You are on page 1of 107

1

‫المنابر‬
‫العلمية‬
‫بين‬
‫تجاهل الخطر الشتراكي‬
‫وظاهرة معاداة أمريكا‬

‫تأليف‬
‫عدنان بن عبد الرحيم الصوص‬

‫‪2‬‬
‫رقم الجازة المتسلسل لدى دائرة المطبوعات‬
‫والنشر‬

‫‪2004 / 8 / 2021‬‬

‫المملكة الردنية الهاشمية‬

‫رقم اليداع لدى دائرة‬

‫المكتبة الوطنية‬

‫) ‪( 2004 / 8 / 2050‬‬

‫‪302.2‬‬

‫الصوص‪ ،‬عدنان‬

‫المنابر العلمية بين تجاهل الخطر الشتراكي‬


‫وظاهرة معاداة أمريكا‪ -.‬عمان‪ :‬المؤلف‪،2004 ،‬‬

‫( ص‪.‬‬ ‫)‬

‫ر ‪ .‬أ ‪.( 2004 / 8 /2050 ) :‬‬

‫الواصفات‪/:‬العلم‪//‬الثقافة السياسية‪//‬السياسة‪/‬‬

‫تم إعداد بيانات الفهرسة والتصنيف الولية من قبل‬


‫دائرة المكتبة الوطنية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫تقريظ‬

‫الحمد لله‪ ,‬والصلة والسلم على رسول الله‪.‬‬


‫أما بعد‪.....‬‬
‫فععإن مععن دواعععي السععرور أن نجععد مععن يكتععب للععدفاع عععن‬
‫السلم والمسلمين‪ ,‬وتزيد الغبطة إذا كان الكععاتب ممععن يععدرك‬
‫ُبعد المسألة ومضامينها ليكون السععتنتاج سععليما‪ ,‬ووصععوله إلععى‬
‫الحكم الصحيح اقرب ممن ليس كذلك‪.‬‬
‫ومن المسائل الحساسة في هذا الزمان مسألة تصععوير‪ :‬أيععن‬
‫الِعداء والفساد والجعرام ضعد البشعرية عمومعًا‪ ,‬وضعد السعلم‬
‫خصوصًا‪ ,‬هل هو في الرأسمالية )النصارى أهل الكتاب(‪ ,‬أم هععو‬
‫في اللحاديعة )الشيوعية الثوريععة اليهوديععة( أكععثر؟ وقععد تبععاينت‬
‫الرؤى والحكام‪ ,‬لتباين التصورات‪ ,‬ولختلف المعطيات عند كل‬
‫طرف‪.‬‬
‫والغريب انك تجد أكععثر الكتععاب ومععن ينتسععبون إلععى التحليععل‬
‫السياسي وفهم الواقع‪ ,‬يزعمون أن راس الشر هي الرأسععمالي‬
‫) أمريكععا (‪ ,‬وأنهععا‪-‬أي أمريكععا‪ -‬تععزج بالمسععلمين إلععى السععاحة‬
‫لمواجهة الشيوعية‪ ،‬ومن ثم تتحكم وتسيطر على المة‪.‬‬
‫وإن هععذا لعجععب‪ ،‬فععأين نظععر هععؤلء وفقههععم عععن احتلل‬
‫الشيوعية – على اختلف في التسععمية – أكععثر أرض المسععلمين‬
‫عربا ً وعجمًا‪ ،‬فإن كان هذا هو فقه الواقع فان المنحععى سععيكون‬
‫بعيدا وغير بصير‪.‬‬
‫ونحن نرى عكس ما يرى أمثععال هععؤلء‪ ،‬مععع اعتبارنععا الخطععر‬
‫الغربي‪ ،‬ولكن شتان بين الخطرين‪.‬‬
‫وبين يديّ ورقات طيبات‪ ،‬بين فيها صاحبنا أبو أيمععن ‪ -‬حفظععه‬
‫الله تعالى‪ -‬أين يكمن الخطر العظم والشر الكبر‪ ،‬وذلك ضمن‬
‫مقاييس علمية متفق عليها ل أقول عند أهعل السعلم‪ ،‬بعل عنعد‬
‫الناس عامة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وكانت نتيجة بحثه ‪ -‬حفظه الله تعالى‪ -‬انه ل مقارنة أصل ً بين‬
‫الخطر الحمععر ) الشععيوعي ( والخطععر الصععفر ) الرأسععمالي (‬
‫وهو كذلك‪.‬‬
‫ول يسعععني ‪ -‬وأنععا أقععرظ لخينععا‪ -‬إل أن أدعععو اللععه تعععالى أن‬
‫يبصرنا جميعا ً في تنزيل الحكام على الواقع‪ ،‬وأن يوفععق أخانععا ‪-‬‬
‫عدنان الصوص‪ -‬للمزيد مععن كشععف عععوار الفقععه الغثععائي‪ ،‬عّلنععا‬
‫وإياه نكون بذلك سببا ً لنجاة تلحق المسلمين‪.‬‬

‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‪.‬‬

‫سمير مراد‬
‫عمان ‪ -‬الردن‬
‫الربعاء ‪/5‬جمادى الولى‪1425 /‬هع‬
‫الموافق ‪23/6/2004‬‬
‫عمان‪ -‬الردن‪ -‬بريد الكتروني‬
‫‪SAMEERALSHAFAE@YAHOO.COM‬‬

‫بسم‪‬الله الرحمن الرحيم‬

‫َ‬
‫داءَ‬
‫ه َ‬ ‫ش َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن ل ِل ّ ِ‬‫مي َ‬‫وا ِ‬ ‫ق ّ‬‫كوُنوا َ‬ ‫مُنوا ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫] َياأي ّ َ‬
‫دُلوا‬ ‫َ‬
‫عَلى أّل ت َ ْ‬
‫ع ِ‬ ‫وم ٍ َ‬ ‫ق ْ‬‫ن َ‬‫شَنآ ُ‬ ‫م َ‬ ‫من ّك ُ ْ‬ ‫ر َ‬
‫ج ِ‬‫وَل ي َ ْ‬ ‫ط َ‬ ‫س ِ‬ ‫ِبال ْ ِ‬
‫ق ْ‬
‫ما‬
‫خِبيٌر ب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫ه إِ ّ‬ ‫وات ّ ُ‬‫وى َ‬ ‫ق َ‬ ‫ب ِللت ّ ْ‬ ‫قَر ُ‬ ‫و أَ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫دُلوا ُ‬ ‫ع ِ‬‫ا ْ‬
‫ن)‪) [ (8‬المائدة ‪(8‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬‫تَ ْ‬

‫‪5‬‬
‫الهعععععععداء‬

‫إلى ‪ :‬أولي العقعول واللباب‪.‬‬

‫إلى ‪:‬المجاهدين في سبيل الله تعالى‪.‬‬

‫إلى ‪ :‬كل مخلص لدينه وأمته ووطنععه‪.‬‬

‫إلى ‪ :‬مريععدي الحق والمدافعين عنه أينما وجدوا‪.‬‬

‫إلى ‪ :‬من اتخذوا رؤوسععا جهال ً لفتياهم فضلوا وأضلوا ‪.‬‬

‫إلى ‪ :‬من ضربوا بفقه المصالععح والمفاسعد عرض الحائعط ‪.‬‬

‫إلى ‪ :‬الذين يلهثععون نحو السراب أو يسععععون بالخعععراب‪.‬‬

‫إلى ‪ :‬متهمي مخالفيهم من السعععلميين المتبعين للحق‬


‫بأوضع النعوت‪.‬‬

‫ثم إلى ‪ :‬من اشربوا في قلوبهم معاداة كل ما هو غربي‪ ,‬ولو‬


‫عقيدتهم وحياتهم وأموالهم وأرضهم‬ ‫على حساب‬
‫وعرضهم‪.‬‬

‫إلى ‪ :‬كل أولئععععك‪ ,‬أقدم رسالتعععععي هذه‪.‬‬

‫مان‪ -‬الردن‬
‫عنوان المؤلف‪ :‬ع ّ‬
‫البريد اللكتروني‬
‫‪Adnansous@yahoo.com‬‬
‫‪6‬‬
7
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫الحمد لله رب العالمين‪ ,‬والصلة والسعلم علعى رسععول اللععه‬


‫الصادق المين‪ ،‬الذي حععذرنا مععن سععنوات ُيك ع ّ‬
‫ذب فيهععا الصععادق‬
‫ون فيها المين‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسععان إلععى‬ ‫وُيخ ّ‬
‫يوم الدين‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫لم يكن النسان وحده في هذه الرض مععن يحععرص علععى أن‬
‫تكون جميع أقواله وأفعاله ومجمل تصرفاته تصب في مصلحته‪.‬‬
‫فكل ما خلق الله تعالى في أرضنا هذه مفطور علععى مععا يصععلح‬
‫حياته سواء في جلب منفعة أو درء مفسدة‪ ،‬حتى أننا نجععد ذلععك‬
‫ذي‬‫ل َرب ّن َععا ال ّع ِ‬
‫قائما ً في أنواع الطيور والبهععائم‪ ،‬قععال تعععالى‪) :‬قَععا َ‬
‫دى)‪ .1( (50‬وأعتقد أن هذا المر ل‬ ‫ه ثُ ّ‬
‫م هَ َ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ق ُ‬ ‫يٍء َ‬
‫ش ْ‬‫ل َ‬‫طى ك ُ ّ‬‫أ َعْ َ‬
‫يختلف فيه العقلء‪ ،‬وأنه الصل في فطععر الشععياء‪ ،‬وان الخععروج‬
‫عن هذا الصل عند النسان – أي عععدم التوصععل إلععى المصععلحة‬
‫وة من هذا الفعل أو ذاك القول )التصرف( – يعععود سععببه‬ ‫المرج ّ‬
‫إلى ضعف نسبي في معرفة ما سععينتج عععن هععذا القععول أو ذاك‬
‫الفعل‪ ،‬ويرجع ذلك الضعف إلى عدة أسباب‪:‬‬
‫ضعف العقل أو غيابه بالكلية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الجهل‪ :‬وهو على أنواع‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫* جهل في حقائق الشريعة وأحكامها ذات العلقة بالقضية‪.‬‬
‫* جهل في واقع القضية‪.‬‬
‫* جهل يجمع ما بين الجهلين السابقين وهو الكثر إفسادا في‬
‫مصالح العباد‪.‬‬
‫‪ -3‬القصد الفاسد مع توفر العلم‪:‬‬
‫ة لعدوّ أو‬ ‫* وقد يكون سببه هوىً متبعا ً أو إكراها ً أو عمال ً‬
‫‪ -‬طه ‪. 50‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪8‬‬
‫بسبب حالة ذهول لم يعتبر خللها بمن سبق أو اختراق‬
‫جاسوسي‪.‬‬
‫‪ -4‬التأويل الفاسد‪ ،‬كتأويلت الخوارج والمرجئة‬
‫والرافضة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫يقصد بـ" المنابر العلمية "‬

‫كل وسائل التصال بالجماهير المسموعة والمرئية والمكتوبة‬


‫سواًء كانت وسائل إعلمية إسلمية أم غير إسلمية‪ ،‬وسوف‬
‫نركز على مناقشة المنابر العلمية السلمية ومعاداتها لمريكا‬
‫أكثر من غيرها لنها‪-:‬‬
‫‪ -1‬تخاطب مجتمعا ً إسلميا يثق بمقولتها وأفعالها‪.‬‬
‫‪ -2‬تنطلق بدعوتها بإخلص‪.‬‬
‫‪ -3‬مجاهدة بدعوتها إلى درجة استخدام السلح لتحقيق‬
‫أهدافها‪.‬‬
‫‪ -4‬تعصم دماء المسلمين وأموالهم إن هي أحسنت‪ ،‬وتشععتت‬
‫شملهم وتفرق جمعهم وتوهن قوتهم إن هي أخطأت‪.‬‬
‫‪ -5‬تحبب غير المسلمين وتقربهم من السلم إن هي أصععابت‬
‫وعَد ََلت‪ ،‬وتنفرهم وتبعدهم عن السععلم إن هععي أخطععأت‬
‫وظلمت‪.‬‬
‫‪ -6‬بصععوابها تكععون سععببا ً فعي صعلح الععدنيا والخععرة‪ ،‬وبفسععاد‬
‫أعمالها تكون سببا ً فععي فسععاد الععدنيا والخععرة ‪ -‬كمععا هععو‬
‫حاصل الن إل ما رحم الله تعالى‪.-‬‬

‫‪10‬‬
‫يقصد بـ "تجاهل الخطر الشتراكي"‬

‫قال الكثيرون بزوال الخطر الشتراكي أو تجاهلوه بحجة‬


‫انتهاء الشيوعية محليا ودوليا وعالميا بعد تبني سياسة إعادة‬
‫البناء ) البيروسترويكا ( في التحاد السوفيتي السابق‪ ،‬والفصل‬
‫الول من هذه الرسالة‪ ،‬يلقي الضوء على حقيقة ما يجري الن‬
‫في روسيا التحادية‪ ،‬فليراجع للهمية الكبرى‪.‬‬
‫ونذكر كذلك بان الكلمات التالية‪ ) :‬ماركسية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫شيوعية‪ ،‬اشتراكية‪ ،‬بعثية‪ ،‬ناصرية‪ ،‬وغالبا قومية‬
‫عربية‪ ،‬تحريرية ‪ ،( ...‬ويجمعها كلمة ) يسارية (‪ ،‬تدل‬
‫جميعا على حقيقة واحدة في مراحل مختلفة وحسب‬
‫ما يستوجبه الظرف في مسيرة الماركسية‪.‬‬
‫ويعرف اليسار بعأنه " تعبير مطاط لنه يتغير بتغير المرحلة‬
‫التاريخية‪ ،‬وتغير أهدافه تبعا لكل مرحلة‪ ،‬فمن الممكن القول‬
‫بأن اليسار هو المعارضة لتغيير الوضع القائم "‪.2‬‬
‫ويقول الدكتور وليد عبد الناصر‪ " :‬فاليسار من وجهة نظرنا‬
‫ليس هو الماركسية اللينينية‪ ،‬واختزاله فيها يضيق من افقه‬
‫ونطاقه "‪.3‬‬
‫وبعد أن عدد السماء المختلفة للشتراكية‪ ،‬قال الشيخ عبد‬
‫العزيز البدري ‪ " :4‬وهذه كلها في الحقيقة واحدة من حيث‬
‫السس والقواعد‪ ،‬وإن اختلفوا في الجزئيات وتباينوا في طرق‬
‫التنفيذ وفي تعدد أوصاف أسمائها "‪. 5‬‬
‫أما المعنى الدقيق للشيوعية أو الماركسية ) اليسار ( فهععو‪":‬‬

‫‪ -‬الموسوعة الشتراكية لمجلة الهلل‪ ،‬حرف الياء‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬اليسار والعولمة‪ ،‬ص ‪.5‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬وهععو مقععرب مععن جماعععة الخععوان المسععلمين‪ ،‬مععات تحععت‬ ‫‪4‬‬

‫التعذيب على يد نظام البعععث العربععي الشععتراكي العراقععي‪ ،‬كمععا‬


‫ذكره حردان التكريتي‪ ،‬وزير الدفاع العراقي السايق في كتابه )مذكرات سياسي عراقي‪ ،‬كنننا‬
‫عصابة من اللصوص والقتلة خلف مليشنيات صندام للعندام‪ ،‬ص ‪ ،81‬ط‪ /‬الزهنراء للعلم العربني‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬عام ‪1411‬هن‪1990 -‬م(‪.!!!.‬‬
‫‪ -‬حكم السلم في الشتراكية‪ ،‬ط )‪ ،(5‬ص ‪.67‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪11‬‬
‫التطبيق العملي لسععطورة الشعععب المختععار"‪ .‬أي أنهععا السععبيل‬
‫المثل لتحقيق العقيععدة اليهوديععة )اليهععود شعععب اللععه المختععار‪،‬‬
‫الرض ملك لهم‪ ،‬البشر جميعا عبيد وسخرة لخععدمتهم(‪ .‬والدلععة‬
‫على هذا أكثر مما يتصععور البعععض‪ ،‬وقععد ً‬
‫كتععب فيهععا العديععد مععن‬
‫الكتب والرسععائل والبحععاث‪ ،‬ومنهععا كتععب اعععترف فيهععا رؤسععاء‬
‫سابقين لحكومات إسرائيلية بهذه الحقيقة‪ ،‬ليس هذا موضعه‪.‬‬

‫يقصد بـ "ظاهرة معاداة أمريكا"‬


‫من المعلوم أن معاداة أمريكا خرجت عن بعض الصيحات هنا‬
‫أوهناك إلى أن ترددت أصداء أصواتها في كل مكان و زمان‪،‬‬
‫والحكم هنا على الغالب‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن ظاهرة معاداة‬
‫أمريكا قد تضاعفت أضعافا ً كثيرة بعد أن أطّلت سياسة إعادة‬
‫البناء )البيروسترويكا( الشيوعية اليهودية برأسها على العالم‪،‬‬
‫فأصابت منه ما أصابت لتحقيق غاياتها وأهدافها المستقبلية‬
‫للسيطرة على العالم كله متى حان الوقت‪ ،‬تحقيقا ً لعقائد‬
‫الصهيونية اليهودية في توراتها "الرض ملك لهم وهم شعب‬
‫الله المختار والبشر حيوانات وبهائم خلقوا لجل خدمتهم"‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬ولهمية البدء بمناقشة مقولة ) ماتت أو انتهت‬
‫الشيوعية( ومدى بعدها أو قربها من الواقع‪ ،‬فقد خصصت‬
‫الفصل الول من هذه الرسالة‪ ،‬لبيان حقيقة تلك المقولة‪ ،‬في‬
‫ت الفصل‬ ‫صص ُ‬ ‫خ ّ‬‫حين تناول الفصل الثاني جوهر البحث‪ ،‬وأخيرا َ‬
‫الثالث للنتائج والتوصيات‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل الول‪ :‬هل ماتت الشيوعية؟؟‬

‫منذ اليام الولععى لطععرح شعععار مععوت الشععيوعية أو انتهائهععا‪,‬‬


‫والبعض يحذر الناس من ازدياد خطرها وتماديه‪ ،‬على الرغم من‬
‫عدم ظهور أية أدلة حسية بعد ُ تبرهن علععى صععحة المععر‪ ،‬ولكععن‬
‫كعععان تحعععذيرهم معتمعععدا ً علعععى دراسعععة الماركسعععية اللينينيعععة‬
‫وفلسفتها‪ .‬وهذا ما يجععب أن يفعلععه مععن أراد الحقيقععة‪ ،‬والنععاس‬
‫في معرفة الحقيقة وفهم الواقع ثلثة أصناف‪-:‬‬
‫الول‪ :‬مععن يريععد معرفععة الحقيقععة عععن طريععق القععوال‬
‫ض للتضععليل‪،‬‬ ‫معععر ٌ‬ ‫والتصععريحات الدعائيععة فقععط‪ .‬وهععذا الصععنف ُ‬
‫ل‬ ‫قععو ُ‬‫ن يَ ُ‬‫م ْ‬
‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وذلك لمكانية وقوع الكذب‪ ،‬قال تعالى‪) :‬وَ ِ‬
‫ن)‪)(8‬البقععرة(‪ .‬وقععال‬ ‫م عؤْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫مععا هُع ْ‬ ‫مّنا ِبالل ّهِ وَب ِععال ْي َوْم ِ اْل ِ‬
‫خ عرِ وَ َ‬ ‫آ َ‬
‫شعهِد ُ‬‫حي َععاةِ ال عد ّن َْيا وَي ُ ْ‬ ‫ه فِععي ال ْ َ‬ ‫ك قَوْل ُ ُ‬ ‫جب ُ َ‬ ‫ن ي ُعْ ِ‬
‫م ْ‬‫س َ‬‫ن الّنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫تعالى‪) :‬وَ ِ‬
‫َ‬
‫سعَعى‬ ‫ذا ت َعوَّلى َ‬ ‫م)‪(204‬وَإ ِ َ‬ ‫صععا ِ‬‫خ َ‬ ‫ما ِفي قَل ْب ِهِ وَهُعوَ أل َعد ّ ال ْ ِ‬ ‫ه عََلى َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه َل ي ُ ِ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫حع ّ‬ ‫ل َوالل ّع ُ‬ ‫سع َ‬ ‫ث َوالن ّ ْ‬ ‫ح عْر َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫سد َ ِفيهَععا وَي ُهْل ِع َ‬‫ف ِ‬ ‫ض ل ِي ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِفي الْر ِ‬
‫د)‪)(205‬البقرة(‪.‬‬ ‫سا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ال ْ َ‬

‫الثاني‪ :‬من يريععد معرفععة الحقيقععة ععن طريعق رؤيععة الفعععال‬


‫معرض للتضليل كذلك‪ ،‬من صورتين‪-:‬‬ ‫فقط‪ ،‬وهذا الصنف ُ‬
‫‪ -1‬صععورة المنععافق الععذي يشععهد الجمعععة والجماعععات‪ ،‬فلععو‬
‫خدعت به‪.‬‬ ‫نظرت إلى ظاهر عمله فقط‪ُ ،‬‬
‫‪ -2‬صورة المرائي ولو بأفضل العمععال والطاعععات‪ ،‬كقععراءة‬
‫القرآن والجهععاد والصععدقة‪ ،‬فهععذا النععوع يخععالف ظععاهره بععاطنه‪.‬‬
‫والحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه‪ ،‬الذي‬
‫يخبرنا فيه النبي صععلى اللععه عليععه وسععلم عععن أول ثلثععة تسعّعر‬
‫فيهم النار يوم القيامة أدل دليل على صحة ذلك‪ .‬وقول النععبي –‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ " -‬إنما العمال بالنيات وإنما لكععل امععرئ‬
‫ما نوى‪ ،‬فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرتععه إلععى اللععه‬
‫ورسععوله‪ ،‬ومععن كععانت هجرتععه لععدنيا يصععيبها أو امععرأة ينكحهععا‬
‫فهجرته إلى ما هاجر إليه" رواه البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬من يريد معرفة الحقيقععة عععن طريععق قععراءة الفكععار‬
‫‪13‬‬
‫والعقائد‪ ،‬فهذا الصنف ل يضل ول يزل بإذن اللععه‪ ،‬ول يلععدغ مععن‬
‫جحععر واحععد مرتيععن‪ .‬وهععذا السععلوب هععو الدق والصععوب‪ ،‬ول‬
‫يستطيعه أو يطيقه كثير من الناس‪ .‬وأصحاب هععذا الصععنف هععم‬
‫الفقهاء في الواقع‪ ،‬ينذرون أقوامهم ويأخذون بأيديهم بعيدا ً عععن‬
‫ل‬ ‫دوهُ إ ِل َععى الّر ُ‬
‫سععو ِ‬ ‫مواطن الزلل والخديعة‪ ،‬قععال تععالى‪ ):‬وَل َعوْ َر ّ‬
‫ست َن ْب ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‪) (..‬النسععاء‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫طون َ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫ذي َ‬‫ه ال ّ ِ‬ ‫م ل َعَل ِ َ‬
‫م ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫وَإ َِلى أوِْلي اْل ْ‬
‫مرِ ِ‬
‫س الحاجععة إلععى هععذا الصععنف مععن النععاس‬ ‫‪ .(83‬ونحععن فععي أم ع ّ‬
‫داعات التي أخععبر عنهععا النععبي –‬ ‫وتكثيره‪ ،‬في زمن السنوات الخ ّ‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ " -‬ثم يأتي على الناس سععنوات خععداعات‬
‫ب فيهععا الصععادق ويععؤتمن فيهععا الخععائن‬ ‫ُيصد ّقُ فيها الكاذب وُيكذ ّ ُ‬
‫ون فيها المين وينطق فيهعا الرويبضعة قيعل ومعا الرويبضعة‪،‬‬ ‫وُيخ ّ‬
‫‪6‬‬
‫قال‪ :‬الرجل التافه يتكلم فععي أمععر العامععة " ‪ .‬كععي يقععوم أولئك‬
‫بتصععحيح الصععورة‪ ،‬وإحقععاق الحععق‪ ،‬وتصععويب الوضععاع‪ ،‬فكيععف‬
‫الحال بأمة ترى الصادق كاذبا ً والكاذب صادقا ً ؟ وكيف بأمة ترى‬
‫المين خائنا ً والخائن أمينا ؟‬
‫لذا‪ ،‬فالحكم على الشيوعية وجودا ً أو عدما ً إنما يكون بقععراءة‬
‫مبادئهععا وفلسععفتها وليععس بععالعواطف والحكععام المبنيععة علععى‬
‫التصععريحات والقععوال فهععي مععن أشععنع الفععرق الباطنيععة‪ ،‬فمععن‬
‫مبادئها‪:‬‬

‫‪ -1‬مبدأ الكذب‪ ،‬حسب القاعدة الشيوعية "اكذب ثــم‬


‫اكذب ثم اكذب وسوف تصدق الكذبة"‪.‬‬
‫" أيها الرفيق مععن تفليععس‪ ،‬اكععذب ولكععن ل تتجععاوز الحععد "‪.7‬‬
‫وقد ذكر طارق حجي‪ ،‬أن الشيوعية تقععوم مععن ألفهععا إلععى يائهععا‬
‫على الكذب‪.8‬‬

‫‪ - 6‬صحيح ابن ماجه ‪،‬رقم ‪ 4036‬عن أبي هريرة ‪.‬‬


‫‪ - 7‬لينين‪ ،‬مختارات ‪.1/131‬‬
‫‪ - 8‬أفكارماركسبة في الميزان‪ ،‬الصععفحات مععن ألفهععا إلععى يائهععا‪ .‬وهععو‬
‫ماركسي سععابق‪ ،‬قععرأ خمسععة آلف كتععاب فععي الماركسععية‪ ،‬واعتععبر عقععاد‬
‫الماركسية في الوطن العربي‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ل‪ ،‬فإن الفلسفة الماركسية قائمععة علعى الماديععة الجدليععة‬ ‫فمث ً‬
‫التي تنكر وجود الله تعالى‪ .‬فهل بعد هذا الكذب كذب ؟‬
‫وبالنسبة لشعار الوطنية المطروح يقععول مععاركس وإنجلععز‪" :‬‬
‫بالرغم من أن نضععال البروليتاريععا ضععد البرجوازيععة ليس فــي‬
‫أساسه نضال ً وطنيا ً‪ ،‬فهو مع ذلك يتخذ هذا الشكل في بادئ‬
‫‪9‬‬
‫المر "‬
‫أما عن جنة لينين وإتراف حياة الشّغيلة وإغنائها وترفيهها كما‬
‫ذكر البيععان الشععيوعي لمععاركس وإنجلععز‪ ،‬فععي ص )‪ ،( 60‬فقععد‬
‫ذبه الواقع بالمجاعات والموت من الجوع بالمليين منذ استلم‬ ‫ك ّ‬
‫الشيوعية الحكم‪.‬‬
‫وبالنسبة لوعد الشععيوعية العمععال بالديموقراطيععة كمععا ذكععره‬
‫البيان في ص )‪ " ،(66‬إن الخطوة الولى في ثورة العمال هي‪،‬‬
‫كمععا رأينععا‪ ،‬تحععول البروليتاريععا إلععى طبقععة سععائدة‪ ،‬والظفععر‬
‫بالديموقراطية"‪ ،‬فقد كذب واقعهم هذا الدجل والخيعال‪ .‬ويقعول‬
‫النجيل البلشفي )أي الشيوعي(‪ " :‬لذلك يتحتععم علينععا أل نععتردد‬
‫لحظة واحدة في أعمعال الرشععوة والخديعععة والخيانععة إذا كعانت‬
‫تخدمنا في تحقيق غايتنا "‪ ،‬ويقول‪ " :‬يجب أن يكون شعارنا كععل‬
‫وسائل العنف والخديعة"‪ .‬ويقول‪ " :‬والغاية تبرر الوسيلة"‪.10‬‬
‫ورب معععترض يعععترض علععى هععذا السععتدلل الضععافي مععن‬
‫بروتوكولت حكماء صهيون‪ .‬وجوابه‪:‬‬
‫أن ما في البروتوكولت يعّبر تماما عععن أسععاليب الشععيوعيين‬
‫لتحقيق أهدافهم‪ .‬قال محمععد خليفععة التونسععي‪ " :‬وكععذلك تنبععه‬
‫بعععض الكتععاب الععذين قععارنوا بيععن تلععك الفظععائع البلشععفية‬
‫والعععبروتوكولت الصعععهيونية فسعععموا العععبروتوكولت ) النجيعععل‬
‫البلشفي( لما لحظوا بينهما من توافق عجيب‪ .‬كما لحظ كععاتب‬
‫إنجليزي مناورات اليهود للتشكيك في نسبة الكتاب إليهم‪ ،‬ففند‬
‫مزاعمهععم بحجععج كععثيرة‪ :‬مععن بيععن ذلععك التوافععق العجيععب بيععن‬
‫نبوءات البروتوكولت في سععنة ‪ 1901‬وتلك الــويلت الــتي‬
‫رمــى بهــا اليهــود العــالم كفتنــة البلشــفية اليهوديــة‬
‫‪ -‬البيان الشيوعي‪ ،‬ص ‪ ، 55‬طبعة موسكو ‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ -‬البروتوكول الول‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪15‬‬
‫وغيرها من الفتن في روسيا وسائر البلد الوروبية "‪.11‬‬
‫ويقول صلح نصر‪ " :‬كما أن الكععاذيب الكععبيرة ) للشععيوعية (‬
‫التي يصعب التحقق منها فعالة للغاية‪ ،‬ذلك أنه يمكن تذكرها بل‬
‫وعي بعد إنكارها بمدى طويل " ‪. 12‬‬
‫ويقععول طععارق حجععي‪ " :‬والعتقععاد الجععازم بععان المععذهب‬
‫) الماركسي ( قد أسس على زيف كامل وبهتان مطلق وضععلل‬
‫كبير‪ ،‬وان ما بني على ذلك الساس مععن فكععر ونظريععات ورؤى‬
‫واستنباطات وتطبيقات‪ ,‬شانه شان السععاس الععذي شععيد عليععه‪,‬‬
‫وشانه شان كل ما بني على باطل‪ ,‬فهو باطل ‪. 13‬‬
‫ويقول الرفيق )رائد( العضو السععابق فععي الحععزب الشععيوعي‬
‫العراقي‪ ،‬والمسؤول عن تنظيععم الكوادرالشععيوعية فععي منععاطق‬
‫بغداد الخمسة الولى‪ ،‬بعد تركه للحزب الشيوعي‪" :‬كنت أتععولى‬
‫كتابععة بعععض الكععاذيب فععي الصععحف بصععورة عامععة بنععاء علععى‬
‫‪14‬‬
‫تعليمات الحزب نفسه"‬
‫فمن ثبععت كععذبه وجععب تععرك روايتععه والتحععذير مععن مقععولته‪،‬‬
‫خاصة إذا اتخذ من الكذب وسيلة لتحقيق أهدافه كما هو الحععال‬
‫في المبدأ الشتراكي‪ .‬لذا فقد ترك علماء الحديث الروايععة عععن‬
‫الشيعة الرافضة‪ ،‬في حين قبلوها عن الخوارج‪.‬‬

‫‪ -2‬مبدأ المرونة واللف والدوران‬


‫وهو أسلوب ل غنى عنه عند الشيوعيين‪.‬‬
‫يقول لينين‪ ..." :‬ولكننا تعلمنا أيضا ً فن ّا ً آخر ل غنى عنه في‬
‫الثورة‪ :‬فن أن نكون مرنين‪ ،‬أن نعرف كيف نغير تكتيكنا‬
‫بسرعة‪ ،‬بفجأة‪ ،‬آخذين بالظروف الموضوعية المتغيرة بعين‬
‫العتبار‪ ،‬مختارين سبيل ً جديدا ً للوصول إلى هدفنا‪ ،‬إذا‬
‫تبين أن السبيل القديم‪ ،‬في هذه الفترة من الزمن‪،‬‬

‫‪ - 11‬مقدمة كتاب الخطر اليهودي‪ ،‬بروتوكولت حكماء صهيون‪،‬ص ‪.35‬‬


‫‪ - 12‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪ - 13‬تجربتي مع الماركسية‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬مذكرات شيوعي عراقي‪ ،‬ص ‪ ،3‬واسمه الحركي رائد‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫غير ملئم‪ ،‬غير صالح"‪ .15‬ويقول‪ " :‬ونحن الذين تعلمنا في‬
‫هذه السنوات الثلث أو الربع‪ ،‬كيف نقوم بانعطافات فجائية‬
‫) حين يقتضي الحال انعطافا ً فجائيا( "‪.16‬‬
‫ويقول‪ ":‬والواقع الجديد في الوقت الحاضر بالنسبة لثورتنا‬
‫هو ضرورة اللجوء‪ ,‬في قضايا البناء القتصادي الجذرية‪ ,‬إلى‬
‫طرائق العمل" الصلحية " التدريجية‪ ,‬القائمة على الحتراس‬
‫واللف والدوران"‪ 17‬ويقول‪ " :‬ما الذي يثبت أن الثورة )الكبرى‪،‬‬
‫المظفرة‪ ،‬العالمية( ل تستطيع ول ينبغي لها أن تلجأ إل ّ إلى‬
‫الطرائق الثورية ؟ إن خطأ هذا الزعم واضح في نفسه "‪.18‬‬
‫وانطلقا من هذا المبدأ‪ " ,‬نرى أن المؤتمر الثاني والعشرون‬
‫المنعقد في تشرين أول ‪ 1961‬في الكرملين في موسكو‪ .‬كان‬
‫قد رسم الصورة الواضحة الولى للبيريسترويكا حسب رؤيتهم‬
‫في ذلك الوقت‪:‬‬
‫خذ َ قرارا ً بالتنازل‪ ,‬عند الضرورة‪ ,‬عن النظام‬ ‫‪ -‬فقد ات ّ ِ‬
‫الفيدرالي للتحاد السوفيتي والستعاضة عنه بدولة اتحادية‬
‫واحدة ذات قوميات كثيرة "‪.19‬‬
‫لذا نرى أن استقلل الجمهوريات السلمية وغيرها عن‬
‫التحاد السوفيتي‪ ،‬كان استقلل صوريا ل حقيقة له ‪ ،20‬ويكفي‬
‫أن ُيعرف أن الجيوش الروسية ل زالت مسيطرة على البلد‪،21‬‬
‫وأن حكام تلك الجمهوريات شيوعيون‪ .‬وما معنى إصرار‬
‫موسكو الظاهر للعيان على عدم إعطاء جمهورية الشيشان‬

‫‪ - 15‬لينين‪ ،‬مختارات‪،‬ج ‪ 4‬ص ‪ 234 -233‬دار التقدم‪ -‬موسكو‪.‬‬


‫‪ - 16‬لينين‪ ،‬مختارات‪،‬ج ‪ 4‬ص ‪ 234 -233‬دار التقدم‪ -‬موسكو‪.‬‬
‫‪ - 17‬المصدر السابق‪.4/236 ،‬‬
‫‪ - 18‬المصدر السابق ‪.239 /4‬‬
‫‪ - 19‬قتلوا من المسلمين مئات المليين‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -‬راجع مجلة قضايا دولبة‪ ،‬عدد ‪ ،328‬السنة السابعة ‪ 27‬ذو القعدة ‪1416‬هن‪/ 15/‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪4/1996‬م‪ ،‬ص ‪ .5 -4‬كما وقد ألغى النواب الروس قرار تفكيك التحاد السوفيتي‪ ،‬بأغلبية ‪،250‬‬
‫ومعارضة ‪ 98‬صوتا )الرأي الردنية في ‪.(16/3/1996‬‬
‫‪ - 21‬سوى لتفيا واستونيا ولتوانيععا استرضععاًء للغععرب‪ ،‬بمسععاحة ‪ 62‬ألععف‬
‫ميل مربع فقط‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫استقللها‪ ،‬رغم مضي أكثر من عشر سنوات على القتال‬
‫لجله ؟‬
‫ولكي ل ننخدع يجب أن تحمل التغييرات في الطرق‬
‫والوسائل التي تنتهجها الماركسية في مرحلة من مراحل‬
‫سيرها على مبدأ المرونة واللف والدوران الذي انتهجوه‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -3‬مبدأ فن التحالفات المرحلية مع المعارضة‬

‫فقد أفرد البيان الشيوعي الصععفحات الثلث الخيععرة لتقريععر‬


‫مبدأ التحالف المرحلععي مععع مختلععف أحععزاب المعارضععة‪ .‬سععواء‬
‫كانت أحزاب اشععتراكية أم ديموقراطيععة أم راديكاليععة اشععتراكية‬
‫أم برجوازية راديكالية أم برجوازية ما دامت تناضل ضد النظععام‬
‫الملكععي وضععد الملكيععة القطاعيععة‪ .‬ثععم قععال‪ " :‬والخلصععة‪ :‬أن‬
‫الشيوعيين يؤيدون في كل قطر من القطععار كععل حركععة ثوريععة‬
‫ضععد النظععام الجتمععاعي والسياسععي القععائم"‪ .22‬وقععال لينيععن‪" :‬‬
‫وضععين‪ -‬أي مععن غيععر‬ ‫يمكععن القبععول باشععتراك أشععخاص مف ّ‬
‫اللينينيين‪ -‬من قبل حزبنا في حكومة ثورية مؤقتة‪ ،‬بغية النضععال‬
‫بل هوادة ضد جميع المحاولت المعادية للثورة"‪.23‬‬
‫وتحت عنوان تكاتيك ) إقصاء المحافظين عن الحكومة (‬
‫" ‪ ...‬وبمعنى ما نقول أن البروليتاريا المناضلة والبرجوازية‬
‫المناضلة تسيران معا ً وتهاجمان معا ً الوتوقراطية‪ ،‬من جوانب‬
‫مختلفة ‪ ...‬وهكذا‪ ،‬فإن من مصلحة البروليتاريا أن ل تتمكن‬
‫حكومة القيصر من الفصل بين البرجوازية والبروليتاريا "‪.24‬‬
‫يقول صلح نصر‪ " :‬ولقد قال ستالين‪ :‬إن الذين ل يعتمدون‬
‫على أنفسهم‪ ،‬هم فقط الذين يخشون الدخول في تحالفات‬
‫مؤقتة مع الشعوب التي ل يعول عليها ؟ ولكن ستالين‬
‫والزعماء الخرين حذروا الحزب من الستخدام غير السليم‬
‫للتحالف‪ .‬إذ يجب أن نضع في الذهان أن الحليف المؤقت‬
‫هو عدو المستقبل‪ .‬وكما يقول لييتس‪ " :‬فإن الحزب الذي‬
‫يدخل في أي علقات أخرى غير النزاع السافر مع مجموعة‬
‫خارجية ينبغي عليه أن يستخدم هذه المجموعة‪ ،‬وإل فإنها‬
‫ستستخدمه‪ .‬ذلك أنه يجب أن يكون التحالف مؤقتا فقط‬
‫لمعاونة المجموعات الخارجية‪ .‬ومن ثم فإن مثل هذه‬

‫‪ -‬البيان الشيوعي ص ‪.84‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪ -‬لينين‪ /‬مختارات ‪.79 /1‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ‪. 129 /1‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪19‬‬
‫التحالفات بمثابة علقات عابرة‪ ،‬يدخلها الشيوعيون‬
‫بحذر وانتباه‪ ،‬وتستخدم كخطوات في سبيل القضية‬
‫الكبرى "‪.25‬‬

‫وأثناء مرحلة التحالف يقوم الشيوعيون بعدة‬


‫أمور‪ .‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬تحريض قوة عدو ما ضد أخرى‪ ،‬فقد اقتبس صلح نصر من‬
‫لينين قوله‪ " :‬إن الجزء العملي للسياسة الشيوعية هو ‪ ...‬أن‬
‫تحرض قوة عدو ما ضد أخرى"‪ .‬ويكون الهدف هو تحديد‬
‫المرحلة للعمل النهائي في المسرحية‪ ،‬أي الستيلء على‬
‫السلطة"‪.26‬وقد نجحوا نجاحا كبيرا في إقناع كثير من‬
‫المسلمين بالسخط على النظمة السلمية التي تحارب وتعادي‬
‫المد الشتراكي‪ ،‬وعلى رأسها السعودية والردن‪ ،‬فضربوا بذلك‬
‫أعداءهم بأعدائهم‪ ،‬وهذا ما حصل في مصر أيام الملك فاروق‪،‬‬
‫حين ورطت الشيوعية السلميين لسقاط نظامه‪ ،‬وبعدها ندموا‬
‫لما ذاقوه من ألوان العذاب والستعباد‪ ،‬كما سيأتي تفصيله‪.‬‬
‫‪" -‬بعث تيارات يسارية داخل الحركات السلمية"‪.27‬‬
‫‪" -‬مهادنة السلم لتتم الغلبة عليه‪ ،‬والمهادنة لجل حتى‬
‫نضمن أيضا السيطرة‪ ،‬ونجتذب الشعوب العربية إلى‬
‫الشتراكية "‪ .28‬لن الشيوعيين اعتبروا" استمرار الهجوم على‬
‫الدين يلغي عمليا العملية الشيوعية‪ ،‬ول يكون الهجوم إل مجرد‬
‫انتحار سياسي"‪ .29‬واعتبروا ذلك خطوة تكتيكية " ضرورية‬
‫لحفظ نظامهم من النهيار"‪.30‬‬
‫‪ - 25‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ - 26‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ - 27‬تجربتي مععع الماركسععية‪ ،‬لطععارق حجععي‪،‬ص ‪ ،(199‬وملععف اليسععار‬
‫السلمي كبير‪.‬‬
‫‪ - 28‬الشيوعية والديان‪ ،‬طععارق حجععي‪ ،‬ص ‪ ،49‬نقل عععن أخطععر وثيقععة‬
‫شيوعية لمحاربة الدين"‪.‬‬
‫‪ - 29‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.318‬‬
‫‪ - 30‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.317‬‬
‫‪20‬‬
‫هذه بعض المبادئ والصول في الفلسفة الماركسية‪ ،‬فهل‬
‫بقيت هذه التعاليم والسياسات حبرا على ورق أم طبقت‬
‫واقعا؟ ‪ ....‬لننظر‪:‬‬
‫بعض الصور العملية للمهادنة والختراق حديثا‪-:‬‬
‫‪ -1‬تظاهر مصطفى كمال أتاتورك اليهودي بالسلم‪ ،‬حتى‬
‫تمكن من القضاء على الدولة العثمانية‪ ،‬وسلخ تركيا علنية عن‬
‫السلم‪.31‬‬
‫‪ -2‬التحالف القديم بين السلميين والشتراكيين بقيادة لينين‬
‫في روسيا النصرانية قبل الثورة البلشفية الشيوعية‪ ،‬وبعد نجاح‬
‫الثورة تم الهجوم على الجمهوريات السلمية المستقلة‪ ،‬كما‬
‫ذكره طارق حجي في كتابه )أفكار ماركسية في الميزان‪ ،‬ص‬
‫‪ ،65‬دار المعارف‪.‬‬
‫‪ -3‬قيام الرئيس عبد الناصر الشتراكي بالنضمام إلى‬
‫الخوان المسلمين حتى تمكن من استلم السلطة ليقضي على‬
‫الحركة السلمية‪.‬‬
‫يقول حسين محمد حمودة أحد الضباط الحرار في جماعة‬
‫الخوان المسلمين بهذا الشأن‪ " :‬كانت الخلية الرئيسية في‬
‫تنظيم الخوان المسلمين داخل القوات المسلحة مكونة من‬
‫سبعة ضباط هم‪ :‬عبد المنعم عبد الرءوف وجمال عبد الناصر‬
‫وكمال الدين حسن وسعد توفيق وخالد محي الدين وحسين‬
‫حمودة وصلح خليفة "‪.‬‬
‫وقال‪ " :‬التقينا نحن السبعة وحضر اجتماعنا الصاغ محمود‬
‫لبيب وكيل جماعة الخوان المسلمين‪ ،‬وتكررت اجتماعاتنا مرة‬
‫كل أسبوع في منزل عبد المنعم عبد الرءوف بالسيدة زينب‪،‬‬
‫وفي منزل جمال عبد الناصر‪ ...‬وتكررت اجتماعاتنا السبوعية‬
‫ولم تنقطع أبدا طيلة الفترة )‪ (1948 -1944‬أربع‬
‫سنوات وأربعة اشهر" ‪.32‬‬

‫‪ -‬الفعى اليهودية في معاقععل السععلم عبععد اللععه التععل‪ ،‬ص ‪،75‬ع ‪،85‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪.90‬‬
‫‪ -32‬أسرار حركة الضباط الحرار ص ‪.33‬‬
‫‪21‬‬
‫علما أن عبد الناصر كان عضوا في خلية شيوعية قبل الثورة‬
‫اسمها الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني) حدتو( ‪. 33‬‬
‫‪ -4‬تظاهر ميشيل يوسف عفلق اليهودي بالنصرانية‪ ،‬ثم‬
‫أعلن عن إسلمه بعد وفاته‪.34‬‬
‫‪ -5‬محاولت اليسار اختراق الجماعات السلمية المعاصرة‬
‫بعد سياسة‬

‫‪ -33‬أسرار حركة الضباط الحرار ص ‪ ،157‬وفيه قيام عبد الناصر بنقععض‬


‫التفععاق بينععه وبيععن الخععوان علععى الحكععم بكتععاب اللععه‪ ،‬وفتكععه بالحركععة‬
‫السلمية ص ‪ ، 167-161‬وراجع كتاب فشل حركعة يوليعو بععدائها للتيعار‬
‫السلمي للدكتور جابر الحاج ص ‪.34‬‬
‫‪ -34‬نقل خبر إسلمه وسائل العلم في حينه‪ .‬وقد ذكر يهودية أبيه‬
‫يوسف عفلق‪ ،‬الذي اعتنق البروتستانتية الموقع‬
‫‪www.moqatel.com/mokatel/Data/ Behoth/Siasia2/Hezb_Bath/Mokatel3_1-2.htm‬‬

‫‪22‬‬
‫)البيروسترويكا(‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -1‬دعا تيسير الزبري أمين عام حزب الشعب‬


‫الديموقراطي) حشد ( سابقا‪ ،‬وهو حزب يساري‪ ،‬إلى ضرورة‬
‫المحافظة على حزب جبهة العمل السلمي وتقوية كل أواصر‬
‫العلقة بينه وبين القوى السياسية والحزبية والقومية واليسارية‬
‫‪ .35‬واعتبر ذلك من متطلبات المرحلة السياسية الجديدة التي‬
‫تفرض على اليساريين التعامل مع السلميين لصالحهم حيث‬
‫قال عن الحزب ‪ ":‬عدو عدوي صديقي‪ ،‬أو ما يسمى بلغة‬
‫السياسيين تسخير الصراع الثانوي لصالح الصراع الرئيسي"‪،‬‬
‫وضرب أمثلة عديدة على هذه السياسة الحكيمة والواقعية –‬
‫على حد زعمه‪ " -‬بما يجري الن من تحالف واسع بين‬
‫السلميين والشتراكيين والليبراليين والديموقراطيين في‬
‫الجزائر وفي صفوف المعارضة الفلسطينية‪ ،‬وفي مصر بدرجة‬
‫مقبولة والردن "‪ .36‬قلت أليس هذا تطبيقا حرفيا لقول ستالين‬
‫ولينين ؟‪ .‬ثم يقال بعد هذا ماتت الشيوعية !!!‬
‫ب‪ -‬دعا الحزب الناصري الشتراكي) المصري( إلى التحالف‬
‫مع الخوان المسلمين على لسان القطب الناصري فريد عبد‬
‫الكريم بصفتهم قوة سياسية ل يمكن إنكارها في مصر‪ ،‬وقال‬
‫لصحيفة الحياة اللندنية‪ " :‬إن الخوان يقفون الن موقفا مضادا‬
‫للستعمار المريكي والهيمنة الصهيونية شأنهم في ذلك‬
‫شأن حركة حماس والجهاد السلمي وحزب الله "‪.‬‬
‫وأكد " أن الخوان المسلمين باتوا قريبين من الناصريين‪،‬‬
‫وعلينا أن نتفاهم معهم وعلى المسئولين في الحزب الناصري‬
‫أن يسعوا إلى ذلك من أجل إضافة قوة إلى قوتهم " ‪.37‬‬
‫ف‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬
‫م ك َي ْ َ‬ ‫هل يوجد اعترافا أصرح من هذا ؟ قال تعالى‪َ ) :‬‬
‫ن( )الصافات ‪ ،154‬والقلم ‪.(36‬‬ ‫حك ُ ُ‬
‫مو َ‬ ‫تَ ْ‬

‫‪ -35‬الرأي الردنية ‪1995/ 9 /25‬‬


‫‪ -36‬الرأي الردنية ‪5/10/1995‬‬
‫‪ -37‬السبيل‪ ،‬العدد ‪ ،133‬ص ‪.11/6/1996 ،1‬‬
‫‪23‬‬
‫ج‪ -‬دعا الدكتور عبد الله العكايلة ) النائب( في فرع حزب‬
‫جبهة العمل في منطقة )الوحدات( في عمان إلى تحالف‬
‫إسلمي يساري في النتخابات المقبلة‪.38‬‬
‫د‪ -‬إقامة السلميين لمختلف الندوات والمهرجانات‬
‫والمسيرات بالشتراك مع القوى اليسارية وأمثلتها كثيرة جدا‪،‬‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ -‬المهرجان الشعبي الذي أقيم للتضامن مع سوريا تحت‬
‫شعار " يدا بيد مع سوريا" بمشاركة أحزاب المعارضة وأخرى‬
‫وسطية‪ ،‬ومن ضمنهم أمين عام الحزب الشيوعي الردني‬
‫يعقوب زيادين ‪.39‬‬
‫‪ -‬دعت جماعة الخوان المسلمين في الردن جماهير‬
‫الحشد والرباط للمشاركة في المسيرة الشعبية التي تنظمها‬
‫الحزاب والقوى الوطنية لمؤازرة شعب لبنان الشقيق الذي‬
‫يتعرض لمجزرة قانا ‪. 40‬‬
‫‪ -‬أحزاب المعارضة اعتصمت احتجاجا على الغزو التركي‬
‫لشمال العراق وفي الصورة نواب الخوان المسلمين‬
‫واليساري تيسير الحمصي‪.41‬‬
‫‪ -‬شارك النائب السلمي السابق ليث شبيلت فعاليات‬
‫المنتدى الشتراكي‪ ،‬والذي نظم ندوة حول الفكر القومي‬
‫لمشيل عفلق‪ ،‬اعتبر فيه ليث شبيلت رسالة البعث رسالة‬
‫العرب ورسالة السلم‪ ) ،‬الرأي الردنية ‪.(22/10/2003‬‬
‫‪ -‬نعي العناصر الشيوعية) اليسارية( مثل إبراهيم بكر مرشح‬
‫الجبهة الوطنية الشيوعية للمجلس اللبناني لعام ‪ .421955‬وهو‬
‫أحد أعضاء الحزب العربي الردني – الجبهة الوطنية‪ -‬وهو تجمع‬
‫يساري معارض تبلور على شكل حزب عرف بالحزب الوطني‬

‫الرأي الردنية ‪25/3/1997‬‬ ‫‪-38‬‬


‫جريدة السبيل‪ ،‬عدد ‪، 10/3/1997-4 ،170‬ص ‪.3‬‬ ‫‪-39‬‬
‫الرأي الردنية ‪23/4/1996‬‬ ‫‪-40‬‬
‫العرب اليوم عدد ‪18/6/1997 ،33‬‬ ‫‪-41‬‬
‫السبيل عدد ‪ ، 24/2/1997-18 ،168‬ص ‪ ،7‬ص ‪.9‬‬ ‫‪--‬‬
‫‪42‬‬

‫‪24‬‬
‫الشتراكي ‪.43‬‬
‫هع التحالف والتنسيق بين تنظيم القاعدة والمجموعات‬
‫والحزاب والدول اليساريعة‪ ،‬منها منظمعععة ) اللوية الحمراء(‬
‫المتطرفة اليطالية‪ ،44‬وغير المتطرفة مثل ) حزب التحرير(‬
‫و)حزب الله اللبناني( ضمن جبهة موحدة أعلن عنها في‬
‫لندن‪ ،45‬ويكفي القول أن الساعد اليمن لسامة بن لدن‬
‫الدكتور أيمن الظواهري‪ ،‬تحريري في الفكر السياسي‪ .‬ومن‬
‫الدول إيران‪ ،46‬وسوريا‪ ،47‬ونظام البعث العربي الشتراكي في‬
‫العراق‪ .48‬وقد كشف حزب البعث العربي الشتراكي الردني‬
‫‪ -- 43‬خريطة الحزاب السياسية الردنية لعام ‪ ،1992‬مععروان العبععداللت‬
‫ص ‪-57‬ص ‪.8‬‬
‫‪ - 44‬مجلة المجلة ‪ ،‬عدد ‪،1258‬ع ‪ ،27/3/2004 -21‬وفيهععا ملععف خعاص‬
‫عن الموضوع‪.‬‬
‫‪ - 45‬وضمت الجبهة‪ ،‬حركة المهاجرين من حزب التحريــر الســلمي‬
‫وزعيمها عمر البكري منظم مؤتمر النهضععة فععي شععهر أيلععول ‪ ،1996‬فععي‬
‫لندن‪ ،‬وجماعة عمر عبد الرحمن والشيخ محمد حسين فضل اللععه الزعيععم‬
‫الروحي لحزب الله اللبناني‪ ،‬والشيخ السععوري عبعد اللععه أبععو الفعاروق‪،‬‬
‫)راجععع مجلععة الوسععط فععي حععوار مععع البكععري فععي العععدد ‪ 241‬بتاريععخ‬
‫‪.(9/9/1996‬‬
‫‪ - 46‬وملععف المطالبععات بتسععليمها عناصععر قياديععة فععي تنظيععم القاعععدة‬
‫للسعودية وأمريكا ل زال قائما‪ .‬وقد أكد وزير الستخبارات اليراني مؤخرا‬
‫علععى تفكيععك كافععة المجموعععات اليرانيععة العضععاء فععي تنظيععم القاعععدة"‬
‫التلفزيون الردني ‪. 17/7/2004‬‬
‫‪ - 47‬حيععث يتععم تععدريب الملععبين لنععداء أسععامة بععن لدن بالنضععمام إلععى‬
‫صفوف النظام البعثي العراقي للقتال ضد أمريكا‪ ،‬وتأمينهم إلى الجبهة‪.‬‬
‫‪ - 48‬نععداء أسععامة بععن لدن للمجاهععدين العععرب بالنضععمام إلععى صععفوف‬
‫النظععام البعععثي العربععي الشععتراكي العراقععي‪ ،‬وفعل اسععتقبلهم البعععثيون‬
‫ووزعوهم على الجبهة‪ ،‬وسمعنا قصصا مثيرة ممن عادوا منهم أحياء‪ .‬وقععد‬
‫نشرت جريدة الحدث الردنية في عععددها ‪ 343‬فععي ‪ ،19/8/2002‬تقريععرا‬
‫بينت فيه دعم صدام حسين لجنععد السععلم الععتي تربطهععا علقععات بتنظيععم‬
‫القاعدة‪ ،‬وأن أبا وائل أحد قادة جند السلم كان حلقة الوصل بين القاعدة‬
‫والنظام العراقي‪ ،‬وقععول أحععد ضععباط المخععابرات العراقيععة قاسععم حسععين‬
‫محمد ان ايمن الظواهري‪ ،‬زار صدام حسين وكبار المسععؤولين العراقييععن‬
‫في التسعينات‪ ،‬ولقاء تم بين محمد عطا المتهم بتزعم مجموعععة خععاطفي‬
‫‪25‬‬
‫في نشرته الداخلية الخاصة بجناح العراق رقم )‪ (23‬لعام‬
‫‪ ،2005‬تحت عنوان )عزة الدوري يقود غرفة العمليات‬
‫المشتركة للمقاومة العراقية(‪ ،‬كشف عن تحالف اليساريين‬
‫والسلميين‪ ،‬حيث قال‪ " :‬وتشير المعلومات أيضا‪ ،‬أن تحالفا‬
‫واسعا من تنظيمات إسلمية وقومية ويسارية تم العلن عن‬
‫ولدته بقيادة المجاهد عزة الدوري‪ ،‬الذي أمر مختلف فصائل‬
‫البعث في كل أرض العراق‪ ،‬لتقديم الدعم المادي والعسكري‬
‫والتدريبي والستخباري لمن يطلبها من منتسبي الفصائل‬
‫الخرى المنتمية للمقاومة"‪.‬‬
‫هذه أهم المبادئ التي برهنت على النوايا الحقيقية‬
‫للشعارات والتكتيكات الشيوعية في ظل سياسة‬
‫البيروسترويكا‪ ،‬حيث من خللها أكدنا على أن المرحلة الجديدة‬
‫من مراحل الشيوعية إنما كانت امتدادا لسلسلة من‬
‫المراجعات والصلحات التي قامت بها الحركة الثورية‬
‫الماركسية في وقت مبكر من عمر الثورة‪ ،‬وليس المر بدعة‪.‬‬
‫ولو راجع المراقبون التاريخ الشيوعي منذ عام ‪1917‬م‪،‬‬
‫واستحضروا مبدأ الكذب ومبدأ المرونة اللينينية ومبدأ فن‬
‫التحالفات‪ ،‬لما انطلت على كثير منهم الشعارات الخداعة في‬
‫زمن السنوات الخداعات‪.‬‬
‫ه المسلم السني سياسة التقريب‬ ‫ج ُ‬
‫م يوا ِ‬
‫ول َ‬
‫والنفتاح من الشيعة المامية بالرتياب والشك‪ ،‬ول‬

‫طائرات ‪ ،11/9/2001‬وعميل المخابرات العراقية فععي جمهوريععة التشععيك‬


‫ما بين عامي ‪ ،2001 -2000‬وغيره‪ .‬ونشرت مجلععة الععوطن العربععي فععي‬
‫عععددها ‪ 1331‬فععي ‪ ،6/9/2002‬قصععة المليععار دولر الععتي أعععدها النظععام‬
‫البعثي العراقي لعدعم التنظيمعات الصعولية المجاهعدة ضعد أمريكعا ومنهعا‬
‫تنظيععم القاعععدة‪ .‬هععذا وقععد لفععت نظععري منععذ فععترة وجيععزة‪ ،‬التشععابه فععي‬
‫السماء بين قواعد المنظمات الفدائيععة الفلسععطينية) قاعععدة فتععح‪ ،‬قاعععدة‬
‫الجبهة الشعبية‪ ،‬قاعدة الجبهة الديموقراطية( وتنظيم القاعدة‪ .‬حععتى تععبين‬
‫لي فيما بعد أن ) القاعدة( كان اسما لجريدة الحععزب الشععيوعي العراقععي‬
‫في الربعينات والخمسينات‪ ،‬حسب ما ورد في كتععاب مععوجز أضععواء علععى‬
‫الحركة الشيوعية في العراق‪ ،‬ص ‪ ،65-63‬وهذا الخبر الطريف للستئناس‬
‫فقط‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫يواجه سياسة النفتاح الشيوعية بمثل ذلك‪ ،‬وكلهما‬
‫من الفرق اليهودية الباطنية القائمة في أصولـها‬
‫على التقية والكذب ؟‬

‫وهذه أهم المراحل والتطورات الواقعية في الفكر‬


‫الماركسي اللينيني‪:‬‬

‫‪ -1‬الفترة الواقعة ما بين عامي ‪ 1921-1917‬م‬


‫" اصطلح المؤرخون المحدثون علععى تسععميتها بفععترة )حععرب‬
‫الشيوعية(‪ .‬فترة فرض تطبيق مبادئ ماركس ولينين المتطرفة‬
‫والمتشددة بالقوة‪ ،‬ولكن لععم تسععتطع أن تمضععي بععذلك طععويل‪،‬‬
‫للمقاومة التي أبداها الشعب‪ ،‬فاضطر لينين إلى التراجع‪.‬‬

‫‪ -2‬فترة التراجع الواقعة ما بين عامي ‪ 1929-1921‬م‬


‫حيث أعلن لينين تراجعه قائل‪ " :‬إن هذا التراجع ينطوي علععى‬
‫خطة موضوعة‪ .‬فإن العودة إلى النظام الــبرجوازي أمــر‬
‫تمليه الضرورة القتصادية في بعــض الحيــان " ولكععن‬
‫كانت العودة إلى النظام البرجوازي مقننة وضيقة جععدا‪ ،‬فسععمح‬
‫بالتجارة الحرة والنتاج الفععردي والملكيععة الفرديععة‪ ،‬فظهععر نععوع‬
‫من الرخععاء النسععبي وارتفععع مسععتوى المعيشععة بعععض الشععيء‪،‬‬
‫وعلى الرغم من هذه التراجعععات فععي إعععادة البنععاء إل أن أمععرا‬
‫مهما لم يتغير‪ ،‬إنه وسيلة الحكععم‪ ،‬اعتقعالت‪ ،‬أحكعام دكتاتوريععة‪،‬‬
‫ولم يكن تراجعهععم سععوى خطععة لينينيععة ) خطوتععان إلععى المععام‬
‫وخطوة إلى الخلف(‪.‬‬

‫‪ -3‬الفترة الواقعة ما بين عامي ‪ 1956-1929‬م‬


‫وهععي فععترة حكععم سععتالين‪ ،‬حيععث أعععاد فععرض )المععزارع‬
‫الجماعيععة( علععى الشعععب بالحديععد والنععار مععرة أخععرى‪ ،‬وانتشععر‬
‫الموت جوعا حتى سميت الفععترة مععا بيععن عععامي ‪1933-1929‬‬
‫بفترة )المجاعة المنظمة( وأبيدت كل أنعواع المقاومععة الشععبية‬

‫‪27‬‬
‫بالفتك والعدامات والعتقالت‪ ،‬حععتى طععالت الشععيوعيين أتبععاع‬
‫تروتسععكي المعارضععين لسياسععته‪ .‬فكععانت فععترة حكمععه قاسععية‬
‫وتجددت فيها النتقادات اللذعة للحكم الشيوعي‪ .‬وعفى الزمن‬
‫على السياسات القديمة‪ ،‬فحان موعد التطععوير والتخفيععف مععرة‬
‫أخرى‪ .‬بل حان موعد الدجل من جديد‪.49‬‬

‫‪ -4‬الفترة الواقعة ما بين عامي ‪1964 -1956‬‬


‫وهي فترة حكم خروتشوف‪ ،‬وتعتبر الفترة التي لعب فيها‬
‫خروتشوف الدور الرئيسععي مرحلععة حاسععمة فععي تاريععخ التحععاد‬
‫السوفيتي‪ ،‬والمعسكر الشيوعي بوجه خاص‪ ،‬ومن أبرز سععمات‬
‫حكمه‪:‬‬
‫التقدم في مجال الفضاء‪ ،‬والصواريخ عابرة القارات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تصفية الستالينية وظهور اتجاه ليبرالي في البلد لول‬ ‫‪-‬‬
‫مرة‪.‬‬
‫التوسع في إنتاج السلع الستهلكية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إعلن سياسة التعايش السلمي مع الغرب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التوسع باطراد في دعم الحركات الثوريععة الشععتراكية‬ ‫‪-‬‬
‫‪50‬‬
‫في العالم باسم تقديم المساعدات القتصادية للدول النامية ‪.‬‬
‫يقول صلح نصععر عععن إعلن سياسععة التعععايش السععلمي مععع‬
‫الغععرب " إن مععا يلفععت النظععر تلععك التوليفععة الععتي أخرجهععا‬
‫خروشوف تحت عنوان ) التعايش السععلمي( كأسععاس للتعععايش‬
‫بيععن النظمععة المتباينععة النظععم الجتماعيععة‪ ،‬فهي شكل مــن‬
‫خــداع الطبقــة بيــن الشــيوعية والرأســمالية‪ .‬ذلععك أن‬
‫التعايش السلمي ل يعني مصالحة بين اليديولوجيتين الشععيوعية‬
‫والبرجوازية‪ .‬إنما على العكــس يعمــد إلــى تكــثيف حــدة‬
‫صـــراع الطبقـــة العاملـــة‪ ،‬وصـــراع جميـــع الحـــزاب‬

‫‪ - 49‬الفععترات الولععى إلععى الثالثععة أخععذت مادتهععا عععن كتععاب الشععيوعية‬


‫والستعمار‪ ،‬بقلم ماهر نسيم‪ ،‬بتصرف‪ -‬ص ‪.30-26‬‬
‫‪ - 50‬موسوعة الهلل الشتراكية ص ‪.204‬‬
‫‪28‬‬
‫الشيوعية لنصرة الفكار الشيوعية "‪. 51‬‬
‫ويقول سياسي عربي شيوعي لم يذكر اسععمه‪ " :‬وقععد بععدأت‬
‫مرحلة جديدة في سياسة السوفيت الخارجية منذ انعقاد مؤتمر‬
‫الحزب الشيوعي السععوفيتي العشععرين‪ ،‬فععي شعهر شععباط عععام‬
‫‪ .1956‬ولقد كان من نتيجة ذلك المععؤتمر البععدء باتبععاع سياسععة‬
‫خارجية أكثر ليونة‪ ،‬وفقا للمبدأ اللينيني القائم علععى أسععاس مععا‬
‫يسمى بسياسة التعايش السلمي‪ ،‬بيد أن تلــك السياســة ل‬
‫تعنــي فــي الواقــع أي تغييــر فــي الفكــرة الساســية‬
‫القائمــة علــى الصــراع الطبقــي أو إشــعال نيــران‬
‫الحــروب والثــورات فــي البلــدان الخــرى‪ .‬إن تلــك‬
‫السياسة تعني مجرد ضرورة المحافظة‪ ،‬مؤقتا‪ ،‬علــى‬
‫السلم بين الكتلــتين القــائمتين فــي العــالم‪ ،‬إلــى أن‬
‫يحيــن الــوقت المناســب الــذي تشــعر فيــه الكتلــة‬
‫الســوفيتية بتفوقهــا أول‪ ،‬وبحتميــة انتصــارها ثانيــا‪،‬‬
‫فتشن هي‪ ،‬بدون أي سابق إنذار‪ ،‬حربا ل هوادة فيهــا‬
‫لكتساح العالم اجمع وضمه إلى حظيرتها "‪ . 52‬وللعبرة‬
‫فان هذا السياسي الشععيوعي التععائب‪ ،‬لععم تنطععل عليععه دجليععات‬
‫الشتراكيين ومناوراتهم‪ ،‬فقدم لمته هذا التحذير‪.‬‬
‫‪ -5‬الفترة الواقعة ما بين عععامي ‪ -1988‬الن‪ ،‬مرحلععة إعععادة‬
‫البناء )البيروسترويكا(‪.‬‬
‫"البيروسترويكا" كلمععة روسععية تعنععي إعععادة البنععاء‪ ,‬أو إعععادة‬
‫النظر في العقائد‪.53‬‬
‫وهي أخطر المراحل إلععى الن‪ ،‬وذلععك لضععافة بعععض التنععازلت‬
‫الظاهرية لول مرة في تاريخ الشيوعية‪ .‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬إبعععاد الحععزب الشععيوعي عععن سععدة الحكععم‪ ،‬وجعلععه فععي‬
‫صفوف المعارضة‪ ،‬علما أن أعضاء الحععزب الحععاكم الجديععد هععم‬
‫ماركسيوا التوجه لينينيوا التكتيك‪ ،‬وقععد ذكععر ذلععك جورباتشععوف‬
‫‪ - 51‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪ - 52‬الشيوعية كما عرفتهععا‪ ،‬ص ‪ ، 8 -7‬ونشععر فععي مجلععة حععول العععالم‬
‫العدد ‪ ،329‬في ‪.19/2/1959‬‬
‫‪ - 53‬عن كتاب البيروسترويكا‪ ،‬لجورباتشوف‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪29‬‬
‫في كتابه البيروسترويكا عشرات المرات‪.‬‬
‫‪ -‬النفصال الصوري لجمهوريععات التحععاد السععوفيتي‪ ،‬سععوى‬
‫لتفيا وأستونيا ولتوانيا استرضاء للغرب‪ ،‬علمععا أن مسععاحة هععذه‬
‫الجمهوريععات الثلث ل تزيععد عععن ثلععث مسععاحة أوزبكسععتان‬
‫السلمية المستعبدة من قبل الشيوعية المحدثة‪.‬‬
‫‪ -‬تغيير السم‪ ،‬حيث أصبح ) روسيا التحادية (‪ ،‬وتغيير العلععم‬
‫بعلم روسيا القديم‪ ،‬وهدم سور برلين‪.‬‬
‫فقععد أقنعععت هععذه السياسععة الجديععدة الكععثيرين ممععن تععأثروا‬
‫بسيل الدعاية الجارف المبشر بمععوت الشععيوعية‪ .‬فنظععروا إلععى‬
‫القوال والتصععريحات‪ ،‬والععى بعععض العمععال دون بعضععها الخععر‬
‫الدال على كععذبهم‪ .‬ومععن أخطرهععا اسععتنهاض بعععض الجماعععات‬
‫السععلمية المتععأثرة بععالطرح السياسععي التحريععري للجهععاد ضععد‬
‫الرأسمالية المستهدفة وحلفائها ‪-‬رقم واحد‪ -‬من قبل الشععيوعية‬
‫العالمية‪ .‬لذا ترى تناغما كبيرا وتعاونا بين عا ً بيععن هععذه الجماعععات‬
‫والنظمععة الشععتراكية‪ .‬بحيععث أصععبح ظععاهرا لكععل حععر أن نتععائج‬
‫جهادهم لمصلحة اليسار والصهيونية العالمية‪ .‬حين تركوا اليسار‬
‫يفتك بالمسلمين في كل دوله‪ ،‬وتوجهوا ليفتحوا جبهة رأسععمالية‬
‫ذات بأس شديد‪ ،‬بدل عن المحافظععة علععى التحععالف معهععا ضععد‬
‫حي ّععدوها فععي الصععراع‬
‫الشععيوعية بلونهععا الجديععد‪ .‬بععل يععا ليتهععم َ‬
‫السلمي الشيوعي واكتفوا‪ .‬ل‪ ،‬بععل ذهبععوا بأسععلوبهم المخععالف‬
‫لهدي النبي صلى الله عله وسلم‪ -‬أسلوب تحييععد العععداء وقععت‬
‫الشدة‪ -‬إلى إسععقاط أفغانسععتان‪ ،‬وكععادت أن تسععقط فلسععطين‬
‫والباكستان‪ ،‬وها هي تصر على زوال السعودية والردن‪ ،‬وليععس‬
‫ه هؤلء الشباب لمحاربة الدول العتي تععادي‬ ‫ج َ‬
‫المر صدفة أن يو ّ‬
‫الشيوعية‪ ،‬سواء كانت إسلمية أم غير إسلمية‪ .‬بل وصل المععر‬
‫إلى استخدام جهاد شععباب السععلم لفععوز الحكومععة الشععتراكية‬
‫التي كانت في المعارضة لحكومة المحافظين في أسبانيا بأسوأ‬
‫أسلوب‪ ،‬وأبشعه حين استهدفوا قطارات المععدنيين فععي مدريععد‪،‬‬
‫وأصروا على تبنيها مرتين‪.‬‬
‫ومن أخطر أعمال الشععيوعية الععتي ل تععزال قائمععة فععي ظععل‬
‫السياسة الجديدة‪ ،‬هي الحروب الشيوعية ضععد البلد السععلمية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ومنها حرب البوسنة والهرسك وسراييفو وما خلفته مععن جععرائم‬
‫التطهير العرقي‪ ،‬وحرب الشيشان وحدث عن مآسيها إن شئت‪،‬‬
‫وإسعقاط دولعة اندونيسعيا أكعبر دولعة إسعلمية معن ناحيعة ععدد‬
‫السععكان‪ ،‬بعععد سععقوط الرئيععس عبععد الرحمععن واحععد‪ .‬وحملت‬
‫البادة في صفوف المسلمين في الصين‪ ،‬وما يجععري حاليععا فععي‬
‫أوزبكسعتان‪ ،‬وغيعره ممعا ل يسعمع عنعه النعاس بسعبب سياسعة‬
‫التعتيم العلمي أو قانون )إماتة الحتمالت الحية(‪.‬‬

‫إن من الجهل والغباء الدعاء بأن سياسة البيروسترويكا قد‬


‫أملتها الدارة المريكية على الزعماء الشيوعيين‪ ،‬كما يحلو قول‬
‫ذلك للبعض‪ ،‬مستدلين بطلب بعض الناشرين المريكيين من‬
‫زعماء الشيوعية تأليف كتاب يوضح المقصد من سياسة‬
‫البيروسترويكا‪ ،‬فإن تعاليم الفلسفة الماركسية اللينينية ترد هذا‬
‫الزعم‪ ،‬علوة على ذلك فإن جورباتشوف قد ذكر " أن سيرة‬
‫البيروسترويكا الثورية بدأت بمبادرة من الحزب وقيادته‪" 54‬‬
‫ووصف البيروسترويكا " بأنها تبعث التصور اللينيني عن البناء‬
‫الشتراكي نظريا ً وعمليا ً بالكامل‪." 55‬‬
‫كما وأكد جورباتشوف على ماركسية الوجه الجديد‬
‫للشتراكية ‪ . 56‬وهاك بعضا ً من نصوصه في كتابه‬
‫)البيروسترويكا(‪:‬‬
‫" ستضع سياسة البيروسترويكا كل شيء في مكانه‪ ،‬فإننا‬
‫نبعث بكل قوتنا مبدأ الشتراكية) من كل حسب قدراته‪ ،‬ولكل‬
‫بحسب عمله (" )ص ‪.(31‬‬
‫وردا ً على تساؤلت البعض ) أل تعني البيروسترويكا ابتعادا ً‬
‫عن الشتراكية أو بدرجة معينة محوا ً أو إزالة لسسها ؟ (‬
‫قال وهو يرد على هذه التساؤلت وغيرها من الشاعات‬
‫الغربية‪ " :‬إن كل التغييرات التي نجريها إنما نجريها بما يتلءم‬

‫‪ -‬البيروسترويكا ص ‪.314‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪ -‬البيروسترويكا ص ‪.36‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪ -‬البيروسترويكا ص ‪.319‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪31‬‬
‫والخيار الشتراكي‪) "..‬ص ‪.( 37‬‬
‫بل ذهب جوربا تشوف إلى أبعد من ذلك كله‪ ،‬حين اعتبر‬
‫سياسة البيروسترويكا الجديدة " ستضاعف القدرة‬
‫القتصادية والعسكرية للتحاد السوفيتي وبالتالي‬
‫ستزيد من التهديد السوفيتي " ‪ ) .‬ص ‪ .( 146‬وهذا ما‬
‫أكدناه قبل قراءتنا لهذا الكتاب ولما قاله كل من‪ ،‬صلح نصر‪،‬‬
‫والسياسي العربي عن سياسة )التعايش السلمي( قبل قليل‪.‬‬
‫كما وأكد‪ :‬أن المبدأ الممي يقتضي " قبل أن نقدم على أي‬
‫خطوة مهمة وجوهرية في بلدنا‪ -‬أي التحاد السوفيتي سابقًا‪-‬‬
‫نزن معناها بشكل دقيق بالنسبة للشتراكية ككل "‪) .‬ص‬
‫‪.(184‬‬
‫وقال ‪ " :‬إن النظرية الماركسية قد تنبأت باحتمال‬
‫العودة أكثر من مرة لبدء المور من جديد في سياق‬
‫البناء الشتراكي " ) ص ‪ .(313‬وغيرها الكثير الكثير من‬
‫المواطن التي أكد فيها جوربا تشوف على أن البيروسترويكا ما‬
‫هي إل وجه جديد للشتراكية‪ .‬والغريب أنه على الرغم مما‬
‫أوردناه سابقا ً من مبادئ الفكر الشتراكي‪ ،‬إل أن قدرة العلم‬
‫المتصهين القوية بالتكرار والزمن استطاع أن يصرف أنظار‬
‫الناس عن قراءة الفكار والعقائد‪ ،‬ليصغوا إلى الشعارات‬
‫الممرضة المضللة " ماتت الشيوعية أو انتهت الشيوعية"‪.‬‬
‫وبهذا خل الجو لها لتفعل بنا وبالنسانية ما تشاء في كل‬
‫مكان‪ ،‬تحت دخان التضليلت الشتراكية‪ .‬ولو دققوا النظر‬
‫لوجدوا أن الحروب التي قامت في العالم منذ إعلن سياسة‬
‫البيروسترويكا‪ ،‬إنما هي حروب ل زالت قائمة بين الرأسمالية‬
‫من جهة والدول الشتراكية ومن انضم إليها مؤخرا ً من‬
‫جماعات إرهابية جديدة على مختلف عقائدها ومسمياتها من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫من هنا نقول إن شعار " ماتت الشيوعية" يمارس أسلوبا ً‬
‫جديدا من أساليب الدجل الماركسي على العالم أجمع‪ ،‬وعلى‬
‫منطقتنا العربية بشكل خاص‪ .‬ونذكر هنا أنه في مرحلة سابقة‬
‫س على العرب‬ ‫مور َ‬ ‫من مراحل الصراع العربي السرائيلي‪ُ ،‬‬

‫‪32‬‬
‫سياسة التضليل الشتراكي بنجاح حين زعمت الشتراكية‬
‫تأييدها للحق الفلسطيني ضد إسرائيل‪ ،‬بل قدمت للثورة‬
‫الفلسطينية السلح ضد الصهيونية‪ ،‬وكانت تخفي السر الذي‬
‫يحرم إفشاؤه وقتئذ‪ ،‬وهو أن اليهودية أوجدت الشيوعية‬
‫لتسيطر بها على العالم‪ .‬وقد اعترف بهذه الحقيقة مؤخرا‬
‫شمعون بيريز في كتابه الجديد ) الرحلة الخيالية – فصل العام‬
‫الماضي في موسكو(‪ .‬فقد أفشى بيريز بهذا السر بعد انتهاء‬
‫المرحلة السابقة وبدء مرحلة البيروسترويكا‪ .‬إذ ل قيمة لمعرفة‬
‫الماضي وعلقة الشيوعية باليهودية‪ ،‬فقد ماتت الشيوعية الن‬
‫عند معظم العامة والخاصة‪ ،‬فما فائدة معرفتهم لهعذه‬
‫الحقيقة ؟‬
‫ولكن المرحلة الجديدة تفرض على اليهود كتمان هذا السر‬
‫الجديد‪ ،‬سر علقة )البيروسترويكا( باليهود‪ ،‬لتحاول مرة أخرى‬
‫السيطرة بها على العالم كله‪ .‬ولعلنا ندرك ذلك بعد حين‪،‬‬
‫وأخشى أن يكون بعد فوات الوان‪ ،‬كما حصل معنا في‬
‫الماضي‪ ،‬وتكرر‪.‬‬
‫ومن الدلة على أن سياسة البيروسترويكا إنما هي تغيير في‬
‫أسلوب الشتراكية في صراعها ضد الرأسمالية‪ ،‬ما جرى في‬
‫المؤتمر الحادي والعشرين للشتراكية الدولية الذي عقد في‬
‫باريس في شهر ‪ ،11/1999‬لمتابعة التحديثات في العقيدة‬
‫الشتراكية في مواجهة عصر الرأسمالية الجديد‪.57‬‬
‫وقال د‪ .‬يعقوب زيادين أمين عام الحزب الشيوعي الردني‬
‫سابقا في مقال له معلقا على "الندحار المؤقت للشيوعية"‬
‫حسب قوله‪ " :‬يجدر بنا أن نقول إن "رب ضارة نافعة" فانهيار‬
‫الشتراكية‪-‬الواقعية‪ -‬التي ناضل ويناضل من اجلها المليين في‬
‫أنحاء العالم تخضع اليوم ولول مرة في التاريخ إلى دراسة‬
‫وتمحيص وقراءة بشكل جديد في ظل ظروف العصر الراهن‪.‬‬
‫وهذه مهمة أساسية أمام جميع المناضلين من أجل الشتراكية‪.‬‬
‫إن نظرية الشتراكية العلمية تتضمن في طياتها ضرورة‬
‫تطويرها وتحديثها بما يتناسب مع الكتشافات العلمية‬

‫‪ -‬الرأي الردنية ‪.7/11/1999‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪33‬‬
‫الكبيرة ومع التحولت الجتماعية الكبيرة وهذا جزء من‬
‫مقوماتها‪ ...‬لن يكون تجاوز الرأسمالية إلغاًء لها بضربة ثورية‬
‫واحدة‪...‬فلماذا ل نشاهد انتقال طويل من الرأسمالية إلى‬
‫الشتراكية يتعايش معها تعايشا صداميا أيضا"‪ .58‬وقوله " لول‬
‫مرة في التاريخ " غير صحيح‪ ،‬فهذا البحث يرده‪.‬‬
‫ومن الدلة كذلك على أن سياسة البيروسترويكا إنما هي‬
‫خطاب تكتيكي جديد‪ ،‬ما قاله الماركسي سلمة كيلي‪" :‬‬
‫والهدف هو تبيان أن الخطاب الذي يطرح هنا هو خطاب جديد‬
‫فعل‪ ،‬خطاب جاء نتيجة نضج وعقلنة أسهمت التصدعات‬
‫الشتراكية في تهيئة ظروف مناسبة لطرحه‪ ،‬ولكن الخطاب‬
‫الجديد هو الخطاب القديم ذاته‪ ،‬فـ )جدل( تستمر في‬
‫تبني الماركسية الرائجة‪ ،‬تحمل جوهر المشروع‬
‫الشيوعي العربي القديم‪ ،‬لكن مع فارق الوضوح في‬
‫تنظيره إلى حد الفضيحة "‪.59‬‬
‫ومن سمات المرحلة الشتراكية الجديدة عدم التصادم الحاد ّ‬
‫مرحليا مع سياسة أمريكا‪ ،‬مكتفية بالمشاكسة‪ ،‬لما في ذلك من‬
‫خطورة على الدول الشتراكية‪ ،‬فنلحظ أن تطبيق سياسة‬
‫المهادنة الشيوعية مع الغرب في ظل البيروسترويكا أوضح مما‬
‫مضى بكثير‪ ،‬بل ذهبت إلى أبعد من ذلك‪ ،‬القيام بعملية اختراق‬
‫كبرى لم يسبق لها مثيل للرأسمالية‪ ،‬فقد استطاعت أن تنضم‬
‫بدولها القريبة من العشر إلى التحاد الوروبي‪ ،‬بحجة النفتاح‬
‫القتصادي على الرأسمالية وسياسة السوق الحر‪ .‬وها هي‬
‫التحضيرات للقيام بالتمرينات العسكرية البحرية الروسية‬
‫المريكية البريطانية قائمة‪ .60‬وهذا هو التطبيق العملي لما مر‬
‫معنا‪ .‬فقد كرر بوتين مرارا ً القول بمحاربة الرهاب جنبا إلى‬
‫جنب مع أمريكا‪ ،‬كما وحذر المستشار اللماني شرويدر عضو‬

‫‪ - 58‬جريدة الدستور الردنية ‪.( 13/8/1997‬‬


‫‪ -‬فوضععى الفكععار– الماركسععية واختيععارات التطععور القتصععادي‬ ‫‪59‬‬

‫والجتماعي‪ ،‬ص ‪ .161‬وممن قعال بهعذا المفهعوم د‪ .‬وليعد عبدالناصعر فعي‬


‫كتابه العولمة واليسار‪ ،‬ص ‪ ،5‬ص ‪.12‬‬
‫‪ - 60‬التلفزيون الردني ‪.3/7/2004‬‬
‫‪34‬‬
‫الحزب الشتراكي الديموقراطي من مغبة النزلق في‬
‫معاداة كل ما هو أمريكي‪.61‬‬
‫وطبقت سياسة المهادنة الشيوعية تجاه أمريكا في كثير من‬
‫الدول الشتراكية على رأسها روسيا قبلة الشيوعيين في‬
‫العالم‪ ،‬و إيران‪ ،‬وكوريا الشمالية‪ ،‬وكوبا‪ ،‬وليبيا‪ ،‬وسوريا‪،‬‬
‫والصين‪ ،‬وخاصة بعد سقوط نظام البعث العربي الشتراكي في‬
‫العراق‪ .‬ففي الوقت الذي تتراجع فيه الدول الشتراكية من‬
‫الصفوف المامية في حربها ضد الرأسمالية وحلفائها‪ ،‬فإنها‬
‫تدفع بالجماعات السلمية وغير السلمية المتطرفة لتقوم‬
‫بدورها‪ ،‬وقد نجحت بذلك أيما نجاح‪ ،‬لتمارس هذه الجماعات‬
‫الرهاب بشتى صوره وأشكاله على الطريقة الشيوعية القذرة‪،‬‬
‫وآخرها قطع رؤوس المدنيين الرهائن مسلمين أم غير مسلمين‬
‫بالسيف أو ذبحهم‪.‬‬
‫وليست سياسة المهادنة هذه قابلة للتطبيق بين الدول فقط‪،‬‬
‫بل ما بين الحزاب اليسارية بمختلف أسمائها والدول الصديقة‬
‫للغرب‪ ،‬مثل الردن والمغرب ولبنان ودول الخليج‪.‬‬
‫حذف التحاد العام‬ ‫ومن نتائج سياسة المهادنة الجديدة‪ ،‬أن َ‬
‫للعمال المريكيين في مؤتمره الدستوري الحادي والعشرين‬
‫النص على تحريم منح عضوية التحاد للشيوعيين‪ ،‬والنص على‬
‫تحريم منح عضوية التحاد والنقابات التابعة للتحاد على أي‬
‫عضو في الحزب الشيوعي‪.62‬‬
‫هذا وقد عقدت الحزاب الشيوعية في الردن والسودان‬
‫وسوريا وفلسطين والعراق ومصر ولبنان اجتماعا تشاوريا لها‬
‫في سوريا تدارست فيه الوضاع المستجدة في العالم‬
‫والمنطقة بعد أحداث ‪ ،2001/ 11/9‬أدانت فيه الرهاب من أي‬
‫جهة أتى ومهما كانت أسبابه ومبرراته‪ " 63‬فقد صدق المثل "‬
‫رمت الشيوعية السلميين بدائها وانسلت "‪.‬‬

‫‪ - 61‬الرأي الردنية ‪.21/11/2001‬‬


‫‪ - 62‬المجد الردنية ‪.24/11/1997‬‬
‫‪ - 63‬الععرأي الردنيععة ‪ ،13/1/2002‬وهععذه الدانععة مععن بععاب التكتيععك ل‬
‫الحقيقة‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫مما مضى ذكره‪ ،‬اتضح للقاريء بجلء أن شعار "ماتت‬
‫الشيوعية" شعار مضلل‪ ،‬ل صلة له بالواقع‪ .‬فقد أثبتنا في‬
‫الصفحات الماضية‪ ،‬من خلل قراءة الفكار والمباديء‬
‫الشيوعية عند مؤسسيها‪ ،‬ومن خلل أعمالهم على أرض الواقع‪،‬‬
‫أن سياسة إعادة البناء "البيروسترويكا"‪ ،‬لها تأصيلها النظري‬
‫في الفلسفة الماركسية اللينينية‪ ،‬وطبقت سابقا في مراحل‬
‫عديدة منذ أيام لينين‪ ،‬ول زالت التحديثات تجري عليها ما‬
‫اقتضى المر وتغيرت الظروف المعاصرة‪.‬‬
‫وعليه فان القول بموت الشيوعية يترتب عليه ما قاله‬
‫الستاذ محمود القاسم‪:‬‬
‫" والنتيجة أن الشيوعية لم تنته كما يظن الغافلون‬
‫والحالمون‪ ،‬وإنما هو أسلوب جديد قديم‪ ،‬أسلوب عنوانه " يجب‬
‫أن ننبثق من خصوصيات المجتمع ‪ ،‬ومن هذا النبثاق المناداة‬
‫بالسلم في المجتمعات السلمية‪ ،‬ويحضرني هنا قول القائل )‬
‫كم يخيفني الشيطان عندما يأتي ذاكرا ً اسم الله(‪ ...‬إن مقولعة‬
‫) انتهت الماركسية ( جعلت الماركسيين ‪ -‬شيوعيين وبعثيين‬
‫وغيرهم‪ -‬يأخذون حريتهم الكاملة بالتحرك بين الجماهير الذين‬
‫صاروا بسبب الدعاية يعتقدون أن الماركسية انتهت‪ ،‬وبذلك‬
‫يقبلون ما يسمعونه من الماركسيين وعنهم دون الحاجز‬
‫النفسي الذي كان يقف عقبة أمام قبول أقوال الماركسيين أو‬
‫سماعها"‪.64‬أ هع‪.‬‬
‫وبعبارات أخر‪ ،‬ليس من أدنى شععك أنععه ل تععزال أمريكععا هععي‬
‫العععدو الول لسياسععة التوسععع الشععيوعية عقيععدة وأرضعًا‪ ،‬وإنمععا‬
‫التبعععس المعععر علعععى البععععض بععععد سياسعععة إععععادة البنعععاء‬
‫)البيروسترويكا الشيوعية ( الجديدة البغيضة‪ ،‬التي تظاهرت من‬
‫خللها للعالم أنهعا قععد تخلععت عععن سياسععاتها الثوريععة الشععيوعية‬
‫القديمة مثل التوسع ودعم حركعات التحعرر المناهضععة لسياسععة‬
‫الرأسمالية في الععالم‪ ،‬وتظععاهرت بإعطععاء شعععوبها مزيععدا ً مععن‬
‫الديموقراطية وحرية التملك والتعبير عععن الععرأي‪ ،‬وحيععن لجععأت‬
‫إلى سياسة المهادنة والمصالحة مع المعسكر الرأسمالي لجععل‬

‫‪ -‬قتلوا من المسلمين مئات المليين ص ‪.104‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪36‬‬
‫تحقيق مزيد من الحتععواء أو الخععتراق فيععه‪ ،‬لععذلك ولغيععره مععن‬
‫السععباب ظععن مععن ظععن واعتقععد مععن اعتقععد أن جورباتشععوف‬
‫ويلتسين وبوتين‪ -‬وكلهم يهود‪ -‬أنهععم عملء للرأسععمالية متععأثرين‬
‫بالدعاية‪ ،‬وأن أمريكا استطاعت أن تقوض دعععائم نظععام الحكععم‬
‫في التحاد السوفيتي السابق بهؤلء العملء المريكان‪ -‬زعمععوا‪-‬‬
‫وقد تزامن هذا الخط التكتيكي الجديد فعي السياسعة الشعيوعية‬
‫مع ظهور حركات إسلمية ثورية تحمل أفكارا ً مععزّورة أدت بهععم‬
‫إلى وضع أمريكا على أول قائمة العععداء للسععلم والمسععلمين‪،‬‬
‫فسعععوا جاهععدين مجاهععدين‪ -‬بكععل إخلص للععه ثععم للمسععلمين‪-‬‬
‫لضرب المصالح الغربية والمريكيععة علععى وجععه الخصععوص‪ ،‬هنععا‬
‫وهناك واستحلوا دماء الغربيين والمريكان سواًء كععانوا مجن ّععدين‬
‫أم مدنيين‪ ،‬مقاتلين أم مسالمين‪ ،‬فحملوا على أمريكا ورعاياهععا‬
‫في العالم حتى في عقر دارهععا‪ ،‬فقععامت أمريكععا لمحاربععة هععذه‬
‫الطائفة ومن يععدعمها ومععن يقععف خلفهععا أو مععن يشععجعها علععى‬
‫أفعالها ونادت إلى محاربة الرهاب ودعت العالم للنضمام إليهععا‬
‫سخت بعدها عقععائد القععوم المععزّورة‪،‬‬ ‫في تحقيق هذه الغاية‪ ،‬فتر ّ‬
‫أن أمريكا هععي العععدو الول للسعلم والمسععلمين وأصععبح المععر‬
‫عندهم ل يحتاج إلى دليععل ول برهععان‪ ،‬فهععا هععي تضععرب مصععالح‬
‫المسلمين في كل مكان‪ -‬زعموا – والذي أدى بهم الى ذلك هو‬
‫الخلط الفاضح بين المقدمات والنتــائج‪ ،‬فنظــروا إلــى‬
‫النتائج دون أسبابها‪ ،‬وهذه طريقة بعيدة كل البعد عن‬
‫الصواب وفهم الواقع‪ .‬كما وأخرج للعالم مصطلح آخر أصم‬
‫الذان لرتفاع صععوته وأسععر القلععوب لغععزارة تكععراره واسععتحوذ‬
‫على عواطف العالمين‪ ،‬إنه المصطلح الجديد " العولمععة "‪ ،‬وقععد‬
‫قصععد بععه واضعععوه إقنععاع المععم أن أمريكععا تسعععى إلععى إحكععام‬
‫السيطرة على العالم في ظل غياب القطعب الخعر‪ ،‬لععذلك كلعه‬
‫توجه الناس لمعاداة أمريكا وتجاهلوا الخطر الشيوعي‪.‬‬

‫وقبل النتقال إلى الفصل الثاني ل بد من الجابة‬


‫على السؤال التالي‪:‬‬
‫لماذا التركيز على معاداة أميركا ؟‬

‫‪37‬‬
38
‫إن الجابة على هععذا السعؤال بحاجععة إلعى شعرح يطعول وقععد‬
‫يكون ممل ً للبعض مع السف الشعديد‪ .‬ومعن منطلقعات الماديعة‬
‫الجدلية وما بنععي عليهععا مععن نظريععات‪ ،‬وأهمهععا نظريععة مععاركس‬
‫للتفسير المادي للتاريخ‪ ،‬التي خلصععت فعي نهايعة المطععاف إلعى‬
‫حتمية زوال الرأسمالية والقوى الرجعيععة عمومععا‪ ،‬لتحععل مكانهععا‬
‫الشيوعية‪ ،‬فإنني ألخص الجواب بما يلي مختصرا‪-:‬‬
‫‪ -1‬كون أمريكا دولة ديموقراطية رأسمالية وتدعم النظم‬
‫الديموقراطية الرأسمالية‪.‬‬
‫‪ -2‬كععون أمريكععا ذات تعدديععة سياسععية ضععد دكتاتوريععة حكععم‬
‫الحزب الواحد‪.‬‬
‫‪ -3‬كونها سابقة لكثير من الدول الغربيععة الديموقراطيععة فععي‬
‫مجال الحريات وحقوق النسان‪.‬‬
‫‪ -4‬كونها عضوا دائما فععي مجلععس المععن وتمتلععك قععرار حععق‬
‫النقض )الفيتو(‪.‬‬
‫‪ -5‬تتضععمن موازنتهععا السععنوية هبععات ومسععاعدات للععدول‬
‫الصديقة والفقيرة تقدر ب )‪ (15‬مليار دولرا سنويا‪.‬‬
‫‪ -6‬كونهععا أكععبر عععدو لسععرائيل مععع أنهععا حاليععا ً أكععبر داعععم‬
‫لسرائيل !!!!!؟؟؟؟‬
‫‪ -7‬تحارب وتقاوم الشيوعية اليهودية ما استطاعت إلععى ذلععك‬
‫سبيل و حسب ما ينص عليععه القععانون المريكععي‪ .‬ويععدخل تحععت‬
‫مصطلح الشيوعية كل التيارات الثورية اليدولوجيععة الععتي تتخععذ‬
‫من وسائل الحرب الثورية الشيوعية القذرة مسلكا ً لهععا علمععت‬
‫بذلك أم لم تعلم‪.‬‬
‫‪ -8‬تتصدر قوى الرض قاطبة من ناحيععة القععدرات العسععكرية‬
‫وبذلك تكون قادرة على تحقيق النصر المادي‪ ،‬ول أقععول النصععر‬
‫المعنوي‪ .‬فهي دائما ً الخاسر الكععبر فيععه‪ -‬وتوضععيح ذلععك بحاجععة‬
‫إلى شرح يطول‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬مصالح العباد عامة والمسلمين‬
‫خاصة بين النظام الشيوعي الماركسي والنظام‬
‫الديموقراطي الرأسمالي‬

‫في البدء ل بد من القرار بأن الشرائع السماوية كلها قد‬


‫وضعت للمحافظة على مصالح العباد وعلى رأسها شريعتنا‬
‫السلمية‪ .‬لن الحكام الشرعية ترجع في أصل وضعها إلى‬
‫حفظ مقاصدها في الخليقة وتحقيق مصالح العباد في الدنيا‬
‫والخرة‪ .‬ويستدل الصوليون على ذلك بأمور‪:‬‬
‫ن‬
‫ج ّ‬ ‫ْ‬
‫ت ال ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫َ‬
‫خل ْ‬ ‫ما َ‬ ‫‪ -1‬إنما خلق الله تعالى العباد للعبادة )وَ َ‬
‫ة‬
‫صل ِ‬ ‫َ‬ ‫ك ِبال ّ‬ ‫مْر أ َهْل َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن)‪)(56‬الذاريات(‪) .‬وَأ ُ‬ ‫ِ‬ ‫دو‬‫س إ ِّل ل ِي َعْب ُ ُ‬
‫َ‬ ‫لن‬‫ِ‬ ‫َوا ْ‬
‫وى)‬ ‫ق َ‬ ‫ة ِللت ّ ْ‬ ‫ك َوال َْعاقِب َ ُ‬‫ن ن َْرُزقُ َ‬‫ح ُ‬ ‫سأ َل ُ َ‬
‫ك رِْزًقا ن َ ْ‬ ‫صط َب ِْر عَل َي َْها َل ن َ ْ‬‫َوا ْ‬
‫‪)(132‬طه ‪.(132‬‬
‫ذر الله تعالى عباده من اتباع الهوى ومخالفة أمره لن‬ ‫‪ -2‬ح ّ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫س عَ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫م َرب ّهِ وَن ََهى الن ّ ْ‬ ‫قا َ‬‫م َ‬
‫ف َ‬ ‫خا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ما َ‬ ‫ذلك مضاد للحق )وَأ ّ‬
‫وى)‪)(40‬النازعات ‪.(40‬‬ ‫ال ْهَ َ‬
‫‪ -3‬ما عرف عقل ً بالتجارب والعادات أن المصالح الدنيوية‬
‫والدينية ل تحصل مع السترسال في اتباع الهوى وموافقة‬
‫الغراض لما يترتب عليه من الفوضى والضطراب والتقاتل‬
‫والهلك وكل ذلك مضاد لتلك المصالح‪.‬‬
‫وقال العز بن عبد السلم‪ " :‬واعلم أن تقديم الصلح فالصلح‬
‫ودرء الفسد فالفسد مركوز في طبععائع العبععاد نظععرا ً لهععم مععن‬
‫رب الربععاب "‪ .65‬ويقععول‪" :‬والشععريعة كلهععا مصععالح إمععا تععدرأ‬
‫مفاسد أو تجلب مصالح"‪.66‬‬
‫ويقععول المععدي‪ " :‬فــإن كــان أصــل فهــو الراجــع إلــى‬
‫المقاصد الخمسة التي لم تخل من رعايتهــا ملــة مــن‬
‫الملل ول شريعة من الشرائع وهي حفععظ الععدين والنفععس‬
‫والعقل والنسل والمال فإن حفظ هععذه المقاصععد الخمسععة مععن‬

‫‪ -‬قواعد الحكام في مصالح النام ص ‪.7‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ص ‪.11‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪40‬‬
‫‪67‬‬
‫الضروريات"‬
‫ويقول ابن تيمية‪ ...." :‬فالواجبات والمستحبات لبد أن تكععون‬
‫المصلحة فيها راجحة على المفسدة‪ ,‬إذ بهذا بعثــت الرســل‬
‫‪68‬‬
‫ونزلت الكتب‪"...‬‬
‫يقول الشاطبي‪ " :‬ومجموع الضروريات خمسة وهي حفظ‬
‫الدين والنفس والنسل والمال والعقل وقد قالوا إنها‬
‫مراعاة في كل ملة "‪. 69‬‬

‫ومقاصد الشريعة ثلثة أقسام‪-:‬‬

‫مقاصد ضرورية‪ ،‬ومقاصد حاجية‪ ،‬ومقاصد تحسينية‪ ،‬ولكل‬


‫منها مكملت‪.‬‬
‫وسنركز في هذه العجالة على المقاصد الضرورية للشرائع‬
‫السماوية لتحقيق مصالح العباد‪ .‬ونقارن في مدى تحققها بين‬
‫النظام الشيوعي الشتراكي اليهودي‪ ،‬وبين النظام‬
‫الديموقراطي الرأسمالي‪.‬‬

‫وعليه تبرز هنا السئلة التالية‪:‬‬


‫في ظل أي من النظامين تحقق مصالح العباد؟‬
‫هل في النظام الشيوعي الماركسي أم في‬
‫النظام الديموقراطي الرأسمالي؟‬

‫من هو العدو الول للمسلمين بعد تبني الشيوعية‬


‫لسياسة إعادة البناء )البيروسترويكا(؟‬
‫هل هو الشيوعية بثوبها‬

‫‪ -‬الحكام للمدي ‪.300 / 3‬‬ ‫‪67‬‬

‫‪ -‬مجموع الفتاوى ج ‪.28/26‬‬ ‫‪68‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -‬الموافقات ‪.10 / 2‬‬
‫‪41‬‬
‫الجديد)البيروسترويكـــا( ؟‬
‫هل هو أمريكا بسياستها الجديدة )محاربة‬
‫الرهـاب( ؟‬

‫للجابة على هذه السئلة ل بد من تقرير ما يلي‪-:‬‬


‫‪ -‬الحكععم علععى الشععياء ومنهععا المععم والشعععوب فععرع عععن‬
‫تصورها ول يتم ذلك دون دراسة عقائدها‪.‬‬
‫‪ -‬النسان أسير اقتناعاته وعقائده الفكرية‪.‬‬
‫‪ -‬التجرد من رواسب القتناعات الفكريعة السعابقة وتغليعب‬
‫العقل على العاطفة‪.‬‬
‫‪ -‬العدل في الحكام ولو على نفسك أو صديقك‪.‬‬
‫‪ -‬ل يوثق بمن ثبت كذبه أو نفاقه ولو أظهععر العكععس‪ ،‬مثععل‬
‫الشيعة المامية‪ ،‬والشيوعية ‪ ،‬والقومية الثورية العربية‪ ،‬وحععزب‬
‫التحرير‪.70‬‬
‫‪ -‬حب الشيء أو الثقة به ليمنع تصحيح الخطاء‪.‬‬
‫‪ -‬التكرار والزمن سببان رئيسان في القناع‪.‬‬
‫‪ -‬الدعاية أقوى من الرصاصة و الحرب العلمية أقوى مععن‬
‫الحرب العسكرية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة الفكار تسبق دراسة الفعال والقوال‪.‬‬
‫‪ -‬العداء على درجات وكذلك الصدقاء‪.‬‬
‫‪ -‬ل يوجد في الحياة أبيض أو أسود فقط‪ ،‬إنما يوجععد بينهمعا‬
‫ألفا لون تميز بالنظر العادي‪.‬‬
‫‪ -‬ينصر الله تعالى المة العادلة الكافرة على المة الظالمة‬
‫المسلمة‪ ،‬لنه يحب العدل ويثبته‪ ،‬ويكره الظلم ويمحقه‪.‬‬

‫‪ - 70‬باعتبععاره حزبععا سياسععيا‪ ،‬تقععوم مفععاهيمه ونظراتععه السياسععية فععي‬


‫الغالب على أسلوب عكس الحقععائق وإثارتهععا بيععن المسععلمين‪ ،‬فَُيخععدعون‬
‫بهذا الطرح السياسي المزين بالتعبيرات الدينيععة واليععات القرآنيععة‪ .‬ول بععد‬
‫هنا من التذكير أن انتقادنا لفكاره السياسية ل يعنى أبدا الطعن في حسن‬
‫خدع المسلمون الذين قتلوا عثمان رضي اللععه عنععه‬ ‫النية لدى أفراده‪ ،‬فقد ُ‬
‫تقربا إلى الله تعالى بالطرح السياسي القائم وقتئذ‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫لتحديد العدو الول للسلم والمسلمين علينا أن‬
‫ندرس بتجرد كامل بعيدا عن التأثيرات الجانبية‬
‫والعاطفية مدى قدرة هذا العدو على انتهاك مصالح‬
‫المسلمين زمانا ومكانا‪.‬‬
‫ففي هذا الفصل سنقارن بين تحقيق مصالح العباد في‬
‫النظام الشتراكي الماركسي‪ ،‬والنظام الديموقراطي‬
‫الرأسمالي‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫أول‪ :‬مصالح العباد حسب النظام الشيوعي الماركسي‬

‫وقبل إلقاء الضوء على الراء الماركسية في ذلك نوضح للقارئ‬


‫الكريم توجيها أصوليا من وجهة نظر العلماء المسلمين‪ ،‬لتكون‬
‫ممهدة لدراك القصد الساسي من خوض هذا الموضوع‪ ،‬الذي‬
‫عليه يتم قياس مدى خطورة النظرة الماركسية لهذه المصالح‬
‫وخاصة الضرورية منها‪.‬‬

‫تعريف المقاصد الضرورية‬

‫يقول الدكتور عبد الوهاب الشيشاني في تعريف المقاصد‬


‫الضرورية‪:‬‬
‫هي تلك المور التي لبد منها لقيام مصالح الدين والدنيا فل‬
‫تستقيم أمور الناس ومصالحهم إل بها‪ ،‬فإذا فقدت اختل نظام‬
‫حياتهم‪ ،‬وانقلبت شؤونهم من صحة إلى فساد وفوت لمصالح‬
‫الدنيا‪ ،‬وفي الخرة فوت النجاة والنعيم والرجوع بالخسران‬
‫والخيبة‪.‬‬
‫وهذه الضروريات خمس‪-:‬‬
‫الدين‪ ،‬والنفس‪ ،‬والعقل‪ ،‬والمال‪ ،‬والنسل‪.‬‬
‫" والحفظ لهذه الضرورات يكون بحمايتها من العتداء عليها و‬
‫ضمانها يكون بأمرين‪:‬‬
‫‪ -1‬بتقرير ما يقيم أركانها ويثبت دعائمها ويكفل إيجادها‪.‬‬
‫‪ -2‬بتقرير جميع التدابير التي تدرأ عنها كل اختلل واقع أو متوقع‬
‫‪71‬‬
‫فيها" انتهى‪.‬‬
‫يقول المدي‪:‬‬
‫‪ - 71‬كتاب حقوق النسان وحرياته النسانية في النظام السلمي والنظععم‬
‫المعاصرة‪ ،‬للدكتور عبد الوهاب الشيشاني‪ ،‬ص ‪ - 309‬ص ‪.311‬‬
‫‪44‬‬
‫" أما حفظ الدين‪ ،‬فبشرع قتل الكافر المضل وعقوبة الداعي‬
‫إلى البدع‪ .‬وأما حفظ النفوس فبشرع القصاص‪ .‬وأما حفظ‬
‫العقول فبشرع الحد على شرب المسكر‪ .‬وأما حفظ الموال التي‬
‫بها معاش الخلق فبشرع الزواجر للغصاب والسراق "‪.72‬‬
‫يقول الشاطبي‪:‬‬
‫" المقاصد الشرعية ضربان مقاصد أصلية ومقاصد تابعة‪ ،‬فأما‬
‫المقاصد الصلية فهي التي لحظ فيها للمكلف وهى الضروريات‬
‫المعتبرة في كل ملة وإنما قلنا إنها ل حظ فيها للعبد من حيث هي‬
‫ضرورية لنها قيام بمصالح عامة مطلقة ل تختص بحال دون حال‬
‫ول بصورة دون صورة ول بوقت دون وقت‪ .‬لكنها تنقسم إلى‬
‫ضرورية عينية‪ ،‬وإلى ضرورية كفائية‪ ،‬فأما كونها عينية‪ ،‬فعلى كل‬
‫مكلف في نفسه فهو مأمور بحفظ دينه اعتقادا وعمل‪ ،‬وبحفظ‬
‫نفسه قياما بضرورية حياته وبحفظ عقله حفظا لمورد الخطاب‬
‫من ربه إليه وبحفظ نسله التفاتا إلى بقاء عوضه في عمارة هذه‬
‫الدار‪ ...‬وبحفظ ماله استعانة على إقامة تلك الوجه الربعة "‪.73‬‬
‫جي بعد أن نقل أقوال الصوليين في‬ ‫ويقول الدكتور طارق ح ّ‬
‫ضرورة الحفاظ على الضرورات الخمس‪-:‬‬
‫"وبعبارة أخرى فإن الشارع السلمي رأى أنه لوجود الجماعة‬
‫السلمية في أحسن حال ولضمان بقائها جماعة إسلمية تسير في‬
‫طريق الخير الذي أراده لها ربها فإنه لبد من ضمان ما يلي‪-:‬‬
‫‪ -1‬سلمة العتقاد لفرادها من كل اعتقاد فاسد‪.‬‬
‫‪ -2‬سلمة أرواح وأبدان أفرادها من كل عدوان‪.‬‬
‫‪ -3‬سلمة الوحدة الجتماعية الساسية في الجماعة وهي‬
‫السرة‪ ،‬وحمايتها من كل عدوان يقوض دعائمها ويفرط عقدها‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ -‬الحكام للمدي ج‪ 3 :‬ص‪.301 -300 :‬‬
‫‪73‬‬
‫‪ -‬الموافقات ج‪ 2 :‬ص‪.177 :‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -4‬سلمة عقول أفراد الجماعة السلمية من كل آفة‪.‬‬
‫‪ -5‬سلمة أموال الفراد‪ ،‬حيث ان السلم يدعم الملكية الفردية‬
‫للمال وإن كان ينظمها تنظيما ً دقيقًا‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬تلك إذن الصول التي أجمع فقهاء المسلمين على‬
‫وجوب حمايتها وحفظها وصونها ووقايتها من شّتى صنوف العدوان‬
‫والهدار والضاعة‪ .‬لذا فقد أوجب على الحاكم المسلم أن يحمي‬
‫هذه الصول وأعطاه أدوات الحماية وسبل الوقاية والرعاية‬
‫والصيانة"‪.74‬‬
‫دد سبل الحماية لهذه الضرورات الخمس قال‪" -:‬وقد‬ ‫وبعد أن ع ّ‬
‫كتبنا كل هذا لنقول في النهاية إن معيارنا في تقييم المذاهب من‬
‫وجهة نظر إسلمية‪ ،‬إنما يختلف عن كل ما كتبه المؤلفون‬
‫والباحثون المعاصرون عن المذاهب المختلفة وعن موقف السلم‬
‫منها‪.‬‬
‫فنحن ل نصف مذهبا ً من المذاهب بأنه مذهب ه ّ‬
‫دام ول بأنه‬
‫مذهب بّناء استنادا إلى رأي شخص في هذا المذهب أو ذاك‪ ،‬وإنما‬
‫نحن نستند إلى معيار واضح ل لبس فيه ول غموض‪ ،‬معيار نعرضه‬
‫في هذا الفصل على العقول العربية لول مرة‪ ،‬أما هذا المعيار‬
‫فيتلخص فيما يلي‪:‬‬

‫انه لكي يتيسر للباحث المسلم أن يبت في طبيعة‬


‫وكنه مذهب من المذاهب أو دعوة من الدعوات أو تيار‬
‫من التيارات‪ ،‬وهل هو مذهب أو دعوة أو تيار بّناء أو‬
‫دام‪ ،‬لكي يتيسر ذلك بشكل قطعي ل يكتنفه غموض‬ ‫ه ّ‬
‫ول تشوبه شائبة‪ ،‬فإن عليه أن يعرض هذا المذهب أو‬
‫تلك الدعوة أو ذلك التيار على الصول الخمسة للجماعة‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان‪ ،‬ص ‪ 58‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪74‬‬

‫‪46‬‬
‫السلمية‪ :‬الدين والنفس والنسل والعقل والمال‪ ،‬فإن‬
‫وجد هذا المذهب لهذه الصول حافظا ً صائنًا‪ ،‬فهو‬
‫مذهب ل غبار عليه من وجهة النظر السلمية‪ ،‬أما إذا‬
‫وجده مضيعا ً ومهدرا ً لصل أو أكثر من تلك الصول فإن‬
‫دامة التي‬‫عليه بداهة أن يصنفه تحت لواء المذاهب اله ّ‬
‫تناقض السلم ويناقضها السلم‪ ،‬والتي تسعى‬
‫لتقويض السلم ويسعى هو وأبناؤه لدحضها"‪.75‬‬

‫جي كلمه وهو الخبير في المذهب‬ ‫ويتابع الدكتور طارق ح ّ‬


‫الشتراكي الشيوعي‪:‬‬
‫" ويبقى السؤال الهام الذي يفيدنا في هذه الدراسة أن نرصد‬
‫إجابته للقارىء بوضوح تام‪:‬‬
‫وماذا عن الشيوعية أو الماركسية؟‬
‫ونجيب بأننا لن نجيب على هذا السؤال بعد كل ما قلناه إل‬
‫بعرض المذهب الماركسي أو الشيوعي على المعيار السلمي‬
‫الذي بنيناه فيما نرى –بعد العرض‪ -‬وإجابة السؤال واضحة تفرض‬
‫نفسها على المنطق السليم غير ذي العوج وعلى العقل السليم‬
‫غير ذي المت‪...‬‬
‫إن المطالعة المتفحصة المدققة لكل ما خّلفه دعاة الماركسية‬
‫وأقطاب دعوتها أمثال كارل ماركس وفردريك انجلز ولينين‬
‫وتروتكسي وستالين وغيرهم توضح لنا أن موقف الماركسية من‬
‫هذه الصول إنما يجمل في ما يلي من نقاط‪-:‬‬

‫ل‪ :‬بالنسبة لصل الدين‬ ‫أو ً‬


‫فإن الماركسية صريحة في موقفها من الدين‪ ،‬فهي تسميه‬
‫بأفيون الشعوب وتعتبره مخدرا ً يتلهى به المظلومون والمسَتغّلون‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان‪ ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪75‬‬

‫‪47‬‬
‫لينسوا الدرك السفل الذي فيه يحيون‪ .‬كما أن الماركسية لم‬
‫تخف أبدا ً أنها تسعى للقضاء على الدين والفكر الديني والمتدينين‪.‬‬
‫وليس صحيحا ً بحال من الحوال أن موقف الماركسية‬
‫من الدين قد تغير في الوقت الراهن‪ ،‬ويكفي أن نطالع ما‬
‫جاء في الجزء الول من دائرة المعارف السوفيتية التي طبعت‬
‫منذ سنوات قليلة لندرك هذه الحقيقة‪ ،‬فقد جاء في الصفحة ‪47‬‬
‫من الجزء الول التي نشرتها وكالة نوفستي للنباء في موسكو‬
‫باللغة العربية في منتصف الستينات ما يلي‪-:‬‬
‫)هل يمكن قبول عضوية متدين في الحزب الشيوعي؟‪ ...‬كل ل‬
‫يمكن ذلك‪ ،‬فإن فلديمير لينين مؤسس الحزب الشيوعي في‬
‫التحاد السوفيتي كتب في عام ‪ 1905‬يقول "نصر على اعتبار‬
‫الدين مسألة خاصة فيما يختص بالدولة ولكننا ل نستطيع أبدا ً أن‬
‫نعتبر الدين مسألة خاصة بالنظر إلى حزبنا"‪(.‬‬
‫وتمضي الدائرة فتقول‪):‬وتعارض الفلسفة المادية التي يعتنقها‬
‫الشيوعيون أساسا ً الفلسفة المثالية والتعاليم الدينية‪ ،‬ولهذا ل‬
‫يوجد هناك شيوعيون في التحاد السوفيتي يؤمنون بالله(‪.‬‬
‫وتحت عنوان )كيف تسير الدعاية ضد الدين؟( تقول دائرة‬
‫المعارف السوفيتية وتحتوي جريدة )العلم والدين( التي تصدر في‬
‫موسكو مقالت تثبت ضرر الظلم الديني وإفلس الفلسفة الدينية‬
‫والخطر الدبي على الشعب‪ .‬وتكرس جمعية زناني جزءا ً كبيرا ً من‬
‫مة‬‫نشاطها واهتماماتها للدعاية اللحادية وتنظيم محاضرات عا ّ‬
‫معادية للدين(‪.‬‬
‫جي قوله‪" :‬هذا ما يقولونه بأنفسهم عن‬ ‫ويتابع الدكتور ح ّ‬
‫أنفسهم وعن موقفهم من الدين‪.‬‬
‫وقد وضحنا في موضع سابق من هذا الكتاب )الشيوعية‬
‫والديان( ما فعله الشيوعيون مع الدين والمؤمنين به في كل‬
‫مكان قّيض لهم أن يقبضوا على مقاليد المور‪ ،‬وكيف ترجموا –‬
‫في مواقف عملية – موقفهم النظري من الدين ‪.‬عندما أغلقوا دور‬

‫‪48‬‬
‫العبادة وحولوها إلى قاعات لللعاب الرياضية أو مراكز للحزب‬
‫الشيوعي أو لجمعيات اللحاد العلمي أو متاحف !‪...‬وعندما جعلوا‬
‫الدين حائل يحول بين المواطن المؤمن وبين المناصب العليا‬
‫والوظائف المرموقة‪ ,‬وعندما وظفوا رجال الدين والقائمين على‬
‫التعليم الديني في المزارع الجماعية وفي المصانع‪ .‬وعندما أعطوا‬
‫الضوء الخضر لوسائل إعلمهم اللحادية لتنطلق من حملت‬
‫دعائية ضد الدين والمؤمنين مستخدمة أحط وسائل الدعاية‬
‫و‬
‫العدائية لتحقيق غرضها وتصور الدين بمثابة شر مستطيرٍ وصن ٍ‬
‫ق للستغلل والعبودية والظلم والسرقة ! وعلى‬‫ق وملص ٍ‬‫ملح ٍ‬
‫القارئ أن يقلب صفحات هذا الكتاب )الشيوعية والديان ( ليطالع‬
‫‪76‬‬
‫ما أوردناه عن بعض ما فعله الشيوعيون في هذا المجال"‪.‬انتهى ‪.‬‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان‪ ،‬ص ‪.63-62‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪49‬‬
‫صور من محاربة الشيوعية الشتراكية للدين‬
‫السلمي‪:‬‬

‫تناقص أعداد المسلمين بقتلهم وتشريدهم‬

‫أنظر إلى الضرورة الثانية‪ ) :‬أصل النفس (‪.‬‬

‫تناقص أعداد المساجد‬

‫‪ -‬اعتراف إذاعة موسكو‬


‫اعترفت إذاعة موسكو في أيار‪ /‬مايو ‪1969‬م‪ ،‬بع "أن عددا كبيرا‬
‫من الديرة والكنائس والمساجد قد حول في التحاد السوفيتي‬
‫والدول الشيوعية إلى متاحف ومدارس وأندية"‪ .77‬وهذه بعض‬
‫الرقام التي تبين لنا مدى حقد الشتراكية على السلم‪ ،‬ومساجد‬
‫المسلمين‪:‬‬
‫‪ -‬لم يبق سوى )‪ (400‬أربعمائة مسجد من أصل )‪( 28000‬‬
‫ثمانية وعشرين ألف مسجد في إقليم قازان وحده في التحاد‬
‫‪78‬‬
‫السوفيتي أيام الستار الحديدي‪،‬‬
‫‪79‬‬
‫‪ -‬وأغلقت الصين الشيوعية )‪ (280‬ألف مسجد ‪ .‬منها )‪(29‬‬
‫‪ -77‬وضاعت الجولن‪ ،‬للمؤلف فؤاد كرم‪ ،‬ص ‪ ،62‬ط‪.1970 ،3/‬‬
‫‪ - 78‬عن كتاب القليات المسلمة في العالم‪ ،‬أبحععاث قععدمت إلععى المععؤتمر‬
‫العالمي السادس للندوة العالمية للشباب السلمي المنعقد في الريععاض فععي‬
‫الفترة ‪ 17-12‬جمادي الولى ‪ 1406‬هع‪ ،‬الموافق ‪ 27-22‬يناير ‪1986‬م‪ ،‬ج ‪/1‬‬
‫ص ‪.439‬‬
‫‪ - 79‬مجلة الفرقان الكويتية العدد )‪ ،5/1/2004 (300‬ص ‪.12‬‬
‫‪50‬‬
‫ألف مسجد في تركستان الشرقية‪.80‬‬
‫‪ -‬ويقول محمود شاكر‪ " :‬فلم يبق في القرم من ‪ 1558‬مسجدا‬
‫إل آحاد تافهة"‪.81‬‬
‫هدمت المساجد في بلغاريا‪،‬‬ ‫‪ -‬ويقول محمود شاكر أيضًا‪ " :‬و ُ‬
‫‪82‬‬
‫ولم يبق إل مسجد واحد في العاصععمة ) صوفيا( ‪ .‬ويقول في ص‬
‫)‪ " :(10‬تقوم الشيوعية بحرب شاملة ضد المؤسسات السلمية‬
‫والمساجد والثار‪ ،‬وتعمل على تهديمها وإزالة معالمها وإذا أبقت‬
‫بعضها فللستفادة منها في أمور منكرة تخالف الدين كجعلها حانة‬
‫خمر أو مرقصا أو ملهى للستهزاء بالدين وإزالة أثره من نفوس‬
‫الشعب‪ .‬أو لبقائها مفتوحة للدعاية عند قدوم وفود تحملهم إليها‬
‫"‪.‬‬
‫‪ -‬ويقول طارق حجي إن الشيوعيين‪ " :‬أغلقوا دور العبادة‬
‫وحولوها إلى قاعات لللعاب الرياضية أو مراكز للحزب الشيوعي‬
‫أو لجمعيات اللحاد العلمي أو متاحف"‪.83‬‬
‫‪ -‬وفي عهد ) البيروسترويكا ( وتحديدا بعد أحداث الحادي‬
‫عشر من سبتمبر ‪:2001‬‬
‫‪ -‬في أوزباكستان‪ ،‬حيث لم يبق سوى ثمانية مساجد فقط‪ ،‬في‬
‫طول البلد وعرضها‪ ،‬من أصل )‪ (5000‬خمسة آلف مسجد كان‬
‫قد افتتحها كريموف للدعاية والدجل إبان الستقلل المزعوم عن‬
‫‪84‬‬
‫التحاد السوفيتي‪.‬‬
‫‪ -‬وفي " تركستان الشرقية الصينية حيث سعت السلطات‬

‫‪ - 80‬عن كتاب القليات المسلمة في العالم‪ ،‬ص ‪.479‬‬


‫‪ - 81‬المسلمون تحت السيطرة الشيوعية ص ‪ .71‬ويحسن أن يقول أعععداد‬
‫قليلة‪ ،‬بدل عن تافهة‪.‬‬
‫‪ - 82‬المسلمون تحت السيطرة الشيوعية ص ‪.138‬‬
‫‪ - 83‬الشيوعية والديان ص ‪. 63‬‬
‫‪84‬‬
‫‪ -‬مجلة الفرقان الكويتية‪ ،‬العدد ‪ 285‬تاريخ ‪ ،22/3/2004‬ص ‪.27‬‬
‫‪51‬‬
‫الصينية لتهام المسلمين اليجوريين بالرهاب وصعدت حملتها‬
‫‪85‬‬
‫القمعية‪ ،‬وتبنت في إطار هذه الحملة سياسة )اضرب بقوة( "‬

‫‪ -‬مجلة الفرقان الكويتية‪ ،‬العدد ‪ 300‬تاريخ ‪ ،5/1/2004‬ص ‪.12‬‬ ‫‪85‬‬

‫‪52‬‬
‫إلغاء اللغة العربية‬

‫عمد النظام الشيوعي إلى " إخفاء اللغات السلمية الم لتحععل‬
‫محلها لغات مستحدثة تكتب بالحروف الروسية بععدل مععن الحععروف‬
‫‪86‬‬
‫العربية"‬
‫وفي الصين الشيوعية‪ ،‬ألغى النظام الحاكم الكتابة العربيععة بعععد‬
‫احتللهععم لتركسععتان الشععرقية المسععلمة‪ ،‬وحلععت محلهععا الحععروف‬
‫اللتينية‪.87‬‬

‫تناقص عدد المدارس والمؤسسات السلمية‬


‫وجهت الثورة الشيوعية " ضربة قاضية إلى مؤسسات التعليم‬
‫الديني الذي هو أساس حياة المسلمين وبقائهم‪ ،‬وبعد أن كان في‬
‫تركستان وحدها ‪ 729‬مدرسة ابتدائية إسلمية‪ ،‬و ‪ 375‬مدرسة‬
‫ثانوية‪ .‬صدر مرسوم في ‪23/1/1918‬م تمنع المادة التاسعة منه‬
‫التعليم الديني في المدارس‪ ،‬وأخلي المجال للتعليم الماركسي‬
‫الشيوعي‪ ،‬ولم يأت عام ‪1928‬م إل وقد صفيت تلك المدارس‬
‫‪88‬‬
‫تماما‪.‬‬
‫في تركستان الشرقية في الصين‪ ،‬أغلق الشيوعيون كل‬
‫المدارس السلمية بحجة توحيد )التعليم القومي(‪ ،‬ليدرسوا أبناء‬
‫المسلمين تعاليم ماركس ولينين وماو "‪ 89.‬وذكرت مجلة الفرقان‬

‫‪ - 86‬عن كتاب القليات المسلمة فععي العععالم‪ ،‬أبحععاث قععدمت إلععى المععؤتمر‬
‫العالمي السادس للندوة العالمية للشباب السلمي المنعقد في الريععاض فععي‬
‫الفترة ‪ 17-12‬جمادي الولى ‪ 1406‬هععع‪ ،‬الموافععق ‪ 27-22‬ينععاير ‪ ،1986‬ج ‪/1‬‬
‫ص ‪.66‬‬
‫‪ - 87‬المصدر السابق ص ‪.478‬‬
‫‪ - 88‬المصدر السابق ص ‪. 68‬‬

‫‪53‬‬
‫‪90‬‬
‫أن عدد هذه المدارس بلغ )‪ (18‬ألف مدرسة‬
‫ويقول محمود شاكر‪ " :‬وفي سراييفو وبعد الحرب العالمية‬
‫الثانية أغلق الشيوعيون جميع المدارس الدينية باستثناء واحدة‬
‫فقط أبقوا عليها للدعاية "‪.91‬‬
‫قلت‪ :‬ومن الغريب أن الشيوعية تقوم بهدم المساجد وإغلقها‬
‫وتحويلها إلى غايات دنيوية بأعداد كبيرة جدا‪ ،‬و إلغاء اللغة العربية‬
‫وغير ذلك‪ ،‬ول نكاد نشعر في العالم السلمي بذلك‪ ،‬فضل عن‬
‫قيامنا بالستنكار والشجب‪ ،‬وهذا المر قد حصل على أيديهم‬
‫مؤخرا مما يدل على دجلية سياسة إعادة البناء الجديدة‪ ،‬وأن‬
‫الشيوعية لم تمت كما يزعمون‪ ،‬بل يزداد خطرها‪ ،‬وذلك لنسبة‬
‫هذه الجرائم إلى الخصم الول للشيوعية ) أمريكا ( مع السف‪.‬‬

‫تغيير السماء السلمية‬


‫يقول الستاذ محمود شاكر عن مكر الشيوعية‪ " :‬تلغي الماضي‪،‬‬
‫وتغير السماء وتبدل ألماكن لتفصل بين السكان وماضيهم "‪.92‬‬
‫ولخص لنا الطريقة التي يتم فيها تغيير أسماء المسلمين في‬
‫بلغاريا على سبيل المثال‪ ،‬كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ُ -‬يعطى للمسلمين طلبات جاهزة يسجل فيها رب السرة‬
‫اسمه وأسماء أفراد عائلته وما يقابلها من أسماء بلغارية يختارها‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدم تسجيل المواليد الجدد بأسماء إسلمية‪.‬‬
‫ج‪ -‬ل تتم إجراءات الزواج وتسجيله إل بأسماء غير إسلمية‪.‬‬
‫د‪ -‬ل تعطى شهادات من أي نوع أو هوية إل بأسماء غير‬
‫إسلمية‪.‬‬

‫‪ -89‬المصدر السابق ص ‪.479‬‬


‫‪ - 90‬العدد )‪.5/1/2004 (300‬‬
‫‪ - 91‬المسلمون تحت السيطرة الشيوعية ص ‪.128‬‬
‫‪ - 92‬المسلمون تحت السيطرة الشيوعية ص ‪.10‬‬
‫‪54‬‬
‫هع ل تصرف مرتبات العمال والجور إل بعد تغيير السماء‪ .93‬ا‬
‫هع‪.‬‬
‫وهذا معلوم للجميع‪ ،‬ول زال الناس يسمعون هذه السماء‬
‫المغّيرة مثل‪ ،‬حسب اللتوف بدل عن حسب الله‪ ،‬كريموف بدل‬
‫عن كريم وهكذا‪ ،‬أحمدوف‪... ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لصل النفس‬


‫جي مسترسل ً في إثبات موقف الشيوعية‬ ‫‪ -1‬يقول طارق ح ّ‬
‫دام من الصول الخمسة للجماعة السلمية‪ ":‬حقيقة أنهم ل‬ ‫اله ّ‬
‫يدعون صراحة لزهاق الرواح والى التقتيل وإباحة النفس إل ّ أن‬
‫أعمالهم ‪ -‬ل أقوالهم‪ -‬إنما تؤكد أنهم أصحاب دعوة كلفت البشرية‬
‫من الضحايا ما لم تكلفه لها أية دعوة منذ خلق النسان وحتى‬
‫يومنا هذا‪.‬‬
‫ونحيل القارىء إلى أعداد جريدة الفيجارو الفرنسية الصادرة ما‬
‫بين ‪ 19‬و ‪ 25‬نوفمبر ‪1978‬م ليعرف الحقائق المذهلة عن ضحايا‬
‫الشيوعية والشيوعيين‪.‬‬
‫كما نحيله أيضا ً إلى مقال قّيم بعنوان )ضحايا الماركسية المائة‬
‫وثلثة وأربعون مليون قتيل ( كتبه فاندر أليست ونشرته جريدة‬
‫الديلي تلغراف بعددها الصادر يوم الثنين ‪19/3/1979‬م وباختصار‬
‫شديد فإنه بينما بلغ عدد ضحايا النظام القيصري )النصراني( في‬
‫روسيا ) قبل الثورة البلشفية( ما بين سنة ‪ 1821‬و ‪ 1906‬م –أي‬
‫خلل ‪ 85‬سنة‪ (997) -‬ضحية فإن عدد الذين قتلوا من معارضي‬
‫لينين ما بين ‪ 1917‬و ‪1923‬م –فقط‪ -‬بلغوا مليون وثمانمائة‬
‫ل)‪1.861.56‬‬ ‫وواحد وستون ألفا ً وخمسمائة وثمانية وستون قتي ً‬
‫‪ !! .94(8‬وقد رجع البروفيسور كوبوف في دراسة له إلى مصادر‬
‫سوفيتية نشرت في جريدة نوفي روسوكي سلوفا في‬

‫‪ -‬المسلمون تحت السيطرة الشيوعية ‪ ،‬ص ‪.138-137‬‬ ‫‪93‬‬

‫‪55‬‬
‫‪14/4/1964‬م تثبت أن ستة وستين مليون روسي قد أعدموا ما‬
‫بين ‪1959 -1917‬م !!‬
‫جي‪ -‬فإن الدراسات المعاصرة‬ ‫وباختصار – والقول لطارق ح ّ‬
‫تؤكد أن ضحايا الشيوعية منذ عام ‪ 1917‬وحتى الوقت الراهن قد‬
‫بلغت ‪ 143‬مليون قتيل منهم ‪ 66.7‬مليون قتيل في التحاد‬
‫السوفيتي ما بين ‪ .1959 -1917‬و ‪ 3‬مليون قتيل في نفس البلد‬
‫منذ ‪ 1959‬وحتى الوقت الراهن‪ .‬و ‪ 63.8‬مليون قتيل في الصين‬
‫الشعبية و ‪ 3‬مليون قتيل في أماكن أخرى من العالم وغيرهم كما‬
‫توضح الحصائيات التي أحلنا القارىء إليها‪ ".‬انتهى عن كتاب‬
‫)الشيوعية والديان( ص ‪.64-63‬‬
‫‪ -2‬ونضيف على المراجع السابقة كتاب )قتلوا من المسلمين‬
‫مئات المليين( للمؤلف محمود عبد الرءوف القاسم‪ ،‬طبعة مكتبة‬
‫القصى‪ ،‬عمان‪ ،‬الردن سنة ‪ .1998‬وذكر فيه أن أعداد القتلى من‬
‫المسلمين فقط على يد الشيوعية تجاوز الع )‪ (210‬مليون‬
‫مسلم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كما قد شاهدت قرصا مدمجا )‪ (CD‬على الحاسوب بعنوان )‬ ‫‪-1‬‬
‫التاريخ الدموي للشيوعية (‪ ،‬أعده )موقع يحيى هارون على‬
‫النترنت(‪ 95‬ذكر في بدايته أن عدد الضحايا على يد الشيوعية بلغ )‪2‬‬
‫‪ (50‬مليون ضحية‪ .‬منها )‪ (26‬مليون مسلم من التراك واليغور‬
‫في تركستان الشرقية في الصين قتلوا مابين عام ‪-1949‬‬
‫‪1975‬م‪ ،‬فانخفضت نسبة المسلمين فيها من ‪ .%35 - %75‬وفي‬
‫الصين عموما وفي عامي ‪ 1960،1961‬مات )‪ (40‬مليون إنسان‬
‫جوعا‪.‬‬

‫‪ - 94‬هذا عععدد مععن ن ّ‬


‫فععذ فيهععم حكععم العععدام بنععاًء علععى حكععم رسععمي مععن‬
‫المحاكم‪ ،‬أما الذين قتلوا بدون محاكم يقدر عععددهم ب ‪ ،24‬مليععون منهععم ‪19‬‬
‫مليون مسلم و ‪ 5‬مليين مسيحي‪.‬‬
‫‪ - 95‬مععع أشععد السععف ل يوجععد مصععادر عربيععة أو إسععلمية ترصععد جععرائم‬
‫الشيوعية ضد المسلمين فضل عن غيرهم‪ ،‬ولول الغرب لما علمنا عنها شيئا‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫للعلم تسبب نظام البعث العربي الشتراكي في العراق في‬ ‫‪-2‬‬
‫‪96‬‬
‫قتل )‪ (3‬مليين‪ ،‬وإعاقة مليون‪ ،‬وتشريد )‪ (4‬مليين من شعبه ‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫ل ) صدام( يعتبر" ستالين مثله العلى"‬ ‫وليس ذلك ببعيد عن رج ٍ‬
‫قد يستغرب البعض هذه الرقام بمئات المليين ممن قتلوا‬ ‫‪-3‬‬
‫على يد النظم الشيوعية في العالم لكن علينا أن نتذكر أن‬
‫الشيوعية في الحقيقة تقوم على ثلثة عناصر مهمة‪:‬‬
‫التأميم‪ ،‬والدجل‪ ،‬والرهاب‪.‬‬
‫ما عن المقابر الجماعية‬ ‫فكانت بذلك هذه النتيجة من الضحايا‪ .‬أ ّ‬
‫التي خّلفتها وراءها النظمة الشتراكية المهزومة فهي ل زالت‬
‫حديث الساعة هذه اليام في البوسنة والهرسك وكوسوفو‬
‫والعراق وأفغانستان‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬بالنسبة لصل النسل‪:‬‬


‫يقول طارق حجي‪ " :‬فالماركسية تدعو صراحة لبلوغ المرحلة‬
‫العليا من الشيوعية التي تكون الموال والنساء فيها على الشيوع‪،‬‬
‫فل يختص رجل بامرأة ول تختص امرأة برجل‪ ،‬كما أن الدولة هي‬
‫التي تعنى بتنشئة الطفال دون أن ينسبوا لب معين أو لم معينة‪.‬‬
‫وإذا راجعنا فقط كتاب فردريك انجلز)أصل العائلة والدولة‬
‫والملكية الخاصة( لعرفنا رأي الماركسيين الحقيقي في السرة‬
‫وكيف أنهم يرون أن استئثار رجل معين بامرأة معينة إنما هو من‬
‫توابع الملكية الخاصة لها‪ ،‬فمالك المال يريد أن يتأكد من ذريته‬
‫التي سيورثها ماله‪ .‬فإذا ألغيت الملكية الخاصة‪ ،‬زال مبرر النسب‬

‫‪ - 96‬إذاعة لندن في ‪.1/7/2004‬‬


‫‪ - 97‬جريعدة الدسعتور الردنيعة‪ ،‬فعي ‪ ،4/7/200‬مقعال معترجم ععن هيرالعد‬
‫تريبيون للكاتب )سيمون صباغ ( بين فيه أوجه التشابه القويععة بينهمععا‪ ...‬علمععا‬
‫أن سععتالين تسععبب فععي قتععل )‪ (42‬مليععون إنسععان‪ ،‬حسععب تقريععر نشععرته‬
‫المخابرات الروسية في عام ‪1991‬م‪ .‬ذكر ذلك القرص المدمج سابق الذكر‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫‪98‬‬
‫والزواج والسرة واستئثار الرجل بزوجة خاصة له!!"‬
‫قلت‪ :‬وارجع بهذا الشأن إلى البيان الشيوعي الذي وضعه كل‬
‫من ماركس وإنجلز ص)‪.(64-62‬‬

‫رابعًا‪ :‬بالنسبة لصل العقل‬


‫" فإن النظم الشيوعية توفر الخمر لشعوبها كالماء تماما ً‬
‫لتنشغل العقول عن تأمل المأساة التي يرزح أصحابها فيها‪ .‬ولم‬
‫يزر زائر البلدان الشيوعية إل ولحظ النتشار الكبير للخمور بين‬
‫شعوبها التي يحسن أن تشرب لتنسى المأساة التي وضعها فيها‬
‫حكامها الشيوعيون "‪.99‬‬
‫قلت‪ :‬أما عن المدى الذي وصل إليه مرّوجوا الدعاية الشتراكية‬
‫اليهودية في الستخفاف بعقول المعارضين ولو كانوا علماء ذرة‬
‫أمثال سخاروف حين أقنعوا الشعب السوفيتي بأنه مجنون‪ ،‬أو‬
‫عالم العقول اللكترونية السوفيتي الكبير ‪ valentine turchin‬أو‬
‫الشاعرة ‪ natalya gorpanyvskaya‬التي فقدت عملها وأودعت في‬
‫مصحة عقلية لشتراكها في مظاهرة بالميدان الحمر سنة ‪1968‬‬
‫للحتجاج على الغزو السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا وغير هؤلء فارجع‬
‫إلى الكتاب الخر لطارق حجي‪. 100‬‬

‫خامسًا‪ :‬بالنسبة لصل المال‬


‫‪ -‬الشيوعية والديان‪ -‬ص ‪.65-64‬‬ ‫‪98‬‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان ص ‪.65‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -‬تجربتي مع الماركسية ص ‪.89-88‬‬
‫‪58‬‬
‫" فل ينكر أحد أن هدف الماركسية الكبر هو القضاء على‬
‫الملكية الفردية التي يعتبرونها مصدر كل المظالم والتي بزوالها‬
‫في نظرهم يسود العدل وينتهي الستغلل‪.‬‬
‫وهم يقولون إنه في المرحلة الشيوعية العليا ستنعدم الملكية‬
‫الخاصة تماما ً للمال في كل صععورها وأشكالعها "‪ 101‬؟؟؟‪.‬‬
‫ولمزيد من الدلة على ذلك ارجع إلى أي كتاب عن أصول‬
‫الفلسفة الماركسية لتجد أن التأميم ومحاربة الملكية الفردية هو‬
‫‪102‬‬
‫ركن الفكار الماركسية اليهودية الول وعلى سبيل المثال راجع‬
‫‪ .‬لقد ركزنا في هذا البحث بالنقل عن المؤلف الكبير طارق حجي‬
‫لنه عاش تجربة الشتراكية وقرأ فيها أكثر من خمسة آلف مؤلف‬
‫وتحمس لها ودعا إليها في دول شمال أفريقيا حتى وصفه أصحابها‬
‫قاد الماركسية في الوطن العربي كما ذكر ذلك‬ ‫الشيوعيون بع ّ‬
‫‪103‬‬
‫المؤلف نفسه في كتابه ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬بعد أن انتهى طارق حجي من كلمه عن هدم أصل المال‬
‫عند الشيوعيين‪ .‬قال‪:‬‬
‫" هذا هو موقف الشيوعية من الصول الخمسة للجماعة‬
‫السلمية‪ :‬هدم صريح لثلثة منها وهدم واقعي –وان لم يصرح‬
‫بذلك‪ -‬للصلين الباقيين"‪ .‬ثم يتابع فيقول ‪:‬‬
‫" وهكذا يقودنا المعيار السلمي القاطع والصريح والحاسم‬
‫حيث نقف بجلء على موقف السلم من المذهب الشيوعي‬
‫دامة فهو مذهب يتوخى تقويض‬ ‫بوصفه رأس قائمة المذاهب اله ّ‬
‫وهدم جميع أصول الجماعة السلمية‪ .‬فل يسع الباحث المسلم‬
‫دامة تناقض‬‫إذن إل ّ أن يدمغ دعوة هذا المذهب بأنها دعوة ه ّ‬
‫‪ - 101‬الشععيوعية والديععان ص ‪ ،65‬وأمععا الحقيقععة فهععي تحقيععق لسععطورة‬
‫الشعب المختار‪-‬بزعمهم‪.-‬‬
‫‪ - 102‬البيان الشيوعي في الصفحات ‪ ،54،55،58،61،67‬و كتاب فردريععك‬
‫انجلز)أصل العائلة والدولة والملكية الخاصة(‪.‬‬
‫‪ - 103‬تجربتي مع الماركسية ص ‪.93‬‬
‫‪59‬‬
‫السلم وتناقض جوهره وأهدافه ومراميه‪ ،‬وأنها دعوة تجدر‬
‫بالباحث والمثقف والدارس المسلم أن يحاربها أشد‬
‫الحرب وأن يجاهدها أقوى جهاد وأن يناهضها بكل‬
‫السبل وشتى الوسائل وفي مقدمتها وسيلة العقل‬
‫الراجح والحجة الساطعة البلقاء‪) ،‬وجادلهم بالتي هي‬
‫‪104‬‬
‫أحسن(‪.‬انتهى‬
‫وهكذا وبهذه الكلمات السابقة التي خاطب فيها طارق حجي‬
‫العقل المسلم بالحجة الساطعة والدليل القاطع وبرهن له من‬
‫خللها أن الفكار الماركسية اليهودية استطاعت أن تهدم الحياة‬
‫النسانية وجعلتها قريبة جدا ً من حياة الحيوانات‪ ،‬بل إن الحيوانات‬
‫لترفض بشدة العيش مهما طال بل غريزة المحافظة على النسل‬
‫وبل غريزة اختيار الطعام الذي تريد‪ ،‬وهي بل عقل ول دين أص ً‬
‫ل‪.‬‬
‫فكيف بمن وهبه الله تعالى نعمتي العقل والدين؟؟!! وهل أن‬
‫الباحث والداعية والدارس المسلم قاوم وحارب وجاهد هذه‬
‫الفلسفة الماركسية الشيوعية اليهودية بقدر ما أفسدته هذه‬
‫الدعوة من عقائد وأزهقت من أرواح مئات المليين من البشر‬
‫وعذبت المليين في غياهب السجون‪ ،‬وبدرجة ما احتلت عشرات‬
‫المليين من الكيلومترات المربعة من العالم حتى كادت أن‬
‫تسيطر على نصف مساحة الكرة الرضية عسكريًا؟‬
‫أم أن أولئك الدعاة والباحثين والدارسين انقسموا ما بين مؤيد‬
‫وداٍع ومناضل في سبيل هذه الفلسفة الشيطانية وبين رافض‬
‫ومحارب لها يسيرا ؟‪ .‬ثم بأي درجة من درجات الرفض والمحاربة‬
‫عملوا ؟‬
‫فمع السف الشديد إن الحملة على تلك الفكار الماركسية‬
‫اليهودية التي قامت بها الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا بعد‬
‫الحرب العالمية الثانية كانت أشد ضراوة مما قامت به دول العالم‬
‫العربي أو السلمي‪ ،‬بمئات المرات ل كما يزعم البعض أن أمريكا‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان ص ‪.65‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪60‬‬
‫زجت بالمسلمين في حربهم ضد الشيوعية‪.‬‬
‫وأنه لول تكاتف الدول الغربية الرأسمالية وتحالفها عسكريا ً في‬
‫ف أمام الزحف‬ ‫ق َ‬
‫حلف شمال الطلسي والحلف التي سبقته ِلت ِ‬
‫الحمر‪ ،‬لسيطرت الشيوعية الماركسية اليهودية على كل الرض‬
‫وتحققت بهذه السيطرة العقيدة اليهودية المزورة‪ ،‬أو ما يسمى‬
‫ك لليهود وهم شعب الله‬ ‫بالمسألة اليهودية وهي )أن الرض مل ٌ‬
‫المختار والبشر حيوانات خلقوا لخدمتهم(‪.‬‬
‫فهل قاوم السلميون الشيوعية الماركسية اليهودية كما ينبغي‬
‫أن تقاوم أيامنا هذه؟؟!!!!! ‪ ،‬أم أنهم قالوا ماتت وانتهت فانطلت‬
‫عليهم الكذبة اليهودية الماركسية الكبرى في أسلوبها الجديد‬
‫)البيروسترويكا( كما انطلت على معظم شعوبهم السلمية‪-‬‬
‫ومنهم بعض التيارات السلمية‪ -‬صداقة التحاد السوفيتي‬
‫الشيوعي سابقا ً ونصرتها للقضايا العربية والسلمية ضد‬
‫الرأسمالية!!؟؟‪.‬‬

‫مة‪:‬‬‫في مجال الحريات العا ّ‬


‫لم يكن وضع الحريات العامة في النظام الشيوعي الماركسي ‪-‬‬
‫صنيع اليهودية‪ -‬أقل سوءا ً من وضع المقاصد الضرورية الخمس‬
‫)حفظ الدين وحفظ العقل وحفظ النسل وحفظ المال‪ ،‬وحفظ‬
‫النفس(‪.‬‬
‫فقد انتهكت هذه الحريات سواًء المتعلقة بمصالح الفراد‬
‫المادية أو مصالحها المعنوية انتهاكا ً صارخا ً بمنعها أو تقييدها‬
‫بالقانون تارة أو بالقضاء عليها والحد منها بالسلوك تارة‪.‬‬
‫ولن تفصيل ذلك يطول بحيث يستوعب المجلدات فقد رأيت‬
‫الحديث في هذا المجال بالشارة والختصار الشديد‪ ،‬وخاصة أنه‬
‫ليس موضوعنا الساس‪.‬‬
‫ومثل من يطلب الدليل على ذلك كمثل من يطلب الدليل على‬
‫إثبات رؤية الشمس في رائعة النهار صيفا ً بل سحاب‪ ،‬ولكن أنصح‬
‫‪61‬‬
‫من ُيصر على ذلك أن يعيش فترة يسيره من عمره في دولة‬
‫اشتراكية أو بعثية بصفته مواطنا ً أصليا ً غير اشتراكي أو بعثي‪ ،‬أو‬
‫أن يكسب ثقة مواطن عاش أو يعيش في إحدى الدول الشتراكية‬
‫ثم بعدها يصارحه عن وضع الحريات في بلده‪ .‬معتذرين مسبقا ً عن‬
‫الجابة على شبهات البعض ممن أشربوا في قلوبهم حب الفكر‬
‫الماركسي أو ضّللوا بالتحليلت السياسية الخداعة لهذا الفكر‬
‫الجاسوسي عن طريق الدعاية الجارفة بالتكرار والزمن‪ ،‬وأن يقرأ‬
‫الكتب التالية ‪:‬‬
‫مؤلفات لينين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البيان الشيوعي لماركس وإانجلز‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحرب الثورية الشيوعية )صلح نصر(‬ ‫‪-‬‬
‫بروتوكلت حكماء صهيون )أو ما يسمى بالنجيل البلشفي(‬ ‫‪-‬‬
‫سلسلة مؤلفات طارق حجي‪-:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪‬أفكار ماركسية في الميزان‪.‬‬
‫‪‬الشيوعية والديان‪.‬‬
‫‪‬تجربتي مع الماركسية‪.‬‬
‫‪‬ما العمل؟‬
‫‪‬فصول في السياسة والحياة‪.‬‬
‫‪ -‬قال الناس ولم أقل)عمر التلمساني(‪.‬‬
‫‪ -‬أسرار حركة الضباط الحرار والخوان المسلمين )حسين‬
‫محمد أحمد حمودة(‪.‬‬
‫‪ -‬فشل حركة يوليو )د‪.‬جابر الحاج(‬
‫‪ -‬حقوق النسان وحرياته الساسية في النظام السلمي‬
‫والنظم المعاصرة)د‪.‬عبد الوهاب الشيشاني(‪.‬‬
‫‪ -‬الطبقة الجديدة )موفيلن دجلس(‪.‬‬
‫‪ -‬موسكو وإسرائيل –مقدمة الكتاب‪)-‬د‪.‬عمر حليق(‬

‫‪62‬‬
‫‪ -‬التضليل الشتراكي )د‪.‬صلح المنجد(‬
‫‪ -‬خمس دقائق ‪ 9‬سنوات في سجون سوريا )هبة الدباغ(‬
‫وغيرها الكثير‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪105‬‬
‫تقسم الحريات عامة إلى قسمين‪:‬‬
‫الحريات المتعلقة بمصالح الفراد المادية‪ ،‬وهي أربعة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الحرية الشخصية ويندرج تحتها‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪‬حرية الذات‪ :‬فهل يضمن النظام الشتراكي تحقيقها للفراد‬
‫كأن يكون الفرد قادرا ً على التصرف في شؤون نفسه‪ ،‬محافظا ً‬
‫على كرامته ووجوده غير معّرض للهانة والتعذيب في ذاته أو‬
‫مشاعره‪ ،‬كما يضمن ذلك العلن العالمي لحقوق النسان؟؟‬
‫‪‬حرية التنقل‪ :‬فهل يضمن النظام الشتراكي قدرة الشخص‬
‫على التنقل داخل القاليم بحرية أو أن يخرج من بلده دون تقييد‬
‫أو منع؟؟ يكفينا في ذلك قصة سور برلين وما يسمى بالجروبات‬
‫الجماعية في العهد الشيوعي السابق‪ ،‬علما ً أنه قد هدم سور‬
‫برلين وخففت القيود على السفر حديثا ً لما تقتضيه مصلحة‬
‫الشتراكية في ثوبها الجديد )البيروستروكيا(‪.‬‬
‫‪‬الحق في المن‪ :‬يقول الدستور السوفيتي الصادر سنة ‪1936‬‬
‫ما نصه‪":‬الحرية الشخصية مضمونة لمواطني التحاد السوفيتي‪،‬‬
‫ول يجوز اعتقال أحد إل بقرار من المحكمة أو بأمر من النيابة"‪.‬‬
‫هل هذا النص الدستوري مطبق فعليا ً أم هو إحدى صور الكذب‬
‫والتضليل الماركسي غير المحدود!!؟؟ فهل صحيح أنه ل يجوز‬
‫القبض على أحد أو إيقافه بشكل تعسفي؟ وهل يبّلغ كل من يقبض‬
‫عليه عن سبب القبض عليه ؟ وهل يعرف التهمة الموجهة إليه؟‬
‫وهل يقدم المقبوض عليه أو الموقوف بسبب تهمة جنائية فورا ً‬
‫للقضاء؟) وتعليقنا على هذا السؤال نعم يقدم للقضاء ولكن‬
‫للقضاء عليه!!!!(‪.‬‬

‫‪ - 105‬أخععذت مععادة هععذا الموضععوع عععن كتععاب حقععوق النسععان وحريععاته‬


‫النسععانية فععي النظععام السععلمي والنظععم المعاصععرة‪ ،‬للععدكتور عبععد الوهععاب‬
‫الشيشاني‪).‬بتصرف يسير(‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫وإذا لم يتم القضاء عليه لسباب حزبية شيوعية تكتيكية فهل‬
‫يحق له المطالبة بالتعويض القابل للتنفيذ كما نصت عليه التفاقية‬
‫الوروبية؟ أين يقف هذا النص الدستوري من مئات المليين الذين‬
‫أزهقت أرواحهم‪ ،‬أو المليين بل عشراتها ممن قضوا معظم‬
‫حياتهم تحت أشد أنواع التعذيب البشري في الزنازين وغياهب‬
‫السجون!؟‬
‫ثم اقرأ كتاب هبة الدباغ عن سبب اعتقالها لمدة ‪ 9‬سنوات‬
‫وهي تحت التعذيب –فقط لن شقيقها من الخوان المسلمين –‬
‫واسم الكتاب" خمس دقائق ‪ 9‬سنوات في سجون سورية"‪.‬‬
‫‪‬حق سرية المراسلت‪ :‬ومضمونه عدم جواز كشف سرية‬
‫المراسلت والتصالت بين الفراد‪ ،‬لما في ذلك من اعتداء على‬
‫حق ملكية ما تضمنته هذه المراسلت وتعطيل لهذا الحق‬
‫الشخصي وانتهاك لحرية الفكر‪.‬‬
‫كيف يصان هذا الحق الدنى في الدول الشتراكية والضرورات‬
‫الخمس السعالفة الذكر ) حفظ الدين‪،‬حفظ النفس‪،‬حفظ‬
‫العقل ‪،‬حفظ المال‪ ،‬وحفظ النسل( جميعها مستباحة!!!!؟؟؟؟‬
‫هذه أربعة من الحريات الشخصية قد استباحتها النظم‬
‫الشتراكية سواء في الدول العربية أم غيرها‪.‬‬
‫حرية المسكن‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ج‪ -‬حرية التملك‪.‬‬
‫إذا كان نزع الملكية الخاصة )التأميم( أهم ركن من أركان‬
‫الفلسفة أو العقيدة الماركسية الشيوعية‪ .‬فكيف يحق للمواطن‬
‫في الدول الشيوعية الحتفاظ بملكية مزرعته ومسكنه؟ في‬
‫الوقت الذي منعت الماركسية اللينينية حق المواطن في المسكن‬
‫الذي يريد ووضعته في القرى الجماعية )كيبوتسات( أو فيما بعد‬
‫في شقق صغيرة جدا‪ .‬لكن الشتراكية الفابية كانت أقل صرامة‬
‫في هذا المر‪ ،‬حيث أعطت المواطن الحق بامتلك عقاره أو‬
‫مسكنه لمدة ‪ 100‬عام فإذا أراد أن يبيعه بعد ‪ 70‬عاما ً سيكون‬
‫‪65‬‬
‫ثمنه مساويا ً لقيمته في المدة المتبقية فقط أي يبيعه لمدة ‪30‬‬
‫عاما فقط وبعدها تعود ملكيته للدولة‪.‬‬

‫الحريات المتعلقة بمصالح الفراد المعنوية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫حرية العقيدة والعبادة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫حرية الرأي والجتماع والصحافة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حرية التقاضي‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫الحريات السياسية‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫نكتفي بذكر عناوينها فقط للكفاية الحاصلة من مناقشة‬
‫الضروريات الخمس السابقة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫طي‬
‫ثانيا‪ :‬مصالح العباد في النظام الديموقرا ِ‬
‫الرأسمالي )المريكي (‬

‫تبين لنا مما سبق موقف النظام الشيوعي من الضروريات‬


‫الخمس للناس كافة‪ .‬يهدم صراحععة ثلثة منها) الدين‪ ،‬المال‪،‬‬
‫النسل( ويهدم واقعيا ً ‪ -‬وان لم يصرح بذلك‪ -‬الصليين البعاقيين‬
‫) النفس‪ ،‬العقل(‪.‬‬
‫وفيما يلي موقف النظام الديموقراطي الرأسمالي من‬
‫الضروريات الخمس للنسانية وللمسلمين خاصة‪.‬‬
‫" لقد اخترنا الدستور المريكي كنموذج للدساتير الديموقراطيععة‬
‫لثباته وحيويته‪ ،‬فهو لم يطرأ عليه تغيير إل نادرا ً وفععي أجععزاء قليلععة‬
‫منه ألحقت بها بعض التعديلت‪ .‬وهذا المععر يععدل علععى أن واضععي‬
‫الدستور كانت غايتهم المصععلحة العامععة‪ ،‬وأنهععم ناضععجون يعرفععون‬
‫حقيقة أحاسيس الشعب وتطلعاته ومتطلباته"‪.106‬‬
‫صعععودق علعععى الدسعععتور المريكعععي بمعععواده السعععبعة فعععي‬
‫‪17/9/1787‬م‪ ،‬زمن الرئيس جورج واشنطن‪ ،‬ثم تطور وتوسع معع‬
‫الزمن ليلبي الحاجععات المتغيععرة للوليععات المتحععدة‪ .‬حيععث صععودق‬
‫على )‪ (27‬تعديل مععا بيععن عععامي ‪ ، 1791‬و ‪ 1992‬ميلديععة‪ ،‬ليقيععم‬
‫بذلك نظاما فدراليا تتوزع فيععه السععلطات بيععن حكومععات الوليععات‬
‫والحكومة القومية‪.‬‬

‫فقد اهتمت التعديلت العشرة الولى علععى الدسععتور‪ ،‬المصععادق‬


‫عليها في عام ‪ 1791‬م‪ ،‬بالحقوق حتى عرفت بع ) وثيقة الحقععوق(‪.‬‬
‫ولقت الحقوق المدنية اهتمامععا ملحوظععا مععن المشععرع المريكععي‪،‬‬
‫‪ - 106‬مقومععات الديموقراطيععة ‪/‬النمععوذج الردنععي‪ -‬دراسععة مقارنععة للععدكتور‬
‫رجائي المعشر ص ‪72‬‬

‫‪67‬‬
‫فحين خشي بعض المواطنين مععن أن يفسععر إدراج بعععض الحقععوق‬
‫في وثيقة الحقععوق علععى أن حقوقعا ً أخععرى لععم تععأت الوثيقععة علععى‬
‫ذكرهعععا ل يحميهعععا الدسعععتور‪ .‬فقعععد أقعععر التععععديل التاسعععع فعععي‬
‫‪15/12/1791‬م‪ ،‬لتجنب هذا التفسير‪ .‬ونصه‪:‬‬
‫" أن تعداد الدستور لحقوق معينة ل يجععوز أن يفسععر علععى انععه‬
‫إنكار لحقوق أخرى يتمتع بها الشعب‪ ،‬أو انتقاصا منها "‪.‬‬
‫ففي الوقت الذي سنتعرف فيه على موقف الدستور المريكي‬
‫من الصول أو الضروريات الخمس فععي الشععريعة السععلمية‪ ،‬فععإن‬
‫علينا أن نتذكر أنها ل تدين بدين السلم ابتداَء‪ ،‬وليس مطلوبا منهععا‬
‫سن القوانين التي تراعى أحكام الشععريعة السععلمية‪ ،‬كمععا يتصععور‬
‫البعض‪ ،‬فان هذا يعد خروجا عن المعقول‪ ،‬علما ً أن بعضا مععن ذلععك‬
‫ممكن إذا أرادت الجالية السلمية‪ ،‬أسوة بالقليات الدينية الخرى‪،‬‬
‫وقد حصل‪.‬‬

‫أول‪:‬حفظ الدين‬
‫نععص الدسععتور المريكععي فععي التعععديل الول الععذي أقععر فععي‬
‫‪ 15/12/1791‬م‪ ،‬أي بعععد ‪ 4‬سععنوات مععن إقععراره علععى حريععة‬
‫ممارسة الدين‪:‬‬
‫" ل يصدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامة دين من الديان أو‬
‫يمنع حرية ممارسته‪ ،‬أو يحععد مععن حريععة الكلم أو الصععحافة أو‬
‫من حق الناس في الجتماع سلميا‪"...‬‬
‫وفعععي الشعععرح‪ " :‬قعععامت دول عديعععدة بعععإعلن أحعععد الديعععان‬
‫دينًا) رسععميا( معتمععدا للبلد‪ ،‬ودعمتععه بععأموال الحكومععة‪ ،‬لكععن هععذا‬
‫التعديل يمنع الكونغرس من إقامة دين ما أو اعتمععاده رسععميا فععي‬
‫الوليات المتحدة‪ .‬وقد فسر على أنه يمنع تأييد الحكومة أو دعمهععا‬
‫للمعتقدات الدينيععة‪ .‬وبالضععافة إلععى ذلععك‪ ،‬ل يجوز للكــونغرس‬
‫إقرار قوانين تحــد مــن العبــادة وحريععة الكلم والصععحافة‪ ،‬أو‬
‫تمنع الناس من الجتماع بشكل سلمي‪."...‬‬
‫‪68‬‬
‫فثبت بذلك وبنص الدسععتور المريكععي حريععة ممارسععة الديععان‪-،‬‬
‫ومنها الدين السلمي‪ .-‬فهل بقي هععذا النععص مظهععرا مععن مظععاهر‬
‫الدعاية فقط‪ ،‬أم أنه طبق واقعًا؟‬
‫وجوابه من وجوه‪:‬‬

‫ازدياد أعداد المسلمين‬


‫يجب أن يعلم أن أول من هاجر من المسلمين إلى أمريكععا كععان‬
‫في سنة ‪.1071869‬أي بعد ‪ 80‬عاما ً من إقععرار الدسععتور المريكععي‬
‫الذي يمثل تاريخ الستقلل‪ .‬ثععم بعععد ذلععك تزايععد عععدد المهععاجرين‪،‬‬
‫وأسلم من أسلم من السكان الصليين‪ ،‬وبدأ الدعاة عملهععم‪ ،‬حععتى‬
‫قدر عدد المسلمين هذه اليععام بع ع ) ‪ ( 7-6‬مليععون مسععلم مععا بيععن‬
‫مهاجر وأصلي‪ .108‬والبعض يشير إلى أن عددهم يتراوح مععا بيععن )‪1‬‬
‫‪ (20-5‬مليون مسلم‪ 109.‬وقال زعيعم امعة السععلم لعويس فرقععان‪:‬‬
‫‪110‬‬
‫"أن عدد المسلمين في الوليات المتحدة تجاوز الثلثين مليونا"‪.‬‬
‫والحعديث ععن تزايععد أععداد معن أسعلموا فعي أمريكععا لععه مراجعععه‬
‫الخاصة وقصصه‪ .‬فقد كنت واحععدا مععن بيععن المئات الععذين سععمعوا‬
‫قول العالم الجيولوجي المشهور زغلول النجار في سلطة المصادر‬
‫الطبيعية في الردن بتاريععخ ‪6/8/2003‬م‪ ،‬حيععن كععان فععي الريععاض‬
‫أيام حرب تحرير الكويت من نظام البعث العربي الشععتراكي‪ ،‬عععن‬
‫إسععلم )‪ (20000‬عشععرين ألفععا مععن الجنععود المريكييععن فععي‬
‫السعودية‪ .‬وقد أشار فهمي هويدي إلى وجود )‪ (30-10‬ألف مسلم‬

‫‪ - 107‬القليات المسلمة في العالم‪ ،‬مجموعة أبحاث وقائع المؤتمر العععالمي‬


‫السادس للندوة العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.84‬‬
‫‪ - 108‬جريدة الدستور الردنية في ‪.28/4/2001‬‬
‫‪ - 109‬السلم والمسلمون في أمريكععا‪ ،‬للععدكتور معيععن القععدومي ص ‪ 8‬نقل‬
‫عن مجلة زهرة الخليج‪ -‬أبو ظبي‪ ،15/9/1990 ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ - 110‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،8‬نقل عن جريععدة المسععلمون‪ ،‬العععدد )‪ ،(5‬فععي‬
‫‪.9/3/1985‬‬
‫‪69‬‬
‫في الجيش المريكي‪ ،‬وأن إدارة السجون المريكيععة عينععت )‪( 80‬‬
‫إماما مسلما للوعظ والرشاد في السجون‪ ..111‬كما قععرأت مقععال‬
‫في بداية عقععد التسعععينيات الماضععي فععي مجلععة ) المجععال ( الععتي‬
‫تصععدرها الجاليععة العربيععة فععي أمريكععا‪ ،‬وفيععه لقععاء مععع الكولونيععل‬
‫المسلم مفتي المسلمين في الجيش ألمريكععي‪ ،‬يتحععدث فيععه عععن‬
‫الدعوة السلمية فععي الجيععش وأملععه أن تسععتجيب قيععادة الجيععش‬
‫بتعيين مسععاعدين لععه‪ .‬وقصععة اعتقععال الضععابط المريكععي الععواعظ‬
‫المسلم في سجن جوانتانامو المتهم بتهريب معلومات إلى تنظيععم‬
‫القاعدة من قريب ل زالت فععي الذهعان‪ ،‬حيععث أفعرج عنععه مععؤخرا‬
‫لعدم كفاية الدلة‪.‬‬
‫فثبت تزايد المسلمين في الجيش المريكي فضل عععن تزايععدهم‬
‫فععي المععدنيين‪ ،‬حيععث لععم يكععن فيهععا مسععلم واحععد وقععت تأسععيس‬
‫الوليات المتحععدة المريكيععة‪ ،‬ولعم تقعم السععلطات بحملت البعادة‬
‫ضدهم‪ ،‬في حين كان عددهم فععي روسععيا الععتي أصععبح اسععمها بعععد‬
‫الثورة الشيوعية عام ‪1917‬م‪) ،‬جمهوريععات التحععاد السععوفيتي(‪) ،‬‬
‫‪ (100‬مائة مليون مسلم‪ .112‬بدأت ضدهم حملت البادة بعد تمكن‬
‫الثورة من بسط نفوذها‪ ،‬كما مر معنا سابقا‪.‬‬

‫ازدياد أعداد المساجد‬


‫أول مسععجد أنشععئ كععان فععي مدينععة هايلنععد بععارك فععي وليععة‬
‫متشيغان في سنة ‪1919‬م‪ ،‬تععوالى بعععدها افتتععاح المسععاجد‪ ،‬حععتى‬
‫وصععل عععام ‪1986‬م إلععى )‪ (400‬أربعمععائة مسععجد‪ .113‬وحسععب‬
‫إحصعععائية أمريكيعععة نشعععرتها جريعععدة الدسعععتور الردنيعععة بتاريعععخ‬
‫‪ ،28/4/2001‬وصل عدد المساجد في أمريكععا فععي سععنة ‪ 2000‬م‬
‫‪ - 111‬مجلة المجلة ‪.29/11/2000-23‬‬
‫‪ - 112‬عن كتاب قتلوا من المسلمين مآت المليين‪ ،‬لمحمود القاسم‪،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ - 113‬القليات المسلمة في العالم‪ ،‬مجموعة أبحاث وقائع المؤتمر العععالمي‬
‫السادس للندوة العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.88-87‬‬
‫‪70‬‬
‫إلععى‪ (1209) ،‬مسععجد‪ .‬وعلععى موقععع وزارة الخارجيععة المريكيععة ‪/‬‬
‫مكتب برامج العلم الخارجي ‪ ،‬وصل عععدد المسععاجد سععنة ‪1997‬‬
‫إلى )‪ (1250‬مسجد‪ .‬في حين كععان " عععدد المسععاجد فععي إقليععم‬
‫قازان وحده في روسععيا قبععل الثععورة الشععيوعية )‪ (28000‬ثمانيععة‬
‫وعشععرين ألعععف مسعععجد ‪ ،‬بقعععي منهععا )‪ (400‬أربعمععائة مسعععجد‬
‫فقط"‪ .114‬بل "عمد النظام الشيوعي فععي التحععاد السععوفيتي إلععى‬
‫هععدم جميععع المؤسسععات السععلمية الععتي يمكععن أن تسععاهم فععي‬
‫المحافظععة علععى الشخصععية السععلمية وثقافتهععا‪ ،‬ومععن أهععم تلععك‬
‫المؤسسات‪ :‬الوقاف السلمية‪ ،‬والمحععاكم الشععرعية‪ ،‬والمععدارس‬
‫والمعاهععد السععلمية"‪ .115‬وأغلقععت الصععين الشععيوعية )‪ (29‬ألععف‬
‫مسجد في إقليم تركستان الشرقية وحده‪.116‬‬
‫ولعل معارضا يقول إن هذه الجرائم الشيوعية قد انتهععت بمععوت‬
‫الشيوعية‪ ،‬والخطر الكبر هو خطر الغرب وعلى رأسه أميركا‪.‬‬
‫وجوابه‪ :‬إن هذه الجرائم لععم تنتععه‪ ،‬فقععد كععان إسععلم كريمععوف ‪-‬‬
‫رئيععس جمهوريععة أوزبكسععتان بعععد أن اسععتلم الحكععم منععذ النهيععار‬
‫المزعوم للتحاد السوفيتي‪ -‬قد سمح بافتتاح )‪ (5000‬خمسة آلف‬
‫مسجد‪ .‬إل أنه أغلععق منهعا )‪ (4992‬مسععجدا‪ ،‬وأبقعى ثمانيعة فقعط‪.‬‬
‫واعتقل )‪ (30‬ألععف مسععلم‪ ،‬منهععم)‪ (7‬آلف مععن النشععطاء الععدعاة‪،‬‬
‫مارست الشيوعية ضدهم أبشع أنواع التعذيب فععي سععجن سععجليق‬
‫وحولتهم إلى عبيد‪ .‬ومنع الذان في المساجد المتبقية في مكبرات‬
‫الصععوت‪ ،‬وأجععبر الرجععال علععى حلععق لحععاهم‪ ،‬والنسععاء علععى خلععع‬
‫الحجاب‪ .‬وكل هذا بحجة محاربة الرهاب بعد أحداث الحادي عشععر‬

‫‪ - 114‬القليات المسلمة في العالم‪ ،‬مجموعة أبحاث وقائع المؤتمر العالمي‬


‫السادس للندوة العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.439‬‬
‫‪ - 115‬القليات المسلمة في العالم‪ ،‬مجموعة أبحاث وقائع المؤتمر العالمي‬
‫السادس للندوة العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.67‬‬
‫‪ - 116‬المصدر السابق ص ‪.479‬‬
‫‪71‬‬
‫من أيلول‪.117‬‬
‫والى مثل هذا الضطهاد‪ ،‬ما أشار إليه فهمي هويدي في )مجلععة‬
‫المجلععة‪ .(6/2000/-24-18 ،‬ومععا أشععارت إليععه جريععدة الدسععتور‬
‫الردنيععة فععي ‪ .28/4/2001‬وأمععا فععي طاجكسععتان فقععد قتلععت‬
‫الشيوعية في غضععون ثلثععة أيععام‪ (5) ،‬آلف مسععلم‪ ،‬واعتقلععت )‪(4‬‬
‫آلف مسلمة‪ ،‬وفر )‪ (100‬ألف من الذبح‪ 118‬أما خارج الجمهوريععات‬
‫السلمية ذات الستقلل الصععوري عععن الشععيوعية‪ ،‬فالحععديث عععن‬
‫القتعل والضعطهاد فعي صعفوف المسعلمين بععد ععام ‪ ،1990‬فعي‬
‫الشيشان والبوسنة والهرسك وسراييفو وكوسوفو‪ ،‬يطول‪ ،‬نكتفععي‬
‫بالشارة إليه فقط‪.‬‬
‫ولكععن السععؤال الكععبير المعهععود‪ ،‬لمععاذا ل تنتشععر أخبععار جععرائم‬
‫الشيوعية‪ ،‬بل لم يسمع بها معظم المسلمين ؟ فهل جرائم أمريكعا‬
‫المرتكبة ضد سجناء سجن ) أبو غريب ( على يد المريكععان أسععوء‬
‫من جرائم الشيوعية هذه‪ ،‬حتى دوى صدى أخبارهععا بيوتععات العععالم‬
‫أجمععع وعلععى مععدار أكععثر مععن شععهر مضععى ول زال الحععديث عنهععا‬
‫يتكععرر ؟‪ .‬ولمععاذا ل يقععال إن الشععيوعية تريععد ابتلع العععالم بحجععة‬
‫محاربة الرهاب كما يقال عن أمريكا؟ فقد أعلن زعماء الشععيوعية‬
‫مرارا وعلى رأسهم الزعيم الشععيوعي الروسععي )بععوتين( معانععاتهم‬
‫علععى حععد زعمهععم مععن الرهععاب فععي الشيشععان وأوزبكسععتان‬
‫وطاجكسععتان‪ ،‬وأعلنععوا دعمهععم لمريكععا ضععده‪ ،‬فععي الععوقت الععذي‬
‫يمارسونه بأسلوب جديد مطور في كععل البلد الشععتراكية‪ ،‬العربيععة‬
‫وغير العربية‪ .‬إن المععر بحاجععة إلععى وقفععة تأمععل فيمععا يجععري مععن‬
‫أحداث خطيرة جدا يموت ذكرها‪ ،‬وأخرى تضععخم وتضععخم وتضععخم‬
‫حتى يطغى خبرها على كل حدث كبير‪ .‬فمن قال إن جرائم أمريكا‬
‫في العراق أسوء فقد افترى‪ .‬ومن قال إنها دونها بكععثير كععثير فقععد‬
‫أصعاب‪ ،‬و بالتعالي عليعه أن يركعز فعي حربعه علعى المجعرم الكعبر‬

‫‪ -‬مجلة الفرقان الكويتية‪ ،‬العدد ‪ ،285‬في ‪.22/3/2004‬‬ ‫‪117‬‬

‫‪ -‬مجلة الفرقان‪ ،‬عدد ‪ ،40‬أيلول ‪1993‬م‪.‬‬ ‫‪118‬‬

‫‪72‬‬
‫والخطر الحمر‪ ،‬ول يردد ما يملى عليه من شعععارات مضععللة مثععل‬
‫شعار )ماتت الشيوعية(‪.‬‬
‫ولكن الغرب من الغريب أن يقال عن جرائم الشيوعية في كععل‬
‫مكان‪!!!(Made In America):‬‬

‫ازدياد انتشار اللغة العربية‬


‫يقول المين العام للمجلس العلى للشععئون السععلمية السععابق‬
‫في مصر‪:‬‬
‫" يعتععبر نشععر اللغععة العربيععة بيععن القليععات السععلمية مععن أكععبر‬
‫وسائل الدعوة إلى السلم‪ ،‬فالعلقة بين اللغة العربية والسععلم ل‬
‫تحتاج إلى بيان‪ ،‬ولكنها تبدوا بالنسبة للقليات السععلمية فععي البلد‬
‫غير السلمية وسععيله هامععة للحتفععاظ بكيانهععا السععلمي‪ ،‬ووسععيلة‬
‫لوقف تدهور الصالة الثقافية للمسلمين في هذه البلد‪.119‬‬
‫فأول صحيفة عربية في أمريكا‪ ،‬صحيفة )كوكب أمريكا( صدرت‬
‫في عام ‪1892‬م في مدينة نيويععورك‪ ،‬حيععث كعان لهعا الفضععل فععي‬
‫المحافظة على إبقععاء اللغععة العربيععة حيععة فععي نفععوس المسععلمين‪،‬‬
‫وتععوالى بعععدها صععدور الصععحف بالعربيععة‪ ،‬منهععا )اليععام( فععي سععنة‬
‫‪1898‬م‪ ،‬و)الهدى( و)المهاجر( في سنة ‪1903‬م‪.120‬‬

‫ازدياد أعداد المدارس والمراكــز والمعاهــد الســلمية‪،‬‬


‫والجامعة السلمية‪ ،‬والقرية السلمية‬
‫بدأ انتشار المدارس السلمية‪ ،‬ومنها مدارس نهاية السبوع‬
‫التي تدرس طلبها اللغة العربية‪ ،‬والقرآن الكريم والتاريخ‬

‫‪ - 119‬القليات المسلمة في العالم‪ ،‬مجموعة أبحاث وقائع المؤتمر العالمي‬


‫السادس للندوة العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.51‬‬
‫‪ - 120‬القليات المسلمة في العالم‪ ،‬مجموعة أبحاث وقائع المؤتمر العععالمي‬
‫السادس للندوة العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.86-85‬‬
‫‪73‬‬
‫السلمي والعبادات‪ .‬ومنها المدارس ذات العضاء المسلمين‪،‬‬
‫حيث من خللها أصبحت العربية تدرس في المدارس العامة‬
‫الحكومية‪ .‬ومنها المدارس الدينية السلمية‪ ،‬ومعظم معلميها من‬
‫المسلمين‪ .‬ومنها معهد الدراسات السلمية في لوس أنجلوس‪،‬‬
‫وغيره حيث تجاوز عددها الخمسين معهدا‪ .‬وغير ذلك مما ذكر في‬
‫البحث‪.121‬‬
‫وتحت عنوان ) التحادات والجمعيات والمراكز السلمية (أورد‬
‫الدكتور معين القدومي أسماء )‪ (20‬منها‪ ،‬ذكر سنة التأسيس و‬
‫المكان والهداف والفروع إن وجد‪.122‬‬
‫وتحت عنوان ) الجامعة المريكية السلمية ( أورد الدكتور معن‬
‫شرحا مختصرا عن الجامعة‪.123‬‬
‫وتحت عنوان ) القرية السلمية (‪ ،‬أورد الدكتور معن ملخصا‬
‫عنها‪ ،‬حيث تقع في ضواحي مدينة )فرزنوا‪ -‬كاليفورنيا(‪ ،‬وتتسع‬
‫لكثر من ألف بيت‪ ،‬بهدف العيش في حياة إسلمية نقية‪.124‬‬
‫مما مضى يتبين لنا بأنه " ل شك بان المسلمين في الوليات‬
‫المتحدة يتمتعون بالحرية الكاملة التي تتيح لهم أن يمارسوا‬
‫‪125‬‬
‫عقيدتهم ويستخدموا كل الوسائل العلمية في نشر دينهم " ‪.‬‬

‫‪ - 121‬القليات المسلمة في العالم‪ ،‬مجموعة أبحاث وقائع المععؤتمر العععالمي‬


‫السادس للنععدوة العالميععة للشععباب عععام ‪1986‬م‪ ،‬الريععاض ‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪95-91‬‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫‪ - 122‬السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.23-12‬‬
‫‪ - 123‬السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.26-23‬‬
‫‪ - 124‬السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ - 125‬السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪74‬‬
‫ثانيا‪ :‬حفظ النفس أو الحياة‬
‫جاء في التعديل الرابععع عشععر مععن الدسععتور المريكععي )الفقععرة‬
‫الولى(‪ ،‬الذي أقر في ‪ 9/7/1868‬م ما يلي‪:‬‬
‫"جميعععع الشعععخاص المولعععودون فعععي الوليعععات المتحعععدة أو‬
‫المتجّنسون بجنسيتها والخاضعون لسلطانها يعتبرون من مععواطني‬
‫الوليات المتحدة ومواطني الولية التي يقيمون فيها‪ .‬ول يجوز لية‬
‫ولية أن تضع أو تطبق أي قانون ينتقص من امتيععازات أو حصععانات‬
‫مواطني الوليععات المتحععدة‪ .‬كمععا ل يجععوز ليععة وليععة أن تحععرم أي‬
‫شخص من الحياة أو الحرية أو الممتلكات دون مراعاة الجراءات‬
‫القانونية الصولية ‪ .‬ول أن تحرم أي شخص خاضععع لسععلطانها مععن‬
‫المساواة في حماية القوانين "‪.‬‬
‫وجععاء فععي التعععديل الخععامس )حقععوق المتهميععن فععي القضععايا‬
‫الجزائية( الذي أقر في ‪15/12/1791‬م‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫"‪ ...‬ول أن يحرم من الحياة أو الحرية أو الممتلكععات دون اتبععاع‬
‫الجراءات القانونية الصولية "‪.‬‬
‫فهل بقي هذا النص مظهرا معن مظعاهر الدعايععة فقعط‪ ،‬أم أنععه‬
‫طبق واقعا ً ؟‬
‫وجوابه‪:‬‬
‫ثبت لنا بما ل يدع مجال لصاحب هوى‪ ،‬ازديععاد أعععداد المسععلمين‬
‫في أمريكا مع الزمن‪ ،‬كما ورد قبل قليل‪ ،‬ثم نتسائل‪ ،‬أيععن المقععابر‬
‫الجماعية للمسلمين في أمريكا‪ ،‬كما يحدث في البلد الشتراكية ؟‬
‫أين التشريد والعتقالت في صفوف المسلمين فيها‪ ،‬كما يحدث‬
‫في البلد الشتراكية؟‬
‫بل أين المعتقلون والمعععذبون الععذين أخععذوا بسععبب انتمععاء أحععد‬
‫أقربائهم لتنظيمات إسلمية‪ ،‬كما يحدث في البلد الشتراكية ؟‬
‫إن قتل النفس النسانية عند الشتراكيين أهون عليهم مععن قتععل‬
‫النعام أو الطيور‪ ،‬لنهم يعتبرون البشر بهائم خلقوا لخدمتهم‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ثالثا‪ :‬حفظ النسل‬
‫تعتبر السرة في المجتمع المريكععي أمععرا مقدسععا‪ ،‬فمععا عقععدته‬
‫كلمة الله بالزواج المشروع ل تحله قوة علععى الرض مهمععا بلغععت‪،‬‬
‫وهذه هي تعاليم الكنيسة المعمول بها‪ ،‬فقد بالغوا بالمحافظة على‬
‫رابطة السرة‪ ،‬لحد التطرف الذي وصل إلى تحريم الطلق‪ .‬وسنوا‬
‫مععن القععوانين مععا يرعععى أطفععالهم ويضععمن سععلمة تنشععأتهم‬
‫والمحافظة على حياتهم‪.‬‬
‫فهل أجبر المسلمون في أمريكا على تحديد النسععل كمععا حععدث‬
‫في الصين ؟‬
‫فهل يرى المريكان أن استئثار رجل بامرأة إنما هو من توابع‬
‫الملكية الخاصة لها‪ ،‬فإذا ألغيت الملكية الخاصة‪ ،‬زال مبرر النسب‬
‫والزواج والسرة واستئثار الرجل بزوجة خاصة له ؟‬
‫ول يقال هنا إنهم ل يراعون ما يحفععظ السععرة حسععب الشععريعة‬
‫السلمية ؟‪ .‬إنما يقال هل يمنعون من أراد أن يحافظ على أحكععام‬
‫السلم في أسرته من ذلك‪ ،‬كما منع منه المسععلمون فععي الععدول‬
‫الشيوعية ؟‬

‫‪76‬‬
‫رابعا‪ :‬حفظ العقل‬
‫ممععا يععدل علععى حفععظ العقععول فععي أمريكععا‪ ،‬هععو تسععخير جميععع‬
‫المكانيات المادية لجراء الدراسات والتجارب العلمية في مختلععف‬
‫شععؤون الحيععاة‪ ،‬حععتى غععدت أمريكععا الععرائدة فععي معظععم العلععوم‬
‫والصناعات النووية والحربية والمدنية‪.‬‬
‫فنرى هجرة أصحاب العقول والعلمععاء إلعى أمريكععا‪ ،‬وليععس إلعى‬
‫الدول الشتراكية‪ ،‬التي يحاول المواطن العادي الهجرة منهععا مهمععا‬
‫بلغت عليه المخاطر‪ ،‬وقصععص أولئك التعسععاء الععذين لقععوا حتفهععم‬
‫على سور برلين في المانيا الشرقية سابقا‪ ،‬ل زالت محفععورة فععي‬
‫الذهان‪.‬‬
‫ومما يدل على حرص المشرع المريكي علععى المحافظععة علععى‬
‫العقل ما جاء فععي التعععديل السععابق الثععامن عشععر الععذي أقععر فععي‬
‫‪16/2/1919‬م‪ ،‬ونصه‪:‬‬
‫" يحظر نقل مشروبات مسكرة في أية ولية أو منطقععة تابعععة‬
‫للوليععات المتحععدة أو أراضععي داخلععة فععي حيازتهععا كمععا يحظععر‬
‫استيرادها إليها لغاية توزيعها أو استعمالها فيها بما يخععالف قوانينهععا‬
‫"‪.‬‬
‫واستمر قانون تحريم الخمر ‪ 14‬سنة ساري المفعول حتى الغي‬
‫العمععل بععه حيععن صععودق علععى التعععديل الحععادي والعشععرين‪ ،‬فععي‬
‫‪5/12/1933‬م‪ ،‬ونصه‪:‬‬
‫"ل تصععبح هععذه المععادة نافععذة المفعععول إل إذا أقععرت كتعععديل‬
‫للدستور من قبل مؤتمرات في مختلف الوليات‪ ،‬حسبما نص عليه‬
‫في الدسععتور‪ ،‬وذلععك فععي غضععون سععبع سععنوات مععن تاريععخ إحالععة‬
‫الكونغرس هذا التعديل إلى الوليات"‪.‬‬
‫وفي الشرح‪ :‬يلغي هذا التعديل التعديل الثامن عشر‪ ،‬ويعد البنععد‬
‫الثاني من هذا بمساعدة الحكومة الفدراليععة الوليععات الععتي تحععرم‬
‫المشععروبات المسععكرة فععي تنفيععذ قوانينهععا الخاصععة بتحريععم هععذه‬
‫المشروبات "‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫شبهة‪:‬‬
‫قد يقول قععائل‪ :‬إن الصععناعات الحربيععة قععد تطععورت كععذلك فععي‬
‫الدول الشيوعية الكبرى‪ ،‬وخاصة في المجال النووي‪ ،‬وليععس المعر‬
‫حكرا لمريكا ؟‬
‫وجععوابه‪ :‬أن هععذه السععرار التكنولوجيععة الحربيععة والنوويععة وغيععر‬
‫الحربية جاءت عن طريق التجسس وسعرقة هعذه المعلومعات معن‬
‫الغرب وعلى رأسها أمريكا‪ .126‬والجواسيس الععذين نقلععوا أسععرارها‬
‫كانوا من اليهود‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬حفظ المال‬


‫جععاء فععي التعععديل الرابععع عشععر للدسععتور المريكععي )الفقععرة‬
‫الولى(‪ ،‬والذي أقر في ‪ 9/7/1868‬م‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫"كما ل يجوز لية ولية أن تحرم أي شخص من الحياة أو الحرية‬
‫أو الممتلكات دون مراعاة الجراءات القانونية الصولية"‪.‬‬
‫وجععاء فععي التعععديل الخععامس )حقععوق المتهميععن فععي القضععايا‬
‫الجزائية(‪ ،‬وقد أقر هذا التعديل في ‪15/12/1791‬م ما يلي‪:‬‬
‫"‪ ...‬ول أن يحرم من الحياة أو الحرية أو الممتلكات دون اتبععاع‬
‫الجراءات القانونية الصولية كما ل يجوز نزع أية ملكية خاصة‬
‫لستخدامها في سبيل المنفعة العامة بدون تعويض عادل "‪.‬‬
‫وفي الشرح‪ " :‬ويمنع هذا التعديل أيضا ً الحكومععة مععن مصادرة‬
‫أملك المواطنين‪ ،‬بهدف استخدامها للمنفعة العامة‪ ،‬من‬
‫دون تعويض عادل‪ .‬ويسمى حق الحكومة فععي مصععادرة الملك‬
‫لجععل اسععتخدامها للمنفعععة العامععة حععق نععزع الملكيععة‪ .‬وتسععتخدم‬

‫‪ - 126‬عن كتاب المخععابرات والعععالم‪ /‬الجععزء الول‪ ،‬لسعععيد الجععزائري‪ ،‬فععي‬


‫الصفحات ) ‪. ( 165-155‬‬

‫‪78‬‬
‫الحكومات هذا الحق لستملك الراضععي لبنععاء الطععرق والمععدارس‬
‫والمرافق الحكومية الخرى "‪.‬‬
‫يكفينا التعليق على هذه المععادة بععالقول‪ :‬إنععه يوجععد فععي أمريكععا‬
‫شركات اتصالت‪ ،‬وشركات طيران‪ ،‬وشركات نفطية‪ ،‬تعود ملكيتها‬
‫إلععى القطععاع الخععاص‪ ،‬فضععل عععن المصععانع العاملععة فععي مختلععف‬
‫القطاعات‪ .‬فععي حيععن أن التععأميم أو نععزع الملكيععة الخاصععة لصععالح‬
‫الملكية العامة‪ ،‬هو أحد أبرز أصعول الفلسععفة الماركسعية ول يقعال‬
‫هنا إن النظام الرأسمالي يقوم علععى الربععا المحععرم‪ .‬فهععذا معلععوم‬
‫للجميع‪ ،‬وهو ليس موضععوع البحععث‪ ،‬وطععرح ذلععك حيععدة جليععة عععن‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫مما مضى وغيره يتبين لنا بع " ل شك بأن المسلمين في‬
‫الوليات المتحدة يتمتعون بالحرية الكاملة التي تتيح‬
‫لهم أن يمارسوا عقيدتهم ويستخدموا كل الوسائل‬
‫العلمية في نشر دينهم "‪.127‬‬
‫حقوق مدنية أخرى‪:‬‬

‫جاء في التعديل الرابع الذي أقر في ‪15/12/1791‬م‪:‬‬


‫" ل يجععوز المسععاس بحععق النععاس فععي أن يكونععوا آمنيععن فععي‬
‫أشخاصععهم ومنععازلهم ومسععتنداتهم ومقتنيععاتهم مععن أي تفععتيش أو‬
‫احتجاز غير معقول‪ ،‬ول يجوز إصدار مذكرة بهذا الخصععوص إل فععي‬
‫حال وجود سبب معقول‪ ،‬معزز باليمين أو التوكيد‪ ،‬وتععبين بالتحديععد‬
‫المكان المراد تفتيشه والشخاص أو الشياء المراد احتجازها "‪.‬‬

‫‪ -‬السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.45‬‬ ‫‪127‬‬

‫‪79‬‬
80
‫جدول يلخص نتائج مصالح العباد في النظام‬
‫طي الرأسمالي)المريكي(‬ ‫الديموقرا ِ‬
‫والنظام الشيوعي الشتراكي‬

‫النظام المريكي‬ ‫النظام الشيوعي‬ ‫الص‬


‫ل‬
‫حف ٌ‬
‫ظ‬ ‫حف ٌ‬
‫ظ‬ ‫م‬
‫هد ٌ‬ ‫م‬‫هد ٌ‬
‫قانونا‬ ‫دستورا‬ ‫واقعا‬ ‫نصا‬
‫وواقعا‬ ‫وواقعا‬ ‫وواقعا‬
‫*‬ ‫*‬ ‫الدين‬

‫*‬ ‫*‬ ‫النف‬


‫س‬
‫*‬ ‫*‬ ‫المال‬

‫*‬ ‫*‬ ‫النس‬


‫ل‬
‫*‬ ‫*‬ ‫العقل‬

‫* تدل على النتيجة‬

‫يبين الجدول ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬أن موقف النظام الشيوعي ) اليهودي ( من الضروريات‬
‫الخمس للنسانية وللمسلمين خاصة‪ ،‬هدم لثلثة منها نصا وواقعا‪،‬‬
‫وهي الدين والمال والنسل‪ ،‬وهدم واقعي للصليين البعاقيين‬
‫‪81‬‬
‫النفس والعقل‪.‬‬
‫‪ -‬وأن الدستور المريكي ) النصارى (‪ ،‬قد كفل المحافظة‬
‫على ثلث من الضروريات الخمس للنسانية وللمسلمين خاصة‪،‬‬
‫نصا وطبق ذلك واقعا‪ ،‬وهي الدين والمال والنفس‪ .‬في حين ضمن‬
‫القانون حفظ النسل والعقل نصا وطبق واقعا‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬النتائج والتوصيات‬

‫أول‪ :‬النتــائــج‬

‫أرجو ممن ســيكتفي بقــراءة النتــائج والتوصــيات‪ ،‬أن‬


‫يرجع ليقرأ الرسالة بعد ذلك‪ ،‬فإنه أرجى للقبول‪.‬‬
‫يقول طارق حجي‪:‬‬
‫دام ول بأنه‬ ‫" فنحن ل نصف مذهبا ً من المذاهب بأنه مذهب ه ّ‬
‫مذهب بّناء استنادا إلى رأي شخص في هذا المذهب أو ذاك‪ ،‬وإنما‬
‫نحن نستند إلى معيار واضح ل لبس فيه ول غموض‪ ،‬معيار نعرضه‬
‫في هذا الفصل على العقول العربية لول مرة‪ ،‬أما هذا المعيار‬
‫فيتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫انه لكي يتيسر للباحث المسلم أن يبت في طبيعة‬
‫وكنه مذهب من المذاهب أو دعوة من الدعوات أو تيار‬
‫من التيارات‪ ،‬وهل هو مذهب أو دعوة أو تيار بّناء أو‬
‫دام‪ ،‬لكي يتيسر ذلك بشكل قطعي ل يكتنفه غموض‬ ‫ه ّ‬
‫ول تشوبه شائبة‪ ،‬فإن عليه أن يعرض هذا المذهب أو‬
‫تلك الدعوة أو ذلك التيار على الصول الخمسة للجماعة‬
‫السلمية‪ :‬الدين والنفس والنسل والعقل والمال‪ ،‬فإن‬
‫وجد هذا المذهب لهذه الصول حافظا ً صائنًا‪ ،‬فهو‬
‫مذهب ل غبار عليه من وجهة النظر السلمية‪ ،‬أما إذا‬
‫وجده مضيعا ً ومهدرا ً لصل أو أكثر من تلك الصول فإن‬
‫دامة التي‬ ‫عليه بداهة أن يصنفه تحت لواء المذاهب اله ّ‬
‫تناقض السلم ويناقضها السلم‪ ،‬والتي تسعى‬
‫‪128‬‬
‫لتقويض السلم ويسعى هو وأبناؤه لدحضها" ‪ .‬أ‪.‬هع‪.‬‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان‪ ،‬ص ‪ 58‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪128‬‬

‫‪83‬‬
‫وانسجاما مع النظر السليم في معنى قوله تعالى‪ ) :‬لتجدن أشد‬
‫الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم‬
‫مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ( إلى قوله تعالى‪ ) :‬وذلك‬
‫جزاء المحسنين (‪ ) .‬المائدة ‪ .(85-82‬نقول‪:‬‬
‫‪ -1‬تبين لنا أن موقف النظام الشيوعي ) اليهودي ( من‬
‫الضروريات الخمس للنسانية وللمسلمين خاصة‪ ،‬هدم لثلثة منها‬
‫نصا وواقعا‪ ،‬وهي الدين والمال والنسل‪ ،‬وهدم واقعي للصلين‬
‫البعاقيين النفس والعقل‪ ،‬وان لم يصرح بذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬تبين لنا أن الدستور المريكي ) النصارى (‪ ،‬قد كفل‬
‫المحافظة على ثلث من الضروريات الخمس للنسانية‬
‫وللمسلمين خاصة‪ ،‬نصا وطبق ذلك واقعا‪ ،‬وهي الدين والمال‬
‫والنفس‪ .‬في حين ضمن القانون حفظ النسل والعقل نصا وطبق‬
‫واقعا‪.‬‬
‫‪ -3‬ثبت أن السلم ليس العدو الول لمريكا‪ ،‬لنه يحفظ‬
‫الضروريات الخمس للنسانية كما تراعيها أمريكا‪ .‬إل أنه يزيد‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ -4‬ثبت أن العدو الول للمسلمين وللغرب عامة ولمريكا‬
‫خاصة‪ ،‬هي الشيوعية الشتراكية التي تحارب الضروريات الخمس‬
‫للنسانية المرعية في الدستور المريكي‪.‬‬
‫‪ -5‬ثبت أن الشتراكية اليهودية ل زالت بعد سياسة إعادة البناء‬
‫)البيروسترويكا( هي العدو المشترك الول للمسلمين‪ ،‬و للغرب‬
‫عموما‪ ،‬وللنسانية جمعاء‪.‬‬
‫‪ -6‬ل زال الخطر الشيوعي بثوبه الجديد قائما‪ ،‬بل ازداد‪ ،‬ول‬
‫تزال الحرب بين الشيوعية اليهودية والرأسمالية قائمة ولكن‬
‫دث‪.‬‬‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫بصورة ولباس شيوعي ُ‬
‫‪ -7‬ثبت أن الكذب والمراوغة واللف والدوران والخداع‪ ،‬سمات‬
‫أساسية في الشتراكية بمختلف مسمياتها‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬
‫‪ -1‬علينا أن ندرك أن للشيوعية اليهوديعة مصعالح وغايعات تسععى‬
‫لتحقيقها‪ ،‬ل تلتقي مع مصالح المسلمين ول مع مصععالح النسععانية‪،‬‬
‫بل لهعا أطمعاع خطيعرة لسعتعباد الخلعق‪ ،‬والسعيطرة علعى الرض‬
‫كلهععا‪ ،‬وخصوصععا بلد مععا بيععن الفععرات والنيععل‪ ،‬باعتبارهععا حسععب‬
‫عقيدتهم الرض التي أعطاها الرب لليهود‪.‬‬
‫‪ -2‬علينا أن ندرك أن لمريكععا مصععالح وغايععات تسعععى لتحقيقهععا‪،‬‬
‫منهععا إقنععاع النععاس بقبععول الحكععم الععديموقراطي‪ ،‬ونبععذ الحكععام‬
‫الدكتاتوريععة الثوريععة الشععيوعية‪ .‬وتحقيععق مبععدأ الحريععات المنفتحععة‬
‫وحقوق النسان‪ ،‬وغالبا ما تلتقي مصععالحها معع مصععالح المسعلمين‬
‫الضعععفاء‪ ،‬فيمععا يتعلععق بمحاربععة عععدونا وعععدو النسععانية الول‬
‫) الشععيوعية (‪ .‬فعلععى المسععلمين السععتفادة مععن هععذه الحالععة‬
‫والمحافظة على ديمومتها‪ ،‬وتفعويت الفرصعة علعى السعاعين لعدق‬
‫إسفين ما بين المسلمين والمريكان سععواء بعلععم مسععبق أو جهععل‬
‫مطبق‪ .‬لذا فمن المهم جدا أن ل نغفل في صععراعنا مععع الشععيوعية‬
‫لحظة واحدة بحجة موتها‪ .‬فهذا الوهم يؤدي إلى إقناعنا بععان‬
‫ما تقوم به أمريكا حاليا من حروب ضععد الععوجه الجديععد للشععيوعية‪،‬‬
‫إنما هي حرب على السلم والمسععلمين تخوضععها أمريكععا فععي بلد‬
‫ة انتهت فيها النظمة الشتراكية ‪-‬‬ ‫المسلمين‪ ،‬باعتبارها دول ً إسلمي ً‬
‫بمجرد موتها المزعوم في وكرها‪ .-‬وبالتالي و لجهلنععا بععالواقع فععان‬
‫ذلك يؤدي بنا إلى وضع أمريكا في مقدمة العععداء‪ ،‬والصععراع معهععا‬
‫والجهاد ضدها‪ ،‬واعتبار ذلك قمة الفهم وقمة العمل لخدمة القضية‬
‫السععلمية‪ ،‬فنقععدم لجععل ذلععك المهععج والرواح‪ ،‬طلبععا للنصععر أو‬
‫الشهادة‪ .‬لتبدأ بنا من جديد سلسلة من التصفيات وهععدر الطاقععات‬
‫وإسقاط النظمة المعتدلة‪ ،‬ولكن هذه المععرة علععى يععد المريكععان‪-‬‬
‫ولو بعد حين‪ ،-‬بحجة محاربة الرهاب أو محاربة رعاته‪ .‬فنخسر من‬
‫جهتين‪:‬‬
‫أ‪ -‬تخلينا عن محاربة الشيوعية‪ ،‬الععتي ل زالععت تقتععل المسععلمين‬

‫‪85‬‬
‫وغيرهم في كل مكان تتمكن فيه منا‪ ،‬بل ستزداد بنا تصفية وإبععادة‬
‫جععم ردود الفعععال الدوليععة ضععد‬ ‫ح ّ‬
‫بحجععة محاربععة الرهععاب‪ ،‬ممععا ي ُ َ‬
‫جرائمها‪ ،‬أو التماس العذار لها‪ ،‬بل إن المر قابل للتطور أكثر في‬
‫المستقبل إذا استمرت هذه السياسة بالتنامي‪ ،‬بتقديم المساعدات‬
‫للشيوعية‪ ،‬وخاصة‪ ،‬إذا اقتنع أصععحاب القععرار فععي الغععرب وأمريكععا‬
‫بأن التحديثات على الشيوعية حقيقيععة وليسععت مععن بععاب التلععبيس‬
‫على الناس والدجل‪.‬‬
‫ب – فتععح جبهععة جديععدة علععى السععلم والمسععلمين ذات بععأس‬
‫شديد‪ ،‬ل قبل لنا بها‪ ،‬وهذه سياسة جاهليععة ل يعرفهععا السععلم‪ ،‬بععل‬
‫مخالفة لسياسة النبي صلى الله عليععه وسععلم فععي تحييععد العععداء‪.‬‬
‫فبها سقطت أفغانستان أول‪ .‬ونخشععى أن يتطععور المععر إلععى زوال‬
‫دول أخرى غير اشتراكية التوجه‪ ،‬ليحل محلها دول اشتراكية‪.‬‬
‫‪ -3‬استطاعت إسرائيل من خلل عملئها الشتراكيين السععيطرة‬
‫على بلد ما بين الفرات والنيل على عدة مراحل من تاريخ الصراع‬
‫العربي السرائيلي‪ ،‬وبقيت الردن والسعودية‪ .‬ولكن بسبب تطبيق‬
‫بنود عملية السلم التي بدأت في نهاية السبعينات مع مصر‪ ،‬بععدأت‬
‫دولة إسرائيل بالتراجع جغرافيا‪ ،‬وذلك عععن طريععق النسععحاب مععن‬
‫الراضععي العربيععة المحتلععة عععام ‪1967‬م‪ ،‬وأخيععرا زوال النظععام‬
‫الشتراكي في العراق‪.‬‬
‫وعليه فان صراعنا بالدرجعة الولعى والثانيعة والثالثعة معع الععدول‬
‫الشتراكية‪.‬‬
‫وهنا قد يسأل سائل‪ :‬ما تقول في سياسة أمريكا الداعمة حاليععا‬
‫لسرائيل‪ ،‬أل تشكل خطرا علينا؟‬
‫وجوابه‪:‬‬
‫أن سياسة أمريكا مع إسرائيل لها وجهان‪:‬‬
‫أ‪ -‬سياسة سلبية خطرة‪:‬‬
‫تتمثععل بجميععع أنععواع الععدعم المععادي ) المععالي والعسععكري(‪،‬‬
‫والمعنوي ) استخدام الفيتو( وغيره لصالح إسععرائيل‪ ،‬ومعظععم هععذا‬
‫‪86‬‬
‫الدعم للحفاظ على وجعود يهعودي داخعل فلسعطين فقعط لتحقيعق‬
‫عقيدة القيامة عند النصارى ومنهم البروتستانت‪ .129‬لكععن علينععا أن‬
‫ندرك أن معالجة هذا النحياز المريكي الواضح والفاضح لسرائيل‪،‬‬
‫ل يكون باقتراف المزيد من الفعال التي تععؤدي إلععى زيععادة الععدعم‬
‫والعطف المريكي والغربي لها‪ ،‬بل يكون بنفس السلوب الحسععن‬
‫الذي استخدمته إسرائيل معهم‪ ،‬منطلقة من المناخ الديموقراطي‪،‬‬
‫بعيدا عن الرهععاب ودعععم السياسععات الشععتراكية ‪ ،130‬وأن نسعععى‬
‫إلى العمل ليجاد تيار سياسي جديد يقوم بعلقاته مع الغرب علععى‬
‫فهععم السععلم والواقععع أول‪ ،‬وإعمععال القواعععد الصععولية للشععريعة‬
‫السلمية‪ ،‬وفقه الموازنات والمصالح والمفاسد ثانيععا‪ ،‬دون شععطط‬
‫ول إفراط ول تفريط‪ .‬علما أن تحييد أمريكععا والغععرب فععي صععراعنا‬
‫مع إسرائيل قابل للتطعبيق إذا تعوفرت الشعروط وانتفعت الموانعع‪.‬‬
‫وقد قطعنا جزًء من ذلك في التجاه الصحيح في السنوات الخيععرة‬
‫بعد البدء بعملية السلم‪ .‬فخرجت علينا فئة من الشباب المتحمس‬
‫لنصرة دينهععا‪ ،‬ومعهععا الجهععل فععي الحكععام الشععرعية والجهععل فععي‬
‫الواقع‪ ،‬فاستخدمت الساليب المحرمععة الموروثععة عععن الشععيوعية‪،‬‬
‫فأعادتنا إلى بدايات الطريق من جديد‪ ،‬فخدموا بذلك إسرائيل وهم‬
‫يحسبون أنهم يحسنون صنعا‪.‬‬

‫‪ - 129‬وهي أن عيسى عليععه السعلم سععينزل فععي آخععر الزمععان إلععى الرض‪،‬‬
‫ولكن قبل نزوله سيمكث في الغمام‪ ،‬فيرفع إليه المؤمنون بععه ومععن آمععن بععه‬
‫من اليهود في فلسطين‪ ،‬وبعدها تنزل نار فتحرق الباقين من اليهود‪ ،‬وهم ثلث‬
‫أو نصف اليهود في فلسطين‪ ،‬ثم ينزل إلى القععدس ويحكععم الرض ألععف عععام‬
‫يسود فيها السلم والوئام‪.‬‬
‫‪ - 130‬هذه سياسة إسرائيل الظاهرة أمام الرأي العام‪ ،‬لكن الحقيقععة عكععس‬
‫ذلك‪ ،‬ولء في الباطن‪ ،‬إذ تظهعر ععداًء مصعطنعا ً بينهعا وبيععن أوليائهعا وعملئهععا‬
‫يصل إلى حد الحتراب ])البروتوكول)‪ .[(12)(9‬ولكععن الوضععع تغيععر قليل إلععى‬
‫التصالح ظاهرا ً مع بقععاء الععولء باطنعا ً بعععد سياسععة البيروسععترويكا مععع روسععيا‬
‫وبعض الدول الشتراكية الواقعة خارج بلد مابين الفرات والنيل‪ ،‬وعليه ينبغععي‬
‫أن تكون سياستنا قائمة على العداء للشتراكية ظاهرا وباطنا ما زالت كذلك‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫ب‪ -‬سياسة ايجابية تتمثل بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬منععع إسععرائيل مععن التوسععع خعارج حععدودها‪ ،‬معن خلل إجبعار‬
‫إسرائيل بالنسحاب مععن سععيناء عععام ‪ 1956‬م‪ .‬ومحاولتهععا مععرارا‬
‫رفععض مشععروع قععرار التقسععيم الععذي فرضععته الكتلععة الشععتراكية‪،‬‬
‫وانبثق عنه قيام دولة إسرائيل عععام ‪1948‬م‪ .131‬وهععي تمنععع حاليععا‬
‫إسرائيل من تصفية القضععية الفلسععطينية‪ ،‬بحجععة محاربععة الرهععاب‬
‫الفلسععطيني‪ ،132‬ممععا يععدل علععى أن سياسععة أمريكععا ل تسعععى‬
‫كالشتراكيين إلى اقامة الدولة اليهودية‪ ،133‬أو توسيعها‪ ،‬إنما يكفيها‬
‫مشروع وجود يهودي في فلسطين الععذي دعمتععه بريطانيععا سععابقا‪.‬‬
‫وعليه أؤكد على ضرورة الحفاظ على هععذه السياسععة‪ ،‬وتجنععب مععا‬
‫يعكر صفاءها‪.‬‬
‫‪ -2‬الوقوف بكل قوة أمام المشروع الصععهيوني المسععتتر الكععبر‬
‫والخطر‪ ،‬للسيطرة على العالم كله لقامة مملكععة داوود العالميععة‪،‬‬
‫حيث صنعت الماركسية لتحقيق هععذه الغايععة‪ .‬وتعععزز هععذا الوقععوف‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وخاصة بعععد الجتيععاح السععوفيتي لعدول‬
‫أوروبععا الشععرقية‪ .‬ول يععزال هععذا المععر بعععد سياسععة "إعععادة البنععاء‬
‫الشتراكية" أو بعد إعلن شعار " مععاتت الشععيوعية" قائم عًا‪ ،‬ودليلععه‬
‫كما ذكر سابقا معارضتها وتهديداتها حاليا للدول الشتراكية ) علععى‬

‫‪ - 131‬راجع كتاب موسكو وإسرائيل للعدكتور عمعر حليعق‪ ،‬وفيعه حععوالي ‪80‬‬
‫وثيقة من وثائق مجلس المن تثبت صحة ذلك‪.‬‬
‫‪ - 132‬مستغلة أحداث ‪ ،11/9/2001‬وتفجيرات الفلسطينيين ضععد المععدنيين‬
‫اليهود‪.‬‬
‫‪ - 133‬نص قانون لينين الذي عبرت عنه أول حكومة شيوعية بعد استلم‬
‫الحكم عام ‪ 1917‬بتقديم الدعم لقيام دوله يهودية في فلسطين‪ ،‬قبل إصدار‬
‫وعد بلفور) راجع كتاب )ستالين( للمؤلف بسام العسلي‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،1986‬دار طلس‬
‫للدراسات والترجمة‪ ،‬ص )‪ .(66‬لذا أقام الشيوعيون السوفيت "الدولة اليهودية" في‬
‫منطقة )بيروبيجان(‪ ،‬قبل إقامتهم لدولة إسرائيل‪).‬راجع كتاب‪ ،‬إسرائيل‬
‫الولى)بيروبيجان(‪ ،‬للدكتور أسعد السحمراني‪،‬ط ‪ ،2‬دار النفائس ‪ ،(2004‬و)مجلة‬
‫العربي‪ ،‬العدد ‪ -348‬نوفمبر ‪1987‬م(‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫رأسععها إيععران‪ ،‬سععوريا‪ ،‬كوريععا الشععمالية‪ ،‬وليبيععا قبععل خضععوعها‬
‫التكتيكي‪ ،‬بوصععفهم جميععا بالععدول الداعمععة للرهععاب وغيرهععا مععن‬
‫الدول الشتراكية الساقطة(‪ .‬وأؤكد على ضععرورة مسععاندة أمريكععا‬
‫في هذا التجاه‪.‬‬
‫‪ -4‬على المسلم أن يوالي أولياء الله مهما كانت جنسيتهم أو‬
‫عرقهم أو لونهم أو نسبهم‪ .‬فيصدق الصادق‪ ،‬ويؤمن المين‪ ،‬ول‬
‫يخدع فيهم‪ .‬وعليه أن يتبرأ ممن حاد ّ الله ورسوله‪ ,‬ولو كان من‬
‫جلدته أو أقرب الناس إليه‪ ،‬فيكذب الكاذب‪ ،‬ويخون الخائن ول‬
‫يخدع بهم‪.‬‬
‫ن‬‫م ْ‬
‫ن َ‬‫دو َ‬ ‫وا ّ‬
‫خرِ ي ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ن ِباللهِ َوالي َوْم ِ ال ِ‬‫ّ‬ ‫مُنو َ‬ ‫جد ُ قَوْ ً‬
‫ما ي ُؤْ ِ‬ ‫َ‬
‫قال تعالى ‪) :‬ل ت َ ِ‬
‫خععوانهم أوَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م أوْ إ ِ ْ َ َ ُ ْ ْ‬ ‫م أوْ أب َْنععاَءهُ ْ‬ ‫كععاُنوا آَبععاَءهُ ْ‬ ‫ه وَلععوْ َ‬ ‫سععول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫حععاد ّ الّلعع َ‬
‫َ‬
‫ه‪)...‬‬ ‫ع‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ح‬ ‫رو‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫د‬‫ع‬ ‫ي‬‫ك ك َتب فععي قُل ُععوبهم اْليمععان وأ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬‫عَشيرتهم أ ُ‬
‫ِِ ْ ِ َ َ َ ّ َ ْ ِ ُ ٍ ِ ْ ُ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫ِ َ َُ ْ ْ‬
‫‪) ((22‬المجادلة ‪.(22‬‬
‫وعليه فان البعض من المسلمين‪ ،‬مع السف ينطلق فععي تأييععده‬
‫المسبق للنظم الشععتراكية وهععي الشععد إفسععادا فععي الرض علععى‬
‫النظم الغربية الديمقراطية‪ ,‬بحجة القرابة أو الجنسععية أو القوميععة‪,‬‬
‫ولو كان المر كذلك‪ ,‬لما قاتل الرسول صلى الله عليععه وسععلم أبععا‬
‫جهل في غزوة بدر‪ ,‬ولما قاتل الصحابة رضي الله عنهم آبععاءهم أو‬
‫أبناءهم أو عشيرتهم أبدًا‪ ,‬ولكنه ميزان العقيدة والتوحيد‪ ,‬الذي بععه‬
‫يكون الحب في الله والبغض في اللععه‪ ,‬وبععه يكععون الععولء والععبراء‪.‬‬
‫ولم يكن العداء والقتل في السلم على الجنسية أو القومية البتعة‪،‬‬
‫كما هو الحععال عنععد بعععض الجهلععة هععذه اليععام‪ .‬ومععن أظهععر الدلععة‬
‫ملية على ذلك‪ ،‬أمُر الرسول صلى الله عليععه وسععلم المسععلمين‬ ‫العَ َ‬
‫بالهجرة إلى الحبشة‪ ,‬على الرغم من أنها تدين بالنصرانية الكافرة‪,‬‬
‫تاركين مكة حيث الهل والعشيرة‪ ،‬ذلك لن النظام النصععراني فععي‬
‫الحبشة قد حفظ للمسععلمين الضععروريات الخمععس‪ ,‬عبععادة ودعععوة‬
‫وتجارة وتكاثرا ً واحترامًا‪ ،‬في حين قامت قريش ‪ -‬أبنععاء العمومععة ‪-‬‬
‫بمنعهم من ممارسععتها‪ ,‬بقتلهععم ونهععب أمععوالهم وعععدم مصععاهرتهم‬

‫‪89‬‬
‫وانتهاك أعراضهم واتهام من أسلم منهم بالجنون‪ .‬لذلك كله دخلت‬
‫قريش والدول الشتراكية المحاربة للضروريات الخمس في قععوله‬
‫حععاد ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مع ْ‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫وا ّ‬ ‫خ عرِ ي ُع َ‬ ‫ن ِبالل ّهِ َوال ْي َعوْم ِ اْل ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ما ي ُؤْ ِ‬ ‫جد ُ قَوْ ً‬ ‫تعالى ‪َ) :‬ل ت َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه وَل َوْ َ‬
‫م‬‫شععيَرت َهُ ْ‬ ‫م أوْ عَ ِ‬ ‫وان َهُ ْ‬ ‫خع َ‬ ‫م أوْ إ ِ ْ‬ ‫م أوْ أب ْن َععاَءهُ ْ‬ ‫كاُنوا آَباَءهُ ْ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫الل ّ َ‬
‫َ‬ ‫ما ْ‬ ‫أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ه‪)((22)...‬المجادلة‬ ‫من ْ ُ‬
‫م ب ُِروٍح ِ‬ ‫ن وَأي ّد َهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫لي َ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِفي قُُلوب ِهِ ْ‬ ‫ك ك َت َ َ‬
‫من ُععوا‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫داوَةً ل ِل ّع ِ‬ ‫س ع َع َ‬ ‫ش عد ّ الن ّععا ِ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫ج عد َ ّ‬ ‫‪ .(22‬وفي قوله تعالى‪) :‬ل َت َ ِ‬
‫كوا ‪) .((82)...‬المععائدة ‪ . (82‬فععي حيععن دخلععت‬ ‫شعَر ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ْي َُهود َ َوال ّ ِ‬
‫الحبشععة النصععرانية والععدول الغربيععة المحافظععة علععى الضععروريات‬
‫م ِفي‬ ‫قات ُِلوك ُ ْ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫الخمس‪ ،‬في قوله تعالى‪) :‬لي َن َْهاك ُ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م إِ ّ‬ ‫س عطوا إ ِلي ْهِ ع ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫م وَت ُ ْ‬ ‫ن ت َب َّروهُ ع ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ن دِي َععارِك ُ ْ‬ ‫مع ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جوك ُ ْ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ن وَل َ ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬ ‫جعد َ ّ‬ ‫َ‬
‫ن)‪)((8‬الممتحنععة ‪ .(8‬وقعوله تعععالى‪) :‬وَلت َ ِ‬ ‫طي َ‬ ‫سع ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ب ال ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫الل ّ َ‬
‫َ‬
‫صععاَرى()المععائدة ‪.(82‬‬ ‫ن قَععاُلوا إ ِن ّععا ن َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫من ُععوا ال ّع ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫موَد ّةً ل ِل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫أقَْرب َهُ ْ‬
‫مذكرين أن المسلمين في الحبشة لم يؤمروا بععالعودة بحجععة قيععام‬
‫دولة السلم في المدينعة‪ ،‬علعى الرغععم معن تطعبيق أحكعام الكفعر‬
‫فيها‪ .‬فقد عاد جعفعر بعن أبعي طعالب رضعي اللعه عنعه فعي السعنة‬
‫الثامنة للهجرة‪ ،‬ول يعني ول يلزم من قولنا هععذا عععدم التععبري مععن‬
‫دين النصارى‪.‬‬
‫م)‬ ‫ت الّرو ُ‬ ‫‪ -5‬انطلقا ً من العبر في قوله تعالى‪ ) :‬الم)‪(1‬غُل ِب َ ْ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫سِني َ‬ ‫ضِع ِ‬ ‫ن)‪ِ(3‬في ب ِ ْ‬ ‫سي َغْل ُِبو َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ب َعْدِ غَل َب ِهِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ض وَهُ ْ‬ ‫‪ِ(2‬في َ أد َْنى الْر ِ‬
‫ن)‪)(4‬الروم(‪،‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤْ ِ‬‫ح ال ْ ُ‬ ‫فَر ُ‬ ‫مئ ِذٍ ي َ ْ‬ ‫ن ب َعْد ُ وَي َوْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مُر ِ‬ ‫ل ِل ّهِ اْل ْ‬
‫حزن المسلمين لهزيمة الروم لنهم القرب إلى ديننا من‬ ‫و ُ‬
‫الفرس‪ ,‬علما ً أن هذا التعاطف معهم ليس من باب الولء أو‬
‫العمالة لهم في شيء‪ .‬فإننا نؤيد كل حركة تقلل من الشر في‬
‫الرض‪ ،‬ولو بتغيير الشر الكبر والكفر الكبر بالشر الصغر والكفر‬
‫الصغر‪ .‬وللقواعد الصولية" دفع الضرر الكبر بالضرر الصغر" أو‬
‫" اختيار أدنى المفسدتين " أو " درء المفاسد وتقليلها "‪ ،‬ول يقال‬

‫‪90‬‬
‫في مثل هذا الموضع )كلهم كفار( ‪ ،134‬فهناك كفر وكفر أكبر‪،‬‬
‫وشر وشر أكبر‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق مما توصلنا إليه‪ ,‬فانه يلزم كععل مسععلم أن‬
‫يؤيد كل مععا يععؤدي إلععى حفععظ الضععرورات الخمععس أو اسععتكمالها‪,‬‬
‫ورفض كل ما يؤدي إلى انتهاك الضرورات الخمس أو بعضها‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ,‬علينا أن نرفض قيام أمريكا بإسقاط حركة‬
‫طالبان‪ -‬التي تسببت سياسععة ابععن لدن وأخطععاء الحركععة الفادحععة‬
‫بزوالها‪ -‬أو بزوال السعودية أو أي دولة عربية غير يسععارية التععوجه‪,‬‬
‫لما في ذلععك مععن إيقععاع الضععرر علععى الضععرورات الخمععس‪ ,‬ليععس‬
‫لزوالها‪ ,‬بل لععزوال التشععريعات الموضععوعة فععي السعععودية خاصععة‬
‫وحركة طالبان لحفظ هذه الضععرورات‪ .‬فكيععف بموقفنععا مععن قيععام‬
‫دولة اشتراكية‪ -‬ولععو عربيععة‪ -‬بإسععقاط النظععام السعععودي أو حركععة‬
‫طالبان أو أي دولة مسلمة أخرى مثععل الردن ‪135‬؟ سععنكون أشععد‬
‫رفضا واستنكارا لذلك‪ ,‬ولو اسععتطعنا الجهععاد إذا تععوفرت الشععروط‬
‫وانتفت الموانع لععدفع حصععول ذلععك لفعلنععا‪ ,‬ويععا ليتهععم يعلمععون أن‬
‫البديل عن الحكم في السعودية‪ ،‬سيكون نظاما يساريا‪ ،‬أو شيعيًا‪.‬‬
‫ولو خيرنا بين نظام ديموقراطي تحفظ فيه الضرورات الخمس‪,‬‬
‫ونظام ثوري شيوعي اشتراكي تنتهك فيه الضرورات الخمس‪ ،‬ولععو‬
‫حتى ضرورة واحدة منها‪ ،‬لوجب علينا اختيار النظام الععديموقراطي‬
‫الععذي تحفععظ فيععه الضععرورات الخمععس‪ ,‬حععتى لععو كععان النظععام‬
‫الشتراكي من جلدتنا‪ ,‬ول يعدّ هذا الخيار من بــاب الــولء أو‬
‫العمالة للنظام الديموقراطي كما يزعم البعض ممن قل‬

‫‪ - 134‬وقول )كلهم كفار( ليس في المعاملة في الدنيا‪ ،‬بل في حكععم الخععرة‬


‫أنهم كلهم في النار‪.‬‬
‫‪ - 135‬وان لم تصل الردن إلى درجة تطععبيق السععلم فععي السعععودية‪ ،‬ولكععن‬
‫عواطف النظام الردني إسلمية‪ ،‬ل كما يزعم البعععض‪ ،‬ودليلنععا قيععام كععل مععن‬
‫الملك المؤسس والملك الحسين الراحل بدعوة الخوان المسلمين للعمل مع‬
‫الحكومة لجل بناء الوطن‪ ،‬وغيره من السباب ليس هذا موضع بحثها‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫علمهم‪ .‬وإل لزم القائلين بذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬اتهام الصحابة بالولء والعمالة للروم‪ ,‬إذ تعاطفوا معهععم حيععن‬
‫هزمهم الفرس‪.‬‬
‫ب‪ -‬اتهععام الصععحابة المهععاجرين إلععى الحبشععة النصععرانية بععالولء‬
‫والعمالة لها‪ ،‬لقبولهم العيش فععي كنععف النصععارى وتحععت حكمهععم‪.‬‬
‫وليس المر كذلك‪ ،‬إنمعا كعان تعععاطفهم معع الععروم وهجرتهععم إلعى‬
‫الحبشة‪ ،‬مععن بععاب " درء المفاسععد أو تقليلهععا "‪ ،‬أو " اختيععار أدنععى‬
‫المفسععدتين "‪ ،‬فمفسععدة الفععرس أعظععم مععن مفسععدة الععروم‪،‬‬
‫ومفسدة كفار مكة أعظم مععن مفسععدة الحبشععة‪ ،‬ولكععن مععا هكععذا‬
‫تحسب المور‪.‬‬
‫وانطلقععا مععن مقصععد الشععريعة السععمى " تحصععيل المصععالح و‬
‫تكميلها‪ ,‬وتعطيل المفاسد وتقليلها " نقول باختصار‪:‬‬
‫علينا أن نرفض كل تغيير سواء أكان من السوء إلــى‬
‫السوأ أو من الخير إلى السوء أو من الخير الكمل إلــى‬
‫الخير الكامل‪ .‬فإن ذلك يــدفع باتجــاه الهزيمــة‪.‬وان نؤيــد‬
‫كل تغيير من الشر إلى الخير‪ ،‬أو من الشر إلى شر أقل‬
‫منه‪ ,‬أو من الخير إلى خيــر أكمـل منـه‪ .‬فـإن ذلـك يـدفع‬
‫باتجاه النصر‪.‬‬
‫لذا قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله تعالى‪ " :‬ليس العاقل‬
‫الذي يعلم الخير من الشر إنما العاقل الذي يعلم خير‬
‫الخيرين وشر الشرين "‪.136‬‬

‫ويقول‪:‬‬
‫" فل يجوز دفع الفساد القليل بالفساد الكثير ول دفع أخف‬
‫الضررين بتحصيل أعظم الضررين فإن الشريعة جاءت بتحصيل‬
‫المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب المكان‪،‬‬

‫‪ -‬فتاوى ابن تيمية في الفقه ج‪ 20 :‬ص‪.54 :‬‬ ‫‪136‬‬

‫‪92‬‬
‫ومطلوبها ترجيح خير الخيرين إذا لم يمكن أن يجتمعا جميعا ودفع‬
‫شر الشرين إذا لم يندفعا جميعا "‪.137‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫" إذ الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل‬
‫المفاسد وتقليلها والورع ترجيح خير الخيرين بتفويت‬
‫أدناهما ودفع شر الشرين وإن حصل أدناهما"‪.138‬‬
‫إذن من الورع كما قال ابن تيمية أن ندفع شر الشرين‬
‫) الشتراكية الصهيونية( بالشر الدنى ) الديموقراطية الغربية(‪.‬‬
‫والى متى يا شباب السلم ستبقى أخس شرذمة في التاريخ‬
‫توجه بعضنا لخدمة مشروعها التوسعي؟ أل يعلم أولئك أن‬
‫انحيازهم إلى الشر الكبر ) الشتراكية الصهيونية(‪ ،‬يعد نصرا‬
‫لسرائيل؟‬
‫وأن محاربتهم للشر الصغر )الديموقراطية الغربية( يضر‬
‫بمصالحنا؟‬
‫‪ -6‬يجععب أن ُيعلععم فععي ضععوء النتععائج السععابقة‪ ،‬أن الكععثير مععن‬
‫المواقععف السياسععية والعمععال الصععواب‪ ،‬الصععادرة عععن كععثير مععن‬
‫الساسة والحكام العرب والمسلمين غير الشععتراكيين الععتي تصععب‬
‫في المصالح العامة للمة‪ ،‬تصنف عند البعض من باب الخيانة للمة‬
‫والعمالة للجنبي‪ .‬ويرجع سبب ذلك إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬الجهل في الحكام الشرعية المطابقة للواقع‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ -2‬الجهل في فهم الواقع‪ ،‬أو أنهم ُأفهموا أوهاما وسرابا ظنوها‬
‫بالخدع الجاسوسية حقائق‪ .‬فأنزلوا الحكام الشرعية عليها‬
‫فأخطؤا‪ .‬فإن كانوا من العلماء المجتهدين فلهم أجر‪ ،‬وإن لم‬
‫يكونوا كذلك‪ ،‬ضلوا وأضلوا‪.‬‬
‫‪ -3‬انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم‪ ،‬أو زعزعتها للسببين‬

‫‪ -‬فتاوى ابن تيمية في الفقه ج‪ 23 :‬ص‪.343 :‬‬ ‫‪137‬‬

‫‪ -‬فتاوى ابن تيمية في الفقه ج‪ 30 :‬ص‪.193 :‬‬ ‫‪138‬‬

‫‪93‬‬
‫الماضيين وللخطط الصهيونية والشتراكية‪.‬‬
‫وهذا الصنف من الناس‪ ،‬الذين ل يثقون بمقولت ومواقف‬
‫بعض الساسة والحكام العرب من غير الشتراكيين‪ ،‬يشكلون‬
‫خطرا ً كبيرا ً على أمن البلد والعباد‪ ،‬فهم ممن وصفهم الرسول‪-‬‬
‫صلى الله عليه وسّلم‪ -‬بع " غثاء السيل " المخدوعون بالدعايات‬
‫ونوا المين‪،‬‬‫ذبوا الصادق وخ ّ‬ ‫والشاعات المغرضة‪ ،‬حتى أنهم ك ّ‬
‫فوقعوا فيما وقع فيه قتلة عثمان بن عفان‪ -‬رضي الله عنه‪.-‬‬
‫‪ -7‬وإذا كان المر كذلك‪ ,‬وجب على المنابر العلمية السلمية‬
‫أن تقوم بمسؤوليتها في تثقيعف المجتمعع المسعلم بمضعمون هعذه‬
‫النتععائج والتوصععيات وتكرارهععا مععع الزمععن قبععل فععوات الوان‪ .‬وأن‬
‫تتحمل لجل ذلععك أبشععع النعععوت والصععفات مععن قبععل العديععد مععن‬
‫الطراف‪.‬‬
‫وفي المقابل القيام بحملة تثقيفية حواريععة أخععرى فععي أسععرع‬
‫وقت ممكن‪ ,‬تخععاطب فيهععا الععرأي العععام الغربععي بلغتععه وبالحكمععة‬
‫والموعظة الحسنة‪ ,‬توضح لععه فيهععا أسععباب الزمععة القائمععة بينهععم‬
‫وبيععن الشععارع السععلمي وأن هععذه الزمععة مفتعلععة ل تمثععل روح‬
‫العقيدة السلمية‪ ,‬لن الحركة الصهيونية ومعها الشتراكية بقصععد‪،‬‬
‫ومععن تععأثر بمقولتهمععا السياسععية مععن المسععلمين بجهععل‪ ,‬يسعععون‬
‫لقناع أصحاب القرار في الغرب بأن ما يصدر مععن أعمععال إرهابيععة‬
‫مععن قبععل بعععض المسععلمين يعععبر عععن طبيعععة السععلم وحقيقتععه‬
‫وجوهره‪ ,‬كي يدرجوه ضمن المذاهب الهدامة‪ ،‬كالمذهب الشيوعي‬
‫دثععة نبععذها للرهععاب‬ ‫سععواًء بسععواء‪ .‬ومععع ادعععاء الشععيوعية المح ّ‬
‫ً‬
‫والمعاناة منه‪ ،‬ستقف الشيوعية مع الغرب جنبا إلى جنب لمحاربععة‬
‫السععلم بصععفته عععدوا ً مشععتركا ً بينهمععا‪ ،‬وهععذا مععا نخشععى حععدوثه‬
‫مستقبل‪.‬‬
‫‪ -8‬حين نظر أعداء السلم من الشتراكيين والصهاينة إلى حرية‬
‫ممارسة الديان ومنها السلم في أمريكا‪ ،‬وما نتج عنععه مععن إقبععال‬
‫المريكان على السلم‪ ،‬بحيث أصبح لكل جماعععة مععن الجماعععات‬

‫‪94‬‬
‫السلمية المعاصرة حضور واضح وفاعل فيها‪ ،‬ارتبك هؤلء العداء‬
‫واغتاظوا لما في ذلك من تهديد لمخططاتهم الخطيرة في أمريكا‪،‬‬
‫أو زيادة التعاطف المريكي مع القضععايا السععلمية‪ .‬فععأطلقوا علععى‬
‫السلم فععي أمريكععا‪ ،‬أو علععى السععلم الععواقعي الععذي ل يسععتعدي‬
‫ددوه فععي‬ ‫أمريكععا ول تسععتعديه أمريكععا بع ع )السععلم المريكععي(‪ .‬ور ّ‬
‫وسائل العلم‪ ،‬فتأثر بهذا الشعار الباطععل أخععوة لنععا فععي العقيععدة‪،‬‬
‫غيععورون علععى دينهععم وأمتهععم‪ ,‬فوقعععوا فععي التضععليل العلمععي‬
‫المغرض وللسف‪ .‬ولهعذا نقعول لهعم إن كنتعم تنتمعون إلعى إحعدى‬
‫الجماعات السلمية المعاصرة‪ ،‬فإن لجماعتكم حضورا فععاعل وقععد‬
‫يكون واسع النتشار في أمريكععا‪ ،‬فهععل ترضععون أن يوصععف إسععلم‬
‫جماعتكم بع ) السلم المريكي ( كععون القععانون المريكععي ل يمنععع‬
‫ممارستها للسععلم ؟ فععإن كنتععم يععا أصععحاب الجماعععات السععلمية‬
‫المتواجدة في أمريكا ل ترضون بأن يوصف إسلمكم بع ع ) السععلم‬
‫المريكي ( وتنفون عن أنفسكم هذه التهمة‪ ،‬بل تحاربونهععا‪ ،‬فكيععف‬
‫؟ وإذا كعانت أمريكعا ل تسععى لمركعة‬ ‫دقون ذلك خارج أمريكعا ‍‬ ‫تص ّ‍‬
‫جماعاتكم‪ ،‬وتعتقدون أن ل وصاية لحد عليكم فيها‪ ،‬وأنتم تعيشععون‬
‫في كنفها وتحت دستورها وقانونها‪ ،‬فكيف تصدقون أنها تفعل ذلععك‬
‫؟!!‬
‫؟ ‍‬
‫وتها التشريعية الدستورية ‍‬‫خارج بلدها حيث تنقطع ق ّ‬
‫إن ما تقوم بععه أمريكععا خععارج بلدهععا ليععس مععن بععاب محاربععة‬
‫السلم بقدر ما هو ردود أفعال نتيجة التشوهات الفكرية والجهادية‬
‫التي وقعت فيها بعض الفئات السلمية‪ .‬والتي عععانت منهععا الععدول‬
‫السلمية نفسها‪ ،‬ويعاني منهعا كعل مسعلم يعيعش فعي بلد الغعرب‬
‫والشععرق علععى حععد سععواء‪ .‬والععدليل علععى ذلععك أن المرجعيععات‬
‫السلمية الكبرى في العالم السلمي ) الزهر الشريف في مصر‪،‬‬
‫وهيئة كبععار العلمععاء فععي السعععودية‪ ،‬ومشععيخة الشععام واليمععن (‬
‫ددوا جميعا بهذه العمال المصععبوغة بالسععلم‪ ،‬واعتععبروا‬ ‫وغيرهم‪ ،‬ن ّ‬
‫فاعليها صبية يتلعبون بقدر المة‪ ،‬ل يمثلون إل أنفسهم ومن يقععف‬
‫وراءهم‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫وعليه نؤكد أن هذا الظعن المغلعوط العذي اعتعبر السعلم الععدو‬
‫الول لمريكا‪ ،‬إنما هو نتيجة الخلط الفاضح بين المقدمات‬
‫والنتائج‪ ،‬أو قل الخلط بين الواقــع والــوهم‪ ،‬والنظععر إلععى‬
‫بعض التقارير المنسوبة إلععى الدارة المريكيععة زورا وكععذبًا‪ ،‬ويظععن‬
‫البعض أن كل ورقة كتبت في أمريكا أو عمل صععدر عععن أمريكععي‪،‬‬
‫يعبر بالضرورة عن سياسة الدارة المريكية‪ ،‬وليععس المععر كععذلك‪،‬‬
‫علما بععأن كععثيرا مععن التقععارير المنشععورة علععى صععفحات النععترنت‬
‫والمنسوبة لجهات أمريكية‪ ،‬ليست صحيحة النسبة‪ .‬وأنه يوجد مععن‬
‫الصععهاينة والشععتراكيين الكععثيرون ممععن يسعععون لتلطيععخ صععورة‬
‫أمريكا في العالم لتنفير الناس من الرأسمالية سعيا لسععقاطها‪،139‬‬
‫ومن ثم توريطهم بالشتراكية‪.‬‬
‫‪ -9‬يظن البعض أن التحالف القائم حاليا بين اليساريين ومختلف‬
‫الحركععات والجماعععات السععلمية ‪ -‬إل مععا رحععم اللععه – يصععب فععي‬
‫مصلحة السلم ل اليسار‪ ،‬أو في مصلحة الجميعع معن بعاب تقعاطع‬
‫المصالح بيننا وبينهم في صععراعنا ضععد عععدونا المشععترك أمريكععا أو‬
‫الرأسمالية حسب زعمهم‪ .‬فما صحة هذا القول ؟‬
‫لنناقش المر في ضوء ما مر معنا في هذه الرسالة‪ ،‬فنقول‪:‬‬
‫‪ -‬تبين لنا أن الهدف من تحععالف اليسععار معع غيرهععم هعو تحععالف‬
‫مؤقت ضد النظم المستهدفة المحاربة لليسار‪ ،‬وخاصة الرأسمالية‬
‫منها‪.‬‬
‫‪ -‬وبما أن العدو الول للمسلمين وللغرب عامة ولمريكا خاصععة‪،‬‬
‫هععي الشععيوعية الشععتراكية الععتي تحععارب الضععروريات الخمععس‬
‫للنسانية‬
‫‪ -‬وبما أن الشتراكية اليهودية ل زالت بعد سياسة إعادة البناء‬
‫) البيروسترويكا( هي العدو المشترك الول للمسلمين‪ ،‬و للغرب‬
‫عموما‪ ،‬وللنسانية جمعاء‪.‬‬
‫‪ - 139‬ومثال ذلك تصوير حسنات أمريكا بالسيئات‪ ،‬وسيئاتها مضروبة بعشععر‬
‫إلى سبعين ضعفُا‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫‪ -‬وبما أن الكذب والمراوغة واللف والدوران والخداع‪ ،‬سمات‬
‫أساسية في الشتراكية بمختلف مسمياتها‪.‬‬
‫فان ذلك كله يؤكد مقولت الماركسيين السابقة أن هذا التحالف‬
‫إنما هو " لضافة قوة إلى قوتهم " أو " لتسخير الصراع الثانوي‬
‫للصراع الرئيسي " أومن باب " عدو عدوي صديقي" ‪ .‬وقد مر‬
‫معنا أن هذا السلوب مورس علينا بنجاح تام‪.‬‬
‫إذن مشروع محاربة أمريكا هو رأس المشاريع الشتراكية التي‬
‫تصب في مصلحتها هي‪ ،‬وليس من المشاريع اليجابية في العمل‬
‫السلمي البتة‪ ،‬بل يضر بمصالح السلم والمسلمين‪ .‬فثبت أن‬
‫تحالف بعضنا المرحلي مع اليسار‪ ،‬هو لصالح المشروع الشتراكي‬
‫وبالتالي الصهيوني‪،‬وليس لصالح مشروعنا السلمي‪.‬‬
‫صّنفون في المصطلح‬ ‫‪ -‬ويجب التذكير بأن السلميين عموما‪ ،‬ي َ‬
‫الشيوعي الماركسي ضمن الفئة البرجوازية‪ .‬فعليهم تجنب موافقة‬
‫الطروحات السياسية والشعارات الخداعة المرفوعة من قبل‬
‫الماركسيين بمختلف مسمياتهم‪) .‬شيوعية‪ ،‬اشتراكية‪ ،‬ناصرية‪،‬‬
‫بعثية‪ ،‬قومية‪ ،‬تحريرية‪ ،(...‬فضل عن التحالف معهم ولو في جزء‬
‫يسير من الطريق‪ .‬فإنهم يريدوننا مطايا‪ ،‬كما فعلوا بنا سابقا‬
‫لسقاط النظم الوطنية والسلمية المعتدلة المتبقية في منطقتنا‪،‬‬
‫لتتمكن الصهيونية من تحقيق أطماعها التوسعية في بلد ما بين‬
‫الفرات والنيل‪ .‬وليس هذا التحذير مبنيا على الوهم والخيال‪ ،‬إنما‬
‫هو نتيجة جحر واحد لدغنا منه مرارا في تاريخنا المعاصر‪ .‬في‬
‫مصر أيام فاروق‪ ،‬حين تحالف الشيوعيون الشتراكيون مع الخوان‬
‫المسلمين‪ ،‬بل قبلوا بعد إسقاط حكومة فاروق بأن يكون المسلم‬
‫) محمد نجيب( رئيسا لمصر‪ ،‬باعتباره مفوضا من قبل حكومة‬
‫ثورية مؤقتة‪ -‬كما مر معنا قبل صفحات من تعاليم لينين‪ -‬ومن ثم‬
‫خل الجو للشتراكية الناصرية بعد ستة أشهر تقريبا‪ ،‬لتفعل‬
‫بالمسلمين والمعارضة ما تشاء‪ .‬كما تكرر هذا المر في باقي‬
‫الدول العربية الشتراكية الثمانية الخرى‪ ،‬وقبل ذلك كله في‬

‫‪97‬‬
‫التحالف القديم بين السلميين والشتراكيين بقيادة لينين في‬
‫روسيا النصرانية قبل الثورة البلشفية الشيوعية‪ .140‬فهذه تجارب‬
‫مرت بنا‪ ،‬بل شاركنا في صنع نتائجها الوخيمة على عقيدتنا‬
‫وأعراضنا وأرضنا وكرامتنا‪ ،‬ول زلنا نسير على نفس الدرب بدل‬
‫من التعاظ بما مضى‪ .‬فها هي الدول المعتدلة والسلمية المتبقية‬
‫تواجه نفس المصير بتحالف أبنائها المخلصين لوطنهم من‬
‫المسلمين وغيرهم‪ ،‬مع أصحاب الجندات اليسارية‬
‫الخارجية‪ ،‬المتظاهرين بحب الوطن والدفاع عن حقوقه وقضاياه‪،‬‬
‫ضد النظم الجتماعية والسياسية القائمة‪ .‬علما بأن بعض أصحاب‬
‫الجندات الخارجية المجندين‪ ،‬مخدوعون كذلك بالشعارات البراقة‬
‫المدغدغة للعواطف شأنهم في ذلك شأن غيرهم من عامة الناس‪،‬‬
‫وهؤلء قد ينالهم من العقوبة والتصفية ما يستحقون من وجهة‬
‫نظر أسيادهم‪ ،‬بعد انتهاء خدماتهم‪ .‬فلنحذر قبل فوات الوان‪.‬‬
‫يقول الدكتور جابر الحاج‪ " :‬تمنينا الثورة وانتظرناها‪ ،‬وكم‬
‫سهرنا الليالي ندعوا ربنا ونناجي خالقنا‪ ،‬ونسأله إنقاذ مصر من‬
‫طغيان فاروق "‪ .141‬ويقول‪ " :‬وكنا نتصور أن أي انقلب سيأتي‬
‫برجال أفضل من الذين أبغضناهم"‪ .142‬وبعد أن ذكر بعضا من‬
‫الجرائم الشتراكية الناصرية قال‪ " :‬أل يجوز لنا أن نترحم على‬
‫فاروق‪ ،‬ونبكي على غيره ممن لعنا عهدهم‪ ،‬فبعض البلء أهون‬
‫من بعض!! " ‪.143‬‬
‫نعم حنانيك فبعض الشر أهون من بعض‪ .‬وهذه الرسالة‬
‫بين يديك أخي القارئ توضح أن البلء العظم هو في الشتراكية‬
‫وليس في الرأسمالية‪ ،‬فتنبه‪.‬‬
‫‪ -10‬من الممكن جدا أن يندهش كل صععاحب عقععل بعععد الطلع‬
‫‪140‬‬
‫أفكار ماركسية في الميزان‪ ،‬لن طارق حجي‪،‬ص ‪65‬‬
‫‪ -‬فشل حركة يوليو بعدائها للتيار السلمي‪ ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪141‬‬

‫‪ -‬فشل حركة يوليو بعدائها للتيار السلمي‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪142‬‬

‫‪ -‬فشل حركة يوليو بعدائها للتيار السلمي‪ ،‬ص ‪.24‬‬ ‫‪143‬‬

‫‪98‬‬
‫م لم يتحرك‬ ‫على مادة هذه الرسالة وفهمها‪ ،‬ويتساءل في نفسه‪ ،‬ل َ‬
‫المسلمون لبيان الخطر الشتراكي الزاحععف والتصععدي لععه إعلميععا‬
‫وغيره‪ ،‬بقدر عدائه وإجرامه وفتكه بالقضية السلمية وبالمسلمين‪،‬‬
‫في حين نرى حركتهم موجهة بقوة إلى الخطر الرأسمالي ؟‬
‫سبب ذلك يعود إلى‪:‬‬
‫ل‪ -‬أننا غثاء كغثاء السيل ) كما وصفنا الرسول صلى الله عليععه‬ ‫أو ً‬
‫وسلم(‬
‫ثانيًا‪ -‬أسععاليب الخععداع العلميععة وغيععر العلميععة الععتي تمارسععها‬
‫وسائل العلم الشتراكية والصهيونية وأفعالهم‪ ،‬ومن تأثر بهععا مععن‬
‫أبناء المة السلمية أفرادا وجماعات‪ ،‬حيعث جعلعت الصعادق كاذبععا‬
‫والمين خائنا‪ ،‬والعععادل ظالمععا‪ ،‬والمخلععص منافقععا وعميل‪ ،‬والعععالم‬
‫جبانععا وطاغوتععا ومخععذ ّل ً وعععالم سععلطان‪ ،‬وغيععره‪ ،‬فععانطبق علينععا‬
‫الوصعف العدقيق لحالنعا " غثعاء كغثعاء السعيل "‪ .‬فعان هعذا السعيل‬
‫جه والحامععل لنععا هععو نتيجععة علععم يسععمى بع ع )علععم‬
‫الفكععري المععو ِ‬
‫الجيبرو(‪ ، 144‬علم تسععخير الشععوب ‪ -‬لمصععلحة الصععهيونية‪ -‬تقععوم‬
‫عليه الشيوعية والصهيونية في روسيا‪ ،‬حيث جعلعت مئات الملييعن‬
‫في العالم كله يصفقون للموت القادم‪ ،‬والجوع والقهععر والسععتعباد‬
‫وأقسععى أنععواع الظلععم فععي التاريععخ البشععري‪ ،‬باسععم الشععتراكية‪،‬‬
‫والحرية‪ ،‬والديموقراطية‪ ،‬والوحدة‪ ،‬وإقامععة دولععة الخلفععة‪ ،‬وأخيععرا‬
‫الجهاد ضععد الصععهيونية والسععتعمار الصععليبي ‪ .145‬وتحععت شعععارات‬
‫‪ - 144‬عن كتاب) الشيوعية كما عرفتها(‪ ،‬سياسي عربععي‪ ،‬ص ‪ ،11‬وقععد نشععر‬
‫في مجلة حول العالم في العدد)‪ (330‬في ‪.26/2/1959‬‬
‫‪ - 145‬من الملفت للنظععر أن شعععار" الحععرب ضععد الصععهيونية والسععتعمار"‪،‬‬
‫رفعتععه الحركععات اليسععارية قبععل مرحلععة إعععادة البنععاء‪ .‬ورفعتععه الجماعععات‬
‫السلمية مؤخرا بعد ذلععك‪ ،‬وقعامت بنفعس العمعال الرهابيعة المحرمععة الععتي‬
‫مارستها الحركات الثورية الشيوعية من قبل‪ ،‬علمععا أن هععذا الشعععار لععم يضععر‬
‫بأمن إسرائيل‪ ،‬ل على يد الشتراكيين من قبل ول على يععد السععلميين حاليععا‪،‬‬
‫بل استثمرت إسرائيل ذلك في الوساط العلمية لحشد التأييد قععدر الممكععن‬
‫لخدمة مصالحها‪ ،‬فهل من معتبر؟‪ .‬وهذا ل يعنععي الطعععن فععي النوايععا الحسععنة‬
‫‪99‬‬
‫مختلفة ومتعددة‪ ،‬منها شعار " يا عمال العالم اتحععدوا "‪ ،‬وشععار "‬
‫العدل في توزيع الثروة "‪ ،‬وشعار " العدالة الجتماعيععة"‪ ،‬والشعععار‬
‫المرحلي " ل شرقية ول غربية " ‪ ،146‬وشعار " اشتراكية السلم"‪،‬‬
‫وشعار " الكفر ملة واحدة "‪ ،‬وشعععار " كلهم كفار "‪ ،‬وشعار ماتت‬
‫الشيوعية "‪ ،‬وأخيرا شعععار " محاربععة العولمععة والقطععب الواحععد "‪.‬‬
‫لذلك فإننا نعيش أيام الخدع الكعبرى والععدجل فعي زمععن السعنوات‬
‫الخداعات‪ ،‬وهذا يذكرنا بفتنة الدجال الععتي تسععبق خروجععه‪ ،‬فكيععف‬
‫الحال بنا بعد خروجه؟ فمن أراد النجاة مععن الفتععن فعليععه أن يععرى‬
‫الواقع بعينه‪ ،‬ويتجنب الشاعات المغرضة القاتلة‪.‬‬

‫" لمصلحة من معاداة أمريكا " ؟‬


‫كلمة يجب إبرازها وتكرارها في المجتمعات السلمية‬
‫والحمد لله رب العــالمين‬

‫للسلميين‪ ،‬ولكن يقرأ الموضوع من باب " كم من مريد للخير ل يصيبه "‪.‬‬
‫‪ - 146‬رفعه الخميني حتى تمكن‪ ،‬ثم ربط بعد ذلك إيععران بالتحععاد السععوفيتي‬
‫والكتلة الشتراكية‪ ،‬في حين استمر في معاداة الغرب‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫الفـــهرس‬
‫‪1.........................................................................................................................‬‬
‫المنابر العلمية‪2....................................................................................................‬‬
‫بين ‪2...................................................................................................................‬‬
‫تجاهل الخطر الشتراكي‪2...........................................................................................‬‬
‫وظاهرة معاداة أمريكا ‪2............................................................................................‬‬
‫‪2........................................................................................................................‬‬
‫تأليف‪2..................................................................................................................‬‬
‫عدنان بن عبد الرحيم الصوص‪2..................................................................................‬‬
‫رقم الجازة المتسلسل لدى دائرة المطبوعات والنشر‪3.......................................................‬‬
‫‪3.................................................................................................2004 / 8 / 2021‬‬
‫المملكة الردنية الهاشمية‪3.........................................................................................‬‬
‫رقم اليداع لدى دائرة‪3..............................................................................................‬‬
‫المكتبة الوطنية‪3......................................................................................................‬‬
‫) ‪3............................................................................................( 2004 / 8 / 2050‬‬
‫‪3................................................................................................................302.2‬‬
‫الصوص‪ ،‬عدنان‪3....................................................................................................‬‬
‫المنابر العلمية بين تجاهل الخطر الشتراكي وظاهرة معاداة أمريكا‪ -.‬عمان‪ :‬المؤلف‪3. .،2004 ،‬‬
‫( ص‪3...........................................................................................................‬‬ ‫)‬
‫ر ‪ .‬أ ‪3....................................................................................( 2004 / 8 /2050 ) :‬‬
‫الواصفات‪/:‬العلم‪//‬الثقافة السياسية‪//‬السياسة‪3............................................................./‬‬
‫تم إعداد بيانات الفهرسة والتصنيف الولية من قبل دائرة المكتبة الوطنية‪3..............................‬‬
‫عمان‪ -‬الردن‪ -‬بريد الكتروني‪5....................................................................................‬‬
‫‪5................................................................SAMEERALSHAFAE@YAHOO.COM‬‬
‫‪101‬‬
‫‪5........................................................................................................................‬‬
‫الهـــــــداء‪6...........................................................................................................‬‬
‫إلى ‪ :‬أولي العقـول واللباب‪6.......................................................................................‬‬
‫إلى ‪:‬المجاهدين في سبيل ال تعالى‪6..............................................................................‬‬
‫إلى ‪ :‬مريــدي الحق والمدافعين عنه أينما وجدوا‪6.............................................................‬‬
‫يي‬‫ييييي‪ :‬ييييي يييييي يي يييييي يييييييييي‬
‫ييييييييي )يييييييي (‪67 .....................................................‬‬
‫‪ -3‬ثبت أن السلم ليس العدو الول لمريكا‪ ،‬لنه يحفظ الضروريات الخمس للنسانية كما تراعيها‬
‫أمريكا‪ .‬إل أنه يزيد عليها‪84........................................................................................‬‬
‫‪ -4‬ثبت أن العدو الول للمسلمين وللغرب عامة ولمريكا خاصة‪ ،‬هي الشيوعية الشتراكية التي‬
‫تحارب الضروريات الخمس للنسانية المرعية في الدستور المريكي‪84.................................‬‬
‫‪ -5‬ثبت أن الشتراكية اليهودية ل زالت بعد سياسة إعادة البناء )البيروسترويكا( هي العدو‬
‫المشترك الول للمسلمين‪ ،‬و للغرب عموما‪ ،‬وللنسانية جمعاء‪84..........................................‬‬
‫‪ -3‬استطاعت إسرائيل من خلل عملئها الشتراكيين السيطرة على بلد ما بين الفرات والنيل على‬
‫عدة مراحل من تاريخ الصراع العربي السرائيلي‪ ،‬وبقيت الردن والسعودية‪ .‬ولكن بسبب تطبيق‬
‫بنود عملية السلم التي بدأت في نهاية السبعينات مع مصر‪ ،‬بدأت دولة إسرائيل بالتراجع جغرافيا‪،‬‬
‫وذلك عن طريق النسحاب من الراضي العربية المحتلة عام ‪1967‬م‪ ،‬وأخيرا زوال النظام‬
‫الشتراكي في العراق‪86.............................................................................................‬‬
‫وعليه فان صراعنا بالدرجة الولى والثانية والثالثة مع الدول الشتراكية‪86............................‬‬
‫وهنا قد يسأل سائل‪ :‬ما تقول في سياسة أمريكا الداعمة حاليا لسرائيل‪ ،‬أل تشكل خطرا علينا؟‪86..‬‬
‫وجوابه‪86............................................................................................................ :‬‬
‫أن سياسة أمريكا مع إسرائيل لها وجهان‪86...................................................................:‬‬
‫ب‪ -‬سياسة ايجابية تتمثل بما يلي‪88.............................................................................:‬‬
‫‪ -1‬منع إسرائيل من التوسع خارج حدودها‪ ،‬من خلل إجبار إسرائيل بالنسحاب من سيناء عام‬
‫‪ 1956‬م‪ .‬ومحاولتها مرارا رفض مشروع قرار التقسيم الذي فرضته الكتلة الشتراكية‪ ،‬وانبثق‬
‫عنه قيام دولة إسرائيل عام ‪1948‬م‪ .‬وهي تمنع حاليا إسرائيل من تصفية القضية الفلسطينية‪،‬‬
‫بحجة محاربة الرهاب الفلسطيني‪ ،‬مما يدل على أن سياسة أمريكا ل تسعى كالشتراكيين إلى اقامة‬

‫‪102‬‬
‫الدولة اليهودية‪ ،‬أو توسيعها‪ ،‬إنما يكفيها مشروع وجود يهودي في فلسطين الذي دعمته بريطانيا‬
‫سابقا‪ .‬وعليه أؤكد على ضرورة الحفاظ على هذه السياسة‪ ،‬وتجنب ما يعكر صفاءها‪88...............‬‬
‫‪ -4‬على المسلم أن يوالي أولياء ال مهما كانت جنسيتهم أو عرقهم أو لونهم أو نسبهم‪ .‬فيصدق‬
‫الصادق‪ ،‬ويؤمن المين‪ ،‬ول يخدع فيهم‪ .‬وعليه أن يتبرأ ممن حاّد ال ورسوله‪ ,‬ولو كان من جلدته‬
‫أو أقرب الناس إليه‪ ،‬فيكذب الكاذب‪ ،‬ويخون الخائن ول يخدع بهم‪89......................................‬‬
‫سوَلُه َوَلْو َكاُنوا آَباَءُهْم‬‫ل َوَر ُ‬‫حاّد ا َّ‬ ‫ن َ‬‫ن َم ْ‬‫خِر ُيَواّدو َ‬ ‫لِ‬
‫ل َواْلَيْوِم ا ْ‬ ‫ن ِبا ِّ‬‫جُد َقْوًما ُيْؤِمُنو َ‬
‫قال تعالى ‪َ) :‬ل َت ِ‬
‫ح ِمْنُه‪((22)...‬‬ ‫ن َوَأّيَدُهْم ِبُرو ٍ‬
‫ب ِفي ُقُلوِبِهْم اِْليَما َ‬
‫ك َكَت َ‬ ‫شيَرَتُهْم ُأْوَلِئ َ‬
‫ع ِ‬‫خَواَنُهْم َأْو َ‬‫َأْو َأْبَناَءُهْم َأْو ِإ ْ‬
‫)المجادلة ‪89.....................................................................................................(22‬‬
‫وعليه فان البعض من المسلمين‪ ،‬مع السف ينطلق في تأييده المسبق للنظم الشتراكية وهي الشد‬
‫إفسادا في الرض على النظم الغربية الديمقراطية‪ ,‬بحجة القرابة أو الجنسية أو القومية‪ ,‬ولو كان‬
‫المر كذلك‪ ,‬لما قاتل الرسول صلى ال عليه وسلم أبا جهل في غزوة بدر‪ ,‬ولما قاتل الصحابة رضي‬
‫ال عنهم آباءهم أو أبناءهم أو عشيرتهم أبدًا‪ ,‬ولكنه ميزان العقيدة والتوحيد‪ ,‬الذي به يكون الحب‬
‫في ال والبغض في ال‪ ,‬وبه يكون الولء والبراء‪ .‬ولم يكن العداء والقتل في السلم على الجنسية‬
‫أو القومية البتة‪ ،‬كما هو الحال عند بعض الجهلة هذه اليام‪ .‬ومن أظهر الدلة الَعَملية على ذلك‪،‬‬
‫أمُر الرسول صلى ال عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى الحبشة‪ ,‬على الرغم من أنها تدين‬
‫بالنصرانية الكافرة‪ ,‬تاركين مكة حيث الهل والعشيرة‪ ،‬ذلك لن النظام النصراني في الحبشة قد‬
‫حفظ للمسلمين الضروريات الخمس‪ ,‬عبادة ودعوة وتجارة وتكاثرًا واحترامًا‪ ،‬في حين قامت قريش‬
‫‪ -‬أبناء العمومة ‪ -‬بمنعهم من ممارستها‪ ,‬بقتلهم ونهب أموالهم وعدم مصاهرتهم وانتهاك أعراضهم‬
‫واتهام من أسلم منهم بالجنون‪ .‬لذلك كله دخلت قريش والدول الشتراكية المحاربة للضروريات‬
‫سوَلُه َوَلْو‬‫ل َوَر ُ‬ ‫حاّد ا َّ‬
‫ن َ‬‫ن َم ْ‬‫خِر ُيَواّدو َ‬ ‫لِ‬ ‫ل َواْلَيْوِم ا ْ‬‫ن ِبا ِّ‬‫جُد َقْوًما ُيْؤِمُنو َ‬ ‫الخمس في قوله تعالى ‪َ) :‬ل َت ِ‬
‫ح ِمْنُه‪...‬‬‫ن َوَأّيَدُهْم ِبُرو ٍ‬‫ب ِفي ُقُلوِبِهْم اِْليَما َ‬ ‫ك َكَت َ‬‫شيَرَتُهْم ُأْوَلِئ َ‬‫ع ِ‬‫خَواَنُهْم َأْو َ‬ ‫َكاُنوا آَباَءُهْم َأْو َأْبَناَءُهْم َأْو ِإ ْ‬
‫ن آَمُنوا اْلَيُهوَد َواّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫عَداوًَة ِلّلِذي َ‬
‫س َ‬‫شّد الّنا ِ‬ ‫ن َأ َ‬‫جَد ّ‬
‫)‪)((22‬المجادلة ‪ .(22‬وفي قوله تعالى‪َ) :‬لَت ِ‬
‫شَرُكوا ‪) .((82)...‬المائدة ‪ . (82‬في حين دخلت الحبشة النصرانية والدول الغربية المحافظة على‬ ‫َأ ْ‬
‫جوُكْم‬‫خِر ُ‬
‫ن َوَلْم ُي ْ‬‫ن َلْم ُيَقاِتُلوُكْم ِفي الّدي ِ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫عْ‬ ‫ل َ‬ ‫الضروريات الخمس‪ ،‬في قوله تعالى‪) :‬لَيْنَهاُكْم ا ُّ‬
‫ن)‪)((8‬الممتحنة ‪ .(8‬وقوله تعالى‪:‬‬ ‫طي َ‬
‫سِ‬ ‫ب اْلُمْق ِ‬ ‫ح ّ‬‫ل ُي ِ‬
‫ن ا َّ‬ ‫طوا ِإَلْيِهْم ِإ ّ‬ ‫سُ‬ ‫ن َتَبّروُهْم َوُتْق ِ‬ ‫ن ِدَياِرُكْم َأ ْ‬‫ِم ْ‬
‫صاَرى()المائدة ‪ .(82‬مذكرين أن المسلمين في‬ ‫ن َقاُلوا ِإّنا َن َ‬ ‫ن آَمُنوا اّلِذي َ‬ ‫ن َأْقَرَبُهْم َمَوّدًة ِلّلِذي َ‬
‫جَد ّ‬‫)َوَلَت ِ‬
‫الحبشة لم يؤمروا بالعودة بحجة قيام دولة السلم في المدينة‪ ،‬على الرغم من تطبيق أحكام الكفر‬
‫فيها‪ .‬فقد عاد جعفر بن أبي طالب رضي ال عنه في السنة الثامنة للهجرة‪ ،‬ول يعني ول يلزم من‬
‫قولنا هذا عدم التبري من دين النصارى‪89......................................................................‬‬
‫غَلِبِهمْ‬
‫ن َبْعِد َ‬
‫ض َوُهْم ِم ْ‬
‫ت الّروُم)‪ِ(2‬في َأْدَنى اَْلْر ِ‬ ‫غِلَب ْ‬
‫‪ -5‬انطلقًا من العبر في قوله تعالى‪ ) :‬الم)‪ُ (1‬‬
‫حزن‬ ‫ن)‪)(4‬الروم(‪ ،‬و ُ‬ ‫ح اْلُمْؤِمُنو َ‬
‫ن َبْعُد َوَيْوَمِئٍذ َيْفَر ُ‬
‫ن َقْبُل َوِم ْ‬
‫ل اَْلْمُر ِم ْ‬
‫ن ِّ‬
‫سِني َ‬
‫ضِع ِ‬
‫ن)‪ِ(3‬في ِب ْ‬
‫سَيْغِلُبو َ‬
‫َ‬
‫المسلمين لهزيمة الروم لنهم القرب إلى ديننا من الفرس‪ ,‬علمًا أن هذا التعاطف معهم ليس من‬

‫‪103‬‬
‫باب الولء أو العمالة لهم في شيء‪ .‬فإننا نؤيد كل حركة تقلل من الشر في الرض‪ ،‬ولو بتغيير‬
‫الشر الكبر والكفر الكبر بالشر الصغر والكفر الصغر‪ .‬وللقواعد الصولية" دفع الضرر الكبر‬
‫بالضرر الصغر" أو " اختيار أدنى المفسدتين " أو " درء المفاسد وتقليلها "‪ ،‬ول يقال في مثل‬
‫هذا الموضع )كلهم كفار( ‪ ،‬فهناك كفر وكفر أكبر‪ ،‬وشر وشر أكبر‪90.....................................‬‬
‫وبناء على ما سبق مما توصلنا إليه‪ ,‬فانه يلزم كل مسلم أن يؤيد كل ما يؤدي إلى حفظ‬
‫الضرورات الخمس أو استكمالها‪ ,‬ورفض كل ما يؤدي إلى انتهاك الضرورات الخمس أو بعضها‪....‬‬
‫‪91‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ,‬علينا أن نرفض قيام أمريكا بإسقاط حركة طالبان‪ -‬التي تسببت سياسة ابن لدن‬
‫وأخطاء الحركة الفادحة بزوالها‪ -‬أو بزوال السعودية أو أي دولة عربية غير يسارية التوجه‪ ,‬لما‬
‫في ذلك من إيقاع الضرر على الضرورات الخمس‪ ,‬ليس لزوالها‪ ,‬بل لزوال التشريعات الموضوعة‬
‫في السعودية خاصة وحركة طالبان لحفظ هذه الضرورات‪ .‬فكيف بموقفنا من قيام دولة اشتراكية‪-‬‬
‫ولو عربية‪ -‬بإسقاط النظام السعودي أو حركة طالبان أو أي دولة مسلمة أخرى مثل الردن ؟‬
‫سنكون أشد رفضا واستنكارا لذلك‪ ,‬ولو استطعنا الجهاد إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع لدفع‬
‫حصول ذلك لفعلنا‪ ,‬ويا ليتهم يعلمون أن البديل عن الحكم في السعودية‪ ،‬سيكون نظاما يساريا‪ ،‬أو‬
‫شيعيًا‪91............................................................................................................. .‬‬
‫ولو خيرنا بين نظام ديموقراطي تحفظ فيه الضرورات الخمس‪ ,‬ونظام ثوري شيوعي اشتراكي‬
‫تنتهك فيه الضرورات الخمس‪ ،‬ولو حتى ضرورة واحدة منها‪ ،‬لوجب علينا اختيار النظام‬
‫الديموقراطي الذي تحفظ فيه الضرورات الخمس‪ ,‬حتى لو كان النظام الشتراكي من جلدتنا‪ ,‬ول يعّد‬
‫هذا الخيار من باب الولء أو العمالة للنظام الديموقراطي كما يزعم البعض ممن قل علمهم‪ .‬وإل لزم‬
‫القائلين بذلك‪91......................................................................................................:‬‬
‫أ‪ -‬اتهام الصحابة بالولء والعمالة للروم‪ ,‬إذ تعاطفوا معهم حين هزمهم الفرس‪92.................... .‬‬
‫ب‪ -‬اتهام الصحابة المهاجرين إلى الحبشة النصرانية بالولء والعمالة لها‪ ،‬لقبولهم العيش في كنف‬
‫النصارى وتحت حكمهم‪ .‬وليس المر كذلك‪ ،‬إنما كان تعاطفهم مع الروم وهجرتهم إلى الحبشة‪ ،‬من‬
‫باب " درء المفاسد أو تقليلها "‪ ،‬أو " اختيار أدنى المفسدتين "‪ ،‬فمفسدة الفرس أعظم من‬
‫مفسدة الروم‪ ،‬ومفسدة كفار مكة أعظم من مفسدة الحبشة‪ ،‬ولكن ما هكذا تحسب المور‪92........ .‬‬
‫وانطلقا من مقصد الشريعة السمى " تحصيل المصالح و تكميلها‪ ,‬وتعطيل المفاسد وتقليلها "‬
‫نقول باختصار‪92....................................................................................................:‬‬
‫علينا أن نرفض كل تغيير سواء أكان من السوء إلى السوأ أو من الخير إلى السوء أو من الخير‬
‫الكمل إلى الخير الكامل‪ .‬فإن ذلك يدفع باتجاه الهزيمة‪.‬وان نؤيد كل تغيير من الشر إلى الخير‪ ،‬أو‬
‫من الشر إلى شر أقل منه‪ ,‬أو من الخير إلى خير أكمل منه‪ .‬فإن ذلك يدفع باتجاه النصر‪92............‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ -6‬يجب أن ُيعلم في ضوء النتائج السابقة‪ ،‬أن الكثير من المواقف السياسية والعمال الصواب‪،‬‬
‫الصادرة عن كثير من الساسة والحكام العرب والمسلمين غير الشتراكيين التي تصب في المصالح‬
‫العامة للمة‪ ،‬تصنف عند البعض من باب الخيانة للمة والعمالة للجنبي‪ .‬ويرجع سبب ذلك إلى‪. . .:‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ -1‬الجهل في الحكام الشرعية المطابقة للواقع‪93.............................................................‬‬
‫‪ -2‬الجهل في فهم الواقع‪ ،‬أو أنهم َُأفهموا أوهاما وسرابا ظنوها بالخدع الجاسوسية حقائق‪ .‬فأنزلوا‬
‫الحكام الشرعية عليها فأخطؤا‪ .‬فإن كانوا من العلماء المجتهدين فلهم أجر‪ ،‬وإن لم يكونوا كذلك‪،‬‬
‫ضلوا وأضلوا‪93......................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم‪ ،‬أو زعزعتها للسببين الماضيين وللخطط الصهيونية‬
‫والشتراكية‪93........................................................................................................‬‬
‫وهذا الصنف من الناس‪ ،‬الذين ل يثقون بمقولت ومواقف بعض الساسة والحكام العرب من غير‬
‫الشتراكيين‪ ،‬يشكلون خطرًا كبيرًا على أمن البلد والعباد‪ ،‬فهم ممن وصفهم الرسول‪-‬صلى ال‬
‫عليه وسّلم‪ -‬بـ " غثاء السيل " المخدوعون بالدعايات والشاعات المغرضة‪ ،‬حتى أنهم كّذبوا‬
‫الصادق وخّونوا المين‪ ،‬فوقعوا فيما وقع فيه قتلة عثمان بن عفان‪ -‬رضي ال عنه‪94............. .-‬‬
‫‪ -7‬وإذا كان المر كذلك‪ ,‬وجب على المنابر العلمية السلمية أن تقوم بمسؤوليتها في تثقيف‬
‫المجتمع المسلم بمضمون هذه النتائج والتوصيات وتكرارها مع الزمن قبل فوات الوان‪ .‬وأن‬
‫تتحمل لجل ذلك أبشع النعوت والصفات من قبل العديد من الطراف‪94...................................‬‬
‫وفي المقابل القيام بحملة تثقيفية حوارية أخرى في أسرع وقت ممكن‪ ,‬تخاطب فيها الرأي العام‬
‫الغربي بلغته وبالحكمة والموعظة الحسنة‪ ,‬توضح له فيها أسباب الزمة القائمة بينهم وبين‬
‫الشارع السلمي وأن هذه الزمة مفتعلة ل تمثل روح العقيدة السلمية‪ ,‬لن الحركة الصهيونية‬
‫ومعها الشتراكية بقصد‪ ،‬ومن تأثر بمقولتهما السياسية من المسلمين بجهل‪ ,‬يسعون لقناع‬
‫أصحاب القرار في الغرب بأن ما يصدر من أعمال إرهابية من قبل بعض المسلمين يعبر عن طبيعة‬
‫السلم وحقيقته وجوهره‪ ,‬كي يدرجوه ضمن المذاهب الهدامة‪ ،‬كالمذهب الشيوعي سواًء بسواء‪.‬‬
‫ومع ادعاء الشيوعية المحّدثة نبذها للرهاب والمعاناة منه‪ ،‬ستقف الشيوعية مع الغرب جنبًا إلى‬
‫جنب لمحاربة السلم بصفته عدوًا مشتركًا بينهما‪ ،‬وهذا ما نخشى حدوثه مستقبل‪94.................‬‬
‫‪ -8‬حين نظر أعداء السلم من الشتراكيين والصهاينة إلى حرية ممارسة الديان ومنها السلم‬
‫في أمريكا‪ ،‬وما نتج عنه من إقبال المريكان على السلم‪ ،‬بحيث أصبح لكل جماعة من الجماعات‬
‫السلمية المعاصرة حضور واضح وفاعل فيها‪ ،‬ارتبك هؤلء العداء واغتاظوا لما في ذلك من‬
‫تهديد لمخططاتهم الخطيرة في أمريكا‪ ،‬أو زيادة التعاطف المريكي مع القضايا السلمية‪ .‬فأطلقوا‬
‫على السلم في أمريكا‪ ،‬أو على السلم الواقعي الذي ل يستعدي أمريكا ول تستعديه أمريكا بـ‬
‫)السلم المريكي(‪ .‬ورّددوه في وسائل العلم‪ ،‬فتأثر بهذا الشعار الباطل أخوة لنا في العقيدة‪،‬‬

‫‪105‬‬
‫غيورون على دينهم وأمتهم‪ ,‬فوقعوا في التضليل العلمي المغرض وللسف‪ .‬ولهذا نقول لهم إن‬
‫كنتم تنتمون إلى إحدى الجماعات السلمية المعاصرة‪ ،‬فإن لجماعتكم حضورا فاعل وقد يكون‬
‫واسع النتشار في أمريكا‪ ،‬فهل ترضون أن يوصف إسلم جماعتكم بـ ) السلم المريكي ( كون‬
‫القانون المريكي ل يمنع ممارستها للسلم ؟ فإن كنتم يا أصحاب الجماعات السلمية المتواجدة‬
‫في أمريكا ل ترضون بأن يوصف إسلمكم بـ ) السلم المريكي ( وتنفون عن أنفسكم هذه التهمة‪،‬‬
‫بل تحاربونها‪ ،‬فكيف تصّ‍دقون ذلك خارج أمريكا ‍؟ وإذا كانت أمريكا ل تسعى لمركة جماعاتكم‪،‬‬
‫وتعتقدون أن ل وصاية لحد عليكم فيها‪ ،‬وأنتم تعيشون في كنفها وتحت دستورها وقانونها‪ ،‬فكيف‬
‫تصدقون أنها تفعل ذلك خارج بلدها حيث تنقطع قّوتها التشريعية الدستورية‍؟‍؟!!‪94..................‬‬
‫إن ما تقوم به أمريكا خارج بلدها ليس من باب محاربة السلم بقدر ما هو ردود أفعال نتيجة‬
‫التشوهات الفكرية والجهادية التي وقعت فيها بعض الفئات السلمية‪ .‬والتي عانت منها الدول‬
‫السلمية نفسها‪ ،‬ويعاني منها كل مسلم يعيش في بلد الغرب والشرق على حد سواء‪ .‬والدليل على‬
‫ذلك أن المرجعيات السلمية الكبرى في العالم السلمي ) الزهر الشريف في مصر‪ ،‬وهيئة كبار‬
‫العلماء في السعودية‪ ،‬ومشيخة الشام واليمن ( وغيرهم‪ ،‬نّددوا جميعا بهذه العمال المصبوغة‬
‫بالسلم‪ ،‬واعتبروا فاعليها صبية يتلعبون بقدر المة‪ ،‬ل يمثلون إل أنفسهم ومن يقف وراءهم‪....‬‬
‫‪95‬‬
‫وعليه نؤكد أن هذا الظن المغلوط الذي اعتبر السلم العدو الول لمريكا‪ ،‬إنما هو نتيجة الخلط‬
‫الفاضح بين المقدمات والنتائج‪ ،‬أو قل الخلط بين الواقع والوهم‪ ،‬والنظر إلى بعض التقارير‬
‫المنسوبة إلى الدارة المريكية زورا وكذبًا‪ ،‬ويظن البعض أن كل ورقة كتبت في أمريكا أو عمل‬
‫صدر عن أمريكي‪ ،‬يعبر بالضرورة عن سياسة الدارة المريكية‪ ،‬وليس المر كذلك‪ ،‬علما بأن كثيرا‬
‫من التقارير المنشورة على صفحات النترنت والمنسوبة لجهات أمريكية‪ ،‬ليست صحيحة النسبة‪.‬‬
‫وأنه يوجد من الصهاينة والشتراكيين الكثيرون ممن يسعون لتلطيخ صورة أمريكا في العالم لتنفير‬
‫الناس من الرأسمالية سعيا لسقاطها‪ ،‬ومن ثم توريطهم بالشتراكية‪96................................. .‬‬
‫‪ -9‬يظن البعض أن التحالف القائم حاليا بين اليساريين ومختلف الحركات والجماعات السلمية ‪-‬‬
‫إل ما رحم ال – يصب في مصلحة السلم ل اليسار‪ ،‬أو في مصلحة الجميع من باب تقاطع‬
‫المصالح بيننا وبينهم في صراعنا ضد عدونا المشترك أمريكا أو الرأسمالية حسب زعمهم‪ .‬فما‬
‫صحة هذا القول ؟‪96.................................................................................................‬‬
‫لنناقش المر في ضوء ما مر معنا في هذه الرسالة‪ ،‬فنقول‪96............................................:‬‬
‫‪ -‬تبين لنا أن الهدف من تحالف اليسار مع غيرهم هو تحالف مؤقت ضد النظم المستهدفة المحاربة‬
‫لليسار‪ ،‬وخاصة الرأسمالية منها‪96...............................................................................‬‬
‫‪ -‬وبما أن العدو الول للمسلمين وللغرب عامة ولمريكا خاصة‪ ،‬هي الشيوعية الشتراكية التي‬
‫تحارب الضروريات الخمس للنسانية ‪96.....................................................................‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ -‬وبما أن الشتراكية اليهودية ل زالت بعد سياسة إعادة البناء ) البيروسترويكا( هي العدو‬
‫المشترك الول للمسلمين‪ ،‬و للغرب عموما‪ ،‬وللنسانية جمعاء‪96..........................................‬‬
‫‪ -10‬من الممكن جدا أن يندهش كل صاحب عقل بعد الطلع على مادة هذه الرسالة وفهمها‪،‬‬
‫ويتساءل في نفسه‪ ،‬لَم لم يتحرك المسلمون لبيان الخطر الشتراكي الزاحف والتصدي له إعلميا‬
‫وغيره‪ ،‬بقدر عدائه وإجرامه وفتكه بالقضية السلمية وبالمسلمين‪ ،‬في حين نرى حركتهم موجهة‬
‫بقوة إلى الخطر الرأسمالي ؟‪98....................................................................................‬‬
‫سبب ذلك يعود إلى‪99...............................................................................................:‬‬
‫أوًل‪ -‬أننا غثاء كغثاء السيل ) كما وصفنا الرسول صلى ال عليه وسلم(‪99..............................‬‬
‫ثانيًا‪ -‬أساليب الخداع العلمية وغير العلمية التي تمارسها وسائل العلم الشتراكية‬
‫والصهيونية وأفعالهم‪ ،‬ومن تأثر بها من أبناء المة السلمية أفرادا وجماعات‪ ،‬حيث جعلت‬
‫الصادق كاذبا والمين خائنا‪ ،‬والعادل ظالما‪ ،‬والمخلص منافقا وعميل‪ ،‬والعالم جبانا وطاغوتا‬
‫ومخّذل وعالم سلطان‪ ،‬وغيره‪ ،‬فانطبق علينا الوصف الدقيق لحالنا " غثاء كغثاء السيل "‪ .‬فان‬
‫جه والحامل لنا هو نتيجة علم يسمى بـ )علم الجيبرو( ‪ ،‬علم تسخير‬ ‫هذا السيل الفكري المو ِ‬
‫الشعوب ‪ -‬لمصلحة الصهيونية‪ -‬تقوم عليه الشيوعية والصهيونية في روسيا‪ ،‬حيث جعلت مئات‬
‫المليين في العالم كله يصفقون للموت القادم‪ ،‬والجوع والقهر والستعباد وأقسى أنواع الظلم في‬
‫التاريخ البشري‪ ،‬باسم الشتراكية‪ ،‬والحرية‪ ،‬والديموقراطية‪ ،‬والوحدة‪ ،‬وإقامة دولة الخلفة‪،‬‬
‫وأخيرا الجهاد ضد الصهيونية والستعمار الصليبي ‪ .‬وتحت شعارات مختلفة ومتعددة‪ ،‬منها شعار‬
‫" يا عمال العالم اتحدوا "‪ ،‬وشعار " العدل في توزيع الثروة "‪ ،‬وشعار " العدالة الجتماعية"‪،‬‬
‫والشعار المرحلي " ل شرقية ول غربية " ‪ ،‬وشعار " اشتراكية السلم"‪ ،‬وشعار " الكفر ملة‬
‫واحدة "‪ ،‬وشعــار " كلهم كفار "‪ ،‬وشعار ماتت الشيوعية "‪ ،‬وأخيرا شعار " محاربة العولمة‬
‫والقطب الواحد "‪ .‬لذلك فإننا نعيش أيام الخدع الكبرى والدجل في زمن السنوات الخداعات‪ ،‬وهذا‬
‫يذكرنا بفتنة الدجال التي تسبق خروجه‪ ،‬فكيف الحال بنا بعد خروجه؟ فمن أراد النجاة من الفتن‬
‫فعليه أن يرى الواقع بعينه‪ ،‬ويتجنب الشاعات المغرضة القاتلة‪99........................................‬‬
‫‪100....................................................................................................................‬‬
‫" لمصلحة من معاداة أمريكا " ؟‪100............................................................................‬‬
‫كلمة يجب إبرازها وتكرارها في المجتمعات السلمية ‪100.................................................‬‬
‫والحمد ل رب العــالمين‪100.......................................................................................‬‬
‫الفـــهرس‪101.........................................................................................................‬‬

‫‪107‬‬

You might also like