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬القاسِطُونَ الجائرون‪.‬‬
‫ن قال‪:‬‬
‫سطُو َ‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ :‬القا ِ‬
‫الجائرون‪.‬‬
‫‪27165‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ :‬المقسط‪ :‬العادل‪ ,‬والقاسط‪:‬‬
‫الجائر وذكر بيت شعر‪:‬‬
‫ع ْهدِ ُت ّبعٍ َو ِمنْ َقبْل ما أ ْدرَي النّفوسَ عِقابَها‬
‫سطْنا على المْلكِ فِي َ‬
‫َق َ‬
‫ِسـكِينا ذَا َم ْترَب َة قال‪:‬‬
‫وقال‪ :‬وهذا مثـل الترب والمترب قال‪ :‬والترب‪ :‬المسـكين‪ ,‬وقرأ‪ :‬أ ْو م ْ‬
‫والمترب‪ :‬الغنيّ‪.‬‬
‫حرّوْا َرشَدا يقول‪ :‬ف من أ سلم وخ ضع ل بالطا عة‪ ,‬فأولئك تعمدوا‬
‫وقوله‪َ :‬فمَ نْ أ سَْلمَ فأُوَلئِ كَ َت َ‬
‫حطَبا توقد‬
‫ج َهنّمَ َ‬
‫وترجّوا رشدا في دينهم‪ .‬وأما القاسطون يقول‪ :‬الجائرون عن السلم‪ ,‬فكانُوا ِل َ‬
‫بهم‪.‬‬

‫‪17-16‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫غدَقا * ّلنَ ْف ِت َنهُ مْ فِي هِ‬
‫ستَقَامُواْ عَلَى الطّرِيقَ ِة ل سْ َق ْينَاهُم مّآءً َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬وَأَلّ ِو ا ْ‬
‫عذَابا صَعَدا }‪.‬‬
‫َومَن ُي ْعرِضْ عَن ِذكْرِ َربّ ِه َيسُْلكْهُ َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وأن لو ا ستقام هؤلء القا سطون على طري قة الح قّ وال ستقامة لَ سْ َقيْنا ُهمْ‬
‫ماءً غدَقا يقول‪ :‬لو سعنا عليهم في الرزق‪ ,‬وبسطناهم في الدنيا لنفتنهم فيه‪ ,‬يقول لنختبرهم فيه‪.‬‬
‫واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك‪ ,‬فقال بعضهم نحو الذي قلنا فيه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27166‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫غدَقا يعني بالستقامة‪ :‬الطاعة‪.‬‬
‫طرِيقَ ِة لَ سْ َقيْنا ُهمْ ماءً َ‬
‫ستَقامُوا على ال ّ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬وأ نْ لَو ا ْ‬
‫فأما الغدق فالماء الطاهر الكثير ِلنَفْت َن ُهمْ فِيهِ يقول‪ :‬لنبتليهم به‪.‬‬
‫‪ 27167‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مؤمل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن عبيد ال بن أبي زياد‪,‬‬
‫غدَقا قال‪ :‬نافعا كثيرا‪,‬‬
‫ستَقامُوا على الطّرِيقَ ِة طريقة السلم لَسْ َقيْنا ُهمْ ماءً َ‬
‫ن لَ ِو ا ْ‬
‫عن مجاهد وأ ْ‬
‫لعطيناهم مالً كثيرا ِلنَ ْف ِت َن ُهمْ فِيهِ حتى يرجعوا لما كتب عليهم من الشقاء‪.‬‬
‫حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الفريابي‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن عبيد ال بن أبي زياد‪,‬‬
‫عن مجاهد مثله‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن عبيد ال بن أبي زياد‪ ,‬عن مجاهد وَأنْ‬
‫غدَ قا يقول مالً كثيرا ِلنَ ْف ِت َنهُ مْ فِي هِ‬
‫طرِيقَ ِة قال‪ :‬طري قة الح قّ لَ سْ َقيْناهُمْ ماءً َ‬
‫ستَقامُوا على ال ّ‬
‫لَ ِو ا ْ‬
‫قال‪ :‬لنبتليهم به حتى يرجعوا إلى ما كتب عليهم من الشقاء‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن مجاهد‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫ستَقامُوا على الطّرِيقَةِ‬
‫قال‪ :‬ثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن علقمة بن مرثد‪ ,‬عن مجاهد وَأنْ َلوِ ا ْ‬
‫غدَقا قال الكثير ِل َن ْف ِت َنهُمْ فِي ِه قال‪ :‬لنبتليهم به‪.‬‬
‫لسْ َقيْنا ُهمْ ماءً َ‬
‫قال‪ :‬السلم َ‬
‫غدَ قا قال الماء‪ .‬والغدق‪:‬‬
‫قال‪ :‬ث نا مهران‪ ,‬عن أ بي سنان‪ ,‬عن غ ير وا حد‪ ,‬عن مجا هد ماءً َ‬
‫الكثير ِلنَ ْف ِت َن ُهمْ فِي ِه حتى يرجعوا إلى علمي فيهم‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدث ني الحارث قال‪:‬‬
‫حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬لَ سْ َقيْنا ُهمْ ماءً‬
‫غدَقا قال‪ :‬لعطيناهم مالً كثيرا‪ ,‬قوله‪ِ :‬لنَ ْف ِت َن ُهمْ فِيهِ قال‪ :‬لنبتليهم‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ 27168‬ـ حدثني أبو السائب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬عن بعض أصحابه‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن‬
‫طرِيقَ ِة قال‪ :‬الدين لَ سْ َقيْنا ُهمْ ماءً‬
‫ستَقامُوا على ال ّ‬
‫ن لَ ِو ا ْ‬
‫المنهال‪ ,‬عن سعيد بن جُبير في قوله‪ :‬وأ ْ‬
‫غدَقا قال‪ :‬مالً كثيرا ِلنَ ْف ِت َن ُهمْ فِيهِ يقول‪ :‬لنبتليهم به‪.‬‬
‫َ‬
‫ستَقامُوا‬
‫ن لَ ِو ا ْ‬
‫‪ 27169‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وأ ْ‬
‫غدَقا قال‪ :‬لو آمنوا كلهم لوسعنا عليهم من الدنيا‪ .‬قال ال‪ِ :‬لنَ ْف ِت َنهُمْ‬
‫طرِيقَ ِة لَ سْ َقيْنا ُهمْ ماءً َ‬
‫على ال ّ‬
‫فِيهِ يقول‪ :‬لنبتليهم بها‪.‬‬
‫غدَقا قال‪:‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة لَ سْ َقيْناهُمْ ماءً َ‬
‫لو اتقوا لوسع عليهم في الرزق ِلنَ ْف ِت َن ُهمْ فِيهِ قال‪ :‬لنبتليهم فيه‪.‬‬
‫غدَقا‬
‫‪ 27170‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن أبي جعفر‪ ,‬عن الربيع بن أنس ماءً َ‬
‫قال‪ :‬عيشا رَغدا‪.‬‬
‫ستَقامُوا‬
‫ن لَ ِو ا ْ‬
‫‪ 27171‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وأ ْ‬
‫غدَقا قال‪ :‬الغدق الكثير‪ :‬مال كثير ِلنَ ْف ِت َن ُهمْ فِيهِ لنختبرهم فيه‪.‬‬
‫لسْ َقيْنا ُهمْ ماءً َ‬
‫طرِيقَ ِة َ‬
‫على ال ّ‬
‫‪ 27172‬ـ حدثنا عمرو بن عبد الحميد الَملي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المطلب بن زياد‪ ,‬عن التيمي‪ ,‬قال‪:‬‬
‫غدَ قا قال‪:‬‬
‫طرِيقَةِ لَ سْ َقيْناهُمْ ماءً َ‬
‫ستَقامُوا على ال ّ‬
‫قال ع مر ر ضي ال ع نه في قوله‪ :‬وأ نْ َلوِ ا ْ‬
‫أينما كان الماء كان المال وأينما كان المال كانت الفتنة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بـل معنـى ذلك‪ :‬وأن لو اسـتقاموا على الضلة لعطيناهـم سـعة مـن الرزق‬
‫لنستدرجهم بها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27173‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا المعت مر بن سليمان‪ ,‬قال‪ :‬سمعت عمران بن‬
‫حدير‪ ,‬عن أبي ُمجَلّز‪ ,‬قال‪ :‬وأن لو استقاموا على طريقة الضللة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬وأن لو استقاموا على طريقة الح قّ وآمنوا لوسعنا عليهم‪ .‬ذكر‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27174‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫ستَقامُوا على الطّرِيقَ ِة قال‪ :‬هذا مثل ضربه ال كقوله‪ :‬وَلَ ْو أ ّنهُ مْ أقامُوا‬
‫يقول‪ ,‬في قوله وأ نْ َلوِ ا ْ‬
‫لكَلُوا مِ نْ فَ ْوقِهِم َومِ نْ َتحْ تِ أ ْرجُلِه مْ وقوله تعالى‪:‬‬
‫ل إَل ْيهِ مْ مِ نْ َر ّبهِ مْ َ‬
‫التّ ْورَا َة والنْجيلَ وَ ما ُأ ْنزِ َ‬
‫ن أهْلَ ال ُقرَى آ َمنُوا وَاتّ َقوْا لَ َف َتحْنا عََليْه مْ َبرَكا تٍ من ال سّماءِ والرْ ضِ والماء ال َغدَ قَ يعني‪:‬‬
‫وََلوْ أ ّ‬
‫الماء الكثير ِلنَ ْف ِت َن ُهمْ فِيهِ لنبتليهم فيه‪.‬‬
‫صعَدا يقول عزّ وجل‪ :‬ومن يُعرض عن ذكر‬
‫عذَابا َ‬
‫ن ِذكْرِ َربّ ِه يَسُْلكْهُ َ‬
‫وقوله‪َ :‬و َمنْ ُي ْعرِضْ عَ ْ‬
‫ربه الذي ذكره به‪ ,‬وهو هذا القرآن ومعناه‪ :‬ومن يعرض عن استماع القرآن واستعماله‪ ,‬يسلكه‬
‫ال عذابا صعدا‪ :‬يقول‪ :‬يسلكه ال عذابا شديدا شاقا‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27175‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫عذَابا صَعَدا يقول‪ :‬مشقة من العذاب يصعد‬
‫عنْ ِذ ْكرِ َربّ ِه يَسُْلكْه َ‬
‫ن ُي ْعرِضْ َ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪َ :‬ومَ ْ‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ 27176‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫عذَا با‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪َ :‬‬
‫صعَدا قال‪ :‬مشقة من العذاب‪.‬‬
‫َ‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن إسرائيل‪ ,‬عن جابر‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫‪ 27177‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن إسرائيل‪ ,‬عن سماك‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬عن ابن‬
‫صعَدا قال‪ :‬جبل في جهنم‪.‬‬
‫عذَابا َ‬
‫عباس َ‬
‫صعَدا‬
‫عذَابا َ‬
‫‪ 27178‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬يَ سُْلكْهُ َ‬
‫عذابا ل راحة فيه‪.‬‬
‫صعَدا قال‪ :‬صَعودا‬
‫عذَابا َ‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة َ‬
‫من عذاب ال ل راحة فيه‪.‬‬
‫عذَا با‬
‫‪ 27179‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد في قوله‪ :‬يَ سُْلكْهُ َ‬
‫صعَدا قال‪ :‬الصعد‪ :‬العذاب المنصب‪.‬‬
‫َ‬
‫ـكْهُ» بالنون‬
‫ـكْه فقرأه بعـض قرّاء مكـة والبصـرة‪« :‬نَس ُْل‬
‫واختلفـت القرّاء فـي قراءة قوله‪ :‬يَس ُْل‬
‫اعتبارا بقوله‪ِ :‬لنَ ْف ِت َنهُ مْ أن ها بالنون‪ .‬وقرأ ذلك عا مة قرّاء الكو فة بالياء‪ ,‬بمع نى‪ :‬ي سلكه ال‪ ,‬ردّا‬
‫ن ِذكْرِ َربّهِ‪.‬‬
‫ب في قوله‪َ :‬و َمنْ ُي ْعرِضْ عَ ْ‬
‫على الر ّ‬

‫‪19-18‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ع ْبدُ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬وَأَ نّ ا ْلمَ سَاجِدَ لِّل ِه فَلَ َتدْعُو ْا مَ عَ اللّ ِه َأحَدا * وََأنّ هُ ّلمَا قَا مَ َ‬
‫اللّ ِه َيدْعُوهُ كَادُو ْا َيكُونُونَ عََليْ ِه ِلبَدا }‪.‬‬
‫يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬قل أوحي إل يّ أنه استمع نفر من الج نّ‬
‫جدَ لِلّ هِ فَل َتدْعُوا أيها الناس مَ عَ الّل ِه أحَدا ول تشركوا به فيها شيئا‪ ,‬ولكن أفردوا له‬
‫ن المَسا ِ‬
‫وَأ ّ‬
‫التوحيد‪ ,‬وأخلصوا له العبادة‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫جدَ لِلّهِ فَل‬
‫ن المَسا ِ‬
‫‪27180‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وأ ّ‬
‫َتدْعُوا مَ عَ الّل هِ أحَدا كا نت اليهود والن صارى إذا دخلوا كنائ سهم و ِبيَع هم أشركوا بال‪ ,‬فأ مر ال‬
‫نبيه أن يوحّد ال وحده‪.‬‬
‫‪ 27181‬ـ حدث نا ا بن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن إ سماعيل بن أ بي خالد‪ ,‬عن‬
‫ن لنبيّ ال‪ :‬كيف لنا نأتي المسجد‪,‬‬
‫جدَ لِلّ هِ قال‪ :‬قالت الج ّ‬
‫ن المَسا ِ‬
‫محمود‪ ,‬عن سعيد بن جُبير وأ ّ‬
‫ونحن ناؤون عنك‪ ,‬وكيف نشهد معك الصلة ونحن ناؤون عنك؟ فنزلت‪ :‬وأنّ المَساجِدَ لِّل ِه فَل‬
‫َتدْعُوا مَعَ الّلهِ أحَدا‪.‬‬
‫جدَ لِلّ هِ فَل‬
‫ن المَ سا ِ‬
‫حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة وأ ّ‬
‫َتدْعُوا مَ عَ الّل هِ أحَدا قال‪ :‬كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم و ِبيَعهم أشركوا بال‪ ,‬فأمر‬
‫ال نبيه أن يخلص له الدعوة إذا دخل المسجد‪.‬‬
‫‪ 27182‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن خَ صِيف‪ ,‬عن عكرِ مة وأ نّ‬
‫جدَ لِّلهِ قال‪ :‬المساجد كلها‪.‬‬
‫المَسا ِ‬
‫ع ْبدُ الّل ِه َيدْعُو ُه كادُوا َيكُونُو نَ عََليْ هِ ِلبَدا يقول‪ :‬وأنه لما قام محمد رسول‬
‫وقوله‪ :‬وأّن ُه َلمّا قا مَ َ‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يدعو ال يقول‪« :‬ل إله إل ال» كادُوا َيكُونُو نَ عََل ْي هِ ِلبَدا يقول‪ :‬كادوا‬
‫يكونون على مح مد جماعات بعض ها فوق ب عض واحد ها‪ :‬لبدة‪ ,‬وفي ها لغتان‪ :‬ك سر اللم لِبدة‪,‬‬
‫ومن كسرها جمعها ِلبَد وضم اللم لُبدة‪ ,‬ومن ضمها جمعها ُلبَد بضم اللم‪ ,‬أو لبِد ومن جمع‬
‫حيْ صِن‬
‫لبد قال‪ُ :‬لبّدا‪ ,‬مثل راكِع و ُركّعا‪ ,‬وقراء المصار على كسر اللم من ِلبَد‪ ,‬غير ابن ُم َ‬
‫ب إل يّ‪,‬‬
‫فإ نه كان ي صمها‪ ,‬وه ما بمع نى وا حد غ ير أن القراءة ال تي علي ها قرّاء الم صار أح ّ‬
‫والعرب تد عو الجراد الكثير الذي قد ركب بع ضه بعضا ُل ْبدَةً وم نه قول عبد مناف بن ربع يّ‬
‫الهذليّ‪:‬‬
‫ن علي ِهمْ جابِيا ُل َبدَا‬
‫صَابُوا بسِتّ ِة أبْياتٍ وأ ْربَعَةٍحتى كأ ّ‬
‫والجابي‪ :‬الجراد الذي يجبي كلّ شيء يأكله‪.‬‬
‫واختلف أهل التأويل في الذين عُنوا بقوله‪ :‬كادُوا َيكُونُو نَ عََليْ ِه ِلبَدا فقال بعضهم‪ :‬عني بذلك‬
‫ن أنهم كادوا يركبون رسول ال صلى ال عليه وسلم لما سمعوا القرآن‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫الج ّ‬
‫‪ 27183‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ع ْبدُ الّل ِه َيدْعُو هُ كادُوا َيكُونُو نَ عََليْ هِ ِلبَدا يقول‪ :‬لما سمعوا النبيّ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬وأنّ ُه َلمّا قا مَ َ‬
‫صلى ال عل يه و سلم يتلو القرآن‪ ,‬ودنوا م نه فلم يعلم ب هم ح تى أتاه الر سول‪ ,‬فج عل يُقرئه‪ :‬قُلْ‬
‫جنّ‪.‬‬
‫س َتمَعَ نَ َف ٌر مِنَ ال ِ‬
‫ي أنّهُ ا ْ‬
‫حيَ إل ّ‬
‫أُو ِ‬
‫‪ 27184‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله‪ :‬كادُوا َيكُونُونَ عََليْهِ ِلبَدا كادوا يركبونه حرصا على ما سمعوا منه من القرآن‪.‬‬
‫ع ْبدُ الّل ِه م ما أو حي إلى ال نبيّ‬
‫قال أ بو جع فر‪ :‬و من قال هذا القول ج عل قوله‪ :‬وأنّ ُه لَمّا قا مَ َ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فيكون معناه‪ :‬قل أوحي إل يّ أنه استمع نفر من الج نّ‪ ,‬وأنه لما قام عبد‬
‫ال يدعوه‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل هذا من قول النفر من الجن لما رجعوا إلى قومهم أخبروهم بما رأوا من‬
‫طا عة أ صحاب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم له‪ ,‬وائتمام هم به في الركوع وال سجود‪ .‬ذ كر‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27185‬ـ حدثني محمد بن معمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو مسلم‪ ,‬عن أبي عوانة‪ ,‬عن أبي بشر‪ ,‬عن‬
‫ع ْب ُد اللّ هِ َيدْعُو هُ كادُوا َيكُونُو نَ‬
‫سعيد بن جبير‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬قول الج نّ لقومهم‪َ :‬لمّا قا مَ َ‬
‫عََليْ ِه ِلبَدا قال‪ :‬لما رأوه يصلي وأصحابه يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده‪ ,‬قال‪ :‬عجبوا من‬
‫طواعية أصحابه له قال‪ :‬فقال لقومهم لما قام عبد ال يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا‪.‬‬
‫حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا جر ير‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن زياد‪ ,‬عن سعيد بن جبير‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫ي ال صلى ال عليه‬
‫ع ْب ُد اللّ ِه َيدْعُو هُ كادُوا َيكُونُو نَ عََليْ ِه ِلبَدا قال‪ :‬كان أصحاب نب ّ‬
‫وأّن هُ َلمّا قا مَ َ‬
‫وسلم يأتموّن به‪ ,‬فيركعون بركوعه‪ ,‬ويسجدون بسجوده‪.‬‬
‫ومن قال هذا القول الذي ذكرناه عن ابن عباس وسعيد فتح اللف من قوله‪« :‬وأنه» عطف‬
‫جدّ َربّنا مفتوحة‪ ,‬وجاز له كسرها على البتداء‪.‬‬
‫بها على قوله‪ :‬وأّنهُ تَعالى َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل ذلك من خبر ال الذي أوحاه إلى نبيه صلى ال عليه وسلم لعلمه أن النس‬
‫ن تظاهروا عليه‪ ,‬ليُبطلوا الحقّ الذي جاءهم به‪ ,‬فأبى ال إل إتمامه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫والج ّ‬
‫ع ْبدُ‬
‫‪ 27186‬ـ حدثنا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وأنّ ُه لَمّا قا مَ َ‬
‫ن على هذا المر ليطفئوه‪ ,‬فأبى ال‬
‫اللّ ِه َيدْعُو هُ كادُوا َيكُونُو نَ عََليْ ِه ِلبَدا قال‪ :‬تلبدت النس والج ّ‬
‫إل أن ينصره ويمضيه‪ ,‬ويظهره على من ناوأه‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله ِلبَدا قال‪ :‬لما قام‬
‫النبيّ صلى ال عليه وسلم تلبّدت الجنّ والنس‪ ,‬فحرصوا على أن يطفئوا هذا النور الذي أنزله‬
‫ال‪.‬‬
‫‪ 27187‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد في قوله‪ :‬كادُوا َيكُونُو نَ‬
‫عََليْ ِه ِلبَدا قال‪ :‬تظاهروا عل يه بعضهـم على ب عض‪ ,‬تظاهروا على رسـول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫و من قال هذا القول ف تح اللف من قوله «وأ نه»‪ .‬وأولى القوال بال صواب في ذلك قول من‬
‫قال‪ :‬ذلك خبر من ال عن أن رسوله محمدا صلى ال عليه وسلم لما قام يدعوه كادت العرب‬
‫تكون عليه جميعا في إطفاء نور ال‪.‬‬
‫ع ْبدُ الّل ِه َيدْعُو هُ عقيب قوله‪:‬‬
‫وإنما قلنا ذلك أولى التأويلت بالصواب لن قوله‪ :‬وأنّه َلمّا قا مَ َ‬
‫ع ْبدُ الّلهِ َيدْعُو ُه وأخرى أنه تعالى‬
‫جدَ لِلّ ِه وذلك من خبر ال فكذلك قوله‪ :‬وأنّ ُه َلمّا قامَ َ‬
‫وأنّ المَسا ِ‬
‫ذكره أتبع ذلك قوله‪ :‬فَل َتدْعُوا مَ عَ الّل هِ أحَدا فمعلوم أن الذي يتبع ذلك الخبر عما لقي المأمور‬
‫بأن ل يدعو مع ال أحدا في ذلك‪ ,‬ل الخبر عن كثرة إجابة المدعوين وسرعتهم إلى الجابة‪.‬‬
‫‪ 27188‬ـ حدثنا محمد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هوذة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عوف‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫ع ْبدُ الّل ِه َيدْعُو ُه قال‪ :‬لما قام رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول «ل إله إل ال»‬
‫وأّن ُه لَما قا مَ َ‬
‫ويدعو الناس إلى ربهم كادت العرب تكون عليه جميعا‪.‬‬
‫‪ 27189‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن إسماعيل بن أبي خالد‪,‬‬
‫عن رجل‪ ,‬عن سعيد بن جُبير في قوله‪ :‬كادُوا َيكُونُونَ عََل ْيهِ ِلبَدا قال‪ :‬تراكبوا عليه‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سعيد بن جبير كادُوا َيكُونُونَ عََليْ ِه ِلبَدا‬
‫قال‪ :‬بعضهم على بعض‪.‬‬
‫‪ 27190‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫قوله كادُوا َيكُونُونَ عََل ْيهِ ِلبَدا يقول‪ :‬أعوانا‪.‬‬
‫‪27191‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬كادُوا‬
‫َيكُونُونَ عََليْ ِه ِلبَدا قال جميعا‪.‬‬
‫‪ 27192‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد كادُوا َيكُونُو نَ عََل ْي هِ ِلبَدا‬
‫قال‪ :‬جميعا‪.‬‬
‫حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد كادُوا َيكُونُو نَ عََليْ هِ ِلبَدا والل بد‪:‬‬
‫الشيء الذي بعضه فوق بعض‪.‬‬
‫‪22-20‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ك َلكُ مْ‬
‫شرِ كُ بِ ِه َأحَدا * قُلْ ِإنّي لَ َأمْلِ ُ‬
‫ل ِإ ّنمَآ َأدْعُو َربّي َولَ ُأ ْ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬قُ ْ‬
‫ج َد مِن دُونِ ِه مُ ْل َتحَدا }‪.‬‬
‫حدٌ وََلنْ َأ ِ‬
‫ن اللّ ِه َأ َ‬
‫ل ِإنّي لَن ُيجِي َرنِي مِ َ‬
‫ضَرّا َولَ َرشَدا * قُ ْ‬
‫ل إنّمَا أدْعُو رَبـي فقرأتـه عامـة قرّاء المدينـة والبصـرة‬
‫اختلفـت القرّاء فـي قراءة قوله‪ :‬قُ ْ‬
‫وب عض الكوفي ين على و جه ال خبر «قال» باللف و من قرأ ذلك كذلك‪ ,‬جعله خبرا من ال عن‬
‫نبيه محمد صلى ال عليه وسلم أنه قال‪ ,‬فيكون معنى الكلم‪ :‬وأنه لما قام عبد ال يدعوه تلبدوا‬
‫عل يه‪ ,‬قال ل هم‪ :‬إن ما أد عو ر بي‪ ,‬ول أشرك به أحدا‪ .‬وقرأ ذلك ب عض المدني ين وعا مة قرّاء‬
‫الكوفة على وجه المر من ال عزّ وجلّ لنبيه صلى ال عليه وسلم‪ :‬قل يا محمد للناس الذين‬
‫كادوا يكونوا عليك لبدا‪ ,‬إنما أدعو ربي ول أشرك به أحدا‪.‬‬
‫والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان‪ ,‬فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب‪.‬‬
‫ضرّا وَل َرشَدا يقول تعالى ذكره لنـبيه محمـد صـلى ال عليـه‬
‫ُمـ َ‬
‫ِكـ َلك ْ‬
‫وقوله‪ :‬قُلْ إنّي ل أمْل ُ‬
‫وسلم‪ :‬قل يا محمد لمشركي العرب الذين ردّوا عليك ما جئتهم به من النصيحة‪ :‬إني ل أملك‬
‫ل كم ضرّا في دين كم ول في دنيا كم‪ ,‬ول رشدا أرشد كم‪ ,‬لن الذي يملك ذلك‪ ,‬ال الذي له مُلك‬
‫كلّ شيء‪.‬‬
‫حدٌ من خلقه إن أرادني أمرا‪ ,‬ول ينصرني منه ناصر‪.‬‬
‫ن الّلهِ أ َ‬
‫ن ُيجِيرَنِي مِ َ‬
‫وقوله‪ :‬قُلْ إنّي لَ ْ‬
‫وذُكر أن هذه الَية أُنزلت على النبيّ صلى ال عليه وسلم‪ ,‬لن بعض الج نّ قال‪ :‬أنا أجيره‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27193‬ــ حدثنـا ابـن عبـد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا المعتمـر بـن سـليمان‪ ,‬عـن أبيـه‪ ,‬قال‪ :‬زعـم‬
‫ن من أشرافهم ذا َتبَع‪ ,‬قال‪ :‬إنما يريد محمد أن نجيره وأنا‬
‫حضرميّ أنه ذكر له أن جنيا من الج ّ‬
‫حدٌ‪.‬‬
‫أجيره فأنزل ال‪ :‬قُلْ إنّي َلنْ ُيجِي َرنِي مِنَ الّلهِ أ َ‬
‫جدَ ِمنْ دُونِهِ مُ ْل َتحَدا يقول‪ :‬ولن أجد من دون ال ملجأً ألجأ إليه‪ ,‬كما‪:‬‬
‫وقوله‪ :‬وََلنْ أ ِ‬
‫ن دُونِ ِه مُ ْل َتحَدا يقول‪ :‬ولن أ جد من دون ال‬
‫ج َد مِ ْ‬
‫‪ 27194‬ـ حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان وَلَ نْ أ ِ‬
‫ملجأً ألجأ إليه‪.‬‬
‫جدَ ِم نْ‬
‫‪ 27195‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ :‬وََل نْ أ ِ‬
‫دُونِ ِه مُ ْل َتحَدا‪ :‬أي ملجأً ونصيرا‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة مُ ْل َتحَدا قال‪ :‬ملجأً‪.‬‬
‫ن دُونِ ِه مُ ْل َتحَدا يقول‪ :‬ناصرا‪.‬‬
‫جدَ مِ ْ‬
‫نأِ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان وَلَ ْ‬
‫‪24-23‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ص اللّ هَ َورَسُولَ ُه َفإِ نّ َلهُ‬
‫لتِهِ َومَن َيعْ ِ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪ِ{ :‬إلّ بَلَغا مّ نَ الّلهِ َورِسَا َ‬
‫ف نَا صِرا وََأقَلّ‬
‫ضعَ ُ‬
‫ن َأ ْ‬
‫سيَعَْلمُونَ مَ ْ‬
‫ن فَ َ‬
‫عدُو َ‬
‫حّتىَ ِإذَا رَأَوْ ْا مَا يُو َ‬
‫ن فِيهَآ َأبَدا * َ‬
‫ج َهنّ مَ خَاِلدِي َ‬
‫نَا َر َ‬
‫عدَدا }‪.‬‬
‫َ‬
‫يقول تعالى ذكره ل نبيه مح مد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬قل لمشر كي العرب‪ :‬إ ني ل أملك ل كم‬
‫ن اللّهِ َورِسالتِهِ يقول‪ :‬إلّ أن أبلغكم من ال ما أمرني بتبليغكم إياه‪,‬‬
‫ضرّا ول رشدا إلّ بَلغا ِم َ‬
‫وإل رسالته التي أرسلني بها إليكم فأما الرشد والخذلن‪ ,‬فبيد ال‪ ,‬هو مالكه دون سائر خلقه‬
‫يهدى من يشاء ويخذل من أراد‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ل بَلغا مِ نَ الّل هِ‬
‫‪ 27196‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إ ّ‬
‫َورِسالتِ ِه فذلك الذي أملك بلغا من ال ورسالته‪.‬‬
‫و قد يحت مل ذلك مع نى آ خر‪ ,‬و هو أن تكون «إل» حرف ين‪ ,‬وتكون «ل» منقط عة من «إن»‬
‫فيكون مع نى الكلم‪ :‬قل إ ني لن يجير ني من ال أ حد إن لم أبلغ ر سالته ويكون ن صب البلغ‬
‫مـن إضمار فعـل مـن الجزاء كقول القائل‪ :‬إن ل قيامـا فقعودا‪ ,‬وإن ل إعطاء فردّا جميلً‪,‬‬
‫بمعنى‪ :‬إن ل تفعل العطاء فردّا جميلً‪.‬‬
‫ج َهنّ َم يقول تعالى ذكره‪ :‬و من ي عص ال في ما‬
‫ن لَ هُ نارَ َ‬
‫ص اللّ هَ َورَ سُولَ ُه فإ ّ‬
‫ن َيعْ ِ‬
‫وقوله‪َ :‬و َم ْ‬
‫ن فِي ها أبَدا‬
‫أمره ونهاه‪ ,‬ويكذّب به ور سوله‪ ,‬فج حد ر سالته‪ ,‬فإن له نار جه نم ي صلها خاِلدِي َ‬
‫يقول‪ :‬ماكثين فيها أبدا إلى غير نهاية‪.‬‬
‫ن يقول تعالى ذكره‪ :‬إذا عاينوا ما يعد هم رب هم من العذاب‬
‫عدُو َ‬
‫وقوله‪ :‬ح تى إذَا رأَوْا ما يُو َ‬
‫عدَدا أجنـد ال الذي أشركوا بـه‪ ,‬أم هؤلء‬
‫ن مَن ْـ أضْعَفُـ ناصـِرا وأقَلّ َ‬
‫وقيام السـاعة فَسَـَيعَْلمُو َ‬
‫المشركون به‪.‬‬

‫‪28-25‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جعَلُ َل ُه َربّ يَ َأمَدا *‬
‫ن أَ مْ َي ْ‬
‫عدُو َ‬
‫ن َأ ْدرِ يَ َأ َقرِي بٌ مّا تُو َ‬
‫ل إِ ْ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬قُ ْ‬
‫ن َي َديْ هِ‬
‫ضىَ مِن رّ سُولٍ َفِإنّ ُه يَ سْلُكُ مِن َبيْ ِ‬
‫ن ا ْرتَ َ‬
‫غ ْيبِ ِه َأحَدا * ِإلّ مَ ِ‬
‫ب فَلَ ُيظْ ِهرُ عََلىَ َ‬
‫عَالِ مُ ا ْل َغيْ ِ‬
‫ل شَيْءٍ‬
‫صىَ كُ ّ‬
‫ن خَلْ ِف هِ رَ صَدا * ّل َيعْلَ مَ أَن َقدْ َأبَْلغُو ْا رِ سَالَتِ َر ّبهِ مْ وََأحَا طَ بِمَا َل َد ْيهِ مْ وََأحْ َ‬
‫َومِ ْ‬
‫عدَدا }‪.‬‬
‫َ‬
‫يقول تعالى ذكره لنبيه‪ :‬قل يا محمد لهؤلء المشركين بال من قومك‪ :‬ما أدري أقريب ما‬
‫جعَلُ َلهُ َربّي أمَدا يعني‪ :‬غاية معلومة تطول مدتها‪.‬‬
‫يعدكم ربكم من العذاب وقيام الساعة أمْ َي ْ‬
‫ل يعني بعالم الغيب‪:‬‬
‫ل مَ نِ ا ْر َتضَى مِ نْ رَ سُو ٍ‬
‫غ ْيبِ ِه أحَدا إ ّ‬
‫ب فَل ُيظْ ِهرُ على َ‬
‫وقوله‪ :‬عالِ مُ ال َغيْ ِ‬
‫عالم ما غاب عن أبصار خلقه‪ ,‬فلم يروه فل يظهر على غيبه أحدا‪ ,‬فيعلمه أو يريه إياه إل من‬
‫ارت ضى من ر سول‪ ,‬فإ نه يظهره على ما شاء من ذلك‪ .‬وبن حو الذي قل نا فـي ذلك قال أ هل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27197‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫ن رَ سُولٍ فأعلم ال سبحانه الرسل من الغيب‬
‫ن ا ْرتَضَى مِ ْ‬
‫غ ْيبِ هِ أحَدا إلّ مَ ِ‬
‫ظهِ ُر على َ‬
‫قوله‪ :‬فَل ُي ْ‬
‫الوحي وأظهرهم عليه بما أوحي إليهم من غيبه‪ ,‬وما يحكم ال‪ ,‬فإنه ل يعلم ذلك غيره‪.‬‬
‫‪ 27198‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬عالِم ال َغيْ بِ فَل‬
‫غ ْيبِ هِ أحَدا إلّ مَ نِ ا ْرتَضَى مِ نْ رَ سُولٍ فإ نه ي صطفيهم‪ ,‬ويطلع هم على ما يشاء من‬
‫ُيظْ ِهرُ على َ‬
‫الغيب‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة إلّ َمنِ ا ْر َتضَى ِمنْ َرسُولٍ‬
‫فإنه يظهره من الغيب على ما شاء إذا ارتضاه‪.‬‬
‫‪ 27199‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬فَل ُيظْ ِهرُ على‬
‫ل قال‪ :‬ينزل من غي به ما شاء على ال نبياء أنزل على‬
‫غ ْيبِ ِه أحَدا إلّ َم نِ ا ْرتَضَى ِم نْ رَ سُو ٍ‬
‫َ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم الغيب القرآن‪ ,‬قال‪ :‬وحدثنا فيه بالغيب بما يكون يوم القيامة‪.‬‬
‫ن بَي نِ َي َديْ هِ َو ِم نْ خَلْ ِف هِ رَ صَدا يقول‪ :‬فإ نه ير سل من أما مه و من خل فه‬
‫وقوله‪ :‬فإنّ ُه يَ سُْلكُ مِ ْ‬
‫حرسا وحفظة يحفظونه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27200‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن علقمة بن مرثد‪ ,‬عن الضحاك‬
‫ن خَلْفِ ِه رَصَدا قال‪ :‬كان النبيّ صلى ال‬
‫ن َي َديْ ِه َومِ ْ‬
‫ن بَي ِ‬
‫ك مِ ْ‬
‫إلّ مَ نِ ا ْر َتضَى مِ نْ رَسُولٍ فإنّ هُ يَسْلُ ُ‬
‫عليه وسلم إذا بعث إليه الملك بالوحي بعث معه ملئكة يحرسونه من بين يديه ومن خلفه‪ ,‬أن‬
‫يتشبّه الشيطان على صورة الملك‪.‬‬
‫ن َي َديْ هِ َومِ نْ‬
‫ن بَي ِ‬
‫‪ 27201‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن إبراهيم مِ ْ‬
‫خَلْفِ ِه رَصَدا قال‪ :‬ملئكة يحفظونهم من بين أيديهم ومن خلفهم‪.‬‬
‫ن َي َديْهِ َو ِمنْ‬
‫ن بَي ِ‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن إبراهيم ِم ْ‬
‫خَلْفِ ِه رَصَدا قال‪ :‬الملئكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه من الجنّ‪.‬‬
‫حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا جر ير‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن طل حة‪ ,‬يع ني ا بن م صرف‪ ,‬عن‬
‫ن خَلْفِ ِه رَ صَدا قال‪ :‬الملئكة رصد من بين يديه ومن خلفه‬
‫ن َي َديْ هِ َومِ ْ‬
‫إبراهيم‪ ,‬في قوله‪ِ :‬م نْ بَي ِ‬
‫يحفظونه من الجن‪.‬‬
‫‪ 27202‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ل فإنّ ُه يَ سُْلكُ مِ نْ بَي نِ َي َديْ هِ َومِ نْ خَلْ ِف ِه رَ صَدا قال‪:‬‬
‫ن رَ سُو ٍ‬
‫ن ا ْرتَضَى مِ ْ‬
‫ل مَ ِ‬
‫ا بن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬إ ّ‬
‫ي صلى ال عل يه و سلم من الشيطان ح تى ي تبين الذي‬
‫هي معقبات من الملئ كة يحفظون ال نب ّ‬
‫أرسل به إليهم‪ ,‬وذلك حين يقول‪ :‬ليعلم أن قد أبلغوا رسالت ربهم‪.‬‬
‫ك مِ نْ بَي نِ‬
‫‪ 27203‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬فإنّ ُه يَ سْلُ ُ‬
‫ن خَلْفِ ِه رَصَدا قال‪ :‬الملئكة‪.‬‬
‫َي َديْهِ َومِ ْ‬
‫عنِي بقوله ِل َيعْلَ مَ فقال‬
‫ن قَ ْد أبَْلغُوا رِسالتِ َر ّبهِ مْ اختلف أهل التأويل في الذي ُ‬
‫وقوله‪ِ :‬ل َيعْلَ مَ أ ْ‬
‫بعض هم‪ :‬عُنِي بذلك ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وقالوا‪ :‬مع نى الكلم‪ :‬ليعلم ر سول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أن قد أبلغت الرسل قبله عن ربها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27204‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة ِل َيعْلَمَ أنْ َقدْ ُأبَْلغُوا رِسالتِ‬
‫َربّ ِهمْ ليعلم رسول ال صلى ال عليه وسلم أن الرسل قبله قد أبلغت عن ربها وحفظت‪.‬‬
‫ن َقدْ ُأبَْلغُوا رِسالتِ‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة ِل َيعَْلمَ أ ْ‬
‫َربّهِ مْ قال‪ :‬ليعلم نبيّ ال صلى ال عل يه و سلم أن الر سل قد أبل غت عن ال‪ ,‬وأن ال حفظ ها‪,‬‬
‫ودفع عنها‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل مع نى ذلك‪ :‬ليعلم المشركون أن الر سل قد بلغوا ر سالت رب هم‪ .‬ذ كر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪27205‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫ن قَدْ‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد قوله‪ِ :‬ل َيعْلَ مَ أ ْ‬
‫ُأبَْلغُوا رِسالتِ َر ّب ِهمْ قال‪ :‬ليعلم من كذب الرسل أن قد أبلغوا رسالت ربهم‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬ليعلم محمد أن قد بلغت الملئكة رسالت ربهم‪ .‬ذكر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪27206‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬عن جعفر‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‪ ,‬عن ابن عباس‪,‬‬
‫ن بَي نِ‬
‫ل مَ نِ ا ْر َتضَى مِ نْ رَ سُو ٍل فإنّ هُ يَ سُْلكُ مِ ْ‬
‫غ ْيبِ ِه أحَدا إ ّ‬
‫ظهِرُ على َ‬
‫ب فَل ُي ْ‬
‫في قوله‪ :‬عالِ مُ ال َغيْ ِ‬
‫ن قَدْ أبَْلغُوا‬
‫ن خَلْفِ هِ رَ صَدا قال‪ :‬أرب عة حف ظة من الملئ كة مع جبرائ يل ِل َيعْلَم مح مد أ ْ‬
‫َي َديْ هِ َومِ ْ‬
‫عدَدا قال‪ :‬و ما نزل جبر يل عل يه ال سلم‬
‫رِ سالتِ َر ّبهِ مْ وأحا طَ بِمَا َل َد ْيهِ مْ وأحْ صَى كُل شَيْءٍ َ‬
‫بشيء من الوحي إل ومعه أربعة حفظة‪.‬‬
‫قال أ بو جع فر‪ :‬وأولى هذه القوال عند نا بال صواب‪ ,‬قول من قال‪ :‬ليعلم الر سول أن الر سل‬
‫ن َي َديْ هِ َومِ نْ‬
‫ن بَي ِ‬
‫قبله قد أبلغوا رسالت ربهم وذلك أن قوله‪ِ :‬ل َيعْلَم من سبب قوله فإنّ هُ يَ سُْلكُ مِ ْ‬
‫خَلْفِ هِ رَ صَدا وذلك خبر عن الر سول‪ ,‬فمعلوم بذلك أن قوله ليعلم من سببه إذ كان ذلك خبرا‬
‫عنه‪.‬‬
‫عدَدا يقول‪ :‬علم عدد‬
‫شيْءٍ َ‬
‫وقوله‪ :‬وأحا طَ ِبمَا َل َد ْيهِ مْ يقول‪ :‬وعلم بكلّ ما عندهم وأحْ صَى كُلّ َ‬
‫الشياء كلها‪ ,‬فلم يخف عليه منها شيء‪ .‬وقد‪:‬‬
‫‪27207‬ـ حدثنا محمد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن أبي بشر‪,‬‬
‫ن رَ سُولٍ‪ ...‬إلى قوله وأحْ صَى كُلّ‬
‫ن ا ْرتَضَى ِم ْ‬
‫عن سعيد بن جُبير أنه قال في هذه الَية إلّ َم ِ‬
‫ع َددَا قال‪ :‬ليعلم الرسل أن ربهم أحاط بهم‪ ,‬فبلغوا رسالتهم‪.‬‬
‫شيْءٍ َ‬
‫َ‬

‫سورة المزمل‬
‫سورة المزمل مكية‬
‫وآياتها عشرون‬
‫بسم ال الرحمَن الرحيـم‬

‫‪4-1‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل ِإلّ قَلِيلً * نّ صْفَهُ َأوِ انقُ صْ ِم ْن هُ‬
‫ل * قُ مِ الّْليْ َ‬
‫القول فــي تأوي ـل قوله تعالى‪َ {:‬يأَيّهَا ا ْل ُم ّزمّ ُ‬
‫ن َت ْرتِيلً }‪.‬‬
‫ل * َأوْ ِزدْ عََليْهِ َو َرتّلِ الْ ُقرْآ َ‬
‫قَلِي ً‬
‫يعني بقوله‪ :‬يَأيّها ال ُم ّزمّلُ هو الملتفّ بثيابه‪ .‬وإنما عني بذلك نبيّ ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫واختلف أهل التأويل في المعنى الذي وصف ال به نبيه صلى ال عليه وسلم في هذه الَية‬
‫من التزمّل‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬وصفه بأنه ُمتَزمل في ثيابه‪ ,‬متأهب للصلة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27208‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َيَأيّها ال ُمزّمّل‪ :‬أي المتزمل‬
‫في ثيابه‪.‬‬
‫حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة َيَأيّ ها ال ُم ّزمّلُ هو الذي‬
‫تزمّل بثيابه‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬وصفه بأنه متزمّل النبوّة والرسالة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27209‬ـ حدث نا مح مد بن المث نى‪ ,‬قال‪ :‬ثني عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا داود‪ ,‬عن عكرِ مة‪ ,‬في‬
‫قوله‪ :‬يأيّها ال ُم ّزمِلُ قُ ِم الّليْلَ إلّ قَلِيلً قال‪ُ :‬زمّلت هذا المر فقم به‪.‬‬
‫قال أ بو جع فر‪ :‬والذي هو أولى القول ين بتأو يل ذلك‪ ,‬ما قاله قتادة‪ ,‬ل نه قد عق به بقوله‪ :‬قُم‬
‫الّليْلَ فكان ذلك بيانا عن أن وصفه بالتزمّل بالثياب للصلة‪ ,‬وأن ذلك هو أظهر معنييه‪.‬‬
‫ل إلّ قَلِيلً يقول لنبيه صلى ال عليه وسلم‪ :‬قم الليل يا محمد كله إل قليلً منه‪,‬‬
‫وقوله‪ :‬قُ مِ الّليْ َ‬
‫نِ صْفَ ُه يقول‪ :‬قم نصف الليل أو انْقُ صْ ِمنْ هُ قَلِيلً أوْ ِزدْ عََليْ هِ يقول‪ :‬أو زد عليه خَيره ال تعالى‬
‫ذكره حين فرض عليه قيام الليل بين هذه المنازل أيّ ذلك شاء فعل‪ ,‬فكان رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم وأ صحابه في ما ذُ كر يقومون الل يل‪ ,‬ن حو قيام هم في ش هر رمضان في ما ذُ كر ح تى‬
‫خفف ذلك عنهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27210‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أُسامة‪ ,‬عن مسعر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سماك الحنفي‪ ,‬قال‪:‬‬
‫سمعت ا بن عباس يقول‪ :‬ل ما نزل أوّل المز مل‪ ,‬كانوا يقومون نحوا من قيام هم في رمضان‪,‬‬
‫وكان بين أوّلها وآخرها قريب من سنة‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن بشر‪ ,‬عن مِ سْعر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سماك‪ ,‬أنه سمع ابن‬
‫عباس يقول‪ ,‬فذكر نحوه‪ .‬إل أنه قال‪ :‬نحوا من قيامهم في شهر رمضان‪.‬‬
‫‪ 27211‬ـ حدثنا ابن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد بن حيان‪ ,‬عن موسى بن عبيدة‪ ,‬قال‪ :‬ثني محمد‬
‫بن طَحْلء مولى أ ّم سلمة‪ ,‬عن أ بي سلمة بن ع بد الرح من‪ ,‬عن عائ شة قالت‪ :‬ك نت أج عل‬
‫لرسول ال صلى ال عل يه و سلم ح صيرا ي صلي عل يه من الل يل‪ ,‬فت سامع به الناس‪ ,‬فاجتمعوا‪,‬‬
‫فخرج كالمغضَب‪ ,‬وكان ب هم رحي ما‪ ,‬فخ شي أن يُك تب علي هم قيام الل يل‪ ,‬فقال‪ « :‬يا أيّ ها النّا سُ‬
‫خ ْيرُ العْمالِ‬
‫ب حتى َتمَلّوا مِ نَ ال َعمَلِ و َ‬
‫ن الثّوَا ِ‬
‫ن ال ل َيمَلّ مِ َ‬
‫اكْلَفُوا مِ نَ العْمال ما تُطِيقُو نَ‪ ,‬فإ ّ‬
‫ص ِمنْ ُه قَلِيلً أو زِد‬
‫ل إلّ قَلِيلً نِ صْفَ ُه أوِ انْقُ ْ‬
‫ما ُد ْمتُ مْ عََليْ هِ» ونزل القرآن‪ :‬يَأيّ ها ال ُم ّزمّلِ قُ مِ الّليْ ِ‬
‫عََليْ ِه حتى كان الرجل يربط الحبل ويتعلق‪ ,‬فمكثوا بذلك ثمانية أشهر‪ ,‬فرأى ال ما يبتغون من‬
‫رضوانه فرحمهم فردّهم إلى الفريضة وترك قيام الليل‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن موسى بن عبيدة الحميري‪ ,‬عن محمد بن طحلء‬
‫عن أبي سلمة بن عبد الرحمن‪ ,‬عن عائشة قالت‪ :‬كنت أشتري لرسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫حصيرا‪ ,‬فكان يقوم عليه من أوّل الليل‪ ,‬فتسمع الناس بصلته‪ ,‬فاجتمعت جماعة من الناس فلما‬
‫رأى اجتماع هم كره ذلك‪ ,‬فخ شي أن يك تب علي هم‪ ,‬فد خل الب يت كالمغ ضب‪ ,‬فجعلوا يتنحنحون‬
‫ن اللّ هَ ل َيمَلّ حتى َتمَلّوا يعني من الثواب‬
‫ويتسعّلون حتى خرج إليهم‪ ,‬فقال‪« :‬يا أيّها النّا سُ إ ّ‬
‫ن قَلّ» ونزلت عل يه‪ :‬يأيّ ها ال ُم ّزمّلُ قُ مِ‬
‫خ ْيرَ الَعمَلِ أدْ َو ُم هُ وَإ ْ‬
‫ن َ‬
‫ن فإ ّ‬
‫ن ال َعمَلِ ما ُتطِيقُو َ‬
‫فاكْلَفُوا مِ َ‬
‫ل قَلِيلً ال سورة قال‪ :‬فكت بت علي هم‪ ,‬وأنزلت بمنزلة الفري ضة ح تى إن كان أحد هم لير بط‬
‫الّليْلَ إ ّ‬
‫الح بل فيتعلق به فل ما رأى ال ما يكلفون م ما يبتغون به و جه ال ورضاه‪ ,‬و ضع ذلك عن هم‪,‬‬
‫ن ثُلثَ يِ الّليْلِ َونِ صْفَهُ‪ ...‬إلى عَلِ مَ أ نْ َل نْ ُتحْ صُو ُه فَتا بَ‬
‫فقال‪ :‬إ نّ َربّ كَ َيعْلَ مُ أنّ كَ تَقُو مُ أدْنَى مِ ْ‬
‫عََل ْي ُكمْ فردّهم إلى الفريضة‪ ,‬ووضع عنهم النافلة‪ ,‬إل ما تطوّعوا به‪.‬‬
‫‪ 27212‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ابن عباس‪,‬‬
‫ن تَ ْرتِيلً فأمر ال‬
‫ل ال ُقرْآ َ‬
‫ص ِمنْ ُه قَلِيلً أو زِد عََليْ هِ َو َرتّ ِ‬
‫ل قَلِيلً نِ صْفَ ُه أوِ انْقُ ْ‬
‫في قوله‪ :‬قُ مِ الّليْلِ إ ّ‬
‫نبيه والمؤمن ين بقيام الل يل إل قليلً‪ ,‬فش قّ ذلك على المؤمن ين‪ ,‬ثم خفّف عن هم فرحم هم‪ ,‬وأنزل‬
‫ن فِي الرْ ضِ‪ ...‬إلى قوله فاقْرَءُوا‬
‫ن َيضْ ِربُو َ‬
‫خرُو َ‬
‫س َيكُونُ ِم ْنكُمْ َمرْضَى وآ َ‬
‫ال بعد هذا‪ :‬عَلِمَ أ نْ َ‬
‫ما َت َيسّرَ ِم ْنهُ فوسع ال وله الحمد‪ ,‬ولم يضيق‪.‬‬
‫‪ 27213‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬عن جعفر‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬قال‪ :‬لما أنزل ال على‬
‫نبيه‪ :‬يأيّها ال ُم ّزمّلُ قال‪ :‬مكث النبيّ صلى ال عليه وسلم على هذا الحال عشر سنين يقوم الليل‬
‫ك ما أمره ال‪ ,‬وكا نت طائ فة من أ صحابه يقومون م عه‪ ,‬فأنزل ال عل يه ب عد ع شر سنين‪ :‬إ نّ‬
‫ن َمعَ كَ‪ ...‬إلى قوله‪:‬‬
‫ن اّلذِي َ‬
‫َربّ كَ َيعْلَ مُ أنّ كَ تَقُو ُم أدْنَى مِ نْ ثُُلثَ يِ الّليْلِ َونِ صْفَ ُه وثُُلثَ هُ وَطائِفَ ٌة مِ َ‬
‫وأقِيمُوا الصّل َة فخفّ ال عنهم بعد عشر سنين‪.‬‬
‫‪ 27214‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح عن الحسين‪ ,‬عن يزيد‪ ,‬عن عكرِمة‬
‫ل إلّ قَلِيلً نِ صْفَهُ أ ِو انْقُ صْ ِم ْن هُ قَلِيلً أو زِد عََل ْي هِ‬
‫والح سن‪ ,‬قال‪ :‬قال في سورة المز مل قُ مِ الّليْ ِ‬
‫ن ُتحْ صُوهُ فَتا بَ عََل ْيكُ مْ فا ْقرَءُوا ما َتيَ سّرَ‬
‫ن لَ ْ‬
‫َو َرتّلِ ال ُقرْآ نَ َت ْرتِيلً نسختها الَية التي فيها‪ :‬عَلِ َم أ ْ‬
‫ن ال ُقرْآنِ‪.‬‬
‫مِ َ‬
‫ل قَلِيلً‬
‫‪ 27215‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة قُ مِ الّليْلَ إ ّ‬
‫ل أو حولين حتى انتفخت سوقهم وأقدامهم‪ ,‬فأنزل ال تخفيفا بعد في آخر السورة‪.‬‬
‫قاموا حو ً‬
‫‪ 27216‬ـ حدثنا ابن حميد‪ .,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن قيس بن وهب‪ ,‬عن أبي عبد‬
‫ل حتـى ورمـت أقدامهـم وسـوقهم حتـى‬
‫الرحمـن‪ ,‬قال‪ :‬لمـا نزلت‪ :‬يأيّهـا ال ُم ّزمّلُ قاموا بهـا حو ً‬
‫سرَ ِمنْهُ فاستراح الناس‪.‬‬
‫نزلت‪ :‬فاقْرَءُوا ما َت َي ّ‬
‫‪ 27217‬ـ قال‪ :‬ث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن جر ير بياع المُلء عن الح سن‪ ,‬قال‪ :‬الح مد ل‬
‫تطوّع بعد فريضة‪.‬‬
‫‪ 27218‬ـ حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن مبارك‪ ,‬عن الح سن‪ ,‬قال ل ما نزلت يأيّ ها‬
‫ال ُمزّمّلُ‪ ...‬الَيـة‪ ,‬قام المسـلمون حولً‪ ,‬فمنهـم مـن أطاقـه‪ ,‬ومنهـم مـن لم يطقـه‪ ,‬حتـى نزلت‬
‫الرخصة‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث نا وك يع‪ ,‬عن إ سرائيل‪ ,‬عن سماك‪ ,‬عن عكرِ مة‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬ل ما نزل أوّل‬
‫المزّ مل كانوا يقومون نحوا من قيام هم في ش هر رمضان‪ ,‬وكان ب ين أوّل ها وآخر ها ن حو من‬
‫سنة‪.‬‬
‫ن َت ْرتِيلً يقول جلّ وعزّ‪ :‬وبين القرآن إذا قرأته تبيينا‪ ,‬وترسل فيه ترسلً‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬و َرتّلِ ال ُقرْآ َ‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27219‬ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علبة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو رجاء‪ ,‬عن الحسن‪,‬‬
‫في قوله َو َرتّلِ ال ُقرْآنَ َت ْرتِيلً قال‪ :‬اقرأه قراءة بينة‪.‬‬
‫‪ 27220‬ـ حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن‬
‫مجاهد َو َرتّلِ ال ُقرْآنَ َت ْرتِيلً فقال‪ :‬بعضه على أثر بعض‪.‬‬
‫حدث نا مح مد بن ع بد ال المخزو مي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا جع فر بن عون‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا سفيان‪ ,‬عن‬
‫منصور‪ ,‬عن مجاهد َو َرتّلِ ال ُقرْآنَ َت ْرتِيلً فقال‪ :‬بعضه على أثر بعض‪ .‬على تؤدة‪.‬‬
‫‪27221‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد في قوله ال َو َرتّلِ ال ُقرْآنَ‬
‫َترْتِيلً قال‪ :‬ترسل فيه ترسلً‪.‬‬
‫حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن مجا هد َو َرتّلِ ال ُقرْآ نَ‬
‫َترْتِيلً فقال‪ :‬بعضه على أثر بعض‪.‬‬
‫‪ 27222‬ـ حدث ني زكريا بن يح يى بن أبي زائدة‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا حجاج بن مح مد‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن‬
‫ن َترْتِيلً قال‪ :‬الترتيل ال ّنبْذ‪ :‬الطّرْح‪.‬‬
‫ل ال ُقرْآ َ‬
‫جريج‪ ,‬عن عطاء َورَتّ ِ‬
‫ن َت ْرتِيلً قال‬
‫ل ال ُقرْآ َ‬
‫‪ 27223‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو َرتّ ِ‬
‫بينه بيانا‪.‬‬
‫‪ 27224‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن ابن أبي ليلى‪ ,‬عن الحكم‪ ,‬عن مِقْسم‪ ,‬عن‬
‫ن َت ْرتِيلً قال‪ :‬بيّنه بيانا‪.‬‬
‫ابن عباس َو َرتّلِ ال ُقرْآ َ‬
‫حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن مجا هد َو َرتّلِ ال ُقرْآ نَ‬
‫َترْتِيلً قال‪ :‬بعضه على أثر بعض‪.‬‬

‫‪7-5‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫طأً‬
‫شدّ َو ْ‬
‫ي َأ َ‬
‫ن نَاشِئَ َة الّليْلِ هِ َ‬
‫ل ثَقِيلً * إِ ّ‬
‫سنُلْقِي عََليْ كَ قَ ْو ً‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬إِنّا َ‬
‫طوِيلً }‪.‬‬
‫س ْبحَا َ‬
‫ن َلكَ فِي ال ّنهَارِ َ‬
‫وََأقْ َومُ قِيلً * إِ ّ‬
‫ل فقال بعض هم‪ :‬عُ ني به إ نا‬
‫سنُلْقِي عَلَيْك قَ ْولً ثَقِي ً‬
‫اختلف أ هل التأو يل في تأو يل قوله‪ :‬إنّا َ‬
‫ل ثقيلً العمل به‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫سنلقي عليك قو ً‬
‫‪ 27225‬ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن أبي رجاء‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في‬
‫ن العمل به‬
‫سنُلْقِي عََليْ كَ قَ ْولً َثقِيلً قال‪ :‬العمل به‪ ,‬قال‪ :‬إن الرجل َل َي ُهذّ السورة‪ ,‬ولك ّ‬
‫قوله‪ :‬إنّا َ‬
‫ثقيل‪.‬‬
‫سنُلْقِي عََليْكَ قَ ْولً‬
‫‪27226‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة قوله‪ :‬إنّا َ‬
‫ثَقِيلً ثقيل وال فرائضه وحدوده‪.‬‬
‫‪ 27227‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله ثَقِيلً قال‪:‬‬
‫ثقيل وال فرائضه وحدوده‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل عني بذلك أن القول عينه ثقيل محمله‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27228‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن هشام بن عروة‪ ,‬عن‬
‫أب يه أن ال نبيّ صلى ال عل يه و سلم كان إذا أو حي إل يه و هو على ناق ته وض عت جران ها‪ ,‬ف ما‬
‫تستطيع أن تتحرّك حتى يسرّي عنه‪.‬‬
‫سنُلْقِي‬
‫‪ 27229‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قول ال‪ :‬إنّا َ‬
‫ل ثَقِيلً قال‪ :‬هو وال ثق يل مبارك القرآن‪ ,‬ك ما ث قل في الدن يا ثَقُل في المواز ين يوم‬
‫عََليْ كَ قَ ْو ً‬
‫القيامة‪.‬‬
‫وأولى القوال بالصواب في ذلك أن يقال‪ :‬إن ال وصفه بأنه قول ثقيل‪ ,‬فهو كما وصفه به‬
‫ثقيل محمله ثقيل العمل بحدوده وفرائضه‪.‬‬
‫شدّ َوطْئا يعني جلّ وع ّز بقوله‪ :‬إن ناشئة الليل‪ :‬إن ساعات الليل‪,‬‬
‫شئَ َة الّليْلِ هِيَ أ َ‬
‫وقوله‪ :‬إنّ نا ِ‬
‫وكلّ ساعة من ساعات الليل ناشئة من الليل‪ .‬وقد اختلف أهل التأويل في ذلك‪.‬‬
‫‪ 27230‬ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا حاتم بن أبي صغيرة‪,‬‬
‫قال‪ :‬قلت لعبد ال بن أبي مليكة‪ :‬أل تحدثني أ يّ الليل ناشئة؟ قال‪ :‬على الثبت سقطت‪ ,‬سألت‬
‫عنها ابن عباس‪ ,‬فزعم أن الليل كله ناشئة‪ ,‬وسألت عنها ابن الزبير‪ ,‬فأخبرني مثل ذلك‪.‬‬
‫‪27231‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حكام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عنبسة‪ ,‬عن أبي إسحاق‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫شئَ َة الّليْلِ قال‪ :‬بلسان الحبشة إذا قام الرجل من الليل‪ ,‬قالوا‪ :‬نشأ‪.‬‬
‫جُبير‪ ,‬عن ابن عباس إنّ نا ِ‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إسرائيل‪ ,‬عن أبي إسحاق‪ ,‬عن سعيد‬
‫ل نشأ‪ :‬قام‪.‬‬
‫شئَةَ الّليْ ِ‬
‫بن جُبير‪ ,‬عن ابن عباس إنّ نا ِ‬
‫‪ 27232‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إسرائيل‪ ,‬عن أبي َميْسرة إ نّ‬
‫ناشِئَ َة الّليْلِ قال‪ :‬نشأ‪ :‬قام‪.‬‬
‫‪27233‬ـ قال‪ :‬ثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬قال‪ :‬إذا قام الرجل من‬
‫الليل‪ ,‬فهو ناشئة الليل‪.‬‬
‫‪27234‬ـ حدثنا هناد بن السريّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو الحوص‪ ,‬عن سماك‪ ,‬عن عكرمة‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫ن ناشِئَ َة الّليْلِ قال‪ :‬هو الليل كله‪.‬‬
‫إّ‬
‫‪ 27235‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد إ نّ‬
‫ناشِئَ َة الّليْلِ قال‪ :‬إذا قمت من الليل فهو ناشئة‪.‬‬
‫ل شيء بعد العشاء فهو‬
‫‪ 27236‬ـ قال‪ :‬ثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ليث‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬ك ّ‬
‫ناشئة‪.‬‬
‫ن ناشِئَ َة الّليْلِ‬
‫‪ 27237‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬إ ّ‬
‫قال‪ :‬قيام الليل قال‪ :‬وأيّ ساعة من الليل قام فقد نشأ‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬أ يّ‬
‫الليل قمت فهو ناشئة‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا مهران‪ ,‬عن خارجة‪ ,‬عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة‪ ,‬عن ابن أبي مُلَيكة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫سـألت ابـن عباس وابـن الزبيـر عـن ناشئة الليـل فقال‪ :‬كلّ الليـل ناشئة‪ ,‬فإذا نشأت قائمـا فتلك‬
‫ناشئة‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدث ني الحارث‪ ,‬قال‪:‬‬
‫شئَ َة الّليْلِ‬
‫ن نا ِ‬
‫حدثنا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ا بن أبي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله إ ّ‬
‫جدَ فيها متهجد من الليل‪.‬‬
‫قال‪ :‬أيّ ساعة َت َه ّ‬
‫‪ 27238‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫شئَةَ الّليْ ِل يعني الليل كله‪.‬‬
‫يقول في قوله‪ :‬إنّ نا ِ‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن أبي عامر الخزاز‪ ,‬ونافع عن ابن أبي مليكة‪ ,‬عن‬
‫ل قال‪ :‬الليل كله‪.‬‬
‫شئَةَ الّليْ ِ‬
‫ن نا ِ‬
‫ابن عباس في قوله إ ّ‬
‫قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬الليل كله إذا قام يصلي فهو‬
‫ناشئة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل ذلك ما كان بعد العشاء‪ ,‬فأما ما كان قبل العشاء فليس بناشئة‪ .‬ذكر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪27239‬ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن سليمان التيميّ‪ ,‬عن أبي ُمجَلّز‪,‬‬
‫ل قال‪ :‬ما بعد العشاء ناشئة‪.‬‬
‫شئَةَ الّليْ ِ‬
‫ن نا ِ‬
‫في قوله‪ :‬إ ّ‬
‫ل قال‪ :‬ما ب عد‬
‫شئَةَ الّليْ ِ‬
‫‪ 27240‬ـ قال‪ :‬ث نا ا بن عل ية‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو رجاء‪ ,‬في قوله‪ :‬إ نّ نا ِ‬
‫العشاء الَخرة‪.‬‬
‫ل قال‪:‬‬
‫شئَةَ الّليْ ِ‬
‫ن نا ِ‬
‫‪ 27241‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله إ ّ‬
‫ناشئة الليل‪ :‬ما كان بعد العشاء فهو ناشئة‪.‬‬
‫شئَةَ‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سليمان‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو هلل‪ ,‬قال‪ :‬قال قتادة في قوله إ نّ نا ِ‬
‫الّليْلِ قال‪ :‬كلّ شيء بعد العشاء فهو ناشئة‪.‬‬
‫ي أشَد َوطْئا اختلفت قرّاء المصار في قراءة ذلك‪ ,‬فقرأته عامة قرّاء مكة والمدينة‬
‫وقوله‪ :‬هِ َ‬
‫شدّ َوطْئا بفتـح الواو وسـكون الطاء‪ .‬وقرأ ذلك بعـض قرّاء البصـرة ومكـة والشام‪:‬‬
‫والكوفـة أ َ‬
‫«وِطاء» بكسر الواو ومدّ اللف على أنه مصدر من قول القائل‪ :‬واطأ اللسان القلب مواطأة‬
‫ووِطاءً‪.‬‬
‫وال صواب من القول في ذلك عند نا أنه ما قراءتان معروفتان صحيحتا المع نى‪ ,‬فبأيته ما قرأ‬
‫القارىء فمصيب‪.‬‬
‫شدّ َوطْئا ناشئة الليل أشدّ ثباتا من النهار وأثبت في القلب‪ ,‬وذلك أن العمل‬
‫ويعني بقوله هِ يَ أ َ‬
‫بالليل أثبت منه بالنهار‪ .‬وحُكي عن العرب‪َ :‬وطِئنا الليل وطأ‪ :‬إذا ساروا فيه‪.‬‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال من أهل التأويل من قرأه بفتح الواو وسكون الطاء‪ ,‬وإن اختلفت‬
‫عباراتهم في ذلك‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫شدّ َوطْئا‪ :‬أي أثبت‬
‫‪ 27242‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة هِ يَ أ َ‬
‫في الخير‪ ,‬وأحفظ في الحفظ‪.‬‬
‫شدّ َوطْئا قال‪ :‬القيام‬
‫يأَ‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة هِ َ‬
‫بالليل أشدّ وطئا‪ :‬يقول‪ :‬أثبت في الخير‪.‬‬
‫‪ 27243‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫شدّ َوطْئا يقول‪ :‬ناشئة الليل كانت صلتهم أوّل الليل هِ يَ‬
‫يأَ‬
‫شئَ َة الّليْلِ هِ َ‬
‫ن نا ِ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬إ ّ‬
‫شدّ َوطْئا يقول‪ :‬هو أجدر أن ُتحْ صُوا ما فرض ال علي كم من القيام‪ ,‬وذلك أن الن سان إذا نام‬
‫أَ‬
‫لم يدر متى يستيقظ‪.‬‬
‫شئَةَ الّليْلِ‬
‫‪ 27244‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن ز يد في قوله‪ :‬إ نّ نا ِ‬
‫شدّ َوطْئا قال‪ :‬إن مصلى الليل القائم بالليل أشدّ وطئا‪ :‬طمأنينة أفرغ له قلبا‪ ,‬وذلك أنه ل‬
‫هِ يَ أ َ‬
‫َيعْرِضُ له حوائج ول شيء‪.‬‬
‫‪ 27245‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫شدّ َوطْئا يقول‪ :‬قراءة القرآن بالليل أثبت منه بالنهار‪ ,‬وأشدّ مواطأة بالليل‬
‫يقول في قوله‪ :‬هِ يَ أ َ‬
‫منه بالنهار‪.‬‬
‫ع َنوْا بقراءتهـم ذلك‬
‫وأمـا الذيـن قرأوا‪« :‬وِطاءً» بكسـر الواو ومدّ اللف‪ ,‬فقـد ذكرت الذي َ‬
‫كذلك‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27246‬ـ حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن‬
‫مجاهد أشَدّ َوطْئا قال‪ :‬أن ُتوَاطيء قلبك وسمعك وبصرك‪.‬‬
‫شئَ َة الّليْلِ‬
‫ن نا ِ‬
‫حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن مجا هد إ ّ‬
‫شدّ َوطْئا قال‪ :‬تواطيء سمعك وبصرك وقلبك‪.‬‬
‫ِهيَ أ َ‬
‫حدث ني مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدث ني الحارث‪ ,‬قال‪:‬‬
‫شدّ َوطْئا قال‪:‬‬
‫حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬أ َ‬
‫مُوَاطأة للقول‪ ,‬وفراغا للقلب‪.‬‬
‫‪ 27247‬ـ حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬قال‪ :‬سمعت ابن أبي نجيح يقول في قوله‪ :‬إ نّ‬
‫ـ قِيلً قال‪ :‬أجدر أن تواطىء لك سـمعك‪ ,‬أن تواطيـء لك‬
‫شدّ َوطْئا وأقْوَم ُ‬
‫ـأَ‬
‫ناشِئَ َة الّليْلِ هِي َ‬
‫بصرك‪.‬‬
‫شدّ َوطْئا قال‪:‬‬
‫حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن مجا هد أ َ‬
‫أجدر أن تواطىء سمعك وقلبك‪.‬‬
‫شئَ َة الّليْلِ هِ يَ‬
‫ن نا ِ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد في قوله إ ّ‬
‫س ْمعُك وبصرك وقلبك بعضه بعضا‪.‬‬
‫شدّ َوطْئا وأقْ َومُ قِيلً قال‪ :‬يواطيء َ‬
‫أَ‬
‫وقوله‪ :‬وأقْوَ ُم قِيلً يقول‪ :‬وأصوب قراءة‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪27248‬ـ حدثني يحيى بن داود الواسطي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أُسامة‪ ,‬عن العمش‪ ,‬قال‪ :‬قرأ أنس‬
‫ب قِيلً»‪ ,‬فقال له ب عض القوم‪ :‬يا أ با حمزة‬
‫شدّ َوطْئا وأ صْوَ ُ‬
‫ل هِ يَ أ َ‬
‫شئَةَ الّليْ ِ‬
‫ن نا ِ‬
‫هذه الَ ية‪« :‬إ ّ‬
‫إنما هي أقْ َومُ قِيلً قال‪ :‬أقوم وأصوب وأهيأ واحد‪.‬‬
‫حدث ني مو سى بن عبد الرح من الم سروقي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الحم يد الحما ني‪ ,‬عن الع مش‬
‫قال‪ :‬قرأ أ نس وأقْوَ مُ قِيلً‪« :‬وأ صوب قيلً» ق يل له‪ :‬يا أ با حمزة إن ما هي وَأقْوَ مُ قال أ نس‪:‬‬
‫أصوب وأقوم وأهيأ واحد‪.‬‬
‫‪ 27249‬ـ حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن‬
‫مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫‪ 27250‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬وأقْ َومُ قِيلً يقول‪ :‬أدنى من أن تفقهوا القرآن‪.‬‬
‫‪ 27251‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة وأقْوَ مُ قِيلً‪ :‬أحفظ‬
‫للقراءة‪.‬‬
‫‪ 27252‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وأقْوَ مُ قِيلً قال‪:‬‬
‫أقوم قراءة لفراغه من الدنيا‪.‬‬
‫سبْحا طَوِيلً يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن‬
‫ك فِي النّهارِ َ‬
‫قوله‪ :‬إ نّ لَ َ‬
‫لك يا محمد في النهار فرا غا طويلً تتسع به‪ ,‬وتتقلّب فيه‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27253‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫سبْحا طَوِيلً فراغا طويلً‪ ,‬يعني النوم‪.‬‬
‫ابن عباس َ‬
‫‪ 27254‬ـ حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مؤ مل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن مجا هد‪,‬‬
‫سبْحا طَوِيلً قال‪ :‬متاعا طويلً‪.‬‬
‫ك فِي النّهارِ َ‬
‫قوله‪ :‬إنّ َل َ‬
‫سبْحا طَوِيلً قال‪:‬‬
‫‪27255‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله َ‬
‫فراغا طويلً‪.‬‬
‫‪27256‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬إنّ لَكَ فِي النّهارِ‬
‫سبْحا طَوِيلً قال‪ :‬لحوائجك‪ ,‬فافرُغ لدينك الليل‪ ,‬قالوا‪ :‬وهذا حين كانت صلة الليل فريضة‪ ,‬ثم‬
‫َ‬
‫ل إلّ قَليلً‪ ...‬إلى آخر الَية‪ ,‬ثم قال‪ :‬إ نّ‬
‫إن ال م نّ على العباد فخفّفها ووضعها‪ ,‬وقرأ‪ :‬قُ مِ الّليْ َ‬
‫سرَ ِمنْ ُه الل يل ن صفه أو‬
‫ل ح تى بلغ قوله‪ :‬فاقْرَءُوا ما َتيَ ّ‬
‫ك تَقُو ُم أدْ نى مِن ثُُلثَ يِ الّليْ ِ‬
‫ك َيعْلَ مُ أنّ َ‬
‫َربّ َ‬
‫جدْ بِ ِه نافِلَة‬
‫ل َفتَ َه ّ‬
‫ثلثه‪ ,‬ثم جاء أمر أوسع وأفسح‪ ,‬وضع الفريضة عنه وعن أمّته‪ ,‬فقال‪َ :‬و ِمنَ الّليْ ِ‬
‫حمُودا‪.‬‬
‫عسَى أنْ َي ْب َع َثكَ َر ّبكَ مَقاما َم ْ‬
‫َلكَ َ‬
‫سبْحا‬
‫‪ 27257‬ـ حُد ثت عن الح سين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أ با معاذ يقول في قوله‪ :‬إ نّ لَ كَ فِي النّهارِ َ‬
‫طَوِيلً فراغا طويلً‪ .‬وكان يحيى بن يعمر يقرأ ذلك بالخاء‪.‬‬
‫‪ 27258‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد المؤمن‪ ,‬عن غالب‬
‫طوِيلً» قال‪ :‬وهو النوم‪.‬‬
‫سبْخا َ‬
‫الليثي‪ ,‬عن يحيى بن يعمر «من جذيلة قيس» أنه كان يقرأ‪َ « :‬‬
‫قال أ بو جع فر‪ :‬والت سبيخ‪ :‬تو سيع الق طن وال صوف وتنفي شه‪ ,‬يقال للمرأة‪ :‬سبّخي قط نك‪ :‬أي‬
‫نفشيه ووسعيه ومنه قول الخطل‪:‬‬
‫ن َندْفُ أوْتارِ‬
‫خ قُطْ ٍ‬
‫ب كمَا ُي ْذرِي سَبائ َ‬
‫فأرْسَلُو ُهنّ ُي ْذرِينَ ال ّترَا َ‬
‫سبْحا طَوِيلً‪ :‬إن لك في النهار سعة لقضاء حوائ جك‬
‫وإن ما ع ني بقوله‪ :‬إ نّ لَ كَ فِي النّهارِ َ‬
‫وقومك‪ .‬والسبح والسبخ قريبا المعنى في هذا الموضع‪.‬‬

‫‪10-8‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ب ا ْل َمشْرِ قِ وَا ْل َم ْغرِ بِ‬
‫سمَ َربّ كَ َو َت َبتّلْ إَِليْ هِ َت ْبتِيلً * رّ ّ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬وَا ْذ ُكرِ ا ْ‬
‫جمِيلً }‪.‬‬
‫جرْ ُهمْ َهجْرا َ‬
‫صبِرْ عََلىَ مَا يَقُولُونَ وَا ْه ُ‬
‫خذْهُ َوكِيلً * وَا ْ‬
‫لَ إِلَـ َه ِإلّ ُهوَ فَا ّت ِ‬
‫سمَ َربّ كَ فاد عه به َو َت َبتّلْ إَل ْي ِه َت ْبتِيلً يقول‪ :‬وانق طع إل يه‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وَا ْذكُرْ يا مح مد ا ْ‬
‫انقطاعا لحوائجك وعبادتك دون سائر الشياء غيره وهو من قولهم‪ :‬تبتّلتُ هذا المر ومنه قيل‬
‫ل مّ عي سى بن مر يم البتول‪ ,‬لنقطاع ها إلى ال ويقال للعا بد المنق طع عن الدن يا وأ سبابها إلى‬
‫عبادة ال‪ :‬قد تب تل وم نه ال خبر الذي رُوي عن ال نبيّ صلى ال عل يه و سلم «أ نه ن هى عن‬
‫التبتّل»‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27259‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪َ :‬و َت َبتّلْ إَل ْيهِ َت ْبتِيلً قال‪ :‬أخلص له إخلصا‪.‬‬
‫حدث نا أ بو ُكرَ يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يح يى‪ ,‬عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن الح كم‪ ,‬عن مِقْ سم‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباس‪َ :‬و َت َبتّلْ إَل ْيهِ َت ْبتِيلً قال‪ :‬أخلص له إخلصا‪.‬‬
‫‪ 27260‬ـ حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مؤ مل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن مجا هد‬
‫َو َت َبتّلْ إَل ْيهِ َت ْبتِيلً قال‪ :‬أخلص له إخلصا‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪ ,‬إل أنه قال‪ :‬أخِْلصْ إليه‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد َو َت َبتّلْ إَليْ هِ َت ْبتِيلً قال‪ :‬أخلص‬
‫إليه إخلصا‪.‬‬
‫‪27261‬ـ حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬عن إسماعيل بن أبي خالد‪ ,‬عن أبي يحيى المكي‪,‬‬
‫في قوله َو َت َبتّلْ إَل ْيهِ َت ْبتِيلً قال‪ :‬أخلص إليه إخلصا‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدث ني الحارث‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قوله‪َ :‬و َت َبتّلْ إَل ْي هِ‬
‫ل قال‪ :‬أخلص إليه المسألة والدعاء‪.‬‬
‫َت ْبتِي ً‬
‫‪ 27262‬ـ حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن أ بي زائدة‪ ,‬عن أش عث‪ ,‬عن الح سن‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫َو َت َبتّلْ إَل ْيهِ َت ْبتِيلً قال‪َ :‬بتّل نفسك واجتهد‪.‬‬
‫‪ 27263‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬و َت َبتّلْ إَليْ هِ َت ْبتِيلً‬
‫يقول‪ :‬أخلص له العبادة والدعوة‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬بنحوه‪.‬‬
‫‪ 27264‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫ل قال‪ :‬أخلص إليه إخلصا‪.‬‬
‫يقول في قوله‪َ :‬و َت َبتّلْ إَليْ ِه َت ْبتِي ً‬
‫ل إَليْ هِ َت ْبتِيلً‬
‫‪ 27265‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله َو َت َبتّ ْ‬
‫ب قال‪:‬‬
‫ت فانْ صَ ْ‬
‫قال‪ :‬أي تفرّغ لعبادته‪ ,‬قال‪ :‬تبتل فحبذا التبتل إلى ال‪ ,‬وقرأ قول ال‪ :‬فإذَا َفرَغْ َ‬
‫إذا فرغت من الجهاد فانصب في عبادة ال وَإلى َر ّبكَ فارْغَبْ‪.‬‬
‫ِبـ اختلفـت القرّاء فـي قراءة ذلك‪ ,‬فقرأتـه عامـة قرّاء المدينـة‬
‫ِقـ وَال َم ْغر ِ‬
‫شر ِ‬‫َبـ ال َم ْ‬
‫وقوله‪ :‬ر ّ‬
‫بالر فع على البتداء‪ ,‬إذ كان ابتداء آ ية بعد أخرى تا مة‪ .‬وقرأ ذلك عامة قرّاء الكو فة بالخ فض‬
‫على وجه النعت‪ ,‬والردّ على الهاء التي في قوله و َت َبتّلْ إَل ْيهِ‪.‬‬
‫والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان معروفتان قد قرأ بكلّ واحدة منهما علماء‬
‫من القرّاء‪ ,‬فبأيته ما قرأ القارىء فم صيب‪ .‬ومع نى الكلم‪ :‬ر بّ المشرق والمغرب و ما بينه ما‬
‫من العالم‪.‬‬
‫ل هُوَ يقول‪ :‬ل ينبغي أن يُعبد إله سوى ال الذي هو ربّ المشرق والمغرب‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ل إَلهَ إ ّ‬
‫خذْهُ َوكِيلً فيما يأمرك وفوّض إليه أسبابك‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فا ّت ِ‬
‫جمِيلً يقول تعالى ذكره ل نبيه مح مد صلى‬
‫جرْهُ مْ َهجْرا َ‬
‫صبِرْ على ما يَقُولُو نَ وَا ْه ُ‬
‫وقوله‪ :‬وَا ْ‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬اصبر يا محمد على ما يقول المشركون من قومك لك‪ ,‬وعلى أذاهم‪ ,‬واهجرهم‬
‫في ال هجرا جميلً‪ .‬واله جر الجم يل‪ :‬هو اله جر في ذات ال‪ ,‬ك ما قال عزّ وجلّ‪ :‬وَإذَا رَأيْ تَ‬
‫غ ْيرِ هِ‪ ...‬الَ ية‪ ,‬وق يل‪ :‬إن‬
‫حدِي ثٍ َ‬
‫ع ْنهُ مْ ح تى َيخُوضُوا فِي َ‬
‫عرِ ضْ َ‬
‫ن َيخُوضُو نَ فِي آياتِ نا فأ ْ‬
‫اّلذِي َ‬
‫ذلك نُسخ‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ص ِبرْ على ما‬
‫‪ 27266‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَا ْ‬
‫جمِيلً براءة نسخت ما ههنا أمر بقتالهم حتى يشهدوا أن ل إله إل ال‬
‫جرْهم َهجْرا َ‬
‫يَقُولُو نَ وَا ْه ُ‬
‫وأن محمدا رسول ال‪ ,‬ل يقبل منهم غيرها‪.‬‬

‫‪13-11‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن َل َد ْينَآ أَنكَالً‬
‫ن أُوْلِي ال ّن ْعمَةِ َو َمهّ ْلهُ مْ قَلِيلً * إِ ّ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪َ {:‬و َذ ْرنِي وَا ْل ُم َك ّذبِي َ‬
‫عذَابا أَلِيما }‪.‬‬
‫غصّةٍ َو َ‬
‫طعَاما ذَا ُ‬
‫جحِيما * َو َ‬
‫َو َ‬
‫يع ني تعالى ذكره بقوله َو َذرْنِي وَال ُم َكذّبي نَ فدع ني يا مح مد والمكذّب ين بآيا تي أُولى ال ّن ْعمَةِ‬
‫يعني أهل التنعم في الدنيا َو َمهّ ْلهُمْ قَليلً يقول‪ :‬وأخرهم بالعذاب الذي بسطته لهم قليلً حتى يبلغ‬
‫الكتاب أجله‪ .‬وذُكر أن الذي كان بين نزول هذه الَية وبين بدر يسير‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27267‬ـ حدث ني يعقوب بن إبراه يم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عل ية‪ ,‬عن مح مد بن إ سحاق‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباد‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن عباد‪ ,‬عن ع بد ال بن الزب ير‪ ,‬عن عائ شة قالت‪ :‬ل ما نزلت هذه الَ ية‪:‬‬
‫جحِيما‪ ...‬الَية‪ ,‬قالت‪ :‬لم يكن إل‬
‫ن َل َديْنا أنْكالً و َ‬
‫َو َذ ْرنِي وال ُم َك ّذبِي نَ أُولي ال ّن ْعمَة َو َمهّ ْلهُ مْ قَلِيلً إ ّ‬
‫يسير حتى كانت وقعة بدر‪.‬‬
‫‪27268‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال ال‪َ :‬و َذ ْرنِي وَال ُمكَ ّذبِينَ‬
‫أُولي ال ّن ْعمَ ِة َو َمهّ ْلهُمْ قَلِيلً يقول‪ :‬إن ل فيهم طَلِبة وحاجة‪.‬‬
‫ّبينـ بآياتنـا أنكالً‪,‬‬
‫جحِيمـا يقول تعالى ذكره‪ :‬إن عندنـا لهؤلء المكذ ّ‬
‫إنـ َل َديْنـا أنْكالً و َ‬
‫وقوله‪ّ :‬‬
‫يعني قيودا‪ ,‬واحدها‪ِ :‬نكْل‪ .‬وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27269‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المعتمر‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أبي عمرو‪ ,‬عن عكرِمة‪,‬‬
‫جحِيما إنها قيود‪.‬‬
‫ن َل َديْنا أنْكالً و َ‬
‫أن الَية التي قال‪ :‬إ ّ‬
‫حدث ني عب يد بن أ سباط بن مح مد‪ ,‬قال حدث نا ا بن يمان‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن أ بي عمرو‪ ,‬عن‬
‫عكرِمة إنّ َل َديْنا أنْكالً قال‪ :‬قُيودا‪.‬‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى وعبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عمرو‪,‬‬
‫عن عكرمة َأنْكالً قال‪ :‬قيودا‪.‬‬
‫ن َل َديْنا أنْكالً‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن أبي عمرو‪ ,‬عن عكرمة إ ّ‬
‫قال‪ :‬قيودا‪.‬‬
‫‪ 27270‬ـ حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬قال‪ :‬وبلغ ني عن‬
‫مجاهد قال‪ :‬النكال‪ :‬القيود‪.‬‬
‫‪ 27271‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن المبارك‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن حماد‪ ,‬قال‪ :‬النكال‪:‬‬
‫القيود‪.‬‬
‫حدثني محمد بن عيسى الدامغاني‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن المبارك‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن حماد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدثنـا ابـن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا عبـد الرحمـن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا سـفيان‪ ,‬قال‪ :‬سـمعت حمادا يقول‪:‬‬
‫النكال القيود‪.‬‬
‫ن َل َديْنا أنْكالً‪ :‬أي قيودا‪.‬‬
‫‪27272‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة إ ّ‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن مبارك‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن أبي عمرو بن‬
‫العاص‪ ,‬عن عكرِمة إنّ َل َديْنا أنْكالً قال‪ :‬قيودا‪.‬‬
‫ح ْميَر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الثور يّ‪ ,‬عن‬
‫حدثنا أبو عبيد الوَ صّابي محمد بن حفص‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ِ‬
‫جحِيما قال‪ :‬النكال‪ :‬القيود‪.‬‬
‫حماد‪ ,‬في قوله إنّ َل َديْنا أنْكالً َو َ‬
‫حدث نا سعيد بن عنب سة الرازي‪ ,‬قال‪ :‬مررت با بن ال سماك‪ ,‬و هو يَقُ صّ و هو يقول‪ :‬سمعت‬
‫الثوري يقول‪ :‬سمعت حمادا يقول في قوله ال‪ :‬إنّ َل َديْنا أنْكالً قال‪ :‬قيودا سوداء من نار جهنم‪.‬‬
‫ص به آكله‪ ,‬فل هو‬
‫جحِي ما يقول‪ :‬ونارا ت سعر َوطَعا ما ذَا غُ صّةٍ يقول‪ :‬وطعا ما َيغَ ّ‬
‫وقوله‪َ :‬و َ‬
‫نازل عن حلقه‪ ,‬ول هو خارج منه‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪27273‬ـ حدثني إسحاق بن وهب وابن سنان القزّاز قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شبيب‬
‫بن بشر‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في قوله‪َ :‬وطَعاما ذَا غُ صّ ٍة قال‪ :‬شوك يأخذ بالحلق‪ ,‬فل‬
‫يدخل ول يخرج‪.‬‬
‫‪27274‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪َ :‬وطَعاما ذَا‬
‫غصّ ٍة قال‪ :‬شجرة الزقوم‪.‬‬
‫ُ‬
‫عذَابا ألِيما يقول‪ :‬وعذابا مؤلما موجعا‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬و َ‬
‫حمْران بن أع ين أن‬
‫‪ 27275‬ـ حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن حمزة الزيات‪ ,‬عن ُ‬
‫غصّةٍ فصعق صلى ال عليه‬
‫جحِيما َوطَعاما ذَا ُ‬
‫ن َل َديْنا أنْكالً َو َ‬
‫النبيّ صلى ال عليه وسلم قرأ‪ :‬إ ّ‬
‫وسلم‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جبَالُ َكثِيبا ّمهِيلً }‪.‬‬
‫جبَالُ َوكَانَتِ ا ْل ِ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬يَ ْومَ َت ْرجُفُ الرْضُ وَا ْل ِ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬إن لدي نا لهؤلء المشرك ين من قر يش الذ ين يؤذو نك يا مح مد العقوبات‬
‫ال تي و صفها في يوم تر جف الرض والجبال ورُجفان ذلك‪ :‬اضطرا به ب من عل يه‪ ,‬وذلك يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫ت الجبالُ َكثِيبا َمهِيلً يقول‪ :‬وكانت الجبال رملً سائلً متناثرا‪ .‬والمهيل‪ :‬مفعول‬
‫وقوله‪ :‬وكانَ ِ‬
‫حرّك أ سفله‪ ,‬فانهال عل يه من أعله وللعرب‬
‫من قول القائل‪ :‬هلت الر مل فأ نا أهيله‪ ,‬وذلك إذا ُ‬
‫في ذلك لغتان‪ ,‬تقول‪ :‬مهيل ومهيول‪ ,‬ومكيل ومكيول ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫س ّيدٌ َم ْغيُونُ‬
‫سيّداوإخالُ أ ّنكَ َ‬
‫سبُو َنكَ َ‬
‫حَ‬‫ن قَ ْو ُمكَ َي ْ‬
‫قدْ كا َ‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27276‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية بن صالح‪ ,‬عن عليّ‪ ,‬عن ابن‬
‫ت الجِبالُ َكثِيبا َمهِيلً يقول‪ :‬الرمل السائل‪.‬‬
‫عباس‪ ,‬قوله‪ :‬وكانَ ِ‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫ت الجِبالُ َكثِيبا َمهِيلً قال‪ :‬الكثيب المهيل‪ :‬اللين الذي إذا مسسته تتابع‪.‬‬
‫عباس‪ ,‬قوله‪ :‬وكانَ ِ‬
‫‪27277‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪َ :‬كثِيبا َمهِيلً‬
‫قال‪ :‬ينهال‪.‬‬

‫‪16-15‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫عوْ نَ‬
‫ى فِرْ َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪ِ{:‬إنّآ َأرْ سَ ْلنَآ إَِل ْيكُ ْم رَ سُولً شَاهِدا عََل ْيكُ مْ َكمَآ َأرْ سَ ْلنَآ إَِل َ‬
‫ل َفَأخَ ْذنَا ُه َأخْذا َوبِيلً }‪.‬‬
‫ن الرّسُو َ‬
‫عوْ ُ‬
‫ى فِرْ َ‬
‫ل * َف َعصَ َ‬
‫رَسُو ً‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬إ نا أرْ سَلْنا إَل ْيكُ مْ أي ها الناس رَ سُولً شاهِدا عََل ْيكُ مْ بإجا بة من أجاب من كم‬
‫دعو تي‪ ,‬وامتناع من امت نع من كم من الجا بة‪ ,‬يوم تلقو ني في القيا مة كمَا أرْ سَلْنا إلى ِفرْعَ ْو نَ‬
‫ل يقول‪ :‬مثـل إرسـالنا مـن قبلكـم إلى فرعون مصـر رسـولً بدعائه إلى الحقـّ‪َ ,‬فعَصـَى‬
‫رَسـُو ً‬
‫ن الرّ سُولَ الذي أر سلناه إل يه فَأخَذْنا ُه أخْذا َوبِيلً يقول‪ :‬فأخذناه أخذا شديدا‪ ,‬فأهلكناه و من‬
‫عوْ ُ‬
‫فِرْ َ‬
‫معه جميعا وهو من قولهم‪ :‬كلٌ مستَوْبل‪ ,‬إذا كان ل يُستمرأ‪ ,‬وكذلك الطعام‪ .‬وبنحو الذي قلنا‬
‫في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬

‫‪ 27278‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫قوله‪ :‬أخْذا َوبِيلً قال‪ :‬شديدا‪.‬‬
‫‪27279‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬أخْذا َوبِيلً‬
‫قال‪ :‬شديدا‪.‬‬
‫خذْنا ُه أخْذا َوبِيلً‬
‫‪ 27280‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة قوله‪ :‬فأ َ‬
‫أي شديدا‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة أخْذا َوبِيلً قال‪ :‬شديدا‪.‬‬
‫خذْنا هُ أخْذا‬
‫‪ 27281‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ :‬فأ َ‬
‫َوبِيلً قال‪ :‬الوب يل‪ :‬الشرّ والعرب تقول ل من تتا بع عل يه الشرّ‪ :‬ل قد أو بل عل يه‪ ,‬وتقول‪ :‬أوبلت‬
‫عذّب حتـى أقرّ فـي عذاب مسـتقرّ حتـى يُبعـث إلى‬
‫غرّق و ُ‬
‫على شرّك قال‪ :‬ولم يرض ال بأن ُ‬
‫النار يوم القيامة‪ ,‬يريد فرعون‪.‬‬

‫‪18-17‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جعَلُ ا ْلوِ ْلدَانَـ شِيبا * السّـمَآءُ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪َ {:‬ف َكيْفَـ َتتّقُونَـ إِن كَ َف ْرتُم ْـ َيوْما َي ْ‬
‫عدُ ُه مَ ْفعُولً }‪.‬‬
‫مُن َفطِرٌ ِبهِ كَانَ َو ْ‬
‫يقول تعالى ذكره للمشركين به‪ :‬فكيف تخافون أيها الناس يوما يجعل الولدان شيبا إن كفرتم‬
‫بال‪ ,‬ولم تصدّقوا به‪ .‬وذُكر أن ذلك كذلك في قراءة عبد ال بن مسعود‪ .‬وبنحو الذي قلنا في‬
‫ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27282‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ :‬فَ َكيْفَ َتتّقُونَ إ نْ‬
‫جعَلُ الوِ ْلدَانَ شِيبا يقول‪ :‬كيف تتقون يوما وأنتم قد كفرتم به ول تصدّقون به‪.‬‬
‫كَ َف ْرتُمْ َيوْما َي ْ‬
‫‪ 27283‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪َ :‬فكَيْ فَ َتتّقُو نَ إ نْ‬
‫كَ َف ْرتُمْ قال‪ :‬وال ل يتقي من كفر بال ذلك اليوم‪.‬‬
‫ن شِيبا يعني يوم القيامة‪ ,‬وإنما تشيب الولدان من شدّة هوله وكربه‪,‬‬
‫جعَلُ الوِ ْلدَا َ‬
‫وقوله‪ :‬يَوْما َي ْ‬
‫كما‪:‬‬
‫‪ 27284‬ـ حدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫ن شِيبا كان ابن مسعود يقول‪« :‬إذا كان يو ُم القيامة دعا ربّنا‬
‫جعَلُ الوِ ْلدَا َ‬
‫يقول في قوله‪ :‬يَوْما َي ْ‬
‫المَلِ كُ آد مَ‪ ,‬فيقول‪ :‬يا آدم قم فاب عث ب عث النار‪ ,‬فيقول آدم‪ :‬أي ر بّ ل علم لي إلّ ما علمت ني‪,‬‬
‫فيقول ال له‪ :‬أخرج من كلّ ألف ت سع مئة وت سعة وت سعين‪ ,‬فيُ ساقون إلى النار سُودا مقرن ين‪,‬‬
‫زُرقا كاِلحِين‪ ,‬فيشيب هنالك كلّ وليد»‪.‬‬
‫جعَلُ‬
‫‪ 27285‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ :‬يَوْ ما َي ْ‬
‫ن شِيبا قال‪ :‬تشيب الصغار من كرب ذلك اليوم‪.‬‬
‫الوِ ْلدَا َ‬
‫طرٌ بِ ِه يقول تعالى ذكره‪ :‬السماء مثقلة بذلك اليوم متصدّعة متشققة‪ .‬وبنحو‬
‫وقوله‪ :‬السّماءُ ُمنْ َف ِ‬
‫الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27286‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬السّما ُء ُمنْ َفطِرٌ ِبهِ يعني‪ :‬تشقّق السماء حين ينزل الرحمن جلّ وعزّ‪.‬‬
‫‪27287‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ُ :‬منْ َفطِرٌ ِب هِ‬
‫قال‪ :‬مثقلة به‪.‬‬
‫‪27288‬ـ حدثنا أبو حفص الحيري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مؤمل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو مودود‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في‬
‫طرٌ بِ ِه قال‪ :‬مثقلة محزونة يوم القيامة‪.‬‬
‫قوله‪ :‬السّماءُ ُمنْ َف ِ‬
‫‪ 27289‬ـ حدث ني عل يّ بن سهل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مؤ مل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو مودود ب حر بن مو سى‪,‬‬
‫ي يقول في هذه الَية‪ ,‬ثم ذكر نحوه‪.‬‬
‫قال‪ :‬سمعت ابن أبي عل ّ‬
‫‪ 27290‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسين‪ ,‬عن يزيد‪ ,‬عن‬
‫عكرِمة السّما ُء ُمنْ َفطِرٌ ِبهِ قال‪ :‬مثقلة به‪.‬‬
‫‪ 27291‬ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو رجاء‪ ,‬عن الحسن‪,‬‬
‫في قوله السّما ُء ُمنْ َفطِرٌ ِبهِ قال‪ :‬موقرة مثقلة‪.‬‬
‫طرٌ بِ هِ يقول‪:‬‬
‫‪ 27292‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة ال سّماءُ ُمنْ َف ِ‬
‫مثقل به ذلك اليوم‪.‬‬
‫‪27293‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬السّماءُ ُمنْ َفطِ ٌر بِهِ‬
‫قال‪ :‬هذا يوم القيامة‪ ,‬فجعل الولدان شيبا‪ ,‬ويوم تنفطر السماء‪ ,‬وقرأ‪ :‬إذَا السّما ُء انْ َفطَرَتْ وقال‪:‬‬
‫هذا كله يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ 27294‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن جابر‪ ,‬عن عبد ال بن يحيى‪,‬‬
‫طرٌ بِ ِه قال‪ :‬ممتلئة به‪ ,‬بلسان الحبشة‪.‬‬
‫عن عكرمة‪ ,‬عن ابن عباس السّماءُ ُمنْ َف ِ‬
‫حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن جابر‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬ولم يسمعه عن ابن عباس السّما ُء ُمنْ َفطِرٌ‬
‫بِ ِه قال‪ :‬ممتلئة به‪.‬‬
‫وذُكرت السماء في هذا الموضع لن العرب تذكرها وتؤنثها‪ ,‬فمن ذكرها وجهها إلى السقف‪,‬‬
‫كما يقال‪ :‬هذا سماء البيت‪ :‬لسقفه‪ .‬وقد يجوز أن يكون تذكيرهم إياها لنها من السماء التي ل‬
‫فصل فيها بين مؤنثها ومذكرها ومن التذكير قول الشاعر‪:‬‬
‫لَحقْنا بالسّماءِ مَعَ السّحابِ‬ ‫فَلَ ْو رَفَ َع السّما ُء إَليْ ِه قَوْما‬
‫عدُ هُ مَ ْفعُولً يقول تعالى ذكره‪ :‬كان ما وعد ال من أمر أن يفعله مفعولً‪ ,‬ل نه‬
‫وقوله‪ :‬كا نَ َو ْ‬
‫ل يخلف وعده‪ ,‬وما وعد أن يفعله تكوينه يوم تكون الولدان شيبا يقول‪ :‬فاحذروا ذلك اليوم أيها‬
‫الناس‪ ,‬فإنه كائن ل محالة‪.‬‬

‫‪20-19‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن َربّ كَ‬
‫سبِيلً * إِ ّ‬
‫خذَ إَِلىَ َربّ هِ َ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬إِ نّ هَ ـذِ ِه َت ْذكِرَ ٌة فَمَن شَآ َء ا ّت َ‬
‫ن َمعَكَ وَالّلهُ يُ َق ّدرُ الّْليْلَ وَال ّنهَارَ‬
‫ى مِن ثُُلثَيِ الّْليْلِ َونِصْفَهُ َوثُُل َثهُ َوطَآئِ َفةٌ ّمنَ اّلذِي َ‬
‫َيعْلَمُ َأنّكَ تَقُو ُم َأ ْدنَ َ‬
‫ضىَ‬
‫ُمـ ّم ْر َ‬
‫سـَيكُونُ مِنك ْ‬
‫ِمـ أَن َ‬
‫ْآنـ عَل َ‬
‫ِنـ الْ ُقر ِ‬
‫َسـرَ م َ‬
‫ُمـ فَاقْرَءُواْ مَا َتي ّ‬
‫َابـ عََل ْيك ْ‬
‫ِمـ أَلّن ُتحْصـُوهُ َفت َ‬
‫عَل َ‬
‫ل اللّ ِه فَا ْقرَءُواْ‬
‫سبِي ِ‬
‫ن فِي َ‬
‫ن يُقَاتِلُو َ‬
‫خرُو َ‬
‫ض َي ْبتَغُو نَ مِن َفضْلِ اللّ هِ وَآ َ‬
‫ن فِي الرْ ِ‬
‫ض ِربُو َ‬
‫خرُو نَ َي ْ‬
‫وَآ َ‬
‫سكُ ْم مّ نْ‬
‫مَا َتيَ سّرَ ِم ْن هُ وََأقِيمُو ْا ال صّلَةَ وَآتُو ْا ال ّزكَاةَ وََأقْ ِرضُوُا اللّ َه قَرْضا حَ سَنا وَمَا تُ َق ّدمُو ْا لنفُ ِ‬
‫ن اللّهَ غَفُورٌ ّرحِيمٌ }‪.‬‬
‫س َتغْ ِفرُو ْا اللّ َه إِ ّ‬
‫ظمَ َأجْرا وَا ْ‬
‫عَ‬‫خيْرا وَأَ ْ‬
‫خيْ ٍر َتجِدُوهُ عِندَ الّلهِ ُهوَ َ‬
‫َ‬
‫يعني تعالى ذكره بقوله‪ :‬إن هذه الَيات التي ذكر فيها أمر القيامة وأهوالها‪ ,‬وما هو فاعل‬
‫سبِيلً‬
‫خذَ إلى َربّ ِه َ‬
‫ن شاءَ ا ّت َ‬
‫فيها بأهل الكفر تذكرة يقول‪ :‬عبرة وعظة لمن اعتبر بها واتعظ فَمَ ْ‬
‫يقول‪ :‬فمن شاء من الخلق اتخذ إلى ربه طريقا باليمان به‪ ,‬والعمل بطاعته‪ .‬وبنحو الذي قلنا‬
‫في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن َهذِهِ َت ْذ ِكرَةٌ يعني‬
‫‪27295‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إ ّ‬
‫سبِيلً بطاعة ال‪.‬‬
‫خذَ إلى َربّهِ َ‬
‫القرآن َفمَنْ شاءَ ا ّت َ‬
‫ن ثُُلثَي الّليْل يقول لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن‬
‫وقوله‪ :‬إنّ َربّكَ َيعْلَمُ أنكَ تَقُومُ أ ْدنَى ِم ْ‬
‫ربك يا محمد يعلم أنك تقوم أقرب من ثلثي الليل مصليا‪ ,‬ونصفه وثلثه‪.‬‬
‫اختلف القرّاء فـي قراءة ذلك‪ ,‬فقرأتـه عامـة قرّاء المدينـة والبصـرة بالخفـض ونصـفه وثلثـه‬
‫بمعنى‪ :‬وأدنى من نصفه وثلثه‪ ,‬إنكم لم تطيقوا العمل بما افترض عليكم من قيام الليل‪ ,‬فقوموا‬
‫أدنى من ثلثي الليل ومن نصفه وثلثه‪ .‬وقرأ ذلك بعض قرّاء مكة وعامة قرّاء الكوفة بالنصب‪,‬‬
‫بمعنى‪ :‬إنك تقوم أدنى من ثلثي الليل وتقوم نصفه وثلثه‪.‬‬
‫والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى‪ ,‬فبأيتهما قرأ القارىء‬
‫فمصيب‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَطائِفَ ٌة مِنَ اّلذِينَ َمعَكَ يعني من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم الذين كانوا‬
‫مؤمنين بال حين فرض عليهم قيام الليل‪.‬‬
‫ل والنهارَ بالساعات والوقات‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَالّلهُ يُ َق ّدرُ الليْ َ‬
‫وقوله‪ :‬عَلِ مَ أ نْ َل نْ ُتحْ صُوهُ يقول‪ :‬علم رب كم أي ها القوم الذ ين فرض علي هم قيام الل يل أن لن‬
‫تطيقوا قيامه فَتا بَ عََل ْيكُ مْ إذ عجزتم وضعفتم عنه‪ ,‬ورجع بكم إلى التخفيف عنكم‪ .‬وبنحو الذي‬
‫حصُو ُه قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن ُت ْ‬
‫ن لَ ْ‬
‫قلنا في معنى قوله أ ْ‬
‫ن لَ نْ‬
‫‪ 27296‬ـ حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا هش يم‪ ,‬عن عباد بن را شد‪ ,‬عن الح سن عَلِ مَ أ ْ‬
‫ُتحْصُوهُ أن لن تطيقوه‪.‬‬
‫حدثني يقعوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هشيم‪ ,‬قال‪ :‬أخبرني به عباد بن راشد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الحسن يقول‬
‫حصُو ُه قال‪ :‬لن تطيقوه‪.‬‬
‫في قوله عَِلمَ أنْ َلنْ ُت ْ‬
‫‪27297‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب‪ ,‬عن جعفر‪ ,‬عن سعيد عَلِمَ أنْ َلنْ ُتحْصُو ُه يقول‪:‬‬
‫أن لن تطيقوه‪.‬‬
‫حصُو ُه قال‪ :‬أن لن تطيقوه‪.‬‬
‫‪27298‬ـ قال‪ :‬ثنا مهران‪ ,‬عن سفيان عَِلمَ أنْ َلنْ ُت ْ‬
‫‪ 27299‬ـ حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عطاء بن السائب‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن ل ُيحْ صِيهُما َرجَلٌ مُ سْلمٌ‬
‫عبد ال بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪« :‬خَلّتا ِ‬
‫عشْرا‪,‬‬
‫ّهـ فِي ُد ُبرِ كُلّ صـَلةٍ َ‬
‫ُسـبّحُ الل َ‬
‫َنـ َي ْعمَلْ بِهمـا قَلِيلٌ‪ ,‬ي َ‬
‫َتاهـ الجَنةَ‪ ,‬وهُمَا يَسـِيرٌ‪َ ,‬وم ْ‬
‫إلّ أ ْدخَل ُ‬
‫عشْرا» قال‪ :‬فأ نا رأ يت ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يعقد ها بيده‪,‬‬
‫عشْرا‪ ,‬و ُي َكّبرُ هُ َ‬
‫ح َمدُ هُ َ‬
‫و َي ْ‬
‫سبّحَ‬
‫س ِمئَ ٍة فِي المِيزَا نِ وَإذَا أوَى إلى فِراشِ هِ َ‬
‫خمْ ُ‬
‫خمُ سُونَ َو ِم َئةٌ باللّ سانِ‪ ,‬وألْ فٌ و َ‬
‫قال‪َ « :‬فتِل كَ َ‬
‫حدِ ألْفَي نِ‬
‫حمَد و َكبّر ِمئَةِ‪ ,‬قال‪َ :‬فتِل كَ ِم َئةٌ باللّسانِ‪ ,‬وألْ فٌ فِي المِيزَا نِ‪ ,‬فأيّكُ مْ َي ْعمَلُ فِي اليَوْ مِ الوَا ِ‬
‫وَ‬
‫ح َدكُ مُ الشيْطا نُ وَهُ َو فِي صَلتِهِ‬
‫س ّيئَةٍ؟» قالوا‪ :‬فك يف ل نح صيهما؟ قال‪« :‬يأ تى أ َ‬
‫خمْ سَ ِمئَ ِة َ‬
‫وَ‬
‫جعِهِ فَل َيزَالُ ُينَ ّو َمهُ‬
‫ضَ‬‫َفيَقُولُ‪ :‬ا ْذكُ ْر َكذَا‪ ,‬ا ْذكُرْ َكذَا حتى َينْ َفتِلَ‪ ,‬وََلعَلَهُ ل َيعْقِلُ‪ ,‬وي ْأتِي هِ وَ ُهوَ فِي مَ ْ‬
‫حتى يَنامَ»‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو نعيم‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن عطاء بن السائب‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن عبد‬
‫ال بن عمرو‪ ,‬عن النبيّ صلى ال عليه وسلم نحوه‪.‬‬
‫‪ 27300‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة عَلِ مَ أ نْ َل نْ ُتحْ صُو ُه قيام‬
‫الليل كتب عليكم فا ْقرَءُوا ما َت َيسّرَ ِمنَ ال ُقرْآنِ‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬فا ْقرَءُوا ما َتيَ سّرَ ِم نَ ال ُقرْآ نِ يقول‪ :‬فاقرأوا من الل يل ما تي سر ل كم من القرآن في‬
‫صـلتكم وهذا تخفيـف مـن ال عزّ وجلّ عـن عباده فرضـه الذي كان فرض عليهـم بقوله‪ :‬قُمِـ‬
‫ل قَلِيلً ِنصْ َفهُ أوِ انْ ُقصْ ِمنْ ُه قَلِيلً‪.‬‬
‫الّليْلَ إ ّ‬
‫‪ 27301‬ـ حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن أبي رجاء محمد‪ ,‬قال‪ :‬قلت للحسن‪ :‬يا أبا‬
‫سـعيد مـا تقول فـي رجـل قـد اسـتظهر القرآن كله عـن ظهـر قلبـه‪ ,‬فل يقوم بـه‪ ,‬إنمـا يصـلي‬
‫المكتوبـة‪ ,‬قال‪ :‬يتوسـد القرآن‪ ,‬لعـن ال ذاك قال ال للعبـد الصـالح‪ :‬وَإنّهُـ َلذُو عِلْمِـ لمَا عَّلمْناهُـ‬
‫ن ال ُقرْآ نِ‬
‫سرَ مِ َ‬
‫وعُّل ْمتُ ْم ما لَ مْ َتعَْلمُوا أ ْنتُ مْ وَل آبا ُؤكُ مْ قلت‪ :‬يا أ با سعيد قال ال‪ :‬فاقْرَءُوا ما َتيَ ّ‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ,‬ولو خمسين آية‪.‬‬
‫‪ 27302‬ـ حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن عثمان الهمدا ني‪ ,‬عن ال سديّ‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫ن قال‪ :‬مئة آية‪.‬‬
‫ن ال ُقرْآ ِ‬
‫فا ْقرَءُوا ما َت َيسّرَ مِ َ‬
‫‪ 27303‬ـ قال‪ :‬ث نا وك يع‪ ,‬عن رب يع‪ ,‬عن الح سن‪ ,‬قال‪ :‬من قرأ مئة آ ية في ليلة لم يحا جه‬
‫القرآن‪.‬‬
‫‪ 27304‬ـ قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن أبي صالح‪ ,‬عن كعب‪ ,‬قال‪ :‬من قرأ في ليلة مئة‬
‫كُتب من العابدين‪.‬‬
‫ن فَضْلِ الّل هِ‬
‫ن فِي الرْض َي ْب َتغُو نَ ِم ْ‬
‫ن َيضْربُو َ‬
‫خرُو َ‬
‫ن ِم ْنكُ مْ َمرْضَى وآ َ‬
‫س َيكُو ُ‬
‫وقوله‪ :‬عَلِ مَ أ نْ َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬علم ربكم أيها المؤمنون أن سيكون منكم أهل مرض قد أضعفه المرض عن‬
‫ل اللّ ِه في تجارة قد سافروا‬
‫ن فَضْ ِ‬
‫خرُو نَ َيضْربُو نَ فِي الرْ ضِ في سفر َي ْب َتغُو نَ مِ ْ‬
‫قيام الليل وآ َ‬
‫سبِيلِ الّل هِ يقول‪:‬‬
‫خرُو نَ يُقاتِلُو نَ فِي َ‬
‫لطلب المعاش فأعجزهم‪ ,‬فأضعفهم أيضا عن قيام الليل وآ َ‬
‫وآخرون أي ضا من كم يجاهدون العدوّ فيقاتلون هم في نُ صرة د ين ال‪ ,‬فرحم كم ال فخ فف عن كم‪,‬‬
‫ووضع عنكم فرض قيام الليل فا ْقرَءُوا ما َتيَسّرَ ِم ْنهُ يقول‪ :‬فاقرءوا الَن إذ خفف ذلك عنكم من‬
‫الليل في صلتكم ما تيسّر من القرآن‪ .‬والهاء في قوله «منه» من ذكر القرآن‪ .‬وبنحو الذي قلنا‬
‫في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27305‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬ثم أن بأ بخ صال‬
‫ن َفضْلِ‬
‫خرُونَ َيضْربُونَ فِي الرْض َي ْب َتغُونَ مِ ْ‬
‫ن ِم ْنكُمْ َم ْرضَى وآ َ‬
‫س َيكُو ُ‬
‫ن َ‬
‫المؤمنين‪ ,‬فقال‪ :‬عَلِمَ أ ْ‬
‫سرَ ِمنْ ُه قال‪ :‬افترض ال القيام في أوّل هذه‬
‫سبِيلِ الّل هِ‪ ,‬فاقْرَءُوا ما َتيَ ّ‬
‫ن فِي َ‬
‫خرُو نَ يُقاتِلُو َ‬
‫اللّ هِ‪ ,‬وآ َ‬
‫ل ح تى انتف خت أقدام هم‪ ,‬وأم سك ال‬
‫ال سورة‪ ,‬فقام نبيّ ال صلى ال عل يه و سلم وأ صحابه حو ً‬
‫خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء‪ ,‬ثم أنزل التخفيف في آخرها فصار قيام الليل تطوّعا بعد‬
‫فريضة‪.‬‬
‫وأقِيمُوا الصـّلةَ يقول‪ :‬وأقيموا المفروضـة وهـي الصـلوات الخمـس فـي اليوم والليـل وآتُوا‬
‫الزّكا َة يقول‪ :‬وأعطوا الزكاة المفرو ضة في أموال كم أهل ها‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك قال أ هل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27306‬ـ حدث ني ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة وأقِيمُوا ال صّل َة وآتُوا‬
‫الزّكا َة فهما فريضتان واجبتان‪ ,‬ل رخصة لحد فيهما‪ ,‬فأدّوهما إلى ال تعالى ذكره‪.‬‬
‫حسَنا يقول‪ :‬وانفقوا في سبيل ال من أموالكم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وأ ْقرِضُوا اللّ َه َقرْضا َ‬
‫وكان ابن زيد يقول في ذلك ما‪:‬‬
‫‪ 27307‬ـ حدثني به يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد في قوله‪ :‬وأ ْقرِضُوا اللّ هَ‬
‫حسَنا قال‪ :‬القرض‪ :‬النوافل سوى الزكاة‪.‬‬
‫قَ ْرضَا َ‬
‫عظَ مَ أجْرا يقول‪ :‬وما تقدّموا‬
‫خيْرا وأ ْ‬
‫ع ْندَ الّل هِ ُهوَ َ‬
‫جدُو هُ ِ‬
‫خ ْيرٍ َت ِ‬
‫ن َ‬
‫س ُكمْ مِ ْ‬
‫وقوله‪ :‬وَما تُ َق ّدمُوا لنْفُ ِ‬
‫أيها المؤمنون لنفسكم في دار الدنيا من صدقة أو نفقة تنفقونها في سبيل ال‪ ,‬أو غير ذلك من‬
‫نفقة في وجوه الخير‪ ,‬أو عمل بطاعة ال من صلة أو صيام أو ح جّ‪ ,‬أو غير ذلك من أعمال‬
‫الخير في طلب ما عند ال‪ ,‬تجدوه عند ال يوم القيامة في معادكم‪ ,‬هو خيرا لكم مما قدّمتم في‬
‫الدنيـا‪ ,‬وأعظـم منـه ثوابـا‪ :‬أي ثوابـه أعظـم مـن ذلك الذي قدّمتموه لو لم تكونوا قدّمتموه‬
‫وَاس ْـَتغْفِرُوا اللّهَـ يقول تعالى ذكره‪ :‬وسـلوا ال غفران ذنوبكـم يصـفح لكـم عنهـا إن اللّهَـ غَفُورٌ‬
‫ِيمـ يقول‪ :‬إن ال ذو مغفرة لذنوب مـن تاب مـن عباده مـن ذنوبـه‪ ,‬وذو رحمـة أن يعاقبهـم‬
‫َرح ٌ‬
‫عليها من بعد توبتهم منها‪.‬‬

‫سورة المدثر‬
‫سورة المدثر مكية‬
‫وآياتها ست وخمسون‬
‫بسم ال الرحمَن الرحيـم‬

‫‪7-1‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫طهّرْ *‬
‫القول ف ـي تأويـل قوله تعالى‪َ {:‬يأَ ّيهَا ا ْل ُم ّدّثرُ * قُ مْ َفأَن ِذرْ * َو َربّ كَ َف َكبّرْ * َو ِثيَابَ كَ َف َ‬
‫س َت ْكثِرُ * وَِل َر ّبكَ فَاصْ ِبرْ }‪.‬‬
‫ل َت ْمنُن َت ْ‬
‫جرْ * َو َ‬
‫جزَ فَاهْ ُ‬
‫وَال ّر ْ‬
‫يقول جلّ ثناؤه‪ :‬يا أيّها ال ُم ّدثّرُ‪ :‬يا أيها المتدثر بثيابه عند نومه‪.‬‬
‫وذُكر أن نبيّ ال صلى ال عليه وسلم قيل له ذلك‪ ,‬وهو متدثر بقطيفة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27308‬ـ حدثنا مح مد بن المث نى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يح يى بن سعيد‪ ,‬عن شع بة‪ ,‬عن المغيرة‪ ,‬عن‬
‫إبراهيم يا أيّها ال ُمدّ ّثرُ قال‪ :‬كان متدثرا في قطيفة‪.‬‬
‫وذُكر أن هذه الَية أوّل شيء نزل من القرآن على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وأنه قيل‬
‫له‪ :‬يا أيّها ال ُم ّدّثرُ‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 27309‬ـ حدث نا يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا يو نس‪ ,‬عن ا بن شهاب‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن‪ ,‬أن جابر بن عبد ال النصاري قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ن ال سّماءِ َف َرفَعْ تُ‬
‫سمِعْت صَوْتا ِم َ‬
‫ال عليه وسلم وهو يحدّث عن فترة الوحي‪َ « :‬بيْنا أنا أ ْمشِي َ‬
‫ن السّماءِ والرْضِ» قال رسول ال‬
‫حرَاءَ جالِسٌ على ُكرْسِيّ بَي َ‬
‫رأسِي‪ ,‬فإذَا المَلَك اّلذِي جا َءنِي ِب ِ‬
‫ت أهْلي فَقُلْ تُ‪َ :‬زمّلُونِي َزمّلُو ني‪ ,‬ف َدّثرُونِي»‬
‫جئْ ُ‬
‫ج ِثثْ تُ ِمنْ ُه فَرَ قا‪ ,‬و ِ‬
‫صلى ال عل يه و سلم‪َ « :‬ف ُ‬
‫جزَ فا ْهجُرْ قال‪ :‬ثـم تتابـع‬
‫ّكـ َف َكبّرْ‪ ...‬إلى قوله‪ :‬وَال ّر ْ‬
‫ُمـ فأ ْنذِرْ َو َرب َ‬
‫فأنزل ال‪ :‬يـا أيّهـا ال ُم ّدّثرُ ق ْ‬
‫الوحي‪.‬‬
‫حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الوزاعي‪ ,‬قال‪ :‬ثني يحيى بن أبي‬
‫كثير‪ ,‬قال‪ :‬سألت أبا سلمة‪ :‬أ يّ القرآن أُنزل أوّل‪ ,‬فقال‪ :‬يا أيّها ال ُم ّدّثرُ فقلت‪ :‬يقولون اقْرأ با سْمِ‬
‫ك الّذي خَلَ قَ‪ ,‬فقال أبو سلمة‪ :‬سألت جابر بن عبد ال‪ :‬أ يّ القرآن أنزل أوّل؟ فقال‪ :‬يا أيّها‬
‫َربّ َ‬
‫ال ُم ّدثّرُ‪ ,‬فقلت يقولون‪ :‬اقْرأ با سْمِ َربّ كَ اّلذِي خَلَ قَ فقال‪ :‬ل أ خبرك إل ما حدث نا ال نبيّ صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ,‬قال‪« :‬جاورت في حِراء فلما قضيت جواري هبطت‪ ,‬فاستبطنت الوادي‪ ,‬فنوديت‪,‬‬
‫فنظرت عـن يمينـي وعـن شمالي وخلفـي وقدّامـي‪ ,‬فلم أر شيئا‪ ,‬فنظرت فوق رأسـي فإذا هـو‬
‫جالس على عرش ب ين ال سماء والرض‪ ,‬فخش يت م نه» هكذا قال عثمان بن عمرو‪ ,‬إن ما هو‪:‬‬
‫ي ماءً‪ ,‬فأنزل ال عل يّ‪ :‬يا‬
‫«فجثثت منه‪ ,‬ولقيت خديجة‪ ,‬فقلت‪ :‬دثروني‪ ,‬فدثروني‪ ,‬وصبوا عل ّ‬
‫أيّها ال ُم ّدثّرُ ُقمْ فأ ْندِرْ‪.‬‬
‫حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن عل يّ بن مبارك‪ ,‬عن يح يى بن أ بي كث ير‪ ,‬قال‪:‬‬
‫سألت أ با سلمة عن أوّل ما نزل من القرآن‪ ,‬قال‪ :‬نزلت يا أيّ ها ال ُم ّدّثرُ أوّل قال‪ :‬قلت‪ :‬إن هم‬
‫سمِ َربّ كَ اّلذِي خَلَ قَ‪ ,‬فقال‪ :‬سألت جابر بن عبد ال‪ ,‬فقال‪ :‬ل أحدّثك إل ما حدثنا‬
‫يقولون اقْرأ با ْ‬
‫س ِمعْتُ‬
‫ضيْ تُ جِوَارِي َه َبطْ تُ‪ ,‬فَ َ‬
‫حرَا ًء فلمّا َق َ‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال‪« :‬جا َورْ تُ ِب ِ‬
‫شيْئا‪,‬‬
‫شيْئا‪َ ,‬فرَ َفعْ تُ رأسي فرأيْ تُ َ‬
‫ظرْ تُ خَلْفِي فَلَ مْ أرَ َ‬
‫شيْئا‪َ ,‬و َن َ‬
‫ن َي ِميِني فَلَ مْ أرَ َ‬
‫ظرْ تُ عَ ْ‬
‫صَوْتا‪َ ,‬فنَ َ‬
‫خدِيجَةَ‪ ,‬فَقُلْتُ‪َ :‬دثّرُونِي وَصبّوا عَليّ ماء بارِدا‪ ,‬فنزلت يا أيّها ال ُم ّدّثرُ‪.‬‬
‫فأ َتيْتُ َ‬
‫‪ 27310‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن الزهر يّ‪ ,‬قال‪ :‬ف تر‬
‫الوحي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فترة‪ ,‬فحزن حزنا‪ ,‬فجعل يعدو إلى شواهق رؤوس‬
‫الجبال ليتردّي منها‪ ,‬فكلما أوفي بذروة جبل تبدّى له جبريل عليه السلم فيقول‪ :‬إنك نبيّ ال‪,‬‬
‫فيسكن جأ شه‪ ,‬وت سكن نفسه فكان ال نبيّ صلى ال عل يه و سلم يحدّث عن ذلك‪ ,‬قال‪َ « :‬ب ْينَما أ نا‬
‫ج ِثثْ تُ‬
‫سيّ بَي نَ ال سّما ِء والرْ ضِ‪َ ,‬ف ُ‬
‫أ ْمشِي يَوْما إذْ رأيْ تُ المَلَ كَ اّلذِي كان يأتِيني بِحرَاءَ على ُكرْ ِ‬
‫خدِيجَ َة فَقُلْ تُ‪َ :‬زمّلُونِي‪ ,‬فزمّلناه»‪ :‬أي فدثرناه‪ ,‬فأنزل ال يا أيّها ال ُم ّدثّرُ‪,‬‬
‫جعْ تُ إلى َ‬
‫ِمنْ هُ رُعْبا‪ ,‬فَ َر َ‬
‫سمِ َربّ كَ‬
‫قُ مْ فأنْ ِذرْ‪َ ,‬ورَبّ كَ َف َكبّرْ‪َ ,‬وثِيابَ كَ َفطَ ّهرْ قال الزهري‪ :‬فكان أوّل شيء أنزل عليه‪ :‬اقْرأ با ْ‬
‫اّلذِي خََلقَ‪ ...‬حتى بلغ ما َل ْم َيعْلَمْ‪.‬‬
‫واختلف أهل التأويل في معنى قوله‪ :‬يا أيّها ال ُم ّدثّرُ‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬معنى ذلك‪ :‬يا أيها النائم‬
‫في ثيابه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27311‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬يا أيّها ال ُم ّدثّ ُر قال‪ :‬يا أيها النائم‪.‬‬
‫‪27312‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬يا أيّها ال ُم ّدّثرُ يقول‪:‬‬
‫المتدثر في ثيابه‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬يا أيها المتدثر النبوّة وأثقالها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27313‬ـ حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬و سُئل داود عن هذه الَية‪ :‬يا أيّها‬
‫ال ُم ّدثّرُ فحدثنا عن عكرمة أنه قال‪ :‬دثّرت هذا المر فقم به‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬قُم ْـ فأ ْنذِر يقول تعالى ذكره لنـبيه محمـد صـلى ال عليـه وسـلم‪ :‬قـم مـن نومـك فأنذر‬
‫عذاب ال قومك الذين أشركوا بال‪ ,‬وعبدوا غيره‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27314‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة قُ مْ فأ ْن ِذرْ‪ :‬أي أنذر عذاب‬
‫ال ووقائعه في المم‪ ,‬وشدّة نقمته‪.‬‬
‫ّكـ فَ َكّبرْ يقول تعالى ذكره‪ :‬وربـك يـا محمـد فعظـم بعبادتـه‪ ,‬والرغبـة إليـه فـي‬
‫وقوله‪َ :‬و َرب َ‬
‫حاجاتك دون غيره من الَلهة والنداد‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬وثِيابَ كَ َفطَ ّهرْ اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬معنى ذلك‪ :‬ل تلبس‬
‫ثيابك على معصية‪ ,‬ول على غدرة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27315‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫طهّ ْر قال‪ :‬أما سمعت قول غَيلن بن سَلَمة‪:‬‬
‫ابن عباس َوثِيابَكَ َف َ‬
‫غ ْدرَ ٍة أتَ َقنّعُ‬
‫جرٍلَ ِبسْتُ وَل مِنْ َ‬
‫ح ْمدِ اللّ ِه ل َثوْبَ فا ِ‬
‫وإنّى ِب َ‬
‫صعَب بن سلم‪ ,‬عن الجلح‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬عن ابن عباس‪,‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مُ ْ‬
‫طهّرْ قال‪ :‬ل تلبسها على معصية ول‬
‫قال‪ :‬أتاه رجل وأنا جالس فقال‪ :‬أرأيت قول ال‪َ :‬وثِيابَكَ َف َ‬
‫على غدرة‪ ,‬ثم قال‪ :‬أما سمعت قول غيلن بن سلمة الثقفيّ‪:‬‬
‫غ ْدرَ ٍة أتَ َقنّعُ‬
‫جرٍلَ ِبسْتُ وَل مِنْ َ‬
‫ح ْمدِ اللّ ِه ل َثوْبَ فا ِ‬
‫وإنّى ِب َ‬
‫‪ 27316‬ـ حدثنا سعيد بن يحيى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حفص بن غياث‪ ,‬عن الجلح‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬قوله‪:‬‬
‫َوثِيا َبكَ َفطَ ّهرْ قال‪ :‬ل تلبسها على غدرة‪ ,‬ول على فجرة‪ ,‬ثم تمثّل بشعر غيلن بن سلمة هذا‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن الجلح بن عبد ال الكندي‪ ,‬عن‬
‫ط ّهرْ قال‪ :‬ل تلبس ثيابك على معصية‪ ,‬ألم تسمع قول غيلن بن سََلمَةَ الثقفّي‪:‬‬
‫عكرِمة َوثِيا َبكَ فَ َ‬
‫غ ْدرَ ٍة أتَ َقنّعُ‬
‫جرٍلَ ِبسْتُ وَل مِنْ َ‬
‫ح ْمدِ اللّ ِه ل َثوْبَ فا ِ‬
‫وإنّى ِب َ‬
‫‪ 27317‬ـ حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حجاج‪ ,‬قال ابن جريج‪ ,‬أخبرني‬
‫ي الثياب في كلم‬
‫ط ّهرْ قال‪ :‬من ال ثم‪ ,‬ثم قال‪ :‬نق ّ‬
‫عطاء‪ ,‬أ نه سمع ا بن عباس يقول‪َ :‬وثِيابَ كَ فَ َ‬
‫العرب‪.‬‬
‫جرَيج‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن‬
‫حدثنا سعيد بن يحيى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حفص بن غياث القاضي‪ ,‬عن ابن ُ‬
‫ي الثياب‪.‬‬
‫ط ّهرْ قال‪ :‬في كلم العرب‪ :‬نق ّ‬
‫ك فَ َ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله َوثِيابَ َ‬
‫‪ 27318‬ـ حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن إبراهيم‬
‫َوثِيا َبكَ َفطَ ّهرْ قال‪ :‬من الذنوب‪.‬‬
‫حدثنا أ بو كر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يح يى بن سعيد‪ ,‬عن ا بن جر يج‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن ا بن عباس‬
‫َوثِيا َبكَ َفطَ ّهرْ قال‪ :‬من الذنوب‪.‬‬
‫طهّرْ قال‪:‬‬
‫‪ 27319‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة َوثِيابَ كَ َف َ‬
‫هي كلمة من العربية كانت العرب تقولها‪ :‬طهر ثيابك‪ :‬أي من الذنوب‪.‬‬
‫ط ّهرْ يقول‪:‬‬
‫‪27320‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬وثِيابَكَ فَ َ‬
‫طهّرها من المعاصي‪ ,‬فكانت العرب تسمى الرجل إذا نكث ولم يف بعهد أنه َدنِس الثياب‪ ,‬وإذا‬
‫وفى وأصلح قالوا‪ :‬مطهّر الثياب‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن جريج‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن ابن عباس‪:‬‬
‫َوثِيا َبكَ َفطَ ّهرْ قال‪ :‬من الثم‪.‬‬
‫ط ّهرْ قال‪ :‬من الثم‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن إبراهيم َوثِيا َبكَ فَ َ‬
‫‪ 27321‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫طهّرْ يقول‪ :‬ل تلبس ثيابك على معصية‪.‬‬
‫يقول في قوله‪َ :‬وثِيا َبكَ َف َ‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن جُريج‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن ابن عباس‬
‫َوثِيا َبكَ َفطَ ّهرْ قال‪ :‬من الثم‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬من الثم‪.‬‬
‫‪ 27322‬ـ قال‪ :‬ث نا وك يع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن الجلح‪ ,‬سمع عكر مة قال‪ :‬ل تل بس ثيا بك على‬
‫معصية‪.‬‬
‫‪27323‬ـ قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن جابر‪ ,‬عن عامر وعطاء قال‪ :‬من الخطايا‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬ل تلبس ثيابك من مكسب غير طيب‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27324‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫طهّ ْر قال‪ :‬ل تكن ثيابك التي تلبس من مكسب غير طائب‪ ,‬ويقال‪ :‬ل تلبس‬
‫ابن عباس َوثِيابَ كَ َف َ‬
‫ثيابك على معصية‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬أصلح عملك‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27325‬ـ حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا فضيل بن عياض‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن‬
‫مجاهد‪ ,‬في قوله‪َ :‬وثِيا َبكَ َفطَ ّهرْ قال‪ :‬عملك فأصلح‪.‬‬
‫‪ 27326‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن أبي َرزِين في قوله‪َ :‬وثِيابَ كَ‬
‫ط ّهرْ قال‪ :‬عملك فأ صلحه‪ ,‬وكان الر جل إذا كان خبيث الع مل‪ ,‬قالوا‪ :‬فلن خبيث الثياب‪ ,‬وإذا‬
‫فَ َ‬
‫كان حسن العمل قالوا‪ :‬فلن طاهر الثياب‪.‬‬
‫وقال آخرون في ذلك ما‪.‬‬
‫‪ 27327‬ـ حدثنا محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪َ :‬وثِيابَ كَ‬
‫ط ّهرْ قال‪ :‬لست بكاهن ول ساحر‪ ,‬فأعرض عما قالوا‪.‬‬
‫فَ َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬اغسلها بالماء‪ ,‬وطهرها من النجاسة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27328‬ـ حدثني عباس بن أبي طالب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عل يّ بن عبد ال بن جعفر‪ ,‬عن أحمد بن‬
‫ط ّهرْ‬
‫موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن عون‪ ,‬عن محمد بن سيرين َوثِيابَكَ فَ َ‬
‫قال‪ :‬اغسلها بالماء‪.‬‬
‫طهّرْ‬
‫‪ 27329‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪َ :‬وثِيابَ كَ َف َ‬
‫قال‪ :‬كان المشركون ل يتطهرون‪ ,‬فأمره أن يتطهر‪ ,‬ويطهّر ثيابه‪.‬‬
‫وهذا القول الذي قاله ابـن سـيرين وابـن زيـد فـي ذلك أظهـر معانيـه‪ ,‬والذي قاله ابـن عباس‬
‫عنِ يَ به‪ :‬جسمك فطهر من الذنوب‪ ,‬وال‬
‫وعكرِمة وابن زكريا قول عليه أكثر السلف من أنه ُ‬
‫أعلم بمراده من ذلك‪.‬‬
‫جزَ فا ْهجُرْ اختلفت القرّاء في قراءة ذلك‪ ,‬فقرأه بعض قرّاء المدينة وعامة قرّاء الكوفة‪:‬‬
‫وَال ّر ْ‬
‫«والرّجْز» بكسر الراء‪ ,‬وقرأه بعض المكيين والمدني ين وال ّرجْ َز بضم الراء‪ ,‬فمن ض مّ الراء‬
‫وج هه إلى الوثان‪ ,‬وقال‪ :‬مع نى الكلم‪ :‬والوثان فاه جر عبادت ها‪ ,‬واترك خدمت ها‪ ,‬و من ك سر‬
‫الراء وجّ هه إلى العذاب‪ ,‬وقال‪ :‬معناه‪ :‬والعذاب فاه جر‪ ,‬أي ما أو جب لك العذاب من العمال‬
‫فاهجر‪.‬‬
‫والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان‪ ,‬فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب‪ ,‬والضمّ‬
‫والكسر في ذلك لغتان بمعنى واحد‪ ,‬ولم نجد أحدا من من متقدّمي أهل التأويل فرّق بين تأويل‬
‫ذلك‪ ,‬وإنما فرّق بين ذلك فيما بلغنا الكسائيّ‪.‬‬
‫جزَ في هذا الموضع‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬هو الصنام‪ .‬ذكر من‬
‫واختلف أهل التأويل في معنى ال ّر ْ‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪27330‬ـ حدثني عليّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عليّ‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في‬
‫قوله‪ :‬وَال ّرجْزَ فا ْهجُرْ يقول‪ :‬السخط وهو الصنام‪.‬‬
‫‪27331‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫جزَ‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬وَال ّر ْ‬
‫جرْ قال‪ :‬الوثان‪.‬‬
‫فاهْ ُ‬
‫‪27332‬ـ حدثنا أبو ُكرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن إسرائيل قال أبو جعفر‪ :‬أحسبه أنا عن جابرٍ‬
‫جرْ قال‪ :‬الوثان‪.‬‬
‫عن مجاهد وعكرِمة وَال ّرجْزَ فا ْه ُ‬
‫جرْ‪ :‬إ ساف‬
‫‪ 27333‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَال ّرجْ َز فا ْه ُ‬
‫ونائلة‪ ,‬وهما صنمان كانا عند البيت يمسح وجوههما من أتى عليهما‪ ,‬فأمر ال نبيّهُ صلى ال‬
‫عليه وسلم أن يجتنبهما ويعتزلهما‪.‬‬
‫جزَ فا ْهجُرْ‬
‫‪27334‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن الزهريّ وَال ّر ْ‬
‫قال‪ :‬هي الوثان‪.‬‬
‫جرْ‬
‫جزَ فاهْ ُ‬
‫‪ 27335‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَال ّر ْ‬
‫قال‪ :‬الرجز‪ :‬آلهتهم التي كانوا يعبدون أمره أن يهجرها‪ ,‬فل يأتيها‪ ,‬ول يقربها‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬والمعصية والثم فاهجر‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫جزَ‬
‫‪ 27336‬ـ حدثنا ا بن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن إبراهيم وَالرّ ْ‬
‫جرْ قال الثم‪.‬‬
‫فاهْ ُ‬
‫‪ 27337‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله‪ :‬وَال ّرجْزَ فا ْهجُرْ يقول‪ :‬اهجر المعصية‪.‬‬
‫وقد بيّنا معنى الرجز فيما مضى بشواهده المغنية عن إعادتها في هذا الموضع‪.‬‬
‫س َت ْكثِرُ اختلف أ هل التأو يل في تأو يل ذلك‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬مع نى ذلك‪ :‬ول‬
‫وقوله‪ :‬وَل َت ْمنُ نْ تَ ْ‬
‫ط يا محمد عطية لتعطَى أكثر منها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫تُع ِ‬
‫‪ 27338‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫س َت ْكثِرُ قال‪ :‬ل تُعط عطية تلتمس بها أفضل منها‪.‬‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬وَل َت ْمنُنْ َت ْ‬
‫‪ 27339‬ـ حدث نا أ بو حم يد الحم صي أح مد بن المُغيرة‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بو حيوة شر يح بن يز يد‬
‫س َت ْكثِرُ‬
‫ن تَ ْ‬
‫الحضرم يّ‪ ,‬قال‪ :‬ثني أرطاة عن ضمرة بن حبيب وأبي الحوص في قوله‪ :‬وَل َت ْمنُ ْ‬
‫قال‪ :‬ل تعط شيئا‪ ,‬ل ُتعْطي أكثر منه‪.‬‬
‫‪ 27340‬ـ حدث ني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عل ية‪ ,‬عن أ بي رجاء‪ ,‬عن عكرِ مة‪ ,‬في قوله‪ :‬وَل‬
‫س َت ْكثِرُ قال‪ :‬ل تعطِ شيئا ل ُتعْطَي أكثر منه‪.‬‬
‫َت ْمنُنْ َت ْ‬
‫حدث نا ا بن المث نى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مح مد بن جع فر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا شع بة‪ ,‬قال‪ :‬أ خبرني من سمع‬
‫س َت ْك ِثرُ قال‪ :‬ل تعط العطية لتريد أن تأخذ أكثر منها‪.‬‬
‫عكرِمة يقول‪ :‬وَل َت ْمنُنْ َت ْ‬
‫‪27341‬ـ حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا فضيل‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن إبراهيم وَل‬
‫س َت ْكثِرُ قال‪ :‬ل تعط كيما تَزداد‪.‬‬
‫َت ْمنُنْ َت ْ‬
‫حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن مُغيرة‪ ,‬عن إبراه يم‪ ,‬في‬
‫س َت ْكثِرُ قال‪ :‬ل تعط شيئا لتأخذ أكثر منه‪.‬‬
‫قوله وَل َت ْمنُنْ َت ْ‬
‫س َت ْكثِرُ قال‪:‬‬
‫‪ 27342‬ـ حدثنا أبو ُكرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سلمة‪ ,‬عن الضحاك وَل َت ْمنُ نْ تَ ْ‬
‫ل تعطِ ل ُت ْعطَي أكثر منه‪.‬‬
‫س َت ْكثِ ُر قال‪ :‬ل تع طِ‬
‫قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬في قوله وَل َت ْمنُ نْ تَ ْ‬
‫ل ُتعْطَى أكثر منه‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬في قوله وَل َت ْمنُ نْ تَ سْ َت ْك ِثرُ‬
‫قال‪ :‬ل تعط شيئا لتزداد‪.‬‬
‫ب قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن ابن أبي روّاد‪ ,‬عن الضحاك‪ ,‬قال‪ :‬هو الربا‬
‫‪ 27343‬ـ حدثنا أبو ُك َريْ ٍ‬
‫الحلل‪ ,‬كان للنبيّ صلى ال عليه وسلم خاصّة‪.‬‬
‫‪ 27344‬ـ حدث نا أ بو كُ َريْ بٍ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن أ بي حجيرة‪ ,‬عن الضحاك‪ ,‬ه ما ِربَوَان‪:‬‬
‫حلل‪ ,‬وحرام فأما الحلل‪ :‬فالهدايا‪ ,‬والحرام‪ :‬فالربا‪.‬‬
‫ستَ ْك ِثرُ‬
‫ن تَ ْ‬
‫‪ 27345‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَل َت ْمنُ ْ‬
‫يقول‪ :‬ل تعط شيئا‪ ,‬إنما بك مجازاة الدنيا ومعارضها‪.‬‬
‫ستَ ْك ِثرُ‬
‫‪ 27346‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة وَل َت ْمنُ نْ تَ ْ‬
‫قال‪ :‬ل تعط شيئا لتثاب أفضل منه‪ ,‬وقاله أيضا طاوس‪.‬‬
‫‪27347‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أبي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله وَل َت ْمنُ نْ‬
‫ستَ ْك ِثرُ قال‪ :‬تعطي مالً مصانعة رجاء أفضل منه من الثواب في الدنيا‪.‬‬
‫َت ْ‬
‫حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن إبراه يم‪ ,‬قال‪ :‬ل ت عط‬
‫ل ُتعْطي أكثر منه‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنـا مهران‪ ,‬عـن سـفيان‪ ,‬عـن منصـور‪ ,‬عـن إبراهيـم وَل َت ْمنُن ْـ تَس ْـَت ْكثِرُ قال‪ :‬ل تعـط‬
‫لتزداد‪.‬‬
‫س َت ْكثِ ُر قال‪ :‬هي‬
‫ن تَ ْ‬
‫قال‪ :‬ثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن رجل‪ ,‬عن الضحاك بن مزاحم وَل َت ْمنُ ْ‬
‫للنبيّ صلى ال عليه وسلم خاصّة‪ ,‬وللناس عامّة مُ َوسّع عليهم‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬ول تمنن عملك على ربك تستكثر‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27348‬ـ حدثنا مجاهد بن موسى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان بن حسين‪ ,‬عن الحسن‪,‬‬
‫س َت ْكثِرُ قال‪ :‬ل تمنن عملك تستكثره على ربك‪.‬‬
‫في قوله‪ :‬وَل َت ْمنُنْ َت ْ‬
‫س َت ْكثِرُ‬
‫حدث نا مح مد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا هوذة‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عوف‪ ,‬عن الح سن وَل َت ْمنُ نْ تَ ْ‬
‫قال‪ :‬ل تمنن تستكثر عملك‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يونس بن نافع أبو غانم‪ ,‬عن أبي‬
‫س َت ْكثِرُ يقول‪ :‬ل تمنن تستكثر عملك الصالح‪.‬‬
‫سهل‪ ,‬كثير بن زياد‪ ,‬عن الحسن وَل َت ْمنُنْ َت ْ‬
‫‪27349‬ـ حدثنا ابن حُميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن أبي جعفر‪ ,‬عن الربيع بن أنس‬
‫س َت ْكثِرُ قال‪ :‬ل يكثر عملك في عينك‪ ,‬فإنه فيما أنعم ال عليك وأعطاك قليل‪.‬‬
‫وَل َت ْمنُنْ َت ْ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بـل معنـى ذلك‪ :‬ل تضعـف أن تسـتكثر مـن الخيـر‪ .‬ووجّهوا معنـى قوله‪ :‬وَل‬
‫َت ْمنُنْ أي ل تضعف‪ ,‬من قولهم‪ :‬حبل منين‪ :‬إذا كان ضعيفا‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27350‬ـ حدث نا أ بو حم يد بن المغيرة الحم صي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد ال بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا‬
‫مح مد بن سلمة‪ ,‬عن خَ صِيف عن مجا هد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَل َت ْمنُ نْ تَ سْ َت ْك ِثرُ قال‪ :‬ل تض عف أن‬
‫تستكثر من الخير‪ ,‬قال‪ :‬تمنن في كلم العرب‪ :‬تضعف‪.‬‬
‫وقال آخرون في ذلك‪ :‬ل تمنن بالنبوّة على الناس‪ ,‬تأخذ عليه منهم أجرا‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫س َت ْكثِرُ‬
‫‪27351‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَل َت ْمنُنْ تَ ْ‬
‫قال‪ :‬ل تمنن بالنبوّة والقرآن الذي أرسلناك به تستكثرهم به‪ ,‬تأخذ عليه عوضا من الدنيا‪.‬‬
‫وأولى هذه القوال عندي بال صواب في ذلك قول من قال‪ :‬مع نى ذلك‪ :‬ول تم نن على ر بك‬
‫من أن تستكثر عملك الصالح‪.‬‬
‫وإن ما قلت ذلك أولى بال صواب‪ ,‬لن ذلك في سياق آيات تقد ّم فيه نّ أ مر ال نبيه صلى ال‬
‫عل يه و سلم بالجدّ في الدعاء إل يه‪ ,‬وال صبر على ما يَلْقَى من الذى ف يه‪ ,‬فهذه بأن تكون من‬
‫أنواع تلك‪ ,‬أشبه منها بأن تكون من غيرها‪ .‬وذُكر عن عبد ال بن مسعود أن ذلك في قراءته‪:‬‬
‫س َت ْك ِثرُ»‪.‬‬
‫«وَل َت ْمنُنْ أنْ َت ْ‬
‫وقوله‪ :‬وَِل َربَك َـ فاص ْـِبرْ يقول تعالى ذكره‪ :‬ولربـك فاصـبر على مـا لقيـت فيـه مـن المكروه‪.‬‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل على اختلف فيه بين أهل التأويل‪ .‬ذكر‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27352‬ـ حدثنا محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬وَِل َربّ كَ‬
‫صبِ ْر قال‪ :‬على ما أوتيت‪.‬‬
‫فا ْ‬
‫صبِرْ‬
‫‪ 27353‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَِل َربّ كَ فا ْ‬
‫قال‪ :‬حمل أمرا عظيما محاربة العرب‪ ,‬ثم العجم من بعد العرب في ال‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬ولربك فاصبر على عطيتك‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27354‬ـ حدث نا أ بو ُكرَ يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن إبراه يم وَِل َربّ كَ‬
‫صبِ ْر قال‪ :‬اصبر على عطيتك‪.‬‬
‫فا ْ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬اصبر على‬
‫عطيتك ل‪.‬‬
‫حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن إبراه يم‪ ,‬في‬
‫صبِرْ قال‪ :‬عطيتك اصبر عليها‪.‬‬
‫قوله‪ :‬وَِل َربّكَ فا ْ‬

‫‪12-8‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ْمـ عَسـِيرٌ * عَلَى‬
‫ِكـ يَ ْو َم ِئذٍ َيو ٌ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪َ {:‬فِإذَا نُ ِقرَ ف ِي النّاقُورِ * َفذَل َ‬
‫ل ّممْدُودا }‪.‬‬
‫جعَلْتُ َلهُ مَا ً‬
‫ن خَلَقْتُ َوحِيدا * َو َ‬
‫غ ْيرُ َيسِيرٍ * َذرْنِي َومَ ْ‬
‫ا ْلكَا ِفرِينَ َ‬
‫خ فِي ال صّورِ‪ ,‬فذلك يومئذ يوم شديد‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك‬
‫يعني جلّ ثناؤه بقوله‪ :‬فَإذَا ُنفِ َ‬
‫قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27355‬ـ حدثنا أبو كُرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن فضيل وأسباط‪ ,‬عن مطرّف‪ ,‬عن عطية العوف يّ‪,‬‬
‫عن ا بن عباس‪ ,‬في قوله فإذَا نُ ِقرَ فِي النّاقُورِ فَذل كَ يَ ْو َم ِئذٍ َيوْ مٌ عَ سِيرٌ قال ر سول ال صلى ال‬
‫ستَمعُ مَ تى يُ ْؤ َمرُ َينْفُ خُ‬
‫ج ْب َهتَ ُه يَ ْ‬
‫عل يه و سلم‪َ « :‬كيْ فَ أ ْنعَ مُ وَ صَاحبُ ال َقرْ نِ َقدِ ا ْلتَقَ مَ ال َقرْ نَ َوحَ نى َ‬
‫سبُنا اللّ هُ‬
‫ب رسول ال صلى ال عل يه وسلم‪ :‬ك يف نقول؟ فقال‪« :‬تقولون‪ :‬حَ ْ‬
‫فِي هِ»‪ ,‬فقال أصحا ُ‬
‫َو ِن ْعمَ ال َوكِيلُ‪ ,‬عَلى اللّ ِه تَ َوكّلْنا»‪.‬‬
‫‪ 27356‬ـ حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا أبو رجاء‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫فإذَا نُ ِق َر فِي النّاقُورِ قال‪ :‬إذا نُفخ في الصور‪.‬‬
‫حدثنا محمد بن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن أبي‬
‫رجاء‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬في قوله فإذَا ُن ِقرَ فِي النّاقُورِ مثله‪.‬‬
‫‪ 27357‬ـ حدثنا أبو ُكرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن شريك‪ ,‬عن جابر‪ ,‬عن مجاهد فإذَا نُ ِقرَ فِي‬
‫النّاقُو ِر قال‪ :‬إذا نُفخ في الصور‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدث ني الحارث‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله فإذَا نُ ِقرَ فِي‬
‫النّاقُو ِر قال‪ :‬في الصور‪ ,‬قال‪ :‬هي شيء كهيئة البوق‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباس‪ ,‬قوله‪ :‬فإذَا ُن ِقرَ فِي النّاقُورِ قال‪ :‬هو يوم يُنفخ في الصور الذي ينفخ فيه قال ابن عباس‪:‬‬
‫ن قَ ِد ا ْلتَقَ مَ‬
‫إن نبيّ ال صلى ال عليه وسلم خرج إلى أصحابه‪ ,‬فقال‪َ « :‬كيْ فَ أ ْنعَ مُ وَ صَاحِبُ ال َقرْ ِ‬
‫ج ْب َهتَهـُ‪ ,‬ثُمّـ أ ْقبَلَ بُأ ُذنِهِـ يَس ْـتَمِ ُع مَتـى يُ ْؤ َمرُ بالصّـْيحَة» فاشتدّ ذلك على أصـحابه‪,‬‬
‫ال َقرْنـَ‪َ ,‬وحَنـى َ‬
‫سبُنا اللّهُ َو ِن ْعمَ ال َوكِيلُ‪ ,‬على اللّ ِه تَ َوكّلْنا»‪.‬‬
‫حْ‬‫فأمرهم أن يقولوا‪َ « :‬‬
‫‪ 27358‬ـ حدث ني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ث ني معاوية‪ ,‬عن علي‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫قوله فإذَا ُن ِقرَ فِي النّاقُورِ يقول‪ :‬الصور‪.‬‬
‫‪ 27359‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬قال الح سن‪ :‬فإذَا ُن ِقرَ فِي‬
‫النّاقُو ِر قال‪ :‬إذا نُفخ في الصّور‪.‬‬
‫‪ 27360‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ :‬فإذَا نُ ِق َر فِي‬
‫النّاقُورِ والناقور‪ :‬الصور‪ ,‬والصور‪ :‬الخلق‪.‬‬
‫‪ 27361‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول‪ ,‬في قوله‪ :‬فإذَا نُ ِقرَ فِي النّاقُو ِر يعني‪ :‬الصّور‪.‬‬
‫‪ 27362‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حكام‪ ,‬عن أبي جعفر‪ ,‬عن الربيع‪ ,‬قوله‪ :‬فإذَا نُ ِقرَ فِي‬
‫النّاقُو ِر قال‪ :‬الناقور‪ :‬الصور‪.‬‬
‫حدثنا مهران‪ ,‬عن أبي جعفر‪ ,‬عن الربيع مثله‪.‬‬
‫‪ 27363‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ :‬فإذَا نُ ِق َر فِي‬
‫النّاقُو ِر قال‪ :‬الصور‪.‬‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27364‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫عسِيرٌ يقول‪ :‬شديد‪.‬‬
‫قوله‪َ :‬فذَلكَ يَ ْو َم ِئذٍ يَ ْومٌ َ‬
‫‪27365‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال ال تعالى ذكره‪ :‬فَذلكَ‬
‫عسِيرٌ فبين ال على من يقع على الكافرين غير يسير‪.‬‬
‫يَ ْو َم ِئذٍ يَ ْومٌ َ‬
‫ن خَلَقْ تُ َوحِيدا يقول تعالى ذكره ل نبيه مح مد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬كل يا‬
‫وقوله‪َ :‬ذرْنِي َومَ ْ‬
‫عنِي‬
‫محمد أمر الذي خلقته في بطن أمه وحيدا‪ ,‬ل شيء له من مال ول ولد إل يّ‪ .‬وذُكر أ نه ُ‬
‫بذلك‪ :‬الوليد بن المغيرة المخزومي‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27366‬ـ حدثنا سفيان‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يونُس بن بكير‪ ,‬عن محمد بن إسحاق‪,‬‬
‫عن محمد بن أبي محمد مولى زيد‪ ,‬عن سعيد بن جُبير أو عكرِمة‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬أنزل‬
‫ن خَلَقْتُ َوحِيدا وقوله‪ :‬فَ َو َربّكَ َلنَسألَ ّن ُهمْ أجَمعِينَ‪ ...‬إلى‬
‫ال في الوليد بن المغيرة قوله‪َ :‬ذ ْرنِي َومَ ْ‬
‫آخرها‪.‬‬
‫‪27367‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫ن خَلَقْتُ‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد َذ ْرنِي َومَ ْ‬
‫َوحِيدا قال‪ :‬خلقته وحده ليس معه مال ول ولد‪.‬‬
‫‪ 27368‬ـ حدثنا أبو كُرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن محمد بن شريك‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن‬
‫مجاهد ذَ ْرنِي َو َمنْ خَلَ ْقتُ َوحِيدا قال‪ :‬نزلت في الوليد بن المغيرة‪ ,‬وكذلك الخلق كلهم‪.‬‬
‫‪ 27369‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬ذ ْرنِي َو َم نْ خَلَقْ تُ‬
‫َوحِيدا و هو الول يد بن المغيرة‪ ,‬أخر جه ال من ب طن أ مه وحيدا ل مال له ول ولد‪ ,‬فرز قه ال‬
‫المال والولد‪ ,‬والثروة والنماء‪.‬‬
‫ن خَلَقْتُ‬
‫‪27370‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪َ :‬ذ ْرنِي َومَ ْ‬
‫سحْرٌ ُي ْؤ َثرُ‪ ...‬حتى بلغ سأُصْلِي ِه سَ َقرَ قال‪ :‬هذه الَية أُنزلت في‬
‫َوحِيدا‪ ...‬إلى قوله‪ :‬إ نْ َهذَا إلّ ِ‬
‫الوليد بن المُغيرة‪.‬‬
‫‪ 27371‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬أخبرنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫ن خَلَقْتُ َوحِيدا يعني الوليد بن المغيرة‪.‬‬
‫يقول في قوله‪َ :‬ذ ْرنِي َومَ ْ‬
‫ت لَ ُه مالً َم ْمدُودا‪ .‬اختلف أ هل التأو يل في هذا المال الذي ذكره ال‪ ,‬وأ خبر أ نه جعله‬
‫جعَلْ ُ‬
‫َو َ‬
‫للوح يد ما هو‪ ,‬و ما مبل غه؟ فقال بعض هم‪ :‬كان ذلك دنان ير‪ ,‬ومبلغ ها ألف دينار‪ .‬ذ كر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪27372‬ـ حدثنا أبو كُرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن إسماعيل بن إبراهيم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن مجاهد‪:‬‬
‫ت لَ ُه مالً َم ْمدُودا قال‪ :‬كان ماله ألف دينار‪.‬‬
‫جعَلْ ُ‬
‫َو َ‬
‫‪ 27373‬ـ حدث نا صالح بن م سمار المروزي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا الحارث بن عمران الكوف يّ‪ ,‬قال‪:‬‬
‫جعَلْتُ َل ُه مالً َم ْمدُودا قال‪ :‬ألف دينار‪.‬‬
‫حدثنا محمد بن سوقة‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‪ ,‬في قوله‪َ :‬و َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬كان ماله أربعة آلف دينار‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫جعَلْ تُ َل ُه مالً َم ْمدُودا قال‪ :‬بلغني‬
‫‪ 27374‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان َو َ‬
‫أنه أربعة آلف دينار‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬كان ماله أرضا‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27375‬ـ حدثني محمد بن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬ثني وهب بن جرير‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن النعمان‬
‫ل َممْدُودا قال‪ :‬الرض‪.‬‬
‫جعَلْتُ َلهُ ما ً‬
‫بن سالم‪ ,‬في قوله‪َ :‬و َ‬
‫حدثنـا أحمـد بـن إسـحاق الهوازي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا وهـب بـن جريـر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا شعبـة‪ ,‬عـن‬
‫النعمان بن سالم مثله‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬كان ذلك غلة شهر بشهر‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27376‬ـ حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حلبس إمام مسجد ابن علية‪ ,‬عن‬
‫جعَلْ تُ َل ُه مالً َم ْمدُودا قال‪ :‬غلة‬
‫ابن جريج‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن عمر رضي ال عنه‪ ,‬في قوله‪َ :‬و َ‬
‫شهر بشهر‪.‬‬
‫حدثني أبو حفص الحيري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حلبس الضّبَعي‪ ,‬عن ابن جريج‪ ,‬عن عطاء مثله‪ ,‬ولم‬
‫يقل عن عمر‪.‬‬
‫حدثنا أحمد بن الوليد الرملي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا غالب بن حلبس‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ,‬عن ابن جريج‪,‬‬
‫عن عطاء مثله‪ ,‬ولم يقل عن عمر‪.‬‬
‫حدثنا أحمد بن الوليد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عياش‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حلبس بن محمد العجلي‪,‬‬
‫عن ابن جريج عن عطاء‪ ,‬عن عمر مثله‪.‬‬
‫َهـ مالً َم ْمدُودا وهـو الكثيـر‪.‬‬
‫ْتـ ل ُ‬
‫جعَل ُ‬
‫والصـواب مـن القول فـي ذلك أن يقال كمـا قال ال‪َ :‬و َ‬
‫الممدود عدده أو مساحته‪.‬‬
‫‪17-13‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫طمَ عُ أَ نْ َأزِيدَ *‬
‫شهُودا * َو َمهّد تّ لَ ُه َت ْمهِيدا * ثُ مّ َي ْ‬
‫ن ُ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪َ {:‬و َبنِي َ‬
‫سُأرْهِقُ ُه صَعُودا }‪.‬‬
‫عنِيدا * َ‬
‫ليَا ِتنَا َ‬
‫كَلّ ِإنّ ُه كان َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وجعلت له بنين شهودا‪ ,‬ذُكر أنهم كانوا عشرة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27377‬ـ حدثنا أبو كُرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع عن إسماعيل بن إبراهيم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن مجاهد‬
‫شهُودا قال‪ :‬كان بنوه عشرة‪.‬‬
‫ن ُ‬
‫َو َبنِي َ‬
‫وقوله‪َ :‬و َم ّهدْتُ َل ُه َت ْمهِيدا يقول تعالى ذكره‪ :‬وبسطت له في العيش بسطا‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪27378‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان و َم ّهدْتُ َلهُ َت ْمهِيدا قال‪ :‬بسط له‪.‬‬
‫‪27379‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪َ :‬و َم ّهدَتُ لَ هُ‬
‫َت ْمهِيدا قال‪ :‬من المال والولد‪.‬‬
‫طمَ عُ أ نْ أزِيدَ يقول تعالى ذكره‪ :‬ثم يأمل وير جو أن أزيده من المال والولد على‬
‫وقوله‪ :‬ثُ مّ َي ْ‬
‫ما أعطيته كَلّ يقول‪ :‬ليس ذلك كما يأمل ويرجو من أن أزيده مالً وولدا‪ ,‬وتمهيدا في الدنيا إنّهُ‬
‫عنِيدا يقول‪ :‬إن هذا الذي خلق ته وحيدا كان لَيات نا‪ ,‬و هي ح جج ال على خل قه من‬
‫كا نَ لَياتِ نا َ‬
‫الكتب والرسل عنيدا‪ ,‬يعني معاندا للحقّ مجانبا له‪ ,‬كالبعير العنود ومنه قول القائل‪:‬‬
‫جعَلنِي َوسَطاإنّي َكبِيرٌ ل ُأطِيقُ ال ُع ّندَا‬
‫إذَا َنزَلْتُ فا ْ‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27380‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫ن لَياتِنا عَنيدا قال‪ :‬جحودا‪.‬‬
‫قوله‪ :‬إنّ ُه كا َ‬
‫‪27381‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أبي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬إنّ ُه كا نَ‬
‫عنِيدا قال محمد بن عمرو‪ :‬معاندا لها‪ .‬وقال الحارث‪ :‬معاندا عنها‪ ,‬مجانبا لها‪.‬‬
‫لَياتِنا َ‬
‫عنِيدا قال‪:‬‬
‫حدث نا أ بو ُكرَ يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن إ سرائيل‪ ,‬عن جابر‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله َ‬
‫معاندا للحقّ مجانبا‪.‬‬
‫عنِيدا كفورا‬
‫ن لَياتِنا َ‬
‫‪27382‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة إنّهُ كا َ‬
‫بآيات ال جحودا بها‪.‬‬
‫‪ 27383‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان لَياتِ نا عنِيدا قال‪ :‬مشا قا‪ ,‬وق يل‪:‬‬
‫عنيدا‪ ,‬وهو من عاند معاندة فهو معاند‪ ,‬كما قيل‪ :‬عام قابل‪ ,‬وإنما هو مقبل‪.‬‬
‫صعُودا يقول تعالى ذكره‪ :‬سأكلفه مشقة من العذاب ل راحة له منها‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫وقوله‪ :‬سُأرْهِقُ ُه َ‬
‫إن الصعود جبل في النار يكّلفُ أهلُ النار صعوده‪ .‬ذكر الرواية بذلك‪:‬‬
‫‪ 27384‬ـ حدثني محمد بن عمارة السدي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن سعيد بن زائدة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫صعُودا‬
‫شريك‪ ,‬عن عمارة‪ ,‬عن عطية‪ ,‬عن أبي سعيد‪ ,‬عن النبيّ صلى ال عليه وسلم سأُرْهِقُ ُه َ‬
‫قال‪« :‬هو جبل في النار من نار‪ ,‬يكلّفون أن يصعدوه‪ ,‬فإذا وضع يده ذابت‪ ,‬فإذا رفعها عادت‪,‬‬
‫فإذا وضع رجله كذلك»‪.‬‬
‫‪ 27385‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمرو بن الحارث‪ ,‬عن درّاج‪ ,‬عن‬
‫جبَلٌ‬
‫صعُودُ َ‬
‫أبي الهيثم‪ ,‬عن أبي سعيد الخدر يّ‪ ,‬عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪« :‬ال ّ‬
‫خرِيفا ُثمّ َي ْهوِي كَذلكَ ِمنْ ُه أبَدا»‪.‬‬
‫س ْبعِينَ َ‬
‫ص َعدُ فِيهِ َ‬
‫ن نارٍ ُي ْ‬
‫مِ ْ‬
‫‪ 27386‬ـ حدث ني مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى‪ ,‬عن ا بن أ بي‬
‫صعُودا قال‪ :‬مشقة من العذاب‪.‬‬
‫نجيح‪ ,‬عن مجاهد سُأرْهِقُ ُه َ‬
‫حدثني الحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫صعُودا‪:‬‬
‫‪ 27387‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬سُأرْهِقُ ُه َ‬
‫أي عذابا ل راحة منه‪.‬‬
‫صعُودا قال‪:‬‬
‫حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سليمان قال‪ :‬حدث نا أ بو هلل‪ ,‬عن قتادة سأُرْهِقُ ُه َ‬
‫مشقة من العذاب‪.‬‬
‫صعُودا‬
‫‪ 27388‬ـ حدثنا يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬سأُرْهِ ُقهُ َ‬
‫قال‪ :‬تعبا من العذاب‪.‬‬

‫‪25-18‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل َكيْ فَ َق ّدرَ * ثُ مّ ُقتِلَ َكيْ فَ َق ّدرَ * ثُ مّ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪ِ{:‬إنّ هُ َف ّكرَ َو َق ّدرَ * فَ ُقتِ َ‬
‫ن هَـذَآ ِإلّ‬
‫سحْرٌ ُي ْؤ َثرُ * ِإ ْ‬
‫ن هَـذَآ ِإلّ ِ‬
‫ل إِ ْ‬
‫س َت ْك َبرَ * فَقَا َ‬
‫عبَسَ َوبَسَرَ * ثُمّ َأ ْدبَرَ وَا ْ‬
‫َنظَرَ * ثُمّ َ‬
‫شرِ }‪.‬‬
‫قَوْلُ ا ْل َب َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬إن هذا الذي خلقته وحيدا‪ ,‬فكّر فيما أنزل على عبده محمد صلى ال عليه‬
‫و سلم من القرآن‪ ,‬وقدّر في ما يقول ف يه فَ ُقتِلَ َكيْ فَ َق ّدرَ يقول‪ :‬ثم ل عن ك يف قدّر النازل ف يه ثُ مّ‬
‫سرَ يقول‪ :‬كلح وج هه‬
‫َنظَرَ يقول‪ :‬ثم روّي في ذلك ثُ مّ عَبَس يقول‪ :‬ثم ق بض ما ب ين عين يه َوبَ َ‬
‫ح َميّر‪:‬‬
‫ومنه قول توبة بن ال ُ‬
‫جتِي و ُبسُورُها‬
‫ن حا َ‬
‫صدُودٌ رأي ُتهُوإعْراضُها عَ ْ‬
‫َو َقدْ رَابَنِي ِمنْها ُ‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ ,‬وجاءت الخبار عن الوحيد أنه فعل‪ .‬ذكر الرواية‬
‫بذلك‪:‬‬
‫‪ 27389‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر عن عباد بن منصور‪ ,‬عن‬
‫عكرِمة‪ ,‬أن الوليد بن المُغيرة جاء إلى النبي صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقرأ عليه القرآن‪ ,‬فكأنه رقّ‬
‫عمـ إن قومـك يريدون أن يجمعوا لك مالً‪ ,‬قال‪ :‬لِمـَ؟ قال‪:‬‬
‫له‪ ,‬فبلغ ذلك أبـا جهـل‪ ,‬فقال‪ :‬أي ّ‬
‫يعطونكه فإنك أتيت محمدا تتعرّض لما ِقبَله قال‪ :‬قد علمت قريش أني أكثرها مالً‪ ,‬قال‪ :‬فقل‬
‫فيه قولً يعلم قومك أنّك مُنكر لما قال‪ ,‬وأنك كاره له قال‪ :‬فما أقول فيه‪ ,‬فوال ما منكم رجل‬
‫أعلم بالشعار م ني‪ ,‬ول أعلم برجزه م ني‪ ,‬ول بق صيده‪ ,‬ول بأشعار الج نّ‪ ,‬وال ما يش به الذي‬
‫يقول شيئا من هذا‪ ,‬ووال إن لقوله لحلوة‪ ,‬وإنه ليحطم ما تحته‪ ,‬وإنه ليعلو ول يعلى قال‪ :‬وال‬
‫ل يرضى قومك حتى تقول فيه‪ ,‬قال‪ :‬فدعني حتى أفكر فيه فلما فكّر قال‪ :‬هذا سحر يأثره عن‬
‫ن خَلَقْ تُ َوحِيدا‪ .‬قال قتادة‪ :‬خرج من بطن أمه وحيدا‪ ,‬فنزلت هذه الَية‬
‫غيره‪ ,‬فنزلت َذ ْرنِي َومَ ْ‬
‫حتى بلغ تسعة عشر‪.‬‬
‫‪27390‬ـ حدثني محمد بن سعيد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫عبَ سَ َوبَ سَرَ قال‪ :‬دخل الوليد بن المغيرة على أبي‬
‫ا بن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬إنّ ُه فَ ّكرَ َوقَ ّدرَ‪ ...‬إلى ثُ مّ َ‬
‫بكر بن أبي قُحافة رضي ال عنه يسأله عن القرآن فلما أخبره خرج على قريش فقال‪ :‬يا عجبا‬
‫لما يقول ابن أبي كبشة‪ ,‬فوال ما هو بشعر‪ ,‬ول بسحر‪ ,‬ول بهذي من الجنون‪ ,‬وإن قوله لمن‬
‫كلم ال فلما سمع بذلك النفر من قريش ائتمروا وقالوا‪ :‬وال لئن صبأ الوليد لتصبأن قريش‪,‬‬
‫فلما سمع بذلك أبو جعل قال‪ :‬أنا وال أكفيكم شأنه فانطلق حتى دخل عليه بيته‪ ,‬فقال للوليد‪ :‬ألم‬
‫تر قو مك قد جمعوا لك ال صدقة؟ قال‪ :‬أل ستُ أكثر هم مالً وولدا؟ فقال له أ بو ج هل‪ :‬يتحدّثون‬
‫أنك إنما تدخل على ابن أبي قُحافة لتصيب من طعامه قال الوليد‪ :‬أقد تحدثت به عشيرتي فل‬
‫ي ل أقرب أبا بكر ول عمر ول ابن أبي كبشة‪ ,‬وما قوله إل سحر‬
‫يقصر عن سائر بني قُص ّ‬
‫يؤ ثر فأنزل ال على نبيه صلى ال عل يه و سلم‪َ :‬ذرْنِي وَمَن خََلقْ تُ َوحِيدا‪ ...‬إلى ل ُتبْقِي وَل‬
‫َتذَرُ‪.‬‬
‫‪ 27391‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إّن ُه َفكّرَ وقدّر‬
‫زعموا أ نه قال‪ :‬وال ل قد نظرت في ما قال هذا الر جل‪ ,‬فإذا هو ل يس له بش عر‪ ,‬وإن له لحلوة‪,‬‬
‫ل َكيْ فَ َقدّرَ‪...‬‬
‫وإن عليه لطلوة‪ ,‬وإنه ليعلو وما يعلى‪ ,‬وما أش كّ أنه سحر‪ ,‬فأنزل ال فيه‪ :‬فَ ُقتِ َ‬
‫عبَسَ َو َبسَرَ‪ :‬قبض ما بين عينيه وكلح‪.‬‬
‫الَية ُثمّ َ‬
‫‪ 27392‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪َ :‬فكّرَ َوقَ ّدرَ‬
‫قال‪ :‬الوليد بن المغيرة يوم دار الندوة‪.‬‬
‫‪ 27393‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬أخبرنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله‪َ :‬ذرْنِي وَمَن خَلَقْ تُ َوحِيدّا يعني الوليد بن المغيرة دعاه نبي ال صلى ال عليه‬
‫ل إ نْ‬
‫س َت ْكبَر فَقا َ‬
‫سرَ ثُ مّ أ ْدبَرَ وَا ْ‬
‫عبَ سَ َوبَ َ‬
‫و سلم إلى ال سلم‪ ,‬فقال‪ :‬ح تى أن ظر‪ ,‬فف كر ثُ مّ َنظَ َر ثُ مّ َ‬
‫حرٌ يُ ْؤ َثرُ فجعل ال له سقر‪.‬‬
‫سْ‬‫َهذَا إلّ ِ‬
‫‪27394‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد في قوله‪َ :‬ذرْنِي َومَنْ خََلقْتُ‬
‫حرٌ يُ ْؤ َثرُ قال‪ :‬هذا الول يد بن المغيرة‬
‫سْ‬‫جعَلْ تُ َل هُ مالً َم ْمدُودا‪ ...‬إلى قوله‪ :‬إ نْ َهذَا إلّ ِ‬
‫َوحِيدا َو َ‬
‫قال‪ :‬سـأبتار لكـم هذا الرجـل الليلة‪ ,‬فأتـى النـبيّ صـلى ال عليـه وسـلم‪ ,‬فوجده قائمـا يصـلي‬
‫ويقتر يء‪ ,‬وأتا هم فقالوا‪ :‬مَ هْ؟ قال‪ :‬سمعت قولً حلوا أخ ضر مثمرا يأ خذ بالقلوب‪ ,‬فقالوا‪ :‬هو‬
‫ي الشعراء‬
‫شعر‪ ,‬فقال‪ :‬ل وال ما هو بالشعر‪ ,‬ليس أحد أعلم بالشعر مني‪ ,‬أليس قد عرَضتْ عل ّ‬
‫شعرَ هم ناب غة وفلن وفلن؟ قالوا‪ :‬ف هو كا هن‪ ,‬فقال‪ :‬ل وال ما هو بكا هن‪ ,‬قد عر ضت عل يّ‬
‫الكهانة‪ ,‬قالوا‪ :‬فهذا سحر الوّلين اكتتبه‪ ,‬قال‪ :‬ل أدري إن كان شيئا فعسى هو إذا سحر يؤثر‪,‬‬
‫ل َكيْ فَ َق ّدرَ قال‪ :‬قتل كيف قدّر حين قال‪ :‬ليس بشعر‪ ,‬ثم قتل كيف‬
‫فقرأ‪ :‬فَ ُقتِلَ َكيْ فَ َقدّرَ ثُ ّم قُتِ َ‬
‫قدّر حين قال‪ :‬ليس بكهانة‪.‬‬
‫س َت ْكبَرَ يقول تعالى ذكره‪ :‬ثم ولى عن اليمان والت صديق ب ما أنزل ال من‬
‫وقوله‪ :‬ثُ مّ أ ْد َبرَ وَا ْ‬
‫حرٌ يُ ْؤ َثرُ قال‪ :‬يأثره عن غيره‪ .‬وبن حو‬
‫سْ‬‫كتا به‪ ,‬وا ستكبر عن القرار بالح قّ فقال إ نْ َهذَا إلّ ِ‬
‫الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27395‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن إسماعيل بن سميع‪ ,‬عن أبي‬
‫حرٌ يُ ْؤ َثرُ قال‪ :‬يأخذه عن غيره‪.‬‬
‫سْ‬‫ن َهذَا إلّ ِ‬
‫رزين إ ْ‬
‫حدثنا أ بو ُكرَ يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن إ سماعيل‪ ,‬عن أ بي رز ين إ نْ َهذَا إلّ‬
‫سحْرٌ ُي ْؤ َثرُ قال‪ :‬يأثره عن غيره‪.‬‬
‫ِ‬
‫شرِ يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الوحيد في القرآن إ نْ َهذَا إلّ‬
‫ل قَوْلُ ال َب َ‬
‫ن َهذَا إ ّ‬
‫وقوله‪ :‬إ ْ‬
‫شرِ ما هذا الذي يتلوه مح مد إل قول البشـر‪ ,‬يقول‪ :‬ما هو إل كلم ا بن آدم‪ ,‬و ما هو‬
‫قَوْلُ ال َب َ‬
‫بكلم ال‪.‬‬

‫‪31-26‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل ُتبْقِي َولَ َت َذرُ *‬
‫سأُصْلِي ِه سَ َقرَ * َومَآ َأ ْدرَا كَ مَا سَ َقرُ * َ‬
‫القول ف ـي تأويـل قوله تعالى‪َ {:‬‬
‫ع ّد َتهُمْ ِإلّ‬
‫جعَ ْلنَا ِ‬
‫ل ِئكَةً َومَا َ‬
‫صحَابَ النّارِ ِإلّ مَ َ‬
‫جعَ ْلنَآ أَ ْ‬
‫عشَ َر * َومَا َ‬
‫سعَةَ َ‬
‫شرِ * عََل ْيهَا تِ ْ‬
‫حةٌ لّ ْل َب َ‬
‫لَوّا َ‬
‫ن أُوتُواْ‬
‫ن آ َمنُوَاْ إِيمَانا َولَ َي ْرتَا بَ اّلذِي َ‬
‫ن اّلذِي نَ أُوتُو ْا ا ْل ِكتَا بَ َو َي ْزدَادَ اّلذِي َ‬
‫س َتيْقِ َ‬
‫ن كَ َفرُواْ ِليَ ْ‬
‫ِفتْنَ ًة لّّلذِي َ‬
‫ن مَاذَآ َأرَادَ الّل هُ ِبهَـذَا َمثَلً َكذَلِ كَ‬
‫ل اّلذِي نَ فِي قُلُو ِبهِم ّمرَ ضٌ وَا ْلكَا ِفرُو َ‬
‫ا ْل ِكتَا بَ وَا ْل ُم ْؤ ِمنُو نَ وَِل َيقُو َ‬
‫شرِ }‪.‬‬
‫ل ِذ ْكرَىَ لِ ْل َب َ‬
‫جنُودَ َر ّبكَ ِإلّ ُهوَ َومَا ِهيَ ِإ ّ‬
‫ُيضِلّ اللّ ُه مَن َيشَآءُ َو َي ْهدِي مَن َيشَآءُ َومَا َيعَْلمُ ُ‬
‫يع ني تعالى ذكره بقوله‪ :‬سُأصْلِيهِ سَ َقرَ سأورده با با من أبواب جه نم ا سمه سقر ولم يُجرّ‬
‫سقر ل نه ا سم من أ سماء جه نم وَ ما أ ْدرَا كَ ما سَ َقرُ يقول تعالى ذكره‪ :‬وأ يّ ش يء أدراك يا‬
‫محمد‪ ,‬أي‪ ,‬شيء سقر‪ .‬ثم بين ال تعالى ذكره ما سقر‪ ,‬فقال‪ :‬هي نار ل ُتبْقى من فيها حيا وَل‬
‫َتذَرُ من فيها ميتا‪ ,‬ولكنها تحرقهم كلما جدّد خلقهم‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27396‬ـ حدث ني مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى‪ ,‬عن ا بن أ بي‬
‫نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬ل ُتبْقى وَل َت َذرُ قال‪ :‬ل تميت ول تحي‪.‬‬
‫حدث ني الحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪,‬‬
‫مثله‪.‬‬
‫‪ 27397‬ـ حدثني محمد بن عمارة السدي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبيد ال بن موسى‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا أبو‬
‫ليلى‪ ,‬عن مرثد‪ ,‬في قوله‪ :‬ل ُتبْقى وَل َت َذرُ قال‪ :‬ل تبقى منهم شيئا أن تأكلهم‪ ,‬فإذا خلقوا لها ل‬
‫تذرهم حتى تأخذهم فتأكلهم‪.‬‬
‫حةٌ لل َبشَر يعني جلّ ثناؤه مغيّرة لبشر أهلها واللوّاحة من نعت سقر‪ ,‬وبالردّ عليها‬
‫وقوله‪ :‬لَوّا َ‬
‫رُف عت‪ ,‬وح سُن الر فع فيها‪ ,‬وهي نكرة‪ ,‬وسقر معر فة‪ ,‬ل ما في ها من مع نى المدح‪ .‬وبن حو الذي‬
‫قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27398‬ـ حدثنا محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد َلوّاحَ ٌة ل ْل َبشَر قال‪:‬‬
‫الجلد‪.‬‬
‫حةٌ‬
‫‪ 27399‬ـ حدث ني أ بو ال سائب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو معاو ية‪ ,‬عن إ سماعيل‪ ,‬عن أ بي رز ين لَوّا َ‬
‫ل ْل َبشَر قال‪ :‬تلفح الجلد لفحة‪ ,‬فتدعه أشدّ سوادا من الليل‪.‬‬
‫‪27400‬ـ حدثني محمد بن عبد ال بن عبد الحكم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبي وشعيب بن الليث‪ ,‬عن خالد‬
‫حةٌ ل ْل َبشَر‪ :‬أي تلوّح أجسادهم عليها‪.‬‬
‫بن يزيد‪ ,‬عن ابن أبي هلل‪ ,‬قال‪ :‬قال زيد بن أسلم لَوّا َ‬
‫‪ 27401‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬لوّاحَ ٌة ل ْلبَشَر أي‬
‫حرّاقة للجلد‪.‬‬
‫‪ 27402‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪ :‬لَوّاحَ ٌة ل ْل َبشَر يقول‪ :‬تحرق بشرة النسان‪.‬‬
‫‪ 27403‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪َ :‬لوّاحَ ٌة ل ْلبَشَر‬
‫قال‪ :‬تغير البشر‪ ,‬تحرق البشر يقال‪ :‬قد لحه استقباله السماء‪ ,‬ثم قال‪ :‬النار تغير ألوانهم‪.‬‬
‫‪ 27404‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن إسماعيل بن سميع‪ ,‬عن أبي‬
‫حةٌ لِ ْل َبشَر غيرت جلودهم فاسودّت‪.‬‬
‫رزين لَوّا َ‬
‫حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن إ سماعيل بن سميع‪ ,‬عن أ بي رز ين‬
‫مثله‪.‬‬
‫‪ 27405‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬أخبرنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله‪َ :‬لوّاحَ ٌة ل ْل َبشَر يعني بشر النسان‪ ,‬يقول‪ :‬تحرق بشره‪.‬‬
‫ورُوي عن ابن عباس في ذلك ما‪:‬‬
‫‪27406‬ـ حدثني عليّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عليّ‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في‬
‫حةٌ ل ْل َبشَر يقول‪ :‬معرّضة‪.‬‬
‫قوله لَوّا َ‬
‫وأخ شى أن يكون خبر عل يّ بن أ بي طل حة‪ ,‬عن ا بن عباس هذا غل طا‪ ,‬وأن يكون مو ضع‬
‫معرّضة مغيّرة‪ ,‬لكن صحّف فيه‪.‬‬
‫شرَ يقول تعالى ذكره‪ :‬على سقر تسعة عشر من الخزَنة‪.‬‬
‫عَ‬‫سعَةَ َ‬
‫وقوله‪ :‬عََليْها ِت ْ‬
‫وذُكر أن ذلك لما أنزل على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قال أبو جهل ما‪:‬‬
‫‪27407‬ـ حدثني به محمد بن سعد قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن آ َمنُوا إيمَا نا فل ما سمع أ بو ج هل بذلك‬
‫عشَرَ‪ ...‬إلى قوله‪َ :‬ويَزْدادَ اّلذِي َ‬
‫سعَةَ َ‬
‫ا بن عباس عََليْ ها تِ ْ‬
‫قال لقر يش‪ :‬ثكلت كم أمهات كم‪ ,‬أ سمع ا بن أ بي كب شة ي خبركم أن خزَ نة النار ت سعة ع شر وأن تم‬
‫الدّهم‪ ,‬أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم؟ فأوحي إلى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أن يأتي أبا جهل‪ ,‬فيأخذه بيده في بطحاء مكة فيقول له‪َ :‬أوْلى لَكَ فأوْلى ثمّ أوْلى‬
‫ك فأَوْلى فل ما ف عل ذلك به ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال أ بو ج هل‪ :‬وال ل تف عل أ نت‬
‫لَ َ‬
‫وربك شيئا فأخزاه ال يوم بدر‪.‬‬
‫شرَ ذُكر لنا‬
‫عَ‬‫سعَةَ َ‬
‫‪ 27408‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة عََليْها تِ ْ‬
‫ل عشرة منكم أن يغلبوا‬
‫أن أبا جهل حين أُنزلت هذه الَية قال‪ :‬يا معشر قريش ما يستطيع ك ّ‬
‫واحدا من خزَنة النار وأنتم الدّهم؟ فصاحبكم يحدثكم أن عليها تسعة عشر‪.‬‬
‫حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬قال أ بو ج هل‪:‬‬
‫يخبركم محمد أن خزَنة النار تسعة عشر‪ ,‬وأنتم الدّهم ليجتمع كلّ عشرة على واحد‪.‬‬
‫شرَ‬
‫عَ‬‫سعَةَ َ‬
‫‪27409‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬عََليْها تِ ْ‬
‫قال‪ :‬خزنتها تسعة عشر‪.‬‬
‫جعَلْنـا أصـحَابَ النّارِ إلّ مَل ِئكَ ًة يقول تعالى ذكره‪ :‬ومـا جعلنـا خزَنـة النار إل‬
‫وقوله‪ :‬وَمـا َ‬
‫ملئ كة‪ .‬يقول ل بي ج هل في قوله لقر يش‪ :‬أ ما ي ستطيع كلّ عشرة من كم أن تغلب من ها واحدا؟‬
‫فمن ذا يغلب خزنة النار وهم الملئكة‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫جعَلْ نا‬
‫‪ 27410‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَ ما َ‬
‫ل مَل ِئكَةً قال‪ :‬ما جعلناهم رجالً‪ ,‬فيأخذ كلّ رجل رجلً كما قال هذا‪.‬‬
‫ب النّارِ إ ّ‬
‫أصحَا َ‬
‫ن كَ َفرُوا يقول‪ :‬و ما جعل نا عدّة هؤلء الخز نة إل فت نة‬
‫ع ّد َتهُ ْم إلّ ِف ْتنَةً لّلذِي َ‬
‫جعَلْ نا ِ‬
‫وقوله‪ :‬وَ ما َ‬
‫للذين كفروا بال من مُشركي قريش‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫ل فِ ْتنَةً‬
‫ع ّدتَهُ مْ إ ّ‬
‫جعَلْنا ِ‬
‫‪ 27411‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَما َ‬
‫لّلذِينَ كَ َفرُوا‪ :‬إل بلء‪.‬‬
‫وإن ما ج عل ال ال خبر عن عدّة خز نة جه نم فت نة للذ ين كفروا‪ ,‬لتكذيب هم بذلك‪ ,‬وقول بعض هم‬
‫لصحابه‪ :‬أنا أكفيكموهم‪ .‬ذكر الخبر عمن قال ذلك‪:‬‬
‫‪27412‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫عشَرَ‬
‫سعَةَ َ‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬تِ ْ‬
‫قال‪ :‬جعلوا فتنة‪ ,‬قال أبو الشدّ بن الجمحي‪ :‬ل يبلغون رتوتي حتى أجهضهم عن جهنم‪.‬‬
‫ن أُوتُوا الكِتابَ يقول تعالى ذكره‪ :‬ليستيقن أهل التوراة والنجيل حقيقة ما‬
‫ن اّلذِي َ‬
‫س َتيْقِ َ‬
‫وقوله‪ِ :‬ليَ ْ‬
‫في كتبهم من الخبر عن عدّة خزَنة جهنم‪ ,‬إذ وافق ذلك ما أنزل ال في كتابه على محمد صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27413‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن آ َمنُوا إيمَا نا قال‪ :‬وإن ها في التوراة‬
‫ن أُوتُوا الكِتا بَ َو َيزْدَادَ اّلذِي َ‬
‫ن اّلذِي َ‬
‫ا بن عباس‪ ,‬قوله‪ِ :‬ليَ سْ َتيْقِ َ‬
‫والنجيل تسعة عشرة‪ ,‬فأراد ال أن يستيقن أهل الكتاب‪ ,‬ويزداد الذين آمنوا إيمانا‪.‬‬
‫‪27414‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫س َتيْقِنَ‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ِ :‬ليَ ْ‬
‫اّلذِينَ أُوتُوا الكِتابَ قال‪ :‬يجدونه مكتوبا عندهم عدّة خزَنة أهل النار‪.‬‬
‫ن اّلذِينَ أُوتُوا الكِتابَ‬
‫س َتيْقِ َ‬
‫‪27415‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة ِليَ ْ‬
‫يصدّق القرآن الكتب التي كانت قبله فيها كلها‪ ,‬التوراة والنجيل أن خزنة النار تسعة عشر‪.‬‬
‫س َتيْقِنَ اّلذِي نَ‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ِ :‬ليَ ْ‬
‫أُوتُوا الكِتابَ قال‪ :‬ليستيقن أهل الكتاب حين وافق عدّة خزنة النار ما في كتبهم‪.‬‬
‫‪ 27416‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫ِتابـ قال‪ :‬عدّة خزنـة جهنـم تسـعة عشـر فـي التوراة‬
‫ِينـ أُوتُوا الك َ‬
‫ن اّلذ َ‬
‫َسـَتيْقِ َ‬
‫يقول فـي قوله‪ِ :‬لي ْ‬
‫والنجيل‪.‬‬
‫وكان ابن زيد يقول في ذلك ما‪:‬‬
‫ستَيْ ِقنَ اّلذِي نَ‬
‫‪ 27417‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد في قوله‪ِ :‬ليَ ْ‬
‫أُوتُوا الكِتابَ أنك رسول ال‪.‬‬
‫ِينـ آ َمنُوا إيمَانـا يقول تعالى ذكره‪ :‬وليزداد الذيـن آمنوا بال تصـديقا إلى‬
‫وقوله‪َ :‬و َي ْزدَادَ اّلذ َ‬
‫تصديقهم بال وبرسوله بتصديقهم بعدّة خزنة جهنم‪.‬‬
‫ب اّلذِي نَ أُوتُوا الكِتا بَ وَال ُم ْؤ ِمنُو نَ يقول‪ :‬ول يش كّ أهل التوراة والنجيل في‬
‫وقوله‪ :‬وَل َيرْتا َ‬
‫حقيقة ذلك والمؤمنون بال من أمة محمد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫ن فِي قُلُو ِبهِمْ َمرَضٌ والكا ِفرُونَ يقول تعالى ذكره‪ :‬وليقول الذين في قلوبهم‬
‫ل اّلذِي َ‬
‫وقوله‪ :‬وَليَقُو َ‬
‫مرض النفاق‪ ,‬والكافرون بال من مشركي قريش ماذَا أرَادَ الّلهُ ِب َهذَا َمثَلً‪ ,‬كما‪:‬‬
‫ن فِي قُلُو ِبهِ مْ‬
‫ل اّلذِي َ‬
‫‪ 27418‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَِل َيقُو َ‬
‫َمرَضٌ‪ :‬أي نفاق‪.‬‬
‫ن فِي‬
‫ل اّلذِي َ‬
‫‪27419‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَِليَقُو َ‬
‫ن ماذَا أرَا َد اللّ ُه ِب َهذَا َمثَلً يقول‪ :‬حتى يخوّفنا بهؤلء التسعة عشر‪.‬‬
‫قُلُو ِب ِهمْ َمرَضٌ والكا ِفرُو َ‬
‫ن يَشاءُ يقول تعالى ذكره‪ :‬ك ما أ ضل ال هؤلء‬
‫ن يَشاءُ و َي ْهدِي مَ ْ‬
‫وقوله‪َ :‬كذَل كَ ُيضِلّ اللّ ُه مَ ْ‬
‫المنافقين والمشركين القائلين في خبر ال عن عدّة خزنة جهنم‪ :‬أ يّ شيء أراد ال بهذا الخبر‬
‫من المثل حتى يخوّفنا بذكر عدتهم‪ ,‬ويهتدي به المؤمنون‪ ,‬فازدادوا بتصديقهم إلى إيمانهم إيمانا‬
‫ن يَشا ُء مِ نْ خَلْ ِق ِه فيخذله عن إ صابة الح قّ و َي ْهدِي مَ نْ يَشا ُء من هم‪ ,‬فيوف قه‬
‫كَذل كَ يُضِل اللّ هُ َم ْ‬
‫ك من كثرتهم إلّ هُوَ‪ :‬يعني ال‪ ,‬كما‪:‬‬
‫جنُو َد َربّ َ‬
‫لصابة الصواب وَما َيعَْلمُ ُ‬
‫ل هُوَ‬
‫جنُو َد َربّكَ إ ّ‬
‫‪27420‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَما َيعْلَمُ ُ‬
‫أي من كثرتهم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَ ما هِ يَ إلّ ِذ ْكرَى ل ْل َبشَرِ يقول تعالى ذكره‪ :‬و ما النار ال تي و صفتها إل تذكرة ذ كر‬
‫بها البشر‪ ,‬وهم بنو آدم‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ل ِذكْرَى‬
‫‪ 27421‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَما هِ يَ إ ّ‬
‫ل ْل َبشَر يعني النار‪.‬‬
‫‪27422‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد وَما هِ يَ إلّ‬
‫ِذكْرَى ل ْل َبشَر قال‪ :‬النار‪.‬‬

‫‪37-32‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ح ِإذَآ أَ سْ َفرَ * ِإنّهَا‬
‫صبْ ِ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬كَلّ وَالْ َق َمرِ * وَالّليْلِ ِإذْ َأ ْد َبرَ * وَال ّ‬
‫خرَ }‪.‬‬
‫شرِ * ِلمَن شَآ َء مِنكُ ْم أَن َيتَ َقدّمَ َأ ْو َي َتأَ ّ‬
‫حدَى ا ْل ُك َبرِ * َنذِيرا لّ ْل َب َ‬
‫لْ‬‫ِ‬
‫يع ني تعالى ذكره بقوله كَلّ‪ :‬ل يس القول ك ما يقول من ز عم أ نه يك في أ صحابَه المشرك ين‬
‫خزن ُة جهنم حتى يجهضهم عنها ثم أقسم ربنا تعالى فقال‪ :‬وَال َق َمرِ وَالّليْل إذْ أ ْد َبرَ يقول‪ :‬والليل‬
‫إذ ولّى ذاهبا‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27423‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَالّليْل إذْ أ ْد َبرَ‪ :‬إذ ولّى‪.‬‬
‫وقال آخرون في ذلك ما‪:‬‬
‫‪ 27424‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪ :‬والليل إذْ أ ْد َبرَ دبوره‪ :‬إظلمه‪.‬‬
‫واختلفت القرّاء في قراءة ذلك‪ ,‬فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة إ ْذ أ ْدبَرَ‪ ,‬وبعض قرّاء مكة‬
‫والكوفة‪« :‬إذا َد َبرَ»‪.‬‬
‫وال صواب من القول في ذلك عند نا‪ ,‬أنه ما قراءتان معروفتان صحيحتا المع نى‪ ,‬فبأيته ما قرأ‬
‫القارىء فمصيب‪.‬‬
‫وقـد اختلف أهـل العلم بكلم العرب فـي ذلك‪ ,‬فقال بعـض الكوفييـن‪ :‬همـا لغتان‪ ,‬يقال‪ :‬دبر‬
‫النهار وأدبر‪ ,‬ودبر الصـيف وأدبر قال‪ :‬وكذلك قَبـل وأقبـل فإذا قالوا‪ :‬أقبـل الراكـب وأدبر لم‬
‫يقولوه إل باللف‪ .‬وقال بعـض البصـريين‪« :‬واللّي ْل إذَا َد َبرَ» يعنـي‪ :‬إذا دبر النهار وكان فـي‬
‫آخره قال‪ :‬ويقال‪ :‬دبرني‪ :‬إذا جاء خلفي‪ ,‬وأدبر‪ :‬إذا ولّى‪.‬‬
‫والصواب من القول في ذلك عندي أنهما لغتان بمعنى‪ ,‬وذلك أنه محكيّ عن العرب‪ :‬قبح ال‬
‫ما َقبِل منه وما دبر‪ .‬وأخرى أن أهل التفسير لم يميزوا في تفسيرهم بين القراءتين‪ ,‬وذلك دليل‬
‫على أنهم فعلوا ذلك كذلك‪ ,‬لنهما بمعنى واحد‪.‬‬
‫صبْح إذَا أسْ َفرَ يقول تعالى ذكره‪ :‬والصبح إذا أضاء‪ ,‬كما‪:‬‬
‫وقوله‪ :‬وال ّ‬
‫صبْح إذَا أ سْ َفرَ‪ :‬إذا‬
‫‪ 27425‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة وال ّ‬
‫أضاء وأقبل‪.‬‬
‫حدَى ال ُكبَرِ يقول تعالى ذكره‪ :‬إن جهنـم لحدى الكـبر‪ ,‬يعنـي المور العظام‪ .‬وبنحـو‬
‫لْ‬‫إنّهـا َ‬
‫الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27426‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬ثني عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫حدَى ال ُك َبرِ‬
‫لْ‬‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد إنّها َ‬
‫يعني‪ :‬جهنم‪.‬‬
‫‪ 27427‬ـ حدثنا أبو السائب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬عن إسماعيل بن سميع‪ ,‬عن أبي رزين‬
‫حدَى ال ُك َبرِ قال‪ :‬جهنم‪.‬‬
‫لْ‬‫إنّها َ‬
‫حدَى ال ُك َبرِ‬
‫لْ‬‫‪27428‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬إنّها َ‬
‫قال‪ :‬هذه النار‪.‬‬
‫حدَى ال ُكبَرِ‬
‫لْ‬‫‪ 27429‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة إنّها َ‬
‫قال‪ :‬هي النار‪.‬‬
‫‪ 27430‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫حدَى ال ُك َبرِ يعني‪ :‬جهنم‪.‬‬
‫لْ‬‫يقول في قوله‪ :‬إنّها َ‬
‫‪ 27431‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫حدَى ال ُك َبرِ‪ :‬يعني جهنم‪.‬‬
‫لْ‬‫ابن عباس إنّها َ‬
‫شرِ يقول تعالى ذكره‪ :‬إن النار لحدى الكبر‪ ,‬نذيرا لبني آدم‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬نذِيرا ل ْل َب َ‬
‫عنِ يَ‬
‫واختلف أهل التأويل في معنى قوله َنذِيرا ل ْل َبشَر‪ ,‬وما الموصوف بذلك‪ ,‬فقال بعض هم‪ُ :‬‬
‫بذلك النار‪ ,‬وقالوا‪ :‬هي صفة للهاء ال تي في قوله «إن ها» وقالوا‪ :‬هي النذ ير فعلى قول هؤلء‬
‫النذير نصب على القطع من إحدى الكبر‪ ,‬لن إحدى الكبر معرفة‪ ,‬وقوله َنذِيرا نكرة‪ ,‬والكلم‬
‫قد يحسُن الوقوف عليه دونه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27432‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬قال الحسن‪ :‬وال ما‬
‫س بشيء أدهي منها‪ ,‬أو بداهية هي أدهي منها‪.‬‬
‫أُنذر النا ُ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل ذلك من صفة ال تعالى‪ ,‬وهو خبر من ال عن نفسه‪ ,‬أنه نذير لخلقه وعلى‬
‫هذا القول يجب أن يكون نصب قوله َنذِيرا على الخروج من جملة الكلم المتقدّم‪ ,‬فيكون معنى‬
‫الكلم‪ :‬و ما جعل نا أ صحاب النار إل ملئ كة نذيرا للب شر يع ني‪ :‬إنذارا ل هم فيكون قوله‪َ :‬نذِيرا‬
‫بمعنى إنذارا لهم كما قال‪َ « :‬ف َكيْ فَ كا نَ َنذِيرِ» بمعنى إنذاري ويكون أيضا بمعنى‪ :‬إنها لحدى‬
‫حدَى ال ُك َبرِ مؤدّيـا عـن معنـى صـيرنا ذلك‬
‫لْ‬‫ال ُكبَر صـيرنا ذلك كذلك نذيرا‪ ,‬فيكون قوله‪ :‬إنّهـا َ‬
‫كذلك‪ ,‬وهذا المعنى قصد من قال ذلك إن شاء ال‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27433‬ـ حدث ني أ بو ال سائب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو معاو ية‪ ,‬عن إ سماعيل‪ ,‬عن أ بي رز ين إنّ ها‬
‫حدَى ال ُك َبرِ قال‪ :‬جهنم َنذِيرا ل ْل َبشَرِ يقول ال‪ :‬أنا لكم منها نذير فاتقوها‪.‬‬
‫لْ‬‫َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل ذلك من صفة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬وقالوا‪ :‬ن صب نذيرا على‬
‫الحال مما في قوله «قم»‪ ,‬وقالوا‪ :‬معنى الكلم‪ :‬قم نذيرا للبشر فأنذر‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27434‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪َ :‬نذِيرا ل ْل َبشَرِ قال‪:‬‬
‫الخلق‪ ,‬قال‪ :‬بنو آدم البشر‪ ,‬فقيل له‪ :‬محمد النذير؟ قال‪ :‬نعم ينذرهم‪.‬‬
‫وقوله‪ِ :‬لمَ نْ شاءَ ِم ْنكُ مْ أ نْ َيتَ َقدّ مَ أ ْو يَتَأخّرَ يقول تعالى ذكره‪ :‬نذيرا للب شر ل من شاء من كم أيها‬
‫الناس أن يتقدّم في طا عة ال‪ ,‬أو يتأ خر في مع صية ال‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك قال أ هل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27435‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫خرَ قال‪ :‬من شاء ات بع طا عة ال‪ ,‬و من شاء‬
‫ن َيتَقدّ مَ أ ْو يَتأَ ّ‬
‫ا بن عباس‪ ,‬قوله‪ِ :‬لمَ نْ شا َء ِم ْنكُ ْم أ ْ‬
‫تأخر عنها‪.‬‬
‫‪ 27436‬ـ حدثني بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد قال‪ :‬حدثنا سعيد عن قتادة ِلمَ نْ شاءَ ِم ْنكُ مْ أ نْ َيتَ َقدّ مَ أوْ‬
‫يَتَأخّرَ‪ :‬يتقدّم في طاعة ال‪ ,‬أو يتأخر في معصيته‪.‬‬

‫‪45-38‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ت رَهِينَ ٌة * ِإلّ أَص ْـحَابَ ا ْل َيمِينِـ * فِي‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪{:‬كُلّ نَفْسٍـ بِمَا كَس َـبَ ْ‬
‫ن * وَلَ مْ‬
‫ن ا ْلمُ صَلّي َ‬
‫ك مِ َ‬
‫ن * مَا سََلكَ ُكمْ فِي سَ َق َر * قَالُو ْا لَمْ نَ ُ‬
‫ج ِرمِي َ‬
‫ن * عَ نِ ا ْل ُم ْ‬
‫جنّا تٍ َيتَسَآءَلُو َ‬
‫َ‬
‫ض مَعَ اُلخَآ ِئضِينَ }‪.‬‬
‫ن * َو ُكنّا َنخُو ُ‬
‫سكِي َ‬
‫طعِمُ ا ْل ِم ْ‬
‫َنكُ ُن ْ‬
‫ل ن فس مأمورة منه ية ب ما عملت من مع صية ال في الدن يا‪ ,‬رهي نة في‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬ك ّ‬
‫ن عن المجرم ين‪.‬‬
‫جنّا تٍ َيتَ ساءَلُو َ‬
‫ن فإن هم غ ير مرتهن ين‪ ,‬ولكن هم فِي َ‬
‫جه نم إلّ أ صحَابَ ال َيمِي ِ‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27437‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫سبَتْ رَهِينَةٌ يقول‪ :‬مأخوذة بعملها‪.‬‬
‫س ِبمَا َك َ‬
‫ابن عباس‪ :‬كُلّ نَفْ ٍ‬
‫س ِبمَا كَسَبَتْ‬
‫‪27438‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬كُلّ نَفْ ٍ‬
‫ن قال‪ :‬غَِلقَ الناس كلهم إل أصحاب اليمين‪.‬‬
‫رَهِينَ ٌة إلّ أصحَابَ ال َيمِي ِ‬
‫‪27439‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬كُلّ نَفْ سٍ‬
‫ب ال َيمِينِ قال‪ :‬ل يحاسبون‪.‬‬
‫ل أصحَا َ‬
‫سبَتْ رَهِينَةٌ إ ّ‬
‫ِبمَا َك َ‬
‫ل نَفْ سٍ ِبمَا‬
‫‪ 27440‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قول ال‪ :‬ك ّ‬
‫ل أ صحَابَ ال َيمِي نِ‪ :‬أ صحابُ اليم ين ل يرتهنون بذنوب هم‪ ,‬ول كن يغفر ها ال ل هم‬
‫سبَتْ رَهِينَةٌ إ ّ‬
‫كَ َ‬
‫عبَادَ الّل هِ ال ُمخْلَ صِينَ قال‪ :‬ل يؤاخذهم ال بسيىء أعمالهم‪ ,‬ولكن يغفرها ال‬
‫وقرأ قول ال‪ :‬إلّ ِ‬
‫لهم‪ ,‬ويتجاوز عنهم كما وعدهم‪.‬‬
‫‪ 27441‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫سبَتْ رَهِينَ ٌة قال‪ :‬كل نفس سبقت له كلمة العذاب يرتهنه ال في‬
‫ل نَفْ سٍ ِبمَا كَ َ‬
‫يقول في قوله‪ :‬ك ّ‬
‫ت رَهِينَ ٌة إلّ‬
‫ل نَفْس ٍـ بِمَا كَس َـبَ ْ‬
‫النار‪ ,‬ل يرتهـن ال أحدا مـن أهـل الجنـة‪ ,‬ألم تسـمع أنـه قال‪ :‬ك ّ‬
‫ت َيتَسَاءَلُونَ‪.‬‬
‫جنّا ٍ‬
‫ب ال َيمِينِ يقول‪ :‬ليسوا رهينة فِي َ‬
‫أصحَا َ‬
‫‪ 27442‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن قال‪ :‬إن كان أحدهم سبقت له كلمة العذاب جُعلَ منزله‬
‫ابن عباس‪ ,‬في قوله إلّ أصحَابَ اليَمي ِ‬
‫في النار يكون فيها رهنا‪ ,‬وليس يرتهن أحد من أهل الجنة هم في جنات يتساءلون‪.‬‬
‫واختلف أهل التأويل في أصحاب اليمين الذين ذكرهم ال في هذا الموضع‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬هم‬
‫أطفال المسلمين‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27443‬ـ حدثني واصل بن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن فض يل‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن عثمان‪,‬‬
‫ت رَهِينَ ٌة إلّ أ صحَابَ‬
‫سبَ ْ‬
‫ل نَفْ سٍ بِمَا كَ َ‬
‫ي ر ضي ال ع نه في هذه الَ ية‪ :‬ك ّ‬
‫عن زاذان‪ ,‬عن عل ّ‬
‫ال َيمِينِ قال‪ :‬هم الولدان‪.‬‬
‫حدث نا مح مد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مؤ مل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن عثمان أ بي اليقظان‪ ,‬عن‬
‫ل أ صحَابَ‬
‫سبَتْ رَهِينَةٌ إ ّ‬
‫س بِمَا كَ َ‬
‫ل نَفْ ٍ‬
‫ي ر ضي ال ع نه في قوله ك ّ‬
‫زاذان أ بي ع مر عن عل ّ‬
‫ال َيمِينِ قال‪ :‬أطفال المسلمين‪.‬‬
‫حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن الع مش‪ ,‬عن عثمان بن عم ير أ بي‬
‫عليـ رضـي ال عنـه إلّ أصـحَابَ ال َيمِيـن قال‪ :‬أولد‬
‫ّ‬ ‫اليقظان‪ ,‬عـن زاذان أبـي عمـر‪ ,‬عـن‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن أ بي اليقظان‪ ,‬عن زاذان‪ ,‬عن عل يّ‬
‫رضي ال عنه إلّ أصحَابَ ال َيمِين قال‪ :‬هم الولدان‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هم الملئكة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27444‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن شريك‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن أبي ظبيان‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬هم الملئكة‪.‬‬
‫وإنما قال من قال‪ :‬أصحاب اليمين في هذا الموضع‪ :‬هم الولدان وأطفال المسلمين ومن قال‪:‬‬
‫هم الملئ كة‪ ,‬لن هؤلء لم ي كن لهم ذنوب‪ ,‬وقالوا‪ :‬لم يكونوا لي سألوا المجرم ين ما سََل َك ُكمْ فِي‬
‫سَ َقرَ إل أن هم لم يقترفوا في الدن يا مآ ثم‪ ,‬ولو كانوا اقترفوها وعرفو ها لم يكونوا لي سألوهم ع ما‬
‫سلكهم في سقر‪ ,‬لن كلّ من د خل من ب ني آدم م من بلغ حدّ التكل يف‪ ,‬ولزِ مه فرض ال مر‬
‫والنهي‪ ,‬قد علم أن أحدا ل يعاقب إل على المعصية‪.‬‬
‫ج ِرمِي نَ ما سََل َك ُكمْ فِي سَ َقرَ يقول‪ :‬أ صحاب اليم ين في‬
‫جنّا تٍ َيتَ ساءَلُونَ عَن ال ُم ْ‬
‫وقوله‪ :‬فِي َ‬
‫بساتين يتساءلون عن المجرمين الذين سُلكوا في سقر‪ ,‬أ يّ شيء سلككم في سقر؟ قالُوا لَ ْم نَك‬
‫سكِينَ‬
‫ك ُنطْ ِعمُ المِ ْ‬
‫ن المُصَلّينَ يقول‪ :‬قال المجرمون لهم‪ :‬لم نك في الدنيا من المصلين ل وَلمْ نَ ُ‬
‫مِ َ‬
‫بخلً بما خوّلهم ال‪ ,‬ومنعا له من حقه‪.‬‬
‫و ُكنّا َنخُو ضُ مَ َع الخائِضِي نَ يقول‪ :‬وكنا نخوض في الباطل وفيما يكرهه ال مع من يخوض‬
‫فيه‪ ,‬كما‪:‬‬
‫ض مَعَ الخا ِئضِينَ‬
‫‪27445‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة و ُكنّا َنخُو ُ‬
‫قال‪ :‬كلما غوى غاوٍ غوينا معه‪.‬‬
‫ض مَ عَ‬
‫حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله وكُنّا َنخُو ُ‬
‫ن قال‪ :‬يقولون‪ :‬كلما غوى غاو غوينا معه‪.‬‬
‫الخائِضِي َ‬

‫‪49-46‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫حّتىَ َأتَانَا ا ْليَقِي نُ * فَمَا تَن َف ُعهُ مْ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪َ {:‬وكُنّا ُن َكذّ بُ ِبيَوْ مِ الدّي نِ * َ‬
‫عنِ ال ّت ْذ ِكرَ ِة ُمعْ ِرضِينَ }‪.‬‬
‫ن * َفمَا َل ُهمْ َ‬
‫شَفَاعَ ُة الشّا ِفعِي َ‬
‫وقوله‪ :‬وكُنّا ُن َكذّبُـ ِبيَوْم الدّيـن يقول تعالى ذكره‪ :‬قالوا‪ :‬وكنـا نكذّب بيوم المجازاة والثواب‬
‫ِينـ يقول‪ :‬قالوا‪ :‬حتـى أتانـا‬
‫والعذاب‪ ,‬ول نصـدّق بثواب ول عقاب ول حسـاب حتـى أتانـا اليَق ُ‬
‫عةُ الشّا ِفعِي نَ يقول‪ :‬ف ما يش فع ل هم الذ ين شفع هم ال في أ هل‬
‫الموت المو قن به فَمَا َتنْ َف ُعهُ مْ شَفا َ‬
‫الذنوب من أ هل التوح يد‪ ,‬فتنفع هم شفاعت هم‪ .‬و في هذه الَ ية دللة واض حة على أن ال تعالى‬
‫ض خل قه في ب عض‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك قال أ هل التأو يل‪ .‬ذ كر من قال‬
‫ذكره مشف ٌع بع َ‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 27446‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن سلمة بن كهيل‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا أ بو الزعراء‪ ,‬عن ع بد ال في ق صة ذكر ها في الشفا عة‪ ,‬قال‪ :‬ثم تش فع الملئ كة‬
‫والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون‪ ,‬ويشفعهم ال فيقول‪ :‬أنا أرحم الراحمين‪ ,‬فيخرج من‬
‫النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق من النار ثم يقول‪ :‬أنا أرحم الراحمين ثم قرأ عبد ال‪ :‬يا‬
‫ض مَعَ‬
‫سكِينَ و ُكنّا َنخُو ُ‬
‫طعِمُ المِ ْ‬
‫أيها الكفار ما سََل َك ُكمْ في سَ َق َر قالُوا لَمْ نَكُ ِمنَ المُصَلّينَ ولَمْ نَكُ ُن ْ‬
‫ن و ُكنّا ُن َكذّ بُ ِبيَوْم الدّين وعقد بيده أربعا‪ ,‬ثم قال‪ :‬هل ترون في هؤلء من خير‪ ,‬أل‬
‫الخائِضِي َ‬
‫ما يُترك فيها أحد فيه خير‪.‬‬
‫‪27447‬ـ حدثنا أبو كُرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن إدريس‪ ,‬قال‪ :‬سمعت عمي وإسماعيل بن أبي خالد‪,‬‬
‫عن سلمة بن كه يل‪ ,‬عن أ بي الزعراء‪ ,‬قال‪ :‬قال ع بد ال‪ :‬ل يب قى في النار إل أرب عة أو ذو‬
‫الربعة‪ .‬الشكّ من أبي جعفر الطبري ثم يتلو‪ :‬ما سََل َككُ ْم في سَ َقرَ قالُوا لَمْ نَكُ ِمنَ المُصَلّينَ ولَمْ‬
‫ن و ُكنّا َنخُوضُ مَ َع الخائِضِينَ و ُكنّا ُن َكذّبُ ِبيَوْم الدّينِ‪.‬‬
‫سكِي َ‬
‫طعِمُ ال ِم ْ‬
‫َنكُ ُن ْ‬
‫عةُ الشّا ِفعِينَ‬
‫‪27448‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة فَما َتنْ َف ُعهُمْ شَفا َ‬
‫تعلمن أن ال يشفع المؤمنين يوم القيامة‪ .‬ذُكر لنا أن نبيّ ال صلى ال عليه وسلم كان يقول‪:‬‬
‫جنّ َة أ ْكثَرَ ِمنْ َبنِي َتمِيمٍ»‪ .‬قال الحسن‪ :‬أكثر من ربيعة‬
‫عتِ ِه ال َ‬
‫ن ُأ ّمتِي رجُلً ُي ْدخِلُ اللّ ُه ِبشَفا َ‬
‫ن مِ ْ‬
‫«إ ّ‬
‫ومضر‪ ,‬كنا نحدّث أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور عن معمر‪ ,‬عن قتادة َفمَا َتنْ َف ُعهُمْ شَفاعَ ُة الشّا ِفعِينَ‬
‫قال‪ :‬تعلمن أن ال يشفع بعضهم في بعض‪.‬‬
‫‪ 27449‬ـ قال‪ :‬ث نا أ بو ثور‪ ,‬قال مع مر‪ :‬وأ خبرني من سمع أ نس بن مالك يقول‪ :‬إن الر جل‬
‫ليشفع للرجلين والثلثة والرجل‪.‬‬
‫‪27450‬ـ قال‪ :‬ثنا أبو ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن أيوب‪ ,‬عن أبي قلبة‪ ,‬قال‪ :‬يدخل ال بشفاعة رجل‬
‫من هذه ال مة الج نة م ثل ب ني تم يم‪ ,‬أو قال‪ :‬أك ثر من ب ني تم يم‪ ,‬وقال الح سن‪ :‬م ثل ربي عة‬
‫ومضر‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬فمَا َلهُ مْ عَن ال ّت ْذ ِكرَةِ ُم ْعرِضِي نَ يقول‪ :‬فما لهؤلء المشركين عن تذكرة ال إياهم بهذا‬
‫القرآن معرضيـن‪ ,‬ل يسـتمعون لهـا فيتعظوا ويعتـبروا‪ .‬وبنحـو الذي قلنـا فـي ذلك قال أهـل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن ال ّت ْذكِرَةِ‬
‫ع ِ‬
‫‪ 27451‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة فَمَا َلهُ مْ َ‬
‫ُمعْ ِرضِينَ أي عن هذا القرآن‪.‬‬

‫‪53-50‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل يُرِيدُ كُلّ‬
‫َسـ َورَةٍ * بَ ْ‬
‫ّتـ مِن ق ْ‬
‫ّسـتَن ِفرَ ٌة * َفر ْ‬
‫ح ُمرٌ م ْ‬
‫ُمـ ُ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪َ {:‬كأَ ّنه ْ‬
‫خرَةَ }‪.‬‬
‫لِ‬‫ل َيخَافُونَ ا َ‬
‫ل بَل ّ‬
‫صحُفا ّم َنشّرَ ًة * كَ ّ‬
‫ا ْمرِى ٍء ّم ْنهُمْ أَن ُي ْؤ َتىَ ُ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬فمـا لهؤلء المشركيـن بال عـن التذكرِة معرِضيـن‪ ,‬مولّيـن عنهـا توليـة‬
‫حمُر المستنفرة فَرّتْ ِمنْ َقسْ َورَةٍ‪.‬‬
‫ال ُ‬
‫س َتنْ ِفرَةٌ‪ ,‬فقرأ ذلك عا مة قرّاء الكو فة والب صرة بك سر الفاء‪,‬‬
‫واختلف القرّاء في قراءة قوله‪ :‬مُ ْ‬
‫وفي قراءة بعض المكيين أيضا بمعنى نافرة‪.‬‬
‫والصواب من القول في ذلك عندنا‪ ,‬أنهما قراءتان معروفتان‪ ,‬صحيحتا المعنى‪ ,‬فبأيتهما قرأ‬
‫القارىء فمصيب‪ .‬وكان الفرّاء يقول‪ :‬الفتح والكسر في ذلك كثيران في كلم العرب وأنشد‪:‬‬
‫ن ِل ُغرّب‬
‫ع َمدْ َ‬
‫ح ِمرَةٍ َ‬
‫سكْ حِما َركَ إنّ ُه ُمسْ َتنْ ِف ٌرفِي إ ْثرِ أ ْ‬
‫أ ْم ِ‬
‫وقوله‪ :‬فَرّ تْ مِ نْ قَ سْ َورَةٍ اختلف أ هل التأو يل في مع نى الق سورة‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬هم الرماة‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27452‬ـ حدثني أبو السائب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حفص بن غياث‪ ,‬عن حجاج‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس‪ ,‬في قوله‪ :‬فَرّتْ ِمنْ َقسْ َورَ ٍة قال‪ :‬الرماة‪.‬‬
‫‪27453‬ـ حدثني ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان وحدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‬
‫ن قَسْ َو َرةٍ قال‪ :‬الرماة‪.‬‬
‫عن سفيان‪ ,‬عن العمش‪ ,‬عن أبي ظبيان‪ ,‬عن أبي موسى َفرّتْ مِ ْ‬
‫‪ 27454‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد فَرّتْ مِ نْ‬
‫قَسْ َورَ ٍة قال‪ :‬هي الرماة‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن مجا هد‪,‬‬
‫مثله‪.‬‬
‫‪ 27455‬ـ حدثنا محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد قوله‪ :‬قَسْ َورَ ٍة قال‪:‬‬
‫ع صَبة قناص من الرماة‪ .‬زاد الحارث في حديثه‪ .‬قال‪ :‬وقال بعضهم في القسورة‪ :‬هو السد‪,‬‬
‫وبعضهم‪ :‬الرماة‪.‬‬
‫‪27456‬ـ حدثنا هناد بن السريّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو الحوص‪ ,‬عن سِماك‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫فَرّ تْ مِ نْ قَ سْ َورَةٍ قال‪ :‬الق سورة‪ :‬الرماة‪ ,‬فقال ر جل لعكرِ مة‪ :‬هو ال سد بل سان الحب شة‪ ,‬فقال‬
‫عكرِمة‪ :‬اسم السد بلسان الحبشة عنبسة‪.‬‬
‫حدث ني يعقوب بن إبراه يم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عل ية‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا أ بو رجاء‪ ,‬عن عكرِ مة‪ ,‬في‬
‫ت مِنْ َقسْ َورَ ٍة قال‪ :‬الرماة‪.‬‬
‫قوله فَرّ ْ‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن إسرائيل‪ ,‬عن أبي إسحاق‪ ,‬عن سليمان بن عبد ال‬
‫السلولي‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬هي الرماة‪.‬‬
‫ن قَ سْ َورَةٍ و هم‬
‫‪ 27457‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة َفرّ تْ مِ ْ‬
‫الرماة القناص‪.‬‬
‫ت مِنْ قَسْ َورَةٍ‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله فَرّ ْ‬
‫قال‪ :‬قسورة النبّل‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هم ال ُقنّاص‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27458‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن َقسْ َورَةٍ يعني‪ :‬رجال ال َقنْص‪.‬‬
‫ابن عباس‪َ ,‬فرّتْ مِ ْ‬
‫‪ 27459‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن أبي بشر‪ ,‬عن‬
‫ن َقسْ َورَةٍ قال‪ :‬هم القناص‪.‬‬
‫سعيد بن جُبير في هذه الَية َفرّتْ مِ ْ‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬عن أبي بشر‪ ,‬عن سعيد بن جُبير قال‪ :‬هم‬
‫القناص‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هم جماعة الرجال‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27460‬ـ حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة وحدثنا أبو كريب‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن شع بة‪ ,‬عن أ بي حمزة‪ ,‬قال‪ :‬سألت ا بن عباس عن الق سورة‪ ,‬فقال‪ :‬ما‬
‫أعلمه بلغة أحد من العرب‪ :‬السد هي عصب الرجال‪.‬‬
‫‪ 27461‬ـ حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث‪ ,‬قال‪ :‬ما أعلمه بلغة أحد‬
‫من العرب السد هي عِصب الرجال‪.‬‬
‫‪ 27462‬ـ حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبي يحدّث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا داود‪ ,‬قال‪ :‬ث ني عباد بن ع بد الرح من مولى ب ني ها شم‪ ,‬قال‪ :‬سئل ا بن عباس عن‬
‫القسورة‪ ,‬قال‪ :‬جمع الرجال‪ ,‬ألم تسمع ما قالت فلنة في الجاهلية‪:‬‬
‫ي مِثلُ ال َقسْ َورَ ْه‬
‫حّ‬‫خ ْيرَهأحْوَالُها في ال َ‬
‫خيْرَ ًة ل َ‬
‫ي َ‬
‫يا ِبنْتَ لُ َؤ ّ‬
‫وقال آخرون‪ :‬هي أصوات الرجال‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27463‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن عيينة‪ ,‬عن عمرو‪ ,‬عن عطاء‪ ,‬عن ابن عباس فَرّتْ‬
‫ن قَسْ َورَ ٍة قال‪ :‬ركز الناس أصواتهم‪.‬‬
‫مِ ْ‬
‫سمَعُ َل ُهمْ ِركْزا‪.‬‬
‫حدٍ أوْ َت ْ‬
‫س ِم ْنهُمْ ِمنْ أ َ‬
‫قال أبو كريب‪ ,‬قال سفيان‪ :‬هَلْ ُتحِ ّ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل هو السد‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27464‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن هشام بن سعد‪ ,‬عن زيد بن أسلم‪ ,‬عن أبي‬
‫ت مِنْ َقسْ َورَ ٍة قال‪ :‬هو السد‪.‬‬
‫هريرة فَرّ ْ‬
‫حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬أخبرني هشام بن سعد‪ ,‬عن زيد بن أسلم‪ ,‬عن‬
‫ن َقسْ َورَةٍ قال‪ :‬هو السد‪.‬‬
‫ابن سيلن‪ ,‬أن أبا هريرة كان يقول في قول ال‪َ :‬فرّتْ مِ ْ‬
‫‪27465‬ـ حدثني محمد بن معمر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هشام‪ ,‬عن زيد بن أسلم‪ ,‬في قول ال‪ :‬فَرّتْ مِ نْ‬
‫قَسْ َورَ ٍة قال‪ :‬السد‪.‬‬
‫حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬أخبرني داود بن قيس عن زيد بن أسلم‪ ,‬في قول‬
‫ن َقسْ َورَةٍ قال‪ :‬هو السد‪.‬‬
‫ال‪َ :‬فرّتْ مِ ْ‬
‫‪ 27466‬ـ حدثني محمد بن خالد بن خداش‪ ,‬قال ثني سلم بن قتيبة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حماد بن سلمة‪,‬‬
‫ن قَ سْ َورَةٍ‬
‫ت مِ ْ‬
‫عن عل يّ بن زيد‪ ,‬عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أنه سُئل عن قوله‪ :‬فَرّ ْ‬
‫قال‪ :‬هو بالعربية‪ :‬السد‪ ,‬وبالفارسية‪ :‬شار‪ ,‬وبالنبطية‪ :‬أريا‪ ,‬وبالحبشية‪ :‬قسورة‪.‬‬
‫حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قوله فَرّتْ‬
‫ن قَسْ َورَ ٍة يقول‪ :‬السد‪.‬‬
‫مِ ْ‬
‫حدثني أبو السائب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حفص بن غياث‪ ,‬عن هشام بن سعد‪ ,‬عن زيد بن أسلم‪ ,‬عن‬
‫أبي هريرة قال‪ :‬السد‪.‬‬
‫‪27467‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬فَرّتْ مِنْ قَسْ َورَةٍ‬
‫قال‪ :‬القسورة‪ :‬السد‪.‬‬
‫شرَةً يقول تعالى ذكره‪ :‬مـا بهؤلء‬
‫ـحُفا َم َن ّ‬
‫ـ يُؤَتـى ص ُ‬
‫ـ أن ْ‬
‫وقوله‪ :‬بَلْ ُيرِيدُ كُلّ ا ْمرِىءٍ ِم ْنهُم ْ‬
‫ل رجل منهم‬
‫المشركين في إعراضهم عن هذا القرآن أنهم ل يعلمون أنه من عند ال‪ ,‬ولكن ك ّ‬
‫يريد أن يؤتي كتابا من السماء ينزل عليه‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪27468‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬بَلْ ُيرِيدُ كُلّ ا ْمرِىءٍ‬
‫صحُفا ُم َنشّرَ ًة قال‪ :‬قد قال قائلون من الناس‪ :‬يا محمد إن سرّك أن نتبعك فأتنا‬
‫ِم ْنهُ مْ أ نْ ُي ْؤتَي ُ‬
‫بكتاب خاصـة إلى فلن وفلن‪ ,‬نؤمـر فيـه باتباعـك‪ ,‬قال قتادة‪ :‬يريدون أن يؤتوا براءة بغيـر‬
‫عمل‪.‬‬
‫‪27469‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬بَلْ ُيرِيدُ‬
‫شرَةً قال‪ :‬إلى فلن من ربّ العالمين‪.‬‬
‫صحُفا ُم َن ّ‬
‫ن يُ ْؤتَي ُ‬
‫كُلّ ا ْمرِىءٍ ِم ْن ُهمْ أ ْ‬
‫لخِرَ َة يقول تعالى ذكره‪ :‬ما المر كما يزعمون من أنهم لو أوتوا‬
‫ناَ‬
‫ل ل يَخافُو َ‬
‫وقوله‪ :‬كَلّ بَ ْ‬
‫صحفا منشّرة صدّقوا‪ ,‬بل ل يخافون الَخرة‪ ,‬يقول‪ :‬لكن هم ل يخافون عقاب ال‪ ,‬ول ي صدّقون‬
‫بالبعـث والثواب والعقاب فذلك الذي دعاهـم إلى العراض عـن تذكرة ال‪ ,‬وهوّن عليهـم ترك‬
‫الستماع لوحيه وتنزيله‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ل بَلْ ل يخافُو نَ‬
‫‪ 27470‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة قوله‪ :‬كَ ّ‬
‫لخِرَ َة إنما أفسدهم أنهم كانوا ل يصدّقون بالَخرة‪ ,‬ول يخافونها‪ ,‬هو الذي أفسدهم‪.‬‬
‫اَ‬

‫‪56-54‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن ِإلّ أَن َيشَآءَ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬كَلّ ِإنّهُ َت ْذ ِكرَةٌ * َفمَن شَآءَ َذ َكرَ ُه * َومَا َيذْ ُكرُو َ‬
‫ل ا ْل َمغْ ِفرَةِ }‪.‬‬
‫ل التّقْ َوىَ وَأَهْ ُ‬
‫اللّ ُه هُ َو أَهْ ُ‬
‫يعني جلّ ثناؤه بقوله‪ :‬كَلّ إنّ ُه َت ْذ ِكرَةٌ ليس المر كما يقول هؤلء المشركون في هذا القرآن‬
‫من أنه سحر يؤثر‪ ,‬وأنه قول البشر‪ ,‬ولكنه تذكرة من ال لخلقه‪ ,‬ذكرهم به‪ .‬وبنحو الذي قلنا‬
‫في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27471‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬كَلّ إّن ُه َت ْذكِرَ ٌة أي‬
‫القرآن‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬فمَن شاءَ َذ َكرَه يقول تعالى ذكره‪ :‬فمن شاء من عباد ال الذين ذكرهم ال بهذا القرآن‬
‫ن يَشاءَ الّل ُه يقول تعالى‬
‫ن إلّ أ ْ‬
‫ذكره‪ ,‬فات عظ فا ستعمل ما ف يه من أ مر ال ونه يه وَ ما َي ْذكُرُو َ‬
‫ذكره‪ :‬ومـا يذكرون هذا القرآن فيتعظون به‪ ,‬ويت سعملون ما فيـه‪ ,‬إل أن يشاء ال أن يذكروه‪,‬‬
‫لنه ل أحد يقدر على شيء إل بأن يشاء ال يقدره عليه‪ ,‬ويعطيه القدرة عليه‪.‬‬
‫عقابهـ على‬
‫َ‬ ‫ل ال َمغْ ِفرَةِ يقول تعالى ذكره‪ :‬ال أهـل أن يتقـي عبادُه‬
‫ل التّقْوَى وأهْ ُ‬
‫وقوله‪ :‬هُ َو أهْ ُ‬
‫معصيتهم إياه‪ ,‬فيجتنبوا معاصيه‪ ,‬ويُسارعوا إلى طاعته‪ ,‬وأهل المغفرة يقول‪ :‬هو أهل أن يغفر‬
‫ذنوبهم إذا هم فعلوا ذلك‪ ,‬ول يعاقبهم عليها مع توبتهم منها‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27472‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة ُه َو أهْلُ التّ ْقوَى وأهْلُ‬
‫ال َمغْ ِفرَةِ ربنا محقوق أن تتقي محارمه‪ ,‬وهو أهل المغفرة يغفر الذنوب‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله هُ َو أهْلُ الّتقْوَى‬
‫ل ال َمغْ ِفرَةِ قال‪ :‬أهل أن تتقي محارمه‪ ,‬وأهل المغفرة‪ :‬أهل أن يغفر الذنوب‪.‬‬
‫وأهْ ُ‬

‫سورة القيامة‬
‫سورة القيامة مكية‬
‫وآياتها أربعون‬
‫بسم ال الرحمَن الرحيـم‬

‫‪4-1‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫س اللّوّا َمةِ * َأ َيحْ سَبُ‬
‫سمُ ِبيَوْ ِم الْ ِقيَامَةِ * َولَ ُأقْ سِمُ بِالنّفْ ِ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪{:‬لَ ُأقْ ِ‬
‫ى أَن ّنسَ ّويَ َبنَانَهُ }‪.‬‬
‫عظَامَ ُه * بََلىَ قَا ِدرِينَ عََل َ‬
‫جمَعَ ِ‬
‫ن أَلّن ّن ْ‬
‫الِنسَا ُ‬
‫ْمـ القِيامَةِ فقرأت ذلك عامـة قرّاء المصـار‪ :‬لَ‬
‫ْسـمُ ِبيَو ِ‬
‫اختلفـت القرّاء فـي قراءة قوله‪ :‬ل ُأق ِ‬
‫سمُ (ل) مف صولة من أقسم‪ ,‬سوى الح سن والعرج‪ ,‬فإنه ذكر عنهما أنهما كانا يقرآن ذلك‪:‬‬
‫ُأقْ ِ‬
‫ل ْقسِمُ ِبيَ ْو ِم القِيامَةِ» بمعنى‪ :‬أقسم بيوم القيامة‪ ,‬ثم أدخلت عليها لم القسم‪.‬‬
‫«ُ‬
‫والقراءة ال تي ل أ ستجيز غير ها في هذا المو ضع «ل» مف صولة‪ ,‬أق سم مبتدأه على ما عل يه‬
‫قرّاء المصار‪ ,‬لجماع الحجة من القرّاء عليه‪.‬‬
‫و قد اختلف الذ ين قرأوا ذلك على الو جه الذي اختر نا قراء ته في تأويله‪ ,‬فقال بعض هم «ل»‬
‫صلة‪ ,‬وإنما معنى الكلم‪ :‬أقسم بيوم القيامة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27473‬ـ حدثنا أبو هشام الرفاعي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن يمان‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن ابن جريج‪,‬‬
‫سمُ ِبيَوْم القَيامَةِ قال‪ :‬أقسم بيوم القيامة‪.‬‬
‫عن الحسن بن مسلم بن يناق‪ ,‬عن سعيد بن جُبير ل ُأقْ ِ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن جريج‪ ,‬عن الحسن بن مسلم‪ ,‬عن‬
‫سمُ قال‪ :‬أقسم‪.‬‬
‫سعيد بن جُبير ل ُأ ْق ِ‬
‫وقال آخرون منهم‪ :‬بل دخلت «ل» توكيدا للكلم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫سمُ‬
‫‪ 27474‬ـ سمعت أ با هشام الرفا عي يقول‪ :‬سمعت أ با ب كر بن عياش يقول‪ :‬قوله‪ :‬ل ُأقْ ِ‬
‫توكيد للقسم كقوله‪ :‬ل وال‪.‬‬
‫وقال ب عض نحو يي الكو فة‪ ,‬ل ردّ لكلم قد م ضى من كلم المشرك ين الذ ين كانوا ينكرون‬
‫الج نة والنار‪ ,‬ثم ابتدىء الق سم‪ ,‬فق يل‪ :‬أق سم بيوم القيا مة‪ ,‬وكان يقول‪ :‬كلّ يم ين قبل ها ردّ لكلم‪,‬‬
‫فل بدّ من تقد يم «ل» قبل ها‪ ,‬ليفرق بذلك ب ين اليم ين ال تي تكون جحدا‪ ,‬واليم ين ال تي ت ستأنف‪,‬‬
‫ويقول‪ :‬أل ترى أنـك تقول مبتدئا‪ :‬وال إن الرسـول لحقّـ وإذا قلت‪ :‬ل وال إن الرسـول لحقّـ‬
‫فكأنك أكذبت قوما أنكروه‪.‬‬
‫واختلفوا أي ضا في ذلك‪ ,‬هل هو ق سم أم ل؟ فقال بعض هم‪ :‬هو ق سم أق سم رب نا بيوم القيا مة‪,‬‬
‫وبالنفس اللوّامة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27475‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن أبي الخير بن تميم‪ ,‬عن سعيد‬
‫بن جبير‪ ,‬قال‪ :‬قال لي ا بن عباس‪ :‬م من أ نت؟ فقلت‪ :‬من أ هل العراق‪ ,‬فقال‪ :‬أي هم؟ فقلت‪ :‬من‬
‫ب ني أ سد‪ ,‬فقال‪ :‬من حريب هم‪ ,‬أو م من أن عم ال علي هم؟ فقلت‪ :‬ل بل م من أن عم ال علي هم‪ ,‬فقال‬
‫لي‪ :‬سل‪ ,‬فقلت‪ :‬ل أقسم بيوم القيامة‪ ,‬فقال‪ :‬يقسم ربك بما شاء من خلقه‪.‬‬
‫سمُ ِبيَوْم القِيامَةِ‬
‫‪27476‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬ل أقْ ِ‬
‫سمُ بالنّفْس الّلوَامَ ِة قال‪ :‬أقسم بهما جميعا‪.‬‬
‫وَل ُأقْ ِ‬
‫سمُ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل أق سم بيوم القيا مة‪ ,‬ولم يق سم بالن فس اللوّا مة‪ .‬وقال‪ :‬مع نى قوله‪ :‬وَل ُأقْ ِ‬
‫بالنّفْسِ الّلوّامَةِ ولست أقسم بالنفس اللوّامة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27477‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬قال الح سن‪ :‬أق سم‬
‫بيوم القيامة‪ ,‬ولم يقسم بالنفس اللوّامة‪.‬‬
‫وأولى القوال فـي ذلك عندي بالصـواب قول مـن قال‪ :‬إن ال أقسـم بيوم القيامـة‪ ,‬وبالنفـس‬
‫اللوّامة‪ ,‬وجعل «ل» ردّا لكلم قد كان تقدّمه من قوم‪ ,‬وجوابا لهم‪.‬‬
‫وإنما قلنا ذلك أولى القوال بالصواب‪ ,‬لن المعروف من كلم الناس في محاوراتهم إذا قال‬
‫أحدهـم‪ :‬ل وال‪ ,‬ل فعلت كذا‪ ,‬أنـه يقصـد بل ردّ الكلم‪ ,‬وبقوله‪ :‬وال‪ ,‬ابتداء يميـن‪ ,‬وكذلك‬
‫قولهـم‪ :‬ل أقسـم بال ل فعلت كذا فإذا كان المعروف مـن معنـى ذلك مـا وصـفنا‪ ,‬فالواجـب أن‬
‫يكون سائر ما جاء من نظائره جار يا مجراه‪ ,‬ما لم يخرج ش يء من ذلك عن المعروف ب ما‬
‫يجب التسليم له‪ .‬وبعد‪ ,‬فإن الجميع من الحجة مجمعون على أن قوله‪ :‬ل ُأقْسِمُ ِب َيوْمِ القِيامَ ِة قسم‬
‫فكذلك قوله‪ :‬وَل ُأقْ سِمُ بالنّفْس الّلوّامَ ِة إل أن تأتي حجة تدلّ على أن أحدهما قسم والَخر خبر‪.‬‬
‫وقـد دللنـا على أن قراءة مـن قرأ الحرف الوّل لقسـم بوصـل اللم بأقسـم قراءة غيـر جائزة‬
‫بخلفها ما عليه الحجة مجمعة‪ ,‬فتأويل الكلم إذا‪ :‬ل ما المر كما تقولون أيها الناس من أن‬
‫ال ل يب عث عباده بعد ممات هم أحياء‪ ,‬أق سم بيوم القيا مة‪ .‬وكا نت جما عة تقول‪ :‬قيا مة كل ن فس‬
‫موتها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27478‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان ومسعر‪ ,‬عن زياد بن علقة‪ ,‬عن‬
‫المغيرة بن شعبة‪ ,‬قال‪ :‬يقولون‪ :‬القيامة القيامة‪ ,‬وإنما قيامة أحدهم‪ :‬موته‪.‬‬
‫‪ 27479‬ـ قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن مسعر وسفيان‪ ,‬عن أبي قبيس‪ ,‬قال‪ :‬شهدت جنازة فيها علقمة‪,‬‬
‫فلما دفن قال‪ :‬أما هذا فقد قامت قيامته‪.‬‬
‫سمُ بالنّفْ سِ الّلوّامَ ِة اختلف أ هل التأو يل في تأو يل قوله‪ :‬اللّوّا َمةِ فقال بعض هم‪:‬‬
‫وقوله‪ :‬وَل ُأقْ ِ‬
‫معناه‪ :‬ول أقسم بالنفس التي تلوم على الخير والشرّ‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27480‬ـ حدثنا مح مد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مؤ مل‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن ا بن جر يج‪ ,‬عن‬
‫سمُ بالنّفْ سِ الّلوّامَ ِة قال‪ :‬تلوم على الخير‬
‫الحسن بن مسلم‪ ,‬عن سعيد بن جبير‪ ,‬في قوله‪ :‬وَل ُأقْ ِ‬
‫والشرّ‪.‬‬
‫‪ 27481‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن إسرائيل‪ ,‬عن سِماك‪ ,‬عن عكرِمة وَل ُأقْ سِمُ‬
‫بالنّفْسِ الّلوّامَةِ قال‪ :‬تلوم على الخير والشرّ‪.‬‬
‫‪ 27482‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن أبي الخير بن تميم‪ ,‬عن سعيد‬
‫س اللّوّا َمةِ قال‪ :‬هي النفس اللّؤوم‪.‬‬
‫بن جُبير‪ ,‬قال‪ :‬قلت لبن عباس وَل ُأ ْقسِمُ بالنّفْ ِ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬أنها تلوم على ما فات وتندم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27483‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬بالنّفْ سِ‬
‫اللّوّا َمةِ قال‪ :‬تندم على ما فات وتلوم عليه‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل اللوّامة‪ :‬الفاجرة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27484‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَل ُأقْ سِمُ بالنّفْ سِ الّلوّامَةِ‪:‬‬
‫أي الفاجرة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل هي المذمومة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27485‬ـ حدثني عليّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عليّ‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في‬
‫س اللّوّا َمةِ يقول‪ :‬المذمومة‪.‬‬
‫قوله‪ :‬وَل ُأ ْقسِمُ بالنّفْ ِ‬
‫وهذه القوال التـي ذكرناهـا عمـن ذكرناهـا عنـه وإن اختلفـت بهـا ألفاظ قائليهـا‪ ,‬فمتقاربات‬
‫المعاني‪ ,‬وأشبه القول في ذلك بظاهر التنزيل أنها تلوم صاحبها على الخير والشرّ‪ ,‬وتندم على‬
‫ما فات‪ ,‬والقرّاء كلهم مجمعون على قراءة هذه بفصل «ل» من أقسم‪.‬‬
‫ن ابن آدم أن لن نقدر على‬
‫جمَ عَ عِظامَ ُه يقول تعالى ذكره‪ :‬أيظ ّ‬
‫ن َن ْ‬
‫وقوله‪ :‬أ َيحْ سَبُ النْسانُ أَلّ ْ‬
‫جمع عظامه بعد تفرّقها‪ ,‬بلى قادرين على أعظم من ذلك‪ ,‬أن نسويَ بنانه‪ ,‬وهي أصابع يديه‬
‫ورجل يه‪ ,‬فنجعل ها شيئا واحدا كخ فّ البع ير‪ ,‬أو حا فر الحمار‪ ,‬فكان ل يأ خذ ما يأ كل إل بف يه‬
‫كسائر البهائم‪ ,‬ولكنه فرق أصابع يديه يأخذ بها‪ ,‬ويتناول ويقبض إذا شاء ويبسط‪ ,‬فحسن خلقه‪.‬‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27486‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن أبي الخير بن تميم‪ ,‬عن سعيد‬
‫جمَ عَ عِظامَ هُ بَلى قا ِدرِي نَ‬
‫ن َن ْ‬
‫بن جُبير‪ ,‬قال‪ :‬قال لي ابن عباس‪ :‬سل‪ ,‬فقلت‪ :‬أ َيحْ سَبُ النْسانُ أَلّ ْ‬
‫ي بَنانَ ُه قال‪ :‬لو شاء لجعله خفا أو حافرا‪.‬‬
‫على أنْ ُنسَ ّو َ‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫ن نُ سَ ّويَ بَنانَ هُ قال‪ :‬أ نا قادر على أن أج عل ك فه مجمّرة م ثل‬
‫ن على أ ْ‬
‫عباس‪ ,‬قوله بَلى قا ِدرِي َ‬
‫خفّ البعير‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن عطية‪ ,‬عن إسرائيل‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عمن حدثه‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫ن ُنسَ ّويَ بَنانَهُ قال‪ :‬نجعله خفا أو حافرا‪.‬‬
‫ن على أ ْ‬
‫جُبير عن ابن عباس بَلى قا ِدرِي َ‬
‫ي بَنانَ ُه قال‪ :‬على أن نجعله‬
‫‪ 27487‬ـ قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن النضر‪ ,‬عن عكرِمة على أ نْ نُ سَ ّو َ‬
‫ف البعير‪ ,‬أو حافر الحمار‪.‬‬
‫خ ّ‬
‫مثل ُ‬
‫‪ 27488‬ـ حدث ني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عل ية‪ ,‬عن أ بي رجاء‪ ,‬عن الح سن‪ ,‬في قوله‪ :‬بَلى‬
‫ي بَنانَهُـ قال‪ :‬جعلهـا يدا‪ ,‬وجعلهـا أصـابع يقبضهنّـ ويبسـطهنّ‪ ,‬ولو شاء‬
‫قا ِدرِينَـ على أن ْـ نُسَـّو َ‬
‫لجمعهنّ‪ ,‬فاتقيت الرض بفيك‪ ,‬ولكن سوّاك خلقا حسنا‪ .‬قال أبو رجاء‪ :‬وسُئل عكرِمة فقال‪ :‬لو‬
‫شاء لجعلها كخفّ البعير‪.‬‬
‫‪27489‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أبي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬على أ نْ‬
‫ُنسَ ّويَ بَنانَهُ رجليه‪ ,‬قال‪ :‬كخفّ البعير فل يعمل بهما شيئا‪.‬‬
‫ن على أنْ‬
‫‪27490‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬بَلى قادِرِي َ‬
‫ُسـّويَ بَنانَه ُـ قادر وال على أن يجعـل بنانـه كحافـر الدابـة‪ ,‬أو كخف ّـ البعيـر‪ ,‬ولو شاء لجعله‬
‫ن َ‬
‫كذلك‪ ,‬فإنما ينقي طعامه بفيه‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله على أ نْ نُ سَ ّويَ‬
‫ف البعير‪ ,‬أو حافر الدابة‪.‬‬
‫بَنانَهُ قال‪ :‬لو شاء جعل بنانه مثل خ ّ‬
‫‪ 27491‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله على أ نْ نُ سَ ّويَ بَنانَ هُ قال‪ :‬البنان‪ :‬ال صابع‪ ,‬يقول‪ :‬ن حن قادرون على أن نج عل‬
‫بنانه مثل خفّ البعير‪.‬‬
‫ن فقال بعضهم‪ :‬نصب لنه واقع موقع نفعل‪ ,‬فلما‬
‫واختلف أهل العربية في وجه نصب قا ِدرِي َ‬
‫ردّ إلى فاعل نصب‪ ,‬وقالوا‪ :‬معنى الكلم‪ :‬أيحسب النسان أن لن نجمع عظامه بل نقدر على‬
‫أن ن سوّي بنا نه ثم صرف نقدر إلى قادر ين‪ .‬وكان ب عض نحو يي الكو فة يقول‪ :‬ن صب على‬
‫الخروج من نج مع‪ ,‬كأ نه ق يل في الكلم‪ :‬أيح سب أن لن نقوَى عل يه؟ بل قادر ين على أقوى‬
‫منك‪ .‬يريد‪ :‬بلى نقوى مقتدرين على أكثر من ذا‪ .‬وقال‪ :‬قول الناس بل نقدر‪ ,‬فلما صرفت إلى‬
‫قادر ين ن صبت خ طأ‪ ,‬لن الف عل ل ين صب بتحويله من يف عل إلى فا عل‪ .‬أل ترى أ نك تقول‪:‬‬
‫أتقوم إلينا‪ ,‬فإن حوّلتها إلى فاعل قلت‪ :‬أقائم‪ ,‬وكان خطأ أن تقول قائما قال‪ :‬وقد كانوا يحتجون‬
‫بقول الفرزدق‪:‬‬
‫ن ِفيّ زُورُ كَلم‬
‫شتُ ُم الدّهْرَ ُمسْلِماوَل خارِجا مِ ْ‬
‫عَلَى َقسَمٍ ل أ ْ‬
‫فقالوا‪ :‬إنما أراد‪ :‬ل أشتم ول يخرج‪ ,‬فلما صرفها إلى خارج نصبها‪ ,‬وإنما نصب لنه أراد‪:‬‬
‫عاهدت ربي لشاتما أحدا‪ ,‬ول خارجا من ف يّ زور كلم وقوله‪ :‬ل أشتم‪ ,‬في موضع نصب‪.‬‬
‫وكان ب عض نحو يي الب صرة يقول‪ :‬ن صب على نج مع‪ :‬أي بل نجمع ها قادر ين على أن ن سوّي‬
‫بنانه‪ ,‬وهذا القول الثاني أشبه بالصحة على مذهب أهل العربية‪.‬‬

‫‪12-5‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫جرَ َأمَامَهُـ * يَس ْـأَلُ َأيّانَـ يَوْمُـ الْ ِقيَامَةِ *‬
‫ن ِليَ ْف ُ‬
‫القول فــي تأويــل قوله تعالى‪{:‬بَلْ ُيرِيدُ الِنسـَا ُ‬
‫ن ا ْلمَ َفرّ‬
‫ن يَ ْو َم ِئذٍ َأيْ َ‬
‫شمْ سُ وَا ْل َق َمرُ * يَقُولُ الِن سَا ُ‬
‫جمِ عَ ال ّ‬
‫َفإِذَا َبرِ قَ ا ْلبَ صَرُ * َوخَ سَفَ الْ َق َمرُ * َو ُ‬
‫ستَ َقرّ }‪.‬‬
‫ل لَ َوزَرَ * إَِلىَ َر ّبكَ يَ ْو َم ِئذٍ ا ْل ُم ْ‬
‫* كَ ّ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬ما يج هل ا بن آدم أن ر به قادر على أن يج مع عظا مه‪ ,‬ولك نه ير يد أن‬
‫يمضي أمامه قُدُما في معاصي ال‪ ,‬ل يثنيه عنها شيء‪ ,‬ول يتوب منها أبدا‪ ,‬ويسوّف التوبة‪.‬‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27492‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن أبي الخير بن تميم الضبي‪ ,‬عن‬
‫جرَ أمامَ ُه قال‪ :‬يمضي قُدُما‪.‬‬
‫سعيد بن جُبير‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في قوله‪ :‬بَلْ ُيرِيدُ النْسانُ ِليَ ْف ُ‬
‫‪ 27493‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫جرَ أمامَ هُ يعني المل‪ ,‬يقول النسان‪ :‬أعمل ثم أتوب قبل‬
‫ن ِليَ ْف ُ‬
‫ل ُيرِيدُ النْسا ُ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله بَ ْ‬
‫ق بين يدي القيامة‪.‬‬
‫يوم القيامة‪ ,‬ويقال‪ :‬هو الكفر بالح ّ‬
‫‪27494‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫جرَ‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ِ :‬ليَ ْف ُ‬
‫أمامَهُ قال‪ :‬يمضي أمامه راكبا رأسه‪.‬‬
‫‪ 27495‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬بَلْ ُيرِيدُ النْ سانُ‬
‫جرَ أمامَهُ قال‪ :‬قال الحسن‪ :‬ل تلقى ابن آدم إل تنزع نفسه إلى معصية ال ُقدُما ُقدُما‪ ,‬إل من‬
‫ِليَ ْف ُ‬
‫قد عصم ال‪.‬‬
‫جرَ‬
‫‪27496‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله‪ِ :‬ليَ ْف ُ‬
‫أمامَهُ قال‪ :‬قُدُما في المعاصي‪.‬‬
‫ل يُرِيدُ النْسانُ‬
‫‪27497‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلمة‪ ,‬عن عمرو‪ ,‬عن إسماعيل السدي بَ ْ‬
‫جرَ أمامَهُ قال‪ :‬قُدُما‪.‬‬
‫ِليَ ْف ُ‬
‫جرَ‬
‫ل ُيرِيدُ النْسانُ ِليَ ْف ُ‬
‫‪27498‬ـ حدثنا أبو ُكرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن النضر‪ ,‬عن عكرِمة بَ ْ‬
‫أمامَهُ قال‪ :‬قدما ل ينزع عن فجور‪.‬‬
‫‪ 27499‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أبي إسحاق‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‬
‫جرَ أمامَهُ قال‪ :‬سوف أتوب‪.‬‬
‫ِليَ ْف ُ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك أنه يركب رأسه في طلب الدنيا دائبا ول يذكر الموت‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27500‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫جرَ أمامَهُ هو المل يؤمل النسان‪ ,‬أعيش وأصيب من الدنيا‬
‫يقول في قوله‪ :‬بَلْ ُيرِيدُ النْسانُ ليَ ْف ُ‬
‫كذا‪ ,‬وأصيب كذا‪ ,‬ول يذكر الموت‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬بل يريد النسان الكافر ليكذب بيوم القيامة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27501‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫جرَ أمامَ ُه يقول‪ :‬الكافر يكذّب بالحساب‪.‬‬
‫ل ُيرِيدُ النْسانُ ليَ ْف ُ‬
‫قوله‪ :‬بَ ْ‬
‫‪ 27502‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد في قوله‪ :‬بَلْ ُيرِيدُ النْسانُ‬
‫جرَ أمامَهُ قال‪ :‬يكذّب بما أمامه يوم القيامة والحساب‪.‬‬
‫ليَ ْف ُ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬بل يريد النسان ليكفر بالحقّ بين يدي القيامة‪ ,‬والهاء على هذا‬
‫القول في قوله‪ :‬أمامَ ُه من ذكر القيامة‪ ,‬وقد ذكرنا الرواية بذلك قبل‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬يَ سألُ أيّا نَ َيوْ ُم القيامَةِ يقول تعالى ذكره‪ :‬ي سأل ا بن آدم ال سائر دائ با في مع صية ال‬
‫سفَ‬
‫قُدُ ما‪ :‬م تى يوم القيا مة؟ ت سويفا م نه للتو بة‪ ,‬فبين ال له ذلك فقال‪ :‬فإذَا َبرِ قَ البَ صَرُ وخَ َ‬
‫شمْ سُ وال َقمَرُ‪ ...‬الَية‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال‬
‫جمِ َع ال ّ‬
‫ال َق َمرُ و ُ‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 27503‬ـ حدثنا أبو كُرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن عطية‪ ,‬عن إسرائيل‪ ,‬عن أبي إسحاق‪ ,‬عن سعيد‬
‫ن يَوْ مُ القِيامَةِ يقول‪ :‬م تى يوم القيا مة قال‪ :‬وقال ع مر بن‬
‫بن جُبير‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬يَ سألُ أيّا َ‬
‫الخطاب رضي ال عنه‪ :‬من سُئل عن يوم القيامة فليقرأ هذه السورة‪.‬‬
‫ن يَوْ مَ‬
‫‪ 27504‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬يَسألُ أيّا َ‬
‫شمْسُ وال َق َمرُ قال‪ :‬فكذلك يكون يوم القيامة‪.‬‬
‫القِيامَ ِة متى يكون ذلك‪ ,‬فقرأ‪ :‬وجُم َع ال ّ‬
‫وقوله‪ :‬فإذَا َبرِ قَ البَ صَ ُر اختل فت القرّاء في قراءة ذلك‪ ,‬فقرأه أبو جع فر القارىء ونافع وا بن‬
‫أ بي إ سحاق‪« :‬فإذَا َبرَ قَ» بف تح الراء‪ ,‬بمع نى ش خص وفُتِح ع ند الموت وقرأ ذلك شي بة وأ بو‬
‫عمرو وعامة قرّاء الكوفة َب ِرقَ بكسر الراء‪ ,‬بمعنى‪ :‬فزع وشقّ‪ .‬وقد‪:‬‬
‫‪ 27505‬ـ حدث ني أح مد بن يو سف‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا القا سم‪ ,‬قال‪ :‬ث ني حجاج‪ ,‬عن هارون‪ ,‬قال‪:‬‬
‫سألت أبا عمرو بن العلء عنها‪ ,‬فقال‪َ :‬برِقَ بالكسر بمعنى حار‪ .‬قال‪ :‬وسألت عنها عبد ال بن‬
‫أ بي إ سحاق فقال‪َ « :‬برَ قَ» بالف تح‪ ,‬إن ما برق الخي طل والنار والبرق‪ .‬وأ ما الب صر فبرق ع ند‬
‫الموت‪ .‬قال‪ :‬وأخبرت بذلك ابن أبي إسحاق‪ ,‬فقال‪ :‬أخذت قراءتي عن الشياخ نصر بن عاصم‬
‫وأصحابه‪ ,‬فذكرت لبي عمرو‪ ,‬فقال‪ :‬لكن ل آخذ عن نصر ول عن أصحابه‪ ,‬فكأنه يقول‪ :‬آخذ‬
‫عن أهل الحجاز‪.‬‬
‫ق و ُفتِح من‬
‫وأولى القراءتين في ذلك عندنا بالصواب كسر الراء فإذَا َبرِ قَ بمعنى‪ :‬فزع فشُ ّ‬
‫هول القيا مة وفزع الموت‪ .‬وبذلك جاءت أشعار العرب‪ .‬أنشد ني ب عض الرواة عن أ بي عُبيدة‬
‫الكلبي‪:‬‬
‫عيْساء ِمنْها فَبرَقْ‬
‫ط ْيتُهُ َ‬
‫عَ‬‫ص َبيْحٍ رَاغِباأ ْ‬
‫لَما أتانِي ا ْبنُ ُ‬
‫وحُدثت عن أبي زكريا الفرّاء قال‪ :‬أنشدني بعض العرب‪:‬‬
‫ن ا ْل ِعشْرقِ‬
‫نَعانِي حَنانَةُ طُوْباَل ًة َتسَفّ َيبِيسا مِ َ‬
‫ل َتبْ َرقِ‬
‫سكَ فانْعَ وَل َت ْنعَنِيودَاوِ ا ْلكُلومَ َو َ‬
‫فنَ ْف َ‬
‫بف تح الراء‪ ,‬وف سّره أ نه يقول‪ :‬ل تفزع من هول الجراح ال تي بك قال‪ :‬وكذلك يْبرُق الب صر‬
‫يوم القيامة‪.‬‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27506‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬فإذَا َب ِرقَ ال َبصَرُ يعني يبرق البصر‪ :‬الموت‪ ,‬وبروق البصر‪ :‬هي الساعة‪.‬‬
‫‪27507‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪َ :‬برِ قَ‬
‫ال َبصَرُ قال‪ :‬عند الموت‪.‬‬
‫صرُ‬
‫‪ 27508‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬فإذَا بَرِ قَ البَ َ‬
‫شخص البصر‪.‬‬
‫سفَ ال َق َمرُ يقول‪ :‬ذ هب ضوء الق مر‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك قال أ هل التأو يل‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬وخَ َ‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ف ال َق َمرُ‪:‬‬
‫‪ 27509‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬وخَ سَ َ‬
‫ذهب ضوءه فل ضوء له‪.‬‬
‫‪ 27510‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن الح سن‬
‫سفَ ال َق َمرُ هو ضوءه‪ ,‬يقول‪ :‬ذهب ضوءه‪.‬‬
‫خَ‬‫َو َ‬
‫شمْسُ وال َق َمرُ يقول تعالى ذكره‪ :‬وجمع بين الشمس والقمر في ذهاب الضوء‪,‬‬
‫جمِ َع ال ّ‬
‫وقوله‪ :‬و ُ‬
‫شمْ سِ وال َق َمرِ»‬
‫ن ال ّ‬
‫جمِ َع بَي َ‬
‫فل ضوء لوا حد منه ما و هي في قراءة ع بد ال في ما ذُ كر لي‪« :‬و ُ‬
‫جمِع َـ‬
‫شمْس ُـ كُ ّورَت ْـ وإنمـا قيـل‪ :‬و ُ‬
‫وقيـل‪ :‬إنهمـا يجمعان ثـم يكوّران‪ ,‬كمـا قال جلّ ثناؤه‪ :‬إذا ال ّ‬
‫شمْ سُ وال َق َمرُ ل ما ذكرت من أن معناه ج مع بينه ما‪ .‬وكان ب عض نحو يي الكو فة يقول‪ :‬إن ما‬
‫ال ّ‬
‫قيل‪ :‬وجُمع على مذهب وجمع النوران‪ ,‬كأنه قيل‪ :‬وجمع الضياءان‪ ,‬وهذا قول الكسائي‪ .‬وبنحو‬
‫الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27511‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫شمْ سُ‬
‫جمِ عَ ال ّ‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد و ُ‬
‫وال َق َمرُ قال‪ :‬كُوّرا يوم القيامة‪.‬‬
‫شمْ سُ‬
‫جمِ عَ ال ّ‬
‫‪ 27512‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬و ُ‬
‫شمْ سُ كُ ّورَ تْ قال‪ :‬كوّرت في الرض‬
‫وال َق َمرُ قال‪ :‬جُمعا فرُمي بهما في الرض‪ .‬وقوله‪ :‬إذَا ال ّ‬
‫والقمر معها‪.‬‬
‫‪27513‬ـ قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬أخبرني سعيد بن أبي أيوب‪ ,‬عن أبي شيبة الكوفيّ‪ ,‬عن‬
‫شمْ سُ وال َق َمرُ قال‪ :‬يجمعان‬
‫جمِ عَ ال ّ‬
‫زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أنه تل هذه الَية يو ما‪ :‬و ُ‬
‫يوم القيامة‪ ,‬ثم يقذفان في البحر‪ ,‬فيكون نار ال الكبرى‪.‬‬
‫ْنـ المَ َف ّر بفتـح الفاء‪ ,‬قرأ ذلك قرّاء المصـار‪ ,‬لن العيـن فـي‬
‫ل النْسـانُ َي ْو َمئِ ٍذ أي َ‬
‫وقوله‪ :‬يَقُو ُ‬
‫الفعل منه مكسورة‪ ,‬وإذا كانت العين من يفعل مكسورة‪ ,‬فإن العرب تفتحها في المصدر منه إذا‬
‫نطقت به على مَفعَل‪ ,‬فتقول‪ :‬فرّ يفرّ مَ َفرّا‪ ,‬يعني فرّا‪ ,‬كما قال الشاعر‪:‬‬
‫ن الْ ِفرَارُ‬
‫ن أيْ َ‬
‫شرُوا لي كَُليْبايا َل َب ْكرٍ أيْ َ‬
‫يا َل َبكْرٍ َأ ْن ِ‬
‫ب يد بّ‪ ,‬كما‬
‫إذا أريد هذا المعنى من مفعل قالوا‪ :‬أين المفرّ بفتح الفاء‪ ,‬وكذلك المد بّ من د ّ‬
‫قال بعضهم‪:‬‬
‫ل ْثرِ فَ ْوقَ ُمتُونِه َمدَبّ ال ّدبَى فَ ْوقَ النّقا وَ ْهوَ سارِح‬
‫ن بَقايا ا َ‬
‫كأ ّ‬
‫وقد يُنشد بكسر الدال‪ ,‬والفتح فيها أكثر‪ ,‬وقد تنطق العرب بذلك‪ ,‬وهو مصدر بكسر العين‪.‬‬
‫وز عم الفرّاء أنه ما لغتان‪ ,‬وأ نه سُمع‪ :‬جاء على مَد بّ ال سيل‪ ,‬ومِد بّ ال سيل‪ ,‬و ما في قمي صه‬
‫مَصحّ ومِصحّ‪ .‬فأما البصريون فإنهم في المصدر يفتحون العين من مَ ْفعَل إذا كان الفعل على‬
‫يَفعِل‪ ,‬وإن ما يُجيزون ك سرها إذا أر يد بالمف عل المكان الذي يفرّ إل يه‪ ,‬وكذلك المضرب‪ :‬المكان‬
‫الذي يضرب فيـه إذا كُسـرت الراء‪ .‬ورُوِي عـن ابـن عباس أنـه كان يقرأ ذلك بكسـر الفاء‪,‬‬
‫ويقول‪ :‬إنما المفرّ‪ :‬مفر الدابة حيث تفرّ‪.‬‬
‫والقراءة ال تي ل أ ستجيز غير ها الف تح في الفاء من المَفرّ‪ ,‬لجماع الح جة من القرّاء علي ها‪,‬‬
‫وأن ها الل غة المعرو فة في العرب إذا أر يد ب ها الفرار‪ ,‬و هو في هذا المو ضع الفرار‪ .‬وتأو يل‬
‫الكلم‪ :‬يقول الن سان يوم يعا ين أهوال يوم القيا مة‪ :‬أ ين المفرّ من هول هذا الذي قد نزل‪ ,‬ول‬
‫فرار‪.‬‬
‫ل ل َوزَرَ يقول جلّ ثناؤه‪ :‬ل يس هناك فرار ين فع صاحبه‪ ,‬ل نه ل ينج يه‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬كَ ّ‬
‫فراره‪ ,‬ول ش يء يل جأ إل يه من ح صن ول ج بل ول مع قل‪ ,‬من أ مر ال الذي قد ح ضر‪ ,‬و هو‬
‫الوزر‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27514‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫قوله‪ :‬كَلّ ل َو َزرَ يقول‪ :‬ل حرز‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫ل ل َوزَرَ يعني‪ :‬ل حصن‪ ,‬ول ملجأ‪.‬‬
‫عباس‪ ,‬قوله كَ ّ‬
‫‪ 27515‬ـ حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ا بن عُلَية‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن طريف‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ُمطَرّف بن الشّخيّر يقرأ‪ :‬ل ُأقْ سمُ ِبيَوْ مِ القِيامَ ِة فل ما أتى علي‪ :‬كَلّ ل َو َزرَ قال‪ :‬هو الج بل‪ ,‬إن‬
‫الناس إذا فرّوا قالوا عليك بال َوزَر‪.‬‬
‫حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من بن مَهد يّ‪ ,‬عن شع بة‪ ,‬عن أد هم‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫جبَل‪.‬‬
‫ل ل َو َزرَ قال‪ :‬كل ل َ‬
‫ُمطَرّفا يقول‪ :‬كَ ّ‬
‫ي الجهضمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن خالد بن قيس‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن‬
‫‪ 27516‬ـ حدثنا نصر بن عل ّ‬
‫الحسن‪ ,‬قال‪ :‬كَلّ ل َوزَ َر قال‪ :‬ل جبل‪.‬‬
‫حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن أبي رجاء‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله كَلّ ل َو َزرَ قال‪:‬‬
‫كانت العرب تخيف بعضها بعضا‪ ,‬قال‪ :‬كان الرجلن يكونان في ماشيتهما‪ ,‬فل يشعران بشيء‬
‫جبَل‪.‬‬
‫جبَل ال َ‬
‫حتى تأتيهما الخيل‪ ,‬فيقول أحدهما لصاحبه‪ :‬يا فلن ال َوزَر ال َوزَر‪ ,‬ال َ‬
‫حدثني أبو حفص الحير يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مؤمل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو مودود‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله‬
‫كَلّ ل وَزرَ قال‪ :‬ل جبل‪.‬‬
‫حدث نا مح مد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن أ بي مودود‪ ,‬قال‪:‬‬
‫سمعت الحسن فذكر نحوه‪.‬‬
‫‪27517‬ــ حدثنـي محمـد بـن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا أبـو عاصـم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا عيسـى‪ :‬وحدثنـي‬
‫الحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬ل‬
‫َو َزرَ ل م ْلجَأ ول جبل‪.‬‬
‫ل ل َوزَرَ ل ج بل ول‬
‫‪ 27518‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة كَ ّ‬
‫حرْز ول من جى‪ .‬قال الح سن‪ :‬كا نت العرب في الجاهل ية إذا خشوا عدوّا قالوا‪ :‬علي كم الوزر‪:‬‬
‫ِ‬
‫أي عليكم الجبل‪.‬‬
‫‪ 27519‬ـ حدثنا محمد بن عبيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن المبارك‪ ,‬عن سفيان عن سليمان التيمي‪ ,‬عن‬
‫شبيب‪ ,‬عن أبي قلبة في قوله‪ :‬كَلّ ل َو َزرَ قال‪ :‬ل حصن‪.‬‬
‫حدث نا أح مد بن هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عب يد ال‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا سفيان‪ ,‬عن سليمان التي مي‪ ,‬عن‬
‫شبيب‪ ,‬عن أبي قلبة بمثله‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سليمان التيمي‪ ,‬عن شبيب‪ ,‬عن أبي‬
‫قلبة مثله‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا يحيى بن واضح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مسلم بن طهمان‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله ل َوزَرَ يقول‪ :‬ل‬
‫حصن‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة ل َوزَ َر قال‪ :‬ل جبل‪.‬‬
‫‪27520‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن مولى للحسن‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‬
‫ل َوزَرَ‪ :‬ل حصن‪.‬‬
‫‪27521‬ـ قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن أبي حجير‪ ,‬عن الضحاك‪ ,‬ل حصن‪.‬‬
‫‪ 27522‬ـ حُد ثت عن الح سين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫حمْير‪.‬‬
‫يقول في قوله‪ :‬كَلّ ل َو َزرَ يعني‪ :‬الجبل بلغة ِ‬
‫ل ل َو َزرَ قال‪:‬‬
‫‪27523‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬كَ ّ‬
‫ل ُم َت َغيّب ُيتَغيب فيه من ذلك المر‪ ,‬ل منجىً له منه‪.‬‬
‫ستَ َقرُ يقول تعالى ذكره‪ :‬إلى ر بك أي ها الن سان يومئذ ال ستقرار‪,‬‬
‫وقوله‪ :‬إلى َربّ كَ َي ْو َم ِئذٍ المُ ْ‬
‫وهو الذي يق ّر جميع خلقه مقرّهم‪.‬‬
‫واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك‪ ,‬فقال بعضهم نحو الذي قلنا فيه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27524‬ـ حدثنا يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬إلى َربّ كَ يَ ْو َم ِئذٍ‬
‫َإنـ الدّارَ‬
‫ُسـتَ َقرّ قال‪ :‬اسـتقرّ أهـل الجنـة فـي الجنـة‪ ,‬وأهـل النار فـي النار‪ .‬وقرأ قول ال‪ :‬و ّ‬
‫الم ْ‬
‫حيَوَانُ َلوْ كانُوا َيعَْلمُونَ‪.‬‬
‫لخِرَ َة َل ِهيَ ا ْل َ‬
‫اَ‬
‫وقال آخرون‪ :‬عنى بذلك إلى ربك المنتهى‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ستَ َقرّ‪:‬‬
‫‪ 27525‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة إلى َربّ كَ يَ ْو َم ِئذٍ المُ ْ‬
‫أي المنتهى‪.‬‬

‫‪15-13‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫سهِ‬
‫خرَ * بَلِ الِن سَانُ عََلىَ نَفْ ِ‬
‫ن يَ ْو َم ِئذِ بِمَا َقدّ مَ وََأ ّ‬
‫القول ف ـي تأوي ـل قوله تعالى‪ُ {:‬ينَ ّبأُ الِن سَا ُ‬
‫َبصِيرَ ٌة * وَلَ ْو أَلْ َقىَ َمعَاذِيرَهُ }‪.‬‬
‫خبَر النسـان يومئذٍ‪ ,‬يعنـي يوم َيجْمَع الشمـس والقمـر فيكوّران بمـا قدّم‬
‫يقول تعالى ذكره‪ُ :‬ي ْ‬
‫وأخّر‪.‬‬
‫خرَ فقال بعض هم‪ :‬مع نى ذلك‪ :‬ب ما قدّم من‬
‫واختلف أ هل التأو يل في تأو يل قوله‪ :‬بِمَا َقدّ مَ وأ ّ‬
‫عمل خير‪ ,‬أو شرّ أمامه‪ ,‬مما عمله في الدنيا قبل مماته‪ ,‬وما أخّر بعد مماته من سيئة وحسنة‪,‬‬
‫أو سيئة يعمل بها من بعده‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27526‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫ن ف ُعمِل به بعد موته‪.‬‬
‫خرَ يقول‪ :‬ما عمل قبل موته‪ ,‬وما سَ ّ‬
‫قوله‪ُ :‬ي َن ّبأُ النْسانُ َي ْو َمئِ ٍذ ِبمَا قَ ّدمَ وأ ّ‬
‫‪ 27527‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن عبد الكريم الجزري‪,‬‬
‫خرَ من سنة عمل بها من بعده‬
‫عن زياد بن أبي مريم عن ابن مسعود قال‪ِ :‬بمَا َقدّمَ من عمله وأ ّ‬
‫من خير أو شرّ‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ُ :‬ينَبأُ النسان بما قدم من المعصية‪ ,‬وأخر من الطاعة‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27528‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫خرَ يقول‪ :‬بمـا قدّم من المعصـية‪ ,‬وأخّر مـن‬
‫ن يَ ْو َم ِئذٍ بِمَا قَدّ مَ وأ ّ‬
‫ابـن عباس‪ ,‬قوله‪ُ :‬ي َن ّبأُ النْسـا ُ‬
‫الطاعة‪ ,‬فينبأ بذلك‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬ينبأ بأوّل عمله وآخره‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27529‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال حدثنا مؤمل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن منصور عن مجاهد ُي َنبّأُ‬
‫خرَ قال‪ :‬بأوّل عمله وآخره‪.‬‬
‫ن يَ ْو َم ِئذٍ ِبمَا َق ّدمَ وأ ّ‬
‫النْسا ُ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدثنا أبو ُكرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫‪27530‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد وإبراهيم‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫خرَ من حقوق ال التي ضيّعها‪ .‬ذكر من‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬بِما َقدّ مَ من طاعة وأ ّ‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27531‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ُ :‬ي َن ّبأُ النْسانُ َي ْو َم ِئذٍ‬
‫خرَ مما ضيع من حقّ ال‪.‬‬
‫ِبمَا َقدّمَ من طاعة ال وأ ّ‬
‫خرَ قال‪ :‬بما قدّم‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة ِبمَا َقدّمَ وأ ّ‬
‫من طاعته‪ ,‬وأخّر من حقوق ال‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬بما قدّم من خير أو شرّ مما عمله‪ ,‬وما أخّر مما ترك عمله من‬
‫طاعة ال‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27532‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ُ :‬ي َن ّبأُ النْ سانُ‬
‫خرَ قال‪ :‬ما أخر ما ترك من العمل لم يعمله‪ ,‬ما ترك من طاعة ال لم يعمل‬
‫يَ ْو َم ِئذٍ بِما قَدّ مَ وأ ّ‬
‫به‪ ,‬وما قدم‪ :‬ما عمل من خير أو شرّ‪.‬‬
‫والصواب من القول في ذلك عند نا‪ ,‬أن ذلك خبر من ال أن الن سان ينبأ بكلّ ما قدّم أما مه‬
‫مما عمل من خير أو شرّ في حياته‪ ,‬وأخّر بعده من سنة حسنة أو سيئة مما قدّم وأخّر‪ ,‬كذلك‬
‫ما قدّم من عمل عمله من خير أو شرّ‪ ,‬وأخّر بعده من عمل كان عليه فضيّعه‪ ,‬فلم يعمله مما‬
‫قدّم وأخّر‪ ,‬ولم يخصـص ال مـن ذلك بعضـا دون بعـض‪ ,‬فكلّ ذلك ممـا ينبـأ به النسـان يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بَل النْ سانُ على نَفْ سِه بَ صِيرَ ٌة يقول تعالى ذكره‪ :‬بل للن سان على نف سه من نف سه‬
‫رقباء يرقبو نه بعمله‪ ,‬ويشهدون عليه به‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27533‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫ن على َن ْفسِهِ َبصِيرَةٌ يقول‪ :‬سمعه وبصره ويداه ورجله وجوارحه‪.‬‬
‫ل النْسا ُ‬
‫قوله‪ :‬بَ ِ‬
‫والبصيرة على هذا التأويل ما ذكره ابن عباس من جوارح ابن آدم وهي مرفوعة بقوله عَلى‬
‫نَ ْفسِهِ‪ ,‬والنسان مرفوع بالعائد من ذكره في قوله‪ :‬نفسه‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل مع نى ذلك‪ :‬بل الن سان شا هد على نف سه وحده و من قال هذا القول ج عل‬
‫البصيرة خبرا للنسان‪ ,‬ورفع النسان بها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27534‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن على نَ ْفسِهِ َبصِيرَةٌ يقول‪ :‬النسان شاهد على نفسه وحده‪.‬‬
‫ل النْسا ُ‬
‫ابن عباس بَ ِ‬
‫ل النْسانُ‬
‫‪27535‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬بَ ِ‬
‫سهِ َبصِيرَ ٌة قال‪ :‬شاهد عليها بعملها‪.‬‬
‫على نَ ْف ِ‬
‫ل النْ سانُ على‬
‫‪ 27536‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله بَ ِ‬
‫نَفْ سِ ِه بَ صِيرَةٌ إذا شئت وال رأي ته ب صيرا بعيوب الناس وذنوب هم‪ ,‬غافلً عن ذنو به قال‪ :‬وكان‬
‫يقال‪ :‬إن فـي النجيـل مكتوبـا‪ :‬يـا ابـن آدم تبصـر القذاة فـي عيـن أخيـك‪ ,‬ول تبصـر الجذع‬
‫المعترض في عينك‪.‬‬
‫ن على‬
‫‪ 27537‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬بَلِ النْسا ُ‬
‫حسِيبا‪.‬‬
‫ك َ‬
‫سكَ ا ْل َي ْومَ عََل ْي َ‬
‫نَ ْفسِ ِه بَصِيرَةٌ قال‪ :‬هو شاهد على نفسه‪ ,‬وقرأ‪ :‬اقْرأْ كِتا َبكَ كَفَى ِبنَ ْف ِ‬
‫ومـن قال هذه المقالة يقول‪ :‬أدخلت الهاء فـي قوله بَصـِيرَةٌ وهـي خـبر للنسـان‪ ,‬كمـا يقال‬
‫للر جل‪ :‬أ نت ح جة على نف سك‪ ,‬وهذا قول ب عض نحو يي الب صرة‪ .‬وكان بعض هم يقول‪ :‬أدخلت‬
‫هذه الهاء في بصيرة وهي صفة للذكر‪ ,‬كما أدخلت في راوية وعلمة‪.‬‬
‫َهـ اختلف أهـل الروايـة فـي معنـى ذلك‪ ,‬فقال بعضهـم‪ :‬معناه‪ :‬بـل‬
‫وقوله‪ :‬وَلوْ ألْق َى مَعاذِير ُ‬
‫للنسـان على نفسـه شهود مـن نفسـه‪ ,‬ولو اعتذر بالقول ممـا قـد أتـى مـن المآثـم‪ ,‬وركـب مـن‬
‫المعاصي‪ ,‬وجادل بالباطل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27538‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ا بن عباس وَلَ ْو ألْقَى مَعاذِيرَ ُه يع ني العتذار‪ ,‬ألم ت سمع أ نه قال‪ :‬ل َينْفَ عُ الظّاِلمِي نَ َم ْع ِذ َرتُهُ مْ‪,‬‬
‫وقال ال‪« :‬وألقوا إلى ال يومئذٍ السّـلَم مـا كنـا نعمـل مـن سـوء» وقولهـم‪ :‬وَاللّهِـ َربّنـا مـا كُنّا‬
‫ُمشْ ِركِينَ‪.‬‬
‫‪27539‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو أحمد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن موسى بن أبي عائشة‪,‬‬
‫ل النْسانُ على نَ ْفسِ ِه بَصِيرَةُ قال‪ :‬شاهد على نفسه ولو اعتذر‪.‬‬
‫عن سعيد بن جُبير‪ ,‬في قولهّ‪ :‬بَ ِ‬
‫‪27540‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬عَلى نَفْ سِهِ‬
‫َبصِيرَةٌ وَلَو ألْقَى مَعاذِيرَهُ ولو جادل عنها‪ ,‬فهو بصيرة عليها‪.‬‬
‫‪27541‬ـ حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن عمران بن حدير‪ ,‬قال‪ :‬سألت عكرمة‪ ,‬عن‬
‫ل النْسانُ على نَفْ سِهِ بَصيرَةٌ وََلوْ ألْقَى مَعاذيرَ هُ قال‪ :‬فسكت‪ ,‬فقلت له‪ :‬إن الحسن يقول‪:‬‬
‫قوله‪ :‬بَ ِ‬
‫ابن آدم عملك أولى بك‪ ,‬قال‪ :‬صدق‪.‬‬
‫‪27542‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وََلوْ أ ْلقَى مَعاذِيرَهُ‬
‫قال‪ :‬معاذيرهم التي يعتذرون بها بوم القيامة فل ينتفعون بها‪ ,‬قال‪ :‬يوم ل يؤذن لهم فيعتذرون‬
‫ويوم يؤذن لهم فيعتذرون فل تنفعهم‪ ,‬ويعتذرون بالكذب‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل مع نى ذلك‪ :‬بل للن سان على نف سه من نف سه ب صيرة ولو تجرّد‪ .‬ذ كر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27543‬ـ حدثني نصر بن عل يّ الجهضمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن خالد بن قيس‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن‬
‫زرارة بن أوفى‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في قوله‪ :‬وََلوْ أ ْلقَى مَعاذِيرَ ُه قال‪ :‬لو تجرّد‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬ولو أرخى الستور وأغلق البواب‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27544‬ـ حدثني محمد بن خلف العسقلني‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا رَوّاد‪ ,‬عن أبي حمزة‪ ,‬عن السديّ‪ ,‬في‬
‫قوله‪ :‬وَلَ ْو ألْقَى مَعاذِيرَهُ ولو أرخى الستور‪ ,‬وأغلق البواب‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬وََلوْ ألْقَى مَعاذِيرَهُ لم تقبل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27545‬ـ حدثني نصر بن عليّ‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن خالد بن قيس‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن الحسن‪ :‬وَلَوْ‬
‫ألْقَى مَعاذِيرَ ُه لم تُقبل معاذيره‪.‬‬
‫وأولى القوال فـي ذلك عندنـا بالصـواب قول مـن قال‪ :‬معناه‪ :‬ولو اعتذر لن ذلك أشبـه‬
‫ل ثناؤه أخبر عن النسان أن عليه شاهدا من نفسه بقوله‬
‫المعاني بظاهر التنزيل وذلك أن ال ج ّ‬
‫ْسـِه بَصـِيرَةٌ فكان الذي هـو أولى أن يتبـع ذلك‪ ,‬ولو جادل عنهـا بالباطـل‪,‬‬
‫ن على نَف ِ‬
‫بَلِ النْسـا ُ‬
‫واعتذر بغير الحقّ‪ ,‬فشهادة نفسه عليه به أحقّ وأولى من اعتذاره بالباطل‪.‬‬

‫‪19-16‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ج ْمعَ ُه َوقُرْآنَ هُ * َفإِذَا‬
‫حرّ كْ بِ ِه لِ سَا َنكَ ِل َت ْعجَلَ ِب ِه * ِإ نّ عََل ْينَا َ‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪{:‬لَ ُت َ‬
‫قَرَ ْأنَا ُه فَا ّتبِعْ ُقرْآنَهُ * ُثمّ إِنّ عََل ْينَا َبيَانَهُ }‪.‬‬
‫يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪ :‬ل تحرّك يا محمد بالقرآن لسانك لتعجل‬
‫به‪.‬‬
‫حرّ كْ ِب ِه لِ سا َنكَ ِل َت ْعجَلَ بِ ِه فقال‬
‫واختلف أ هل التأو يل في ال سبب الذي من أجله ق يل له‪ :‬ل ُت َ‬
‫بعضهم‪ :‬قيل له ذلك‪ ,‬لنه كان إذا نزل عليه منه شيء عجل به‪ ,‬يريد حفظه من حبه إياه‪ ,‬فقيل‬
‫له‪ :‬ل تعجل به فإنّا سَنحفظُه عليك‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27546‬ـ حدثنا أبو ُكرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة‪ ,‬عن عمرو بن دينار‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫جُبير‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬أن ال نبيّ صلى ال عل يه و سلم كان إذا نزل عل يه القرآن تعجّل ير يد‬
‫حرّ كْ ِب ِه لِ سا َنكَ ِل َت ْعجَلَ ِب ِه إ نّ عََليْنَا ج ْمعَ هُ َوقُرآنَ هُ وقال ا بن‬
‫حف ظه‪ ,‬فقال ال تعالى ذكره‪ :‬ل ُت َ‬
‫عباس‪ :‬هكذا‪ ,‬وحرّك شفتيه‪.‬‬
‫حدث ني عب يد بن إ سماعيل الهبّار يّ ويو نس قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن عمرو‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫جُبير‪ ,‬أن ال نبيّ صلى ال عل يه و سلم كان إذا نزل عل يه القرآن تعجّل به ير يد حف ظه وقال‬
‫ج ْمعَ ُه وقُرآنَهُ‪.‬‬
‫ك ل َت ْعجَلَ بِه إنّ عََليْنا َ‬
‫ح ّركْ بِه لسَانَ َ‬
‫يونس‪ :‬يحرّك شفتيه ليحفظه‪ ,‬فأنزل ال‪ :‬ل ُت َ‬
‫حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن ابن أبي عائشة‪ ,‬سمع سعيد بن‬
‫ح ّركْ بِ ِه لِسا َنكَ قال‪ :‬هكذا‪ ,‬وحرّك سفيان فاه‪.‬‬
‫جُبير‪ ,‬عن ابن عباس مثله‪ ,‬وقال‪ :‬ل ُت َ‬
‫‪ 27547‬ـ حدثنا سفيان بن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن موسى بن أبي عائشة‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫حرّ كْ بِ هِ لِسا َنكَ ِل َت ْعجَلَ بِ هِ قال‪ :‬كان النبيّ صلى ال عليه‬
‫جُبير‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في قوله‪ :‬ل ُت َ‬
‫وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي‪ ,‬كان يحرّك به لسانه وشفتيه‪ ,‬فيشتدّ عليه‪ ,‬فكان يعرف ذلك‬
‫ف يه‪ ,‬فأنزل ال هذه الَ ية في «ل أق سم بيوم القيا مة»‪ :‬ل ُتحَرّ كْ ِب هِ لِ سا َنكَ ِل َت ْعجَلَ ِب هِ إ نّ عََليْ نا‬
‫ج ْمعَهُ وقُرآنَهُ‪.‬‬
‫َ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن موسى بن أبي عائشة‪ ,‬عن سعيد بن‬
‫جُبير‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬كان النبيّ صلى ال عليه وسلم إذا نزل عليه القرآن‪ ,‬حرّك شفتيه‪,‬‬
‫ك ِل َت ْعجَلَ بِ ِه قال‪ :‬لتعجل بأخذه‪.‬‬
‫ح ّركْ بِ ِه لِسانَ َ‬
‫فيعرف بذلك‪ ,‬فحاكاه سعيد‪ ,‬فقال‪ :‬ل ُت َ‬
‫حدث نا مح مد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن مو سى بن أ بي‬
‫حرّ كْ ِب ِه لِسا َنكَ ِل َت ْعجَلَ ِب هِ‪ .‬قال‪ :‬كان جبريل عليه‬
‫عائشة‪ ,‬قال سمعت سعيد بن جُبير يقول‪ :‬ل ُت َ‬
‫ك ِل َت ْعجَلَ بِهِ‪.‬‬
‫ح ّركْ به لسانَ َ‬
‫السلم ينزل بالقرآن‪ ,‬فيحرّك به لسانه‪ ,‬يستعجل به‪ ,‬فقال‪ :‬ل ُت َ‬
‫‪ 27548‬ـ حدث نا ا بن المث نى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا رب عى بن عل ية‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا داود بن أ بي ه ند‪ ,‬عن‬
‫عجِل يتكلم‬
‫حرّ كْ بِ ِه لِسا َنكَ ِل َت ْعجَلَ بِ ِه قال‪ :‬كان إذا نزل عليه الوحي َ‬
‫الشعبيّ في هذه الَية‪ :‬ل ُت َ‬
‫ج ْمعَ ُه وقُرآنَهُ‪.‬‬
‫ح ّركْ بِ ِه لِسا َنكَ ِل َت ْعجَلَ بِهِ إنّ عََل ْينَا َ‬
‫به من حبه إياه‪ ,‬فنزل‪ .‬ل ُت َ‬
‫حرّ كْ بِ هِ‬
‫‪ 27549‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ :‬ل ُت َ‬
‫لِسانَك ِل َت ْعجَلَ بِ ِه قال‪ :‬ل تكلم بالذي أوحينا إليك حتى يقضي إليك وحيه‪ ,‬فإذا قضينا إليك وحيه‪,‬‬
‫فتكلم به‪.‬‬
‫‪ 27550‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله‪ :‬ل ُتحَرّكْ ِبهِ لِسا َنكَ قال‪ :‬كان نبيّ صلى ال عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي من‬
‫القرآن حرّك به لسانه مخافة أن ينساه‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بـل السـبب الذي مـن أجله قيـل له ذلك‪ ,‬أنـه كان يُكثـر تلوة القرآن مخافـة‬
‫ك بِهِ لِسا َنكَ ِل َت ْعجَلَ ِبهِ إن علينا أن نجمعه لك‪ ,‬ونقرئكه فل تنسى‪ .‬ذكر‬
‫حرّ ْ‬
‫نسيانه‪ ,‬فقيل له‪ :‬ل ُت َ‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27551‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫حرّ كْ بِ هِ لِ سا َنكَ ِل َت ْعجَلَ بِ هِ قال‪ :‬كان ل يف تر من القرآن مخا فة أن‬
‫ا بن عباس‪ ,‬في قوله‪ :‬ل ُت َ‬
‫حرّ كْ بِ هِ لِ سا َنكَ ِل َت ْعجَلَ بِ هِ إن علي نا أن نجم عه لك‪ ,‬وقرآ نه‪ :‬أن نقرئك فل‬
‫ين ساه‪ ,‬فقال ال‪ :‬ل ُت َ‬
‫تنسى‪.‬‬
‫‪27552‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫حرّ كْ‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬ل ُت َ‬
‫بِ ِه لِسا َنكَ قال‪ :‬كان يستذكر القرآن مخافة النسيان‪ ,‬فقال له‪ :‬كفيناكه يا محمد‪.‬‬
‫‪ 27553‬ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن عَُليّة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو رجاء‪ ,‬عن الحسن‪,‬‬
‫حرّ كْ بِ هِ لِ سا َنكَ ِل َت ْعجَلَ بِ هِ قال‪ :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يحرّك به‬
‫في قوله‪ :‬ل ُت َ‬
‫ل بِهِ إنا سنحفظه عليك‪.‬‬
‫ح ّركْ بِ ِه لِسا َنكَ ِل َت ْعجَ َ‬
‫لسانه ليستذكره‪ ,‬فقال ال‪ :‬ل ُت َ‬
‫حرّ كْ بِ ِه لِسا َنكَ‬
‫‪ 27554‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬ل ُت َ‬
‫ِل َت ْعجَلَ بِهِـ كان نـبيّ ال صـلى ال عليـه وسـلم يحرّك بـه لسـانه مخافـة النسـيان‪ ,‬فأنزل ال مـا‬
‫تسمع‪.‬‬
‫حرّكْ ِبهِ لِسا َنكَ‬
‫‪27555‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة ل ُت َ‬
‫قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ القرآن فيكثر مخافة أن ينسى‪.‬‬
‫وأش به القول ين ب ما دلّ عل يه ظا هر التنز يل‪ ,‬القول الذي ذُ كر عن سعيد بن جُبير‪ ,‬عن ا بن‬
‫ج ْمعَ ُه وقُرآنَ هُ ي نبىء أ نه إن ما ن هى عن تحر يك الل سان به‬
‫عباس‪ ,‬وذلك أن قوله‪ :‬إ نّ عَليْ نا َ‬
‫ل ف يه ق بل جم عه ومعلوم أن درا سته للتذ كر إن ما كا نت تكون من ال نبيّ صلى ال عل يه‬
‫متعج ً‬
‫وسلم من بعد جمع ال له ما يدرس من ذلك‪.‬‬
‫ج ْمعَ هُ َوقُرآنَ ُه يقول تعالى ذكره‪ :‬إن علي نا ج مع هذا القرآن في صدرك يا‬
‫وقوله‪ :‬إ نّ عََليْ نا َ‬
‫محمد حتى نثبته فيه وقُرآنَ ُه يقول‪ :‬وقرآنه حتى تقرأه بعد أن جمعناه في صدرك‪ .‬وبنحو الذي‬
‫قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27556‬ـ حدثنا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن موسى بن أبي عائ شة‪ ,‬عن‬
‫ج ْمعَ ُه قال‪ :‬في صدرك َوقُرآنَ ُه قال‪ :‬تقرؤه بعد‪.‬‬
‫سعيد بن جبير‪ ,‬عن ابن عباس إنّ عََليْنا َ‬
‫‪ 27557‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ج ْمعَهُ َوقُرآنَ ُه أن نجمعه لك‪ ,‬وقرآنه‪ :‬أن نُقرئك فل تنسى‪.‬‬
‫ابن عباس إنّ عََليْنا َ‬
‫‪ 27558‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫ج ْمعَهُ َوقُرآنَهُ يقول‪ :‬إن علينا أن نجمعه لك حتى نثبته في قلبك‪.‬‬
‫يقول في قوله إنّ عََل ْينَا َ‬
‫وكان آخرون يتأوّلون قوله‪َ :‬وقُرآنَ ُه وتألي فه‪ .‬وكان مع نى الكلم عند هم‪ :‬إن علي نا جم عه في‬
‫قلبك حتى تحفظه‪ ,‬وتأليفه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ج ْمعَ هُ‬
‫‪ 27559‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إ نّ عََليْ نا َ‬
‫وقُرآنَهُ يقول حفظه وتأليفه‪.‬‬
‫ج ْمعَ ُه وقُرآنَ هُ قال‪ :‬حفظه‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة َ‬
‫وتأليفه‪.‬‬
‫ت هذِ الناقةُ في بطنها‬
‫ن قتادة وجّه معنى القرآن إلى أنه مصدر من قول القائل‪ :‬قد َقرَأَ ْ‬
‫وكأ ّ‬
‫جَنينا‪ ,‬إذا ضمت رحمها على ولد‪ ,‬كما قال عمرو بن كلثوم‪:‬‬
‫جنِينا‬
‫ن اللّ ْونِ ل ْم تَقرأ َ‬
‫ع ْيطَلٍ أدْماءَ ِب ْكرٍهِجا ِ‬
‫عيْ َ‬
‫ِذرَا َ‬
‫يعني بقوله‪« :‬لم تقرأ»‪ :‬لم تض مّ رحما على ولد‪ .‬وأما ابن عباس والضحاك فإنما وجها ذلك‬
‫إلى أنه مصدر من قول القائل‪ :‬قرأت أقرأ قرآنا وقراءة‪.‬‬
‫َهـ اختلف أهـل التأويـل فـي تأويله‪ ,‬فقال بعضهـم‪ :‬تأويله‪ :‬فإذا‬
‫ِعـ قُرآن ُ‬
‫َرأناهـ فا ّتب ْ‬
‫ُ‬ ‫وقوله‪ :‬فإذَا ق‬
‫أنزلناه إليك فاستمع قرآنه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27560‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور وابن أبي عائشة‪ ,‬عن‬
‫سعيد بن جُبير‪ ,‬عن ابن عباس فإذَا قَرأناهُ‪ :‬فإذا أنزلناه إليك فا ّتبِعْ قُرآنَهُ قال‪ :‬فاستمع قرآنه‪.‬‬
‫حدثنا سفيان بن وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن موسى بن أبي عائشة‪ ,‬عن سعيد بن جبير‪,‬‬
‫عن ابن عباس فإذَا قرأناهُ فا ّتبِعْ قُرآنَهُ‪ :‬فإذا أنزلناه إليك فاستمع له‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬إذا تُلي عليك فاتبع ما فيه من الشرائع والحكام‪ .‬ذكر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 27561‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس فإذَا قَرأنا ُه فا ّتبِعْ قُرآنَهُ يقول‪ :‬إذا تلي عليك فاتبع ما فيه‪.‬‬
‫‪ 27562‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة فإذا قَرأنا هُ فا ّتبِ عْ قُرآنَ هُ‬
‫يقول اتبع حللَه واجتنب حرامه‪.‬‬
‫حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة فإذَا قَرَأنا ُه فاتّبِ عْ قُرآنَ هُ‬
‫يقول‪ :‬فاتبع حلله‪ ,‬واجتنب حرامه‪.‬‬
‫‪ 27563‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫يقول في قوله‪ :‬فا ّتبِعْ قُرآنَ ُه يقول‪ :‬اتبع ما فيه‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معناه‪ :‬فإذا بيّناه فاعمل به‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27564‬ـ حدث نا عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ث ني معاو ية‪ ,‬عن علي‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫قوله‪ :‬فإذَا قَرأنا ُه فا ّتبِعْ قُرآنَهُ يقول‪ :‬اعمل به‪.‬‬
‫وأولى هذه القوال بالصـواب فـي ذلك قول مـن قال‪ :‬فإذا تُلي عليـك فاعمـل بـه مـن المـر‬
‫والنهي‪ ,‬واتبع ما أُمرت به فيه‪ ,‬لنه قيل له‪ :‬إن علينا جمعه في صدرك وقرآنه ودللنا على أن‬
‫معنى قوله‪ :‬وقُرآنَ هُ‪ :‬وقراءته‪ ,‬فقد بين ذلك عن معنى قوله‪ :‬فإذَا قَرأنا ُه فا ّتبِعْ قُرآنَ هُ ثُمّ إ نّ عََليْنا‬
‫بَيانَهُ يقول تعالى ذكره‪ :‬ثم إن علينا بيان ما فيه من حلله وحرامه‪ ,‬وأحكامه لك مفصلة‪.‬‬
‫واختلف أهل التأويل في معنى ذلك‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬نحو الذي قلنا فيه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27565‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس ُثمّ إنّ عََليْنا بَيانَهُ يقول‪ :‬حلله وحرامه‪ ,‬فذلك بيانه‪.‬‬
‫‪ 27566‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة ثُ ّم إ نّ عََليْ نا بَيانَ ُه بيان‬
‫حلله‪ ,‬واجتناب حرامه‪ ,‬ومعصيته وطاعته‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬ثم إن علينا تبيانه بلسانك‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27567‬ـ حدثنا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن موسى بن أبي عائ شة‪ ,‬عن‬
‫سعيد بن جبير‪ ,‬عن ابن عباس ُثمّ إنّ عََليْنا بَيانَ ُه قال‪ :‬تبيانه بلسانك‪.‬‬

‫‪25-20‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ضرَةٌ‬
‫خرَ َة * ُوجُو ٌه يَ ْو َم ِئذٍ نّا ِ‬
‫لِ‬‫ن ا ْلعَاجِلَةَ * َو َتذَرُونَ ا َ‬
‫حبّو َ‬
‫ل ُت ِ‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪{:‬كَلّ بَ ْ‬
‫سرَةٌ * َتظُنّ أَن ُي ْفعَلَ ِبهَا فَا ِقرَةٌ }‪.‬‬
‫ظرَةٌ * َو ُوجُوهٌ يَ ْو َم ِئذٍ بَا ِ‬
‫ى رَ ّبهَا نَا ِ‬
‫* إَِل َ‬
‫يقول تعالى ذكره لعباده المخاطـبين بهذا القرآن المؤثريـن زينـة الحياة الدنيـا على الَخرة‪:‬‬
‫ليس المر كما تقولون أيها الناس من أنكم ل تبعثون بعد مماتكم‪ ,‬ول تجازون بأعمالكم‪ ,‬لكن‬
‫الذي دعا كم إلى ق يل ذلك محبت كم الدن يا العاجلة‪ ,‬وإيثار كم شهوات ها على آ جل الَخرة ونعيم ها‪,‬‬
‫فأنتم تؤمنون بالعاجلة‪ ,‬وتكذّبون بالَجلة‪ ,‬كما‪:‬‬
‫حبّو نَ‬
‫ل بَلْ ُت ِ‬
‫‪ 27568‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬كَ ّ‬
‫ل من رحم ال وعصم‪.‬‬
‫خرَ َة اختار أكثر الناس العاجلة‪ ,‬إ ّ‬
‫لِ‬‫العاجِلَةَ َو َتذَرُونَ ا َ‬
‫وقوله‪ُ :‬وجُوهٌـ يَ ْو َم ِئ ٍذ ناضِرَ ٌة يقول تعالى ذكره‪ :‬وجوه يومئذٍ‪ ,‬يعنـي يوم القيامـة ناضرة‪ :‬يقول‬
‫حسنة جميلة من النعيم يقال من ذلك‪َ :‬نضُر وجه فلن‪ :‬إذا حَسُن من النعمة‪ ,‬ونضّر ال وجهه‪:‬‬
‫إذا حسّنه كذلك‪.‬‬
‫واختلف أهل التأويل في ذلك‪ ,‬فقال بعضهم بالذي قلنا فيه‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27569‬ـ حدثني محمد بن إسماعيل البخاري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا آدم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المبارك‪ ,‬عن الحسن‬
‫ُوجُو ٌه يَوْم ِئ ٍذ ناضِرَ ٌة قال‪ :‬حسنة‪.‬‬
‫‪ 27570‬ـ حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن مجا هد ُوجُو هٌ‬
‫يَ ْو َم ِئ ٍذ ناضِرَ ٌة قال‪ :‬نُضرة الوجوه‪ :‬حُسنها‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫‪ 27571‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ُ :‬وجُو هٌ يَ ْو َم ِئذٍ‬
‫ضرَ ٌة قال‪ :‬الناضرة‪ :‬الناعمة‪.‬‬
‫نا ِ‬
‫حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬سفيان‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن مجا هد ُوجُو هٌ‬
‫يَ ْو َم ِئ ٍذ ناضِرَ ٌة قال‪ :‬الوجوه الحسنة‪.‬‬
‫ضرَةٌ‬
‫‪ 27572‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد ُوجُو هٌ يَ ْو َم ِئذٍ نا ِ‬
‫قال‪ :‬من السرور والنعيم والغبطة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك أنها مسرورة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27573‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قوله‪ُ :‬وجُو هٌ‬
‫يَ ْو َم ِئ ٍذ ناضِرَ ٌة قال‪ :‬مسرورة‪.‬‬
‫ظرَة اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬معنى ذلك‪ :‬أنها تنظر إلى‬
‫إلى رَبها نا ِ‬
‫ربها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27574‬ـ حدثنا محمد بن منصور الطوسي‪ ,‬وإبراهيم بن سعيد الجوهري قال‪ :‬حدثنا عليّ بن‬
‫الح سن بن شق يق‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا الح سين بن وا قد‪ ,‬عن يز يد النحو يّ‪ ,‬عن عكرِ مة ُوجُو هٌ َي ْو َم ِئذٍ‬
‫ظرَةٌ قال‪ :‬تنظر إلى ربها نظرا‪.‬‬
‫ضرَ ٌة إلى َربّها نا ِ‬
‫نا ِ‬
‫‪ 27575‬ـ حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبي يقول‪ :‬أخبرني الحسين‬
‫بن وا قد في قوله ُوجُو ٌه يَ ْو َم ِئ ٍذ ناضِرَ ٌة من النع يم إلى َربّ ها ناظِرَ ٌة قال‪ :‬أ خبرني يز يد النحوي‪,‬‬
‫عن عكرِمة وإسماعيل بن أبي خالد‪ ,‬وأشياخ من أهل الكوفة‪ ,‬قال‪ :‬تنظر إلى ربها نظرا‪.‬‬
‫‪ 27576‬ـ حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا آدم قال‪ :‬حدثنا المبارك‪ ,‬عن الحسن‪,‬‬
‫ظرَ ٌة قال‪ :‬تنظر إلى الخالق‪ ,‬وحُ قّ لها أن‬
‫في قوله‪ُ :‬وجُو ٌه يَ ْو َم ِئذٍ ناضِرَ ٌة قال‪ :‬حسنة إلى َربّها نا ِ‬
‫تنضر وهي تنظر إلى الخالق‪.‬‬
‫‪27577‬ـ حدثني سعد بن عبد ال بن عبد الحكم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا خالد بن عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫ظرَ ٌة قال‪ :‬هـم‬
‫ضرَةٌ إلى َربّهـا نا ِ‬
‫ُوهـ يَ ْو َم ِئذٍ نا ِ‬
‫أبـو عرفجـة‪ ,‬عـن عطيـة العوفـي‪ ,‬فـي قوله‪ُ :‬وج ٌ‬
‫ينظرون إلى ال ل تح يط أب صارهم به من عظم ته‪ ,‬وب صره مح يط ب هم‪ ,‬فذلك قوله‪ :‬ل ُتدْ ِركُ هُ‬
‫البْصَارُ وَ ُهوَ ُي ْد ِركُ ال ْبصَارَ‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬أنها تنتظر الثواب من ربها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27578‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عمر بن عبيد‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد ُوجُو هٌ يَ ْو َم ِئذٍ‬
‫ظرَةٌ قال‪ :‬تنتظر منه الثواب‪.‬‬
‫ضرَ ٌة إلى َربّها نا ِ‬
‫نا ِ‬
‫قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد إلى َربّها ناظِرَ ٌة قال‪ :‬تنتظر الثواب من‬
‫ربها‪.‬‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد إلى‬
‫ظرَةٌ قال‪ :‬تنتظر الثواب‪.‬‬
‫َربّها نا ِ‬
‫ظرَةٌ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور عن مجاهد إلى َربّها نا ِ‬
‫قال‪ :‬تنتظر الثواب من ربها‪ ,‬ل يراه من خلقه شيء‪.‬‬
‫‪ 27579‬ـ حدث ني يح يى بن إبراه يم الم سعودي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن جدّه‪ ,‬عن‬
‫الع مش‪ ,‬عن مجا هد ُوجُو ٌه يَ ْو َم ِئ ٍذ ناضِرَ ٌة قال‪ :‬نضرة من النع يم إلى َربّ ها ناظِرَ ًة قال‪ :‬تنت ظر‬
‫رزقه وفضله‪.‬‬
‫‪ 27580‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا جر ير‪ ,‬عن من صور‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قال‪ :‬كان أناس‬
‫يقولون في حديث‪« ,‬فيرون ربهم» فقلت لمجاهد‪ :‬إن ناسا يقولون إنه ُيرَى‪ ,‬قال‪ :‬يَرى ول يراه‬
‫شيء‪.‬‬
‫‪ 27581‬ـ قال‪ :‬ثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قوله إلى َربّها ناظِرَ ٌة قال‪ :‬تنتظر من‬
‫ربها ما أمر لها‪.‬‬
‫‪ 27582‬ـ حدثني أبو الخطاب الحساني‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مالك‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا إسماعيل بن‬
‫أبي خالد‪ ,‬عن أبي صالح‪ ,‬في قوله‪ُ :‬وجُو ٌه يَ ْو َم ِئ ٍذ ناضِرَ ٌة إلى َربّها ناظِرَ ٌة قال‪ :‬تنتظر الثواب‪.‬‬
‫‪ 27583‬ـ حدثنا أبو كُرَيب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الشجعي‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ثوير‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬عن ابن‬
‫سرُرِه وخدمه مسيرة ألف سنة‪,‬‬
‫عمر‪ ,‬قال‪« :‬إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى مُلكه و ُ‬
‫يرى أقصاه كما يرى أدناه‪ ,‬وإن أرفع أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى وجه ال بُكرة وعشية»‪.‬‬
‫‪ 27584‬ـ قال‪ :‬ثنا ابن يمان‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أشجع‪ ,‬عن أبي الصهباء الموصلي‪ ,‬قال‪« :‬إن أدنى‬
‫أهل الجنة منزلة‪ ,‬من يرى سرره وخدمه ومُلكَ هُ في مسيرة ألف سنة‪ ,‬فيرى أقصاه كما يرى‬
‫أدناه وإن أفضلهم منزلة‪ ,‬من ينظر إلى وجه ال غدوة وعشية»‪.‬‬
‫وأولى القولين في ذلك عندنا بالصواب القول الذي ذكرناه عن الحسن وعكرِمة‪ ,‬من أن معنى‬
‫ذلك تنظر إلى خالقها‪ ,‬وبذلك جاء الثر عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫ي بن الح سين بن أب جر‪ ,‬قال حدث نا م صعب بن المقدام‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا إ سرائيل بن‬
‫حدث ني عل ّ‬
‫ن أدْ نى أهْلِ‬
‫يو نس‪ ,‬عن ثو ير‪ ,‬عن ا بن ع مر‪ ,‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪« :‬إ ّ‬
‫جهِ الّلهِ كُلّ‬
‫ظرُ في َو ْ‬
‫سنَ ٍة قال‪ :‬وإنّ أفضََلهُ ْم َمنْزِلَ ًة َلمَن َينْ ُ‬
‫ظرُ فِي مُ ْلكِ ِه ألْفَيْ َ‬
‫ن َينْ ُ‬
‫جنّةِ َم ْنزِلَةً‪َ ,‬لمَ ْ‬
‫ال َ‬
‫ظرَةٌ قال‪ :‬بالبياض والصفاء‪ ,‬قال‪ :‬إلى‬
‫ضرَ ٌة إلى َربّها نا ِ‬
‫يَوْم َم ّرتَي نِ قال‪ :‬ثم تل‪ُ :‬وحُو هٌ َي ْو َم ِئذٍ نَا ِ‬
‫ل يوم في وجه ال عزّ وجلّ»‪.‬‬
‫ظرَةٌ قال‪ :‬تنظر ك ّ‬
‫َربّها نا ِ‬
‫سرَ ٌة يقول تعالى ذكره‪ :‬ووجوه يومئذٍ متغيرة اللوان‪ ,‬م سودّة كال حة‬
‫وقوله‪َ :‬و ُوجُو هٌ َي ْو َمئِ ٍذ با ِ‬
‫يقال‪ :‬ب سرت وج هه أب سره ب سرا‪ :‬إذا فعلت ذلك‪ ,‬وب سر وج هه ف هو با سر بيّن الب سور‪ .‬وبن حو‬
‫الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27585‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬باسِرَ ٌة قال‪:‬‬
‫كاشرة‪.‬‬
‫‪ 27586‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو ُوجُو ٌه يَ ْو َم ِئذٍ با سِرَةٌ‪ :‬أي‬
‫كالحة‪.‬‬
‫‪ 27587‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ :‬با سِرَ ٌة قال‪:‬‬
‫عابسة‪.‬‬
‫‪ 27588‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة با سِرَ ٌة قال‪:‬‬
‫عابسة‪.‬‬
‫ن يُ ْفعَلَ بِها فا ِقرَ ٌة يقول تعالى ذكره‪ :‬تعلم أنه يفعل بها داهية والفاقرة‪ :‬الداهية‪.‬‬
‫وقوله َتظُ نّ أ ْ‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27589‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‬
‫ن أ نْ‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪َ :‬تظُ ّ‬
‫يُ ْفعَلَ بِها فاقِرَ ٌة قال‪ :‬داهية‪.‬‬
‫ل بِها فاقِرَ ٌة أي‬
‫ن أنْ يُ ْفعَ َ‬
‫‪27590‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َتظُ ّ‬
‫شرّ‪.‬‬
‫ن يُ ْفعَلَ بِها‬
‫نأْ‬
‫‪27591‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪َ :‬تظُ ّ‬
‫ن أنها ستدخل النار‪ ,‬قال‪ :‬تلك الفاقرة‪ ,‬وأصل الفاقرة‪ :‬الوسم الذي يُفْقَر به على‬
‫فا ِقرَةٌ قال‪ :‬تظ ّ‬
‫النف‪.‬‬

‫‪30-26‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن رَا قٍ * َوظَ نّ َأنّ ُه الْ ِفرَا قُ *‬
‫ت ال ّترَاقِ يَ * َوقِيلَ َم ْ‬
‫القول في تأو يل قوله تعالى‪{:‬كَلّ ِإذَا بََلغَ ِ‬
‫ت السّاقُ بِالسّاقِ * إَِلىَ َر ّبكَ يَ ْو َم ِئذٍ ا ْل َمسَاقُ }‪.‬‬
‫وَا ْلتَفّ ِ‬
‫ن هؤلء المشركون من أنهم ل يعاقبون على شركهم‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬ليس المر كما يظ ّ‬
‫ومعصيتهم ربهم بل إذا بلغت نفس أحدهم التراقي عند مماته وحشرج بها‪.‬‬
‫ت التَراقي قال‪ :‬التراقي‪ :‬نفسه‪.‬‬
‫ل إذَا بََلغَ ِ‬
‫وقال ابن زيد في قوله ال‪ :‬كَ ّ‬
‫‪ 27592‬ـ حدثني بذلك يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪َ :‬وقِيلَ مَ نْ رَا قٍ يقول‬
‫تعالى ذكره‪ :‬وقال أهله‪ :‬من ذا يرقيه ليشفيه مما قد نزل به‪ ,‬وطلبوا له الطباء والمداوين‪ ,‬فلم‬
‫يغنوا عنه من أمر ال الذي قد نزل به شيئا‪.‬‬
‫واختلف أهل التأويل في معنى قوله‪َ :‬م نْ رَا قٍ فقال بعضهم نحو الذي قلنا في ذلك‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪27593‬ـ حدثنا أبو كريب وأبو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن إسرائيل‪ ,‬عن سماك‪ ,‬عن عكرِمة‬
‫ن رَاقٍ قال‪ :‬هل من راقٍ يرقي؟‬
‫َوقِيلَ مَ ْ‬
‫‪ 27594‬ـ حدثنا أبو كُرَيب وأبو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سليمان التيمي‪ ,‬عن‬
‫ن رَاقٍ قال‪ :‬هل من طبيب شاف‪.‬‬
‫شبيب‪ ,‬عن أبي قلبة َوقِيلَ مَ ْ‬
‫حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران عن سفيان‪ ,‬عن سليمان التي مي‪ ,‬عن شبيب‪ ,‬عن أ بي‬
‫قلبة‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫‪ 27595‬ـ حدث نا الح سن بن عر فة‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مروان بن معاو ية‪ ,‬عن أ بي ب سطام‪ ,‬عن‬
‫ن رَاقٍ قال‪ :‬هو الطبيب‪.‬‬
‫الضحاك بن مزاحم في قول ال تعالى ذكره‪َ :‬وقِيلَ مَ ْ‬
‫ن رَاقٍ قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن إدريس‪ ,‬عن جويبر‪ ,‬عن الضحاك في َوقِيلَ َم ْ‬
‫هل من مداوٍ‪.‬‬
‫ن رَاقٍ‪ :‬أي التمسوا‬
‫‪27596‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َوقِيلَ َم ْ‬
‫له الطباء فلم ُيغْنوا عنه من قضاء ال شيئا‪.‬‬
‫ن رَا قٍ‬
‫‪ 27597‬ـ حدث نا يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن يز يد في قوله‪َ :‬وقِيلَ مَ ْ‬
‫قال‪ :‬أين الطباء‪ ,‬والرّقاة‪ :‬من يرقيه من الموت‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل هذا من قول الملئ كة بعض هم لب عض‪ ,‬يقول بعض هم لب عض‪ :‬من يَر قى‬
‫بنفسه فيصعد بها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27598‬ـ حدثنا أبو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن عمرو بن مالك‪ ,‬عن‬
‫ن رَا قٍ قال‪ :‬إذا بل غت نف سه ير قى‬
‫ت التّراقِ يَ َوقِيلَ مَ ْ‬
‫ل إذَا بََلغَ ِ‬
‫أ بي الجوزاء‪ ,‬عن ا بن عباس كَ ّ‬
‫بها‪ ,‬قالت الملئكة‪ :‬من يصعد بها‪ ,‬ملئكة الرحمة‪ ,‬أو ملئكة العذاب؟‪.‬‬
‫ن رَا قٍ قال‪:‬‬
‫‪ 27599‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المعتمر‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬في قوله‪َ :‬وقِيلَ مَ ْ‬
‫بلغنـي عـن أبـي قلبـة قال‪ :‬هـل مـن طـبيب؟ قال‪ :‬وبلغنـي عـن أبـي الجوزاء أنـه قال‪ :‬قالت‬
‫الملئكة بعضهم لبعض‪ :‬من يرقَى‪ :‬ملئكة الرحمة‪ ,‬أو ملئكة العذاب؟‪.‬‬
‫ن أنّه ال ِفرَاقُ يقول تعالى ذكره‪ :‬وأيقن الذي قد نزل ذلك به أنه فراق الدنيا والهل‬
‫وقوله‪َ :‬وظَ ّ‬
‫والمال والولد‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن أنّ هُ ال ِفرَا قُ‪ :‬أي‬
‫‪ 27600‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة َوظَ ّ‬
‫استيقن أنه الفراق‪.‬‬
‫ظنّ أّنهُ الفِراقُ‬
‫‪27601‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬و َ‬
‫قال‪ :‬ليس أحد من خلق ال يدفع الموت‪ ,‬ول ينكره‪ ,‬ولكن ل يدري يموت من ذلك المرض أو‬
‫من غيره؟ فالظنّ كما ههنا هذا‪.‬‬
‫ت ال سّاقُ بال سّاقِ اختلف أ هل التأو يل في تأو يل ذلك‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬مع نى ذلك‪:‬‬
‫وقوله‪ :‬وَا ْلتَ ّف ِ‬
‫والتفّت شدّة أمر الدنيا بشدّة أمر الَخرة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27602‬ـ حدثنا أبو هشام الرفاعي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن عمرو بن‬
‫مالك‪ ,‬عن أبي الجوزاء عن ابن عباس وَا ْل َتفّتِ السّاقِ قال‪ :‬الدنيا بالَخرة شدّة‪.‬‬
‫حدث ني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ث ني معاو ية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪ ,‬قوله‪:‬‬
‫ت ال سّاقُ بال سّاقِ يقول‪ :‬آخر يوم من الدنيا‪ ,‬وأوّل يوم من الَخرة‪ ,‬فتلتقي الشدّة بالشدّة‪ ,‬إل‬
‫وَا ْلتَفّ ِ‬
‫من رحم ال‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫عباس‪ ,‬قوله وَا ْلتَفّ تِ ال سّاقُ بال سّاقِ يقول‪ :‬والتفّت الدنيا بالَخرة‪ ,‬وذلك ساق الدنيا والَخرة‪ ,‬ألم‬
‫تسمع أنه يقول‪ :‬إلى َر ّبكَ َي ْو َمئِ ٍذ المَساقُ‪.‬‬
‫‪ 27603‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثنا الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد قوله‪ :‬وَا ْلتَفّ تِ‬
‫السّاقُ بالسّاقِ قال‪ :‬التفّ أمر الدنيا بأمر الَخرة عند الموت‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب وأبو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن رجل‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬آخر‬
‫يوم من الدنيا‪ ,‬وأول يوم من الَخرة‪.‬‬
‫ت السّاقُ بالسّاقِ قال‪:‬‬
‫‪27604‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَا ْل َتفّ ِ‬
‫قال الحسن‪ :‬ساق الدنيا بالَخرة‪.‬‬
‫حدثنـا ابـن حميـد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا مهران‪ ,‬عـن سـفيان‪ ,‬عـن ابـن مجاهـد‪ ,‬قال‪ :‬هـو أمـر الدنيـا‬
‫والَخرة عند الموت‪.‬‬
‫‪ 27605‬ـ حدثني عل يّ بن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن يمان‪ ,‬عن أبي سنان الشيباني‪ ,‬عن‬
‫ثا بت‪ ,‬عن الضحاك في قوله‪ :‬وَا ْلتَفّ تِ ال سّاقُ بال سّاقِ قال‪ :‬أ هل الدن يا يجهزون الج سد‪ ,‬وأ هل‬
‫الَخرة يجهزون الروح‪.‬‬
‫حدثنا أبو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن أبي سنان‪ ,‬عن الضحاك‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن الضحاك‪ ,‬قال‪ :‬اجت مع عل يه أمران‪:‬‬
‫الناس يجهّزون جسده‪ ,‬والملئكة يجهزون روحه‪.‬‬
‫‪ 27606‬ـ حدثنا أبو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المحاربي‪ ,‬عن جويبر‪ ,‬عن الضحاك‪ ,‬قال‪ :‬ساق الدنيا‬
‫بساق الَخرة‪.‬‬
‫‪27607‬ـ حدثنا أبو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن عون‪ ,‬عن أبي جعفر‪ ,‬عن الربيع‪ ,‬مثله وزاد‪:‬‬
‫ويقال‪ :‬التفافهما عند الموت‪.‬‬
‫‪27608‬ـ حدثنا أبو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن يمان‪ ,‬عن فضيل بن مرزوق‪ ,‬عن عطية قال‪ :‬الدنيا‬
‫والَخرة‪.‬‬
‫‪ 27609‬ـ قال‪ :‬ث نا ا بن يمان‪ ,‬عن ع بد الوهاب بن مجا هد‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬قال‪ :‬أ مر الدن يا بأ مر‬
‫الَخرة‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة وَا ْلتَ ّفتِ السّاقُ بالسّاقِ قال‪:‬‬
‫أمر الدنيا بأمر الَخرة‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة وا ْلتَ ّفتِ السّاقُ بالسّاقِ قال‪:‬‬
‫الشدّة بالشدّة‪ ,‬ساق الدنيا بساق الَخرة‪.‬‬
‫‪27610‬ــ حدثنـا ابـن المثنـى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا محمـد بـن جعفـر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا شعبـة‪ ,‬قال‪ :‬سـألت‬
‫إسماعيل بن أبي خالد‪ ,‬فقال‪ :‬عمل الدنيا بعمل الَخرة‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سلمة‪ ,‬عن الضحاك‪ ,‬قال‪ :‬هما الدنيا والَخرة‪.‬‬
‫ت ال سّاقُ‬
‫‪ 27611‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ا بن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَا ْلتَفّ ِ‬
‫ق قال‪ :‬العلماء يقولون فيه قولين‪ :‬منهم من يقول‪ :‬ساق الَخرة بساق الدنيا‪ .‬وقال آخرون‪:‬‬
‫بالسّا ِ‬
‫قلّ ميـت يموت إل التفّت إحدى سـاقيه بالخرى‪ .‬قال ابـن زيـد‪ :‬غيـر أنّا ل نشكّـ أنهـا سـاق‬
‫الَخرة‪ ,‬وقرأ‪ :‬إلى َربّك يَ ْو َم ِئذٍ المَساقُ قال‪ :‬لما التفّت الَخرة بالدنيا‪ ,‬كان المساق إلى ال‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وهو أكثر قول من يقول ذلك‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬التفّت ساقا الميت إذا لفتا في الكفن‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27612‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن يمان‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا بشير بن المهاجر‪ ,‬عن الحسن‪,‬‬
‫في قوله‪ :‬وا ْلتَ ّفتِ السّاقُ بالسّاقِ قال‪ :‬لفّهما في الكفن‪.‬‬
‫حدثنا أبو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع وابن اليمان‪ ,‬عن بشير بن المهاجر‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬قال‪ :‬هما‬
‫ساقاك إذا لفّتا في الكفن‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع عن بشير بن المهاجر‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬التفاف ساقي الميت عند الموت‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27613‬ـ حدثنا حميد بن مسعدة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا بشر بن المفضل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا داود‪ ,‬عن عامر‬
‫ت السّاقُ بالسّاقِ قال‪ :‬ساقا الميت‪.‬‬
‫وَا ْلتَفّ ِ‬
‫حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الوهاب وعبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا داود‪ ,‬عن عامر‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ت ساقاه عند الموت‪.‬‬
‫التفّ ْ‬
‫‪27614‬ـ حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬ثني ابن أبي عديّ‪ ,‬عن داود‪ ,‬عن الشعبيّ‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدثني إسحاق بن شاهين‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا خالد‪ ,‬عن داود‪ ,‬عن عامر‪ ,‬بنحوه‪.‬‬
‫‪27615‬ـ حدثنا أبو كريب وأبو هشام قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن حصين عن أبي مالك‬
‫ت السّاقُ بالسّاقِ قال‪ :‬عند الموت‪.‬‬
‫وَا ْلتَفّ ِ‬
‫حدثنا أبو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبيد ال‪ ,‬عن إسرائيل‪ ,‬عن السديّ‪ ,‬عن أبي مالك‪ ,‬قال‪ :‬التفّت‬
‫ساقاك عند الموت‪.‬‬
‫‪ 27616‬ـ حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن أبي رجاء‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله‪ :‬وَا ْلتَفّ تِ‬
‫السّاقُ بالسّاقِ‪ :‬لفّهما أمر ال‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر قال‪ :‬قال الحسن‪ :‬ساقا ابن آدم عند‬
‫الموت‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن إسماعيل السديّ‪ ,‬عن أبي مالك وَا ْلتَفّتِ‬
‫السّاقُ بالسّاقِ قال‪ :‬هما ساقاه إذا ضمت إحداهما بالخرى‪.‬‬
‫‪ 27617‬ـ حدث نا ا بن بشار وا بن المث نى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مح مد بن جع فر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا شع بة‪ ,‬عن‬
‫ت السّاقُ بالسّاقِ قال قتادة‪ :‬أما رأيته إذا ضرب برجله رجله الخرى‪.‬‬
‫قتادة وَا ْلتَفّ ِ‬
‫‪ 27618‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَا ْلتَفّ تِ ال سّاقُ بال سّاقِ‪:‬‬
‫ماتت رجله فل يحملنه إلى شيء‪ ,‬فقد كان عليهما جوّالً‪.‬‬
‫حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ع بد الرح من‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سفيان‪ ,‬عن ال سديّ‪ ,‬عن أ بي مالك‬
‫ت السّاقُ بالسّاقِ قال‪ :‬ساقاه عند الموت‪.‬‬
‫وَا ْلتَفّ ِ‬
‫ع ِنيَ بذلك يبسهما عند الموت‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وقال آخرون‪ُ :‬‬
‫‪ 27619‬ـ حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن يمان‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ال سديّ‪ ,‬عن أ بي مالك‬
‫ت السّاقُ بالسّاقِ قال‪ :‬يبسهما عند الموت‪.‬‬
‫وَا ْلتَفّ ِ‬
‫‪27620‬ـ حدثنا أبو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن يمان‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن السديّ‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫ف أمر بأمر‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬معنى ذلك‪ :‬والت ّ‬
‫‪ 27621‬ـ حدثنا أبو كريب وأبو هشام قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن أبي خالد‪ ,‬عن أبي‬
‫عيسى وَا ْلتَ ّفتِ السّاقُ بالسّاقِ قال‪ :‬المر بالمر‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل عنى بذلك‪ :‬والتفّ بلء ببلء‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27622‬ـ حدث نا أ بو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عب يد ال‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا إ سرائيل‪ ,‬عن أ بي يح يى‪ ,‬عن‬
‫مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬بلء ببلء‪.‬‬
‫وأولى القوال في ذلك بال صحة عندي قول من قال‪ :‬مع نى ذلك‪ :‬والتفّت ساق الدن يا ب ساق‬
‫الَخرة‪ ,‬وذلك شدّة كرب الموت بشدّة هول المطلع والذي يدّل على أن ذلك تأويله‪ ,‬قوله‪ :‬إلى‬
‫ل أ مر اشتدّ‪ :‬قد شمرّ عن ساقه‪ ,‬وك شف عن ساقه وم نه‬
‫َربّ كَ يَ ْو َم ِئذٍ المَ ساقُ والعرب تقول لك ّ‬
‫قول الشاعر‪:‬‬
‫فَ ِرنْها َربِيعُ وَل تَسأَم‬ ‫عنْ ساقها‬
‫شمّرَتْ َلكَ َ‬
‫إذَا َ‬
‫شدّتيـن بالخرى‪ ,‬كمـا يقال للمرأة إذا‬
‫ّتـ السـّاقُ بالسـّاقِ‪ :‬التصـقت إحدى ال ّ‬
‫عنـى بقوله‪ :‬ا ْلتَف ِ‬
‫التصقت إحدى فخذيها بالخرى‪ :‬لفّاء‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬إلى َر ّبكَ يَ ْو َم ِئذٍ المَساقُ يقول‪ :‬إلى ربك يا محمد يوم التفاف الساق بالساق مساقه‪.‬‬

‫‪36-31‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ى أَهْلِهِ‬
‫صدّقَ َولَ صَّلىَ * وَلَـكِن َكذّبَ َوتَوَّلىَ * ثُمّ ذَهَبَ إَِل َ‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪{:‬فَلَ َ‬
‫سدًى }‪.‬‬
‫ن أَن ُيتْ َركَ ُ‬
‫حسَبُ الِنسَا ُ‬
‫ك َفأَوَْلىَ * َأ َي ْ‬
‫ك َفأَوَْلىَ * ُث ّم أَوَْلىَ َل َ‬
‫طىَ * أَوَْلىَ َل َ‬
‫َي َتمَ ّ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬فلم يصدّق بكتاب ال‪ ,‬ولم يصلّ له صلة‪ ,‬ولكنه كذّب بكتاب ال‪ ,‬وتولى‬
‫فأدبر عن طاعة ال‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ل صَلّى ل‬
‫ص ّدقَ َو َ‬
‫‪ 27623‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة فل َ‬
‫ن َكذّبَ وتَوَلّى كذّب بكتاب ال‪ ,‬وتولى عن طاعة ال‪.‬‬
‫صدّق بكتاب ال‪ ,‬ول صلى ل‪ ,‬وََلكِ ْ‬
‫وقوله ثُ مّ ذَهَ بَ إلى أهِْل ِه َي َتمَطّى يقول تعالى ذكره‪ :‬ثم مضى إلى أهله منصرفا إليهم‪ ,‬يتبختر‬
‫في مشِيته‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ب إلى أهْلِ ِه َي َتمَطّى‪:‬‬
‫‪ 27624‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة ثُ مّ ذَهَ َ‬
‫أي يتبختر‪.‬‬
‫‪ 27625‬ـ حدثني سعيد بن عمرو السكوني‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا بقية بن الوليد‪ ,‬عن ميسرة بن عبيد‪,‬‬
‫عن زيـد بن أ سلم‪ ,‬فـي قوله‪ :‬ثُ مّ ذَهَبَـ إلى أهْلِهِـ َي َتمَطّى قال‪ :‬يتبختـر‪ ,‬قال‪ :‬هي مشيـة بنـي‬
‫مخزوم‪.‬‬
‫‪ 27626‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن موسى بن عبيدة‪ ,‬عن إسماعيل بن أمية‪,‬‬
‫ب إلى أهِْل ِه َي َتمَطّى قال‪ :‬رأى رجلً من قر يش يم شي‪ ,‬فقال‪ :‬هكذا كان يم شي‬
‫عن مجا هد ذَهَ َ‬
‫كما يمشي هذا‪ ,‬كان يتبختر‪.‬‬
‫‪ 27627‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله َي َتمَطّى‬
‫قال‪ :‬يتبختر وهو أبو جهل بن هشام‪ ,‬كانت مِشيته‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن هذه الَ ية نزلت في أبي جهل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27628‬ــ حدثنـي محمـد بـن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا أبـو عاصـم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا عيسـى وحدثنـي‬
‫الحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪:‬‬
‫َي َتمَطّى قال‪ :‬أبو جهل‪.‬‬
‫ص ّدقَ وَل‬
‫‪ 27629‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬فَل َ‬
‫ب إلى أهِْلهِ َي َت َمطّى قال‪ :‬هذا في أبي جهل متبخترا‪.‬‬
‫ن َكذّبَ َوتَوَلّى ُثمّ ذَهَ َ‬
‫صَلّى وََلكِ ْ‬
‫وإنما عُني بقوله َي َتمَطّى يلوي مطاه تبخترا‪ ,‬والمطا‪ :‬هو الظهر‪ ,‬ومنه الخبر عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪« :‬إذَا َمشَتْ ُأ ّمتِي ال ُمطَيطَاءَ» وذلك أن يلقي الرجل بيديه ويتكفأ‪.‬‬
‫ك فأَوْلَى ُثمّ أوْلَى َلكَ فأَوْلَى هذا وعيد من ال على وعيد لبي جهل‪ ,‬كما‪:‬‬
‫وقوله أوْلَى َل َ‬
‫‪27630‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة أوْلَى َلكَ فأَوْلَى ُثمّ أوْلَى لَكَ‬
‫فأَوْلَى وع يد على وع يد‪ ,‬ك ما ت سمعون‪ ,‬ز عم أن هذا أنزل في عد ّو ال أ بي ج هل‪ .‬ذُ كر ل نا أن‬
‫ك فأَوْلى ثُ مّ َأوْلَى لَ كَ فأَوْلَى فقال‬
‫نبيّ ال صلى ال عليه وسلم أخذ بمجامع ثيا به فقال‪ :‬أَوْلَى لَ َ‬
‫عد ّو ال أ بو ج هل‪ :‬أيوعد ني مح مد وال ما ت ستطيع لي أ نت ول ر بك شيئا وال ل نا أعزّ من‬
‫مشى بين جبليها‪..‬‬
‫‪ 27631‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬أخذ النبيّ‬
‫صلى ال عليه وسلم بيده‪ ,‬يعني بيد أبي جهل‪ ,‬فقال‪ :‬أوْلَى لَكَ فأَوْلَى ثُمّ أوْلَى لكَ فأَوْلَى فقال‪ :‬يا‬
‫محمد ما تستطيع أنت وربك فيّ شيئا‪ ,‬إني لعزّ من مشى بين جبليها فلما كان يوم بدر أشرف‬
‫عليهم فقال‪ :‬ل يُعبد ال بعد هذا اليوم‪ ,‬وضرب ال عنقه‪ ,‬وقتله شرّ قِتلة‪.‬‬
‫‪ 27632‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬أوْلَى لَ كَ فأَوْلَى‬
‫ثُ مّ أوْلَى لَ كَ فأَوْلى قال‪ :‬قال أبو جهل‪ :‬إن محمدا ليوعدني‪ ,‬وأنا أعزّ أهل مكة والبطحاء‪ ,‬وقرأ‬
‫جدْ وا ْق َترِبْ‪.‬‬
‫سُ‬‫طعْهُ وَا ْ‬
‫ل ل ُت ِ‬
‫سنَ ْدعُ الزّبا ِنيَةَ كَ ّ‬
‫فَ ْليَ ْدعُ نا ِديَ ُه َ‬
‫‪ 27633‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن موسى بن أبي عائشة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫قلت لسعيد بن جُبير‪ :‬أشيء قاله رسول ال صلى ال عليه وسلم من ِقبَل نفسه‪ ,‬أم أمر أمره ال‬
‫ك فأَوْلَى ُثمّ أوْلَى َلكَ فأَوْلَى‪.‬‬
‫به؟ قال‪ :‬بل قاله من ِقبَل نفسه‪ ,‬ثم أنزل ال‪ :‬أوْلَى َل َ‬
‫سدًى يقول تعالى ذكره‪ :‬أيظ نّ هذا الن سان الكا فر بال أن‬
‫ن ُيتْرَ كَ ُ‬
‫وقوله‪ :‬أ َيحْ سَبُ النْ سانُ أ ْ‬
‫يترك هملً‪ ,‬أن ل يؤمر ول ينهى‪ ,‬ول يتعبد بعبادة‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27634‬ـ حدث ني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ث ني معاو ية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‬
‫سدًى يقول‪ :‬هملً‪.‬‬
‫حسَبُ النْسانُ أنْ ُي ْت َركَ ُ‬
‫قوله‪ :‬أ َي ْ‬
‫‪27635‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬أ َيحْ سَبُ‬
‫ك سُدًى قال‪ :‬ل يُؤمر‪ ,‬ول ُينْهى‪.‬‬
‫ن ُي ْترَ َ‬
‫النْسانِ أ ْ‬
‫‪ 27636‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬أ َيحْ سَبُ النْسانُ‬
‫سدًى قال‪ :‬السديّ‪ :‬الذي ل يفترض عليه عمل ول يعمل‪.‬‬
‫ن ُيتْ َركَ ُ‬
‫أْ‬

‫‪40-37‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬أَلَم ْـ يَكُـ نُطْ َفةً مّن ّمنِيّـ ُي ْم َنىَ * ثُمّـ كَانَـ عَلَقَ ًة َفخَلَقَـ فَس َـّوىَ *‬
‫حيِـيَ ا ْلمَ ْو َتىَ }‪.‬‬
‫ى أَن ُي ْ‬
‫ن ال ّذ َكرَ وَالُن َثىَ * أََليْسَ ذَِلكَ بِقَا ِدرٍ عََل َ‬
‫جيْ ِ‬
‫ل ِمنْهُ الزّ ْو َ‬
‫َفجَعَ َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬ألم يك هذا المن كر قدرة ال على إحيائه من ب عد مما ته‪ ,‬وإيجاده من ب عد‬
‫فنائه ُنطْفَ ًة يعني‪ :‬ماء قليلً في صلب الرجل من منيّ‪.‬‬
‫واختلفـت القرّاء فـي قراءة قوله‪ُ :‬يمْن َى فقرأه عامـة قرّاء المدينـة والكوفـة‪ُ « :‬تمْن َى» بالتاء‬
‫بمعنى‪ :‬تمنى النطفة‪ ,‬وقرأ ذلك بعض قرّاء مكة والبصرة‪ُ :‬ي ْمنَى بالياء‪ ,‬بمعنى‪ :‬يمنى المنيّ‪.‬‬
‫والصـواب مـن القول أنهمـا قراءتان معروفتان صـحيحتا المعنـى‪ ,‬فبأيتهمـا قرأ القارىء‬
‫فمصيب‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬ثُ مّ كا نَ عَلَ َقةً يقول تعالى ذكره‪ :‬ثم كان دما من بعد ما كان نطفة‪ ,‬ثم علقة‪ ,‬ثم سوّاه‬
‫لنْثَى يقول تعالى ذكره‪ :‬فج عل‬
‫ن ال ّذ َكرَ وا ُ‬
‫جعَلَ ِم ْن هُ الزّ ْوجَي ِ‬
‫بشرا سويا‪ ,‬ناط قا سميعا ب صيرا فَ َ‬
‫حيِ يَ‬
‫س ذل كَ بقادِرٍ على أ نْ ُي ْ‬
‫من هذا النسان بعد ما سوّاه خلقا سويا أولدا له‪ ,‬ذكورا وإناثا أَليْ َ‬
‫المَوْتَى يقول تعالى ذكره‪ :‬أل يس الذي فعـل ذلك فخلق هذا الن سان من نطفـة‪ ,‬ثـم عل قة حتـى‬
‫صيره إن سانا سويا‪ ,‬له أولد ذكور وإناث‪ ,‬بقادر على أن يُحي يَ المو تى من ممات هم‪ ,‬فيوجد هم‬
‫ك ما كانوا من ق بل ممات هم‪ .‬يقول‪ :‬معلوم أن الذي َقدِر على خَلق الن سان من نط فة من من يّ‬
‫يمنى‪ ,‬حتى صيره بشرا سويا‪ ,‬ل يُعجزه إحياء ميت من بعد مماته وكان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا قرأ ذلك قال‪« :‬بلى»‪.‬‬
‫س ذل كَ بقا ِدرٍ‬
‫‪ 27637‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬أَليْ َ‬
‫حيِ يَ المَ ْوتَى ذُكر لنا أن نبيّ ال صلى ال عليه وسلم كان إذا قرأها قال‪« :‬سبحانك‬
‫على أن ُي ْ‬
‫وبلَى»‪.‬‬

‫سورة النسان‬
‫سورة النسان مدنية‬
‫وآياتها إحدى وثلثون‬
‫بسم ال الرحمَن الرحيـم‬

‫‪2-1‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫شيْئا ّم ْذكُورا * ِإنّا‬
‫ن حِي نٌ ّم نَ الدّ ْهرِ لَ مْ َيكُن َ‬
‫ل َأ َتىَ عَلَى الِن سَا ِ‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪{:‬هَ ْ‬
‫سمِيعا َبصِيرا }‪.‬‬
‫جعَ ْلنَاهُ َ‬
‫خَلَ ْقنَا الِنسَانَ مِن ّنطْفَ ٍة َأ ْمشَاجٍ ّن ْبتَلِيهِ َف َ‬
‫يع ني جلّ ثناؤه بقوله‪ :‬هَلْ أ تى عَلى النْ سانِ قد أ تى على الن سان و هل في هذا المو ضع‬
‫خبر ل ج حد‪ ,‬وذلك كقول القائل لَ خر يقرّره‪ :‬هل أكرم تك؟ و قد أكر مه أو هل زر تك؟ و قد‬
‫زاره وقد تكون جحدا في غير هذا الموضع‪ ,‬وذلك كقول القائل لَخر‪ :‬هل يفعل مثل هذا أحد؟‬
‫بمع نى‪ :‬أ نه ل يف عل ذلك أ حد‪ .‬والن سان الذي قال جلّ ثناؤه في هذا المو ضع هَل أتَى عَلى‬
‫ن مِنَ الدّ ْهرِ‪ :‬هو آدم صلى ال عليه وسلم كذلك‪:‬‬
‫ن حِي ٌ‬
‫النْسا ِ‬
‫ل أتـى عَلى‬
‫‪27638‬ــ حدثنـا بشـر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يزيـد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬هَ ْ‬
‫شيْئا َمذْكُورا إنما خلق النسان ها هنا حديثا ما‬
‫ن َ‬
‫ن الدّ ْهرِ لَ مْ َيكُ ْ‬
‫ن آدم أتى عليه حِي نٌ مِ َ‬
‫النْسا ِ‬
‫يعلم من خليقة ال (خليقةٌ) كانت بعد النسان‪.‬‬
‫ل أتـى عَلى‬
‫حدثنـا ابـن عبـد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا ابـن ثور‪ ,‬عـن معمـر‪ ,‬عـن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬هَ ْ‬
‫شيْئا َم ْذكُورا قال‪ :‬كان آدم صلى ال عليه وسلم آخر ما خلق‬
‫ن مِ نَ الدّ ْهرِ لَ ْم َيكُ نْ َ‬
‫ن حِي ٌ‬
‫النْ سا ِ‬
‫من الخلق‪.‬‬
‫ن الدّهْرِ‬
‫ن مِ َ‬
‫‪27639‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان هَلْ أتى عَلى النْسانِ حِي ٌ‬
‫قال‪ :‬آدم‪.‬‬
‫ِنـ الدّ ْهرِ اختلف أهـل التأويـل فـي قدر هذا الحيـن الذي ذكره ال فـي هذا‬
‫ِينـ م َ‬
‫وقوله‪ :‬ح ٌ‬
‫الموضع‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬هو أربعون سنة وقالوا‪ :‬مكثت طينة آدم مصوّرة ل تنفخ فيها الرّوح‬
‫ل أتى عَلى‬
‫أربعين عاما‪ ,‬فذلك قدر الحين الذي ذكره ال في هذا الموضع قالوا‪ :‬ولذلك قيل‪ :‬هَ ْ‬
‫شيْئا َم ْذكُورا ل نه أ تى عل يه و هو ج سم م صوّر لم تن فخ ف يه‬
‫ن مِ نَ الدّ ْهرِ لَ ْم َيكُ نْ َ‬
‫ن حِي ٌ‬
‫النْ سا ِ‬
‫شيْئا‬
‫ن َ‬
‫الروح أربعون عاما‪ ,‬فكان شيئا‪ ,‬غير أنه لم يكن شيئا مذكورا قالوا‪ :‬ومعنى قوله‪ :‬لَ مْ َي ُك ْ‬
‫َم ْذكُورا‪ :‬لم يكن شيئا له نباهة ول رفعة‪ ,‬ول شرف‪ ,‬إنما كان طينا لزبا وحمأ مسنونا‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬ل حدّ للح ين في هذا المو ضع و قد يد خل هذا القول من أن ال أخبَر أ نه أ تى‬
‫على النسان حين من الدهر‪ ,‬وغير مفهوم في الكلم أن يقال‪ :‬أتى على النسان حين قبل أن‬
‫يوجد‪ ,‬وقبل أن يكون شيئا‪ ,‬وإذا أُريد ذلك قيل‪ :‬أتى حين قبل أن يُخلق‪ ,‬ولم يقل أتى عليه‪ .‬وأما‬
‫الدهر في هذا الموضع‪ ,‬فل حدّ له يوقف عليه‪.‬‬
‫ج َن ْبتَلِ يه يقول تعالى ذكره‪ :‬إ نا خلق نا ذرّ ية آدم من‬
‫وقوله‪ :‬إنّا خَلَقْ نا النْ سانَ مِ نْ ُنطْ َفةٍ أمْشا ٍ‬
‫ل ماء قل يل في وعاء كان ذلك رك ية أو‬
‫نط فة‪ ,‬يع ني‪ :‬من ماء الر جل وماء المرأة‪ ,‬والنط فة‪ :‬ك ّ‬
‫قربة‪ ,‬أو غير ذلك‪ ,‬كما قال عبد ال بن رواحة‪:‬‬
‫شنّ ْه‬
‫ت إلّ ُنطْفَ ٌة في َ‬
‫ل أنْ ِ‬
‫هَ ْ‬
‫وقوله‪ :‬أمْشا جٍ يع ني‪ :‬أخلط‪ ,‬واحد ها‪ :‬م شج ومش يج‪ ,‬م ثل خدن وخد ين وم نه قول رؤ بة بن‬
‫العجاج‪:‬‬
‫ل ُم ْعجَلٍ َنشّاجَلمْ ُيكْسَ جِلْدا في َدمٍ أمْشاجِ‬
‫ط َرحْنَ كُ ّ‬
‫َي ْ‬
‫يقال منه‪ :‬مشجت هذا بهذا‪ :‬إذا خلطته به‪ ,‬وهو ممشوج به ومشيج‪ :‬أي مخلوط به‪ ,‬كمال قال‬
‫أبو ذؤيب‪:‬‬
‫ن الرّيشَ والفُو َقيْن ِمنْهخِللَ الّنصْل سِيطَ بِ ِه َمشِيجُ‬
‫كأ ّ‬
‫واختلف أ هل التأو يل في مع نى المشاج الذي عنى ب ها في هذا الموضع‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬هو‬
‫اختلط ماء الرجل بماء المرأة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27640‬ــ حدث نا أبـو كريـب وأ بو هشام الرفاعـي قال‪ :‬حدثنـا وكيـع‪ ,‬عن سـفيان‪ ,‬عن ابـن‬
‫الصبهاني‪ ,‬عن عكرِمة أمْشاجٍ َن ْبتَلِيهِ قال‪ :‬ماء الرجل وماء المرأة يمشج أحدهما بالَخر‪.‬‬
‫حدث نا أ بو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن يمان‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ا بن ال صبهاني‪ ,‬عن عكرِ مة قال‪:‬‬
‫ماء الرجل وماء المرأة يختلطان‪.‬‬
‫‪ 27641‬ـ قال‪ :‬ثنا أبو أُسامة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا زكريا‪ ,‬عن عطية‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬ماء المرأة‬
‫وماء الرجل يمشجان‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا عبيد ال‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا إسرائيل‪ ,‬عن السديّ‪ ,‬عمن حدّثه‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬ماء‬
‫المرأة وماء الرجل يختلطان‪.‬‬
‫‪ 27642‬ـ قال‪ :‬ثنا عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا أبو جعفر‪ ,‬عن الربيع بن أنس‪ ,‬قال‪ :‬إذا اجتمع ماء‬
‫الرجل وماء المرأة فهو أمشاج‪.‬‬
‫‪ 27643‬ـ قال‪ :‬ثنا أبو أُسامة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المبارك‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬قال‪ :‬مُشج ماء المرأة مع ماء‬
‫الرجل‪.‬‬
‫‪ 27644‬ـ قال‪ :‬ثنا عبيد ال‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا عثمان بن السود‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬خلق ال الولد‬
‫من ماء الرجل وماء المرأة‪ ,‬وقد قال ال‪ :‬يا أيّها النّاسُ إنّا خََلقْناكُمْ ِمنْ َذ َكرٍ وأ ْنثَى‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا عبيد ال‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا إسرائيل‪ ,‬عن أبي يحيى‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬خلق من تارات‬
‫ماء الرجل وماء المرأة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬إنما عُني بذلك‪ :‬إنا خلقنا النسان من نطفة ألوان ينتقل إليها‪ ,‬يكون نطفة‪ ,‬ثم‬
‫يصير علقة‪ ,‬ثم مضغة‪ ,‬ثم عظما‪ ,‬ثم كسي لحما‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27645‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬إنّا خَلَقْنا النْسانَ ِم نْ ُنطْفَ ٍة أمْشا جٍ َن ْبتَلِي هِ المشاج‪ :‬خلق من ألوان‪ ,‬خلق من‬
‫تراب‪ ,‬ثم من ماء الفرج والر حم‪ ,‬و هي النط فة‪ ,‬ثم عل قة‪ ,‬ثم مض غة‪ ,‬ثم عظ ما‪ ,‬ثم أنشأه خل قا‬
‫آخر فهو ذلك‪.‬‬
‫‪ 27646‬ـ حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن سماك‪ ,‬عن‬
‫عكرِمة‪ ,‬في هذه الَية أمْشاجٍ قال‪ :‬نطفة‪ ,‬ثم علقة‪ ,‬ثم مضغة‪ ,‬ثم عظما‪.‬‬
‫ضرَم يّ‪ ,‬عن شع بة‪ ,‬عن سماك‪,‬‬
‫حدث نا الرفا عي‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا و هب بن جر ير ويعقوب الح ْ‬
‫عن عكرِمة‪ ,‬قال‪ :‬نطفة‪ ,‬ثم علقمة‪.‬‬
‫‪ 27647‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إنّا خَلَقْنا النْسانَ‬
‫ن نُطْ َفةٍ أمْشا جٍ أطوار الخلق‪ ,‬طورا نط فة‪ ,‬وطورا عل قة‪ ,‬وطورا مض غة‪ ,‬وطورا عظا ما‪ ,‬ثم‬
‫مِ ْ‬
‫كسى ال العظام لحما‪ ,‬ثم أنشأه خلقا آخر‪ ,‬أنبت له الشعر‪.‬‬
‫‪ 27648‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله أمْشا جٍ‬
‫َن ْبتَليهِ قال‪ :‬المشاج‪ :‬اختلط الماء والدم‪ ,‬ثم كان علقة‪ ,‬ثم كان مضغة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬عُني بذلك اختلف ألوان النطفة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27649‬ـ حدثني عليّ قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عليّ‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في‬
‫قوله أمْشاجٍ َن ْبتَلِيهِ يقول‪ :‬مختلفة اللوان‪.‬‬
‫‪ 27650‬ـ حدثنا أبو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن يمان‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪,‬‬
‫عن مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬ألوان النطفة‪.‬‬
‫‪27651‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬أ يّ الماءين‬
‫سبق أشبه عليه أعمامه وأخواله‪.‬‬
‫‪ 27652‬ـ قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد أمْشا جٍ َن ْبتَلِي هِ قال‪ :‬ألوان‬
‫النطفة نطفة الرجل بيضاء وحمراء‪ ,‬ونطفة المرأة حمراء وخضراء‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل هي العروق التي تكون في النطفة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27653‬ـ حدثنا أبو كريب وأبو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المسعودي‪ ,‬عن عبد ال‬
‫بن المخارق عن أبيه‪ ,‬عن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬أمشاجها‪ :‬عروقها‪.‬‬
‫‪ 27654‬ـ حدث نا أ بو هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يح يى بن يمان‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أُ سامة بن ز يد‪ ,‬عن أب يه‪,‬‬
‫قال‪ :‬هي العروق التي تكون في النطفة‪.‬‬
‫وأشبه هذه القوال بالصواب قول من قال‪ :‬معنى ذلك ِم نْ ُنطْفَ ٍة أمْشا جٍ نطفة الرجل ونطفة‬
‫المرأة‪ ,‬لن ال وصف النط فة بأن ها أمشاج‪ ,‬و هي إذا انتقلت ف صارت عل قة‪ ,‬ف قد ا ستحالت عن‬
‫معنى النطفة فكيف تكون نطفة أمشا جا وهي علقة؟ وأما الذين قالوا‪ :‬إن نطفة الرجل بيضاء‬
‫وحمراء‪ ,‬فإن المعروف من نطفة الرجل أنها سحراء على لون واحد‪ ,‬وهي بيضاء تضرب إلى‬
‫الحمرة‪ ,‬وإذا كانت لونا واحدا لم تكن ألوانا مختلفة‪ ,‬وأحسب أن الذين قالوا‪ :‬هي العروق التي‬
‫في النطفة قصدوا هذا المعنى‪ .‬وقد‪:‬‬
‫‪ 27655‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سلمة‪ ,‬عن ابن إسحاق‪ ,‬عن عطاء بن أبي رباح‪ ,‬عن‬
‫ا بن عباس‪ ,‬قال‪ :‬إن ما خلق الن سان من الش يء القل يل من النط فة‪ .‬أل ترى أن الولد إذا أ سكت‬
‫ترى له مثل ال ّريْر؟ وإنما خُلق ابن آدم من مثل ذلك من النطفة أمشاج نبتليه‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬ن ْبتَلِي هِ نختبره‪ .‬وكان بعض أهل العربية يقول‪ :‬المعنى‪ :‬جعلناه سميعا بصيرا لنبتليه‪,‬‬
‫ف هي مقدّ مة معنا ها التأخ ير‪ ,‬إن ما المع نى خلقناه وجعلناه سميعا ب صيرا لنبتل يه‪ ,‬ول و جه عندي‬
‫عدِ مَ‬
‫ل ما قال ي صحّ‪ ,‬وذلك أن البتلء إن ما هو ب صحة الَلت و سلمة الع قل من الَفات‪ ,‬وإ نْ ُ‬
‫السمع والبصر‪ .‬وأما إخباره إيانا أنه جعل لنا أسماعا وأبصارا في هذه الَية‪ ,‬فتذكير منه لنا‬
‫بنع مه‪ ,‬وت نبيه على مو ضع الش كر فأ ما البتلء فبالخلق مع صحة الفطرة‪ ,‬و سلمة الع قل من‬
‫س إلّ ِليَعبُدون‪.‬‬
‫ن والنْ َ‬
‫الَفة‪ ,‬كما قال‪ :‬ومَا خَلَ ْقتُ الجِ ّ‬
‫وقوله‪َ :‬فجَعَلْنا ُه سمِيعا بَ صِيرا يقول تعالى ذكره‪ :‬فجعلناه ذا سمع يسمع به‪ ,‬وذا بصر يبصر‬
‫به‪ ,‬إنعاما من ال على عباده بذلك‪ ,‬ورأفة منه لهم‪ ,‬وحجة له عليهم‪.‬‬

‫‪4-3‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ع َتدْنَا لِ ْلكَافِرِي نَ‬
‫ل إِمّا شَاكِرا وَإِمّا كَفُورا * إِنّآ أَ ْ‬
‫سبِي َ‬
‫القول في تأو يل قوله تعالى‪{:‬إِنّا َه َد ْينَا ُه ال ّ‬
‫سعِيرا }‪.‬‬
‫للً َو َ‬
‫سَلَسِلَ وََأغْ َ‬
‫سبِيلَ إنا بينا له طريق الجنة‪ ,‬وعرّفناه سبيله‪ ,‬إن شكر‪ ,‬أو‬
‫يعني جلّ ثناؤه بقوله‪ :‬إنّا َه َديْناهُ ال ّ‬
‫ك فر‪ .‬وإذا وُجّه الكلم إلى هذا المع نى‪ ,‬كا نت إ ما وإ ما في مع نى الجزاء‪ .‬و قد يجوز أن تكون‬
‫إ ما وإ ما بمع نى وا حد‪ ,‬ك ما قال‪ :‬إمّا ُي َعذّ ُبهُ مْ وَإمّا َيتُو بُ عََل ْيهِ مْ فيكون قوله‪ :‬إ ما شاكِرا وَإمّا‬
‫ل مـن الهاء التـي فـي هديناه فيكون معنـى الكلم إذا وُجـه ذلك إلى هذا التأويـل‪ :‬إنـا‬
‫كَفُورا حا ً‬
‫هديناه ال سبيل‪ ,‬إ ما شق يا وإ ما سعيدا‪ .‬وكان ب عض نحو يي الب صرة يقول ذلك ك ما قال‪« :‬إ ما‬
‫العذاب وإما الساعة» كأنك لم تذكر إما قال‪ :‬وإن شئت ابتدأت ما بعدها فرفعته‪ .‬وبنحو الذي‬
‫قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27656‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬إنّا َه َديْنا هُ‬
‫سبِيلَ قال‪ :‬الشقوة والسّعادة‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫سبِيلَ إمّا‬
‫‪27657‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إنّا َه َديْنا ُه ال ّ‬
‫شاكِرا للنعم وإمّا كَفُورا‪ .‬لها‪.‬‬
‫ن ُنطْفَ ٍة أمْشا جٍ‬
‫‪ 27658‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬مِ ْ‬
‫ي الطريقين يسلك‪ ,‬وأ يّ المرين‬
‫سبِيلَ قال‪ :‬ننظر أ يّ شيء يصنع‪ ,‬أ ّ‬
‫َن ْبتَلِي هِ‪ ...‬إلى إنّا َه َديْنا هُ ال ّ‬
‫يأخذ‪ ,‬قال‪ :‬وهذا الختبار‪.‬‬
‫ع َتدْنا للْكافِرينَ سَلسِلَ يقول تعالى ذكره‪ :‬إنا أعتدنا لمن كفر نعمتنا وخالف أمرنا‬
‫وقوله‪ :‬إنّا ا ْ‬
‫ُسـتَ ْوثَق بهـا منهـم شدّا فـي الجحيـم وأغْللً يقول‪ :‬وتشدّ بالغلل فيهـا أيديهـم إلى‬
‫سـلسل ي ْ‬
‫أعناقهم‪.‬‬
‫سعَيرا يقول‪ :‬ونارا ُتسْعر عليهم فتتوقد‪.‬‬
‫وقوله َو َ‬

‫‪6-5‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫شرَ بُ‬
‫عيْنا َي ْ‬
‫جهَا كَافُورا * َ‬
‫ن مِن َكأْسٍ كَا نَ ِمزَا ُ‬
‫شرَبُو َ‬
‫ن البْرَارَ َي ْ‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪{:‬إِ ّ‬
‫جرُو َنهَا تَ ْفجِيرا }‪.‬‬
‫عبَادُ الّلهِ يُ َف ّ‬
‫ِبهَا ِ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬إن الذيـن برّوا بطاعتهـم ربهـم فـي أداء فرائضـه‪ ,‬واجتناب معاصـيه‪,‬‬
‫ن ِمزَاجُ ها يقول‪ :‬كان مزاج ما في ها من‬
‫يشربون من كأس‪ ,‬و هو كل إناء كان ف يه شراب كا َ‬
‫الشراب كافُورا يع ني‪ :‬في ط يب رائحت ها كالكافور‪ .‬و قد ق يل‪ :‬إن الكافور ا سم لع ين ماء في‬
‫الجنة فمن قال ذلك‪ ,‬جعل نصب العين على الردّ على الكافور‪ ,‬تبيانا عنه‪ ,‬ومن جعل الكافور‬
‫صفة للشراب نصبها‪ ,‬أعني العين على الحال‪ ,‬وجعل خبر كان قوله كافُورا وقد يجوز نصب‬
‫العيـن مـن وجـه ثالث‪ ,‬وهـو نصـبها بإعمال يشربون فيهـا فيكون معنـى الكلم‪ :‬إن البرار‬
‫يشربون عينا يشرب بها عباد ال‪ ,‬من كأس كان مزاجها كافورا‪ .‬وقد يجوز أيضا نصبها على‬
‫المدح‪ ,‬فأما عامة أهل التأويل فإنهم قالوا‪ :‬الكافور صفة للشراب على ما ذكرت‪ .‬ذكر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪27659‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ِ :‬مزَاجُ ها‬
‫كافُورا قال‪ :‬تمزج‪.‬‬
‫ش َربُونَ‬
‫ن ال ْبرَارَ َي ْ‬
‫‪27660‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إ ّ‬
‫ن كأسٍ كانَ ِمزَاجُها كافُورا قال‪ :‬قوم تمزج لهم بالكافور‪ ,‬وتختم لهم بالمسك‪.‬‬
‫مِ ْ‬
‫عيْنا َيشْرَ بُ بِها عِبادُ الّل ِه يقول تعالى ذكره‪ :‬كان مزاج الكأس التي يشرب بها هؤلء‬
‫وقوله‪َ :‬‬
‫البرار كالكافور في ط يب رائح ته من ع ين يشرب ب ها عباد ال الذ ين يدخل هم الج نة‪ .‬والع ين‬
‫ب بِها عِبادُ‬
‫على هذا التأويل نصب على الحال من الهاء التي في «مزاجها» ويعني بقوله َيشْرَ ُ‬
‫اللّ ِه ُيرْوَى بها ويُنتفع‪ .‬وقيل‪ :‬يشرب بها ويشربها بمعنى واحد‪ .‬وذكر الفرّاء أن بعضهم أنشده‪:‬‬
‫ج‬
‫خضْرٍ َل ُهنّ َنئِي ُ‬
‫ج ُ‬
‫ش ِربْنَ ِبمَا ِء ا ْل َبحْ ِر ُثمّ َترَ ّف َع ْتمَتى ُلجَ ٍ‬
‫َ‬
‫وعنى بقوله‪« :‬متى لجج» من‪ ,‬ومثله‪ :‬إنه يتكلم بكلم حسن‪ ,‬ويتكلم كلما حسنا‪.‬‬
‫جرُونَها تَ ْفجِيرا يقول تعالى ذكره يفجرون تلك الع ين التي يشربون بها ك يف شاؤوا‬
‫وقوله‪ :‬يُ َف ّ‬
‫وحيث شاؤوا من منازلهم وقصورهم تفجيرا‪ ,‬ويعني بالتفجير‪ :‬السالة والجراء‪ .‬وبنحو الذي‬
‫قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27661‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنـا الحسـن قال‪ :‬حدثنـا ورقاء‪ ,‬جميعـا عـن ابـن أبـي نجيـح‪ ,‬عـن مجاهـد‪ ,‬فـي قوله‪:‬‬
‫جرُونَها تَ ْفجِيرا قال‪ :‬يدّلونها حيث شاؤوا‪.‬‬
‫يُ َف ّ‬
‫‪ 27662‬ـ حدث ني الحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن‬
‫جرُونَها تَ ْفجِيرا قال‪ :‬يقودونها حيث شاؤوا‪.‬‬
‫مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬يُ َف ّ‬
‫جرُونَ ها تَ ْفجِيرا قال‪:‬‬
‫‪ 27663‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة يُ َف ّ‬
‫مستقيد ماؤها لهم يفجرونها حيث شاؤوا‪.‬‬
‫‪ 27664‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان يُ َفجّر ُونَ ها تَ ْفجِيرا قال‪ :‬ي صرفونها‬
‫حيث شاؤوا‪.‬‬
‫‪9-7‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ط ِعمُو نَ‬
‫س َتطِيرا * َو ُي ْ‬
‫شرّ هُ مُ ْ‬
‫ن َ‬
‫ن يَوْما كَا َ‬
‫القول في تأو يل قوله تعالى‪{:‬يُوفُو نَ بِال ّن ْذرِ َو َيخَافُو َ‬
‫جزَآءً َولَ‬
‫سكِينا َو َيتِيما وَأَ سِيرا * ِإنّمَا ُنطْ ِع ُمكُ مْ ِل َوجْ هِ الّل ِه لَ ُنرِيدُ مِنكُ مْ َ‬
‫حّب ِه مِ ْ‬
‫طعَا مَ عََلىَ ُ‬
‫ال ّ‬
‫شكُورا }‪.‬‬
‫ُ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬إن البرار الذين يشربون من كأس كان مزاجها كافورا‪ ,‬برّوا بوفائهم ل‬
‫بالنذور التي كانوا ينذرونها في طاعة ال‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪27665‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬يُوفُو نَ‬
‫بالنّ ْذرِ قال‪ :‬إذا نذروا في حق ال‪.‬‬
‫‪ 27666‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬يُوفُو نَ بال ّن ْذرِ قال‪:‬‬
‫كانوا ينذرون طا عة ال من ال صلة والزكاة‪ ,‬والح جّ والعمرة‪ ,‬و ما افترض علي هم‪ ,‬ف سماهم ال‬
‫ستَطِيرا‪.‬‬
‫ن شَرّ ُه ُم ْ‬
‫ن بال ّنذْرِ ويَخافُونَ َيوْما كا َ‬
‫بذلك البرار‪ ,‬فقال‪ :‬يُوفُو َ‬
‫ن بال ّنذْرِ قال‪ :‬بطاعة‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة يُوفُو ُ‬
‫ال‪ ,‬وبالصلة‪ ,‬وبالحجّ‪ ,‬وبالعمرة‪.‬‬
‫ن بال ّنذْرِ قال‪ :‬في غير‬
‫‪ 27667‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬قوله‪ :‬يُوفُو َ‬
‫معصية‪.‬‬
‫و في الكلم محذوف اجتزىء بدللة الكلم عل يه م نه‪ ,‬و هو كان ذلك‪ .‬وذلك أن مع نى الكلم‪:‬‬
‫إن البرار يشربون من كأس كان مزاج ها كافورا‪ ,‬كانوا يوفون بالنذر‪ ,‬فترك ذ كر كانوا لدللة‬
‫الكلم عليها والنذر‪ :‬هو كلّ ما أوجبه النسان على نفسه من فعل ومنه قول عنترة‪:‬‬
‫ش ُت ْمهُماوالنّا ِذ َريْنَ إذا َلمْ ألْ َقهُما دَمي‬
‫ع ْرضِي وَلمْ أ ْ‬
‫الشّا ِت َميْ ِ‬
‫ُسـتَطِيرا يقول تعالى ذكره‪ :‬ويخافون عقاب ال بتركهـم‬
‫ّهـ م ْ‬
‫كانـ شَر ُ‬
‫َ‬ ‫ُونـ َيوْمـا‬
‫وقوله‪ :‬وَيخاف َ‬
‫الوفاء بما نذروا ل من برّ في يوم كان شرّه مستطيرا‪ ,‬ممتدّا طويلً فاشيا‪ .‬وبنحو الذي قلنا في‬
‫ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫شرّ هُ‬
‫ن يَوْما كا نَ َ‬
‫‪ 27668‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَيخافُو َ‬
‫ستَطِيرا استطاروا ال شرّ ذلك اليوم حتى مل السموات والرض‪.‬‬
‫ُم ْ‬
‫وأما رجل يقول عليه نذر أن ل يصل رحما‪ ,‬ول يتصدّق‪ ,‬ول يصنع خيرا‪ ,‬فإنه ل ينبغي أن‬
‫يكفر عنه‪ ,‬ويأتي ذلك‪ ,‬ومنه قولهم‪ :‬استطار الصدع في الزجاجة واستطال‪ :‬إذا امتدّ‪ ,‬ول يقال‬
‫ذلك في الحائط ومنه قول العشى‪:‬‬
‫ستَطِيرَا‬
‫صدْعا عَلى َنَأيِها ُم ْ‬
‫فَبانَتْ وَقد أثأرَتْ فِي ال ُفؤَادِ َ‬
‫يعني‪ :‬ممتدّا فاشيا‪.‬‬
‫ّهـ مِسـْكينا يقول تعالى ذكره‪ :‬كان هؤلء البرار يطعمون‬
‫حب ِ‬‫ّعامـ على ُ‬
‫ُونـ الط َ‬
‫وقوله‪َ :‬و ُيطْعم َ‬
‫الطعام على حب هم إياه‪ ,‬وشهوت هم له‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك قال أ هل التأو يل‪ .‬ذ كر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 27669‬ـ حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا فضيل بن عياض‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن‬
‫حبّ ِه قال‪ :‬وهم يشتهونه‪.‬‬
‫ن الطّعامَ عَلى ُ‬
‫مجاهد‪ ,‬في قوله‪َ :‬و ُيطْعمُو َ‬
‫‪ 27670‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن واضح‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو العريان‪ ,‬قال‪ :‬سألت‬
‫سكِينا قال‪ :‬على‬
‫حّب هِ مِ ْ‬
‫سليمان بن قيس أبا مقاتل بن سليمان‪ ,‬عن قوله‪َ :‬و ُيطْ ِعمُو نَ الطّعا مَ عَلى ُ‬
‫حبهم للطعام‪.‬‬
‫سكِينا يع ني جلّ ثناؤه بقوله م سكينا‪ :‬ذوي الحا جة الذ ين قد أذلت هم الحا جة‪َ ,‬و َيتِي ما‪:‬‬
‫وقوله‪ :‬مِ ْ‬
‫و هو الط فل الذي قد مات أبوه ول ش يء له وأ سِيرا‪ :‬و هو الحرب يّ من أ هل دار الحرب يُؤ خذ‬
‫قهرا بالغلبـة‪ ,‬أو مـن أهـل القبلة يُؤخـذ فيُحبـس بحق ّـ فأثنـى ال على هؤلء البرار بإطعامهـم‬
‫هؤلء تقرّبا بذلك إلى ال وطلب رضاه‪ ,‬ورحمة منهم لهم‪.‬‬
‫واختلف أهل العلم في السير الذي ذكره ال في هذا الموضع‪ ,‬فقال بعضهم‪ :‬بما‪:‬‬
‫ن الطّعامَ‬
‫طعِمُو َ‬
‫‪27671‬ـ حدثنا به بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬و ُي ْ‬
‫سكِينا َو َيتِيما وأ سِيرا قال‪ :‬لقد أمر ال بالُسراء أن يحسن إليهم‪ ,‬وإن أسراهم يومئذٍ‬
‫حّب ِه مِ ْ‬
‫عَلى ُ‬
‫لهل الشرك‪.‬‬
‫‪ 27672‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة وأ سِيرا قال‪ :‬كان‬
‫أسراهم يومئ ٍذ المشرك‪ ,‬وأخوك المسلم أحقّ أن تطعمه‪.‬‬
‫طعِمُو نَ‬
‫‪ 27673‬ـ قال‪ :‬ث نا المعت مر‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن أ بي عمرو أن عكرِ مة قال في قوله‪َ :‬و ُي ْ‬
‫حبّ ِه ِمسْكِينا َو َيتِيما وأسِيرا زعم أنه قال‪ :‬كان السرى في ذلك الزمان المشرك‪.‬‬
‫الطّعامَ عَلى ُ‬
‫‪ 27674‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حماد بن مسعدة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أشعث‪ ,‬عن الحسن َو َيتِيما‬
‫وأسِيرا قال‪ :‬ما كان أسراهم إل المشركين‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬عُني بذلك‪ :‬المسجون من أهل القبلة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27675‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن‬
‫مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬السير‪ :‬المسجون‪.‬‬
‫‪27676‬ـ حدثني أبو شيبة بن أبي شيبة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عمر بن حفص‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي عن حجاج‪,‬‬
‫سكِينا َو َيتِيما وأسيرامن أهل القبلة‬
‫قال‪ :‬ثني عمرو بن مرّة‪ ,‬عن سعيد بن جُبير في قوله ال‪ :‬مِ ْ‬
‫وغيرهم‪ ,‬فسألت عطاء‪ ,‬فقال مثل ذلك‪.‬‬
‫حدثني علي بن سهل الرملي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى يعني ابن عيسى‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أبي‬
‫نجيح‪ ,‬عن مجاهد وأسيرا قال‪ :‬السير‪ :‬هو المحبوس‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫وال صواب من القول في ذلك أن يقال‪ :‬إن ال و صف هؤلء البرار بأن هم كانوا في الدن يا‬
‫يطعمون ال سير‪ ,‬وال سير الذي قد و صفت صفته وا سم ال سير قد يشت مل على الفريق ين‪ ,‬و قد‬
‫ع ّم الخبر عنهم أنهم يطعمونهم‪ ,‬فالخبر على عمومه حتى يخصه ما يجب التسليم له‪ .‬وأما قول‬
‫من قال‪ :‬لم يكن لهم أسير يومئذٍ إل أهل الشرك‪ ,‬فإن ذلك وإن كان كذلك‪ ,‬فلم يخصص بالخبر‬
‫ل من كانت هذه صفته يومئذٍ وبعده إلى يوم‬
‫الموفون بالنذر يومئذٍ‪ ,‬وإنما هو خبر من ال عن ك ّ‬
‫القيامة‪ ,‬وكذلك السير معنيّ به أسير المشركين والمسلمين يومئذٍ‪ ,‬وبعد ذلك إلى قيام الساعة‪.‬‬
‫ط ِع ُمكُم ْـ ِل َوجْهِـ اللّهِـ يقول تعالى ذكره‪ :‬يقولون‪ :‬إنمـا نطعمكـم إذا هـم أطعموهـم‬
‫وقوله‪ :‬إنمَا ُن ْ‬
‫شكُورَا يقولون للذيـن‬
‫جزَاءً وَل ُ‬
‫ُمـ َ‬
‫لوجـه ال‪ ,‬يعنون طلب رضـا ال‪ ,‬والقُربـة إليـه ل ُنرِيدُ ِم ْنك ْ‬
‫يطعمونهم ذلك الطعام‪ :‬ل نريد منكم أيها الناس على إطعامناكم ثوابا ول شكورا‪.‬‬
‫شكُورا وجهان من المع نى‪ :‬أحده ما أن يكون ج مع الش كر ك ما الفُلوس ج مع‬
‫و في قوله‪ :‬وَل ُ‬
‫فَلس‪ ,‬والكفور ج مع كُفْر‪ .‬والَ خر‪ :‬أن يكون مصـدرا واحدا فـي معنـى ج مع‪ ,‬كمـا يقال‪ :‬قعـد‬
‫قعودا‪ ,‬وخرج خروجا‪ .‬وقد‪:‬‬
‫طعِ ُمكُ مْ‬
‫‪ 27677‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سالم‪ ,‬عن مجاهد إ ّنمَا ُن ْ‬
‫شكُورا قال‪ :‬أمـا إنهـم مـا تكلموا بـه‪ ,‬ولكـن علمـه ال مـن‬
‫جزَاءً وَل ُ‬
‫لِ َوجْه ِـ اللّهِـ ل ُنرِيدُ ِم ْنكُم ْـ َ‬
‫قلوبهم‪ ,‬فأثنى به عليهم ليرغب في ذلك راغب‪.‬‬
‫‪ 27678‬ـ حدثنا محمد بن سنان القزاز‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا موسى بن إسماعيل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫ج هِ الّل هِ ل ُنرِيدُ ِم ْنكُ مْ‬
‫طعِ ُمكُ مْ لِ َو ْ‬
‫م سلم بن أ بي الوضاح‪ ,‬عن سالم‪ ,‬عن سعيد بن جُبير إنّ ما ُن ْ‬
‫شكُورا قال‪ :‬أ ما وال ما قالوه بأل سنتهم‪ ,‬ول كن عل مه ال من قلوبهـم‪ ,‬فأث نى علي هم‬
‫جزَاءً وَل ُ‬
‫َ‬
‫ليرغب في ذلك راغب‪.‬‬

‫‪11-10‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫شرّ ذَلِ كَ‬
‫عبُوسا َق ْمطَرِيرا * فَ َوقَاهُ ُم اللّ هُ َ‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪ِ{:‬إنّا َنخَا فُ مِن ّر ّبنَا َيوْما َ‬
‫ضرَةً َوسُرُورا }‪.‬‬
‫ا ْليَومِ وَلَقّا ُهمْ َن ْ‬
‫يقول تعالى ذكره مخبرا عن هؤلء القوم الذين وصف صفتهم أنهم يقولون لمن أطعموه من‬
‫أهل الفاقة والحاجة‪ :‬ما نطعمكم طعاما نطلب منكم عوضا على إطعامناكم جزاء ول شكورا‪,‬‬
‫ولكنا نطعمكم رجاء منا أن يؤمننا ربنا من عقوبته في يوم شديد هوله‪ ,‬عظيم أمره‪ ,‬تعبِس فيه‬
‫الوجوه مـن شدّة مكارهـه‪ ,‬ويطول بلء أهله‪ ,‬ويشتدّ‪ .‬والقمطريـر‪ :‬هـو الشديـد‪ ,‬يقال‪ :‬هـو يوم‬
‫قمطرير‪ ,‬أو يوم قماطر‪ ,‬ويوم عصيب‪ .‬وعصبصب‪ ,‬وقد اقمطرّ اليوم يقمطرّ اقمطرارا‪ ,‬وذلك‬
‫أشدّ اليام وأطوله في البلء والشدّة ومنه قول بعضهم‪.‬‬
‫طرُ‬
‫ن بَلءنَاعلي ُكمْ إذا ما كانَ يَ ْو ٌم قُما ِ‬
‫عمّنا هَلْ َت ْذ ُكرُو َ‬
‫بني َ‬
‫وبنحـو الذي قلنـا فـي ذلك قال أهـل التأويـل على اختلف منهـم فـي العبارة عن معناه‪ ,‬فقال‬
‫بعضهم‪ :‬هو أن يعبِس أحدهم‪ ,‬فيقبض بين عينيه حتى يسيل من بين عينيه مثل القطران‪ .‬ذكر‬
‫من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27679‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مصعب بن سلم التميمي‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬عن‬
‫عبُوسا َق ْمطَرِيرا قال‪ :‬يعبس الكافر يومئذٍ حتى يسيل من بين عينيه عرق‬
‫ابن عباس‪ ,‬في قوله‪َ :‬‬
‫مثل القطران‪.‬‬
‫ي بن سهل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مؤمل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن هارون بن عنترة‪ ,‬عن أبيه‪,‬‬
‫حدثني عل ّ‬
‫طرِيرا قال‪ :‬القمطرير‪ :‬المُ َقبّض بين عينيه‪.‬‬
‫عبُوسا َقمْ َ‬
‫عن ابن عباس‪ ,‬في قوله َيوْما َ‬
‫حدث ني سليمان بن ع بد الجبار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مح مد بن ال صلت‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو كدي نة‪ ,‬عن‬
‫طرِيرا قال‪ :‬يُ َقبّض ما بين العينين‪.‬‬
‫قابوس‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬قال‪ :‬سألت ابن عباس‪ ,‬عن قوله َقمْ َ‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن هارون بن عنترة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن ابن‬
‫طرِيرا قال‪ :‬يقبّض ما بين العينين‪.‬‬
‫عبُوسا َقمْ َ‬
‫عباس َيوْما َ‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫عبُوسا َق ْمطَرِيرا قال‪ :‬يوم يقبّض فيه الرجل ما بين عينيه‬
‫ن َربّنا يَوْما َ‬
‫عباس‪ ,‬قوله إنّا نَخا فُ ِم ْ‬
‫ووجهه‪.‬‬
‫ن َربّنا‬
‫‪ 27680‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إنّا نخا فُ مِ ْ‬
‫عبُوسا َق ْمطَرِيرا عبست فيه الوجوه‪ ,‬وقبضت ما بين أعينها كراهية ذلك اليوم‪.‬‬
‫يَوْما َ‬
‫طرِيرا قال‪ :‬تُ ْقبّض فيه‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة َقمْ َ‬
‫الجباه وقوم يقولون‪ :‬القمطرير‪ :‬الشديد‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن هارون بن عنترة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن ابن‬
‫عباس‪ ,‬قال‪ :‬المقبّض ما بين العينين‪.‬‬
‫‪27681‬ـ قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن عمر بن ذرّ‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬هو المقبض ما بين عينيه‪.‬‬
‫‪ 27682‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المعتمر‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أبي عمرو‪ ,‬عن عكرِمة‪,‬‬
‫قال‪ :‬القمطرير‪ :‬ما يخرج من جباههم مثل القطران‪ ,‬فيسيل على وجوهم‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدث ني الحارث‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪َ :‬ق ْمطَرِيرا قال‪:‬‬
‫يُ ْقبّض الوجه بالبسور‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬العبوس‪ :‬الضيق‪ ,‬والقمطرير‪ :‬الطويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27683‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫طرِيرا يقول‪ :‬طويلً‪.‬‬
‫عبُوسا يقول‪ :‬ضيقا‪ .‬وقوله‪َ :‬قمْ َ‬
‫قوله‪َ :‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬القمطرير‪ :‬الشديد‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن َربّنا يَوْما‬
‫ف مِ ْ‬
‫‪27684‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد في‪ :‬إنّا نَخا ُ‬
‫طرِيرا قال‪ :‬العَبوس‪ :‬الشرّ‪ ,‬وال َق ْمطَرير‪ :‬الشديد‪.‬‬
‫عبُوسا قَ ْم َ‬
‫َ‬
‫سرُورا يقول جلّ ثناؤه‪ :‬فدفع ال عنهم ما‬
‫شرّ ذل كَ ال َيوْ مِ وَلَقّاهُ مْ َنضْرَةً وَ ُ‬
‫وقوله‪ :‬فَوَقاهُ مُ الّل هُ َ‬
‫كانوا فـي الدنيـا يحذرون مـن شرّ اليوم العبوس القمطريـر بمـا كانوا فـي الدنيـا يعملون ممـا‬
‫يرضى عنهم ربهم‪ ,‬لقّاهم نضرة في وجوههم‪ ,‬وسرورا في قلوبهم‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك‬
‫قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27685‬ـ حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن أبي رجاء‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله‪ :‬وَلَقّاهُ مْ‬
‫سرُورا قال‪َ :‬نضْرة في الوجوه‪ ,‬وسرورا في القلوب‪.‬‬
‫َنضْرَ ًة و ُ‬
‫ضرَةً‬
‫‪ 27686‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَلَقّاهُ مْ َن ْ‬
‫سرُورا نضرة في وجوههم‪ ,‬وسرورا في قلوبهم‪.‬‬
‫َو ُ‬
‫ضرَةً‬
‫‪ 27687‬ـ حدث ني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَلَقّاهُ ْم نَ ْ‬
‫سرُورا قال‪ :‬نعمة وسرورا‪.‬‬
‫َو ُ‬

‫‪13-12‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن فِيهَا عََلىَ الرَائِكِ لَ‬
‫حرِيرا * ّم ّت ِكئِي َ‬
‫جنّةً َو َ‬
‫صبَرُو ْا َ‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪َ {:‬وجَزَاهُمْ ِبمَا َ‬
‫ل َزمْ َهرِيرا }‪.‬‬
‫شمْسا َو َ‬
‫ن فِيهَا َ‬
‫َيرَوْ َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وأثابهم ال بما صبروا في الدنيا على طاعته‪ ,‬والعمل بما يرضيه عنهم‬
‫جنة وحريرا‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫جنّةً‬
‫جزَاهُ مُ ِبمَا صَبرُوا َ‬
‫‪ 27688‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو َ‬
‫حرِيرا يقول‪ :‬وجزا هم ب ما صبروا على طا عة ال‪ ,‬و صبروا عن مع صيته ومحار مه‪ ,‬ج نة‬
‫َو َ‬
‫وحريرا‪.‬‬
‫ن فِي ها عَلى الرَائِ كِ يقول‪ :‬متكئ ين في الج نة على ال سّرر في الحجال‪ ,‬و هي‬
‫وقوله‪َ :‬م ّت ِكئِي َ‬
‫الرائك واحدتها أريكة‪ .‬وقد بيّنا ذلك بشواهده‪ ,‬وما فيه من أقوال أهل التأويل فيما مضى بما‬
‫أغنى عن إعاد ته‪ ,‬غير أنا نذكر في هذا الموضع من الرواية بعض ما لم نذكره إن شاء ال‬
‫تعالى قبل‪.‬‬
‫‪ 27689‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن فِيها عَلى الرَا ِئكِ يعني‪ :‬الحِجال‪.‬‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ُ :‬م ّتكِئِي َ‬
‫ن فِيها عَلى الرَائِ كَ‬
‫‪ 27690‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة ُم ّت ِكئِي َ‬
‫كنا نُحدّث أنها الحجال فيها السرّة‪.‬‬
‫‪ 27691‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن الحصين‪ ,‬عن مجاهد ُم ّت ِكئِي نَ‬
‫سرُر في الحجال‪.‬‬
‫فِيها عَلى الرَا ِئكِ قال‪ :‬ال ّ‬
‫شمْ سا وَل َز ْم َهرِيرا‬
‫ن في ها على الحال من الهاء والم يم‪ .‬وقوله ل َيرَ ْو نَ فِي ها َ‬
‫ون صب ُم ّت ِكئِي َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬ل يرَوْن فيهـا شمسـا فيؤذيهـم حرّهـا‪ ,‬ول زمهريرا‪ ,‬وهـو البرد الشديـد‪,‬‬
‫فيؤذيهم بردها‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27692‬ـ حدثنا زياد بن عبد ال الحساني‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مالك بن سعير‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا العمش‪,‬‬
‫عن مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬الزمهرير‪ :‬البرد المفظع‪.‬‬
‫‪ 27693‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال ال‪ :‬ل َيرَوْ نَ في ها‬
‫شمْسا وَل َز ْمهَريرا يعلم أن شدّة الحرّ تؤذي‪ ,‬وشدّة القرّ تؤذي‪ ,‬فوقاهم ال أذاهما‪.‬‬
‫َ‬
‫سدّيّ‪,‬‬
‫‪ 27694‬ـ حدثنا محمد بن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وهب بن جرير‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن ال ّ‬
‫عن مرّة بن عبد ال قال في الزمهرير‪ :‬إنه لون من العذاب‪ ,‬قال ال‪ :‬ل َيذُوقُون فِيها َبرْدا وَل‬
‫شَرَابا‪.‬‬
‫‪ 27695‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن الزهر يّ‪ ,‬عن أ بي‬
‫ش َتكَ تِ النّارُ إلى َربّ ها‪ ,‬فَقالَ تْ‬
‫سلمة‪ ,‬عن أ بي هريرة‪ ,‬عن ال نبيّ صلى ال عل يه و سلم‪ ,‬قال‪« :‬ا ْ‬
‫ن ال َبرْدِ ِم نَ‬
‫جدُو نَ ِم َ‬
‫شدّ ما َت ِ‬
‫ن فأ َ‬
‫سنِي‪ ,‬فأذِ نَ َلهَا فِي كُلّ عا مٍ بنَفَ سَي ِ‬
‫ب أكَلَ َبعْضِي َبعْ ضا‪َ ,‬فنَفّ ْ‬
‫رَ ّ‬
‫ج َهنّمَ»‪.‬‬
‫حرّ َ‬
‫ن َ‬
‫حرّ مِ ْ‬
‫ن ال َ‬
‫ن مِ َ‬
‫شدّ ما َتجِدو َ‬
‫ج َهنّم وأ َ‬
‫َزمْ َهرِي ِر َ‬

‫‪15-14‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫القول في تأويل قوله تعالى‪َ {:‬ودَانِيَةً عََل ْيهِ مْ ظِلَُلهَا َوذُلّلَ تْ ُقطُو ُفهَا َتذْلِيلً * َو ُيطَا فُ عََل ْيهِ مْ بِآ ِنيَةٍ‬
‫مّن فِضّةٍ وََأكْوابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ }‪.‬‬
‫يعني تعالى ذكره بقوله‪َ :‬ودَا ِنيَةً عََل ْيهِ ْم ظِللُهَا و َقرُبت منهم ظلل أشجارها‪.‬‬
‫ولن صب دان ية أو جه‪ :‬أحد ها‪ :‬الع طف به على قوله ُم ّتكِئيِن فِي ها‪ .‬والثا ني‪ :‬الع طف به على‬
‫شمْ سا لن موض عه ن صب‪ ,‬وذلك أن معناه‪ :‬متكئ ين في ها الرائك‪,‬‬
‫ن فِي ها َ‬
‫مو ضع قوله ل َيرَوْ َ‬
‫غير رائين فيها شمسا‪ .‬والثالث‪ :‬نصبه على المدح‪ ,‬كأنه قيل‪ :‬متكئين فيها على الرائك‪ ,‬ودانية‬
‫بعد عليهم ظللها‪ ,‬كما يقال‪ :‬عند فلن جارية جميلة‪ ,‬وشابة بعد طرية‪ ,‬تضمر مع هذه الواو‬
‫ل ناصبا للشابة‪ ,‬إذا أريد به المدح‪ ,‬ولم ُيرَد به النّ سَق وُأ ّنثَ تْ داني ًة لن الظلل جمع‪ .‬وذُكر‬
‫فع ً‬
‫أن ذلك في قراءة ع بد ال بالتذك ير‪َ « :‬ودَانِ يا عََل ْيهِ مْ ظِللُ ها» وإن ما ذ كر ل نه ف عل متقدّم‪ ,‬و هي‬
‫في قراءة فيما بلغني‪َ « :‬ودَانٍ» رفع على الستئناف‪.‬‬
‫ت قُطُوفُ ها َتذْلِيلً يقول‪ :‬وذُلّل ل هم اجتناء ث مر شجر ها‪ ,‬ك يف شاؤوا قعودا وقيا ما‬
‫وقوله‪َ :‬وذُلّلَ ْ‬
‫ومتكئين‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27696‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪َ :‬وذُلّلَ تْ‬
‫قُطُوفُها َتذْلِيلً قال‪ :‬إذا قام ارتفعت بقدره‪ ,‬وإن قعد تدلّت حتى ينالها‪ ,‬وإن اضطجع تدلّت حتى‬
‫ينالها‪ ,‬فذلك تذليلها‪.‬‬
‫‪ 27697‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬ودَا ِنيَةً عََل ْيهِ مْ ظِللُهَا وَذلّلَ تْ ْقطُوفُها‬
‫َتذْلِيلً قال‪ :‬ل يردّ أيديَهم عنها بُعد ول شوك‪.‬‬
‫‪ 27698‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪ُ :‬قطُوفُ ها دَانِيَةٌ‬
‫قال‪ :‬الدانية‪ :‬التي قد دنت عليهم ثمارها‪.‬‬
‫ت قُطُوفُ ها َتذْلِيلً قال‪ :‬يتناوله‬
‫‪ 27699‬ـ حدثنا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان َوذُلّلَ ْ‬
‫كيف شاء جالسا ومتكئا‪.‬‬
‫ت قَوَارِيرا يقول تعالى ذكره‪ :‬ويُطاف على‬
‫ب كانَ ْ‬
‫ن فِضّ ٍة وأ ْكوَا ٍ‬
‫وقوله‪َ :‬ويُطا فُ عََل ْيهِ مْ بِآ ِنيَةٍ ِم ْ‬
‫هؤلء البرار بآن ية من الوانـي ال تي يشربون فيهـا شرابهـم‪ ,‬هي من فضـة كانـت قواريـر‪,‬‬
‫فجعلها ف ضة‪ ,‬و هي في صفاء القوار ير‪ ,‬فلها بياض الف ضة و صفاء الزجاج‪ .‬وبنحو الذي قل نا‬
‫في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27700‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ا بن عباس‪ ,‬قوله‪َ :‬ويُطا فُ عََل ْيهِ مْ بآ ِنيَ ٍة مِ نْ ِفضّةٍ وأكْوا بٍ كانَ تْ قَوَارِيرَ يقول‪ :‬آن ية من ف ضة‪,‬‬
‫وصفاؤها وتهيؤها كصفاء القوارير‪.‬‬
‫‪27701‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن مجاهد من فضة‪ ,‬قال‪ :‬فيها رقة‬
‫القوارير في صفاء الفضة‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدث ني الحارث‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬قَوَارِيرَ مِنْ ِفضّةٍ‬
‫قال‪ :‬صفاء القوارير وهي من فضة‪.‬‬
‫‪27702‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬ويُطافُ عََل ْيهِمْ بآ ِنيَةٍ‬
‫ن فِضّ ٍة أي صفاء القوارير في بياض الفضة‪.‬‬
‫مِ ْ‬
‫ب يقول‪ :‬ويُطاف مع الواني بجرار ضِخام فيها الشراب‪ ,‬وكلّ جرّة ضخمة ل‬
‫وقوله‪ :‬وأكْوا ٍ‬
‫عروة لها فهي كوب‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 27703‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد وأكْوَا بٍ‬
‫قال‪ :‬ليس لها آذان‪ .‬وقد‪:‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان بهذا الحديث بهذا السناد عن مجاهد‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫الكواب‪ :‬القداح‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬كانَ تْ قَوَارِيرَ يقول‪ :‬كا نت هذه الوا ني والكواب قوار ير‪ ,‬فحوّل ها ال ف ضة‪ .‬وق يل‪:‬‬
‫إن ما ق يل‪ :‬ويطاف علي هم بآن ية من ف ضة‪ ,‬ليدلّ بذلك على أن أرض الج نة ف ضة‪ ,‬لن كل آن ية‬
‫ُتتّخذ‪ ,‬فإنما ُتتّخذ من ُترْبة الرض التي فيها‪ ,‬فدلّ جلّ ثناؤه بوصفة الَنية متى يطاف بها على‬
‫أهل الجنة أنها من فضة‪ ,‬ليعلم عباده أن تربة أرض الجنة فضة‪.‬‬
‫واختل فت القرّاء في قراءة قوله «قوار ير‪ ,‬و سلسل»‪ ,‬فقرأ ذلك عا مة قرّاء المدي نة والكو فة‬
‫غير حمزة‪ :‬سلسلً‪ ,‬وقواريرا قَوارِيرا بإثبات اللف والتنوين وكذلك هي في مصاحفهم وكان‬
‫حمزة يُ سْقط اللِفات من ذلك كله‪ ,‬ول يجري شيئا منه وكان أبو عمرو يُثبت اللف في الولى‬
‫ل ذلك عندنا صواب‪ ,‬غير أن الذي َذكَرت عن أبي عمرو‬
‫من قوارير‪ ,‬ول يثبتها في الثانية‪ ,‬وك ّ‬
‫أعجبه ما إل يّ‪ ,‬وذلك أن الوّل من القوار ير رأس آ ية‪ ,‬والتوف يق ب ين ذلك وب ين سائر رؤوس‬
‫آيات السورة أعجب إليّ إذ كان ذلك بإثبات اللفات في أكثرها‪.‬‬

‫‪18-16‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫َانـ‬
‫ُسـقَ ْونَ فِيهَا َكأْسـا ك َ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬قَوَارِيرَاْ مِن ِفضّ ٍة قَ ّدرُوهَا تَ ْقدِيرا * َوي ْ‬
‫سبِيلً }‪.‬‬
‫س ّمىَ سَ ْل َ‬
‫عيْنا فِيهَا ُت َ‬
‫جبِيلً * َ‬
‫جهَا زَن َ‬
‫ِمزَا ُ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬قَوَارِيرَ في صفاء الصفاء من فضة الفضة من البياض‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 27704‬ـ حدث ني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن عل ية‪ ,‬عن أ بي رجاء‪ ,‬قال‪ :‬قال الح سن‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫ن فِضّ ٍة قال‪ :‬صفاء القوارير في بياض الفضة‪.‬‬
‫كانَتْ قَوَارِي َر قَوَارِيرَ مِ ْ‬
‫حدثنا ابن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن كثير‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن أبي رجاء‪ ,‬عن الحسن‪,‬‬
‫ن فِضّ ٍة قال‪ :‬بياض الفضة في صفاء القوارير‪.‬‬
‫في قوله ال‪ :‬قَوَارِيرَ مِ ْ‬
‫‪ 27705‬ـ حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن أبي خالد‪ ,‬عن أبي‬
‫صالح‪ ,‬في قوله‪ :‬كانَتْ قَوَارِيرَ قَوَارِيرَ مِنْ ِفضّ ٍة قال‪ :‬كان ترابها من فضة‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬قَوَارِيرَ ِمنْ ِفضّةٍ قال‪ :‬صفاء الزجاج في بياض الفضة‪.‬‬
‫‪ 27706‬ـ حدث نا ا بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سليمان‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو هلل‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫قَوَارِيرَ قَوَارِيرَ مِن فِضّ ٍة قال‪ :‬لو احتاج أهل الباطل أن يعملوا إناء من فضة يرى ما ف يه من‬
‫خلفه‪ ,‬كما يرى ما في القوارير ما قدروا عليه‪.‬‬
‫‪ 27707‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة قَوَارِيرَ ِم نْ ِفضّةٍ‬
‫قال‪ :‬هي من فضة‪ ,‬وصفاؤها‪ :‬صفاء القوارير في بياض الفضة‪.‬‬
‫‪ 27708‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‬
‫قَوَارِيرَ ِمنْ ِفضّة قال‪ :‬على صفاء القوارير‪ ,‬وبياض الفضة‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬قدّرُوها تَ ْقدِيرا يقول‪ :‬قدّروا تلك الَنية التي يُطاف عليهم بها تقديرا على قَدْر ِريّهم ل‬
‫تزيد ول تنقص عن ذلك‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27709‬ـ حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن أبي رجاء‪ ,‬عن الحسن‪ ,‬في قوله‪ :‬ق ّدرُوها‬
‫تَ ْقدِيرا قال‪ُ :‬قدّرت لريّ القوم‪.‬‬
‫‪27710‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن يمان‪ ,‬عن أشعث‪ ,‬عن جعفر‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫قَ ّدرُوها َت ْقدِيرَا قال‪ :‬قدر ِريّهم‪.‬‬
‫‪ 27711‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عمر بن عبيد‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قوله‪:‬‬
‫قَوَارِيرَ ِمنْ ِفضّةٍ َق ّدرُوها تَ ْقدِيرا قال‪ :‬ل تنقص ول تفيض‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو عا صم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عي سى وحدث ني الحارث‪ ,‬قال‪:‬‬
‫حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد َقدّرُوها تَ ْقدِيرا قال‪ :‬ل‬
‫تتْرَع ف ُتهَراق‪ ,‬ول ينقصون من مائها فتنقص فهي ملى‪.‬‬
‫‪ 27712‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة َقدّرُو ها تَ ْقدِيرا‬
‫لريّهم‪.‬‬
‫حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة َق ّدرُو ها تَ ْقدِيرا قدرت على ر يّ‬
‫القوم‪.‬‬
‫ن ِفضّةٍ َقدّرُوها‬
‫‪27713‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد في قوله‪ :‬مِ ْ‬
‫تَقْديرا قال‪ :‬قدّروها لريهم على قدر شربهم أهل الجنة‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬في قوله قَ ّدرُوها تَقْديرا قال‪:‬‬
‫ممتلئة ل ُتهَراق‪ ,‬وليست بناقصة‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬قدّروها على قدر الكفّ‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27714‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪َ ,‬ق ّدرُوها تَ ْقدِيرا قال‪ :‬قدرت للكفّ‪.‬‬
‫واختل فت القرّاء في قراءة قوله َقدّرُوها تَ ْقدِيرا‪ ,‬فقرأ ذلك عامة قرّاء المصار‪َ :‬ق ّدرُو ها بف تح‬
‫القاف‪ ,‬بمع نى‪ :‬قدّر ها ل هم ال سّقاة الذ ين يطوفون ب ها علي هم‪ .‬ورُوي عن الش عبيّ وغيره من‬
‫المتقدمين أنهم قرأوا ذلك بضمّ القاف‪ ,‬بمعنى‪ُ :‬قدّرت عليهم‪ ,‬فل زيادة فيها ول نقصان‪.‬‬
‫والقراءة التي ل أستجيز القراءة بغيرها فتح القاف‪ ,‬لجماع الحجة من القرّاء عليه‪.‬‬
‫ُسـقَى هؤلء القوم‬
‫جبِيلً يقول تعالى ذكره‪ :‬وي ْ‬
‫كانـ مِزَاجُهـا زَ ْن َ‬
‫َ‬ ‫ن فِيهـا كأسـا‬
‫ُسـقَوْ َ‬
‫وقوله‪َ :‬وي ْ‬
‫ل إناء كان ف يه شراب‪ ,‬فإذا كان فار غا من الخ مر لم ي قل له‬
‫البرار في الج نة كأ سا‪ ,‬و هي ك ّ‬
‫كأس‪ ,‬وإنما يقال له إناء‪ ,‬كما يقال للطبق الذي تهدي فيه الهدية ال ِم ْهدَى مقصورا ما دامت عليه‬
‫جبِيلً يقول‪ :‬كان‬
‫الهدية فإذا فرغ مما عليه كان طبقا أو خِوَانا‪ ,‬ولم يكن ِم ْهدًى كا نَ ِمزَاجُها َز ْن َ‬
‫مزاج شراب الكأس التي يُسقون منها زنجبيلً‪.‬‬
‫واختلف أ هل التأو يل في تأو يل ذلك‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬يمزج ل هم شراب هم بالزنجب يل‪ .‬ذ كر من‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪27715‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ِ :‬مزَاجُها‬
‫جبِيلً قال‪ُ :‬ت ْمزَج بالزنجبيل‪.‬‬
‫َزنْ َ‬
‫‪27716‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنـا الحسـن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا ورقاء‪ ,‬جميعـا عـن ابـن أبـي نجيـح‪ ,‬عـن مجاهـد‪ ,‬قوله‪ :‬كانَـ‬
‫ح ّببُ هُ‬
‫جبِيلً قال‪ :‬يأ ُثرُ ل هم مـا كانوا يشربون في الدنيـا‪ .‬زاد الحارث فـي حدي ثه‪َ :‬فيُ َ‬
‫ِمزَاجُ ها َزنْ َ‬
‫إليهم‪.‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬الزنجبيل‪ :‬اسم للعين التي منها مزاج شراب البرار‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن فِيها كأسا‬
‫‪ 27717‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬ويُ سْ َقوْ َ‬
‫صرْفا‪ ,‬وتمزج ل سائرٍ‬
‫سبِيلً رقي قة يشرب ها المقرّبون ِ‬
‫سمّى سَ ْل َ‬
‫عيْ نا فِي ها تُ َ‬
‫ن ِمزَاجُ ها َز ْنجَبِيلً َ‬
‫كا َ‬
‫أهل الجنة‪.‬‬
‫عنِي‬
‫سبِيلً يقول تعالى ذكره‪ :‬عينا في الجنة تسمى سلسبيلً‪ .‬قيل‪ُ :‬‬
‫سمّى سَ ْل َ‬
‫عيْنا فِيها تُ َ‬
‫وقوله‪َ :‬‬
‫بقوله سلسبيلً‪ :‬سلسة مُنقادا ماؤها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫سمّى‬
‫عيْ نا فِي ها تُ َ‬
‫‪ 27718‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬‬
‫سَ ْلسَبِيلً‪ :‬عينا سلسة مستقيدا ماؤها‪.‬‬
‫سبِيلً قال‪ :‬سلسة‬
‫سمّى سَ ْل َ‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة تُ َ‬
‫يصرفونها حيث شاؤوا‪.‬‬
‫ج ْريَةِ‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬عُني بذلك أنها شديدة ال ِ‬
‫‪27719‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن‬
‫جرْية‪.‬‬
‫سبِيلً قال‪ :‬حديدة ال ِ‬
‫عيْنا فِيها ُتسَمّى سَ ْل َ‬
‫مجاهد َ‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الشجعي‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا أبو أُسامة‪ ,‬عن شبل‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬سلسة الجرية‪.‬‬
‫عيْنا فِيها‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد َ‬
‫جرْية‪.‬‬
‫سمّى سَ ْلسَبيلً حديدة ال ِ‬
‫ُت َ‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫واختلف أهـل العربيـة فـي معنـى السـلسبيل وفـي إعرابـه‪ ,‬فقال بعـض نحويـي البصـرة‪ ,‬قال‬
‫بعض هم‪ :‬إن سلسبيل صفة للع ين بالت سلسل‪ .‬وقال بعض هم‪ :‬إن ما أراد عي نا ت سمى سلسبيلً‪ :‬أي‬
‫ت سمى من طيب ها السلسبيل‪ :‬أي تو صف للناس‪ ,‬ك ما تقول‪ :‬العوج يّ والرحبيّ والمهر يّ من‬
‫البل‪ ,‬وكما تنسب الخيل إذا وصفت إلى الخيل المعروفة المنسوبة كذلك تنسب العين إلى أنها‬
‫تسمى‪ ,‬لن القرآن نزل على كلم العرب‪ ,‬قال‪ :‬وأنشدني يونس‪:‬‬
‫ب‬
‫صيُو ِد الصّيّ ُ‬
‫صرَعَ ال ّ‬
‫ل ما َ‬
‫ن طُو ِ‬
‫س ْهمُهامِ ْ‬
‫صَ ْفرَاءُ ِمنْ َنبْ ٍع ُيسَمّى َ‬
‫صيّبُ لنه لم يرد أن يسمى بال صّيب‪ ,‬إنما ال صّيب من صفة السم والسهم‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫فرفع ال ّ‬
‫«ي سمى سهمها» أي يذ كر سهمها‪ .‬قال‪ :‬وقال بعض هم‪ :‬ل‪ ,‬بل هو ا سم الع ين‪ ,‬و هو معر فة‪,‬‬
‫ولكنه لما كان رأس آية‪ ,‬وكان مفتوحا‪ ,‬زيدت فيه اللف‪ ,‬كما قال‪ :‬كانت قواريرا‪ .‬وقال بعض‬
‫ح ِريّ أن تسمى بسلستها‪.‬‬
‫نحويي الكوفة‪ :‬السلسبيل‪ :‬نعت أراد به سلس في الحلق‪ ,‬فلذلك َ‬
‫وقال آخر منهم‪ :‬ذكروا أن السلسبيل اسم للعين‪ ,‬وذكروا أنه صفة للماء لسلسه وعذوبته قال‪:‬‬
‫ونرى أ نه لو كان ا سما للع ين لكان ترك الجراء ف يه أك ثر‪ ,‬ولم نر أحدا ترك إجراء ها و هو‬
‫جائز في العربية‪ ,‬لن العرب تُجري ما ل يجرى في الشعر‪ ,‬كما قال متمم بن نويرة‪:‬‬
‫صرَعا‬
‫ن حُوَارٍ و َم ْ‬
‫ن مخرّا مِ ْ‬
‫ث رَوَائمٍرأيْ َ‬
‫جدُ أظْآرٍ ثَل ٍ‬
‫َفمَا َو ْ‬
‫فأجرى روائم‪ ,‬وهي مما ل يُجرَى‪.‬‬
‫سبِيلً صفة للعين‪ ,‬وصفت بالسلسة‬
‫سمّى سَلْ َ‬
‫والصواب من القول في ذلك عندي أن قوله‪ :‬تُ َ‬
‫في الحلق‪ ,‬و في حال الجري‪ ,‬وانقياد ها ل هل الج نة ي صرّفونها ح يث شاؤوا‪ ,‬ك ما قال مجا هد‬
‫سمّى‪ :‬توصف‪.‬‬
‫وقتادة‪ .‬وإنما عنى بقوله ُت َ‬
‫سبِيلً صفة ل اسم‪.‬‬
‫وإنما قلت ذلك أولى بالصواب لجماع أهل التأويل على أن قوله‪ :‬سَ ْل َ‬

‫‪20-19‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫سبْ َت ُهمْ ُلؤْلُؤا مّنثُورا *‬
‫ن ّمخَّلدُو نَ ِإذَا رََأ ْي َتهُ مْ حَ ِ‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪َ {:‬ويَطُو فُ عََل ْيهِ مْ وِ ْلدَا ٌ‬
‫ت َثمّ رََأيْتَ َنعِيما َومُلْكا َكبِيرا }‪.‬‬
‫وَِإذَا رَأَيْ َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬ويطوف على هؤلء البرار ولدان‪ ,‬وهم الوصفاء‪ ,‬مخلّدون‪.‬‬
‫ن فقال بعضهم‪ :‬معنى ذلك‪ :‬أنهم ل يموتون‪ .‬ذكر من‬
‫اختلف أهل التأويل في معنى‪ُ :‬مخَّلدُو َ‬
‫قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27720‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪َ :‬و َيطُوف عََل ْيهِ مْ‬
‫ن أي ل يموتون‪.‬‬
‫ن ُمخَّلدُو َ‬
‫وِ ْلدَا ٌ‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫ن ُمخَلّدُونَ‪ُ :‬مسَوّرون‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬عنى بذلك وِ ْلدَا ٌ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل عنى به أنهم مقرّطون‪ .‬وقيل‪ :‬عنى به أنهم دائم شبابهم‪ ,‬ل يتغيرون عن‬
‫تلك السنّ‪.‬‬
‫وذ كر عن العرب أن ها تقول للر جل إذا كبر وث بت سواد شعره‪ :‬إ نه لمخلّد وكذلك إذا كبر‬
‫وثبتت أضراسه وأسنانه قيل‪ :‬إنه لمخلد‪ ,‬يراد به أنه ثابت الحال‪ ,‬وهذا تصحيح لما قال قتادة‬
‫ـب ول‬
‫ـم إذا ثبتوا على حال واحدة فلم يتغيروا بهرم ول شيـ‬
‫ـن أن معناه‪ :‬ل يموتون‪ ,‬لنهـ‬
‫مـ‬
‫حمْيـر وينشـد لبعـض‬
‫ُسـوّرون بلغـة ِ‬
‫ُونـ م َ‬
‫موت‪ ,‬فهـم مخلّدون‪ .‬وقيـل‪ :‬إن معنـى قوله‪ُ :‬مخَّلد َ‬
‫شعرائهم‪:‬‬
‫جيْنِ كأ ّنمَاأعْجازُهُنّ أقا ِوزُ ا ْل ُكثْبانِ‬
‫و ُمخَّلدَاتٌ بالّل َ‬
‫س ْب َت ُهمْ لُؤْلُؤا َم ْنثُورا يقول تعالى ذكره‪ :‬إذا رأ يت يا مح مد هؤلء الولدان‬
‫وقوله‪ :‬إذَا رأ ْي َتهُ مْ حَ ِ‬
‫مجتمع ين أو مفترقيـن‪ ,‬تح سبهم في حُسـنهم‪ ,‬ونقاء بياض وجوههـم‪ ,‬وكثرت هم‪ ,‬لؤلؤا مبدّدا‪ ,‬أو‬
‫مج َتمِعا مصبوبا‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27721‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة لُؤْلؤا َم ْنثُورا قال‪:‬‬
‫س ِن ِهمْ‪.‬‬
‫حْ‬‫من كثرتهم و ُ‬
‫سبْ َت ُهمْ‬
‫‪ 27722‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله إذَا رأ ْي َتهُ مْ حَ ِ‬
‫من ح سنهم وكثرت هم لُؤلُؤا َم ْنثُورا وقال قتادة عن أ بي أيوب‪ ,‬عن ع بد ال بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬ما‬
‫من أهل الجنة من أحد إل ويسعى عليه ألف غلم‪ ,‬كلّ غلم على عملٍ ما عليه صاحبه‪.‬‬
‫س ْب َت ُهمْ لُؤْلُؤا َم ْنثُورا قال‪ :‬في‬
‫‪27723‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬قال‪ :‬حَ ِ‬
‫كثرة اللؤلؤ وبياض اللؤلؤ‪.‬‬
‫ت َنعِي ما يقول تعالى ذكره ل نبيه مح مد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬وإذا‬
‫وقوله‪ :‬إذَا رأيْ تَ ث مّ رأيْ َ‬
‫نظرت ببصرك يا محمد‪ ,‬ورميت بطرفك فيما أعطي تُ هؤلء البرار في الجنة من الكرامة‪.‬‬
‫ت َنعِي ما‪ ,‬وذلك أن أدنا هم منزلة من ين ظر في مُل كه في ما ق يل في‬
‫وعُ ني بقوله‪ :‬ثَ مّ الج نة رأيْ َ‬
‫مسيرة ألفي عام‪ ,‬يُرى أقصاه‪ ,‬كما يرى أدناه‪.‬‬
‫وقد اختلف أ هل العرب ية في ال سبب الذي من أجله لم يذ كر مفعول رأ يت الول‪ ,‬فقال ب عض‬
‫نحو يي الب صرة‪ :‬إن ما ف عل ذلك ل نه ير يد رؤ ية ل تتعدى‪ ,‬ك ما تقول‪ :‬ظن نت في الدار‪ ,‬أ خبر‬
‫بمكان ظ نه‪ ,‬فأ خبر بمكان رؤي ته‪ .‬وقال ب عض نحو يي الكو فة‪ :‬إن ما ف عل ذلك لن معناه‪ :‬وإذا‬
‫رأيت ما ثم رأيت نعيما قال‪ :‬وصلح إضمار ما كما قيل‪ :‬لقد تقطع بينكم‪ ,‬يريد‪ :‬ما بينكم قال‪:‬‬
‫ويقال‪ :‬إذا رأيت ثم يريد‪ :‬إذا نظرت ثم‪ ,‬أي إذا رميت ببصرك هناك رأيت نعيما‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬مُلْكا َكبِيرا يقول‪ :‬ورأيت مع النعيم الذي ترى لهم ثَمّ مُلْكا كبيرا‪ .‬وقيل‪ :‬إن ذلك الملك‬
‫الكبير‪ :‬تسليم الملئكة عليهم‪ ,‬واستئذانهم عليهم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27724‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مؤمل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬قال‪ :‬ثني من سمع مجاهدا‬
‫ت َنعِيما َومُلْكا َكبِيرا قال‪ :‬تسليم الملئكة‪.‬‬
‫يقول‪ :‬وَإذَا رأيْتَ َثمّ رأيْ َ‬
‫‪ 27725‬ـ قال‪ :‬ثنا عبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬سمعت سفيان يقول في قوله‪ :‬مُلْكا َكبِيرا قال‪ :‬بلغنا أنه‬
‫تسليم الملئكة‪.‬‬
‫‪ 27726‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الشجع يّ‪ ,‬في قوله‪ :‬وَإذَا رأيْ تَ ثَ مّ رأيْ تَ َنعِيما َومُلْكا‬
‫َكبِيرا قال‪ :‬فسّرها سفيان قال‪ :‬تستأذن الملئكة عليهم‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان وَإذَا رأيْ تَ ثَ مّ رأيْ تَ َنعِيما َومُلْكا َكبِيرا قال‬
‫استئذان الملئكة عليهم‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ِسـَت ْبرَقٌ َوحُلّوَ ْا أَسـَا ِورَ مِن فِضّةٍ‬
‫خضْرٌ وَإ ْ‬
‫َابـ سـُندُسٍ ُ‬
‫ُمـ ِثي ُ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬عَاِل َيه ْ‬
‫طهُورا }‪.‬‬
‫َوسَقَا ُهمْ َر ّب ُهمْ شَرَابا َ‬
‫س ْندُسٍ‪ .‬وكان ب عض أ هل التأو يل‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬فوق هم‪ ,‬يع ني فوق هؤلء البرار ثياب ُ‬
‫سنْدُسٍ ول يس ذلك بالقول المدفوع‪ ,‬لن‬
‫ب ُ‬
‫حجَال هم المثب تة علي هم ثِيا ُ‬
‫يتأوّل قوله‪ :‬عاِل َيهُ مْ فوق ِ‬
‫ذلك إذا كان فوق حجالٍ هم فيها‪ ,‬فقد علهم فهو عاليهم‪.‬‬
‫وقد اختلف أهل القراءة في قراءة ذلك فقرأته عامة قرّاء المدينة والكوفة وبعض قرّاء مكة‪:‬‬
‫«عَاِل ْيهِ مْ» بت سكين الياء‪ .‬وكان عاصم وأ بو عمرو وابن كثير يقرءونه بفتح الياء‪ ,‬فمن فتحها‬
‫جعل قوله عاِل َي ُهمْ اسما مرافعا للثياب‪ ,‬مثل قول القائل‪ :‬ظاهرهم ثياب سندس‪.‬‬
‫وال صواب من القول في ذلك عندي أنه ما قراءتان معروفتان متقارب تا المع نى‪ ,‬فبأيته ما قرأ‬
‫س ْندُسٍ يعني‪ :‬ثياب ديباج رقيق ح سن‪ ,‬والسندس‪ :‬هو ما ر قّ‬
‫القارىء فمصيب‪ .‬وقوله‪ :‬ثِيا بُ ُ‬
‫من الديباج‪.‬‬
‫خضْرٌ‬
‫خضْرٌ اختلف القرّاء في قراءة ذلك‪ ,‬فقرأه أبو جعفر القارىء وأبو عمرو برفع ُ‬
‫وقوله‪ُ :‬‬
‫س َتبْ َرقٍ» عط فا به على ال سندس‪ ,‬بمع نى‪ :‬وثياب إ ستبرق‪.‬‬
‫على أن ها ن عت للثياب‪ ,‬وخ فض «ا ْ‬
‫ستَ ْب َرقٌ رف عا‪ ,‬عط فا بال ستبرق على الثياب‪,‬‬
‫ضرٍ» خف ضا وا ْ‬
‫خ ْ‬
‫وقرأ ذلك عا صم وا بن كث ير‪ُ « :‬‬
‫ضرٌ رفعا على أنها‬
‫بمعنى‪ :‬عاليهم استبرق‪ ,‬وتصييرا للخضر نعتا للسندس‪ .‬وقرأ نافع ذلك‪ :‬خُ ْ‬
‫ضرٍ‬
‫خ ْ‬
‫واسـَتبْ َرقٌ رفعـا عطفـا بـه على الثياب‪ .‬وقرأ ذلك عامـة قرّاء الكوفـة‪ُ « :‬‬
‫ْ‬ ‫نعـت للثياب‬
‫س َت ْبرَقَ» بالفتح‬
‫س َت ْبرَقٍ» خفضا كلهما‪ .‬وقرأ ذلك ابن محيصن بترك إجراء الستبرق‪« :‬وا ْ‬
‫وا ْ‬
‫ح ذلك ل نه وجّ هه إلى أ نه ا سم أعجم يّ‪ .‬ولكلّ هذه القراءات ال تي‬
‫بمع نى‪ :‬وثياب ا ستبرق‪ ,‬و َف َت َ‬
‫ذكرناها وجه ومذهب‪ ,‬غير الذي سبق ذكرنا عن ابن محيصن‪ ,‬فإنها بعيدة من معروف كلم‬
‫العرب‪ ,‬وذلك أن الســتبرق نكرة‪ ,‬والعرب تجري الســماء النكرة وإن كانــت أعجميــة‪,‬‬
‫وال ستبرق‪ :‬هو ما غَلُظ من الديباج‪ .‬و قد ذكر نا أقوال أ هل التأو يل في ذلك في ما م ضى ق بل‪,‬‬
‫فأغنى ذلك عن إعادته ها هنا‪.‬‬
‫‪ 27727‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬الستبرق‪ :‬الديباج‬
‫الغليظ‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬وحُلّوا أسا ِورَ ِمنْ ِفضّةٍ يقول‪ :‬وحلهم ربهم أساور‪ ,‬وهي جمع أسورة من فضة‪.‬‬
‫طهُورا يقول تعالى ذكره‪ :‬وسـقى هؤلء البرار ربّهُم شرابـا‬
‫شرَابـا َ‬
‫ُمـ َ‬
‫وقوله‪ :‬وَسـَقا ُهمْ َر ّبه ْ‬
‫طهورا‪ ,‬و من طهره أ نه ل ي صير بولً نج سا‪ ,‬ولك نه ي صير رش حا من أبدان هم كر شح الم سك‪,‬‬
‫كالذي‪:‬‬
‫‪27728‬ـ حدثنا محمد بن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪,‬‬
‫طهُورا قال‪ :‬عرق يفيض من أعراضهم‬
‫شرَابا َ‬
‫عن منصور‪ ,‬عن إبراهيم التيمي وَ سَقا ُهمْ َر ّبهُ مْ َ‬
‫مثل ريح المسك‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن إبراهيم التيمي‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫سمُ‬
‫‪27729‬ـ قال‪ :‬ثنا جرير‪ ,‬عن مغيرة‪ ,‬عن إبراهيم التيمي‪ ,‬قال‪ :‬إن الرجل من أهل الجنة يق َ‬
‫له شهوة مئة رجل من أهل الدنيا‪ ,‬وأكلهم وهمتهم‪ ,‬فإذا أكل سقي شرابا طهورا‪ ,‬فيصير رشحا‬
‫يخرج من جلده أطيب ربحا من المسك الذفر‪ ,‬ثم تعود شهوته‪.‬‬
‫‪ 27730‬ـ حدثنا محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬شَرَا با‬
‫طهُورا قال‪ :‬ما ذكر ال من الشربة‪.‬‬
‫َ‬
‫‪27731‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن أبان‪ ,‬عن أبي قِلبة‪ :‬إن‬
‫أ هل الج نة إذا أكلوا وشربوا ما شاءوا دَعَوا بالشراب الطهور فيشربو نه‪ ,‬فتط هر بذلك بطون هم‬
‫ح مسك‪ ,‬فتضمر لذلك بطونهم‪.‬‬
‫ويكون ما أكلوا وشربوا َرشْحا وري َ‬
‫‪ 27732‬ـ حدثنا عل يّ بن سهل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا حجاج‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو جعفر الرازي‪ ,‬عن الربيع‬
‫بن أ نس‪ ,‬عن أ بي العال ية الريا حي‪ ,‬عن أ بي هريرة أو غيره «ش كّ أ بو جع فر الرازي» قال‪:‬‬
‫ي صلى ال عليه وسلم ليلة أُسريَ به إلى السماء السابعة‪ ,‬فاستفتَح‪ ,‬فقيل له‪:‬‬
‫صعد جبرائيل بالنب ّ‬
‫من هذا؟ فقال‪ :‬جبرائيل قيل‪ :‬ومن معك؟ قال‪ :‬محمد‪ ,‬قالوا‪ :‬أَ َو َقدْ أُرسل إليه؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬قالوا‪:‬‬
‫حياه ال من أخ وخليفة‪ ,‬فنعم الخ ونعم الخليفة‪ ,‬ونعم المجي ُء جاء قال‪ :‬فدخل فإذا هو برجل‬
‫أش مط جالس على كر سيّ ع ند باب الج نة‪ ,‬وعنده قوم جلوس ب يض الوجوه أمثال القراط يس‪,‬‬
‫وقوم في ألوان هم ش يء‪ ,‬فقام الذ ين في ألوان هم ش يء‪ ,‬فدخلوا نهرا فاغت سلوا ف يه‪ ,‬فخرجوا و قد‬
‫خَلَص مـن ألوانهـم شيـء ثـم دخلوا نهرا آخـر فاغتسـلوا فيـه‪ ,‬فخرجوا وقـد خَلَصـت ألوانهـم‪,‬‬
‫فصارت مثل ألوان أصحابهم‪ ,‬فجاءوا فجلسوا إلى أصحابهم‪ ,‬فقال‪ :‬يا جبريل من هذا الشمط‪,‬‬
‫ومن هؤلء البيض الوجوه‪ ,‬ومن هؤلء الذين في ألوانهم شيء‪ ,‬وما هذه النهار التي اغتسلوا‬
‫في ها‪ ,‬فجاءوا و قد صفت ألوان هم؟ قال‪ :‬هذا أبوك إبراه يم‪ ,‬أوّل من شَمِط على الرض‪ ,‬وأ ما‬
‫هؤلء الب يض الوجوه‪ ,‬فقوم لم يَ ْلبِ سوا إيمان هم بظلم‪ .‬وأ ما هؤلء الذ ين في ألوان هم ش يء فقوم‬
‫ل صالحا وآخر سيئا فتابوا‪ ,‬فتاب ال عليهم‪ .‬وأما النهار‪ ,‬فأوّلها رحمة ال‪ ,‬والثاني‬
‫خلطوا عم ً‬
‫نعمة ال‪ ,‬والثالث سقاهم ربهم شرابا طهورا‪.‬‬

‫‪24-22‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫شكُورا * ِإنّا َنحْ نُ َنزّ ْلنَا‬
‫س ْع ُيكُم ّم ْ‬
‫ن َ‬
‫جزَآءً َوكَا َ‬
‫ن هَـذَا كَا نَ َلكُ مْ َ‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪{:‬إِ ّ‬
‫ح ْكمِ َر ّبكَ َولَ ُتطِعْ ِم ْن ُهمْ آثِما َأوْ كَفُورا }‪.‬‬
‫صبِرْ ِل ُ‬
‫ل * فَا ْ‬
‫عََل ْيكَ ا ْل ُقرْآنَ تَنزِي ً‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬يقال لهؤلء البرار حينئذ‪ :‬إن هذا الذي أعطيناكـم من الكرامـة كان ل كم‬
‫شكُورا يقول‪ :‬كان عمل كم‬
‫س ْع ُي ُكمْ َم ْ‬
‫ثوا با على ما كن تم في الدن يا تعملون من ال صالحات وكا نَ َ‬
‫فيها مشكورا‪ ,‬حمدكم عليه ربكم‪ ,‬ورضيه لكم‪ ,‬فأثابكم بما أثابكم به من الكرامة عليه‪.‬‬
‫ن َلكُ مْ‬
‫ن َهذَا كا َ‬
‫‪ 27733‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إ ّ‬
‫س ْع ُيكُ ْم َمشْكُورا غفر لهم الذنب‪ ,‬وشكر لهم الحسن‪.‬‬
‫جزَاءً وكانَ َ‬
‫َ‬
‫‪ 27734‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قال‪ :‬تل قتادة‬
‫شكُورا قال‪ :‬لقد شَكر ال سعيا قليلً‪.‬‬
‫س ْع ُيكُم َم ْ‬
‫ن َ‬
‫وكا َ‬
‫ن َتنْزِيلً يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫ن َنزّلْنا عََليْكَ القُرآ َ‬
‫وقوله‪ :‬إنّا َنحْ ُ‬
‫حكُ مِ َربّ كَ يقول‪:‬‬
‫صبِرْ ِل ُ‬
‫إنا نحن نزّلنا عليك يا محمد هذا القرآن تنزيلً‪ ,‬ابتلء منا واختبارا فا ْ‬
‫اصبر لما امتحنك به ر بك من فرائضه‪ ,‬وتبليغ رسالته‪ ,‬والقيام بما ألزمك القيام به في تنزيله‬
‫الذي أوحاه إليك وَل ُتطِ عْ ِم ْنهُ مْ آثِما أو كَفُورا يقول‪ :‬ول تطع في معصية ال من مشركي قومك‬
‫آث ما ير يد بركو به معا صيه‪ ,‬أو كفورا‪ :‬يع ني جحودا لنع مه عنده‪ ,‬وآلئه قِبلَه‪ ,‬ف هو يك فر به‪,‬‬
‫ويعبد غيره‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن الذي عني بهذا القول أبو جهل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27735‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَل ُتطِ عْ ِم ْنهُ مْ آثِما‬
‫أ ْو كَفُورا قال‪ :‬نزلت في عد ّو ال أبي جهل‪.‬‬
‫‪ 27736‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة أنه بل غه أن أبا‬
‫جهل قال‪ :‬لئن رأيت محمدا يصلي لطأنّ عنقه‪ ,‬فأنزل ال‪ :‬وَل ُتطِعْ ِم ْنهُمْ آثِما أ ْو كَفُورا‪.‬‬
‫‪ 27737‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَل ُتطِ عْ ِم ْنهُ مْ‬
‫لثِم‪ :‬المذنب الظالم والكفور‪ ,‬هذا كله واحد‪.‬‬
‫آثِما أ ْو كَفُورا قال‪ :‬ا َ‬
‫وقيـل‪ :‬أوْ كَفُورا والمعنـى‪ :‬ول كفورا‪ .‬قال الفرّاء‪« :‬أو» ههنـا بمنزلة الواو‪ ,‬وفـي الجحـد‬
‫والستفهام والجزاء تكون بمعنى «ل»‪ ,‬فهذا من ذلك مع الجحد ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ل أضَلّها ُربَعُ‬
‫عجُو ٍ‬
‫جدُ َ‬
‫وَل َو ْ‬ ‫جدْتُ‬
‫جدُ َثكْلَى كما َو َ‬
‫ل َو ْ‬
‫حجِيجُ فا ْندَ َفعُوا‬
‫ُيَ ْومَ تَوَافَى ا ْل َ‬ ‫خ أضَلّ نا َقتَه‬
‫شيْ ٍ‬
‫جدُ َ‬
‫أوْ َو ْ‬
‫ن من هم من أ ثم أو ك فر‪ ,‬فيكون‬
‫أراد‪ :‬ول وج ُد ش يخ‪ ,‬قال‪ :‬و قد يكون في العرب ية‪ :‬ل تطيع ّ‬
‫المعنى في أو قريبا من معنى الواو‪ ,‬كقولك للرجل‪ :‬لعطينك سألت أو سكتّ‪ ,‬معناه‪ :‬لعطينك‬
‫على كلّ حال‪.‬‬

‫‪27-25‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫س ّبحْهُ‬
‫جدْ َل هُ وَ َ‬
‫ن الّليْلِ فَا سْ ُ‬
‫سمَ َربّ كَ ُب ْكرَةً وَأَ صِيلً * َومِ َ‬
‫القول في تأو يل قوله تعالى‪{:‬وَا ْذكُرِ ا ْ‬
‫ن ا ْلعَاجِلَةَ َو َي َذرُونَ َورَآءَ ُهمْ َيوْما ثَقِيلً }‪.‬‬
‫حبّو َ‬
‫ن هَـ ُؤلَ ِء ُي ِ‬
‫َليْلً طَوِيلً * إِ ّ‬
‫سمَ َربّ كَ فاد عه به بكرة في صلة ال صبح‪ ,‬وعش يا في‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وَا ْذكُرْ يا مح مد ا ْ‬
‫جدْ َل ُه يقول‪ :‬ومن الليل فاسجد له في صلتك‪ ,‬فسبحه ليلً‬
‫ل فاسْ ُ‬
‫صلة الظهر والعصر َومِنَ الّليْ ِ‬
‫ل نِصْفَهُ أ ِو انْقُ صْ ِمنْ هُ قَلِيلً أو ِزدْ‬
‫ل قَلِي ً‬
‫طويلً‪ ,‬يعني‪ :‬أكثر الليل‪ ,‬كما قال جلّ ثناؤه‪ :‬قُمِ الّليْلَ إ ّ‬
‫عََليْهِ‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27738‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫س ّبحْ ُه َليْلً طَوِيلً يعني‪ :‬الصلة والتسبيح‪.‬‬
‫جدْ لَهُ َو َ‬
‫سُ‬‫ن الّليْلِ فا ْ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪َ :‬ومِ َ‬
‫سمَ َربّ كَ‬
‫‪ 27739‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَا ْذكُرْ ا ْ‬
‫ل صلة الظهر الصيل‪.‬‬
‫ُبكْرَ ًة وَأصِيلً قال‪ :‬بكرة‪ :‬صلة الصبح وأصي ً‬
‫ل قال‪ :‬كان هذا أوّل ش يء فري ضة‪ .‬وقرأ‪ :‬يا‬
‫س ّبحْ ُه َليْلً طَوِي ً‬
‫جدْ لَ هُ وَ َ‬
‫سُ‬‫ن الّليْلِ فا ْ‬
‫وقوله‪ :‬و ِم َ‬
‫ن َربّكَ َيعْلَ ُم أنّكَ تَقُو ُم أ ْدنَى مِنْ ثُُل َثيِ الّليْلِ َونِصْفَهُ‬
‫ل إلّ قَلِيلً ِنصْفَهُ‪ ,‬ثم قال‪ :‬إ ّ‬
‫أيّها ال ُم ّزمّلُ قُمِ الّليْ َ‬
‫ن القُرآنِ‪ ...‬إلى آخر الَية‪ ,‬ثم قال‪ُ :‬محِيي هذا عن رسول‬
‫سرَ مِ َ‬
‫َوثُُلثَهُ‪ ...‬إلى قوله فاقْرَءُوا ما َت َي ّ‬
‫جدْ بِهِـ نافِلَةً لَكَـ قال‪:‬‬
‫ال صـلى ال عليـه وسـلم وعـن الناس‪ ,‬وجعله نافلة فقال‪َ :‬ومِنَـ الّليْلِ َف َت َه ّ‬
‫فجعلها نافلة‪.‬‬
‫ن العاجِلَ َة يقول تعالى ذكره‪ :‬إن هؤلء المشركين بال يحبون العاجلة‪,‬‬
‫حبّو َ‬
‫ن هَؤُل ِء ُي ِ‬
‫وقوله‪ :‬إ ّ‬
‫ُمـ يومـا ثَقِيلً يقول‪:‬‬
‫ويذرونـ وراءه ْ‬
‫َ‬ ‫يعنـي الدنيـا‪ ,‬يقول‪ :‬يحبون البقاء فيهـا وتعجبهـم زينتهـا‬
‫ويدعون خلف ظهورهـم العمـل للَخرة‪ ,‬ومـا لهـم فيـه النجاة مـن عذاب ال يومئذ وقـد تأوّله‬
‫ل مدفو عا‪ ,‬غ ير أن الذي قلناه أش به‬
‫بعض هم بمع نى‪ :‬ويذرون أمام هم يو ما ثقيلً ول يس ذلك قو ً‬
‫بمعنى الكلمة‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27740‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان َو َي َذرُو نَ َورَاءَهُ مْ َيوْ ما ثَقِيلً قال‪:‬‬
‫الَخرة‪.‬‬

‫‪29-28‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ش ْئنَا َبدّ ْلنَآ َأ ْمثَالَهُ مْ َت ْبدِيلً * ِإ نّ‬
‫ش َد ْدنَآ أَ سْرَ ُهمْ وَِإذَا ِ‬
‫ن خَلَ ْقنَاهُ مْ َو َ‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪ّ {:‬نحْ ُ‬
‫سبِيلً }‪.‬‬
‫خذَ إَِلىَ َربّ ِه َ‬
‫هَـذِهِ َت ْذ ِكرَةٌ َفمَن شَآءَ ا ّت َ‬
‫سرَهُمْ‪:‬‬
‫شدَدْ نا أ ْ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬ن حن خلق نا هؤلء المشرك ين بال المخالف ين أمره ونه يه َو َ‬
‫وشددنا خلقهم‪ ,‬من قولهم‪ :‬قد ُأسِر هذا الرجل فأُحسِن أسره‪ ,‬بمعنى‪ :‬قد خُِلقَ فأُحسِن خَلْقه‪.‬‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27741‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫سرَ ُهمْ يقول‪ :‬شددنا خلقهم‪.‬‬
‫شدَدْنا أ ْ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪َ :‬نحْنُ خَلَقْنا ُهمْ َو َ‬
‫‪27742‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫ش َددْ نا‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد قوله‪َ :‬و َ‬
‫أسْرَ ُهمْ قال‪ :‬خَلْقهم‪.‬‬
‫سرَهُمْ‪ :‬خَلْقهم‪.‬‬
‫ش َددْنا أ ْ‬
‫‪27743‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو َ‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫لسْر‪ :‬المفاصل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬ا َ‬
‫‪27744‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬سمعته‪ ,‬يعني خلدا يقول‪:‬‬
‫سمعت أبا سعيد‪ ,‬وكان قرأ القرآن على أبي هريرة قال‪ :‬ما قرأت القرآن إل على أبي هريرة‪,‬‬
‫ش َددْنا أسْرَ ُهمْ قال‪ :‬هي المفاصل‪.‬‬
‫هو أقرأني‪ ,‬وقال في هذه الَية َو َ‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل هو القوّة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫سرَ ُهمْ‬
‫شدَدْنا أ ْ‬
‫‪ 27745‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪َ :‬و َ‬
‫قال‪ :‬السر‪ :‬القوّة‪.‬‬
‫وأولى القوال فـي ذلك بالصـواب القول الذي اخترناه‪ ,‬وذلك أن السـر‪ ,‬هـو مـا ذكرت عنـد‬
‫العرب ومنه قول الخطل‪:‬‬
‫سرُهسَلِسِ الْقِيادِ تَخالُ ُه ُمخْتالَ‬
‫شدِيدٍ أ ْ‬
‫ب َ‬
‫جتَنَ ٍ‬
‫ل ُم ْ‬
‫ِمنْ ك ّ‬
‫ومنه قول العامة‪ :‬خذه بأسره‪ :‬أي هو لك كله‪.‬‬
‫شئْنا َبدّلْنا أمْثاَلهُمْ َت ْبدِيلً يقول‪ :‬وإذا نحن شئنا أهلكنا هؤلء وجئنا بآخرين سواهم‬
‫وقوله‪ :‬وَإذَا ِ‬
‫من جن سهم أمثال هم من الخلق‪ ,‬مخالف ين ل هم في الع مل‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك قال أ هل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27746‬ـ حدث ني يو نس‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا ا بن و هب‪ ,‬قال‪ :‬قال ا بن ز يد‪ ,‬في قوله‪َ :‬بدّلْ نا أمْثاَلهُ مْ‬
‫َت ْبدِيلً قال‪ :‬بني آدم الذين خالفوا طاعة ال‪ ,‬قال‪ :‬وأمثالهم من بني آدم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬إنّ َه ِذ ِه َت ْذكِرَةٌ يقول‪ :‬إن هذه السورة تذكرة لمن تذكر واتعظ واعتبر‪ .‬وبنحو الذي قلنا‬
‫في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ن َهذِ هِ‬
‫‪ 27747‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة في قوله‪ :‬إ ّ‬
‫َت ْذكِرَ ٌة قال‪ :‬إن هذه السورة تذكرة‪.‬‬
‫سبِيلً يقول‪ :‬فمن شاء أيها الناس اتخذ إلى رضا ربه بالعمل‬
‫خذَ إلى َربّ هِ َ‬
‫ن شاءَ ا ّت َ‬
‫وقوله‪َ :‬فمَ ْ‬
‫بطاعته‪ ,‬والنتهاء إلى أمره ونهيه‪ ,‬سبيلً‪.‬‬

‫‪31-30‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫حكِيما * ُي ْدخِلُ‬
‫ن اللّ هَ كَا نَ عَلِيما َ‬
‫ن ِإلّ أَن َيشَآءَ الّل ُه إِ ّ‬
‫القول في تأو يل قوله تعالى‪{:‬وَمَا َتشَآءُو َ‬
‫عذَابا أَلِيما }‪.‬‬
‫عدّ َل ُهمْ َ‬
‫ح َمتِهِ وَالظّاِلمِينَ َأ َ‬
‫مَن َيشَآ ُء فِي َر ْ‬
‫ل أ نْ يَشاءَ الّل ُه ذلك لكم‬
‫ن اتخاذ السبيل إلى ربكم أيها الناس إ ّ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬وَما تَشاءُو َ‬
‫ل ما شاءَ الّلهُ»‪.‬‬
‫لن المر إليه ل إليكم وهو في قراءة عبد ال فيما ذُكر‪« :‬وَما تَشاءُونَ إ ّ‬
‫حكِيما فلن يعدو منكم أحد ما سبق له في علمه بتدبيركم‪.‬‬
‫وقوله إنّ الّل َه كانَ عَلِيما َ‬
‫ن يَشاءُ فِي َرحْ َمتِ هِ يقول‪ :‬يدخل ربكم من يشاء منكم في رحمته‪ ,‬فيتوب عليه‬
‫وقوله‪ُ :‬ي ْدخِلُ مَ ْ‬
‫عذَا با ألِي ما‬
‫عدّ َلهُ مْ َ‬
‫ح تى يموت تائ با من ضلل ته‪ ,‬فيغ فر له ذنو به‪ ,‬ويُدخله جن ته والظّالَ ِميِ نَ أ َ‬
‫يقول‪ :‬الذين ظلموا أنفسهم‪ ,‬فماتوا على شركهم‪ ,‬أعدّ لهم في الَخرة عذابا مؤلما موجعا‪ ,‬وهو‬
‫عذاب جه نم‪ .‬ون صب قوله‪ :‬والظّالمِي نَ لن الواو ظرف لعدّ‪ ,‬والمع نى‪ :‬وأعدّ للظالم ين عذا با‬
‫عدّ َلهُ مْ» بتكرير اللم‪ ,‬وقد تفعل العرب‬
‫ألي ما‪ .‬وذُكر أن ذلك في قراءة عبد ال‪« :‬ولِلظّاِلمِي نَ أ َ‬
‫ذلك‪ ,‬وينشد لبعضهم‪:‬‬
‫ن إلى ِفرَاقي؟‬
‫إلمَ تُسارِعِي َ‬ ‫ل لهَا إذا سألَتْ طَلقا‬
‫أقو ُ‬
‫ولَخر‪:‬‬
‫صعّد فِي غاوِي الهَوَى أمْ َتصَوّبا؟‬
‫ن ِبمَا بِ ِه أ َ‬
‫ن ل يسأََلنْهُ عَ ْ‬
‫فأصْ َبحْ َ‬
‫بتكرير الباء‪ ,‬وإنما الكلم ل يسألنه عما به‪.‬‬

‫سورة المرسلت‬
‫بسم ال الرحمَن الرحيـم‬

‫‪6-1‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫شرَا تِ َنشْرا *‬
‫عرْفا * فَا ْلعَا صِفَاتِ عَ صْفا * والنّا ِ‬
‫القول في تأو يل قوله تعالى‪{:‬وَا ْلمُرْ سَلَتِ ُ‬
‫عذْرا أَ ْو ُنذْرا }‪.‬‬
‫فَالْفَا ِرقَاتِ فَرْقا * فَا ْلمُلْ ِقيَاتِ ِذكْرا * ُ‬
‫عرْفا فقال بعضهم‪ :‬معنى ذلك‪ :‬والرياح‬
‫اختلف أهل التأويل في معنى قول ال‪ :‬وَال ُمرْسَلتِ ُ‬
‫المرسلت يتبع بعضها بعضا‪ ,‬قالوا‪ :‬والمرسَلت‪ :‬هي الرياح‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27748‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المحاربي‪ ,‬عن المسعودي‪ ,‬عن سَلَمة بن كَهيَل‪ ,‬عن‬
‫عرْفا قال‪ :‬الريح‪.‬‬
‫أبي العُبيدين أنه سأل ابن مسعود فقال‪ :‬وال ُم ْرسَلتِ ُ‬
‫حدث نا خلد بن أ سلم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا الن ضر بن شم يل‪ ,‬قال‪ :‬أخبر نا الم سعودي‪ ,‬عن سَلَمة بن‬
‫كهيل‪ ,‬عن أبي العُبيدين أنه سأل عبد ال بن مسعود‪ ,‬فذكر نحوه‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سلمة بن كهيل‪ ,‬عن مسلم‪ ,‬عن أبي‬
‫العُبيدين‪ ,‬قال‪ :‬سألت عبد ال بن مسعود‪ ,‬فذكر نحوه‪.‬‬
‫‪ 27749‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫عرْفا يعني الريح‪.‬‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله وال ُمرْسَلتِ ُ‬
‫‪27750‬ـ حدثنا محمد بن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبيد ال بن معاذ‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬عن‬
‫عرْفا قال‪ :‬هي الرياح‪.‬‬
‫إسماعيل السديّ‪ ,‬عن أبي صالح صاحب الكلبي في قوله وَال ُمرْسَلتِ ُ‬
‫‪ 27751‬ـ حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‬
‫عرْفا قال‪ :‬الريح‪.‬‬
‫وَال ُم ْرسَلتِ ُ‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سََلمَة بن كهيل‪ ,‬عن مسلم البطين‪ ,‬عن أبي العُبيدين‪ ,‬قال‪:‬‬
‫عرْفا قال‪ :‬الريح‪.‬‬
‫سألت عبد ال عن ال ُم ْرسَلتِ ُ‬
‫عرْفا‬
‫‪ 27752‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَال ُمرْ سَلتِ ُ‬
‫قال‪ :‬هي الريح‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬والملئكة التي تُرسَل بالعرف‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27753‬ـ حدث ني أ بو ال سائب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو معاو ية‪ ,‬عن الع مش‪ ,‬عن م سلم‪ ,‬قال‪ :‬كان‬
‫مسروق يقول في المرسلت‪ :‬هي الملئكة‪.‬‬
‫‪ 27754‬ـ حدثنا إسرائيل بن أبي إسرائيل‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا النضر بن شميل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪,‬‬
‫عرْفا‬
‫عن سليمان‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا الضحى‪ ,‬عن مسروق‪ ,‬عن عبد ال في قوله‪ :‬وَال ُمرْ سَلتِ ُ‬
‫قال‪ :‬الملئكة‪.‬‬
‫‪27755‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جابر بن نوح ووكيع عن إسماعيل‪ ,‬عن أبي صالح في‬
‫عرْفا قال‪ :‬هي الرسل ترسل بالعُرف‪.‬‬
‫قوله‪ :‬وَال ُمرْسَلتِ ُ‬
‫حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يزيد‪ ,‬عن إسماعيل‪ ,‬قال‪ :‬سألت أبا‬
‫عرْفا قال‪ :‬هي الرسل ترسل بالمعروف‪.‬‬
‫صالح عن قوله وَال ُم ْرسَلتِ ُ‬
‫قالوا‪ :‬فتأويل الكلم والملئكة التي أرسلت بأمر ال ونهيه‪ ,‬وذلك هو العرف‪ .‬وقال بعضهم‪:‬‬
‫عرْ فا‪ :‬متتابعـا كعرف الفرس‪ ,‬ك ما قالت العرب‪ :‬الناس إلى فلن عرف وا حد‪ ,‬إذا‬
‫عُ ني بقوله ُ‬
‫توجهوا إليه فأكثروا‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫عرْ فا قال‪ :‬يت بع‬
‫‪ 27756‬ـ حُد ثت عن داود بن الزبرقان‪ ,‬عن صالح بن بريدة‪ ,‬في قوله‪ُ :‬‬
‫بعضها بعضا‪.‬‬
‫والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال‪ :‬إن ال تعالى ذكره أقسم بالمرسلت عرفا‪ ,‬وقد‬
‫عرْ فا الملئ كة‪ ,‬وتر سل كذلك الرياح‪ ,‬ول دللة تدلّ على أن المعن يّ بذلك أ حد الحِزْب ين‬
‫تر سل ُ‬
‫دون الَ خر و قد ع ّم جلّ ثناؤه بإق سامه ب كل ما كا نت صفته ما و صف‪ ,‬فكلّ من كان صفته‬
‫ل من بني آدم مرسلً‪.‬‬
‫كذلك‪ ,‬فداخل في قسمه ذلك مَلَكا أو ريحا أو رسو ً‬
‫وقوله‪ :‬فالْعاصِفاتِ عَصْفا يقول جلّ ذكره‪ :‬فالرياح العاصفات عصفا‪ ,‬يعني الشديدات الهبوب‬
‫السريعات الممرّ‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫عرْعرة أن رجلً‬
‫‪ 27757‬ـ حدثنا هناد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو الحوص‪ ,‬عن سماك‪ ,‬عن خالد‪ ,‬عن ُ‬
‫قام إلى عليّ رضي ال عنه‪ ,‬فقال‪ :‬ما العاصفات عصفا؟ قال‪ :‬الريح‪.‬‬
‫‪ 27758‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المحاربي‪ ,‬عن المسعودي‪ ,‬عن سََلمَة بن كهيل‪ ,‬عن‬
‫أبي العُبيدين أنه سأل عبد ال بن مسعود‪ ,‬فقال‪ :‬ما العاصفات عصفا؟ قال‪ :‬الريح‪.‬‬
‫حدثنا خلد بن أسلم‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا النضر بن شميل‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا المسعودي‪ ,‬عن سلمة بن‬
‫كهيل‪ ,‬عن أبي العُبيدين‪ ,‬عن عبد ال‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سلمة بن كهيل‪ ,‬عن مسلم البطين‪ ,‬عن‬
‫أبي العُبيدين قال‪ :‬سألت عبد ال بن مسعود‪ ,‬فذكر مثله‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سلمة بن كهيل‪ ,‬عن مسلم البطين‪ ,‬عن‬
‫أبي العُبيدين‪ ,‬قال‪ :‬سألت عبد ال‪ ,‬فذكر مثله‪.‬‬
‫‪ 27759‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫عصْفا قال‪ :‬الريح‪.‬‬
‫ابن عباس‪ ,‬قال‪ :‬فالْعاصِفاتِ َ‬
‫‪ 27760‬ـ حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪,‬‬
‫مثله‪.‬‬
‫‪27761‬ــ حدثنـا أبـو كريـب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا جابر بـن نوح‪ ,‬عـن إسـماعيل‪ ,‬عـن أبـي صـالح‬
‫عصْفا قال‪ :‬هي الرياح‪.‬‬
‫فالْعاصِفاتِ َ‬
‫حدثنا عبد الحميد بن َبيَان‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا محمد بن يزيد‪ ,‬عن إسماعيل قال‪ :‬سألت أبا صالح‬
‫عصْفا قال‪ :‬هي الرياح‪.‬‬
‫عن قوله‪ :‬فالْعاصِفاتِ َ‬
‫حدثنـا محمـد بـن المثنـى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا عبيـد ال بـن معاذ‪ ,‬قال‪ :‬ثنـي أبـي‪ ,‬عـن شعبـة‪ ,‬عـن‬
‫عصْفا قال‪ :‬هي الرياح‪.‬‬
‫إسماعيل السديّ عن أبي صالح صاحب الكلبي‪ ,‬في قوله فالْعاصِفاتِ َ‬
‫حدث نا إبراه يم بن سعيد الجوهري‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو معاو ية الضر ير و سعيد بن مح مد‪ ,‬عن‬
‫عصْفا قال‪ :‬هي الريح‪.‬‬
‫إسماعيل بن أبي خالد‪ ,‬عن أبي صالح‪ ,‬في قوله فالْعاصِفاتِ َ‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن إسماعيل‪ ,‬عن أبي صالح‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫عرْعرة‪ ,‬عن عل يّ ر ضي ال ع نه‬
‫قال‪ :‬ث نا وك يع‪ ,‬عن إ سرائيل‪ ,‬عن سماك‪ ,‬عن خالد بن ُ‬
‫عصْفا قال‪ :‬الريح‪.‬‬
‫فالْعاصِفاتِ َ‬
‫‪ 27762‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬فالْعا صِفاتِ عَ صْفا‬
‫قال‪ :‬الرياح‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫شرَا تِ َنشْرا اختلف أ هل التأو يل في تأو يل ذلك‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬عُ ني بالناشرات‬
‫وقوله‪ :‬والنّا ِ‬
‫َنشْرا‪ :‬الريح‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27763‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا المحاربي‪ ,‬عن المسعودي‪ ,‬عن سََلمَة بن كهيل‪ ,‬عن‬
‫شرَاتِ َنشْرا قال‪ :‬الريح‪.‬‬
‫أبي العُبيدين أنه سأل ابن مسعود عن النّا ِ‬
‫حدثنا خلد بن أسلم‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا النضر بن شميل‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا المسعودي‪ ,‬عن سَلَمة بن‬
‫كهيل‪ ,‬عن أبي العُبيدين‪ ,‬عن ابن مسعود‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سلمة بن كهيل‪ ,‬عن مسلم‪ ,‬عن أبي‬
‫العُبيدين‪ ,‬قال‪ :‬سألت عبد ال بن مسعود‪ ,‬فذكر مثله‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن سَلَمة بن كهيل‪ ,‬عن مسلم البطين‪ ,‬عن‬
‫أبي العُبيدين‪ ,‬قال‪ :‬سألت عبد ال‪ ,‬فذكر مثله‪.‬‬
‫شرَا تِ َنشْرا قال‪:‬‬
‫‪ 27764‬ـ قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد والنّا ِ‬
‫الريح‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫‪ 27765‬ـ حدث نا ا بن المث نى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عب يد ال بن معاذ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بي‪ ,‬عن شع بة‪ ,‬عن‬
‫ت َنشْرا قال‪ :‬هي الرياح‪.‬‬
‫إسماعيل السديّ‪ ,‬عن أبي صالح صاحب الكلبي‪ ,‬في قوله‪ :‬والنّاشِرَا ِ‬
‫‪ 27766‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة والنّاشِرَا تِ َنشْرا‬
‫قال‪ :‬الرياح‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬هي المطر‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27767‬ـ حدثنا عبد الحميد بن بيان‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يزيد‪ ,‬عن إسماعيل‪ ,‬قال‪ :‬سألت أبا‬
‫ت َنشْرا‪ :‬قال المطر‪.‬‬
‫صالح‪ ,‬عن قوله والنّاشِرَا ِ‬
‫شرَا تِ َنشْرا‬
‫حدثنا أبو كري بٍ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جابر بن نوح‪ ,‬عن إسماعيل‪ ,‬عن أبي صالح والنّا ِ‬
‫قال‪ :‬هي المطر‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن إسماعيل‪ ,‬عن أبي صالح‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل هي الملئكة التي تنشُر الكتب‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27768‬ـ حدثنا أحمد بن هشام‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبيد ال بن موسى‪ ,‬عن إسرائيل‪ ,‬عن السديّ‪ ,‬عن‬
‫شرَاتِ َنشْرا قال‪ :‬الملئكة تنشُر الكتب‪.‬‬
‫أبي صالح والنّا ِ‬
‫وأولى القوال فـي ذلك عندنـا بالصـواب أن يقال‪ :‬إن ال تعالى ذكره أقسـم بالناشرات نشرا‪,‬‬
‫خصُص شيئا من ذلك دون شيء‪ ,‬فالريح تنشر السحاب‪ ,‬والمطر ينشر الرض‪ ,‬والملئكة‬
‫ولم َي ْ‬
‫تن شر الك تب‪ ,‬ول دللة من و جه ي جب الت سليم له على أن المراد من ذلك ب عض دون ب عض‪,‬‬
‫فذلك على كل ما كان ناشرا‪.‬‬
‫عنِي بذلك‪ :‬الملئكة التي‬
‫وقوله‪ :‬فالْفارِقا تِ فَرْقا اختلف أهل التأويل في معناه‪ ,‬فقال بعضهم‪ُ :‬‬
‫تفرق بين الحقّ والباطل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27769‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جابر بن نوح‪ ,‬عن إسماعيل‪ ,‬عن أبي صالح فالْفارِقاتِ‬
‫فَرْقا قال‪ :‬الملئكة‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن إسماعيل‪ ,‬عن أبي صالح فالْفارِقاتِ َفرْقا قال‪ :‬الملئكة‪.‬‬
‫‪27770‬ـ قال‪ :‬ثنا وكيع‪ ,‬عن إسماعيل‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫‪ 27771‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس فالْفارِقاتِ َفرْقا قال‪ :‬الملئكة‪.‬‬
‫عنِي بذلك القرآن‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل ُ‬
‫‪ 27772‬ـ حدث نا ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة فالْفارِقا تِ َفرْ قا يع ني‬
‫القرآن ما فرق ال فيه بين الحقّ والباطل‪.‬‬
‫وال صواب من القول في ذلك أن يقال‪ :‬أق سم رب نا جلّ ثناؤه بالفارقات‪ ,‬و هي الفا صلت ب ين‬
‫ل فار قة ب ين الح قّ‬
‫الح قّ والبا طل‪ ,‬ولم يخ صص بذلك منه نّ بع ضا دون ب عض‪ ,‬فذلك قَ سَم بك ّ‬
‫والباطل‪ ,‬مَلَكا كان أو قرآنا‪ ,‬أو غير ذلك‪.‬‬
‫ت ِذكْرا يقول‪ :‬فالمبلّغات وحي ال رسله‪ ,‬وهي الملئكة‪ .‬وبنحو الذي قلنا في‬
‫وقوله‪ :‬فالمُلْقِيا ِ‬
‫ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27773‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس فالمُلْقِياتِ ِذكْرا يعني‪ :‬الملئكة‪.‬‬
‫‪ 27774‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة فالمُلْقِيا تِ ِذكْرا قال‪ :‬هي‬
‫الملئكة‪ ,‬تلقي الذكر على الرسل وتبلغه‪.‬‬
‫حدثنـا ابـن عبـد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا ابـن ثور‪ ,‬عـن معمـر‪ ,‬عـن قتادة فالمُلْقِياتِـ ِذكْرا قال‪:‬‬
‫الملئكة تلقي القرآن‪.‬‬
‫‪27775‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان فالمُلْقِياتِ ِذكْرا قال‪ :‬الملئكة‪.‬‬
‫عذْرا أوْ ُنذْرا يقول تعالى ذكره‪ :‬فالملقيات ذكرا إلى الر سل إعذارا من ال إلى خل قه‪,‬‬
‫وقوله‪ُ :‬‬
‫وإنذارا منه لهم‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫عذْرا أوْ ُنذْرا قال‪:‬‬
‫‪27776‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة ُ‬
‫عذرا من ال‪ ,‬و ُنذْرا منه إلى خلقه‪.‬‬
‫عذْرا أ ْو ُنذْرا‪ :‬عذرا ل على‬
‫حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله ُ‬
‫خلقه‪ ,‬ونذرا للمؤمنين ينتفعون به‪ ,‬ويأخذون به‪.‬‬
‫‪ 27777‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫عذْرا أ ْو ُنذْرا يعني‪ :‬الملئكة‪.‬‬
‫ابن عباس ُ‬
‫واختل فت القرّاء فـي قراءة ذلك‪ ,‬فقرأ ته عا مة قرّاء المدي نة والشام وب عض المكي ين وب عض‬
‫عذْرا بالتخفيـف‪ ,‬أو ُنذْرا بالتثقيـل‪ .‬وقرأ ذلك عامـة قرّاء الكوفـة وبعـض البصـريين‬
‫الكوفييـن‪ُ :‬‬
‫بتخفيفه ما‪ ,‬وقرأه آخرون من أ هل الب صرة بتثقيله ما والتخف يف فيه ما أع جب إل يّ وإن لم أد فع‬
‫صحة التثقيل لنهما مصدران بمعنى العذار والنذار‪.‬‬

‫‪15-7‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫سمَآ ُء فُ ِرجَ تْ‬
‫طمِ سَتْ * وَِإذَا ال ّ‬
‫عدُو نَ َلوَاقِ عٌ * َفِإذَا ال ّنجُو مُ ُ‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪ِ{:‬إ ّنمَا تُو َ‬
‫ل * َومَآ َأ ْدرَاكَ‬
‫ت * ِليَوْمِ الْفَصْ ِ‬
‫ت * وَِإذَا الرّسُلُ ُأ ّقتَتْ * ليّ يَوْمٍ ُأجّلَ ْ‬
‫جبَالُ نُسِفَ ْ‬
‫* وَِإذَا ا ْل ِ‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ لّ ْل ُم َك ّذبِينَ }‪.‬‬
‫مَا يَ ْو ُم الْ َفصْلِ * َويْ ٌ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬والمر سلت عر فا‪ ,‬إن الذي توعدون أي ها الناس من المور لوا قع‪ ,‬و هو‬
‫كائن ل محالة‪ ,‬يعني بذلك يوم القيامة‪ ,‬وما ذكر ال أنه أعدّ لخلقه يومئذ من الثواب والعذاب‪.‬‬
‫طمِ سَتْ يقول‪ :‬فإذا النجوم ذهب ضياؤها‪ ,‬فلم يكن لها نور ول ضوء وَإذَا‬
‫وقوله‪ :‬فإذَا ال ّنجُو مُ ُ‬
‫ال سّماءُ فُ ِرجَ تْ يقول‪ :‬وإذا السماء شقّقت وصدّعت وَإذَا الجِبالُ نُ سِفَتْ يقول‪ :‬وإذا الجبال نسفت‬
‫من أصلها‪ ,‬فكانت هباء منبثا وَإذَا الرّ سُلُ ُأ ّقتَ تْ يقول تعالى ذكره‪ :‬وإذا الرسل أجلت للجتماع‬
‫لوقتها يوم القيامة‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27778‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬وَإذَا ال ّرسُلُ ُأ ّقتَتْ يقول‪ :‬جمعت‪.‬‬
‫‪27779‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬في قول ال‪:‬‬
‫ُأ ّقتَتْ قال‪ُ :‬أجّلَتْ‪.‬‬
‫حدث نا ا بن حم يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬قال‪ :‬قال مجا هد وَإذَا الرّ سُلِ ُأ ّقتَ تْ قال‪:‬‬
‫أجلت‪.‬‬
‫‪27780‬ـ حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع وحدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬جميعا عن‬
‫عدَت‪.‬‬
‫سفيان‪ ,‬عن منصور عن إبراهيم وَإذَا ال ّرسُلُ ُأ ّقتَتْ قال‪ :‬أُو ِ‬
‫‪27781‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬وَإذَا الرّسُلُ ُأ ّقتَتْ‬
‫سئَلونَك عَنِ‬
‫جمَعُ اللّ ُه الرّسُلَ قال‪ :‬والجل‪ :‬الميقات‪ ,‬وقرأ‪ :‬ي ْ‬
‫قال‪ :‬أقتت ليوم القيامة‪ ,‬وقرأ‪ :‬يَوْ َم َي ْ‬
‫ت يَوْ مٍ َمعْلُو مٍ قال‪ :‬إلى يوم القيا مة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫ي مَوَاقِي تُ للنّا سِ وَالحَ جّ‪ ,‬وقرأ‪ :‬إلى مِيقا ِ‬
‫الهِلّ ِة قُلْ هِ َ‬
‫لهم أجل إلى ذلك اليوم حتى يبلغوه‪.‬‬
‫‪27782‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ,‬عن منصور‪ ,‬عن إبراهيم‪ ,‬في قوله‪ :‬وَإذَا الرّسُلُ‬
‫ُأ ّقتَتْ قال‪ :‬وعدت‪.‬‬
‫واختلفـت القرّاء فـي قراءة ذلك‪ ,‬فقرأتـه عامـة قرّاء المدينـة غيـر أبـي جعفـر‪ ,‬وعامـة قرّاء‬
‫الكوفة‪ُ :‬أ ّقتَ تْ باللف وتشديد القاف‪ ,‬وقرأه بعض قرّاء البصرة بالواو وتشديد القاف‪ُ « :‬وقّتَ تْ»‬
‫وقرأه أبو جعفر‪ُ « :‬وقِتَتْ» بالواو وتخفيف القاف‪.‬‬
‫والصـواب مـن القول فـي ذلك أن يقال‪ :‬إن كـل ذلك قراءات معروفات ولغات مشهورات‬
‫ت من الوقت‪ ,‬غير أن من العرب من‬
‫بمعنى واحد‪ ,‬فبأيتها قرأ القارىء فمصيب‪ ,‬وإنما هو ُفعّلَ ْ‬
‫يستثقل ضمة الواو‪ ,‬كما يستثقل كسرة الياء في أوّل الحرف فيهمزها‪ ,‬فيقول‪ :‬هذه أجوه حسان‬
‫بالهمزة‪ ,‬وينشد بعضهم‪:‬‬
‫ل ِمنْهُ ا ْفتِقارُ‬
‫ل َتمَوّ ٍ‬
‫َيحُل أحِيدَهُ ويُقالُ َبعْلٌو ِمثْ ُ‬
‫ت يقول تعالى ذكره ُم َعجّ با عباده من هول ذلك اليوم وشدّ ته‪ :‬ل يّ يوم‬
‫وقوله‪ :‬لِ يّ َيوْ مٍ ُأجّلَ ْ‬
‫ي يوم هو؟ فقال‪ :‬أجلت ِل َيوْ مِ الفَ صْلِ‬
‫أجّلت الر سل ووقّ تت‪ ,‬ما أعظ مه وأهوله ثم ب ين ذلك‪ :‬وأ ّ‬
‫يقول‪ :‬ليوم يفصـل ال فيـه بيـن خلقـه القضاء‪ ,‬فيأخـذ للمظلوم مـن الظالم‪ ,‬ويجزي المحسـن‬
‫بإحسانه‪ ,‬والمسيء بإساءته‪ .‬وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫ليّ يَ ْومٍ ُأجّلَتْ ِل َيوْمِ ا ْلفَصْلِ‬
‫‪27783‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َ‬
‫يوم يفصل فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة وإلى النار‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وَما أ ْدرَا كَ ما يَوْ مُ الفَ صْلِ يقول تعالى ذكره ل نبيه محمد صلى ال عل يه و سلم‪ :‬وأ يّ‬
‫شيء أدراك يا محمد ما يوم الفصل‪ ,‬معظما بذلك أمره‪ ,‬وشدّة هوله‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪27784‬ـ حدثني بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وَما أ ْدرَاكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ‬
‫تعظيما لذلك اليوم‪.‬‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ ل ْل ُم َك ّذبِي نَ يقول تعالى ذكره‪ :‬الوادي الذي ي سيل في جه نم من صديد أهل ها‬
‫وقوله‪َ :‬ويْ ٌ‬
‫للمكذّبين بيوم الفصل‪.‬‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ ل ْل ُم َك ّذبِي نَ ويل‬
‫‪ 27785‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة َويْ ٌ‬
‫وال طويل‪.‬‬

‫‪19-16‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل بِا ْل ُمجْ ِرمِي نَ‬
‫ن * َكذَلِكَ نَ ْفعَ ُ‬
‫لخِرِي َ‬
‫ن * ثُمّ ُن ْت ِب ُعهُمُ ا َ‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪{:‬أَلَمْ ُنهْلِكِ الوّلِي َ‬
‫* َويْلٌ َي ْو َم ِئذٍ لّ ْل ُم َكذّبِينَ }‪.‬‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬ألم نهلك المم الماضين الذين كذّبوا رسلي‪ ,‬وجحدوا آياتي من قوم نوح‬
‫وعاد وثمود‪ ,‬ثـم نتبعهـم الَخريـن بعدهـم‪ ,‬ممـن سـلك سـبيلهم فـي الكفـر بـي وبرسـولي‪ ,‬كقوم‬
‫ل بال ُمجْ ِرمِي نَ‬
‫إبراه يم وقوم لوط‪ ,‬وأ صحاب مد ين‪ ,‬فنهلك هم ك ما أهلك نا الوّل ين قبل هم‪َ ,‬كذَلك نَ ْفعَ ُ‬
‫يقول‪ :‬كمـا أهلكنـا هؤلء بكفرهـم بـي‪ ,‬وتكذيبهـم برسـلي‪ ,‬كذلك سُـنّتي فـي أمثالهـم مـن المـم‬
‫ـ بأخبار ال التـي‬
‫الكافرة‪ ,‬فنهلك المجرميـن بإجرامهـم إذا طغوا وبغوا َويْلٌ يَ ْو َم ِئذٍ ل ْل ُم َك ّذبِين َ‬
‫ذكرناها في هذه الَية‪ ,‬الجاحدين قُدرته على ما يشاء‪.‬‬
‫‪24-20‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪{:‬أَلَ مْ َنخْلُقكّم مّن مّآ ٍء ّمهِي نٍ * َفجَعَ ْلنَا ُه فِي َقرَارٍ ّمكِي نٍ * إَِلىَ َقدَرٍ‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ لّ ْل ُم َك ّذبِينَ }‪.‬‬
‫ّمعْلُومٍ * فَ َقدَ ْرنَا َف ِنعْمَ ا ْلقَادِرُونَ * َويْ ٌ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬أَلمْ َنخْلُ ْق ُكمْ أيها الناس مِنْ ما ٍء ّمهِينٍ يعني من نطفة ضعيفة‪ ,‬كما‪:‬‬
‫‪ 27786‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ن يعني بالمهين‪ :‬الضعيف‪.‬‬
‫ن ماءٍ َمهِي ٍ‬
‫ابن عباس‪ ,‬قوله‪ :‬أَلمْ َنخْلُ ْق ُكمْ مِ ْ‬
‫وقوله‪َ :‬فجَعَلْنا هُ فِي َقرَارٍ َمكِي نٍ يقول‪ :‬فجعلنا الماء ال َمهِين في رح مٍ استق ّر فيها فتمكن‪ .‬وبنحو‬
‫الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27787‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬فِي َقرَارٍ‬
‫َمكِينٍ قال‪ :‬الرحم‪.‬‬
‫ْمـ‬
‫ُومـ يقول‪ :‬إلى وقـت معلوم لخروجـه مـن الرحـم عنـد ال‪ ,‬فَ َق َدرْنـا َف ِنع َ‬
‫وقوله‪ :‬إلى َقدَرٍ َمعْل ٍ‬
‫ن اختل فت القرّاء في قراءة ذلك‪ ,‬فقرأ ته عا مة قرّاء المدي نة‪« :‬فَ َق ّدرْ نا» بالتشد يد‪ .‬وقرأ‬
‫الْقا ِدرُو َ‬
‫ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة بالتخفيف‪.‬‬
‫وال صواب من القول في ذلك أنه ما قراءتان معروفتان‪ ,‬فبأيته ما قرأ القارىء فم صيب‪ ,‬وإن‬
‫كنت أوثر التخفيف لقوله‪َ :‬فنِعْمَ القا ِدرُونَ‪ ,‬إذ كانت العرب قد تجمع بين اللغتين‪ ,‬كما قال‪َ :‬ف َمهّلِ‬
‫الْكا ِفرِينَ أ ْمهِ ْل ُهمْ رُ َويْدا فجمع بين التشديد والتخفيف‪ ,‬كما قال العشى‪:‬‬
‫شيْبَ والصّلَعا‬
‫ل ال ّ‬
‫حوَادِثِ إ ّ‬
‫وأ ْن َكرَ ْتنِي وَما كانَ اّلذِي َن ِك َر ْتمِنَ ا ْل َ‬
‫وقد يجوز أن يكون المعنى في التشديد والتخفيف واحدا‪ .‬فإنه محك يّ عن العرب‪ ,‬قُدِر عليه‬
‫الموت‪ ,‬و ُقدّر بالتخفيف والتشديد‪ .‬وعنى بقوله‪ :‬فَ َقدَرْنا َف ِنعْمَ الْقادِرُونَ ما‪:‬‬
‫‪ 27788‬ـ حدثنا به ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن ابن المبارك عن جويبر‪ ,‬عن الضحاك‬
‫فَ َقدَرْنا َف ِنعْمَ الْقادِرُونَ قال‪ :‬فملكنا فنعم المالكون‪.‬‬
‫ل ثناؤه‪ :‬ويـل يومئذ للمكذّبيـن بأن ال خلقهـم مـن ماء‬
‫ِينـ يقول ج ّ‬
‫ل يَ ْو َم ٍئذٍ ل ْل ُم َك ّذب َ‬
‫وقوله‪َ :‬ويْ ٌ‬
‫مهين‪.‬‬

‫‪28-25‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫سيَ‬
‫جعَ ْلنَا فِيهَا َروَا ِ‬
‫حيَآءً وََأمْواتا * َو َ‬
‫ض كِفَاتا * َأ ْ‬
‫جعَلِ الرْ َ‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪{:‬أَلَ مْ َن ْ‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ لّ ْل ُم َك ّذبِينَ }‪.‬‬
‫شَامِخَاتٍ وََأسْ َق ْينَاكُم مّآ ًء ُفرَاتا * َويْ ٌ‬
‫جعَلِ أيهـا الناس الرْض َـ لكـم كِفاتـا‬
‫يقول تعالى ذكره منبهـا عباده على نعمـه عليهـم‪ :‬أَلم ْـ َن ْ‬
‫يقول‪ :‬وعاء تقول‪ :‬هذا كفت هذا وكفيته‪ ,‬إذا كان وعاءه‪ .‬وإنما معنى الكلم‪ :‬ألم نجعل الرض‬
‫ِفاتـ أحيائكـم وأمواتكـم‪َ ,‬تكْفِت أحياءكـم فـي المسـاكن والمنازل‪ ,‬فتضمهـم فيهـا وتجمعهـم‪,‬‬
‫ك َ‬
‫وأمواتَكم في بطونها في القبور‪ ,‬فيُدفَنون فيها‪.‬‬
‫وجائز أن يكون عُ ني بقوله‪ :‬كِفا تا أحْياءا وأمْوَا تا تك فت أذا هم في حال حيات هم‪ ,‬وجيف هم ب عد‬
‫مماتهم‪.‬‬
‫وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27789‬ـ حدثني عليّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عليّ‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في‬
‫ض كِفاتا يقول‪ِ :‬كنّا‪.‬‬
‫ل الرْ َ‬
‫جعَ ِ‬
‫قوله‪ :‬أَلمْ َن ْ‬
‫‪ 27790‬ـ حدثنا عبد الحميد بن بيان‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا خالد‪ ,‬عن مسلم‪ ,‬عن زاذان أبي عمر‪ ,‬عن‬
‫الربيع بن خيثم‪ ,‬عن عبد ال بن مسعود‪ ,‬أنه وجد قملة في ثوبه‪ ,‬فدفنها في المسجد ثم قال‪ :‬أَلمْ‬
‫جعَلِ الرْضَ كِفاتا أحْيا ًء وأمْوَاتا‪.‬‬
‫َن ْ‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مسلم العور‪ ,‬عن زاذان‪ ,‬عن ربيع بن‬
‫خيثم‪ ,‬عن عبد ال‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫‪27791‬ـ حدثني يعقوب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن ليث‪ ,‬قال‪ :‬قال مجاهد في الذي يرى القملة‬
‫في ثوبه وهو في المسجد‪ ,‬ول أدري قال في صلة أم ل‪ ,‬إن شئت فألقها‪ ,‬وإن شئت فوارها أَلمْ‬
‫جعَلِ الرْضَ كِفاتا أحْيا ًء وأمْوَاتا‪.‬‬
‫َن ْ‬
‫جعَلِ‬
‫‪ 27792‬ـ حدث نا أ بو كر يب‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا وك يع‪ ,‬عن شر يك‪ ,‬عن بيان‪ ,‬عن الش عبيّ أَل مْ َن ْ‬
‫الرْضَ كِفاتا أحْياءً وأمْوَاتا قال‪ :‬بطنها لمواتكم‪ ,‬وظهرها لحيائكم‪.‬‬
‫جعَلِ‬
‫‪ 27793‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن عثمان بن السود‪ ,‬عن مجاهد أَل ْم َن ْ‬
‫الرْضَ كِفاتا قال‪ :‬تكفت أذاهم أحْياءً تواريه وأمْوَاتا يدفنون‪ :‬تكفتهم‪ .‬وقد‪:‬‬
‫حدثني به ابن حميد مرّة أخرى‪ ,‬فقال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن عثمان بن السود‪ ,‬عن‬
‫ض كِفاتا قال‪ :‬تكفت أذاهم وما يخرج منهم أحْياءً وأمْوَاتا قال‪ :‬تكفتهم في‬
‫جعَلِ الرْ َ‬
‫مجاهد أَلمْ َن ْ‬
‫الحياء والموات‪.‬‬
‫‪27794‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫جعَلِ الرْ ضَ‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد أَل ْم َن ْ‬
‫كِفاتا أحْياءً وأمْوَاتا قال‪ :‬أحياء يكونون فيها‪ .‬قال محمد بن عمرو‪ :‬يغيبون فيها ما أرادوا وقال‬
‫الحارث‪ :‬ويغيبون فيها ما أرادوا‪ .‬وقوله‪ :‬أحْياءً وأمْوَاتا قال‪ :‬يدفنون فيها‪.‬‬
‫جعَلِ الرْ ضَ‬
‫‪ 27795‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬أَل مْ َن ْ‬
‫كِفاتا أحْياءً وأمْوَاتا يسكن فيها حيهم‪ ,‬ويدفن فيها ميتهم‪.‬‬
‫حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة أحْياءً وأمْوَاتا قال‪ :‬أحياء‬
‫فوقها على ظهرها‪ ,‬وأمواتا يُقبرون فيها‪.‬‬
‫واختلف أهل العربية في الذي نصب أحْياءً وأمْوَاتا فقال بعض نحويي البصرة‪ :‬نصب على‬
‫الحال‪ .‬وقال ب عض نحو يي الكو فة‪ :‬بل ن صب ذلك بوقوع الكفات عل يه‪ ,‬كأ نك قلت‪ :‬ألم نج عل‬
‫ْمـ ذِي‬
‫ْعامـ فِي يَو ٍ‬
‫الرض كفات أحياء وأموات‪ ,‬فإذا نوّنـت نصـبت كمـا يقرأ مـن يقرأ‪ :‬أ ْو إط ٌ‬
‫سغَبَ ٍة َيتِيما ذَا مَ ْق َربَ ٍة وهذا القول أشبه عندي بالصواب‪.‬‬
‫َم ْ‬
‫ِخاتـ يقول تعالى ذكره‪ :‬وجعلنـا فـي الرض جبالً ثابتات‬
‫ٍ‬ ‫َاسـيَ شام‬
‫جعَلْنـا فِيهـا رَو ِ‬
‫وقوله‪َ :‬و َ‬
‫فيها‪ ,‬باذخات شاهقات‪ ,‬كما‪:‬‬
‫سيَ‬
‫جعَلْ نا فِي ها رَوَا ِ‬
‫‪ 27796‬ـ حدث ني ب شر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا يز يد‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا سعيد‪ ,‬عن قتادة َو َ‬
‫شامِخاتٍ يعني الجبال‪.‬‬
‫‪ 27797‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫سيَ شامِخاتٍ يقول‪ :‬جبالً مشرفات‪.‬‬
‫قوله‪ :‬رَوَا ِ‬
‫وقوله‪ :‬وأ سْ َقيْناكُمْ ما ًء فُرَا تا يقول‪ :‬وأ سقيناكم ماء عذ با‪ .‬وبن حو الذي قل نا في ذلك قال أ هل‬
‫التأويل‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27798‬ـ حدث ني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا أ بو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ث ني معاو ية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‬
‫وأسْ َقيْنا ُكمْ ماءً ُفرَاتا يقول‪ :‬عذبا‪.‬‬
‫‪ 27799‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪ :‬ماءً ُفرَاتا‬
‫قال‪ :‬عذبا‪.‬‬
‫‪ 27800‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة وأ سْ َقيْناكُمْ ما ًء ُفرَاتا‪ :‬أي‬
‫ماء عذبا‪.‬‬
‫‪ 27801‬ـ حدثنا محمد بن سنان القزّاز‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬عن شبيب‪ ,‬عن عكرِمة‪ ,‬عن‬
‫ا بن عباس‪ :‬وأ سْ َقيْناكُ ْم ماءً ُفرَا تا قال‪ :‬من أرب عة أنهار‪ :‬سيحانَ‪ ,‬وجيحان‪ ,‬والن يل‪ ,‬والفرا تِ‪,‬‬
‫و كل ماء يشر به ا بن آدم‪ ,‬ف هو من هذه النهار‪ ,‬و هي تخرج من ت حت صخرة من ع ند ب يت‬
‫المقدس‪ .‬وأما سيحان فهو ِببَلْخ‪ ,‬وأما جيحان فدجلة‪ ,‬وأما الفرات ففرات الكوفة‪ ,‬وأما النيل فهو‬
‫بمصر‪.‬‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ ل ْل ُم َك ّذبِينَـ يقول‪ :‬ويـل يومئذ للمكذّبيـن بهذه الن عم التـي أنعمتهـا عليكـم من‬
‫وقوله‪َ :‬ويْ ٌ‬
‫خلقي الكافرين بها‪.‬‬

‫‪34-29‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫َثـ‬
‫ل ذِي ثَل ِ‬
‫ُونـ * انطَلِقُوَ ْا إَِلىَ ظِ ّ‬
‫ِهـ ُت َك ّذب َ‬
‫ُمـ ب ِ‬
‫القول فـي تأويـل قوله تعالى‪{:‬انطَلِقُوَ ْا إَِلىَ مَا كُنت ْ‬
‫جمَالَ ٌة صُ ْفرٌ *‬
‫صرِ * َكَأنّ هُ ِ‬
‫شرَ ٍر كَالْقَ ْ‬
‫ن الّلهَ بِ * ِإ ّنهَا َت ْرمِي ِب َ‬
‫شعَ بٍ * لّ ظَلِيلٍ َولَ ُي ْغنِي مِ َ‬
‫ُ‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ لّ ْل ُم َك ّذبِينَ }‪.‬‬
‫َويْ ٌ‬
‫يقول تعالى ذكره لهؤلء المكذّبيـن بهذه النّعـم والحجـج التـي احتجّـ بهـا عليهـم يوم القيامـة‪:‬‬
‫ن من عذاب ال ل هل الك فر به ا ْنطَلِقُوا إلى ظِلّ ذِي‬
‫ا ْنطَلِقُوا إلى ما ُك ْنتُ مْ بِ ِه في الدن يا ُت َك ّذبُو َ‬
‫شعَ بٍ يع ني تعالى ذكره‪ :‬إلى ظلّ دخان ذي ثلث ش عب ل ظَلِيلٍ‪ ,‬وذلك أ نه يرت فع من‬
‫ثَل ثِ ُ‬
‫شعَبٍ‪.‬‬
‫ث ُ‬
‫وقودها الدخان فيما ذُكر‪ ,‬فإذا تصاعد تفرّق شعبا ثلثا‪ ,‬فذلك قوله‪ :‬ذِي ثَل ِ‬
‫‪27802‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬إلى ظِلّ‬
‫شعَبٍ قال‪ :‬دخان جهنم‪.‬‬
‫ذِي ثَلثِ ُ‬
‫ل ذِي ثَل ثِ‬
‫‪ 27803‬ـ حدث نا ا بن ع بد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ا بن ثور‪ ,‬عن مع مر‪ ,‬عن قتادة ظِ ّ‬
‫سـرَا ِدقُها قال‪ :‬والسـرادق‪ :‬دخان النار‪ ,‬فأحاط بهـم‬
‫ِمـ ُ‬
‫أحاطـ ِبه ْ‬
‫َ‬ ‫َبـ قال‪ :‬هـو كقوله‪ :‬نارا‬
‫شع ٍ‬‫ُ‬
‫ل ذي ثلث شعـب‪ :‬شعبـة ههنـا‪,‬‬
‫سـرادقها‪ ,‬ثـم تفرّق‪ ,‬فكان ثلث شعـب‪ ,‬فقال‪ :‬انطلقوا إلى ظ ّ‬
‫ن الّلهَبِ‪.‬‬
‫وشعبة ههنا‪ ,‬وشعبة ههنا ل ظَلِيلٍ وَل ُي ْغنِي مِ َ‬
‫ب ول ُي ِكنّهم من لهبها‪.‬‬
‫ن الّلهَ ِ‬
‫وقوله‪ :‬ل ظَلِيلٍ يقول‪ :‬ل هو يظلهم من حرّها وَل ُي ْغنِي مِ َ‬
‫ش َررٍ كالقَص ْـرِ يقول تعالى ذكره‪ :‬إن جهنـم ترمـي بشرر كالقصـر‪ ,‬فقرأ‬
‫وقوله‪ :‬إنّهـا َترْمِي ِب َ‬
‫صرِ بجزم الصاد‪.‬‬
‫ذلك قرّاء المصار‪ :‬كالْ َق ْ‬
‫واختلف الذ ين قرأوا ذلك كذلك في معناه‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬هو وا حد الق صور‪ .‬ذ كر من قال‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ 27804‬ـ حدث ني عل يّ‪ ,‬قال حدث نا أ بو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ث ني معاو ية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫قوله‪ :‬إنّها َترْمي ِبشَ َررٍ كالْ َقصْرِ يقول‪ :‬كالقصر العظيم‪.‬‬
‫‪27805‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن خصيف‪ ,‬عن مجاهد إنّها َترْمي‬
‫ِبشَ َررٍ كالْ َقصْ ِر قال‪ :‬ذكر القصر‪.‬‬
‫‪ 27806‬ـ حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬أخبرني يزيد بن يونس‪ ,‬عن أبي صخر‬
‫ش َررٍ كالْقَص ْـرِ قال‪ :‬كان القرظـي يقول‪ :‬إن على جهنـم سـورا‪ ,‬فمـا‬
‫فـي قول ال‪ :‬إنّهـا َترْمـي ِب َ‬
‫خرج من وراء السور مما يرجع فيها في عظم القصر‪ ,‬ولون القار‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل هو الغليظ من الخشب‪ ,‬كأصول النخل وما أشبه ذلك‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27807‬ـ حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن عبد الرحمن بن عابس‪ ,‬قال‪ :‬سألت ا بن عباس عن‬
‫قوله‪ :‬إنّها َترْمي ِبشَ َررٍ كالْقَصْ ِر قال‪ :‬القصر‪ :‬خشب كنا ندّخره للشتاء ثلث أذرع‪ ,‬وفوق ذلك‪,‬‬
‫ودون ذلك كنا نسميه القصر‪.‬‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مؤمل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬قال‪ :‬سمعت عبد الرحمن بن عابس‪,‬‬
‫قال‪ :‬سمعت ا بن عباس يقول في قوله‪ :‬إنّ ها َترْ مي ِبشَ َررٍ كالْقَ صْرِ قال‪ :‬الق صر‪ :‬خ شب كان‬
‫يُقْطع في الجاهلية ذراعا وأقلّ أو أكثر‪ُ ,‬ي ْعمَد به‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن عبد الرحمن بن عابس‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫صرِ قال‪ :‬كنا في الجاهلية نقصر ذراعين أو‬
‫شرَرٍ كالْقَ ْ‬
‫ابن عباس يقول في قوله‪ :‬إنّها َترْمي ِب َ‬
‫ثلث أذرع‪ ,‬وفوق ذلك ودون ذلك نسميه القصر‪.‬‬
‫حدث ني مح مد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني ع مي‪ ,‬قال‪ :‬ث ني أ بي‪ ,‬عن أب يه‪ ,‬عن ا بن‬
‫َصـرِ فالقصـر‪ :‬الشجـر المقطـع‪ ,‬ويقال‪ :‬القصـر‪ :‬النخـل‬
‫شرَرٍ كالْق ْ‬
‫عباس‪ ,‬قوله إنّهـا َترْمـي ب َ‬
‫المقطوع‪.‬‬
‫‪27808‬ــ حدثنـي محمـد بـن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا أبـو عاصـم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا عيسـى‪ :‬وحدثنـي‬
‫الحارث‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جميعا عن ابن أبي نجيح‪ ,‬عن مجاهد‪ ,‬قوله‪:‬‬
‫كالْ َقصْرِ قال‪ :‬حزم الشجر‪ ,‬يعني الحزمة‪.‬‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن أبي عد يّ‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬عن أبي‬
‫صرِ قال‪ :‬م ثل‬
‫ب شر‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‪ ,‬عن ا بن عباس في هذه الَ ية إنّ ها َترْ مي ِبشَ َررٍ كالْقَ ْ‬
‫قَصْر النخلة‪.‬‬
‫شرَرٍ‬
‫‪ 27809‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬إنّها َترْمي ِب َ‬
‫كالْ َقصْرِ أصول الشجر‪ ,‬وأصول النخل‪.‬‬
‫حدثنـا ابـن عبـد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنـا ابـن ثور‪ ,‬عـن معمـر‪ ,‬عـن قتادة ِبشَ َررٍ كالْقَص ْـرِ قال‪:‬‬
‫كأصل الشجر‪.‬‬
‫‪ 27810‬ـ حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬حدثنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك‬
‫صرِ القصر‪ :‬أصول الشجر العظام‪ ,‬كأنها أجواز البل الصفر وسط‬
‫يقول في قوله‪ِ :‬بشَ َررٍ كالْقَ ْ‬
‫كل شيء جوزُه‪ ,‬وهي الجواز‪.‬‬
‫‪ 27811‬ـ حدث نا أح مد بن يو سف‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا القا سم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا حجاج‪ ,‬عن هارون‪ ,‬قال‪:‬‬
‫صرِ وقال‪ :‬هو الجزل من الخشب قال‪ :‬واحدته‪ :‬قصرة وقصر‪ ,‬مثله‪ :‬جمرة‬
‫قرأها الحسن‪ :‬كالْقَ ْ‬
‫وجمر‪ ,‬وتمرة وتمر‪.‬‬
‫صرِ» بتحريك الصاد‪.‬‬
‫وذُكر عن ابن عباس أنه قرأ ذلك‪« :‬كالْ َق َ‬
‫‪ 27812‬ـ حدث ني أح مد بن يو سف‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا القا سم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا حجاج‪ ,‬عن هارون‪ ,‬قال‪:‬‬
‫صرِ»‬
‫أخبرني حسين المعلم‪ ,‬عن أبي بشر‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‪ ,‬عن ابن عباس أنه قرأها‪« :‬كال َق َ‬
‫بفتح القاف والصاد‪.‬‬
‫‪27813‬ـ قال‪ :‬وقال هارون‪ :‬أخبرني أبو عمرو أن ابن عباس قرأها‪« :‬كالْ َقصَرِ» وقال‪ :‬قصر‬
‫النخل‪ ,‬يعني العناق‪.‬‬
‫وأولى القراءتين بالصواب في ذلك عندنا ما عليه قرّاء المصار‪ ,‬وهو سكون الصاد‪ ,‬وأولى‬
‫التأويلت به أ نه الق صر مـن الق صور‪ ,‬وذلك لدللة قوله‪ :‬كأنهُـ جِمالتٌـ صُ ْفرٌ على صحته‪,‬‬
‫والعرب تشبه البل بالقصور المبنية‪ ,‬كما قال الخطل في صفة ناقة‪:‬‬
‫جرَ وأحْجارِ‬
‫ش ّيدُهُلزّ بِجصّ وآ ُ‬
‫كأنها ُبرْجُ رُوميَ ُي َ‬
‫جمْ عُ َويُوَلّو نَ‬
‫س ُي ْهزَمُ ال َ‬
‫شرَرٍ كالقَ صْ ِر ولم ي قل كالق صور‪ ,‬والشررِ‪ :‬جماع‪ ,‬ك ما ق يل‪َ :‬‬
‫وق يل‪ِ :‬ب َ‬
‫ال ّدبُرَ ولم ي قل الدبار‪ ,‬لن الدبر بمع نى الدبار‪ ,‬وف عل ذلك توفي قا ب ين رؤوس الَيات ومقا طع‬
‫الكلم‪ ,‬لن العرب تفعـل ذلك كذلك‪ ,‬وبلسـانها نزل القرآن‪ .‬وقيـل‪ :‬كالقصـر‪ ,‬ومعنـى الكلم‪:‬‬
‫ت ولم ي قل‪ :‬كعيون الذي‬
‫عيُن هم كالذي ُيغْشَى عل يه مِ نَ المو ِ‬
‫كع ظم الق صر‪ ,‬ك ما ق يل‪ :‬تَدوُر أ ُ‬
‫يغشى عليه‪ ,‬لن المراد في التشبيه الفعل ل العين‪.‬‬
‫‪27814‬ـ حدثنا محمد بن المثنى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا شعبة‪ ,‬عن عطاء بن‬
‫صرِ فقال‪ :‬مثل القصر‪.‬‬
‫شرَرٍ كالْ َق ْ‬
‫السائب‪ ,‬أنه سأل السود عن هذه الَية‪ :‬تَرْمي ِب َ‬
‫وقوله‪ :‬جِمالتٌـ صُ ْفرٌ اختلف أهـل التأويـل فـي تأو يل ذلك‪ ,‬فقال بعضهـم‪ :‬معنـى ذلك‪ :‬كأن‬
‫الشرر الذي ترمـي بـه جهنـم كالقصـر جِمالت سـود‪ :‬أي أينـق سـود وقالوا‪ :‬الصـفر فـي هذا‬
‫الموضع‪ ,‬بمعنى ال سود‪ .‬قالوا‪ :‬وإنما ق يل لها صفر وهِي سود‪ ,‬لن ألوان البل سود تضرب‬
‫إلى الصفرة‪ ,‬ولذلك قيل لها صُفْر‪ ,‬كما سميت الظباء أدما‪ ,‬لما يعلوها في بياضها من الظلمة‪.‬‬
‫ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27815‬ـ حدث ني أحمد بن عمرو البصري‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا بدل بن المحبّر‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا عباد بن‬
‫راشد‪ ,‬عن داود بن أبي هند‪ ,‬عن الحسن كأنّ ُه جِمالَةٌ صُ ْفرٌ قال‪ :‬الينق السود‪.‬‬
‫‪27816‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة كأنّ ُه جِمالتٌ صُفْ ٌر كالنّوق‬
‫السود الذي رأيتم‪.‬‬
‫‪27817‬ـ حدثنا ابن عبد العلى‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن ثور‪ ,‬عن معمر‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬في قوله‪ :‬جِمالتٌ‬
‫صُ ْفرٌ قال‪ :‬نوق سود‪.‬‬
‫‪27818‬ـ حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران وحدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬جميعا عن‬
‫سفيان‪ ,‬عن خصيف‪ ,‬عن مجاهد كأنّ ُه جِمالتٌ صُ ْفرٌ قال‪ :‬هي البل‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثنا مهران‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬عن قتادة كأنّهُ جِمالتٌ صُ ْفرٌ قال‪ :‬كالنوق السود الذي رأيتم‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل عُني بذلك‪ :‬قُلُوس السفن‪ ,‬شبّه بها الشرر‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27819‬ـ حدثني محمد بن سعيد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ابن عباس كأنّ ُه جِمالت صُ ْفرٌ فالجِمالت الصفر‪ :‬قلوس السفن التي تجمع فتوثق بها السفن‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سعيد‪ ,‬عن عبد الرحمن بن عابس‪ ,‬قال‪ :‬سألت ابن‬
‫عباس عن قوله‪ :‬كأنّ ُه جِمال تٌ صُ ْفرٌ قال‪ :‬قُلُوس سفن الب حر يجمل بعضها على ب عض‪ ,‬حتى‬
‫تكون كأوساط الرجال‪.‬‬
‫حدثنا ابن حميد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مهران‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن عبد الرحمن بن عابس‪ ,‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ا بن عباس سُئل عن جِمال تٌ صُ ْفرٌ فقال‪ :‬حبال ال سفن يج مع بعض ها إلى ب عض ح تى تكون‬
‫كأوساط الرجال‪.‬‬
‫‪ 27820‬ـ حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا مؤمل‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ,‬قال‪ :‬سمعت عبد الرحمن بن‬
‫عابس‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الملك بن عبد ال‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا هلل بن خباب‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‪ ,‬في‬
‫قوله‪ :‬جِمالتٌ صَ ْفرٌ قال‪ :‬قُلوس الجِسر‪.‬‬
‫حدثني محمد بن حويرة بن محمد المنقري‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عبد الملك بن عبد ال القطان‪ ,‬قال‪:‬‬
‫خبّاب‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‪ ,‬مثله‪.‬‬
‫حدثنا هلل بن َ‬
‫حدثنا ابن بشار‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر وابن أبي عد يّ‪ ,‬عن شعبة‪ ,‬عن أبي بشر‪ ,‬عن‬
‫سعيد بن جُبير كأنّهُ جِمالت صُفْرٌ قال‪ :‬الحبال‪.‬‬
‫حدثنا أبو كريب‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ,‬عن سفيان‪ ,‬عن أبي إسحاق‪ ,‬عن سليمان بن عبد ال‪,‬‬
‫عن ابن عباس كأنّهُ جِمالتٌ صُ ْفرٌ قال‪ :‬قلوس سفن البحر‪.‬‬
‫‪27821‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدثنـا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا ورقاء‪ ,‬جميعـا عن ا بن أ بي نج يح‪ ,‬عن مجاهـد‪ ,‬قوله‪ :‬كأنّهُـ‬
‫جِمالتٌ صُ ْفرٌ قال‪ :‬حبال الجسور‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل معنى ذلك‪ :‬كأنه قطع النّحاس‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27822‬ـ حدثني عل يّ‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو صالح‪ ,‬قال‪ :‬ثني معاوية‪ ,‬عن عل يّ‪ ,‬عن ا بن عباس‪,‬‬
‫قوله‪ :‬كأنّ ُه جِمالتٌ صُ ْفرٌ يقول‪ :‬قطع النحاس‪.‬‬
‫عنِي بالجمالت الصفر‪ :‬البل السود‪ ,‬لن ذلك‬
‫وأولى القوال عندي بالصواب قول من قال‪ُ :‬‬
‫هـو المعروف مـن كلم العرب‪ ,‬وأن الجِمالت جمـع جِمال‪ ,‬نظيـر رِجال ورِجالت‪ ,‬وبُيوت‬
‫وبُيوتات‪.‬‬
‫وقـد اختلف القرّاء فـي قراءة ذلك‪ ,‬فقرأتـه عامـة قرّاء المدينـة والبصـرة وبعـض الكوفييـن‪:‬‬
‫«جِمال تٍ» بكسر الجيم والتاء على أنها جمع جِمال وقد يجوز أن يكون أريد بها جمع جِمالة‪,‬‬
‫والجمالة جمـع جَم َل كمـا الحجارة جمـع حَج َر‪ ,‬والذّكارة جمـع ذَك َر‪ .‬وقرأ ذلك عامـة قرّاء‬
‫الكوفيين‪ :‬كأنه جِمالَ ٌة بكسر الجيم على أنها جمع جمل جُمع على جمالة‪ ,‬كما ذكرت مِن جمع‬
‫حجَر حِجارة‪ .‬ورُوي عن ا بن عباس أ نه كان يقرأ‪« :‬جُمال تٌ» بالتاء وض مّ الج يم كأ نه ج مع‬
‫جُمالة من الشيء المجمل‪.‬‬
‫‪ 27823‬ـ حدث نا أح مد بن يو سف‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا القا سم‪ ,‬قال‪ :‬حدث نا حجاج‪ ,‬عن هارون‪ ,‬عن‬
‫الحسين المعلم‪ ,‬عن أبي بشر‪ ,‬عن سعيد بن جُبير‪ ,‬عن ابن عباس‪.‬‬
‫أيـ القراءتيـن شاء مـن كسـر الجيـم‬
‫والصـواب مـن القول فـي ذلك‪ ,‬أن لقارىء ذلك اختيارَ ّ‬
‫وقراءت ها بالتاء وك سر الج يم‪ ,‬وقراءت ها بالهاء ال تي ت صير في الو صل تاء‪ ,‬لنه ما القراءتان‬
‫المعروفتان فـي قرّاء المصـار فأمـا ضـم الجيـم فل أسـتجيزه لجماع الحجـة مـن القرّاء على‬
‫خلفه‪.‬‬
‫ِينـ يقول تعالى ذكره‪ :‬ويـل يوم القيامـة للمكذّبيـن هذا الوعيـد الذي‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ لِ ْل ُم َك ّذب َ‬
‫وقوله‪َ :‬ويْ ٌ‬
‫توعد ال به المكذّبين من عباده‪.‬‬

‫‪40-35‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ل يَ ْو َم ِئذٍ‬
‫ل يُ ْؤذَ نُ َلهُ مْ َفيَ ْع َت ِذرُو نَ * َويْ ٌ‬
‫ل يَنطِقُو نَ * َو َ‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪{ :‬هَـذَا يَوْ مُ َ‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ‬
‫ن لَك مُ َك ْيدٌ َفكِيدُو نِ * َويْ ٌ‬
‫ج َم ْعنَاكُ مْ وَالوّلِي نَ * َفإِن كَا َ‬
‫ن * هَـذَا َيوْ مُ الْفَ صْلِ َ‬
‫لّ ْل ُم َكذّبِي َ‬
‫لّ ْل ُم َكذّبِينَ }‪.‬‬
‫ُونـ أهـل التكذيـب‬
‫ْمـ ل َينْطِق َ‬
‫يقول تعالى ذكره لهؤلء المكذّبيـن بثواب ال وعقابـه‪َ :‬هذَا يَو ُ‬
‫ن مما اجترموا في الدنيا من الذنوب‪.‬‬
‫ن َل ُهمْ َف ْيعْ َت ِذرُو َ‬
‫بثواب ال وعقابه وَل يُ ْؤذَ ُ‬
‫فإن قال قائل‪ :‬وكيف قيل‪َ :‬هذَا َيوْ مُ ل َي ْنطِقُو نَ وقد علمت بخبر ال عنهم أنهم يقولون‪َ :‬ربّنا‬
‫ح َي ْيتَ نا ا ْث َنتَ ين في نظائر ذلك م ما أ خبر ال‬
‫خرِجْ نا ِمنْ ها وأن هم يقولون‪َ :‬ربّ نا َأ َمتّ نا ا ْث َنتَي نِ وأ ْ‬
‫أْ‬
‫ورسوله عنهم أنهم يقولونه؟ قيل‪ :‬إن ذلك في بعض الحوال دون بعض‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬هذَا يَوْمُ ل َينْطِقُونَ يخبر عنهم أنهم ل ينطقون في بعض أحوال ذلك اليوم‪ ,‬ل أنهم ل‬
‫ينطقون ذلك اليوم كله‪.‬‬
‫فإن قال‪ :‬فهـل مـن بُرهان يعلم بـه حقيقـة ذلك؟ قيـل‪ :‬نعـم‪ ,‬وذلك إضافـة يوم إلى قوله‪ :‬ل‬
‫َينْطِقُو نَ والعرب ل تُض يف اليوم إلى ف عل يف عل‪ ,‬إل إذا أرادت ال ساعة من اليوم والو قت م نه‪,‬‬
‫يقدمـ فلن‪ ,‬وأتيتـك يوم زارك أخوك‪ ,‬فمعلوم أن معنـى ذلك‪ :‬أتيتـك‬
‫يومـ ُ‬‫وذلك كقولهـم‪ :‬آتيـك َ‬
‫ساعة زارك‪ ,‬أو آتيك ساعة يقدُم‪ ,‬وأنه لم يكن إتيانه إياه اليوم كله‪ ,‬لن ذلك لو كان أخذ اليوم‬
‫كله لم ي ضف اليوم إلى ف عل ويف عل‪ ,‬ول كن ف عل ذلك إذ كان اليوم بمع نى إذ وإذا اللت ين يطلبان‬
‫الفعال دون السماء‪.‬‬
‫ن َلهُ مْ وإن ما اختير ذلك على النصب وقبله‬
‫وقوله‪َ :‬فيَ ْع َت ِذرُو نَ رف عا عط فا على قوله‪ :‬وَل يُ ْؤ َذ َ‬
‫ج حد‪ ,‬ل نه رأس آ ية قرن بي نه وب ين سائر رؤوس الَيات ال تي قبل ها‪ ,‬ولو كان جاء ن صبا كان‬
‫ل ذلك جائز فيه‪ ,‬أعني الرفع والنصب‪ ,‬كما قيل‪:‬‬
‫جائزا‪ ,‬كما قال‪ :‬ل يقضى عليهم فيموتوا‪ ,‬وك ّ‬
‫عفَ ُه لَ ُه رفعا ونصبا‪.‬‬
‫حسَنا َف ُيضَا ِ‬
‫ن ذَا اّلذِي يُ ْقرِضُ الّلهَ َقرْضا َ‬
‫مَ ْ‬
‫ِينـ يقول تعالى ذكره‪ :‬ويـل يومئذ للمكذّبيـن بخـبر ال عـن هؤلء‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ لِ ْل ُم ُك ّذب َ‬
‫وقوله‪َ :‬ويْ ٌ‬
‫القوم‪ ,‬وما هو فاعل بهم يوم القيامة‪.‬‬
‫ِينـ يقول تعالى ذكره لهؤلء المكذّبيـن بالبعـث يوم‬
‫ُمـ والوّل َ‬
‫ج َمعْناك ْ‬
‫َصـلِ َ‬
‫ْمـ الف ْ‬
‫وقوله‪َ :‬هذَا يَو ُ‬
‫ِينـ يقول‪:‬‬
‫ُمـ والوّل َ‬
‫ج َمعْناك ْ‬
‫بالحقـ بيـن عباده َ‬
‫ّ‬ ‫يبعثون‪ :‬هذا يوم الفصـل الذي يَفْصـل ال فيـه‬
‫جمعناكم فيه لموعدكم الذي كنا نعدكم في الدنيا الجمع فيه بينكم وبين سائر من كان قبلكم من‬
‫ن َلكُ ْم َكيْ ٌد فَكِيدُو نِ يقول‪ :‬وال منجز لكم ما وعدكم في‬
‫ن كا َ‬
‫المم الهالكة‪ ,‬فقد وفّينا لكم بذلك فإ ْ‬
‫الدن يا من العقاب على تكذيب كم إياه بأن كم مبعوثون لهذا اليوم إن كا نت ل كم حيلة تحتالون ها في‬
‫التخلص من عقابه اليوم فاحتالوا‪.‬‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ ل ْل ُم َك ّذبِينَ يقول‪ :‬ويل يومئذ للمكذّبين بهذا الخبر‪.‬‬
‫وقوله‪َ :‬ويْ ٌ‬
‫‪45-41‬‬ ‫الية ‪:‬‬
‫ن * كُلُواْ‬
‫ن * َوفَوَاكِ َه مِمّا َيشْ َتهُو َ‬
‫عيُو ٍ‬
‫القول في تأو يل قوله تعالى‪{ :‬إِ نّ ا ْل ُمتّقِي نَ فِي ظِلَلٍ َو ُ‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ لّ ْل ُم َك ّذبِينَ }‪.‬‬
‫سنِينَ * َويْ ٌ‬
‫حِ‬‫ن * ِإنّا َكذَِلكَ َنجْزِي ا ْل ُم ْ‬
‫ش َربُواْ َهنِيـئا ِبمَا كُن ُتمْ َت ْعمَلُو َ‬
‫وَا ْ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬إن الذ ين اتقوا عقاب ال بأداء فرائ ضه في الدن يا‪ ,‬واجتناب معا صيه فِي‬
‫ل ذي ثلث‬
‫ظِللٍ ظليلة‪ ,‬وكِ نّ َكنِ ين‪ ,‬ل ي صيبهم أذى حرّ ول قرّ‪ ,‬إذ كان الكافرون بال في ظ ّ‬
‫ن أنهار تجري خلل أشجار جنات هم َوفَوَاكِ َه مِمّا‬
‫عيُو ٍ‬
‫ش عب‪ ,‬ل ظل يل ول يغ ني من الل هب و ُ‬
‫شتَهُونَ يأكلون منها كلما اشتهوا ل يخافون ضرّها‪ ,‬ول عاقبة مكروهها‪.‬‬
‫َي ْ‬
‫ش َربُوا َهنِيئا ب ما ُك ْنتُ مْ َت ْعمَلُو نَ يقول تعالى ذكره‪ :‬يقال ل هم‪ :‬كلوا أي ها القوم من‬
‫وقوله‪ :‬كُلُوا وَا ْ‬
‫هذه الفوا كه‪ ,‬واشربوا من هذه العيون كل ما اشتهي تم هنيئا يقول‪ :‬ل تكد ير علي كم‪ ,‬ول تنغ يص‬
‫فيما تأكلونه وتشربون منه‪ ,‬ولكنه لكم دائم ل يزول‪ ,‬ومريء ل يورثكم أذى في أبدانكم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬بِمَا ُك ْنتُ مْ َت ْعمَلُو نَ يقول جلّ ثناؤه يقال ل هم‪ :‬هذا جزاء ب ما كن تم في الدن يا تعملون من‬
‫طاعة ال‪ ,‬وتجتهدون فيما يقرّبكم منه‪.‬‬
‫سنِينَ يقول‪ :‬إنا كما جزينا هؤلء المتقين بما وصفنا من الجزاء‬
‫جزِي ال ُمحْ ِ‬
‫وقوله‪ :‬إنّا َكذَل كَ َن ْ‬
‫على طاعتهم إيانا في الدنيا‪ ,‬كذلك نجزي ونثيب أهل الحسان في طاعتهم إيانا‪ ,‬وعبادتهم لنا‬
‫في الدنيا على إحسانهم ل نضيع في الَخرة أجرهم‪.‬‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ لِ ْل ُم َك ّذبِي نَ يقول‪ :‬و يل للذ ين يكذّبون خبر ال ع ما أ خبرهم به من تكري مه‬
‫وقوله‪َ :‬ويْ ٌ‬
‫هؤلء المتقين بما أكرمهم به يوم القيامة‪.‬‬

‫‪49-46‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫ن * َويْلٌ َي ْو َم ِئذٍ لّ ْل ُم َكذّبِينَ * وَإذَا‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪{ :‬كُلُواْ َو َت َم ّتعُواْ قَلِيلً ِإ ّنكُمْ ّمجْ ِرمُو َ‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ لّ ْل ُم َك ّذبِينَ }‪.‬‬
‫ل يَ ْر َكعُونَ * َويْ ٌ‬
‫قِيلَ َل ُهمُ ا ْر َكعُواْ َ‬
‫يقول تعالى ذكره تهدّدا ووعيدا م نه للمكذّب ين بالب عث‪ :‬كلوا في بق ية آجال كم‪ ,‬وتمتعوا ببق ية‬
‫ن ب كم سنة من قبل كم من مجر مي ال مم الخال ية ال تي مت عت‬
‫سنُو ٌ‬
‫ن مَ ْ‬
‫ج ِرمُو َ‬
‫أعمار كم إ ّنكُ مْ ُم ْ‬
‫بأعمارها إلى بلوغ كتبها آجالها‪ ,‬ثم انتقم ال منها بكفرها‪ ,‬وتكذيبها رسلها‪.‬‬
‫‪2‬حدثني يونس‪ ,‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ,‬قال‪ :‬قال ابن زيد‪ ,‬في قوله‪ :‬كُلُوا و َت َم ّتعُوا قَلِيلً إ ّنكُم‬
‫ُمجْ ِرمُونَ قال‪ :‬عُني به أهل الكفر‪.‬‬
‫ن يقول تعالى ذكره‪ :‬ويل يومئذ للمكذبين الذين كذّبوا خبر ال الذي‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ لِ ْل ُم َك ّذبِي َ‬
‫وقوله‪َ :‬ويْ ٌ‬
‫أخبرهم به عما هو فاعل بهم في هذه الَية‪.‬‬
‫ـ يقول تعالى ذكره‪ :‬وإذا قيـل لهؤلء المجرميـن‬
‫ـ ا ْر َكعُوا ل َي ْر َكعُون َ‬
‫ل لهُم ُ‬
‫وقوله‪ :‬وَإذَا قِي َ‬
‫المكذّبين بوعيد ال أهل التكذيب به‪ :‬اركعوا‪ ,‬ل يركعون‪.‬‬
‫واختلف أ هل التأو يل في الح ين الذي يقال ل هم ف يه‪ ,‬فقال بعض هم‪ :‬يقال ذلك في الَخرة ح ين‬
‫ُيدْعون إلى السجود فل يستطيعون‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ 27824‬ـ حدثني محمد بن سعد‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬قال‪ :‬ثني عمي‪ ,‬قال‪ :‬ثني أبي‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن‬
‫ُونـ يقول‪ُ :‬يدْعون يوم القيامـة إلى السـجود فل‬
‫ُمـ ارْ َكعُوا ل َي ْر َكع َ‬
‫ابـن عباس قوله‪ :‬وَإذَا قِيلَ َله ُ‬
‫يستطيعون السجود من أجل أنهم لم يكونوا يسجدون ل في الدنيا‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل قيل ذلك لهم في الدنيا‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪27825‬ـ حدثنا بشر‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا يزيد‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا سعيد‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬قوله‪ :‬وَإذَا قِيلَ َلهُمُ ا ْر َكعُوا‬
‫ل َي ْر َكعُو نَ عليكم بحسن الركوع‪ ,‬فإن الصلة من ال بمكان‪ .‬وقال قتادة عن ابن مسعود‪ ,‬أنه‬
‫رأى رجلً ي صلي ول ير كع‪ ,‬وآ خر يجرّ إزاره‪ ,‬فض حك‪ ,‬قالوا‪ :‬ما يُضح كك؟ قال‪ :‬أضحك ني‬
‫رجلن‪ ,‬أما أحدهما فل يقبل ال صلته‪ ,‬وأما الَخر فل ينظر ال إليه‪.‬‬
‫عنِي بالركوع في هذا الموضع الصلة‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫وقيل‪ُ :‬‬
‫‪27826‬ـ حدثني محمد بن عمرو‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا عيسى وحدثني الحارث‪,‬‬
‫قال‪ :‬حدث نا الح سن‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ورقاء‪ ,‬جمي عا عن ا بن أبي نج يح‪ ,‬عن مجا هد‪ ,‬قوله‪ :‬وَإذَا قِيلَ‬
‫َل ُهمْ ا ْر َكعُوا ل يَ ْر َكعُونَ قال‪ :‬صَلّوا‪.‬‬
‫وأولى القوال في ذلك أن يقال‪ :‬إن ذلك خبر من ال تعالى ذكره عن هؤلء القوم المجرمين‬
‫أنهم كانوا له مخالفين في أمره ونهيه‪ ,‬ل يأتمرون بأمره‪ ,‬ول ينتهون عما نهاهم عنه‪.‬‬
‫ل يَ ْو َم ِئذٍ ل ْل ُم َك ّذبِي نَ يقول‪ :‬ويل للذين كذّبوا رسل ال‪ ,‬فردّوا عليهم ما بلغوا من أمر‬
‫وقوله‪َ :‬ويْ ٌ‬
‫ال إياهم‪ ,‬ونهيه لهم‪.‬‬

‫‪50‬‬ ‫الية ‪:‬‬


‫حدِيثٍ َب ْعدَ ُه يُ ْؤ ِمنُونَ }‪.‬‬
‫القول في تأويل قوله تعالى‪{ :‬فَ ِبَأيّ َ‬
‫يقول تعالى ذكره‪ :‬فبأي ّـ حديـث بعـد هذا القرآن‪ ,‬أي أنتـم أيهـا القوم كذّبتـم بـه مـع وضوح‬
‫برهانه‪ ,‬وصحة دلئله‪ ,‬أنه حقّ من عند ال تؤمنون‪ ,‬يقول‪ :‬تصدّقون‪.‬‬
‫وإن ما أعلم هم تعالى ذكره أن هم إن لم ي صدّقوا بهذه الخبار ال تي أ خبرهم ب ها في هذا القرآن‬
‫مع صحة حج جه على حقيق ته لم يمكن هم القرار بحقي قة ش يء من الخبار ال تي لم يشاهدوا‬
‫الم خبرَ ع نه‪ ,‬ولم يعاينوه‪ ,‬وأن هم إن صدّقوا بش يء م ما غاب عن هم لدل يل قام عل يه لزم هم م ثل‬
‫ذلك في أخبار هذا القرآن‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬

You might also like